-
مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
بارك الله فيكم
قال الأزهري في تهذيبه: واتفق أهل العلم من اللغويين وغيرهم أن (الإيمان) معناه: التَّصديق
وتبعه على حكاية الإجماع الزبيديُ في تاجه
وهو الذي ذكره أهل اللغة كما في القواميس والمعاجم
وهو موجود في كلام السلف كسعيد بن جبير
/// أليس إجماع أهل الفن حجة لا تجوز مخالفته فكيف إذا شاركهم على هذا الإجماع غيرهم
/// هل تعلمون من نقض هذا الإجماع ؟؟ بذكر خلافٍ عن أهل اللغة
/// من ناقش أدلة شيخ الإسلام التي ذكرها في الإيمان الكبير؟؟
/// السهيلي سابق لشيخ الإسلام في نفي الترادف بين الإيمان والتصديق من وجهين
كما ذكره السبكي في الإبهاج وناقشه
-
رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
ما اعلمه أن شيخ الاسلام ناقش الأمر في مجلد الايمان على جميع الاحتمالات سواء كان الايمان في اللغة قد نقل معناه في الشرع ام لا و لم يركز على انكار الاجماع فقط مع أنه ناقش أيضا احتمال أن يكون ناقل هذا الاجماع من أئمة اللغة ممن هم أعلى طبقة من الأزهري أو من طبقته كالخليل و الأصمعي ممن حصروا أوضاع اللغة و تراكيب اللسان العربي وذكر من خالف في ذلك اثناء كلامه و قارن بين نقل أهل اللغة ونقل أهل الشرع و أن الأخير قاض على الأول في مجاله و أن الأخذ باجماع الصدر الأول الذين أخذ عنهم كل شيء بأن الايمان قول و عمل أولى و أوثق من الأخذ بحكاية اجماع من أحد اللغويين فلو قدر التعارض بينهما لكان تقديم الأول أولى و هذا كله اورده على لسان اهل السنة و انتقادات شيخ الاسلام في فقه أصول اللغة معروفة بعمقها و يصعب الاستدراك عليه في الرد لأنه يناقش في طور نشأة هذه الصناعة و تأصيلها و حصر اصول تركيب لسان العرب و التفريع عليها و معرفة المهمل منها و المستعمل لا في طور التصنيف و البسط و الترجيح و يتسعمل في ذلك حقولا معرفية متعددة في آن فيكون الاستدراك عليه كما لو استدركت عليه مسألة فقهية ناقشها على مستوى الخلاف العالي بين كبار الأئمة كعمر بن عبد العزيز و ابن المبارك و اسحق في عصر وضع المذاهب على الأصول الكبار التي اعتبرها الشارع فتستدرك عليه بحكاية اجماع للقاضي عياض أولابن عبد البر .. فهو يغترف من البحر و أنت تغترف من السواقي و هذا يفسرالواقعة التي حدثث له مع امام العربية في عصره أبي حيان...وهذا بعض كلامه في رده على الامام الباقلاني:"قال القاضى أبو بكر فى التمهيد ( فان قالوا فخبرونا ما الايمان عندكم قيل الايمان هو التصديق بالله وهو العلم والصديق يوجد بالقلب فان قال فما الدليل على ما قلتم قيل اجماع أهل اللغة قاطبة على أن الايمان قبل نزول القرآن وبعثة النبى ( ( هو التصديق لا يعرفون فى اللغة ايمانا غير ذلك ويدل على ذلك قوله تعالى وما أنت بمؤمن لنا أى بمصدق لنا ومنه قولهم فلان يؤمن بالشفاعة وفلان لا يؤمن بعذاب القبر أى لا يصدق بذلك فوجب أن الايمان فى الشريعة هو الايمان المعروف فى اللغة لأن الله ما غير اللسان العربى ولا قلبه ولو فعل ذلك لتواترت الأخبار بفعله وتوفرت دواعى الأمة على نقله ولغلب اظهاره على كتمانه وفى علمنا بأنه لم يفعل ذلك بل اقرار أسماء الاشياء والتخاطب بأسره على ما كان دليل على أن الايمان فى الشريعة هو الايمان اللغوى ومما يبين ذلك قوله تعالى وما أرسلنا من رسول الا بلسان قومه وقوله انا جعلناه قرآنا عربيا فأخبر أنه أنزل القرآن بلغة العرب وسمى الأسماء بمسمياتهم ولا وجه للعدول بهذه الآيات عن ظواهرها بغير حجة لا سيما مع القول بالعموم وحصول التوقيف على أن القرآن نزل بلغتهم فدل على ما قلناه من أن الايمان ما وصفناه دون ما سواه من سائر الطاعات من النوافل والمفروضات هذا لفظه "
وهذا عمدة من نصر قول الجهمية فى ( مسألة الايمان ( وللجمهور من أهل السنة وغيرهم عن هذا أجوبة
( أحدهما ( قول من ينازعه فى أن الايمان فى اللغة مرادف للتصديق ويقول هو بمعنى الاقرار وغيره
و ( الثانى ( قول من يقول وان كان فى اللغة هو التصديق فالتصديق يكون بالقلب واللسان وسائر الجوارح كما قال النبى ( ( والفرج يصدق ذلك أو يكذبه (
و ( الثالث ( أن يقال ليس هو مطلق التصديق بل هو تصديق خاص مقيد بقيود اتصل اللفظ بها وليس هذا نقلا للفظ ولا تغييرا له فان الله لم يأمرنا بايمان مطلق بل بايمان خاص وصفه وبينه
و ( الرابع ( أن يقال وان كان هو التصديق فالتصديق التام القائم بالقلب مستلزم لما وجب من أعمال القلب والجوارح فان هذه لوازم الايمان التام وانتفاء اللازم دليل على انتفاء الملزوم ونقول ان هذه اللوازم تدخل فى مسمى اللفظ تارة وتخرج عنه أخرى
( الخامس ( قول من يقول أن اللفظ باق على معناه فى اللغة ولكن الشارع زاد فيه أحكاما (
السادس ( قول من يقول ان الشارع استعمله فى معناه المجازى فهو حقيقة شرعية مجاز لغوى
( السابع ( قول من يقول انه منقول
فهذه سبعة أقوال الأول ( قول من ينازع فى أن معناه فى اللغة التصديق ويقول ليس هو التصديق بل بمعنى الاقرار وغيره ( قوله ( اجماع أهل اللغة قاطبة على أن الايمان قبل نزول القرآن هو التصديق فيقال له من نقل هذا الاجماع ومن أين يعلم هذا الاجماع وفى أى كتاب ذكر هذا الاجماع
( الثانى ( أن يقال أتعنى بأهل اللغة نقلتها كأبى عمرو والاصمعى والخليل ونحوهم أو المتكلمين بها فان عنيت الأول فهؤلاء لا ينقلون كل ما كان قبل الإسلام باسناد وانما ينقلون ما سمعوه من العرب فى زمانهم وما سمعوه فى دواوين الشعر وكلام العرب وغير ذلك بالاسناد ولا نعلم فيما نقلوه لفظ الايمان فضلا عن أن يكونوا أجمعوا عليه وان عنيت المتكلمين بهذا اللفظ قبل الإسلام فهؤلاء لم نشهدهم ولا نقل لنا أحد عنهم ذلك
( الثالث ( أنه لا يعرف عن هؤلاء جميعهم أنهم قالوا الايمان فى اللغة هو التصديق بل ولا عن بعضهم وان قدر أنه قاله واحد أو اثنان فليس هذا اجماعا
( الرابع ( أن يقال هؤلاء لا ينقلون عن العرب أنهم قالوا معنى هذا اللفظ كذا وكذا وانما ينقلون الكلام المسموع من العرب وأنه يفهم منه كذا وكذا وحينئذ فلو قدر أنهم نقلوا كلاما عن العرب يفهم منه أن الايمان هو التصديق لم يكن ذلك أبلغ من نقل المسلمين كافة للقرآن عن النبى ( ( واذا كان مع ذلك قد يظن بعضهم أنه أريد به معنى ولم يرده فظن هؤلاء ذلك فيما ينقلونه عن العرب أولى
( الخامس ( أنه لو قدر أنهم قالوا هذا فهم آحاد لا يثبت بنقلهم التواتر و ( التواتر ( من شرطه استواء الطرفين والواسطة وأين التواتر الموجود عن العرب قاطبة قبل نزول القرآن أنهم كانوا لا يعرفون للايمان معنى غير التصديق
فان قيل هذا يقدح فى العلم باللغة قبل نزول القرآن قيل فليكن ونحن لا حاجة بنا مع بيان الرسول لما بعثه الله به من القرآن أن نعرف اللغة قبل نزول القرآن والقرآن نزل بلغة قريش والذين خوطبوا به كانوا عربا وقد فهموا ما أريد به وهم الصحابة ثم الصحابة بلغوا لفظ القرآن ومعناه الى التابعين حتى انتهى الينا فلم يبق بنا حاجة الى أن تتواتر عندنا تلك اللغة من غير طريق تواتر القرآن لكن لما تواتر القرآن لفظا ومعنى وعرفنا أنه نزل بلغتهم عرفنا أنه كان فى لغتهم لفظ السماء والأرض والليل والنهار والشمس والقمر ونحو ذلك على ما هو معناها فى القرآن والا فلو كلفنا نقلا متواترا لآحاد هذه الألفاظ من غير القرآن لتعذر علينا ذلك فى جميع الألفاظ لا سيما اذا كان المطلوب أن جميع العرب كانت تريد باللفظ هذا المعنى فان هذا يتعذر العلم به والعلم بمعانى القرآن ليس موقوفا على شىء من ذلك بل الصحابة بلغوا معانى القرآن كما بلغوا لفظه ولو قدرنا أن قوما سمعوا كلاما أعجميا وترجموه لنا بلغتهم لم نحتج الى معرفة اللغة التى خوطبوا بها أولا
( السادس ( أنه لم يذكر شاهدا من كلام العرب على ما ادعاه عليهم وانما استدل من غير القرآن بقول الناس فلان يؤمن بالشفاعة وفلان يؤمن بالجنة والنار وفلان يؤمن بعذاب القبر وفلان لا يؤمن بذلك ومعلوم أن هذا ليس من ألفاظ العرب قبل نزول القرآن بل هو مما تكلم الناس به بعد عصر الصحابة لما صار من الناس أهل البدع يكذبون بالشفاعة وعذاب القبر ومرادهم بذلك هو مرادهم بقوله فلان يؤمن بالجنة والنار وفلان لا يؤمن بذلك والقائل لذلك وان كان تصديق القلب داخلا فى مراده فليس مراده ذلك وحده بل مراده التصديق بالقلب واللسان فان مجرد تصديق القلب بدون اللسان لا يعلم حتى يخبر به عنه (...)
( الوجه الثامن ( قوله لا يعرفون فى اللغة ايمانا غير ذلك من أين له هذا النفى الذى لا تمكن الاحاطة به بل هو قول بلا علم (
التاسع ( قول من يقول أصل الايمان مأخوذ من الأمن كما ستأتى أقوالهم ان شاء الله وقد نقلوا فى اللغة الايمان بغير هذا المعنى كما قاله الشيخ أبو البيان فى قول "
-
رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
جزاك الله خيرا
/// أولا: ينبغي حصر الكلام في الحقيقة اللغوية وطرق إثباتها ومناقشة الإجماع المحكي أما الكلام عن الحقيقة الشرعية فلا خلاف فيه لأنه حتى وإن ثبت الإجماع فإنه منقول إلى تصديق خاص وهو التصديق الشرعي كما هو مقرر بالأدلة في كتب الاعتقاد
فلا حجة للجهمية ومن تبعهم في نقل هذا الإجماع لأنه تقرر في الأصول أن الحقيقة الشرعية مقدمة على اللغوية
/// قوله رحمه الله:
اقتباس:
فان قيل هذا يقدح فى العلم باللغة قبل نزول القرآن قيل فليكن...
كون فهم الصحابة لكلام الشارع هو المتعين اتباعه وتقديمه على المعنى اللغوي إذا عارضه لا نزاع فيه لكن:
/// هل علم اللغة موضوع لفهم كلام الشارع فقط يعني هل فائدته مقصورة على تفسير كلام الشارع؟!
/// سلمنا أنه مقصور على ذلك لكن أليس من طرق الترجيح بين فهوم الصحابة إذا اختلفوا ردُهُ إلى الوحيين فإن تعذر رُدّ إلى اللغة فأيّ الفهمين كان أقرب للمعنى اللغوي قدم على الآخر
قد يكون علم اللغة ليس ذا أهمية في تفسير النصوص ابتداءً لكن عند الترجيح والاختلاف لا يستغنى عنه
طبعا ولا شك أن شيخ الإسلام لا يزهد في علم اللغة ولا يذهب إلى الاستغناء عنه بغيره وكلامه في الاقتضاء وغيره في أهمية اللغة وتعلمها معروف مشهور وتطبيقاته العملية عند الترجيح في المسائل معلوم مشهور عنه
فماذا يريد شيخ الإسلام بهذا الكلام هنا ، ما توجيهه ؟
اقتباس:
من أين له هذا النفى الذى لا تمكن الاحاطة به بل هو قول بلا علم
قد يقال هذا ممكن في حق القاضي لكن في حق أهل الاختصاص بعيد ولو سلكنا هذه الطريقة في رد الإجماع لرددنا إجماعات كثيرة
فيقال للإمام أحمد عندما حكى الإجماع ونفى الخلاف في تفسير آية القراءة في الصلاة (وإذا قريء القرآن...): من أين له هذا النفي...إلخ
فإن قيل هو في حق أحمد ممكن لأنه من أهل الاختصاص في معرفة الخلاف الفقهي وخلاف المفسيرين
قيل هو كذلك في حق الأزهري ومن تبعه
اقتباس:
الرابع: أن يقال هؤلاء لا ينقلون عن العرب أنهم قالوا معنى هذا اللفظ كذا وكذا وانما ينقلون الكلام المسموع من العرب وأنه يفهم منه كذا وكذا وحينئذ فلو قدر أنهم نقلوا كلاما عن العرب يفهم منه أن الايمان هو التصديق لم يكن ذلك أبلغ من نقل المسلمين كافة للقرآن عن النبى ( ( واذا كان مع ذلك قد يظن بعضهم أنه أريد به معنى ولم يرده فظن هؤلاء ذلك فيما ينقلونه عن العرب أولى
/// قد يقال هذا ليس مطلقا فأحيانا ينقلون لفظ الأعراب لا معناه فيقولون قال أعرابي كذا قال الشاعر الفلاني كذا
/// قد يقال أيضا فمن أولى بفهم كلام العرب أليس هم أهل العربية والمتخصصين بها من جالس العرب وسمع منها بغير واسطة وشهد قرائن الحال
فهؤلاء أولى بفهم كلامهم ممن لم يجالسهم ولم يشهد قرائن الحال أو كان من غير أهل الاختصاص
/// ثم هو يجعلنا نعيد النظر في نقل هؤلاء العلماء للغة العرب وهذا صعب ومتعذر فبعد فساد الألسنة أصبح الناس عالة على نقل هؤلاء العلماء
-
رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
/// قد يعكس عليه الدليل فيقال:
إذا كان معنى الإيمان هو الإقرار أو مرادفا له فمن نقل هذا عن العرب وهل نقل عن لفظهم أم عن فهمٍ لألفاظهم
وهل نقل بإسناد أم لا ولو نقل فهل هو صحيح أم لا ولو صح فهل نقل آحادا أم تواترا ؟؟
في الحقيقة: من قعد أصلا وجب عليه طرده فإذا قلنا يرجع في كل فن إلى أهله
وجب علينا إرجاع هذه المسألة إلى أهلها فرعا وأصلا
أما فرعا فينظر كلام أهل العربية في معنى الإيمان
وأما أصلا فينظر إلى منهج أهل العربية في اعتماد تفسير الألفاظ والمواد ما هو منهجهم في ذلك؟
وما منهجهم في التعامل مع ما ينقله الأصمعي والخليل ونحوهم عن العرب ؟
وما منهجهم في نقض الإجماع اللغوي؟
وما هو منهجهم في إثبات كلام العرب هل يكتفى بالآحاد أم لا هل ينظر في صحة الإسناد أم لا ؟
وتقدم الكلام على طرف من هذا على هذا الرابط:
أحكام العربية يقضى فيها على وفق ما ورد عن أهلها
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=1136
-
رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
في الحقيقة: المسألة تحتاج إلى بحث كبير من أهل العربية
وإنما نذكر هنا إشكالات واعتراضات لإثراء الموضوع وفتح الأبواب للبحث والإفادة لا لتقرير وتقعيد وتأصيل وترجيح
فهذا مسلك أهل الاختصاص فليس لأمثالنا فيه ناقة ولا بعير بل ولا قطمير
-
رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
ما قلتموه في مشاركتكم الأخيرة كانت ستكون حجتي لأضع ما لدي على شكل استفسارات فسبقتني بها
فكما ذكرتم فقه اللغة علم منيع و مسائله كثيرة المضائق ضيقة المسالك و أتذكر ان كثيرا من اساتذتنا في اللغة كانوا يستوون معنا حين يصل بهم المطاف الى الكلام في هذا العلم و هو اشبه بعلم العلل في الحديث أو علم المقاصد في أصول الفقه لا يستطيعه الا المتبحر في اللغة و كما في العلمين المذكورين فبمعرفة هذا العلم يمكن التمييز بين بين طور و منهج المتقدمين فيه و المتأخرين و من قراءاتي المتواضعة لكتب شيخ الاسلام أجد دائما مناقشاته اللغوية ما تكون في الطور الأول أي طور التأسيس و التقعيد و حصر موضوعات اللغة و تتبع تراكيبها فهو يسلك فيه نهج الاجتهاد أفلا يكون من التعسف مناقشة ما يقول بالزامه أحكاما هي تلزم المقلد في هذا العلم لا المجتهد فيه؟؟؟فقولنا ان أحدا من ائمة اللغة المتقدمين قد حكى الاجماع قد يلزم مقلدا مثلي لم يقوم بعد لسانه بله أن يتبحر في علوم اللغة كما لو ألزمتني بحكاية القاضي عياض الاجماع على تفضيل موضع قبر النبي صلى الله عليه و سلم على ما سواه من المواضع الا ان مجتهدا عالما بمراتب الاجماع و مراتب حجيته كشيخ الاسلام لم يقبل منه مجرد الحكاية بل نقد حكاية الاجماع هناك كما انتقدها هنا و هنامحل الاستفسار التالي : اليس لانتقاده هذا وجه قوي ان تأملناه؟اذ كيف يجمع كل اهل اللسان على معنى و لا ينقل شاهد واحد على ذلك من كلام العرب كما يطالب به شيخ الاسلام وكما نقل الكثير منها في لفظ الصلاة و الزكاة ؟كما لم ينقل اي قول لصحابي أو تابعي يؤيد اجماع القاضي عياض سواء بدلالة الظاهر أو التضمن؟*بل جميع ظواهر الكتاب و السنة على خلاف هذا الاجماع و معه كل أقوال الصحابة و التابعين بلا خلاف و هم بلا شك على علم كبير بالعربية و ما تنحوه العرب في كلامها و لم ينقل عنهم ما يدل على أنه نقل معناه في الشرع كما نقل في الزكاة مثلا عن قتادة و غيره ...نعم قد نقل عن ابن عباس و غيره من السلف أن الايمان هو التصديق الا ان من جمع كافة عباراتهم تبين له أنهم لم يحصروا التصديق في التصديق القلبي كما تدعيه الجهمية لغة تماما كما ذكر شيخ الاسلام بل كان يعني عندهم التصديق بالفعل و بأعمال القلوب و لعل هذا يكون مقصود من حكى الاجماع من المتقدمين و هذا يقودنا لاستفسار آخر ...هل مقولة " إرجاع المسألة إلى أهلها فرعا وأصلا"هي على اطلاقها؟ألا تتجه هذه المقولة فقط ان لم يكن المتلقي1- قادرا على تبينها و فهم دقائقها حتى تكون واضحة عنده من جهة-2- أو ان عارضت المسألة مسألة أوضح واقوى عنده وان لم تتضح عنده هذه المسألة بعينها كما نرد نحن حكاية كثير من أئمة الطبيعيات الاجماع على نظرية النشوء و الارتقاء و ان لم نكن قادرين على تبينها مثل اهلها لمعارضتها لما هو اوضح و أقوى دليلا عندنا ...و في مسألتنا هذه نجد أن شيخ الاسلام يضرب بسهم وافر في علوم اللغة وان لم نعر بالا لشهادات من عاصره فالمباحث اللغوية التي تطرق لها في كتبه قاضية بذلك ففيها من العمق ما لا يخفى..و من جهة اخرى نجد أن الصحابة ايضا و التابعين بشهادة الجميع كانوا متمكنين من العربية سليقة و طبعا وعلماؤهم من اعلم الناس بمذاهب العرب في كلامها و مع ذلك اتفقوا على على خلاف هذا الاجماع بمعناه الجهمي مع توارد ظواهر الكتاب و السنة على خلافه و هما قمة ما يطمح للاستشهاد به أي لغوي فكم تقرأ في خلافات البصريين و الكوفيين و اختلاف شرائطهم في النقل و احتجاج بعضهم على بعض بالقرائن فترى ان وجد أحدهم كلاما لأعرابي أو لشاعر خال من شبهة اللحن أو من عادة استعمال المهجور و الغريب من الألفاظ و البعد عن المولدين و المحدثين تكاد تحس بالفرحة تتطاير من حروف الكتاب مع ما ينتظره من غريمه المنافس من الطعن و التشكيك فكيف ان وجد آية أو حديثا تؤيد مذهبه و عليه تواردت اقوال كافة اهل الحاضرة من الصحابة و التابعين؟فلعل هذا هو ما قصده شيخ الاسلام بقوله "فان قيل هذا يقدح فى العلم باللغة قبل نزول القرآن قيل فليكن..." ان نقل أوضاع اللغة قد يقبل ما دام لم يعارض النقل الأوثق لألفاظ و معاني الوحيين- كما يعلم من تقسيم اللغويين لأنواع النقل في اللغة -و الا كان دالا على علة قادحة في هذا النقل و خاصة على قول من يقول من اللغويين -كابن فارس - أن لغة العرب توقيف و ان شتاتها جمع للنبي صلى الله عليه و سلم و هذا و ان طعن فيه من جهة الاصطلاحات الحادثة كما يقول ابن جني لكن الطعن لا يستقيم في أصل المواضعات كماذكر هو نفسه و هو من كبار المعتزلة...و في رد شيخ الاسلام على الامام فخر الدين الرازي في دعواه افادة السمعيات للظن فقط شيء كثير من البحث في أصول نقل اللغة يوافق فيها الرازي و يخالفه و كلام الامام الرازي معتمد عند كثير من متأخري اللغويين و الأصوليين في كلامهم عن طرق تبوث اللغة لا يكادون يتعقبونه بشيء..و كما قلتم فالموضوع كبير وليست هذه الا استفسارات و اشكالات لاستثارة القرائح فلعل عالما به يمر و يفيدنا
__________________
*ولعل هذا هو وجه مطالبة شيخ الاسلام الباقلاني بدليل على ما نفاه من أنهم لم يكونوا يعرفون معنى في اللغة للايمان الا معنى التصديق القلبي وان حكاية الاجماع هنا قول بلا علم لأنه لم يذكر مستنده فيه فهو يطالبه بشاهد و لو كان واحدا كما نطالب القاضي عياض بقول واحد من الصحابة او التابعين أو أئمة الفقهاء يقول بما ادعى الاجماع عليه و لهذا لا يمكن مقارنته بحكاية أحمد للاجماع في تفسير الآية لأنه قد نقل من كان يقول به من الصحابة و التابعين قبل حكاية الامام أحمد للاجماع و من خالف انما خالف في صورة لا تشملها حكاية الامام احمد له و لهذا حكى قريبا منه على الأصح من كان قبله كالزهري و أقره من جاء بعده كابن عبد البر فلا شك أن حكاية مثل هذا الاجماع حكاية قويةو ان افترض وجود مخالف بخلاف من حكى اجماعا و لم يعرف قائل به بل عرف عن الكافة خلافه
-
رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن الرومية
فهو يسلك فيه نهج الاجتهاد أفلا يكون من التعسف مناقشة ما يقول بالزامه أحكاما هي تلزم المقلد في هذا العلم لا المجتهد فيه؟؟؟
هذا من الأخطاء الشائعة عند بعض أهل العلم فضلا عن كثير من طلبة العلم.
فإن الإجماع يلزم الأخذ به مطلقا، ولا يستثنى منه مجتهد أو غيره، وأصلا لا يصح الترجيح في مسائل العلم إلا للمجتهد، فالمقلد ليس له إلا أن يأخذ قول مقلده فقط.
ولكن نقاش شيخ الإسلام وغيره إنما هو في: هل هذا الإجماع صحيح؟ وهل له وجود؟
هذا ما ينبغي المناقشة فيه؛ لأن الإجماع ليس معناه أن يقول بعض العلماء: (أجمع العلماء على كذا)، وإنما معناه تحقيق معنى الإجماع، فكثير من العلماء يحكون الإجماع في مسائل وقع فيها الخلاف، بل نقل الإجماع على خلافها أحيانا، ولذلك نرى تفاوت مراتب أهل العلم في حكاية الإجماع.
ثم إن الإجماع اللغوي يختلف عن الإجماع الشرعي، وكثير من العلماء - ومنهم الأزهري - يعبرون بالإجماع عن اتفاق أهل الكوفة والبصرة فقط.
-
رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
هناك أمر آخر..
وهو أن نقل الإجماع في مسألة تتعلق بفن من الفنون..وكان لهذه المسألة تعلق بالشرع..
فلا يلزم أن يكون حجة في كل حال..فهناك مثلا ما يشبه الإجماع بين الأطباء أن ختان الإناث مؤذ..
ولا عبرة بكلامهم..
وجماهير أهل اللغة..ليسوا على جادة السلف في الاعتقاد بل كثير من كبرائهم معتزليون..
والله أعلم
-
رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
كلام الأخ أبي القاسم فيه نظر
فإجماع أهل الفن حجة على غيرهم، ولا عبرة بخلاف غيرهم.
وأما إجماع الأطباء على أن الختان مؤذ، فهذا خطأ واضح، فأنا أعرف كثيرا من الأطباء والطبيبات يختنون ويختن، ولا يقول أحد منهم إن الختان مؤذ.
وأما أن جماهير أهل اللغة معتزليون فهذا أيضا فيه نظر؛ فأكثر أئمة اللغة المتقدمين كانوا من أهل السنة، أو على الأقل ليس لهم خلاف معروف لأهل السنة في مسائل الاعتقاد.
وهذا حتى القرن الرابع، أما بعد القرن الرابع، فأكثرهم على المنهج الأشعري، ولكن لم يظهر تأثير واضح كبير لذلك على مسائل الاعتقاد.
ونحن كلامنا عن إجماع أهل اللغة، وليس عن كلام الأشاعرة منهم أو المعتزلة، ولا شك أنه لا يمكن أن يتحقق إجماع لأهل اللغة بقول أشاعرتهم فقط أو شبه ذلك.
-
رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
غالبا ما تكون الاعتراضات على ما حققه شيخ الإسلام من المسائل هي اعتراضات واهية ، تجد الأجوبة عليها من نفس كتب الشيخ وكلامه . ومنها هذا الموضوع . فليمعن النظر فيها وفيها بغيتنا بإذن الله تعالى .
-
رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
عودة إلى بيت القصيد :
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمجد الفلسطينى
بارك الله فيكم
قال الأزهري في تهذيبه: واتفق أهل العلم من اللغويين وغيرهم أن (الإيمان) معناه: التَّصديق
وتبعه على حكاية الإجماع الزبيديُ في تاجه
وهو الذي ذكره أهل اللغة كما في القواميس والمعاجم
وهو موجود في كلام السلف كسعيد بن جبير
/// أليس إجماع أهل الفن حجة لا تجوز مخالفته فكيف إذا شاركهم على هذا الإجماع غيرهم
/// هل تعلمون من نقض هذا الإجماع ؟؟ بذكر خلافٍ عن أهل اللغة
/// من ناقش أدلة شيخ الإسلام التي ذكرها في الإيمان الكبير؟؟
/// السهيلي سابق لشيخ الإسلام في نفي الترادف بين الإيمان والتصديق من وجهين
كما ذكره السبكي في الإبهاج وناقشه
وفقك الله !
هذا الإجماع أصلا لا ينتقضه شيخ السلام . فكيف تجعله مخالفا لقوله حتى تطلب منا المناقشة ؟!
وهاكم كلام الأزهري في ذلك الموضع :
اقتباس:
وأما " الإيمان " فهو مصدر: آمن يؤمن إيمانا؛ فهو مؤمن.
واتفق أهل العلم من اللغويين وغيرهم أن " الإيمان " معناه: التَّصديق؛ وقال الله تعالى: (قالت الأَعْرابُ آمنّا قُلْ لم تُؤْمنوا ولكن قُولُوا أَسْلَمْنا). وهذا موضع يحتاج الناس إلى تفهمه، وأين ينفصل المؤمن من المسلم، وأين يستويان؟ فالإسلام إظهار الخضوع والقبول لما أتى به النبي صلى الله عليه وسلم، وبه يُحقن الدم، فإن كان مع ذلك الإظهار اعتقاد وتصديق بالقلب فذلك الإيمان، الذي يقال للموصوف به: هو مؤمن مسلم، وهو المؤمن بالله ورسوله، غير مرتاب ولا شاك، وهو الذي يرى أن أداء الفرائض واجب عليه، وأن الجهاد بنفسه وماله واجب عليه، لا يدخله في ذلك ريب، فهو المؤمن وهو المسلم حقًّا؛ كما قال الله تعالى: (إنما المُؤمنون الذين آمنُوا بالله ورسوله ثم لم يَرْتَابوا وجاهَدوا بأموالهم وأَنْفُسهم في سَبِيل الله أولئك هم الصَّادقون). أي: أولئك الذين قالوا إنا مؤمنون، فهم الصادقون.
لاحظ أنه عنى بهذا الإيمان ما وقر في القلب وأظهره العمل !
فنفس التصديق لا يقتصر على التصديق القلبي من غير وجود لوازمه .
ألم يقل صاحب الصحاح : (والصِدِّيقُ: الدائمُ التَصْديقِ، ويكون الذي يُصَدِّقُ قولَه بالعمل) .
ثم يقول الأزهري :
اقتباس:
فأما من أظهر قبول الشريعة واستسلم لدفع المكروه، فهو في الظاهر مسلم وباطنه غير مصدِّق، فذلك الذي يقول: أَسلمت، لأن الإيمان لابد من أن يكون صاحبه صدِّيقاً؛ لأن قول: آمنت بالله، أو قال قائل: آمنت بكذا وكذا، فمعناه: صَدّقت، فأخرج الله تعالى هؤلاء من الإيمان، فقال: (ولمّا يَدْخل الإيمانُ في قُلوبكم)، أي: لم تصدقوا إنما أسلمتم تعوُّذاً من القتل.
ويقول بعد ذلك :
اقتباس:
فالمؤمن مُبطن من التصديق مثل ما يظهر، والمسلم التامّ الإسلام مُظهر الطاعة مؤمن بها، والمسلم الذي أظهر الإسلام تعوُّذاً غير مؤمن في الحقيقة، إلا أن حُكمه في الظاهر حُكم المسلمين. وقال الله تعالى حكاية عن إخوة يوسف لأبيهم: (وما أَنت بمُؤمن لنا ولو كُنّا صادقين). لم يختلف أهل التفسير أن معناه: وما أنت بمصدِّق لنا.
ومعلوم أن التصديق الوارد في تلك الآية ليس مجرد اعتقاد الصدق والحقيقة ، بل ما تعدى إلى أعمال القلب والجوارح مثل عدم الغيض والغضب واللوم والضرب . وقال الأزهري بعده :
اقتباس:
والأصل في الإيمان الدخول في صدق الأمانة التي ائتمنه الله عليها، فإذا اعتقد التَّصديق بقلبه كما صدَّق بلسانه، فقد أدى الأمانة وهو مؤمن، ومن لم يعتقد التصديق بقلبه فهو غير مؤدٍّ للأمانة التي ائتمنه الله عليها وهو منافق. ومن زعم أن الإيمان هو إظهار القول دون التصديق بالقلب، فإنه لا يخلو من وجهين: أحدهما: أن يكون منافقاً ينضح عن المنافقين تأييداً لهم. أو يكون جاهلاً لا يعلم ما يقوله وما يُقال له، أخرجه الجهل واللَّجاج إلى عناد الحق وترك قبول الصواب.
أعاذنا الله من هذه الصفة وجعلنا ممن علم فاستعمل ما علم، أو جهل فتعلم ممن علم، وسلمنا من آفات أهل الزَّيغ والبدع. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
واضح أن هذا الكلام مساره الرد على أمثال الكرامية ممن قصروا معنى الإيمان على مجرد التصديق باللسان .
ثم ختم الأزهري رحمه الله هذا لبيان بقوله القويّ الموافق لبيان شيخ الإسلام ، بل أشد (لكونه لم يفرق بين مطلق الإيمان وبين الإيمان المطلق) :
اقتباس:
وفي قول الله تعالى: (إنما المُؤمنون الذين آمنُوا بالله ورسوله ثم لم يَرْتَابوا وجاهَدوا بأموالهم وأَنْفُسهم في سَبِيل الله أولئك هم الصَّادقون) ما يبين لك أن " المؤمن " هو المُتضمن لهذه الصفة، وأن من لم يتضمن هذه الصفة فليس بمؤمن، لأن " إنما " في كلام العرب تجيء لتثبيت شيء ونفي ما خالفه. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وقال النضر: قالوا للخليل: ما الإيمان؟ فقال: الطمأنينة. قال: وقالوا للخليل: تقول: أنا مؤمن؟ قال: لا أقوله. وهذا تزكية.
أتراه يقول بعد هذا أن معنى (الإيمان) في اللغة هو مجرد (التصديق القلبي) دون (التصديق الساني) ولا (التصديق العملى) . . . ؟!
أترى أن الخليل ينفي عن نفسه ذلك التصديق المجرد ؟!
-
رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
كلامي عن ختان الإناث بارك الله فيك
ولم أقل الجماهير معتزلة
-
رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
ومما ينبه في هذا الصدد أن التقسيم الثلاثي لحقائق الألفاظ إلى الشرعية والعرفية واللغوية تقسيم حادث لا أصل له في كلام السلف ولا أهل اللغة . وما هو إلا أثرا من آثار تقسيم الألفاظ (أو المعاني أو الدلالات) إلى الحقيقة والمجاز - ما هو معروف نقده من شيخ الإسلام رحمه الله . ولم يبعد عن أذهاننا طريقة الأزهري في كلامه الذي نقلته آنفا من عدم تفريقه بين (الحقائق اللغوية) و (الحقائق الشرعية) في معنى "الإيمان" . فإن الراجح في تصرف الشارع للألفاظ أنه تصرف أهل العرف فيها . فالله تعالى في القرآن مثلا لا ينقل لفظ (الحج) ولا (التيمم) من معناهما في اللغة الذي هو (القصد) ، وإنما استعلمهما مقيدين بما يبين المراد . فقال تعالى : (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا) ، وقال : (فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم) . فلم يأمرهم بالحج المطلق ولا التيمم المطلق ، بل أمرهم بحج البيت وتيمم الصيد متبع إياه مسح الوجه واليدين . فليس ههنا نقل ولا شركة ولا مجاز . ثم لما تبين لهم حدود تلك الأوامر ، استعمل الشارع تلك الألفاظ معرفة بألف ولام العهد ، فقال تعالى مثلا : (وأتمموا الحج والعمرة لله) ، وقال : (وأقم الصلاة لذكري) ، وقال (ص) : (الصلاة عماد الدين) وقال : (الصدقة برهان) .
وإنما تحدث أمثال شيخ الإسلام في أن نصوص الكتاب والسنة يطلب معانيها وحدودها أولا من نفس المصادر الشرعية . فإن لم نجد ، فنلتمس تلك المعاني من العرف كحدود الوسق والقُلة والسفر . فإن لم نجد في النصوص ولا في عرف العرب أو عرف الصحابة ما يبين تلك المعاني (لجهلنا لها رأسا) ، فنطلبه من اللغة . . أي نطلب تفسير تلك الألفاظ من استعمال أهل اللغة لها في غير النصوص الشرعية أو من بيان نقلة اللغة من أئمة المعاجم والقواميس . وليس هذا تقسيم الحقائق إلى الشرعية والعرفية واللغوية . وهذا لطيفٌ يحسن الانتباه إليه مرارا حتى لا تزل بنا الأقدام . وليت الشيخ عمر بازمول رحمه الله ينتبه وينبه على هذا في كتابه المسمى : (الحقيقة الشرعية في الكتاب والسنة النبوية)
والله أعلى وأعلم .
-
رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
أخي نضال قد قلتُ:
[QUOTE]
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمجد الفلسطينى
جزاك الله خيرا
/// أولا: ينبغي حصر الكلام في الحقيقة اللغوية وطرق إثباتها ومناقشة الإجماع المحكي أما الكلام عن الحقيقة الشرعية فلا خلاف فيه لأنه حتى وإن ثبت الإجماع فإنه منقول إلى تصديق خاص وهو التصديق الشرعي كما هو مقرر بالأدلة في كتب الاعتقاد
فلا حجة للجهمية ومن تبعهم في نقل هذا الإجماع لأنه تقرر في الأصول أن الحقيقة الشرعية مقدمة على اللغوية
وكلام الأزهري الذي نقلتَه في الاصطلاح الشرعي لا اللغوي ألا تراه حكى عن اللغوي الإجماع
وإنكار أبي العباس للإجماع الذي حكاه القاضي يوضحه
وكذا نقل الزبيدي له
وكذا لو أنك ألقيت نظرة سريعة على المعاجم لتبين لك ذلك
وكذا باقي من تكلم في المسألة من غير أهل اللغة فإنهم عندما يستدلون على مذاهبهم في الإيمان يحتجون بنقل أهل اللغة المذكور
فالأزهري فسر الإيمان أولا لغويا ثم تكلم عليه شرعيا ورد على المخالفين فيه
وهو واضح
اقتباس:
بل جميع ظواهر الكتاب و السنة على خلاف هذا الاجماع و معه كل أقوال الصحابة و التابعين بلا خلاف و هم بلا شك على علم كبير بالعربية و ما تنحوه العرب في كلامها و لم ينقل عنهم ما يدل على أنه نقل معناه في الشرع كما نقل في الزكاة مثلا عن قتادة و غيره ...نعم قد نقل عن ابن عباس و غيره من السلف أن الايمان هو التصديق الا ان من جمع كافة عباراتهم تبين له أنهم لم يحصروا التصديق في التصديق القلبي كما تدعيه الجهمية لغة تماما كما ذكر شيخ الاسلام بل كان يعني عندهم التصديق بالفعل و بأعمال القلوب
تقدم أن الإجماع اللغوي المحكي إن ثبت لا يناقض إجماع السلف على تعريف الإيمان التعريف الشرعي لأنا نقول أن المعنى اللغوي منقول إلى الشرعي يعني المطلوب من العباد هو المعنى الشرعي لا اللغوي
فيمكن أن يكون السلف من الصحابة والتابعين تكلموا عن المعنى الشرعي فإذا سئلتهم عن اللغوي قالوا هو التصديق لكن المطلوب من العباد المعنى الشرعي لا اللغوي
بمعنى آخر لا يرد هذا الإجماع المحكي إلا بإثبات أن الإيمان لغة عند السلف لا يرادف التصديق فقط بل هو تصديق وقول وعمل كالشرعي
اقتباس:
غالبا ما تكون الاعتراضات على ما حققه شيخ الإسلام من المسائل هي اعتراضات واهية
أخي لو كانت المسألة شرعية أكثر منها لغوية لسلمتُ لك بهذه الهيبة
لكن معلوم أن أبا العباس رحمه الله وإن كان عالما باللغة وفنونها إلا أنه يصنف في علماء الشريعة لا اللغة وهذا لا جدال فيه
ولذلك لا يذكر في طبقات أهل اللغة والنحو وإنما يذكر في طبقات علماء الشريعة
ومعلوم الفرق بين من قصر نفسه على علم اللغة وبين من جمع بينه وبين غيره وتخصص في غيره وقصر نفسه على غيره من الفنون
أضف إلى ذلك أن أن المسألة محكيٌ فيها الإجماع من أهل الاختصاص على خلاف قوله رحمه الله
والله لا أشك في فرط ذكاء شيخ الإسلام وعلو كعبه ودقته وتحقيقه
ولما قرأت أدلته في هذه المسألة بهرت وعجبت من غوصه على المعاني ودقائق العلوم
إلا أن الأمر كما وصفت لكم والله أعلم
-
رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
اقتباس:
ومما ينبه في هذا الصدد أن التقسيم الثلاثي لحقائق الألفاظ إلى الشرعية والعرفية واللغوية تقسيم حادث لا أصل له في كلام السلف ولا أهل اللغة
هذا فيه نظر كبير يا أخي وكون السلف لم يجر هذا الاصطلاح على لسانهم لا ينفي وقوعه عندهم فكم من مصطلح حادث في كثير من الفنون كان معروفا عند السلف معناه
وهذا الكلام ذكرني بكلام الصنعاني غفر الله له في كتابه مزالق الأصوليين (وأنا أسميه مزالق الصنعاني) عندما أنكر أنواع الدلالات (المطابقة والالتزام والتضمن) قائلا وهل كان أبو ذر رضي الله عنه يعرف هذا التقسيم
فالله الله في الحفاظ على مصطلحات العلوم فقد باتت عرضة ومرمى للسهام لا مدافع عنها ولا منافح
-
رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
اقتباس:
ثم إن الإجماع اللغوي يختلف عن الإجماع الشرعي، وكثير من العلماء - ومنهم الأزهري - يعبرون بالإجماع عن اتفاق أهل الكوفة والبصرة فقط
الذي أعلمه أن الخلاف بين هاتين المدرستين في مباحث النحو
فهل هو كذلك في مباحث اللغة وتفسير موادها ؟
-
رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
أخي الكريم أمجد . . . برجاء قراءة ردودي مرة ثانية ، ففيها جواب ماعلقتَه في مشاركاتك الأخيرة .
-
رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو القاسم
كلامي عن ختان الإناث بارك الله فيك
وأنا كلامي عن ختان الإناث أيضا !
هل سألتَ طبيبا مسلما من أهل السنة فزعم أن الختان مضر ؟!
-
رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمجد الفلسطينى
الذي أعلمه أن الخلاف بين هاتين المدرستين في مباحث النحو
فهل هو كذلك في مباحث اللغة وتفسير موادها ؟
المدرستان فيهما اللغويون والنحويون، وأصلا الفصل بين النحو واللغة متأخر، وكذلك الفصل بين باقي علوم اللغة.
فالمتقدمون من أهل العلم باللغة لم يكونوا يفصلون بين هذه العلوم، أعني فصلا تاما.
فإذا نظرت في كتبهم فستجدها مشحونة بالمباحث النحوية المختلطة بالمباحث الصرفية والمباحث اللغوية، وكذلك المباحث البلاغية.
وكتاب سيبويه مثلا كتاب لغوي من الدرجة الأولى، وهو أيضا كتاب نحوي، وكتاب صرفي، وأيضا فيه تعرض لكثير من مسائل البلاغة، بله مسائل التفسير وعلوم القرآن.
وأئمة اللغة المشهورون هم من هاتين المدرستين البصرية والكوفية، ولذلك صار إجماعهم كأنه إجماع أهل اللغة قاطبة؛ لأن من سواهم لا يكاد يعرف.
-
رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمجد الفلسطينى
وهذا الكلام ذكرني بكلام الصنعاني غفر الله له في كتابه مزالق الأصوليين (وأنا أسميه مزالق الصنعاني) عندما أنكر أنواع الدلالات (المطابقة والالتزام والتضمن) قائلا وهل كان أبو ذر رضي الله عنه يعرف هذا التقسيم
فالله الله في الحفاظ على مصطلحات العلوم فقد باتت عرضة ومرمى للسهام لا مدافع عنها ولا منافح
أحسنت يا أخي الفاضل بكلامك هذا، فكتاب الصنعاني هذا من أضر الكتب على طلبة العلم!
ومن العجيب أن يصدر هذا الكتاب من الصنعاني، مع ما عرف من علمه في كتبه الأخرى، ومن قرأ باقي كتبه وجد نفسا مختلفا تماما عن نفسه في هذا الكتاب.
ويكفي في اطراحه أنه منابذ لمناهج أهل العلم المعروفين.
-
رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك العوضي
أحسنت يا أخي الفاضل بكلامك هذا، فكتاب الصنعاني هذا من أضر الكتب على طلبة العلم! ومن العجيب أن يصدر هذا الكتاب من الصنعاني، مع ما عرف من علمه في كتبه الأخرى، ومن قرأ باقي كتبه وجد نفسا مختلفا تماما عن نفسه في هذا الكتاب. ويكفي في اطراحه أنه منابذ لمناهج أهل العلم المعروفين.
أما التنبية على ضرر ذلك الكتاب فحسن . وأما قياس ذلك بما أنكرناه من التقسيم الثنائي للألفاظ إلى الحقيقة والمجاز وكذلك التقسيم الثلاثي لحقائق الألفاظ فلا وجه له ، لأن إنكارنا ذاك ليس إنكارا لمجرد الاصطلاحات ، بل هو إنكار لأمر جوهري . فنفس تقسيم الألفاظ إلى المستعمل في موضوعه وإلى المستعمل في غير موضوعه تقسيم لا حقيقة له . وكذلك التفريق بين ما يظن من وضع اللغة ابتداء (قبل الاستعمال !) وبين وضع العرف لاحقا ، وكذلك اعتبار أن الشارع نقل الألفاظ من معانيها اللغوية إلى معنى آخر بوضع جديد يخالف الأول - وقد مر توضيحه بالمثال .
-
رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
هنا كلام يحسن نقله و تأمله ، فهو لإمام من أيمة اللغـة ، ابن فـارس رحمه الله ، يذكر فيه عادات العرب في اللغة قبل الشرع و ما آلت إليه هذه العادات بعده الشرع ، وهو كلام يؤيد فيه ابن فارس قضية التقسيم إلى "اللغوي" و "الشرعي" ، خلافاً لكلام بعض الإخوة الذين شاركوا في هذا الموضوع. يقول - رحمه الله - في كتابه المعروف بـ (الصـاحبـي) ، تحت "باب الأسباب الإسلامية" :
((كَانَتْ العربُ فِي جاهليتها عَلَى إرثٍ من إرث آبائهم فِي لُغاتهم وآدابهم ونسائكهم وقَرابينهم. فلما جاءَ الله جلّ ثناؤه بالإسلام حالت أحوالٌ، ونُسِخَت دِيانات، وأبطلت أمورٌ، ونُقِلت من اللغة ألفاظ من مواضعَ إِلَى مواضع أخَر بزيادات زيدت، وشرائع شُرعت، وشرائط شُرطت. فَعفَّى الآخرُ الأوّلَ، وشُغِل القوم - بعد المُغاوَرات والتّجارات وتَطَلُّب الأرباح والكدْح للمعاش فِي رحلة الشتاء والصَّيف، وبعد الأغرام بالصَّيْد والمُعاقرة والمياسرة - بتلاوة الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بَيْنَ يديه ولا من خلفه تنزيلٌ من حكيم حميد، وبالتَّفقُّه فِي دين الله عزّ وجلّ، وحفظ سنن رسول الله صلى الله تعالى عَلَيْهِ وسلّم، مع اجتهادهم فِي مجاهدة أعداء الإسلام.
فصار الَّذِي نشأ عَلَيْهِ آباؤهم ونشأوا عَلَيْهِ كَأَن لَمْ يكن وحتى تكلَّموا فِي دقائق الفقه وغوامض أبواب المواريث وغيرها من علم الشريعة وتأويل الوحي بما دُوّن وحُفِظ حَتَّى الآن.
فصاروا - بعدما ذكرناه - إِلَى أن يُسأل إمامٌ من الأئمة وهو يخطب عَلَى منبره عن فريضة فَيُفْتي ويَحْسُبُ بثلاث كلمات. وذلك قول أمير المؤمنين عليّ صلوات الله عَلَيْهِ حين سُئل عن ابنتين وأبوين وامرأة: "صار ثُمْنُها تُسعاً" فسميت: المنبريَّة. وإلى أن يقول هو صلوات الله عَلَيْهِ علي منبره والمهاجرون والأنصار متوافرون: "سلوني، فوالله مَا من آية إِلاَّ وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار، أم فِي سهل أم فِي جبل" وحتى قال صلوات الله عَلَيْهِ وأشار إِلَى ابنيه: "يَا قوم، استنبطوا منّي ومن هذين علمَ مَا مضى وَمَا يكون". وإلى ان يتكلم هو وغيره فِي دقائق العلوم بالمشهور من مسائلهم فِي الفرض وحده، كالمشتركة، ومسألة المباهلة والغَرَّاء، وأُمّ الفَرُّوخ، وأُمّ الأرامل، ومسألة الامتحان، ومسألة ابن مسعود، والأكدريّة، ومختصرة زيد، والخرقاء، وغيرها ممّا هو أغْمَضُ وأدقُّ.
فسبحان من نقل أولئك فِي الزمن القريب بتوقيفه، عمّا ألفوه ونشأوا عَلَيْهِ وغذوا بِهِ، إلى مثل هَذَا الَّذِي ذكرناه. وكلّ ذَلِكَ دليل عَلَى حقّ الإيمان وصحة نُبوة نبيّنا محمد صلى الله تعالى عليه وسلم.
فكان مما جاء فِي الإسلام - ذكر المؤمن والمسلم والكافر والمنافق. وأنَّ العرب إنَّما عرفت المؤمن من الأمان والإيمان وهو التصديق. ثُمَّ زادت الشريعة شرائطَ وأوصافاً بِهَا سُمِيَ المؤمن بالإطلاق مؤمناً. وكذلك الإسلام والمسلم، إنّما عَرَفت منه إسلامَ الشيء ثُمَّ جاء فِي الشَّرع من أوصافه مَا جاء. وكذلك كَانَتْ لا تعرف من الكُفر إِلاَّ الغِطاء والسِّتْر. فأما المنافق فاسمٌ جاء بِهِ الإسلام لقوم أَبْطنوا غير مَا أظهروه، وَكَانَ الأصل من نافقاء اليَرْبوع. وَلَمْ يعرفوا فِي الفِسْق إِلاَّ قولهم: "فَسَقَتِ الرُّطبة" إذَا خرجت من قِشرها، وجاء الشرع بأن الفِسق الأفحاش فِي الخروج عن طاعة الله جلّ ثناؤه.
ومما جاء فِي الشرع الصلاة وأصله فِي لغتهم: الدُّعاء.
وَقَدْ كانوا عَرفوا الركوعَ والسجودَ، وإن لَمْ يكن عَلَى هَذِهِ الهيئة، فقالوا:
أَوْ دُرَّةٍ صَدَفِيّةٍ غَوَّاصُهـا = = بَهِج متى يَرَها يُهِلَّ ويَسْجُدِ
وقال الأعشى:
يُراوِحُ من صلوات الملـيك = = طَوْراً سجوداً وطوراً جُؤاراً
والذي عرفوه منه أيضاً مَا أخبرنا بِهِ عليٌّ عن علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد قال: قال أَبو عمروٍ: "اسْجدَ الرجلُ: طأطأ وانْحَنَى" قال حُمَيدُ بن ثور:
فضول أزمَّتها أسْجَـدَت = = سجودَ النصارى لأربابها
وأنشد:
فقلن لَهُ أسْجِدْ لِلَيْلَى فأسجَدا = = يعني البعير إذَا طأطأ رأسه لتِرْكَبَهُ.
وهذا وإن كَانَ فإن العرب لَمْ تعرِفه بمثل مَا أتَت بِهِ الشريعة من الأعداد والمَواقيت والتَّحريم للصلاة، والتَّحليل منها.
وكذلك القيام أصله عندهم الإمساكُ ويقول شاعرهم:
خَيلٌ صِيامٌ وأُخرى غير صائمة = = تَحْتَ العَجاج وخيلٌ تعلُكُ اللُّجُما
ثم زادت الشريعة النِّية، وحَظَرَت الأكلَ والمُباشَرَة وغير ذَلِكَ من شرائع الصوم.
وكذلك الحَجُّ، لَمْ يكن عندهم فِيهِ غير القصد، وسَبْر الجِراح. من ذَلِكَ قولهم:
وأَشْهَدُ من عوفٍ حلُولاً كثـيرةً = = يَحجُّون سِبَّ الزِّبرِقان المُزْعْفَرا
ثم زادت الشريعة مَا زادته من شرائط الحج وشعائره.
وكذلك الزِّكاة، لَمْ تكن العرب تعرفها إِلاَّ من ناحية النَّماءِ، وزاد الشرع مَا زاده فِيهَا مما لا وجه لإطالة الباب بذكره. وَعَلَى هَذَا سائر مَا تركنا ذِكرَه من العُمْرة والجهاد وسائر أبواب الفِقه.
فالوجه فِي هَذَا إذَا سُئل الإنسان عنه أن يقول: فِي الصلاة اسمان لُغويٌّ وشرعيٌّ ، ويذكر مَا كانت العرب تعرفه، ثُمَّ مَا جاءَ الإسلام بِهِ. وهو قياسُ مَا تركنا ذكرَه من سائر العلوم، كالنحو والعَروض والشِّعر: كل ذَلِكَ لَهُ اسمان لُغوي وصِناعيٌّ)). أ.هـ.
-
رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
الرد على مشاركتك الكريمة أخي الشهري - مع نفاسة النقل -، تجده في "عنوان الموضوع": (مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً). (:
-
رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
جزى الله الشيخ الشهري على ما تفضل به من النقل .
لكن لا عجب ، فابن فارس فيما أعلم ممن يتبعون التقسيم الثنائي للكلام إلى الحقيقة والمجاز ،
وهو من أجودهم . منه أنه اعتبر أن المجاز مشتق من (الجواز) لا (التجوز) ؛
ومنه أنه من أنصار القائلين بأن اللغات توقيفية ؛
ومنه أنه نفى المجاز عن أمثال قول الله تعالى : (قُتل الخَرَّاصُون) ، (قُتل الإنسانُ ما أكْفَره) ، (قاتلهم الله أنَّى يُؤَفكون) ؛
ومنه أنه قال في الصاحبي : (فالحقيقة الكلام الموضوع موضِعَه الذي ليس باستعارة ولا تمثيل، ولا تقديم فيه ولا تأخير)؛
فلم يقل مثلا : (الحقيقة هو اللفظ المستعمل فيما وضع له أولا قبل الاستعمال - في العرف الذى به التخاطب) .
-
رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
أظن أن الأخ الشهري أراد الرد على من أنكر تقسيم حقائق الألفاظ إلى ثلاثة أقسام
وكلام ابن فارس جيد نفيس في التمييز بين المعنى اللغوي والشرعي للإيمان وأنه نقل بعد البعثة من معناه اللغوي _وهو التصديق_ إلى المعنى الشرعي
أما إنكار تقسيم حقائق الألفاظ إلى عرفية ولغوية وشرعيه اصطلاحا وحقيقة فليس له وجه بتاتا ولولا أن المسألة مستطردة عن الموضوع الأصل لكان لي معها شأن آخر
-
رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
ابن فارس: "معجم المقاييس": أمن، 1/133-135.
-
رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
الأخ أمجد . . . حفظك الله ؛
مجرد الدعوى لن يقدم ولن يؤخر .
فادخل في صلب الأمر . . . وابدأ بالإجابة على هذه الأسئلة :
- ما تعريفك لـ(الحقيقة) ؟
- وما تعريف (الحقيقة اللغوية) و (الحقيقة الشرعية) و (الحقيقة العرفية) عندك ؟
- وما مورد هذا التقسيم وأساسه ؟
- وهل هناك ألفاظ أو دلالات في العربية غير حقيقية ؟
-
رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
أخي نضال لعلنا نفتح موضوعا مستقلا نناقش فيه هذه المسألة فيما بعد
-
رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
الأخ أمجد . . . حفظك الله . لن يمكنك التحقيق في موضوعك هذا إلا بالإجابة على تلك الأسئلة ، فعليها بناءه .
-
رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
لا يا أخي نضال
لأن جوابنا عن حجة الجهمية والمرجئة _على التسليم بأن الإيمان في اللغة هو التصديق _ ليس كونه منقول من الحقيقة اللغوية إلى الشرعية فقط
بل هناك عدة أجوبة كلها صحيحة وهذه هي :
قال أبو العباس رحمه الله (المجموع (122/7)):
"وللجمهور من أهل السنة وغيرهم عن هذا أجوبة:
أحدهما قول من ينازعه فى أن الايمان فى اللغة مرادف للتصديق ويقول هو بمعنى الاقرار وغيره
و الثانى قول من يقول وان كان فى اللغة هو التصديق فالتصديق يكون بالقلب واللسان وسائر الجوارح كما قال النبى والفرج يصدق ذلك أو يكذبه
و الثالث أن يقال ليس هو مطلق التصديق بل هو تصديق خاص مقيد بقيود اتصل اللفظ بها وليس هذا نقلا للفظ ولا تغييرا له فان الله لم يأمرنا بايمان مطلق بل بايمان خاص وصفه وبينه
و الرابع أن يقال وان كان هو التصديق فالتصديق التام القائم بالقلب مستلزم لما وجب من أعمال القلب والجوارح فان هذه لوازم الايمان التام وانتفاء اللازم دليل على انتفاء الملزوم ونقول ان هذه اللوازم تدخل فى مسمى اللفظ تارة وتخرج عنه أخرى
الخامس قول من يقول أن اللفظ باق على معناه فى اللغة ولكن الشارع زاد فيه أحكاما
السادس قول من يقول ان الشارع استعمله فى معناه المجازى فهو حقيقة شرعية مجاز لغوى
السابع : قول من يقول : إنه منقول...."ا.هـ
فالكلام على النقل جزء من الجواب إن لم يصح صح غيره
إذن فالكلام في هذا المبحث لغوي بحت وأحرص فيه على شيئين:
الأول تحقيق كون الإيمان في اللغة التصديق فقط أو الإقرار والتصديق معا
الثاني التنبيه على مناهج أهل العلم ففي كلام أبي العباس رحمه الله مسائل منهجية لغوية ينبغي تحقيق النظر فيها
-
رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
يا أخي . . . لم ذهبت بعيدا ؟ ركز معي في حدود واضحة ! أولها :
- ما معنى (التصديق) في اللغة ؟
وبالمناسبة ـ أذكرك بشيئين :
1- أن الإجماع الذي ذكره الأزهري هو (إجماع أهل العلم) وليس فقط (اللغويين) !
2- أن خارق هذا الإجماع هم الجهمية والكرامية ، لا شيخ السنة !
أردد قوله السابق : "فإن كان مع ذلك الإظهار اعتقاد وتصديق بالقلب فذلك الإيمان"
وقد سئل الرسول (ص) فيما معناه : ما الإسلام أفضل ؟ فقال : الإيمان .
-
رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
والأمر الثاني :
- هل استعمل العرب لفظ الإيمان في نثرهم أو شعرهم قبل الإسلام ؟ هات مثالا واحدا !
تنبيه : قد يظن ظان أننا نقول بالترادف بين (الإيمان) و (التصديق) لفظا أو معنى ، وليس كذالك . هذا مجرد التنبيه .
-
رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك العوضي
هذا من الأخطاء الشائعة عند بعض أهل العلم فضلا عن كثير من طلبة العلم.
فإن الإجماع يلزم الأخذ به مطلقا، ولا يستثنى منه مجتهد أو غيره، وأصلا لا يصح الترجيح في مسائل العلم إلا للمجتهد، فالمقلد ليس له إلا أن يأخذ قول مقلده فقط.
ولكن نقاش شيخ الإسلام وغيره إنما هو في: هل هذا الإجماع صحيح؟ وهل له وجود؟
هذا ما ينبغي المناقشة فيه؛ لأن الإجماع ليس معناه أن يقول بعض العلماء: (أجمع العلماء على كذا)، وإنما معناه تحقيق معنى الإجماع، فكثير من العلماء يحكون الإجماع في مسائل وقع فيها الخلاف، بل نقل الإجماع على خلافها أحيانا، ولذلك نرى تفاوت مراتب أهل العلم في حكاية الإجماع.
ثم إن الإجماع اللغوي يختلف عن الإجماع الشرعي، وكثير من العلماء - ومنهم الأزهري - يعبرون بالإجماع عن اتفاق أهل الكوفة والبصرة فقط.
شيخنا أبا مالك جزاكم الله خيرا على ما تفضلتم به و كلامي لا يخرج عما ذكرتم فلم أكن أتكلم عن الاجماع الصحيح بل عن حكاية الاجماع فطالب العلم قد لا يستطيع في كثير من الأحيان تحقيق صحة حكاية الاجماع من عدمها لعدم تمكنه من آلات الاجتهاد فلهذا طالب العلم قد يقنع بمثل هذه الحكاية في الاطار المسموح لأمثاله من الاجتهاد في المذهب و معرفة المشهور و المعتمد أما العالم المجتهد المتبحر في العلم المتمكن من وسائل الاجتهاد فيه المطلع على مقاصد أهله والخبير بالأصول التي بنوا عليها مذاهبهم فسيكون من التعسف الاحتجاج عليه بادعاء اجماع دون تبيين مستنده و أدلة صحته و لهذا فحين أوردت كلام شيخ الاسلام تبين في كلامه كما قال الشيخ نضال أنه كان على علم بادعاء مثل هذا الاجماع و لم يغب عنه أن أئمة سابقين على الأزهري قد يكونوا حكوا قريبا من ذلك فسيكون من التعسف -بعد ان ناقش هو دعوى الاجماع-ان نصادر على المطلوب معه و نقول : الأزهري نقل الاجماع...فسيرد عليك و يقول : فكان ماذا؟؟و ما الذي كنت أناقشه كل هذه الصفحات؟؟ و هل الأزهري نبي فقه اللغة؟؟قد أخطأ في سبعين موضعا لا تفقهها أنت و لا هو ...ابتسامة
فالذي يبدو لي و الله اعلم ان النقد الذي انتشر مؤخرا في المنتديات عن خرق شيخ الاسلام لهذا الاجماع (و الذي يبدو منه ان أعداءه قد يئسوا من اتباث صحة الاجماع في بقية المسائل الستينية فلم تبقى لهم الا هذه ) انما هو مصادرة على المطلوب فهم يحاولون الزامه بما لا يلزمه تماما كما كان متعصبة المالكية يتهمون الامام الشافعي بخرق الاجماع لعدم قدرتهم على تحقيق الأصول التي بنى عليها الامام مالك مذهبه و هل اجماع أهل المدينة حجة و مراتب حجيته فالرجل كان في واد و هم في واد آخر و لم يكن التعصب ليدعهم يرون أن بينهم اماما قد سبقهم بمراحل من طينة من سبقه من الأئمة
و الله أعلم
-
رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أشرف بن محمد
الرد على مشاركتك الكريمة أخي الشهري - مع نفاسة النقل -، تجده في "عنوان الموضوع": (مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً). (:
جزاك الله خيرا ، ولعلك وقفت على مرادي كما وقف عليه الأخ أمجد ، وفق الله الجميع.
-
رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نضال مشهود
والأمر الثاني :
- هل استعمل العرب لفظ الإيمان في نثرهم أو شعرهم قبل الإسلام ؟ هات مثالا واحدا !
تنبيه : قد يظن ظان أننا نقول بالترادف بين (الإيمان) و (التصديق) لفظا أو معنى ، وليس كذالك . هذا مجرد التنبيه .
لعل هذا يدخل في عموم قول ابن فارس :
اقتباس:
فلما جاءَ الله جلّ ثناؤه بالإسلام حالت أحوالٌ، ونُسِخَت دِيانات، وأبطلت أمورٌ، ونُقِلت من اللغة ألفاظ من مواضعَ إِلَى مواضع أخَر بزيادات زيدت ، وشرائع شُرعت، وشرائط شُرطت. فَعفَّى الآخرُ الأوّلَ،
.
ولفظ "إيمان" زائد على مجرد الأصل ، مادة "أمن" ، ويمكن اعتباره مما زيد من الزيادات ، مع ثبوت الأصل ، وطريقة ابن فارس التركيز على قضية المعنى الذيل يحمله أصل الكلمة ، وهو - ابن فارس - ممن تبنى محاولة دراسة مواد اللغة في ظل القياس المطرد.
انظر :
http://www.toislam.net/files.asp?ord...&per=1229&kkk=
-
رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
سلّمنا أن معنى الإيمان في اللغة هو التصديق.
ولكن ما معنى التصديق؟ وبمَ يكون؟
فإن قال باللسان فقط، ردّه قوله تعالى (ولمّا يدخل الإيمان في قلوبكم)
وإن قال باللسان والقلب فقط، ردّه قوله صلى الله عليه وسلّم: «والفرج يصدّق ذلك أو يكذبه»
وإن قال باللسان والقلب والجوارح، عاد إلى ما ذكره شيخ الإسلام في البداية من أن الإيمان في اللغة زائد على مجرد التصديق القلبي، وهو قول وعمل كما اتفق عليه أهل السنة والجماعة.
فكان ماذا؟
-
رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
لقد أحسن الأخ (عيد فهمي) في كلامه، وسبقني جزاه الله خيرا
فقد تقرر عند كل من نظر في كلام أهل اللغة أنهم يطلقون القول ولا يلتزمون طرائق المناطقة في التعبير، فما المقصود بالتصديق؟
التصديق نفسه في اللغة يطلق على فعل القلب وعلى فعل اللسان وعلى فعل الجوارح، فتفسير الإيمان بالتصديق تحصيل حاصل؛ لأن المشكلة هي هي، فما معنى التصديق؟ وإن فسرنا التصديق بلفظ مرادف آخر فالمشكلة أيضا حاصلة.
فغاية الباحث في علوم العربية أن يعرف أن اللفظ الفلاني يستعمل في الاستعمال الفلاني.
ولكن من الصعوبة بمكان بالغ أن يزعم أن كذا لا يستعمل في غير كذا.
-
رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
أخي أبا مالك
اقتباس:
وسبقني جزاه الله خيرا
وإياك، هذا فضل منكم فقد عهدناكم سباقين للخير.
-
رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
الشيخ الشهري . . . أرجو الإجابة على السؤال ، لا التعليق في أمر آخر .
وثالث هذه الأمور :
- هل أمثال إبليس وفرعون يسمى "مؤمنا" لغةً و "كافرا" شرعًا . . ؟!
-
رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمجد الفلسطينى
أخي نضال قد قلتُ:
وكلام الأزهري الذي نقلتَه في الاصطلاح الشرعي لا اللغوي ألا تراه حكى عن اللغوي الإجماع
وإنكار أبي العباس للإجماع الذي حكاه القاضي يوضحه
وكذا نقل الزبيدي له
وكذا لو أنك ألقيت نظرة سريعة على المعاجم لتبين لك ذلك
وكذا باقي من تكلم في المسألة من غير أهل اللغة فإنهم عندما يستدلون على مذاهبهم في الإيمان يحتجون بنقل أهل اللغة المذكور
فالأزهري فسر الإيمان أولا لغويا ثم تكلم عليه شرعيا ورد على المخالفين فيه
وهو واضح
تقدم أن الإجماع اللغوي المحكي إن ثبت لا يناقض إجماع السلف على تعريف الإيمان التعريف الشرعي لأنا نقول أن المعنى اللغوي منقول إلى الشرعي يعني المطلوب من العباد هو المعنى الشرعي لا اللغوي
فيمكن أن يكون السلف من الصحابة والتابعين تكلموا عن المعنى الشرعي فإذا سئلتهم عن اللغوي قالوا هو التصديق لكن المطلوب من العباد المعنى الشرعي لا اللغوي
بمعنى آخر لا يرد هذا الإجماع المحكي إلا بإثبات أن الإيمان لغة عند السلف لا يرادف التصديق فقط بل هو تصديق وقول وعمل كالشرعي
شيخنا يبدو فعلا من تأمل كلام شيخ الاسلام في مؤلفاته أنه يميل الى نفي هذا التقسيم و ان لم يقدم على الجزم به كما جزم في نفيه لتقسيمات أخرى كتقسيم المجاز و الحقيقة وتقسيم الأصول و الفروع و تقسيم البدع الحسنة و السيئة و غيرها مما اشتهر عنه (و لعل ذلك لأن ثمرة نفيه اقل في مسائل العقيدة من ثمرة نفي باقي التقسيمات)بل ينصر القول بأن الكلمة تأخذ معناها التام بحسب السياق كما ذكر الشيخ نضال ما يذكرنا بنظرية النظم عند الجرجاني و اليها يتجه علم اللسانيات بعدما أنهكته البنيوية.... و الظاهر أن المنقول عن السلف يسانده فقد نقل الطبري- و سأضع كلامه لاحقا- آثار السلف في الموضوع و عرفوا الايمان بالتصديق و لكن مع ادخال بعض أعمال القلوب في معنى التصديق ما يشعر من مجموع أقوالهم كما ذكر شيخ الاسلام ان التصديق بمعناه الجهمي لم يكن معروفا عندهم و لم يفرق الامام ابن جرير بين الآثار و أن بعضها بالمعنى اللغوي و الآخر على المعنى الشرعي بل كان صنيعه على وفق ما ذكر شيخ الاسلام أثناء استعراضه للمعنى اللغوي للايمان و هذا هو النص
"القول في تأويل قوله جل ثناؤه: { الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ }
267- حدثنا محمد بن حُميد الرازي، قال: حدثنا سَلَمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت، عن عكرمة، أو عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس:"الذين يؤمنون"، قال: يصدِّقون.
268- حدثني يحيى بن عثمان بن صالح السَّهمي، قال: حدثنا أبو صالح،
قال: حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس:"يؤمنون": يصدِّقون (1) .
269- حدثني المثنى بن إبراهيم، قال: حدثنا إسحاق بن الحجاج، قال: حدثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع:"يؤمنون": يخشَوْنَ.
270- حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال: حدثنا محمد بن ثور، عن مَعْمَر، قال: قال الزهري: الإيمانُ العملُ (2) .
271- حُدِّثْتُ عن عمّار بن الحسن قال: حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن العلاء بن المسيَّب بن رافع، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، قال: الإيمان: التَّصْديق (3) .
ومعنى الإيمان عند العرب: التصديق، فيُدْعَى المصدِّق بالشيء قولا مؤمنًا به، ويُدْعى المصدِّق قولَه بفِعْله، مؤمنًا. ومن ذلك قول الله جل ثناؤه:( وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ ) [سورة يوسف: 17]، يعني: وما أنت بمصدِّق لنا في قولنا. وقد تدخل الخشية لله في معنى الإيمان، الذي هو تصديق القولِ بالعمل. والإيمان كلمة جامعةٌ للإقرارَ بالله وكتُبه ورسلِه، وتصديقَ الإقرار بالفعل. وإذْ كان ذلك كذلك، فالذي هو أولى بتأويل الآيةِ، وأشبه بصفة القوم: أن يكونوا موصوفين بالتصديق بالغَيْبِ قولا واعتقادًا وعملا إذ كان جلّ ثناؤه لم يحصُرْهم من معنى الإيمان على معنى دون معنى، بل أجمل وصْفهم به، من غير خُصوصِ شيء من معانيه أخرجَهُ من صفتهم بخبرٍ ولا عقلٍ."
"
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمجد الفلسطينى
أخي لو كانت المسألة شرعية أكثر منها لغوية لسلمتُ لك بهذه الهيبة
لكن معلوم أن أبا العباس رحمه الله وإن كان عالما باللغة وفنونها إلا أنه يصنف في علماء الشريعة لا اللغة وهذا لا جدال فيه
ولذلك لا يذكر في طبقات أهل اللغة والنحو وإنما يذكر في طبقات علماء الشريعة
ومعلوم الفرق بين من قصر نفسه على علم اللغة وبين من جمع بينه وبين غيره وتخصص في غيره وقصر نفسه على غيره من الفنون
أضف إلى ذلك أن أن المسألة محكيٌ فيها الإجماع من أهل الاختصاص على خلاف قوله رحمه الله
والله لا أشك في فرط ذكاء شيخ الإسلام وعلو كعبه ودقته وتحقيقه
ولما قرأت أدلته في هذه المسألة بهرت وعجبت من غوصه على المعاني ودقائق العلوم
إلا أن الأمر كما وصفت لكم والله أعلم
لايلزم أن يذكر عالم في الكتب المخصصة لأهل علم حتى يقال أنه منهم فقد يكون سبب اغفاله أن كان مبرزا في علم دون غيره و ألف فيه دون غيره ...فشيخ الاسلام مثلا لم يعده أحد فيلسوفا من اهل الفلسفة و لم يؤلف في الفلسفة المحضة بل يصنف دائما عند المسلمين على أنه من علماء العقائد و الفرق و عند الغربيين على انه من علماء اللاهوت و مع ذلك لو حلفت أنه أعلم بها من جل فلاسفة الاسلام و الغرب و أنه احدث فيها انقلابات لم يحدثها فيلسوف قط ..لما حنثث .و هذا الامام الرارزي يصنف غالبا كمتكلم و مع ذلك فكلامه في كثير من المباحث اللغوية هو المعتمد عند كثير ممن الف في فقه اللغة...و الله اعلم
-
رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
وهذا تعليق الشيخ الفاضل ابن عبد الحليم بن الخضر على الموضوع :
"وبسبب الكلام في (مسألة الإيمان) تنازع الناس، هل في اللغة أسماء شرعية نقلها الشارع عن مسماها في اللغة، أو أنها باقية في الشرع على ما كانت عليه في اللغة، لكن الشارع زاد في أحكامها لا في معنى الأسماء ؟، وهكذا قالوا في اسم [الصلاة] و [الزكاة] و[الصيام] و[الحج] إنها باقية في كلام الشارع على معناها اللغوي، لكن زاد في أحكامها. ومقصودهم أن الإيمان هو مجرد التصديق وذلك يحصل بالقلب واللسان. وذهبت طائفة ثالثة إلى أن الشارع تصرف فيها تصرف أهل العرف. فهي بالنسبة إلى اللغة مجاز، وبالنسبة إلى عرف الشارع حقيقة.
والتحقيق أن الشارع لم ينقلها ولم يغيرها، ولكن استعملها مقيدة لا مطلقة، كما يستعمل نظائرها، كقوله تعالى:{وَل ِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ} ، فذكر حجا خاصاً، وهو حج البيت،وكذلك قوله:{فَمَ نْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ} فلم يكن لفظ الحج متناولاً لكل قصد،بل لقصد مخصوص دل عليه اللفظ نفسه من غير تغيير اللغة، والشاعر إذا قال:
وأشهد من عوف حلولاً كثيرة ** يحجون سب الزبرقان المزعفرا
كان متكلماً باللغة، وقد قيد لفظه بحج سب الزبرقان المزعفرا، ومعلوم أن ذلك الحج المخصوص دلت عليه الإضافة، فكذلك الحج المخصوص الذي أمر اللّه به دلت عليه الإضافة أو التعريف باللام؛ فإذا قيل: الحج فرض عليك، كانت لام العهد تبين أنه حج البيت. وكذلك [الزكاة] هي اسم لما تزكو به النفس، وزكاة النفس زيادة خيرها وذهاب شرها والإحسان إلى الناس من أعظم ما تزكو به النفس، كما قال تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا } . وكذلك ترك الفواحش مما تزكو به، قال تعالى: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا} وأصل زكاتها بالتوحيد وإخلاص الدين للّه،
قال تعالى:{وَو َيْلٌ لِّلْمُشْرِكِين َ الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} وهي عند المفسرين التوحيد.
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم مقدار الواجب، وسماها الزكاة المفروضة، فصار لفظ الزكاة إذا عرف باللام ينصرف إليها لأجل العهد، ومن الأسماء ما يكون أهل العرف نقلوه وينسبون ذلك إلى الشارع، مثل لفظ [التيمم]، فإن اللّه تعالى قال: {فَتَيَمَّمُ اْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ} ، فلفظ [التيمم] استعمل في معناه المعروف في اللغة، فإنه أمر بتيمم الصعيد، ثم أمر بمسح الوجوه والأيدي منه، فصار لفظ التيمم في عرف الفقهاء يدخل فيه هذا المسح، وليس هو لغة الشارع، بل الشارع فرق بين تيمم الصعيد وبين المسح الذي يكون بعده، ولفظ [الإيمان] أمر به مقيداً بالإيمان باللّه وملائكته وكتبه ورسله،وكذلك لفظ [الإسلام] بالاستسلام للّه رب العالمين، وكذلك لفظ [الكفر] مقيداً، ولكن لفظ [النفاق] قد قيل: إنه لم تكن العرب تكلمت به، لكنه مأخوذ من كلامهم، فإن نفق يشبه خرج، ومنه: نفقت الدابة إذا ماتت، ومنه: نَافِقَاءُ اليِرْبُوع، والنفق في الأرض قال تعالى:{فَإ ِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأَرْضِ} ، فالمنافق هو الذي خرج من الإيمان باطناً بعد دخوله فيه ظاهراً، وقيد النفاق بأنه نفاق من الإيمان. ومن الناس من يسمى من خرج عن طاعة الملك منافقاً عليه، لكن النفاق الذي في القرآن هو النفاق على الرسول. فخطاب اللّه ورسوله للناس بهذه الأسماء كخطاب الناس بغيرها، وهو خطاب مقيد خاص لا مطلق يحتمل أنواعاً.
وقد بين الرسول تلك الخصائص، والاسم دل عليها، فلا يقال: إنها منقولة، ولا أنه زيد في الحكم دون الاسم، بل الاسم إنما استعمل على وجه يختص بمراد الشارع، لم يستعمل مطلقاً، وهو إنما قال: {وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ} ، بعد أن عرَّفهم الصلاة المأمور بها، فكان التعريف منصرفاً إلى الصلاة التي يعرفونها لم يرد لفظ الصلاة وهم لا يعرفون معناه؛ ولهذا كل من قال في لفظ الصلاة: إنه عام للمعني اللغوي، أو إنه مجمل لتردده بين المعنى اللغوي والشرعي ونحو ذلك؛ فأقوالهم ضعيفة، فإن هذا اللفظ إنما ورد خبراً أو أمراً، فالخبر كقوله: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى عَبْدًا إِذَا صَلَّى} وسورة [اقْرأ] من أول ما نزل من القرآن، وكان بعض الكفار ـ إما أبو جهل أو غيره ـ قد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة وقال: لئن رأيته يصلي لأطأن عنقه. فلما رآه ساجداً رأى من الهول ما أوجب نكوصه على عقبيه، فإذا قيل: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى عَبْدًا إِذَا صَلَّى} فقد علمت تلك الصلاة الواقعة بلا إجمال في اللفظ ولا عموم.
ثم إنه لما فرضت الصلوات الخمس ليلة المعراج أقام النبي صلى الله عليه وسلم الصلوات بمواقيتها صبيحة ذلك اليوم، وكان جبرائيل يؤم النبي صلى الله عليه وسلم. والمسلمون يأتمون بالنبي صلى الله عليه وسلم. فإذا قيل لهم: {وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ} عرفوا أنها تلك الصلاة، وقيل: إنه قبل ذلك كانت له صلاتان طرفي النهار، فكانت أيضاً معروفة، فلم يخاطبوا باسم من هذه الأسماء إلا ومسماه معلوم عندهم. فلا إجمال في ذلك،ولا يتناول كل ما يسمى حجاً ودعاءً وصوماً، فإن هذا إنما يكون إذا كان اللفظ مطلقاً، وذلك لم يرد.
وكذلك [الإيمان] و[الإسلام] وقد كان معنى ذلك عندهم من أظهر الأمور، وإنما سأل جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك وهم يسمعون وقال: (هذا جبريل جاءكم يعلمكم دينكم)؛ ليبين لهم كمال هذه الأسماء وحقائقها التي ينبغي أن تقصد لئلا يقتصروا على أدنى مسمياتها، وهذا كما في الحديث الصحيح أنه قال: (ليس المسكين هذا الطواف الذي ترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان، ولكن المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه، ولا يفطن له فيتصدق عليه، ولا يسأل الناس إلحافاً).ف هم كانوا يعرفون المسكين وأنه المحتاج، وكان ذلك مشهوراً عندهم فيمن يظهر حاجته بالسؤال، فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن الذي يظهر حاجته بالسؤال والناس يعطونه، تزول مسكنته بإعطاء الناس له، والسؤال له بمنزلة الحرفة، وهو وإن كان مسكيناً يستحق من الزكاة إذا لم يعط من غيرها كفايته، فهو إذا وجد من يعطيه كفايته لم يبق مسكيناً، وإنما المسكين المحتاج الذي لا يسأل ولا يعرف فيعطى. فهذا هو الذي يجب أن يقدم في العطاء، فإنه مسكين قطعاً، وذاك مسكنته تندفع بعطاء من يسأله، وكذلك قوله:[الإسلام هو الخمس]، يريد أن هذا كله واجب داخل في الإسلام، فليس للإنسان أن يكتفي بالإقرار بالشهادتين، وكذلك الإيمان يجب أن يكون على هذا الوجه المفصل، لا يكتفي فيه بالإيمان المجمل؛ ولهذا وصف الإسلام بهذا."
-
رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عيد فهمي
سلّمنا أن معنى الإيمان في اللغة هو التصديق.
ولكن ما معنى التصديق؟ وبمَ يكون؟
فإن قال باللسان فقط، ردّه قوله تعالى (ولمّا يدخل الإيمان في قلوبكم)
وإن قال باللسان والقلب فقط، ردّه قوله صلى الله عليه وسلّم: «والفرج يصدّق ذلك أو يكذبه»
وإن قال باللسان والقلب والجوارح، عاد إلى ما ذكره شيخ الإسلام في البداية من أن الإيمان في اللغة زائد على مجرد التصديق القلبي، وهو قول وعمل كما اتفق عليه أهل السنة والجماعة.
فكان ماذا؟
جزاكم الله خيرا شيخنا الجليل وبارك الله فيكم
أحسنتم تقرير المسألة في أوجز عبارة
ولم تتركوا مجالا لمتعقب. ولا سؤالا لمتحير
ووالله لهذه فائدة تشد لها الرحال، وكلام يكتب بماء الذهب
وكما قيل قديما: (قطعت جهيزة قول كل خطيب)
-
رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
كلام ابن تيمية مقدم على كلام اللغويين كلهم..من وجوه:-
أنه لغوي ونحوي بارع متمكن..بإجماع من ترجم له
فكونه ينقض هذا الإجماع المنقول دل أنه لم يثبت إجماع أصلا
ثم إن دراسة أمثال الإمام ابن تيمية..لعلوم اللغة أبلغ وأدق وأثمر من حيث توظيفها في فهم نصوص الوحي
بخلاف من يدرسها بجمود معزولة عن ذلك..
ولاشك أن القرآن نفسه مرجع لغوي أصيل..في ترجيح كثير من الخلافات النحوية
وأن التصديق أشمل من حصره بتصديق القلب..فهذا الحصر هو مقتضى ما يحاول المبتدعة استشفافه من نقل إجماع اللغويين
وحينئذ..تكون حكاية الإجماع..على أمر مختلف..وتؤول المسألة إلى خلاف لفظي
وأن ثبوت نقل الإجماع نفسه..بحاجة لنظر أيضا..فليس مجرد نقل الإجماع يعني وقوعه حقا..
وإذا انضاف إلى ذلك ..التقريرات الشرعية الباهرة في رد هذه الدعوى..يكون الكلام آكد وأوضح
ومما يدل على ذلك:أن التصديق تارة يعدى باللام..وتارة بالباء..وتارة يتعدى بنفسه..
مما يعني أنه يتضمن معاني أشمل من مجرد التصديق الذي يعنيه الأشاعرة والمرجئة
وجوابا على سؤال الشيخ أبي مالك
الجواب نعم..أطباء مصر سمعناهم كثيرا يرددون هذه الدعوى..إلا من رحم الله
ومن الأمثلة..إجماع أهل الموسيقى أنه فن يرتقي بالذوق والنفس
ووجه ضرب المثل بالموسيقى مع كونه محرما ..وأن الموسيقيين مسلمون
وأن الموسيقى من حيث هي..فنٌّ له أصول وقواعد ..مع أن معظم الفقهاء المعاصرين يميلون للقول بحلها مع الأسف
وإجماع أهل البرمجة العصبية أنه علم مفيد جدا
وشبه إجماع الفلكيين أن الحساب معتبر ثبوتا ونفيا
وإذا عرفنا أن اختيارات النحويين في كثير منها له تعلق بعقائدهم..كمن نفى لام التعليل مثلا!
فعلينا أولا أن نستبعد من كان في عقيدته ذلك
حتى يصفو الأمر لأهل السنة الخلّص..لأن كثرة أولئك لا تفيد شيئا
ثم....تجمع أقوالهم أعني أهل السنة والجماعة..قبل نشوء البدع الكلامية
فإن ثبت الإجماع حقا..فهذا يكون أهلا للقبول
-
رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نضال مشهود
ومما ينبه في هذا الصدد أن التقسيم الثلاثي لحقائق الألفاظ إلى الشرعية والعرفية واللغوية تقسيم حادث لا أصل له في كلام السلف ولا أهل اللغة . وما هو إلا أثرا من آثار تقسيم الألفاظ (أو المعاني أو الدلالات) إلى الحقيقة والمجاز - ما هو معروف نقده من شيخ الإسلام رحمه الله . ولم يبعد عن أذهاننا طريقة الأزهري في كلامه الذي نقلته آنفا من عدم تفريقه بين (الحقائق اللغوية) و (الحقائق الشرعية) في معنى "الإيمان" . فإن الراجح في تصرف الشارع للألفاظ أنه تصرف أهل العرف فيها . فالله تعالى في القرآن مثلا لا ينقل لفظ (الحج) ولا (التيمم) من معناهما في اللغة الذي هو (القصد) ، وإنما استعلمهما مقيدين بما يبين المراد . فقال تعالى : (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا) ، وقال : (فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم) . فلم يأمرهم بالحج المطلق ولا التيمم المطلق ، بل أمرهم بحج البيت وتيمم الصيد متبع إياه مسح الوجه واليدين . فليس ههنا نقل ولا شركة ولا مجاز . ثم لما تبين لهم حدود تلك الأوامر ، استعمل الشارع تلك الألفاظ معرفة بألف ولام العهد ، فقال تعالى مثلا : (وأتمموا الحج والعمرة لله) ، وقال : (وأقم الصلاة لذكري) ، وقال (ص) : (الصلاة عماد الدين) وقال : (الصدقة برهان) .
وإنما تحدث أمثال شيخ الإسلام في أن نصوص الكتاب والسنة يطلب معانيها وحدودها أولا من نفس المصادر الشرعية . فإن لم نجد ، فنلتمس تلك المعاني من العرف كحدود الوسق والقُلة والسفر . فإن لم نجد في النصوص ولا في عرف العرب أو عرف الصحابة ما يبين تلك المعاني (لجهلنا لها رأسا) ، فنطلبه من اللغة . . أي نطلب تفسير تلك الألفاظ من استعمال أهل اللغة لها في غير النصوص الشرعية أو من بيان نقلة اللغة من أئمة المعاجم والقواميس . وليس هذا تقسيم الحقائق إلى الشرعية والعرفية واللغوية . وهذا لطيفٌ يحسن الانتباه إليه مرارا حتى لا تزل بنا الأقدام . وليت الشيخ عمر بازمول رحمه الله ينتبه وينبه على هذا في كتابه المسمى : (الحقيقة الشرعية في الكتاب والسنة النبوية)
والله أعلى وأعلم .
تصحيح حتى لا يقع اللبس :
"فإن الراجح في تصرف الشارع في الألفاظ أنه تصرف أهل اللغة فيها"
-
رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
أكرر هذه الأسئلة حتى لا تهمل :
1- ما معنى (التصديق) في اللغة ؟
2- هل استعمل العرب لفظ الإيمان في نثرهم أو شعرهم قبل الإسلام ؟ هات مثالا واحدا !
3
- هل أمثال إبليس وفرعون يسمى "مؤمنين" لغةً و "كافرين" شرعًا . . ؟!
وأيضا هذه الأسئلة : http://alukah.net/majles/showpost.ph...5&postcount=27
-
رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نضال مشهود
الشيخ الشهري . . . أرجو الإجابة على السؤال ، لا التعليق في أمر آخر .
وثالث هذه الأمور :
- هل أمثال إبليس وفرعون يسمى "مؤمنا" لغةً و "كافرا" شرعًا . . ؟!
قد يُفهم من ظاهر كلامك أني متهرب متحذلق ، وفي الحق أني لم أكن أدري أنك تنتظر مني جواباً على أسئلتك ، سأفعل وبالله التوفيق ، وسأبدأ من الآخر.
إذا كان "اليقين" آكد من الإيمان ، فلا اعتراض على تسمية فرعون "مؤمنا" - باعتبار أنه مصدّق - ، قال تعالى ففف وجحدوا بها و
استيقنتها أنفسهم ظلما و علوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين ققق.
ثانياً : لكن : هل اليقين في حق فرعون هو اليقين الذي أراده الله لإبراهيم في قوله ففف وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من
الموقنين ققق
هذا يدل على أن للألفاظ حقائق مختلفة ، ولا تطرد حقيقة واحدة في جميع الاستعمالات والمواضع ، وإلا لكان يقين إبراهيم كيقين فرعون ، اليقين الذي أراده الله لإبراهيم فيه معنى زائد على مجرد اليقين الذي عند فرعون ، كقوله تعالى لإبراهيم ففف إذ قال له ربه أسلم ققق هل هذا يدل على أن إبراهيم لم يكن مسلما ؟ بل كان مسلما ، ولكن الله أراد منه إسلاماً فيه معنى زائد على مجرد الإسلام الذي عنده.
لازلت أرى أن الشرع قد أكسب الألفاظ معان زائدة على حقيقتها الأولى.
...يتبع.
-
رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نضال مشهود
أكرر هذه الأسئلة حتى لا تهمل :
1- ما معنى (التصديق) في اللغة ؟
2- هل استعمل العرب لفظ الإيمان في نثرهم أو شعرهم قبل الإسلام ؟ هات مثالا واحدا !
3- هل أمثال إبليس وفرعون يسمى "مؤمنين" لغةً و "كافرين" شرعًا . . ؟!
وأيضا هذه الأسئلة :
http://alukah.net/majles/showpost.ph...5&postcount=27
رفع ، لكون الأسئلة لم تلق جوابا واضحا .
-
رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
ما زلتم مختلفين بعد هذا؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عيد فهمي
سلّمنا أن معنى الإيمان في اللغة هو التصديق.
ولكن ما معنى التصديق؟ وبمَ يكون؟
فإن قال باللسان فقط، ردّه قوله تعالى (ولمّا يدخل الإيمان في قلوبكم)
وإن قال باللسان والقلب فقط، ردّه قوله صلى الله عليه وسلّم: «والفرج يصدّق ذلك أو يكذبه»
وإن قال باللسان والقلب والجوارح، عاد إلى ما ذكره شيخ الإسلام في البداية من أن الإيمان في اللغة زائد على مجرد التصديق القلبي، وهو قول وعمل كما اتفق عليه أهل السنة والجماعة.
فكان ماذا؟
فهذا الكلام أفضل وأصح وأوجز وأحسن ما قرأت في هذا الموضوع
والمفروض من الإخوة أن يتدبروا فيه ليجدوا حل الإشكال ونهاية الجدال
فجزى الله شيخنا الجليل عيد بن فهمي خير الجزاء
-
رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
صدقت أخي الكريم أبا شعبة
فقول شيخنا الجليل عيد فهمي حفظه الله جامع مانع في المسألة
ويضاف إليه تأييد شيخنا أبى مالك العوضى
فماذا يريد الإخوة بعد ذلك؟
-
رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
الحمد لله وحده ؛
ما قاله الشيخ عيد - حفظه الله - جيد وجيه ولا شك .
وإنما الأمر كل الأمر الاعتراض على دعوى صاحب الموضوع أن شيخ الإسلام في هذا الأمر مخالف لإجماع أهل اللغة في معنى لفظ الإيمان لغةً . وهذا الدعوى بالطبع لا يؤبه به ، لأشياء :
1- التفريق بين ما سمي بـ(الحقائق اللغوية) و (الحقائق الشرعية) تفريق غير مستقيم ، وشيخ الإسلام ررر أصلا ليس من متبعي هذا التقسيم المحدث ، فلما يقال إنه مخالف للإجماع في شئء من (الحقائق اللغوية) ؟!
2- لم يثبت عن أئمة اللغة الأُول - خصوصا الأزهري المشار إليه رحمه الله - أنهم يفرقون بين ما سمي بـ(الحقائق اللغوية) و بين ما سمي بـ(الحقائق الشرعية) . بل الظاهر والواضح من صنيع الأزهري أنه لا يتخذ هذا التقسيم . فعنوان الموضوع إذن لا يستقيم أصلا .
3 - أن الأزهري نفسه لم يذكر إجماع اللغويين دون غيرهم من العلماء على ما يشير إليه الموضوع ، بل قال : اتفق " أهل العلم " من اللغويين وغيرهم . ومعلوم أن أئمة السنة لا يفهمون الإيمان على مجرد التصديق القلبي - فضلا عن مجرد العلم والمعرفة كما هو مذهب الأشاعرة .
4- أن كلام الأزهري في هذا الأمر منصب للرد على من سمى مجرد إظهار الظواهر إيمانا ، مستدلا بقول الله تعالى في أمر الأعراب الذين أسلموا في الظاهر ولما يدخل الإيمان في قلوبهم . ثم أكد أن الإيمان أخص من الإسلام شامل إياه . فكيف يقال بعد هذا أن الذي ذكره الأزهري مخالف لكلام شيخ الإسلام ؟! بل كيف يقال إن شيخ الإسلام ينتقض إجماع أهل الاختصاص . . ؟!
5- أن معنى (التصديق) - في اللغة والشرع على السواء - أيضا ليس مجرد قول القلب أو العلم أو المعرفة - خلافا للباقلاني ؛ بل هو على قول الكرامية أدل منه على قول الجهمية والمرجئة - مع كون تلك الفرق كلها في هذا الأمر ضالة مضلة . لأن لفظ (التصديق) أدل على ما كان باللسان منه على ما كان بالقلب ، مع دلالة هذا اللفظ عليهما جميعا - بل على ما كان من جنس أعمال القلوب والجوارح أيضا .
6- أن لفظ "الإيمان" (آمن به يؤمن إيمانً) لم يعرف استعماله في اللغة قبل مجيء الشرع . فكيف يقال أن له (حقيقة لغوية) تخالف (حقيقته الشرعية) ؟! بل على مقتضى هذا التقسيم المحدث ، يكون الشارع هو أول من وضع هذا اللفظ في العربية واستعمله ، فليس لهذا اللفظ إذن حقيقة آنذاك غير حقيقته الشرعية ، وقد بين الشارع دلالة هذا اللفظ أتم تبيين . فدعوى المخالفة لا سند له بتاتا !
7- مما ينبه في هذا الأمر أن بعض الناس - من أتباع أهل السنة - يظن أن قولنا : "الإيمان علم وقول وعمل" هو مقتصر على علم القلب وقول اللسان وعمل الجوارح . وهذا تقصير في فهم المسألة ، لأن المراد بـ(العمل) هنا أعم من مجرد عمل الجوارح . بل يشمل (أعمال القلوب) أيضا كما نبه على ذلك شيخ الإسلام وأكده . فالإيمان يشمل كلا من قول القلب (الذي هو العلم والمعرفة) وقول اللسان (الذي هو الشهادة) وعمل القلب (من الحب والانقياد والخشوع وغيرها) وعمل الجوارح (المسمى بالإسلام الظاهر) .
ولعل في هذا السبع كفاية . فأرجو للأخ صاحب الموضوع ومن وافقه أن يتراجع عن الاتهام . فالرجوع إلى الحق أليق بالمرء وأعز لنفسه وأنفع للجميع . والله الموفق إلى جادة الصواب . والله أعلم ، والصلاة على نبينا والسلام .
-
رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
وفقكم الله
( للفائدة فقط )
قال أحمد بن حمدان الرازي في كتاب [ الزينة في الكلمات الإسلامية ]
(( ومن صفاته عز وجل (المؤمن) قال الله: {السلام المؤمن المهيمن} وأصله من الأمان كأنه آمن عباده أن يظلمهم. أي أعطاهم الأمان على ذلك لأنه العادل في حكمه، لا يظلم خلقه ولا يجور عليهم. فلذلك يقال: آمن الأمير فلانا، أي أعطاه الأمان، فلا يخاف عاديته وبطشه ولا يخشى سطوته ولا يتقي شره فهو مؤمن له. وهو على وزن أفعل فهو مفعِل، والمفعول به مفعَل، وأمن يأمن فهو آمن فعِل يفعَل فهو فاعل، فالعباد أمنوا أن يجور الله عليهم، والله مؤمنهم. قال النابغة:
والمؤمن العائذات الطير يمسحها ................ ركبان مكة بين الغيل والسند
يعني أمن [الصواب آمن] الطير في الحرم أن تصاد، فهو مؤمن لها إذا عاذت بالحرم. وإنما هذا قسم كما يقول: والله ما فعلت ذلك، لأنه يقول في البيت الذي بعده:
ما إن أتيت بشيء أنت تكرهه ................ إذا فلا رفعت سوطي إلي يدي
ويقال للعبد مؤمن وهو هاهنا من التصديق، قال الله عز وجل: {وما أنت بمؤمن لنا} قال أبو عبيدة: وما أنت بمصدق لنا ولا بمقر أنه صدق. ويقال: ما أومن بشيء مما تقول، أي ما أصدق به، فالإيمان من العبد هو التصديق بما أتى به الرسول صلى الله عليه وسلم، فإذا صدق به أطاع أمره تنجزا لما وعده ويقينا به، فيكون ذلك تصديقا لقوله، فيقال للعبد: قد آمن بالله ورسوله، أي صدق الله وصدق رسوله بما ألقى إليه من الوعد والوعيد.
فإذا آمن بذلك آمنه الله وصار في أمانه. قال الله عز وجل: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون} فقيل لله عز وجل مؤمن وللعبد مؤمنن لأن الأمان بين الله وبين عبده، وإنما قيل للمصدق مؤمن لأنه لما صدقه استسلم له، وآمن كل من كان على مثل تصديقه، فلا يستحل دمه وماله وعرضه، فآمنه من كان على مثل تصديقه، فيكون المؤمنون بعضهم في أمان بعض، وقد أعطى بعضهم بعضا الأمان، من ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سئل فقيل له: من المؤمن؟ قال: من أمن جاره بوائقه. فأصل الإيمان من الأمان.
ويقال للعبد آمن يؤمن فهو مؤمن على ظاهر اللفظ، كما قال المفسرون صدّق فهو مصدق، وهو راجع في الحقيقة إلى ما قلنا من معنى الأمان. ولا يقال في صفة الله عز وجل آمن فهو مؤمن، فيكون على وجه التصديق في نعته، لا يتصرف إجلالا له أن تشبه صفته صفة العبد. فأما على وجه الأمان فهو جائز. وإذا تكلم به في صفة العبد وصرف أدخلت فيه اللام الزائدة والباء الزائدة، فيقال له: آمن لله، وآمن بالله، قال الله عز وجل: {وما أنت بمؤمن لنا} وقال: {آمنوا بالله ورسوله} لأنه يرجع إلى معنى التصديق، وإذا تكلم به في صفة الله لم تدخل فيه اللام والباء. يقال: آمن لأنه يراد به معنى الأمان، كما قال النابغة:
والمؤمن العائذات الطير يمسحها ................ ركبان مكة بين الغيل والسند
فهذا على وجه الأمان لا على وجه التصديق ))
وفي [ مقاييس اللغة ] لابن فارس ملخص لبعض ما سبق.
-
رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
و حتى هذه الفائدة شيخنا لم تفت شيخ الاسلام فقد اشاراليها حين نقل قول ابن الحوراني رحمه الله اثناء كلامه المنقول
-
رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
بارك الله فيكم
/// كل ما ذكر عليه اعتراضات وإشكالات كنت قد كتبت بعضها ثم رأيت أن المسألة تحتاج لمزيد بحث ووقت فأرجأتها إلى أجل مسمى
/// أعيد وأكرر أن المسألة لغوية بحته بمعنى أنه حتى لو ثبت أن الإيمان في اللغة هو التصديق والأمان فقط فليس لأهل الإرجاء والتجهم حجة في ذلك كما تقدم بيانه
/// أنا لا أتهم شيخ الإسلام بخرق الإجماعات كما يزعمه أعداؤه ولا خطر ذلك على بالي عندما طرحت الموضوع
يا إخوتي الموضوع مطروح لنقاش ثلاثة مسائل فقط:
تحرير صحة هذا الإجماع من عدمه
تحرير تعريف الإيمان لغة لا شرعا
التنبيه على مناهج الأئمة في هذه المضايق
فلا تذهب بكم الأفكار كل مذهب
إذ أنتم لا تخاطبون أشعريا ولا صوفيا بل سلفيا متيم بحب شيخ الإسلام
/// قد أسلفت من قبل أني لست أهلا للترجيح بين الطرفين وتحرير الراجح في المسألة
كل ما في الأمر إبداء إشكالات واعتراضات لفتح باب الفائدة والبحث لجلب الفوائد والنكت من المتخصصين في علم العربية وفنونها
ولذلك أحلت تحرير المسألة عليهم في بداية مشاركاتي
وإنما كانت الإشكالات متجهة على كلام أبي العباس رحمه الله لأن المعاصرون ممن صنف في الاعتقاد تابعوه على ذلك
/// أنبه إلى أنه لو ثبتت صحة دعوى الإجماع فلا يشنع على شيخ الإسلام بأنه يخرق الإجماعات ونحو هذا
لأن هذا يصح إذا كان المخالف مثبتا للإجماع أما إذا كان لا يعتقد صحة ثبوته فلا وكيف ألزمه به وهو لا يثبته
فإن قلت كل من عرف عنه مخالفة الإجماع هذه حاله وعليه فلا يشنع على مثل هؤلاء
قلت صحيح ولذلك لا يشنع عليه حتى ينظر في منهجه وموقفه من الإجماع فإن كان صحيحا وخالف إجماعا في مسألة أو مسألتين لم يشنع عليه
وإنما يشنع على من كان موقفه من الإجماع مخالفا
/// أهمس في أذن أخي نضال أن في نقاشك بعض الحدة فأرجوا منك تركها حتى أكمل النقاش في هذه المسألة
ولي عودة إن شاء الله
-
رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
أنا من جهتي لم يكن قصدي الا اثراء النقاش بتوضيح الظروف التي تناقش فيها هذه المسألة في عصرنا و ان رد أحد قول شيخ الاسلام بدعوى خرق الاجماع في مسألة فلا يضره و لا يضر من رد عليه ما دمنا نعلم أن شيخ الاسلام من المجتهدين و ليس من المعصومين و ما دام المنتقد لا يبغي الا نصرة الحق من غير تدليس و لا تلبيس من أي الفرق كان ..لهذا أعتذر ان كان قد فهم من بعض النقول التي أنقلها غير ذلك انما كانت كما قلت لتوضيح الصورة من كافة جوانبها و اثراء النقاش...و الله اعلم
-
رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً
أخي أمجد - أوصلك الله للجَد والمجد بفضله - : السلام عليك ورحمة الله وبركاته .
اعذرني أخي الكريم إن كان في شيء من كلامي حدة وإساءة مما يجعلك تتأذي ، كما نتأذى نحن مما وجدنا من حضرتك من بعض الإصرار على الحيدة وبعض التجاهل للمحجة . وعلى كل حال ، المسلمون مأمورون دائما فيما بينهم بالصبر والمرحمة ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
ولنبدأ هنا مدارسة المسألة من جديد نقطة نقطة بحل الأول ثم الأول :
* [النقطة الأولى] ؛ قلت في العنوان : ( مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً ) .
ففي هذا الكلام شيئان مما يهمّنا الآن ؛ أولهما : أنك ترى أن الإيمان له في اللغة تعريفٌ وفي الشرع أو العرف تعريفٌ آخر .
والثاني : أنك ترى أنه قد وقع الإجماع على تعريف الإيمان لغةً وأن شيخ الإسلام قد خالف ذلك الإجماع - بقصد من رحمه الله أو بغير قصد .
فأنت هنا مطالب بثلاثة أمور :
(1) بيان أن أئمة اللغة الأُول - خصوصا الأزهري الذي ذكرته - يفرقون بين التعريف اللغوي وبين التعريف الشرعي للفظ الإيمان . لأنه إذا لم يكن الأزهري رحمه الله ممن يتبع هذا التفريق ، فليس لعرضك الموضوع مسوغ كما لا يخفى .
(2) إذا ثبت أن الأزهري يفرق بين تعريف الإيمان في اللغة وبين تعريفه في الشرع ، فما هو هذا التعريف منه وما مراده ؟ وما الفرق بين التعريفين عنده ؟ ثم أي التعريفين الذي يقول فيه الأزهري أنه قد وقع فيه الإجماع ؟
(3) بيان أن شيخ الإسلام ممن يفرقون بين (التعريف اللغوي) وبين (التعريف الشرعي) . أو إن كان شيخ الإسلام لا يفرق بين هذا وذاك ، فعليك أن تبين أن تعريفه رحمه الله للإيمان مخالف لتعريف الإيمان لغةً عند الأزهري ومن ذكره من أهل الإجماع .
وبعد الانتهاء من مناقشة هذه النقطة ، سوف يسهل علينا تحقيق المسألة بإذن الله تعالى .
فننتظر من حضرتك الجواب واضحا لنستمر ونزيد ، والله الموفق .