حكم تغيير الدعاءالمأثور ( يذل فيه أهل معصيتك) للشيخ البراك
الحمد لله وحده وصلى الله وسلم على محمد، أما بعد:
فهناك دعاء مشهور؛ وهو " اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشداً يُعز فيه أهل طاعتك، ويُذل فيه أهل معصيتك ..." الخ، وهو منسوب إلى العز بن عبد السلام رحمه الله، وقد لاحظ فيه بعض الناس الإطلاقَ في قوله : " ويذل فيه أهل معصيتك" فمَنْ مِنَ العباد من يسلم من الذنوب، وقد حمل بعضهم على العز بن عبد السلام في ذلك، وظن أنه بذلك الدعاء يشير إلى الحكام الظلمة، ومن المعلوم أن مِن منهج أهل السنة الدعاء للولاة بصلاح الحال، لذا رأى هذا الملاحِظُ أن يقال في الدعاء : " يُعز فيه أهل طاعتك ويُهدى فيه أهل معصيتك".
وهذا التغيير لا يناسب بين ما يقتضيه التقابل بين الطاعة والمعصية، والهداية مطلب للمطيع والعاصي.
وقد تبين أن هذا الدعاء مأثور عن بعض السلف الأول، وهو طلق بن حبيب العابد الزاهد، وقد رواه عنه بإسناد صحيح ابن أبي شيبة في المصنف (10|255) وأبو نعيم في الحلية (3 / 65) ولفظه: " اللهم أبرم لهذه الأمة أمرا راشدا تعز فيه وليَّك ، وتذل فيه عدوَّك ، ويُعمل فيه بطاعتك" زاد أبو نعيم: "و يُتناهى فيه عن سخطك" وعند أبي نعيم " أمرا رشيدا".
وبهذا يرتفع الإشكال الوارد عن اللفظ المشهور، وعلى هذا فينبغي مراعاة اللفظ المأثور والدعاء به، والله أعلم.
أملاه عبد الرحمن بن ناصر البراك
الأستاذ (سابقا) بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية،
24 رمضان 1430هـ
http://albrrak.net/index.php?option=...tid=&Itemi d=35
رد: حكم تغيير الدعاءالمأثور ( يذل فيه أهل معصيتك) للشيخ البراك
جزى الله الشيخ خيرا ونفع به .
وقد ذكره في الحلية عن الإمام سفيان الثوري في موضعين: 7/14و81.
وهذا نصه أحدهما والاخر بنحوه :
محمد بن يزيد بن خنيس قال: كان سفيان الثوري يقول كثيرا: اللهم أبرم لهذه الأمة أمرا رشيدا يعز فيه وليك، ويذل فيه عدوك، ويعمل فيه بطاعتك ورضاك، ثم يتنفس ويقول: كم ومن مؤمن قد مات بغيظه ؟!
والمروي عن العز رحمه الله لفظه : "اللهم أبرم لهذه الأمة أمرا رشدا تعز فيه وليك وتذل فيه عدوك ويعمل فيه بطاعتك وينهى فيه عن معصيتك" كما ذكره عنه السبكي في الطبقات الكبرى 8/243 والمقريزي في السلوك وغيرهم.
وقد ذكره الماوردي في الحاوي 2/153، مما يقال في الوتر ونسبه لبعض التابعين.
أما لفظ :"ويذل فيه أهل معصيتك" فأظنه من تعبيرات المعاصرين .
وقد رأيت لبعضهم اعتراضا قال فيه:
"أنه فيه تزكية للنفس وكأن الداعي معصوم أو أنه لم يقع في شيء من المعاصي والخطأ
وفيه أيضا : دعاء على النفس وعلى الناس بالذل فإن الانسان لا يخلو من الوقوع في الخطأ فقد قال عليه الصلاة والسلام (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون )".
وهذا اعتراض ضعيف؛ لأن المعترض لم ينتبه لما في لفظ :"أهل" من معنى، وهي لا تصح أن تقال لمن ذَكَر، إذ المقصود بـ"أهل المعاصي": الفساق، كما يقال: "أهل العلم" ولا يدخل فيهم من عنده شيء يسير من العلم، وإنما من كان مختصا بالعلم، كذلك يقال: أهل المعاصي، ويُعنى المختصون بها المصرون عليها، وإذا قلت لرجل : "احذر أن تجالس أهل المعاصي" لا يفهم عاقل أنك تنهاه عن مجالسة الناس أجمعين، وهذا ظاهر.
رد: حكم تغيير الدعاءالمأثور ( يذل فيه أهل معصيتك) للشيخ البراك
بارك الله فيكم وفي الشيخ عبد الرحمن
قد يقال:
المقصود هو أن لا تكون لأهل المعصية دولة وسلطة وولاية على أهل الطاعة
والمراد بأهل المعصية من غلبت عليه سمة المعاصي بحيث لا ينسب إلى أهل الالتزام والصلاح لا كل من تلبس بمعصية
فمعلوم أن ثمت فاصل بين أهل الطاعة _الذين أهل الصلاح والالتزام_ وبين أهل المعصية _الذين أهل التسيب والانحلال_ وهذا الفاصل معلومة سماته وصفاته عند جميع طبقات المجتمع
إلا أن يقال وإن كان هذا الذي أوردتَه صحيح ومحتمل لكن الأولى المنع منه لأنه موهم للمنعى المحذور الذي تقدم والله أعلم
رد: حكم تغيير الدعاءالمأثور ( يذل فيه أهل معصيتك) للشيخ البراك
جزاك الله خيرا على هذه الفائدة . . وأسأل الله أن يحفظ الشيخ البراك وأن ينفع به .
رد: حكم تغيير الدعاءالمأثور ( يذل فيه أهل معصيتك) للشيخ البراك
آمين وبارك الله فيكم ونفع بكم
وهذا تعليق كنت كتبته في أهل الحديث:
أهل بمعنى أصحاب
ولذا يقال: أهل الشيء أصحابه.
وأهل الرجل خاصته وذووه .
وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم: "الفخر والخيلاء في الفدادين أهل الوبر والسكينة في أهل الغنم".
يعني: أصحابها .
وكذا في النصوص : أهل الجنة وأهل النار ، وأصحاب الجنة وأصحاب النار. والمعنى واحد.
والمصاحبة فيها معنى المقارنة والملازمة ...
*****
وعليه فاللفظ صحيح والمعنى لا إشكال فيه، وإيهام المعنى المحظور سببه: جهل المعترض، وإلا فعامة الناس تفهمه على وجهه، ولا تنكره.
والله أعلم.
رد: حكم تغيير الدعاءالمأثور ( يذل فيه أهل معصيتك) للشيخ البراك
بارك الله فيكم وزادكم الله من فضلــه
رد: حكم تغيير الدعاءالمأثور ( يذل فيه أهل معصيتك) للشيخ البراك
بارك الله فيكم
قول السلف: ويذل فيه عدوك،
عدو الله هو الكافر
مَن كَانَ عَدُوا لِّلَّهِ وَمَلَئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَٰلَ فَإِنَّ ٱللَّهَ عَدُو لِّلْكَـٰفِرِين
فلا اشكال في هذا التعبير
رد: حكم تغيير الدعاءالمأثور ( يذل فيه أهل معصيتك) للشيخ البراك
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قلبـ مملكه ـي وربي يملكه
بارك الله فيكم وزادكم الله من فضلــه
آمين وشكر الله لكم ونفع بكم وبارك فيكم .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو محمد الغامدي
قول السلف: ويذل فيه عدوك،
عدو الله هو الكافر
مَن كَانَ عَدُوا لِّلَّهِ وَمَلَئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَٰلَ فَإِنَّ ٱللَّهَ عَدُو لِّلْكَـٰفِرِين
فلا اشكال في هذا التعبير
وبارك فيكم
في صحيح البخاري :
حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا سفيان قال حدثنا عمرو قال أخبرني سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس: إن نوفا البكالي يزعم أن موسى ليس بموسى بني إسرائيل إنما هو موسى آخر فقال: كذب عدو الله، حدثنا أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قام موسى النبي خطيبا في بني إسرائيل فسئل أي الناس أعلم فقال أنا أعلم فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم.
رد: حكم تغيير الدعاءالمأثور ( يذل فيه أهل معصيتك) للشيخ البراك
اخي الكريم بارك الله فيك
اعداء الله هم الكافرون
قال تعالى: ﴿تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : من دعا رجلاً بالكفر
أو قال : عدوَّ الله . وليس كذلك إلا حار عليه"
أخرجه البخاري في الأدب (6045)، ومسلم في الإيمان (61)
واللفظ له من حديث أبي ذر رضي الله عنه.
وماذكرته عن ابن عباس رضي الله عنه فمحمول انه قاله في وقت غضب والله اعلم
رد: حكم تغيير الدعاءالمأثور ( يذل فيه أهل معصيتك) للشيخ البراك
جزاكم الله خيرا الجزاء على هذه الفائدة و بارك فيكم .
رد: حكم تغيير الدعاءالمأثور ( يذل فيه أهل معصيتك) للشيخ البراك
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو محمد الغامدي
اعداء الله هم الكافرون
بارك الله فيك
لم يخرجهم أحد، وإنما الشأن في الحصر.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو محمد الغامدي
وماذكرته عن ابن عباس رضي الله عنه فمحمول انه قاله في وقت غضب والله اعلم
تأويل غير مُسلم به، ولو بحثت لو جدت غيره من الصحابة والأئمة استعملها في العصاة .
والله أعلم .
رد: حكم تغيير الدعاءالمأثور ( يذل فيه أهل معصيتك) للشيخ البراك
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قلب طيب
جزاكم الله خيرا الجزاء على هذه الفائدة و بارك فيكم .
آمين وبارك الله فيك وشكر لك .
رد: حكم تغيير الدعاءالمأثور ( يذل فيه أهل معصيتك) للشيخ البراك
اخي الكريم كلمة عدو اللهكلمة خطيرة لاينبغي ان تقال في حق المسلم لورودالنهي عن ذلك في الحديث السابق المتفق على صحته وقد قلت لك ان ماذكر عن الصحابة رضي الله عنهم فمحمول انه في حالة غضب والله اعلم
وقد وجدت ما يشهد لكلامي حيث قال ابن حجر في الفتح عن كلام ابن عباس رضي الله عنه السابق مانصه :
(((وقوله: (كذب عدو الله) قال ابن التين: لم يرد ابن عباس إخراج نوف عن ولاية الله، ولكن قلوب العلماء تنفر إذا سمعت غير الحق، فيطلقون أمثال هذا الكلام لقصد الزجر والتحذير منه وحقيقته غير مرادة.
قلت: ويجوز أن يكون ابن عباس اتهم نوفا في صحة إسلامه، فلهذا لم يقل في حق الحر بن قيس هذه المقالة مع تواردهما عليها.))
رد: حكم تغيير الدعاءالمأثور ( يذل فيه أهل معصيتك) للشيخ البراك
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو محمد الغامدي
اخي الكريم كلمة عدو اللهكلمة خطيرة لاينبغي ان تقال في حق المسلم لورودالنهي عن ذلك في الحديث السابق المتفق على صحته
بارك الله فيك
الحديث الذي ذكرتَه ليس لك فيه حجة.
فهو محل النزاع .
وسبق: أن تأويلك فيه نظر، ولم تذكر له دليلا.والله أعلم.
[/quote]
رد: حكم تغيير الدعاءالمأثور ( يذل فيه أهل معصيتك) للشيخ البراك
قلت سابقا تأويل غير مُسلم به، ولو بحثت لو جدت غيره من الصحابة والأئمة استعملها في العصاة .
والله أعلم .
وهنا اسالك هل قالوها في حق المسلم اوالمسلمين في وقت الرضا على رايك؟؟؟
رد: حكم تغيير الدعاءالمأثور ( يذل فيه أهل معصيتك) للشيخ البراك
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن السديس
جزى الله الشيخ خيرا ونفع به .
وقد ذكره في الحلية عن الإمام سفيان الثوري في موضعين: 7/14و81.
وهذا نصه أحدهما والاخر بنحوه :
محمد بن يزيد بن خنيس قال: كان سفيان الثوري يقول كثيرا: اللهم أبرم لهذه الأمة أمرا رشيدا يعز فيه وليك، ويذل فيه عدوك، ويعمل فيه بطاعتك ورضاك، ثم يتنفس ويقول: كم ومن مؤمن قد مات بغيظه ؟!
والمروي عن العز رحمه الله لفظه : "اللهم أبرم لهذه الأمة أمرا رشدا تعز فيه وليك وتذل فيه عدوك ويعمل فيه بطاعتك وينهى فيه عن معصيتك" كما ذكره عنه السبكي في الطبقات الكبرى 8/243 والمقريزي في السلوك وغيرهم.
وقد ذكره الماوردي في الحاوي 2/153، مما يقال في الوتر ونسبه لبعض التابعين.
أما لفظ :"ويذل فيه أهل معصيتك" فأظنه من تعبيرات المعاصرين .
وقد رأيت لبعضهم اعتراضا قال فيه:
"أنه فيه تزكية للنفس وكأن الداعي معصوم أو أنه لم يقع في شيء من المعاصي والخطأ
وفيه أيضا : دعاء على النفس وعلى الناس بالذل فإن الانسان لا يخلو من الوقوع في الخطأ فقد قال عليه الصلاة والسلام (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون )".
وهذا اعتراض ضعيف؛ لأن المعترض لم ينتبه لما في لفظ :"أهل" من معنى، وهي لا تصح أن تقال لمن ذَكَر، إذ المقصود بـ"أهل المعاصي": الفساق، كما يقال: "أهل العلم" ولا يدخل فيهم من عنده شيء يسير من العلم، وإنما من كان مختصا بالعلم، كذلك يقال: أهل المعاصي، ويُعنى المختصون بها المصرون عليها، وإذا قلت لرجل : "احذر أن تجالس أهل المعاصي" لا يفهم عاقل أنك تنهاه عن مجالسة الناس أجمعين، وهذا ظاهر.
الأصل في ألفاظ الأدعية النبوية أنها على التوقيف ، وهي التي يراعى عدم تغييرها ، أما غير ذلك من أدعية ماثورة عن غير النبي - مما لا يأخذ حكم الرفع أو يتواتر عن جماعة من الصحابة - فلا حرمة لها - بمعنى أن من غير فيها بحيث لا يقع في محذور محقق ، لا ينكر عليه ويؤخذ الأمر على السعة.
رد: حكم تغيير الدعاءالمأثور ( يذل فيه أهل معصيتك) للشيخ البراك
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن السديس
بارك الله فيك
لم يخرجهم أحد، وإنما الشأن في الحصر.
تأويل غير مُسلم به، ولو بحثت لو جدت غيره من الصحابة والأئمة استعملها في العصاة .
والله أعلم .
بوركتم .
و لا حاجة للتأويل , فموقوف ابن عباس رضي الله عنهما في قوله (( كذب عدو الله )) ليس بحجة , فيرجع للمحكم في قوله تعالى { فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ } والله أعلم .
رد: حكم تغيير الدعاءالمأثور ( يذل فيه أهل معصيتك) للشيخ البراك
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الشهري
الأصل في ألفاظ الأدعية النبوية أنها على التوقيف ، وهي التي يراعى عدم تغييرها ، أما غير ذلك من أدعية ماثورة عن غير النبي - مما لا يأخذ حكم الرفع أو يتواتر عن جماعة من الصحابة - فلا حرمة لها - بمعنى أن من غير فيها بحيث لا يقع في محذور محقق ، لا ينكر عليه ويؤخذ الأمر على السعة.
هذا معلوم .
والشيخ قال: ينبغي ... = لأجل تناسب المعنى، ونفي الغلط عن الدعاء، ونفي التهمة عن العز.
رد: حكم تغيير الدعاءالمأثور ( يذل فيه أهل معصيتك) للشيخ البراك
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القضاعي
بوركتم .
و لا حاجة للتأويل , فموقوف ابن عباس رضي الله عنهما في قوله (( كذب عدو الله )) ليس بحجة , فيرجع للمحكم في قوله تعالى { فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ } والله أعلم .
والمحكم = ليس بحجة على المعنى المنفي.
فأين في الآية أنه ليس بعدو للمفسدين من الظلمة، وأكلة الربا والزناة وأصناف الفجار الذين توعد بعضهم باللعن والحرب و... ؟!
رد: حكم تغيير الدعاءالمأثور ( يذل فيه أهل معصيتك) للشيخ البراك
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن السديس
والمحكم = ليس بحجة على المعنى المنفي.
فأين في الآية أنه ليس بعدو للمفسدين من الظلمة، وأكلة الربا والزناة وأصناف الفجار الذين توعد بعضهم باللعن والحرب و... ؟!
نحن لا ننفي أن يكون الله تبارك وتعالى عدو للمفسدين , ولكننا نمنع إثباتك لذلك بدون حجة من الكتاب أو السنة .
فيكفي في المنع عدم وجود دليل الإثبات يا رعاك الله .
قال شيخ الإسلام في الجواب الصحيح : " وقد قال تعالى { وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ } وهذا نهي عن التكلم بلا علم , وهو عام في جميع أنواع الأخبار , وقد يتناول ما اخبر به الإنسان وما قد يعتقده بغير الأخبار من الدلائل والآيات والعلامات .
ليس له أن يتكلم بلا علم , فلا ينفي شيئاً إلا بعلم , ولا يثبته إلا بعلم . ولهذا كان عامة العلماء على أن النافي للشيء عليه الدليل على ما ينفيه , كما أن المثبت للشيء عليه الدليل على ثبوته .
وحُكي عن بعض الناس أنه قال : النافي ليس عليه دليل وفرّق بعضهم بين العقليات والشرعيات فأوجبه في العقليات دون الشرعيات !!
وهؤلاء اشتبه عليهم النافي بالمانع المطالب , فإن من أثبت شيئاً فقال له آخر : أنا لا أعلم هذا ولا أوافقك عليه ولا أسلمه لك حتى تأتي بالدليل. كان هذا مصيباً ولم يكن على هذا المانع المطالب بالدليل دليل , وإنما الدليل على المثبت ". انتهى المقصود