هوس استحلال الدماء.. اللهم إنا نبرأ إليك مما يصنعون!
هوس استحلال الدماء!
تحليل لثلاثة أحاديث عظيمة (من الصحيحين)..
قد توقظ جاهلاً غارقًا في هوس استحلال الدماء بحجة الردّة والتكفير!
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.. أما بعد
• في الصحيحين عن المقداد بن عمرو رضي الله عنه أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيت إن لقيت رجلاً من الكفار فاقتتلنا، فضرب إحدى يَدَيَّ بالسيف فقطعها ثم لاذ مني بشجرة، فقال: أسلمت لله! أأقتله يا رسول الله بعد أن قالها؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقتله!
فقال: يا رسول الله! إنه قطع إحدى يَدَيّ ثم قال ذلك بعد ما قطعها؟!
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقتله، فإن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله، وإنك بمنزلته قبل أن يقول كلمته التي قال!
• قال عدنان: المقداد بن عمرو رضي الله عنه صحابي قديم الإسلام، فقد قيل إنه كان سادس ستة في الإسلام، وقد شهد بدرًا و أحدًا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم = ولم يشفع له ذلك في استحلال قتل ذلك الذي ظهر له بالقرائن كفره والشك في صحة إيمانه!
• فقد كان من شأن ذلك الرجل الذي سأل المقداد عن أمره أنه:
1. كان كافرًا كفرًا أصليًا، لا خلاف في أصله، أمسلم هو أوارتد!
2. كان محاربًا للمسلمين، غير مسالم لهم.
3. وما زال في أرض المعركة، وقد جنى على هذا (الصحابيٍّ، البدري) فقطع له يده.
4. وما قال (أسلمت لله) مطمئنًا بها (فيما يظهر) بل ليحمي نفسه من الموت، بعد أن هرب خلف تلك الشجرة.
5. ولم يقل حتى (لا إله إلا الله)، بل قال: (أسلمت لله) فحسب!
6. ولم يفعل شيئًا من شعائر الإسلام (كالصلوات وغيرها) غير تلك الكلمة التي تقوّي شبهة عدم صدقه في إيمانه!
= ومع ذلك كله (ولأجل كلمته تلك) عُصِم دمُه، ومنع النبي صلى الله عليه وسلم المقداد من قتله!
بل توعّد المقداد (وهو صحابيٌ من أهل بدر) بأنه سيكون بمنزلة الكافر قبل إسلامه لو قتله مع تلك القرائن كلها!
• ثم.. إن هذا التحليل السابق لحديث المقداد ليس منكرًا ولا فردًا ولا غريبًا في أحكام النبي صلى الله عليه وسلم!
فله نظائر في حوادث أخرى للصحابة وموقف النبي صلى الله عليه وسلم منها.
• فمن ذلك قصة خالد بن الوليد مع بني جُذيمَة، كما في صحيح البخاري، حيث أرسل النبي صلى الله عليه وسلم خالدًا لبني جذيمة، فلما رأوه قال القوم: (صبأنا.. صبأنا) ولم يحسنوا أن يقولوا (أسلمنا)، بل لم يقولوا حتى (لا إله إلا الله)! فأعمل خالد في قتلهم! وأسرهم ثم أمر بقتل بقية الأسرى منهم! فتنازعه في ذلك من معه من الصحابة.
فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه وقال: اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد.. اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد!
• ومن ذلك قصّة أسامة بن زيد مع الحرقات من بني جهينة كما في الصحيحين، حين قتل أسامة رجلاً موليًا من قتال، وقد قال (لا إله إلا الله) فطعنه برمح..
فلما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال: أقال (لا إله إلا الله وقتلته)؟!
فقال أسامة: يا رسول الله إنما قالها خوفًا من السلاح!
قال: «أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا»؟!
• قال أسامة: فما زال يكررها عليّ النبي صلى الله عليه وسلم حتى تمنّيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم!
• فلعمر الله كم سيجد من مشقّة وعَنَت ونكير من يحاول ذكر مثل هذه الفتوى الغريبة على المهووسين باستحلال دماء المعصومين بحجة الارتداد بأدنى الشبهات!
• وكم سيتكلّف هؤلاء المهووسون من تأويل لصرف النظر عن مدلول مثل هذه الأحاديث الصريحة في منع القتل بالشبهة.. فكيف إن كانت شبهات!
• فنقول كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم إنا نبرأ إليك مما يصنعون..
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=92472 8287567967&id=795137777193686
رد: هوس استحلال الدماء.. اللهم إنا نبرأ إليك مما يصنعون!
رد: هوس استحلال الدماء.. اللهم إنا نبرأ إليك مما يصنعون!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري
قد توقظ جاهلاً غارقًا في هوس استحلال الدماء بحجة الردّة والتكفير!
.............................. ....
ولم يفعل شيئًا من شعائر الإسلام (كالصلوات وغيرها) غير تلك الكلمة التي تقوّي شبهة عدم صدقه في إيمانه!
= ومع ذلك كله (ولأجل كلمته تلك) عُصِم دمُه، ومنع النبي صلى الله عليه وسلم المقداد من قتله!
بل توعّد المقداد (وهو صحابيٌ من أهل بدر) بأنه سيكون بمنزلة الكافر قبل إسلامه لو قتله مع تلك القرائن كلها!
البداية والنهاية »
سنة إحدى عشرة من الهجرة »
فصل في تصدي الصديق لقتال أهل الردة ومانعي الزكاة .
قد تقدم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما توفي ارتدت أحياء كثيرة من الأعراب ، ونجم النفاق بالمدينة ، وانحاز إلى مسيلمة الكذاب بنو حنيفة وخلق كثير باليمامة ، والتفت على طليحة الأسدي بنو أسد وطيئ ، وبشر كثير أيضا ، وادعى النبوة أيضا كما ادعاها مسيلمة الكذاب ، وعظم الخطب واشتدت الحال ، ونفذ الصديق جيش أسامة ، فقل الجند عند الصديق ، فطمعت كثير من الأعراب في المدينة ، وراموا أن يهجموا عليها ، فجعل الصديق على أنقاب المدينة حراسا يبيتون بالجيوش حولها ; فمن أمراء الحرس علي بن أبي طالب ، والزبير بن العوام ، وطلحة بن عبيد الله ، وسعد بن أبي وقاص ، وعبد الرحمن بن عوف ، وعبد الله بن مسعود ، وجعلت وفود العرب تقدم المدينة ، يقرون بالصلاة ويمتنعون من أداء الزكاة ، ومنهم من امتنع من دفعها إلى الصديق ، وذكر أن منهم من احتج بقوله تعالى : خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم [ التوبة : 103 ] . قالوا : فلسنا ندفع زكاتنا إلا إلى من صلاته سكن لنا . وأنشد بعضهم :
[ ص: 438 ]
أطعنا رسول الله إذ كان بيننا فواعجبا ما بال ملك أبي بكر
وقد تكلم الصحابة مع الصديق في أن يتركهم وما هم عليه من منع الزكاة ويتألفهم حتى يتمكن الإيمان في قلوبهم ، ثم هم بعد ذلك يزكون ، فامتنع الصديق من ذلك وأباه .
وقد روى الجماعة في كتبهم سوى ابن ماجه ، عن أبي هريرة ، أن عمر بن الخطاب قال لأبي بكر : علام تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها " ؟ فقال أبو بكر : والله لو منعوني عناقا - وفي رواية : عقالا - كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأقاتلنهم على منعها ، إن الزكاة حق المال ، والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة . قال عمر : فما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال ، فعرفت أنه الحق .
قلت : وقد قال الله تعالى : فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم [ التوبة : 5 ] . وثبت في " الصحيح " : أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، [ ص: 439 ] ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة . وفي " الصحيحين " : بني الإسلام على خمس ; شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وصوم رمضان .
وقد روى الحافظ ابن عساكر من طريق ، عن شبابة بن سوار ، ثنا عيسى بن يزيد المديني ، حدثني صالح بن كيسان قال : لما كانت الردة قام أبو بكر في الناس ، فحمد الله وأثنى عليه ،
ثم قال :
الحمد لله الذي هدى فكفى ،
وأعطى فأغنى ،
إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم والعلم شريد ، والإسلام غريب طريد ، قد رث حبله ، وخلق عهده ، وضل أهله منه ، ومقت الله أهل الكتاب فلا يعطيهم خيرا لخير عندهم ، ولا يصرف عنهم شرا لشر عندهم ، قد غيروا كتابهم ، وألحقوا فيه ما ليس منه ، والعرب الأميون صفر من الله لا يعبدونه ولا يدعونه ، فأجهدهم عيشا ، وأضلهم دينا ، في ظلف من الأرض مع ما فيه من السحاب ، فجمعهم الله بمحمد وجعلهم الأمة الوسطى ، نصرهم بمن اتبعهم ، ونصرهم على غيرهم ، حتى قبض الله نبيه صلى الله عليه وسلم ، فركب منهم الشيطان مركبه الذي أنزله عليه ، وأخذ بأيديهم ، وبغى هلكتهم وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين [ آل عمران : 144 ] [ ص: 440 ] . إن من حولكم من العرب منعوا شاتهم وبعيرهم ، ولم يكونوا في دينهم - وإن رجعوا إليه - أزهد منهم يومهم هذا ، ولم تكونوا في دينكم أقوى منكم يومكم هذا ، على ما قد تقدم من بركة نبيكم صلى الله عليه وسلم ، وقد وكلكم إلى المولى الكافي ، الذي وجده ضالا فهداه ، وعائلا فأغناه وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها [ آل عمران : 103 ] . والله لا أدع أن أقاتل على أمر الله حتى ينجز الله وعده ، ويوفي لنا عهده ، ويقتل من قتل منا شهيدا من أهل الجنة ، ويبقي من بقي منا خليفته وورثته في أرضه ، قضاء الله الحق ، وقوله الذي لا خلف له وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض الآية [ النور : 55 ] . ثم نزل ، رحمه الله .
وقال الحسن وقتادة وغيرهما في قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه الآية [ المائدة : 54 ] . قالوا : المراد بذلك أبو بكر وأصحابه في قتالهم المرتدين ومانعي الزكاة .
وقال محمد بن إسحاق :
وارتدت العرب عند وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما خلا أهل المسجدين ; مكة والمدينة
وارتدت أسد وغطفان ، وعليهم طليحة بن خويلد الأسدي الكاهن ،
وارتدت كندة ومن يليها ، وعليهم الأشعث بن قيس الكندي ،
وارتدت مذحج ومن يليها ، وعليهم الأسود بن كعب العنسي [ ص: 441 ] الكاهن
وارتدت ربيعة مع المعرور بن النعمان بن المنذر ، وكانت بنو حنيفة مقيمة على أمرها مع مسيلمة بن حبيب الكذاب ،
وارتدت سليم مع الفجاءة ، واسمه أنس بن عبد ياليل ،
وارتدت بنو تميم مع سجاح الكاهنة .
وقال القاسم بن محمد : اجتمعت أسد وغطفان وطيئ على طليحة الأسدي ، وبعثوا وفودا إلى المدينة ، فنزلوا على وجوه الناس ، فأنزلوهم إلا العباس ، فحملوا بهم إلى أبي بكر على أن يقيموا الصلاة ، ولا يؤتوا الزكاة ، فعزم الله لأبي بكر على الحق ،
وقال : لو منعوني عقالا لجاهدتهم . فردهم فرجعوا إلى عشائرهم ، فأخبروهم بقلة أهل المدينة ، وطمعوهم فيها ، فجعل أبو بكر الحرس على أنقاب المدينة ، وألزم أهل المدينة بحضور المسجد ، وقال : إن الأرض كافرة ، وقد رأى وفدهم منكم قلة ، وإنكم لا تدرون ليلا تؤتون أم نهارا ، وأدناهم منكم على بريد ، وقد كان القوم يؤملون أن نقبل منهم ونوادعهم ، وقد أبينا عليهم فاستعدوا وأعدوا . فما لبثوا إلا ثلاثا حتى طرقوا المدينة غارة ، وخلفوا نصفهم بذي حسى ليكونوا ردءا لهم ، وأرسل الحرس إلى أبي بكر يخبرونه بالغارة ، فبعث إليهم أن الزموا مكانكم ، وخرج أبو بكر في أهل المسجد على النواضح إليهم ، فانقشع العدو ، واتبعهم المسلمون على إبلهم ، حتى بلغوا ذا [ ص: 442 ] حسى ، فخرج عليهم الردء ، فالتقوا مع الجميع فكان الفتح ، وقد قال الخطيل بن أوس - ويقال : الحطيئة - في ذلك :
أطعنا رسول الله ما كان وسطنا فيالعباد الله ما لأبي بكر
يورثنا بكرا إذا كان بعده وتلك لعمر الله قاصمة الظهر
فهلا رددتم وفدنا بزمانه وهلا خشيتم حس راغية البكر
وإن الذي سالوكم فمنعتم لكالتمر أو أحلى إلي من التمر
وفي جمادى الآخرة
ركب الصديق في أهل المدينة وأمراء الأنقاب إلى من حول المدينة من الأعراب الذين أغاروا عليها ،
فلما تواجه هو وأعداؤه من بني عبس ، وبني مرة ، وذبيان ، ومن ناصب معهم من بني كنانة ، وأمدهم طليحة بابنه حبال ، فلما تواجه القوم كانوا قد صنعوا مكيدة ، وهي أنهم عمدوا إلى أنحاء فنفخوها ثم أرسلوها من رءوس الجبال ، فلما رأتها إبل أصحاب الصديق نفرت وذهبت كل مذهب ، فلم يملكوا من أمرها شيئا إلى الليل ، حتى رجعت إلى المدينة ، فقال في ذلك الخطيل بن أوس :
فدى لبني ذبيان رحلي وناقتي عشية يحذى بالرماح أبو بكر
ولكن يدهدى بالرجال فهبنه إلى قدر ما إن تقيم ولا تسري
ولله أجناد تذاق مذاقه لتحسب فيما عد من عجب الدهر
[ ص: 443 ] أطعنا رسول الله ما كان بيننا فيالعباد الله ما لأبي بكر
فلما وقع ما وقع ظن القوم بالمسلمين الوهن ، وبعثوا إلى عشائرهم من نواحي أخر ، فاجتمعوا ،
وبات أبو بكر ، رضي الله عنه ، قائما ليله يتهيأ يعبئ الناس ، ثم خرج على تعبئة من آخر الليل ، وعلى ميمنته النعمان بن مقرن ، وعلى الميسرة أخوه عبد الله بن مقرن ، وعلى الساقة أخوهما سويد بن مقرن ، فما طلع الفجر إلا وهم والعدو في صعيد واحد ، فما سمعوا للمسلمين حسا ولا همسا ، حتى وضعوا فيهم السيوف ، فما طلعت الشمس حتى ولوهم الأدبار ، وغلبوهم على عامة ظهرهم ، وقتل حبال ، واتبعهم أبو بكر حتى نزل بذي القصة ، وكان أول الفتح ، وذل بها المشركون ، وعز بها المسلمون ، ووثب بنو ذبيان وعبس على من فيهم من المسلمين فقتلوهم ، وفعل من وراءهم كفعلهم ،فحلف أبو بكر ليقتلن في كل قبيلة بمن قتلوا من المسلمين وزيادة ، ففي ذلك يقول زياد بن حنظلة التميمي :
غداة سعى أبو بكر إليهم كما يسعى لموتته جلال
أراح على نواهقها عليا ومج لهن مهجته حبال
وقال أيضا :
أقمنا لهم عرض الشمال فكبكبوا ككبكبة الغزى أناخوا على الوفر
فما صبروا للحرب عند قيامها صبيحة يسمو بالرجال أبو بكر
[ ص: 444 ] طرقنا بني عبس بأدنى نباجها وذبيان نهنهنا بقاصمة الظهر
فكانت هذه الوقعة من أكبر العون على نصر الإسلام وأهله ، وذلك أنه عز المسلمون في كل قبيلة ، وذل الكفار في كل قبيلة ، ورجع أبو بكر إلى المدينة مؤيدا منصورا ، سالما غانما ، وطرقت المدينة في الليل صدقات عدي بن حاتم ، وصفوان ، والزبرقان ، إحداها في أول الليل ، والثانية في أوسطه ، والثالثة في آخره ، وقدم بكل واحدة منهن بشير من أمراء الأنقاب ، فكان الذي بشر بصفوان سعد بن أبي وقاص ، والذي بشر بالزبرقان عبد الرحمن بن عوف ، والذي بشر بعدي بن حاتم عبد الله بن مسعود ، ويقال : أبو قتادة الأنصاري ، رضي الله عنه ، وذلك على رأس ستين ليلة من متوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قدم أسامة بن زيد بعد ذلك بليال ، فاستخلفه أبو بكر على المدينة ، وأمرهم أن يريحوا ظهرهم ، ثم ركب أبو بكر في الذين كانوا معه في الوقعة المتقدمة إلى ذي القصة ، فقال له المسلمون : لو رجعت إلى المدينة وأرسلت رجلا ، فقال : والله لا أفعل ، ولأواسينكم بنفسي . فخرج في تعبئته إلى ذي حسى وذي القصة ، والنعمان وعبد الله وسويد بنو مقرن على ما كانوا عليه ، حتى نزل على أهل الربذة بالأبرق ، وهناك جماعة من بني عبس وذبيان ، وطائفة من بني كنانة ، فاقتتلوا فهزم الله الحارث وعوفا ، فأخذ الحطيئة أسيرا ، فطارت بنو عبس وبنو بكر ، وأقام أبو بكر على الأبرق أياما ، ***وقد غلب بنو ذبيان على البلاد ، فقال : حرام على بني ذبيان أن يتملكوا هذه البلاد إذ غنمناها الله ، وحمى الأبرق [ ص: 445 ] بخيول المسلمين ، وأرعى سائر بلاد الربذة . ولما فرت عبس وذبيان صاروا إلى مؤازرة طليحة وهو نازل على بزاخة ، وقد قال في يوم الأبرق زياد بن حنظلة :
ويوم بالأبارق قد شهدنا على ذبيان يلتهب التهابا
أتيناهم بداهية نسوف مع الصديق إذ ترك العتابا
ثم رجع الصديق إلى المدينة مؤيدا منصورا سالما غانما ، رضي الله عنه وأرضاه .
البداية والنهاية »
سنة إحدى عشرة من الهجرة »
https://www.islamweb.net/ar/library/...k_no=59&ID=774
اقتباس:
ولم يفعل شيئًا من شعائر الإسلام (كالصلوات وغيرها) غير تلك الكلمة التي تقوّي شبهة عدم صدقه في إيمانه!
= ومع ذلك كله (ولأجل كلمته تلك) عُصِم دمُه، ومنع النبي صلى الله عليه وسلم المقداد من قتله!
السؤال لماذا لم يمتنع الصديق من إراقة دماء المرتدين مع شبهتهم [منهم من احتج بقوله تعالى : خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم [ التوبة : 103 ] . قالوا : فلسنا ندفع زكاتنا إلا إلى من صلاته سكن لنا . وأنشد بعضهم : ]
أطعنا رسول الله إذ كان بيننا فواعجبا ما بال ملك أبي بكر
وقد تكلم الصحابة مع الصديق في أن يتركهم وما هم عليه من منع الزكاة ويتألفهم حتى يتمكن الإيمان في قلوبهم ، ثم هم بعد ذلك يزكون ، فامتنع الصديق من ذلك وأباه .
اقتباس:
تلك الكلمة التي تقوّي شبهة عدم صدقه في إيمانه!
= ومع ذلك كله (ولأجل كلمته تلك)
جميع المرتدين السابق ذكرهم الذين قاتلم ابو بكر الصديق رضى الله عنه كلمتهم لا اله الا الله وإقامة شعائر الاسلام والصلوات بينهم مؤداه
ومع ذلك أجمع الصحابة على تكفير مانعي الزكاة:
قال القاضي أبو يعلى صاحب (الأحكام السلطانية)
قال (وأيضا فإنه إجماع الصحابة، وذلك أنهم نسبوا الكفر إلى مانع الزكاة وقاتلوه وحكموا عليه بالردة، ولم يفعلوا مثل ذلك بمن ظهر منه الكبائر ولو كان الجميع كفراً لسَوّوا بين الجميع) (مسائل الإيمان) للقاضي أبي يعلى صـ 330 ــ 332، ط دار العاصمة 1410هـ. وأبو بكر الجصاص الحنفي في كتابه (أحكام القرآن) في تفسير قوله تعالى (فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم) الآية ــ النساء 65، قال (وفي هذه الآية دلالة على أن من رد شيئاً من أوامر الله تعالى أو أوامر رسوله صلى الله عليه وسلم فهو خارج من الإسلام، سواء ردّه من جهة الشك أو ترك القبول والامتناع من التسليم، وذلك يوجب صحة ماذهب إليه الصحابة في حكمهم بارتداد من امتنع عن أداء الزكاة وقتلهم وسبي ذراريهم، لأن الله تعالى حكم بأن من لم يُسلم للنبي صلى الله عليه وسلم وحكمه فليس من أهل الإيمان) أهـ.
وقال شيخ الاسلام ابن تيمية
(وقد اتفق الصحابة والأئمة بعدهم على قتال مانعي الزكاة وإن كانوا يصلون الخمس ويصومون شهر رمضان، وهؤلاء لم يكن لهم شبهة سائغة فلهذا كانوا مرتدين، وهم يُقاتلون على منعها وإن أقروا بالوجوب كما أمر الله) (مجموع الفتاوي) 28/ 519.
وقال شيخ الاسلام ابن تيمية أيضا
(وإذا كان السلف قد سمّوا مانعي الزكاة مرتدين مع كونهم يصومون ويصلون ولم يكونوا يقاتلون جماعة المسلمين، فكيف بمن صار مع أعداء الله ورسوله قاتلا للمسلمين) (مجموع الفتاوي) 28/ 531.
وقال الشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب 1242ه
ـ (وقال الشيخ ــ ابن تيمية ــ رحمه الله في آخر كلامه على كفر مانعي الزكاة: والصحابة لم يقولوا هل أنت مُقر بوجوبها أو جاحد لها، هذا لم يُعهد عن الصحابة بحال،
بل قال الصدّيق لعمر رضي الله عنهما:
«والله لو منعوني عَنَاقاً كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها»
فجعل المبيح للقتال مجرد المنع لاجحد وجوبها،
وقد روي أن طوائف منهم كانوا يقرون بالوجوب لكن بخلوا بها،
ومع هذا فسيرة الخلفاء فيهم سيرة واحدةوهى قتل مقاتلتهم وسبي ذراريهم وغنيمة أموالهم والشهادة على قتلاهم بالنار، وسمّوهم جميعهم أهل الردّة) (الدرر السنية في الأجوبة النجدية، جـ 8 صـ 131).
هل يمكن ان يقال بعد ذلك
اقتباس:
هوس استحلال الدماء بحجة الردّة والتكفير!
هل كان الخلفاء رضى الله عنهم و شيخ الاسلام والمسلمين الامام محمد ابن عبد الوهاب مهووسون بقتال المرتدين بحجة الردة والتكفير ؟!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري
قد توقظ جاهلاً غارقًا في هوس استحلال الدماء بحجة الردّة والتكفير!
ما هى حجة ابو بكر الصديق رضى الله عنه فى قتال المرتدين أليست الردّة والتكفير!!!
رد: هوس استحلال الدماء.. اللهم إنا نبرأ إليك مما يصنعون!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري
هوس استحلال الدماء!
استحلال الدماء بحجة الردّة !
من المعلوم بالضرورة من دين الإسلام أن الله ـ تعالى ـ أتم هذا الدين وجعل شريعة الإسلام أكمل الشرائع وأحسنها،
وقد جاء هذا الدين شاملاً لجميع جوانب الحياة البشرية،
ولذا أوجب الله ـ تعالى ـ على عباده الالتزام بجميع أحـكــام الإسلام
فقال سبحانه: ((يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً)) [البقرة: 208]،
كـــما جاء هذا الدين موافقاً للفطـرة السوية الصحيحـة، فقال ـ تعالى ـ: ((فِطْرَتَ اللَّهِ الَتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا)) [الروم: 30].
فإذا كان الشخص مسلماً لله ـ تعالى ـ، والتزم بدين الله ـ تعالى ـ، ف
أبى إلا أن ينسلخ من الهدى، ويتلبس بالضلال، فيمرق من الحق والنور إلى الباطل والظلمات، فهذا مرتد عن دين الإسلام، ناقض لعقد الإيمان، مصادم للاستسلام لله ـ تعالى ـ والخضوع له،
كما قال سبحانه: ((وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ)) [آل عمران: 83].
وإذا كانت قوانين البشر ـ مع ما فيها من القصور والتناقض والاضطراب ـ توجب مخالفتها ـ عند أصحابها ـ الجزاءات والعقوبات؛
فكيف بمناقضة شرع الله ـ تعالى ـ، والانسلاخ من حكمه وهو أفضل الأحكام على الإطلاق؟
لقد شرع الله ـ تعالى ـ إقامة الحدود،
ومنها: حد الردة تحقيقاً لأهم مقاصد الشريعة وهو حفظ الدين، وهو ـ سبحانه ـ الحكيم في شرعه، الرحيم بعباده، العليم بما يصلح أحوال خلقه في معاشهم ومعادهم.
فتطاول السفهاء على الشريعة، ووصف بعض الدعاة المنهزمين الأحكام والحجج الشرعية المترتبة على المرتد بأنها هوس وقسوة وهمجية.. فهذا من الإفك المبين وأدلتهم فيها من الضعف والتأوّل المتكلف فى قياس الكافر الاصلى على المرتد مع ان الفرق بينهما فرق واضح فى جميع الاحكام ولكنها الانهزامية الظاهرة (فلا الإسلامَ نصروا ولا (السفهاء والمرتدين كسروا).
فسياسة ابو بكر الصديق فى قرار القضاء على حركات الارتداد، له مهام أساسية:إعادة توحيد الجزيرة تحت راية الشريعة، وعدم وضع السلاح حتى تعود القبائل المرتدة الى الاذعان والاستسلام لاحكام الشريعة فكان قرارًا حاسمًا،
فهم أبي بكر إلى أن التراخي مع المرتدين يعني الحكم بضعف قوة الإسلام ومن ثم محاصرته والقضاء عليه؛ إذ لن تصبر هذه القبائل كثيراً حتى تهاجم البقية الباقية من المسلمين،
تصدى ابو بكر رضى الله عنه للحركات الارتداديَّة بالقوَّة والحزم خاصَّةً بعد ورود أنباءٍ عن تحفُّز القبائل لشنِّ هجومٍ واسعٍ على المدينة وتدمير القاعدة المركزيَّة للدين الإسلامي.
وفي غضون عام واحد قضى على حركات الردة بالجزيرة العربية، وعادت لتدين بالولاء لدين الإسلام؛ اعتقادًا، وقولا وعملا ، وانتهى أمر مُدّعي النبوة، وعادت الجزيرة وَحدة متماسكة يمكنُ انطلاق الجيوش الإسلامية من خلالها لنشر الإسلام خارجها .
******
رد: هوس استحلال الدماء.. اللهم إنا نبرأ إليك مما يصنعون!
الإسلام لا يقبل من أحدٍ أن يخذل الإسلام ، والذى يرتد عن الإسلام ويجهر بذلك
فإنه يكون عدوًّا للإسلام والمسلمين ويعلن حرباً على الإسلام والمسلمين ولا عجب أن يفرض الإسلام قتل المرتد ، فإن كل نظام فى العالم حتى الذى لا ينتمى لأى دين تنص قوانينه أن الخارج عن النظام العام له عقوبة القتل لا غير فيما يسمونه بالخيانة العظمى.
وهذا الذى يرتد عن الإسلام فى معالنة وجهر بارتداده ،
إنما يعلن بهذا حرباً على الإسلام ويرفع راية الضلال ويدعو إليها المنفلتين من غير أهل الإسلام وهو بهذا محارب للمسلمين يؤخذ بما يؤخذ به المحاربون لدين الله.
والمجتمع المسلم يقوم أول ما يقوم على العقيدة والإيمان. فالعقيدة أساس هويته ومحور حياته وروح وجوده ، ولهذا لا يسمح لأحد أن ينال من هذا الأساس أو يمس هذه الهوية.
ومن هنا كانت الردة المعلنة كبرى الجرائم فى نظر الإسلام لأنها خطر على شخصية المجتمع وكيانه المعنوى ، وخطرعلى الضرورة الأولى من الضرورات الخمس " الدين والنفس والنسل والعقل والمال ".
والإسلام لا يقبل أن يكون الدين ألعوبة يُدخل فيه اليوم ويُخرج منه غداً على طريقة بعض اليهود الذين قالوا: (( آمنوا بالذى أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون)) [ آل عمران : 72 ]
والردة عن الإسلام ليست مجرد موقف عقلى ، بل هى أيضاً تغير للولاء وتبديل للهوية وتحويل للانتماء.
فالمرتد ينقل ولاءه وانتماءه من أمة إلى أمة أخرى فهو يخلع نفسه من أمة الإسلام التى كان عضواً فى جسدها وينقم بعقله وقلبه وإرادته إلى خصومها
ويعبر عن ذلك الحديث النبوى بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه: [ التارك لدينه المفارق للجماعة ] [ رواه مسلم ] ، وكلمة المفارق للجماعة وصف كاشف لا منشئ ، فكل مرتد عن دينه مفارق للجماعة.
ومهما يكن جرم المرتد فإن المسلمين لا يتبعون عورات أحدٍ ولا يتسورون على أحدٍ بيته ولا يحاسبون إلا من جاهر بلسانه أو قلمه أو فعله مما يكون كفراً بواحاً صريحاً لا مجال فيه لتأويل أو احتمال فأى شك فى ذلك يفسر لمصلحة المتهم بالردة.
إن التهاون فى عقوبة المرتد المعالن لردته يعرض المجتمع كله للخطر ويفتح عليه باب فتنة لا يعلم عواقبها إلا الله سبحانه.
فلا يلبث المرتد أن يغرر بغيره ، وخصوصاً من الضعفاء والبسطاء من الناس ، وتتكون جماعة مناوئة للأمة تستبيح لنفسها الاستعانة بأعداء الأمة عليها وبذلك تقع فى صراع وتمزق فكرى واجتماعى وسياسى ،
او صراع دموى و حرب ضروس تأكل الأخضر واليابس.
وجمهور الفقهاء قالوا بوجوب استتابة المرتد قبل تنفيذ العقوبة فيه بل قال شيخ الإسلام ابن تيمية هو إجماع الصحابة ـ رضى الله عنه ـ وبعض الفقهاء حددها بثلاثة أيام وبعضهم بأقل وبعضهم بأكثر ومنهم من قال يُستتاب أبداً ، واستثنوا من ذلك الزنديق ؛ لأنه يظهر خلاف ما يبطن فلا توبة له وكذلك سابّ الرسول صلى الله عليه وسلم لحرمة رسول الله وكرامته فلا تقبل منه توبة وألَّف ابن تيمية كتاباً فى ذلك أسماه " الصارم المسلول على شاتم الرسول ".
والمقصود بهذه الاستتابة إعطاؤه فرصة ليراجع نفسه عسى أن تزول عنه الشبهة وتقوم عليه الحُجة ويكلف العلماء بالرد على ما فى نفسه من شبهة حتى تقوم عليه الحُجة إن كان يطلب الحقيقة بإخلاص وإن كان له هوى أو يعمل لحساب آخرين ، يوليه الله ما تولى.
|
|
رد: هوس استحلال الدماء.. اللهم إنا نبرأ إليك مما يصنعون!
ليس لأحدٍ في دَوْلَة الإسلام أن يَدْعُوَ النَّاسَ إلى الكُفْر،
وقد اتَّفَقَ الفُقَهاءُ على أنَّ مَنِ ارتَدَّ من المسلمين أُهْدِرَ دَمُهُ،
لَكِنَّ قَتْلَهُ لِلإمامِ أو نائبه، ومن قتله من المسلمين عُزِّرَ فقط
؛ لأنه افْتَأَتَ على حَقِّ الإمام؛ لأنَّ إِقَامَةَ الحَدِّ له؛
قال ابن قُدامة في المغني: "وأجمع أهل العلم على وُجوبِ قَتْلِ المُرْتَدِّ.
ورُوِيَ ذلك عن أبي بكر، وعُمَرَ وَعُثْمانَ، وعلي، ومعاذٍ، وأبي موسى، وابن عباس، وخالد، وغيرهم، ولم ينكر ذلك، فكان إجماعا".
فلا يَجُوزُ إقرَارُ المرتد بعَهْدٍ أو جِزْيَةٍ، وإنَّما يجبُ قَتْلُهُ؛
لأنَّه عَرَفَ فأَنْكَرَ، وأُبْصِرَ فعَمِيَ، وسواءٌ دخل الإسلامَ بالِغًا مُدْرِكًا، أو نَشَأَ فيه صغيرًا.
فإنَّ مَنْ وُلِدَ على الإسلام - فقد اجتَمعَ فيه أسبابُ الهِدايَة ودَوَاعِيها؛ من وِلادَتِه على الفِطْرَة، ونَشْأَتِه بين المسلمين، ومعرفتِه بعظمةِ الإسلام؛
فلا يَرْتَدُّ مثلُ هذا إلا لِخُبْثِ نفسِه، ورَدَاءَةِ عَقْلِه؛
فهو نَبْتَةٌ ضالَّةٌ مُنْحَرِفَةٌ، لا خيرَ في بقائها.
وما يُقام على المُرْتَدِّينَ منَ الحَدِّ ليس لإكراههم على الدُّخول في الدِّين،
وإنَّما عقوبةٌ لهم على كُفْرِهِمْ برَبِّ العالمين،
بعد أن اتَّضَحَتْ لهم سبيلُ الهُدى، واستَظلُّوا بظلِّ الإسلام، واطَّلَعُوا على سَماحَتِه وصلاحِيَتِه لكلِّ النَّاس، وعَلِموا أنَّه هوَ الدِّينُ الحقُّ المُنَزَّلُ من عند الله.
وحريَّةُ العقيدة لا تَسْتَتْبِعُ الخروجَ عنِ الإسلام؛
فالإسلامُ لا يَقْبَلُ الشِّرْكَ بالله، ولا يَقْبَلُ عِبادَةَ غير الله، وهذا من صُلْبِ حقيقة الإسلام.
فمَنْ لم يَرْضَ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمَّدٍ نبيًّا ورسولاً، واستعاضَ عن ذلك بالعبوديَّة لغير الله،
يستحق ما تُوُعِّدَ به من عقاب.
فالذي يَرْتَدُّ عنِ الإسلام، ويَجْهَرُ بارْتِدَادِهِ يُعْلِنُ حربًا على الإسلام، ويَرْفَعُ رايةَ الضَّلال، ويدعو إليها المُنْفَلِتِينَ من غير أهل الإسلام. وهو بهذا مُحارِبٌ للمسلمينَ، يُؤْخَذُ بما يُؤْخَذُ به المُحارِبونَ لدِينِ الله. والمجتمعُ المسلمُ يقومُ أوَّلَ ما يقومُ على العقيدة والإيمان؛ فهي أساسُ هُوِيَّتِه، ومِحْوَرُ حياتِه، ورُوحُ وُجُودِه، ولهذا لا يُسْمَحُ لأحدٍ أن يَنالَ من هذا الأساس، أو يَمَسَّ هذه الهُوِيَّة
فالكفر من أعظم الذنوب وأجلّ جُرم يجترمه المسلم.
ومن هنا كانتِ الرِّدَّةُ كُبرَى الجرائم في الإسلام؛ لأنَّها خطرٌ على شخصيَّة المجتمع وكِيَانِه،
والضَّرورَةُ الأولى من الضَّرورات الخَمْس: الدِّين، والنَّفْس، والنَّسْل، والعَقْل، والمال.
ومن المعلوم:
أنَّ التَّهاونَ في عقوبة المُرْتَدِّ المُعْلِنِ لِرِدَّتِهِ يُعَرِّضُ المجتمعَ كلَّه للخطر، ويَفْتَحُ عليه بابَ فِتْنَةٍ لا يعلمُ عواقبها إلا الله سبحانه.
فلا يَلْبَثُ المُرْتَدُّ أن يُغَرِّرَ بغيره، وخصوصًا الضُّعفاء والبُسطاء منَ النَّاس، وتتكوَّنُ جماعاتٌ مناوِئَةٌ للأُمَّة، تَسْتَبيحُ لنفسها الاستعانةَ بأعداء الأُمَّة عليها
والمرتد لا يَترك دِينه إلا لسوء فيه ، فإنه لا يُتصوّر أن يَترك أحد دينه بعد أن ذاق حلاوة الإيمان
ولذلك قال هرقل لأبي سفيان – وهو يسأل عن أحوال النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه – : فهل يرتد أحد منهم سَخطة لدينه بعد أن يَدخل فيه ؟ قال أبو سفيان : قلت : لا .
وفي الأخير قال له هرقل : وسألتك أيرتد أحد سَخطة لدينه بعد أن يَدخل فيه ، فذكرت أنْ لا ، وكذلك الإيمان حين تُخالِط بشاشته القلوب . رواه البخاري ومسلم .
[منقول]
رد: هوس استحلال الدماء.. اللهم إنا نبرأ إليك مما يصنعون!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري
هوس استحلال الدماء بحجة الردّة !....
• وكم سيتكلّف هؤلاء المهووسون من تأويل لصرف النظر عن مدلول مثل هذه الأحاديث الصريحة في منع القتل بالشبهة.. فكيف إن كانت شبهات!
قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ
قال ابن عثيمين رحمه الله
: المرتد ليس كالكافر الأصلي، ولا يعامل معاملة الكافر الأصلي، بل هو أشد منه لقول النبي عليه الصلاة والسلام من بدل دينه فاقتلوه. فالمرتد بأي نوع من أنواع الردة لا يعامل كما يعامل الكافر الأصلي، بل إنه يلزم بالرجوع إلى الإسلام، فإن أسلم فذاك، وإن لم يسلم فإنه يُقتل كفراً، ولا يدفن مع المسلمين، ولا يصلى عليه. وعلى هذا
فنقول:
إن هذا المرتد لا يمكن أن يعيش،
بل إنه إما أن يعيش مسلماً وإما أن يُقتل.
https://binothaimeen.net/content/7966
رد: هوس استحلال الدماء.. اللهم إنا نبرأ إليك مما يصنعون!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوخزيمةالمصرى
فليتق الله أقوام سيلقون الله بالتكفير وإلم يكفروا فسيلقونه بالرضى عن قتلة المسلمين ومكفريهم .
ماذا هم قائلون لله سبحانه ماذا سيقولون من يتبعون (الشياطين )
نسأل الله الثبات والعافية
(لا يزال المؤمن في فسحة من دينه مالم يصب دما حراما )
يا ويحهم يا ويحهم ياويحهم
إن المرء ليرتعش ان يلق الله وليس على معصية بل نقول ماذا سنقول له سبحانه بعد إنعامه السابغ ما نقول وكيف نقول
فما بالكم بأقوام يتقربون لله بل يتسابقون ويسارعون في التكفير بل والسفك للدماء المعصومة يا ويحهم يا هول جرمهم وعظم صنيعهم لا حول ولا قوة إلا بالله
(كلاب النار كلاب النار كلاب النار ) نسأل الله العافية
إن الحدود لتدرأ بالشبهات في الزنا والسرقة وغيرهما أوليس من باب أولى أن يدرأ التكفير بالشبهة لا بل يبحثون ويتعمقون ويتقعرون يبحثون ويلهثون خلف التكفير لسفك الدماء وانتهاك الحرمات
أراح الله منهم البلاد والعباد
من أعظم التقوى والايمان ما فعله أبو بكر الصديق من استحلال دماء المرتدين وهذا من أعظم أسباب حفظ الدين ولم يمض سوى عام واحد لخلافة الصديق إلا وقد قطع دابر المرتدين تمامًا، ونجح بسياسته الحازمة في أن يطهر الجزيرة العربية من كل رجس، وأن يجمعها على كلمة التوحيد لينطلق بعدها أبناؤها إلى الأقطار الأخرى فاتحاً وناشراً للإسلام ومخرجاً الناس من الظلمات إلى النور، من الشرك إلى التوحيد، من جور الأديان إلى عدل وسماحة الإسلام
وكذلك غزوات الامام محمد ابن عبد الوهاب فى بلاد نجد ضد المرتدين كانت من أعظم الاسباب فى اقام دولة التوحيد والايمان وتطهير الجزيرة العربية من أدران الردة والكفر
رد: هوس استحلال الدماء.. اللهم إنا نبرأ إليك مما يصنعون!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف
: المرتد ليس كالكافر الأصلي، ولا يعامل معاملة الكافر الأصلي، بل هو أشد منه لقول النبي عليه الصلاة والسلام من بدل دينه فاقتلوه.
نعم
قول العلماء : "من فعل كذا وكذا فهو كافر حلال الدم" مرادهم به المرتد الذي خرج عن الإسلام بارتكابه ناقضاً من نواقضه .
والردة تكون بالاعتقاد أو بالقول أو بالفعل أو بالترك .
قال ابن مفلح في تعريف المرتد : "هو الراجع عن دين الإسلام إلى الكفر ، إما نطقاً أو اعتقاداً أو شكاً ، وقد يحصل بالفعل" انتهى .
"المبدع" لابن مفلح (9/175) .
والدليل على أن ذلك هو حكم المرتد : قوله صلى الله عليه وسلم : (من بدل دينه فاقتلوه) رواه البخاري (6922) .
قال ابن عبد البر عند ذكره لهذا الحديث : "وقال مالك رحمه الله : إنما عنى بهذا الحديث من خرج من الإسلام إلى الكفر ، وأما من خرج من اليهودية أو النصرانية أو من كفر إلى كفر فلم يُعن بهذا الحديث . وعلى قول مالك هذا جماعة الفقهاء..." انتهى .
"التمهيد" (5/311-312) .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث : الثيب الزاني ، والنفس بالنفس ، والتارك لدينه المفارق للجماعة) رواه البخاري (6878) ومسلم (1676).
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي : "وأما التارك لدينه المفارق للجماعة فالمراد به من ترك الإسلام وارتد عنه ، وفارق جماعة المسلمين ، كما جاء التصريح بذلك في حديث عثمان" انتهى .
"جامع العلوم والحكم" (1/318) .
ثم قال (1/327) : "وأما ترك الدين ومفارقة الجماعة فمعناه الارتداد عن دين الإسلام ولو أتى بالشهادتين ، فلو سبَّ الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وهو مقر بالشهادتين أبيح دمه ، لأنه قد ترك بذلك دينه" انتهى .
وعقوبة المرتد أشد من عقوبة الكافر الأصلي ، ولهذا ... يمكن أن يُقَرَّ الكافر الأصلي على دينه ولا يقتل بشروط معروفة عند العلماء ، أما المرتد فيجب قتله إن لم يرجع إلى الإسلام .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :
"وقد استقرت السنة بأن عقوبة المرتد أعظم من عقوبة الكافر الأصلي من وجوه متعددة ، منها : أن المرتد يقتل بكل حال ، ولا يضرب عليه جزية ، ولا تعقد له ذمة ، بخلاف الكافر الأصلي .
ومنها : أن المرتد يقتل وإن كان عاجزا عن القتال ، بخلاف الكافر الأصلي الذي ليس هو من أهل القتال ، فإنه لا يقتل عند أكثر العلماء كأبي حنيفة ومالك وأحمد .
ومنها : أن المرتد لا يرث ولا يناكح ولا تؤكل ذبيحته ، بخلاف الكافر الأصلي ... إلى غير ذلك من الأحكام" انتهى .
"مجموع الفتاوى" (28/534) . وانظر : "الدرر السنية" (10/104) .
*****************
الذي يقيم العقوبة الشرعية على المرتد أو المعاهد الذي نقض عهده إنما هو الحاكم أو نائبه ، وليس ذلك لعامة الناس لما يفضي إليه ذلك من الفوضى وفتح باب الشرور والفتن .
قال ابن مفلح عن المرتد : "لا يقتله إلا الإمام أو نائبه حرا كان أو عبدا في قول عامة العلماء" انتهى .
"المبدع" لابن مفلح (9/175) . وانظر : "الدرر السنية" (10/394-395) .
وقال الشيخ ابن عثيمين في "الشرح الممتع" (14/455) : "ولا يحل لأحد قتله – يعني المرتد – مع أنه مباح الدم ، لأن في قتله افتياتاً على ولي الأمر [يعني : تعديا على حقه] ، ولأن في قتله سبباً للفوضى بين الناس .... ولهذا لا يتولى قتله إلا الإمام أو نائبه" انتهى .
المصدر الاسلام سؤال وجواب
اقتباس:
ولأن في قتله سبباً للفوضى بين الناس
نعم