[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
عن رجلٍ مِن أوليائهم
يُدعى أبو السجاد بن عمر بن يحي التغلبي ،
يقول :
مِن كراماته أنَّه أوتيَ الاسم الأعظم ،
ومِن ذلك أنَّه أوتي خصِّيصة مِن خصائص الأنبياء
عليهم السلام:
أنَّه كان إذا أراد التبرز
انفتحت له الأرض ،
وابتلعت ما يخرج منه ،
ولذلك يحاولون أن يثبتوا مثل هذه
للرسول صلى الله عليه وسلم ؛
لأنَّه لو لم يثبت للرسول
ما ثبت لهذا التغلبي.
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
علي الخلْعي
يقول :
هتف بي هاتف ناداني باسمي ،
فقلتُ : لبَّيك داعي الله ،
فقال : قل لبَّيك ربي الله
– يعني :
الله الذي نادى ،
وليس داعيه -
ما تجد مِن الألم ؟
فقلت :
إلهي وسيدي :
الحمَّى .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
أحمد بن إدريس
خصَّه الله - كما يقول النبهاني -
بالمواهب المحمديَّة
والعلوم اللَّدنية
والاجتماعات الصورية الكمالية
بالنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ،
والأخذ والتلقِّي منه
حتى لقَّنه النَّبيُّ
صلى الله عليه وسلم بنفسه
أوراد الطريقة الشاذليَّة .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
لاحظوا يا إخوة :
عندما نقول هذا الكلام الذي تقولونه مبتدع ،
وهذه الأذكار بدعيَّة
هم يردون علينا :
بأن هذا ورد في حديث ضعيف !
هذا ليس هو أصل التشريع ،
أصل التشريع :
أنَّه رؤيا ،
ويقولون لاتِّباعهم هذا الرسول لقَّننا إياه ،
لكن يقولون لنا :
هذا مرويٌّ عند أبي نعيم ،
أو عند ابن عساكر ،
أو عند فلان ،
ويأتون بأي حديث .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقول فلقَّنه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بنفسه
أوراد الطريقة الشاذليَّة ،
فإنَّه صلى الله عليه وسلم
أعطاه أوراداً جليلةً ،
وطريقةً تسليكيَّةً خاصَّةً له .
قال له :
مَن انتمى إليك
فلا أَكِلُه إلى ولاية غيري ،
ولا إلى كفالته ،
بل أنا وليُّه وكفيله ،
قال أحمد :
اجتمعتُ بالنَّبيِّ
صلى الله عليه وسلم اجتماعاً صورياً .
يعني :
في اليقظة ،
ومعه الخضر عليه السلام ،
فأمر النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم الخضرَ
أن يلقنَّني أذكار الطريقة الشاذليَّة
فلقَّنها لي بحضرته .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
أحمد بن محمد الجزيري
كان عنده جماعة – أي : مِن المريدين -
فقال :
هل فيكم مَن
إذا أراد الله
أن يُحدث في المملكة حدثاً
أعلمه قبل إبدائه ؟
قالوا : لا ،
قال :
فابكوا على قلوبٍ
لم تجد في الله
شيئاً مِن هذا .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
عندما يدافع الرِّفاعي وأصحابه
أن الله يستشير النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم :
المفروض في المريدين
أن يكون منهم مَن يستشيره الله ، ويعلمه ،
فكيف نستغرب دفاعهم
عن أن الرسول صلى الله عليه وسلم يُستشار ؟
أو يقال له شيءٌ مِن ذلك .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
مِن أوليائهم رجلٌ رفاعي
يدعى عبد القادر أبو رباح الدجاني
يقول عنه النبهاني :
أمَّا من جهة كراماته فإنَّها متواترة بين الناس ،
وقد شاهدتُ منها بنفسي
أنَّه في حالة الذِّكر
أمسك رجلاً مِن مريديه سيفاً
كلَّ واحدٍ منهما مِن طرفٍ
وجعل حدَّه إلى أعلى ،
فوقف الشيخ على حدِّه ،
وبقي كذلك مدة قصيرة مِن الزمان ،
ثم نزل ومشى ولم يتأثر بشيءٍ .
وهذا كثيرٌ عن الرفاعيَّة ،
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
المهم :
يقول :
ولهذا الرفاعي رسالة حافلة
في إثبات أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم
أطلعه الله تعالى علمَ المغيَّبات الخمس وغيرها
قبل انتقاله للدار الآخرة ،
ومِن هذه الرسالة وأمثالها
يعتمد هاشم الرفاعي وأصحابه
في تثبيت أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم
يعلم الغيب كله .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقول : أمَّا كراماته ،
ونذكر منها واحدةً
وهي ما أخبرني الحاج محمد أبو جيَّاب
وهو مِن تلاميذه الصادقين الآخذين عنه ،
قال : إنَّه كان جالساً مع الشيخ في حجرة صغيرةٍ
مِن حُجر جامع "يافا " الكبير ،
فاعترى الشيخَ حالٌ ،
فجعل يكبُر ، ويتعاظم ،
وكلَّما كبُر جسمُه
يتزحزح أبو جياب مِن مكانه
حتى ملأ الحجرة ،
فلم يجد له مكاناً يجلس فيه ،
فخرج المريد ، وجلس بالباب ،
ثم رجع الشيخ إلى عادته تدريجيّاً
حتى عاد كما كان
فقال لأبي جياب :
لأي شيءٍ أنت خارج الحجرة ؟
قال : ياسيدي ما بَقيتْ لي مكانٌ ،
فضحك الشيخ قدَّس الله سرَّه ،
فقال له :
ياولدي هذا مقام يعتري الرجال ،
وأعلاه ما كان يعتري القطب الرفاعي
قدس الله سرَّه
فكان ينماع كالماء .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
وذكر الشعراني
مِن كرامات الرِّفاعي
ونقله أيضاً غيره في ترجمة الرفاعي
أنَّه كان يذوب
حتى يكون كأنَّه قطرة ماء ! ،
فيقولون له ما هذا :
فيقول :
هذا مِن خوف الله عزَّ وجل .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
وبقيت كرامات أخرى نستعرضها بسرعة :
حسـن سكُّر الدمشقي ،
جاءوا إليه بمائةٍ
مِن قطع الفضَّة المغشوشة فأخذها ،
وألقاها في فمه ، وابتلعها ،
وفي الحال : جلس بصورة مَن يقضي حاجته ،
فأخرجها مِن أسفله
دنانير مِن الذهب !
فأخذوها ،
وقالوا : هذا مِن كراماته .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
أحمد بن بطرس
الشيخ العارف بالله تعالى
- كما يقول النبهاني -
المكاشَف بأسرار غيب الله ،
كان إذا أردا أن يتكلم بكشف :
يُطرق رأسَه إلى الأرض ،
ثمَّ يرفعه
وعيناه كالجمرتين يلهث
كصاحب الحِمل الثقيل ،
ثم يتكلم بالمغيَّبات .
لأنَّ الجنَّ هي التي تكلمه وتخاطبه ،
يتلقى منها فيلهث
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ونتابع الكلام عن هذه الكرامات
- بزعمهم - ودعواهم
مع التنبيه إلى قضية مهمَّة
وهي أنَّني تعمَّدتُ أن أحذف تعقيداتهم ،
وما يذكرونه مِن الكفريَّات ،
والشركيَّات المعقدة
التي فيها
وحدة الوجود
والحلول
والاتحاد ،
التي فيها باطنيَّة ،
التي فيها زندقة ،
وغير ذلك مِن التعقيدات الفلسفيَّة
التي تعمَّدتُ حذفَها
لأنَّ كلَّ أحدٍ لايستطيع أنْ يفهمها
بخلاف هذه المدَّعاة "كرامات" ؛
فإنَّ كلَّ أحدٍ - ولله الحمد - يعرف بطلانها ،
ويعرف كذبها ،
ويستدل بها على
كذبهم في الباقي .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
وأيضاً :
لأنَّ هذه يدَّعون أنَّهم إنَّما أُعطوْها لوراثتهم
للَّنبيِّ صلى الله عليه وسلم ،
ولأنَّ هذه كراماتهم هي كالمعجزات
بالنِّسبة للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ،
بل هي تأييد للمعجزات بنظرهم ،
ولذلك سنقتصر عليها
دون الشركيَّات ،
والكفريَّات الأخرى .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
والآن نتابع الكرامات:
الشيخ أحمد
- والذي قلنا إنَّه كان يلهث وعيناه كالجمرتان
عندما يتكلم بالمغيبات -
يقول تلميذه
- كما يصف النَّبهاني - :
كنتُ جالساً عنده وحدي ،
فخطر لي خاطر هل للشيخ قوة التمكين ؟
فقال : نعم ،
لنا قوة التمكين ! ؟
هنا قضية دعوى علم الغيب
فعِلم ما في خاطر المريد ،
وقضية ادِّعاء قوة التمكين ،
وهي السيطرة على الكون .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
أبو الخير الكليبانى ،
يقول النَّبهاني :
كان لا يفارق الكلاب في أي مجلسٍ كان .
نحن نذكر الأخوة
بأنَّ الشياطين تتمثل في صورة الكلاب ،
وفي غيرها مِن الحيوانات
لكن بالذات الكلاب
وَرَدَ في الحديث أنَّ
"الكلب الأسْود شيطان" .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقولون عن الكليباني :
كان لا يفارق الكلاب في أيِّ مجلسٍ كان فيه
حتى في الجامع ، والحمَّام ،
وكان كلُّ مَن جاءه في حملة
- والحملة : يعني : الحاجة ، يسمُّونها هم "حملة" ،
ويسمُّون شيوخهم "أصحاب الحمْلات" –
فكلَّما جاءهم بحملة ، يقولون له :
اشترِ رطل لحم شواء
لهذا الكلب
وهو يقضي حاجتك !.
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
قال المناوي :
وكان أكثر إقامته بـ"باب زويلة" ،
ويتعرى عن جميع ثيابه تارة ،
ويلبس أخرى ،
وكان يدخل الجامع بالكلاب ،
فأنكر عليه بعض القضاة ،
فقال : هؤلاء لا يحكمون باطلاً ،
ولايشهدون زوراً
_ يعني :
أنَّهم أفضل مِن القضاة ! - ،
قال : فرُميَ القاضي بالزور ،
وأُشهر في الأسواق على ثور ،
ولم يزل معزولاً ممقوتاً حتى مات !
كرامة لهذا الشيخ ! .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
أبو الحسن محمد بن محمد جلال الدين البكري
مِن أقطابهم ،
والذي يضع لهم الصلوات
ومنها صلاة الفاتح ،
يقول النبهانى :
له كرامات ،
ويدلُّ على ذلك ما أخبرنا به الشيخ الكشكاوي ،
قال :
رأيتُ الشيخ أبا الحسن البكري
وقد تطوَّر فكان كعبة مكان الكعبة
– تطور عندهم تغيرت هيئته وشكله ،
وهذه الكلمة ترد عندهم كثيراً -
ولبس سترها كما يلبس الإنسان القميص .