رد: من عيون الشعر.
كأنّ فـــــؤادك يعصــــي المشيبــا
فيشعـل في كل حـــرف لهيبــــــا
فديتــــك يا فارســـــاً كالمنايـــــــا
يوزّعـــن في كل قبـــر قريبـــــا
فديتــــك يا رجـــــــلاً مشرقيــــــا
تفتـت في راحتيــــك الغروبــــــا
قبضت على حــربة الحــــق كفـــا
أقامت على المبطلــين حروبـــــا
كريــحٍ تبعثـــــر أكـــداس وهــــم
وتنشئ في كل زعـــم هبـوبــــــا
لك الله أثلجـــت صــدراً سخينـــــا
شفيت بفصـل الخطـاب القلوبـــا
تقّلـــب أوراقـــــك الساكـنـــــــا ت
ليقلبـــن قلبــــاً جبانــــاً كذوبــــا
وتتلـــو عليـــه من اللاذعـــــــات
فيغدو بلـون الصفــار مشوبــــا
فحينـــــــاً تبعثـــــر أحلامـــــــــه
وحينــــاً تناصحــــه أن يتـوبــــا
وحينــــــاً نقهقـــــه في غبطــــة
إذا كــاد من لطمـــة أن يذوبـــــا
أما وجــد الخـــبّ غيـــر المــآذن
ينثــــر في جانبيهـــا الذنوبـــــا؟
أيهجـــو ضيــاء الصبــاح وينشر
في صفحة الظلـم ليـــلاً غريبــــا
ألا أيّهــا "الوطـــن" المستبــــاح
أقمت على كل حــرف صليبــــــا
تتيـــح "لشــــاكر" ما لا يتـــــاح
وتظلم بالإفــــك شيخـــا حبيبـــــا
مقـص الرقيـــب يصـــادر حقــــا
فلم يخــش ربـَّــاً محيطـاً رقيبـــا
ويكتــب إفكـــا ، ويلطــــم خــــدا
كأنثــى تصيـــح وتعلـي النحيبـــا
يحاصــــر رائحــــة الأقحـــــوان
فينشــرها اللــه عـــوداً وطيبـــا
فقد نالنـــا يــوم "سعــــــد" أذى
وقــرحٌ فقد كان يومــاً عصيبــــا
سنرضـــى ونصبـــر يا ظالمـــــا
فمــازال رب السمـــاء حسيبــــا
أتى "عوض" الخير يُنسي زمانا
يكمِّــــم فيه الغبـــيّ النجيبـــــــا
فأضحكنــي ، صـــرت كالمنتشي
أقبل وجهــاً شجاعـــاً غضــوبــا
رأيت "جمـــالا" يحـــاول سيــرا
ولكنّــــه مثــل ظبــــي أصيبـــــا
يقــوم فيســقــط في زيفــــــــــه
ويقصمــه الله قصمــــاً رهيبــــــا
وإن كنـت أعجــــب من ظلمــــه
فتهـريجـــه ثـَــمّ كــان عجيبــــا
فلو زيد في الوقـــت خلـت الـذي
يريد شقاقـــاً ، يشــق الجيوبـــا
وما زلـــت أحمــــد ذاك الفتـــى
فقد نـــال ممـــا أراد نصيبـــــــا
فليـــس يبهــــرج أقــــوالــــــ ه
ولكنْ يقـــول كلامـــــاً مهيبــــــا
فما أكــــرم القـــول إن صــاغه
فكيف وقد كــان قــولاً مصيبــــا
فمن كـــان في قلـــبـــه ربّـــــه
وكادتـه كل القـوى .. لن يخيبـــا
يزيــــد ثبـــاتـــــا وأعــــــداؤه
يزيــدهـــم الله منــــه خطوبــــــا
وأمّا الظلـــــوم فمهمـا سقتــــه
غيـــوم السمـــاء يظـــل جديبـــــا
إذا جــاس بـوم بأرض زمانــــا
سيبـدل صــوت الصـداح نعيبــــا
رجــال العقيـــــدة يا أســــــدها
هلمّــوا إليهـــا شبابـــاً وشيبـــــا
ولا ترهبــوا ضربـة الصولجـان
فكيــف تهـــاب الجبـــال كثيبـــــا
وإن لبســوا خدعـــة في ظــلام
لبستم مع الصبــح ثوبــاً قشيبــــا
ويا أيّهــا الأدعيــــاء تــــواروا
ملأتم محيّــــا الحيـــــاة نــدوبـــا
إذا شيّـــد المصلحـــون بنــــاء
رأيتكــــم تحفـــــــرون قلـيـبــــــا
ركبتـــم سفينـــــة آمالــنــــــــ ا
ورحتـــم تدقّـــون فيهـا ثقوبــــــا
هنا تشتـــرون الضـــلالة وهما
هناك تبيعــــون قدســـاً سليبــــــا
إذا أشرقــت شمـس يـوم جميل
نسجتـم عليها من البغـــي حوبـــا
أيا أيّهــا الطيّبــــــون أفيقــــوا
أضعتـم بحسـن النوايــا الدروبــا
هنـــا أمّـــة حوصــرت بكروب
وأنتم تزيــدون فيهــا الكروبـــــا
تظنّونهــم يطلبـــون اعتــــدالا
وهم يطلبــــون انحـــلالاً مريبـــا
أيا من نقضــت "خيام" الجنـاة
سلكــت طريقـــاً طويـــلاً لحوبــا
"صنعت الحيـــاة" وصنّاعهــا
وقد كنــت للمصلحيــــن ربيبـــــا
إذا وقّع المصلحـــون بيــانــــا
فلسنــا نــرى لك فيـــه نصيبـــــا
وإن أعلن الأدعيــــاء خطابــــا
سكـــتّ .. وقد كنـت قِدْمـا خطيبـا
فصرت بلا أي لــــون تعــــيش
فلست جمـــالاً ولســت شحوبــــا
ولست قويـــــا ولست ضعيفــا
ولست شمــالاً ولســت جنوبــــــا
ولست مع الحـــــق أو ضـــدّه
أمـا آن يـا "سيّدي" أن تـؤوبــــا؟