[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
الصوفية أخذوا هذه الفكرة مِن أفلاطون ،
ولا تستغربوا أنني أقول أخذوها من أفلاطون ؛
بينما أنا أقول إن أصل التصوف هندي ؛
لأنَّ البيروني نفسه ذكر هذا ،
ومعروفة أيضا في تاريخ الفكر الأوربي :
اليونان لم يكونوا يملكون فكراً فلسفيّاً
وإنَّما كانوا يقتبسون مِن الهند ،
و"الجنس الآري" :
يجمع الأوربيين بالهنود في جنس واحد ،
ثم لما وُجدت لهم فلسفاتهم
– أفلاطون ، وأرسطو ،
وأمثالهم - :
استغنوا ، وانفصلوا عن الهنود
في حين أن أرسطو ، وأفلاطون
يُعتبروا متأخرين ،
بينما فلاسفة الهنود
كانوا قبل آلاف السنين قبل الميلاد .
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
والحاصل :
أن هذا العقل المطلق عند أفلاطون
سماه الصوفية :
( القطب الأعظم )
أو : ( واحد الزمان ) ،
أو ( الغوث الأكبر ) ، أو نحو ذلك ،
ويقولون
- كما في "طبقات الشعراني"
( 1/ 173)
– يقول :
لو لم يصبح واحد الزمان
يتوجه في أمر الخلائق مِن البشر
لفاجأهم أمرُ الله عز وجل
فأهلكهم .أ.هـ
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقول :
أن مهمة القطب هذا
أنه لو كان أمر الله يأتي البشر مباشرة ؛
يأمر الله أن هذا يحيا ،
وهذا يموت ،
وهكذا – مباشرة - :
لا يتحمل البشر ، يفجأهم الأمر ،
ويهلكهم
فيحتاج الله – والعياذ بالله –
إلى واسطة يتلقَّى الأمر ،
ثم هو ينفذه في الكون ،
وهو الغوث ،
وهو واحد الزمان ،
أو القطب الأعظم ،
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ويقولون :
لو أنَّ المدد الحقيقي
ورد في هذا العالم مِن عارفيْن على السواء :
لسرى في قلوب الآخذين
– أي : المتلقين للمدد –
الشرك الخفي !
يعني :
لابد أن يكون القطب واحداً ،
ولذلك فالرفاعي الذي ذكرتُ لكم تعيينه قطباً ،
يقول :
حتى النَّبيين سلَّموا له ،
والصديقين كلهم ،
والأبدال جميعاً ،
والنجباء ،
والنقباء كلهم سلَّموا له ؛
لأنَّه لابد أن يكون واحداً ،
لماذا ؟
قالوا :
لو كانوا اثنين
ربما يدخل الناس في الشرك !!.
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
سبحان الله !
كأن الصوفية يحاربون الشرك ،
قالوا : لابد أن يكون القطب ،
الواسطة بين الله والخلق ،
المتصرف في الأكوان :
واحداً !
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
والعجيب :
أنَّ كل طائفة مِن طوائف الصوفيَّة
تدَّعي
القطبيَّة العظمى لشيخها فقط
دون مَن سواه ،
وبذلك فرَّقوا الأمة
ومزقوها .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
والغريب :
أنَّ الرفاعي ، والقادري كانا متعاصريْن ،
فإذا كان القطب واحداً فيهما
كان المتصرف في الكون ؟
نتركه لكلام الصوفية ،
ولهؤلاء الخرافيين
الذين يقولون :
إنَّما نحن أهل السنة والجماعة ،
نفرق الأمة عندما نقول :
اتركوا هذه الخرافات !!
فماذا يكون جوابهم
عن وجود قطبين
في وقت واحد ؟
الله أعلم .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
المهم :
أن بعضهم أيضاً يدَّعي أنَّه
أعلى مِن درجة القطبية ،
مثلاً :
أحمد الرفاعي مؤسسة الرفاعية يدَّعي ذلك ،
فقد نقل عنه الشعراني أنَّه قال له أحد تلاميذه :
يا سيِّدي أنت القطب ؟
فقال : نزِّه شيخك عن القطبيَّة ،
فقال : وأنت الغوث ؟
فقال :
نزَّه شيخك عن الغوثيَّة !! .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ويعلِّق الشعراني على هذا قائلا :
قلت :
وفي هذه دليل على أنَّه
تعدَّى المقامات ، والأطوار ؛
لأنَّ القطبيَّة ، والغوثيَّة مقامٌ معلومٌ ،
ومن كان مع الله وبالله
فلا يُعلم له مقام ،
وإن كان له في كلِّ مقامٍ مقالٌ
والله أعلم . أ.هـ
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقول :
إنَّ الصوفية متفقون على أنَّه ليس بعد القطبية
إلا الألوهية ،
وفيما أعلم أنه ليس هناك عندهم خلاف بهذا ،
فدرجة القطب أعلى درجة ،
وليس هناك مقام أعلى مِن مقام القطبيَّة .
إذاً فهذا يتفق مع دعواهم
الاتحاد بالله سبحانه وتعالى ،
أو حلول الله فيهم ،
أو وحدة الوجود ،
أي : أنه ليس بعد درجة القطبية
إلا أن يكون درجة الألوهية
فيتحد بالله ؛
فكأنَّه هو الله!!
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
وليس هذا غريباً
بعد أن سمعنا ،
ونعلم جميعاً ما صرَّحوا به من قولهم :
أنا الله !
وما في الجبة غير الله !
وقول ابن عربي :
العبد رب ، والرب عبد
فهذا كله جائز الموارد .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
بقيَ أن نتحدث عن بعض
أعمال القطب الأعظم ،
غير تصرفه في الكون !
وإنقاذه الملهوفين وإغاثتهم !
مما سيأتي ذكره في الكرامات ،
هناك أمرٌ خطيرٌ جدّاً
- وهو كما قلنا -
يتعلق بمنهج الصوفيَّة في التلقي
الذي هو أصل موضوعنا هنا :
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
مِن أعظم
أعمال القطب الأعظم :
التشريع ،
يشرَّع لهم الأذكار ،
والأوراد ،
والأدعية،
ثم يستعملونها
وهي - كما يزعمون -
ترفع المريدين إلى الملأ الأعلى ،
توصله إلى العرش ،
بالقوة الروحانيَّة !
كما في كتاب – وهو مطبوع –
"أوراد الرفاعية " ،
وأيضاً "الأوراد الشاذلية "
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
كتب الأوراد تقرأ فيها
أن لهذا الذكر
قوة روحانية عظمى دافعة …إلى آخره ،
هذه القوة الروحانية - في زعمهم -
تجعل الذاكر المريد هذا
يرى الرسول صلى الله عليه وسلم يقظة ،
بل تجعله يرى الله تعالى
بزعمهم !!
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ونختار من هذه التشريعات
قضيتين
كانتا مما ناقش ،
وجعجع حولها الرفاعي
– وتعرض لها أصحابه أيضاً -
وهي قضية صلاة الفاتح ،
والقضية الثانية :
قضية التوحيد والوحدة .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
صلاة الفاتح
ذكَر نصَّها الرفاعي
في صفحة (67) مِن "ردِّه" ،
وهي :
"اللهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك على سيِّدنا محمَّد
الفاتح لما أغلق ، والخاتم لما سبق ،
وناصر الحق بالحق ،
والهادي إلى صراطك المستقيم
صلى الله عليه وسلم ،
وعلى آله وأصحابه حق قدره ،
ومقداره العظيم" .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
وأعرف ممن هداهم الله سبحانه وتعالى
ممن كان في جانبهم مَن أحضرها لي ،
وذكر لي كم يقولونَها مِن مَرَّات ،
وماذا يحصل نتيجة هذه القراءة ،
وأيضاً هناك مصدر وثيق موجود
وهو كتاب "التيجانية "
فقد ذكَر هذه الصلاة ،
وتعرَّض لها .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يهمُّنا هنا قضية القطب ،
أو أنها من أعمال القطب ،
قول الرفاعي : أن هذه الصلاة
- نقلاً عن القسطلاني – يقول :
هذه أنفاسٌ رحمانيَّة ،
وعوارف صمدانيَّة –
أي : كأنها مِن أنفاس الرحمن ،
ومن عوارف الصمد سبحانه وتعالى -
لقطب دائرة الوجود
وبدر أساتذة الشهود ،
تاج العارفين ،
سيِّدنا ، وأستاذنا ،
ومولانا الشيخ
محمد بن أبي الحسن البكري .. إلى آخره .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يعني :
مادام أن هذا القطب البكري هو الذي وضعها ،
وهو الذي كتبها :
فهي أنفاس رحمانية ،
وعوارف صمدانية ،
ولا يحق لأحدٍ أن يعترض عليها
على الإطلاق ،
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
والتيجانية أخذوا هذه
- ما دامت عن هذا القطب - ،
وعلى أي حال :
ماذا يقول عنها التيجانية :
يقول مؤلف كتاب "التيجانية"
صفحة (116) :
قال مؤلف "جواهر المعاني" مِن التيجانية :
ثم أمرني بالرجوع صلى الله عليه وسلم
إلى صلاة الفاتح لما أُغلق ،
فلما أمرني بالرجوع إليها
سـألتُه صلى الله عليه وسلم عن فضلها ؛
فأخبرني أولاً :
بأنَّ المرة الواحدة منها
تعدل مِن القرآن ست مرات !!
– يعني :
الذي يقرأ هذه الصلاة مرة واحدة
كأنه قرأ القرآن ست مرات !
لاحظوا مَن الذي يزدري كتاب الله ،
ويحتقره ،
وبالتالي يحتقر رسول الله ،
ويكرهه ، ولا يحبه ؟ -
ثم أخبرني ثانياً :
أن المرة الواحدة منها
تعدل مِن كلَّ تسبيحٍ وقع في الكون ،
ومِن كلِّ ذكرٍ ،
ومِن كل دعاءٍ كبيرٍ أو صغيرٍ ،
ومن القرآن :
ستة آلاف مرة ؛
لأنَّه مِن الأذكار
- أي : القرآن - .