[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقول
– يستمر كلامه في صفحة (26) - :
والفرق بين الوجودي والنفسي والشيطاني
في مقام المشاهدة
أن الوجود شديد الظلمة في الأول
– يعني : ترى الشيء مظلماً جدّاً –
فإذا صفا قليلاً تشكَّل قُدَّامك
بشكل الغيم الأسود ،
فإذا كان هذا المتشكِّلُ
عرشَ الشيطان كان أحمر ،
فإذا صلح وفنيت الحظوظ منه ،
وبقي الحقوق :
صفا وابيضَّ مثل المزن
وهذا هو الوجود .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
قال سفر :
عرفنا الوجود ،
وعرفنا النفس ،
فكيف نعرف الشيطان ؟
"نريدها في الخلوة
في حالة الانتقال من مقام المشاهدة
إلى مقام المكاشفة" ،
كيف يرى الشيطان ويعرفه ؟
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقول :
الشيطان نار غير صافية ،
ممتزجة بظلمات الكفر ،
في هيئة عظيمة ،
وقد يتشكل قُدَّامك
كأنَّه زنجي طويل
له ذو هيبة
يسعى كأنه يطلب الدخول فيك ،
فإذا طلبت منه الانفكاك :
فقل في قلبك :
يا غياث المستغيثين أغثنا ؛
فإنه يفر عنك .
انتهى كلام الغزالي صفحة (27)
من الجزء الرابع .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
في هذه المرحلة
- يعني التخلص مِن النفس ،
ومِن الوجود :
يلتحم بالوجود الكلي -المطلق عندهم - ،
ومن الشيطان الذي يأتيه -
كما يقول -
في صورة زنجي أسود طويل
يريد أن يدخل فيه .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
هذه المرحلة - مقام المشاهدة -
يعرض للمريدين ،
ويرون هذه الصور ،
ويرون هذه الخيالات ،
وما هي إلا بعض مِن خرافاتهم ،
ولو أنَّنا نملك وقتاً أطول :
لنقلنا كثيراً جدّاً مِن أمثال هذه الرؤى
التي يرونها ليصلوا ،
وينتقلوا مِن مقام المشاهدة إلى مقام المكاشفة ،
والتي بعدها يروْن الرسولَ
صلى الله عليه وسلم ،
ويرون الله ،
ويروْن الحقائق كلها ،
لكن على كل حال مَن لم يمر بهذا الشيء :
فلا يمكن أن يحصل له ذلك .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
بقيَ موضوع الشطحات :
عندما ينتقل الإنسان إلى مقام المكاشفة ،
ويتعمق في الكرامات والكشوفات :
يصل إلى درجة الشطحات .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقول الغزالي
صفحة (19) من الجزء الثاني :
العارفون بعد العروج إلى سماء الحقيقة
اتفقوا على أنهم لم يروا في الوجود
إلا الواحد الحق
– يعني : الله فقط !
ليس في الوجود إلا هو –
لكن منهم من كان له هذه الحالة عرفاناً علميّاً ،
ومنهم من صار له ذوقاً وحالاً
وانتفت عنهم الكثرة بالكلية ،
واستغرقوا بالفردانية المحضة ،
واستهوت فيها عقولهم ؛
فصاروا كالمبهوتين فيه ،
ولم يبق فيهم متسعٌ لذكر غير الله ،
ولا ذكر أنفسهم أيضاً
فلم يبق عندهم إلا الله ؛
فسكِروا سُكراً
وقع دونه سلطان عقولهم ،
فقال بعضهم :
أنا الحق
- كالحلاج - ،
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
وقال الآخر :
سبحاني ما أعظم شأني
– كأبي يزيد [ البسطامي ] مثلاً - ،
وقال الآخر :
ما في الجُبة إلا الله ،
وكلام العشاق في حال السُّكر
يُطوى ولا يُحكى ،
فلما خفَّ عنهم سُكرهم ،
وردوا إلى سلطان العقل
الذي هو ميزان الله في أرضه:
عرفوا أن ذلك
لم يكن حقيقة الاتحاد ،
بل يشبه الاتحاد . أ.هـ
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
قال سفر :
نحن نقرأ أن بعض الصوفية يقول :
أن الحلاج استحق القتل ! لماذا ؟
يقول : لأنه باح بالسرِّ
قبل أن يصل إلى الدرجة العليا ،
الحلاج لم يصل إلى حقيقة الاتحاد عندهم!
بل رأى عوارض ،
وبوارق كما يسمونها ،
فقال : أنا الحق ، فقُتل ،
فهو يستحق القتل في نظرهم
لا لزندقته ،
ولا لدعوى أنه هو الحق ؛
لكن يقولون لأنه لم يصل بعدُ ،
صرَّح وباح بالسر قبل أن يصل بعد ،
والغزالي يقول
لم تحصل لهم حقيقة الاتحاد
بل هذا يشبه الاتحاد .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ونتابع كلامه ،
يقول :
مثل قول العاشق في حال فرض العشق :
أنا مَن أهوى ومَن أهـوى أنا
نحن روحان حللنا بـدناً
وهذا من نداءات الحلاج ؛
فلا يبعد أن يفجأ الإنسان مرآةٌ فينظر فيها ،
ولم ير المرآة قط
فيظن أن الصورة التي رآها في المرآة
هي صورة المرآة متحدة بها
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
– قال سفر :
يعني :
يشبِّه رؤيتهم لله
كإنسانٍ ينظر في مرآة فنسي المرآة ،
وظن أن الصورة التي رآها أمامه
وهي عين الشيء المرئي
بينما هو في الحقيقة مجرد مرآة ،
ويقول :
إن بعض العارفين لم يصل إلى درجة الاتحاد ،
ولكن يظن أنَّه وصل إليها ؛
إنما هي كالمرآة - ،
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
أو مَن يرى الخمرة في الزجاج
فيظن أن الخمرة لون الزجاج
فإذا صار ذلك عنده مألوفاً ،
ورسخ فيه قدمه
واستغرقه فيه
فقال :
رقَّ الزجـاج وراقت الخمــر
وتشابها فتـشاكل الأمر
فكأنمـا خمـر ولا قَـــدَح
وكأنـما قدَح ولا خمر
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
قال سفر :
طبعاً استشهاد الصوفية
بأبيات الخمر ،
والعشق ،
والغزل ،
والنهود ،
والقدود،
والخدود :
هذا أمرٌ لا يحتاج إلى تنبيه ؛
لأنه دائمٌ عندهم !! .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقول :
وفرقٌ بين أن يقال :
الخمر قَدَح ،
وبين أن يقال : كأنَّه قدح
– قال سفر :
يعني :
أيضاً فرقٌ بين من يقول إنَّه رأى الله
أو كأنه رأى الله وتجلَّى له – .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ويقول :
وهذه الحالة إذا غلبت
سمِّيت بالإضافة إلى صاحب الحال : (فناء) ،
بل (فناء الفناء) ؛
لأنه فنيَ عن نفسه ،
وفني عن فنائه ؛
فإنه ليس يشعر بنفسه في تلك الحال ،
ولا بعد شعوره بنفسه ،
ولو شعر بعدم شعوره بنفسه :
لكان قد شعر بنفسه ،
وتُسمَّى هذه الحال
بالإضافة إلى المستغرق فيها
بلسان المجاز : ( اتحاداً ) !
وبلسان الحقيقة : ( توحيداً ) .
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
قال سفر :
هذا هو توحيد الصوفية ،
وهو : هذه الحالة حالة الاستغراق
التي تسمَّى بالإضافة إلى المستغرق فيها
بلسان المجاز : ( اتحاداً )
– كما يقول الغزالي إنَّه مجاز فقط -
وبلسان الحقيقة :
( توحيداً ) ، وليس مجازاً .
ويقول :
ووراء هذه الحقائق أيضاً
أسرار
لا يجوز الخوض فيها .أ.هـ
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقول أبو حامد :
أيضاً ما يزال هناك أسرارٌ ،
وأمور لا يجوز الخوض فيها ،
ولا يجوز ذكرها ؛
لأنَّه لو ذكرها هو ،
أو غيره :
ربما كان مصيره مصير الحلاج
مِن القتل ،
ومِن الإعدام .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
هذا عرضٌ سريعٌ لهذا الكاتب المتقدم
– وهو الغزالي - لدرجات ،
أو أركان الطريق عند الصوفية
ابتداء مِن الشيخ ،
والخلوة ،
ثم المشاهدات ،
ثم المكاشفات ،
وأخيراً الشطحات !!
– بعد ذلك يصبح الإنسان عندهم
مِن رجال الغيب .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
رجال الغيب هؤلاء هم
– كما يزعمون - :
الأولياء الذين
يتصرفون في الكون ،
ويتحكمون
في كل صغيرة وكبيرة ؛
كما سيأتي في النماذج
التي نذكرها عنهم .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
أعظم رجال الغيب عندهم هو :
القطب الأعظم ،
أو قطب الوجود ،
أو الغوث الأعظم ،
أو واحد الزمان ،
وهذه أسماء متقاربة ،
هناك حقيقة فلسفيَّة ثابتة ،
وأكثر الباحثين المعاصرين ذكروها ونقلوها ،
ومِن قبلهم أيضاً :
أنَّ أصل فكرة القطب الأعظم
عند الصوفية
هي العقل المطلق
عند أفلاطون ،