[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
نستمر في كلام الحلاج الذي نرى حقيقته ،
وحقيقة دينه
من قوله في طس الأزل والالتباس ،
يقول :
قيل لإبليس : اسجد ، ولأحمد انظر ،
هذا ما سجد ، وأحمد ما نظر!
ما التفت يميناً ولا شمالاً ، ما زاغ البصر ، وما طغي
– قال سفر :
يعني يشبِّه موقف النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم
بموقف إبليس
- والعياذ بالله -
وأن إبليس لم يسجد ،
وأحمد لم ينظر
فالاثنان سواء،
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
فإن قلت
كيف يشابه النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم
إبليس ،
فيقول لك :
لا تستغرب،
أنظر ماذا قال بعد ذلك
في صفحة (99) يقول :
تناظرت مع إبليس وفرعون في "الفتوة"
– وهي : درجة مِن درجات الصوفيَّة ،
ومقام من مقاماتهم -
فقال – أي : إبليس يقول للحلاج - :
إن سجدتُّ سقط عني اسم الفتوة !
وقال فرعون :
إن آمنتُ برسوله سقطتُّ من منـزلة "الفتوة"
– والعياذ بالله –
وقلت أنا – يقول الحلاج – :
إن رجعت عن دعواي ،
وقولي سقطت من بساط "الفتوة" –
قال سفر :
ودعواه هي وحدة الوجود - .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقول :
وقال إبليس
أنا خير منه حين لم يره غيره خيراً ،
وقال فرعون :
ما علمت لكم من إله غيري
حين لم يعرف في قومه من يميِّز بين الحق والباطل
– قال سفر :
أهل وحدة الوجود ،
يصدِّقون كلام فرعون
في قوله
"ما علمتُ لكم مِن إله غيري" ،
يقول :
وقلت أنا :
إن لم تعرفوه فاعرفوا آثاره ،
وأنا ذلك الأثر وأنا الحق!!
– قال سفر :
الحلاج كان يقول
أنا الحق
– يعني : أنا الله – .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقول :
وأنا ذلك الأثر ،
وأنا الحق
لأنَّي مازلت أبداً بالحق حقّاً ،
فصاحبي وأستاذي
إبليس وفرعون،
هُدِّد بالنار وما رجع عن دعواه ،
وفرعون أغرق في اليم وما رجع في دعواه ،
ولن يضر بالواسطة البتة ،
لن يضر بالوسائط ،
ولكن قال
"آمنت أنه لا اله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل" ،
وألم تر أنَّ الله قد عارض جبريل لشأنه ،
فقال :
لماذا ملأتَ فمه قملاً ؟ .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
أقول :
ما في كتاب "الذخائر"
لعلوي مالكي
أصله :
مِن مثل كلام الحلاج هذا .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
والحلاج ممن أسَّس لهم الغلو
في النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم
بمثل هذا الكلام
حين يجعله - والعياذ بالله – كإبليس !
وحين يقول إنه مخلوق قبل الأكوان جميعاً ،
وقبل أن توجد السموات والأرض ،
إلى غير ذلك من الكلام ،
الذي احتج به الرفاعي وصاحباه
احتجا بأن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم
كان مخلوقاً قبل الكائنات .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
أما أن نبوة النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم ثابتة ،
أو حق قبل خلق السموات والأرض
كما ورد في بعض الأحاديث
"كنت نبياً وآدم بين الروح والجسد" :
فعلى فرض صحة هذه الأحاديث ،
[ نقول ]
نعم نبوة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ثابتة ؛
لأنَّ الله عز وجل
"كتب في اللوح المحفوظ كل شيءٍ
قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة" ،
كما في الحديث الصحيح ،
ومما كتب أن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم سيكون نبيّاً وسيبعث ،
فإثبات النبوة شيء ،
وإثبات أنه أول من خُلق
– كما يقول هؤلاء الخرافيون -
شيءٌ آخر.
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ونعود فنؤكد أن وراء غلو الصوفيَّة
في النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم
وما يدَّعونه من المعجزات ،
وما يضعونه ، ويفترونه على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ،
وعلى السنَّة ، والسيرة
من هذه الأكاذيب ، والمخترعات ،
والخزعبلات
إنما قصدهم بذلك
إثبات هذه الأكاذيب والخزعبلات للأولياء
بدعوى أنها :
ما كان للنَّبيِّ من معجزة فهو للوليِّ كرامة ،
وهذه دعوى خبيثة.
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ولو نظرنا إلى المولد أيضاً
لوجدنا اعتناءهم بمولد النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ،
وهو الذي أسـسه العبيديون الزنادقة الباطنية ،
فهم أول من أسَّـسه ،
لو نظرنا إلى اهتمامهم بالمولد
لرأينا أنهم يستمدون منه الاهتمام بموالد أئمتهم ، وسادتهم ،
بل قد يعتقدون أن موالد أئمتهم ، وسادتهم ، وأصحاب طرقهم :
أعظم مِن المولد الذي يقيمونه للرسول صلى الله عليه وسلم ،
حتى المولد نفسه إنما يقيمونه لهذا الغرض ،
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ولو شئتم لقرأتُ عليكم ما نقله كتاب "طبقات الشعراني "
عن مولد أحمد البدوي – سيِّدهم - مِن مصر
الذي يقال له أحمد البدوي
يقول الشعراني :
قلت :
وسبب حضوري مولده كلَّ سنَة
أن شيخي العارف بالله تعالى
محمد الشناوي رضي الله عنه !
أحد أعيان بيته رحمه الله قد كان أخذ عليَّ العهد بالقبة
تجاه وجه سيدي أحمد رضي الله عنه ،
وسلمني إليه بيده ،
فخرجت اليدُ الشريفة إلى الضريح !
وقبضتْ على يدي ،
وقال : سيدي يكون خاطرك عليه ،
واجعله تحت نظرك ،
فسمعتُ سيدي أحمد رضي الله عنه
مِن القبر
يقول :
نعم !! .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
قال سفر :
أحمد البدوي توفي قبل الشعراني
بحوالي ثلاثمائة سنة !
سمعه من القبر
يقول :
نعم ،
وأخرج يده ،
وبايعه .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقول :
ثم إني رأيتُه بمصر مرة أخرى
هو وسيدي عبد العال ،
وهو يقول :
زرنا بطندتا – وهي : طنطا -
ونحن نطبخ لك ملوخية ضيافتك ،
فسافرت ، فأضافني غالب أهله ،
وجماعة المقام ذلك اليوم
كلهم بطبيخ الملوخية .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقول :
ثم رأيته بعد ذلك
وقد أوقفنى على جسر "قحافة" تجاه طندتا ،
وجدته سوراً محيطاً ،
وقال : قف هنا ،
أدخل عليَّ من شئت
وامنع من شئت .
قال سفر :
يعني : الجسر تحول إلى سور عريض
ويقول له :
أنت هنا ،
كل مَن يحضر المولد :
أدخل من أردت ،
وامنع مَن أردت مِن حضور المولد .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقول :
ولما دخلتُ بزوجتي فاطمة أم عبدالرحمن ،
وهي بكر ،
مكثت خمسة شهور لم أقرب منها ،
فجاءني وأخذني وهي معي ،
وفرش لي فرشاً
فوق ركن القبة التى على يسار الداخل ،
وطبخ لي حلوى ،
ودعا الأحياء والأموات إليه ،
وقال :
أزل بكارتها هنا !!
فكان الأمر تلك الليلة ..
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
إلى أن يقول :
وتخلفتُ عن ميعاد حضوري للمولد سنة 948 ،
وكان هناك بعض الأولياء
فأخبرني أنَّ سيدي أحمد رضي الله عنه
كان ذلك اليوم
يكشف الستر عن الضريح،
ويقول :
أبطأ عبدالوهاب ما جاء
- يعني : هو الشعراني فاسمه عبد الوهاب -
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
- وأردت التخلف سنَةً من السنين –
يعني : عن المولد
- فرأيت سيدي أحمد رضي الله عنه
ومعه جريدة خضراء
وهو يدعو الناس من سائر الأقطار ،
والنَّاس خلفه ، ويمينه ، وشماله ،
أمم ، وخلائق لا يحصون
فمر عليَّ وأنا بمصر ،
فقال أما تذهب ؟
فقلت : بي وجع ،
فقال : الوجع لا يمنع المحب ،
ثم أراني خلقاً كثيراً مِن الأولياء وغيرهم
الأحياء ، والأموات من الشيوخ ،
والزَّمنى ، بأكفانهم يمشون ،
ويزحفون معه يحضرون المولد ،
ثم أراني جماعة من الأسرى
جاؤا من بلاد الإفرنج مقيَّدين ، مغلولين ،
يزحفون على مقاعدهم،
فقال :
انظر إلى هؤلاء في هذا الحال ،
ولا يتخلفون ،
فقويَ عزمي على الحضور ،
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
فقلت له :
إن شاء الله تعالى نحضر ،
فقال لابد مِن الترسيم عليك ،
فرسم عليَّ سبُعيْن
– يعني : وضعه بحراسة سبُعين –
عظيمين أسْوَدين كالأفيال ،
وقال :
لا تفارقاه حتى تحضرا به ،
فأخبرتُ بذلك
سيدي الشيخ محمد الشنَّاوي رضي الله عنه ،
فقال :
سائر الأولياء يَدْعون الناس بقصَّادهم
– يعني: يوصون من يدعوهم إلى مولده –
وسيدي أحمد رضي الله عنه
يدعو الناس بنفسه إلى الحضور ،
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ثم قال :
إن سيِّدي الشيخ محمد السروي
رضي الله تعالى عنه شيخي
تخلَّف سنَةً عن الحضور ،
فعاتبه سيِّدي أحمد رضي الله عنه ،
وقال :
موضع يحضر فيه
رسول اللهصلى الله عليه وسلم ،
والأنبياء عليهم الصلاة والسلام معه ،
وأصحابه ،
والأولياء رضي الله عنهم ؛
ما يحضره ؟
فخرج الشيخ محمَّد رضي الله عنه إلى المولد
فوجد الناس راجعين ،
وفات الاجتماع ،
فكان يلمس ثيابهم ،
ويمرُّ بها على وجهه !! .أ.هـ
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقول الشعراني :
وقد اجتمعتُ مرة أنا وأخي
أبو العباس الحريثي رحمه الله تعالى
بوليٍّ مِن أولياء الهند بمصر المحروسة ،
فقال رضي الله عنه :
ضيِّفوني فإني غريب ،
وكان معه عشرة أنفس ،
فصنعتُ لهم فطيراً ، وعسلاً فأكل ،
فقلت له :
مِن أيِّ البلاد ؟
فقال : مِن الهند ،
فقلت : ما حاجتك في مصر ؟
فقال :
حضرْنا مولد سيِّدي أحمد رضي الله عنه ،
فقلت له : متى خرجتَ مِن الهند ؟
فقال :
خرجنا يوم الثلاثاء ،
فنمنا ليلة الأربعاء
عند سيِّد المرسلين صلى الله عليه وسلم ،
وليلة الخميس
عند الشيخ عبدالقادر رضي الله عنه ببغداد ،
وليلة الجمعة عند سيِّدي أحمد رضي الله عنه بطندتا ،
فتعجبْنا مِن ذلك ،
فقال :
الدنيا كلها خطوة
عند أولياء الله عز وجل ،
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
واجتمعنا به يوم السبت
انفضاض المولد طلعة الشمس ،
فقلنا لهم :
مَن عرَّفكم بسيِّدي أحمد رضي الله عنه
في بلاد الهند ؟
فقالوا :
يالله العجب
أطفالنا الصغار
لا يحلفون إلا ببركة سيِّدي أحمد
رضي الله عنه ،
وهو من أعظم أيمانهم
- قال سفر :
انظروا إلى هذا الشرك -
وهل أحدٌ يجهل سيِّدي أحمد رضي الله عنه ؟
إن أولياء ما وراء البحر المحيط ،
وسائر البلاد ، والجبال
يحضرون مولده رضي الله عنه .