-
رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء السابع والعشرون
سورة الطور
الحلقة (526)
من صــ11 الى صـ 24
الفوائد:
- الجملة الواقعة خبرا..
الجملة الواقعة خبرا من الجمل التي لها محل من الإعراب. وتكون خبرا لثلاثة أشياء:
1- خبرا للمبتدأ، ومحلها الرفع، مثل: (الله يعلم الغيب) أو (العلم كنوزه ثمينة) .
2- خبرا ل (إن) أو إحدى أخواتها، ومحلها الرفع أيضا: كقوله تعالى في الآية التي نحن بصددها: وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ أو (إن البحر ركوبه خطير) .
3- خبرا للفعل الناقص (كان وأخواتها) أو (كاد وأخواتها) ، ومحلها النصب، مثل قوله تعالى: فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلى ما أَنْفَقَ فِيها وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّون َكَ مِنَ الْأَرْضِ
[سورة الذاريات (51) : الآيات 56 الى 58]
وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ (56) ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَما أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (ما) نافيّة (إلّا) للحصر (اللام) للتعليل (يعبدون) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام ... و (النون) نون الوقاية قبل ياء المتكلّم المحذوفة لمناسبة الفاصلة.
جملة: «ما خلقت ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يعبدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر والمصدر المؤوّل (أن يعبدون ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (خلقت)
57- (ما) نافية (منهم) متعلّق ب (أريد) ، (رزق) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (ما أريد) مثل الأولى (يطعمون) مثل يعبدون والمصدر المؤوّل (أن يطعمون) في محلّ نصب مفعول به عاملة أريد وجملة: «ما أريد (الأولى) » لا محلّ لها استئناف بياني وجملة: «ما أريد (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة أريد (الأولى) 58- (هو) ضمير فصل «1» ، (الرزاق) خبر إنّ مرفوع (ذو) خبر ثان مرفوع «2» ، (المتين) خبر ثالث «3» وجملة: «إنّ الله ... الرزاق» لا محلّ لها تعليليّة
الصرف:
(58) الرزّاق: صيغة مبالغة من الثلاثي رزق، وزنه فعّال بفتح الفاء والعين المشددة (58) المتين: صفة مشبهة من (متن) باب كرم بمعنى صلب وقوي، وزنه فعيل.
[سورة الذاريات (51) : الآيات 59 الى 60]
فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحابِهِمْ فَلا يَسْتَعْجِلُونِ (59) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (60)
الإعراب:
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر في الموضعين (للذين) متعلّق بخبر إنّ (مثل) نعت ل (ذنوبا) منصوب (لا) ناهية، و (النون) في (يستعجلون) نون الوقاية قبل ياء المتكلّم المحذوفة لمناسبة الفاصلة..
جملة: «إنّ للذين ظلموا ذنوبا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كان للأمم المتقدّمة نصيب من العذاب فإنّ للذين ظلموا من كفّار مكّة نصيبا مثلهم وجملة: «ظلموا..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «لا يستعجلون» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أخّرت عذابهم فلا يستعجلوني 60- (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ويل) مبتدأ مرفوع «4» ، (للذين) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ ويل (من يومهم) متعلّق بالمصدر (ويل) ، والواو في (يوعدون) نائب الفاعل.
وجملة: «ويل للذين ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن جاء وقت عذابهم- أو يوم عذابهم- فويل لهم وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «يوعدون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي)
الصرف:
(ذنوب) ، اسم بمعنى الدلو ذات الذنب أو القبر، وزنه فعول بفتح فضمّ
البلاغة
الاستعارة التمثيلية التصريحية: في قوله تعالى «فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحابِهِمْ» .
الذنوب: الدلو العظيمة، وهذا تمثيل، أصله في السقاة يتقسمون الماء، فيكون لهذا ذنوب ولهذا ذنوب. قال:
لنا ذنوب ولكم ذنوب ... فإن أبيتم فلنا القليب
والمعنى: فإن الذين ظلموا رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) بالتكذيب من أهل مكة لهم نصيب من عذاب الله، مثل نصيب أصحابهم ونظرائهم من القرون.
انتهت بعون الله سورة الذاريات
سورة الطور
آياتها 49 آية
[سورة الطور (52) : الآيات 1 الى 10]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالطُّورِ (1) وَكِتابٍ مَسْطُورٍ (2) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (3) وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (4)
وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (5) وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (6) إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ (7) ما لَهُ مِنْ دافِعٍ (8) يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً (9)
وَتَسِيرُ الْجِبالُ سَيْراً (10)
الإعراب:
(الواو) واو القسم (الطور) مقسم به مجرور بالواو، متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (الواو) عاطفة في المواضع الخمسة (في رقّ) متعلّق بنعت ل (كتاب) «5» ، (اللام) لام القسم، وهي عوض من المزحلقة (ما) نافية (له) متعلّق بخبر مقدم (دافع) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (دافع) - أو ب (واقع) - (مورا) مفعول مطلق منصوب، وكذلك (سيرا) .
جملة: « (أقسم) بالطور ... » لا محلّ لها ابتدائيّة وجملة: «إنّ عذاب ربّك لواقع ... » لا محلّ لها جواب القسم وجملة: «ما له من دافع ... » في محلّ رفع خبر ثان»
وجملة: «تمور السماء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «تسير الجبال ... » في محلّ جر معطوفة على جملة تمور السماء
الصرف:
(3) رقّ: اسم للجلد الرقيق الذي يكتب عليه، وزنه فعل بكسر فسكون وعينه ولامه من حرف واحد (4) المعمور: اسم مفعول من الثلاثي عمر، وزنه مفعول (5) المرفوع: اسم مفعول من الثلاثي رفع، وزنه مفعول (6) المسجور: اسم مفعول من الثلاثي سجر، وزنه مفعول وسجر بمعنى ملأ (8) دافع: اسم فاعل من الثلاثي دفع وزنه فاعل (9) مورا: مصدر الثلاثي مار يمور بمعنى تحرّك ودار، وزنه فعل بفتح فسكون
البلاغة
التنكير: في قوله تعالى «وَكِتابٍ مَسْطُورٍ» .
وفائدة التنكير الدلالة على اختصاصه من جنس الكتب بأمر يتميز به عن سائرها، ففي التنكير كمال التعريف، والتنبيه على أن ذلك الكتاب لا يخفي، نكّر أو عرّف، كقوله تعالى «وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها» .
الفوائد:
- الجملة الواقعة جوابا للقسم..
وهي من الجمل التي لا محل لها من الإعراب، ومثالها هذه الآية إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ فهي جواب للقسم المتقدم، لا محل لها من الإعراب. وكذلك قوله تعالى: وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ فجملة لينبذن في الحطمة هي جواب لقسم مقدر.
تثنيه:
من أمثلة جواب القسم ما يخفي، مثل قوله تعالى: أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَما تَحْكُمُونَ وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ وذلك لأن أخذ الميثاق بمعنى الاستحلاف، قاله كثيرون، منهم الزجاج، ويوضحه قوله تعالى: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّه ُ لِلنَّاسِ وقال الكسائي والفراء: التقدير: بأن لا تعبدوا إلا الله، وبأن لا تسفكوا، ثم حذف الجار، وجوز الفراء أن يكون الأصل النهي، ثم أخرج مخرج الخبر. ويؤيده أن بعده (قولوا) (وأقيموا) (وآتوا) .
[سورة الطور (52) : الآيات 11 الى 16]
فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِين َ (11) الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ (12) يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا (13) هذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ (14) أَفَسِحْرٌ هذا أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ (15)
اصْلَوْها فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا سَواءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (16)
الإعراب:
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ويل) مبتدأ مرفوع «6» ، (يومئذ) ظرف منصوب «7» ، مضاف إلى ظرف آخر متعلّق ب (ويل) ، والتنوين فيه عوض من جملة محذوفة أي يوم إذ يقع العذاب (للمكذّبين) متعلّق بخبر المبتدأ (ويل) .
جملة: «ويل ... للمكذّبين» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا كان أمر العذاب كذلك فويل للمكذّبين.
وجملة: «هم في خوض ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «يلعبون» في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (هم) «8» 13- (يوم) ظرف منصوب بدل من يومئذ (إلى نار) متعلّق ب (يدّعون) ، (دعّا) مفعول مطلق منصوب..
وجملة: «يدّعون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه 14- (هذه) اسم إشارة في محلّ رفع مبتدأ خبره (النار) «9» ، (التي) موصول في محلّ رفع نعت للنار (بها) متعلّق ب (تكذّبون) ...
وجملة: «هذه النار» في محلّ نصب مقول القول لقول مقدر «10» وجملة: «كنتم بها تكذّبون» لا محلّ لها صلة الموصول (التي) وجملة: «تكذّبون» في محلّ نصب خبر كنتم 15- (الهمزة) للاستفهام التقريعيّ (الفاء) عاطفة (سحر) خبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر (هذا) ، (أم) حرف معادل لهمزة الاستفهام «11» ، (لا) نافية..
وجملة: «سحر هذا» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول وجملة: «أنتم لا تبصرون» في محلّ نصب معطوفة على جملة سحر هذا وجملة: «لا تبصرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم)16- (أو) حرف عطف (لا) ناهية جازمة (سواء) خبر لمبتدأ محذوف تقديره صبركم «12» ، (عليكم) متعلّق ب (سواء) ، (إنّما) كافّة ومكفوفة، و (الواو) في (تجزون) نائب الفاعل (ما) حرف مصدري «13» ...
وجملة: «اصلوها ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول وجملة: «اصبروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اصلوها وجملة: «لا تصبروا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة اصبروا وجملة: « (صبركم..) سواء» لا محلّ لها اعتراضية وجملة: «تجزون..» لا محلّ لها تعليل للخيار في الصبر وعدمه وجملة: «كنتم تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) والمصدر المؤوّل (ما كنتم ... ) في محلّ نصب مفعول به بحذف مضاف أي جزاء ما كنتم ...
وجملة: «تعملون» في محلّ نصب خبر كنتم
الصرف:
(13) دعّا: مصدر سماعي لفعل دعّ يدعّ الثلاثي باب نصر بمعنى دفعه في صدره بعنف، وزنه فعل بفتح فسكون
البلاغة
الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ» .
وأصل الخوض المشي في الماء، ثم تجوز فيه عن الشروع في كل شيء، وغلب في الخوض في الباطل. فقد شبه الكذب، والاندفاع في الباطل، بلجة يخوضها اللاعب. يقال: خاض الفرات أي اقتحمها، وخاض في الحديث أفاض فيه.
ويقال: إنه يخوض المنايا، أي يلقي نفسه في المهالك.
الفوائد:
معاني الهمزة ...
الأصل في الهمزة أنها حرف للاستفهام كقولنا: (أأنت فعلت هذا؟) ولكنها قد تخرج عن الاستفهام الحقيقي، فترد لثمانية معان:
1- التسوية: وربما توهم أن المراد بها الهمزة الواقعة بعد كلمة سواء، وليس كذلك، بل كما تقع بعدها تقع بعد:
(ما أبالي) و (ما أدري) و (ليت شعري) ونحوهن والضابط أنها الهمزة الداخلة على جملة يصح حلول المصدر محلها.
كقوله تعالى: سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ ونحو (ما أبالي أقمت أم قعدت) والتأويل (سواء عليهم الاستغفار وعدمه) و (ما أبالي بقيامك أو قعودك) .
2- الإنكار الإبطالي: وهذه تقتضي أن ما بعدها غير واقع، وأن مدّعيه كاذب، نحو قوله تعالى في الآية التي نحن بصددها أَفَسِحْرٌ هذا أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِناثاً ومن جهة إفادة هذه الهمزة نفي ما بعدها، لزم ثبوته إن كان منفيا، لأن نفي النفي إثبات، ومنه قوله تعالى: أَلَيْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ. ومنه قول جرير في عبد الملك بن مروان.
ألستم خير من ركب المطايا ... وأندى العالمين بطون راح
وقيل: هو أمدح بيت قالته العرب، ولو كان على الاستفهام الحقيقي، لم يكن مدحا البتة.
3- الإنكار التوبيخي: فيقتضي أن ما بعدها واقع، وأن فاعله ملوم، كقوله تعالى: أَتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ أَإِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ.
4- التقرير: ومعناه حملك المخاطب على الإقرار والاعتراف بأمر قد استقر عنده ثبوته أو نفيه ويجب أن يليها الشيء الذي تقرره به، تقول في التقرير بالفعل:أضربت زيدا؟ وبالفاعل: أأنت ضربت زيدا؟ وبالمفعول: أزيدا ضربت؟ كما يجب ذلك في المستفهم عنه. وقوله تعالى: أَأَنْتَ فَعَلْتَ هذا؟ محتمل لإرادة الاستفهام الحقيقي، بأن يكونوا لم يعلموا بأنه الفاعل، ولإرادة التقرير.
5- التهكم، كقوله تعالى: أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا.
6- الأمر: كقوله تعالى: أَأَقْرَرْتُمْ؟ أي أقرّوا.
7- التعجب: كقوله تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ.
8- الاستبطاء: كقوله تعالى: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِ
[سورة الطور (52) : الآيات 17 الى 28]
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ (17) فاكِهِينَ بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقاهُمْ رَبُّهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ (18) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (19) مُتَّكِئِينَ عَلى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (20) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُم ْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ (21)
وَأَمْدَدْناهُم ْ بِفاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (22) يَتَنازَعُونَ فِيها كَأْساً لا لَغْوٌ فِيها وَلا تَأْثِيمٌ (23) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ (24) وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ (25) قالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنا مُشْفِقِينَ (26)
فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا وَوَقانا عَذابَ السَّمُومِ (27) إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ (28)
الإعراب:
(في جنّات) متعلّق بخبر إنّ (فاكهين) حال من ضمير الاستقرار خبر إنّ (بما) متعلّق ب (فاكهين) والعائد محذوف جملة: «إنّ المتقين في جنّات ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «آتاهم ربّهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: «وقاهم ربّهم» في محلّ رفع معطوفة على خبر إنّ «14» 19- (هنيئا) حال منصوبة من فاعل كلوا واشربوا (ما) حرف مصدريّ «15» ...
وجملة: «كلوا ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر «16» وجملة: «اشربوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة كلوا وجملة: «كنتم تعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) والمصدر المؤوّل (ما كنتم ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (هنيئا) وجملة: «تعملون» في محلّ نصب خبر كنتم 20- (متّكئين) حال منصوبة من فاعل كلوا أو اشربوا «17» ، (على سرر) متعلّق ب (متّكئين) (بحور) متعلّق ب (زوّجناهم) وجملة: «زوّجناهم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة وقاهم..
21- (الواو) عاطفة (الذين) موصول في محلّ رفع مبتدأ «18» ، (بإيمان) متعلّق ب (اتّبعتهم) «19» ، (بهم) متعلّق ب (ألحقنا) ، (الواو) عاطفة (ما) نافية (من عملهم) متعلّق ب (ألتناهم) ، (شيء) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (ما) حرف مصدريّ «20» ...
وجملة: «الذين آمنوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ المتّقين في جنّات وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «اتّبعتهم ذرّيّتهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا «21» وجملة: «ألحقنا بهم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) وجملة: «ما ألتناهم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة ألحقنا..
وجملة: «كلّ امرئ ... رهين» لا محلّ لها تعليلة وجملة: «كسب ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) والمصدر المؤوّل (ما كسب ... ) في محلّ جرّ بالباء السببية متعلّق ب (رهين) .
22- (الواو) عاطفة (بفاكهة) متعلّق ب (أمددناهم) ، (ممّا) متعلّق بنعت ل (لحم) ، والعائد محذوف وجملة: «أمددناهم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة ألحقنا..
وجملة: «يشتهون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما)
23- (فيها) متعلّق ب (يتنازعون) «22» ، (لا) نافية مهملة «23» ، (لغو) مبتدأ مرفوع (فيها) متعلّق بخبر المبتدأ (الواو) عاطفة (لا) زائدة لازمة (تأثيم) معطوف على لغو مرفوع.
وجملة: «يتنازعون ... » لا محلّ لها استئنافيّة «24» وجملة: «لا لغو فيها..» في محلّ نصب نعت ل (كأسا) 24- (الواو) عاطفة (عليهم) متعلّق ب (يطوف) ، (لهم) نعت لغلمان ...
وجملة: «يطوف عليهم غلمان» لا محلّ لها معطوفة على جملة يتنازعون وجملة: «كأنّهم لؤلؤ ... » في محلّ رفع نعت لغلمان «25» 25- 26- (الواو) عاطفة (على بعض) متعلّق ب (أقبل) ، (قبل) اسم ظرفيّ مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (مشفقين) (في أهلنا) متعلّق بحال من الضمير في مشفقين ...
وجملة: «أقبل بعضهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يطوف وجملة: «يتساءلون ... » في محلّ نصب حال من فاعل أقبل وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «إنّا كنّا ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «كنّا ... مشفقين» في محلّ رفع خبر إنّ 27- 28- (الفاء) عاطفة وكذلك الواو (علينا) متعلّق ب (منّ) ، (قبل) مثل الأول «26» في محلّ جرّ متعلّق ب (ندعوه) ...
__________
(1) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره الرزاق.. والجملة الاسميّة خبر إنّ
(2) أو نعت للرزاق
(3) أو نعت ل (ذو) . أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، والجملة استئنافية مؤكّدة لمضمون ما سبق
(4) نكرة فيها معنى الذمّ فصّح الابتداء بها
(5) أو متعلّق بمسطور
(6) نكرة دلّت على ذم صحّ الابتداء بها
(7) أو مبنيّ في محلّ نصب لأنه أضيف إلى غير متمكّن وهو إذ
(8) أو لا محلّ لها استئناف بياني.
(9) أو خبره الموصول، و (النار) بدل من الإشارة.
(10) أي تقول لهم خزنة جهنّم هذه النار. [.....]
(11) صاحب الكشّاف جعلها منقطعة بمعنى (بل)
(12) الزمخشري جعله مبتدأ والخبر تقديره الصبر والجزع
(13) أو اسم موصول في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف، والجملة بعده صلة الموصول
(14) يجوز أن تكون حالا بتقدير قد ... أو هي استئنافيّة لا محلّ لها
(15) أو اسم موصول في محل جرّ والعائد محذوف
(16) أي تقول لهم الملائكة كلوا ...
(17) أو من الضمير المستتر في خبر إنّ
(18) عطفه الزمخشري على (حور ... ) أي قرناهم بحور عين وجلساء مؤمنين
(19) أو متعلّق ب (ألحقنا) ، والباء سببيّة
(20) أو اسم موصول في محل جر والعائد محذوف.
(21) يجوز أن تكون الجملة اعتراضيّة بين المبتدأ وخبره
(22) أو متعلّق بحال من فاعل يتنازعون
(23) أو عاملة عمل ليس، و (لغو) اسم لا
(24) أو هي في محلّ رفع خبر ثان للموصول الذين آمنوا ... ويجوز أن تكون حالا من مفعول أمددناهم [.....]
(25) أو في محلّ نصب حال من غلمان لكونه موصوفا بالجارّ
(26) في الآية (26) من هذه السورة.
-
رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء السابع والعشرون
سورة الطور
الحلقة (527)
من صــ24 الى صـ 37
وجملة: «منّ اللَّه ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول وجملة: «وقانا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة منّ وجملة: «انّا كنّا ... » لا محل لها تعليليّة وجملة: «كنّا ... ندعوه» في محلّ رفع خبر إنّ وجملة: «ندعوه ... » في محلّ نصب خبر كنّا وجملة: «إنّه هو البرّ ... » لا محلّ لها تعليلية وجملة: «هو البرّ ... » في محلّ رفع خبر إنّ (الثاني)
الصرف:
(20) مصفوفة: مؤنّث مصفوف، اسم مفعول من الثلاثيّ صفّ، وزنه مفعول (21) رهين: صفة مشتقة من الثلاثيّ رهن بمعنى مرهون، وزنه فعيل (23) تأثيم: مصدر قياسيّ للرباعيّ أثم وزنه تفعيل..
(28) البرّ: المحسن، صفة مشبهة من الثلاثيّ برّ باب نصر وضرب وفتح، وزنه فعل بفتح فسكون
البلاغة
التشبيه المرسل: في قوله تعالى «كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ» .
حيث شبه الغلمان باللؤلؤ المصون في الصدف، من بياضهم وصفائهم، أو المخزون، لأنه لا يخزن إلا الثمين الغالي القيمة، فوجه الشبه البياض والصفاء.
الفوائد:
الجملة الواقعة في محل نصب حال..
وتقع بعد معرفة، لأن الجمل بعد المعارف أحوال، وبعد النكرات صفات، كذلك تقع أحيانا بعد واو الحال، وهي دائما في محل نصب، وذلك كقوله تعالى: وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ. ومن وقوعها بعد واو الحال قوله تعالى: لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى وقوله عليه الصلاة والسلام: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد) . ومن الجمل الحالية قوله تعالى: ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ فجملة استمعوه حال من مفعول يأتيهم، أو من فاعله وجملة (وَهُمْ يَلْعَبُونَ) حال من فاعل (استمعوه) ومنه قوله تعالى: أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ فجملة حصرت في محل نصب حال، والنجاة يقدرون (قد) محذوفة أي (أو جاؤوكم قد حصرت صدورهم) .
[سورة الطور (52) : آية 29]
فَذَكِّرْ فَما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ (29)
الإعراب:
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر، والثانية تعليليّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (بنعمة) مجرور بالباء متعلّق بحال من الضمير في كاهن- أو مجنون- «1» ، (كاهن) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي ...
جملة: «ذكّر ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن وصفك الكافرون بالكهانة والجنون فذكرهم باللَّه ... أي استمرّ على تذكيرهم وجملة: «ما أنت ... بكاهن» لا محلّ لها تعليليّة
الصرف:
(كاهن) ، اسم فاعل من الثلاثي (كهن) باب كرم، وزنه فاعل بمعنى مخبر بالأمور الغيبيّة من غير وحي
[سورة الطور (52) : آية 30]
أَمْ يَقُولُونَ شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ (30)
الإعراب:
(أم) منقطعة بمعنى بل والهمزة وهي للاستفهام التوبيخيّ «2» ،(شاعر) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (به) متعلّق ب (نتربّص) جملة: «يقولون ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: « (هو) شاعر ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «نتربّص ... » في محلّ رفع نعت لشاعر
الصرف:
(المنون) ، اسم للموت. قال الزمخشريّ: هو في الأصل فعول من منّه إذا قطعه لأنّ الموت قطوع للأعمار.
البلاغة
الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى: نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ.
حيث أطلق الريب على الحوادث، والريب الشك، وقد شبّهت الحوادث بالريب أي الشك لأنها لا تدوم، ولا تبقى على حال.
[سورة الطور (52) : آية 31]
قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِي نَ (31)
الإعراب:
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (معكم) ظرف منصوب متعلّق بالمتربصين (من المتربّصين) خبر إنّ جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «تربصوا ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «إنّي ... من المتربّصين ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن تربّصتم فإنّي معكم.
[سورة الطور (52) : آية 32]
أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهذا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ (32)
الإعراب:
(أم تأمرهم) مثل أم يقولون «3» ، (بهذا) متعلّق ب (تأمرهم) ، (أم) مثل الأولى جملة: «تأمرهم أحلامهم» لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «هم قوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة
الصرف:
(أحلام) ، جمع حلم اسم بمعنى عقل، وزنه فعل بكسر فسكون، ووزن أحلام أفعال
البلاغة
المجاز: في قوله تعالى أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهذا.
أمر الأحلام بذلك مجاز عن التأدية إليه بعلاقة السببية، ويمكن أن تكون جعلت الأحلام آمرة على الاستعارة المكنية، ويكون قد شبهت الأحلام بسلطان مطاع، تشبيها مضمرا في النفس، وأثبت لها الأمر على التخييل.
[سورة الطور (52) : الآيات 33 الى 34]
أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لا يُؤْمِنُونَ (33) فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كانُوا صادِقِينَ (34)
الإعراب:
(أم يقولون) مرّ إعرابها «4» ، والضمير في (تقوّله) يعود على القرآن الكريم (بل) للإضراب (لا) نافية جملة: «يقولون ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «تقوّله ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «لا يؤمنون» لا محلّ لها استئنافيّة 34- (الفاء) رابطة الجواب شرط مقدّر (اللام) لام الأمر (بحديث) متعلّق ب (يأتوا) ، (مثله) نعت لحديث (كانوا) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط..
وجملة: «يأتوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن صدقوا بقولهم اختلقه فليأتوا ...
وجملة: «كانوا صادقين» لا محلّ لها تفسير للشرط المقدّر ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله
[سورة الطور (52) : آية 35]
أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ (35)
الإعراب:
(أم خلقوا) مثل أم يقولون «5» ، و (الواو) في (خلقوا) نائب الفاعل (من غير) متعلّق ب (خلقوا) ، (أم) مثل الأولى جملة: «خلقوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «هم الخالقون» لا محلّ لها استئنافيّة
[سورة الطور (52) : آية 36]
أَمْ خَلَقُوا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لا يُوقِنُونَ (36)
الإعراب:
(أم خلقوا) مثل أم يقولون «6» ، (بل) للإضراب الانتقاليّ (لا) نافية ...
جملة: «خلقوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «لا يوقنون» لا محلّ لها استئنافيّة
[سورة الطور (52) : آية 37]
أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُون َ (37)
الإعراب:
(عندهم) ظرف منصوب متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (خزائن) ..
جملة: «عندهم خزائن ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «هم المصيطرون» لا محلّ لها استئنافيّة
الصرف:
(المصيطرون) ، جمع المصيطر، اسم فاعل من الرباعيّ سيطر، وزنه مفيعل، ويشاركه في هذا الوزن أربعة ألفاظ هي المهيمن والمبيقر والمبيطر والمجيمر، الثلاثة الأولى أسماء فاعلين، والرابع اسم جبل، وقد رسم في المصحف بالصاد، وقلبت السين صادا لمجيئها قبل الطاء مثل الصراط وأصله السراط، والمسيطر القاهر الغالب أو المتسلّط الجبّار.
[سورة الطور (52) : آية 38]
أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (38)
الإعراب:
(أم لهم سلّم) مثل أم عندهم خزائن «7» ، (فيه) متعلّق ب (يستمعون) ، ومفعول الفعل محذوف أي: يستمعون كلام الملائكة فيه «8» ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اللام) لام الأمر (بسلطان) متعلّق بحال من الفاعل جملة: «لهم سلّم ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يستمعون ... » في محلّ رفع نعت لسلّم وجملة: «يأت مستمعهم» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن ادّعى المستمع بذلك فليأت ...
[سورة الطور (52) : آية 39]
أَمْ لَهُ الْبَناتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ (39)
الإعراب:
مثل أم عندهم خزائن «9» جملة: «له البنات ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «لكم البنون» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة
الفوائد:
- أم ...
غالب أحوالها أن تكون حرف عطف يفيد المعادلة، كقولنا (أزيد في الدار أم عمرو) وقول زهير:
وما أدري ولست إخال أدري ... أقوم آل حصن أم نساء
وتأتي بعدة أوجه، منها:
أن تكون منقطعة، وهي ثلاثة أنواع:
1- مسبوقة بالخبر المحض، كقوله تعالى: تَنْزِيلُ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ.
2- ومسبوقة بهمزة لغير استفهام، كقوله تعالى: أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِها أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِها إذا الهمزة في ذلك للإنكار، فهي بمنزلة النفي، والمتصلة لا تقع بعده.
3- ومسبوقة باستفهام بغير الهمزة، كقوله تعالى: هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ قال الفراء: يقولون هل لك قبلنا حق أم أنت رجل ظالم، يريدون: بل أنت.
وكذلك قوله تعالى في الآية التي نحن بصددها: أَمْ لَهُ الْبَناتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ تقديره: بل أله البنات ولكم البنون.
ومعنى أم المنقطعة: أنها لا يفارقها الإضراب، كما مر في الأمثلة المتقدمة.
[سورة الطور (52) : آية 40]
أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (40)
الإعراب:
(أم تسألهم) مثل أم يقولون «10» ، (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (من مغرم) متعلّق ب (مثقلون) جملة: «تسألهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «فهم ... مثقلون» لا محلّ لها معطوفة على جملة تسألهم
الصرف:
(مثقلون) ، جمع مثقل ... اسم مفعول من رباعيّ أثقل، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين
[سورة الطور (52) : آية 41]
أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (41)
الإعراب:
(أم عندهم الغيب) مثل أم عندهم خزائن «11» ، (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب جملة: «عندهم الغيب ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «هم يكتبون» لا محل لها معطوفة على جملة عندهم الغيب وجملة: «يكتبون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم)
[سورة الطور (52) : آية 42]
أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ (42)
الإعراب:
(أم يريدون) مثل أم يقولون «12» ، (الفاء) استئنافيّة (هم) ضمير فصل»
، (المكيدون)(13) خبر الموصول جملة: «يريدون..» لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «الذين كفروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين)
الصرف:
(المكيدون) ، جمع المكيد، اسم مفعول من الثلاثي كاد يكيد، على وزن مبيع: فيه إعلال بالحذف أصله مكيود، استثقلت الضمة على الياء فسكّنت ونقلت الحركة إلى الكاف قبلها، ثمّ حذفت الواو لأنها زائدة ثمّ كسر ما قبل الياء للمناسبة فأصبح مكيد.
[سورة الطور (52) : آية 43]
أَمْ لَهُمْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (43)
الإعراب:
(أم لهم إله) مثل أم عندهم خزائن «14» ، (غير) نعت لإله (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف (عمّا) متعلّق بالفعل المقدّر ... والعائد محذوف.
جملة: «لهم إله ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: « (نسبّح) سبحان ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يشركون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما)
[سورة الطور (52) : آية 44]
وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّماءِ ساقِطاً يَقُولُوا سَحابٌ مَرْكُومٌ (44)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (من السماء) متعلّق ب (ساقطا) ، (سحاب) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذا جملة: «يروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يقولوا ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء وجملة: « (هذا) سحاب ... » في محل نصب مقول القول
الصرف:
(ساقطا) ، اسم فاعل من الثلاثي سقط، وزنه فاعل (مركوم) ، اسم مفعول من الثلاثي ركم، وزنه مفعول
[سورة الطور (52) : الآيات 45 الى 46]
فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (45) يَوْمَ لا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (46)
الإعراب:
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (حتّى) حرف غاية وجرّ (يلاقوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى (الذي) موصول في محلّ نصب نعت ليومهم، و (الواو) في (يصعقون) نائب الفاعل، والعائد محذوف.
جملة: «ذرهم ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا بلغوا هذا الحدّ من الكفر فذرهم ...
وجملة: «يلاقوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر والمصدر المؤوّل (أن يلاقوا ... ) في محلّ جر ب (حتّى) متعلّق ب (ذرهم) وجملة: «يصعقون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) 46- (يوم) بدل من يومهم منصوب (لا) نافية (عنهم) متعلّق ب (يغني) ،(شيئا) مفعول به منصوب «15» ، (الواو) عاطفة (ينصرون) مثل يصعقون (لا) زائدة لتأكيد النفي ...
وجملة: «لا يغني عنهم كيدهم ... » في محلّ جرّ مضاف اليه وجملة: «هم ينصرون» في محلّ جرّ معطوفة على جملة لا يغني ...
وجملة: «ينصرون» في محلّ رفع المبتدأ (هم)
[سورة الطور (52) : آية 47]
وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذاباً دُونَ ذلِكَ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (47)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (للذين) متعلّق بخبر إنّ (عذابا) اسم إنّ منصوب (دون) ظرف منصوب متعلّق بنعت ل (عذابا) «16» ، (الواو) عاطفة (لا) نافية ...
جملة: «إنّ للذين ظلموا عذابا ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «ظلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «لكنّ أكثرهم لا يعلمون» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: «لا يعلمون» في محلّ رفع خبر لكنّ
[سورة الطور (52) : الآيات 48 الى 49]
وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبارَ النُّجُومِ (49)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (لحكم) متعلّق ب (اصبر) ، (الفاء) تعليليّة (بأعيننا) متعلّق بخبر إنّ (الواو) عاطفة (بحمد) متعلّق بحال من فاعل سبّح أي متلبّسا بحمد ربّك (حين) ظرف منصوب متعلّق ب (سبّح) .
جملة: «اصبر ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «إنّك بأعيننا ... » لا محلّ لها تعليليّة وجملة: «سبّح ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اصبر.
وجملة: «تقوم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه 49- (الواو) عاطفة (من الليل) متعلّق بفعل محذوف تقديره قم- أو سبّحه- (الفاء) عاطفة- أو زائدة- (الواو) عاطفة (إدبار) معطوف على حين منصوب «17» ...
وجملة: « (قم) من الليل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سبّح.
وجملة: «سبّحه (المذكورة) » لا محلّ لها معطوفة على جملة (قم) «18» .
الصرف:
(إدبار) ، مصدر قياسي للفعل الرباعيّ أدبر، وزنه إفعال ...
من الماضي بكسر أوّله وزيادة ألف قبل الآخر.
انتهت سورة «الطور» ويليها سورة «النجوم»
__________
(1) أي لست كاهنا حال كونك متلبّسا بنعمة ربّك ... ويجوز أن يكون متعلّقا بمضمون النفي- مقصود الآية- أي: انتفى عنك الكهانة والجنون بسبب نعمة اللَّه عليك
(2) سوف يرد ذكر (أم) في السورة خمس عشرة مرّة، وكلّها من نوع الاستفهام الدالّ على التوبيخ والتقبيح، وهي بمعنى بل مرّة وبمعنى بل والهمزة مرّة أخرى
(3، 4) في الآية 30 من هذه السورة.
(5، 6) في الآية (30) من هذه السورة
(7) في الآية (37) من السورة
(8) أو يضمّن الفعل معنى يصعدون.. ويجوز أن يتعلّق بحال من فاعل يستمعون أي صاعدين فيه
(9) في الآية (37) من هذه السورة.
(10) في الآية (30) من هذه السورة.
(11) في الآية (37) من السورة.
(12) في الآية (30) من السورة
(13) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره المكيدون، والجملة الاسميّة خبر الموصول الذين
(14) في الآية (37) من السورة [.....]
(15) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر أي شيئا من الإغناء
(16) أي قبل ذلك أو غير ذلك
(17) أو معطوف على محلّ (من الليل) إذ محلّه النصب بكونه ظرفا ... أو هو ظرف متعلّق بفعل محذوف تقديره سبّحه إدبار النجوم.. والجملة معطوفة على ما قبلها
(18) أو لا محل لها تفسيريّة بزيادة الفاء
-
رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء السابع والعشرون
سورة النجم
الحلقة (528)
من صــ37 الى صـ 50
سورة النّجم
آياتها 62 آية
[سورة النجم (53) : الآيات 1 الى 10]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالنَّجْمِ إِذا هَوى (1) ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى (2) وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى (3) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحى (4)
عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى (7) ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى (8) فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى (9)
فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى (10)
الإعراب:
(والنجم) متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (إذا) ظرف للزمن المستقبل مجرّد من الشرط متعلّق بفعل القسم المحذوف «1» ، (ما) نافية في المواضع الثلاثة (عن الهوى) متعلّق ب (ينطق) ..
جملة: « (أقسم) بالنجم ... » لا محلّ لها ابتدائيّة وجملة: «هوى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «ما ضلّ صاحبكم ... » لا محلّ لها جواب القسم وجملة: «ما غوى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم وجملة: «ما ينطق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم 4- 7- (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر، وضمير الغائب في (علّمه) يعود على الرسول عليه السلام (شديد) فاعل مرفوع، وهو نعت لمنعوت محذوف أي: ملك شديد القوى (ذو) خبر ثان للمبتدأ (هو) ، (الفاء) عاطفة، وفاعل (استوى) يعود بحسب الظاهر على جبريل عليه السلام «2» ، (الواو) حاليّة (هو) مبتدأ أي جبريل (بالأفق) خبر ...
وجملة: «إن هو إلّا وحي ... » لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ- وجملة: «يوحى ... » في محلّ رفع نعت لوحي وجملة: «علّمه شديد ... » في محلّ رفع نعت ثان لوحي، والرابط بينهما مقدّر أي: علّمه إيّاه شديد القوى وجملة: «استوى ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة علّمه وجملة: «هو بالأفق ... » في محلّ نصب حال من فاعل استوى «3» 8- 10- (ثمّ) حرف عطف، وكذلك (الفاء) في الموضعين، وفاعل (دنا، تدلّى) ضمير يعود على جبريل، وكذلك اسم كان، (قاب) خبر كان منصوب (أو) حرف عطف، وفاعل (أوحى) الأول ضمير يعود على اللَّه عزّ وجلّ وهو مفهوم من سياق الآية في قوله عبده، (إلى عبده) متعلّق ب (أوحى) ، والعبد هو جبريل عليه السلام «4» ، (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به، وفاعل (أوحى) الثاني ضمير يعود على عبده أي: ما أوحى به جبريل إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم.
وجملة: «دنا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة استوى وجملة: «تدلّى ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة دنا وجملة: «كان قاب قوسين ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة تدلّى وجملة: «أوحى (الأولى) » لا محلّ لها تعليل لقوله تعالى: علّمه شديد القوى وجملة: «أوحى (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (ما)
الصرف:
(6) مرّة: اسم بمعنى القوّة والشدّة وأصالة العقل والأحكام ... إلخ، وزنه فعلة بكسر الفاء على وزن مصدر الهيئة (8) دنا: فيه إعلال بالقلب، مضارعه يدنو، تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا (تدلّى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله تدلّي- لمجيء حرف العلّة خامسا وأصله واو فمنه الدلو- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا (9) قاب: اسم بمعنى القدر، ومن القوس ما بين المقبض وطرفه، وفي القوس قابان، وزنه فعل بفتحتين والألف فيه منقلبة عن واو أصله قوب بفتحتين، تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا. وفي التركيب (قاب قوسين) قلب والأصل قابي قوس ...
(قوسين) ، مثنّى قوس، اسم ذات لأداة الحرب المعروفة أو بمعنى الذراع، والقوس يذكّر ويؤنّث، والجمع قسي وزنه فليّ بكسرتين وياء مشدّدة،وأقواس زنة أفعال، وقياس زنة فعال بكسر الفاء، وفيه إعلال أصله قواس، فلمّا كسرت القاف قبل الواو قلبت الواو ياء (10) أوحى: فيه إعلال بالقلب، أصله أوحي- بياء في آخره- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا
البلاغة
فن الإبهام: في قوله تعالى فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى.
وهذا تفخيم للوحى الذي أوحى اللَّه إليه، والتفخيم لما فيه من الإبهام، كأنه أعظم من أن يحيط به بيان، وهو كقوله: (إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى) وقوله (فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ) .
الفوائد:
- الإسراء والمعراج..
وكان ذلك قبل الهجرة، وكان ذلك بجسمه وروحه معا، أما الإسراء فهو توجهه ليلا إلى بيت المقدس، وأما المعراج فهو صعوده إلى السموات العلى، وقد ورد ذلك في الأحاديث الصحيحة.
عن أنس قال: قال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) : أتيت بالبراق، وهو دابة فوق الحمار، ودون البغل، يضع حافره عند منتهى طرفه، قال: فركبته حتى أتيت بيت المقدس، فربطته بالحلقة، ثم دخلت المسجد، فصليت فيه ركعتين، ثم خرجت، فأتاني جبريل بإناء من خمر وإناء من لبن، فاخترت اللبن. فقال جبريل:
اخترت الفطرة، ثم عرج بنا إلى السماء الأولى حتى السابعة، وكان جبريل يستفتح في كل سماء، فيقال له: من أنت، فيقول: جبريل ومعي محمد صلّى اللَّه عليه وسلّم، فيسأل: وقد بعث إليه؟ فيقول جبريل: نعم وكان (صلّى اللَّه عليه وسلّم) في كل سماء يلتقي بنبي. ففي الأولى التقى بآدم، وفي الثانية بيحيى وعيسى، وفي الثالثة بيوسف، وفي الرابعة بإدريس، وفي الخامسة بهارون، وفي السادسة بموسى، وفي السابعة بإبراهيم، عليهم الصلاة والسلام، ثم ذهب بى إلى سدرة المنتهى، فإذا أوراقها كآذان الفيلة، وإذا ثمرها كالقلال. فلما غشيها من أمر ربي ما غشيها تغيرت، فما أحد من خلق اللَّه يستطيع أن ينعتها من حسنها، فأوحى اللَّه إليّ ما أوحى، ففرض عليّ وعلى أمتي خمسين صلاة في كل يوم وليلة، فنزلت إلى موسى، فقال: ارجع وسل ربك التخفيف، فما زلت أرجع بين موسى وربي حتى قال ربي سبحانه وتعالى: يا محمد إنهن خمس صلوات، لكل صلاة عشر، فتلك خمسون صلاة، فنزلت إلى موسى، فقال: ارجع وسله التخفيف، فقلت: لقد استحييت من ربي، ثم رجع رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) من رحلته، فأخبر قريشا، فكذبوه وطلبوا منه أوصاف بيت المقدس، فجلّاه له ربه، فجعل يصفه بدقة. وسألوه عن عير لهم فأخبرهم بها، وقال: تقدم يوم كذا، مع طلوع الشمس، يقدمها جمل أورق. وفي اليوم الموعود، خرج كفار مكة لملاقاة العير، فقال أحدهم: هذه الشمس قد أشرقت، وقال آخر: هذه العير قد أقبلت يقدمها جمل أورق، فما زادهم ذلك إلا عنادا واستكبارا، وسعى ناس لزعزعة إيمان أبي بكر فقال: واللَّه لأصدقنّة على أكبر من ذلك.
[سورة النجم (53) : آية 11]
ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى (11)
الإعراب:
(ما) نافية والثانية موصوليّة: وفاعل (رأى) ضمير يعود على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، والعائد محذوف وهو ضمير يدلّ على صورة جبريل عليه السلام «5» ...
جملة: «ما كذب الفؤاد ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «رأى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما)
[سورة النجم (53) : آية 12]
أَفَتُمارُونَهُ عَلى ما يَرى (12)
الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (الفاء) عاطفة (على ما) متعلّق ب (تمارونه) بتضمينه معنى تغلبونه جملة: «تمارونه ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي أتنكرون قوله فتمارونه وجملة: «يرى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما)
[سورة النجم (53) : الآيات 13 الى 18]
وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى (14) عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى (16) ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى (17)
لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى (18)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (نزلة) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو نوع العدد «6» ، (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (رآه) ، (عندها) ظرف متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (جنّة) جملة: «رآه ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «عندها جنّة ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «7» 16- 18- (إذ) ظرف مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (رأى) ، (ما) موصول في محلّ رفع فاعل (يغشى) الأول، وفاعل (يغشى) الثاني ضمير وهو العائد على ما (ما) نافية في الموضعين (لقد رأى) مثل لقد رآه (من آيات) متعلّق ب (رأى) و (من) تبعيضيّة «8» .
وجملة: «يغشى السدرة ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «يغشى (الثانية) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: «ما زاغ البصر ... » لا محلّ لها استئنافيّة «9» وجملة: «ما طغى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما زاغ البصر وجملة: «رأى ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة
الصرف:
(13) نزلة: مصدر مرّة من (نزل) الثلاثيّ، وزنه فعلة بفتح فسكون (14) المنتهى: اسم مكان من الخماسيّ انتهى، وزنه مفتعل بضمّ الميم وفتح العين، وقد يقصد به اسم المفعول أي المنتهى إليه.
(16) يغشى: فيه إعلال بالقلب أصله يغشي- بالياء في آخره- ماضيه غشي، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا فأصبح يغشى (17) زاغ: فيه إعلال بالقلب، أصله زيغ، مضارعه يزيغ، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا
الفوائد:
- اسما الزمان والمكان ...
هما اسمان يدلان على زمان الفعل أو مكانه ...
1- يصاغان من الثلاثي، إذا كان مفتوح العين أو مضمومها في المضارع، على وزن مفعل، مثل: شرب يشرب: مشرب. كتب يكتب: مكتب، ويلحق بهذا الوزن الثلاثي المعتل الآخر مثل: أوى يأوي: مأوى، كما في الآية التي نحن بصددها. سعى يسعى: مسعى. جرى يجري، مجرى.
2- يصاغان من الثلاثي، إذا كان مكسور العين في المضارع، على وزن (مفعل) مثل نزل ينزل: منزل. غزل يغزل: مغزل. ويلحق بهذا الوزن الثلاثي المعتل الأول الصحيح الآخر، مثل: وعد يعد: موعد. وقف يقف: موقف.
3- يصاغان مما فوق الثلاثي على وزن مضارعه بعد إبدال حرف المضارعة ميما وفتح ما قبل الآخر. ازدحم يزدحم: مزدحم. استعمل يستعمل:
مستعمل.
4- يفرق بين الصيغة، هل هي اسم زمان أو مكان، من سياق المعنى. فمثلا إذا قلت: منطلق الطائرة الساعة الخامسة مساء، فتكون منطلق: اسم زمان أما إذا قلت مجتمع المسافرين في المحطة، فتكون مجتمع: اسم مكان. أما صيغة اسمي الزمان والمكان مما فوق الثلاثي، فهي كصيغة اسم المفعول، ويفرق بينهما من سياق المعنى.
[سورة النجم (53) : الآيات 19 الى 20]
أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى (20)
الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام التقريعيّ (الفاء) عاطفة لترتيب الرؤية على ما ذكر من عظمة اللَّه تعالى (الأخرى) نعت ثان لمناة منصوب جملة: «رأيتم ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أعرفتم عظمة اللَّه وقدرته فرأيتم اللات ... كيف هي حقيرة وليست أهلا للعبادة «10»
الصرف:
(اللات) ، اسم صنم، و (الألف) و (اللام) فيه زائدة لازمة مثلها في الذي والتي، وأمّا (التاء) فاختلف فيها، فهي أصليّة عند بعضهم من (لات يليت) بمعنى حبس أو نقص ... وهي زائدة عند آخرين، فهو من (لوى يلوى) لأنهم كانوا يلوون أعناقهم إليها أو يلتوون أي يعكفون عليها، وأصل اللفظ لوية فحذفت لأمها، فالألف منقلبة عن واو، وإلى هذا ذهب المعجم.. وقال بعضهم إن اللات مأخوذ من اللَّه (العزّى) ، اسم صنم وهو فعلى بضمّ فسكون من العزّ أي هي مؤنّث الأعزّ، وقيل هو اسم شجرة كانت تعبد (مناة) ، اسم صخرة كانت تعبد من دون اللَّه، مشتقّة من فعل منى يمني أي صبّ لأنّ دماء الذبائح كانت تصبّ عندها ... فألفها على هذا ياء ...
ويقول العكبري: «ألفها من ياء كقولك مني يمني إذا قدر، ويجوز أن تكون من الواو ومنه منوان ... وزنها فعلة بفتح الفاء والعين واللام (الثالثة) ، مؤنث الثالث، اسم لترتيب العدد على وزن فاعل
[سورة النجم (53) : الآيات 21 الى 23]
أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى (21) تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى (22) إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْماءٌ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ ما أَنْزَلَ اللَّهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَما تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدى (23)
الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام الإنكاري (لكم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (الذكر) ، (له الأنثى) مثل لكم الذكر.
جملة: «لكم الذكر ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «له الأنثى ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة 22- الإشارة في (تلك) إلى القسمة المفهومة من الاستفهام (إذا) حرف جواب (ضيزى) نعت لقسمة مرفوع وجملة: «تلك ... قسمة ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ 23- (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر، و (الواو) في (سمّيتموها) زائدة إشباع حركة الميم و (ها) ضمير مفعول به «11» (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع توكيد لفاعل سمّيتم (آباؤكم) معطوف على ضمير الفاعل بالواو ومرفوع (ما) نافية (بها) متعلّق ب (أنزل) بحذف مضاف أي بعبادتها (سلطان) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (إن، إلّا) مثل السابقتين (ما) موصول في محلّ نصب معطوف على الظنّ ب (الواو) ، والعائد محذوف (الواو) استئنافيّة (لقد جاءهم) مثل لقد رآه «12» ، (من ربّهم) متعلّق ب (جاءهم) «13» .
وجملة: «إن هي إلّا أسماء ... » لا محلّ لها تعليليّة وجملة: «سمّيتموها ... » في محلّ رفع نعت لأسماء وجملة: «ما أنزل اللَّه بها ... » في محلّ رفع نعت ثان لأسماء «14» وجملة: «إن يتّبعون إلّا الظن ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «تهوى الأنفس ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: «جاءهم ... الهدى» لا محلّ لها جواب القسم ... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة
الصرف:
(ضيزى) ، بمعنى جائرة، والكلمة إمّا صفة مشتقّة على وزن فعلى- بضمّ الفاء ثمّ كسرت لمناسبة الياء- وإما مصدر كذكرى استعمل في الوصف، وفعله ضاز يضيز في الحكم بمعنى جار، وضازه فيه يضوزه بمعنى نقصه وبخسه باب ضرب ... وقال العكبري: «ضيزى» أصله ضوزى مثل طوبى كسر أوّله فانقلبت الواو ياء وليس على فعلى في الأصل- بكسر الفاء-» وفي القاموس وتاج العروس هو واوي ويائيّ فلا قلب فيه البلاغة
فن السجع: في قوله تعالى «قِسْمَةٌ ضِيزى» .
فن رائع في كلمة «ضيزى» ، فقد يتساءل الجاهلون عن السر في استعمال كلمة «ضيزى» ، وهي وحشية غير مأنوسة. في الواقع إن لاستعمال الألفاظ أسرارا، وهذه اللفظة التي استعملها القرآن الكريم، في استعمالها سرّ رائع، وهو أنه لا يسد غيرها مسدها، ألا ترى أن السورة كلها، التي هي سورة النجم، مسجوعة على حرف الياء، فقال تعالى: «وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى» وكذلك إلى آخر السورة، فلما ذكر الأصنام وقسمة الأولاد، وما كان يزعمه الكفار، قال ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذا قسمة ضيزى. فجاءت هذه اللفظة على الحرف المسجوع، الذي جاءت السورة جميعها عليه، وغيرها لا يسد مسدها، ولما كان الغرض تهجين قولهم، وتنفيذ قسمتهم، والتشنيع عليها، اختيرت لها لفظة مناسبة للتهجين والتشنيع، كأنما أشارت خساسة اللفظة إلى خساسة أفهامهم.
وهذا من أعجب ما ورد في القرآن الكريم من مطابقة الألفاظ لمقتضى الحال.
[سورة النجم (53) : الآيات 24 الى 25]
أَمْ لِلْإِنْسانِ ما تَمَنَّى (24) فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولى (25)
الإعراب:
(أم) منقطعة بمعنى بل والهمزة التي للإنكار (للإنسان) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ما) الموصول، والعائد محذوف (الفاء) تعليليّة (اللَّه) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (الآخرة) ...
جملة: «للإنسان ما تمنّى ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «تمنّى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: «للَّه الآخرة ... » لا محلّ لها تعليليّة
الصرف:
(تمنّى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله تمنّي، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا.
[سورة النجم (53) : آية 26]
وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّماواتِ لا تُغْنِي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشاءُ وَيَرْضى (26)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (كم) خبريّة بمعنى كثير في محلّ رفع مبتدأ (من ملك) تمييزكم (في السموات) متعلّق بنعت لملك (لا) نافية (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه من نوع الصفة أي شيئا من الإغناء (إلّا) للاستثناء (من بعد) متعلّق بنعت هو المستثنى المقدّر أي: إلّا شفاعة من بعد أن يأذن (أن) حرف مصدري ونصب ...
والمصدر المؤوّل (أن يأذن) في محلّ جرّ مضاف إليه (لمن) متعلّق ب (يأذن) ، وفاعل (يشاء، يرضى) ضمير يعود على لفظ الجلالة جملة: «كم من ملك ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «لا تغني شفاعتهم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (كم) وجملة: «يأذن اللَّه ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) وجملة: «يرضى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يشاء
[سورة النجم (53) : الآيات 27 الى 30]
إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثى (27) وَما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً (28) فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ الْحَياةَ الدُّنْيا (29) ذلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدى (30)
الإعراب:
(لا) نافية (بالآخرة) متعلّق ب (يؤمنون) ، (اللام) للتوكيد (تسمية) مفعول مطلق منصوب «15» .
جملة: «إنّ الذين لا يؤمنون ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «لا يؤمنون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «يسمّون ... » في محلّ رفع خبر إنّ 28- (الواو) حاليّة (ما) نافية (لهم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (به) متعلّق بحال من علم (علم) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر (إن) نافية (إلا) للحصر (لا) نافية (من الحقّ) متعلّق ب (يغني) «16» بتضمينه معنى يفيد (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو من نوع الصفة أي إغناء لا قليلا ولا كثيرا ...
وجملة: «ما لهم به من علم ... » في محلّ نصب حال وجملة: «إن يتّبعون إلّا الظن ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «انّ الظن لا يغني ... » في محلّ نصب حال وجملة: «لا يغني من الحقّ ... » في محلّ رفع خبر إن 29- (الفاء) رابطة الجواب شرط مقدّر (عمّن) متعلّق ب (أعرض) ، (عن ذكرنا) متعلّق ب (تولّى) ، (إلّا) للحصر وجملة: «أعرض ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كانوا يتّبعون الظن وهو غير الحقّ فأعرض عنهم وجملة: «تولّى ... » لا محل لها صلة الموصول (من) وجملة: «لم يرد إلّا الحياة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة 30- الإشارة في (ذلك) إلى طلب الدنيا (من العلم) متعلّق بالخبر (مبلغهم) (هو) ضمير منفصل مبتدأ في محلّ رفع خبره (أعلم) ، (بمن) متعلّق ب (أعلم) (عن سبيله) متعلّق ب (ضلّ) ، (هو أعلم بمن اهتدى) مثل هو أعلم بمن ضلّ وجملة: «ذلك مبلغهم ... » لا محلّ لها اعتراضيّة وجملة: «إنّ ربّك ... » لا محلّ لها تعليل لأمر الإعراض وجملة: «هو أعلم ... » في محلّ رفع خبر انّ وجملة: «ضلّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول وجملة: «هو أعلم (الثانية) » في محلّ رفع معطوفة على جملة هو أعلم (الأولى) وجملة: «اهتدى» لا محل لها صلة الموصول (من) الثاني
الصرف:
(27) يسمون: فيه إعلال بالحذف، حذفت لام الفعل الياء- لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة (27) تسمية: مصدر قياسي لفعل سمّى الرباعيّ، والتاء في آخره عوض من ياء تفعيل لوجود الياء لام الكلمة (29) عن من: الرسم في المصحف جاء منفصلا وقياس القاعدة الإملائيّة فيه أن يكون متّصلا (عمّن) (30) مبلغهم: مصدر ميمّي من الثلاثيّ بلغ، وزنه مفعل بفتح الميم والعين ... أو هو اسم مكان إذا قصد به درجة البلوغ من العلم بكون العلم درجات.
(اهتدى) ، قياس الإعلال فيه مثل (هدى) ... انظر الآية (82) من سورة طه
__________
(1) في هذا التعليق إشكال وهو أنّ فعل القسم إنشاء، والإنشاء يدلّ على الحال، والظرف (إذا) يدلّ على المستقبل، فثمّة اختلاف بين الزمنين ... ويقدّر الكلام لإزالة الاشكال: أقسم بالنجم وقت هويّه أيّا ما كان هذا الوقت، فالظرف على هذا مستعار للحال ...
(2) ثمّة آراء مختلفة في عودة ضمير الفاعل، فقيل إنّه يعود على القرآن الكريم وقد استوى في صدر جبريل أو في صدر الرسول عليه السلام ... أو يعود على الرسول أي اعتدل في قوّته أو في رسالته.. أو يعود على اللَّه تعالى أي استوى على العرش.
(3) على تقدير أنّ الفاعل هو جبريل، وفي التوجيهات الأخرى للفاعل تكون الجملة استئنافيّة
(4) وقيل هو النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، والفاعل حينئذ للفعلين هو اللَّه عزّ وجلّ
(5) وقيل هو ذات اللَّه تعالى، على خلاف في الآراء حول هذه الأقوال بين الأحاديث المرويّة عن عائشة والمرويّة عن ابن عبّاس
(6) أو هو مصدر في موضع الحال أي رآه نازلا مرّة أخرى
(7) أو في محلّ نصب حال من سدرة
(8) أو متعلّق بحال من الكبرى وهو مفعول رأى
(9) أو في محلّ نصب حال من فاعل رآه
(10) ومفعول (رأيتم) الثاني محذوف تقديره: كيف هي عاجزة.. وقدّره بعضهم بقوله تعالى:
أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى
[.....]
(11) أي سمّيتم بها الأصنام
(12) في الآية (13) من هذه السورة
(13) أو متعلّق بمحذوف حال من الهدى
(14) أو في محلّ نصب حال من الهاء في (سمّيتموها)
(15) أو منصوب بنزع الخافض أي: يسمّون الملائكة بتسمية الأنثى
(16) أو متعلّق بحال من (شيئا)
-
رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء السابع والعشرون
سورة النجم
الحلقة (529)
من صــ51 الى صـ 63
[سورة النجم (53) : آية 31]
وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى (31)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (للَّه) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر (ما) ، (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة ما (ما في الأرض) معطوف على ما في السموات (اللام) للتعليل (يجزي) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل ضمير مستتر يعود على لفظ الجلالة (ما) حرف مصدري «1» ، (يجزي) الثاني معطوف على الأول منصوب (بالحسنى) متعلّق ب (يجزي) الثاني والمصدر المؤوّل (أن يجزي ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف تقديره ملك «2» والمصدر المؤوّل (ما عملوا) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (يجزي) جملة: «للَّه ما في السموات ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يجزي ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أنّ) المضمر وجملة: «أساؤوا..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما)وجملة: «يجزي (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة يجزي (الأولى) وجملة: «أحسنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني
[سورة النجم (53) : آية 32]
الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ واسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقى (32)
الإعراب:
(الذين) موصول في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف «3» ، (الفواحش) معطوف على كبائر منصوب (إلا) للاستثناء (اللمم) منصوب على الاستثناء المنقطع «4» ، (بكم) متعلّق ب (أعلم) (إذ) ظرف مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (أعلم) (من الأرض) متعلّق ب (أنشأكم) بحذف مضاف أي: أنشأ أباكم (إذ) الثاني معطوف على الأول (في بطون) متعلّق بنعت ل (أجنّة) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (بمن) متعلّق ب (أعلم) ...
جملة: « (هم) الذين ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «يجتنبون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «إنّ ربّك واسع ... » لا محلّ لها تعليل لاستثناء اللمم وجملة: «هو أعلم بكم ... » لا محلّ لها تعليل آخر وجملة: «أنشأكم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «أنتم أجنّة ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «لا تزكّوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كان هذا أمركم فلا تزكّوا وجملة: «هو أعلم ... » لا محلّ لها تعليل لعدم التزكية وجملة: «اتّقى» لا محلّ لها صلة الموصول (من)
الصرف:
(اللمم) ، اسم لما صغر من الذنوب، وأصله اسم مصدر من الرباعيّ ألم بالمكان أي قلّ لبثه فيه، وألّم بالشيء إذا قاربه ولم يخالطه، وزنه فعل بفتحتين (أجنّة) ، جمع جنين اسم الطفل في بطن أمّه، وسمّي جنينا لاستتاره في بطن أمّه، وزنه فعيل والجمع أفعلة، وعينه ولامه من حرف واحد
[سورة النجم (53) : الآيات 33 الى 35]
أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى (33) وَأَعْطى قَلِيلاً وَأَكْدى (34) أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرى (35)
الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام (الفاء) استئنافيّة (قليلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته (الهمزة) للإنكار (عنده) ظرف منصوب متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (علم) ، (الفاء) عاطفة ...
جملة: «رأيت ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «تولّى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) وجملة: «أعطى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تولّى وجملة: «أكدى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تولّى وجملة: «عنده علم الغيب ... » في محل نصب مفعول به ثان عامله رأيت أي أخبرني وجملة: «هو يرى ... » في محل نصب معطوفة على جملة عنده علم ...
وجملة: «يرى ... » في محل رفع خبر المبتدأ (هو)
الصرف:
(أعطى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله أعطي بالياء، تحركت الياء بعد فتح قلبت ألفا، وأصل لامه واو فالثلاثي منه عطا يعطو عطوا الشيء أي تناوله (أكدى) ، فيه إعلال بالقلب مثل أعطى وعلى قياسه ولكن لامه ياء، فالثلاثي منه كديت أصابعه من الحفر أي كلت ... ثم استعمل في كل طلب لا يوصل لشيء ...
البلاغة
1- الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى أفرأيت الذي تولى.
فقد استعار الإدبار والإعراض، لعدم الدخول في الايمان، ويمكن أن يجري هذا ضابطا لذكر التولي في القرآن، بحيث ورد مطلقا غير مقيد، يكون معناه عدم الايمان.
2- الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى وأعطى قليلا وأكدى.
حيث شبه من يعطي قليلا، ثم يمسك عن العطاء، بمن يكدي، أي يمسك عن الحفر، بعد أن حيل دونه بصلابة كالصخرة.
[سورة النجم (53) : الآيات 36 الى 55]
أم لم ينبأ بما في صحف موسى (36) وإبراهيم الذي وفى (37) ألا تزر وازرة وزر أخرى (38) وأن ليس للإنسان إلا ما سعى (39) وأن سعيه سوف يرى (40)
ثم يجزاه الجزاء الأوفى (41) وأن إلى ربك المنتهى (42) وأنه هو أضحك وأبكى (43) وأنه هو أمات وأحيا (44) وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى (45)
من نطفة إذا تمنى (46) وأن عليه النشأة الأخرى (47) وأنه هو أغنى وأقنى (48) وأنه هو رب الشعرى (49) وأنه أهلك عادا الأولى (50)
وثمود فما أبقى (51) وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى (52) والمؤتفكة أهوى (53) فغشاها ما غشى (54) فبأي آلاء ربك تتمارى (55)
الإعراب:
(أم) منقطعة بمعنى بل والهمزة التي للإنكار، ونائب الفاعل للمجهول ضمير مستتر تقديره هو أي الذي تولى (بما) متعلق ب (ينبأ) ، (في صحف) متعلق بمحذوف صلة الموصول (ما) ...
جملة: «لم ينبأ ... » لا محل لها استئنافية 37- (الواو) عاطفة (إبراهيم) معطوف على موسى مجرور وعلامة جره الفتحة (الذي) موصول في محل جر نعت لإبراهيم وجملة: «وفي ... » لا محل لها صلة الموصول (الذي) 38- (ألا) مخففة من الثقيلة، لا نافية، واسم أن ضمير الشأن محذوف (وازرة) فاعل مرفوع وهو نعت ناب عن منعوت محذوف أي نفس وازرة (أخرى) مضاف إليه مجرور، وهو نعت ناب عن منعوت محذوف أي نفس أخرى ...
والمصدر المؤول (ألا تزر وازرة ... ) في محل جر بدل من الموصول (ما) «5» وجملة: «لا تزر وازرة ... » في محل رفع خبر أن المخففة 39- (الواو) عاطفة (أن) مثل الأولى (للإنسان) متعلق بخبر ليس (إلا) للحصر (ما) حرف مصدري والمصدر المؤول (ما سعى) في محل رفع اسم ليس مؤخر والمصدر المؤول (أن ليس للإنسان إلا ما سعى) في محل جر معطوف على المصدر ألا تزر وازرة وجملة: «ليس للإنسان ... » في محل رفع خبر (أن) المخففة الثانية 40- (الواو) عاطفة (سوف) حرف استقبال، ونائب الفاعل للمجهول (يرى) ضمير مستتر تقديره هو يعود على سعيه والمصدر المؤول (أن سعيه ... ) في محل جر معطوف على المصدر المؤول الأول (ألا تزر وازرة ... ) وجملة: «سوف يرى ... » في محل رفع خبر أن 41- (ثم) حرف عطف، ونائب الفاعل للمجهول (يجزاه) ضمير مستتر يعود على الإنسان، وضمير الغائب البارز مفعول به، وهو يعود على السعي (الجزاء) مفعول مطلق منصوب ...
وجملة: «يجزاه ... » في محل رفع معطوفة على خبر أن 42- 43- (الواو) عاطفة (إلى ربك) متعلق بخبر أن المقدم (هو) ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ ... «6»
والمصدر المؤول (أن الى ربك المنتهى) في محل جر معطوف على المصدر المؤول ألا تزر وازرة والمصدر المؤول (أنه هو أضحك) في محل جر معطوف على المصدر المؤول ألا تزر وازرة وجملة: «هو أضحك ... » في محل رفع خبر أن وجملة: «أضحك ... » في محل رفع خبر المبتدأ (هو) وجملة: «أبكى ... » في محل رفع معطوفة على جملة أضحك 44- 46- (الواو) عاطفة (أنه هو أمات وأحيا) مثل (أنه هو أضحك وأبكى) مفردات وجملا (الواو) عاطفة (الذكر) بدل من الزوجين منصوب (من نطفة) متعلق ب (خلق) ، (إذا) ظرف مبني في محل نصب متعلق بالجواب المقدر ...
وجملة: «خلق ... » في محل رفع خبر أن والمصدر المؤول (أنه خلق ... ) في محل جر معطوف على المصدر المؤول ألا تزر وازرة ...
وجملة: «تمنى ... » في محل جر مضاف اليه ... وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله أي: إذا تمني تخلق زوجين ...
47- 51- (الواو) عاطفة في المواضع التالية (أن عليه النشأة) مثل أن إلى ربك المنتهى والمصدر المؤول (أن عليه النشأة) في محل جر معطوف على المصدر المؤول ألا تزر وازرة..
(أنه هو أغنى واقنى) مثل أنه هو أضحك وأبكى مفردات وجملا ...
وكذلك (أنه هو رب ... ) و (أنه أهلك ... ) ، (عادا) مفعول به منصوب وعنى به القبيلة فوصف بالأولى، وكذلك ثمود (الفاء) عاطفة (ما) نافية، ومفعول (أبقى) محذوف أي أحدا منهم ...
وجملة: «أبقى ... » في محل رفع معطوفة على جملة خبر أن: (أهلك) 52- 53- (قوم) معطوف على (عادا) منصوب (قبل) اسم ظرفي مبني على الضم في محل جر متعلق ب (أهلك) ، (هم) ضمير فصل للتوكيد (المؤتفكة) مفعول به مقدم عامله (أهوى) ...
وجملة: «إنهم كانوا ... » لا محل لها تعليلية وجملة: «كانوا ... أظلم ... » في محل رفع خبر إن وجملة: «أهوى ... » في محل رفع معطوفة على جملة أهلك 54- (الفاء) عاطفة (ما) موصول في محل نصب مفعول به ثان، والعائد محذوف أي ما غشاها به وجملة: «غشاها ... » في محل رفع معطوفة على جملة أهوى وجملة: «غشى ... » لا محل لها صلة الموصول (ما) 55- (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدر (بأي) متعلق ب (تتمارى) ، والمجرور اسم استفهام، وضمير الفاعل في (تتمارى) يعود على الإنسان المعاند ...
وجملة: «تتمارى ... » في محل جزم جواب شرط مقدر أي إن كانت قدرة الله متمثلة بما ذكر فبأي آلاء ربك تتمارى الصرف:
(37) وفي: فيه إعلال بالقلب أصله وفي- بالياء- تحركت الياء بعد فتح قلبت ألفا، وزنه فعل (41) الأوفى: اسم تفضيل من الثلاثي وفى، وزنه أفعل بفتح الهمزة والعين، فيه قلب الياء ألفا (43) أبكى: فيه إعلال بالقلب قياسه كقياس (وفي) ...
(46) تمنى: فيه إعلال بالقلب قياسه كقياس وفى انظر الآية (24) من هذه السورة (48) أقنى: فيه إعلال بالقلب قياسه كقياس (وفى) (49) الشعرى: اسم لكوكب في السماء- قيل هما كوكبان- كما جاء في لسان العرب ... أحدهما الشعرى العبور- وهي الشعرى اليمانية- وهذه كانت خزاعة تعبدها، والشعرى الغميصاء بضم الغين وفتح الميم. ووزن الشعرى الفعلى بكسر الفاء (51) أبقى: فيه إعلال بالقلب قياسه كقياس (وفى) (52) أطغى: فيه إعلال بالقلب قياسه كقياس (وفى) وهو اسم تفضيل من الثلاثي طغى وزنه أفعل (53) أهوى: اللفظ يحتمل أن يكون فعلا وأن يكون اسم تفضيل، والفعلية أوضح ... وفيه إعلال بالقلب قياسه ك (وفى) .
(54) غشي: فيه إعلال بالقلب قياسه كما في (وفى) (55) تتمارى: فيه إعلال بالقلب قياسه كما في (وفى)
البلاغة:
- المقابلة: في قوله تعالى الذكر والأنثى.
ذكر الله سبحانه «أضحك وأبكى» و «أمات وأحيا» و «الذكر والأنثى» فقد تعدد الطباق، ولهذا دخل في باب المقابلة، وقد زاد هذا الطباق حسنا أنه أتى في معرض التسجيع الفصيح، لمجيء المناسبة التامة في فواصل الآي.
الفوائد:
- الضمير المسمى فصلا وعمادا ...
يرد هذا الضمير في مواطن كثيرة من آيات الكتاب الحكيم، وقد ورد في الآية التي نحن بصددها (وأنه هو أضحك وأبكى) ، فالضمير (هو) في الآية يسمى ضمير (فصل) ، لأنه فصل بين الخبر والتابع، كقوله تعالى: كنت أنت الرقيب عليهم فالضمير أنت فصل بين اسم كنت وخبرها. وباعتبار أن هذا الضمير يقوي الكلام ويؤكده سماه بعض الكوفيين (دعامة) لأنه يدعم به الكلام.
محله من الإعراب: ذهب البصريون إلى أنه ضمير لتوكيد الكلام، لا محل له من الإعراب، وقال الكوفيون: له محل. ثم قال الكسائي: محله بحسب ما بعده، وقال الفراء: محله بحسب ما قبله، فمحله بين المبتدأ والخبر رفع، وبين معمولي ظن نصب، وبين معمولي كان رفع عند الفراء ونصب عند الكسائي، وبين معمولى إن بالعكس.
ما يحتمل من الأوجه: قوله تعالى: كنت أنت الرقيب عليهم إن كنا نحن الغالبين يحتمل الضمير أن يكون للفصل، أو للتوكيد ولا يصح أن يكون مبتدأ، لأن ما بعده منصوب.
وفي قوله تعالى: وإنا لنحن الصافون وقولنا: (زيد هو العالم) و (إن زيدا هو الفاضل) يحتمل الضمير الفصل والابتداء، دون التوكيد، لدخول اللام في الأولى، ولكون ما قبله ظاهرا في الثانية والثالثة، لأنه لا يؤكد الظاهر بالمضمر، لأنه ضعيف والظاهر قوي. ويحتمل الأوجه الثلاثة في قولنا: (أنت أنت الفاضل) وقوله تعالى: إنك أنت علام الغيوب.
أما في قوله تعالى: أن تكون أمة هي أربى من أمة فالضمير هي:
مبتدأ، لأن ما قبله اسم ظاهر فيمتنع التوكيد، ونكرة فيمتنع الفصل.
[سورة النجم (53) : آية 56]
هذا نذير من النذر الأولى (56)
الإعراب:
(من النذر) متعلق بنعت ل (نذير) ، والإشارة إلى القرآن الكريم أو إلى الرسول عليه السلام جملة: «هذا نذير ... » لا محل لها استئنافية
الصرف:
(نذير) ، مصدر سماعي للرباعي أنذر، أو هو اسم مصدر للفعل إذا كانت الإشارة للقرآن الكريم، وهو صفة مشتقة من الفعل إن كانت الإشارة إلى الرسول عليه السلام، وزنه فعيل (النذر) ، جميع نذير ... وزنه فعل بضمتين
[سورة النجم (53) : الآيات 57 الى 58]
أزفت الآزفة (57) ليس لها من دون الله كاشفة (58)
الإعراب:
(لها) متعلق بخبر ليس (من دون) متعلق بحال من ضمير (كاشفة) وهو اسم ليس مؤخر.
جملة: «أزفت الآزفة ... » لا محل لها استئنافية وجملة: «ليس لها ... كاشفة» في محل نصب حال من الآزفة «7»
الصرف:
(كاشفة) ، قد يكون وصفا، اسم فاعل مؤنث كاشف، وقد يكون مصدرا كالعافية، وزنه فاعلة
[سورة النجم (53) : الآيات 59 الى 62]
أفمن هذا الحديث تعجبون (59) وتضحكون ولا تبكون (60) وأنتم سامدون (61) فاسجدوا لله واعبدوا (62)
الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام الإنكاري (الفاء) استئنافية (من هذا) متعلق ب (تعجبون) ..
جملة: «تعجبون ... » لا محل لها استئنافية 60- 61- (الواو) عاطفة في الموضعين، وفي الثالث حالية (لا) نافية ...
وجملة: «تضحكون ... » لا محل لها معطوفة على جملة تعجبون وجملة: «لا تبكون ... » لا محل لها معطوفة على جملة تعجبون وجملة: «أنتم سامدون ... » في محل نصب حال «8» 62- (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدر (لله) متعلق ب (اسجدوا) ، (الواو) عاطفة وجملة: «اسجدوا ... » في محل جزم جواب شرط مقدر أي: إن أردتم الخلاص من العذاب فاسجدوا ...
وجملة: «اعبدوا ... » معطوفة على جملة جواب الشرط
الصرف:
(تبكون) ، فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف ... أصله تبكيون- بياء مضمومة قبل الواو- استثقلت الضمة على الياء فسكنت ونقلت الحركة إلى الكاف- إعلال بالتسكين- التقى ساكنان، الياء والواو، حذفت الياء لام الكلمة فأصبح تبكون وزنه تفعون- إعلال بالحذف- (سامدون) ، جمع سامد، اسم فاعل من (سمد) الثلاثي بمعنى لها من باب نصر، والسمود قيل هو الإعراض وقيل اللهو وقيل الخمود وقيل الاستكبار ...
انتهت سورة «النجم» ويليها سورة «القمر»
__________
(1) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف، والجملة صلة
(2) أو متعلّق ب (أعلم بمن ضلّ.. وبمن اهتدى) ، واللام عند الزمخشريّ هي لام العاقبة وليست لام التعليل
(3) أو هو في محلّ نصب بدل من الذين أحسنوا- في الآية السابقة- أو عطف بيان عليه..
أو مفعول لفعل أعني مقدّرا
(4) بعضهم يجعل اللمم من جملة الكبائر، فالاستثناء متّصل
(5) يجوز أن يكون في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره ذلك، أو هو، والجملة إما تفسير ل (ما) وإما حال
(6) أو ضمير أستعير لمحل النصب توكيدا لضمير اسم أن ... أو هو ضمير فصل للتوكيد
(7) أو لا محل لها استئناف بياني
(8) أو استئنافية لا محل لها [.....]
-
رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء السابع والعشرون
سورة القمر
الحلقة (530)
من صــ63 الى صـ 73
سورة القمر
آياتها 55 آية
[سورة القمر (54) : الآيات 1 الى 5]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (2) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ (3) وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنَ الْأَنْباءِ ما فِيهِ مُزْدَجَرٌ (4)
حِكْمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغْنِ النُّذُرُ (5)
الإعراب:
جملة: «اقتربت الساعة ... » لا محلّ لها ابتدائية.
وجملة: «انشقّ القمر ... » لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة 2- (الواو) عاطفة في الموضعين (يقولوا) مضارع مجزوم معطوف على جواب الشرط يعرضوا (سحر) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو وجملة: «يروا ... » لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة وجملة: «يعرضوا ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء وجملة: «يقولوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يعرضوا وجملة: « (هو) سحر ... » في محلّ نصب مقول القول 3- (الواو) عاطفة في الموضعين واستئنافيّة في الثالث وجملة: «كذّبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يعرضوا «1» وجملة: «اتبعوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يعرضوا «2» وجملة: «كلّ أمر مستقرّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة 4- (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (من الأنباء) متعلّق بحال من (ما) فاعل (جاءهم) ، (فيه) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (مزدجر) .
وجملة: «جاءهم ... ما فيه مزدجر» لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «فيه مزدجر ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) 5- (حكمة) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو يعود على ما «3» ، (الفاء) عاطفة (ما) نافية «4» ، (تغن) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء وقد حذفت لمناسبة قراءة الوصل.
وجملة: « (هي) حكمة ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «ما تغني النذر» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأخيرة
الصرف:
(مزدجر) ، مصدر الخماسي ازدجر، وفيه إبدال تاء الافتعال دالا بدءا من الفعل (تغن) ، حذفت الياء من رسم المصحف اتّباعا للقراءة فهي محذوفة لالتقاء للساكنين
الفوائد:
- معجزة انشقاق القمر.
عن أبي عمر رضي عنهما قال: انشق القمر على عهد رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) فلقتين: فستر الجبل فلقة، وكانت فلقة فوق الجبل، فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) اللهم اشهدوا. وعن جبير بن مطعم قال: انشق القمر على عهد رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) فصار فرقتين، فقالت قريش: سحر محمد أعيننا، فقال بعضهم: لئن كان سحرنا، فما يستطيع أن يسحر الناس كلهم. أخرجه الترمذي.
وزاد غيره: فكانوا يتلقون الركبان فيخبرهم الركبان بأنهم قد رأوا انشقاق القمر، فيكذبونهم. قال مقاتل: انشق القمر، ثم التأم بعد ذلك، وروى مسروق عن عبد اللَّه بن مسعود قال: انشق القمر على عهد رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) فقالت قريش: سحركم ابن أبي كبشة، فسألوا السفار فقالوا: نعم قد رأيناه، فأنزل اللَّه تعالى: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ وهكذا يتضافر الحديث الصحيح مع القرآن الكريم على إثبات هذه المعجزة لسيدنا محمد صلّى اللَّه عليه وسلّم، وهذا من أقوى الأدلة على نبوته.
[سورة القمر (54) : الآيات 6 الى 8]
فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ (6) خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ (7) مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكافِرُونَ هذا يَوْمٌ عَسِرٌ (8)
الإعراب:
(الفاء) لربط السبب بالمسبّب عاطفة (عنهم) متعلّق ب (تولّ) ، (يوم) ظرف منصوب متعلّق ب (يخرجون) ، (يدع) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو المحذوفة لمناسبة قراءة الوصل (الداع) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة للتخفيف (إلى شيء) متعلّق ب (يدعو) .
جملة: «تولّ عنهم ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي تنبّه إلى هذا فتولّ وجملة: «يدعو الداعي ... » في محلّ جرّ مضاف إليه 7- (خشّعا) حال منصوبة من فاعل يخرجون (أبصارهم) فاعل الصفة المشبّهة (خشّعا) ، (من الأجداث) متعلّق ب (يخرجون) .
وجملة: «يخرجون ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «كأنّهم جراد ... » في محلّ نصب حال من فاعل يخرجون 8- (مهطعين) حال من فاعل يخرجون (إلى الداع) متعلّق ب (مهطعين) ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة للتخفيف (عسر) نعت للخبر (يوم) مرفوع وجملة: «يقول الكافرون ... » لا محل لها استئناف بيانيّ وجملة: «هذا يوم ... » في محلّ نصب مقول القول
الصرف:
(6) : يدع، رسم في المصحف بغير واو اتّباعا لقراءة الوصل بسبب التقاء الساكنين (الداع) : رسم في المصحف بغير ياء للتخفيف (نكر) : صفة مشبّهة بمعنى المنكر أو الأمر الشديد، وزنه فعل بضمتين.
(7) منتشر: اسم فاعل من الخماسيّ انتشر، وزنه مفتعل بضمّ الميم وكسر العين.
(خشّعا) : جمع خاشع، اسم فاعل من الثلاثي خشع وزنه فاعل والجمع فعّل بضم التاء وفتح العين المشددة.
(8) عسر: صفة مشبهة من الثلاثي عسر باب فرح وباب كرم، وزنه فعل بفتح فكسر البلاغة
1- الكناية: في قوله تعالى خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ.
فخشوع الأبصار كناية عن الذلة والانخذال لأن ذلة الذليل، وعزة العزيز، تظهران في عيونهما.
2- التشبيه المرسل المفصل: في قوله تعالى يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ.
حيث شبههم بالجراد المنتشر، في الكثرة والتموج والانتشار في الأقطار، وقد جاء تشبيههم بالجراد منتشر، في الكثرة والتموج والانتشار في الأقطار، وقد جاء تشبيههم بالفراش المبثوث. وقد قيل: يكونون أولا كالفراش حين يموجون فزعين، لا يهتدون أين يتوجهون، لأن الفراش لا جهة لها تقصدها، ثم كالجراد المنتشر إذا توجهوا إلى المحشر، فهما تشبيهان باعتبار وقتين.
الفوائد:
- ما افترق فيه الحال والتمييز وما اجتمعا فيه:
1- يجتمع الحال والتمييز في خمسة أمور، هي: كونهما اسمان، نكرتان، فضلتان، منصوبتان، دافعتان للإبهام.
2- يفترقان في سبعة أمور هي:
1- يكون الحال جملة (كجاء زيد يضحك) ، وظرفا نحو (رأيت الهلال بين السحاب) ، وجارا ومجرورا نحو (أعجبني السمك في الماء) . والتمييز لا يكون إلا اسما.
2- الحال قد يتوقف معنى الكلام عليها، كقوله تعالى: وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى بخلاف التمييز.
3- الحال مبنية للهيئات، والتمييز مبين للذوات.
4- الحال تتعدد، بخلاف التمييز.
5- الحال تتقدم على عاملها، إذا كان فعلا متصرفا، أو وصفا يشبهه، كقوله تعالى: خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ. ولا يجوز ذلك في التمييز، أما ما ورد في الشعر (أنفسا تطيب) فضرورة.
6- حق الحال الاشتقاق، وحق التمييز الجمود. وقد يتعاكسان، فيأتي الحال جامدا (هذا مالك ذهبا) ، ويأتي التمييز مشتقا (لله درّه فارسا) .
7- الحال تكون مؤكدة لعاملها، نحو قوله تعالى: وَلَّى مُدْبِراً فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ. ولا يقع التمييز كذلك.
[سورة القمر (54) : الآيات 9 الى 17]
كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنا وَقالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ (9) فَدَعا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (10) فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ (11) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْماءُ عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12) وَحَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ (13)تَجْرِي بِأَعْيُنِنا جَزاءً لِمَنْ كانَ كُفِرَ (14) وَلَقَدْ تَرَكْناها آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (15) فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ (16) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17)
الإعراب:
(قبلهم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (كذّبت) ، وضمير الغائب يعود على قريش (الفاء) عاطفة تفصيليّة (مجنون) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، ونائب الفاعل للمجهول (ازدجر) ضمير يعود على نوح.
جملة: «كذّبت قبلهم قوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «كذّبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: « (هو) مجنون ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «ازدجر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا «5» 10- 11- (الفاء) عاطفة والثانية للربط والثالثة عاطفة (بماء) متعلّق بحال من أبواب السماء، و (الباء) للتعدية أي سائلة بماء ...
وجملة: «دعا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّبوا ...
والمصدر المؤوّل (أني مغلوب ... ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف هو الباء متعلّق ب (دعا) وجملة: «انتصر ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي تكرّم فانتصر «6» وجملة: «فتحنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة دعا 12- (الواو) عاطفة (عيونا) تمييز محوّل عن مفعول به (الفاء) عاطفة (على أمر) متعلّق ب (التقى) ، ونائب الفاعل ضمير يعود على أمر وجملة: «فجّرنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة فتحنا وجملة: «التقى الماء ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة فجّرنا وجملة: «قد قدر ... » في محلّ جرّ نعت لأمر 13- (الواو) عاطفة في الموضعين (على ذات) متعلّق ب (حملناه) بحذف المنعوت أي: سفينة ذات ألواح وجملة: «حملناه.» لا محلّ لها معطوفة على جملة التقى الماء 14- (بأعيننا) حال بمعنى محفوظة (جزاء) مفعول لأجله والعامل محذوف «7» ،(لمن) متعلّق ب (جزاء) ، ونائب الفاعل للمجهول (كفر) ضمير مستتر يعود على نوح بوساطة الموصول (من) وجملة: «تجري ... » في محلّ جرّ نعت لذات ألواح «8» وجملة: «كان كفر ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) وجملة: «كفر ... » في محلّ نصب خبر كان 15- (الواو) استئنافيّة (لقد تركناها) مثل لقد جاءهم «9» ، (آية) حال من ضمير الغائب في (تركناها) «10» (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (هل) حرف استفهام (مدّكر) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ، خبره محذوف تقديره موجود وجملة: «تركناها.» لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «هل من مدّكر ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا كانت قصّة السفينة آية فهل من مدّكر منكم 16- (الفاء) استئنافيّة (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب خبر كان الآتي (نذر) معطوف على عذابي بالواو مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة لمناسبة الفاصلة وجملة: «كان عذابي ... » لا محلّ لها استئنافيّة 17- (الواو) استئنافيّة (لقد يسّرنا) مثل لقد جاءهم «11» ، (للذكر) متعلّق ب (يسرنا) ، (فهل من مدّكر) مثل الأولى «12»
وجملة: «يسرّنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر. وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة وجملة: «هل من مدّكر ... » جواب شرط مقدّر أي: إذا كان القرآن ميسّرا فهل من مدّكر. والاستفهام فيه معنى الأمر أي فاحفظوه واتّعظوا به.
الصرف:
(9) ازدجر: فيه إبدال التاء التي هي تاء الافتعال إلى دال لمجيئها بعد الزاي، أصله ازتجر.. وهذا الإبدال يتمّ في كلّ اشتقاقات الكلمة كما هو المصدر الميميّ- أو اسم المكان- الوارد في الآية (4) من هذه السورة:
مزدجر وزنه مفتعل بضمّ وفتح العين. ووزن ازدجر افتعل (10) مغلوب: اسم مفعول من الثلاثيّ غلب، وزنه مفعول (11) منهمر: اسم فاعل من الخماسيّ انهمر، وزنه مفتعل بضمّ الميم وكسر العين (13) دسر: جمع دسار ككتاب أو دسر كسقف، وهو الرباط الحديديّ أو الليفيّ الذي يربط أجزاء السفينة إلى بعضها. ووزن دسر فعل بضمّتين (15) مدّكر: اسم فاعل من الخماسيّ ادّكر.. انظر الآية (45) من سورة يوسف.
(16) نذر: مصدر سماعيّ للرباعي أنذر وزنه فعل بضمتين.. واللفظ يأتي أيضا جمعا لنذير
البلاغة
الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ.
فقد شبه تدفق المطر من السحاب، بانصباب أنهار، انفتحت بها أبواب السماء وانشق أديم الخضراء.
إنابة الصفات مناب الموصوفات: في قوله تعالى وَحَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ.
كناية عن موصوف وهو السفينة، وهي من الصفات التي تقوم مقام الموصوفات على سبيل الكناية، كقولهم: حي مستوي القامة عريض الأظفار، في الكناية عن الإنسان، وهو من فصيح الكلام وبديعه، ونظير الآية قول الشاعر:
فعرشي صهوة الحصان ولكن ... (قميصي) مسرودة من حديد
فإنه أراد ب قميصي درعي.
معنى الاستفهام: في قوله تعالى فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ.
استفهام تعظيم وتعجيب، أي كانا على كيفية هائلة، لا يحيط بها الوصف. والمعنى حمل المخاطبين على الإقرار بوقوع عذابه تعالى للمكذبين.
[سورة القمر (54) : الآيات 18 الى 22]
كَذَّبَتْ عادٌ فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ (18) إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (19) تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ (20) فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ (21) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (22)
الإعراب:
(فكيف كان عذابي ونذر) مرّ إعرابها «13» ، (عليهم) متعلّق ب (أرسلنا) ، (في يوم) متعلّق ب (أرسلنا) جملة: «كذّبت عاد ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «كان عذابي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة معطوفة أي كذّبت عاد فعذّبت فكيف كان عذابي «14» وجملة: «إنّا أرسلنا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «أرسلنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ 20- 22- (الفاء) استئنافيّة (كيف ... ونذر) مرّ إعرابها، (ولقد يسّرنا.. مدّكر) مرّ إعرابها «15» وجملة: «تنزع ... » في محلّ نصب نعت ل (ريحا) «16» وجملة: «كأنّهم أعجاز ... » في محلّ نصب حال من الناس وجملة: «كان عذابي ... » لا محلّ لها استئناف لتأكيد التهويل وجملة: «يسرنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «هل من مدّكر ... » جواب شرط مقدّر «17»
الصرف:
(أعجاز) ، جمع عجز اسم لمؤخّر كلّ شيء، وعجز النخل أصوله، وزنه فعل بفتح فسكون أو بفتحتين أو بفتح فكسر أو بضمّ فسكون أو بكسر فسكون (2، 19) مستمرّ: اسم فاعل من السداسيّ استمرّ وهو بمعنى الدائم أو بمعنى القويّ أو بمعنى الذاهب الذي لا يبقى أو بمعنى الشديد المرارة ... وزنه مستفعل بضمّ الميم وكسر العين، وعين الفعل ولامه من حرف واحد (20) منقعر: اسم فاعل من الخماسيّ انقعر، وزنه منفعل بضمّ الميم وكسر العين
البلاغة
التشبيه المرسل التمثيلي: في قوله تعالى كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ.
شبهوا بأعجاز النخل، وهي أصولها بلا فروع، لأن الريح كانت تقلع رؤوسهم فتبقي أجسادا وجثثا بلا رؤوس، ويزيد هذا التشبيه حسنا، أنهم كانوا ذوي جثث عظام طوال. وهذا من تشبيه المحسوس بالمحسوس، فالمشبه هنا (عاد) قوم هود، والمشبه به أعجاز النخل، وهما حسيان.
__________
(1) أو استئنافيّة
(2) أو في محلّ نصب حال من فاعل كذّبوا ...
(3) يجوز أن يكون بدلا من ما ... أو من مزدجر
(4) أو اسم استفهام في محلّ نصب مفعول به وهو للإنكار
(5) يجوز أن تكون في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول، أي الجملة من كلامهم هم بمعنى تخبّطته الجنّ
(6) والاستئناف من تمام الدعاء أو هو اعتراضيّ
(7) أو مفعول مطلق لفعل محذوف
(8) أو في محلّ نصب حال من ذات ألواح لأنّ النكرة هنا مخصّصة
(9، 11) في الآية (4) من هذه السورة
(10) أو مفعول به ثان إذا قدّر الفعل بمعنى جعلناها، والضمير يعود على السفينة أو على إغراق الكافرين
(12) في الآية (15) من هذه السورة.
(13) في الآية (16) من هذه السورة
(14) الاستفهام في الجملة للتهويل فصحّ عطفها على الخبر أي كان عذابي عظيما
(15، 17) في الآية (17) من السورة [.....]
(16) أو حال من (ريحا) لأنه تخصّص بالوصف
-
رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء السابع والعشرون
سورة القمر
الحلقة (531)
من صــ74 الى صـ 83
[سورة القمر (54) : الآيات 23 الى 25]
كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (23) فَقالُوا أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ (24) أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (25)
الإعراب:
(بالنذر) متعلّق ب (كذّبت) ، (الفاء) عاطفة (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (بشرا) مفعول به لفعل محذوف على الاشتغال يفسّره ما بعده (منّا) متعلّق بنعت ل (بشرا) «1» ، (واحدا) نعت ل (بشرا) ثان (إذا) لا محلّ لها أداة جواب (اللام) المزحلقة للتوكيد (في ضلال) متعلّق بخبر إنّ ...
جملة: «كذّبت ثمود ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: « (أنتّبع) بشرا ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «نتّبعه ... » لا محلّ لها تفسيريّة وجملة: «إنّا ... لفي ضلال» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول 25- (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (عليه) متعلّق ب (ألقي) ، (من بيننا) متعلّق بحال من الضمير في (عليه) ، (بل) للإضراب الانتقاليّ (أشر) خبر ثان للمبتدأ (هو) مرفوع..
وجملة: «ألقي الذكر ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول وجملة: «هو كذّاب ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول الصرف:
(24) سعر: اسم بمعنى جنون وهو مفرد أو جمع سعير بمعنى النار وزنه فعل بضمّتين (25) أشر: صفة مشبّهة من الثلاثيّ أشر باب فرح وزنه فعل بفتح فكسر، والأشر المتكبّر البطر
[سورة القمر (54) : الآيات 26 الى 32]
سَيَعْلَمُونَ غَداً مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ (26) إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ (27) وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْماءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ (28) فَنادَوْا صاحِبَهُمْ فَتَعاطى فَعَقَرَ (29) فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ (30)إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً واحِدَةً فَكانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ (31) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (32)
الإعراب:
(غدا) ظرف منصوب متعلّق ب (يعلمون) ، (من) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره (الكذاب) ..
جملة: «سيعلمون ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «من الكذّاب ... » في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي يعلمون المعلّق بالاستفهام (من) 27- (فتنة) مفعول لأجله، والعامل مرسلو، منصوب «2» ، (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب..
وجملة: «إنّا مرسلو ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «ارتقبهم ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي تيقّظ فارتقب وجملة: «اصطبر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ارتقبهم 28- (الواو) عاطفة (بينهم) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف نعت لقسمة..
وجملة: «نبّئهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة ارتقبهم والمصدر المؤوّل (أنّ الماء قسمة) في محلّ نصب سدّ مسدّ المفعولين الثاني والثالث لفعل نبّئهم وجملة: «كلّ شرب محتضر» لا محلّ لها استئناف بيانيّ 29- (الفاء) عاطفة في المواضع الثلاثة (نادوا) ماض مبنيّ علي الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين وجملة: «نادوا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي فتمادوا في ذلك ... فنادوا وجملة: «تعاطى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نادوا وجملة: «عقر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تعاطى 30- (فكيف.. ونذر) مرّ إعرابها «3» مفردات وجملا ...
31- (عليهم) متعلّق ب (أرسلنا) ، (الفاء) عاطفة (كهشيم) متعلّق بخبر كانوا..
وجملة: «إنّا أرسلنا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «أرسلنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ وجملة: «كانوا كهشيم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّا أرسلنا 32- (ولقد يسّرنا.. من مدّكر) مرّ إعرابها مفردات وجملا «4»
الصرف:
(28) محتضر: اسم مفعول من الخماسيّ احتضر أي محضّر ومهيّأ، وزنه مفتعل بضمّ الميم وفتح العين (29) تعاطى: فيه إعلال بالقلب، أصله تعاطي- بالياء- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
(31) المحتظر: اسم فاعل من الخماسيّ احتظر أي جعل للغنم حظيرة من يابس الشجر وغيره، وزنه مفتعل بضمّ الميم وكسر العين
البلاغة
1- فن الإبهام: في قوله تعالى سَيَعْلَمُونَ غَداً مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ.
المراد سيعلمون أنهم هم الكذابون الأشرون. لكن أورد ذلك مورد الإبهام إيماء إلى أنه مما لا يكاد يخفي. ونحوه قول الشاعر:
فلئن لقيتك خاليين لتعلمن ... (أيي وأيك) فارس الأحزاب
2- التشبيه المرسل: في قوله تعالى فَكانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ.
حيث شبههم بالشجر اليابس، الذي يتخذه من يعمل الحظيرة لأجلها، أو كالحشيش اليابس الذي يجمعه صاحب الحظيرة لماشيته في الشتاء.
[سورة القمر (54) : الآيات 33 الى 40]
كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ (33) إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ حاصِباً إِلاَّ آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ (34) نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنا كَذلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ (35) وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنا فَتَمارَوْا بِالنُّذُرِ (36) وَلَقَدْ راوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ (37)وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذابٌ مُسْتَقِرٌّ (38) فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ (39) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (40)
الإعراب:
(بالنذر) متعلّق ب (كذّبت) ، (عليهم) متعلّق ب (أرسلنا) ، (إلّا) للاستثناء (آل) منصوب على الاستثناء المتصل (بسحر) متعلّق ب (نجّيناهم) ...
جملة: «كذّبت قوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «إنّا أرسلنا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «أرسلنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ وجملة: «نجّيناهم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ 35- (نعمة) مفعول مطلق لفعل محذوف «5» ، (من عندنا) متعلّق بنعت ل (نعمة) (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نجزي وجملة: «نجزي ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «شكر ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) 36- (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق، وفاعل (أنذرهم) ضمير يعود على لوط (الفاء) عاطفة (تماروا) ماض مبني على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين (بالنذر) متعلّق ب (تماروا)وجملة: «أنذرهم ... » لا محلّ لها جواب القسم ... وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة وجملة: «تماروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنذرهم 37- (ولقد راودوه) مثل ولقد أنذرهم «6» (عن ضيفه) متعلّق ب (راودوه) ، (الفاء) عاطفة والثانية رابطة لجواب شرط مقدّر وجملة: «راودوه ... » لا محلّ لها جواب القسم وجملة: «طمسنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة راودوه وجملة: «ذوقوا ... » جواب الشرط المقدّر أي: إن أصررتم على الكفر والعناد فذوقوا ... وجملة الشرط المقدّرة مقول القول لقول محذوف معطوف على جملة طمسنا 38- (ولقد صبّحهم ... ) مثل ولقد أنذرهم «7» (بكرة) ظرف منصوب متعلّق ب (صبّحهم) ، (فذوقوا ... ) مثل الأولى في الآية السابقة.
وجملة: «صبّحهم ... عذاب» لا محلّ لها جواب القسم المقدّر وجملة: «ذوقوا ... » جواب الشرط المقدّر، مثل الأول 39- (ولقد يسّرنا ... من مدّكر) مرّ إعرابها «8» مفردات وجملا ...
الصرف:
(36) تماروا: فيه إعلال بالحذف، حذفت الألف لام الكلمة لالتقائها ساكنة مع الواو الجماعة وبقي ما قبل الواو مفتوحا دلالة على الألف المحذوفة، وزنه تفاعوا.
الفوائد:
الباء المفردة..
هي حرف جر وترد في أربعة عشر معنى..
1- الإلصاق، قيل: وهو معنى لا يفارقها، فلهذا اقتصر عليه سيبويه، والإلصاق: حقيقي، مثل: (أمسكت بيد العاجز) ، ومجازي مثل: (مررت بزيد) أي الصقت مروري بمكان يقرب من زيد.
2- التعدية: وتسمى باء النقل أيضا، وهي المعاقبة للهمزة في تصيير الفاعل مفعولا، وأكثر ما تعدي الفعل القاصر، تقول في (ذهب زيد) ذهبت بزيد ومنه قوله تعالى: ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وقرئ أذهب الله نورهم.
3- الاستعانة: وهي الداخلة على آلة الفعل، نحو: كتبت بالقلم، ومنه بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ 4- السببيّة: كقوله تعالى: إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخاذِكُمُ الْعِجْلَ فَكُلًّا أَخَذْنا بِذَنْبِهِ.
5- المصاحبة: كقوله تعالى: اهْبِطْ بِسَلامٍ أي معه وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ.
6- الظرفية: كقوله تعالى وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وقوله تعالى في الآية التي نحن بصددها نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ.
7- البدل: كقول الحماسي:
فليت لي بهم قوما إذا ركبوا ... شنّوا الإغارة فرسانا وركبانا
أي ليت لي (بدلا عنهم) .
8- المقابلة، وهي الداخلة على الأعواض، نحو (اشتريته بألف) و (كافأت إحسانه بضعف) .
9- المجاوزة كعن، فقيل: تختص بالسؤال، كقوله تعالى: فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً.
10- الاستعلاء: كقوله تعالى: مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ بدليل (هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ) .
11- التبعيض، كقوله تعالى: عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللَّهِ.
12- القسم وهو (أي حرف الباء) أصل أحرفه، ولذلك خصت بجواز ذكر الفعل معها، نحو: «أقسم بالله لتفعلنّ» ، ودخولها على الضمير نحو «بك لأفعلنّ» .
13- الغاية، كقوله تعالى: وَقَدْ أَحْسَنَ بِي أي إلي.
14- التوكيد، وهي الزائدة كقوله تعالى: وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً وقد تكلمنا عن الباء الزائدة بالتفصيل، في غير هذا الموضع، مما يغني عن الإعادة، فارجع إليه.
[سورة القمر (54) : الآيات 41 الى 42]
وَلَقَدْ جاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ (41) كَذَّبُوا بِآياتِنا كُلِّها فَأَخَذْناهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ (42)
الإعراب:
(ولقد جاء ... النذر) مثل ولقد يسرنا ... «9» مفردات وجملا (بآياتنا) متعلّق ب (كذبوا) ، (كلّها) توكيد لآيات مجرور (الفاء) عاطفة (أخذ) مفعول مطلق منصوب (مقتدر) نعت لعزيز مجرور.
جملة: «كذّبوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «أخذناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّبوا
[سورة القمر (54) : الآيات 43 الى 46]
أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَراءَةٌ فِي الزُّبُرِ (43) أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ (44) سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ (46)
الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام الإنكاري (من أولئكم) متعلّق ب (خير) (أم) بمعنى بل والهمزة في الموضعين (لكم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (براءة) ،(في الزبر) متعلّق بنعت ل (براءة) ، (جميع) خبر المبتدأ (نحن) ، مرفوع (منتصر) نعت لجميع مرفوع جملة: «كفّركم خير ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «لكم براءة ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يقولون ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «نحن جميع ... » في محلّ نصب مقول القول.
45- 46- (الدبر) مفعول به منصوب، وقد أفرد لمناسبة فاصلة الآية (بل) للإضراب الانتقاليّ (الواو) حاليّة وجملة: «سيهزم الجمع» لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يولّون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سيهزم الجمع وجملة: «الساعة موعدهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «الساعة أدهى ... » في محلّ نصب حال «10»
الصرف:
(أدهى) ، اسم تفضيل من الثلاثي دهى، وزنه أفعل، وفيه إعلال بالقلب- شأن الفعل- أصله أدهي، تحركت الياء بعد فتح قلبت ألفا (أمرّ) ، اسم تفضيل من الثلاثي مرّ، وزنه أفعل، جاءت عينه ولامه من حرف واحد
[سورة القمر (54) : الآيات 47 الى 48]
إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ (47) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48)
الإعراب:
(في ضلال) متعلّق بخبر إنّ (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بفعل محذوف تقديره تقول لهم خزنة جهنّم، و (الواو) في (يسحبون) نائب الفاعل (في النار) متعلّق ب (يسحبون) ، (على وجوههم) متعلّق بحال من نائب الفاعل أي: منكبّين على وجوههم (سقر) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف للعلمية والتأنيث.
جملة: «إنّ المجرمين في ضلال» لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يسحبون ... » في محلّ جرّ مضاف اليه وجملة: «ذوقوا ... » في محلّ نصب مقول القول للقول المقدّر
الصرف:
(مسّ) ، مصدر سماعيّ لفعل (مسّ) الثلاثيّ، وزنه فعل بفتح فسكون (سقر) ، اسم علم لجهنّم، مشتقّ من سقرته الشمس أو النار أي لوّحته، وقد تبدل السين صادا، وزنه فعل بفتحتين ...
__________
(1) أو متعلق بحال من (واحدا)
(2) أو هو مصدر في موضع الحال أي فاتنين
(3) في الآية (16) من هذه السورة
(4) في الآية (17) من هذه السورة
(5) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو ملاقيه في المعنى، فالإنجاء إنعام ... ويجوز أن يكون مفعولا لأجله مبيّن سبب الفعل
(6، 7) في الآية (37) من هذه السورة.
(8) في الآية (17) من هذه السورة.
(9) في الآية (17) من هذه السورة
(10) أو لا محلّ لها استئناف بيانيّ
-
رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء السابع والعشرون
سورة الرحمن
الحلقة (532)
من صــ83 الى صـ 97
[سورة القمر (54) : الآيات 49 الى 50]
إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ (49) وَما أَمْرُنا إِلاَّ واحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (50)
الإعراب:
(كلّ) مفعول به لفعل محذوف على الاشتغال يفسّره الفعل المذكور (بقدر) حال من كلّ «1» أي مقدّرا (الواو) عاطفة (ما) نافية (إلّا) للحصر (واحدة) خبر المبتدأ (أمرنا) مرفوع، وهو نعت لمنعوت محذوف أي أمرة واحدة (كلمح) متعلّق بنعت ل (واحدة) «2» ، (بالبصر) متعلّق بنعت ل (لمح)جملة: «إنّا (خلقنا) كلّ شيء» لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «خلقنا ... » لا محلّ لها تفسيريّة «3» وجملة: «ما أمرنا إلّا واحدة ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة
الفوائد:
- الإيمان بالقدر..
أفادت هذه الآية، أن الله عز وجل، قد قدّر كل شيء خلقه، لذلك يجب الإيمان بالقدر،
عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يقول: كتب الله مقادير الخلائق كلها، قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة. قال وعرشه على الماء.
عن أبي هريرة قال: جاءت مشركو قريش إلى النبي (صلّى الله عليه وسلّم) يخاصمونه في القدر، فنزلت هذه الآية إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ إلى قوله إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ. قال الشيخ محيي الدين النووي رحمه الله: اعلم أنّ مذهب أهل الحق إثبات القدر. ومعناه أن الله تعالى قدر الأشياء في القدم، وعلم سبحانه وتعالى أنها ستقع في أوقات معلومة عنده سبحانه وتعالى، وعلى صفات مخصوصة، فهي تقع على حسب ما قدرها الله تعالى. وأنكرت القدريّة وزعمت أنه سبحانه وتعالى لم يقدرها، ولم يتقدم علمه بها، وأنها مستأنفة العلم، أي إنما يعلمها بعد وقوعها. وكذبوا على الله سبحانه وتعالى عن أقوالهم الباطلة علوّا كبيرا.
وسميت هذه الفرقة «قدرية» لإنكارهم القدر، وقال أصحاب المقالات من المتكلمين: وقد انقرضت القدرية القائلون بهذا القول الشنيع الباطل، وصارت القدرية في الأزمان المتأخرة تعتقد إثبات القدر، ولكن تقول الخير من الله والشرّ من غيره، تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا، فالله سبحانه وتعالى خالق كل شيء، الخير والشر، لا يكون شيء منهما إلا بمشيئته، فهما مضافان إليه سبحانه وتعالى، خلقا وإيجادا، وإلى الفاعلين لهما من عباده، فعلا واكتسابا. قال الخطابي: وقد يحسب كثير من الناس أن معنى القضاء والقدر إجبار الله تعالى العبد وقهره على ما قدره وقضاه،وكما يتوهمونه. وإنما معناه عن علم الله تعالى يكون من إكساب العباد، وصدورها عن منه وخلق لها، خيرها وشرها، وقد حصل إجماع أهل العلم من الصحابة والتابعين، وممن يعوّل عليهم، على إثبات القدر، وقد تضافر الكتاب والسنة على ترسيخ هذا المفهوم، والله أعلم.
[سورة القمر (54) : الآيات 51 الى 53]
وَلَقَدْ أَهْلَكْنا أَشْياعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (51) وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (52) وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (53)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (هل من مدّكر) مر إعرابها «4» ، (الواو) عاطفة (كلّ) مبتدأ «5» مرفوع (في الزبر) متعلّق بخبر المبتدأ (كلّ) ، (الواو) عاطفة جملة: «أهلكنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة وجملة: «هل من مدّكر ... » جواب شرط مقدّر «6» وجملة: «كلّ شيء ... في الزبر» لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف المقدّر وجملة: «فعلوه ... » في محلّ رفع نعت لكلّ «7» وجملة: «كلّ صغير ... مستطر» لا محلّ لها معطوفة على جملة كلّ شيء ...
الصرف:
(53) مستطر: اسم مفعول من السداسيّ استطر زنة افتعل بمعنى مكتوب، وزنه مفتعل بضمّ الميم وفتح العين
[سورة القمر (54) : الآيات 54 الى 55]
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (55)
الإعراب:
(في جنّات) متعلّق بخبر إنّ (في مقعد) خبر ثان «8» ، (عند) ظرف منصوب متعلّق بخبر ثالث (مقتدر) نعت لمليك مجرور جملة: «إنّ المتّقين في جنّات ... » لا محلّ لها استئنافيّة
الصرف:
(مليك) ، صيغة مبالغة اسم الفاعل من الثلاثي ملك وزنه فعيل.
انتهت سورة «القمر» ويليها سورة «الرحمن»
سورة الرحمن
آياتها 78 آية
[سورة الرحمن (55) : الآيات 1 الى 4]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الرَّحْمنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيانَ (4)
الإعراب:
(القرآن) مفعول به ثان، والمفعول الأول محذوف تقديره من شاء «9» ...
جملة: «الرحمن علّم القرآن ... » لا محلّ لها ابتدائيّة وجملة: «علّم ... » في محل رفع خبر المبتدأ (الرحمن) وجملة: «خلق ... » في محلّ رفع خبر ثان وجملة: «علّمه البيان ... » في محلّ رفع خبر ثالث
[سورة الرحمن (55) : الآيات 5 الى 6]
الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ (5) وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ (6)
الإعراب:
(بحسبان) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ أي: جاريان بحسبان «10» جملة: «الشمس ... بحسبان» لا محلّ لها اعتراضيّة «11» وجملة: «النجم ... يسجدان» لا محلّ لها معطوفة على الاعتراضيّة وجملة: «يسجدان» في محلّ رفع خبر المبتدأ (النجم ... )
الصرف:
(النجم) ، اسم للنبات الذي لا ساق له، وزنه فعل بفتح فسكون
البلاغة
1- الاستعارة التصريحية التبعية: في قوله تعالى وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ.
المراد بسجودهما انقيادهما له تعالى فيما يريد بهما طبعا، شبه جريهما على مقتضى طبيعتهما بانقياد الساجد لخالقه وتعظيمه له. ثم استعمل اسم المشبه به في المشبه. فهناك استعارة مصرحة تبعية.
2- فن التوهيم: في قوله تعالى وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ.
وهذا الفن هو عبارة عن إتيان المتكلم بكلمة، يوهم باقي الكلام- قبلها أو بعدها- أن المتكلم أراد اشتراك لغتها بأخرى، أو أراد تصحيفها أو تحريفها، أو اختلاف إعرابها، أو اختلاف معناها، أو وجها من وجوه الاختلاف، والأمر بضد ذلك فإن ذكر الشمس والقمر يوهم السامع أن النجم أحد نجوم السماء، وإنما المراد النبت الذي لا ساق له.
[سورة الرحمن (55) : الآيات 7 الى 13]
وَالسَّماءَ رَفَعَها وَوَضَعَ الْمِيزانَ (7) أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ (8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ (9) وَالْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ (10) فِيها فاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ (11)
وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ (12) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (13)
الإعراب:
(الواو) عاطفة في الموضعين (السماء) مفعول به لفعل محذوف يفسّره المذكور بعده.
جملة: « (رفع) السماء ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة علّمه البيان «12» وجملة: «رفعها ... » لا محلّ لها تفسيريّة وجملة: «وضع ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة (رفع المقدّرة) 8- (أن) : حرف مصدري ونصب (لا) نافية «13» ، (في الميزان) متعلق ب (تطغوا) والمصدر المؤوّل (ألّا تطغوا ... ) في محلّ جرّ بلام محذوفة متعلّق ب (وضع) أي لئلّا تطغوا ...
وجملة: «تطغوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) 9- (الواو) اعتراضيّة (بالقسط) متعلّق بحال من فاعل أقيموا (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة ...
وجملة: «أقيموا ... » لا محلّ لها اعتراضيّة وجملة: «لا تخسروا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاعتراضيّة 10- 13- (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (الأرض) مفعول به لفعل محذوف يفسّره المذكور بعده (للأنام) متعلّق ب (وضعها) ، (فيها) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (فاكهة) (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (بأي) متعلّق ب (تكذّبان) «14» .
وجملة: « (وضع) الأرض ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة وضع الميزان «15» .
وجملة: «وضعها ... » لا محلّ لها تفسيريّة وجملة: «فيها فاكهة ... » في محلّ نصب حال من الأرض وجملة: «بأي ... تكذبان» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا كان الأمر كما فصّل فبأي آلاء.
الصرف:
(الميزان) ، الأول بمعنى العدل، والثاني بمعنى مقياس الوزن، والثالث بمعنى الموزون ... وانظر الآية (152) من سورة الأنعام.
(12) العصف: اسم جامد لورق كلّ نبات يخرج منه الحبّ، وزنه فعل بفتح فسكون (الريحان) ، هو مصدر في الأصل ثمّ أطلق على نبت معروف ذي رائحة، وهو الرزق أيضا، وعند الفرّاء هو ورق الزرع، ووزنه فعلان بفتح الفاء.
البلاغة
التكرير: في قوله تعالى فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ.
فقد تكررت كثيرا في هذه السورة، وهذا التكرار أحلى من السكر إذا تكرر. وإنما حسن للتقرير بالنعم المختلفة المعددة، فكلما ذكر سبحانه نعمة أنعم بها وبّخ على التكذيب بها، كما يقول الرجل لغيره: ألم أحسن إليك بأن خولتك في الأموال؟ ألم أحسن إليك بأن فعلت بك كذا وكذا؟ فيحسن فيه التكرير لاختلاف ما يقرر به، وهو كثير في كلام العرب.
[سورة الرحمن (55) : الآيات 14 الى 16]
خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ (14) وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ (15) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (16)
الإعراب:
(من صلصال) متعلّق ب (خلق) ، (كالفخّار) متعلّق بنعت ل (صلصال) ، (من مارج) متعلّق ب (خلق) الثاني (من نار) متعلّق بنعت ل (مارج) «16» ، (فبأي ... تكذّبان) مثل الأولى «17» مفردات وجملا جملة: «خلق الإنسان ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «خلق الجانّ ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة
الصرف:
(الفخّار) ، اسم لما طبخ من الطين، وزنه فعّال بفتح الفاء (مارج) ، اسم لما اختلط من أحمر وأخضر وأصفر، وقيل بمعنى الخالص، وقيل اللهب المضطرب، وزنه فاعل بكسر العين [سورة الرحمن (55) : الآيات 17 الى 18]
رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (17) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (18)
الإعراب:
(ربّ) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (فبأي ... ) مثل الأولى مفردات وجملا «18» جملة: « (هو) ربّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة
[سورة الرحمن (55) : الآيات 19 الى 23]
مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ (19) بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ (20) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (21) يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ (22) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (23)
الإعراب:
فاعل (مرج) ضمير يعود على الله، (بينهما) منصوب متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (برزخ) ، (لا) نافية ... (فبأي ... ) مثل الأولى في الموضعين «19» مفردات وجملا (منهما) متعلّق ب (يخرج) ...
جملة: «مرج ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يلتقيان ... » في محلّ نصب حال من البحرين وجملة: «بينهما برزخ ... » في محلّ نصب حال من البحرين أو من فاعل يلتقيان وجملة: «لا يبغيان ... » في محلّ نصب حال من البحرين «20» وجملة: «يخرج منهما اللؤلؤ ... » لا محلّ لها استئنافيّة الصرف:
(22) المرجان: اسم جمع لحجر من الأحجار الكريمة، وزنه فعلان بفتح الفاء واحدته مرجانة، وهو عروق حمر كأصابع الكفّ، وقيل هو صغار اللؤلؤ
البلاغة
فن الاتساع: في قوله تعالى يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ.
وقال: يخرج منهما ولم يقل: من أحدهما، لأنهما لما التقيا وصارا كالشيء الواحد: جاز أن يقال: يخرجان منهما، كما يقال يخرجان من البحر، ولا يخرجان من جميع البحر، ولكن من بعضه. وتقول: خرجت من البلد وإنما خرجت من محلة من محاله، بل من دار واحدة من دوره.
[سورة الرحمن (55) : الآيات 24 الى 25]
وَلَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ (24) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (25)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (الجواري) ، وهو مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة لمناسبة قراءة الوصل (في البحر) متعلّق ب (الجواري) (كالأعلام) متعلّق بحال من الضمير في المنشئات (فبأي ... ) مثل الأولى «21» مفردات وجملا ...
جملة: «له الجواري ... » لا محلّ لها استئنافيّة
الصرف:
(المنشآت) ، جمع المنشأة مؤنّث المنشأ، اسم مفعول من (أنشأ) الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين
البلاغة
التشبيه المرسل: في قوله تعالى وَلَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ.
حيث شبه سبحانه وتعالى السفن، وهي تمخر عباب البحر، رائحة جائية، بالجبال الشاهقة.
[سورة الرحمن (55) : الآيات 26 الى 28]
كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ (26) وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ (27) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (28)
الإعراب:
(من) موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (عليها) متعلّق بمحذوف صلة من (فان) خبر المبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة فهو اسم منقوص (ذو) نعت لوجه مرفوع وعلامة الرفع الواو (فبأي ... ) مثل الأولى مفردات وجملا «22» جملة: «كلّ من عليها فان ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يبقي وجه ربّك ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة
الصرف:
(26) فان: اسم فاعل من (فني) الثلاثيّ وزنه فاع، فيه إعلال بالحذف بسبب التقاء الساكنين سكون الياء والتنوين.
(27) الجلال: مصدر سماعيّ لفعل جلّ الثلاثيّ، وزنه فعال بفتح الفاء (الإكرام) ، مصدر قياسيّ لفعل أكرم الرباعيّ، وزنه إفعال ...
البلاغة
1- المجاز المرسل: في قوله تعالى وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ.
أي ذاته عز وجل، والمراد هو سبحانه وتعالى، فالإضافة بيانية، وحقيقة الوجه في الشاهد الجارحة، واستعماله في الذات مجاز مرسل، كاستعمال الأيدي في الأنفس.
2- فن الافتنان: في قوله تعالى كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ.
وهذا الفن هو أن يفتن المتكلم، فيأتي في كلامه بفنين، إما متضادين، أو مختلفين، أو متفقين، وقد جمع سبحانه بين التعزية والفخر، إذ عزى جميع المخلوقات، وتمدح بالانفراد بالبقاء بعد فناء الموجودات، مع وصفه ذاته بعد انفراده بالبقاء بالجلال والإكرام.
[سورة الرحمن (55) : الآيات 29 الى 30]
يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (29) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (30)
الإعراب:
(في السموات) متعلّق بمحذوف صلة الموصول من (كلّ) اسم دالّ على الظرفيّة ناب عن الظرف يوم، منصوب متعلّق بالاستقرار خبر المبتدأ (هو) ، (في شأن) متعلّق بخبر المبتدأ (هو) ، (فبأي ... ) مثل الأولى مفردات وجملا «23» جملة: «يسأله من في السموات» لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «هو في شأن» لا محلّ لها استئنافيّة
[سورة الرحمن (55) : الآيات 31 الى 32]
سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ (31) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (32)
الإعراب:
(لكم) متعلّق ب (سنفرغ) ، (أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ في محلّ نصب (فبأي ... ) مثل الأولى «24» جملة: «سنفرغ لكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «أيّها الثقلان ... » لا محلّ لها استئنافيّة الصرف:
(الثقلان) ، مثنّى ثقل بفتحتين وزنه فعل، اسم جمع للإنس أو للجنّ إمّا بمعنى مثقل- بكسر القاف- أي أثقل الأرض أو بمعنى مثقول أي محمّل بالتكاليف ومتعب بها- بفتح العين-
الفوائد:
حرف الهاء..
ورد في هذه الآية قوله تعالى: سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ فإن (إلها) حرف تنبيه وسنورد حالات هذا الحرف، لنبين ما يتعلق به، فهو يرد على خمسة أوجه: 1- تأتي ضميرا للغائب، وتكون في موضع الجر والنصب، كقوله تعالى: قالَ لَهُ صاحِبُهُ وَهُوَ يُحاوِرُهُ تعالى: قالَ لَهُ صاحِبُهُ وَهُوَ يُحاوِرُهُ.
فهاء له وصاحبه في محل جر بالإضافة، وهاء يحاوره في محل نصب مفعول به.
2- تأتي حرفا للغيبة: وهي الهاء في (إيّاه) والتحقيق أنها حرف لمجرد معنى الغيبة، وأن الضمير «إيّا» وحدها.
3- هاء السكت: وهي اللاحقة لبيان حركة أو حرف، نحو (ماهية) ، ونحو (هاهناه) و (وا زيداه) وقوله تعالى: ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ. هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ.
4- المبدلة من همزة الاستفهام كقوله:
وأتى صواحبها فقلن: هذا الذي ... منح المودة غيرنا وجفانا
والتحقيق ألا تعد هذه لأنها ليست بأصلية، على أن بعضهم زعم أن الأصل «هذا» فحذفت الألف.
5- هاء التأنيث، نحو (رحمه) في الوقف. وهذا قول الكوفيين، والتحقيق ألا تعد لأنها جزء كلمة لا كلمة.
أما (ها) فترد على ثلاثة أوجه:
1- اسم فعل، بمعنى (خذ) ، ويجوز مدّ ألفها، ويستعملان بكاف الخطاب وبدونها، ويجوز في الممدودة أن يستغنى عن الكاف بتصريف همزتها تصاريف الكاف فيقال: (هاء) للمذكر، (هاء) للمؤنث بكسر الهمزة و (هاؤما) و (هاؤنّ) و (هاؤم) ومنه قوله تعالى: هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ.
2- أن تكون ضميرا للمؤنث فتستعمل مجرورة الموضع ومنصوبة كقوله تعالى: فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها ففي الأولى في محل نصب، وفي الأخريين في محل جر.
3- أن تكون للتنبيه، فتدخل على أربعة أشياء:
1- الإشارة غير المختصة بالبعيد، نحو: (هذا) أما (هنا) فالهاء أصلية وليست للتنبيه.
2- ضمير الرفع المخبر عنه باسم إشارة، كقوله تعالى ها أَنْتُمْ أُولاءِ.
3- نعت (أي) في النداء، نحو: (يا أيها الرجل) ويجوز في لغة بني أسد أن تحذف ألفها، وأن تضم هاؤها اتباعا، وعليه قراءة ابن عامر (أيّه المؤمنون) (أيّه الثقلان) .
4- اسم الله تعالى في القسم عند حذف الحرف، يقال: «ها الله» بقطع الهمزة ووصلها، وكلاهما مع إثبات ألف (ها) وحذفها.
__________
(1) أو من الهاء في (خلقناه)
(2) أو نعت ثان للمنعوت المحذوف
(3) جعلها أبو البقاء نعتا ل (كلّ شيء) .. وهو صحيح إذا قدّر عامل (كلّ) فعلا آخر غير مادة الخلق
(4، 6) انظر الآية (16) من هذه السورة [.....]
(5) رفع (كلّ) هنا واجب لأنّ النصب يؤدّي إلى فساد المعنى إذ الواقع خلافه، فلو نصب لكان المعنى: فعلوا كلّ شيء في الزبر، وهو خلاف الواقع، ففي الزبر أشياء كثيرة جدا لم يفعلوها.. ومن جهة الصناعة فإنّ جملة فعلوه صفة، والصفة لا تعمل في الموصوف إن جعلنا (كلّ) معمولا لمفسر الفعل- بفتح السين-. أمّا (كلّ) في الآية المتقدّمة (إنّا كلّ شيء ... ) فهي واجبة النصب لأنّ الرفع يوهم ما لا يجوز في حقّ الله إذ يلزم من هذا أنّ ثمّة شيئا لله ليس مخلوقا بقدر، فالنصب دالّ على عموم الخلق
(7) أو في محلّ جرّ نعت لشيء ... ويجوز أن تكون اعتراضيّة لا محلّ لها
(8) أو بدل من جنّات بإعادة الجارّ
(9) أو جبريل، أو محمّدا عليه السلام، أو الإنسان لدلالة: «خلق الإنسان» عليه
(10) وهو كون خاص، أو متعلّق بكون عام بحذف مضاف في المبتدأ أي: جريان الشمس والقمر..
(11) لأنّ جملة (رفع) السماء المقدّرة معطوفة على جملة علّمه البيان
(12) في الآية (4) من هذه السورة
(13) يجوز أن تكون (أن) مفسّرة و (لا) ناهية ... لأنّ وضع الميزان يستدعي الأمر بالعدل وهو قول
(14) ذكرت هذه الآية إحدى وثلاثين مرّة، ثمان منها ذكرت عقب آيات فيها تعداد عجائب خلق الله وبدائع صنعه، ثم سبعة عقب آيات فيها ذكر النار وشدائدها، ثم ثماني آيات في وصف الجنّتين، وثمان أخرى في وصف الجنّتين دون الأوليين ... والتكرار جاء للتأكيد والتذكير
(15) في الآية (7) من السورة
(16) من بيانيّة أو تبعيضيّة ... وإذا كان المارج بمعنى النار فهو بدل بإعادة الجارّ
(17) في الآية (13) من هذه السورة
(18، 19) في الآية (13) من هذه السورة.
(20) أو من فاعل يلتقيان أو من الضمير في (بينهما) .. وفيها معنى التعليل أي لئلّا يبغيا [.....]
(21) في الآية (13) من السورة
(22) في الآية (13) من هذه السورة.
(23، 24) في الآية (13) من هذه السورة.
-
رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء السابع والعشرون
سورة الرحمن
الحلقة (533)
من صــ97 الى صـ 108
[سورة الرحمن (55) : الآيات 33 الى 34]
يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطانٍ (33) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (34)
الإعراب:
(استطعتم) ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (أن) حرف مصدري ونصب (من أقطار) متعلّق ب (تنفذوا) (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية (إلّا) للحصر (بسلطان) متعلّق بحال من فاعل تنفذون «1» ، (فبأي ... ) مثل الأولى «2»والمصدر المؤوّل (أن تنفذوا ... ) في محلّ نصب مفعول به جملة النداء: «يا معشر ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «إن استطعتم ... » لا محلّ لها جواب النداء وجملة: «تنفذوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) وجملة: «انفذوا ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء وجملة: «لا تنفذون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «3»
[سورة الرحمن (55) : الآيات 35 الى 36]
يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَنُحاسٌ فَلا تَنْتَصِرانِ (35) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (36)
الإعراب:
(عليكما) متعلّق ب (يرسل) ، (من نار) متعلّق بنعت ل (شواظ) (الفاء) عاطفة (لا) نافية (فبأي ... ) مثل الأولى مفردات وجملا «4» جملة: «يرسل عليكما شواظ ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «لا تنتصران ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يرسل
الصرف:
(شواظ) اسم اللهب الخالص أو الذي معه دخان، وزنه فعال بضمّ الفاء.
(نحاس) اسم للمعدن المعروف، أو بمعنى الدخان الذي لا لهب معه، وزنه فعال بضمّ الفاء
[سورة الرحمن (55) : الآيات 37 الى 42]
فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ (37) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (38) فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ (39) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (40) يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَالْأَقْدامِ (41)فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (42)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة والثانية عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب المقدّر (كالدهان) متعلّق بنعت ل (وردة) «5» ، (فبأي ... ) مثل الأولى مفردات وجملا (الفاء) عاطفة «6» ، (يومئذ) ظرف منصوب- أو مبنيّ على الفتح- متعلّق ب (يسأل) المنفيّ (لا) نافية (عن ذنبه) متعلّق ب (يسأل) ، (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (فبأي ... ) مثل الأولى «7» مفردات وجملا ...
جملة: «انشقّت السماء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «كانت ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة انشقت ... وجواب الشرط محذوف تقديره رأيت أمرا هائلا وجملة: «لا يسأل ... إنس» لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط المقدّر «8» 41- 42- (بسيماهم) متعلّق بحال من (المجرمون) نائب الفاعل (الفاء)عاطفة (بالنواصي) نائب الفاعل «9» ، (فبأي ... ) مثل الأولى مفردات وجملا وجملة: «يعرف المجرمون ... » لا محلّ لها تعليل لما سبق وجملة: «يؤخذ بالنواصي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يعرف المجرمون
الصرف:
(الدهان) : اسم بمعنى الجلد الأحمر أو ما يدهن به وزنه فعال بكسر الفاء (وردة) : واحدة الورد وهو اسم جمع جنسيّ، وزنه فعلة بفتح فسكون
البلاغة
التشبيه التمثيلي: في قوله تعالى: فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ.
حيث أراد بالوردة الغرس، والوردة تكون في الربيع أميل إلى الصفرة، فإذا اشتد البرد كانت وردة حمراء، فإذا كان بعد ذلك كانت وردة أميل إلى الغبراء، فشبه تلون السماء، حال انشقاقها، بالوردة وشبّهت الوردة في اختلاف ألوانها بالدهن واختلاف ألوانه. والمشبه والمشبه به كلاهما حسي، أي من قبيل تشبيه المحسوس بالمحسوس.
[سورة الرحمن (55) : الآيات 43 الى 45]
هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ (43) يَطُوفُونَ بَيْنَها وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ (44) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (45)
الإعراب:
(التي) موصول في محلّ رفع نعت لجهنّم (بها) متعلّق ب (يكذّب) ، (بينها) ظرف منصوب متعلّق ب (يطوفون) وكذلك الظرف المعطوف بين (آن) نعت لحميم مجرور مثله وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة فهو اسم منقوص (فبأي ... ) مثل الأولى مفردات وجملا «10» جملة: «هذه جهنّم ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر وجملة: «يكذّب بها المجرمون» لا محلّ لها صلة الموصول (التي) وجملة: «يطوفون ... » في محلّ نصب حال من جهنّم والعامل فيها الإشارة.
الصرف:
(آن) ، اسم فاعل من الثلاثي أني باب ضرب بمعني اشتدت حرارته، وزنه فاع فيه إعلال بسبب التقاء الساكنين
[سورة الرحمن (55) : الآيات 46 الى 61]
وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ (46) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (47) ذَواتا أَفْنانٍ (48) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (49) فِيهِما عَيْنانِ تَجْرِيانِ (50)
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (51) فِيهِما مِنْ كُلِّ فاكِهَةٍ زَوْجانِ (52) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (53) مُتَّكِئِينَ عَلى فُرُشٍ بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دانٍ (54) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (55)فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ (56) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (57) كَأَنَّهُنَّ الْياقُوتُ وَالْمَرْجانُ (58) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (59) هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلاَّ الْإِحْسانُ (60)فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (61)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (لمن) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (جنّتان) (فبأي ... ) مثل الأولى مفردات وجملا «15» في الآيات الثماني التالية (ذواتا) نعت ل (جنّتان) مرفوع «16» ، (فيهما) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (عينان) و (فيهما) الثاني خبر للمبتدأ (زوجان) ، (من كلّ) متعلّق بحال من (زوجان) ..
جملة: «لمن خاف ... جنّتان» لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «خاف ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) وجملة: «فيهما عينان ... » في محلّ رفع نعت ل (جنّتان) «17» وجملة: «تجريان ... » في محلّ رفع نعت ل (عينان) وجملة: «فيهما من كلّ ... » في محلّ رفع نعت ل (جنّتان) «18» 54- 55- (متكئين) حال منصوبة من ضمير الفاعل لفعل محذوف، والضمير يعود على الخائفين في قوله: لمن خاف أي: يتنعّمون متّكئين (على فرش) متعلّق ب (متّكئين) ، (من إستبرق) متعلّق بخبر المبتدأ (بطائنها) ، (الواو) حالية (جني) مبتدأ مرفوع خبره (دان) مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة فهو اسم منقوص.
وجملة: « (يتنعّمون) متّكئين» لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «بطائنها من إستبرق ... » في محلّ جرّ نعت لفرش وجملة: «جني الجنّتين دان» في محلّ نصب حال «19» 56- 61- (فيهنّ) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (قاصرات) ، (قبلهم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يطمثهنّ) ، (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (جان) معطوف على أنس مرفوع (هل) حرف استفهام فيه معنى النفي (إلّا) للحصر.
وجملة: «فيهنّ قاصرات ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «لم يطمثهنّ إنس ... » في محلّ نصب حال من قاصرات الطرف والعامل فيها الاستقرار وجملة: «كأنّهنّ الياقوت ... » في محلّ نصب حال من قاصرات الطرف وجملة: «هل جزاء ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ
الصرف:
(48) ذواتا: مثنّى ذوات- وهو مفرد في الأصل من غير حذف الواو- ولام ذوات ياء، وعينها واو، وفاؤها ذال لأنّ الأصل ذوي- بياء في آخره- فيه إعلال لأن الياء تحرّكت وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا، ذوا، ثمّ زيدت في آخره التاء (أفنان) ، جمع فنن، اسم للغصن. وزنه فعل بفتحتين، وزن أفنان أفعال (54) جنى: اسم للثمر أو لما يجنى من العسل أو الذهب، وزنه فعل بفتحتين، وفيه إعلال بالقلب أصله جني، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
(58) الياقوت: اسم للجوهر النفيس ذي اللون الأحمر، وزنه فاعول
البلاغة
التشبيه المرسل المجمل: في قوله تعالى كَأَنَّهُنَّ الْياقُوتُ وَالْمَرْجانُ.
فقد شبههن بالياقوت، في حمرة الوجه، وبالمرجان أي صغار الدر، في بياض البشرة وصفائها، وتخصيص الصغار لأنه أنصع بياضا من الكبار.
وأخرج البيهقي في البعث عن ابن مسعود قال: إن المرأة من الحور العين يرى مخ ساقها من وراء اللحم والعظم، من تحت سبعين حلة، كما يرى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء.
[سورة الرحمن (55) : الآيات 62 الى 78]
وَمِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ (62) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (63) مُدْهامَّتانِ (64) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (65) فِيهِما عَيْنانِ نَضَّاخَتانِ (66)
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (67) فِيهِما فاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (68) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (69) فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ (70) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (71)
حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ (72) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (73) لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ (74) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (75) مُتَّكِئِينَ عَلى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسانٍ (76)
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (77) تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ (78)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (من دونهما) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (جنّتان) ، (فبأي ... ) مثل الأولى مفردات وجملا «20» في المواضع الثمانية التالية (مدهامّتان) نعت ل (جنّتان) مرفوع، وما بين النعت والمنعوت اعتراض ...
جملة: «من دونهما جنّتان ... » لا محلّ لها استئنافيّة 66- 70- (فيهما) متعلق بخبر مقدّم للمبتدأ (عينان) و (فيهما) الثاني خبر ل (فاكهة) و (فيهنّ) خبر لخيرات ...
وجملة: «فيهما عينان ... » في محلّ رفع نعت ل (جنّتان) وما بينهما اعتراض وجملة: «فيهما فاكهة ... » في محلّ رفع نعت ثالث ل (جنّتان) وما بينهما اعتراض وجملة: «فيهنّ خيرات ... » في محلّ رفع نعت رابع ل (جنّتان) وما بينهما اعتراض 72- 78- (حور) بدل من خيرات مرفوع (مقصورات) نعت لحور مرفوع (في الخيام) متعلّق ب (مقصورات) (لم يطمثهنّ ... ولا جانّ) مرّ إعرابها «21» ، (متّكئين على رفرف) مثل متكئين على فرش «22» ، (ذي) نعت لربّك مجرور ...
وجملة: «لم يطمثهنّ إنس ... » في محلّ رفع نعت لحور وجملة: « (يتنعّمون) متّكئين» لا محلّ لها استئنافيّة «23» وجملة: «تبارك اسم» لا محلّ لها استئنافيّة
الصرف:
(64) مدهامّتان: مثنّى مدهامة مؤنّث مدهامّ ... هو اسم فاعل من السداسيّ ادهامّ- أو اسم مفعول منه- وكلا المعنيين موافق في الآية الكريمة، وزنه افعالّ.
(66) نضّاختان: مثنّى نضّاخة مؤنّث نضّاخ مبالغة اسم الفاعل، من الثلاثي نضخ، وزنه فعّال بفتح الفاء (70) خيرات: جمع خيرة زنة فعلة بفتح فسكون، أو جمع خيرة بفتح فكسر وهو مخفف من خيّرة بالتشديد وكلا اللفظين صفة مشبّهة من الثلاثيّ خار يخير، وهما صفتان لموصوف محذوف قصد به نساء الجنّة الحور العين (حسان) ، جمع تكسير لحسناء، وهو صفة مشبّهة من الثلاثي حسن باب كرم، وزنه فعال بكسر الفاء (72) مقصورات: جمع مقصورة مؤنّث مقصور اسم مفعول من الثلاثيّ قصر بمعني ستر وزنه مفعول، ويقال امرأة قصيرة وقصورة ومقصورة أي مخدّرة (الخيام) ، جمع خيم وهو جمع خيمة أي هو جمع الجمع، ووزن خيمة فعلة بفتح فسكون، ووزن خيم فعل بكسر ففتح، ووزن خيام فعال بكسر الفاء (76) رفرف: اسم جمع واحدته رفرفة، أو اسم جنس جمعيّ، وهو ما تدلّى من الأسرة من غالي الثياب وزنة فعللة، واسم الجمع فعلل بفتح فسكون في كلّ منهما (عبقري) ، اسم جمع واحدته عبقريّة، أو اسم جنس جمعيّ، والعبقري الكامل من كلّ شيء ... وقال الخليل بن أحمد: هو الجليل النفيس من الرجال، وقيل: العبقري منسوب إلى عبقر وتزعم العرب أنّه اسم بلد الجنّ فينسبون إليه كلّ شيء عجيب ... وقال قطرب: ليس منسوبا بل هو بمنزلة الكرسيّ، فالياء المشدّدة ليست ياء النسب
البلاغة
الاختصاص: في قوله تعالى: فِيهِما فاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ.
فقد عطف النخل والرمان على الفاكهة، وهما منها، وذلك اختصاصا لهما، وبيانا لفضلهما، كأنهما لما لهما من المزية جنسان آخران، ومنه قول أبو حنيفة رحمه الله: إذا حلف لا يأكل فاكهة فأكل رمانا أو رطبا، لم يحنث، وخالفه صاحباه.
الفوائد:
- كتابة الهمزة..
ورد في هذه الآية قوله تعالى: مُتَّكِئِينَ عَلى رَفْرَفٍ خُضْرٍ فكلمة (متكئين) رسمت فيها الهمزة على نبرة، وسنوضح فيما يلي أهم ما يتعلق بتلك القاعدة:
1- تكتب الهمزة في أول الكلمة على ألف، وتكون فوق الألف إن كانت مفتوحة أو مضمومة مثل (أمن) (أصول) ، وتكون تحت الألف إن كانت مكسورة مثل (إسلام) .
2- الهمزة وسط الكلمة: نقارن بين حركتها وحركة الحرف الذي قبلها ونكتبها على حرف يناسب أقوى الحركتين. وأقوى الحركات الكسر، يليه الضم، يليه الفتح، والكسر تناسبه (النبرة) ، والضم تناسبه الواو، والفتح تناسبه الألف.
فكلمة (متكئين) الهمزة مكسورة وما قبلها مكسور فكتبت على نبرة. وكلمة (ينأون) الهمزة مفتوحة وما قبلها ساكن، والفتح أقوى ويناسبه الألف. وهكذا ...
- شواذ القاعدة في كتابة الهمزة وسط الكلمة.
1- الهمزة المفتوحة المسبوقة بألف ساكنة تكتب على السطر: عباءة- إضاءة- إساءة.
2- الهمزة المفتوحة أو المضمومة، المسبوقة بواو ساكنة، تكتب على السطر، مثل سموءل- موءودة.
3- الهمزة المفتوحة أو المضمومة أو المكسورة، المسبوقة بياء ساكنة، تكتب على نبرة مثل: ييئس- سرّني مجّيئك- سررت بمجيئك.
3- الهمزة آخر الكلمة: إن سبقت بمتحرك فتكتب على حرف يناسب حركة ما قبلها، مثل: (ناشئ) تباطؤ- ملجأ، وإن سبقت بساكن كتبت على السطر إن كانت مضمومة أو مكسورة مثل: عبء أو عبء، بطء أو بطء، أما إن كانت منونة بالفتح فتكتب على نبرة، إن أمكن وصلها بالحرف الذي قبلها، مثل:
عبئا- بطئا، أما إذا لم يمكن وصلها كتبت على السطر، ورسم التنوين بعدها على الألف، مثل: جزءا- ردءا، إلا إذا كانت مسبوقة بألف ساكنة فإن التنوين يرسم فوق الهمزة مثل: رداء- جزاء.
__________
(1) أو متعلّق ب (تنفذون)
(2) في الآية (13) من السورة
(3) أو لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا نفذتم لا تنفذون.
(4) في الآية (13) من هذه السورة.
(5) يجوز أن يكون خبرا ثانيا
(6) أو استئنافيّة، أو رابطة لجواب الشرط المتقدّم وجملة بأي آلاء ... اعتراض
(7) في الآية (13) من هذه السورة.
(8) أو لا محلّ لها جواب إذا وما بينهما اعتراض
(9) قال أبو حيّان: يؤخذ متعدّ ومع ذلك تعدّى بالباء لأنه ضمّن معنى يسحب وقال غيره:
أخذت الناصية وأخذت بالناصية. وحكي عن العرب: أخذت الخطام وأخذت بالخطام بمعنى.
(10) في الآية (13) من هذه السورة.
(15) في الآية (13) من هذه السورة. [.....]
(16) أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هما، والجملة نعت ل (جنّتان) وما بينهما اعتراض
(17، 18) أو لا محلّ لها استئنافيّة
(19) أو معطوفة على جملة: فيهما من كلّ فاكهة زوجان
(20) في الآية (13) من السورة
(21) في الآية (56) من السورة
(22) في الآية (54) من السورة
(23) الضمير في الفعل يعود على الأزواج المفهوم من سياق الآيات
-
رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء السابع والعشرون
سورة الواقعة
الحلقة (534)
من صــ109 الى صـ 122
سورة الواقعة
آياتها 96 آية
[سورة الواقعة (56) : الآيات 1 الى 3]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ (1) لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ (2) خافِضَةٌ رافِعَةٌ (3)
الإعراب:
(إذا) أداة فيها احتمالات أظهرها أنّها ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب المقدّر «1» ، (لوقعتها) متعلّق بخبر ليس (خافضة، رافعة) خبران لمبتدأ محذوف تقديره هي جملة: «وقعت الواقعة ... » في محلّ جرّ مضاف إليه ... وجواب الشرط محذوف تقديره خفضت أقواما ورفعت أقواما وجملة: «ليس لوقعتها كاذبة» لا محلّ لها استئنافيّة- أو اعتراضيّة- وجملة: « (هي) خافضة ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تفسير للجواب-
الصرف:
(الواقعة) ، القيامة جاءت على وزن اسم الفاعل، والتاء للمبالغة (وقعة) ، مصدر مرّة من الثلاثيّ وقع، وزنه فعلة بفتح فسكون (خافضة) ، مؤنّث خافض، اسم فاعل من الثلاثي خفض، وزنه فاعل
[سورة الواقعة (56) : الآيات 4 الى 7]
إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (4) وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا (5) فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا (6) وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً (7)
الإعراب:
(إذا) ظرف بدل من الأول ومتعلّق بما تعلّق به (رجّا) مفعول مطلق منصوب، وكذلك (بسّا) ، (الفاء) عاطفة، واسم (كانت) ضمير يعود على الجبال (الواو) عاطفة (ثلاثة) نعت لأزواج منصوب ...
جملة: «رجّت الأرض ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «بسّت الجبال ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة رجّت وجملة: «كانت هباء ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة بسّت وجملة: «كنتم أزواجا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة رجّت
الصرف:
(رجّا) ، مصدر سماعي للثلاثيّ رجّ، وزنه فعل بفتح فسكون، وقد جاءت عينه ولامه من حرف واحد (بسّا) ، مصدر سماعي للثلاثيّ بسّ أي فتّت وزنه فعل بفتح فسكون، وقد جاءت عينه ولامه من حرف واحد (منبثّا) ، اسم مفعول من الخماسيّ انبثّ، وزنه منفعل بضمّ الميم وفتح العين، وعين الفعل ولامه من حرف واحد (ثلاثة) ، اسم للعدد المعروف، جاء مؤنّثا لأن المعدود أزواج مذكّر، وزنه فعالة بفتح الفاء
[سورة الواقعة (56) : الآيات 8 الى 26]
فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ (8) وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ (9) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12)
ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ (14) عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ (15) مُتَّكِئِينَ عَلَيْها مُتَقابِلِينَ (16) يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ (17)
بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (18) لا يُصَدَّعُونَ عَنْها وَلا يُنْزِفُونَ (19) وَفاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (21) وَحُورٌ عِينٌ (22)
كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (23) جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (24) لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا تَأْثِيماً (25) إِلاَّ قِيلاً سَلاماً سَلاماً (26)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة للتفريع (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ ثان خبره (أصحاب) التي بعدها وذلك في الآيتين ...
جملة: «أصحاب الميمنة ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «ما أصحاب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ أصحاب وجملة: «أصحاب المشأمة ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: «ما أصحاب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ أصحاب (الثاني) 10- 16- (الواو) عاطفة (السابقون) مبتدأ خبره جملة أولئك المقرّبون «2» ، (السابقون) الثاني توكيد للأول مرفوع (المقرّبون) خبر المبتدأ (أولئك) «3» ، (في جنّات) متعلّق بخبر ثان للمبتدأ (أولئك) «4» ، (ثلّة) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم أي السابقون «5» ، (من الأوّلين) متعلّق بنعت لثلّة (من الآخرين) نعت لقليل (على سرر) متعلّق بخبر ثان للمبتدأ هم (متّكئين) حال منصوبة من ضمير الاستقرار الذي هو خبر في قوله (على سرر) ، (عليها) متعلّق ب (متّكئين) (متقابلين) حال ثانية منصوبة وجملة: «السابقون ... أولئك المقرّبون» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: «أولئك المقرّبون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (السابقون) وجملة: « (هم) ثلّة ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «6» 17- 18- (عليهم) متعلّق ب (يطوف) ، (بأكواب) متعلّق ب (يطوف) «7» ، (من معين) نعت لكأس ...
وجملة: «يطوف عليهم ولدان..» في محل نصب حال من الضمير في متقابلين.
19- 23- (لا) نافية، و (الواو) في (يصدّعون) نائب الفاعل (عنها) متعلّق ب (يصدّعون) والجارّ للسببيّة (لا) نافية، و (الواو) في (ينزفون) فاعل، (فاكهة) معطوفة على أكواب بالواو مجرور (ممّا) متعلّق بنعت ل (فاكهة) ، وفي الثاني بنعت ل (لحم) ، (الواو) عاطفة (حور) مبتدأ مرفوع خبره محذوف مقدّم تقديره لهم «8» ، (كأمثال) متعلّق بنعت ثان ل (حور) ...
وجملة: «لا يصدّعون عنها ... » في محلّ نصب حال من كأس «9» وجملة: «لا ينزفون ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة لا يصدّعون وجملة: «يتخيّرون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول وجملة: «يشتهون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني 24- (جزاء) مفعول لأجله منصوب «10» ، (ما) حرف مصدري «11» والمصدر المؤوّل (ما كانوا ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (جزاء) وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) وجملة: «يعملون ... » في محلّ نصب خبر كانوا 25- 26- (لا) نافية (فيها) متعلّق ب (يسمعون) ، (لا) الثانية زائدة لتأكيد النفي (تأثيما) معطوف على (لغوا) منصوب (إلّا) للاستثناء (قيلا) منصوب على الاستثناء المنقطع (سلاما) بدل من (قيلا) «12» منصوب (سلاما) الثاني توكيد لفظيّ للأول منصوب مثله.
وجملة: «لا يسمعون ... » لا محلّ لها استئنافيّة
الصرف:
(8) الميمنة: مصدر ميميّ منته بالتاء للمبالغة، من الثلاثيّ يمن، وزنه مفعلة بفتح الميم والعين (9) المشأمة: مصدر ميميّ منته بالتاء للمبالغة، من الثلاثي شأم، وزنه مفعلة بفتح الميم والعين (13) ثلّة: اسم جمع بمعنى الجماعة أو الكثير، وزنه فعلة بضمّ فسكون، والجمع ثلل بكسر الثاء (15) موضونة: مؤنّث موضون، اسم مفعول من الثلاثيّ وضن بمعنى ثنى بعضه على بعض وضاعف نسجه، والدرع الموضونة المتقاربة النسج، أو المنسوجة حلقتين حلقتين (17) ولدان: كصبيان، جمع وليد بمعنى مولود، وهم مخلوقون في الجنّة ابتداء على أصحّ الأقوال ...
(مخلّدون) ، جمع مخلّد، اسم مفعول من الرباعيّ خلّد، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة (18) أباريق: جمع إبريق، مشتقّ من البريق لصفاء لونه، وزنه إفعيل، إناء له عروة وخرطوم
البلاغة
التشبيه المرسل المجمل: في قوله تعالى كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ.
حيث شبههم سبحانه وتعالى باللؤلؤ، أي في الصفاء، وقيد بالمكنون- أي المستور- لأنه أصفي وأبعد من التغير. وفي الحديث صفاؤهن كصفاء الدر الذي لا تمسه الأيدي.
[سورة الواقعة (56) : الآيات 27 الى 40]
وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ (27) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (28) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (29) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (30) وَماءٍ مَسْكُوبٍ (31)
وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (32) لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ (33) وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (34) إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً (35) فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً (36)
عُرُباً أَتْراباً (37) لِأَصْحابِ الْيَمِينِ (38) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (39) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ (40)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (ما أصحاب اليمين) مثل ما أصحاب الميمنة «13» ، (في سدر) متعلّق بخبر لمبتدأ محذوف تقديره هم «14» ، (لا) نافية (مقطوعة) نعت لفاكهة مجرور (لا) الثانية زائدة لازمة (ممنوعة) معطوف على مقطوعة بالواو مجرور..
جملة: «أصحاب اليمين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ما أصحاب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أصحاب) وجملة: « (هم) في سدر ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «15» 35- 40- (إنشاء) مفعول مطلق منصوب (أبكارا) مفعول به ثان منصوب (عربا، أترابا) نعتان ل (أبكارا) منصوبان مثله (لأصحاب) متعلّق ب (أنشأهنّ) «16» ، (ثلّة) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم (من الأولين) متعلّق بنعت ل (ثلّة) ، (من الآخرين) متعلّق بنعت لثلة الثاني.
وجملة: «انّا أنشأناهنّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة «17» وجملة: «أنشأناهنّ ... » في محلّ رفع خبر إنّ وجملة: «جعلناهنّ ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة أنشأناهنّ وجملة: « (هم) ثلة ... » لا محلّ لها استئنافيّة
الصرف:
(28) مخضود: اسم مفعول من الثلاثيّ خضد الشجر بمعنى قطع شوكة، وزنه مفعول (29) طلح: اسم لشجر الموز وزنه فعل بفتح فسكون (30) ممدود: اسم مفعول من الثلاثي مدّ، وزنه مفعول (31) مسكوب: اسم مفعول من الثلاثيّ سكب وزنه مفعول (33) ممنوعة: مؤنّث ممنوع، اسم مفعول من الثلاثي منع، وزنه مفعول (35) إنشاء: مصدر قياسيّ للرباعيّ أنشأ، وزنه إفعال (37) عربا: جمع عروب بفتح العين، اسم للمرأة المتحبّبة الى زوجها، ووزن عرب فعل بضمّتين
[سورة الواقعة (56) : الآيات 41 الى 48]
وَأَصْحابُ الشِّمالِ ما أَصْحابُ الشِّمالِ (41) فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ (42) وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ (43) لا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ (44) إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُتْرَفِينَ (45)
وَكانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ (46) وَكانُوا يَقُولُونَ أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (47) أَوَآباؤُنَا الْأَوَّلُونَ (48)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (ما أصحاب ... ) مثل الأولى «18» ، (في سموم) مثل في سدر «19» ، (من يحموم) متعلّق بنعت ل (ظلّ) ، (لا) نافية (بارد)نعت لظلّ مجرور (لا) الثانية زائدة لازمة (كريم) معطوف على بارد بالواو مجرور.
جملة: «أصحاب الشمال ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «ما أصحاب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أصحاب) الأول وجملة: « (هم) في سموم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «20» 45- 48- (قبل) ظرف زمان منصوب متعلّق بالخبر (مترفين) ، (على الحنث) متعلّق ب (يصرّون) ، (الهمزة) للاستفهام الإنكاري في المواضع الثلاثة (إذا) ظرف للزمن المستقبل في محلّ نصب متعلّق بمحذوف هو الجواب يفسّره خبر إن أي: أإذا متنا ... نبعث «21» ، (اللام) المزحلقة للتوكيد (آباؤنا) مبتدأ مرفوع خبره محذوف تقديره مبعوثون «22» .
وجملة: «إنّهم كانوا ... » لا محلّ لها تعليليّة للعذاب المتقدّم وجملة: «كانوا ... مترفين» في محلّ رفع خبر إنّ وجملة: «كانوا يصرّون» في محلّ رفع معطوفة على جملة كانوا ... مترفين وجملة: «كانوا يقولون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة كانوا..
مترفين وجملة: «يصرّون ... » في محلّ نصب خبر كانوا وجملة: «يقولون ... » في محلّ نصب خبر كانوا الثالث وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «متنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «كنّا ترابا ... » في محل جرّ معطوفة على جملة متنا وجملة: «إنّا لمبعوثون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «23» وجملة: «آباؤنا ... (مبعوثون) » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّا لمبعوثون
الصرف:
(43) يحموم: اسم للدخان الشديد وزنه يفعول، وقال العكبري هو من الحمم أو من الحميم (46) الحنث: اسم للذنب، والتحنّث التعبد لمجانبة الإثم، وزنه فعل بكسر فسكون، والحنث العظيم هو الشرك
البلاغة
فن الاحتراس: في قوله تعالى لا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ.
عند ما قال سبحانه وتعالى وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ أوهم أن الظل ربما جلب لهم شيئا من الراحة، بعد التعب، فنفي سبحانه صفتي الظل عنه، يريد: أنه ظل، ولكن لا كسائر الظلال، سماه ظلا ثم نفى عنه برد الظل وروحه ونفعه لمن يأوي إليه من أذى الحرّ، وذلك ليمحق ما في مدلول الظل من الاسترواح إليه والمعنى أنه ظل حارّ ضارّ. وفيه تهكم بأصحاب الشأن، وأنهم لا يستأهلون الظل البارد الكريم الذي هو لأضدادهم في الجنة.
الفوائد:
متى يجب تكرار (لا) .
ورد في هذه الآية قوله تعالى وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ لا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ فقد تكررت (لا) وسنوضح فيما يلي متى يجب تكرارها:
إن كان ما بعدها جملة اسمية، صدرها معرفة أو نكرة، ولم تعمل فيها (أي عمل إن أو كان) ، أو كان ما بعدها جملة صدرها فعل ماض، لفظا وتقديرا، وجب تكرارها مثال المعرفة لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ.
ومثال الفعل الماضي قوله تعالى فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى وفي الحديث «فإنّ المنبّت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى» .
- وإن كان المراد من الكلام الدعاء ترك التكرار، كما في قولنا: لا شلّت يداك، ولا فضّ اللَّه فاك.
- وكذلك يجب تكرارها، إذا دخلت على مفرد خبر أو صفة أو حال، نحو: (زيد لا شاعر ولا كاتب) و (جاء زيد لا ضاحكا ولا باكيا) وكقوله تعالى: إِنَّها بَقَرَةٌ لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ لا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ.
أما إن كان ما دخلت عليه فعلا مضارعا، فلا يجب تكرارها، كقوله تعالى: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً
[سورة الواقعة (56) : الآيات 49 الى 56]
قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ (49) لَمَجْمُوعُونَ إِلى مِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (50) ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ (51) لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ (52) فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ (53)
فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ (54) فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (55) هذا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ (56)
الإعراب:
(اللام) المزحلقة للتوكيد (إلى ميقات) متعلّق ب (مجموعون) بتضمينه معنى مساقون جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «إنّ الأولين ... لمجموعون» في محلّ نصب مقول القول 51- 56- (أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الضالّون) بدل من أي- أو عطف بيان عليه- تبعه في الرفع لفظا- (لآكلون) مثل لمجموعون (من شجر) متعلّق ب (آكلون) ، (من زقّوم) متعلّق بنعت لشجر (الفاء) عاطفة في المواضع الثلاثة (منها) متعلّق ب (مالئون) ، (البطون) مفعول به لاسم الفاعل مالئون (عليه) متعلّق ب (شاربون) وكذلك (من الحميم) ، (شرب) مفعول مطلق عامله اسم الفاعل شاربون، منصوب ... (يوم) ظرف منصوب متعلّق بحال من نزلهم) وجملة: «إنّكم ... لآكلون» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول وجملة: «النداء أيّها الضّالون» لا محلّ لها اعتراضيّة وجملة: «هذا نزلهم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ
الصرف:
(51) المكذّبون: جمع المكذّب، اسم فاعل من الرباعيّ كذّب، وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين مشدّدة (55) شرب: مصدر سماعيّ للثلاثيّ شرب، وزنه فعل بضمّ فسكون (الهيم) ، جمع أهيم- وهو الجمل المصاب بالعطش- وجمع هيماء ...
والأصل في جمعه أن يكون على فعل بضمّ فسكون، ولكنّ الهاء كسرت لمناسبة الياء
البلاغة
التشبيه التمثيلي: في قوله تعالى ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ ، لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ، فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ. فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ، فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ» .
شبههم في شرابهم بالإبل العطاش، التي لا يرويها الماء، لداء يصيبها يشبه الاستسقاء، فلا تزال تعب في الشراب حتى تهلك، أو تسقم سقما شديدا. ووجه الشبه أن كلا منهما يشرب ولا يرتوي، مما يحثه على طلب المزيد من الشراب.
فن التهكم: في قوله تعالى هذا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ حيث سمّى أنواع العذاب وضربوا الأهوال نزلا، تهكما بهم، لأن النزل في الحقيقة: الرزق الذي يعدّ للنازل تكريما له، وهذا التهكم كما في قوله تعالى فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ وكقول أبي الشعراء الضبي:
وكنا إذا الجبار بالجيش ضافنا ... جعلنا القنا والمرهفات له نزولا
الفوائد:
- الفاء المفردة..
ترد على ثلاثة أوجه..
1- أن تكون عاطفة وتفيد ثلاثة أمور:
1- الترتيب، وهو نوعان: معنوي كما في (قام زيد فعمرو) وذكري، وهو عطف مفصّل على مجمل، كقوله تعالى: فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ عَنْها فَأَخْرَجَهُما مِمَّا كانا فِيهِ وفَقَدْ سَأَلُوا مُوسى أَكْبَرَ مِنْ ذلِكَ فَقالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً.
2- التعقيب: وهو في كل شيء بحسبه، ألا ترى أنه يقال: (تزوّج فلان فولد له) إذا لم يكن بينهما إلا مدة الحمل. وقال تعالى: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً.
3- السببيّة: وذلك غالب في العاطفة جملة أو صفة. فالجملة مثل قوله تعالى فَوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ والصفة: كقوله تعالى: لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ.
2- الوجه الثاني للفاء: أن تكون رابطة للجواب، كقوله تعالى وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
ويجب اقتران جواب الشرط بالفاء إذا كان جملة اسمية، أو فعلية، فعلها طلبي أو جامد، أو مقترن بما أو لن أوقد أو السين أو سوف، كقوله تعالى إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ.
3- الوجه الثالث للفاء: أن تكون زائدة، دخولها في الكلام كخروجها، وهذا لا يثبته سيبويه، وأجاز الأخفش زيادتها في الخبر مطلقا، وضرب مثالا «أخوك فوجد» . وقيّد الفراء والأعلم وجماعة الجواز بكون الخبر أمرا أو نهيا كقوله تعالى هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ وقولنا (زيد فلا تضربه) .
__________
(1) ومن أوجه إعرابها: 1- هي ظرف مجرّد من الشرط متعلّق بالنفي الذي تضمّنه ليس أي ليس تكذيب بوقوعها إذا وقعت، أي ينتفي التكذيب. 2- هي ظرف متعلّق باسم الفاعل رافعة أي هي رافعة خافضة إذا وقعت- قاله أبو البقاء- 3- جوابها رجّت الآتي فهي متعلّقة به، و (إذا) فيه بدل أو توكيد 4- هي اسم ظرفيّ مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر- وهو رأي ضعيف-
(2) قيل خبره السابقون الثاني أي: السابقون إلى الخير السابقون إلى الجنّة أو ما في معنى ذلك ... ولكنّ الكلام بذلك يحتاج إلى كثير من التأويل، فالإعراب على هذا مفضول
(3) أو بدل من اسم الإشارة، والخبر (في جنّات)
(4) أو متعلّق بحال من الضمير في (المقرّبون) ... ويجوز أن يكون خبرا مقدّما للمبتدأ ثلّة
(5) أو هو مبتدأ خبره (على سرر ... )
(6) أو في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (السابقون)
(7) أو متعلّق بحال من ولدان [.....]
(8) أو معطوف على (ولدان)
(9) أو بحال من الضمير في (عليهم) أو لا محلّ لها استئنافيّة
(10) أو مفعول مطلق لفعل محذوف أي يجزون جزاء
(11) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف، والجملة بعده صلة
(12) أو مفعول به للمصدر قيل ... أو مفعول مطلق لفعل محذوف، والجملة مقول القول
(13) في الآية (8) من هذه السورة
(14) أو متعلّق بخبر ثان لأصحاب الأول
(15) أو في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ أصحاب
(16) أو متعلّق ب (جعلناهنّ) ... أو متعلّق ب (أترابا) بمعنى مساويات لهم في العمر
(17) ضمير الغائب يعود على نساء الجنّة المكنى عنهنّ بالفرش ... ويجوز أن تكون الجملة في محلّ جرّ نعت لفرش
(18) في الآية (8) من السورة
(19) في الآية (28) من السورة
(20) أو في محلّ رفع خبر ثان لأصحاب
(21) لا يجوز تعليقه ب (مبعوثون) - وبالتالي الجملة الاسميّة ليست جوابا ل (إذا) - لأن ما بعد (إنّ) لا يعمل بما قبلها [.....]
(22) صاحب الكشّاف عطف (آباؤنا) على محلّ (إنّ واسمها) ومحلّه الرفع، فلا حاجة لتقدير الخبر
(23) أو تفسيريّة لجواب الشرط المقدّر
-
رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء السابع والعشرون
سورة الواقعة
الحلقة (535)
من صــ122 الى صـ 134
[سورة الواقعة (56) : الآيات 57 الى 62]
نَحْنُ خَلَقْناكُمْ فَلَوْلا تُصَدِّقُونَ (57) أَفَرَأَيْتُمْ ما تُمْنُونَ (58) أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخالِقُونَ (59) نَحْنُ قَدَّرْنا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (60) عَلى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي ما لا تَعْلَمُونَ (61)وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى فَلَوْلا تَذَكَّرُونَ (62)
الإعراب:
(الفاء) عاطفة لربط المسبب بالسبب (لولا) حرف تحضيض (الفاء) الثانية استئنافيّة (الهمزة) للاستفهام (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به أوّل (الهمزة) الثانية للاستفهام الإنكاري (أم) منقطعة بمعنى بل «1» ...
جملة: «نحن خلقناكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «خلقناكم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (نحن)وجملة: «تصدّقون» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر مسبّب عما قبله أي: تنبّهوا فصدّقوا وجملة: «رأيتم ... » لا محلّ لها استئناف مقرّر لما سبق وجملة: «تمنون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: «أأنتم تخلقونه ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل الرؤية وجملة: «تخلقونه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) وجملة: «نحن الخالقون ... » لا محلّ لها استئنافيّة 60- 61- (بينكم) متعلّق ب (قدّرنا) ، (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (مسبوقين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما (أن) حرف مصدري ونصب (الواو) عاطفة (ننشئكم) مضارع منصوب معطوف على (نبدّل) ، (ما) موصول في محلّ جرّ.
والمصدر المؤوّل (أن نبدّل) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق ب (مسبوقين) «2» وجملة: «نحن قدّرنا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «قدّرنا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (نحن) وجملة: «ما نحن بمسبوقين ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: «نبدّل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) وجملة: «ننشئكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نبدّل وجملة: «لا تعلمون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) 62- (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (لولا تذكّرون) مثل لولا تصدّقون وجملة: «علمتم ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «تذكّرون ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر مسبّب عما سبق أي تنبهوا فتذكّروا
الصرف:
(58) تمنون: فيه إعلال بالحذف، حذفت لام الفعل- الياء- لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة (60) مسبوقين: جمع مسبوق، اسم مفعول من الثلاثّي سبق، وزنه مفعول (أمثال) (61) : يحتمل أن يكون جمع مثل بكسر فسكون، اسم للنظير، ويحتمل أن يكون جمع مثل- بفتحتين- اسم بمعنى الصفة
[سورة الواقعة (56) : الآيات 63 الى 67]
أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ (63) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64) لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (65) إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (66) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (67)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (أرأيتم ... الزارعون) مثل أرأيتم ...
الخالقون «3» ، (لو) حرف شرط غير جازم (اللام) واقعة في جواب لو (حطاما) مفعول به ثان منصوب (الفاء) عاطفة (ظلتم) ماض حذف منه احدى اللامين تخفيفا (اللام) المزحلقة للتوكيد (بل) للإضراب الانتقاليّ ...
وجملة: «رأيتم ... » لا محلّ لها استئنافيّة
وجملة: «تحرثون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: «أنتم تزرعونه ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل الرؤية وجملة: «تزرعونه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) وجملة: «نحن الزارعون ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «نشاء ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «جعلناه ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم وجملة: «ظلتم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلناه وجملة: «تفكّهون ... » في محلّ نصب خبر ظلتم «4» وجملة: «إنّا لمغرمون ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر هو حال من فاعل تفكّهون وجملة: «نحن محرومون ... » لا محلّ له استئناف في حيّز القول
الصرف:
(46) الزارعون: جمع الزارع، اسم فاعل من الثلاثيّ زرع، وزنه فاعل (65) ظلتم: فيه حذف إحدى اللامين تخفيفا أصله ظللتم ... وزنه فلتم بفتح الفاء وسكون اللام (تفكّهون) : فيه حذف إحدى التاءين قياسيا (66) مغرمون: جمع مغرم اسم مفعول من الرباعيّ أغرم، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين
[سورة الواقعة (56) : الآيات 68 الى 70]
أَفَرَأَيْتُمُ الْماءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (69) لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً فَلَوْلا تَشْكُرُونَ (70)
الإعراب:
(أفرأيتم الماء. نحن المنزلون) ، مثل أفرأيتم ما تمنون ...
الخالقون «5» ، (من المزن) متعلّق ب (أنزلتموه) ، و (الواو) في (أنزلتموه) زائدة إشباع حركة الميم (لو ... أجاجا) مثل لو نشاء ... حطاما «6» (فلولا تشكرون) مثل لولا تصدّقون «7»
الصرف:
(المزن) ، جمع مزنة، اسم بمعنى السحابة، وزنه فعلة بضمّ فسكون، وكذلك المزن فعل
[سورة الواقعة (56) : الآيات 71 الى 74]
أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (71) أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِؤُنَ (72) نَحْنُ جَعَلْناها تَذْكِرَةً وَمَتاعاً لِلْمُقْوِينَ (73) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (74)
الإعراب:
(أفرأيتم ... المنشئون) مثل أفرأيتم ... الخالقون «8» (تذكرة) مفعول به ثان منصوب (للمقوين) متعلّق ب (متاعا) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (باسم) متعلّق بحال من فاعل سبّح ...
وجملة: «نحن جعلناها ... » لا محلّ لها استئناف بياني وجملة: «جعلناها ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (نحن) وجملة: «سبّح ... » جواب شرط مقدّر أي: إن كانت قدرة الله في الخلق والإنشاء والتنظيم كما ذكر فسبّح باسم
الصرف:
(71) تورون: فيه إعلال بالحذف بعد الإعلال بالتسكين ... أصله توريون- بياء بعد الراء- ثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الحركة إلى الراء قبلها- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقاء الساكنين فأصبح تورون- إعلال بالحذف- وزنه تفعون.
(72) المنشئون: جمع المنشئ، اسم فاعل من الرباعيّ أنشأ، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين (73) المقوين: جمع المقوي بمعنى المسافر الذي ينزل بالقوى أو القواء بكسر القاف في كليهما، وهي الأرض الخالية البعيدة عن العمران، اسم فاعل من الرباعيّ أقوى ... فيه إعلال بالحذف أصله المقويين- بياءين- التقى ساكنان حذفت الياء لام الكلمة فأصبح المقوين، وزنه المفعين ...
[سورة الواقعة (56) : الآيات 75 الى 80]
فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ (78) لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ (79)
تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (80)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (لا) زائدة «9» ، (بمواقع) متعلّق ب (أقسم) ، (الواو) اعتراضيّة (اللام) للتوكيد (لو) حرف شرط غير جازم (عظيم) نعت لقسم مرفوع (لقرآن) مثل لقسم (في كتاب) متعلّق بنعت ثان ل (قرآن) ، (لا) نافية (إلّا) للحصر (تنزيل) نعت لقرآن مرفوع مثله «10» ، (من ربّ) متعلّق بتنزيل ...
جملة: «أقسم ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «إنّه لقسم ... » لا محلّ لها اعتراضيّة بين القسم وجوابه وجملة: «لو تعلمون ... » لا محلّ لها اعتراضيّة بين النعت والمنعوت ...
وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله وجملة: «انّه لقرآن ... » لا محلّ لها جواب القسم وجملة: «لا يمسّه إلّا المطهّرون» في محلّ رفع نعت لقرآن
الصرف:
(75) مواقع: جمع موقع، اسم مكان من الثلاثيّ وقع، وزنه مفعل بفتح الميم وكسر العين لأنه معتلّ مثال، ووزن مواقع مفاعل ...
(76) قسم: اسم مصدر من الرباعيّ أقسم، وزنه فعل بفتحتين (79) المطهّرون: جمع المطهّر ... اسم مفعول من الرباعي طهّر، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة
الفوائد:
- (لا) الزائدة ...
وهي تدخل في الكلام لمجرد تقويته وتوكيده، كقوله تعالى ما مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلَّا تَتَّبِعَنِ ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ ويوضحه الآية الأخرى ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ ومن زيادتها قوله تعالى لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ أي ليعلموا ...
وقد اختلف علماء النحو في (لا) الواردة في التنزيل في مثل قوله تعالى: لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ فقيل: هي نافية، واختلف هؤلاء في منفيها على وجهين: أحدهما، هو شيء مقدم، وهو جحودهم وإنكارهم. فقيل لهم: ليس الأمر كذلك، ثم استؤنف القسم. أما الوجه الثاني: أن منفيّها أقسم، وذلك على أن يكون إخبارا لا إنشاء، واختاره الزمخشري، قال: والمعنى في ذلك أنه لا يقسم بالشيء إلا إعظاما له، بدليل فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ، وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ فكأنه قيل: إن إعظامه بالإقسام به كلا إعظام، أي إنه يستحق إعظاما فوق ذلك.
- وقيل: هي زائدة، واختلف هؤلاء في فائدتها على قولين:
1- أنها زيدت تمهيدا لنفي الجواب، والتقدير: لا أقسم بيوم القيامة لا يتركون سدى، ومثله قوله تعالى فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ.
2- أنها زيدت لمجرد التوكيد وتقوية الكلام، كما في قوله تعالى لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ.
الموضع الثاني: قوله تعالى: قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً قيل: إنّ (لا) نافية. وقيل: ناهية وقيل: زائدة. والجميع محتمل.
حكم مس القرآن..
كان ابن عباس ينهى أن يمكّن غير المسلم من مس القرآن وقراءته. قال الفراء لا يجد طعمه ونفعه إلا من آمن به، وقال قوم: معنى الآية: لا يمسه إلا المطهرون من الأحداث والجنابات. وظاهر الآية نفي، ومعناها نهي. قالوا: لا يجوز للجنب ولا للحائض ولا للمحدث (غير المتوضئ) حمل المصحف ولا مسه. وهذا قول عطاء وطاووس وسالم والقاسم وأكثر أهل العلم. وبه قال مالك والشافعي وأكثر الفقهاء، ويدل عليه ما
روى مالك في الموطأ، عن عبد الله بن أبي بكر، أن في الكتاب الذي كتبه رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) لعمرو بن حزم: (أن لا تمس القرآن إلا طاهرا) أخرجه مالك مرسلا. وقد جاء هذا الحديث موصولا، عن أبي بكر بن محمد عن أبيه عن جده، أن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) كتب إلى أهل اليمن بهذا.
والصحيح الإرسال، وقد نهى رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو وقال الحكم وحماد وأبو حنيفة: يجوز للمحدث والجنب حمل المصحف ومسه بغلافه، وقد أجاز الفقهاء للمحدث والجنب والحائض حمل تفسير للمصحف إذا كان كلام التفسير أكثر من كلام المصحف. وعلى هذا يجوز لهؤلاء حمل تفسير (الجلالين) أو (تفسير وبيان مفردات القرآن) لأن كلام التفسير أكثر من كلام المصحف.
كما أنه لا يجوز للجنب والحائض قراءة القرآن ولو غيبا دون مسه، ويجوز لهما إجراؤه على ذهنهما وفكرهما، دون النطق وتحريك اللسان والأصح عند الحنفية أنه لا بأس للحائض والنفساء بتعلم القرآن، إذا كان كلمة كلمة. أما عند المالكية، فقد أجازوا للحائض والنفساء قراءة القرآن ومسّ المصحف للقراءة، لحاجة التعليم، أو لخوف النسيان أما غير المتوضئ، فيجوز له قراءة القرآن، ما لم يمسّه.
[سورة الواقعة (56) : الآيات 81 الى 82]
أَفَبِهذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ (81) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82)
الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام الإنكاري (الفاء) استئنافيّة (بهذا) متعلّق بالخبر (مدهنون) ، (رزقكم) مفعول به أول منصوب بحذف مضاف أي شكر رزقكم ...
والمصدر المؤوّل (أنكم تكذّبون) في محلّ نصب مفعول به ثان ...
جملة: «أنتم مدهنون ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «تجعلون ... » في محلّ رفع معطوفة على الخبر (مدهنون) وجملة: «تكذّبون ... » في محلّ رفع خبر أنّ
الصرف:
(مدهنون) ، جمع مدهن، اسم فاعل من الرباعيّ أدهن بمعنى داهن وداري ولاين، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.
[سورة الواقعة (56) : الآيات 83 الى 87]
فَلَوْلا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلكِنْ لا تُبْصِرُونَ (85) فَلَوْلا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86) تَرْجِعُونَها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (87)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (لولا) حرف تحضيض، وفاعل (بلغت) محذوف دلّ عليه سياق الآية الكريمة أي الروح أو النفس (إذا) ظرف مجرّد من الشرط على الأرجح متعلّق بفعل مقدّر أي ترجعونها (الواو) حاليّة (حينئذ) ظرف مضاف إلى ظرف مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (تنظرون) ، (الواو) حاليّة- أو اعتراضيّة- (إليه) متعلّق ب (أقرب) وكذلك (منكم) ، (الواو) عاطفة (لكن) للاستدراك لا عمل لها (لا) نافية (الفاء) استئنافيّة (لولا) مثل الأول (كنتم) ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط في الموضعين «11» ...
جملة: «بلغت الحلقوم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه «12» وجملة: «أنتم ... تنظرون» في محلّ نصب حال وجملة: «تنظرون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) وجملة: «نحن أقرب ... » في محلّ نصب حال «13» وجملة: «لا تبصرون» في محلّ رفع معطوفة على جملة تنظرون وجملة: «كنتم غير مدينين» لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «ترجعونها ... » لا محلّ لها تفسيريّة لجواب الشرط المقدّر الأول أي: إن كنتم غير مدينين فأرجعوا الروح المحتضرة «14»وجملة: «كنتم صادقين ... » لا محلّ لها استئنافيّة ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي إن كنتم صادقين في ما تزعمون من عدم البعث فردّوا روح المحتضر إلى جسده لينتفي عنه الموت.
الصرف:
(83) الحلقوم: اسم للعضو المعروف، وزنه فعلول بضمّ الفاء واللام بينهما ساكن (86) مدينين: جمع مدين، اسم مفعول من (دان، يدين) فهو على وزن مبيع، فيه إعلال بالحذف، حذفت واو مفعول لالتقاء الساكنين بعد نقل ضمّة الياء إلى الدال، ثمّ كسرت الدال للمناسبة ...
البلاغة
الاستعارة المكنية: في قوله تعالى فَلَوْلا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ.
حيث شبه الروح بشيء مجسم يبلغ الحلقوم في حركة محسوسة.
[سورة الواقعة (56) : الآيات 88 الى 91]
فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (89) وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ (90) فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ (91)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة تفريعيّة (أمّا) حرف شرط وتفصيل (كان) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط ل (إن) واسمه ضمير مستتر تقديره هو أي الميّت (من المقرّبين) متعلّق بخبر كان (الفاء) رابطة لجواب الشرط «15» ،(روح) مبتدأ مرفوع خبره محذوف مقدّم عليه أي له روح «16» ، (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (أمّا إن ... اليمين) مثل نظيرها (الفاء) رابطة لجواب الشرط «17» ، (سلام) مبتدأ مرفوع خبره (لك) ، (من أصحاب) متعلّق بالاستقرار المقدّر.
جملة: «كان من المقرّبين....» لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «له روح ... » لا محلّ لها جواب الشرط (أمّا) «18» ... وجواب إن محذوف دلّ المذكور عليه وجملة: «كان من أصحاب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كان من المقرّبين.
وجملة: «سلام لك ... » لا محلّ لها جواب الشرط أمّا «19» ... وجواب إن محذوف دلّ عليه المذكور
الصرف:
(89) روح: مصدر بمعنى الاستراحة، وزنه فعل بفتح فسكون، وفي القاموس: الروح بالفتح الراحة والرحمة ونسيم الريح (الريحان) ، اسم بمعنى الرحمة والرزق- كما في المختار- وزنه فعلان بقلب الواو ياء على غير قياس ... أو فيعلان أي ريوحان لأنّ تصغيرها رويحين، فلمّا اجتمعت الياء والواو، والأول ساكن قلبت الواو ياء، ثمّ أدغمت في الياء الثانية فأصبح ريّحان- بتشديد الياء- ثمّ خفّفت الياء لتسهيل اللفظ فأصبح ريحان- وقال بعضهم إن الكلمة لا تشتمل إلا على ياء واحدة وليس هناك قلب أو إدغام بدليل جمعها على رياحين وتصغيرها رييحين [سورة الواقعة (56) : الآيات 92 الى 94]
وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (93) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (أمّا إن كان ... من حميم) مرّ اعراب نظيرها «20» ، (من حميم) متعلّق بنعت ل (نزل) ، (الواو) عاطفة ...
الصرف:
(تصلية) ، مصدر قياسيّ من الرباعيّ صلّى بمعنى احترق:
و (التاء) فيه عوض من ياء تفعيل المحذوفة للثقل، وزنه تفعلة
[سورة الواقعة (56) : الآيات 95 الى 96]
إِنَّ هذا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (95) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (96)
الإعراب:
(اللام) المزحلقة للتوكيد (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (سبّح ... العظيم) مرّ إعرابها «21» ، (العظيم) نعت لاسم، أو لربّك، مجرور جملة: «إنّ هذا لهو ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «هو حقّ ... » في محلّ رفع خبر إنّ وجملة: «سبّح ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كان أمر الله في الثواب والعقاب كما ذكر فسبّح باسم ...
__________
(1) يجوز أن تكون عاطفة جملة على جملة بإعراب (أنتم) فاعلا لفعل محذوف يفسّره المذكور لترجيح مجيء الفعلية بعد همزة الاستفهام ... وهذا الإعراب مرجوح
(2) يجوز تعليقة ب (قدّرنا) ، أي قدّرنا بينكم الموت على أن نبدّل. وجملة ما نحن بمسبوقين اعتراضيّة
(3) في الآيتين (58، 59) من هذه السورة
(4) جعل بعضهم فعل (ظلتم) تاما بمعنى أقمتم نهارا- من الظلّ- فجملة تفكّهون هي حال من الفاعل
(5) في الآيتين (58، 59) من السورة مفردات وجملا
(6) في الآية (65) من السورة
(7) في الآية (57) ...
(8) في الآيتين (58، 59) من السورة مفردات وجملا.
(9) هذا أوضح الأعاريب ... وقيل هي نافية والمنفيّ محذوف أي فلا صحة لقول الكافر، أقسم ... وقيل هي لام الابتداء
(10) أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، والجملة استئناف بيانيّ
(11) ملخص معنى الآية الكريمة: إن صدقتم في نفي البعث فردّوا روح المحتضر إلى جسده لينتفي عنه الموت فينتفي البعث ...
(12) يجوز أن يكون (إذا) متضمنا معنى الشرط فيكون الجواب محذوفا دلّ عليه جواب (إن) الآتي [.....]
(13) أو اعتراضيّة
(14) يجوز أن تكون جملة الشرط وجوابها اعتراضيّة، وجملة ترجعونها جواب الشرط (إذا) إن ضمّن معنى الشرط
(15) وهو الشرط الأول (أمّا) ... ذلك لأنه إذا اجتمع شرطان ولم يذكر إلّا جواب واحد فالجواب للأول ... وسبب آخر لجعله جواب (أمّا) هو أن شرطها محذوف فإذا حذف الجواب حصل إجحاف بها. والأمير في حاشيته على المغني يقول: «يمكن أن يكون الجواب للثاني أي (إن) ،هو الثاني وجوابه جواب أمّا والأصل: أمّا فإن كان من المقرّبين فروح ... فلما زحلقت الفاء اجتمع فاءان، فحذفت إحداهما تخلّصا من الاستثقال» أهـ
(16) أو هو خبر لمبتدأ محذوف أي فجزاؤه روح
(17، 18، 19) كما في الحاشية الواردة في الصفحة السابقة رقم (1) .
(20) في الآيتين (88، 89) من هذه السورة
(21) في الآية (74) من هذه السورة ... وفعل سبّح يتعدّى بنفسه تارة كقوله تعالى: سبّح اسم ربّك الأعلى (الأعلى- 1) ، وبحرف الجرّ تارة كهذه الآية، فليس من مسوّغ لادّعاء زيادة الباء ... وقد تكون الباء للملابسة.
-
رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء السابع والعشرون
سورة الحديد
الحلقة (536)
من صــ135 الى صـ 148
سورة الحديد
آياتها 29 آية
[سورة الحديد (57) : الآيات 1 الى 6]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (2) هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3) هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4)
لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (5) يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (6)
الإعراب:
(لله) متعلّق ب (سبّح) «1» ، (ما) موصول في محلّ رفع فاعل (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة ما، (الواو) حالية (الحكيم) خبر ثان للمبتدأ (هو) .
جملة: «سبّح لله ما في السموات ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «هو العزيز ... » في محلّ نصب حال «2» 2- 3- (له) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (ملك) ، (الواو) عاطفة في الموضعين (على كلّ) متعلّق ب (قدير) (بكلّ) متعلّق ب (عليم) وجملة: «له ملك السموات ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يحيى ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «3» وجملة: «يميت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يحيي وجملة: «هو ... قدير» لا محلّ لها معطوفة على جملة يحيي وجملة: «هو الأول ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «هو ... عليم» لا محلّ لها معطوفة على جملة هو الأوّل 4- (في ستة) متعلّق ب (خلق) ، (على العرش) متعلّق ب (استوى) ، (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به (في الأرض) متعلّق ب (يلج) ، (ما) الثاني معطوف على الأول في محلّ نصب (منها) متعلّق ب (يخرج) ، (ما) الثالث معطوف على الأول وكذلك (ما) الرابع ... في محلّ نصب (من السماء) متعلّق ب (ينزل) ، (فيها) متعلّق ب (يعرج) بتضمينه معنى يدخل (معكم) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (هو) ، (أين ما) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق بمضمون الجواب «4» ، (كنتم) فعل ماض تامّ، في محلّ جزم فعل الشرط (ما) حرف مصدري «5» ...
والمصدر المؤول (ما تعملون ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بالخبر (بصير) وجملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «خلق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) وجملة: «استوى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق وجملة: «يعلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة «6» وجملة: «يلج ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول وجملة: «يخرج ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني وجملة: «ينزل ... » لا محل لها صلة الموصول (ما) الثالث وجملة: «يعرج ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الرابع وجملة: «هو معكم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف المتقدّم وجملة: «كنتم ... » لا محلّ لها اعتراضيّة ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله وجملة: «الله ... بصير» لا محلّ لها معطوفة على جملة هو معكم وجملة: «تعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) 5- 6- (له ملك) مثل الأولى (الواو) عاطفة (إلى الله) متعلّق ب (ترجع) ،(في النهار) متعلّق ب (يولج) الأول، (في الليل) متعلّق ب (يولج) الثاني (الواو) عاطفة (بذات) متعلّق ب (عليم) ...
وجملة: «له ملك ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «ترجع الأمور ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة له ملك ...
وجملة: «يولج الليل ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يولج النهار ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يولج (الأولي) وجملة: «هو عليم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة
الصرف:
(4) يلج: فيه إعلال بالحذف، هو معتلّ مثال حذفت فاؤه في المضارع، ماضيه ولج، وزنه يعل (6) الصدور: جمع الصدر ... اسم للعضو المعروف، وزنه فعل بفتح فسكون، والصدور فعول بالضم
البلاغة
الكناية: في قوله تعالى وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ.
كناية عن إحاطة الله سبحانه وتعالى بأقوالهم وأعمالهم وجميع أحوالهم، لأن الحاضر مع القوم لا يخفى عليه شيء من ذلك، فعبّر بأنه معهم، وأراد ما يلزم ذلك من وقوفه على أحوالهم كافة، فأطلق اللازم وأراد الملزوم.
[سورة الحديد (57) : آية 7]
آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ (7)
الإعراب:
(بالله) متعلّق ب (آمنوا) ، (ممّا) متعلّق ب (أنفقوا) ، (فيه) متعلّق ب (مستخلفين) ، (الفاء) تعليليّة (منكم) متعلّق بحال من فاعل آمنوا (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (أجر)جملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «أنفقوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: «جعلكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: «الذين آمنوا ... » لا محلّ لها تعليليّة وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «أنفقوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة وجملة: «لهم أجر ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين)
الصرف:
(مستخلفين) ، جمع مستخلف، اسم مفعول من السداسيّ استخلف، وزنه مستفعل بضمّ الميم وفتح العين
[سورة الحديد (57) : آية 8]
وَما لَكُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (8)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (لكم) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (لا) نافية (بالله) متعلّق ب (تؤمنون) ، (الواو) حاليّة (اللام) للتعليل (تؤمنوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (بربّكم) متعلّق ب (تؤمنوا) ، (الواو) واو الحال (قد) حرف تحقيق (كنتم) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط والمصدر المؤوّل (أن تؤمنوا ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يدعوكم) جملة: «ما لكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «لا تؤمنون ... » في محلّ نصب حال من الضمير في (لكم) وجملة: «الرسول يدعوكم ... » في محلّ نصب حال من الضمير في (لكم)وجملة: «يدعوكم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الرسول) وجملة: «تؤمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر وجملة: «أخذ ... » في محلّ نصب حال من ربّكم وجملة: «كنتم مؤمنين ... » لا محلّ لها استئنافيّة ... وجواب الشرط محذوف تقديره: فبادروا إلى الإيمان به
[سورة الحديد (57) : الآيات 9 الى 10]
هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلى عَبْدِهِ آياتٍ بَيِّناتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (9) وَما لَكُمْ أَلاَّ تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنى وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10)
الإعراب:
(على عبده) متعلّق ب (ينزّل) ، (اللام) للتعليل (من الظلمات) متعلّق ب (يخرجكم) وكذلك (إلى النور) والمصدر المؤوّل (أن يخرجكم ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (ينزّل) (الواو) عاطفة (بكم) متعلّق بالخبر (رؤف) ، (اللام) المزحلقة للتوكيد جملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «ينزّل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) وجملة: «يخرجكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمروجملة: «إنّ اللَّه ... لرؤوف» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة 10- (الواو) استئنافيّة- أو عاطفة- (ما لكم) مرّ إعرابها «7» ، (أن) حرف مصدري (لا) نافية (في سبيل) متعلّق ب (تنفقوا) المنفي.. والمصدر المؤوّل (ألّا تنفقوا..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق بحال من الضمير في (لكم) أي: ما لكم متمادين في عدم الإنفاق (الواو) حاليّة (للَّه) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ميراث) ، (لا) نافية (منكم) متعلّق بحال من الموصول (من) فاعل يستوي (من قبل) متعلّق ب (أنفق) ، (درجة) تمييز منصوب (من الذين) متعلّق ب (أعظم) ، (بعد) اسم ظرفيّ مبني على الضمّ في محلّ جرّ ب (من) متعلّق ب (أنفقوا) ، (الواو) عاطفة في الموضعين (كلّا) مفعول به مقدّم (الحسنى) مفعول به ثان منصوب (ما) حرف مصدري «8» ...
والمصدر المؤوّل (ما تعملون ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بالخبر (خبير) وجملة: «ما لكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة «9» وجملة: «تنفقوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) وجملة: «للَّه ميراث ... » في محلّ نصب حال وجملة: «لا يستوي منكم من ... » لا محلّ لها تعليليّة وجملة: «أنفق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) وجملة: «قاتل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنفق وجملة: «أولئك أعظم درجة ... » لا محلّ لها استئناف بياني وجملة: «أنفقوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «قاتلوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنفقوا وجملة: «وعد اللَّه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أولئك أعظم ...
وجملة: «اللَّه ... خبير» لا محلّ لها معطوفة على جملة وعد اللَّه وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما)
البلاغة
1- الحذف: في قوله تعالى وَما لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ.
حيث حذف مفعول «تنفقوا» لتشديد التوبيخ، أي: وأي شيء لكم في أن لا تنفقوا فيما هو قربة إلى اللَّه تعالى.
2- الحذف: في قوله تعالى لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ» .
قسيم من أنفق محذوف، لظهوره ودلالة ما بعده عليه، والتقدير: لا يستوي منكم من أنفق من قبل فتح مكة وقوة الإسلام ومن أنفق من بعد الفتح.
[سورة الحديد (57) : الآيات 11 الى 14]
مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ (11) يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِم ْ بُشْراكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) يَوْمَ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَراءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ (13) يُنادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قالُوا بَلى وَلكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمانِيُّ حَتَّى جاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (14)
الإعراب:
(من) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (ذا) اسم إشارة في محلّ رفع خبر «10» ، (الذي) موصول في محل رفع بدل من ذا (قرضا) مفعول مطلق منصوب (الفاء) فاء السببيّة (يضاعفه) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء، والفاعل هو أي اللَّه (له) متعلّق ب (يضاعفه) ، (له) الثاني خبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر (أجر) ...
والمصدر المؤوّل (أن يضاعفه ... ) في محلّ رفع معطوف على مصدر مأخوذ من الاستفهام المتقدّم أى: أثمّة إقراض منكم للَّه فمضاعفه منه لكم في الأداء ...
جملة: «من ذا الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يقرض ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) وجملة: «يضاعفه ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر وجملة: «له أجر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يضاعفه 12- (يوم) ظرف زمان منصوب متعلق بالاستقرار الذي تعلّق به (له) «11» ، (بين) ظرف منصوب متعلّق ب (يسعى) «12» (بأيمانهم) متعلّق بما تعلّق به الظرف بين فهو معطوف عليه (بشراكم) مبتدأ مرفوع (اليوم) ظرف منصوب متعلّق بفعل مقدّر أي يقال لهم بشراكم (جنّات) خبر المبتدأ بحذف مضاف أي دخول جنّات (من تحتها) متعلّق ب (تجري) «13» وفيه حذف مضاف أي من تحت أشجارها.. (خالدين) حال منصوبة من الضمير المستتر في المضاف المقدّر أي دخولكم جنّات خالدين فيها «14» ، (فيها) متعلّق ب (خالدين) ، (هو) ضمير فصل «15» ..
وجملة: «ترى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «يسعى نورهم ... » في محلّ نصب حال من المؤمنين وجملة: «بشراكم ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي تقول لهم الملائكة وجملة: «تجري ... » في محلّ رفع نعت لجنّات وجملة: «ذلك ... الفوز ... » لا محلّ لها اعتراضيّة «16» 13- (يوم) ظرف بدل من يوم الأول (للذين) متعلّق ب (يقول) ، (نقتبس) مضارع مجزوم جواب الأمر (من نوركم) متعلّق ب (نقتبس) ، (وراءكم) ، ظرف مكان منصوب متعلّق ب (ارجعوا) ، (الفاء) عاطفة في الموضعين (بينهم) ظرف منصوب متعلّق ب (ضرب) ، (بسور) نائب الفاعل (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر (باب) ، وكذلك (فيه) خبر المبتدأ (الرحمة) و (من قبله) خبر المبتدأ (العذاب) .
وجملة: «يقول المنافقون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «انظرونا ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «نقتبس» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء وجملة: «قيل» لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «ارجعوا» في محلّ رفع نائب الفاعل «17» وجملة: «التمسوا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة ارجعوا وجملة: «ضرب ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي فرجعوا فضرب ...
وجملة: «له باب ... » في محلّ جرّ نعت لسور وجملة: «باطنه فيه الرحمة ... » في محلّ رفع نعت لباب وجملة: «فيه الرحمة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (باطنه) وجملة: «ظاهره من قبله العذاب» في محلّ رفع معطوفة على جملة باطنه فيه الرحمة وجملة: «من قبله العذاب» في محلّ رفع خبر المبتدأ (ظاهره) 14- (الهمزة) للاستفهام التعجبي (معكم) ظرف منصوب متعلّق بخبر نكن (بلى) حرف جواب لإثبات الإيجاب (الواو) عاطفة (حتّى) حرف غاية وجرّ (باللَّه) متعلّق ب (غرّكم) بحذف مضافين أي: بسعة رحمة اللَّه أو مضاف واحد وجملة: «ينادونهم ... » لا محلّ لها استئناف بياني وجملة: «ألم نكن معكم ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة «18»وجملة: «لكنّكم فتنتم ... » في محلّ نصب معطوفة على مقول القول المقدّر وجملة: «فتنتم ... » في محلّ رفع خبر لكنّ وجملة: «تربّصتم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة فتنتم وجملة: «ارتبتم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة فتنتم ...
وجملة: «غرّتكم الأماني ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة فتنتم وجملة: «جاء أمر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) لمضمر والمصدر المؤوّل (أن جاء أمر ... ) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (غرّتكم) وجملة: «غرّكم باللَّه الغرور» لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّ
الصرف:
(13) سور: اسم للحاجز بين موضعين، وزنه فعل بضمّ فسكون
البلاغة
1- الاستعارة التصريحية التبعية: في قوله تعالى مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً.
فقد شبه سبحانه وتعالى الإنفاق في سبيل اللَّه بإقراضه، ثم حذف المشبه، وأبقى المشبه به، والجامع بينهما إعطاء شيء بعوض.
2- الاستعارة التصريحية الأصلية: في قوله تعالى يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِم ْ.
فالنور استعارة عن الهدى والرضوان الذي هم فيه، حيث حذف المشبه وأبقى المشبه به.
3- الالتفات: في قوله تعالى «خالِدِينَ فِيها» .
التفات من ضمير الخطاب في «بشراكم» إلى ضمير الغائب في (خالدين) ، ولو أجري على الخطاب لكان التركيب خالدا أنتم فيها.
4- التهكم: في قوله تعالى قِيلَ ارْجِعُوا وَراءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً.
هذا من الاستهزاء والتهكم بهم كما استهزءوا بالمؤمنين في الدنيا، حين قالوا: آمنا، وليسوا بمؤمنين، وقيل: أي ارجعوا إلى الدنيا، فالتمسوا نورا، بتحصيل سببه، وهو الإيمان، أو ارجعوا خائبين، وتنحوا عنا، فالتمسوا نورا آخر، فلا سبيل لكم إلى هذا النور، وقد علموا أن لا نور وراءهم، وإنما هو إقناط لهم.
5- الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ.
حيث شبّه بقاء المنافقين في نفاقهم وظلامه، بمن ضرب بينهم وبين النور الهادي سور يحجب كل نور.
6- المقابلة: وفي الآية الكريمة فن ثان هو المقابلة، فقد طابق بين باطنه وظاهره وبين الرحمة والعذاب.
الفوائد:
- أوصاف الصدقة حتى تكون قرضا حسنا..
القرض الحسن، هو أن يكون صاحبه صادقا محتسبا، طيبة به نفسه، وسمي هذا الإنفاق قرضا لأن اللَّه عز وجل سيجزي صاحبه في الآخرة أضعافا مضاعفة، قال بعض العلماء: القرض لا يكون حسنا حتى تجتمع فيه أوصاف عشرة: هي أن يكون المال من الحلال، وأن يكون من أجود المال، وأن تتصدق به وأنت محتاج إليه، وأن تصرف صدقتك إلى الأحوج إليها، وأن تكتم الصدقة ما أمكنك وأن لا تتبعها بالمن والأذى، وأن تقصد بها وجه اللَّه عز وجل ولا ترائي بها الناس، وأن تستحقر ما تعطي وتتصدق به وإن كان كثيرا، وأن يكون من أحب أموالك إليك، وأن لا ترى عز نفسك وذل الفقير، فهذه عشرة أوصاف إذا اجتمعت في الصدقة كانت قرضا حسنا ورجي لها القبول.
[سورة الحديد (57) : آية 15]
فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (15)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يؤخذ) المنفيّ (لا) نافية (منكم) متعلّق ب (يؤخذ) ، (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (من الذين) متعلّق بما تعلّق به (منكم) فهو معطوف عليه ... والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره هي أي النار.
جملة: «لا يؤخذ ... فدية» لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «مأواكم النار ... » لا محلّ لها تعليليّة وجملة: «هي مولاكم ... » لا محلّ لها استئناف بياني وجملة: «بئس المصير ... » لا محلّ لها استئنافيّة
الصرف:
(مولاكم) ، جاء في حاشية الجمل ما يلي: «يجوز أن يكون مصدرا أي ولايتكم أي ذات ولايتكم، وأن يكون مكانا أي مكان ولايتكم، وأن يكون بمعنى أولى كقولك هو مولاه أي أولى به» أهـ
__________
(1) اللام قد تكون للتعليل كما هو أعلاه، وقد تكون زائدة للتوكيد كما يقال شكرت له ونصحت لك، فلفظ الجلالة مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به
(2) يجوز أن تكون استئنافيّة لا محلّ لها
(3) يجوز أن تكون في محلّ نصب حال من الضمير في (له) والعامل فيها الاستقرار
(4) أو متعلّق بفعل كنتم التام ... وحقّ (أين ما) أن ترسم متّصلة ولكنّها رسمت في المصحف منفصلة
(5) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف أي تعملونه، والجملة بعده صلة
(6) يجوز أن تكون في محلّ نصب حال من فاعل خلق، واستوى [.....]
(7) في الآية (8) من هذه السورة
(8) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف
(9) أو معطوفة على جملة ما لكم لا تؤمنون- في الآية (8) - وما بينهما اعتراض
(10) يجوز أن يكون (من ذا) مبتدأ خبره (الذي) ، فيكتب موصولا (منذا)
(11) أو متعلّق بفعل محذوف تقديره يؤجرون ... ويجوز أن يكون مفعولا به لفعل محذوف تقديره اذكر ...
(12) أو متعلّق بحال من (نورهم)
(13) أو متعلّق بحال من الأنهار
(14) لا يجوز أن يعمل المصدر بشراكم في الحال لوجود أجنبي- وهو الخبر- بينه وبين معموله
(15) يجوز أن يكون ضميرا منفصلا مبتدأ خبره الفوز، والجملة خبر الإشارة
(16) والإشارة في الجملة إلى النور والبشرى بالجنّات ... أو إلى الجنّة.
(17) لأنها في الأصل جملة مقول القول.
(18) ومقول القول محذوف بعد حرف الجواب أي: بلى كنتم معنا ولكنّكم ...
-
رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء السابع والعشرون
سورة الحديد
الحلقة (537)
من صــ149 الى صـ 159
[سورة الحديد (57) : آية 16]
أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ (16)
الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام وفيه معنى العتاب (للذين) متعلّق ب (يأن) ، (أن) حرف مصدري ونصب (لذكر) متعلّق ب (تخشع) ،والمصدر المؤوّل (أن تخشع قلوبهم ... ) في محلّ رفع فاعل (يأن) (الواو) عاطفة (ما) موصول في محلّ جرّ معطوف على ذكر (من الحقّ) متعلّق بحال من فاعل نزل «1» ، (الواو) عاطفة (لا) نافية «2» (يكونوا) مضارع ناقص منصوب معطوف على (تخشع) ، (كالذين) متعلّق بخبر يكونوا (الكتاب) مفعول به منصوب (قبل) اسم ظرفيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أوتوا) ، (الفاء) عاطفة (عليهم) متعلّق ب (طال) ، (الفاء) الثانية عاطفة وكذلك الواو، (منهم) متعلّق بنعت ل (كثير) (فاسقون) خبر المبتدأ (كثير) جملة: «يأن ... أن تخشع ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «تخشع ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) وجملة: «نزل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: «لا يكونوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تخشع وجملة: «أوتوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني وجملة: «طال عليهم الأمد» لا محلّ لها معطوفة على جملة أوتوا ...
وجملة: «قست قلوبهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة طال عليهم الأمد وجملة: «كثير ... فاسقون» لا محلّ لها معطوفة على جملة قست «3»
الصرف:
(يأن) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الحزم، ماضية أنى كرمي بمعنى أتى وقته ... وزنه يفع [سورة الحديد (57) : آية 17]
اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (17)
الإعراب:
(بعد) ظرف منصوب متعلّق ب (يحيي) ، (قد) حرف تحقيق (لكم) متعلّق ب (بيّنا) .
والمصدر المؤوّل (أنّ اللَّه يحيي ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ المفعولين لفعل اعملوا جملة: «اعلموا ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يحيي ... » في محلّ رفع خبر أنّ وجملة: «قد بيّنّا ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «لعلّكم تعقلون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «تعقلون» في محلّ رفع خبر لعلّ
البلاغة
الاستعارة التمثيلية التصريحية: في قوله تعالى اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها.
تمثيل لإحياء القلوب القاسية بالذكر والتلاوة، بإحياء الأرض الميتة بالغيث، للترغيب في الخشوع، والتحذير عن القساوة. وقد شبه يبس الأرض بالموت.
وشبه ازدهار النبات فيها بالحياة، وصرح بلفظ المشبه به دون المشبه.
[سورة الحديد (57) : آية 18]
إِنَّ الْمُصَّدِّقِين َ وَالْمُصَّدِّقا تِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ (18)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (قرضا) مفعول مطلق منصوب (لهم) نائب الفاعل «1» ، (الواو) عاطفة (لهم) الثاني متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (أجر) ..
جملة: «إنّ المصدّقين ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «أقرضوا ... » لا محلّ لها اعتراضيّة بين اسم إنّ وخبرها «2» وجملة: «يضاعف لهم ... » في محلّ رفع خبر إنّ وجملة: «لهم أجر ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر
الصرف:
(المصدّقين) ، جمع المصّدّق، اسم فاعل من اصّدّق زنة افّعّل بتشديد الفاء والعين ... وفيه إبدال، أصله تصدّق، أبدلت التاء صادا للمجانسة ثمّ أدغمت في فاء الكلمة بعد تسكينها، ثمّ زيدت همزة الوصل في أوله للتخلّص من الساكن فأصبح اصّدّق، فوزن اسم الفاعل على هذا متفعّل بضمّ الميم وكسر العين (المصّدّقات) ، جمع الصّدّقة مؤنّث المصّدّق ... وقد ذكر أعلاه
[سورة الحديد (57) : آية 19]
وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (19)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (باللَّه) متعلّق ب (آمنوا) ، (هم) ضمير فصل «6» ، (عند) ظرف منصوب متعلّق بحال من الشهداء والعامل فيه الإشارة»
، (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (أجرهم) ، (7)(الواو) عاطفة (بآياتنا) متعلّق ب (كذّبوا) .
جملة: «الذين آمنوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «أولئك ... الصدّيقون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) وجملة: «لهم أجرهم ... » في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (الذين) «8» وجملة: «الذين كفروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الذين آمنوا ...
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني وجملة: «كذّبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كفروا وجملة: «أولئك أصحاب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين)
[سورة الحديد (57) : الآيات 20 الى 23]
اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوانٌ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاَّ مَتاعُ الْغُرُورِ (20) سابِقُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21) ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ (23)
الإعراب:
(أنّما) كافّة ومكفوفة (بينكم) ظرف منصوب متعلّق ب (تفاخر) (في الأموال) متعلّق ب (تكاثر) (كمثل) متعلّق بمحذوف خبر ثان للحياة «9» ، (ثمّ) حرف عطف وكذلك الفاء، (مصفرّا) حال منصوبة من ضمير الغائب في تراه، (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة، واستئنافيّة في الموضع الرابع (في الآخرة) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (عذاب) ، (مغفرة) معطوف على عذاب مرفوع (من اللَّه) متعلّق بنعت ل (مغفرة) ، (ما) نافية مهملة (إلّا) للحصر ...
جملة: «اعلموا ... » لا محلّ لها استئنافيّة والمصدر المؤوّل (أنّما الحياة ... لعب ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي اعلموا وجملة: «أعجب ... نباته» في محلّ جرّ نعت لغيث وجملة: «يهيج ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة أعجب وجملة: «تراه ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يهيج وجملة: «يكون ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة تراه وجملة: «في الآخرة عذاب ... » في محلّ رفع معطوفة على خبر الحياة وجملة: «ما الحياة. إلّا متاع» لا محلّ لها استئنافيّة مؤكّدة لما سبق 21- (إلى مغفرة) متعلّق ب (سابقوا) ، (من ربّكم) متعلّق بنعت ل (مغفرة) (عرض) متعلّق بخبر المبتدأ (عرضها) ، (للذين) متعلّق ب (أعدّت) ، (باللَّه) متعلّق ب (آمنوا) ، والإشارة في ذلك إلى الموعود به من المغفرة والجنّة، (من) موصول في محلّ نصب مفعول به ثان ...
وجملة: «سابقوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «عرضها كعرض ... » في محلّ جرّ نعت لجنّة وجملة: «أعدّت ... » في محلّ جرّ نعت ثان لجنّة وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «ذلك فضل ... » لا محلّ لها تعليليّة وجملة: «يؤتيه ... » في محلّ نصب حال عامله الإشارة وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) وجملة: «اللَّه ذو الفضل ... » لا محلّ لها استئنافيّة 22- (ما) نافية، ومفعول (أصاب) محذوف أي أصابكم (مصيبة) مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل أصاب «10» (في الأرض) متعلّق بنعت ل (مصيبة) «11» ، (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (في أنفسكم) متعلّق بما تعلّق به (في الأرض) فهو معطوف عليه (إلّا) للحصر (في كتاب) متعلّق بحال من مصيبة «12» ، (من قبل) متعلّق بما تعلّق به (في كتاب) ، (أن) حرف مصدري ونصب (على اللَّه) متعلّق بالخبر (يسير) والمصدر المؤوّل (أن نبرأها) في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «أصاب من مصيبة ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «نبرأها ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) وجملة: «إنّ ذلك على اللَّه يسير» لا محلّ لها استئناف بياني 23- (اللام) للجرّ (لا) نافية في المواضع الثلاثة (على ما) متعلّق ب (تأسوا) ، (بما) متعلّق ب (تفرحوا) والمصدر المؤوّل (كيلا تأسوا ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف تقديره أخبر اللَّه بذلك وجملة: «تأسوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (كي) وجملة: «فاتكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول وجملة: «تفرحوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تأسوا وجملة: «آتاكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني وجملة: «اللَّه لا يحبّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «لا يحب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللَّه)[سورة الحديد (57) : آية 24]
الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (24)
الإعراب:
(الذين) موصول في محلّ رفع مبتدأ خبره محذوف تقديره معذّبون «13» ، (بالبخل) متعلّق ب (يأمرون) (الواو) عاطفة (من) اسم شرط في محلّ رفع مبتدأ (الفاء) رابطة لجواب الشرط (هو) ضمير فصل «14» .
جملة: «الذين يبخلون ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يبخلون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «يأمرون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة وجملة: «من يتولّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يتولّ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «15» وجملة: «إنّ الله ... الغنيّ» في محلّ جزم جواب الشرط «16»
[سورة الحديد (57) : آية 25]
لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25)
الإعراب:
(اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (بالبيّنات) متعلّق بحال من المفعول أو من الفاعل (الواو) عاطفة في المواضع الآتية (معهم) ظرف منصوب متعلّق بحال من الكتاب أي محمولا معهم (اللام) للتعليل (يقوم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (بالقسط) متعلّق ب (يقوم) بتضمينه معنى يتعاملون ...
والمصدر المؤوّل (أن يقوم ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أنزلنا، أرسلنا) (فيه) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (بأس) ، (للناس) متعلّق ب (منافع) ، (ليعلم) مثل ليقوم (رسله) معطوف على ضمير الغائب في (ينصره) ، (بالغيب) متعلّق بحال من الضمير في ينصره..
جملة: «أرسلنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة وجملة: «أنزلنا» لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم وجملة: «يقوم الناس ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر وجملة: «أنزلنا (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزلنا (الأولى) وجملة: «فيه بأس ... » في محلّ نصب حال من الحديد وجملة: «يعلم الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر الثاني والمصدر المؤوّل (أن يعلم ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أنزلنا الحديد) ، وهو معطوف على مصدر مقدّر أي ليستعملوه وليعلم ...
وجملة: «ينصره ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) وجملة: «إنّ الله قوي ... » لا محلّ لها استئنافيّة
[سورة الحديد (57) : الآيات 26 الى 27]
وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَإِبْراهِيمَ وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ (26) ثُمَّ قَفَّيْنا عَلى آثارِهِمْ بِرُسُلِنا وَقَفَّيْنا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْناهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ إِلاَّ ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللَّهِ فَما رَعَوْها حَقَّ رِعايَتِها فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ (27)
الإعراب:
(ولقد أرسلنا) مرّ إعرابها «17» ، (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (في ذرّيتهما) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان مقدّم (الفاء) للتفريع (منهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (مهتد) ، وهو مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة فهو اسم منقوص و (منهم) الثاني نعت ل (كثير) جملة: «أرسلنا ... » لا محلّ لها جواب القسم ... وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة وجملة: «جعلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم وجملة: «منهم مهتد ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «كثير منهم فاسقون» لا محلّ لها معطوفة على جملة منهم مهتد 27- (على آثارهم) متعلّق ب (قفّينا) ، وكذلك (برسلنا) ، (بعيسى) متعلّق ب (قفّينا) الثاني (في قلوب) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (رهبانية) معطوف على رأفة بالواو «18» ، (ما) نافية (عليهم) متعلّق ب (كتبناها) ، (إلّا) للحصر (ابتغاء) مفعول لأجله منصوب (الفاء) عاطفة في الموضعين (حقّ) مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه أضيف إلى المصدر (منهم) متعلّق بحال من فاعل آمنوا، و (منهم) الثاني نعت ل (كثير) .
وجملة: «قفّينا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلنا وجملة: «قفّينا (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة قفّينا (الأولى) وجملة: «آتيناه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قفّينا (الثانية) وجملة: «جعلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آتيناه وجملة: «ابتدعوها» في محلّ نصب نعت لرهبانية وجملة: «ما كتبناها ... » في محلّ نصب نعت ثان لرهبانيّة وجملة: «رعوها ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة كتبناها وجملة: «آتينا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة ما رعوها وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «كثير ... فاسقون» لا محلّ لها استئنافيّة فيها معنى التعليل لعدم الرعاية الصرف:
(27) رهبانيّة: اسم منسوب إلى الرهبان فهو من نوع المصدر الصناعيّ، أو هو مصدر أصلا بمعنى الرياضة والانقطاع عن الناس والترهب، وزنة فعلانيّة بفتح فسكون (رعوها) فيه إعلال بالحذف أصله رعاوها، التقي ساكنان فحذفت الألف لام الكلمة فأصبح رعوها وبقي ما قبل الواو مفتوحا دلالة على الألف المحذوفة، وزنه فعوها ...
(رعايتها) ، مصدر سماعيّ لفعل رعي الثلاثيّ بمعنى حفظ وتدبّر الشؤون، وزنه فعالة بكسر الفاء
الفوائد:
- الواو المفردة..
وتنقسم إلي الأقسام التالية:
1- العاطفة، ومعناها مطلق الجمع، كقوله تعالى: فَأَنْجَيْناهُ وَأَصْحابَ السَّفِينَةِ وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَإِبْراهِيمَ.
2- أن تكون بمعنى باء الجر كقولهم: (أنت أعلم ومالك) أي بمالك.
3- واو الاستئناف التي يرتفع بعدها الفعل، كقوله تعالى: لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ.
4- واو الحال الداخلة على الجملة الاسمية، نحو: (جاء زيد والشمس طالعة) .
5- واو المعية: وينتصب الاسم بعدها على أنه مفعول معه، مثل: (سرت والجبل) ، أو ينتصب المضارع بعدها بأن المضمرة كقول الشاعر:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم
6- واو القسم، ولا تدخل إلا على اسم ظاهر، ولا تتعلق إلا بمحذوف تقديره أقسم، كقوله تعالى وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ.
7- واو (رب) كقول امرئ القيس:
وليل كموج البحر أرخي سدوله ... علي بأنواع الهموم ليبتلي ولا تدخل إلا على نكرة.
8- الواو الزائدة كقوله تعالى حَتَّى إِذا جاؤُها فُتِحَتْ أَبْوابُها.
9- واو ضمير الذكور مثل: (قاموا) وقد تستعمل لغير العقلاء، كقوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ.
10- الواو التي تأتي لإشباع الضم (واو الإشباع) كقول الشاعر:
جازيتموني بالوصال قطيعة ... شتّان بين صنيعكم وصنيعي
الشاهد الواو في (جازيتموني) .
[سورة الحديد (57) : الآيات 28 الى 29]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (28) لِئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ أَلاَّ يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29)
الإعراب:
(أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الذين) موصول في محلّ نصب بدل من أيّ- أو عطف بيان عليه- (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (برسوله) متعلّق ب (آمنوا) ، (يؤتكم) مضارع مجزوم جواب الأمر (من رحمته) متعلّق بنعت ل (كفلين) ، (يجعل) مضارع مجزوم معطوف على (يؤتكم) ، وكذلك (يغفر) ، (لكم) الأول مفعول به ثان، والثاني متعلّق ب (يغفر) ، (به) متعلّق ب (تمشون) والباء سببية، وضمّن الفعل معنى تهتدون (الواو) استئنافيّة جملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «اتّقوا ... » لا محلّ لها جواب النداء وجملة: «يؤتكم ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء وجملة: «يجعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يؤتكم وجملة: «تمشون ... » في محلّ نصب نعت ل (نورا) «19» وجملة: «يغفر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يؤتكم وجملة: «الله غفور ... » لا محلّ لها استئنافيّة 29- (اللام) للتعليل (أن) حرف مصدري ونصب (لا) زائدة (ألّا) مخفّفة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن محذوف «20» و (لا) نافية (على شيء) متعلّق ب (يقدرون) ، (من فضل) متعلّق بنعت ل (شيء) ... (بيد) متعلّق بخبر أنّ والمصدر المؤوّل (أن يعلم ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف أي: أعلمكم بذلك ليعلم ...
والمصدر المؤوّل (ألّا يقدرون ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعوليّ يعلم والمصدر المؤوّل (أنّ الفضل بيد ... ) في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل ألّا يقدرون ...
وجملة: «يعلم أهل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) وجملة: «يقدرون ... » في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة وجملة: «يؤتيه ... » في محلّ رفع خبر ثان ل (أنّ) وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من)وجملة: «الله ذو الفضل ... » لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة انتهت سورة الحديد ويليها سورة المجادلة
__________
(1) يجوز أن يكون الجارّ والمجرور تمييزا للموصول.
(2) يجوز أن تكون (لا) ناهية، والفعل بعدها مجزوم، والجملة معطوفة على الاستئنافيّة [.....]
(3) أو في محلّ نصب حال من الضمير في قلوبهم.
(4) يجوز أن يكون نائب الفاعل ضميرا يعود على التصدّق أو ثوابه المفهوم من السياق، فيتعلّق الجار بالفعل.
(5) يجوز أن تكون الجملة حالا بتقدير قد بعد واو الحال والعامل هو ما في (إنّ) من معنى التوكيد.
(6) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره الصدّيقون، والجملة خبر أولئك.
(7) أو هو خبر للمبتدأ الشهداء.. أو هو متعلّق بالشهداء على أنّه مبتدأ والخبر جملة لهم أجرهم.
(8) يجوز أن تكون حالا من الضمير في (الصديقون، الشهداء) .
(9) أو هو خبر لمبتدأ تقديره هي، أو مثلها ...
(10) جاز تذكير الفعل- والفاعل مؤنّث- لأنّ التأنيث مجازي.
(11) أو متعلّق ب (أصاب) ، أو بمصيبة.
(12) لتخصّصها بالعمل أو بالوصف أو بالحصر ...
(13) يجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هم، والجملة استئناف بياني ... كما يجوز أن يكون بدلا من (كلّ مختال) في الآية السابقة (23) .
(14) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره الغنيّ، والجملة خبر إنّ.
(15) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(16) يجوز أن تكون الجملة تعليلا للجواب المحذوف أي: من يتولّ فالله غنيّ عنه لأن الله هو الغني. [.....]
(17) في الآية السابقة (25) .
(18) أو هو مفعول به لفعل محذوف على الاشتغال يفسّره الفعل المذكور أي: ابتدعوا رهبانيّة.
(19) أو في محلّ نصب حال من الضمير في (لكم) والعامل فيها يجعل.
(20) يجوز أن يكون اسمها ضميرا يعود على أهل الكتاب أي أنّهم لا يقدرون على شيء من فضل الله.
-
رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء السابع والعشرون
سورة المجادلة
الحلقة (538)
من صــ160 الى صـ 178
الجزء الثّامن والعشرون
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة المجادلة
آياتها 22 آية
[سورة المجادلة (58) : آية 1]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (1)
الإعراب:
(قد) حرف تحقيق (في زوجها) متعلّق ب (تجادلك) بحذف مضاف أي في شأن زوجها (إلى اللَّه) متعلّق ب (تشتكي) ..
جملة: «قد سمع اللَّه ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «تجادلك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) .
وجملة: «تشتكي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تجادلك.. «1» .
وجملة: «اللَّه يسمع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الابتدائيّة.
وجملة: «يسمع ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللَّه) .
وجملة: «إنّ اللَّه سميع ... » لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(تحاور) ، مصدر قياسيّ للخماسيّ تحاور، وزنه تفاعل بفتح التاء وضمّ العين..
الفوائد
- حكم الظهار..
عن عائشة قالت: الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات. لقد جاءت المجادلة خولة بنت ثعلبة إلى رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) وكلمته في جانب البيت، وما أسمع ما تقول، فأنزل الله عز وجل قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ.
وكان زوجها أوس بن الصامت، قد طلب وقاعها، فأبت عليه، فقال لها: أنت عليّ كظهر أمي. فجاءت تجادل رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) في زوجها. أما حكم من ظاهر فتجب عليه الكفارة. والآية تدل على إيجاب الكفارة قبل المماسة، فإن جامع قبل أن يكفّر لم يجب عليه إلا كفارة واحدة، وهو قول أكثر أهل العلم، كمالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد وسفيان أما كفارة الظهار فإنها مرتبة، فيجب عليه عتق رقبة مؤمنة، فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن أفطر يوما متعمدا، أو نسي النية، يجب عليه استئناف الشهرين فإن جامع ليلا أثناء الصوم عصى بذلك، لكن لا يجب عليه استئناف الشهرين فإن عجز عن الصوم، لمرض، أو كبر، أو فرط شهوة لا تمكنه من الصبر على الجماع، يجب عليه إطعام ستين مسكينا، كل مسكين مد من غالب قوت البلد من حنطة أو شعير أو أرز أو ذرة أو تمر. ولو دفع الستين صاعا لمسكين واحد لم يجزئ ذلك عند الشافعي لظاهر الآية، وأجاز ذلك أبو حنيفة رضي الله عنهما، وإذا كان عنده رقبة يحتاج إليها للخدمة، أو معه ثمن الرقبة لكنه محتاج إليه للنفقة عدل إلى الصوم، والله أعلم.
[سورة المجادلة (58) : الآيات 2 الى 4]
الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلاَّ اللاَّئِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (2) وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ذلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ (4)
الإعراب:
(منكم) متعلّق بحال من فاعل يظاهرون (من نسائهم) متعلّق ب (يظاهرون) ، (ما) نافية عاملة عمل ليس (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر (اللائي) موصول في محلّ رفع خبر المبتدأ (أمّهاتهم) ، (الواو) عاطفة (اللام) للتوكيد (منكرا) مفعول به منصوب (من القول) متعلّق بنعت ل (منكرا) ، (الواو) عاطفة (اللام) للتوكيد..
جملة: «الذين يظاهرون ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يظاهرون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «ما هنّ أمّهاتهم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .
وجملة: «إن أمّهاتهم إلّا اللائي ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: «ولدنهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (اللائي) .
وجملة: «إنّهم ليقولون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «يقولون ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «إنّ الله لعفوّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّهم ليقولون.
3- (الواو) عاطفة وكذلك (ثمّ) ، (ما) حرف مصدريّ «2» ، (الفاء) زائدة في الخبر لمشابهة المبتدأ للشرط (تحرير) مبتدأ مؤخّر مرفوع، والخبر محذوف تقديره عليهم (من قبل) متعلّق ب (تحرير) (أن) حرف مصدريّ ونصب..
والمصدر المؤوّل (ما قالوا..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يعودون) .
والمصدر المؤوّل (أن يتماسّا..) في محلّ جرّ مضاف إليه.
(ذلكم) اسم إشارة في محلّ رفع مبتدأ، والإشارة إلى الحكم المذكور، و (الواو) في (توعظون) نائب الفاعل (به) متعلّق ب (توعظون) بتضمينه معنى تزجرون (ما) حرف مصدريّ «3» ..
وجملة: «الذين يظاهرون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الذين يظاهرون الأولى.
وجملة: «يظاهرون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «يعودون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: « (عليهم) تحرير ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .
وجملة: «يتماسّا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «ذلكم توعظون به» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «توعظون به» في محلّ رفع خبر المبتدأ (ذلكم) .
وجملة: «الله ... خبير» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الثاني.
4- (الفاء) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (لم) للنفي فقط «4» ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (صيام) مبتدأ مؤخّر، والخبر محذوف تقديره عليه (من قبل أن يتماسّا) مثل الأولى وتعليق الظرف ب (صيام) ، (الفاء) عاطفة (من لم يستطع) مثل من لم يجد (فإطعام) مثل فصيام (مسكينا) تمييز منصوب، والإشارة في (ذلك) إلى البيان والتعليم، وهو مبتدأ «5» خبره محذوف تقديره واقع (اللام) للتعليل (تؤمنوا) مضارع منصوب بأن مضمرة.
والمصدر المؤوّل (أن تؤمنوا..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بالخبر المحذوف «3» .
(بالله) متعلّق ب (تؤمنوا) ، (الواو) عاطفة في الموضعين، والإشارة في (تلك) إلى الأحكام المذكورة (للكافرين) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (عذاب) ..
وجملة: «من لم يجد ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لم يجد ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «7» .
وجملة: « (عليه) صيام ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «يتماسّا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «من لم يستطع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من لم يجد.
وجملة: «لم يستطع ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) الثاني «8»
وجملة: « (عليه) إطعام ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «ذلك (واقع) ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تؤمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «تلك حدود ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأخيرة.
وجملة: «للكافرين عذاب ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأخيرة.
الصرف:
(4) متتابعين: مثنّى متتابع، اسم فاعل من الخماسيّ تتابع، وزنه متفاعل بضمّ الميم وكسر العين.
(ستين) ، اسم للعدد، وهو من ألفاظ العقود، وزنه فعلين، وجاءت عينه ولامه من حرف واحد.
البلاغة
السلب والإيجاب: في قوله تعالى الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ.
وهذا الفن هو نفي الشيء من جهة وإيجابه من جهة أخرى، أو أمر بشيء من جهة ونهي عنه من جهة ثانية.
وهنا في هذه الآية الكريمة نفي لصيرورة المرأة أمّا بالظهار، وإثبات الأمومة للتي ولدت الولد.
[سورة المجادلة (58) : الآيات 5 الى 6]
إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَما كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ بَيِّناتٍ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ (5) يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا أَحْصاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6)
الإعراب:
(الواو) في (كبتوا) نائب الفاعل (ما) حرف مصدريّ (من قبلهم) متعلّق بمحذوف صلة الذين..
والمصدر المؤوّل (ما كبت..) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق..
(الواو) حاليّة (قد) حرف تحقيق (للكافرين عذاب) مرّ إعرابها «9» .
جملة: «إنّ الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يحادّون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «كبتوا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «كبت ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «أنزلنا ... » في محلّ نصب حال.
وجملة: «للكافرين عذاب ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
6- (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (مهين) «10» ، (جميعا) حال من الضمير الغائب في (يبعثهم) «11» ، (الفاء) عاطفة (ما) حرف مصدريّ «12» ، (على كلّ) متعلّق بالخبر (شهيد) .
والمصدر المؤوّل (ما عملوا..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (ينبّئهم) .
وجملة: «يبعثهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «ينبّئهم ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يبعثهم.
وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «أحصاه الله ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «نسوه ... » لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة «13» .
وجملة: «الله ... شهيد» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
[سورة المجادلة (58) : آية 7]
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (7)
الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة ما وكذلك (في الأرض) .
والمصدر المؤوّل (أنّ الله يعلم..) في محلّ نصب سدّ مسد مفعولي ترى.
(ما) نافية (يكون) مضارع تامّ (نجوى) مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل يكون (إلّا) للحصر في المواضع الثلاثة (لا) زائدة لتأكيد النفي في المواضع الثلاثة الآتية (خمسة) معطوف على نجوى تبعه في الجرّ لفظا «14» ، وكذلك (أدنى وأكثر) ، (من ذلك) متعلّق ب (أدنى) ، (معهم) ظرف منصوب متعلّق بخبر المبتدأ (هو) (أينما) ظرف مكان مجرّد من الشرط متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به معهم (كانوا) فعل ماض تام وفاعله (ثمّ) حرف عطف (ما) حرف مصدريّ «15» .
والمصدر المؤوّل (ما عملوا..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (ينبّئهم) .
(يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (ينبّئهم) ، (بكلّ) متعلّق بالخبر (عليم) .
جملة: «تر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يعلم ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «ما يكون ... » لا محلّ لها استئنافيّة لتقرير مضمون ما سبق.
وجملة: «هو رابعهم ... » في محلّ نصب حال.
وجملة: «هو سادسهم ... » في محلّ نصب حال.
وجملة: «هو معهم ... » في محلّ نصب حال.
وجملة: «كانوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «ينبّئهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما يكون.
وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «إنّ الله ... عليم» لا محلّ لها تعليليّة.
البلاغة
تخصيص الثلاثة والخمسة: في قوله تعالى ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ.
الداعي إلى تخصيص الثلاثة والخمسة أنه سبحانه قصد أن يذكر ما جرى عليه العادة من أعداد أهل النجوى والمخولين للشورى والمنتدبون لذلك ليسوا بكل أحد، وإنما هم طائفة مجتباة من أولي النهى والأحلام، ورهط من أهل الرأي والتجارب، وأول عددهم الاثنان فصاعدا إلى خمسة إلى ستة إلى ما اقتضته الحال. ألا ترى إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه كيف ترك الأمر شورى بين ستة ولم يتجاوز بها إلى سابع، فذكر عز وعلا الثلاثة والخمسة وقال «وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ» فدلّ على الاثنين والأربعة وقال «وَلا أَكْثَرَ» فدلّ على ما يلي هذا العدد ويقاربه.
[سورة المجادلة (58) : آية 8]
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوى ثُمَّ يَعُودُونَ لِما نُهُوا عَنْهُ وَيَتَناجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَإِذا جاؤُكَ حَيَّوْكَ بِما لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِما نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (8)
الإعراب:
(إلى الذين) متعلّق ب (ترى) بمعنى تنظر، والواو في (نهوا) نائب الفاعل، (عن النجوى) متعلّق ب (نهوا) ، (لما) متعلّق ب (يعودون) ، (عنه) متعلّق ب (نهوا) ، (الواو) عاطفة في المواضع الخمسة (بالإثم) متعلّق ب (يتناجون) ، (حيّوك) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، و (الواو) فاعل، و (الكاف) مفعول به (بما) متعلّق ب (حيّوك) ، (به) متعلّق ب (يحيّك) ، (في أنفسهم) حال من فاعل يقولون أي مسرّين (لولا) حرف تحضيض (ما) حرف مصدريّ «16» ، (الفاء) استئنافيّة، والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره هي أي جهنّم.
جملة: «تر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «نهوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «يعودون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «نهوا (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «يتناجون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يعودون.
وجملة: «جاؤوك ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «حيّوك ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «لم يحيّك به الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: «يقولون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: «يعذّبنا الله ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «نقول ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
والمصدر المؤوّل (ما نقول..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (يعذّبنا) .
وجملة: «حسبهم جهنّم» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يصلونها ... » في محلّ نصب حال «17» .
وجملة: «بئس المصير» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(نهوا) ، فيه إعلال بالتسكين، وإعلال بالحذف، أصله نهيوا بكسر الهاء وضم الياء، ثمّ سكّنت الياء لثقل الضمّة ونقلت الحركة إلى الهاء قبلها- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة فأصبح نهوا، وزنه فعوا.
(معصية) ، مصدر سماعيّ للثلاثيّ عصى يعصي، وزنه مفعلة بفتح الميم وكسر العين، وقد رسمت التاء في المصحف مفتوحة، وقد يكون اللفظ مصدرا ميميّا..
(حيّوك) ، فيه إعلال بالحذف، وذلك لالتقاء الساكنين، وفتح ما قبل الواو دلالة على الألف المحذوفة وزنه فعّوك، بفتح الفاء والعين المشدّدة.
(يحيّك) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه يفعّك..
الفوائد:
- مكر اليهود..
عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل رهط من اليهود على رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) فقالوا: السّام عليك. قالت عائشة: ففهمتها، فقلت: عليكم السام واللعنة.
قالت: فقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : مهلا يا عائشة، إن الله يحبّ الرفق في الأمر كله،فقلت يا رسول الله ألم تسمع ما قالوا؟ قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) قد قلت: عليكم.
وللبخاري أن اليهود أتوا النبي (صلّى الله عليه وسلّم) فقالوا: السّام عليك، فقال: وعليكم. فقالت عائشة: السام عليكم ولعنكم الله وغضب عليكم. فقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : يا عائشة عليك بالرفق، وإياك والعنف والفحش. قالت: أو لم تسمع ما قالوا: قال: أولم تسمعي ما قلت؟ رددت عليهم، فيستجاب لي فيهم، ولا يستجاب لهم فيّ.
ومعنى السام: الموت. قال الخطابي: عامة المحدثين يروون: إذا سلم عليك أهل الكتاب فإنما يقولون: السام عليكم، فقولوا: وعليكم.
[سورة المجادلة (58) : الآيات 9 الى 10]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَناجَيْتُمْ فَلا تَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَناجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (9) إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضارِّهِمْ شَيْئاً إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (10)
الإعراب:
(أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الذين) بدل من أيّ في محلّ نصب- أو عطف بيان- (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) ناهية جازمة (بالإثم) متعلّق ب (تتناجوا) ، (بالبرّ) متعلّق ب (تناجوا) ، (إليه) متعلّق ب (تحشرون) و (الواو) فيه نائب الفاعل.
جملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «امنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «تناجيتم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «لا تتناجوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «تناجوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: «اتّقوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: «تحشرون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
10- (إنّما) كافّة ومكفوفة (من الشيطان) متعلّق بخبر المبتدأ (النجوى) ، (اللام) للتعليل (يحزن) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (الذين) موصول في محلّ رفع فاعل «18» ، (الواو) حاليّة (ضارّهم) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ليس، واسم ليس ضمير يعود على الشيطان (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر أي شيئا من الضرر (إلّا) للاستثناء (بإذن) متعلّق بنعت للمستثنى المحذوف أي إلّا ضررا حاصلا بإذن الله..
والمصدر المؤوّل (أن يحزن..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر ثان للنجوى.
(الواو) عاطفة (على الله) متعلّق ب (يتوكّل) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر»
، (اللام) لام الأمر (يتوكّل) مضارع مجزوم، وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين..
وجملة: «النجوى من الشيطان ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يحزن ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين)(19) .
وجملة: «ليس بضارّهم ... » في محلّ نصب حال.
وجملة: «يتوكّل المؤمنون» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن اتّكل
الناس على غير الله فليتوكّل المؤمنون على الله.. وجملة الشرط والجواب معطوفة على جملة جواب النداء من الشرط إذا وفعله.
الصرف:
(9) تتناجوا: فيه إعلال بالحذف لالتقاء الألف الساكنة لام الفعل مع واو الجماعة، وزنه تتفاعوا (تناجوا) ، فيه إعلال بالحذف مثل تتناجوا وعلى قياسه.
__________
(1) يجوز أن تكون خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي، والجملة الاسميّة حال.
(2) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف، والجملة بعده صلة.
(3) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف.
(4) هو عند أكثر المعربين الجازم للفعل بعده، ولكن آثرنا الإعراب أعلاه لتظلّ دلالة الكلام على الاستقبال.
(5) أو هو مفعول به لفعل محذوف تقديره فعلنا ذلك.
(6) أو متعلّق بالفعل المحذوف.
(7) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(8) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(9) في الآية السابقة (4) .
(10) أو متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به (للكافرين) . [.....]
(11) أو توكيد للضمير منصوب.
(12) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف.
(13) يجوز أن تكون في محلّ نصب حال من الضمير في أحصاه بتقدير قد.
(14) أو معطوف على العدد ثلاثة.. ويجوز في (أدنى) أن يكون مبتدأ خبره جملة هو معهم، والعطف من عطف الجمل..
(15) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف.
(16) أو اسم موصول في محلّ جر، والعائد محذوف.
(17) أو اعتراضيّة إذا عطفت جملة (بئس المصير) على جملة (حسبهم جهنّم) .
(18) أو في محلّ نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر يعود على الشيطان.. وحزنه يحزنه باب نصر وأحزنه جعله حزينا..
(19) انظر إعراب التركيب في الآية (122) والآية (160) من سورة آل عمران، والآية (11) من سورة المائدة.
-
رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثامن والعشرون
سورة المجادلة
الحلقة (539)
من صــ178 الى صـ 189
[سورة المجادلة (58) : آية 11]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11)
الإعراب:
(يأيّها الذين آمنوا) مرّ إعرابها «1» ، (لكم) متعلّق ب (قيل) ، (في المجالس) متعلّق ب (تفسحوا) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط في الموضعين (يفسح) مضارع مجزوم جواب الأمر، وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (لكم) الثاني متعلّق ب (يفسح) ، (يرفع) مثل يفسح (منكم) متعلّق بحال من فاعل آمنوا (العلم) مفعول به ثان منصوب «2» (درجات) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو من نوع الصفة له أي رفعا ذا درجات «3» ، (ما) حرف مصدريّ «4» .
وجملة: «قيل ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «تفسّحوا ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «5» .
وجملة: «افسحوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «يفسح الله ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «قيل (الثانية) » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «انشزوا ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «6» .
وجملة: «يرفع الله ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «أوتوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) (الثاني) .
وجملة: «الله ... خبير» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
الصرف:
(المجالس) ، جمع المجلس، اسم مكان من (جلس) باب ضرب، وزنه مفعل بفتح الميم وكسر العين.
البلاغة
التعميم والتخصيص: في قوله تعالى يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ.
في هذه الآية الكريمة تعميم ثم تخصيص، وذلك أن الجزاء برفع الدرجات هاهنا مناسب للعمل، لأن المأمور به تفسيح المجلس كيلا يتنافسوا في القرب من المكان الرفيع حوله (صلّى الله عليه وسلّم) فيتضايقوا، فلما كان الممتثل لذلك يخفض نفسه عما يتنافس فيه من الرفعة، امتثالا وتواضعا، جوزي على تواضعه برفع الدرجات، كقوله «من تواضع لله رفعه الله» ، ثم لما علم أن أهل العلم بحيث يستوجبون عند أنفسهم وعند الناس ارتفاع مجالسهم، خصهم بالذكر عند الجزاء ليسهل عليهم ترك ما لهم من الرفعة في المجلس، تواضعا لله تعالى.
الفوائد
- فضل العلم..
قال الحسن: قرأ ابن مسعود هذه الآية وقال: أيها الناس افهموا هذه الآية، ولترغبكم في العلم، فإن الله تعالى يقول: يرفع المؤمن العالم فوق المؤمن الذي ليس بعالم درجات. وقيل: إن العالم يحصل له بعلمه، من المنزلة والرفعة، ما لا يحصل لغيره.
عن قيس بن كثير قال: قدم رجل من المدينة على أبي الدرداء، وهو بدمشق، فقال: ما أقدمك يا أخي؟ قال: حديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) قال:
ما جئت لحاجة غيره. قال: لا. قال: أما قدمت في تجارة؟ قال: لا، قال: ما جئت إلا في طلب هذا الحديث. قال: نعم، قال: فإني سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يقول: من سلك طريقا يبتغي فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة تضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض، حتى الحيتان في الماء. وفضل العالم على العابد، كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، إنما.
ورّثوا العلم، من أخذه فقد أخذ بحظ وافر. أخرجه الترمذي.
[سورة المجادلة (58) : الآيات 12 الى 13]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ذلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12) أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (13)
الإعراب:
(يأيّها الذين آمنوا) مرّ إعرابها مفردات وجملا «7» ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (بين) ظرف منصوب متعلّق ب (قدّموا) ، والإشارة في (ذلك) إلى تقديم الصدقة (لكم) متعلّق ب (خير) ، (الفاء) عاطفة (لم) للنفي فقط، (الفاء) تعليليّة- أو رابطة-.
وجملة: «ناجيتم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قدّموا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «ذلك خير ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «لم تجدوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء الشرط وفعله وجوابه.
وجملة: «إنّ الله غفور ... » لا محلّ لها تعليل لجواب إن المحذوف أي إن لم تجدوا فلا بأس عليكم فإنّ الله غفور ...
13- (الهمزة) للاستفهام التقريريّ (أن) حرف مصدريّ ونصب (بين) مثل الأول (الفاء) استئنافيّة (إذ) ظرف تضمّن معنى الشرط «8» متعلّق بمضمون الجواب (لم) للنفي والقلب والجزم «9» ، (الواو) اعتراضيّة- أو حاليّة- (عليكم) متعلّق ب (تاب) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (ما) حرف مصدريّ «10» .
والمصدر المؤوّل (أن تقدّموا..) في محلّ جرّ ب (من) محذوفة متعلّق ب (أشفقتم) .
(والمصدر المؤوّل (ما تعملون..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بالخبر (خبير) .
وجملة: «أشفقتم ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز جواب النداء.
وجملة: «تقدّموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «لم تفعلوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «تاب الله ... » لا محلّ لها اعتراضيّة بين الشرط والجواب «11» .
وجملة: «أقيموا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «آتوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أقيموا.
وجملة: «أطيعوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أقيموا.
وجملة: «الله خبير ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أشفقتم «12» .
وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
البلاغة
الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً.
أي فتصدقوا قبلها، وأصل التركيب يستعمل فيمن له يدان، ويمكن أن تكون الاستعارة مكنية، بتشبيه النجوى بالإنسان.
الفوائد:
- صدقة النجوى..
قال ابن عباس: إن الناس سألوا رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) وأكثروا حتى شق عليه، فأراد الله تعالى أن يخفف على نبيّه (صلّى الله عليه وسلّم) ، ويثبطهم عن ذلك، فأمرهم أن يقدموا صدقة على مناجاة رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) ،
وقال مجاهد: نهوا عن المناجاة حتى يتصدقوا، فلم يناجه إلا علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، تصدق بدينار وناجاه. ثم نزلت الرخصة، فكان علي يقول: آية في كتاب الله، لم يعمل بها أحد قبلي، ولا يعمل بها أحد بعدي، وهي آية المناجاة.
[سورة المجادلة (58) : الآيات 14 الى 19]
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ما هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (14) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذاباً شَدِيداً إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (15) اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (16) لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (17) يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكاذِبُونَ (18)
اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ (19)
الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام التعجّبيّ (إلى الذين) متعلّق ب (تر) بمعنى تنظر (تولّوا) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. و (الواو) فاعل (عليهم) متعلّق ب (غضب) ، (ما) نافية عاملة عمل ليس (منكم) متعلّق بخبر ما «13» ، (لا) زائدة لتأكيد النفي (منهم) متعلّق بما تعلّق به (منكم) فهو معطوف عليه (على الكذب) متعلّق ب (يحلفون) ، (الواو) حاليّة..
جملة: «لم تر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تولّوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «غضب الله ... » في محلّ نصب نعت ل (قوما) .
وجملة: «ما هم منكم ... » في محلّ نصب حال من الضمير في (تولّوا) «14» .
وجملة: «يحلفون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تولّوا..
وجملة: «هم يعلمون ... » في محلّ نصب حال.
وجملة: «يعلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
15- (لهم) متعلّق ب (أعدّ) ، (ما) موصول في محلّ رفع فاعل لفعل ساء المتصرّف، والعائد محذوف..
وجملة: «أعدّ الله ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «إنّهم ساء ما كانوا» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «ساء ما كانوا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «كانوا يعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «يعملون» في محلّ نصب خبر كانوا.
16- (الفاء) عاطفة (عن سبيل) متعلّق ب (صدّوا) ، (الفاء) عاطفة (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر (عذاب) .
وجملة: «اتّخذوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «صدّوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اتّخذوا.
وجملة: «لهم عذاب» لا محلّ لها معطوفة على جملة اتّخذوا مسبّبة عما سبق.
17- (عنهم) متعلّق ب (تغني) ، (لا) زائدة لتأكيد النفي (من الله) متعلّق ب (تغني) بحذف مضاف أي من عذابه (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر أي إغناء ما (فيها) متعلّق ب (خالدون) ..
وجملة: «لن تغني ... أموالهم» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أولئك أصحاب النار..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «هم فيها خالدون» في محلّ نصب حال من أصحاب والعامل فيها الإشارة- أو من النار-.
18- (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تغني) «15» ، (جميعا) حال منصوبة من الضمير في (يبعثهم) «16» ، (الفاء) عاطفة (له) متعلّق ب (يحلفون) ، (ما) حرف مصدريّ (لكم) متعلّق ب (يحلفون) الثانيّ..
والمصدر المؤوّل (ما يحلفون) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق أي حلفا كحلفهم لكم.
(الواو) حاليّة (على شيء) متعلّق بمحذوف خبر أنّ (ألا) للتنبيه (هم) ضمير فصل «17» ..
والمصدر المؤوّل (أنّهم على شيء) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يحسبون..
وجملة: «يبعثهم الله ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «يحلفون له» في محلّ جرّ معطوفة على جملة يبعثهم.
وجملة: «يحلفون لكم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «يحسبون ... » في محلّ نصب حال.
وجملة: «إنّهم ... الكاذبون» لا محلّ لها استئنافيّة.
19- (عليهم) متعلّق ب (استحوذ) ، (الفاء) عاطفة (ألا إنّ ... هم الخاسرون) مثل ألا إنّهم هم الكاذبون.
وجملة: «استحوذ عليهم الشيطان» لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «أنساهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استحوذ.
وجملة: «أولئك حزب الشيطان ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّ حزب ... الخاسرون» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(16) جنّة: اسم بمعنى الستر وزنه فعلة بضمّ فسكون، وعينه ولامه من حرف واحد.
الفوائد
- (كما) ..
تقع (كما) بعد الجمل كثيرا، صفة في المعنى، فتكون نعتا لمصدر أو حالا، ويحتملها قوله تعالى في الآية التي نحن بصددها: فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ وقوله تعالى يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنا إِنَّا كُنَّا فاعِلِينَ فإن قدرته نعتا لمصدر، فهو إما معمول لنعيده أي (نعيد أول خلق إعادة) ، أو لنطوي أي نفعل هذا الفعل العظيم كفعلنا هذا الفعل وإن قدرته حالا، فصاحب الحال مفعول نعيده، أي نعيده مماثلا للذي بدأنا.
وينطبق هذا الحكم أيضا على كلمة «كذلك» .
[سورة المجادلة (58) : آية 20]
إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (20)
الإعراب:
(في الأذلّين) متعلّق بخبر المبتدأ (أولئك) ..
جملة: «إنّ الذين يحادّون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يحادّون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «أولئك في الأذلّين» في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(الأذلّين) ، جمع الأذلّ، اسم تفضيل من الثلاثيّ ذلّ، وزنه أفعل، وقد جاء جمعا لأنه محلّى بأل.
[سورة المجادلة (58) : آية 21]
كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (21)
الإعراب:
(اللام) لام القسم (أنا) ضمير منفصل في محلّ رفع توكيد للضمير المستتر فاعل أغلبنّ (الواو) عاطفة (رسلي) معطوف على الضمير المستتر فاعل أغلبنّ، مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء، و (الياء) مضاف إليه.
جملة: «كتب الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أغلبنّ ... » لا محلّ لها جواب القسم المتمثّل بفعل كتب ...
وجملة: «إنّ الله قويّ» لا محلّ لها تعليليّة.
[سورة المجادلة (58) : آية 22]
لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22)
الإعراب:
(لا) نافية (بالله) متعلّق ب (يؤمنون) ، (الواو) حاليّة (لو) حرف شرط غير جازم (أو) حرف عطف في المواضع الثلاثة (في قلوبهم) متعلّق ب (كتب) بتضمينه معنى أثبت (بروح) متعلّق ب (أيّدهم) ، (منه) متعلّق بنعت لروح (الواو) عاطفة (من تحتها) متعلّق ب (تجري) «18» بحذف مضاف أي من تحت أشجارها (خالدين) حال من ضمير الغائب في (يدخلهم) «19» ، (عنهم) متعلق ب (رضي) ، و (عنه) متعلق ب (رضوا) ، (أولئك حزب ... هم المفلحون) مر إعراب نظيرها «20» ..
جملة: «لا تجد ... » لا محل لها استئنافية.
وجملة: «يؤمنون بالله ... » في محل نصب نعت ل (قوما) .
وجملة: «يوادون ... » في محل نصب مفعول به ثان لفعل تجد «21» .
وجملة: «حاد ... » لا محل لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «كانوا آباؤهم ... » في محل نصب حال.
وجملة: «أولئك كتب ... » لا محل لها استئناف بياني.
وجملة: «كتب ... » في محل رفع خبر المبتدأ (أولئك) .
وجملة: «أيدهم ... » في محل رفع معطوفة على جملة كتب.
وجملة: «يدخلهم ... » في محل رفع معطوفة على جملة كتب.
وجملة: «تجري ... الأنهار» في محل نصب نعت لجنات.
وجملة: «رضي الله عنهم» في محل رفع خبر ثان للمبتدأ (أولئك) «22» .
وجملة: «رضوا عنه» في محل رفع معطوفة على جملة رضي الله.
وجملة: «أولئك حزب ... » لا محل لها استئناف مقرر لمضمون ما سبق.
وجملة: «إن حزب الله ... » لا محل لها استئنافية.
الصرف:
(روح) ، اسم بمعنى النور أو الهدى أو البرهان أو الرحمة أو النصر أو جبريل عليه السلام، وزنه فعل بضم فسكون.
البلاغة
الترتيب الرائع: في قوله تعالى ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم.
حيث قدم الآباء، لأنه يجب على أبنائهم طاعتهم ومصاحبتهم في الدنيا بالمعروف وثنى بالأبناء، لأنهم أعلق بهم، لكونهم أكبادهم وثلث بالإخوان، لأنهم الناصرون لهم:
أخاك أخاك إن من لا أخا له ... كساع إلى الهيجا بغير سلاح
وختم بالعشيرة لأن الاعتماد عليهم والتناصر بهم بعد الاخوان غالبا.
انتهت سورة المجادلة بعون الله
__________
(1) مفردات وجملا في الآية (9) من السورة.
(2) الواو نائب الفاعل هو المفعول الأول.
(3) أو حال بحذف مضاف أي ذوي درجات.
(4) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف، والجملة صلة.
(5، 6) هي في الأصل مقول القول. [.....]
(7) في الآية (9) من السورة.
(8) قد يكون للمضيّ، وقد يكون للمستقبل، أو بمعنى إن.
(9) أو للنفي والجزم فقط.
(10) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف، والجملة صلة.
(11) أو في محلّ نصب حال من فاعل تفعلوا.
(12) أو استئنافيّة في حيّز جواب النداء.
(13) أو هو خبر المبتدأ هم.
(14) يجوز أن تكون استئنافيّة فلا محلّ لها..
(15) أو هو مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر.
(16) أو توكيد معنوي لضمير الغائب في (يبعثهم) .
(17) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره الكاذبون.. والجملة الاسميّة خبر إنّ.
(18) أو متعلق بمحذوف حال من الأنهار.
(19) أو حال من جنات.
(20) في الآية (19) من هذه السورة. [.....]
(21) إذا كان بمعنى تعلم.. أو في محل نصب حال من مفعول تجد إذا كان بمعنى تلقى، كما يصح أن يكون نعتا آخر ل (قوما) .
(22) أو لا محل لها استئناف بياني.
-
رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثامن والعشرون
سورة الحشر
الحلقة (540)
من صــ189 الى صـ 202
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الحشر
آياتها 24 آية
[سورة الحشر (59) : آية 1]
بسم الله الرحمن الرحيم
سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم (1)
الإعراب:
(لله) متعلق بحال من الموصول فاعل سبح «1» ، (في السموات) متعلق بمحذوف صلة الموصول ما (في الأرض) متعلق بصلة ما الثاني (الواو) حالية..
جملة: «سبح ... ما في السموات» لا محل لها ابتدائية.
وجملة: «هو العزيز ... » في محل نصب حال من لفظ الجلالة.
[سورة الحشر (59) : الآيات 2 الى 4]
هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار (2) ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب النار (3) ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاق الله فإن الله شديد العقاب (4)
الإعراب:
(من أهل) متعلق بحال من فاعل كفروا (من ديارهم) متعلق ب (أخرج) ، (لأول) متعلق ب (أخرج) «2» (ما) نافية (أن) حرف مصدري ونصب (حصونهم) فاعل اسم الفاعل مانعتهم (من الله) متعلق ب (مانعتهم) بحذف مضاف أي من عذاب الله «3» ، (الفاء) عاطفة (حيث) ظرف مبني على الضم في محل جر متعلق ب (أتاهم) ، (في قلوبهم) متعلق ب (قذف) ، (بأيديهم) متعلق ب (يخربون) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدر (أولي) منادى مضاف منصوب، وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكر السالم.
جملة: «هو الذي ... » لا محل لها استئنافية.
وجملة: «أخرج ... » لا محل لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «كفروا ... » لا محل لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «ما ظننتم ... » لا محل لها استئنافية.
وجملة: «يخرجوا ... » لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) .
والمصدر المؤول (أن يخرجوا..) في محل نصب سد مسد مفعولي ظننتم.
والمصدر المؤول (أنهم مانعتهم..) في محل نصب سد مسد مفعولي ظنوا.
وجملة: «ظنوا ... » لا محل لها معطوفة على جملة ما ظننتم.
وجملة: «أتاهم الله ... » لا محل لها معطوفة على جملة ظنوا.
وجملة: «لم يحتسبوا ... » في محل جر مضاف إليه.
وجملة: «قذف ... » لا محل لها معطوفة على جملة أتاهم الله.
وجملة: «يخربون ... » لا محل لها استئناف بياني «4» .
وجملة: «اعتبروا ... » في محل جواب شرط مقدر أي إن كان هذا شأن الكافرين فاعتبروا بحالهم.
وجملة: «يا أولى الأبصار ... » لا محل لها استئنافية.
3- (الواو) استئنافية (لولا) حرف شرط غير جازم (أن) حرف مصدري (عليهم) متعلق ب (كتب) ، (اللام) واقعة في جواب لولا (في الدنيا) متعلق ب (عذبهم) ، (لهم) متعلق بخبر مقدم للمبتدأ (عذاب) ، (في الآخرة) حال من عذاب «5» .
والمصدر المؤول (أن كتب) في محل رفع مبتدأ.. والخبر محذوف تقديره موجود.
وجملة: «لولا كتابة الجلاء ... » لا محل لها استئنافية.
وجملة: «كتب ... » لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) .
وجملة: «عذبهم ... » لا محل لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «لهم ... عذاب» لا محل لها استئنافية «6» .
4- الإشارة في قوله (ذلك) إلى الإجلاء في الدنيا والعذاب في الآخرة..
(الواو) استئنافية (الفاء) تعليلية.
والمصدر المؤول (أنهم شاقوا ... ) في محل جر بالباء متعلق بمحذوف خبر المبتدأ (ذلك) .
وجملة: «ذلك بأنهم ... » لا محل لها تعليلية.
وجملة: «شاقوا ... » في محل رفع خبر أن.
وجملة: «من يشاق ... » لا محل لها استئناف مقرر لمضمون ما سبق.
وجملة: «يشاق ... » في محل رفع خبر المبتدأ (من) «7» .
وجملة: «إن الله شديد ... » لا محل لها تعليل للجواب المقدر أي: من يشاق الله يعاقبه فإن الله شديد العقاب.
الصرف:
(2) مانعتهم: مؤنث مانع، اسم فاعل من الثلاثي منع، وزنه فاعل.
(حصونهم) ، جمع حصن، اسم للمكان المحصن، وزنه فعل بكسر فسكون، ووزن حصون فعول بضمتين.
(3) الجلاء: مصدر سماعي لفعل جلا الثلاثي، وفيه إبدال الواو همزة أصله جلاو، تطرفت الواو بعد ألف ساكنة قلبت همزة، وزنه فعال بفتح الفاء.
الفوائد:
- إجلاء بني النضير..
حين قدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المدينة، صالحه بنو النضير، على ألا يكونوا عليه ولا له. فلما هزم المسلمون يوم أحد ارتابوا ونكثوا، فخرج كعب بن الأشرف في أربعين راكبا إلى مكة، فحالف أبا سفيان عند الكعبة، فأمر صلى الله عليه وسلم محمد بن مسلمة الأنصاري فقتل كعبا غيلة، ثم خرج النبي (صلى الله عليه وسلم) مع الجيش إليهم، فحاصرهم إحدى وعشرين ليلة، وأقر بقطع نخيلهم، فلما قذف الله الرعب في قلوبهم، طلبوا الصلح، فأبى عليهم إلا الجلاء، على أن يحمل كل ثلاثة بيوت على بعير ما شاؤوا من متاعهم، ما عدا السلاح فجلوا إلى أذرعات وأريحاء من أرض الشام. وهذا الجلاء هو أول حشرهم. وأوسط حشرهم إجلاء عمر رضي الله عنه لهم من خيبر إلى الشام وآخر حشرهم يوم القيامة.
[سورة الحشر (59) : الآيات 5 الى 6]
ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين (5) وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شيء قدير (6)
الإعراب:
(ما) اسم شرط جازم في محل نصب مفعول به عامله قطعتم (من لينة) متعلق بحال من ما «8» ، (أو) حرف عطف، والواو في (تركتموها) زائدة إشباع حركة الميم (قائمة) حال منصوبة من ضمير الغائب المفعول «9» (الفاء) رابطة لجواب الشرط (بإذن) متعلق بخبر لمبتدأ محذوف تقديره فعلكم- أو قطعها- (الواو) عاطفة (اللام) للتعليل (يخزي) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل هو يعود على لفظ الجلالة..
والمصدر المؤول (أن يخزي..) في محل جر باللام متعلق بفعل محذوف هو والمعطوف عليه أي: أذن الله في قطعها ليسر المؤمنين وليخزي الفاسقين.
جملة: «قطعتم ... » لا محل لها استئنافية.
وجملة: «تركتموها ... » لا محل لها معطوفة على الاستئنافية.
وجملة: « (فعلكم) بإذن الله ... » في محل جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «يخزي ... » لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر.
6- (الواو) عاطفة (ما أفاء) مثل ما قطعتم (على رسوله) متعلق ب (أفاء) ، وكذلك (منهم) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ما) نافية (عليه) متعلق ب (أوجفتم) ، (خيل) مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به (لا) زائدة لتأكيد النفي (ركاب) معطوف على خيل بالواو مجرور لفظا (الواو) عاطفة (على من) متعلق ب (يسلط) ، وفاعل (يشاء) ضمير يعود على لفظ الجلالة (الواو) عاطفة (على كل) متعلق بالخبر (قدير) .
وجملة: «ما أفاء الله ... » لا محل لها معطوفة على جملة ما قطعتم.
وجملة: «ما أوجفتم ... » في محل جزم جواب الشرط مقترن بالفاء.
وجملة: «لكن الله يسلط ... » لا محل لها معطوفة على جملة ما أفاء الله.
وجملة: «يسلط ... » في محل رفع خبر لكن.
وجملة: «يشاء ... » لا محل لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «الله ... قدير» لا محل لها معطوفة على جملة الاستدراك.
الصرف:
(5) لينة: اسم للنخلة وزنه فعلة بكسر فسكون، وقيل إن أصل عين الكلمة واو لأنها من اللون، وقلبت ياء لانكسار ما قبلها.. وقيل هي ياء من اللين.
(6) أفاء: فيه إعلال بالقلب قياسه مثل فاء.. انظر الآية (226) من سورة البقرة.
(ركاب) ، اسم جمع لا واحد له من لفظه، وهو ما يركب من الإبل، واحدة راحلة، وزنه فعال بالكسر.
[سورة الحشر (59) : الآيات 7 الى 8]
ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب (7) للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون (8)
الإعراب:
(ما أفاء ... من أهل) مثل ما أفاء ... منهم «10» ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لله) متعلق بخبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (الواو) عاطفة في المواضع السبعة، والأخيرة استئنافية (اليتامى) معطوف على لفظ الجلالة- أو على ذي- وكذلك (المساكين، ابن) ، (كيلا) حرف مصدري ونصب، وحرف نفي، واسم (يكون) ضمير يعود على الفيء (بين) ظرف منصوب متعلق بنعت لدولة (منكم) متعلق بحال من الأغنياء (ما آتاكم) مثل ما قطعتم»
، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ما نهاكم) مثل ما قطعتم»
، (عنه) متعلق ب (نهاكم) ، (فانتهوا) مثل فخذوه..
جملة: «ما أفاء الله ... » لا محل لها استئنافية.
وجملة: « (هو) لله ... » في محل جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «يكون دولة ... » لا محل لها صلة الموصول الحرفي (كي) .
والمصدر المؤول (كيلا يكون..) في محل جر بحرف جر محذوف هو اللام متعلق بفعل محذوف، أي: جعل الفيء كذلك لكي لا يكون ...
وجملة: «آتاكم الرسول ... » لا محل لها معطوفة على جملة ما أفاء الله.
وجملة: «خذوه ... » في محل جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «ما نهاكم عنه ... » لا محل لها معطوفة على جملة آتاكم الرسول.
وجملة: «نهاكم عنه ... » في محل رفع خبر المبتدأ (ما) «11» .
وجملة: «انتهوا ... » في محل جزم جواب الشرط الثاني مقترنة بالفاء.
وجملة: «اتقوا ... » لا محل لها استئنافية.
وجملة: «إن الله شديد ... » لا محل لها تعليلية.
8- (للفقراء) بدل من ذي القربى بإعادة الجار «12» ، والواو في (أخرجوا) نائب الفاعل (من ديارهم) متعلق بفعل أخرجوا (من الله) متعلق ب (يبتغون) ، (هم) ضمير فصل للتوكيد «13» ..
وجملة: «أخرجوا ... » لا محل لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «يبتغون ... » في محل نصب حال من نائب الفاعل.
وجملة: «ينصرون ... » في محل نصب معطوفة على جملة يبتغون.
وجملة: «أولئك ... الصادقون» لا محل لها استئناف بياني.
الصرف:
(7) دولة: اسم بمعنى متداول، وزنه فعلة بضم فسكون.
(نهاكم) ، فيه إعلال بالقلب، أصل الألف ياء، تحركت بعد فتح قلبت ألفا، من باب فتح.
(انتهوا) ، فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف، أصله انتهيوا بياء قبل الواو، استثقلت الضمة على الياء فسكنت ونقلت الحركة إلى الهاء- إعلال بالتسكين- التقى سكونان في الواو والياء فحذفت الياء تخلصا من الساكنين..
وزنه افتعوا.
البلاغة
الفصل: في قوله تعالى ما أفاء الله على رسوله.
والفصل: هو ترك عطف جملة على أخرى، وضده الوصل، وهو عطف بعض الجمل على بعض. حيث أن بين الآية هذه والآية التي قبلها اتحاد تام، ففصل بين الآيتين. والفصل بحد ذاته بلاغة، فقد قيل لبعضهم: ما البلاغة؟ فقال:
معرفة الفصل والوصل.
الفوائد
- حكم الفيء:
تقدم الحديث عن حكم الغنيمة في مطلع سورة الأنفال، وأما حكم الفيء فإنه لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) مدة حياته، يضعه حيث يشاء. فكان ينفق على أهله منه نفقة سنتهم، ويجعل ما بقي في الكراع والسلاح، عدة في سبيل الله. واختلف العلماء في الفيء بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) . فقال قوم: هو للأئمة من بعده. وللشافعي فيه قولان: أحدهما انه للمقاتلة، والثاني: هو لمصالح المسلمين، يبدأ بالمقاتلة ثم الأهم فالأهم من المصالح، واختلفوا في تخميس مال الفيء، فذهب أكثر أهل العلم إلى أنه لا يخمس، بل يصرف جميعه في صالح جميع المسلمين. قرأ عمر بن الخطاب رضي الله عنه (ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى) حتى بلغ (للفقراء المهاجرين) إلى قوله والذين جاؤ من بعدهم ثم قال: هذه استوعبت المسلمين عامة. قال: وما على وجه الأرض مسلم إلا وله في هذا الفيء حق، إلا ما ملكت أيمانكم.
[سورة الحشر (59) : الآيات 9 الى 10]
والذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون (9) والذين جاؤ من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤف رحيم (10)
الإعراب:
(الواو) استئنافية (من قبلهم) متعلق ب (تبوؤا) «14» ، (إليهم) متعلق ب (هاجر) ، (لا) نافية (في صدورهم) متعلق بمحذوف مفعول به ثان (مما) متعلق بنعت لحاجة، والعائد محذوف، والواو في (أوتوا) نائب الفاعل (على أنفسهم) متعلق ب (يؤثرون) ، (الواو) حالية (لو) حرف شرط غير جازم (بهم) متعلق بخبر كان (الواو) اعتراضية (من) اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ، ونائب الفاعل ل (يوق) ضمير مستتر يعود على من (الفاء) رابطة لجواب الشرط (أولئك هم المفلحون) مثل أولئك هم الصادقون «15» .
جملة: «الذين تبوؤا ... » لا محل لها استئنافية.
وجملة: «تبوؤا الدار ... » لا محل لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: « (ألفوا) الإيمان ... » لا محل لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «يحبون ... » في محل رفع خبر المبتدأ (الذين) «16» .
وجملة: «هاجر ... » لا محل لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «لا يجدون ... » في محل رفع معطوفة على جملة يحبون.
وجملة: «أوتوا ... » لا محل لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «يؤثرون ... » في محل رفع معطوفة على جملة يحبون.
وجملة: «كان بهم خصاصة ... » في محل نصب حال.. وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله أي: فإنهم يؤثرون على أنفسهم.
وجملة: «من يوق ... » لا محل لها اعتراضية.
وجملة: «يوق ... » في محل رفع خبر المبتدأ (من) «17» .
وجملة: «أولئك ... المفلحون» في محل جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
10- (الواو) عاطفة (الذين جاؤوا ... يقولون) مثل الذين تبوؤا ... يحبون (من بعدهم) متعلق ب (جاؤوا) ، (ربنا) منادى مضاف منصوب (لنا) متعلق ب (اغفر) وكذلك (لإخواننا) ، (بالإيمان) متعلق ب (سبقونا) ، (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (في قلوبنا) متعلق بمحذوف مفعول به ثان (للذين) متعلق ب (غلا) «18» ..
وجملة: «الذين جاؤوا ... » لا محل لها معطوفة على جملة الذين تبوؤا.
وجملة: «جاؤوا ... » لا محل لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «يقولون ... » في محل رفع خبر المبتدأ (الذين) «19» .
وجملة: «النداء وجوابه ... » في محل نصب مقول القول «20» .
وجملة: «اغفر لنا ... » لا محل لها جواب النداء.
وجملة: «سبقونا ... » لا محل لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «لا تجعل ... » لا محل لها معطوفة على جملة جواب النداء «21» .
وجملة: «آمنوا ... » لا محل لها صلة الموصول (الذين) الثالث.
وجملة: «ربنا (الثانية) » لا محل لها استئناف في حيز القول «22» .
وجملة: «إنك رؤف رحيم» لا محل لها جواب النداء الثاني.
الصرف:
(حاجة) ، انظر الآية (68) من سورة يوسف.. وعنى بالحاجة هنا «الحسد والغيظ والحزازة، وهو من إطلاق الملزوم على اللازم على سبيل الكناية لأن هذه المعاني لا تنفك عن الحاجة غالبا» من حاشية الجمل.
(خصاصة) ، اسم للحاجة والفقر، أصلها خصاص البيت وهي فروجه، ووزن خصاصة فعالة بفتح الفاء.
(يوق) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم حيث حذفت لام الكلمة، وزنه يفع بضم فسكون ففتح..
البلاغة
فن الإيجاز: في قوله تعالى والذين تبوؤا الدار والإيمان.
الكلام من باب: علفتها تبنا وماء باردا. أي تبؤوا الدار وأخلصوا الإيمان.
وقيل: التبوؤ مجاز مرسل عن اللزوم، وهو لازم معناه، فكأنه قيل: لزموا الدار والإيمان. وقيل، في توجيه ذلك: إن أل في الدار للعهد، والمراد دار الهجرة، وهي تغني غناء الإضافة. وفي الإيمان حذف مضاف، أي ودار الإيمان، كأنه قيل: تبوؤا دار الهجرة ودار الإيمان على أن المراد بالدارين المدينة، والعطف كما في قولك «رأيت الغيث والليث» وأنت تريد زيدا.
__________
(1) قيل: اللام زائدة ولفظ الجلالة مفعول سبح.
(2) اللام تسمى لام التوقيت أي عند أول الحشر.. قال الزمخشري: وهي كاللام في قوله تعالى: يا ليتني قدمت لحياتي وقولك جئت لوقت كذا.. والكلام من قبيل إضافة الصفة إلى الموصوف أي هو الذي أخرج الذين كفروا في وقت الحشر الأول.
(3) يجوز أن يكون (حصونهم) مبتدأ مؤخرا و (مانعتهم) خبرا مقدما، والجملة خبر أن.
(4) يجوز أن تكون حالا من ضمير الغائب في (قلوبهم) .
(5) أو متعلق بالاستقرار الذي تعلق به (لهم) .
(6) لم تعطف الجملة على الجواب لأن العذاب ممتنع في الدنيا بوجود الجلاء، ولكنه في الآخرة غير ممتنع، فلو عطفت الجملة على الجواب للزم امتناع العذاب عنهم في الآخرة.
(7) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(8) أو هو تمييز ما.
(9) لم يعرب مفعولا ثانيا لانعدام معنى التحويل.
(10) في الآية السابقة (6) و (ما) مفعول ثان.
(11) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. [.....]
(12) أو متعلق بفعل محذوف تقديره اعجبوا. والكلام مستأنف.
(13) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره الصادقون.. والجملة الاسمية خبر أولئك.
(14) أو متعلق بالفعل المقدر عامل الإيمان: ألفوا الإيمان، والعطف هنا من عطف الجمل.
(15) في الآية (8) من هذه السورة.
(16) يجوز أن تكون الجملة حالا من فاعل تبوؤا إذا أعرب (الذين) معطوفا بالواو على الفقراء عطف مفردات.
(17) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(18) أو متعلق بمحذوف نعت ل (غلا) .
(19) يجوز في هذه الجملة أن تكون في محل نصب حالا من فاعل جاؤوا إذا عطف (الذين) على (الذين تبوؤا) .. أو لا محل لها استئناف بياني.
(20) يجوز أن تكون جملة النداء اعتراضية وجملة اغفر لنا مقول القول.
(21) أو في محل نصب معطوفة على جملة اغفر لنا.
(22) أو استئنافية مؤكدة لجملة النداء الأولى.
-
رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثامن والعشرون
سورة الحشر
الحلقة (541)
من صــ202 الى صـ 213
[سورة الحشر (59) : الآيات 11 الى 14]
ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم والله يشهد إنهم لكاذبون (11) لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الأدبار ثم لا ينصرون (12) لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون (13) لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون (14)
الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام التعجبي (إلى الذين) متعلق ب (ترى) بمعنى تنظر (لإخوانهم) متعلق ب (يقولون) ، (من أهل) متعلق بحال من فاعل كفروا (اللام) موطئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (أخرجتم) ماض مبني للمجهول في محل جزم فعل الشرط، و (التاء) نائب الفاعل (اللام) لام القسم (معكم) ظرف منصوب متعلق ب (نخرجن) «1» ، (الواو) عاطفة في الموضعين (لا) نافية (فيكم) متعلق ب (نطيع) بحذف مضاف أي في إهانتكم- أو خذلانكم- (أبدا) ظرف زمان منصوب متعلق ب (نطيع) المنفي (قوتلتم) مثل أخرجتم (اللام) لام القسم للقسم الموطأ باللام المحذوفة من (إن) (الواو) استئنافية (اللام) لام القسم المفهوم من فعل الشهادة «2» .
جملة: «لم تر ... » لا محل لها استئنافية.
وجملة: «نافقوا ... » لا محل لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «يقولون ... » لا محل لها استئناف بياني.
وجملة: «كفروا ... » لا محل لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «إن أخرجتم» في محل نصب مقول القول.
وجملة: «نخرجن ... » لا محل لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دل عليه جواب القسم.
وجملة: «لا نطيع ... » لا محل لها معطوفة على جملة جواب القسم.
وجملة: «إن قوتلتم ... » في محل نصب معطوفة على جملة إن أخرجتم.
وجملة: «ننصرنكم ... » لا محل لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دل عليه جواب القسم.
وجملة: «الله يشهد ... » لا محل لها استئنافية- أو اعتراضية- وجملة: «يشهد ... » في محل رفع خبر المبتدأ (الله) .
وجملة: «إنهم لكاذبون ... » لا محل لها جواب القسم «3» .
12- (لئن أخرجوا) مثل لئن أخرجتم (لا) نافية (معهم) ظرف منصوب متعلق ب (يخرجون) المنفي «4» ، (لئن قوتلوا لا ينصرونهم) مثل لئن أخرجوا لا يخرجون.. (لئن) مثل الأول (نصروهم) ماض في محل جزم فعل الشرط،و (الواو) فاعل، و (هم) مفعول به (اللام) لام القسم (يولن) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتوالي الأمثال، و (الواو) المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، و (النون) نون التوكيد (ثم) للعطف (لا) نافية، و (الواو) في (ينصرون) نائب الفاعل.
وجملة: «إن أخرجوا ... » لا محل لها تعليل للكذب المتقدم.
وجملة: «لا يخرجون ... » لا محل لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دل عليه جواب القسم.
وجملة: «إن قوتلوا ... » لا محل لها معطوفة على جملة إن أخرجوا.
وجملة: «لا ينصرونهم ... » لا محل لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دل عليه جواب القسم.
وجملة: «إن نصروهم ... » لا محل لها معطوفة على جملة إن أخرجوا.
وجملة: «يولن الأدبار ... » لا محل لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دل عليه جواب القسم.
وجملة: «لا ينصرون» لا محل لها معطوفة على جملة يولن....
13- (اللام) لام الابتداء (رهبة) تمييز منصوب (في صدورهم) متعلق بحال من الضمير في أشد، أي مسرين ذلك (من الله) متعلق ب (أشد) ، والإشارة في (ذلك) إلى خوفهم من المخلوق أكثر من الخالق (بأنهم قوم) مصدر مؤول في محل جر بالباء متعلق بمحذوف خبر المبتدأ (ذلك) ، (لا) نافية..
وجملة: «أنتم أشد ... » لا محل لها استئنافية.
وجملة: «ذلك بأنهم ... » لا محل لها تعليلية.
وجملة: «لا يفقهون» في محل رفع نعت لقوم.
14- (لا) نافية (جميعا) حال من فاعل يقاتلون (إلا) للحصر (في قرى) متعلق ب (يقاتلونكم) ، (أو) للعطف (من وراء) متعلق ب (يقاتلونكم) فهو معطوف على الجار الأول (بينهم) ظرف منصوب متعلق بالخبر (شديد) (جميعا)مفعول به ثان منصوب، أي مجتمعين (الواو) حالية (ذلك ... لا يعقلون) مثل ذلك ... لا يفقهون.
وجملة: «لا يقاتلونكم ... » لا محل لها استئناف بياني.
وجملة: «بأسهم بينهم شديد» لا محل لها استئناف بياني آخر.
وجملة: «تحسبهم جميعا» لا محل لها استئنافية.
وجملة: «قلوبهم شتى» في محل نصب حال «5» .
وجملة: «ذلك بأنهم ... » لا محل لها تعليلية.
وجملة: «لا يعقلون» في محل رفع نعت لقوم.
الصرف:
(13) رهبة: مصدر سماعي لفعل رهب- في البناء للمجهول- وزنه فعلة بفتح فسكون.
(14) محصنة: مؤنث محصن، اسم مفعول من الرباعي حصن، وزنه مفعل بضم الميم وفتح العين المشددة.
الفوائد
- اللام الموطئة..
هي اللام الداخلة على أداء شرط للإيذان بأن الجواب بعدها مبني على قسم قبلها، ومن ثم تسمى اللام المؤذنة، وتسمى الموطئة أيضا، لأنها وطأت الجواب للقسم، أي مهدته له، كقوله تعالى لئن أخرجوا لا يخرجون معهم، ولئن قوتلوا لا ينصرونهم، ولئن نصروهم ليولن الأدبار. وأكثر ما تدخل على (إن) . وقد تحذف هذه اللام مع كون القسم مقدرا قبل الشرط، كقوله تعالى وإن أطعتموهم إنكم لمشركون وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم فهذا لا يكون إلا جوابا للقسم.
[سورة الحشر (59) : الآيات 15 الى 17]
كمثل الذين من قبلهم قريبا ذاقوا وبال أمرهم ولهم عذاب أليم (15) كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين (16) فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين (17)
الإعراب:
(كمثل) خبر لمبتدأ محذوف تقديره مثلهم (من قبلهم) متعلق بمحذوف صلة الموصول الذين (قريبا) ظرف زمان منصوب متعلق بالاستقرار الذي هو خبر «6» ، (الواو) عاطفة (لهم) متعلق بخبر مقدم للمبتدأ (عذاب) ..
جملة: « (مثلهم) كمثل ... » لا محل لها استئنافية.
وجملة: «ذاقوا ... » لا محل لها استئناف بياني.
وجملة: «لهم عذاب ... » لا محل لها معطوفة على جملة ذاقوا.
16- (كمثل) مثل الأول «7» ، (إذ) ظرف للزمن الماضي في محل نصب متعلق بالاستقرار الذي هو خبر «8» (للإنسان) متعلق ب (قال) ، (الفاء) عاطفة (لما) ظرف بمعنى حين متضمن معنى الشرط متعلق بالجواب قال (منك) متعلق ب (بريء) ، (رب) نعت للفظ الجلالة منصوب..
وجملة: « (مثلهم) كمثل ... » لا محل لها استئنافية.
وجملة: «قال ... » في محل جر مضاف إليه.
وجملة: «اكفر ... » في محل نصب مقول القول.
وجملة: «كفر ... » في محل جر مضاف إليه.
وجملة: «قال (الثانية) » لا محل لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «إني بريء ... » في محل نصب مقول القول.
وجملة: «إني أخاف ... » لا محل لها تعليلية.
وجملة: «أخاف ... » في محل رفع خبر إن.
17- (الفاء) استئنافية (في النار) متعلق بخبر أن (خالدين) حال من ضمير الاستقرار الذي هو خبر أن.
والمصدر المؤول (أنهما في النار..) في محل رفع اسم كان مؤخر.
(الواو) استئنافية، والإشارة في (ذلك) إلى العذاب..
وجملة: «كان عاقبتهما ... » لا محل لها استئنافية.
وجملة: «ذلك جزاء» لا محل لها تعليلية.
[سورة الحشر (59) : الآيات 18 الى 20]
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون (18) ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون (19) لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون (20)
الإعراب:
(أيها) منادى نكرة مقصودة مبني على الضم في محل نصب (الذين) موصول في محل نصب بدل من أي- أو عطف بيان- (الواو) عاطفة في الموضعين (اللام) لام الأمر (لغد) متعلق ب (قدمت) ، (ما) حرف مصدري «9» .
والمصدر المؤول (ما تعملون..) في محل جر بالباء متعلق بالخبر (خبير) .
جملة: «النداء ... » لا محل لها استئنافية.
وجملة: «آمنوا ... » لا محل لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «اتقوا ... » لا محل لها جواب النداء.
وجملة: «تنظر نفس ... » لا محل لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: «قدمت ... » لا محل لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «اتقوا ... (الثانية) » لا محل لها معطوفة على جملة اتقوا (الأولى) .
وجملة: «إن الله خبير» لا محل لها تعليلية.
وجملة: «تعملون» لا محل لها صلة الموصول الحرفي (ما) .
19- (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (كالذين) متعلق بخبر تكونوا (الفاء) عاطفة (هم) ضمير فصل «10» ..
وجملة: «لا تكونوا ... » لا محل لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: «نسوا ... » لا محل لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «أنساهم ... » لا محل لها معطوفة على جملة نسوا.
وجملة: «أولئك ... الفاسقون» لا محل لها تعليلية.
20- (لا) نافية (الواو) عاطفة (هم الفائزون) مثل هم الفاسقون.
وجملة: «لا يستوي أصحاب ... » لا محل لها استئنافية.
وجملة: «أصحاب الجنة.. الفائزون» لا محل لها استئناف بياني- أو تعليلية-
الصرف:
(18) غد: اسم لليوم الآتي بعيدا أو قريبا، وقصد به هنا يوم القيامة، فكأنه لقربه يوم الغد على سبيل الاستعارة، وزنه فع فلامه محذوفة إذ النسبة منه غدوي وغدي.
البلاغة
التنكير: في قوله تعالى ولتنظر نفس ما قدمت لغد.
فقد نكر النفس والغد، أما تنكير النفس فاستقلالا للأنفس النواظر فيما قدمن للآخرة، كأنه قال: فلتنظر نفس واحدة في ذلك، وأما تنكير الغد، فلتعظيمه وإبهام أمره، كأنه قيل: (الغد) لا يعرف كنهه لغاية عظمة.
[سورة الحشر (59) : آية 21]
لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون (21)
الإعراب:
(لو) حرف شرط غير جازم (على جبل) متعلق ب (أنزلنا) ، (اللام) رابطة للجواب (خاشعا، متصدعا) حالان منصوبتان من ضمير الغائب في (رأيته) ، (من خشية) متعلق ب (متصدعا) و (من) سببية (الواو) عاطفة (تلك) اسم إشارة في محل رفع مبتدأ «11» ، (للناس) متعلق ب (نضربها) ..
جملة: «أنزلنا ... » لا محل لها استئنافية.
وجملة: «رأيته ... » لا محل لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «تلك الأمثال نضربها» لا محل لها معطوفة على الاستئنافية.
وجملة: «نضربها ... » في محل رفع خبر المبتدأ (تلك) .
وجملة: «لعلهم يتفكرون» لا محل لها استئناف بياني.
وجملة: «يتفكرون» في محل رفع خبر لعل.
الصرف:
(متصدعا) ، اسم فاعل من الخماسي تصدع، وزنه متفعل بضم الميم وكسر العين المشددة.
[سورة الحشر (59) : الآيات 22 الى 24]
هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم (22) هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون (23) هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم (24)
الإعراب:
(الذي) موصول في محل رفع نعت للفظ الجلالة «12» ، (لا) نافية للجنس (إلا) للاستثناء (هو) بدل من الضمير المستكن في الخبر المحذوف (عالم) خبر ثان للمبتدأ (هو) «13» ..
جملة: «هو الله ... » لا محل لها استئنافية.
وجملة: «لا إله إلا هو ... » لا محل لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «هو الرحمن ... » لا محل لها استئناف مؤكد لمضمون ما سبق أو للبيان.
23- (الملك) نعت للفظ الجلالة «14» ، وكذلك الصفات التالية «15» ، (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف (عما) متعلق بالمصدر (سبحان) ، وعائد الموصول محذوف.
وجملة: «هو الله ... » لا محل لها استئنافية مؤكدة.
وجملة: «لا إله إلا هو» لا محل لها صلة الموصول (الذي) الثاني.
وجملة: « (نسبح) سبحان ... » لا محل لها اعتراضية دعائية.
وجملة: «يشركون» لا محل لها صلة الموصول (ما) .
24- (الخالق) نعت للفظ الجلالة، وكذلك الصفات التالية «16» ، (له) متعلق بخبر مقدم للمبتدأ (الأسماء) ، (له) الثاني متعلق ب (يسبح) «17» ، (في السموات) متعلق بمحذوف صلة ما (الواو) حالية- أو عاطفة.
وجملة: «هو الله ... » لا محل لها استئنافية مؤكدة.
وجملة: «له الأسماء ... » في محل رفع خبر آخر للمبتدأ هو.
وجملة: «يسبح له ما في السموات» في محل رفع خبر آخر للمبتدأ هو «18» وجملة: «هو العزيز ... » في محل نصب حال «19» .
الصرف:
(23) القدوس: صفة مشبهة من (قدس) بمعنى طهر، وزنه فعول بضم الفاء وتشديد العين المضمومة.
(السلام) ، صفة مشبهة من (سلم) أي ذو السلامة، وزنه فعال بفتح الفاء.
(24) المصور: اسم فاعل من الرباعي (صور) ، وزنه مفعل بضم الميم وكسر العين المشددة.
«انتهت سورة الحشر بعون الله» .
__________
(1) أو متعلق بحال من فاعل الخروج أي كائنين معكم..
(2) أو هي اللام المزحلقة وقد كسرت همزة (إن) لوجودها والأصل أن تفتح.. والجملة استئناف بياني، أو تفسير لفعل الشهادة.
(3) أو استئناف بياني، أو تفسير لفعل الشهادة. [.....]
(4) أو متعلق بحال من فاعل الخروج أي كائنين معكم.
(5) أو هي مستأنفة للإخبار.
(6) أو متعلق ب (ذاقوا) .
(7) الأول عن اليهود والثاني عن المنافقين.
(8) والمعنى: المنافقون في إغرائهم اليهود يماثلون الشيطان حين قال للإنسان اكفر.
(9) أو اسم موصول في محل جر، والعائد محذوف.
(10) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره الفاسقون، والجملة الاسمية خبر المبتدأ أولئك.
(11) أو مفعول به لفعل محذوف على الاشتغال يفسره المذكور بعده.
(12) أو خبر ثان للمبتدأ هو.
(13) أو نعت للفظ الجلالة.
(14) أو خبر للضمير هو.
(15، 16) أو هي أخبار للمبتدأ هو.
(17) أو اللام زائدة والضمير في محله الثاني مفعول يسبح.. أو هو متعلق بحال من الموصول الفاعل ما.
(18) أو هي استئنافية لا محل لها. [.....]
(19) أو هي معطوفة على جملة يسبح.
-
رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثامن والعشرون
سورة الممتحنة
الحلقة (542)
من صــ213 الى صـ 223
سورة الممتحنة
آياتها 13 آية
[سورة الممتحنة (60) : الآيات 1 الى 3]
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل (1) إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون (2) لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم يوم القيامة يفصل بينكم والله بما تعملون بصير (3)
الإعراب:
(أيها) منادى نكرة مقصودة مبني على الضم في محل نصب (الذين) بدل من أي في محل نصب- أو عطف بيان- (لا) ناهية جازمة (أولياء) مفعول به ثان منصوب (إليهم) متعلق ب (تلقون) وكذلك (بالمودة) «1» ،و (الباء) سببية (الواو) حالية (قد) حرف تحقيق (بما) متعلق ب (كفروا) ، (من الحق) متعلق بحال من فاعل جاءكم (إياكم) ضمير منفصل في محل نصب معطوف على الرسول بالواو (أن) حرف مصدري ونصب (بالله) متعلق ب (تؤمنوا) .
والمصدر المؤول (أن تؤمنوا..) في محل جر بحرف جر محذوف هو اللام متعلق ب (يخرجون) ...
(ربكم) نعت للفظ الجلالة (كنتم) ماض ناقص في محل جزم فعل الشرط (جهادا) مصدر في موضع الحال»
(في سبيلي) متعلق ب (جهادا) ، (ابتغاء) معطوف على (جهادا) منصوب (إليهم) متعلق ب (تسرون) ، (بالمودة) مثل الأول في نوع التعليق (الواو) حالية (أعلم) خبر المبتدأ (أنا) وقصد به الوصف لا التفضيل (بما) متعلق ب (أعلم) ، والثاني معطوف عليه، والعائدان لكليهما محذوفان (الواو) استئنافية (من) اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ (منكم) متعلق بحال من فاعل يفعله (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (سواء) مفعول به منصوب «2» .
جملة: «النداء ... » لا محل لها ابتدائية.
وجملة: «آمنوا ... » لا محل لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لا تتخذوا ... » لا محل لها جواب النداء.
وجملة: «تلقون ... » لا محل لها استئناف بياني «3» .
وجملة: «كفروا ... » في محل نصب حال من ضمير الغائب في (إليهم) .
وجملة: «جاءكم ... » لا محل لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «يخرجون ... » لا محل لها استئناف بياني «4» .
وجملة: «تؤمنوا ... » لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) .
وجملة: «كنتم خرجتم ... » لا محل لها استئنافية.
وجملة: «خرجتم ... » في محل نصب خبر كنتم.. وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله أي فلا تتخذوا عدوى.. أولياء.
وجملة: «تسرون ... » في محل نصب حال من فاعل تتخذوا جواب الشرط «5» .
وجملة: «أنا أعلم ... » في محل نصب حال من فاعل تسرون وتلقون.
وجملة: «أخفيتم ... » لا محل لها صلة الموصول (ما) الأول.
وجملة: «أعلنتم ... » لا محل لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: «من يفعله ... » لا محل لها استئنافية.
وجملة: «يفعله ... » في محل رفع خبر المبتدأ (من) «6» .
وجملة: «ضل ... » في محل جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
2- (لكم) متعلق بحال من أعداء «7» ، (يبسطوا) مضارع مجزوم معطوف على (يكونوا) بالواو (إليكم) متعلق ب (يبسطوا) ، (بالسوء) متعلق بحال من فاعل يبسطوا و (الباء) للملابسة (الواو) عاطفة (لو) حرف مصدري..
والمصدر المؤول (لو تكفرون..) في محل نصب مفعول به عامله ودوا....
وجملة: «يثقفوكم ... » لا محل لها استئنافية.
وجملة: «يكونوا ... » لا محل لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «يبسطوا ... » لا محل لها معطوفة على جواب الشرط.
وجملة: «ودوا ... » لا محل لها معطوفة على جواب الشرط.
وجملة: «تكفرون» لا محل لها صلة الموصول الحرفي (لو) .
3- (الواو) عاطفة والثانية استئنافية (لا) زائدة لتأكيد النفي (أولادكم) معطوف على (أرحامكم) مرفوع (يوم) ظرف زمان منصوب متعلق ب (تنفعكم) «8» ، (ما) حرف مصدري «9» ..
والمصدر المؤول (ما تعملون..) في محل جر بالباء متعلق بالخبر (بصير) .
وجملة: «لن تنفعكم أرحامكم ... » لا محل لها استئنافية.
وجملة: «يفصل بينكم» لا محل لها استئناف بياني.
وجملة: «الله ... بصير» لا محل لها استئنافية «10» .
وجملة: «تعملون» لا محل لها صلة الموصول الحرفي (ما) .
الصرف:
(3) أرحامكم: جمع رحم اسم لمستودع الجنين وبمعنى القرابة وزنه فعل بفتح فكسر وهو مؤنث.. ووزن أرحام أفعال.
البلاغة
العدول عن المضارع إلى الماضي: في قوله تعالى وودوا لو تكفرون.
حيث عبر بالماضي، وإن كان المعنى على الاستقبال، للاشعار بأن ودادتهم كفرهم قبل كل شيء، وأنها حاصلة وإن لم يثقفوهم فهم يريدون أن يلحقوا بهم مضار الدنيا والدين جميعا، من قتل الأنفس، وتمزيق الأعراض، وردهم كفارا أسبق المضار عندهم، وأولها، لعلمهم أن الدين أعز عليهم من أرواحهم، والعدو أهم شيء عنده أن يقصد أعز شيء عند صاحبه.
الفوائد:
- قصة حاطب..
روي أن مولاة لأبي عمرو بن صيفي بن هاشم، يقال لها سارة أتت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالمدينة، وهو يتجهز للفتح، فقال لها: أمسلمة جئت؟ قالت: لا. قال:
أفمهاجرة جئت؟ قالت: لا. قال: فما جاء بك؟ قالت: احتجت حاجة شديدة.
فحث عليها بني عبد المطلب، فكسوها وحملوها وزودوها، فأتاها حاطب بن أبي بلتعة، وأعطاها عشرة دنانير، وكساها بردا، واستحملها كتابا إلى أهل مكة جاء فيه: (من حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة، اعلموا أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يريدكم، فخذوا حذركم) . فخرجت سارة ونزل جبريل بالخبر، فبعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عليا وعمارا وعمر وطلحة والزبير والمقداد وأبا مرثد، وكانوا فرسانا، وقال: انطلقوا حتى تأتوا (روضة خاخ) ، فإن بها ظعينة معها كتاب من حاطب إلى أهل مكة، فخذوه منها وخلوها، فإن أبت فاضربوا عنقها، فأدركوها، فجحدت وحلفت، فهموا بالرجوع، فقال علي: والله ما كذبنا ولا كذب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، وسل سيفه وقال لها: أخرجي الكتاب أو تضعي رأسك. فأخرجته من عقاص شعرها. فاستحضر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حاطبا وقال: ما حملك على هذا؟
فقال: يا رسول الله ما كفرت منذ أسلمت، ولا غششتك منذ نصحتك، ولا أحببتهم منذ فارقتهم، ولكني كنت امرءا ملصقا من قريش، ولم أكن من أنفسها، وكل من معك من المهاجرين، لهم قرابات بمكة، يحمون أهاليهم وأموالهم، فخشيت على أهلي، فأردت أن أتخذ عندهم يدا، وقد علمت أن الله ينزل عليهم بأسه، وأن كتابي لا يغني عنهم شيئا فصدقه، وقبل عذره. فقال عمر رضي الله عنه: دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق. فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : وما يدريك يا عمر لعل الله قد اطلع على أهل بدر، فقال لهم اعملوا ما شئتم قد غفرت لكم، ففاضت عينا عمر رضي الله عنه، فنزل قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء
[سورة الممتحنة (60) : الآيات 4 الى 6]
قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآؤا منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك وما أملك لك من الله من شيء ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير (4) ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم (5) لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد (6)
الإعراب:
(لكم) متعلق بخبر كانت (في إبراهيم) متعلق ب (أسوة) «11» ، (معه) ظرف منصوب متعلق بمحذوف صلة الذين (إذ) ظرف للمضي في محل نصب متعلق بخبر كان «12» ، (لقومهم) متعلق ب (قالوا) ، (منكم) متعلق ب (برآء) ، وكذلك (مما) فهو معطوف على الجار الأول (من دون) حال من المفعول المحذوف لفعل العبادة (بكم) متعلق ب (كفرنا) ، (بيننا) ظرف منصوب متعلق بحال من العداوة والبغضاء، وكذلك (بينكم) فهو معطوف عليه (أبدا) ظرف زمان منصوب متعلق بحال من العداوة والبغضاء (حتى) حرف غاية وجر (تؤمنوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتى (بالله) متعلق ب (تؤمنوا) ، (وحده) حال من لفظ الجلالة «13» منصوب (إلا) للاستثناء (قول) مستثنى منصوب من أسوة «14» ، (لأبيه) متعلق ب (قول) (اللام) لام القسم لقسم مقدر (لك) متعلق ب (أستغفرن) ، (الواو) حالية (ما) نافية (لك) الثاني متعلق ب (أملك) ، (من الله) متعلق ب (أملك) بحذف مضاف أي من عذابه (شيء) مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به (ربنا) منادى مضاف منصوب (عليك) متعلق ب (توكلنا) ، (إليك) الأول متعلق ب (أنبنا) ، (إليك) الثاني خبر مقدم للمبتدأ المؤخر (المصير) .
جملة: «كانت لكم أسوة ... » لا محل لها استئنافية.
وجملة: «قالوا ... » في محل جر مضاف إليه.
وجملة: «إنا برآء ... » في محل نصب مقول القول.
وجملة: «تعبدون ... » لا محل لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «كفرنا بكم» لا محل لها استئناف في حيز القول.
وجملة: «بدا ... العداوة» لا محل لها معطوفة على جملة كفرنا.
وجملة: «تؤمنوا» لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر.
والمصدر المؤول (أن تؤمنوا) في محل جر ب (حتى) متعلق ب (بدا) .
وجملة: «أستغفرن ... » لا محل لها جواب القسم المقدر ... وجملة القسم المقدرة في محل نصب مقول القول للمصدر قول إبراهيم.
وجملة: «ما أملك ... » في محل نصب حال من فاعل أستغفرن «15» .
وجملة: «النداء وجوابه ... » لا محل لها استئناف في حيز قول إبراهيم «16» .
وجملة: «عليك توكلنا» لا محل لها جواب النداء.
وجملة: «أنبنا ... » لا محل لها معطوفة على جملة توكلنا.
وجملة: «إليك المصير» لا محل لها معطوفة على جملة توكلنا.
5- (ربنا) مثل الأول (لا) ناهية جازمة (فتنة) مفعول به ثان منصوب (للذين) متعلق بنعت ل (فتنة) ، (لنا) متعلق ب (اغفر) ، (أنت) ضمير منفصل أستعير لمحل النصب لتأكيد الضمير المتصل اسم إن «17» .
وجملة: «النداء الثانية» لا محل لها استئناف في حيز القول.
وجملة: «لا تجعلنا ... » لا محل لها جواب النداء الثاني.
وجملة: «كفروا ... » لا محل لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «اغفر لنا ... » لا محل لها معطوفة على جملة لا تجعلنا.
وجملة: «النداء الثالثة» لا محل لها اعتراضية دعائية.
وجملة: «انك أنت العزيز» لا محل لها تعليلة لطلب الغفران.
6- (اللام) لام القسم لقسم مقدر (قد) حرف تحقيق (كان لكم فيهم أسوة..) مر إعرابها (لمن) بدل من (لكم) بإعادة الجار « (من) الثانية» اسم شرط في محل رفع مبتدأ (الفاء) رابطة لجواب الشرط (هو) ضمير فصل «18» ..
وجملة: «كان لكم ... » لا محل لها جواب القسم المقدر.
وجملة: «كان يرجو ... » لا محل لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «يرجو الله ... » في محل نصب خبر كان (الثاني) .
وجملة: «من يتول ... » لا محل لها معطوفة على جملة جواب القسم «19» .
وجملة: «يتول ... » في محل رفع خبر المبتدأ (من) «20» .
وجملة: «إن الله هو الغني ... » لا محل لها تعليل لجواب الشرط المحذوف أي من يتول فإن وبال توليه على نفسه لأن الله هو الغني.
[سورة الممتحنة (60) : آية 7]
عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم (7)
الإعراب:
(أن) حرف مصدري ونصب (بينكم) ظرف منصوب متعلق بمحذوف مفعول به ثان (بين) متعلق مثل الظرف الأول فهو معطوف عليه (منهم) متعلق بحال من اسم الموصول الذين (الواو) استئنافية، والثانية عاطفة.
جملة: «عسى الله ... » لا محل لها استئنافية.
وجملة: «يجعل ... » لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) .
والمصدر المؤول (أن يجعل..) في محل نصب خبر عسى..
وجملة: «عاديتم ... » لا محل لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «الله قدير ... » لا محل لها استئنافية تعليلية.
وجملة: «الله غفور ... » لا محل لها معطوفة على الاستئنافية الأخيرة.
[سورة الممتحنة (60) : الآيات 8 الى 9]
لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين (8) إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون (9)
الإعراب:
(لا) نافية (عن الذين) متعلق ب (ينهاكم) ، (في الدين) متعلق ب (يقاتلوكم) والجار للتعليل، (من دياركم) متعلق ب (يخرجوكم) ، (أن) حرف مصدري ونصب (تقسطوا) مضارع منصوب معطوف على تبروهم، (إليهم) متعلق ب (تقسطوا) ..
والمصدر المؤول (أن تبروهم..) في محل جر بدل من الموصول الذين أي لا ينهاكم الله عن بر الذين ...
جملة: «لا ينهاكم الله ... » لا محل لها استئنافية.
وجملة: «لم يقاتلوكم ... » لا محل لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لم يخرجوكم ... » لا محل لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «تبروهم ... » لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) .
وجملة: «تقسطوا ... » لا محل لها معطوفة على جملة تبروهم.
وجملة: «إن الله يحب ... » لا محل لها تعليلية.
وجملة: «يحب ... » في محل رفع خبر إن.
9- (إنما) كافة ومكفوفة (ينهاكم الله عن ... من دياركم) مثل الأولى (على إخراجكم) متعلق ب (ظاهروا) ، (أن تولوهم) مثل أن تبروهم (الواو) استئنافية (من) اسم شرط في محل رفع مبتدأ (الفاء) رابطة للجواب (هم) للفصل «21» .
وجملة: «ينهاكم الله ... » لا محل لها استئناف بياني.
وجملة: «قاتلوكم ... » لا محل لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «أخرجوكم ... » لا محل لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «ظاهروا ... » لا محل لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «تولوهم ... » لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) .
وجملة: «من يتولهم ... » لا محل لها استئناف في حكم التعليل.
وجملة: «يتولهم ... » في محل رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «أولئك ... الظالمون» في محل جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
الصرف:
(9) تولوهم: فيه حذف إحدى التاءين تخفيفا وأصله تتولوهم.. وفيه إعلال بالحذف، حذفت الألف لام الكلمة لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة، وزنه تفعوهم.
__________
(1) أو متعلق بحال من فاعل تلقون والباء للملابسة، ومفعول تلقون محذوف أي تلقون إليهم خبر الرسول.. وقيل الباء زائدة في المفعول.
(2) وإذا جعل (ضل) لازما كان (سواء) ظرفا له.
(3) أو في محل نصب حال من فاعل تتخذوا، أو في محل نصب نعت لأولياء.
(4) أو في محل نصب حال من فاعل كفروا.
(5) أو هي بدل من جملة تلقون.. ويجوز أن تكون الجملة استئنافية.
(6) أو الخبر جملتا الشرط والجواب معا.
(7) أو متعلق بأعداء.
(8) أو متعلق ب (يفصل) ، والوقف تابع للتعليق، أو العكس.
(9) أو هو اسم موصول في محل جر، والعائد محذوف.
(10) يجوز أن تكون معطوفة على جملة يفصل.
(11) أو بنعت لأسوة.. أو هو خبر كانت و (لكم) حال من أسوة.
(12) أو بدل اشتمال من إبراهيم في محل جر. [.....]
(13) هو مصدر بتأويل مشتق أي منفردا.
(14) أو مستثنى من إبراهيم بحذف مضاف أي في أقوال إبراهيم إلا قول..
(15) أو معطوفة على جملة جواب القسم.
(16) يجوز أن تكون الجملة مقول القول لقول مقدر هو أمر من الله أي قولوا ربنا عليك توكلنا..
(17) يجوز أن يكون ضمير فصل يفيد التوكيد لا عمل له.
(18) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره الغني، والجملة خبر إن.
(19) أو استئنافية.
(20) أو الخبر جملتا الشرط والجواب معا.
(21) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره الظالمون، والجملة من المبتدأ والخبر في محل رفع خبر أولئك.
-
رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثامن والعشرون
سورة الصّف
الحلقة (543)
من صــ223 الى صـ 232
[سورة الممتحنة (60) : الآيات 10 الى 11]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ فَامْتَحِنُوهُن َّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنّ َ مُؤْمِناتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ ما أَنْفَقُوا وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ وَسْئَلُوا ما أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْئَلُوا ما أَنْفَقُوا ذلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (10) وَإِنْ فاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْواجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْواجُهُمْ مِثْلَ ما أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (11)
الإعراب:
(يأيّها الذين آمنوا) مرّ إعرابها مفردات وجملا «1» ، (الفاء) رابطة للجواب (بإيمانهنّ) متعلّق ب (أعلم) ، (الفاء) عاطفة والثانية رابطة للجواب (علمتموهن) ماض في محلّ جزم فعل الشرط.. و (الواو) زائدة إشباع حركة الميم (مؤمنات) مفعول به ثان (لا) ناهية جازمة (إلى الكفار) متعلّق ب (ترجعوهنّ) ، (لا) نافية مهملة في الموضعين (الواو) عاطفة في المواضع الستة (لهم) متعلّق ب (حلّ) ، (لهنّ) متعلّق ب (يحلّون) ، (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به ثان (لا) نافية للجنس (عليكم) متعلّق بخبر لا (أن) حرف مصدريّ ونصب.. و (الواو) في (آتيتموهنّ) زائدة للإشباع.
والمصدر المؤوّل (أن تنكحوهنّ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق بالاستقرار الذي هو خبر أي: في أن تنكحوهنّ.
(أجورهنّ) مفعول به ثان منصوب (لا) ناهية جازمة (بعصم) متعلّق ب (تمسكوا) ، (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به لفعل السؤال في الموضعين، والإشارة في (ذلكم) إلى الحكم المذكور في الآيات (بينكم) ظرف منصوب متعلّق ب (يحكم) ، (الواو) استئنافيّة.
جملة: «جاءكم المؤمنات ... » في محلّ جرّ مضاف اليه.
وجملة: «امتحنوهنّ ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «اللَّه أعلم ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «علمتموهنّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء:
الشرط وفعله وجوابه.
وجملة: «لا ترجعوهنّ» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «لا هنّ حلّ ... » لا محل لها تعليليّة.
وجملة: «لا هم يحلّون ... » لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
وجملة: «يحلّون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
وجملة: «آتوهم ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة لا ترجعوهنّ.
وجملة: «أنفقوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «لا جناح عليكم ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة لا ترجعوهنّ.
وجملة: «تنكحوهنّ» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «آتيتموهنّ ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
وجملة: «لا تمسكوا ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة لا ترجعوهنّ.
وجملة: «اسألوا ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة لا ترجعوهنّ.
وجملة: «أنفقتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: «يسألوا ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة لا ترجعوهنّ.
وجملة: «أنفقوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثالث.
وجملة: «ذلك حكم اللَّه» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يحكم ... » لا محلّ لها تعليليّة «2» .
وجملة: «اللَّه عليم» لا محلّ لها استئنافيّة.
11- (الواو) عاطفة (إن فاتكم) مثل إن علمتموهنّ (من أزواجكم) متعلّق ب (فاتكم) بحذف مضاف أي من جهة أزواجكم «3» (إلى الكفّار) متعلّق بحال من أزواجكم أي مرتدّات (الفاء) عاطفة والثانية رابطة لجواب الشرط (مثل) مفعول به ثان عامله آتوا (ما) موصول في محلّ جرّ مضاف إليه، والعائد محذوف (الواو) عاطفة (الذي) موصول في محلّ نصب نعت للفظ الجلالة (به) متعلّق بالخبر (مؤمنون) .
وجملة: «فاتكم شيء ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة علمتموهنّ..
وما بين الجملتين اعتراض.
وجملة: «عاقبتم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة فاتكم.
وجملة: «آتوا ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «ذهبت أزواجهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «أنفقوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: «اتّقوا ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: «أنتم به مؤمنون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
الصرف:
(10) عصم: جمع عصمة اسم بمعنى عقدة النكاح، وزنه فعلة بكسر فسكون، ووزن عصم فعل بكسر ففتح.
(الكوافر) ، جمع كافرة مؤنث كافر، اسم فاعل من الثلاثيّ كفر، وزنه فاعل والكوافر فواعل.
[سورة الممتحنة (60) : آية 12]
يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ عَلى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12)
الإعراب:
(يأيّها النبيّ) مثل يأيها الذين «4» (أن) حرف مصدريّ ونصب (لا) نافية (يشركن) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ نصب «5» ، و (النون) فاعل (باللَّه) متعلّق ب (يشركن) ، (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر أي شيئا من الإشراك «6» ، (لا) نافية في المواضع الخمسة (ببهتان) متعلّق ب (يأتين) ، (بين) ظرف منصوب متعلّق بحال من ضمير الغائب في (يفترينه) «7» ، (في معروف) متعلّق ب (يعصينك) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط، (لهنّ) متعلّق ب (استغفر) ..
جملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «جاءك المؤمنات ... » في محل جرّ مضاف إليه.
وجملة: «يبايعنك ... » في محلّ نصب حال من المؤمنات.
وجملة: «لا يشركن ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
والمصدر المؤوّل (ألّا يشركن) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق ب (يبايعنك) .
وجملة: «لا يسرقن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يشركن.
وجملة: «لا يزنين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يشركن.
وجملة: «لا يقتلن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يشركن.
وجملة: «لا يأتين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يشركن.
وجملة: «يفترينه ... » في محلّ نصب حال من فاعل يأتين «8» .
وجملة: «لا يعصينك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يشركن.
وجملة: «بايعهنّ» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «استغفر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: «إنّ اللَّه غفور ... » لا محل لها تعليليّة.
الفوائد:
- حدود اللَّه:
اشتملت هذه الآية على عدد من المحرمات التي حرمها اللَّه عز وجل، وقد أخذ رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) البيعة من النساء، على ألّا يقربن شيئا منها. وهذه المحرمات هي: الشرك باللَّه، والزنا، وقتل الأولاد (الوأد) . حيث كانت المرأة في الجاهلية إذا جاءها المخاض انطرحت على شفير حفرة، فإن كان المولود صبيا أخذوه، وإن كان بنتا تركوه في الحفرة وردموه، والبهتان المفترى بين أيديهن وأرجلهن يعني ذلك أن تلحق المرأة بزوجها غير ولده، وذلك أن المرأة كانت تلتقط المولود، فتقول لزوجها: هذا ولدي منك، فهذا هو البهتان المفترى، وليس المراد به الزنا، لأن النهي عنه قد تقدم، ومعنى بين أيديهن وأرجلهن، أن الولد إذا وضعته الأم سقط بين يديها ورجليها. وكذلك حرم عليهن العصيان في المعروف، وهو كل أمر فيه طاعة اللَّه، وقيل: هو النهي عن النوح والدعاء بالويل وتمزيق الثياب وحلق الشعر ونتفه وخمش الوجه. وأن لا تحدّث المرأة الرجال الأجانب، ولا تخلوا برجل غير ذي محرم. عن أم عطية قالت: بايعنا رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) فقرأ علينا «أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً» ونهانا عن النياحة.
[سورة الممتحنة (60) : آية 13]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ (13)
الإعراب:
(يأيّها الذين آمنوا) مرّ إعرابها «9» ، (لا) ناهية جازمة (عليهم) متعلّق ب (غضب) ، والضمير المجرور يعود على اليهود (من الآخرة) متعلّق ب (يئسوا) بحذف مضاف أي من ثواب الآخرة (ما) حرف مصدريّ (من أصحاب) متعلّق ب (يئس) «10» . والمصدر المؤوّل (ما يئس..) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يئسوا أي: يئسوا من الآخرة يأسا كيأس الكفّار ...
جملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لا تتولّوا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «غضب اللَّه ... » في محلّ نصب نعت ل (قوما) .
وجملة: «يئسوا ... » في محلّ نصب نعت ثان ل (قوما) «11» .
وجملة: «يئس الكفّار ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
البلاغة
فن الاستطراد: في قوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ.
فهذه الآية متصلة بخاتمة قصة المشركين، الذين نهي المؤمنون عن اتخاذهم أولياء بقوله تعالى لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ، وقوله سبحانه وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ، وقوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ إلخ مستطرد، فإنه لما جرى حديث المعاملة مع الذين لا يقاتلون المسلمين، والذين يقاتلونهم وقد أخرجوهم من ديارهم، أتى بحديث المعاملة مع نسائهم، ولما فرغ من ذلك أوصل الخاتمة بالفاتحة، على منوال رد العجز على الصدر، من حيث المعنى.
سورة الصّف
آياتها 14 آية
[سورة الصف (61) : آية 1]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
سَبَّحَ لِلَّهِ(12) ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)
الإعراب:
(للَّه) متعلّق بحال من الموصول»
، (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة الموصول، وكذلك (في الأرض) صلة الموصول الثاني (الواو) حاليّة «13» ..
جملة: «سبّح للَّه ما في السموات ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «هو العزيز ... » في محلّ نصب حال من لفظ الجلالة «14» .
[سورة الصف (61) : الآيات 2 الى 3]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ (3)
الإعراب:
(أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الذين) بدل من أيّ في محلّ نصب- أو عطف بيان عليه- (لم) متعلّق
ب (تقولون) ، و (ما) استفهاميّة حذفت ألفها، (ما) موصول «15» في محلّ نصب مفعول به والعائد محذوف (لا) نافية (مقتا) تمييز منصوب (أن) حرف مصدريّ ونصب (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (كبر) ...
جملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «تقولون ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «لا تفعلون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) «16» .
وجملة: «كبر ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «تقولوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
والمصدر المؤوّل (أن تقولوا..) في محلّ رفع فاعل كبر.
وجملة: «لا تفعلون (الثانية) ... » لا محلّ لها صلة (ما) «17» .
البلاغة
المبالغة والتكرير: في قوله تعالى كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ.
هذا من أفصح الكلام وأبلغه، ففي معناه قصد إلى التعجب بغير صيغة التعجب، لتعظيم الأمر في قلوب السامعين، لأن التعجب لا يكون، إلا من شيء خارج من نظائره وأشكاله، وأسند إلى «أَنْ تَقُولُوا» ونصب «مقتا» على تفسيره، دلالة على أن قولهم ما لا يفعلون مقت خالص لا شوب فيه، لفرط تمكن المقت منه، واختير لفظ المقت لأنه أشد البعض وأبلغه، ولم يقتصر على جعل البغض كبيرا، حتى جعل أشده وأفحشه، وعند اللَّه أبلغ من ذلك.
وزائد على هذه الوجوه الأربعة وجه خامس: وهو تكراره لقوله «ما لا تَفْعَلُونَ» وهو لفظ واحد في كلام واحد، ومن فوائد التكرار: التهويل والإعظام. وإلا فقد كان الكلام مستقلا.
[سورة الصف (61) : آية 4]
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ (4)
الإعراب:
(في سبيله) متعلّق ب (يقاتلون) ، (صفّا) حال من الفاعل في (يقاتلون) ..
وجملة: «إنّ اللَّه يحبّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يحبّ ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «يقاتلون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «كأنّهم بنيان ... » في محلّ نصب حال من الضمير في (صفّا) .
الصرف:
(مرصوص) ، اسم مفعول من الثلاثيّ (رصّ) ، وزنه مفعول.
البلاغة
اندراج الخاص بالعام: حيث ورد النهي العام أولا في الآية الثالثة، ثم أتى عقب هذا النهي العام مباشرة قوله تعالى إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ.
وفي ذكره ذلك، عقب النهي العام مباشرة، دليل على أن المقت قد تعلق بقول الذين وعدوا الثبات في قتال الكفار فلم يفوا، كما تقول للمقترف جرما معينا:
لا تفعل ما يلصق العار بك ولا تشاتم زيدا، وفائدة مثل هذا النظم: النهي عن الشيء الواحد مرتين، مندرجا في العموم، ومفردا بالخصوص، وهو أولى من النهي عنه على الخصوص مرتين، فإن ذلك معدود في حين التكرار، وهذا يتكرر مع ما في التعميم من التعظيم والتهويل.
__________
(1) في الآية (1) من هذه السورة.
(2) أو في محلّ نصب حال بتقدير الرابط أي يحكم بينكم به.
(3) أو متعلّق بمحذوف نعت لشيء بحذف مضاف أي: شيء من مهور أزواجكم.
(4) في الآية (1) من هذه السورة.
(5) ومثله الأفعال (يسرقن، يزنين، يقتلن، يأتين، يعصينك) فهي في محلّ نصب معطوفة على (يشركن) بحروف العطف. [.....]
(6) أو مفعول به، أي شيئا من الأصنام.
(7) أي يخلقن وجود الولد اللقيط بين أيديهن أي ينسبه إلى الرجل كالولد الحقيقيّ.
(8) أو في محلّ جرّ نعت لبهتان.
(9) في الآية (1) من هذه السورة.
(10) أي كيأس الكفّار من موتاهم بعدم بعثهم.. ويجوز أن يتعلّق بحال من الكفّار، أي الكفّار حالة كونهم من المقبورين.
(11) أو لا محلّ لها في حكم التعليل للنهي عن تولية القوم.
(12) أو اللام زائدة في المفعول عند بعضهم.
(13، 14) أو استئنافيّة.
(15) أو نكرة موصوفة بمعنى شيء، والعائد محذوف.
(16، 17) أو في محلّ نصب نعت ل (ما) .
-
رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثامن والعشرون
سورة الصّف
الحلقة (544)
من صــ233 الى صـ 242
[سورة الصف (61) : آية 5]
وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ (5)
الإعراب:
(الواو) استئنافية (إذ) اسم ظرفيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (لقومه) متعلّق ب (قال) ، (قوم) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف.
وهي مضاف إليه (لم) متعلّق ب (تؤذونني) ، و (ما) للاستفهام حذفت ألفها (الواو) حاليّة (قد) للتحقيق «1» ، (إليكم) متعلّق ب (رسول) .
والمصدر المؤوّل (أنّي رسول ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي تعلمون.
(الفاء) استئنافيّة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب أزاغ (الواو) استئنافيّة (لا) نافية.
جملة: «قال موسى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «النداء ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «تؤذونني ... لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «تعلمون ... » في محلّ نصب حال من فاعل تؤذونني.
وجملة: «زاغوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «أزاغ اللَّه ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «اللَّه لا يهدي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا يهدي ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللَّه) .
الصرف:
(أزاغ) ، فيه إعلال قياسه كقياس الإعلال في زاغ.. انظر الآية (17) من سورة النجم.
[سورة الصف (61) : آية 6]
وَإِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ (6)
الإعراب:
(وإذ قال عيسى) مثل وإذ قال موسى «2» ، (ابن) بدل من عيسى مرفوع «3» ، (إليكم) متعلّق ب (رسول) (مصدّقا) حال من الضمير في رسول (لما) متعلّق ب (مصدّقا) «4» ، (بين) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (من التوراة) متعلّق بحال من الضمير في الصلة المحذوفة (برسول) متعلّق ب (مبشّرا) ، (من بعدي) متعلّق ب (يأتي) ، (فلما جاءهم) مثل لمّا زاغوا «5» ، وفاعل جاءهم ضمير يعود على أحمد «6» ، (بالبيّنات) متعلّق بحال من فاعل جاءهم.
جملة: «قال عيسى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «النداء ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إنّي رسول ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «يأتي ... » في محلّ جرّ نعت لرسول.
وجملة: «اسمه احمد» في محلّ جرّ نعت ثان لرسول «7» .
وجملة: «جاءهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «هذا سحر ... » في محلّ نصب مقول القول.
الصرف:
(أحمد) ، اسم علم من أسماء الرسول عليه السلام مأخوذ من الحمد، وهو على صيغة المضارع مبدوءا بهمزة المتكلم، فهو ممنوع من التنوين.
[سورة الصف (61) : آية 7]
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعى إِلَى الْإِسْلامِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (من) اسم استفهام بمعنى الإنكار في محلّ رفع مبتدأ، خبره (أظلم) ، (ممّن) متعلّق ب (أظلم) (على اللَّه) متعلّق ب (افترى) ، (الكذب) مفعول به منصوب «8» ، (الواو) حاليّة (إلى الإسلام) متعلّق ب (يدعى) ، (الواو) استئنافيّة (لا) نافية.
جملة: «من أظلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «افترى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «هو يدعى ... » في محلّ نصب حال.
وجملة: «يدعى ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو) .
وجملة: «اللَّه لا يهدي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا يهدي ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللَّه) .
[سورة الصف (61) : آية 8]
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ (8)
الإعراب:
(اللام) زائدة (يطفئوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (بأفواههم) متعلّق ب (يطفئوا) و (الباء) للاستعانة (الواو) حاليّة في الموضعين (لو) حرف شرط غير جازم.. والمصدر المؤوّل (أن يطفئوا) في محلّ نصب مفعول به لفعل الإرادة.
وجملة: «يريدون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يطفئوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «اللَّه متمّ ... » في محلّ نصب حال من فاعل يريدون- أو يطفئوا- وجملة: «لو كره الكافرون ... » في محلّ نصب حال من الضمير في متمّ.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: لو كره الكافرون نور اللَّه فاللَّه باعث نوره ومظهره.
الصرف:
(متمّ) ، اسم فاعل من الرباعيّ أتمّ، وزنه مفعل، وعينه ولامه من حرف واحد.
البلاغة
الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ.
تمثيل حالهم، في اجتهادهم في إبطال الحق، بحالة من ينفخ الشمس بفيه ليطفئها، تهكما وسخرية بهم، كما تقول الناس: هو يطفئ عين الشمس.
وذهب بعض الأجلة إلى أن المراد بنور اللَّه دينه تعالى الحق، على سبيل الاستعارة التصريحية، وكذا في قوله تعالى وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ.
[سورة الصف (61) : آية 9]
هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9)
الإعراب:
(بالهدى) متعلّق بحال من فاعل أرسل أو من مفعوله (اللام) للتعليل (يظهره) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (على الدين) متعلّق ب (يظهره) بتضمينه معنى يعليه (الواو) حاليّة (لو كره المشركون) مثل لو كره الكافرون «9» .
جملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أرسل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «يظهره ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
والمصدر المؤوّل (أن يظهره..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أرسل) ، وفاعل يظهر ضمير يعود على لفظ الجلالة.
وجملة: «لو كره المشركون» في محلّ نصب حال من فاعل يظهره.
[سورة الصف (61) : الآيات 10 الى 13]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرى تُحِبُّونَها نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13)
الإعراب:
(يأيّها الذين آمنوا) مرّ إعرابها «10» ، (هل) حرف استفهام (على تجارة) متعلّق ب (أدلّ) ، (من عذاب) متعلّق ب (تنجيكم) .
جملة: «يأيّها الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «هل أدلّكم ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «تنجيكم ... » في محلّ جرّ نعت لتجارة.
11- (باللَّه) متعلّق ب (تؤمنون) ، (في سبيل) متعلّق ب (تجاهدون) وكذلك (بأموالكم) ، والإشارة في (ذلكم) إلى الإيمان والجهاد (لكم) متعلّق ب (خير) (كنتم) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط.
وجملة: «تؤمنون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «11» .
وجملة: «تجاهدون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تؤمنون.
وجملة: «ذلكم خير ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «كنتم تعلمون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تعلمون ... » في محلّ نصب خبر كنتم. وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله أي فآمنوا وجاهدوا ...
12- (يغفر) مضارع مجزوم جواب شرط مقدّر (لكم) متعلّق ب (يغفر) ، (من تحتها) متعلّق ب (تجري) «12» (مساكن) معطوف على جنّات، ومنع من التنوين لأنه جمع على صيغة منتهي الجموع (في جنّات) متعلّق بنعت ثان لمساكن،والإشارة في (ذلك) إلى الغفران ودخول الجنّات..
وجملة: «يغفر ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي إن تفعلوه يغفر.
وجملة: «يدخلكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يغفر.
وجملة: «ذلك الفوز ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
13- (الواو) عاطفة (أخرى) مفعول به لفعل محذوف تقديره يؤتكم نعمة أخرى، مجزوم عطفا على (يغفر) «13» ، (نصر) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي أي النعمة الأخرى (من اللَّه) متعلّق ب (نصر) ، (الواو) استئنافيّة- أو عاطفة- وجملة: « (يؤتكم) أخرى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يغفر..
وجملة: «تحبّونها ... » في محلّ نصب نعت لأخرى.
وجملة: « (هي) نصر ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «بشر المؤمنين» لا محلّ لها استئنافيّة
الفوائد:
- عطف الخبر على الإنشاء، وبالعكس، منع ذلك أكثر العلماء، ومنهم ابن مالك وابن عصفور، وأجاز ذلك الصفّار وجماعة، مستدلين بقوله تعالى:
«فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ» وقوله تعالى في سورة الصف في الآية التي نحن بصددها (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ. تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ، يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ، وَأُخْرى تُحِبُّونَها نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) .
ويؤيد هذا المذهب، وهو جواز عطف الخبر على الإنشاء، قول امرئ القيس:
وإن شفائي عبرة مهراقة ... وهل عند رسم دارس من معوّل
ورد الزمخشري على آيتي البقرة والصف، نافيا جواز عطف الخبر على الإنشاء بقوله: أما آية البقرة ليس المعتمد بالعطف الأمر حتى يطلب له مشاكل، بل المراد عطف جملة ثواب المؤمنين على جملة عذاب الكافرين، كقولك: (زيد يعاقب بالقيد وبشر فلانا بالإطلاق) ، وجوّز عطفه على اتقوا، وأتم من كلامه في الجواب الأول أن يقال: المعتمد بالعطف جملة الثواب كما ذكر، ويزاد عليه فيقال: والكلام منظور فيه إلى المعنى الحاصل منه، وكأنه قيل: والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات فبشرهم بذلك، وأما الجواب الثاني، ففيه نظر، لأنه لا يصح أن يكون جوابا للشرط، إذ ليس الأمر بالتبشير مشروطا بعجز الكافرين عن الإتيان بمثل القرآن. ويجاب: بأنه قد علم أنهم غير المؤمنين، فكأنه قيل: فإن لم يفعلوا فبشر غيرهم بالجنات، ومعنى هذا فبشر هؤلاء المعاندين بأنه لا حظ لهم في الجنة.
وقال في آية الصف: إن العطف على (تؤمنون) لأنه بمعنى آمنوا، ولا يقدح في ذلك أن المخاطب ب (تؤمنون) المؤمنون، وب (بشر) النبي عليه الصلاة والسلام، ولا أن يقال: في (تؤمنون) : إنه تفسير للتجارة لا طلب، وإن (يغفر لكم) جواب الاستفهام تنزيلا للسبب منزلة المسبب، لأن تخالف الفاعلين لا يقدح، كقولنا (قوموا واقعد يا زيد) ولأن (تؤمنون) لا يتعين للتفسير، سلّمنا، ولكن يحتمل أنه تفسير مع كونه أمرا، وذلك بأن يكون معنى الكلام السابق اتجروا تجارة تنجيكم من عذاب أليم كما كان (فهل أنتم منتهون) في معنى انتهوا، أو بأن يكون تفسيرا في المعنى دون الصناعة، لأن الأمر قد يساق لإفادة المعنى الذي يتحصل من المفسرة يقول:
«هل أدلك على سبب نجاتك؟ آمن باللَّه» كما تقول: «هو أن تؤمن باللَّه» وحينئذ فيمتنع العطف لعدم دخول التبشير في معنى التفسير.
[سورة الصف (61) : آية 14]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللَّهِ كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّين َ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ وَكَفَرَتْ طائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ (14)
الإعراب:
(يأيّها الذين آمنوا) مرّ إعرابها «14» ، (ما) حرف مصدريّ (للحواريّين) متعلّق ب (قال) ..
والمصدر المؤوّل (ما قال..) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بفعل محذوف تقديره قلنا ذلك كقول عيسى «15» .
(من) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ، خبره (أنصاري) ، (إلى اللَّه) متعلّق بحال من ضمير المتكلّم أي متوجّها إلى نصرة اللَّه، أي: بحذف مضاف (الفاء) استئنافيّة (من بني) متعلّق بنعت لطائفة (الفاء) الثانية عاطفة (على عدوّهم) متعلّق ب (أيّدنا) بتضمينه معنى قوّينا (الفاء) عاطفة ...
جملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «كونوا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: « (قلنا) ذلك كقول ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «قال عيسى ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «من أنصاري ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «قال الحواريّون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «نحن أنصار اللَّه ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «آمنت طائفة ... » لا محلّ لها استئنافيّة «16» .
وجملة: «كفرت طائفة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنت طائفة.
وجملة: «أيّدنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كفرت طائفة.
وجملة: «آمنوا (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «أصبحوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أيّدنا....
انتهت سورة «الصف» ويليها سورة «الجمعة»
__________
(1) ذلك لتحقّق علمهم برسالته فليست للتقليل ولا للتقريب.
(2، 5) في الآية (5) من هذه السورة.
(3) أو عطف بيان عليه، أو نعت له.
(4) أو اللام زائدة للتقوية، وما في محلّ نصب مفعول به لاسم الفاعل (مصدقا) . [.....]
(6) يجوز أن يعود الضمير على عيسى عليه السلام.
(7) أو في محلّ نصب حال من فاعل يأتي- أو من رسول.
(8) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه ملاقيه في المعنى.
(9) في الآية السابقة (8) .
(10) في الآية (2) من هذه السورة.
(11) أو هي تفسير على رأي ابن هشام فسرّت التجارة.
(12) بحذف مضاف أي من تحت أشجارها.. ويجوز أن يكون الجارّ متعلّقا بحال من الأنهار.
(13) أو محذوف على الاشتغال أي تحبون أخرى.. ويجوز أن يكون (أخرى) مبتدأ خبره نصر من الله.. أو معطوفا على تجارة مجرور مثله.
(14) في الآية (2) من هذه السورة.
(15) نحا الزمخشريّ في إعرابه للآية الكريمة منحى غيّر معنى الآية أي: كونوا أنصار اللَّه كما كان الحواريّون أنصار عيسى حين قال لهم من أنصاري إلى اللَّه.
(16) أو الجملة معطوفة على استئناف مقدّر أي فلمّا رفع عيسى عليه السلام إلى السماء افترق الناس فرقا فآمنت طائفة..
-
رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثامن والعشرون
سورة الجمعة
الحلقة (545)
من صــ243 الى صـ 251
سورة الجمعة
آياتها 11 آية
[سورة الجمعة (62) : آية 1]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1)
الإعراب:
(يسبّح للَّه ... في الأرض) مرّ إعرابها مفردات وجملا «1» ، (الملك، القدوس، العزيز، الحكيم) نعوت للفظ الجلالة مجرورة.
[سورة الجمعة (62) : الآيات 2 الى 4]
هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (2) وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3) ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (4)
الإعراب:
(في الأمّيّين) متعلّق ب (بعث) بتضمينه معنى أقام (منهم)
متعلّق بنعت ل (رسولا) ، (عليهم) متعلّق ب (يتلو) ، (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة، والرابعة حاليّة (إن) مخففة من الثقيلة، واسم إنّ محذوف أي: إنّهم (قبل) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق بحال من ضلال (في ضلال) متعلّق بخبر كانوا..
جملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «بعث ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «يتلو ... » في محلّ نصب نعت ثان ل (رسولا) «2» .
وجملة: «يزكّيهم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يتلو.
وجملة: «يعلّمهم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يتلو.
وجملة: «إن كانوا ... » في محلّ نصب حال.
وجملة: «كانوا ... » في محلّ رفع خبر إن المخفّفة.
3- (الواو) عاطفة في الموضعين (آخرين) معطوف على الأمّيّين مجرور (منهم) متعلّق بنعت ل (آخرين) «3» ، والضمير فيه يعود على الأمّيّين (لمّا) حرف نفي وقلب وجزم (بهم) متعلّق ب (يلحقوا) ..
وجملة: «لمّا يلحقوا ... » في محلّ نصب حال من آخرين.
وجملة: «هو العزيز ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هو الذي «4» ...
4- والإشارة في (ذلك) إلى تفضيل الرسول وقومه (من) موصول في محلّ نصب مفعول به ثان (الواو) عاطفة- أو حاليّة- (ذو) خبر المبتدأ (اللَّه) ..
وجملة: «ذلك فضل اللَّه ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يؤتيه ... » في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ ذلك «5» .
وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «اللَّه ذو الفضل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ذلك فضل «6» ..
[سورة الجمعة (62) : آية 5]
مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5)
الإعراب:
(ثمّ) حرف عطف (كمثل) متعلّق بخبر المبتدأ (مثل) ..
والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره هذا المثل (الذين) موصول في محلّ جرّ نعت للقوم (بآيات) متعلّق ب (كذّبوا) ، (الواو) استئنافيّة (لا) نافية.
جملة: «مثل الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «حمّلوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لم يحملوها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «يحمل ... » في محلّ نصب حال من الحمار «7» .
وجملة: «بئس مثل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كذّبوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «اللَّه لا يهدي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا يهدي القوم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللَّه) .
الصرف:
(أسفارا) ، جمع سفر، اسم للكتاب الكبير، وزنه فعل بكسر فسكون، ووزن أسفار أفعال.
البلاغة
التشبيه التمثيلي: في قوله تعالى مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً. شبه اليهود- في أنهم حملة التوراة وقرّاؤها وحفاظ ما فيها، ثم إنهم غير عاملين بها ولا منتفعين بآياتها، وذلك أن فيها نعت رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) والبشارة به ولم يؤمنوا به- بالحمار حمل أسفارا، أي كتبا كبارا من كتب العلم، فهو يمشي بها ولا يدري منها إلا ما يمر بجنبيه وظهره، من الكد والتعب. وكل من علم ولم يعمل بعلمه فهذا مثله.
[سورة الجمعة (62) : الآيات 6 الى 8]
قُلْ يا أَيُّهَا الَّذِينَ هادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِياءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (6) وَلا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (7) قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8)
الإعراب:
(أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الذين) موصول في محلّ نصب بدل من أيّ- أو عطف بيان- (زعمتم) ماض في محلّ جزم فعل الشرط (للَّه) متعلّق ب (أولياء) «8» ، (من دون) متعلّق ب (أولياء) «9» (الفاء) رابطة لجواب الشرط (كنتم) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط..
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «النداء ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «هادوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «إن زعمتم ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «تمنّوا ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «إن كنتم ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز جواب النداء «10» وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب الشرط الأول أي: فتمنّوا الموت.
7- (الواو) استئنافيّة في الموضعين (لا) نافية (أبدا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يتمنّونه) المنفيّ (ما) حرف مصدريّ «11» ، (بالظالمين) متعلّق ب (عليم) ..
والمصدر المؤوّل (ما قدّمت ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (يتمنّونه) المنفيّ، و (الباء) سببيّة.
وجملة: «لا يتمنّونه ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «قدّمت أيديهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) وجملة: «اللَّه عليم بالظالمين» لا محلّ لها استئنافيّة.
8- (منه) متعلّق ب (تفرّون) ، (الفاء) زائدة في خبر إنّ لأن الاسم وصف بالموصول فأخذ حكم الموصول المشابه للشرط (ثمّ) حرف عطف، والواو في (تردّون) نائب الفاعل، (إلى عالم) متعلّق ب (تردّون) ، (بما كنتم) مثل بما قدّمت..
وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّ الموت ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «تفرّون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «إنّه ملاقيكم ... » في محلّ رفع خبر إنّ (الأول) .
وجملة: «تردّون ... » في محلّ رفع معطوفة على خبر إنّ، والرابط مقدّر أي تردّون بعده.
وجملة: «ينبئكم» في محلّ رفع معطوفة على جملة تردّون.
وجملة: «كنتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «تعملون» في محلّ نصب خبر كنتم.
[سورة الجمعة (62) : الآيات 9 الى 11]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9) فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10) وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً قُلْ ما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11)
الإعراب:
(يأيّها الذين آمنوا) مثل يأيّها الذين هادوا «12» ، (للصلاة) نائب الفاعل، (من يوم) متعلّق بحال من الصلاة (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إلى ذكر) متعلّق ب (اسعوا) ، (لكم) متعلّق ب (خير) ..
جملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «نودي للصلاة ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «اسعوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «ذروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اسعوا.
وجملة: «ذلكم خير لكم ... » لا محلّ لها استئناف بياني- أو تعليليّة- وجملة: «كنتم تعلمون» لا محلّ لها استئنافيّة. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: إن كنتم تعلمون أنّه خير لكم فاسعوا إلى ذكر اللَّه.
وجملة: «تعلمون» في محلّ نصب خبر كنتم.
10- (الفاء) عاطفة والثانية رابطة لجواب الشرط (في الأرض) متعلّق ب (انتشروا) ، (من فضل) متعلّق ب (ابتغوا) ، (كثيرا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته..
وجملة: «قضيت الصلاة ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «انتشروا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «ابتغوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة انتشروا.
وجملة: «اذكروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة انتشروا.
وجملة: «لعلّكم تفلحون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «تفلحون ... » في محلّ رفع خبر لعلّكم.
11- (الواو) استئنافيّة (أو) حرف عطف (إليها) متعلّق ب (انفضّوا) ، (الواو) حاليّة- أو عاطفة- (قائما) حال منصوبة من ضمير الخطاب في (تركوك) ، (ما) موصول في محلّ رفع مبتدأ خبره (خير) ، (عند) ظرف منصوب متعلّق بصلة ما المقدّرة (من اللهو) متعلّق ب (خير) ، وكذلك (من التجارة) ، (الواو) استئنافيّة..
وجملة: «رأوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «انفضّوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «تركوك ... » في محلّ نصب حال من فاعل انفضّوا بتقدير قد «13» .
وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ما عند اللَّه خير ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «اللَّه خير الرازقين» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(9) الجمعة: اسم لواحد من أيّام الأسبوع، والأصل فيه أنّه مصدر بمعنى الاجتماع، وزنه فعلة بضمّتين» .
(اسعوا) ، فيه إعلال بالحذف شأن المضارع يسعون.. انظر الآية (33) من سورة المائدة.
الفوائد:
صلاة الجمعة..
أفادت هذه الآية حكما فقهيا، هو وجوب تلبية النداء يوم الجمعة، لذا قال الفقهاء بأن صلاة الجمعة لا تصح إلا في المسجد، فمن فاتته صلاها ظهرا، كما أفادت حرمة التشاغل بعد النداء، والمقصود به الأذان بين يدي الخطيب، أما التشاغل بعد الأذان الأول فهو مكروه. عن ابن سيرين قال: جمع أهل المدينة قبل أن يقدم النبي (صلّى اللَّه عليه وسلّم) ، وقبل أن تنزل الجمعة، وهم الذين سمّوا الجمعة. وقالوا: لليهود يوم السبت، وللنصارى يوم الأحد، فلنجعل يوما نجتمع فيه فنذكر اسم اللَّه تعالى ونصلي، فجعلوه يوم العروبة. ثم أنزل اللَّه تعالى في ذلك: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللَّهِ. وأسعد بن زرارة رضي اللَّه عنه هو أول من جمع الناس يوم الجمعة، وكانوا أربعين. أخرجه أبو داود. أما أول جمعة جمعها رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) بأصحابه، فذكر أصحاب السّير، أن النبي (صلّى اللَّه عليه وسلّم) لما دخل المدينة مهاجرا، نزل قباء، على بني عمرو بن عوف، وذلك يوم الاثنين، لثنتي عشرة خلت من ربيع الأول، حين امتد الضحى، فأقام بقباء من الاثنين إلى الخميس، وأسس مسجدهم، وهو أول مسجد في الإسلام، ثم خرج يوم الجمعة إلى المدينة، فأدركته صلاة الجمعة في بني سالم بن عوف، في بطن واديهم، وقد اتخذوا في ذلك الموضع مسجدا، فجمع فيه رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) وخطب.
العدد الذي تنعقد به الجمعة:
قال عبيد اللَّه بن عبد اللَّه وعمر بن عبد العزيز والشافعي وأحمد وإسحاق:
لا تنعقد الجمعة بأقل من أربعين رجلا من أهل الكمال، وذلك بأن يكونوا أحرارا بالغين عاقلين مقيمين في موضع لا يظعنون عنه شتاء ولا صيفا إلا لحاجة وقد اشترط عمر بن عبد العزيز الوالي حتى تصح الجمعة. أما الشافعي فقال: تصح بلا وال، وقال أبو حنيفة: تنعقد الجمعة بأربعة، شريطة وجود الوالي، وقال الأوزاعي وأبو يوسف: تنعقد بثلاثة إذا كان فيهم وال، وقال الحسن: تنعقد باثنين كسائر الصلوات، وقال ربيعة: تنعقد باثني عشر رجلا، ولا يكمل العدد بمن لا تجب عليه الجمعة، كالعبد والمرأة والمسافر والصبي، ولا تنعقد إلا في موضع واحد، أما إذا كثر الناس وضاق الجامع، فجمهور الفقهاء على أنها تنعقد بأكثر من جامع. واللَّه أعلم.
__________
(1) في الآية (1) من سورة الصفّ السابقة.
(2) أو حال من (رسولا) .
(3) أو حال من آخرين لدلالته على عموم الأميين. [.....]
(4) أو حال من فاعل بعث.
(5) أو حال من (فضل اللَّه) والعامل فيها معنى الإشارة.
(6) أو حال من فاعل يؤتيه.
(7) أو في محلّ جرّ نعت لحمار لأنّ (ال) فيه جنسيّة.
(8) أو متعلّق بنعت لأولياء.. والمصدر المؤوّل (أنّكم أولياء..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي زعمتم.
(9) أو متعلّق بحال من الضمير في أولياء.
(10) الشرط الأول في هذا التركيب قيد في الثاني وهو الأصل أي: إن كنتم صادقين إن زعمتم أنّكم أولياء فتمنّوا الموت.
(11) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف، والجملة بعده صلة له.
(12) في الآية (6) من هذه السورة.
(13) أو لا محلّ لها معطوفة على جملة انفضّوا.
-
رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثامن والعشرون
سورة المنافقون
الحلقة (546)
من صــ252 الى صـ 262
سورة المنافقون
آياتها 11 آية
[سورة المنافقون (63) : الآيات 1 الى 5]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ (1) اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (2) ذلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ (3) وَإِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (4)
وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (5)
الإعراب:
(اللام) لام القسم المستعاض بها من اللام المزحلقة لما في (نشهد) من معنى القسم، وذلك في الموضعين الأول والثالث، وهي المزحلقة في الموضع الثاني (الواو) اعتراضيّة، والثانية عاطفة.
جملة: «جاءك المنافقون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «نشهد ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إنّك لرسول اللَّه ... » لا محلّ لها جواب القسم «1» .
وجملة: «اللَّه يعلم ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «يعلم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللَّه) .
وجملة: «إنّك لرسوله ... » في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي يعلم «2» .
وجملة: «اللَّه يشهد ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط.
وجملة: «يشهد ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللَّه) .
وجملة: «إنّ المنافقين لكاذبون» لا محلّ لها جواب القسم «3» .
2- (جنّة) مفعول به ثان منصوب (عن سبيل) متعلّق ب (صدّوا) ، (ساء) ماض لإنشاء الذم (ما) نكرة موصوفة فاعل «4» والمخصوص بالذم محذوف تقديره النفاق- أو عدم الثبات على الإيمان- وجملة: «اتّخذوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «صدّوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اتّخذوا.
وجملة: «إنّهم ساء ما كانوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ساء ما كانوا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «كانوا يعملون» في محلّ رفع نعت ل (ما) «5» .
وجملة: «يعملون» في محلّ نصب خبر كانوا 3- الإشارة في (ذلك) إلى سوء عملهم (على قلوبهم) نائب الفاعل (الفاء) تعليليّة (لا) نافية.
والمصدر المؤوّل (أنّهم آمنوا ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (ذلك) .
وجملة: «ذلك بأنّهم ... » لا محلّ لها تعليلة.
وجملة: «آمنوا ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «كفروا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة آمنوا.
وجملة: «طبع على قلوبهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة التعليل.
وجملة: «هم لا يفقهون» لا محلّ لها تعليلية «6» .
وجملة: «لا يفقهون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
4- (الواو) عاطفة في الموضعين (لقولهم) متعلّق ب (تسمع) ، (عليهم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (أنّى) اسم استفهام في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق بحال من الواو في (يؤفكون) .
وجملة: «رأيتهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «تعجبك أجسامهم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «يقولوا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئنافيّة من الشرط وفعله وجوابه.
وجملة: «تسمع ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «كأنّهم خشب ... » لا محلّ لها استئنافيّة «7» .
وجملة: «يحسبون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هم العدوّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «احذرهم» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي تنبه لهذا فاحذرهم.
وجملة: «قاتلهم اللَّه» لا محلّ لها استئنافيّة دعائيّة.
وجملة: «يؤفكون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
5- (الواو) عاطفة في الموضعين وحاليّة في الثالث (لهم) متعلّق ب (قيل) ، (يستغفر) مضارع مجزوم جواب الأمر (لوّوا) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.
وجملة: «قيل ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «تعالوا ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «8» .
وجملة: «يستغفر لكم رسول ... » جواب شرط مقدّر، لا محلّ لها، غير مقترنة بالفاء أي: إن تقبلوا يستغفر.
وجملة: «لوّوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم (إذا) .
وجملة: «رأيتهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لوّوا.
وجملة: «يصدّون ... » في محلّ نصب حال من ضمير الغائب في (رأيتهم) .
وجملة: «هم مستكبرون» في محلّ نصب حال من فاعل يصدّون.
الصرف:
(4) خشب: قيل هو اسم جمع واحدته خشبة بفتحتين أو بفتحة وسكون، وقيل هو جمع خشب بفتحتين كأسد وأسد، وزنه فعل بضمتين.
(مسنّدة) ، مؤنث مسنّد، اسم مفعول من (سنّد) الرباعيّ، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة.
(5) لوّوا: فيه إعلال بالحذف حذفت لام الكلمة لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة وزنه فعّوا.
البلاغة
التشبيه المرسل التمثيلي: في قوله تعالى «كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ» .
شبهوا في جلوسهم مجالس رسول (صلّى اللَّه عليه وسلّم) ، مستندين فيها، وما هم إلا أجرام خالية عن الإيمان والخير، بخشب منصوبة، مسندة إلى الحائط، في كونهم أشباحا خالية عن الفائدة، لأن الخشب تكون مسندة إذا لم تكن في بناء، أو دعامة بشيء آخر، ويجوز أن يراد بالخشب المسندة الأصنام المنحوتة من الخشب، المسندة إلى الحيطان. شبهوا بها في حسن صورهم وقلة جدواهم.
ووجه الشبه كون الجانبين أشباحا خالية عن العلم والنظر.
[سورة المنافقون (63) : آية 6]
سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ (6)
الإعراب:
(سواء) خبر مقدّم مرفوع (عليهم) متعلّق ب (سواء) و (الهمزة) للتسوية مصدريّة.
والمصدر المؤوّل (أستغفرت لهم) في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر.
(لهم) متعلّق ب (استغفرت) ، (أم) حرف عطف متّصلة (لهم) الثاني متعلّق ب (تستغفر) ، و (لهم) الثالث متعلّق ب (يغفر) ، (لا) نافية..
جملة: سواء عليهم (استغفارك) ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «استغفرت ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ.
وجملة: «لم تستغفر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استغفرت.
وجملة: «لن يغفر ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «إنّ اللَّه لا يهدي ... » لا محلّ لها تعليلية.
وجملة: «لا يهدي ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
[سورة المنافقون (63) : آية 7]
هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ (7)
الإعراب:
(لا) ناهية جازمة (على من) متعلّق ب (تنفقوا) المنهيّ عنه (عند) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة الموصول من (حتّى) حرف غاية وجرّ (ينفضّوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى..
والمصدر المؤوّل (أن ينفضّوا ... ) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (تنفقوا) .
(الواو) حاليّة (للَّه) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ خزائن (لا) نافية.
وجملة: «هم الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يقولون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لا تنفقوا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «ينفضّوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «للَّه خزائن ... » في محلّ نصب حال «9» .
وجملة: «لكنّ المنافقين لا يفقهون» لا محلّ لها استئنافيّة «10» .
وجملة: «لا يفقهون ... » في محلّ رفع خبر لكنّ.
[سورة المنافقون (63) : آية 8]
يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِي نَ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ (8)
الإعراب:
(اللام) موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (رجعنا) ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (إلى المدينة) متعلّق ب (رجعنا) ، (اللام) لام القسم (منها) متعلّق ب (يخرجنّ) ، (الواو) حالية (للَّه العزّة) مثل للَّه خزائن «11» (ولكنّ المنافقين لا يعلمون) مثل ولكن المنافقين لا يفقهون مفردات وجملا «12» جملة: «يقولون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إن رجعنا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يخرجن الأعزّ ... » لا محلّ لها جواب القسم. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
الصرف:
(الأذلّ) ، اسم تفضيل من الثلاثيّ ذلّ، وزنه أفعل وعينه ولامه من حرف واحد.
البلاغة
فن القول بالموجب: في قوله تعالى يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ.
وهذا الفن، هو أن يخاطب المتكلم شخصا بكلام، فيعمد هذا الشخص المخاطب إلى كل كلمة مفردة من كلام المتكلم، فيبني عليها من كلامه، وما يوجب عكس معنى المتكلم، لأن حقيقة القول بالموجب ردّ الخصم كلام خصمه من فحوى كلامه، فإن موجب قول المنافقين، الآنف الذكر في الآية، إخراج الرسول المنافقين من المدينة، وقد كان ذلك، ألا ترى أن اللَّه تعالى قال على إثر ذلك «واللَّه العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون» .
الفوائد:
ذلة المنافقين..
كان رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) في غزوة بني المصطلق، فتدافع رجلان: أنصاري ومهاجر، فنادى كل منهما أصحابه، فاستطلع رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) الأمر، وقال: دعوها فإنها خبيثة، فإنها من دعوى الجاهلية، فتناهي الخبر إلى عبد اللَّه بن أبيّ، رأس النفاق، فقال: أو قد فعلوها (يعني المهاجرين) واللَّه لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعزّ (يعني نفسه) منا الأذلّ (يعني رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) فوصل الخبر لرسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) فقال عمر: ائذن لي أضرب عنقه، فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) : هل يرضيك أن يقول الناس إن محمدا يقتل أصحابه؟ وفي طريق العودة، رصد عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن أبي مدخل المدينة، ومنع والده من الدخول قائلا له: أنت الذليل، ورسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) هو العزيز، فعلم رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) بالخبر، فأرسل إلى عبد اللَّه أن يسمع لوالده بالدخول، فقال الابن:
إن أذن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) فنعم إذن.
[سورة المنافقون (63) : الآيات 9 الى 11]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (9) وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ (10) وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذا جاءَ أَجَلُها وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (11)
الإعراب:
(أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الذين) موصول في محلّ نصب بدل من أيّ- أو عطف بيان عليه- (لا) ناهية جازمة (لا) زائدة لتأكيد النهي (أولادكم) معطوف على أموالكم مرفوع (عن ذكر) متعلّق ب (تلهكم) ، (الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (الفاء) رابطة لجواب الشرط (هم) ضمير فصل «13» .
جملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لا تلهكم أموالكم ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «من يفعل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يفعل ذلك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «14» .
وجملة: «أولئك.. الخاسرون» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
10- (الواو) عاطفة (ممّا) متعلّق ب (أنفقوا) ، والعائد محذوف (من قبل) متعلّق ب (أنفقوا) ، (أن) حرف مصدري ونصب (الموت) فاعل (يأتي) بحذف مضاف أي مقدّمات الموت (الفاء) عاطفة (يقول) مضارع منصوب معطوف على يأتي..
والمصدر المؤوّل (أن يأتي ... ) في محلّ جرّ مضاف إليه.
(ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف (لولا) حرف تحضيض بمعنى الدعاء (إلى أجل)متعلّق ب (أخّرتني) ، (الفاء) فاء السببية (أصدّق) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء (الواو) عاطفة (أكن) مضارع ناقص مجزوم جواب شرط مقدّر معطوف على جملة الدعاء «15» ، (من الصالحين) متعلّق بخبر أكن.
وجملة: «أنفقوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: «رزقناكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «يأتي ... الموت» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «يقول ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يأتي.. الموت.
وجملة: «ربّ ... » في محلّ نصب مقول القول «16» .
وجملة: «أخّرتني ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «أصّدّق ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
والمصدر المؤوّل (أن أصّدّق.) في محلّ رفع معطوف على مصدر مأخوذ من الدعاء المتقدّم المتمثّل في أداة التحضيض أي أثمّة تأخير في الأجل فتصدّق بالزكاة.
وجملة: «أكن ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.
11- (الواو) استئنافيّة والثانية عاطفة (ما) حرف مصدريّ «17» .
والمصدر المؤوّل (ما تعملون..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بالخبر (خبير) .
وجملة: «لن يؤخّر اللَّه ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «جاء أجلها ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: فلن يؤخّره اللَّه «18» .
وجملة: «اللَّه خبير ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يؤخّر اللَّه.
وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
الصرف:
(9) تلهكم: فيه إعلال بالحذف، حذفت لامه لمناسبة الجزم، وزنه تفعكم انتهت سورة «المنافقين» ويليها سورة «التغابن»
__________
(1، 3) أو هي استئناف بيانيّ إذا لم يقدّر فعل نشهد بمعنى نقسم.
(2) كسرت همزة (إنّ) لمجيء اللام في الخبر.
(4) أو اسم موصول- في محلّ رفع-[.....]
(5) أو لا محلّ لها صلة الموصول ما.
(6) قد تكون الجملة مسبّبة عن طبع قلوبهم فهي معطوفة على جملة طبع على قلوبهم.
(7) أو في محلّ نصب حال من الضمير في قولهم.
(8) هي في الأصل مقول القول للفعل المبنيّ للمعلوم.
(9) أو استئنافيّة.
(10) أو معطوفة على الاستئنافيّة.
(11، 12) في الآية (7) من هذه السورة.
(13) أو ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ خبره الخاسرون.. والجملة الاسميّة خبر المبتدأ أولئك.
(14) أو الخبر هو جملتا الشروط والجواب معا.
(15) أو معطوف على محلّ (فأصّدّق) بحسب المعنى.. أي إن أخّرتني أتصدّق- بالجزم- وأكن ...
(16) أو اعتراضيّة وجملة أخّرتني مقول القول.
(17) أو اسم موصول في محلّ جرّ بالباء، والعائد محذوف، والجملة بعده صلته.
(18) قد يكون الظرف مجرّدا من الشرط فلا جواب. ويتعلّق الظرف حينئذ بالفعل المذكور يؤخر.
-
رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثامن والعشرون
سورة التّغابن
الحلقة (547)
من صــ263 الى صـ 276
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة التّغابن
آياتها 18 آية
[سورة التغابن (64) : آية 1]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)
الإعراب:
(يسبّح للَّه ... في الأرض) مرّ إعرابها «1» ، (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (الملك) ، و (له) الثاني خبر للمبتدأ (الحمد) ، (على كلّ) متعلّق بالخبر (قدير) .
جملة: «له الملك ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «له الحمد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة له الملك.
وجملة: «هو ... قدير» لا محلّ لها معطوفة على جملة له الملك.
البلاغة
التقديم: في قوله تعالى «لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ» .
حيث قدّم الظرفان، ليدل بتقديمها على معنى اختصاص الملك والحمد باللَّه عز وجل، وذلك لأنّ الملك على الحقيقة له لأنه مبدئ كل شيء ومبدعه، والقائم به والمهيمن عليه، وكذلك الحمد، لأن أصول النعم وفروعها منه. وأما ملك غيره فتسليط منه واسترعاء، وحمده اعتداد بأن نعمة اللَّه جرت على يده.
[سورة التغابن (64) : آية 2]
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (2)
الإعراب:
(الفاء) عاطفة تفريعيّة (منكم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (كافر) ، و (منكم) الثاني خبر للمبتدأ (مؤمن) ، (الواو) عاطفة (ما) حرف مصدريّ «2» ، والمصدر المؤوّل (ما تعملون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بالخبر (بصير) .
جملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «خلقكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «منكم كافر ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة «3» .
وجملة: «منكم مؤمن ... » لا محلّ لها معطوفة على منكم كافر.
وجملة: «اللَّه.. بصير» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
البلاغة
الطباق: في قوله تعالى فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ.
حيث طابق بين الكافر والمؤمن وفي الآية التي قبلها حصل طباق بين السموات والأرض.
الإعراب:
(بالحقّ) متعلّق بحال من السموات، والباء للملابسة (الفاء) عاطفة (إليه) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (المصير) .
جملة: «خلق ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «صوركم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «أحسن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صوركم.
وجملة: «إليه المصير» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
[سورة التغابن (64) : آية 4]
يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ ما تُسِرُّونَ وَما تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (4)
الإعراب:
(في السموات) متعلّق بمحذوف صلة ما، (ما) الثاني والثالث حرف مصدري «4» ، (بذات) متعلّق بالخبر (عليم) .
والمصدر المؤوّل (ما تسرّون) في محلّ نصب مفعول به، (ما تعلنون) في محلّ نصب معطوف على الأول جملة: «يعلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يعلم (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «تسرّون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «تعلنون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الثاني.
وجملة: «اللَّه عليم» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافية.
[سورة التغابن (64) : الآيات 5 الى 6]
أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (5) ذلِكَ بِأَنَّهُ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَقالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (6)
الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (قبل) اسم ظرفيّ مبني على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يأتكم) ، (الفاء) عاطفة وكذلك (الواو) ، (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (عذاب) .
جملة: «لم يأتكم نبأ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «ذاقوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «لهم عذاب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ذاقوا.
6- الإشارة في (ذلك) إلى العذاب (بالبيّنات) متعلّق بحال من رسلهم (الفاء) عاطفة في الموضعين (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (بشر) فاعل لفعل محذوف على الاشتغال يفسّره المذكور بعده «5» ، (الواو) عاطفة في الموضعين واستئنافيّة في الموضع الثالث ... والمصدر المؤوّل (أنّه كانت..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بخبر المبتدأ (ذلك) .
وجملة: «ذلك بأنّه ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «كانت تأتيهم ... » في محلّ رفع خبر أنّ «6» .
وجملة: «تأتيهم رسلهم ... » في محلّ نصب خبر كانت.
وجملة: «قالوا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة كانت ...
وجملة: « (يهدينا) بشر ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يهدوننا ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: «كفروا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة قالوا.
وجملة: «تولّوا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة كفروا.
وجملة: «استغنى اللَّه ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة تولّوا.
وجملة: «اللَّه غني ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(استغنى) ، فيه إعلال بالقلب أصله استغنى- بياء متحرّكة في آخره- ياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا.
[سورة التغابن (64) : آية 7]
زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِما عَمِلْتُمْ وَذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (7)
الإعراب:
(أن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير محذوف أي:
أنّهم ... و (الواو) في (يبعثوا) نائب الفاعل.
والمصدر المؤوّل (أنّهم لن يبعثوا..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي زعم.
(بلى) حرف جواب لإيجاب المنفيّ (الواو) واو القسم (ربّي) مجرور بالواو متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (اللام) لام القسم (تبعثنّ) مضارع مرفوع للتجرّد، وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتوالي الأمثال، و (الواو) المحذوفة لالتقاء الساكنين نائب فاعل، و (النون) نون التوكيد (ثمّ) للعطف (لتنبّؤنّ) مثل لتبعثنّ (ما) حرف مصدريّ- أو موصول- والمصدر المؤوّل (ما عملتم) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (تنبّؤنّ) .
(الواو) استئنافيّة، والإشارة في (ذلك) إلى البعث والحساب (على اللَّه) متعلّق بالخبر (يسير) .
جملة: «زعم الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لن يبعثوا ... » في محلّ رفع خبر (أن) المخففّة.
وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «الجواب المقدّرة (ستبعثون) » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «القسم المقدّرة ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول مؤكّد لمقول القول.
وجملة: «تبعثنّ ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدر.
وجملة: «تنبّؤنّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تبعثنّ.
وجملة: «عملتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الحرفيّ أو الاسميّ.
وجملة: «ذلك على اللَّه يسير» لا محلّ لها استئنافيّة.
الفوائد:
- بلى..
هي حرف جواب، وتختص بالنفي، وتفيد إبطاله، كقوله تعالى في الآية التي نحن بصددها: (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ) وقوله تعالى:
أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ؟ بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ وقوله تعالى: أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ؟ قالُوا بَلى أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ؟ قالُوا بَلى. قال ابن عباس وغيره: لو قالوا «نعم» لكفروا. ووجهه: أن نعم تصديق للمخبر بنفي أو إيجاب.
ولذلك قال جماعة من الفقهاء، لو قال: أليس لي عليك ألف، فقال: بلى لزمته، ولو قال: نعم لم تلزمه، وقال آخرون: تلزمه فيهما، وجروا في ذلك على مقتضى العرف لا اللغة، والحاصل: أن الاستفهام المسبوق بنفي، إذا أردت أن تجيب عنه بالإثبات، تقول (بلى) كما سبق في الآيات الكريمة، وإذا أردت أن تجيب عنه بالنفي فتقول:
«نعم» فإذا قيل لك: (ألا تحب السباحة؟) فتقول: بلى أحب السباحة، للإثبات، أو نعم، لا أحب السباحة للنفي.
[سورة التغابن (64) : آية 8]
فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (8)
الإعراب:
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (باللَّه) متعلق ب (آمنوا) ، (الواو) عاطفة في الموضعين، واستئنافيّة في الموضع الثالث (ما) حرف مصدريّ- أو موصول حذف عائده- جملة: «آمنوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كان الأمر كذلك في البعث والتنبؤ فآمنوا.
وجملة: «أنزلنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «اللَّه ... خبير» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الحرفيّ أو الاسميّ.
والمصدر المؤوّل (ما تعملون..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بالخبر (خبير) .
[سورة التغابن (64) : الآيات 9 الى 10]
يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ خالِدِينَ فِيها وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (10)
الإعراب:
(يوم) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (ليوم) متعلّق ب (يجمعكم) ، (الواو) استئنافيّة، وعاطفة في الموضعين الثاني والثالث (من) اسم شرط في محلّ رفع مبتدأ (باللَّه) متعلّق ب (يؤمن) ، (يعمل) مضارع مجزوم معطوف على فعل الشرط (صالحا) مفعول به منصوب «7» ، (عنه) متعلّق ب (يكفّر) بمعنى يخفّف- أو ينزل- (يدخله) مضارع مجزوم معطوف على جواب الشرط (من تحتها) متعلّق ب (تجري) بحذف مضاف أي من تحت أشجارها (خالدين) حال منصوبة من ضمير المفعول في (يدخله) ، (فيها) متعلّق ب (خالدين) ، وكذلك الظرف (أبدا) ، والإشارة في (ذلك) إلى تكفير السيئات وإدخال الجنّات ...
جملة: « (اذكر) يوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يجمعكم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «ذلك يوم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «من يؤمن باللَّه ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يؤمن باللَّه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «8» .
وجملة: «يعمل ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يؤمن.
وجملة: «يكفّر ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «يدخله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: «تجري ... » في محلّ نصب نعت لجنّات.
وجملة: «ذلك الفوز ... » لا محلّ لها معترضة.
10- (الواو) عاطفة في الموضعين (بآياتنا) متعلّق ب (كذّبوا) ، (خالدين) حال منصوبة من أصحاب (فيها) متعلّق ب (خالدين) (الواو) استئنافيّة- أو عاطفة-، والمخصوص بالذم محذوف تقديره هي أي النار.
وجملة: «الذين كفروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من يؤمن.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «كذّبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كفروا.
وجملة: «أولئك أصحاب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .
وجملة: «بئس المصير» لا محلّ لها استئنافيّة «9» .
الصرف:
(9) التغابن: مصدر قياسيّ للخماسيّ تغابن، مأخوذ من الغبن وهو فوت الحظ، وهو مستعار من تغابن القوم في التجارة.. وزنه تفاعل بفتح الفاء وضمّ العين.
البلاغة
الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ.
التغابن: مستعار من تغابن القوم في التجارة، وهو أن يغبن بعضهم بعضا، لنزول السعداء منازل الأشقياء التي كان سينزلها هؤلاء الأشقياء لو كانوا سعداء، ونزول الأشقياء منازل السعداء التي كان سينزلها هؤلاء السعداء لو كانوا أشقياء.
فن التهكم: في الآية تهكم بالأشقياء، لأن نزولهم ليس بغبن.
وفي حديث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم «ما من عبد يدخل الجنة إلا أري مقعده من النار لو أساء، ليزداد شكرا، وما من عبد يدخل النار إلا أري مقعده من الجنة لو أحسن، ليزداد حسرة» .
[سورة التغابن (64) : آية 11]
ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (11)
الإعراب:
(ما) نافية (مصيبة) مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل أصاب، ومفعوله محذوف أي: أحدا (إلّا) للحصر (بإذن) متعلّق بحال من مصيبة (الواو) عاطفة (من يؤمن باللَّه) مرّ إعرابها «10» ، (الواو) استئنافيّة- أو حاليّة- (بكل) متعلّق بالخبر (عليم) .
جملة: «أصاب ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «من يؤمن ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «يؤمن باللَّه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «يهد قلبه ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «اللَّه ... عليم» لا محلّ لها استئنافيّة «11» .
[سورة التغابن (64) : آية 12]
وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ (12)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة، والثانية عاطفة، وكذلك (الفاء) ، (تولّيتم) ماض في محلّ جزم فعل الشرط (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّما)كافّة ومكفوفة (على رسولنا) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (البلاغ) .
وجملة: «أطيعوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أطيعوا (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «تولّيتم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «إنّما على رسولنا البلاغ ... » لا محلّ لها تعليل لجواب الشرط المقدّر أي: إن تولّيتم فلا بأس على رسولنا لأنّ عليه البلاغ.
[سورة التغابن (64) : آية 13]
اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (13)
الإعراب:
(لا) نافية للجنس (إلّا) للاستثناء (هو) ضمير منفصل بدل من الضمير المستكنّ في خبر لا المحذوف (الواو) استئنافيّة (على اللَّه) متعلّق ب (يتوكّل) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اللام) لام الأمر، والفعل مجزوم وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين..
جملة: «اللَّه لا إله إلّا هو» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا إله إلّا هو ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللَّه) .
وجملة: «ليتوكّل المؤمنون» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن توكّل الناس على غير اللَّه فليتوكّل المؤمنون عليه.. وجملة الشرط المقدّرة استئنافيّة.
[سورة التغابن (64) : الآيات 14 الى 18]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14) إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (15) فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْراً لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (16) إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (17) عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)
الإعراب:
(من أزواجكم) متعلّق بخبر إنّ (لكم) متعلّق ب (عدوّا) «12» ، (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (الفاء) رابطة لجواب الشرط.
جملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «إنّ من أزواجكم ... عدوّا» لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «احذروهم ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مسبّب عما سبق أي: تنّبهوا فاحذروهم.
وجملة: «تعفوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: «تصفحوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: «تغفروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: «إنّ اللَّه غفور» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
15- (إنّما) كافّة ومكفوفة (الواو) عاطفة في الموضعين (عنده) ظرف منصوب متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (أجر) .
وجملة: «أموالكم ... فتنة» لا محلّ لها استئناف في حيّز جواب النداء.
وجملة: «اللَّه عنده أجر» لا محلّ لها معطوفة على جملة أموالكم ... فتنة.
وجملة: «عنده أجر» في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللَّه) .
16- (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ما) حرف مصدريّ ظرفيّ (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة..
والمصدر المؤوّل (ما استطعتم) في محلّ نصب ظرف زمان متعلّق ب (اتّقوا) ، أي: اتّقوا اللَّه مدة استطاعتكم (خيرا) خبر يكن المقدّر مع اسمه أي: أنفقوا يكن الإنفاق خيرا لأنفسكم «13» ، (لأنفسكم) متعلّق ب (خيرا) (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (الفاء) رابطة لجواب الشرط (هم) ضمير فصل «14» ..
وجملة: «اتّقوا اللَّه ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن قمتم إلى الطاعة فاتّقوا اللَّه....
وجملة: «استطعتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «اسمعوا ... » معطوفة على جملة اتّقوا ...
وجملة: «أطيعوا ... » معطوفة على جملة اتّقوا ...
وجملة: «أنفقوا ... » معطوفة على جملة اتّقوا ...
وجملة: « (يكن الإنفاق) خيرا ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «من يوق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الشرط المقدّرة «15» .
وجملة: «يوق ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «16» .
وجملة: «أولئك ... المفلحون» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
17- 18- (قرضا) مفعول مطلق منصوب «17» ، (لكم) متعلّق ب (يضاعفه) ، و (لكم) الثاني متعلّق ب (يغفر) ، (شكور، حليم، عالم، العزيز، الحكيم) أخبار عن المبتدأ (اللَّه) .
وجملة: «تقرضوا ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز جواب النداء.
وجملة: «يضاعفه ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «يغفر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: «اللَّه شكور ... » لا محلّ لها استئنافيّة «18» .
انتهت سورة «التغابن» ويليها سورة «الطلاق»
__________
(1) في الآية (1) من سورة الصفّ في هذا الجزء، مفردات وجملا. [.....]
(2) أو اسم موصول والعائد محذوف.
(3) أو معطوفة على جملة الصلة ولا يضرّ عدم وجود العائد إذ المعطوف بالفاء يكفيه وجود العائد في إحدى الجملتين.. وكذا في حاشية الجمل.
[سورة التغابن (64) : آية 3]
خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3)
(4) أو اسم موصول والعائد محذوف.
(5) أو مبتدأ خبره الجملة المذكورة بعده.
(6) اسم أنّ هو ضمير الشأن.
(7) يجوز أن يكون مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر فهو صفته، والمفعول به مقدّر.
(8) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(9) أو في محلّ نصب معطوفة على الحال خالدين.
(10) في الآية (9) من هذه السورة.
(11) أو في محلّ نصب حال من فاعل يهدي.
(12) أو متعلّق بنعت ل (عدوّا) .
(13) هذا الإعراب موافق لتفسير الآية في ابن كثير حيث جاء فيه: «أحسنوا كما أحسن اللَّه إليكم يكن خيرا لكم في الدنيا والآخرة ... » أمّا سيبويه فقد جعله مفعولا به لفعل محذوف تقديره ائتوا خيرا لأنفسكم، والكوفيون يجعلونه مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر فهو صفته أي إنفاقا خيرا..
أو هو مفعول به عامله أنفقوا، والخير هو المال.
(14) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره المفلحون، والجملة الاسميّة خبر المبتدأ أولئك.
(15) أو لا محلّ لها استئنافيّة. [.....]
(16) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(17) وهذا بحسب الظاهر.. أو هو مفعول به كما جاء في تفسير ابن كثير: «مهما أنفقتم من شيء فهو يخلفه، ومهما تصدّقتم من شيء فعليه جزاؤه ... »
(18) أو في محلّ نصب حال من فاعل يضاعفه أو يغفر ...
-
رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثامن والعشرون
سورة التّغابن
الحلقة (548)
من صــ263 الى صـ 276
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة التّغابن
آياتها 18 آية
[سورة التغابن (64) : آية 1]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)
الإعراب:
(يسبّح للَّه ... في الأرض) مرّ إعرابها «1» ، (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (الملك) ، و (له) الثاني خبر للمبتدأ (الحمد) ، (على كلّ) متعلّق بالخبر (قدير) .
جملة: «له الملك ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «له الحمد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة له الملك.
وجملة: «هو ... قدير» لا محلّ لها معطوفة على جملة له الملك.
البلاغة
التقديم: في قوله تعالى «لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ» .
حيث قدّم الظرفان، ليدل بتقديمها على معنى اختصاص الملك والحمد باللَّه عز وجل، وذلك لأنّ الملك على الحقيقة له لأنه مبدئ كل شيء ومبدعه، والقائم به والمهيمن عليه، وكذلك الحمد، لأن أصول النعم وفروعها منه. وأما ملك غيره فتسليط منه واسترعاء، وحمده اعتداد بأن نعمة اللَّه جرت على يده.
[سورة التغابن (64) : آية 2]
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (2)
الإعراب:
(الفاء) عاطفة تفريعيّة (منكم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (كافر) ، و (منكم) الثاني خبر للمبتدأ (مؤمن) ، (الواو) عاطفة (ما) حرف مصدريّ «2» ، والمصدر المؤوّل (ما تعملون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بالخبر (بصير) .
جملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «خلقكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «منكم كافر ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة «3» .
وجملة: «منكم مؤمن ... » لا محلّ لها معطوفة على منكم كافر.
وجملة: «اللَّه.. بصير» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
البلاغة
الطباق: في قوله تعالى فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ.
حيث طابق بين الكافر والمؤمن وفي الآية التي قبلها حصل طباق بين السموات والأرض.
الإعراب:
(بالحقّ) متعلّق بحال من السموات، والباء للملابسة (الفاء) عاطفة (إليه) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (المصير) .
جملة: «خلق ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «صوركم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «أحسن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صوركم.
وجملة: «إليه المصير» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
[سورة التغابن (64) : آية 4]
يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ ما تُسِرُّونَ وَما تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (4)
الإعراب:
(في السموات) متعلّق بمحذوف صلة ما، (ما) الثاني والثالث حرف مصدري «4» ، (بذات) متعلّق بالخبر (عليم) .
والمصدر المؤوّل (ما تسرّون) في محلّ نصب مفعول به، (ما تعلنون) في محلّ نصب معطوف على الأول جملة: «يعلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يعلم (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «تسرّون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «تعلنون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الثاني.
وجملة: «اللَّه عليم» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافية.
[سورة التغابن (64) : الآيات 5 الى 6]
أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (5) ذلِكَ بِأَنَّهُ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَقالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (6)
الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (قبل) اسم ظرفيّ مبني على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يأتكم) ، (الفاء) عاطفة وكذلك (الواو) ، (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (عذاب) .
جملة: «لم يأتكم نبأ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «ذاقوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «لهم عذاب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ذاقوا.
6- الإشارة في (ذلك) إلى العذاب (بالبيّنات) متعلّق بحال من رسلهم (الفاء) عاطفة في الموضعين (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (بشر) فاعل لفعل محذوف على الاشتغال يفسّره المذكور بعده «5» ، (الواو) عاطفة في الموضعين واستئنافيّة في الموضع الثالث ... والمصدر المؤوّل (أنّه كانت..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بخبر المبتدأ (ذلك) .
وجملة: «ذلك بأنّه ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «كانت تأتيهم ... » في محلّ رفع خبر أنّ «6» .
وجملة: «تأتيهم رسلهم ... » في محلّ نصب خبر كانت.
وجملة: «قالوا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة كانت ...
وجملة: « (يهدينا) بشر ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يهدوننا ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: «كفروا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة قالوا.
وجملة: «تولّوا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة كفروا.
وجملة: «استغنى اللَّه ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة تولّوا.
وجملة: «اللَّه غني ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(استغنى) ، فيه إعلال بالقلب أصله استغنى- بياء متحرّكة في آخره- ياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا.
[سورة التغابن (64) : آية 7]
زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِما عَمِلْتُمْ وَذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (7)
الإعراب:
(أن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير محذوف أي:
أنّهم ... و (الواو) في (يبعثوا) نائب الفاعل.
والمصدر المؤوّل (أنّهم لن يبعثوا..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي زعم.
(بلى) حرف جواب لإيجاب المنفيّ (الواو) واو القسم (ربّي) مجرور بالواو متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (اللام) لام القسم (تبعثنّ) مضارع مرفوع للتجرّد، وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتوالي الأمثال، و (الواو) المحذوفة لالتقاء الساكنين نائب فاعل، و (النون) نون التوكيد (ثمّ) للعطف (لتنبّؤنّ) مثل لتبعثنّ (ما) حرف مصدريّ- أو موصول- والمصدر المؤوّل (ما عملتم) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (تنبّؤنّ) .
(الواو) استئنافيّة، والإشارة في (ذلك) إلى البعث والحساب (على اللَّه) متعلّق بالخبر (يسير) .
جملة: «زعم الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لن يبعثوا ... » في محلّ رفع خبر (أن) المخففّة.
وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «الجواب المقدّرة (ستبعثون) » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «القسم المقدّرة ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول مؤكّد لمقول القول.
وجملة: «تبعثنّ ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدر.
وجملة: «تنبّؤنّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تبعثنّ.
وجملة: «عملتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الحرفيّ أو الاسميّ.
وجملة: «ذلك على اللَّه يسير» لا محلّ لها استئنافيّة.
الفوائد:
- بلى..
هي حرف جواب، وتختص بالنفي، وتفيد إبطاله، كقوله تعالى في الآية التي نحن بصددها: (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ) وقوله تعالى:
أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ؟ بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ وقوله تعالى: أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ؟ قالُوا بَلى أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ؟ قالُوا بَلى. قال ابن عباس وغيره: لو قالوا «نعم» لكفروا. ووجهه: أن نعم تصديق للمخبر بنفي أو إيجاب.
ولذلك قال جماعة من الفقهاء، لو قال: أليس لي عليك ألف، فقال: بلى لزمته، ولو قال: نعم لم تلزمه، وقال آخرون: تلزمه فيهما، وجروا في ذلك على مقتضى العرف لا اللغة، والحاصل: أن الاستفهام المسبوق بنفي، إذا أردت أن تجيب عنه بالإثبات، تقول (بلى) كما سبق في الآيات الكريمة، وإذا أردت أن تجيب عنه بالنفي فتقول:
«نعم» فإذا قيل لك: (ألا تحب السباحة؟) فتقول: بلى أحب السباحة، للإثبات، أو نعم، لا أحب السباحة للنفي.
[سورة التغابن (64) : آية 8]
فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (8)
الإعراب:
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (باللَّه) متعلق ب (آمنوا) ، (الواو) عاطفة في الموضعين، واستئنافيّة في الموضع الثالث (ما) حرف مصدريّ- أو موصول حذف عائده- جملة: «آمنوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كان الأمر كذلك في البعث والتنبؤ فآمنوا.
وجملة: «أنزلنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «اللَّه ... خبير» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الحرفيّ أو الاسميّ.
والمصدر المؤوّل (ما تعملون..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بالخبر (خبير) .
[سورة التغابن (64) : الآيات 9 الى 10]
يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ خالِدِينَ فِيها وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (10)
الإعراب:
(يوم) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (ليوم) متعلّق ب (يجمعكم) ، (الواو) استئنافيّة، وعاطفة في الموضعين الثاني والثالث (من) اسم شرط في محلّ رفع مبتدأ (باللَّه) متعلّق ب (يؤمن) ، (يعمل) مضارع مجزوم معطوف على فعل الشرط (صالحا) مفعول به منصوب «7» ، (عنه) متعلّق ب (يكفّر) بمعنى يخفّف- أو ينزل- (يدخله) مضارع مجزوم معطوف على جواب الشرط (من تحتها) متعلّق ب (تجري) بحذف مضاف أي من تحت أشجارها (خالدين) حال منصوبة من ضمير المفعول في (يدخله) ، (فيها) متعلّق ب (خالدين) ، وكذلك الظرف (أبدا) ، والإشارة في (ذلك) إلى تكفير السيئات وإدخال الجنّات ...
جملة: « (اذكر) يوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يجمعكم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «ذلك يوم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «من يؤمن باللَّه ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يؤمن باللَّه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «8» .
وجملة: «يعمل ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يؤمن.
وجملة: «يكفّر ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «يدخله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: «تجري ... » في محلّ نصب نعت لجنّات.
وجملة: «ذلك الفوز ... » لا محلّ لها معترضة.
10- (الواو) عاطفة في الموضعين (بآياتنا) متعلّق ب (كذّبوا) ، (خالدين) حال منصوبة من أصحاب (فيها) متعلّق ب (خالدين) (الواو) استئنافيّة- أو عاطفة-، والمخصوص بالذم محذوف تقديره هي أي النار.
وجملة: «الذين كفروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من يؤمن.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «كذّبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كفروا.
وجملة: «أولئك أصحاب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .
وجملة: «بئس المصير» لا محلّ لها استئنافيّة «9» .
الصرف:
(9) التغابن: مصدر قياسيّ للخماسيّ تغابن، مأخوذ من الغبن وهو فوت الحظ، وهو مستعار من تغابن القوم في التجارة.. وزنه تفاعل بفتح الفاء وضمّ العين.
البلاغة
الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ.
التغابن: مستعار من تغابن القوم في التجارة، وهو أن يغبن بعضهم بعضا، لنزول السعداء منازل الأشقياء التي كان سينزلها هؤلاء الأشقياء لو كانوا سعداء، ونزول الأشقياء منازل السعداء التي كان سينزلها هؤلاء السعداء لو كانوا أشقياء.
فن التهكم: في الآية تهكم بالأشقياء، لأن نزولهم ليس بغبن.
وفي حديث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم «ما من عبد يدخل الجنة إلا أري مقعده من النار لو أساء، ليزداد شكرا، وما من عبد يدخل النار إلا أري مقعده من الجنة لو أحسن، ليزداد حسرة» .
[سورة التغابن (64) : آية 11]
ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (11)
الإعراب:
(ما) نافية (مصيبة) مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل أصاب، ومفعوله محذوف أي: أحدا (إلّا) للحصر (بإذن) متعلّق بحال من مصيبة (الواو) عاطفة (من يؤمن باللَّه) مرّ إعرابها «10» ، (الواو) استئنافيّة- أو حاليّة- (بكل) متعلّق بالخبر (عليم) .
جملة: «أصاب ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «من يؤمن ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «يؤمن باللَّه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «يهد قلبه ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «اللَّه ... عليم» لا محلّ لها استئنافيّة «11» .
[سورة التغابن (64) : آية 12]
وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ (12)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة، والثانية عاطفة، وكذلك (الفاء) ، (تولّيتم) ماض في محلّ جزم فعل الشرط (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّما)كافّة ومكفوفة (على رسولنا) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (البلاغ) .
وجملة: «أطيعوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أطيعوا (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «تولّيتم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «إنّما على رسولنا البلاغ ... » لا محلّ لها تعليل لجواب الشرط المقدّر أي: إن تولّيتم فلا بأس على رسولنا لأنّ عليه البلاغ.
[سورة التغابن (64) : آية 13]
اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (13)
الإعراب:
(لا) نافية للجنس (إلّا) للاستثناء (هو) ضمير منفصل بدل من الضمير المستكنّ في خبر لا المحذوف (الواو) استئنافيّة (على اللَّه) متعلّق ب (يتوكّل) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اللام) لام الأمر، والفعل مجزوم وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين..
جملة: «اللَّه لا إله إلّا هو» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا إله إلّا هو ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللَّه) .
وجملة: «ليتوكّل المؤمنون» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن توكّل الناس على غير اللَّه فليتوكّل المؤمنون عليه.. وجملة الشرط المقدّرة استئنافيّة.
[سورة التغابن (64) : الآيات 14 الى 18]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14) إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (15) فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْراً لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (16) إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (17) عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)
الإعراب:
(من أزواجكم) متعلّق بخبر إنّ (لكم) متعلّق ب (عدوّا) «12» ، (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (الفاء) رابطة لجواب الشرط.
جملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «إنّ من أزواجكم ... عدوّا» لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «احذروهم ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مسبّب عما سبق أي: تنّبهوا فاحذروهم.
وجملة: «تعفوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: «تصفحوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: «تغفروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: «إنّ اللَّه غفور» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
15- (إنّما) كافّة ومكفوفة (الواو) عاطفة في الموضعين (عنده) ظرف منصوب متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (أجر) .
وجملة: «أموالكم ... فتنة» لا محلّ لها استئناف في حيّز جواب النداء.
وجملة: «اللَّه عنده أجر» لا محلّ لها معطوفة على جملة أموالكم ... فتنة.
وجملة: «عنده أجر» في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللَّه) .
16- (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ما) حرف مصدريّ ظرفيّ (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة..
والمصدر المؤوّل (ما استطعتم) في محلّ نصب ظرف زمان متعلّق ب (اتّقوا) ، أي: اتّقوا اللَّه مدة استطاعتكم (خيرا) خبر يكن المقدّر مع اسمه أي: أنفقوا يكن الإنفاق خيرا لأنفسكم «13» ، (لأنفسكم) متعلّق ب (خيرا) (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (الفاء) رابطة لجواب الشرط (هم) ضمير فصل «14» ..
وجملة: «اتّقوا اللَّه ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن قمتم إلى الطاعة فاتّقوا اللَّه....
وجملة: «استطعتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «اسمعوا ... » معطوفة على جملة اتّقوا ...
وجملة: «أطيعوا ... » معطوفة على جملة اتّقوا ...
وجملة: «أنفقوا ... » معطوفة على جملة اتّقوا ...
وجملة: « (يكن الإنفاق) خيرا ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «من يوق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الشرط المقدّرة «15» .
وجملة: «يوق ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «16» .
وجملة: «أولئك ... المفلحون» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
17- 18- (قرضا) مفعول مطلق منصوب «17» ، (لكم) متعلّق ب (يضاعفه) ، و (لكم) الثاني متعلّق ب (يغفر) ، (شكور، حليم، عالم، العزيز، الحكيم) أخبار عن المبتدأ (اللَّه) .
وجملة: «تقرضوا ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز جواب النداء.
وجملة: «يضاعفه ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «يغفر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: «اللَّه شكور ... » لا محلّ لها استئنافيّة «18» .
انتهت سورة «التغابن» ويليها سورة «الطلاق»
__________
(1) في الآية (1) من سورة الصفّ في هذا الجزء، مفردات وجملا. [.....]
(2) أو اسم موصول والعائد محذوف.
(3) أو معطوفة على جملة الصلة ولا يضرّ عدم وجود العائد إذ المعطوف بالفاء يكفيه وجود العائد في إحدى الجملتين.. وكذا في حاشية الجمل.
[سورة التغابن (64) : آية 3]
خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3)
(4) أو اسم موصول والعائد محذوف.
(5) أو مبتدأ خبره الجملة المذكورة بعده.
(6) اسم أنّ هو ضمير الشأن.
(7) يجوز أن يكون مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر فهو صفته، والمفعول به مقدّر.
(8) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(9) أو في محلّ نصب معطوفة على الحال خالدين.
(10) في الآية (9) من هذه السورة.
(11) أو في محلّ نصب حال من فاعل يهدي.
(12) أو متعلّق بنعت ل (عدوّا) .
(13) هذا الإعراب موافق لتفسير الآية في ابن كثير حيث جاء فيه: «أحسنوا كما أحسن اللَّه إليكم يكن خيرا لكم في الدنيا والآخرة ... » أمّا سيبويه فقد جعله مفعولا به لفعل محذوف تقديره ائتوا خيرا لأنفسكم، والكوفيون يجعلونه مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر فهو صفته أي إنفاقا خيرا..
أو هو مفعول به عامله أنفقوا، والخير هو المال.
(14) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره المفلحون، والجملة الاسميّة خبر المبتدأ أولئك.
(15) أو لا محلّ لها استئنافيّة. [.....]
(16) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(17) وهذا بحسب الظاهر.. أو هو مفعول به كما جاء في تفسير ابن كثير: «مهما أنفقتم من شيء فهو يخلفه، ومهما تصدّقتم من شيء فعليه جزاؤه ... »
(18) أو في محلّ نصب حال من فاعل يضاعفه أو يغفر ...
-
رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثامن والعشرون
سورة التحريم
الحلقة (549)
من صــ292 الى صـ 302
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة التحريم
آياتها 12 آية
[سورة التحريم (66) : آية 1]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضاتَ أَزْواجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1)
الإعراب:
(يا أيّها النبيّ) مرّ إعرابها «1» ، (لم) متعلّق ب (تحرّم) ، و (ما) اسم استفهام حذفت منه الألف، (ما) موصول «2» في محلّ نصب مفعول به (لك) متعلّق ب (أحلّ) ، (الواو) استئنافيّة- أو حاليّة-.
جملة: «النداء ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «تحرّم ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «أحلّ اللَّه ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) «3» .
وجملة: «تبتغي ... » في محلّ نصب حال من فاعل تحرّم.
وجملة: «اللَّه غفور ... » لا محلّ لها استئنافيّة «4» .
الفوائد:
1- (يا أَيُّهَا) المنادي: اسم ظاهر يذكر بعد أداة من أدوات النداء لطلب استدعاء مسماه أو تنبيهه مثل: (يا خالد اذهب إلى الملعب) .
أدوات النداء هي: (يا، أيا، هيا، أي، والهمزة) .
اختصاصها: (أي والهمزة) لنداء القريب (وأيا، وهيا) لنداء البعيد و (يا) لكل منادى.
أقسام المنادي: الأول: مبني على ما يرفع به في محلّ نصب وهو نوعان آ- إذا كان علما مفردا، أي: لا يكون مضافا ولا شبيها بالمضاف نحو:
(يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا) .
ب- إذا كان نكرة مقصودة، وهي النكرة المعينة كقولنا لمن هو أمامنا: (يا رجل أقبل) .
الثاني: منصوب بالفتحة أو ما ينوب عنها، وهو ثلاثة أنواع:
1- المنادي المضاف، نحو: يا عبد اللَّه 2- المنادي الشّبيه بالمضاف، نحو: يا حافظا وقته أبشر بالفوز.
3- المنادي النكرة غير المقصودة، نحو: يا جنديا احترس. والمنادي في هذه الأنواع الثلاثة (معرب) واجب النصب.
2- اختلفت العلماء في لفظ التحريم، فقيل: هو ليس بيمين، فإن قال لزوجته: أنت علي حرام، أو قال: حرمتك، فإن نوى طلاقا فهو طلاق، وإن نوى ظهارا فظهار، وإن نوى تحريم ذاتها أو أطلق فعليه كفارة اليمين، وإن قال ذلك لجاريته، فإن نوى عتقا أعتقها، وإن نوى تحريم ذاتها أو أطلق فعليه كفارة اليمين، وإن قال لطعام: حرمته على نفسي، فلا شيء عليه. وهذا قول أبي بكر وعمر وجمع من الصحابة والتابعين والشافعي.
[سورة التحريم (66) : آية 2]
قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (2)
الإعراب:
(قد) حرف تحقيق (لكم) متعلّق ب (فرض) بمعنى شرع (الواو) استئنافيّة- أو حاليّة- والثانية عاطفة.
جملة: «قد فرض اللَّه ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «اللَّه مولاكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة «5» .
وجملة: «هو العليم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اللَّه مولاكم.
الصرف:
(تحلّة) ، مصدر سماعيّ، للرباعيّ حلّل، والقياسيّ تحليل.
[سورة التحريم (66) : آية 3]
وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَها بِهِ قالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (3)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب متعلّق بفعل محذوف دلّ عليه قوله: العليم الخبير أي علم اللَّه.. (إلى بعض) متعلّق ب (أسرّ) ، (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب عرّف (به) متعلّق ب (نبّأت) ، (عليه) متعلّق ب (أظهره) بتضمينه معنى أطلعه (عن بعض) متعلّق ب (أعرض) ، (فلمّا نبّأها به) مثل فلما نبّأت به..
جملة: «أسرّ النبيّ ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «نبّات به ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «أظهره ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة نبّأت به «6» .
وجملة: «عرّف ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «أعرض ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط.
وجملة: «نبّأها به ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قالت ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «من أنبأك ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أنبأك هذا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «نبّأني العليم ... » في محلّ نصب مقول القول.
[سورة التحريم (66) : الآيات 4 الى 5]
إِنْ تَتُوبا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ (4) عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانِتاتٍ تائِباتٍ عابِداتٍ سائِحاتٍ ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً (5)
الإعراب:
(إلى اللَّه) متعلّق ب (تتوبا) ، (الفاء) تعليليّة (قد) حرف تحقيق (الواو) عاطفة (تظاهرا) مضارع مجزوم حذفت منه إحدى التاءين (عليه) متعلّق ب (تظاهرا) ، (الفاء) تعليليّة (هو) ضمير فصل «7» ، (جبريل)مبتدأ مرفوع خبره (ظهير) «8» ، (صالح) معطوف على جبريل مرفوع وعلامة الرفع الواو وقد حذفت للتخفيف مراعاة لقراءة الوصل (بعد) ظرف منصوب متعلّق بالخبر ظهير.
جملة: «تتوبا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجواب الشرط محذوف تقديره يقبل منكما أو تقبلا.
وجملة: «قد صغت قلوبكما ... » لا محلّ لها تعليل للشرط أي: إن تتوبا إلى اللَّه لأنكما قد ملتما مع نفسيكما يقبل منكما التوبة.
وجملة: «تظاهرا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تتوبا.. وجواب الشرط محذوف تقديره يجد ناصرا ينصره.
وجملة: «إن اللَّه ... مولاه» لا محلّ لها تعليل لجواب الشرط الثاني.
وجملة: «جبريل ... ظهير» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة الأخيرة.
5- (طلّقكنّ) ماض في محلّ جزم فعل الشرط (أن) حرف مصدري ونصب (خيرا) نعت ل (أزواجا) منصوب، (منكنّ) متعلّق ب (خيرا) ، (مسلمات ... )
حال من (أزواجا) «9» منصوبة..
والمصدر المؤوّل (أن يبدله..) في محلّ نصب خبر عسى.
وجملة: «عسى ربّه ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «طلّقكنّ ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: إن طلّقكنّ فعسى ربّه أن يبدله..
وجملة: «يبدله ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
الصرف:
(صغت) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة التقاء الساكنين، حذفت منه لام الكلمة، وزنه فعت.
(ثيّبات) ، جمع ثيّب، اسم جنس مؤنّث، وسمّيت المرأة كذلك لأنها تثوب إلى بيت أبويها، وزنه فيعل، وفيه إعلال بالقلب أصله ثيوب- بسكون الياء وكسر الواو- قلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الأخرى
البلاغة
سر الجمع: في قوله تعالى «قلوبكما» .
الجمع في «قلوبكما» دون التثنية، لكراهة اجتماع تثنيتين، مع ظهور المراد، وهو في مثل ذلك أكثر استعمالا من التثنية والإفراد.
[سورة التحريم (66) : آية 6]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ (6)
الإعراب:
(يأيّها الذين) مثل يأيّها النبيّ «10» ، (نارا) مفعول به ثان منصوب عامله (قوا) ، (عليها) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ملائكة) ، (لا) نافية (ما) حرف مصدريّ «11» ، والثاني موصول والعائد محذوف..
والمصدر المؤوّل (ما أمرهم..) في محلّ نصب بدل من لفظ الجلالة أي:
لا يعصون أمر اللَّه.
جملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «قوا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «وقودها الناس» في محلّ نصب نعت ل (نارا) .
وجملة: «عليها ملائكة ... » في محلّ نصب نعت ثان ل (نارا) .
وجملة: «لا يعصون ... » في محلّ رفع نعت لملائكة.
وجملة: «يفعلون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لا يعصون..
وجملة: «أمرهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (ما) .
وجملة: «يؤمرون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
الصرف:
(قوا) ، فيه إعلال بالحذف من موضعين، الأول فاء الكلمة بدءا من المضارع لأنها وقعت بين ياء وكسرة، ثم امتّد الحذف إلى الأمر- كما في المعتلّ المثال- والثاني لام الكلمة بدءا من المضارع أيضا حيث أسند إلى واو الجماعة، ثمّ امتدّ الحذف إلى الأمر.. الأصل يقيونا، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الحركة الى القاف «12» ، فلما التقى ساكنان حذفت الياء، ثمّ انجرّ الحذف إلى الأمر، وحذفت النون للبناء.. وزنه عوا.
(يعصون) ، فيه إعلال بالحذف أصله يعصيون، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الحركة إلى الصاد ولمّا التقى ساكنان حذفت الياء فأصبح يعصون، وزنه يفعون.
البلاغة
فن السلب والإيجاب: في قوله تعالى لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ.
وهذا الفن هو بناء الكلام على نفي الشيء من جهة وإيجابه من جهة أخرى، أو أمر بشيء من جهة ونهي عنه من غير تلك الجهة.
وفي الآية الكريمة، سلب عز وجل عن هؤلاء الموصوفين العصيان، وأوجب لهم الطاعة.
[سورة التحريم (66) : آية 7]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (7)
الإعراب:
(لا) ناهية جازمة (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تعتذروا) ، (إنّما) كافّة ومكفوفة، و (الواو) في (تجزون) نائب الفاعل (ما) حرف مصدريّ «13» ..
والمصدر المؤوّل (ما كنتم ... ) في محلّ نصب مفعول به بحذف مضاف أي جزاء ما كنتم..
جملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة «14» .
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لا تعتذروا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «تجزون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «كنتم تعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (ما) .
وجملة: «تعملون» في محلّ نصب خبر كنتم.
[سورة التحريم (66) : آية 8]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِم ْ يَقُولُونَ رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا وَاغْفِرْ لَنا إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8)
الإعراب:
(إلى اللَّه) متعلّق ب (توبوا) ، (أن) حرف مصدريّ ونصب (عنكم) متعلّق ب (يكفّر) بتضمينه معنى ينزل (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (يدخلكم) مضارع منصوب معطوف على (يكفّر) ، (من تحتها) متعلّق ب (تجري) بحذف مضاف أي من تحت أشجارها «15» ، (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يدخلكم) «16» ، (لا) نافية (الذين) موصول في محلّ نصب معطوف على النبيّ «17» ، (معه) ظرف منصوب متعلّق ب (آمنوا) ، (بين) ظرف منصوب متعلّق ب (يسعى) «8» ، (بأيمانهم) متعلّق بما تعلّق به بين، فهو معطوف عليه (لنا) متعلّق ب (أتمم) ، والثاني متعلّق ب (اغفر) ، (على كلّ) متعلّق بالخبر (قدير) .
جملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «توبوا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «عسى ربّكم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يكفّر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
والمصدر المؤوّل (أن يكفّر..) في محلّ نصب خبر عسى.
وجملة: «يدخلكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يكفّر.
وجملة: «تجري ... » في محلّ نصب نعت لجنّات.
وجملة: «لا يخزي اللَّه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «آمنوا (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «نورهم يسعى ... » لا محلّ لها استئنافيّة «19» .
وجملة: «يسعى ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (نورهم) .
وجملة: «يقولون ... » في محلّ نصب حال من الضمير في أيديهم «20» .
وجملة: «النداء ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أتمم ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «اغفر لنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: «إنّك ... قدير» لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(نصوحا) ، صفة مشبهة من الثلاثيّ نصح ... أو هي من صيغ المبالغة، وزنه فعول بفتح الفاء.
البلاغة
الاسناد المجازي: في قوله تعالى تَوْبَةً نَصُوحاً.
حيث وصفت التوبة بالنصح، على الإسناد المجازي، والنصح صفة التائبين، وهو أن ينصحوا بالتوبة أنفسهم، فيأتوا بها على طريقها متداركة للفرطات، ماحية للسيئات.
[سورة التحريم (66) : آية 9]
يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِين َ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (9)
الإعراب:
(الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة، وحالية- أو استئنافيّة- في الموضع الرابع، والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره هي أي جهنّم..
جملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «جاهد ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «اغلظ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: «مأواهم جهنّم» لا محلّ لها معطوفة على تعليل مقدّر أي سنحاسبهم ومأواهم جهنّم ...
وجملة: «بئس المصير» لا محلّ لها استئنافيّة «21» .
انتهى المجلد الرابع عشر ويليه المجلد الخامس عشر
__________
(1) في الآية (1) من سورة الطلاق.
(2) أو نكرة مقصودة.
(3) أو في محلّ نصب نعت ل (ما) .
(4) يجوز أن تكون في محلّ نصب حالا. [.....]
(5) يجوز أن تكون في محل نصب حالا.
(6) يجوز أن تكون اعتراضيّة أو في محلّ نصب حالا بتقدير قد.
(7) أو ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ خبره مولاه، والجملة الاسميّة خبر إنّ.
(8) أو هو معطوف على محلّ إنّ واسمها- ومحلّه الرفع- ف (الملائكة) حينئذ مبتدأ خبره ظهير، والجملة مستقلّة عن الأولى ومعطوفة عليها.
(9) تخصّص بالنعت. ويجوز أن يكون نعتا ثانيا ل (أزواجا) مع بقية الصفات الأخرى.
(10) في الآية (1) من سورة الطلاق.
(11) أو اسم موصول في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف والعائد محذوف أي: بما أمرهم إيّاه.
(12) وقال بعضهم: حذفت الياء لثقلها ثمّ ضمّت القاف لتناسب الواو.
(13) أو اسم موصول في محلّ نصب، والعائد محذوف.
(14) أو هي في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي تقول الملائكة ...
(15) أو متعلّق بمحذوف حال من الأنهار.
(16) أو هو مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر..
(17) أو في محلّ رفع خبره جملة نورهم يسعى ...
(18) أو متعلّق بحال من فاعل يسعى. [.....]
(19) أو هي في محلّ نصب حال من النبيّ والذين آمنوا معه.
(20) أو هي استئنافيّة لا محلّ لها.
(21) أو حال من جهنّم، والعامل فيها الابتداء.
-
رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء التاسع والعشرون
سورة الملك
الحلقة (550)
من صــ7 الى صـ 20
الجزء التاسع والعشرون
سورة الملك سورة القلم سورة الحاقّة سورة المعارج سورة نوح سورة الجنّ سورة المزّمّل سورة المدّثّر سورة القيامة سورة الإنسان سورة المرسلات
بقية سورة التحريم
من الآية 10 إلى الآية 12
[سورة التحريم (66) : الآيات 10 الى 12]
ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10) وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا وَصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها وَكُتُبِهِ وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ (12)
الإعراب:
(مثلا) مفعول به ثان مقدّم (للذين) متعلق بنعت ل (مثلا) «1» ، (امرأة) مفعول به أوّل مؤخّر «2» منصوب (الواو) عاطفة في الموضعين (تحت) ظرف منصوب متعلّق بخبر كانتا، والظرفيّة مجازيّة (من عبادنا) متعلّق بنعت ل (عبدين) (الفاء) عاطفة في الموضعين (عنهما) متعلّق ب (يغنيا) بتضمينه معنى يدفعا (من الله) متعلّق ب (يغنيا) بحذف مضاف أي من عذاب الله (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر «3» أي شيئا من الإغناء (مع) ظرف منصوب متعلّق ب (ادخلا) .
جملة: «ضرب الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «كانتا تحت ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «خانتاهما ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كانتا ...
وجملة: «لم يغنيا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خانتاهما.
وجملة: «قيل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لم يغنيا.
وجملة: «ادخلا ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «4» .
11- (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (ضرب الله ... امرأة فرعون) مثل ضرب الله ... امرأة نوح (إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب متعلّق ب (مثلا) ، (ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة للتخفيف (لي) متعلّق ب (ابن) ، (عندك) ظرف منصوب متعلّق بحال من الضمير في (لي) «5» (في الجنّة) متعلّق بنعت ل (بيتا) ،(من فرعون) متعلّق ب (نجّني) ، (من القوم) متعلّق ب (نجّني) الثاني ...
وجملة: «ضرب الله (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة ضرب الله (الأولى) .
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «قالت ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «النداء وجوابه ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «ابن لي ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «نجّني (الأولى) ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: «نجّني (الثانية) ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نجّني (الأولى) .
12- (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (مريم) معطوف على (امرأة فرعون) منصوب (بنة) بدل من مريم- أو عطف بيان عليه- منصوب (التي) موصول في محلّ نصب نعت لمريم (فيه) متعلّق ب (نفخنا) ، والضمير يعود على فرجها مجازا لأنّ النفخ كان في جيب قميصها (من روحنا) متعلّق ب (نفخنا) ، و (من) تبعيضيّة (بكلمات) متعلّق ب (صدّقت) ، (من القانتين) متعلّق بخبر كانت ...
وجملة: «أحصنت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) .
وجملة: «نفخنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «صدّقت ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي فحملت بعيسى وصدّقت بكلمات ...
وجملة: «كانت من القانتين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صدّقت «6» ...
البلاغة
1- التمثيل: في قوله تعالى «ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا ... » الآية.
حيث مثّل الله عز وجل حال الكفار- في أنهم يعاقبون على كفرهم وعداوتهم للمؤمنين، معاقبة مثلهم، من غير إبقاء ولا محاباة، ولا ينفعهم مع عداوتهم لهم ما كان بينهم وبينهم من لحمة نسب أو وصلة صهر، لأن عداوتهم له وكفرهم بالله ورسوله قطع العلائق وبت الوصل، وجعلهم أبعد من الأجانب وأبعد، وإن كان المؤمن الذي يتصل به الكافر نبيا من أنبياء الله- بحال امرأة نوح وامرأة لوط، لما نافقتا وخانتا الرسولين، لم يغن الرسولان عنهما بحق ما بينهما وبينهما من وصلة الزواج إغناء ما من عذاب الله.
2- التعريض: في قوله تعالى «ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا» الآية في ضرب هذين التمثيلين تعريض بأمي المؤمنين، المذكورتين في أول السورة وما فرط منهما من التظاهر على رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) بما كرهه، وتحذير لهما على أغلظ وجه وأشده، لما في التمثيل من ذكر الكفر وإشارة إلى أن من حقهما أن تكونا في الإخلاص والكمال فيه كمثل هاتين المؤمنتين، وأن لا تتكلا على أنهما زوجا رسول الله، والتعريض بحفصة أرجح، لأن امرأة لوط أفشت عليه كما أفشت حفصة على رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) .
الفوائد:
طهارة عرض الأنبياء ...
ضرب الله مثلا في هذه الآية بأن الفاسد العاصي الكافر، لا ينفعه صلاح غيره لو كان نبيا، فامرأة نوح واسمها واعلة، وقيل: والعة، وامرأة لوط واسمها واهلة وقيل:
والهة، كانتا زوجتين لعبدين صالحين نبيين، وهما نوح ولوط عليهما الصلاة والسلام (فخانتاهما) . قال ابن عباس رضي الله عنهما: ما بغت امرأة نبي قط، وإنما كانت خيانتهما أنهما كانتا على غير دينهما، وكانت امرأة نوح تقول للناس: إنه مجنون، وإذا آمن به أحد أخبرت الجبابرة من قومها. وأما امرأة لوط، فإنها كانت تدل قومها على أضيافه، إذا نزل به ضيف بالليل أوقدت النار، وإذا نزل به ضيف في النهار دخنت لتعلم قومها بذلك. لذا أجمع العلماء على طهارة عرض الأنبياء، وقالوا: بأن زوجة النبي إذا أصرت على الكفر هذا لا يقدح في شرفه وعصمته، أما إذا زنت فهذا لا يتفق مع عصمة الأنبياء وطهارتهم، فعرضهم مصون من الزنا، فلا يقع ذلك في نسائهم أبدا.
سورة الملك
آياتها 30 آية
[سورة الملك (67) : الآيات 1 الى 4]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ (4)
الإعراب:
(بيده) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر (الملك) (الواو) عاطفة (على كلّ) متعلّق بالخبر (قدير) .
جملة: «تبارك الذي ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «بيده الملك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «هو ... قدير» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
2- (الذي) في محلّ رفع بدل من الموصول الأول فاعل تبارك (الواو) عاطفة في الموضعين (اللام) للتعليل (يبلوكم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (أيّكم) اسم استفهام مبتدأ مرفوع، و (كم) مضاف إليه (عملا) تمييز منصوب.
وجملة: «خلق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني.
وجملة: «يبلوكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر.
والمصدر المؤوّل (أن يبلوكم ... ) » في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (خلق) .
وجملة: «أيّكم أحسن ... » في محلّ نصب مفعول به ثان عامله يبلوكم المعلّق بالاستفهام أيّكم.
وجملة: «هو العزيز ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة «7» .
3- (الذي) في محلّ رفع خبر ثالث للمبتدأ هو «8» ، (طباقا) نعت لسبع منصوب «9» ، (ما) نافية (في خلق) متعلّق بحال من تفاوت (تفاوت) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به لفعل الرؤية (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (هل) حرف استفهام (فطور) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به ...
وجملة: «خلق (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثالث.
وجملة: «ما ترى ... » لا محلّ لها استئنافيّة «10» .
وجملة: «ارجع البصر ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أردت المعاينة فارجع ...
وجملة: «هل ترى من فطور ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل مقدّر معلّق بالاستفهام أي ارجع البصر وانظر هل ترى ...
4- (ثمّ) حرف عطف (كرّتين) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو عدده (ينقلب) مضارع مجزوم فهو جواب الأمر (إليك) متعلّق ب (ينقلب) ، (خاسئا) حال منصوبة من البصر (الواو) حالية..
وجملة: «ارجع البصر ... » معطوفة على جملة ارجع البصر (الأولى) .
وجملة: «ينقلب إليك البصر ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «هو حسير ... » في محلّ نصب حال من البصر أو من الضمير في (خاسئا) ، فهي حينئذ متداخلة مع الحال الأولى.
الصرف:
(طباقا) : جمع طبقة بفتح فسكون، أو جمع طبق بفتحتين وهو اسم في الحالتين.. أو هو مصدر سماعيّ للرباعيّ طابق، والقياسيّ منه مطابقة، ويجوز أن يكون وصفا مبالغة، ووزن طباق فعال بكسر الفاء.
(ترى) قياس صرفه كفعل نرى ... انظر الآية (5) من سورة البقرة.
(تفاوت) ، مصدر قياسيّ للخماسيّ تفاوت بمعنى تباين، وزنه تفاعل بفتح التاء وضمّ العين.
(فطور) ، جمع فطر بكسر فسكون وهو الشقّ والصدع.. وفي المختار:
الفطر الشقّ يقال فطره فانفطر وتفطّر الشيء تشقّق، وبابه نصر.
(حسير) ، صفة مشبّهة باسم الفاعل من الثلاثيّ حسر باب ضرب أي كلّ وانقطع نظره، وزنه فعيل.
[سورة الملك (67) : آية 5]
وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَجَعَلْناها رُجُوماً لِلشَّياطِينِ وَأَعْتَدْنا لَهُمْ عَذابَ السَّعِيرِ (5)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (بمصابيح) متعلّق ب (زيّنا) ، و (الباء) للاستعانة (للشياطين) متعلّق ب (رجوما) «11» ، (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق ب (أعتدنا) ..
جملة: «زيّنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة.
وجملة: «جعلناها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
وجملة: «أعتدنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلناها «12» .
الصرف:
(رجوما) مصدر الثلاثيّ رجم، استعمل صفة بمعنى المفعول أي المرجوم به، ويجوز أن يستعمل كمصدر بعد حذف مضاف أي ذات رجوم، وجمع المصدر باعتبار أنواعه، وزنه فعول بضمّ الفاء، أو هو جمع رجم اسم لما يرجم به زنة فعل بفتح فسكون.
البلاغة
الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ.
حيث شبه الكواكب والنجوم بمصابيح، وحذف المشبه وأبقى المشبه به، على طريق الاستعارة التصريحية الأصلية وذلك أن الناس يزيّنون مساجدهم ودورهم بأثقاب المصابيح، ولكنها مصابيح لا توازيها، أي مصابيح إضاءة.
[سورة الملك (67) : الآيات 6 الى 8]
وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (6) إِذا أُلْقُوا فِيها سَمِعُوا لَها شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ (7) تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (للذين) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (عذاب) (بربّهم) متعلّق ب (كفروا) ، (الواو) استئنافيّة- أو حاليّة- والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره هي أي جهنم.
وجملة: «للذين كفروا ... عذاب» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «بئس المصير ... » لا محلّ لها استئنافيّة «13» .
7- (الواو) في (ألقوا) نائب الفاعل (فيها) متعلّق ب (ألقوا) ، (لها) متعلّق بحال من (شهيقا) ، (الواو) حاليّة ...
وجملة: «ألقوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «سمعوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم وجملة: «هي تفور ... » في محلّ نصب حال من الضمير في (لها) .
8- (من الغيظ) متعلّق ب (تميّز) «14» ، (كلّما) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب سألهم (فيها) متعلّق ب (ألقي) ، (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ ...
وجملة: «تكاد تميّز ... » في محلّ نصب حال من فاعل تفور..
وجملة: «تميّز ... » في محلّ نصب خبر تكاد.
وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ألقي فيها فوج ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «سألهم خزنتها ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «لم يأتكم نذير ... » في محلّ نصب مفعول به- وهو مقيد بالجار- لفعل سأل المعلّق عن العمل بالاستفهام. أي سألوهم عن مجيء النذير إليهم.
الصرف:
(يأتكم) فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه يفعكم.
البلاغة
الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ» .
حيث شبه اشتعال النار بهم، في قوة تأثيرها فيهم، وإيصال الضرر إليهم، باغتياظ المغتاظ على غيره، المبالغ في إيصال الضرر إليه، على سبيل الاستعارة التصريحية ويجوز أن تكون هنا تخييلية تابعة للمكنية، بأن تشبه جهنم، في شدة غليانها وقوة تأثيرها في أهلها، بإنسان شديد الغيظ على غيره، مبالغ في إيصال الضرر إليه، فتوهم لها صورة كصورة الحالة المحققة الوجدانية، وهي الغضب الباعث على ذلك، وأستعير لتلك الحالة المتوهمة للغيظ.
9-
[سورة الملك (67) : الآيات 9 الى 11]
قالُوا بَلى قَدْ جاءَنا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنا وَقُلْنا ما نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ (9) وَقالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ ما كُنَّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ (10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ (11)
الإعراب:
(بلى) حرف جواب لإيجاب السؤال المنفّي (قد) حرف تحقيق (الفاء) عاطفة وكذلك (الواو) ، (ما) نافية (شيء) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر (في ضلال) متعلّق بخبر المبتدأ (أنتم) .
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «قد جاءنا نذير ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كذّبنا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: «قلنا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: «ما نزّل الله ... » في محلّ نصب مقول القول الثاني.
وجملة: «إن أنتم إلّا في ضلال ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول الثاني «15» .
10- (الواو) عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم (أو) حرف عطف (ما) نافية (في أصحاب) متعلّق بخبر (كنّا) .
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا (الأولى) .
وجملة: «لو كنّا نسمع ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «نسمع ... » في محلّ نصب خبر كنّا.
وجملة: «نعقل ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة نسمع وجملة: «ما كنّا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم «16» .
11- (الفاء) استئنافيّة في الموضعين (بذنبهم) متعلّق ب (اعترفوا) ، (سحقا) مفعول مطلق لفعل محذوف «17» (لأصحاب) متعلّق ب (سحقا) ... «18» .
وجملة: «اعترفوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: « (أسحقهم الله) سحقا» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(سحقا) ، مصدر الثلاثيّ سحق بمعنى بعد باب فرح وباب كرم، وزنه فعل بضمّ فسكون.
12-
[سورة الملك (67) : آية 12]
إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (12)
الإعراب:
(بالغيب) متعلّق بحال من فاعل يخشون (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر (مغفرة) ...
وجملة: «إنّ الذين يخشون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يخشون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لهم مغفرة ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
__________
(1) أو متعلّق ب (مثلا) .
(2) بحذف مضاف أي حال امرأة.
(3) أو هو مفعول به منصوب.
(4) لأنها مقول القول مع الفعل المعلوم.
(5) أو بحال من (بيتا) ، نعت تقدّم على المنعوت ... ويجوز (في الجنّة) أن يكون بدلا- أو عطف بيان- للظرف عندك ...
(6) يجوز أن تكون الجملة حالا بتقدير قد.
(7) يجوز أن تكون الجملة حالا من فاعل خلق.
(8) أو نعت للغفور، أو بدل منه، أو عطف بيان عليه ...
(9) أو هو مفعول مطلق لفعل محذوف، بكونه مصدرا، أي طابقت طباقا.
(10) أو نعت ثان لسبع بتقدير الرابط أي من تفاوت فيها.
(11) على أنه مصدر ... أو متعلّق بنعت ل (رجوما) . [.....]
(12) يجوز أن تكون الجملة حالا بتقدير قد.
(13) أو في محلّ نصب حال من جهنّم، والعامل فيها الابتداء.
(14) و (من) سببيّة.. أو هو تمييز أي: تتميّز غيظا.. أو متعلّق بحال من الضمير الفاعل في (تميّز) .
(15) إذا كانت من كلام الكافرين ... وهي اعتراضيّة إذا كانت من كلام الملائكة ...
(16) ومعنى الشرط: إذا لم يكونوا من أصحاب السعير فهم من أصحاب الجنّة، وقد امتنع كونهم كذلك لامتناع كونهم سامعين أو عاقلين..
(17) أو مفعول به لفعل محذوف أي: ألزمهم الله سحقا.
(18) أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره: الدعاء لأصحاب السعير.
-
رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء التاسع والعشرون
سورة الملك
الحلقة (551)
من صــ20 الى صـ 31
13- 14
[سورة الملك (67) : الآيات 13 الى 14]
وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (13) أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (أو) حرف عطف (به) متعلّق ب (اجهروا) ، (بذات) متعلّق بالخبر (عليم) .
وجملة: «أسرّوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «اجهروا به ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أسرّوا.
وجملة: «إنّه عليم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
14- (ألا) استفهام إنكاريّ ونفي (من) موصول في محلّ رفع فاعل (يعلم) «1» ، (الواو) حاليّة ...
وجملة: «يعلم من خلق ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «خلق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «هو اللطيف ... » في محلّ نصب حال.
15-
[سورة الملك (67) : آية 15]
هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَناكِبِها وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15)
الإعراب:
(لكم) متعلّق ب (ذلولا) المفعول الثاني (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (في مناكبها) متعلّق ب (امشوا) ، (الواو) عاطفة في الموضعين (من رزقه) متعلّق ب (كلوا) ، (إليه) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (النشور) .
وجملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «جعل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «امشوا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي انتبهوا لهذا فامشوا.
وجملة: «كلوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة امشوا.
وجملة: «إليه النشور ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
الصرف:
(امشوا) ، فيه إعلال بالحذف كما في (يمشون) لأنه مأخوذ منه.. انظر الآية (195) من الأعراف.
(مناكبها) ، جمع منكب، اسم بمعنى الجانب، وزنه مفعل بفتح الميم وكسر العين، ووزن مناكب مفاعل.
16- 17
[سورة الملك (67) : الآيات 16 الى 17]
أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذا هِيَ تَمُورُ (16) أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (17)
الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام التهديديّ (في السماء) متعلّق بمحذوف صلة من (أن) حرف مصدريّ ونصب (بكم) متعلّق ب (يخسف) ، (الفاء) عاطفة «2» ، (إذا) حرف فجاءة..
والمصدر المؤوّل (أن يخسف ... ) في محلّ نصب بدل اشتمال من الموصول (من) .
وجملة: «أمنتم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يخسف ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «هي تمور ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «هي تمور» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «تمور ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ هي.
17- (أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة (من في السماء أن يرسل ... ) مثل من في السماء أن يخسف (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (كيف) اسم استفهام في محلّ رفع خبر مقدّم للمبتدأ (نذيري) ... وهو مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة لمناسبة فاصلة الآية.
وجملة: «أمنتم (الثانية) » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يرسل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
والمصدر المؤوّل (أن يرسل) في محلّ نصب بدل اشتمال من الموصول الثاني (من) .
وجملة: «ستعلمون ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن جاءكم العذاب فستعلمون حالة إنذاري به.
وجملة: «كيف نذير ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل العلم المعلّق بالاستفهام كيف.
18-
[سورة الملك (67) : آية 18]
وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ (18)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (من قبلهم) متعلّق بمحذوف صلة الموصول (الفاء) عاطفة (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب خبر كان (نكير) اسم كان مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للفاصلة، و (الياء) المحذوفة مضاف إليه.
جملة: «كذّب الذين ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة.
وجملة: «كان نكير» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: فعذّبهم فكيف كان نكير.
19-
[سورة الملك (67) : آية 19]
أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ ما يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ الرَّحْمنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ (19)
الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام التقريعيّ (إلى الطير) متعلّق ب (يروا) بمعنى ينظروا (فوقهم) ظرف مكان منصوب متعلّق بحال من الطير «3» ، (صافّات) حال ثانية منصوبة (الواو) عاطفة (ما) نافية (إلّا) للحصر (بكلّ) متعلّق بالخبر (بصير) .
جملة: «لم يروا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أغفلوا ولم يروا وجملة: «يقبضن ... » في محلّ نصب معطوفة على الحال المفردة صافّات.
وجملة: «ما يمسكهنّ إلّا الرحمن ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «4» .
وجملة: «إنّه ... بصير» لا محلّ لها تعليليّة.
البلاغة
عطف الفعل على الاسم: في قوله تعالى «أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ» .
حيث قال: ويقبضن، والسياق أن يقول: وقابضات. وذلك لأن الأصل في الطيران هو صف الأجنحة، لأنّ الطيران في الهواء كالسباحة في الماء، والأصل في السباحة مدّ الأطراف وبسطها. وأما القبض فطارئ على البسط، للاستظهار به على التحرك، فجيء بما هو طارئ غير أصل بلفظ الفعل، على معنى أنهن صافات، ويكون منهن القبض تارة كما يكون من السابح، فالبسط عبّر عنه بالاسم لأنه الغالب، والقبض عبّر عنه بالفعل لأنه طارئ.
20-
[سورة الملك (67) : آية 20]
أَمَّنْ هذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ إِنِ الْكافِرُونَ إِلاَّ فِي غُرُورٍ (20)
الإعراب:
(أم) بمعنى بل (الذي) موصول في محلّ رفع بدل من اسم الإشارة (لكم) متعلّق بنعت ل (جند) ، (من دون) متعلّق بحال من فاعل ينصركم (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر (في غرور) متعلّق بخبر المبتدأ (الكافرون) .
وجملة: «من هذا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هو جند ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «ينصركم ... » في محلّ رفع نعت لجند.
وجملة: «إن الكافرون إلّا في غرور» لا محلّ لها استئنافيّة.
الفوائد
- إن النافية:
وهي تدخل على الجملة الاسمية كقوله تعالى: (إِنِ الْكافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ) (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها) ، وتدخل على الجملة الفعلية كقوله تعالى: «إِنْ أَرَدْنا إِلَّا الْحُسْنى» «إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِناثاً» وقال بعضهم: لا تأتي (إن) النافية إلا وبعدها (إلا) . فهذا القول مردود، بدليل قوله تعالى: (إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطانٍ بِهذا) (قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ) . وإذا دخلت على الجملة الاسمية لم تعمل عند سيبويه والفراء، وأجاز الكسائي والمبرد إعمالها عمل ليس، وقرأ سعيد بن جبير (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبادٌ أَمْثالُكُمْ) وسمع من أهل العالية: «إن أحد خيرا من أحد إلا بالعافية» ولكن أكثر النحاة يعتبرونها نافية مهملة لا عمل لها» .
21-
[سورة الملك (67) : آية 21]
أَمَّنْ هذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ (21)
الإعراب:
(أم من هذا الذي) مرّ إعرابها «5» ، (أمسك) ماض في محلّ جزم فعل الشرط، والفاعل ضمير يعود على الله (بل) للإضراب الانتقاليّ (في عتوّ) متعلّق بحال من فاعل لجّوا ...
وجملة: «من هذا الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يرزقكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «أمسك رزقه ... » لا محلّ لها اعتراضيّة ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
وجملة: «لجّوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
22-
[سورة الملك (67) : آية 22]
أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (22)
الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام التقريري (الفاء) استئنافيّة (من) اسم موصول في محلّ رفع مبتدأ خبره (أهدى) ، (على وجهه) متعلّق ب (مكبّا) ، (أم) حرف عطف معادل للهمزة (من) موصول في محلّ رفع معطوف على الموصول الأول (على صراط) متعلّق ب (يمشي) ...
وجملة: «من يمشي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يمشي (الأولى) » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «يمشي (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (من) (الثاني) .
الصرف:
(مكبّا) ، اسم فاعل من الرباعيّ أكبّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين، وعينه ولامه من حرف واحد.
البلاغة
الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى «أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ» .
مثل ضرب للمشرك والموحد، توضيحا لحالهما وتحقيقا لشأن مذهبهما، فالمشرك أعمى لا يهتدي إلى الطريق، يمشي متعسفا، فلا يزال يتعثر وينكب على وجهه والموحد صحيح البصر، يمشي في طريق واضحة مستقيمة، سالما من العثور والانكباب على وجهه.
23-
[سورة الملك (67) : آية 23]
قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ (23)
الإعراب:
(الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (لكم) متعلّق بمحذوف حال من السمع والأبصار والأفئدة «6» ، (قليلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته، عامله تشكرون، منصوب (ما) زائدة لتأكيد التقليل..
وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هو الذي ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أنشأكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «جعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «تشكرون» لا محلّ لها استئنافيّة «7» .
24-
[سورة الملك (67) : آية 24]
قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24)
الإعراب:
(في الأرض) متعلّق ب (ذرأكم) ، (الواو) عاطفة (إليه) متعلّق ب (تحشرون) .
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هو الذي ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «ذرأكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «إليه تحشرون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
25-
[سورة الملك (67) : آية 25]
وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (25)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (متى) اسم استفهام في محلّ نصب ظرف زمان متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (هذا) ، (كنتم) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط ...
جملة: «يقولون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «متى هذا الوعد ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «كنتم صادقين ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
26-
[سورة الملك (67) : آية 26]
قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (26)
الإعراب:
(إنّما) كافّة ومكفوفة في الموضعين (عند) ظرف منصوب متعلّق بخبر المبتدأ (العلم) ، (الواو) عاطفة ...
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «العلم عند الله ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أنا نذير ... » في محلّ نصب معطوفة على مقول القول.
27-
[سورة الملك (67) : آية 27]
فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (27)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب سيئت، و (الهاء) في (رأوه) يعود على العذاب (زلفة) حال من الضمير المفعول في (رأوه) منصوبة (به) متعلّق ب (تدّعون)بحذف مضاف أي بإنذاره ...
وجملة: «رأوه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «سيئت وجوه ... » لا محلّ لها لها لجواب شرط غير جازم.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «قيل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سيئت وجملة: «هذا الذي ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «8» .
وجملة: «كنتم به تدّعون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «تدّعون» في محلّ نصب خبر كنتم.
الصرف:
(زلفة) ، اسم مصدر للرباعيّ أزلف، وهذا الاسم بمعنى اسم الفاعل أي مزلف أي قريب، وزنه فعلة بضمّ فسكون.
(سيئت) ، فيه إعلال بالقلب، الياء أصلها واو مكسور ما قبلها وكانت حركة السين في الأصل فحركت بالكسر لمناسبة البناء للمجهول، ثم قلبت الواو ياء تخلصا من الثقل الحاصل بالانتقال من الضمّ إلى الكسر لمناسبة البناء للمجهول ...
(قيل) ، فيه إعلال مثل سيئت ...
28-
[سورة الملك (67) : آية 28]
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنا فَمَنْ يُجِيرُ الْكافِرِينَ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (28)
الإعراب:
(أرأيتم) أي أخبروني، والمفعول به محذوف تقديره شأنكم أو حالكم (أهلكني) ماض في محلّ جزم فعل الشرط (الواو) عاطفة (من) موصول في محلّ نصب معطوف على الضمير المفعول في (أهلكني) ، (أو) حرف عطف ... (الفاء) رابطة لجواب الشرط (من) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (من عذاب) متعلّق ب (يجير) ...
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أرأيتم ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أهلكني الله ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل الرؤية.
وجملة: «رحمنا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة أهلكني الله.
وجملة: «من يجير ... » لا محلّ لها تعليل لجواب الشرط المقدّر أي: إن متّ أو حييت فلا فائدة لكم في ذلك لأنّه لا مجير لكم من عذاب الله ...
وجملة: «يجير ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
29-
[سورة الملك (67) : آية 29]
قُلْ هُوَ الرَّحْمنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (29)
الإعراب:
(به) متعلّق ب (آمنّا) ، (الواو) عاطفة (عليه) متعلّق ب (توكّلنا) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر، (السين) حرف استقبال (من) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به «9» ، (في ضلال) متعلّق بخبر المبتدأ (هو) .
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة مؤكّدة للاستئناف المتقدّم «10» .
وجملة: «هو الرحمن ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «آمنّا به» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول وجملة: «توكّلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنّا به.
وجملة: «ستعلمون ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن جاءكم العذاب فستعلمون.
وجملة: «هو في ضلال ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
30-
[سورة الملك (67) : آية 30]
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ (30)
الإعراب:
مرّ إعراب نظير هذه الآية «11» ، (بماء) متعلّق ب (يأتيكم) .
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة مؤكّدة للاستئناف المتقدّم «12» .
وجملة: «رأيتم ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أصبح ماؤكم غورا ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل رأيتم.
وجملة: «من يأتيكم ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «يأتيكم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
انتهت سورة «الملك» ويليها سورة «القلم»
__________
(1) أو في محلّ نصب مفعول به، والفاعل مستتر يعود على الله والعائد ضمير الغائب محذوف.
(2) وهي زائدة لازمة عند بعضهم منهم الفارسيّ والمازنيّ.
(3) أو متعلّق بصافّات.
(4) قال العكبريّ: يجوز أن تكون حالا من الضمير في (يقبضن) ، أي: غير ممسكات إلّا من الرحمن.
(5) في الآية السابقة (20) .
(6) بتضمين جعل معنى خلق ... ومتعلّق بمفعول ثان إذا كان على بابه.
(7) أو هي في محلّ نصب حال من الضمير في (لكم) . [.....]
(8) لأنها في الأصل مقول القول للمبني للمعلوم ... وبعضهم يجعلها تفسير لنائب الفاعل المقدّر أي قيل القول.
(9) أو اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره الجارّ والمجرور (في ضلال ... ) ، و (هو) ضمير فصل، والجملة الاسميّة سدّت مسدّ مفعولي ستعلمون المعلّق بالاستفهام.
(10) في الآية السابقة (28) .
(11، 12) في الآية السابقة (28) .
-
رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء التاسع والعشرون
سورة القلم
الحلقة (552)
من صــ31 الى صـ 45
سورة القلم
آياتها 52 آية
[سورة القلم (68) : الآيات 1 الى 4]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ (1) ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ (3) وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)
الإعراب:
(والقلم) متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (الواو) عاطفة (ما) حرف مصدريّ «1» .
والمصدر المؤوّل (ما يسطرون) في محلّ جرّ معطوف على القلم.
جملة: « (أقسم) بالقلم ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «يسطرون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
2- (ما) نافية عاملة عمل ليس (بنعمة) متعلّق بمعنى النفي في (ما) ،و (الباء) سببيّة «2» ، (مجنون) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما ...
وجملة: «ما أنت ... بمجنون» لا محلّ لها جواب القسم 3- (الواو) عاطفة (لك) متعلّق بخبر إنّ (اللام) للتوكيد في موضع لام القسم (غير) نعت ل (أجرا) منصوب.
وجملة: «إنّ لك لأجرا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم.
4- (الواو) واو العطف (اللام) للتوكيد في موضع لام القسم عوضا من المزحلقة (على خلق) متعلّق بخبر إنّ.
وجملة: «إنّك لعلى خلق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
البلاغة
فن المناسبة اللفظية: في قوله تعالى «ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ» وما بعدها، إلى قوله «غَيْرَ مَمْنُونٍ» . وهذا الفن هو عبارة عن الإتيان بلفظات متّزنات.
الاستعارة في الحروف: في قوله تعالى «وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ» .
على في حقيقتها تفيد الاستعلاء، وهو غير مقصود في الآية، إذ الرسول عليه السلام لا يستعلي فوق الخلق العظيم ويمتطيه، كما يمتطي الرجل صهوة الجواد مثلا، وإنما هو على المجاز والاستعارة، أراد به تمكن الرسول عليه السلام من الخلق العظيم والسجايا الشريفة.
الفوائد
- حسن الخلق:
روى جابر أن النبي (صلّى الله عليه وسلّم) قال: إن الله بعثني لتمام مكارم الأخلاق وتمام محاسن الأفعال، عن النواس بن سمعان قال: سألت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) عن البر والإثم فقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك، وكرهت أن يطلع عليه الناس. عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يقول: إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم. أخرجه أبو داود.
وعن أبي الدرداء، أن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) قال: ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإن الله تعالى يبغض الفاحش البذيء. أخرجه الترمذي
وقال:
حديث حسن صحيح.
وعن جابر، رضي الله عنه، أن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) قال: إن من أحبكم إلى الله وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا.
عن أنس، رضي الله عنه، قال: خدمت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) عشر سنين، والله ما قال لي أفّ قط، ولا قال لشيء: لم فعلت كذا، وهلا فعلت كذا.
5- 6
[سورة القلم (68) : الآيات 5 الى 6]
فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5) بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ (6)
الإعراب:
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (بأيّكم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (المفتون) «3» ، و (أيّ) اسم استفهام.
جملة: «ستبصر ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن جاء أمر الله فستبصر «4» .
وجملة: «يبصرون ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة ستبصر.
وجملة: «بأيّكم المفتون» في محلّ نصب مفعول به لفعل الإبصار المعلّق بأيّ «5» .
الصرف:
(المفتون) ، اسم مفعول من (فتن) الثلاثيّ، وزنه مفعول..
ويجوز أن يكون مصدرا كالمعقول والميسور.
7-
[سورة القلم (68) : آية 7]
إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين َ (7)
الإعراب:
(هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ خبره (أعلم) ، (بمن) متعلّق ب (أعلم) ، (عن سبيله) متعلّق ب (ضلّ) (الواو) عاطفة (بالمهتدين) متعلّق ب (أعلم) الثاني.
وجملة: «إنّ ربّك ... » لا محلّ لها استئنافيّة فيها معنى التعليل لما قبله.
وجملة: «هو أعلم ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «ضلّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «هو أعلم (الثانية) » في محلّ رفع معطوفة على جملة هو أعلم (الأولى) .
8- 16
[سورة القلم (68) : الآيات 8 الى 16]
فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (8) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9) وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12)
عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ (13) أَنْ كانَ ذا مالٍ وَبَنِينَ (14) إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (15) سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (16)
الإعراب:
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة، وحرّك الفعل بالكسر لالتقاء الساكنين.
جملة: «لا تطع ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أيّ: إن ضلّ المكذّبون فلا تطعهم.
9- 13 (لو) حرف مصدريّ (الفاء) عاطفة (الواو) عاطفة (مهين، همّاز، مشّاء، منّاع، معتد، أثيم، عتّل، زنيم) صفات ناعتة ل (حلّاف) مجرورة مثله (بنميم) متعلّق ب (مشّاء) ، (للخير) متعلّق ب (منّاع) «6» ، (بعد) ظرف منصوب متعلّق ب (زنيم) ، والإشارة في (ذلك) إلى المذكور من الصفات السابقة ...
والمصدر المؤوّل (لو تدهن ... ) في محلّ نصب مفعول به لفعل ودّوا ...
وجملة: «ودّوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليل للنهي- وجملة: «تدهن ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (لو) .
وجملة: «يدهنون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تدهن.
وجملة: «لا تطع (الثانية) » في محلّ جزم معطوفة على جملة لا تطع (الأولى) .
14- 16 (أن) حرف مصدريّ (عليه) متعلّق ب (تتلى) ، (آياتنا) نائب الفاعل (أساطير) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي.
والمصدر المؤوّل (أن كان ... ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف هو اللام أي لأنّ كان ذا ... متعلّق بفعل محذوف دلّ عليه الشرط الآتي مع فعله وجوابه، أي كذّب بآيات الله لأن كان..
وجملة: «كان ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «تتلى عليه آياتنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «سنسمه ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
الصرف:
(10) حلّاف: مبالغة اسم الفاعل من الثلاثيّ حلف، وزنه فعّال بفتح الفاء وتشديد العين المفتوحة.
(11) همّاز: مبالغة اسم الفاعل من الثلاثيّ همز باب ضرب، الذي يعيب غيره ويغتابه، أو الذي يضرب الناس بيده، وزنه فعّال.
(مشّاء) ، مبالغة اسم الفاعل من الثلاثيّ مشى، وزنه فعّال.
(نميم) ، قيل هو مصدر كالنميمة، وقيل هو جمع النميمة، أو اسم جمع لها من فعل نمّ باب نصر أو باب ضرب ... وفي المصباح: النميمة اسم والنميم أيضا ... وزنه فعيل.
(13) عتّل: بمعنى غليظ وجافّ، وقيل الشديد الخصومة، صفة مشبّهة من الثلاثيّ عتل باب ضرب وزنه فعلّ بضمّتين وتشديد اللام.
(زنيم) ، بمعنى دعيّ أو لئيم يعرف بلؤمه، صفة مشبّهة، وزنه فعيل بمعنى فاعل أي عالق بالقوم كزنمة البعير أو الشاة، وهي القطعة من الأذن تقطع منها وتترك معلّقة للاستدلال بها.
(16) نسمه: فيه إعلال بالحذف فهو مضارع المعتلّ المثال وسم، حذفت فاؤه في المضارع فهو معتلّ مثال مكسور العين في المضارع، وزنه نعله بفتح النون وكسر العين.
(الخرطوم) ، اسم بمعنى الأنف، وزنه فعلول بضمّ فسكون كزنبور.
البلاغة
الكناية: في قوله تعالى «سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ» .
وعبّر بذلك، كناية عن غاية الإذلال، لأن السمة على الوجه شين، حتى إنه (صلّى الله عليه وسلّم)نهى عنه في الحيوانات، ولعن فاعله، فكيف على أكرم موضع منه وهو الأنف لتقدمه. وقد قيل: الجمال في الأنف وجعلوه مكان العزة والحمية، واشتقوا منه الأنفة. وفي لفظ الخرطوم استهانة، لأنه لا يستعمل إلا في الفيل والخنزير، ففي التعبير عن الأنف بهذا الاسم ترشيح لما دل عليه الوسم على العضو المخصوص من الاذلال. والمراد سنهينه في الدنيا، ونذله غاية الإذلال.
17- 33
[سورة القلم (68) : الآيات 17 الى 33]
إِنَّا بَلَوْناهُمْ كَما بَلَوْنا أَصْحابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحِينَ (17) وَلا يَسْتَثْنُونَ (18) فَطافَ عَلَيْها طائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نائِمُونَ (19) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20) فَتَنادَوْا مُصْبِحِينَ (21)
أَنِ اغْدُوا عَلى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صارِمِينَ (22) فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخافَتُونَ (23) أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ (24) وَغَدَوْا عَلى حَرْدٍ قادِرِينَ (25) فَلَمَّا رَأَوْها قالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (26)
بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (27) قالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ (28) قالُوا سُبْحانَ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ (29) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ (30) قالُوا يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا طاغِينَ (31)
عَسى رَبُّنا أَنْ يُبْدِلَنا خَيْراً مِنْها إِنَّا إِلى رَبِّنا راغِبُونَ (32) كَذلِكَ الْعَذابُ وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (33)
الإعراب:
(ما) حرف مصدريّ (إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب متعلّق ب (بلونا) ، (اللام) لام القسم (يصرمنّها) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون، وحذفت لتوالي الأمثال، و (الواو) المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، و (النون) نون التوكيد، و (ها) ضمير مفعول به وهو يعود إلى الجنّة أي ثمرها (مصبحين) حال من فاعل يصر منّ.
والمصدر المؤوّل (ما بلونا ... ) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله بلوناهم.
جملة: «إنّا بلوناهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «بلوناهم ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «بلونا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «أقسموا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «يصرمنّها ... » لا محلّ لها جواب القسم.
18- (الواو) اعتراضيّة «7» ، (لا) نافية ...
وجملة: «لا يستثنون ... » لا محلّ لها اعتراضيّة «8» .
19- (الفاء) عاطفة (عليها) متعلّق ب (طاف) ، (من ربّك) متعلّق بنعت لطائف (الواو) حاليّة ...
وجملة: «طاف عليها طائف ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة أقسموا.
وجملة: «هم نائمون ... » في محلّ نصب حال.
20- (الفاء) عاطفة (كالصريم) متعلّق بمحذوف خبر أصبحت ...
وجملة: «أصبحت ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة طاف ...
21- 22 (الفاء) عاطفة (مصبحين) مثل الأول (أن) حرف تفسير «9» ، (على حرثكم) متعلّق ب (اغدوا) بمعنى أقبلوا (كنتم) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط..
وجملة: «تنادوا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة أصبحت.
وجملة: «اغدوا ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: «كنتم صارمين ... » لا محلّ لها استئنافيّة ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
23- 24 (الفاء) عاطفة (الواو) حاليّة (أن) مثل الأول في الاحتمالين (لا) ناهية جازمة (يدخلنّها) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يدخلنّها) ، وكذلك (عليكم) ...
وجملة: «انطلقوا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة تنادوا.
وجملة: «هم يتخافتون ... » في محلّ نصب حال.
وجملة: «لا يدخلنّها ... مسكين» لا محلّ لها تفسيريّة.
25- (الواو) عاطفة (على حرد) متعلّق ب (قادرين) ، وهو خبر الفعل الناقص غدوا «10» ...
وجملة: «غدوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة هم يتخافتون «11»26- 27 (رأوها) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين (اللام) المزحلقة للتوكيد (بل) للإضراب ...
وجملة: «رأوها ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «إنّا لضالّون ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «نحن محرومون» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
28- (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (لكم) متعلّق ب (أقل) ، (لولا) حرف تحضيض..
وجملة: «قال أوسطهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لم أقل ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لولا تسبّحون» لا محلّ استئناف في حيزّ القول الاول «12» .
29- (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب..
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافّية.
وجملة: « (نسبّح) سبحان ... » لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة.
وجملة: «إنّا كنّا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كنّا ظالمين» في محلّ رفع خبر إنّ.
30- 32 (الفاء) استئنافيّة (على بعض) متعلّق ب (أقبل) ، (يا) أداة نداء وتحسّر (ويلنا) منادى مضاف متحسّر به منصوب (أن) حرف مصدريّ ونصب (خيرا) مفعول به ثان (منها) متعلّق ب (خيرا) ، (إلى ربّنا) متعلّق ب (راغبون) بتضمينه معنى راجعون..
وجملة: «أقبل بعضهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يتلاومون ... » في محلّ نصب حال من بعضهم وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «13» .
وجملة: «النداء والتحسّر» لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة.
وجملة: «إنّا كنّا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كنّا طاغين» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «عسى ربّنا ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «يبدلنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
والمصدر المؤوّل (أن يبدلنا) في محلّ نصب خبر عسى.
وجملة: «إنّا ... راغبون» لا محلّ لها تعليليّة.
33- (كذلك) متعلّق بمحذوف خبر مقدم للمبتدأ (العذاب) ، (الواو) عاطفة (اللام) لام الابتداء للتوكيد (لو) حرف شرط غير جازم ...
وجملة: «كذلك العذاب ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «عذاب الآخرة أكبر ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «كانوا يعلمون ... » لا محلّ لها استئنافيّة ... وجواب الشرط محذوف تقديره ما خالفوا أمرنا.
وجملة: «يعلمون ... » في محلّ نصب خبر كانوا ...
الصرف:
(18) يستثنون: فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف، أصله يستثنيون- بياء قبل الواو مضمومة- استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الحركة إلى النون- إعلال بالتسكين- فلمّا التقى ساكنان حذفت الياء- إعلال بالحذف- وزنه يستفعون.
(19) طاف: فيه إعلال بالقلب، أصله طوف، مضارعه يطوف،تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا.
(نائمون) ، جمع نائم، اسم فاعل من الثلاثيّ نام، وزنه فاعل، وقلب حرف العلّة همزة قلبا قياسيا.
(20) الصريم: اسم لليل الشديد الظلمة لانصرامه عن النهار، أو اسم للبستان الذي صرمت ثماره، فهو فعيل بمعنى مفعول ... وقد يطلق الصريم على قطعة الرمل الكبيرة.
(22) اغدوا: فيه إعلال بالحذف بدءا من المضارع ... أصله في المضارع يغدوون- بواو مضمومة بعد الدال، ثمّ نقلت حركة الواو إلى الدال قبلها للثقل، فلمّا التقى ساكنان حذفت الواو لام الكلمة ... ثمّ انسحب الإعلال إلى الأمر اغدوا، وزنه افعوا.
(صارمين) ، جمع صارم اسم فاعل من الثلاثيّ صرم وزنه فاعل.
(25) غدوا: فيه إعلال بالحذف، حذفت لام الكلمة لالتقاء الساكنين، وزنه فعوا.
(حرد) ، مصدر الثلاثيّ حرد بمعنى قصد باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون، وقيل معناه المنع وقيل الغضب والحنق، وقد يكون من باب فرح، وقيل هو الانفراد من باب نصر.
(32) راغبون: جمع راغب، اسم فاعل من الثلاثيّ رغب، وزنه فاعل.
البلاغة
العدول إلى المضارع: في قوله تعالى «وَلا يَسْتَثْنُونَ» .
أي غير مستثنين. وفي العدول إلى المضارع نوع تعبير وتنبيه على مكان خطئهم.
التشبيه: في قوله تعالى «فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ» .
حيث شبهت بالبستان الذي صرمت ثماره بحيث لم يبق فيها شيء وقيل:الصريم هو الليل، أي أصبحت محترقة تشبه الليل في السواد. وقيل: كالصبح من حيث ابيضت كالزرع المحصود.
الاستعارة التبعية: في قوله تعالى «أَنِ اغْدُوا عَلى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صارِمِينَ» .
غدا عليه إذا أغار، فيكون قد شبه غدوهم لقطع الثمار بغدو الجيش على شيء، لأن معنى الاستعلاء والاستيلاء موجود فيه، وهو الصرم والقطع، وهذا على طريق الاستعارة التبعية. ويجوز أن تعتبر الاستعارة تمثيلية.
الفوائد
- أصحاب الجنة:
عن ابن عباس قال: الجنة بستان باليمن، يقال له «الضروان» ، دون صنعاء بفرسخين، يطؤه أهل الطريق، وكان غرسه قوم من أهل الصلاة، وكان لرجل فمات فورثه ثلاثة أبناء له، وكان يترك للمسكين- إذا صرموا نخلهم- كل شيء تعداه المنجل، وكان يأخذ منها قوت سنة، ويتصدق بالباقي على الفقراء. فلما مات الأب وورثه الأبناء الثلاثة قالوا: والله إن المال قليل، وإن العيال كثير، وإنما كان هذا الأمر يفعل لما كان المال كثيرا، أو العيال قليلا أما الآن فلا مجال لأن نفعل كما كان يفعل أبونا، وائتمروا بينهم أن يذهبوا باكرا، قيل استيقاظ الناس، حتى لا يعطوا الفقراء شيئا. فانطلقوا وهم يتهامسون بينهم، حتى لا يسمعهم أحد، لكنهم وجدوا ذلك البستان قد استحال سوادا ويبسا، فتلاوموا وندموا على فعلتهم.
__________
(1) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف أي يسطرونه، وضمير الفاعل يعود على الملائكة الكتبة.
(2) أي انتفى كونك مجنونا بسبب نعمة ربّك عليك، ولا يصحّ تعليقه بمجنون كيلا يفيد نفي جنون يكون نعمة من الله، وليس في الوجود جنون هو نعمة.
(3) بحذف مضاف أي فتن المفتون، أو بغير حذف إن كان المفتون مصدرا.
(4) أمر الله هو يوم القيامة في قول، أو نصر المؤمنين في الدنيا في قول آخر.
(5) الرؤية البصريّة تعلّق- بفتح اللام- عن العمل على الرأي الصحيح بدليل: أما ترى أيّ برق هاهنا ... وتبصر بمعنى ترى.
(6) أو اللام زائدة للتقوية و (الخير) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به لمنّاع.
(7) أو حاليّة.
(8) أو هي في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم.. والجملة الاسميّة حال.
(9) أو حرف مصدريّ ... والمصدر المؤوّل (أن اغدوا..) في محلّ جرّ بباء محذوفة، متعلّق ب (تنادوا)
(10) يجوز أن يكون حالا من الضمير الغائب في غدوا إذا كان الفعل تاما بمعنى خرجوا في الغدوة. [.....]
(11) أو في محلّ نصب حال من فاعل يتخافتون بعد واو الحال بتقدير قد.
(12) ومقول القول الثاني محذوف تقديره: ابتعدوا عن المعصية.
(13) أو في محلّ نصب حال بتقدير قد.
-
رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء التاسع والعشرون
سورة القلم
الحلقة (553)
من صــ45 الى صـ 56
34-
[سورة القلم (68) : آية 34]
إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (34)
الإعراب:
(للمتّقين) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (جنّات) (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق بالخبر المحذوف.
جملة: «إنّ للمتّقين ... جنّات» لا محلّ لها استئنافيّة.
35-
[سورة القلم (68) : آية 35]
أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِين َ (35)
الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ- وللتوبيخ والتقريع- (الفاء) عاطفة (كالمجرمين) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان.
جملة: «نجعل ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي أنحيف في الحكم فنجعل المسلمين كالمجرمين.
البلاغة
التشبيه المقلوب: في قوله تعالى «أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِين َ» .
وأصل الكلام: أفنجعل المجرمين كالمسلمين، ولكنه عكس، مسايرة لاعتقادهم أنهم أفضل من المسلمين. أما إذا جعل المعنى ليس المصلحون كالمفسدين والمتقون كالفجار، والمسلمون كالمجرمين، في سوء الحال، فلا عكس في التشبيه.
[سورة القلم (68) : آية 36]
ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36)
الإعراب:
(ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (لكم) متعلّق بخبر المبتدأ ما (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب حال عاملها تحكمون ...
جملة: «ما لكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تحكمون» لا محلّ لها بدل من جملة ما لكم «1» .
[سورة القلم (68) : الآيات 37 الى 38]
أَمْ لَكُمْ كِتابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (37) إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَما تَخَيَّرُونَ (38)
الإعراب:
(أم) منقطعة بمعنى بل وهمزة الاستفهام المفيدة للتوبيخ والتقريع (لكم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (كتاب) ، (فيه) متعلّق ب (تدرسون) ، و (لكم) الثاني خبر إنّ، (فيه) الثاني متعلّق بخبر إنّ (اللام) للتوكيد (ما) موصول في محلّ نصب اسم إنّ (تخيّرون) مضارع محذوف منه إحدى التاءين، وحذف منه ضمير الغائب العائد أي تخيّرونه.
جملة: «لكم كتاب ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تدرسون ... » في محلّ رفع نعت لكتاب «2» .
وجملة: «إنّ لكم فيه لما ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل الدراسة «3» .
وجملة: «تخيّرون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
الفوائد
- بعض ما يخفى من الجملة المحكية بالقول:
من الجمل المحكية ما قد يخفى، فمن ذلك في المحكية بعد القول: (فَحَقَّ عَلَيْنا قَوْلُ رَبِّنا إِنَّا لَذائِقُونَ) . والأصل إنكم لذائقون عذابي، ثم عدل إلى المتكلم، لأنهم تكلموا عن ذلك بأنفسهم، كما قال الفرزدق:
ألم تر أني يوم جوّ سويقة ... بكيت فنادتني هنيدة ماليا
والأصل: مالك. ومنه في المحكية، بعد ما فيه معنى القول، قوله تعالى: (أَمْ لَكُمْ كِتابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ. إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَما تَخَيَّرُونَ) أي تدرسون فيه هذا اللفظ، أو تدرسون فيه قولنا هذا الكلام، وذلك إما على أن يكونوا خوطبوا بذلك في الكتاب على زعمهم، أو الأصل إن لهم لما يتخيرون، ثم عدل إلى الخطاب عند مواجهتهم، وقد قيل في قوله تعالى: «يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ» إن يدعو في معنى يقول، مثلها في قول عنترة:
يدعون عنتر والرماح كأنها ... أشطان بئر في لبان الأدهم
فيمن رواه «عنتر» بالضم على النداء، وإن (من) في الآية السابقة مبتدأ، و (لبئس المولى) خبره، وما بينهما جملة اسمية صلة، وجملة (من) خبرها محكية بيدعو، أي أن الكافر يقول ذلك يوم القيامة، وقيل: من مبتدأ حذف خبره: أي إلهه، وإن ذلك حكاية لما يقول في الدنيا، وعلى هذا فالأصل يقول: الوثن إلهه، ثم عبر عن الوثن بمن ضره أقرب من نفعه، تشنيعا على الكافر
[سورة القلم (68) : آية 39]
أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَما تَحْكُمُونَ (39)
الإعراب:
(أم لكم أيمان) مثل أم لكم كتاب «4» ، (علينا) متعلّق ب (أيمان) «5» ، (إلى يوم) متعلّق بالاستقرار الذي هو خبر «6» ، (إنّ لكم لما تحكمون) مثل إنّ لكم ... لما تخيّرون «7» ...
جملة: «لكم أيمان ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «إنّ لكم لما تحكمون ... » لا محلّ لها جواب القسم المفهوم من سياق الآية لكم علينا أيمان ...
وجملة: «تحكمون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
(بالغة) ، مؤنّث بالغ بمعنى ثابت وواثق ... وانظر الآية (95) من سورة المائدة،
[سورة القلم (68) : آية 40]
سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذلِكَ زَعِيمٌ (40)
الإعراب:
(أيّهم) اسم استفهام مبتدأ مرفوع ... و (هم) مضاف إليه، (بذلك) متعلّق ب (زعيم) ، والإشارة إلى الحكم الذي يحكم به الكافرون (زعيم) خبر المبتدأ أيّهم، مرفوع ...
جملة: «سلهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أيّهم ... زعيم» في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل السؤال المعلّق بالاستفهام أيّهم، وذلك بتقدير حرف الجرّ.
الصرف:
(سلهم) ، حذفت عينه- الهمزة- تخفيفا جوازا، واقتضى حذف الهمزة فيه حذف همزة الوصل في أوّله، وزنه فلهم ... ويجوز أن تبقى الهمزة- في هذا الفعل- وإرجاع همزة الوصل في غير الآية ...
[سورة القلم (68) : آية 41]
أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكائِهِمْ إِنْ كانُوا صادِقِينَ (41)
الإعراب:
(أم لهم شركاء) مثل أم لكم كتاب «8» ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اللام) لام الأمر (بشركاء) متعلّق ب (يأتوا) ، (كانوا) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط..
جملة: «لهم شركاء ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ليأتوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كان لهم شركاء فليأتوا ... «9» .
وجملة: «إن كانوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
[سورة القلم (68) : الآيات 42 الى 43]
يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ (42) خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سالِمُونَ (43)
الإعراب:
(يوم) ظرف زمان متعلّق ب (يأتوا) «10» ، (عن ساق) نائب الفاعل لفعل يكشف، و (الواو) في (يدعون) نائب الفاعل (إلى السجود) متعلّق ب (يدعون) ، (الفاء) عاطفة (لا) نافية ...
جملة: «يكشف عن ساق ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «يدعون ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يكشف عن ساق.
وجملة: «لا يستطيعون ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يدعون.
43- (خاشعة) حال منصوبة من الضمير في (يدعون) ، (أبصارهم) فاعل لاسم الفاعل خاشعة، مرفوع (الواو) حاليّة (قد) حرف تحقيق (إلى السجود) متعلّق ب (يدعون) الثاني (الواو) حاليّة ...
وجملة: «ترهقهم ذلّة ... » في محلّ نصب حال مؤكّدة من نائب فاعل يدعون.
وجملة: «قد كانوا ... » في محلّ نصب حال «11» .
وجملة: «يدعون (الثانية) » في محلّ نصب خبر كانوا.
وجملة: «هم سالمون ... » في محلّ نصب حال من الضمير في (يدعون) الثاني.
الصرف:
(سالمون) ، جمع سالم، اسم فاعل من الثلاثيّ سلم باب فرح، وزنه فاعل.
البلاغة
الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى «يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ» .
وكشفها والتشمير عنها مثل في شدة الأمر وصعوبة الخطب، لأن من وقع في شيء يحتاج إلى الجدّ شمر عن ساقه.
التنكير: في قوله تعالى «ساق» .
حيث جاءت ساق منكّرة، للدلالة على أنه أمر مبهم في الشدة، منكر خارج عن المألوف.
السرّ في نسبة الخشوع إلى الأبصار: في قوله تعالى «خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ» .
وذلك لظهور أثره فيها، فما في القلب يعرف من العين، فهو مجاز عقلي.
[سورة القلم (68) : الآيات 44 الى 45]
فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُه ُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (45)
الإعراب:
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (الواو) عاطفة (من) موصول في محلّ نصب معطوف على ضمير المتكلّم في (ذرني) ، (بهذا) متعلّق ب (يكذّب) ، (الحديث) بدل من اسم الإشارة مجرور- أو عطف بيان عليه- (السين) للاستقبال (حيث) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (نستدرجهم) ، (لا) نافية.
جملة: «ذرني ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي: إذا كانت أحوالهم كذلك فذرني ...
وجملة: «يكذّب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «سنستدرجهم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «لا يعلمون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
45- (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق ب (أملي) ...
وجملة: «أملي لهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سنستدرجهم.
وجملة: «إنّ كيدي متين» . لا محلّ لها تعليليّة ...
البلاغة
المجاز المرسل: في قوله تعالى «وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ» .
حيث سمى إمهاله إياهم، ومرادفة النعم والآلاء عليهم، كيدا لأنه سبب التورط والهلاك، لأن حقيقة الكيد ضرب من الاحتيال، لكونه في صورته، حيث أنه سبحانه يفعل معهم ما هو نفع لهم ظاهرا، ومراده عز وجل به الضرر، لما علم من خبث جبلتهم، وتماديهم في الكفر والكفران.
[سورة القلم (68) : آية 46]
أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (46)
الإعراب:
(أم) منقطعة بمعنى بل والهمزة (الفاء) تعليليّة (من مغرم) متعلّق ب (مثقلون) ...
جملة: «تسألهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هم ... مثقلون» لا محلّ لها تعليليّة.
[سورة القلم (68) : آية 47]
أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (47)
الإعراب:
(أم) مثل المتقدّمة «12» ، (عندهم) ظرف منصوب متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (الغيب) (الفاء) عاطفة.
جملة: «عندهم الغيب ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هم يكتبون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «يكتبون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
[سورة القلم (68) : الآيات 48 الى 50]
فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نادى وَهُوَ مَكْظُومٌ (48) لَوْلا أَنْ تَدارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَراءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ (49) فَاجْتَباهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (50)
الإعراب:
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لحكم) متعلّق ب (اصبر) بتضمينه معنى اخضع (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (كصاحب) متعلّق بخبر تكن، بحذف مضاف «13» ، (إذ) ظرف في محلّ نصب متعلّق بالمضاف المقدّر أي كحال صاحب الحوت وقت ندائه (الواو) حاليّة.
جملة: «اصبر ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن وقعت في ضيق فاصبر ...
وجملة: «لا تكن ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة اصبر.
وجملة: «نادى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «هو مكظوم» في محلّ نصب حال.
49- (لولا) حرف شرط غير جازم (أن) حرف مصدريّ (تداركه) مضارع منصوب، حذفت منه إحدى التاءين «14» ، و (الهاء) مفعول به (من ربّه) متعلّق بنعت ل (نعمة) ، (اللام) رابطة لجواب لولا (بالعراء) متعلّق ب (نبذ) و (الباء) للظرف (الواو) حاليّة.
والمصدر المؤوّل (أن تداركه ... ) في محلّ رفع مبتدأ ... والخبر محذوف.
جملة: «لولا (تدارك) نعمة ربّه ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «تداركه نعمة ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «نبذ ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «هو مذموم ... » في محلّ نصب حال.
50- (الفاء) عاطفة في الموضعين (من الصالحين) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان.
وجملة: «اجتباه ربّه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لولا أن ...
وجملة: «جعله من الصالحين» لا محلّ لها معطوفة على جملة اجتباه.
الصرف:
(48) مكظوم: اسم مفعول من الثلاثيّ كظم، وزنه مفعول.
البلاغة
المجاز المرسل: في قوله تعالى «وَهُوَ مَذْمُومٌ» .
مجاز مرسل، لأن اللوم في الحقيقة سبب للذم، فالعلاقة السببية.
[سورة القلم (68) : الآيات 51 الى 52]
وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ (51) وَما هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ (52)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (إن) مخفّفة من الثقيلة واجبة الإهمال (اللام) هي الفارقة (بأبصارهم) متعلّق ب (يزلقونك) ، (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب المقدّر (الواو) عاطفة (اللام) المزحلقة للتوحيد ...
جملة: «يكاد الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة ...
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «يزلقونك ... » في محلّ نصب خبر يكاد وجملة: «سمعوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي كادوا يزلقونك.
وجملة: «يقولون ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يزلقونك وجملة: «إنّه لمجنون» في محلّ نصب مقول القول.
52- (الواو) حاليّة (ما) نافية مهملة (إلّا) للحصر (للعالمين) متعلّق ب (ذكر) «15» .
وجملة: «ما هو إلّا ذكر ... » في محلّ نصب حال.
انتهت سورة «القلم» ويليها سورة «الحاقة»
__________
(1) وإذا تمّ الوقف عند (لكم) ، فالجملة استئنافيّة.
(2) يجوز أن يكون الضمير في (فيه) يعود على حكمهم المفهوم من السؤال السابق لا على الكتاب، فهو حينئذ متعلّق بالاستقرار المتقدّم الذي تعلّق به (لكم) . وجملة تدرسون على ذلك في محلّ نصب حال من الضمير في (فيه) ... أو هي استئنافيّة.
(3) وهي جملة محكيّة أي هي المدروسة في الكتاب، وكان من حقّ همزة (إنّ) الفتح ولكنّ اللام المؤكّدة في حيّزها جعلت الهمزة مكسورة.
(4، 7) في الآية السابقة (37) من السورة.
(5) أو متعلّق بنعت لأيمان.
(6) أو متعلّق ببالغة.
(8) في الآية (37) من السورة.
(9) أو إن كانوا صادقين في ما يقولون ... وجملة إن كانوا صادقين المذكورة تفسيريّة.
(10) أو هو مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر ...
(11) أو استئناف مؤكّد لمضمون ما سبق.
(12) في الآية السابقة (46) . [.....]
(13) أي لا يكن حالك كحال صاحب الحوت.
(14) أو هو فعل ماض مبنيّ على الفتح، وقد جاء الفعل مذكّرا- وهو جائز- لأن الفاعل مؤنث مجازيّ.
(15) أو متعلّق بنعت لذكر.
-
رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء التاسع والعشرون
سورة الحاقة
الحلقة (554)
من صــ57 الى صـ 72
سورة الحاقة
آياتها 52 آية
[سورة الحاقة (69) : الآيات 1 الى 8]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الْحَاقَّةُ (1) مَا الْحَاقَّةُ (2) وَما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ (3) كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعادٌ بِالْقارِعَةِ (4)
فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (5) وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ (6) سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيها صَرْعى كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ (7) فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ (8)
الإعراب:
(ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ ثان خبره (الحاقّة) الثاني..
جملة: «الحاقّة ما الحاقّة» لا محلّ لها ابتدائيّة..
وجملة: «ما الحاقّة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الحاقّة) الأول.
3- (الواو) عاطفة (ما) مثل الأول خبره جملة أدراك (ما الحاقّة) مثل الأولى كرّرت للتفخيم والتعظيم.
وجملة: «ما أدراك ... » لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة.
وجملة: «أدراك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) الثاني.
وجملة: «ما الحاقّة ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل أدراك.
4- (الواو) عاطفة (بالقارعة) متعلّق ب (كذّبت) .
وجملة: «كذّبت ثمود ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ لتقرير أحوال الحاقّة.
5- 6 (الفاء) عاطفة تفريعيّة (أمّا) حرف شرط وتفصيل (الفاء) الثانية رابطة لجواب أمّا، و (الواو) في (أهلكوا) نائب الفاعل (بالطاغية) متعلّق ب (أهلكوا) و (الباء) سببيّة ... (بريح) متعلّق ب (أهلكوا) الثاني ...
وجملة: «ثمود ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّبت ثمود ...
وجملة: «أهلكوا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ثمود) «1» .
وجملة: «أمّا عاد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أمّا ثمود ...
وجملة: «أهلكوا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (عاد) .
7- (عليهم) متعلّق ب (سخّرها) . (سبع) ظرف منصوب متعلّق ب (سخّرها) ، (حسوما) نعت لسبع، وثمانية «2» (الفاء) استئنافيّة (فيها) متعلّق ب (ترى) ، (صرعى) حال منصوبة وعلامة النصب الفتحة المقدّرة.
وجملة: «سخّرها ... » في محلّ جرّ نعت لريح «3» .
وجملة: «ترى ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كأنّهم أعجاز ... » في محلّ نصب حال من القوم.
8- (الفاء) عاطفة (هل) حرف استفهام- وقد يفيد النفي- (لهم) متعلّق بحال من باقية (باقية) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به «4» ...
وجملة: «هل ترى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ترى القوم.
الصرف:
(1) الحاقّة: اسم فاعل من الثلاثيّ حقّ أضيفت إليه تاء التأنيث لأنه وصف به مؤنّث أي القيامة الحاقّة أو الساعة الحاقّة أو الحالة التي تجب فيها الأمور وتعرف حقيقتها، وزنه فاعلة.
(3) أدراك: فيه إعلال بالقلب، أصله أدري- بياء في آخره- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
(5) الطاغية: اسم فاعل من الثلاثيّ طغى الشيء أي جاوز حدّه، وهو صفة نابت عن الموصوف أي الصيحة الطاغية أو الفعلة الطاغية، وزنه فاعلة ... وقيل هو مصدر و (التاء) للمبالغة كالداهية، وقد يراد به عاقر الناقة وقيل له طاغية كما يقال فلان راوية أو داهية..
(6) عاتية: مؤنّث عات، اسم فاعل من الثلاثيّ عتا يعتو، وزنه فاع، حذفت لامه لأنه منقوص ...
(7) سبع: جاء مذكّرا لأنّ المعدود مؤنّث وهو ليال ... وانظر الآية (23) من سورة الكهف.
(ثمانية) ، جاء مؤنّثا لأنّ المعدود مذكّر وهو أيام ... اسم للعدد وزنه فعاللة.
(حسوما) ، جمع حاسم، اسم فاعل من حسم بمعنى تابع العمل كرّة بعد أخرى وخصوصا تتابع الكليّ، جعله بعضهم مصدرا بمعنى الفصل أوالاستئصال، وزنه فعول بضمّتين.
(صرعى) ، جمع صريع صفة مشبّهة من صرع المبنيّ للمجهول، فهو فعيل بمعنى مفعول كقتيل وقتلى، وزن صرعى فعلى بفتح فسكون.
البلاغة
(1) معنى الاستفهام: في قوله تعالى «مَا الْحَاقَّةُ» .
أي: أي شيء أعلمك ما هي تأكيدا لهولها وفظاعتها، ببيان خروجها عن دائرة علوم المخلوقات، على معنى أن أعظم شأنها، ومدى هولها وشدتها، بحيث لا يكاد تبلغه دراية أحد ولا دهمه. وكيفما قدرت حالها فهي وراء ذلك وأعظم وأعظم.
وقد وضع الظاهر موضع المضمر، فلم يقل: ما هي. والفائدة منه زيادة التهويل والتفخيم لشأنها.
2- المجاز المرسل: في قوله تعالى «وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً» .
حسوما جمع حاسم، كشهود جمع شاهد، من حسمت الدابة إذا تابعت كيها على الداء، كرة بعد أخرى، حتى ينحسم فهي مجاز مرسل، من استعمال المقيد- وهو الحسم الذي هو تتابع الكي- في مطلق التتابع. وقيل: مستعار من الحسم بمعنى الكي، شبه الأيام بالحاسم والريح لملابستها بها وهبوبها فيها.
3- التشبيه المرسل: في قوله تعالى «كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ» .
حيث شبههم بالجذوع. لطول قاماتهم، فقد كانت الريح تقطع رؤوسهم كما تقطع رؤوس النخل المتطاولة خلال تلك الأيام الثمانية.
[سورة الحاقة (69) : الآيات 9 الى 10]
وَجاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكا تُ بِالْخاطِئَةِ (9) فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رابِيَةً (10)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة والأخريان عاطفتان (من) اسم موصول في محلّ رفع معطوف على فرعون (قبله) ظرف زمان منصوب متعلّق بمحذوف صلة من (المؤتفكات) معطوف على فرعون مرفوع «5» ، (بالخاطئة) متعلّق بحال من فاعل جاء ومن عطف عليه.
جملة: «جاء فرعون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
10- (الفاء) عاطفة (عصوا) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين (أخذة) مفعول مطلق منصوب.
وجملة: «عصوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «أخذهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة عصوا.
الصرف:
(الخاطئة) ، صيغة للنسب أي ذات الخطأ كتامر ولابن، وزنه فاعلة.
(أخذة) ، مصدر مرّة من الثلاثيّ أخذ، وزنه فعلة بفتح فسكون.
[سورة الحاقة (69) : الآيات 11 الى 12]
إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ (11) لِنَجْعَلَها لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ (12)
الإعراب:
(لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب حملناكم (في الجارية) متعلّق ب (حملناكم) «6» .
جملة: «إنّا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «طغا الماء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «حملناكم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
12- (اللام) للتعليل (نجعلها) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (لكم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان.
والمصدر المؤوّل (أن نجعلها ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (حملناكم) .
وجملة: «نجعلها ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «تعيها أذن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نجعلها.
الصرف:
(12) تعيها: فيه إعلال بالحذف، حذفت الفاء في المضارع لأنّه معتلّ لفيف مفروق يعامل معاملة المثال في الإعلال، كما يعامل معاملة الناقص في الأمر، وزنه تعلها.
(واعية) ، مؤنّث واع، اسم فاعل من الثلاثيّ وعى، وزنه فاع فيه إعلال بالحذف، حذفت اللام لأنّه منقوص، ووزن واعية فاعلة.
البلاغة
1- الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى «إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ» .
وهذه الاستعارة من باب استعارة المعقول للمحسوس، للاشتراك في أمر معقول، وهي الاستعارة المركبة من الكثيف واللطيف، فالمستعار الطغي وهو الاستعلاء المنكر، والمستعار منه كل مستعل ومتكبر متجبر مضر، والمستعار له الماء، والطغي معقول، والماء محسوس، والمستعار منه محسوس.
2- التنكير: في قوله تعالى «أُذُنٌ واعِيَةٌ» .
فقد قال: أذن واعية، على التوحيد والتنكير، للإيذان بأن الوعاة فيهم قلة، ولتوبيخ الناس بقلة من يعي منهم، وللدلالة على أن الأذن الواحدة إذا وعت وعقلت عن الله فهي السواد الأعظم عند الله، وأن ما سواها لا يبالي بهم، وإن ملؤوا ما بين الخافقين
[سورة الحاقة (69) : الآيات 13 الى 18]
فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ (13) وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً (14) فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ (15) وَانْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ (16) وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ (17)
يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ (18)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (في الصور) متعلّق ب (نفخ) ، (نفخة) مصدر قام مقام نائب الفاعل لأنّه موصوف.
جملة: «نفخ ... نفخة» في محلّ جرّ مضاف إليه.
14- 15 (الواو) عاطفة في الموضعين وكذلك (الفاء) ، (دكّة) مفعول مطلق منصوب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (يومئذ) ظرف أضيف إلى ظرف، مبنيّ على الفتح- لأنه أضيف إلى مبنيّ- أو منصوب بدل من إذا، أي متعلّق ب (وقعت) ، والتنوين فيه عوض من جملة محذوفة أي: يوم إذ نفخ في الصور ...
وجملة: «حملت الأرض ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة نفخ.
وجملة: «دكّتا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة حملت الأرض.
وجملة: «وقعت الواقعة ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
16- (الواو) عاطفة وكذلك (الفاء) ، (يومئذ) الثاني متعلّق ب (واهية) .
وجملة: «انشقّت السماء ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط.
وجملة: «هي ... واهية ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة انشقت السماء.
17- 18 (الواو) عاطفة- أو حاليّة- والثانية عاطفة (فوقهم) ظرف منصوب متعلّق بحال من ثمانية «7» ، (يومئذ) مثل الأول متعلّق ب (يحمل) ، والتالي متعلّق ب (تعرضون) ، والضمير فيه هو نائب الفاعل (لا) نافية (منكم) متعلّق بحال من خافية- نعت تقدّم على المنعوت-.
وجملة: «الملك على أرجائها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة انشقّت السماء «8» .
وجملة: «يحمل ثمانية ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الملك على أرجائها.
وجملة: «تعرضون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «9» .
وجملة: «لا تخفى منكم خافية» في محلّ نصب حال من الضمير في (تعرضون) .
الصرف:
(13) نفخة: مصدر مرّة من الثلاثيّ نفخ، وزنه فعلة بفتح فسكون.
(14) دكّة: مصدر مرّة من الثلاثيّ دكّ، وزنه فعلة بفتح فسكون.
(16) واهية: مؤنّث الواهي، اسم فاعل من الثلاثيّ وهي، وزنه فاعلة بمعنى ضعيفة.
(17) أرجاء: جمع رجا بمعنى طرف وجانب، وفيه قلبت الواو إلى همزة لمجيئها متطرّفة بعد ألف ساكنة، أصله أرجاو ... وزنه أفعال.
(18) خافية: مؤنّث الخافي، اسم فاعل من الثلاثيّ خفي، وزنه فاعلة.. أو هو اسم بمعنى الشيء المخفيّ ضدّ المعلن.. أو هو مصدر بمعنى الخفاء ضدّ العلانية كالعافية.
[سورة الحاقة (69) : الآيات 19 الى 37]
فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ (22) قُطُوفُها دانِيَةٌ (23)
كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخالِيَةِ (24) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ فَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ ما حِسابِيَهْ (26) يا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ (27) ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ (28)
هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ (29) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ (32) إِنَّهُ كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33)
وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ (34) فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هاهُنا حَمِيمٌ (35) وَلا طَعامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ (36) لا يَأْكُلُهُ إِلاَّ الْخاطِؤُنَ (37)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة والثانية رابطة لجواب أمّا (أمّا) حرف شرط وتفصيل (بيمينه) متعلّق ب (أوتي) و (الباء) للاستعانة (هاؤم) اسم فعل أمر بمعنى خذوا، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنتم (كتابيه) مفعول به عامله اقرؤوا «10» منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّة على ما قبل الياء، و (الياء) مضاف إليه، و (الهاء) هاء السكت لا محلّ لها ...
جملة: «أمّا من أوتي ... » لا محلّ لها استئنافيّة ...
وجملة: «أوتي ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «يقول ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «هاؤم ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «اقرؤوا ... » في محلّ نصب بدل من جملة هاؤم «11» .
20- (ملاق) خبر أنّ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة فهو اسم منقوص (حسابيه) مفعول به لاسم الفاعل ملاق، وهو مثل كتابيه ...
وجملة: «إنّي ظننت ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «ظننت ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
والمصدر المؤوّل (أنّي ملاق..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ظنّ.
21- 23 (الفاء) استئنافيّة (في عيشة) متعلّق بخبر المبتدأ (هو) ، (في جنّة) متعلّق بالخبر المحذوف «12» ...
وجملة: «هو في عيشة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «قطوفها دانية ... » في محلّ جرّ نعت لجنّة.
24- (هنيئا) حال منصوبة من فاعل كلوا واشربوا (ما) حرف مصدريّ «13» (في الأيام) متعلّق ب (أسلفتم) .
وجملة: «كلوا ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر.
وجملة: «اشربوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة كلوا.
وجملة: «أسلفتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
والمصدر المؤوّل (ما أسفلتم ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (كلوا واشربوا) .
25- (الواو) عاطفة (أمّا من ... فيقول) مثل الأولى (يا) أداة تنبيه (كتابيه) مثل الأول «14» ...
وجملة: «أمّا من أوتي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من أوتي (الأولى) .
وجملة: «أوتي ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «يقول ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «ليتني لم أوت ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لم أوت ... » في محلّ رفع خبر ليتني.
26- 27 (الواو) عاطفة (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره (حسابيه) ، مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم، و (الياء) مضاف إليه، و (الهاء) للسكت لا محلّ لها (يا) للتنبيه، والضمير الغائب في (ليتها) يعود على الميتة الأولى.
وجملة: «لم أدر ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لم أوت.
وجملة: «ما حسابيه» في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي أدر المعلّق بالاستفهام (ما) .
وجملة: «ليتها كانت القاضية» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «كانت القاضية» في محلّ رفع خبر ليتها.
28- 29 (ما) نافية «15» ، (عنّي) متعلّق ب (أغنى) ، والثاني متعلّق ب (هلك) بتضمينه معنى غاب ...
وجملة: «ما أغنى عنّي ماليه» لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: «هلك عنّي سلطانية» لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر- أو تعليل آخر.
30- 31 (الفاء) عاطفة وكذلك (ثمّ) ، (الجحيم) مفعول به ثان مقدّم ...
وجملة: «خذوه ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر.
وجملة: «غلّوه ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة خذوه.
وجملة: «صلّوه ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة خذوه.
32- (ثمّ) عاطفة (في سلسلة) متعلّق ب (أسلكوه) ، (ذراعا) تمييز منصوب (الفاء) عاطفة «16» ...
وجملة: «ذرعها سبعون ... » في محلّ جرّ نعت لسلسلة.
وجملة: «أسلكوه ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقدّرة بعد ثمّ «17» .
33- 34 (لا) نافية (بالله) متعلّق ب (يؤمن) المنفيّ (الواو) عاطفة (لا) نافية (على طعام) متعلّق ب (يحضّ) .
وجملة: «إنّه كان ... » لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ-.
وجملة: «كان لا يؤمن ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «لا يؤمن بالله ... » في محلّ نصب خبر كان.
وجملة: «لا يحضّ ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة لا يؤمن.
35- 37 (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (له) متعلّق بمحذوف خبر ليس «18» ، (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بحال من حميم، وكذلك (هاهنا) «19» ، (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (طعام) معطوف على حميم مرفوع (إلّا) للحصر (من غسلين) متعلّق بنعت لطعام «20» ، (لا) نافية (إلّا) الثانية للحصر أيضا..
وجملة: «ليس له ... حميم ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كانت هذه حاله في الدنيا فليس له ... «21» .
وجملة: «لا يأكله إلّا الخاطئون» في محلّ جرّ نعت لغسلين.
الصرف:
(21) عيشة: مصدر سماعيّ للثلاثيّ عاش باب ضرب، وزنه فعلة بكسر فسكون، فهو على وزن مصدر الهيئة ... ثمّة مصادر أخرى للفعل هي العيش زنة فعل بفتح فسكون، ومعاش زنة مفعل بفتح الميم والعين ومعيشة زنة مفعلة بفتح الميم وكسر العين، وعيشوشة زنة فعلولة بفتح فسكون..
(راضية) ، مؤنّث الراضي، اسم فاعل من الثلاثيّ رضي، وزنه فاعلة «22» .
(23) قطوف: جمع قطف بكسر فسكون وزنه فعل بمعنى مفعول كالذّبح بمعنى المذبوح أي ما يجنى من الثمار، ووزن قطوف فعول بضمّتين.
(24) الخالية: مؤنّث الخالي، اسم فاعل من الثلاثيّ خلا يخلو باب نصر وزنه فاعل، وفيه إعلال بالقلب أصله الخالو، جاء ما قبل الواو مكسورا فقلبت ياء فأصبح الخالي، ووزن الخالية الفاعلة.
(25) أوت: فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه أفع بضمّ فسكون ففتح.
(26) أدر: فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه أفع بفتح فسكون فكسر.
(31) صلّوه: فيه إعلال بالحذف بدءا من المضارع يصلّون- بضمّ الياء وفتح اللام المشدّدة- أصله يصلّيون- بياء مضمومة قبل الواو- استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الحركة إلى اللام قبلها- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لاجتماعها ساكنة مع واو الجماعة فأصبح يصلّون ... ثمّ انسحب الإعلال إلى الأمر صلّوه، وزنه فعّوه.
(32) ذرعها: مصدر ذرع بمعنى قاس، أو اسم بمعنى الطول، وزنه فعل فتح فسكون.
(سبعون) ، اسم عدد من ألفاظ العقود، ملحق بجمع المذكّر السالم، وزنه فعلون بفتح فسكون.
(ذراعا) ، اسم للطول أو للعضو المعروف، وزنه فعال بكسر الفاء.
(34) طعام: قد يكون اسم مصدر لفعل أطعم الرباعيّ، بمعنى الإطعام، وزنه فعال بفتح الفاء ... وانظر الآية (259) من سورة البقرة.
(36) غسلين: اسم لما يجري من الجراح إذا غسلت، وفي التفسير هو صديد أهل النار أو شجر يأكلونه، وزنه فعلين بكسر فسكون فكسر.
البلاغة
التخصيص: في قوله تعالى «ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ» .
تقديم السلسلة على السلك، كتقديم الجحيم على التصلية للدلالة على الاختصاص والاهتمام، بذكر ألوان ما يعذب به، كأنه قيل لا تسلكوه إلا في هذه السلسلة، كأنها أفظع من سائر مواضع الإرهاق من الجحيم.
الفوائد
- القلب:
وأكثر وقوعه في الشعر. ومنه قول رؤبة:
ومهمه مغبرة أرجاؤه ... كأن لون أرضه سماؤه
أي كأن لون سمائه لغبرتها لون أرضه، فعكس التشبيه مبالغة، وحذف المضاف.
وقال عروة بن الورد
فديت بنفسه نفسي ومالي ... وما آلوك إلا ما أطيق
والأصل: فديت بنفسي ومالي نفسه. ومعنى ما آلوك ما أمنعك، ثم ضمن في البيت معنى المنح، أي ما أمنحك إلا ما أقدر عليه.
ومن القلب في الكلام «أدخلت القلنسوة في رأسي» و «عرضت الناقة على الحوض» و «عرضتها على الماء» . ومنه قوله تعالى: «وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ» وقال ثعلب في قوله تعالى: (ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ) : إن المعنى اسلكوا فيه سلسلة، ومنه قوله تعالى (ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى) أصله قابي قوس، فقلبت التثنية بالإفراد، وهو حسن إن فسر القاب بما بين مقبض القوس وسيتها (أي طرفها) ، ولها طرفان، فله قابان ونظير ما مر في الآية الكريمة قول ابن الأعرابي:
إذا أحسن ابن العم بعد إساءة ... فلست لشرّي فعله بحمول
أي فلست لشر فعليه ومن القلب قوله تعالى: (فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ) ، الأصل: فعميتم عنها. ومنه قوله تعالى (ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة) إن المعنى لتنوء العصبة بها، أي لتنهض بها متثاقلة والحاصل أن هذا الأسلوب وارد عند العرب وفي أساليبهم، وقد جاء به القرآن الكريم، وهو يمنح المعنى قوة وجمالا.
__________
(1) الأصل في هذه الجملة: مهما يكن من أمر فثمود أهلكوا بالطاغية.
(2) يجوز أن يكون حالا من مفعول سخّرها.. وإذا قدّر الحسوم مصدرا- كالشكور بضمّ الشين- كان مفعولا مطلقا.
(3) أو في محلّ نصب حال من ريح لأنه تخصّص بالوصف ... كما يجوز أن تكون استئنافيّة.
(4) وهو نعت لمنعوت محذوف ... ويجوز أن تكون التاء للمبالغة.
(5) هو على المجاز، أو بحذف مضاف أي أهل المؤتفكات.
(6) أي حملنا آباءكم ... فالكلام بحذف مضاف.
(7) نعت تقدّم على المنعوت، واختلف في معدود ثمانية فقيل ثمانية صفوف وقيل ثمانية أملاك وقيل ثمانية آلاف ... أو هو متعلّق بحال من عرش ربّك.
(8) أو في محلّ نصب حال من السماء.
(9) أو هي بدل من جواب الشرط.
(10) وهو أيضا مفعول (هاؤم) على التنازع، وقد أضمر فيه ضمير الكتاب.
(11) أو هي استئناف بيانيّ لا محلّ لها. [.....]
(12) أو متعلّق بعيشة.
(13) أو اسم موصول في محلّ جرّ والعائد محذوف.
(14) في الآية (19) من هذه السورة.
(15) أو استفهام مفعول به مقدّم.
(16) لعطف الجمل المقولة في إعراب الجمل.
(17) والجملة المقدّرة معطوفة على جملة (صلّوه) ب (ثمّ) . أي ثمّ زيدوا في عذابه فاسلكوه في سلسلة ...
(18) أو متعلّق بحال من حميم، والظرف (هاهنا) هو خبر ليس.
(19) أو (هاهنا) خبر ليس.
(20) وإذا كان الحميم هو ما يشرب أو ما يحمّ البدن من صديد النار فإن (من غسلين) هو خبر ليس بحسب الظاهر.
(21) أو الجملة معطوفة على التعليليّة (إنّه كان لا يؤمن ... ) بالفاء وفيها معنى السببيّة.
(22) هو مجاز إن كان على بابه. أي إن كان بمعنى مفعول، وعلى الحقيقة إن كان بمعنى النسبة كتامر ولابن.
-
رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء التاسع والعشرون
سورة المعارج
الحلقة (555)
من صــ72 الى صـ 88
[سورة الحاقة (69) : الآيات 38 الى 52]
فَلا أُقْسِمُ بِما تُبْصِرُونَ (38) وَما لا تُبْصِرُونَ (39) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلاً ما تُؤْمِنُونَ (41) وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ (42)
تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (43) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ (44) لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ (47)
وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48) وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49) وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ (50) وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (لا) زائدة «1» ، (بما) متعلّق ب (أقسم) ، والعائد محذوف (الواو) عاطفة (ما) الثاني في محلّ جرّ معطوف على ما الأوّل (لا) نافية (اللام) في موضع لام القسم (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (قول) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما (قليلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته (ما) زائدة لتأكيد القلّة ...
جملة: «لا أقسم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تبصرون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الأول.
وجملة: «لا تبصرون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: «إنّه لقول ... » لا محلّ لها جواب القسم وجملة: «ما هو بقول ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم وجملة: «تؤمنون ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
42- 43 (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (بقول) مثل الأول ومعطوف عليه (قليلا ما) مثل الأول (تذكّرون) مضارع محذوف منه إحدى التاءين (تنزيل) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (من ربّ) متعلّق ب (تنزيل) ...
وجملة: «تذكّرون» لا محلّ لها اعتراض ثان.
وجملة: « (هو) تنزيل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
44- 47 (الواو) عاطفة- أو استئنافيّة (لو) حرف شرط غير جازم (علينا) متعلّق ب (تقوّل) ، (بعض) مفعول به منصوب (اللام) واقعة في جواب لو (منه) متعلّق ب (أخذنا) بتضمينه معنى نلنا (باليمين) متعلّق بحال من فاعل أخذنا «2» ، (ثمّ) حرف عطف (لقطعنا) مثل لأخذنا (منه) متعلّق ب (قطعنا) «3» ، (الفاء) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (منكم) متعلّق بحال من أحد (أحد) مجرور لفظا مرفوع محلّا اسم ما (عنه) متعلّق ب (حاجزين) خبر ما، وهو بحدف مضاف أي عن عقابه «4» ...
وجملة: «تقوّل ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم «5» .
وجملة: «أخذنا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «قطعنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: «ما منكم من أحد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
48- 51 (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة «6» ، (اللام) المزحلقة للتوكيد في المواضع الأربعة (للمتّقين) متعلّق ب (تذكرة) (منكم) متعلّق بخبر أنّ (على الكافرين) متعلّق بنعت ل (حسرة) ...
والمصدر المؤوّل (أنّ منكم مكذّبين) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي نعلم.
وجملة: «إنّه لتذكرة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم «7» .
وجملة: «إنّا لنعلم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّه لتذكرة.
وجملة: «نعلم ... » في محلّ رفع خبر إنّ وجملة: «إنّه لحسرة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّه لتذكرة.
وجملة: «إنّه لحق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّه لتذكرة.
52- (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (باسم) متعلّق ب (سبّح) «8» ...
وجملة: «سبّح ... » في محلّ جواب شرط مقدّر
الصرف:
(الوتين) ، اسم لعرق في القلب يجري فيه الدم إلى كل الجسم، وزنه فعيل بفتح الفاء.
انتهت سورة «الحاقة» ويليها سورة «المعارج»
سورة المعارج
آياتها 44 آية
[سورة المعارج (70) : الآيات 1 الى 4]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ (1) لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ (2) مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعارِجِ (3) تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4)
الإعراب:
(بعذاب) متعلّق ب (سأل) «9» ، (للكافرين) متعلّق ب (واقع) «10» ، (له) متعلّق بمحذوف خبر ليس (من الله) متعلّق ب (واقع) «11» (إليه) متعلّق ب (تعرج) ، (في يوم) متعلّق ب (تعرج) «12» ، (ألف) تمييز العدد خمسين (سنة) مضاف إليه- تمييز العدد ألف- مجرور.
جملة: «سأل سائل ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «ليس له دافع» في محلّ جرّ نعت لعذاب وجملة: «تعرج الملائكة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كان مقداره خمسين ... » في محلّ جرّ نعت ليوم.
الصرف:
(خمسين) ، اسم للعدد من ألفاظ العقود، ملحق بجمع المذكّر، وزنه فعلين بفتح فسكون.
البلاغة
فن التمثيل: في قوله تعالى «تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ» . إشارة إلى استطالة ذلك اليوم لشدته، لا أنه بهذا المقدار من العدد حقيقة. والعرب تصف أوقات الشدة والحزن بالطول، وأوقات الرخاء والفرج بالقصر. وقيل: الكلام بيان لغاية ارتفاع تلك المعارج وبعد مداها، على سبيل التمثيل والتخييل.
[سورة المعارج (70) : الآيات 5 الى 10]
فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً (5) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً (6) وَنَراهُ قَرِيباً (7) يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ (8) وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ (9)
وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً (10)
الإعراب:
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (بعيدا) مفعول به ثان منصوب عامله يرونه (قريبا) مفعول به ثان منصوب عامله نراه (يوم) ظرف زمان منصوب بدل من (قريبا) «13» ، (المهل) متعلّق بخبر تكون الأول (كالعهن)متعلّق بخبر تكون الثاني (الواو) عاطفة (حميما) مفعول به منصوب «14» ، والمفعول الثاني مقدّر أي نصره أو عونه.
جملة: «اصبر ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن سأل سائل فاصبر ...
وجملة: «إنّهم يرونه ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «يرونه ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «نراه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّهم يرونه وجملة: «تكون السماء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «تكون الجبال ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة تكون السماء.
وجملة: «يسأل حميم ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة تكون السماء ...
الصرف:
(العهن) ، اسم للصوف أو للأحمر منه، وزنه فعل بكسر فسكون.
البلاغة
التشبيه المرسل: في قوله تعالى «يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ» .
هذا من التشبيه المرسل، ووجه الشبه التلوّن، أي كالفضة المذابة في تلوّنها.
ثم جاء في الآية التي تليها «وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ» ووجه الشبه التطاير والتناثر.
والمراد: أنها كالصوف المصبوغ ألوانا، لأنّ الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود. فإذا بست وطيرت في الجو: أشبهت العهن المنفوش إذا طيرته الريح.
[سورة المعارج (70) : الآيات 11 الى 14]
يُبَصَّرُونَهُم ْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11) وَصاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (13) وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنْجِيهِ (14)
الإعراب:
(الواو) في يبصّرونهم نائب الفاعل، (لو) حرف مصدريّ (من عذاب) متعلّق ب (يفتدي) ...
والمصدر المؤوّل (لو يفتدي ... ) في محلّ نصب مفعول به عامله يودّ.
(يومئذ) ظرف مضاف إلى ظرف، والأول مضاف إليه مجرور (ببنيه) متعلّق ب (يفتدي) ، (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (التي) موصول في محلّ جرّ نعت لفصيلته (في الأرض) متعلّق بمحذوف صلة من (جميعا) حال منصوبة من العائد المقدّر في الصلة (ثمّ) حرف عطف ...
جملة: «يبصّرونهم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يودّ المجرم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر «15» .
وجملة: «يفتدي ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (لو) .
وجملة: «تؤويه ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) .
وجملة: «ينجيه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّ.
الصرف:
(13) فصيلة: اسم للعشيرة، وزنه فعيلة بمعنى مفعولة، مشتق من الفصل.(تؤويه) ، مضارع آوى، فيه حذف الهمزة المزيدة تخفيفا قياسا على (يؤمن) - انظر الآية (3) من سورة البقرة- وزنه تفعله ... وقد أعلّت الياء بالتسكين لثقل الحركة.
(14) ينجيه: مضارع أنجى، فيه حذف الهمزة المزيدة، شأنه شأن تؤويه السابق وكذلك الإعلال.
[سورة المعارج (70) : الآيات 15 الى 18]
كَلاَّ إِنَّها لَظى (15) نَزَّاعَةً لِلشَّوى (16) تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17) وَجَمَعَ فَأَوْعى (18)
الإعراب:
(كلّا) حرف ردع وزجر لما يودّ المجرم (نزّاعة) حال منصوبة من الضمير في لظى (للشوى) متعلّق ب (نزّاعة) «16» ، (الواو) عاطفة وكذلك (الفاء) ..
جملة: «إنّها لظى ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تدعو ... » في محلّ رفع خبر ثان ل (إنّ) «17» .
وجملة: «أدبر ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «تولّى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أدبر.
وجملة: «جمع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أدبر.
وجملة: «أوعى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جمع.
الصرف:
(لظى) ، اسم للهب، ثمّ استعمل علما لجهنّم فمنع من التنوين للعلميّة والتأنيث، وزنه فعل بفتحتين.
(نزّاعة) ، مبالغة اسم الفاعل من الثلاثيّ المتعدّي نزع، وزنه فعّالة بفتح الفاء وتشديد العين.
(الشوى) ، جمع شواة، وهي جلدة الرأس أو الطرف أو العضو الذي ليس بمقتل أو هو جلد الإنسان ووزن شواة فعلة بفتحتين، وفيه إعلال بالقلب، أصله شوي- بياء في آخره، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا وكذلك في شواة، أصله شوية بثلاثة فتحات.
(أوعى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله أوعي، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا، وزنه أفعل.
البلاغة
الاستعارة: في قوله تعالى «تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى» .
حيث شبه لياقتها لهم، أو استحقاقهم لها على ما قيل- بدعانها لهم. فعبّر عن ذلك بالدعاء، على سبيل الاستعارة. وقد قيل: تدعو تهلك، من قول العرب: دعاك الله، أي: أهلكك. ومن ذلك قوله:
دعاك الله من رجل بأفعى ... إذا نام العيون سرت عليكا
[سورة المعارج (70) : الآيات 19 الى 35]
إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً (19) إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً (20) وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً (21) إِلاَّ الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ (23)
وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26) وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28)
وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ (29) إِلاَّ عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ (31) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ (32) وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهاداتِهِمْ قائِمُونَ (33)
وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ (34) أُولئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ (35)
الإعراب:
(هلوعا) حال منصوبة من نائب الفاعل «18» ، (إذا) ظرف للمستقبل متضمّن معنى الشرط «19» في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب المقدّر (جزوعا) خبر كان- أو صار- مقدّرا (الواو) عاطفة (إذا مسّه الخير منوعا) مثل إذا مسّه الشرّ جزوعا (إلّا) للاستثناء (المصلّين) مستثنى بإلّا من الإنسان الدال على الجنس، منصوب ...
وجملة: «إنّ الإنسان ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «خلق هلوعا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «مسّه الشرّ ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: « (كان) جزوعا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «مسّه الخير ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: « (كان) منوعا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
23- 28 (الذين) موصول في محلّ نصب نعت للمصلّين (على صلاتهم) متعلّق ب (دائمون) الخبر، (في أموالهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (حقّ) ، (للسائل) متعلّق بنعت ثان ل (حقّ) ، (بيوم) متعلّق ب (يصدّقون) ، (من عذاب) متعلّق بالخبر (مشفقون) ...
وجملة: «هم ... دائمون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول.
وجملة: «في أموالهم حقّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «يصدّقون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث.
وجملة: «هم ... مشفقون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الرابع.
وجملة: «إنّ عذاب ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
29- 30 (الواو) عاطفة (الذين) معطوف على الموصول السابق في محلّ نصب (لفروجهم) متعلّق ب (حافظون) ، (إلّا) للاستثناء (على أزواجهم) متعلّق بمحذوف وهو المستثنى «20» ، (أو) حرف عطف (ما) موصول في محلّ جرّ معطوف على أزواجهم (الفاء) تعليليّة «21» ...
وجملة: «هم ... حافظون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الخامس.
وجملة: «ملكت أيمانهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «إنّهم غير ملومين ... » لا محلّ لها تعليليّة «22» .
31- (الفاء) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (وراء) ظرف مكان منصوب متعلّق بنعت لمفعول ابتغى المقدّر أي ابتغى أمرا كائنا وراء ذلك (الفاء) رابطة لجواب الشرط المذكور (هم) ضمير فصل «23» .
وجملة: «من ابتغى ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ابتغى ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» .
وجملة: «أولئك ... العادون» في محلّ جزم جواب الشرط المذكور مقترنة بالفاء.
32- 35 (الواو) عاطفة (الذين) معطوف على الموصول الأول في محلّ نصب (لأماناتهم) متعلّق ب (راعون) ، (بشهادتهم) متعلّق ب (قائمون) ، (على صلاتهم) متعلّق ب (يحافظون) ، (في جنّات) متعلّق بخبر المبتدأ (أولئك) «2» (مكرمون) خبر ثان مرفوع للمبتدأ (أولئك) ...
وجملة: «هم ... راعون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) السادس.
وجملة: «هم ... قائمون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) السابع.
وجملة: «يحافظون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
وجملة: «هم ... يحافظون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثامن.
وجملة: «أولئك في جنّات ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
الصرف:
(19) هلوعا: صفة مشبّهة من الثلاثيّ هلع باب فرح بمعنى شدّة الجزع وعدم الصبر على المصائب وقد يكون مبالغة اسم الفاعل.
(20) جزوعا: صفة مشبّهة من الثلاثيّ جزع باب فرح بمعنى يفزع من الشيء، وزنه فعول وقد يكون مبالغة اسم الفاعل.
(21) منوعا: صيغة مبالغة من الثلاثيّ منع باب فتح، وزنه فعول بفتح الفاء.
(22) المصلّين: جمع المصلّي، اسم فاعل من الرباعيّ صلّى، وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين المشدّدة ... وفي المصلّين إعلال بالحذف بسبب التقاء الساكنين وأصله المصلّيين بياءين.
(28) مأمون: اسم مفعول من الثلاثيّ أمن، وزنه مفعول.
(31) ملومين: جمع ملوم، اسم مفعول من الثلاثيّ لام، فهو على وزن مقول بحذف واو مفعول، أصله ملووم، سكّنت الواو عين الكلمة ونقلت حركتها إلى الحرف قبلها، ثمّ حذفت واو مفعول لالتقاء الساكنين.
(32) ابتغى: فيه إعلال بالقلب، أصله ابتغي- بياء في آخره- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
البلاغة
التكرير: في قوله تعالى «وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ» .
تكرير الصلاة ووصفهم بها أولا وآخرا باعتبارين: للدلالة على فضلها، وتقديمها على سائر الطاعات، وتكرير الموصولات: لتنزيل اختلاف الصفات منزلة اختلاف الذوات. وقيل: المراد يراعون شرائطها، ويكملون فرائضها وسننها ومستحباتها، باستعارة الحفظ من الضياع للإتمام والتكميل.
الفوائد
المحافظة على الصلاة:
وصف الله المؤمنين بالدوام على الصلاة والمواظبة- في آية سابقة- ووصفهم- في هذه الآية- بالمحافظة عليها، أي تأديتها كاملة، بأركانها وشروطها. وقد وردت أحاديث وآيات كثيرة بصدد الصلاة:
عن جابر- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يقول: «إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة» رواه مسلم.
وعن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر فإن نتقص من فريضته شيء قال الرب عز وجل: انظروا هل لعبدي من تطوّع، فيكمل بها ما انتقص من الفريضة؟ ثم تكون سائر أعماله على هذا. رواه الترمذي
وقال: حديث حسن.
وعن عثمان بن عفان- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يقول: «ما من امرئ مسلم، تحضره صلاة مكتوبة، فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها، إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب، ما لم تؤت كبيرة، وذلك الدهر كله» . رواه مسلم.
[سورة المعارج (70) : الآيات 36 الى 39]
فَمالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (36) عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ (37) أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ (38) كَلاَّ إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ (39)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (للذين) متعلّق بخبر المبتدأ ما (قبلك) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف حال من الموصول (مهطعين) حال ثانية من الموصول منصوبة (عن اليمين) متعلّق ب (عزين) «26» ، وكذلك (عن الشمال) «27» ، (عزين) حال أخرى من الموصول «28» .
جملة: «ما للذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
38- (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (منهم) متعلّق بنعت لكلّ امرئ (أن) حرف مصدريّ ونصب ...
والمصدر المؤوّل (أن يدخل) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (يطمع) ، أي في أن يدخل.
وجملة: «يطمع كلّ امرئ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يدخل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
39- (كلّا) حرف ردع وزجر (ممّا) متعلّق ب (خلقناهم) ..
وجملة: «إنّا خلقناهم ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «خلقناهم ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «يعلمون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
الصرف:
(36) قبلك: اسم ظرفيّ بمعنى الجهة، وزنه فعل بكسر ففتح ... وقد يأتي بمعنى الطاقة «29» .
(37) عزين: جمع عزة بمعنى الجماعة وهو اسم جمع، وقيل محذوف منه الهاء وأصله عزهة ... وقيل لامه واو من عزوته أعزوه أي نسبته. وقيل لامه ياء أي عزيته أعزيه بمعنى عزوته.. وقد ألحق بجمع المذكّر بسبب حذف لامه، وقد يجمع جمع التكسير على عزى زنة فعل بكسر ففتح ... وقال الأصمعيّ: العزون الأصناف.
__________
(1) أو هي لا النافية للجنس، والمنفي بها مقدّر أي لا ردّ لإنكارهم البعث. ثمّ يستأنف بالقسم.
(2) أي أخذنا منه حالة كوننا أقوياء، فاليمين مستعار للقوة.
(3) أو متعلّق بحال من الوتين. [.....]
(4) والضمير في (عنه) يعود على النبيّ صلى الله عليه وسلّم.
(5) أو هي استئنافيّة.
(6) أو الأولى استئنافيّة والثلاثة الأخرى عاطفة.
(7) أو هي استئنافيّة، والجمل التالية معطوفة عليها.
(8) أو الباء زائدة واسم منصوب محلّا مفعول به عامله سبّح.
(9) إمّا أن الباء بمعنى عن، أو بتضمين فعل سأل معنى دعا.
(10) واللام للعلّة أي لأجل الكافرين أو بمعنى على، ويجوز تعليق الجار ب (سأل) بتضمينه معنى دعا.
(11) أو متعلّق بدافع.
(12) أو متعلّق بفعل محذوف دلّ عليه واقع أي: يقع العذاب يوم..
(13) أو متعلّق بفعل محذوف تقديره يقع العذاب ... وإذا كان الضمير في (نراه) يعود على يوم القيامة كان الظرف بدلا من الضمير.
(14) أو منصوب على نزع الخافض أي عن حميم.
(15) أو في محلّ نصب حال من نائب فاعل (يبصّرونهم) أو من مفعوله بتقدير الرابط أي يودّ المجرم منهم.
(16) أو اللام زائدة للتقوية، والشوى مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به لنزّاعة.
(17) أو حال من الضمير في نزّاعة. [.....]
(18) وهي حال مقدّرة لعدم اتصاف الإنسان بها حال خلقه.
(19) أو غير متضمّن معنى الشرط فهو متعلّق ب (جزوعا) ، وكذلك يقال في (إذا) الثاني ويتعلّق ب (منوعا) .
(20) أي إلّا حفظها على أزواجهم.
(21) أو رابطة لجواب شرط مقدّر.
(22) أو هي جواب شرط مقدّر أي إن لم يحفظوها على أزواجهم فإنّهم ...
(23) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره العادون، والجملة الاسميّة خبر المبتدأ أولئك.
(24) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(25) أو متعلّق ب (مكرمون) .
(26، 27) أو متعلّق بمحذوف حال من الموصول ... ويجوز أن يكون متعلّقا بمهطعين.
(28) أو حال من الضمير في (مهطعين) ، فهي حال متداخلة.
(29) وانظر الآية (37) من سورة النمل.
-
رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء التاسع والعشرون
سورة نوح
الحلقة (556)
من صــ89 الى صـ 103
[سورة المعارج (70) : الآيات 40 الى 41]
فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ إِنَّا لَقادِرُونَ (40) عَلى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْراً مِنْهُمْ وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (41)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (لا أقسم) مرّ إعرابها «1» ، (بربّ) متعلّق ب (أقسم) ، (اللام) للتوكيد في موضع لام القسم (أن) حرف مصدريّ ونصب (خيرا) مفعول به منصوب، وهو صفة لموصوف محذوف، (منهم)متعلّق ب (خيرا) ، (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (مسبوقين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما ...
والمصدر المؤوّل (أن نبدّل ... ) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق ب (قادرون) .
جملة: «أقسم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّا لقادرون» لا محلّ لها جواب القسم.
وجملة: «نبدّل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «ما نحن بمسبوقين» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
[سورة المعارج (70) : الآيات 42 الى 44]
فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (42) يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (43) خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ (44)
الإعراب:
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (يخوضوا) مضارع مجزوم جواب الأمر (حتّى) حرف غاية وجرّ (يلاقوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى (يومهم) مفعول به منصوب (الذي) موصول في محلّ نصب نعت ل (يومهم) ، و (الواو) في (يوعدون) نائب الفاعل..
والمصدر المؤوّل (أن يلاقوا ... ) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (يخوضوا، ويلعبوا) .
جملة: «ذرهم ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي: إذا تبيّن أنّنا قادرون عليهم فذرهم ...
وجملة: « ... «يخوضوا ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر آخر غير مقترنة بالفاء أي: إن تدعهم يخوضوه.
وجملة: «يلعبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يخوضوا.
وجملة: «يلاقوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «يوعدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
43- (يوم) بدل من يومهم منصوب (من الأجداث) متعلّق ب (يخرجون) ، (سراعا) حال منصوبة من فاعل يخرجون (إلى نصب) متعلّق ب (يوفضون) ..
وجملة: «يخرجون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «كأنّهم ... يوفضون» في محلّ نصب حال من فاعل يخرجون، أو من الضمير في (سراعا) .
وجملة: «يوفضون» في محلّ رفع خبر كأنّ.
44- (خاشعة) حال من فاعل يوفضون (أبصارهم) فاعل لاسم الفاعل خاشعة مرفوع، والإشارة إلى العذاب الذي سألوا عنه في أوّل السورة، (اليوم) خبر المبتدأ «2» ، وهو بحذف مضاف أي عذاب اليوم الذي ... (الذي) موصول في محلّ رفع نعت لليوم، و (الواو) في (يوعدون) نائب الفاعل.
وجملة: «ترهقهم ذلّة ... » في محلّ نصب حال من فاعل يوفضون «3» .
وجملة: «ذلك اليوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كانوا يوعدون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «يوعدون ... » في محلّ نصب خبر كانوا.
الفوائد
- حتى الداخلة على المضارع المنصوب، ولها ثلاثة معان:
1- مرادفة (إلى) ، كقوله تعالى: «قالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى» .
2- مرادفة (كي) التعليلية، كقوله تعالى: «وَلا يَزالُونَ يُقاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ» (هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا) .
3- ومرادفة إلا في الاستثناء، وهذا المعنى ظاهر من قول سيبويه في تفسير قولهم:
«والله لا أفعل إلا أن تفعل» المعنى حتى أن تفعل ... ونقله أبو البقاء عن بعضهم في قوله تعالى «وَما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ» وهذا المعنى ظاهر فيما أنشده ابن مالك للمقنع الكندي:
ليس العطاء من الفضول سماحة ... حتى تجود وما لديك قليل
ولا ينتصب الفعل بعد حتى إلا إذا كان مستقبلا، ثم إن كان استقباله بالنظر إلى زمن التكلم فالنصب واجب، وإن كان بالنسبة إلى ما قبلها خاصة فالوجهان جائزان، كقوله تعالى «وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ» فقولهم مستقبل بالنظر إلى الزلزال لا بالنظر إلى زمن قص ذلك علينا.
وكذلك لا يرتفع الفعل بعد حتى إلا إذا كان حالا، ثم إن كانت حاليته بالنسبة إلى زمن التكلم فالرفع واجب، كقولك «سرت حتى أدخلها» إذا قلت ذلك وأنت في حالة الدخول، واعلم أنه لا يرتفع الفعل بعد حتى إلا بثلاثة شروط:
1- أن يكون حالا أو مؤولا بالحال كما مر.
2- أن يكون مسببا عما قبلها، فلا يجوز سرت حتى تطلع الشمس، لأن طلوع الشمس ليس مسببا عن المسير.
3- أن يكون فضلة، فلا يصح «سيري حتى أدخلها» لئلا يبقى المبتدأ بلا خبر.
انتهت سورة «المعارج» ويليها سورة «نوح»
سورة نوح
آياتها 28 آية
[سورة نوح (71) : آية 1]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (1)
الإعراب:
(إلى قومه) متعلّق ب (أرسلنا) ، (أن) حرف تفسير «4» ، (من قبل) متعلّق ب (أنذر) ، (أن) حرف مصدريّ ونصب.
وجملة: «إنّا أرسلنا ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «أرسلنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «أنذر ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: «يأتيهم عذاب ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
والمصدر المؤوّل (أن يأتيهم ... ) في محلّ جرّ مضاف إليه.
[سورة نوح (71) : الآيات 2 الى 4]
قالَ يا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (2) أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (3) يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذا جاءَ لا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (4)
الإعراب:
(قوم) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل (الياء) المحذوفة للتخفيف وهي مضاف إليه (لكم) متعلّق بالخبر (نذير) (أن) حرف تفسير «5» ، (الواو) عاطفة في الموضعين، و (النون) في (أطيعون) هي نون الوقاية قبل (ياء) المتكلّم المحذوفة لمناسبة الفاصلة، وهي مفعول به (يغفر) مضارع مجزوم جواب الأمر في الأفعال المتقدّمة (لكم) متعلّق ب (يغفر) ، (من ذنوبكم) متعلّق ب (يغفر) و (من) تبعيضيّة، (الواو) عاطفة (يؤخّركم) مضارع مجزوم معطوف على (يغفر) ، (إلى أجل) متعلّق ب (يؤخّركم) ، (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب لا يؤخّر «6» ، (لو) حرف شرط غير جازم ...
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «النداء وجوابه ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إنّي ... نذير» لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «اعبدوا ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: «اتّقوه ... » لا محلّ لها معطوفة على التفسيريّة.
وجملة: «أطيعون ... » لا محلّ لها معطوفة على التفسيريّة.
وجملة: «يغفر ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء «7» .
وجملة: «يؤخّركم ... » لا محلّ لها. معطوفة على جملة يغفر.
وجملة: «إنّ أجل الله» لا محلّ لها فيها معنى التعليل ...
وجملة: «الشرط وفعله وجوابه» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «جاء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «لا يؤخّر ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم «8» .
وجملة: «كنتم تعلمون ... » لا محلّ لها استئنافيّة ... وجواب لو محذوف تقديره لآمنتم.
وجملة: «تعلمون» في محلّ نصب خبر كنتم.
الفوائد:
- هل يؤخر الأجل إذا جاء؟
ورد في هذه الآية قوله تعالى «وَيُؤَخِّرْكُم ْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى» ثم قال تعالى «إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذا جاءَ لا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ» معنى ذلك أن الله عز وجل يقول:
آمنوا قبل الموت تسلموا من العذاب، فإن أجل الله- وهو الموت- إذا جاء لا يؤخر، قال الزمخشري: فإن قلت كيف قال: ويؤخركم مع الإخبار بامتناع تأخير الأجل، وهل هذا إلا تناقض؟! قلت: قضى- مثلا- أن قوم نوح، إن آمنوا عمرهم ألف سنة، وإن بقوا على كفرهم أهلكهم على رأس تسعمائة سنة فقيل لهم: آمنوا يؤخركم إلى أجل مسمى، أي وقت سماه الله وضربه أمدا تنتهون إليه لا تتجاوزونه، وهو الوقت الأطول، تمام الألف ثم أخبر أنه إذا جاء ذلك الأجل، لا يؤخر كما يؤخر هذا الوقت، ولم تكن لكم حيلة، فبادروا في أوقات الإمهال والتأخير عنكم وحيث يمكنكم الإيمان.
وقيل: إنهم كانوا يخافون على أنفسهم الإهلاك من قومهم بإيمانهم وإجابتهم لنوح عليه الصلاة والسلام، فكأنه عليه الصلاة والسلام أمنهم من ذلك، ووعدهم أنهم بإيمانهم يبقون إلى الأجل الذي ضرب لهم لو لم يؤمنوا، أي أنكم بإسلامكم تبقون آمنين من عدوكم إلى الأجل الذي كتبه الله عز وجل لكم.
[سورة نوح (71) : الآيات 5 الى 9]
قالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهاراً (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعائِي إِلاَّ فِراراً (6) وَإِنِّي كُلَّما دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْباراً (7) ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهاراً (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْراراً (9)
الإعراب:
(ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل (ياء) المتكلّم المحذوفة للتخفيف، وهي مضاف إليه (ليلا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (دعوت) ، (الفاء) عاطفة (إلّا) للحصر (فرارا) مفعول به ثان منصوب.
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «النداء ... » لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة للاسترحام.
وجملة: «إنّي دعوت ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «دعوت ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «لم يزدهم دعائي ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
7- (الواو) عاطفة (كلّما) ظرف شرطيّ في محلّ نصب متعلّق بالجواب جعلوا «9» ، (اللام) للتعليل (تغفر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (لهم) متعلّق ب (تغفر) ، (في آذانهم) متعلّق ب (جعلوا) أي وضعوا (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (استكبارا) مفعول مطلق منصوب.
وجملة: «إنّي كلّما ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة إنّي دعوت ...
وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «دعوتهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «تغفر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
والمصدر المؤوّل (أن تغفر) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (دعوتهم) .
وجملة: «جعلوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «استغشوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط.
وجملة: «أصرّوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط.
وجملة: «استكبروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط.
8- 9 (ثمّ) حرف عطف (جهارا) مفعول مطلق نائب عن المصدر «10» ، (لهم) متعلّق ب (أعلنت) ، والثاني متعلّق ب (أسررت) ، (إسرارا) مفعول مطلق منصوب.
وجملة: «إنّي دعوتهم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: «دعوتهم ... » في محلّ رفع خبر إنّ (الثالث) .
وجملة: «إنّي أعلنت ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة إنّي دعوتهم.
وجملة: «أعلنت ... » في محلّ رفع خبر إنّ (الرابع) .
وجملة: «أسررت ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة أعلنت.
الصرف:
(6) يزدهم: فيه إعلال بالحذف لالتقاء الساكنين الداعي له الجزم ب (لم) ، وأصله يزيدهم ... وزنه يفهم.
(7) استغشوا: فيه إعلال بالحذف، حذفت لام الكلمة لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة، وبقي ما قبل الواو مفتوحا دلالة على الألف المحذوفة، وزنه استفعوا- بفتح العين- (8) جهارا: مصدر سماعيّ لفعل جهر باب فتح وزنه فعال بكسر الفاء، وهو أيضا مصدر سماعيّ للرباعيّ جاهر لأنّ المصدر القياسي له هو مجاهرة.
البلاغة
المبالغة: في قوله تعالى «وَاسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ» .
أي بالغوا في التغطي بها، كأنهم طلبوا من ثيابهم أن تغشاهم، لئلا يروه، كراهة النظر إليه، من فرط كراهة الدعوة. ففي التعبير بصيغة الاستفعال ما لا يخفى من المبالغة.
التكرير: في قوله تعالى «ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْراراً» .
ذكر أنه دعاهم ليلا ونهارا. ثم دعاهم جهارا، ثم دعاهم في السرّ والعلن. وكان يجب أن تكون ثلاث دعوات مختلفات حتى يصح العطف، والسبب في ذلك أن النبي (صلّى الله عليه وسلّم) فعل كما يفعل الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر: في الابتداء بالأهون، والترقي في الأشد فالأشد فافتتح بالمناصحة في السر، فلما لم يقبلوا ثنى بالمجاهرة، فلما لم تؤثر ثلث الجمع بين الإسرار والإعلان.
الفوائد:
- كلّما:
كلما: منصوبة على الظرفية باتفاق، متعلقة بالجواب. ففي قوله تعالى في الآية التي نحن بصددها (وَإِنِّي كُلَّما دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ) فهي متعلقة بالفعل (جعلوا) ، وجاءتها الظرفية في جهة (ما) ، ولا يليها إلا الماضي: شرطا وجوابا، كقوله تعالى (كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ) (كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ) (كُلَّما مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ) .
وإذا قلت: (كلما استدعيتك فإن زرتني فعبدي حر) (فكلما) منصوبة أيضا على الظرفية، ولكن ناصبها محذوف مدلول عليه ب (حرّ) المذكور في الجواب وليس العامل المذكور لوقوعه بعد الفاء، وإنّ والجملة الواقعة بعد (كلما) في محل جر بالإضافة، أما جواب الشرط فلا محل له لأنه جواب شرط غير جازم.
[سورة نوح (71) : الآيات 10 الى 14]
فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً (10) يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً (12) ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً (14)
الإعراب:
(الفاء) عاطفة (يرسل) مضارع مجزوم جواب الأمر، وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (السماء) مفعول به منصوب «11» ، (عليكم) متعلّق ب (يرسل) ، (مدرارا) حال من السماء «12» منصوبة (الواو) عاطفة (يمددكم)مضارع مجزوم معطوف على (يرسل) ، (بأموال) متعلّق ب (يمددكم) ، (يجعل) مجزوم معطوف على (يرسل) ، (لكم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (يجعل لكم أنهارا) مثل يجعل لكم جنّات ...
جملة: «قلت ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة أسررت «13» .
وجملة: «استغفروا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إنّه كان ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «كان غفّارا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «يرسل ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «يمددكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يرسل.
وجملة: «يجعل (الأولى) » لا محلّ لها معطوفة على جملة يرسل.
وجملة: «يجعل (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة يرسل.
13- 14 (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (لكم) متعلّق بخبر المبتدأ ما (لا) نافية (لله) متعلّق بحال من (وقارا) ، (الواو) حاليّة (قد) حرف تحقيق (أطوارا) حال منصوبة أي متقلّبين ...
وجملة: «ما لكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة في حيّز القول.
وجملة: «لا ترجون ... » في محلّ نصب حال.
وجملة: «خلقكم ... » في محلّ نصب حال من فاعل ترجون.
الصرف:
(13) وقارا: مصدر وقر باب كرم أي أصبح رزينا، وزنه فعال بفتح الفاء ... أو اسم بمعنى الرزانة.
(14) أطوارا: جمع طور، اسم بمعنى الحال والشكل والتارة، وزنه فعل بفتح فسكون والجمع أفعال.
البلاغة
المجاز المرسل: في قوله تعالى «يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً» .
علاقة هذا المجاز المحلية، فقد أراد بالسماء المطر، لأن المطر ينزل من السماء.
[سورة نوح (71) : الآيات 15 الى 20]
أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً (16) وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيها وَيُخْرِجُكُمْ إِخْراجاً (18) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِساطاً (19)
لِتَسْلُكُوا مِنْها سُبُلاً فِجاجاً (20)
الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب حال (طباقا) حال منصوبة من سبع سموات (الواو) عاطفة في الموضعين (فيهنّ) متعلّق ب (جعل) «14» .
جملة: «لم تروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «خلق الله ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل الرؤية المعلّق بالاستفهام كيف.
وجملة: «جعل (الأولى) ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة خلق الله.
وجملة: «جعل (الثاني) ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة خلق الله.
17- 18 (الواو) استئنافيّة (من الأرض) متعلّق ب (أنبتكم) أي أنشأكم (نباتا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو ملاقيه في الاشتقاق (ثم) حرف عطف (فيها) متعلّق ب (يعيدكم) ، (إخراجا) مفعول مطلق منصوب ...
وجملة: «الله أنبتكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أنبتكم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
وجملة: «يعيدكم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة أنبتكم.
وجملة: «يخرجكم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يعيدكم.
19- 20 (الواو) عاطفة (لكم) متعلّق ب (جعل) «15» ، (اللام) للتعليل (تسلكوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (منها) متعلّق ب (تسلكوا) بتضمينه معنى تتّخذوا «16» ... (فجاجا) نعت ل (سبلا) - أو بدل منه-.
والمصدر المؤوّل (أن تسلكوا) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعل) «17» .
وجملة: «الله جعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الله أنبتكم.
وجملة: «جعل (الثالثة) ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
وجملة: «تسلكوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
الصرف:
(19) بساطا: اسم لما يبسط في أرض الغرفة، وجاء في الآية على سبيل التشبيه.
البلاغة
الاستعارة التصريحية التبعية: في قوله تعالى «وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً» .
أي أنشأكم منها، فاستعير الإنبات للإنشاء، لكونه أدل على الحدوث والتكون من الأرض، لكونه محسوسا. وقد تكرر إحساسه، وهم وإن لم ينكروا الحدوث جعلوا بإنكار البعث كمن أنكره، ففي الكلام استعارة مصرحة تبعية.
__________
(1) في الآية (38) من سورة الحاقّة السابقة.
(2) يجوز أن يكون (اليوم) بدلا من اسم الإشارة- أو عطف بيان عليه- و (الذي) خبر المبتدأ ... فالإشارة هي إلى اليوم المتقدّم في قوله: (يومهم الذي يوعدون) .
(3) يجوز أن تكون مقطوعة على الاستئناف فلا محلّ لها. [.....]
(4) أو حرف مصدريّ ... والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (أرسلنا) في الآية الأولى، ومتعلّق بنذير في الآية الثانية والثالثة.
(5) أو حرف مصدريّ ... والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (أرسلنا) في الآية الأولى، ومتعلّق بنذير في الآية الثانية والثالثة.
(6) أو ظرف مجرّد من الشرط متعلّق بخبر إنّ (لا يؤخّر) .
(7) أي إن تعبدوا الله ... يغفر لكم.
(8) أو هي خبر (إنّ) في حال كون (إذا) مجردا من الشرط.
(9) يجوز أن يكون (كلّ) ظرفا مضافا إلى المصدر المؤوّل من (ما) والفعل.
(10) لأنه نوعه أي دعاء الجهار، أو لأنه صفته أي دعاء جهارا ... أو هو مصدر في موضع الحال أي مجاهرا.
(11) بحذف مضاف أي مطر السماء ... أو استعمل السماء مجازا مرسلا، والعلاقة مكانيّة.
(12) لم يؤنّث لأنّ الوزن مفعال يستوي فيه التذكير والتأنيث.
(13) في الآية السابقة (9) .
(14) والضمير المجرور يعود على السموات بحسب الظاهر لا في الحقيقة.
(15) أو متعلّق بحال من (بساطا) .
(16) أو متعلّق بحال من (سبلا) .
(17) أو متعلّق ب (بساطا) لأنه بمعنى مبسوطة. [.....]
-
رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء التاسع والعشرون
سورة الجن
الحلقة (557)
من صــ103 الى صـ 129
[سورة نوح (71) : الآيات 21 الى 25]
قالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مالُهُ وَوَلَدُهُ إِلاَّ خَساراً (21) وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً (22) وَقالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُواعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيراً وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ ضَلالاً (24) مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصاراً (25)
الإعراب:
(ربّ) مر إعرابها «1» ، (عصوني) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، و (الواو) فاعل، و (النون) للوقاية، و (الياء) مفعول به (الواو) عاطفة في الموضعين (إلّا) للحصر (خسارا) مفعول به ثان منصوب.
جملة: «قال نوح ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «النداء وجوابه ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إنّهم عصوني ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «عصوني ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «اتّبعوا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة عصوني.
وجملة: «لم يزده ماله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من)وجملة: «مكروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة «2» .
23- (الواو) عاطفة في المواضع الستّة (لا) ناهية جازمة (تذرنّ) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون، و (الواو) المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، و (النون) نون التوكيد (لا) مثل الأول والثالث والرابع زائدان لتأكيد النهي «3» .
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة «4» .
وجملة: «لا تذرنّ ... (الأولى) » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لا تذرنّ ... (الثانية) » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
24- (الواو) عاطفة في الموضعين (قد) حرف تحقيق (لا) ناهية جازمة- دعائيّة- (إلّا) للحصر (ضلالا) مفعول به ثان منصوب.
وجملة: «قد أضلّوا ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي قال نوح «5» .
وجملة: «لا تزد ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة قد أضلّوا.
25- (ما) زائدة (من خطيئاتهم) متعلّق ب (أغرقوا) ، و (من) سببيّة، و (الواو) في (أغرقوا) نائب الفاعل، وكذلك الواو في (أدخلوا) ، (الفاء) عاطفة في الموضعين (من دون) متعلّق بحال من (أنصارا) ، (لهم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان.
وجملة: «أغرقوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «أدخلوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أغرقوا.
وجملة: «لم يجدوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أدخلوا.
الصرف:
(22) كبّارا: صيغة مبالغة من الثلاثيّ كبر، وزنه فعّال بضمّ الفاء وتشديد العين المفتوحة.
(23) ودّا: اسم صنم وقيل هو ابن من أبناء آدم صنع له تمثال بعد موته باسمه، وزنه فعل بفتح فسكون- أو بضمّ فسكون على قراءة نافع- (سواعا) اسم صنم من أصنام الجاهلية وزنه فعال بضم الفاء.
(يغوث) ، هو مثل ودّ ... وزنه يفعل بضمّ العين، ثمّ أعلّ بتسكين الواو ونقل حركتها إلى الغين.
(يعوق) ، مثل يغوث معنى وتصريفا.
(نسرا) ، مثل ودّ وزنا ومعنى.
الفوائد:
- (ما) الزائدة:
من المواضيع التي تزاد بها (ما) بعد الخافض (أي الجار) ، كقوله تعالى في الآية التي نحن بصددها (مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ) و (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ) و (عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ) . وقول الشاعر:
وننصر مولانا ونعلم أنه ... كما الناس مجروم عليه وجارم
وتزاد بعد الجار الذي هو اسم، كقوله تعالى (أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَيَّ) .
وتزاد بعد الجازم كقوله تعالى: «إِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ» (أيّا ما تدعو) وقول الأعشى:
متى ما تناخي عند باب ابن هاشم ... تراحي وتلقى من فواضله ندى وابن هاشم هو الرسول محمد (صلّى الله عليه وسلّم) .
وتزاد بعد أداة الشرط، جازمة كانت، كقوله تعالى: (أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ) ، أو غير جازمة، كقوله تعالى (حَتَّى إِذا ما جاؤُها شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ) .
وتزاد بين المتبوع وتابعه، كقوله تعالى: «مَثَلًا ما بَعُوضَةً» . وزادها الأعشى مرتين في قوله:
إما ترينا حفاة لا نعال لنا ... إنا كذلك ما نحفى وننتعل
[سورة نوح (71) : الآيات 26 الى 28]
وَقالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلاَّ فاجِراً كَفَّاراً (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِي نَ وَالْمُؤْمِناتِ وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ تَباراً (28)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (على الأرض) متعلّق ب (تذر) ، (من الكافرين) متعلّق بحال من (ديّارا) جملة: «قال نوح ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال نوح «6» .
وجملة: «النداء وجوابه ... » في محلّ نصب مقول القول «7» .
وجملة: «لا تذر ... » لا محلّ لها جواب النداء.
27- (الواو) عاطفة (لا) نافية (يلدوا) مضارع مجزوم معطوف على (يضلّوا) جواب الشرط (إلّا) للحصر (فاجرا) مفعول به منصوب «8» .
وجملة: «إنّك إن تذرهم ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «إن تذرهم ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «يضلّوا ... » لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «لا يلدوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يضلّوا.
28- (لي) متعلّق ب (اغفر) ، (الواو) عاطفة في المواضع الخمسة (لوالديّ، لمن) متعلّقان ب (اغفر) فهما معطوفان على (لي) ، (مؤمنا) حال منصوبة من فاعل دخل (للمؤمنين) متعلّق ب (اغفر) معطوف على (لي) ، (المؤمنات) معطوف على المؤمنين مجرور (لا تزد الظالمين إلّا تبارا) مثل لا تزد الظالمين إلّا ضلالا «9» .
وجملة: «ربّ ... » لا محلّ لها اعتراضيّة للاسترحام.
وجملة: «اغفر ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «دخل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «لا تزد الظالمين» لا محلّ لها معطوفة على جملة اغفر.
الصرف:
(26) ديّارا: اسم بمعنى أحد، قيل هو مأخوذ من الدار أي نازل دارا، وقيل هو مأخوذ من الدوران وهو التحرّك، فيه إعلال بالقلب أصله ديوار، اجتمعت الياء والواو والأولى ساكنة قلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الأولى، وزنه فيعال.
(27) يلدوا: فيه إعلال بالحذف، حذفت منه فاء الكلمة في المضارع فهو معتلّ مثال مكسور العين في المضارع وزنه يعلوا.
(فاجرا) ، اسم فاعل من الثلاثيّ فجر باب نصر، وزنه فاعل.
(28) تبارا: الاسم من تبر يتبر باب نصر أو باب فرح بمعنى هلك ...
أو هو اسم مصدر من الرباعيّ تبرّ وزنه فعال بفتح الفاء.
البلاغة
مجاز مرسل: في قوله تعالى «وَلا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً» .
وعلاقة هذا المجاز ما يؤول إليه، لأنهم لم يفجروا وقت الولادة، بل بعدها بزمن طويل على كل حال. أي لا يلدوا إلا من سيفجر ويكفر، فوصفهم بما يصيرون إليه.
انتهت سورة «نوح» ويليها سورة «الجن»
سورة الجنّ
آياتها 28 آية
[سورة الجن (72) : الآيات 1 الى 19]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً (2) وَأَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا مَا اتَّخَذَ صاحِبَةً وَلا وَلَداً (3) وَأَنَّهُ كانَ يَقُولُ سَفِيهُنا عَلَى اللَّهِ شَطَطاً (4)
وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِباً (5) وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزادُوهُمْ رَهَقاً (6) وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَما ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَداً (7) وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهاباً رَصَداً (9)
وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً (10) وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذلِكَ كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً (11) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً (12) وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً (13) وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً (14)
وَأَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً (15) وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُم ْ ماءً غَدَقاً (16) لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً (17) وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً (18) وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً (19)
الإعراب:
(إليّ) متعلّق ب (أوحي) ، و (الهاء) في (أنّه) ضمير الشأن اسم أنّ (من الجنّ) متعلّق بنعت ل (نفر) ...
جملة: «قل ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «أوحي ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «استمع نفر ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
والمصدر المؤوّل (أنّه استمع ... ) في محلّ رفع نائب الفاعل لفعل أوحي.
وجملة: «قالوا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة استمع وجملة: «إنّا سمعنا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «سمعنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
2- (إلى الرشد) متعلّق ب (يهدي) ، (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (به) متعلّق ب (آمنّا) ، (الواو) عاطفة (بربّنا) متعلّق ب (نشرك) .
وجملة: «يهدى ... » في محلّ نصب نعت ل (قرآنا) «10» وجملة: «آمنّا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة سمعنا.
وجملة: «لن نشرك ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة آمنّا.
3- (الواو) عاطفة (ما) نافية (صاحبة) مفعول به ثان منصوب، والمفعول الأول مقدّر أي امرأة ... (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (ولدا) معطوفة على صاحبة «11» ...
وجملة: «تعالى جدّ ... » لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة «12» .
وجملة: «ما اتّخذ ... » في محلّ رفع خبر (أنّ) والمصدر المؤوّل (أنّه ... ما اتّخذ) في محلّ جرّ معطوف على محلّ الضمير في (به) أي آمنّا به «13» .
4- (الواو) عاطفة (أنّه كان ... ) مثل أنّه استمع، واسم (كان) هو الضمير الشأن محذوف «14» ، (على الله) متعلّق بحال من فاعل يقول أي: يقول السفيه كاذبا على الله (شططا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي قولا شططا «15» .
والمصدر المؤوّل (أنّه كان ... ) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل (أنّه ... ما اتّخذ) وجملة: «كان يقول ... » في محلّ رفع خبر (أنّ) الثالث.
وجملة: «يقول سفيهنا ... » في محلّ نصب خبر كان ...
5- (الواو) عاطفة (أن) مخفّفة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن محذوف (على الله) متعلّق بحال من فاعل تقول (كذبا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي قولا كذبا.
والمصدر المؤوّل (أنّا ظنّنا) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل السابق أنّه كان ...
والمصدر المؤوّل (أن لن تقول) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ظنّنا.
وجملة: «ظننا ... » في محلّ رفع خبر (أنّ) الرابع.
وجملة: «لن تقول الإنس ... » في محلّ رفع خبر (أن) المخففة.
6- (الواو) عاطفة (أنّه كان ... ) مثل السابق (من الإنس) متعلّق بنعت ل (رجال) (برجال) متعلّق ب (يعوذون) ، (من الجنّ) متعلّق بنعت ل (رجال) الثاني (الفاء) عاطفة (رهقا) مفعول به ثان منصوب.
والمصدر المؤوّل (أنّه كان ... ) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل السابق.
وجملة: «كان رجال ... » في محلّ رفع خبر (أنّ) .
وجملة: «يعوذون ... » في محلّ نصب خبر كان.
وجملة: «زادوهم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة كان رجال.
7- (الواو) عاطفة (أنّهم ظنّوا) مثل أنّا ظنّنا (ما) حرف مصدريّ (أن لن يبعث ... ) مثل أن لن تقول ...
والمصدر المؤوّل (أنّهم ظنّوا) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل (أنّه كان..)
والمصدر المؤوّل (ما ظننتم) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق أي: ظنّا كظنّكم.
والمصدر المؤوّل (أن لن يبعث) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ظنّوا- أو ظننتم- «16» .
وجملة: «ظنّوا ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «ظننتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «لن يبعث الله ... » في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة.
8- (الواو) عاطفة (الفاء) كذلك (حرسا) تمييز منصوب «17» .
والمصدر المؤوّل (أنّا لمسنا..) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل السابق.
وجملة: «لمسنا ... » في محلّ رفع خبر (أنّ) .
وجملة: «وجدناها ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لمسنا.
وجملة: «ملئت ... » في محلّ نصب مفعول به ثان ل (وجدناها) .
9- (الواو) عاطفة (منها) متعلّق بحب من مقاعد «18» ، (مقاعد) مفعول مطلق «19» منصوب أي قعودات للسمع (للسمع) متعلّق ب (نقعد) «20» أي لأجل السمع (الفاء) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (يستمع) مضارع مجزوم وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (الآن) ظرف مبنيّ على الفتح في محلّ نصب متعلّق ب (يستمع) ، (له) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان.
والمصدر المؤوّل (أنّا كنّا..) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل السابق.
وجملة: «كنّا نقعد ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «نقعد ... » في محلّ نصب خبر كنّا.
وجملة: «من يستمع ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يستمع ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «21» .
وجملة: «يجد ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
البلاغة
الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «جد ربنا» استعارة من الجد الذي هو الدولة والبخت، لأن الملوك والأغنياء هم المجدودون والمعنى: وصفه بالتعالي عن الصاحبة والولد لعظمته. أو لسلطانه وملكوته أو لغناه.
المجاز المرسل: في قوله تعالى «وأنا لمسنا السماء» .
أي طلبنا بلوغها لاستماع كلام أهلها، أو طلبنا خبرها. واللمس: قيل: مستعار من المس، للطلب، كالجس. يقول: لمسه والتمسه وتلمسه، كطلبه واطلبه وتطلبه. والظاهر أن الاستعارة لغوية، لأنه مجاز مرسل، لاستعماله في لازم معناه.
الفوائد
- هل رأى رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) الجنّ؟
اختلف الرواة هل رأى رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) الجن؟ فقد أثبت ذلك ابن مسعود فيما رواه عنه مسلم في صحيحة، وقد تقدم حديثه في سورة الأحقاف، عند قوله تعالى: «وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن» . وأنكر ذلك ابن عباس، فيما رواه عنه البخاري ومسلم، قال ابن عباس: ما قرأ رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) على الجن ولا رآهم.
انطلق رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) في طائفة من أصحابه، عامدين إلى سوق عكاظ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء، وأرسل عليهم الشهب، فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا: ما لكم؟ فقيل: حيل بيننا وبين خبر السماء، وأرسلت علينا الشهب. قالوا:
وما ذاك إلا من شيء قد حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها، فانظروا السبب.
فانطلقوا، فمر النفر الذين أخذوا نحو (تهامة) بالنبي (صلّى الله عليه وسلّم) ، وهو بنخلة، عامدين إلى سوق عكاظ، وهو يصلي بالصحابة صلاة الفجر، فلما سمعوا القرآن واستمعوا له قالوا: هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء، فرجعوا إلى قومهم، فقالوا: يا قومنا إنا سمعنا قرآنا عجبا، يهدي إلى الرشد، فآمنا به، ولن نشرك بربنا أحدا فأنزل الله عز وجل على رسوله (صلّى الله عليه وسلّم) الآية. وأما حديث ابن مسعود فقضية أخرى وجن آخرون، والحاصل من الكتاب والسنة العلم القطعي بأن الجن والشياطين موجودون، متعبدون بالأحكام الشرعية، وأنه صلى الله عليه وسلم رسول إلى الإنس والجن.
- كرامات الأنبياء:
قال الزمخشري: في هذه الآية دليل على إبطال الكرامات، لأن الذين تضاف إليهم الكرامات، وإن كانوا أولياء مرتضين، فليسوا برسل. وقد خص الله الرسل- من بين المرتضين- بالاطلاع على الغيب. وفيه أيضا إبطال الكهانة والتنجيم، لأن أصحابها أبعد شيء في الارتضاء، وأدخله في السخط. قال الواحدي: وفي هذا دليل على أن من ادعى أن النجوم تدله على ما يكون، من حياة أو موت، ونحو ذلك، فقد كفر بما في القرآن.
فأما الزمخشري، فقد أنكر كرامات الأولياء، جريا على قاعدة مذهبه في الاعتزال، ووافق الواحدي وغيره من المفسرين في إبطال الكهانة والتنجيم. قال الامام فخر الدين: ونسبة الآية إلى الصورتين واحدة، فإن جعل الآية دالة على المنع من أحكام النجوم فينبغي أن يجعلها دالة على المنع من الكرامات. قال: وعندي أن الآية لا دلالة فيها على شيء من ذلك، والذي تدل عليه أن قوله (فلا يظهر على غيبه أحدا) ليس فيه صيغة عموم، فيكفي في العمل بمقتضاه أن لا يظهر الله تعالى خلقه على غيب واحد من غيوبه، فتحمله على وقت وقوع القيامة، فيكون المراد من الآية أنه تعالى لا يظهر هذا الغيب لأحد، فلا يبقى في الآية دلالة على أنه لا يظهر شيئا من الغيوب لأحد. ثم إنه يجوز أن يطلع الله على شيء من المغيبات غير الرسل. والذي ينبغي أن مذهب أهل السنة إثبات كرامات الأولياء، خلافا للمعتزلة، وأنه يجوز أن يلهم الله بعض أوليائه وقوع بعض الوقائع في المستقبل، فيخبر به. ويدل على صحة ذلك ما
روي عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : لقد كان فيمن كان قبلكم من الأمم ناس محدّثون ملهمون.
وعن عائشة رضي الله عنها عن النبي (صلّى الله عليه وسلّم) : أنّه كان يقول: قد كان يكون في الأمم قبلكم محدّثون، فإن يكن من أمتي منهم أحد، فإن عمر بن الخطاب منهم.
ففي هذا إثبات لكرامات الأولياء. وما جاز أن يكون معجزة لنبي صح أن يكون كرامة لولي. والفرق بينهما: أن المعجزة أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي، ولا يجوز للولي أن يدعي خرق العادة مع التحدي، إذ لو ادعاه الولي لكفر من ساعته. أما الكهانة، فقد أغلق بابها بمبعثه (صلّى الله عليه وسلّم) ، فمن ادعاها فهو كافر. والله تعالى اعلم.
10- (الواو) عاطفة (لا) نافية (الهمزة) للاستفهام (شرّ) فاعل لفعل محذوف على الاشتغال تقديره حصل أو تمّ «22» . (بمن) متعلّق ب (أريد) ، (أم) عاطفة «23» ، (بهم) متعلّق ب (أراد) ... و (في الأرض) متعلّق بصلة من ...
والمصدر المؤوّل (أنّا لا ندري ... ) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل السابق.
وجملة: «لا ندري ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: « (أحصل) شرّ ... » في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعول ندري المعلّق بالاستفهام.
وجملة: «أريد ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: «أراد بهم ربّهم ... » في محلّ نصب معطوفة على الجملة المقدّرة حصل.
11- (الواو) عاطفة (منّا) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (الصالحون) ، وكذلك (منّا) الثاني والمبتدأ مقدّر وصف بالظرف دون أي: منّا قوم دون ذلك «24» ، (طرائق) خبر كنّا بحذف مضاف أي ذوي طرائق «25» .
يتبع
-
رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء التاسع والعشرون
سورة الجن
الحلقة (558)
من صــ103 الى صـ 129
والمصدر المؤوّل (أنّا منّا الصالحون) في محلّ جرّ معطوف على المصدر السابق.
وجملة: «منّا الصالحون ... » في محلّ رفع خبر (أنّ) .
وجملة: «منّا دون ذلك ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر.
وجملة: «كنّا طرائق ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة-.
12- (الواو) عاطفة (أن لن نعجز..) مثل أن لن تقول.. (في الأرض) متعلّق بحال من فاعل نعجز (هربا) مصدر في موضع الحال أي هاربين..
والمصدر المؤوّل (أنّا ظننّا..) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل السابق.
والمصدر المؤوّل (أن لن نعجز) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ظنّنا.
وجملة: «ظنّنا ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «لن نعجز ... » في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة.
وجملة: «لن نعجزه ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة نعجز.
13- (الواو) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب آمنّا (به) متعلّق ب (آمنّا) ، (الفاء) استئنافيّة (من يؤمن) مثل من يستمع (بربّه) متعلّق ب (يؤمن) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية، والثانية زائدة لتأكيد النفي (رهقا) معطوف على (بخسا) منصوب.
والمصدر المؤوّل (أنّا لمّا سمعنا..) في محلّ جرّ معطوف على المصدر السابق.
وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «سمعنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «آمنّا به ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «من يؤمن ... » لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة.
وجملة: «يؤمن بربّه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «لا يخاف ... » في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو والجملة الاسميّة في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
14- (الواو) عاطفة (منّا المسلمون) مثل منّا الصالحون، وكذلك (منّا القاسطون) ، (فمن) مثل الأول (أسلم) ماض في محلّ جزم فعل الشرط (الفاء) رابطة لجواب الشرط (تحرّوا) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، و (الواو) فاعل..
والمصدر المؤوّل (أنّا منّا المسلمون..) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل السابق.
وجملة: «منّا المسلمون» في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «منّا القاسطون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر.
وجملة: «من أسلم» لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة «26» .
وجملة: «أسلم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «27» .
وجملة: «أولئك تحرّوا ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «تحرّوا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ.
15- (الواو) عاطفة (أمّا) حرف شرط وتفصيل (الفاء) رابطة لجواب أمّا (لجهنّم) متعلّق بحال من (حطبا) .
وجملة: «القاسطون.. كانوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من أسلم..
وجملة: «كانوا.. حطبا» في محلّ رفع خبر المبتدأ (القاسطون) .
16- (الواو) اعتراضيّة- أو استئنافيّة- (أن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف (لو) حرف شرط غير جازم (على الطريقة) متعلّق ب (استقاموا) ، (اللام) واقعة في جواب لو (ماء) مفعول به ثان منصوب..
والمصدر المؤوّل (أن لو استقاموا..) في محلّ رفع نائب الفاعل لفعل محذوف تقديره أوحي إليّ.. «28»
وجملة: « (أوحي إليّ ... » أن لو ... » لا محلّ لها استئنافيّة «29» .
وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » في محلّ رفع خبر (أن) .
وجملة: «أسقيناهم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
17- (اللام) لام التعليل (نفتنهم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (الواو) اعتراضيّة (من) مثل الأول (عن ذكر) متعلّق ب (يعرض) .. (فيه) متعلّق ب (نفتنهم) . (عذابا) مفعول به ثان ب (تضمين) نسلكه معنى ندخله.
والمصدر المؤوّل (أن نفتنهم) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أسقيناهم) .
وجملة: «نفتنهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «من يعرض ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «يعرض ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «30» .
وجملة: «يسلكه ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
18- (الواو) عاطفة (لله) متعلّق بخبر أنّ (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (مع) ظرف منصوب متعلّق بحال من (أحدا) ...
والمصدر المؤوّل (أنّ المساجد لله) في محلّ رفع معطوف على المصدر المؤوّل (أن لو استقاموا..) .
وجملة: «لا تدعوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن تهيّأتم للعبادة فلا تدعوا..
19- (الواو) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب.. (عليه) متعلّق ب (لبدا) بتأويل مشتّق أي جماعات..
والمصدر المؤوّل (أنّه لما قام..) في محلّ رفع معطوف على المصدر المؤوّل السابق أو المصدر المؤوّل (أنّه استمع ... ) في الآية (1) من هذه السورة.
وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «قام عبد الله ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «يدعوه ... » في محلّ نصب حال من فاعل قام وجملة: «كادوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «يكونون ... » في محلّ نصب خبر كادوا.
الصرف:
(3) تعالى: فيه إعلال بالقلب، أصله تعالي- بالياء في آخره- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
(جدّ) ، اسم بمعنى العظمة والجلال بفتح الجيم، وزنه فعل بفتح فسكون.
(6) رهقا: مصدر سماعيّ للثلاثيّ رهق بمعنى غشي، باب فرح، وهنا بمعنى السفه والطغيان.
(8) حرسا: اسم جمع أو جمع حارس، اسم فاعل من الثلاثيّ حرس وزنه فاعل ووزن حرس فعل بفتحتين.
(9) رصدا: مصدر سماعيّ للثلاثيّ رصد باب نصر بمعنى رقبه أو قعد له في طريقه، واستعمل في الآية كصفة للمبالغة بمعنى المفعول أي أرصد له هيّئ.. أو على تقدير مضاف إي ذا إرصاد.
(11) قددا: جمع قدّة اسم بمعنى السيرة والطريقة مشتّق من (قدّ السير) أي قطعه، وزن قدّة فعلة بكسر فسكون، وعينه ولامه من حرف واحد، ووزن قدد فعل بكسر ففتح.
(12) هربا: مصدر سماعيّ للثلاثيّ هرب باب نصر، وزنه فعل بفتحتين.
(14) القاسطون: جمع القاسط، اسم فاعل من الثلاثيّ قسط بمعنى جار، وزنه فاعل.
(تحرّوا) ، فيه إعلال بالحذف لالتقاء الساكنين لام الكلمة وواو الجماعة، وزنه تفعّوا بفتح التاء والعين.
(15) حطبا: اسم جمع القطعة منه حطبة، وزنه فعلة بفتحتين، والجمع أحطاب زنة أفعال وحطب فعل.
(16) غدقا: صفة مشبّهة من الثلاثيّ غدق باب فرح بمعنى أعطى كثيرا، وزنه فعل بفتحتين.
(17) صعدا: مصدر الثلاثيّ صعد باب فرح، واستعمل المصدر وصفا بمعنى اسم الفاعل للمبالغة.
(19) لبدا: جمع لبدة زنة سدرة- بكسر اللام- اسم للشعر الذي فوق رقبة الأسد. وكلّ شيء ألصقته إلصاقا شديدا فقد لبّدته، ووزن لبد فعل بكسر ففتح وقد تضمّ كقوله تعالى: أهلكت مالا لبدا «31» .
البلاغة
السر في اختلاف صورة الكلام: في قوله تعالى «وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً» . فإن ما قبل «أم» من الكلام صورة تخالف صورة ما بعدها، لأن الأولى فيها فعل الإرادة مبني للمجهول، والثانية فيها فعل الإرادة مبني للمعلوم.
والسبب الداعي إلى ذلك: الأدب مع الله سبحانه وتعالى، حيث لم يصرحوا بنسبة الشر إلى الله عز وجل، كما صرحوا به في الخير وإن كان فاعل الكل هو الله تعالى.
ولقد جمعوا بين الأدب وحسن الاعتقاد.
فن الإيضاح: في قوله تعالى «وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً» .
وهذا الفن هو حلّ للإشكال الوارد في ظاهر الكلام.
حيث أنّ الله سبحانه وتعالى وضّح- بعد أن ذكر الإيمان- أن المؤمن لا يخاف جزاء بخس ولا رهق، لأنه لم يبخس أحدا حقا ولا رهق [أي لم يغش] ظلم أحد، فلا يخاف جزاءهما.
[سورة الجن (72) : آية 20]
قُلْ إِنَّما أَدْعُوا رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً (20)
الإعراب:
(إنّما) كافّة ومكفوفة (الواو) عاطفة (لا) نافية (به) متعلّق ب (أشرك) ..
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أدعوا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لا أشرك ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
[سورة الجن (72) : آية 21]
قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَداً (21)
الإعراب:
(لا) نافية (لكم) متعلّق ب (أملك) «32» ، (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي.
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّي لا أملك ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لا أملك ... » في محلّ نصب خبر إنّ.
[سورة الجن (72) : الآيات 22 الى 24]
قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً (22) إِلاَّ بَلاغاً مِنَ اللَّهِ وَرِسالاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً (23) حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً (24)
الإعراب:
(من الله) متعلّق ب (يجيرني) بحذف مضاف (الواو) عاطفة (من دونه) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان، جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة- أو اعتراضيّة- وجملة: «إنّي لن يجيرني ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لن يجيرني.. أحد ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «لن أجد ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لن يجيرني أحد.
23- (إلّا) للاستثناء (بلاغا) مستثنى ب (إلّا) منصوب «33» (من الله) متعلّق بنعت ل (بلاغا) ، (الواو) عاطفة (رسالاته) معطوف على لفظ الجلالة مجرور مثله «34» ، (الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (الفاء) رابطة لجواب الشرط (له) متعلّق بخبر إنّ (خالدين) حال منصوبة من الضمير في (له) مراعى فيه معنى الجمع المأخوذ من الشرط (من) ، (فيها) متعلّق ب (خالدين) وكذلك الظرف أبدا.
وجملة: «من يعص ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يعص ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «35» .
وجملة: «إنّ له نار جهنّم ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
24- (حتّى) حرف ابتداء (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به. و (الواو) في (يوعدون) نائب الفاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (السين) لمجرّد التوكيد «36» ، (من) موصول في محلّ نصب مفعول به «37» ، (أضعف) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (ناصرا) تمييز منصوب (أقلّ عددا) مثل أضعف ناصرا فهو معطوف عليه..
وجملة: «رأوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «يوعدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «سيعلمون ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: « (هو) أضعف ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
الصرف:
(23) أبدا: اسم ظرفي للزمن، ويأتي بمعنى الدهر والأزليّ والقديم والدائم، جمعه آباد وأبود بضمّ الهمزة، والظرف يستعمل في الغالب للمستقبل نفيا وإثباتا، تقول لا أفعله أبدا أو لم أفعله أبدا، وزنه فعل بفتحتين.
[سورة الجن (72) : الآيات 25 الى 28]
قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً (25) عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً (26) إِلاَّ مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً (27) لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحاطَ بِما لَدَيْهِمْ وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً (28)
الإعراب:
(إن) حرف نفي (الهمزة) للاستفهام (قريب) خبر مقدّم مرفوع «38» ، (ما) حرف مصدريّ «39» ، (أم) حرف معادل للهمزة عاطف (له) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان ...
والمصدر المؤوّل (ما توعدون) في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر.
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إن أدري ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «قريب ما توعدون ... » في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي أدري المعلّق بالاستفهام.
وجملة: «توعدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الحرفيّ أو الاسميّ.
وجملة: «يجعل له ربّي ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة قريب ما توعدون.
26- (عالم) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو «40» ، (الفاء) عاطفة (لا) نافية (على غيبه) متعلّق ب (يظهر) .
وجملة: « (هو) عالم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «41» .
وجملة: «لا يظهر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة (هو) عالم.
27- (إلّا) للاستثناء (من) موصول في محلّ نصب بدل من (أحدا) «42» ، (من رسول) تمييز للضمير المقدّر مفعول ارتضى أي ارتضاه رسولا «43» ، (الفاء) تعليليّة «44» ، (من بين) جارّ ومجرور متعلّق ب (يسلك) ، وكذلك (من خلفه) ، (رصدا) مفعول به منصوب ...
وجملة: «ارتضى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «إنّه يسلك ... » لا محلّ لها تعليليّة «45» .
وجملة: «يسلك ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
28- (اللام) للتعليل (يعلم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو «46» ، (أن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف (قد) حرف تحقيق (الواو) حالية- أو عاطفة (بما) متعلّق ب (أحاط) ، (لديهم) ظرف مبنيّ على السكون في محلّ نصب متعلّق بمحذوف صلة ما، (الواو) عاطفة (عددا) تمييز منصوب «47» .
والمصدر المؤوّل (أن يعلم) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يسلك) .
والمصدر المؤوّل (أن قد أبلغوا..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يعلم.
وجملة: «يعلم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «قد أبلغوا ... » في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة.
وجملة: «أحاط ... » في محلّ نصب حال من فاعل يعلم «48» .
وجملة: «أحصى ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة أحاط تأخذ إعرابها.
الصرف:
(28) أحاط: فيه إعلال بالقلب، أصله أحوط زنة أفعل، ثقلت الفتحة على الواو فسكّنت ونقلت الحركة إلى الحاء- إعلال بالتسكين- ثمّ قلبت الواو ألفا لفتح ما قبلها وتحركها في الأصل- إعلال بالقلب-.
(أحصى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله أحصي، بياء في آخره- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا، وزنه أفعل.
(كلّ) ، اسم يدلّ على مجموع الشيء، وزنه فعل بضمّ فسكون، وعينه ولامه من حرف واحد.
انتهت سورة «الجن» ويليها سورة «المزمّل»
__________
(1) في الآية (5) من هذه السورة.
(2) أي اتّبعوا من مكروا مكرا كبّارا. ويجوز أن تكون معطوفة على جملة عصوني فهي في محلّ رفع.
(3) منع (يغوث ويعوق) من التنوين للعلميّة والعجمة، أو للعلميّة ووزن الفعل.
(4) أو معطوفة على جملة عصوني في محلّ رفع.
(5) وهذا القول المقدّر لا محلّ له معطوف على قوله: قال نوح ربّ إنّهم عصوني.
(6) في الآية (21) من هذه السورة.
(7) أو جملة النداء اعتراضيّة، وجملة لا تذر مقول القول.
(8) في الكلام مجاز مرسل على اعتبار ما سيكون، قال نوح ذلك بعد الإيحاء إليه بمصير هؤلاء.
(9) في الآية (24) من هذه السورة.
(10) أو في محلّ نصب حال من (قرآنا) الموصوف ب (عجبا) .
(11) وفي الكلام تقدير أي: ولا أحدا ولدا.
(12) يجوز أن تكون الجملة خبرا ل (أنّ) ، والجملة بعدها حالا من ربّنا.
(13) في الآيات وردت (أنّ) مفتوحة الهمزة ... فالمصدر المؤوّل فيها معطوف على محلّ الضمير في (به) على الرغم من عدم إعادة الجارّ، ولكنّ الحذف قياسيّ في هذا التعبير المبدوء ب (أنّ) .
(14) أو ضمير مستتر وجوبا يعود على السفيه الآتي لتنازعه مع فعل يقول عليه. [.....]
(15) أو هو مفعول به.
(16) ومفعولا الظنّ الآخران محذوفان دلّ عليهما المصدر السادّ مسدّهما في الظنّ الآخر.
(17) أو هو مفعول به عند من يجعل فعل ملأ متعدّيا لاثنين.
(18) أو متعلّق بمحذوف مفعول به ثان لفعل نقعد بتضمينه معنى نتّخذ.
(19) فهو جمع للمصدر الميميّ مقعد ... أو هو مفعول به لفعل نقعد بالتضمين السابق ومقاعد جمع لاسم المكان مقعد.
(20) أو متعلّق بنعت لمقاعد.
(21) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(22) يجوز أن يكون (شرّ) مبتدأ خبره جملة أريد، وحينئذ تعطف الجملة الفعلية أراد على الاسميّة شرّ أريد.
(23) الجملة بعدها بتأويل مفرد لذلك صحّ كونها عاطفة أي أشرّ أريد بمن في الأرض أم خير، وجاء التعبير عن (خير) بالجملة ... ويجوز أن تكون منقطعة بمعنى بل، فالجملة بعدها استئنافيّة.
(24) على رأي الأخفش (دون) لفظ بمعنى غير مبنيّ لإضافته إلى مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.
(25) يجوز أن يكون حذف المضاف في اسم كان أي كانت أحوالنا طرائق ...
(26) يجوز عطفها على جملة الخبر (منّا المسلمون) بتقدير الربط أي فمن أسلم منّا ...
(27) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(28) الكلام هنا ليس من كلام الجنّ بل من كلامه تعالى، وعلى هذا يجوز العطف على المصدر المؤوّل (أنّه استمع..) وكلّ ما بينهما اعتراض. [.....]
(29) أو اعتراضيّة بين كلام الجنّ الأول وكلامهم اللاحق..
(30) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(31) في الآية (6) من سورة البلد.
(32) أو متعلّق بحال من (ضرّا) .
(33) هذا الاستثناء منقطع إذا كان البلاغ مستثنى من (ملتحدا) لأنّ البلاغ من الله لا يكون داخلا تحت قوله (لن أجد ... ملتحدا) لأنه لا يكون من دون الله.. وعلى هذا فجملة: قل إنّي لن يجيرني ... استئنافيّة. هذا ويمكن أن يكون الاستثناء متّصلا إذا كان المستثنى منه (الضرّ والرشد) أي: لا أملك لكم شيئا إلّا بلاغا من الله، وعلى هذا فجملة: قل إنّي لن يجيرني ... اعتراضيّة.
(34) أو معطوف على (بلاغا) منصوب وعلامة النصب الكسرة.
(35) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(36) لأنّ رؤية العذاب تحصل مع العلم، والسين إذا أفادت الاستقبال تجعل العلم متأخّرا.
(37) يجوز أن يكون اسم استفهام مبتدأ خبره أضعف، والجملة الاسميّة سدّت مسدّ مفعول يعلمون المعلّق بالاستفهام.
(38) أو هو مبتدأ معتمد على الاستفهام و (ما) وصلته فاعل سدّ مسدّ الخبر.
(39) أو موصول في محلّ رفع والعائد محذوف.
(40) أو بدل من (ربّي) - أو عطف بيان عليه-
(41) أو في محلّ نصب حال من ربّي.
(42) أو في محلّ نصب مستثنى بإلّا ... وإذا كانت (إلّا) بمعنى لكن فالموصول مبتدأ خبره جملة (إنّه يسلك) ، كما يجوز أن يكون (من) اسم شرط مبتدأ خبره جملة ارتضى وجوابه فإنّه يسلك. [.....]
(43) يجوز أن يكون متعلّقا بحال من الضمير المقدّر.
(44) أو زائدة، أو رابطة لجواب الشرط.
(45) أو في محلّ رفع خبر الموصول من.. أو في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
(46) بين المفسّرين خلاف فيما يرجع عليه هذا الضمير، فبعضهم جعله ضمير الجلالة أي ليعلم الله.. وبعضهم جعل عودته على الرسول عليه السّلام أي ليعلم محمّد أنّ الرسول قبله قد أبلغوا الرسالة.. وبعضهم جعل عودته على الرسل أي ليعلم الرسل أنّ الملائكة يبلّغون.. أو ليعلم إبليس والجنّ أنّ الرسل قد أبلغوا رسالات ربّهم.. أو ليعلم من كذّب الرسل أنّ المرسلين قد بلّغوا ... إلخ.
(47) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه مرادفه أو نوع عدده أي أحصاه إحصاء.
(48) إذا كان ضمير يعلم هو الله. والجملة معطوفة على جملة أبلغوا إذا كان الضمير يعود على غير الله.
-
رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء التاسع والعشرون
سورة المزمل
الحلقة (559)
من صــ130 الى صـ 145
سورة المزّمّل
آياتها 20 آية
[سورة المزمل (73) : الآيات 1 الى 4]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً (4)
الإعراب:
(أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (المزمّل) بدل من أيّ- أو عطف بيان عليه- تبعه في الرفع لفظا (الليل) ظرف زمان متعلّق ب (قم) ، (إلّا) للاستثناء (قليلا) مستثنى منصوب.
جملة: «النداء ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «قم ... » لا محلّ لها جواب النداء.
(نصفه) بدل من (قليلا) منصوب (أو) حرف عطف للتخيير (منه) متعلّق ب (انقص) ، (عليه) متعلّق ب (زد) ، (ترتيلا) مفعول مطلق منصوب.
وجملة: «انقص ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: «زد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة انقص.
وجملة: «رتّل ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
الصرف:
(المّزمّل) ، اسم فاعل من (تزمّل) الخماسيّ بمعنى تلفّف بثوبه- على أغلب الآراء «1» ، وزنه متفعّل.. فيه إبدال، أصله المتزمّل، قلبت التاء زايا ثمّ سكّنت ليتمّ الإدغام مع فاء الكلمة وهي الزاي.
(قم) ، فيه إعلال بالحذف، هو أمر الثلاثيّ الأجوف قام، والأصل فيه قوم بضمّ فسكونين، حذف حرف العلّة لالتقاء الساكنين وزنه فل بضمّ فسكون لأنّ فاءه مضمومة في المضارع، (نصفه) ، اسم لأحد جزأي الشيء إذا تساويا، وزنه فعل بكسر فسكون- وقد تفتح الفاء أو تضمّ- جمعه أنصاف زنة أفعال.
(زد) الإعلال فيه مثل في (قم) وعلى قياسه، وزنه فل بكسر فسكون لأنّ الفاء مكسورة في المضارع.
البلاغة
المجاز المرسل: في قوله تعالى «قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا» .
أي صل الليل إلا قليلا، والقيام جزء من الصلاة، فعبّر بالجزء وهو القيام وأراد الكل وهو الصلاة. فعلاقة المجاز جزئية.
الفوائد
- جهاد الروح والجسد:
كان النبي- صلى الله عليه وسلم- وأصحابه يقومون من الليل، من النصف إلى الثلثين، وكان الرجل منهم، لا يدري متى ثلث الليل أو متى نصفه أو متى ثلثاه، فكان يقوم الليل كله حتى يصبح، مخافة ألا يحفظ القدر الواجب، واشتد ذلك عليهم حتى انتفخت أقدامهم، فرحمهم الله، وخفف عنهم، ونسخها بقوله: «فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ» . قيل: ليس في القرآن سورة نسخ آخرها أوّلها إلّا هذه السورة. وكان بين نزول أولها ونزول آخرها سنة. وقيل: ستة عشر شهرا. وكان قيام الليل فرضا، ثم نسخ بعد ذلك في حق الأمة بالصلوات الخمس. وثبتت فرضيته على النبي (صلّى الله عليه وسلّم) بقوله تعالى: (ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) .
عن سعد بن هشام قال: انطلقت إلى عائشة، فقلت: يا أم المؤمنين، أنبئيني عن خلق رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) . قالت: ألست تقرأ القرآن؟ قلت: بلى؟ قالت: فإن خلق رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) القرآن، قلت: فقيام رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) قالت: ألست تقرأ المزمل؟ قلت:
بلى، قالت: فإن الله افترض القيام في أول هذه السورة، فقام رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) وأصحابه حولا حتى انتفخت أقدامهم، وأمسك الله خاتمتها اثني عشر شهرا في السماء، ثم أنزل التخفيف في آخر هذه السورة، فصار قيام الليل تطوعا بعد فريضة.
[سورة المزمل (73) : الآيات 5 الى 6]
إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً (5) إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً (6)
الإعراب:
(عليك) متعلّق ب (سنلقي) ، (هي) ضمير فصل «2» ، (وطئا) تمييز منصوب (أقوم قيلا) مثل أشدّ وطئا.
جملة: «إنّا سنلقي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «سنلقي ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «إنّ ناشئة.. أشدّ» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
الصرف:
(ناشئة) ، إمّا مؤنّث ناشئ، اسم فاعل من الثلاثيّ نشأ، وزنه فاعل وصف به النفس الناشئة بالليل للعبادة.. أو هو مصدر بمعنى قيام الليل كالعاقبة.. وقيل هو جمع ناشئ وهو جمع غير قياسيّ.. وقيل هو أول ساعات الليل أو ما ينشأ من الطاعات فيه.
(وطئا) ، مصدر سماعيّ لفعل وطأ باب فرح، وزنه فعل بفتح فسكون.
[سورة المزمل (73) : آية 7]
إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلاً (7)
الإعراب:
(لك) متعلّق بخبر مقدّم (في النهار) متعلّق بالخبر المحذوف «3» ، (سبحا) اسم إنّ منصوب جملة: «إنّ لك في النهار سبحا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر.
الصرف:
(سبحا) ، مصدر الثلاثيّ سبح بمعنى جرى أو تقلّب في الماء، وقد أستعير للتصرّف بالحوائج وزنه فعل بفتح فسكون.
(طويلا) ، صفة مشبّهة من الثلاثيّ طال، وزنه فعيل.
البلاغة
الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلًا» .
أي تقلبا وتصرفا في مهماتك، واشتغالا بشواغلك، فلا تستطيع أن تتفرغ للعبادة فعليك بها في الليل. وأصل السبح المر السريع في الماء، فاستعير للذهاب مطلقا.
وأنشدوا قول الشاعر:أباحوا لكم شرق البلاد وغربها ... ففيها لكم يا صاح سبح من السبح
وأما القراءة بالخاء: سبخا فاستعارة من سبخ الصوف: وهو نقشه ونشر أجزائه، لانتشار الهم، وتفرق القلب بالشواغل.
[سورة المزمل (73) : الآيات 8 الى 14]
وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً (8) رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً (9) وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً (10) وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِي نَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً (11) إِنَّ لَدَيْنا أَنْكالاً وَجَحِيماً (12)
وَطَعاماً ذا غُصَّةٍ وَعَذاباً أَلِيماً (13) يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ وَكانَتِ الْجِبالُ كَثِيباً مَهِيلاً (14)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (إليه) متعلّق ب (تبتّل) ، (تبتيلا) مفعول منصوب نائب عن المصدر لأنه ملاقيه في الاشتقاق.
جملة: «اذكر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تبتّل ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
9- (ربّ) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو «4» ، (لا) نافية للجنس (إلّا) للاستثناء (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع بدل من الضمير المستكنّ في خبر لا المحذوف، أي لا إله موجود إلّا هو (الفاء) رابطة لجواب الشرط (وكيلا) مفعول به ثان منصوب.
وجملة: « (هو) ربّ ... » لا محلّ لها تعليليّة «5» .
وجملة: «لا إله إلّا هو» في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ المقدّر (هو) .
وجملة: «اتّخذه ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أردت التوفيق في أعمالك فاتّخذه وكيلا.
10- (الواو) عاطفة (ما) حرف مصدريّ «6» ، (هجرا) مفعول مطلق منصوب..
والمصدر المؤوّل (ما يقولون) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق ب (اصبر) .
وجملة: «اصبر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اذكر.
وجملة: «يقولون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «اهجرهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اصبر.
11- (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة «7» ، (المكذّبين) معطوف على ضمير المتكلّم المفعول في (ذرني) «8» (أولي) نعت للمكذّبين منصوب (قليلا) مفعول فيه نائب عن الظرف الزمانيّ أي زمانا قليلا «9» .
وجملة: «ذرني ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اصبر.
وجملة: «مهّلهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اصبر.
12- (لدينا) ظرف مبنيّ على السكون في محلّ نصب متعلّق بخبر إنّ (ذا) نعت ل (طعاما) منصوب..
وجملة: «إنّ لدينا أنكالا ... » لا محلّ لها تعليليّة.
14- (يوم) ظرف متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به لدينا «10» ، (مهيلا) نعت ل (كثيبا) منصوب.
وجملة: «ترجف الأرض ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «كانت الجبال ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة ترجف أي تكون..
الصرف:
(10) هجرا: مصدر الثلاثيّ هجر، وزنه فعل بفتح فسكون.
(11) النعمة: مصدر بمعنى التنّعم والتمتّع وزنه فعلة كمصدر المرّة..
(12) أنكالا: جمع نكل بمعنى القيد الثقيل، وزنه فعل بكسر فسكون، والجمع أفعال.
(13) غصّة: اسم للحال الذي يكون عليه المرء حين يغصّ بشيء ما، وزنه فعلة بضمّ فسكون.
(14) كثيبا: اسم للرمل المتجمّع، وزنه فعيل.
(مهيلا) ، اسم مفعول من (هال) الثلاثيّ باب ضرب على وزن مبيع، فيه إعلال بالحذف والخلاف في موضع الحذف بين سيبويه والكسائيّ بأنّ المحذوف هو الواو أو الياء إذ أصله مهيول.
البلاغة
الطباق: في قوله تعالى «رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ» .
حيث طابق سبحانه وتعالى بين المشرق والمغرب في هذه الآية الكريمة.
[سورة المزمل (73) : الآيات 15 الى 16]
إِنَّا أَرْسَلْنا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شاهِداً عَلَيْكُمْ كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولاً (15) فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْناهُ أَخْذاً وَبِيلاً (16)
الإعراب:
(إليكم) متعلّق ب (أرسلنا) ، (عليكم) متعلّق ب (شاهدا) ، (ما) حرف مصدريّ (إلى فرعون) متعلّق ب (أرسلنا) الثاني.
والمصدر المؤوّل (ما أرسلنا ... ) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمفعول مطلق عامله أرسلنا إليكم.
جملة: «إنّا أرسلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أرسلنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «أرسلنا (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
16- (الفاء) عاطفة في الموضعين (أخذا) مفعول مطلق منصوب.
وجملة: «عصى فرعون ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر.
وجملة: «أخذناه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة عصى فرعون.
الصرف:
(وبيلا) ، صفة مشبّهة من الثلاثيّ وبل باب وعد أي اشتدّ، وزنه فعيل.. وفي المصباح: الوبيل الوخيم وزنا ومعنى.
الفوائد:
- مسألة وفتوى:
كتب الرشيد ليلة إلى القاضي أبي يوسف، يسأله عن قول القائل:
فإن ترفقي يا هند فالرفق أيمن وإن تخرقي يا هند فالخرق أشأم فأنت طلاق والطلاق عزيمة ... ثلاث، ومن يخرق أعق وأظلم
فقال: ماذا يلزمه إذا رفع ال (ثلاث) وإذا نصبها؟ قال أبو يوسف: فقلت: هذه مسألة نحوية فقهية، ولا آمن من الخطأ إن قلت فيها برأي، فأتيت الكسائي، وهو في فراشه، فسألته، فقال: إن رفع ثلاثا طلقت واحدة، لأنه قال: «أنت طلاق» ثم أخبر أن الطلاق التام ثلاث وإن نصبها طلقت ثلاثا، لأن معناه: أنت طالق ثلاثا، وما بينهما جملة معترضة. فكتبت بذلك إلى الرشيد، فأرسل إليّ بجوائز، فوجهت بها إلى الكسائي.
وأقول: إن الصواب أن كلا من الرفع والنصب محتمل لوقوع الثلاث ولوقوع الواحدة، أما الرفع فلأن (أل) في الطلاق إما لمجاز الجنس كما تقول: «زيد الرجل» أي هو الرجل المعتد به، وإما للعهد الذكري، مثلها في قوله تعالى (إِنَّا أَرْسَلْنا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شاهِداً عَلَيْكُمْ كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولًا، فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْناهُ أَخْذاً وَبِيلًا) ، أي وهذا الطلاق المذكور عزيمة ثلاث ولا تكون للجنس الحقيقي، لئلا يلزم الإخبار عن العام بالخاص، كما يقال: «الحيوان إنسان» وذلك باطل، إذ ليس كل حيوان إنسانا، ولا كل طلاق عزيمة ولا ثلاثا فعلى العهدية يقع الثلاث، وعلى الجنسية يقع واحدة كما قال الكسائي وأما النصب: فلأنه محتمل لأن يكون على المفعول المطلق، وحينئذ يقتضي وقوع الطلاق الثلاث، إذ المعنى فأنت طالق ثلاثا، ثم اعترض بينهما بقوله: «والطلاق عزيمة» ، ولأن يكون حالا من الضمير المستتر في عزيمة، وحينئذ لا يلزم وقوع الثلاث، لأن المعنى: والطلاق عزيمة إذا وقع ثلاثا، فإنما يقع ما نواه هذا ما يقتضيه معنى اللفظ، مع قطع النظر عن شيء آخر وأما الذي أراده هذا الشاعر المعين فهو الثلاث، لقوله بعد:
فبيني بها إن كنت غير رفيقة ... وما لامرئ بعد الثلاث مقدّم
[سورة المزمل (73) : الآيات 17 الى 18]
فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً (17) السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً (18)
الإعراب:
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب حال من فاعل تتّقون (كفرتم) ماض في محلّ جزم فعل الشرط (يوما) مفعول به عامله تتّقون بحذف مضاف أي عذاب يوم «11» ، منصوب وفاعل (يجعل) ضمير مستتر يعود على (يوما) - أو على الله- (شيبا) مفعول به ثان منصوب.
جملة: «تتّقون ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن جحدتم يوم القيامة. فكيف تتّقون عذاب الله.
وجملة: «كفرتم ... » لا محلّ لها تفسيريّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
وجملة: «يجعل ... » في محلّ نصب نعت ل (يوما) «12» .
18- (به) متعلّق ب (منفطر) - و (الباء) سببيّة أو ظرفيّة وقد تكون للاستعانة- والضمير في (وعده) يعود على الله.
وجملة: «السماء منفطر ... » في محلّ نصب نعت ثان ل (يوما) .
وجملة: «كان وعده مفعولا» لا محلّ لها استئنافيّة «13» .
الصرف:
(17) شيبا جمع أشيب، صفة مشبّهة من الثلاثيّ شاب باب ضرب وزنه أفعل، ووزن شيب فعل بضمّ فسكون، وقد كسرت الشين لمناسبة الياء.. ولا يقال في المؤنّث شيباء بل شائبة أو شمطاء.
(18) منفطر: اسم فاعل من الخماسيّ انفطر، وزنه منفعل بضمّ الميم وكسر العين.. وجاء اللفظ مذكّرا لأن الصيغة هي صيغة نسب أي ذات انفطار مثل امرأة مرضع.. وقد تكون الصيغة مما يستوي معها المذكّر والمؤنّث، أو لأنّ السماء اسم جنس.
البلاغة
الكناية: في قوله تعالى «يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً» .
كناية عن الهول والشدة، يقال في اليوم الشديد: يوم يشيب نواصي الأطفال.
والأصل فيه: أن الهموم والأحزان إذا تفاقمت على الإنسان أسرع فيه الشيب.
[سورة المزمل (73) : آية 19]
إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً (19)
الإعراب:
(الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ، ومفعول (شاء) مقدّر أي شاء النجاة أو الايمان (اتّخذ) ماض في محلّ جزم جواب الشرط (إلى ربّه) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان.
جملة: «إنّ هذه تذكرة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «من شاء ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «شاء ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «14» .
وجملة: «اتّخذ ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
[سورة المزمل (73) : آية 20]
إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20)
الإعراب:
(من ثلثي) متعلّق ب (أدنى) ، (نصفه) معطوف على أدنى منصوب وكذلك (ثلثه) .
والمصدر المؤوّل (أنّك تقوم..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يعلم.
(الواو) عاطفة (طائفة) معطوف على الضمير فاعل تقوم «15» ، (من الذين) متعلّق بنعت ل (طائفة) ، (معك) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة الذين (الواو) عاطفة قبل لفظ الجلالة (أن) مخفّفة من الثقيلة واسمه ضمير الشأن محذوف «16» ، (الفاء) عاطفة (عليكم) متعلّق ب (تاب) .
والمصدر المؤوّل (أن لن تحصوه ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي علم.
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به (من القرآن) تمييز للضمير العائد «17» (علم أن) مثل الأولى (منكم) متعلّق بمحذوف خبر سيكون (آخرون) معطوف على مرضى (في الأرض) متعلّق ب (يضربون) بتضمينه معنى يسعون أو يسافرون (من فضل) متعلّق ب (يبتغون) ، (في سبيل) متعلّق ب (يقاتلون) ..
والمصدر المؤوّل (أن سيكون..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي علم الثاني.
(الفاء) عاطفة (ما تيسّر منه) مثل ما تيسّر من القرآن (قرضا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو ملاقيه في الاشتقاق «18» ، (الواو) اعتراضيّة (ما) اسم شرط جازم في محلّ نصب مفعول به مقدّم (لأنفسكم) متعلّق ب (تقدّموا) (من خير) تمييز ما «19» ، (عند) ظرف منصوب متعلّق بحال من ضمير الغائب في (تجدوه) «20» ، (هو) ضمير فصل «21» (خيرا) مفعول به ثان منصوب (أجرا) تمييز منصوب.. (الواو) عاطفة..
جملة: «إنّ ربّك يعلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يعلم ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «تقوم ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «الله يقدّر ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «يقدّر ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
وجملة: «علم ... » لا محلّ لها استئناف في حكم التعليل «22» .
وجملة: «لن تحصوه ... » في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة.
وجملة: «تاب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة علم..
وجملة: «اقرؤوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن رغبتم في الثواب فاقرؤوا.
وجملة: «تيسّر ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «علم ... (الثانية) ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «سيكون منكم مرضى ... » في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة.
وجملة: «يضربون ... » في محلّ رفع نعت ل (آخرون) .
وجملة: «يبتغون ... » في محلّ نصب حال من فاعل يضربون.
وجملة: «يقاتلون ... » في محلّ رفع نعت ل (آخرون) الثاني.
وجملة: «اقرؤوا ... » جواب شرط مقدّر «23» .
وجملة: «تيسّر (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: «أقيموا ... » معطوفة على جملة اقرؤوا.
وجملة: «آتوا ... » معطوفة على جملة اقرؤوا.
وجملة: «تقدّموا ... » لا محلّ لها اعتراضيّة للتعليل.
وجملة: «تجدوه ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «استغفروا ... » معطوفة على جملة أقيموا الصلاة.
وجملة: «إنّ الله غفور ... » لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(تحصوه) ، فيه إعلال بالتسكين وبالحذف أصله تحصيوه- بياء مضمومة بعد الصاد- سكّنت الياء للثقل ثمّ حذفت لالتقاء الساكنين، وزنه تفعوه..
البلاغة
المجاز المرسل: في قوله تعالى «أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ» .
أي زمانا أقل منهما، استعمل فيه الأدنى، وهو اسم تفضيل من دنا إذا قرب، لما أن المسافة بين الشيئين إذا دنت قل ما بينهما من الأحياز، فهو فيه مجاز مرسل، لأن القرب يقتضي قلة الأحياز بين الشيئين، فاستعمل في لازمه، أو في مطلق القلة.
ويجوز اعتبار التشبيه بين القرب والقلة، ليكون هناك استعارة، والإرسال أقرب.
انتهت سورة «المزمل» ويليها سورة «المدثر»
__________
(1) قيل المتزمّل بالنبوّة أو بالقرآن..
(2) يجوز أن يكون ضميرا منفصلا مبتدأ خبره أشدّ والجملة خبر إنّ.
(3) أو متعلّق بحال من (سبحا) .
(4) أو هو مبتدأ خبره جملة لا إله إلّا هو.
(5) أو في محلّ نصب حال من ربّك.
(6) أو اسم موصول في محلّ جرّ والعائد محذوف والجملة صلته.
(7) أو الثانية هي واو المعيّة و (المكذّبين) مفعول معه.. قال ابن هشام: ليس في القرآن الكريم واو المعيّة.
(8) أي أنا أكفيكهم. [.....]
(9) أو هو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي تمهيلا قليلا.
(10) أو متعلّق بمحذوف نعت ل (عذابا) ، أي عذابا واقعا يوم ترجف..
(11) أو عامله كفرتم بمعنى جحدتم.. ويجوز أن يكون منصوبا على نزع الخافض أي كفرتم بيوم.
(12) وإذا كان الفاعل في (يجعل) يعود على الله ففي الجملة رابط مقدّر أي يجعل الولدان شيبا فيه.
(13) المصدر (وعد) مضاف إلى فاعله وهو الله، وقد يكون الضمير عائدا على اليوم فالمصدر مضاف إلى مفعوله والفاعل محذوف، وحينئذ تصبح الجملة تعليليّة.
(14) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(15) جاء العطف من غير توكيد بالضمير المنفصل لوجود الفاصل.
(16) أو هو ضمير مخاطب الجمع أي: أنّكم لن تحصوه.
(17) أو متعلّق بحال من الضمير العائد.
(18) المفعول الثاني محذوف. ويجوز أن يكون (قرضا) هو المفعول الثاني إذا كان بمعنى المال المقروض.
(19) أو متعلّق بحال من (ما) .
(20) أو متعلّق ب (تجدوه) .
(21) جاز أن يفصل بين معرفة ونكرة لا بين معرفتين لأنّ اسم التفضيل (خيرا) بمنزلة المعرفة إذ جاء بعده المفضّل مجرورا بمن- مقدّرين- أي خيرا ممّا قدّمتموه.
(22) أو هي في محلّ نصب حال من فاعل يقدّر بتقدير قد. [.....]
(23) مثل جملة: اقرؤوا الأولى.
-
رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء التاسع والعشرون
سورة المدثر
الحلقة (560)
من صــ145 الى صـ 162
سورة المدّثّر
آياتها 56 آية
[سورة المدثر (74) : الآيات 1 الى 7]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ (4)
وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7)
الإعراب:
(يأيّها المدّثّر) مثل يأيّها المزمّل «1» ، (الفاء) عاطفة ...
جملة: «النداء ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «قم ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «أنذر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قم.
(الواو) عاطفة في المواضع الخمسة، وكذلك (الفاء) «2» ، (ربّك) مفعول به عامله كبّر و (ثيابك، الرجز) مفعولان ل (طهّر، اهجر) ، (لا) ناهية جازمة (لربّك) متعلّق ب (اصبر) ، وجملة: «كبّر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة معطوفة على جملة جواب النداء قم.. أي: قم فكبّر ربّك.
وجملة: «طهّر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة أخرى أي قم.
وجملة: «اهجر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة أخرى أي قم.
وجملة: «لا تمنن ... » لا محلّ لها معطوفة على إحدى الجمل الطلبيّة.
وجملة: «تستكثر ... » في محلّ نصب حال من فاعل تمنن.
وجملة: «اصبر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة أخرى أي قم.
الصرف:
(1) المدّثّر: اسم فاعل من الخماسيّ تدثّر أي لبس الدثار وهو الثوب.. أي المتلفّف بثيابه، فيه إبدال تاء التفعل دالا للمجانسة، وزنه متفعّل «23» .
(5) الرجز: بضمّ الراء وهو مثل الرجز بكسرها.. انظر الآية (59) من سورة البقرة.
البلاغة
الكناية: في قوله تعالى «وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ» .
قيل: كناية عن أمر بتطهير النفس مما يستقذر من الأفعال ويستهجن من الأحوال. يقال فلان طاهر الذيل والأردان، إذا وصفوه بالنقاء من المعايب ومدانس الأخلاق.
المجاز المرسل: في قوله تعالى «وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ» .
فالمعنى الحقيقي للرجز العذاب الشديد، والمراد هنا عبادة الأصنام، فعبّر بالرجز- وهو العذاب الشديد- لأنه مسبب عن عبادة الأصنام، فعلاقة هذا المجاز المسببية.
[سورة المدثر (74) : الآيات 8 الى 10]
فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (8) فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (9) عَلَى الْكافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ (10)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (في الناقور) نائب الفاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (يومئذ) ظرف منصوب- أو مبنيّ على الفتح لأنّه أضيف إلى غير متمكّن في محلّ نصب- بدل من إذا «4» ، وإذ اسم ظرفيّ مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه، والتنوين هو تنوين عوض (يوم) خبر المبتدأ (ذلك) ، مرفوع (على الكافرين) متعلّق ب (عسير) «5» (غير) نعت ثان.
جملة: «نقر في الناقور ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «ذلك ... يوم عسير» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
الصرف:
(الناقور) ، اسم بمعنى الصور- وهو القرن، وزنه فاعول من النقر وهو القرع.
(عسير) ، صفة مشبّهة من الثلاثيّ عسر باب فرح وباب كرم، وزنه فعيل.
[سورة المدثر (74) : الآيات 11 الى 15]
ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مالاً مَمْدُوداً (12) وَبَنِينَ شُهُوداً (13) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً (14) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (15)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (من) اسم موصول في محلّ نصب معطوف على محلّ الياء في (ذرني) ، (وحيدا) حال من العائد المحذوف أي من خلقته منفردا (له) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعلت و (له) الثاني متعلّق ب (مهّدت) ، (تمهيدا) مفعول مطلق منصوب (أن) حرف مصدريّ ونصب.
والمصدر المؤوّل (أن أزيد ... ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (يطمع) أي في أن أزيده أو بأن أزيده.
جملة: «ذرني ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «خلقت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «جعلت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلقت.
وجملة: «مهّدت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلقت.
وجملة: «يطمع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مهّدت.
وجملة: «أزيد ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
الصرف:
(11) وحيدا: صفة مشبّهة من الثلاثيّ وحد باب ضرب..
ويأتي من باب وحد يحد بضمّ عينه في الماضي وكسرها في المضارع شاذّا، وزنه فعيل.
(14) تمهيدا: مصدر قياسيّ للرباعيّ (مهّد) ، وزنه تفعيل بفتح التاء.
الفوائد:
- كفر وعناد:
لما أنزل الله عز وجل على نبيه محمد (صلّى الله عليه وسلّم) (حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم) إلى قوله (المصير) قام النبي (صلّى الله عليه وسلّم) في المسجد يصلي، والوليد بن المغيرة قريب منه، يسمع قراءته فلما فطن النبي (صلّى الله عليه وسلّم) لاستماعه أعاد قراءة الآية، فانطلق الوليد حتى أتى مجلس قومه من بني مخزوم، فقال: والله لقد سمعت من محمد آنفا كلاما ما هو من كلام الإنس، ولا من كلام الجن. والله إن له حلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه يعلو وما يعلى. ثم انصرف إلى منزله، فقالت قريش: صبأ والله الوليد ولتصبونّ قريش كلهم. فقال أبو جهل: أنا أكفيكموه، فانطلق حتى جلس إلى جنب الوليد حزينا، فقال له الوليد: ما لي أراك حزينا يا ابن أخي؟ فقال: وما يمنعني ألّا أحزن، وهذه قريش، يجمعون لك نفقة، يعينونك على كبر سنّك، ويزعمون أنك زينت كلام محمد، وأنك تدخل على ابن أبي كبشة وابن أبي قحافة، لتنال من فضل طعامهم فغضب الوليد وقال: ألم تعلم قريش أني من أكثرهم مالا وولدا. وهل شبع محمد وأصحابه من الطعام حتى يكون لهم فضل طعام، ثم قام مع أبي جهل، حتى أتى مجلس قومه، فقال لهم: تزعمون أن محمدا مجنون، فهل رأيتموه يحنق قط؟ قالوا: اللهم لا. قال: تزعمون أنه كاهن، فهل رأيتموه قط تكهن؟ قالوا: اللهم لا. قال: تزعمون أنه شاعر، فهل رأيتموه قال الشعر قط؟ قالوا: اللهم لا. قال: تزعمون أنه كذاب، فهل جربتهم عليه شيئا من الكذب؟ قالوا: اللهم لا. فقالت قريش للوليد فما هو؟ فتفكر في نفسه، ثم قال:
ما هو إلا ساحر. أما رأيتموه يفرّق بين الرجل وأهله وولده ومواليه، فهو ساحر، وما يقوله سحر يؤثر فذلك قوله عز وجل: «إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ. فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ. ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ. ثُمَّ نَظَرَ. ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ. ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ. فَقالَ إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ» فعند ما قال ذلك، ارتجّ النادي فرحا، وتفرقوا متعجبين منه.
[سورة المدثر (74) : الآيات 16 الى 25]
كَلاَّ إِنَّهُ كانَ لِآياتِنا عَنِيداً (16) سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً (17) إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20)
ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقالَ إِنْ هذا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هذا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ (25)
الإعراب:
(كلّا) حرف ردع وزجر (لآياتنا) متعلّق ب (عنيدا) بمعنى (جاحدا) ، (صعودا) تمييز منصوب.
جملة: «إنّه كان لآياتنا ... » لا محلّ لها تعليل للردع.
وجملة: «كان لآياتنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ (الأول) .
وجملة: «سأرهقه ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
(الواو) عاطفة وكذلك (الفاء) و (ثمّ) في المواضع الأربعة (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب حال عامله قدّر.
وجملة: «إنّه فكّر ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «فكّر ... » في محلّ رفع خبر إنّ (الثاني) .
وجملة: «قدّر ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة فكّر.
وجملة: «قتل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّه فكّر.
وجملة: «قدّر ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «قتل (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة قتل (الأولى) .
وجملة: «قدّر (الثانية) » لا محلّ لها استئناف بيانيّ مؤكّد للأول.
وجملة: «نظر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قدّر الثانية «6» .
وجملة: «عبس ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نظر.
وجملة: «بسر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة عبس- أو نظر-.
جملة: «أدبر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة عبس.
وجملة: «استكبر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة عبس.
(الفاء) عاطفة (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر، ونائب الفاعل ضمير مستتر يعود على سحر (إن هذا إلّا قول) مثل إن هذا إلّا سحر..
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استكبر.
وجملة: «إن هذا إلّا سحر ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إن هذا إلّا قول ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «يؤثر ... » في محلّ رفع نعت لسحر.
الصرف:
(صعودا) ، بفتح الصاد اسم بمعنى العقبة الشاقّة، أو مشقّة العذاب، وزنه فعول بفتح فضمّ.
[سورة المدثر (74) : الآيات 26 الى 30]
سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَما أَدْراكَ ما سَقَرُ (27) لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (29) عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ (30)
الإعراب:
(سقر) مفعول به ثان منصوب «7» ومنع من التنوين للعلميّة والتأنيث.
جملة: «سأصليه سقر ... » لا محلّ لها استئنافيّة «8» .
(الواو) استئنافيّة (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ في الموضعين (سقر) خبر الثاني.
جملة: «ما أدراك ... » لا محلّ لها استئنافيّة «9» .
وجملة: «أدراك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) .
وجملة: «ما سقر ... » في محلّ نصب سدّت مسدّ المفعول لفعل أدراك المعلّق بالاستفهام.
(لا) نافية (الواو) عاطفة، ومفعول (تبقي) و (تذر) محذوف (لوّاحة) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي (البشر) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به للمبالغة لوّاحة، و (اللام) للتقوية (عليها) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (تسعة عشر) جزءان عدديان مبنيان على الفتح في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر.
وجملة: «لا تبقي ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «10» .
وجملة: «لا تذر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تبقي.
وجملة: « (هي) لوّاحة ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر «11» .
وجملة: «عليها تسعة عشر ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر «12» .
الصرف:
(29) (لوّاحة) مؤنّث لوّاح صيغة مبالغة من لاح يلوح بمعنى غيّر الجلد، أو بمعنى ظهر «13» ، واللوح أيضا شدة العطش.. وزنه فعّال بفتح الفاء.
(البشر) ، جمع بشرة بمعنى الجلد. اسم جامد، وزنه فعلة بفتح الفاء والعين واللام، ووزن البشر فعل بفتحتين.. وقد يكون البشر اسم جمع للناس.
البلاغة
فن الإبهام: في قوله تعالى «عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ» وهذا الفن، هو أن يقول المتكلم كلاما، يحتمل معنيين متغايرين، لا يتميز أحدهما عن الآخر. وفي هذه الآية الكريمة عدة معان محتملة، منها: أن حال هذه العدة الناقصة واحدا من عقد العشرين أن يفتتن بها من لا يؤمن بالله وبحكمته، ويعترض ويستهزئ، ولا يذعن إذعان المؤمن، وإن خفي عليه وجه الحكمة، كأنه قيل: ولقد جعلنا عدتهم عدة من شأنها أن يفتتن بها، لأجل استيقان المؤمن وحيرة الكافر، واستيقان أهل الكتاب، لأن عدتهم تسعة عشر في الكتابين، فإذا سمعوا بمثلها في القرآن أيقنوا أنه منزل من الله، وازدياد المؤمنين إيمانا لتصديقهم بذلك، كما صدقوا سائر ما أنزل.
الفوائد:
- حذف التمييز:
يحذف التمييز إذا فهم من سياق الكلام، كما في الآية التي نحن بصددها (عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ) ، أي تسعة عشر ملكا. وفي قولنا (كم صمت) أي كم يوما صمت. وقوله تعالى: (إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ) . وهو شاذ في باب (نعم) نحو «من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت» أي فبالرخصة أخذ ونعمت رخصة.
[سورة المدثر (74) : آية 31]
وَما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلاَّ مَلائِكَةً وَما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَيَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً وَلا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْمُؤْمِنُون َ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكافِرُونَ ماذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلاً كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَما هِيَ إِلاَّ ذِكْرى لِلْبَشَرِ (31)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (ما) نافية في المواضع الأربعة (إلّا) للحصر في المواضع الأربعة (ملائكة) مفعول به ثان منصوب، وكذلك (فتنة) ، (للذين) متعلّق بنعت ل (فتنة) ، (اللام) للتعليل (يستيقن) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، و (الواو) في (أوتوا) نائب الفاعل في الموضعين (يزداد) مضارع منصوب معطوف على (يستيقن) .. (إيمانا) تمييز.
والمصدر المؤوّل (أن يستيقن ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعلنا) الثاني.
(الواو) عاطفة (لا) نافية (يرتاب) مضارع منصوب معطوف على (يستيقن) ، (ليقول) مثل ليستيقن (في قلوبهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (مرض) ، (ماذا) اسم استفهام في محلّ نصب مفعول به عامله أراد «14» (بهذا) متعلّق ب (أراد) ، (مثلا) حال منصوب من اسم الإشارة.
والمصدر المؤوّل (أن يقول..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعل) الثاني فهو معطوف على المصدر الأوّل.
(كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يضلّ (من) موصول في محلّ نصب مفعول به في الموضعين لفعلي الضلالة والهداية (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع فاعل (يعلم) ، (هي) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ خبره (ذكرى) ، (للبشر) متعلّق ب (ذكرى) .
جملة: «ما جعلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ما جعلنا (الثانية) ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول.
وجملة: «يستيقن ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «أوتوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث.
وجملة: «يزداد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يستيقن.
وجملة: «لا يرتاب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يستيقن.
وجملة: «أوتوا.. (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الرابع.
وجملة: «يقول ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر الثاني.
وجملة: «في قلوبهم مرض ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الخامس.
وجملة: «أراد ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يضلّ الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول.
وجملة: «يهدي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يضلّ.
وجملة: «يشاء (الثانية) ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني وجملة: «ما يعلم ... إلّا هو» لا محلّ لها معطوفة على جملة يضلّ الله..
وجملة: «ما هي إلّا ذكرى ... » لا محلّ لها معطوفة على جمل يضلّ الله..
الصرف:
(يرتاب) ، فيه إعلال بالقلب أصله يرتيب، تحرّكت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفا، والقلب منسحب من الماضي ارتاب، وزنه يفتعل.
الفوائد
الترجيح:
أحيانا يرد في الإعراب وجهان صحيحان، لكننا نحكم بترجيح أحد الوجهين، بناء على استعمال آخر يشهد بذلك، في نظير ذلك الموضع. ومن أمثلة ذلك، قول مكي في قوله تعالى: (ماذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً) إن جملة (يضلّ) صفة ل (مثلا) أو مستأنفة، والصواب الوجه الثاني، وهو الاستئناف، لقوله تعالى في سورة المدثر، في الآية التي نحن بصددها: (ماذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا؟ كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ) .
[سورة المدثر (74) : الآيات 32 الى 37]
كَلاَّ وَالْقَمَرِ (32) وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ (33) وَالصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ (34) إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ (35) نَذِيراً لِلْبَشَرِ (36)
لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ (37)
الإعراب:
(كلّا) حرف ردع وزجر «15» ، (الواو) واو القسم، والجار والمجرور متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (الواو) عاطفة في الموضعين (الليل، الصبح) معطوفان على القمر مجروران (إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب متعلّق بفعل القسم المحذوف (إذا) ظرف للزمن المستقبل مجرّد من الشرط في محلّ نصب متعلّق بفعل القسم المقدّر، والضمير اسم (إنّ) يعود على سقر (اللام) للتوكيد في موضع لام القسم عوض من المزحلقة (إحدى) خبر إنّ مرفوع..
جملة: « (أقسم) بالقمر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أدبر ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «أسفر ... » في محلّ جرّ بإضافة (إذا) إليها.
وجملة: «إنّها لإحدى ... » لا محلّ لها جواب القسم.
(نذيرا) حال منصوبة من إحدى والعامل فيها التوكيد «16» ، (للبشر) متعلّق ب (نذيرا) ، (لمن) بدل من البشر بإعادة الجارّ (منكم) متعلّق بحال من الضمير العائد (أن) حرف مصدريّ ونصب (أو) حرف عطف.
وجملة: «شاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «يتقدّم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
والمصدر المؤوّل (أن يتقدّم) في محلّ نصب مفعول به لفعل شاء.
وجملة: «يتأخّر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يتقدّم.
الصرف:
(35) الكبر: جمع كبري مؤنّث أكبر، وزنه فعل بضمّ ففتح.
[سورة المدثر (74) : الآيات 38 الى 42]
كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38) إِلاَّ أَصْحابَ الْيَمِينِ (39) فِي جَنَّاتٍ يَتَساءَلُونَ (40) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (41) ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42)
الإعراب:
(ما) حرف مصدريّ «17» ، (إلّا) للاستثناء (أصحاب) مستثنى بإلّا منصوب «18» ..
والمصدر المؤوّل (ما كسبت) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (رهينة) بمعنى مرهونة.
(في جنّات) متعلّق بحال من فاعل يتساءلون «19» ، (عن المجرمين) متعلّق ب (يتساءلون) بحذف مضاف أي عن حال المجرمين (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة سلككم (في سقر) متعلّق ب (سلككم) أي أدخلكم.
جملة: «كلّ نفس.. رهينة» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كسبت ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «يتساءلون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «ما سلككم ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي:
يقولون بعد ذلك: ما سلككم.. وجملة القول المقدّرة استئنافيّة.
وجملة: «سلككم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) .
الصرف:
(38) رهينة: مؤنّث رهين- انظر الآية (21) من سورة الطور- صفة مشتقّة، ويحسن أن يبقى بغير تأويل لمعنى مفعول- فعيل بمعنى مفعول لا يؤنّث بالتاء بل يستوي فيه التذكير والتأنيث- وقد يكون مصدرا أطلق وأريد به المفعول كالشتيمة- على رأي الزمخشريّ- قال: لأن الله تعالى جعل تكليف عباده كالدين عليهم ونفوسهم مرهونة.
[سورة المدثر (74) : الآيات 43 الى 47]
قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتانَا الْيَقِينُ (47)
الإعراب:
(نك) مضارع مجزوم وعلامة الجزم السكون الظاهرة على النون المحذوفة للتخفيف، واسمه ضمير مستتر تقديمه نحن (من المصلّين) متعلّق بخبر نك (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (مع) ظرف منصوب متعلّق ب (نخوض) .
جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «لم نك ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لم نك (الثانية) » في محلّ نصب معطوفة على جملة لم نك (الأولى) .
وجملة: «نطعم ... » في محلّ نصب خبر نك.
وجملة: «كنّا نخوض ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة لم نك (الأولى) .
وجملة: «نخوض ... » في محلّ نصب خبر كنّا.
(بيوم) متعلّق ب (نكذّب) ، (حتّى) حرف غاية وجرّ..
والمصدر المؤوّل (أن أتانا ... ) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق بالأعمال الأربعة: عدم الصلاة، عدم الإطعام، الخوض، التكذيب..
وجملة: «كنّا نكذّب ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: «نكذّب ... » في محلّ نصب خبر كنّا (الثاني) .
وجملة: «أتانا اليقين» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
الصرف:
(الخائضين) ، جمع الخائض، اسم فاعل من الثلاثيّ خاض، وزنه فاعل، وفيه إبدال عينه المعتلة همزة على القياس، وأصله خاوض، جاءت الواو بعد ألف فاعل الساكنة قلبت همزة..
[سورة المدثر (74) : آية 48]
فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ (48)
الإعراب:
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ما) نافية.
جملة: «ما تنفعهم شفاعة ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا كان هذا أمرهم فما تنفعهم شفاعة..
البلاغة:
فن نفي الشيء بإيجابه: في قوله تعالى «فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ» .
وهذا الفن، هو أن يثبت المتكلم شيئا في ظاهر كلامه، بشرط أن يكون المثبت مستعارا، ثم ينفي ما هو من سببه مجازا، والمنفي حقيقة في باطن الكلام.
ففي هذه الآية الكريمة، ليس المعنى أنهم يشفع لهم فلا تنفعهم شفاعة من يشفع لهم، وإنما المعنى نفي الشفاعة، فانتفى النفع، أي لا شفاعة لهم فتنفعهم.
__________
(1) في الآية (1) من السورة السابقة.
(2) هذه الفاء هي زائدة عند الفارسيّ، وهي جواب (أمّا) المقدّرة عند غيره أي: وأمّا ربّك فكبّر..
وقد ردّ ذلك ابن هشام في المغني لأنّ فيه حذفا بعد حذف.. لأن (أمّا) عوض من (مهما يكن من شيء) ، فلمّا حذفت من الكلام لم تعوّض بشيء فلا دليل على حذفها.. فهي إذا عاطفة عطفت الفعل بعدها على مقدّر هو قم، أو تنبّه أو ما شاكل.
(3) انظر الآية (1) من سورة المزّمّل.
(4) أو بدل من المبتدأ (ذلك) فهو في محلّ رفع.
(5) أو متعلّق بنعت له أو متعلّق بحال من الضمير في عسير.
(6) أو معطوفة على جملة قدّر الأولى، فهي في محلّ رفع، وما بين الجملتين اعتراض.
(7) أو هو منصوب على نزع الخافض أي في سقر بتضمين (أصليه) معنى أحرقه.
(8) أجاز الزمخشريّ أن تكون بدلا من (سأرهقه صعودا) .
(9) يجوز أن تكون اعتراضيّة بين الحال وعاملها- أو صاحبها-، والاعتراض للتعظيم والتهويل.
(10) أو في محلّ نصب حال من سقر الثاني والعامل فيها معنى التعظيم في قوله ما سقر.. أو حال من سقر الأول.
(11، 12) أو في محلّ نصب حال من سقر الثاني أو الأول
(13) هذا المعنى يجعل (اللام) في قوله للبشر للجرّ متعلّق ب (لوّاحة)
(14) أو (ما) اسم استفهام مبتدأ (ذا) اسم موصول خبر والجملة في محلّ نصب مقول القول وجملة أراد صلة ذا. [.....]
(15) جعلها الجلال المحلّي أداة استفتاح بمعنى ألا، وجعلها الفرّاء وبعض البصريين بمعنى حرف الجواب السابق للقسم (إي) بكسر الهمزة.
(16) وجاء اللفظ مذكّرا لتضمين إحدى معنى العذاب.. وقيل هو حال من الضمير في إحدى والعامل فيها معنى التعظيم أي أعظم الكبر منذرة.. وقيل هو حال من الكبر أو من ضميره..
(17) أو اسم موصول في محلّ جرّ والعائد محذوف.
(18) الاستثناء متّصل من كلّ نفس.. وقيل هو منقطع بتأويل معنى كلّ نفس كافرة هي مأخوذة بعملها في النار.
(19) أو متعلّق بخبر محذوف تقديره هم، والجملة استئناف بيانيّ.
-
رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء التاسع والعشرون
سورة القيامة
الحلقة (561)
من صــ163 الى صـ 180
[سورة المدثر (74) : الآيات 49 الى 51]
فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (49) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (51)
خبر (عن التذكرة) متعلّق ب (معرضين) وهو حال منصوبة من الضمير في (لهم) ، (من قسورة) متعلّق ب (فرّت) .
جملة: «ما لهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كأنّهم حمر ... » في محلّ نصب حال من الضمير في معرضين فهي حال متداخلة.
وجملة: «فرّت ... » في محلّ رفع نعت ثان لحمر «1» .
الصرف:
(50) مستنفرة: مؤنّث مستنفر، اسم فاعل من السداسيّ استنفر، وزنه مستفعل بضمّ الميم وكسر العين.
(51) قسورة: اسم جامد بمعنى الأسد، أو اسم جمع بمعنى الجماعة الرماة لا واحد له من لفظه.. وعند العرب كلّ ضخم شديد فهو قسورة، وزنه فعللة، بفتح فسكون.
البلاغة:
التشبيه المرسل: في قوله تعالى «كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ» .
شبههم في إعراضهم عن القرآن، واستماع الذكر والموعظة، بحمر فرّت من حظيرتها، مما أفزعها. وفي تشبيههم بالحمر: مذمة ظاهرة، وتهجين لحالهم بيّن، كما في قوله تعالى: «كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً» ، وشهادة عليهم بالبله وقلة العقل، ولا ترى مثل نفار حمير الوحش واطرادها في العدو إذا رابها رائب.
[سورة المدثر (74) : الآيات 52 الى 53]
بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً (52) كَلاَّ بَلْ لا يَخافُونَ الْآخِرَةَ (53)
الإعراب:
(بل) للإضراب الانتقاليّ (منهم) متعلّق بنعت ل (كلّ امرئ) (أن) حرف مصدريّ ونصب، ونائب الفاعل ضمير مستتر.
جملة: «يريد كلّ امرئ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يؤتى ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
والمصدر المؤوّل (أن يؤتى ... ) في محلّ نصب مفعول به لفعل يريد.
(كلّا) حرف ردع وزجر (لا) نافية.
وجملة: «لا يخافون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(يؤتى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله يؤتي- بياء في آخره متحركة قبلها تاء مفتوحة- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
(منشّرة) ، مؤنّث منشّر، اسم مفعول من الرباعيّ نشّر، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة.
[سورة المدثر (74) : الآيات 54 الى 56]
كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ (54) فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ (55) وَما يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ (56)
الإعراب:
(الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (أن) حرف مصدريّ ونصب..
والمصدر المؤوّل (أن يشاء الله) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (يذكرون) أي إلّا بمشيئة الله «2» .
جملة: «إنّه تذكرة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «من شاء ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «شاء ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «3» .
وجملة: «ذكره ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «يذكرون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «يشاء الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «هو أهل ... » لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(56) التقوى: هو عوض من المصدر المؤوّل في البناء للمجهول أي أهل لأن يتّقى..
انتهت سورة «المدثر» ويليها سورة «القيامة»
سورة القيامة
آياتها 40 آية
[سورة القيامة (75) : الآيات 1 الى 4]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ (1) وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2) أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ (3) بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ (4)
الإعراب:
(لا) زائدة «4» ، (بيوم) متعلّق ب (أقسم) ، ومثلها (لا أقسم بالنفس ... ) ،
جملة: «أقسم ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «أقسم (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة.. وجواب القسم لكلا الجملتين محذوف دلّ عليه ما بعده أي: لتبعثنّ.
3- (الهمزة) للاستفهام التقريعيّ التوبيخيّ (أن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف «5» .
وجملة: «يحسب الإنسان ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «لن نجمع ... » في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة.
والمصدر المؤوّل (أن لن نجمع ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يحسب.
4- (بلى) حرف جواب لإيجاب السؤال المنفيّ أي بلى نجمعها (قادرين) حال منصوبة من فاعل الفعل المقدّر (أن) حرف مصدريّ ونصب ...
والمصدر المؤوّل (أن نسوّي ... ) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق ب (قادرين) .
وجملة: « (نجمعها) قادرين» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «نسوّي ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
الصرف:
(اللوّامة) ، مؤنّث اللوّام، صيغة مبالغة من الثلاثيّ لام، وزنه فعّال والمؤنّث فعّالة بفتح الفاء.
البلاغة
فن صحة الأقسام أو التناسب بين المعاني: قوله تعالى «لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ» .
فهذه الآية تعدّ من محاسن التقسيم، لتناسب الأمرين المقسم بهما، فقد أقسم بيوم البعث أولا، ثم أقسم بالنفوس المجزية فيه، على حقيقة البعث والجزاء.
[سورة القيامة (75) : الآيات 5 الى 6]
بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسانُ لِيَفْجُرَ أَمامَهُ (5) يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيامَةِ (6)
الإعراب:
(بل) للإضراب الانتقاليّ (اللام) زائدة (يفجر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (أمامه) ظرف أستعير للزمان- وكان للمكان- منصوب «6» ، (أيّان) اسم استفهام في محلّ نصب ظرف زمان متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (يوم) .
جملة: «يريد الإنسان ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يفجر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
والمصدر المؤوّل (أن يفجر ... ) في محلّ نصب مفعول به لفعل يريد- وهو المحلّ البعيد- وجملة: «يسأل ... » في محلّ نصب حال من فاعل يفجر «7» .
وجملة: «أيّان يوم ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل يسأل المعلّق بالاستفهام بتقدير حرف الجرّ.
الصرف:
(5) أمامه: اسم ظرف للمكان- أستعير في الآية للزمان- وزنه فعال بفتح الفاء.
(6) أيّان: اسم استفهام- وقد يكون للشرط- مستعمل للدلالة على الزمان، وزنه فعّال بفتح الفاء.
[سورة القيامة (75) : الآيات 7 الى 10]
فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ (7) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9) يَقُولُ الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (10)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (يومئذ) ظرف منصوب- أو مبنيّ- متعلّق ب (يقول) وإذ اسم ظرفيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (أين) اسم استفهام في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (المفرّ) .
جملة: «برق البصر ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «خسف القمر ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة برق البصر.
وجملة: «جمع الشمس ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة برق البصر.
وجملة: «يقول الإنسان ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «أين المفرّ ... » في محلّ نصب مقول القول.
الصرف:
(المفرّ) ، مصدر ميميّ من الثلاثيّ فرّ «8» ، وزنه مفعل بفتح الميم والعين، نقلت حركة العين إلى الحرف قبلها لمناسبة التضعيف.
[سورة القيامة (75) : الآيات 11 الى 13]
كَلاَّ لا وَزَرَ (11) إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (12) يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ (13)
الإعراب:
(كلّا) حرف ردع وزجر عن طلب الفرار (لا) نافية للجنس، والخبر محذوف تقديره موجود (إلى ربّك) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (المستقرّ) ، (يومئذ) ظرف متعلّق بالخبر المحذوف «9» ، و (يومئذ) الثاني متعلّق ب (ينبّأ) ، (بما) متعلّق ب (ينبّأ) ..
جملة: «لا وزر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إلى ربّك.. المستقرّ.» لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «ينبّأ الإنسان ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «قدّم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «أخّر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
الصرف:
(وزر) ، اسم بمعنى الملجأ أو الحصن، وزنه فعل بفتحتين.
[سورة القيامة (75) : الآيات 14 الى 15]
بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ (15)
الإعراب:
(بل) للإضراب (على نفسه) متعلّق ب (بصيرة) «10» وهو الخبر و (التاء) للمبالغة «11» ، (الواو) حالية.
جملة: «الإنسان.. بصيرة» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ألقى ... » في محلّ نصب حال من الضمير في بصيرة..
وجواب الشرط محذوف تقديره: ما قبلت منه.
الصرف:
(ألقى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله ألقي- بياء في آخره- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
(معاذير) ، جمع معذرة على غير قياس «12» ، وهو اسم جمع على رأي الزمخشريّ..
[سورة القيامة (75) : الآيات 16 الى 19]
لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ (19)
الإعراب:
(لا) ناهية جازمة (به) متعلّق ب (تحرّك) ، (اللام) للتعليل (تعجل) مضارع منصوب بأن مضمرة.
والمصدر المؤوّل (أن تعجل) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (تحرّك) .
(به) الثاني متعلّق ب (تعجل) ، (علينا) متعلّق بمحذوف خبر إنّ (الفاء) عاطفة، والثانية رابطة للجواب.
جملة: «لا تحرّك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تعجل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «إنّ علينا جمعه ... » لا محلّ لها تعليل للنهي.
وجملة: «قرأناه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «اتّبع ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
19- (ثمّ) حرف عطف (علينا) متعلّق بخبر إنّ الثاني (بيانه) اسم إنّ منصوب..
وجملة: «إنّ علينا بيانه» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
الصرف:
(قرآنه) ، مصدر الثلاثيّ قرأ، مضاف إلى المفعول أي قراءتك إيّاه، وزنه فعلان بضمّ فسكون.
الفوائد:
- حرص النبي (صلّى الله عليه وسلّم) على حفظ القرآن: أشارت هذه الآية إلى حرص النبي (صلّى الله عليه وسلّم) الشديد على حفظ آيات الوحي، حتى لا تتفلت منه،
فقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي (صلّى الله عليه وسلّم) يعالج من التنزيل شدة، وكان يحرك شفتيه، فأنزل الله عز وجل (لا تحرك به لسانك) ، فكان رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) إذا أتاه جبريل بعد ذلك استمع، فإذا انطلق جبريل قرأه النبي (صلّى الله عليه وسلّم) كما قرأ وفي رواية: كما وعده الله تعالى. هذا لفظ الحميدي. ورواه البغوي من طريق البخاري، وقال فيه: كان النبي (صلّى الله عليه وسلّم) إذا نزل عليه جبريل بالوحي، كان مما يحرك لسانه وشفتيه، فيشتد عليه، وكان يعرف منه، فأنزل الله وعز وجل الآية: (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ)
. قال: إن علينا أن نجمعه في صدرك ونقرأه (فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ)
فإذا أنزلناه فاستمع (ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ)
علينا أن نبينه بلسانك. فكان إذا أتاه جبريل أطرق، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله تعالى. وفي رواية: كان يحرك شفتيه إذا نزل عليه، يخشى أن يتفلت منه، فقيل له: (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ)
أي نجمعه في صدرك، وقرآنه أي تقرأه.
[سورة القيامة (75) : الآيات 20 الى 21]
كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ (21)
الإعراب:
(كلّا) للردع (بل) للإضراب (الواو) للعطف.
وجملة: «تحبّون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تذرون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
[سورة القيامة (75) : الآيات 22 الى 25]
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ (22) إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ (23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ (25)
الإعراب:
(وجوه) مبتدأ مرفوع «13» نعت ب (ناضرة) ، (يومئذ) ظرف منصوب- أو مبنيّ- مضاف إلى اسم ظرفيّ إذ.. متعلّق بالنعت ناضرة (إلى ربّها) متعلّق بالخبر (ناظرة) ، (الواو) عاطفة (وجوه يومئذ باسرة) مثل الآية الأولى (بها) متعلّق بالمبنيّ للمجهول (يفعل) ، (فاقرة) نائب الفاعل.
والمصدر المؤوّل (أن يفعل ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يظنّ.
جملة: «وجوه ... إلى ربّها ناظرة» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «وجوه.. تظنّ ... » لا محلّ لها معطوفة على استئنافيّة.
وجملة: «تظنّ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (وجوه) الثاني.
وجملة: «يفعل بها فاقرة» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
الصرف:
(22) ناضرة: مؤنّث ناضر، اسم فاعل من (نضر) الثلاثي وزن فاعل وهي فاعلة.
(24) باسرة: مؤنّث باسر، اسم فاعل من (بسر) بمعنى عبس، وزنه فاعل.
(25) فاقرة: اسم للداهية.. وفي المصباح فقرت الداهية الرجل نزلت به، وزنه فاعلة.
الفوائد:
- هل يرى المؤمنون ربهم في الآخرة؟
قال علماء أهل السنة: رؤية الله سبحانه وتعالى ممكنة، غير مستحيلة عقلا، وأجمعوا على وقوعها في الآخرة، وأن المؤمنين يرون الله سبحانه وتعالى دون الكافرين، بدليل قوله تعالى: (كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) . وزعمت طوائف من المعتزلة والخوارج والمرجئة أن الله تعالى لا يراه أحد من خلقه، وأن رؤيته مستحيلة عقلا، لكن قولهم هذا لا يستند إلى دليل من الكتاب أو السنة، وإنما يقوم على الرأي والظن، وقد تظاهرت أدلة الكتاب والسنة، وإجماع الصحابة ومن بعدهم من سلف الأمة، على إثبات رؤية الله تعالى، وقد رواها نحو من عشرين صحابيا عن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) ، وآيات القرآن فيها مشهورة، واعتراض المعتزلة لها أجوبة مشهورة في كتب المتكلمين من أهل السنة، وليس هنا موضع ذكرها ثم مذهب أهل الحق أن الرؤية قوة يجعلها الله في خلقه، ولا يشترط فيها اتصال الأشعة، ولا مقابلة المرئي، ولا غير ذلك.
وأما الأحاديث
فقد روي عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) قال: إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه ونعيمه وخدمه مسيرة ألف سنة، وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية، ثم قرأ رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة)
وعن جرير بن عبد الله قال: كنا عند رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) فنظر إلى القمر ليلة البدر، قال: إنكم سترون ربكم عيانا كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا عن صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا، ثم قرأ: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ) .
هذا وقد وردت أحاديث أخرى صحيحة بهذا الصدد لا مجال لعرضها جميعا.
[سورة القيامة (75) : الآيات 26 الى 30]
كَلاَّ إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ راقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ (28) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ (30)
الإعراب:
(إذا) متعلّق بالجواب الذي دلّ عليه قوله (إلى ربّك يومئذ المساق) ، وفاعل (بلغت) محذوف دلّ عليه السياق وهو الروح أو النفس (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (من) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره (راق) ، وهو مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة فهو اسم منقوص (بالساق) متعلّق ب (التفّت) ، (إلى ربّك) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (المساق) ، (يومئذ) ظرف زمان منصوب- أو مبنيّ- متعلّق بما تعلّق به الظرف إذا فهو بدل منه..
والمصدر المؤوّل (أنّه الفراق ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ظنّ.
جملة: «بلغت ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قيل ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة بلغت.
وجملة: «من راق ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «14» .
وجملة: «ظنّ ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة بلغت..
وجملة: «التفّت الساق ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة بلغت..
وجملة: «إلى ربّك ... المساق» لا محلّ لها تفسير لجواب إذا المقدّر أي:
إذا بلغت التراقي.. تساق إلى حكم ربّها.
الصرف:
(التراقي) جمع ترقوة، اسم للعظم الأعلى الممتدّ من القصّ إلى الكتف، أو هو مقدم الحلق في أعلى الصدر حيث ترقى فيه النفس، وزنه تفعلة بفتح التاء والعين واللام، ووزن التراقي تفاعل، وفيه إعلال بالقلب أصله التراقو، جاء ما قبل الواو مكسورا قلبت ياء.
(راق) ، اسم فاعل من (رقي) أو من (رقى) ، الأول بمعنى صعد باب فرح، والثاني قرأ عليه ليشفيه باب ضرب، وزنه فاع، فيه إعلال بالحذف لمناسبة التقاء الساكنين، فهو منقوص.
(المساق) ، مصدر ميميّ من الثلاثيّ ساق، وزنه مفعل بفتح الميم والعين، وفيه إعلال بالقلب أصله مسوق بفتح الميم والواو بينهما ساكن..
نقلت فتحة الواو إلى السين وسكّنت الواو- إعلال بالتسكين- تحرّكت السين بالفتح قبل الواو قلبت الواو ألفا- إعلال بالقلب-
البلاغة:
الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى «وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ» .
في الآية الكريمة استعارة تمثيلية، لشدة مفارقة المألوف من الوطن والأهل والولد والصديق، وشدة القدوم على ربه جلّ شأنه. وقد التفّت الشدتان ببعضهما، كما تلتف الساق على الساق. ويقال: شمرت الحرب عن ساق استعارة لشدّتها.
[سورة القيامة (75) : الآيات 31 الى 33]
فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى (31) وَلكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (32) ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (33)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (لا) نافية في الموضعين (لكن) حرف استدراك مهمل (إلى أهله) متعلّق ب (ذهب) .
جملة: «لا صدّق ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا صلّى ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «كذّب ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «تولّى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّب.
وجملة: «ذهب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّب أو تولّى.
وجملة: «يتمطّى ... » في محلّ نصب حال من فاعل ذهب.
الصرف:
(صلّى) ، الألف منقلبة عن ياء وأصلها واو لأنّ جمع الصلاة صلوات.. تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا، وزنه فعّل.
(يتمطّى) ، الألف منقلبة عن ياء وأصلها واو، فهي مأخوذة من المطا وهو الظهر، تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا، وزنه يتفعّل.
[سورة القيامة (75) : الآيات 34 الى 35]
أَوْلى لَكَ فَأَوْلى (34) ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى (35)
الإعراب:
(أولى) خبر لمبتدأ محذوف تقديره العقاب أو الهلاك «15» ، (لك) متعلّق ب (أولى) ، (الفاء) عاطفة (أولى) الثاني خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أي التهديد أو الشرّ (ثمّ) حرف عطف..
جملة: « (العقاب) أولى ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: « (هو) أولى ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «أولى لك ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة للتوكيد.
وجملة: « (هو) أولى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أولى لك.
[سورة القيامة (75) : آية 36]
أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً (36)
الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام التقريعيّ (أن) حرف مصدريّ ونصب (سدى) حال منصوبة من ضمير يترك.
والمصدر المؤوّل (أن يترك) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يحسب.
جملة: «يحسب ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يترك ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
الصرف:
(سدى) ، صفة مشتّقة للواحد والجمع يقال: إبل سدى أي مهملة.. و (الألف) منقلبة عن ياء.. وقال العكبري: الألف منقلبة عن واو.. وجاء في المصباح سديت الأرض فهي سدية من باب تعب كثر سداها وسدا الرجل سدوا من باب قال مدّ يده نحو الشيء، وسدا البعير سدوا مدّ يده في السير.. وأسديته تركته سدى أي مهملا.
[سورة القيامة (75) : الآيات 37 الى 40]
أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى (37) ثُمَّ كانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى (39) أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى (40)
الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام (يك) مضارع مجزوم وعلامة الجزم السكون الظاهر على النون المحذوفة للتخفيف (من منيّ) متعلّق بنعت ل (نطفة) ، والضمير اسم (كان) يعود على المنيّ، وفاعل (خلق) ضمير يعود على الله وكذلك (سوّى) و (جعل) ، (منه) متعلّق ب (جعل) بتضمينه معنى خلق (الذكر) بدل من الزوجين منصوب.
جملة: «لم يك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يمنى ... » في محلّ جرّ نعت منيّ.
وجملة: «كان ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لم يك.
وجملة: «خلق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كان.
وجملة: «سوّى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كان.
وجملة: «جعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كان.
40- (الهمزة) مثل الأولى (قادر) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ليس (أن) حرف مصدريّ ونصب.
والمصدر المؤوّل (أن يحيي..) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق ب (قادر) .
وجملة: «ليس ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(منيّ) ، اسم لماء الذكر المقذوف في الرحم، وزنه فعيل.
(يمنى) ، فيه إعلال بالقلب أصله يمني، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
(سوّى) ، فيه إعلال بالقلب أصله سوّي- بالياء في آخره- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
(الموتى) جمع ميّت.. انظر الآية (28) من سورة البقرة.
انتهت سورة «القيامة» ويليها سورة «الإنسان»
__________
(1) أو محلّ نصب حال من حمر لتخصّصه بالوصف بتقدير قد بحذف مضاف أي وقت مشيئة الله، متعلّق ب (يذكرون) .
(2) أو هو في محلّ نصب على الظرفيّة الزمانيّة.
(3) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(4) قيل (لا) ليست بزائدة فهي للنفي، وفي تفسير ذلك توجيهان: الأول نفي للقسم بيوم القيامة وبالنفس اللوّامة والثاني هي ردّ لكلام مقدّر، كأنّهم قالوا أنت مفتر على الله في البعث فقال لا ثمّ ابتدأ بالقسم.. وله نظير في كلام العرب.
(5) يجوز أن يكون اسمها ضمير متكلّم الجمع للتعظيم أي: أنّنا لن نجمع ...
(6) أي يريد الإنسان أن يدوم على فجوره في ما يستقبله من الزمان.
(7) يجوز أن تكون استئنافا بيانيّا.. أو بدل من جملة يريد.
(8) لا يجوز أن يكون اسم مكان لأنه يجب أن يكون على مفعل- بكسر العين- مضارعه يفرّ..
(9) لا يجوز تعليقه بالمستقرّ، فإن كان مصدرا ميمّيا فلا يتقدّم عليه المعمول، وإن كان اسم مكان فلا عمل له. [.....]
(10) أو هو خبر مقدّم للمبتدأ بصيرة بحذف موصوف أي عين بصيرة أو جوارح بصيرة، والجملة خبر عن المبتدأ الإنسان.
(11) كما يقال فلان حجّة أو عبرة.. ويجوز أن يقدّر الإنسان بالجوارح.
(12) انظر الآية (165) من الأعراف.
(13) جاز البدء بالنكرة لأنها وصفت.
(14) هي في الأصل مقول القول.
(18) حكى المحلّي أنّ (أولى) اسم فعل ماض بمعنى وليك شرّ بعد شرّ، والفاعل ضمير مستتر يعود على ما يفهم من السياق أي شرّ أو ما تكره، اللام في (لك) للتبيين فهي زائدة، وضمير المخاطب مفعول به، وأولى الثاني خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أي مضمون معنى أولى الأول.
-
رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء التاسع والعشرون
سورة القيامة
الحلقة (562)
من صــ181 الى صـ 196
سورة الإنسان
آياتها 31 آية
[سورة الإنسان (76) : آية 1]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً (1)
الإعراب:
(هل) حرف استفهام للتقرير «1» ، (على الإنسان) متعلّق ب (أتى) ، (حين) فاعل أتى مرفوع.
جملة: «أتى ... حين» لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «لم يكن ... » في محلّ نصب حال من الإنسان «2» .
الصرف:
(حين) ، اسم بمعنى المدّة غير المحدودة الكثيرة أو القليلة، وزنه فعل بكسر فسكون.
(الدهر) ، اسم للزمان الممتدّ غير المحدود، وزنه فعل بفتح فسكون.
(مذكور) ، اسم مفعول من الثلاثيّ ذكر، وزنه مفعول.
[سورة الإنسان (76) : آية 2]
إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْناهُ سَمِيعاً بَصِيراً (2)
الإعراب:
(من نطفة) متعلّق ب (خلقنا) ، (أمشاج) نعت ل (نطفة) «3» مجرور (الفاء) عاطفة (سميعا) حال منصوبة من المفعول بتضمين الفعل معنى خلقناه (بصيرا) حال ثانية منصوبة..
جملة: «إنّا خلقنا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «خلقنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «نبتليه ... » في محلّ نصب حال من فاعل خلقنا أو من المفعول «4» .
وجملة: «جعلناه ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة خلقنا..
الصرف:
(أمشاج) ، جمع مشج زنة فعل بفتحتين أو بفتح فسكون بمعنى خليط.
[سورة الإنسان (76) : آية 3]
إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً (3)
الإعراب:
(إمّا) حرف لتفصيل الأحوال (شاكرا) حال من مفعول هديناه منصوبة (الواو) عاطفة..
جملة: «إنّا هديناه ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هديناه ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
البلاغة
في قوله تعالى «إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً ... » .
فعند ما كان الشكر قليلا من يتصف به قال «شاكرا ... » ، فعبّر عنه باسم الفاعل، للدلالة على قلته، وأما إيراد الكفور بصيغة المبالغة، لمراعاة الفواصل، والإشعار بأن الإنسان قلما يخلو من كفران ما، فهو كثير من يتصف به، ويكثر وقوعه من الإنسان.
الفوائد:
- (إمّا) :
وهي حرف شرط وتفصيل، ولها خمسة معان:
1- الشك نحو: (جاءني إما حسن وإما حسين) إذا لم تعلم الجائي منهما.
1- الشك نحو: (جاءني إما حسن وإما حسين) إذا لم تعلم الجائي منهما.
2- الإبهام، كقوله تعالى: «وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ ... » .
3- التخيير، كقوله تعالى (إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقى) .
4- الإباحة، نحو (جالس إما الحسن وإما ابن سيرين) 5- التفصيل، كقوله تعالى: (إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً) .
و (إما) يبنى الكلام معها- من أول الأمر- على ما جيء بها لأجله، من شك وغيره، لذلك وجب تكرارها في غير ندور، و (أو) يفتتح الكلام معها على الجزم، ثم يطرأ الشك أو غيره، ولهذا لم تتكرر.
[سورة الإنسان (76) : آية 4]
إِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ سَلاسِلَ وَأَغْلالاً وَسَعِيراً (4)
الإعراب:
(للكافرين) متعلّق ب (أعتدنا) ، ومنع (سلاسل) من التنوين لأنه جمع على صيغة منتهى الجموع.
جملة: «إنّا أعتدنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أعتدنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
[سورة الإنسان (76) : الآيات 5 الى 10]
إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً (5) عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً (6) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً (7) وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً (8) إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً (9)
إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً (10)
الإعراب:
(من كأس) متعلّق ب (يشربون) ، (عينا) بدل من (كافورا) منصوب «5» ، (بها) متعلّق ب (يشرب) بتضمينه معنى يلتذّ أو يرتوي «6» ، (تفجيرا) مفعول مطلق منصوب.
جملة: «إنّ الأبرار يشربون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يشربون ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «كان مزاجها كافورا ... » في محلّ جرّ نعت لكأس.
وجملة: «يشرب بها ... » في محلّ نصب نعت ل عينا «7» وجملة: «يفجّرونها ... » في محلّ نصب حال من فاعل يشرب.
7- (بالنذر) متعلّق ب (يوفون) ، (يوما) مفعول به منصوب..
وجملة: «يوفون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليل لما سبق- وجملة: «يخافون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يوفون.
وجملة: «كان شرّه مستطيرا ... » في محلّ نصب نعت ل (يوما) .
8- (الواو) عاطفة (على حبّه) حال من الفاعل أو المفعول..
وجملة: «يطعمون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يوفون.
9- (إنّما) كافّة ومكفوفة (لوجه) متعلّق بحال من فاعل نطعم «8» ، (لا) نافية (منكم) متعلّق ب (نريد) (لا) الثانية زائدة لتأكيد النفي (شكورا) معطوف على (جزاء) منصوب مثله.
وجملة: «نطعمكم ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر هو حال من فاعل يطعمون أي: يطعمون الطعام قائلين إنّما نطعمكم..
وجملة: «لا نريد ... » في محلّ نصب حال من فاعل نطعمكم.
10- (من ربّنا) متعلّق ب (نخاف) «9» ..
وجملة: «إنّا نخاف ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «نخاف ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(5) مزاجها: اسم لما يمزج به، وزنه فعال بكسر الفاء.
(كافورا) ، اسم للمادّة المعروفة ذات اللون الأبيض والرائحة الطيّبة، وقد يكون علما لعين ماء في الجنّة، وزنه فاعول مشتقّ من الكفر وهو الستر، قيل لأنه يغطّي الأشياء برائحته.
(7) يوفون: فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف، أصله يوفيون..
استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الضمّة إلى الفاء قبلها، ثمّ حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع الواو.. وزنه يفعون.. وفيه أيضا حذف الهمزة من أوّله حذفا قياسيّا فهو مضارع أوفى مثل أكرم فحذفت الهمزة من المضارع كما حذفت من (يكرم) .
(مستطيرا) ، اسم فاعل من السداسيّ استطار بمعنى انتشر، مشتقّ من الطيران، وقال الفرّاء: المستطير المستطيل، وزنه مستفعل بضمّ الميم وكسر العين، وفيه إعلال بالتسكين أي تسكين الياء.
(10) عبوسا: صيغة مبالغة- أو صفة مشبّهة- من الثلاثيّ عبس، وزنه فعول بفتح الفاء.
(قمطريرا) ، اسم بمعنى الشديد من الأيام أو الشرّ، وزنه فعلليل.
البلاغة
المجاز: في قوله تعالى «يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً ... » .
وصف اليوم بالعبوس، مجاز على طريقين: أن يوصف بصفة أهله من الأشقياء، كقولهم: نهارك صائم- وأن يشبه في شدته وضرره بالأسد العبوس أو الشجاع الباسل.
[سورة الإنسان (76) : الآيات 11 الى 19]
فَوَقاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً (11) وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً (12) مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً (13) وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلاً (14) وَيُطافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوابٍ كانَتْ قَوارِيرَا (15)
قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوها تَقْدِيراً (16) وَيُسْقَوْنَ فِيها كَأْساً كانَ مِزاجُها زَنْجَبِيلاً (17) عَيْناً فِيها تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً (18) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ إِذا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً (19)
الإعراب:
(الفاء) عاطفة وكذلك (الواو) ، (شرّ) مفعول به ثان منصوب وكذلك (نضرة) ..
جملة: «وقاهم الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يوفون.. «10» .
وجملة: «لقّاهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة وقاهم الله..
12- (الواو) عاطفة (ما) حرف مصدريّ (جنّة) مفعول به ثان منصوب..
وجملة: «جزاهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة وقاهم الله.
وجملة: «صبروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
والمصدر المؤوّل (ما صبروا ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (جزاهم) و (الباء) سببيّة.
13- (متّكئين) حال منصوبة من ضمير المفعول في (جزاهم) ، (فيها) متعلّق بحال من الضمير في متّكئين، فهي متداخلة (على الأرائك) متعلّق ب (متّكئين) (لا) نافية (فيها) متعلّق ب (يرون) ، (لا) الثانية زائدة لتأكيد النفي.
وجملة: «لا يرون ... » في محلّ نصب حال ثانية من ضمير جزاهم.
14- (الواو) عاطفة في الموضعين (دانية) معطوفة على متّكئين (عليهم) متعلّق ب (دانية) بمعنى مائلة (ظلالها) فاعل اسم الفاعل دانية مرفوع (تذليلا) مفعول مطلق منصوب..
وجملة: «ذلّلت قطوفها ... » في محلّ نصب معطوفة على دانية «11» .
15- (الواو) عاطفة في الموضعين (عليهم) متعلّق ب (يطاف) ، (بآنية) نائب الفاعل لفعل يطاف (من فضّة) متعلّق بنعت ل (آنية) ، (قوارير) الثاني بدل من الأول منصوب (من فضّة) متعلّق بنعت ل (قوارير) ، (تقديرا) مفعول مطلق منصوب.
وجملة: «يطاف.. بآنية ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جزاهم..
وجملة: «كانت قواريرا ... » في محلّ جرّ نعت لأكواب.
وجملة: «قدّروها ... » في محلّ نصب نعت لقوارير الثاني «12» .
17- (الواو) عاطفة (فيها) متعلّق بحال من ضمير يسقون (عينا) بدل من (زنجبيلا) «13» ، (فيها) متعلّق بنعت ل (عينا) .
وجملة: «يسقون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يطاف..
وجملة: «كان مزاجها زنجبيلا ... » في محلّ نصب نعت ل (كأسا) .
وجملة: «تسمّى ... » في محلّ نصب نعت ل (عينا) الثاني.
19- (الواو) عاطفة (عليهم) متعلّق ب (يطوف) ، (لؤلؤا) مفعول به ثان منصوب..
وجملة: «يطوف عليهم ولدان ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يسقون.
وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » في محلّ رفع نعت لولدان ثان.
وجملة: «رأيتهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «حسبتهم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
الصرف:
(11) وقاهم: فيه إعلال بالقلب، أصله وقيهم، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
(لقّاهم) ، فيه إعلال بالقلب، أصله لقّيهم، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
(11) (نضرة) : مصدر الثلاثيّ نضر باب نصر وباب فرح وباب كرم، وزنه فعلة بفتح فسكون بمعنى الحسن.
(سرورا) ، مصدر الثلاثيّ سرّ باب نصر، وزنه فعول بضمّ الفاء، وثمّة مصادر أخرى للفعل هي سرّ بضمّ السين، وسرّى بضم السين وفتح الراء المشدّدة، ومسرّة بفتح فكسر، ومسرّة- مصدر ميميّ- بفتحتين.
(12) جزاهم: فيه إعلال بالقلب، أصله جزيهم، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
(13) زمهريرا: اسم بمعنى شدّة البرد- قيل هو القمر على لغة طيء- وزنه فعلليل.
(14) تذليلا: مصدر قياسيّ للرباعيّ ذلّل، وزنه تفعيل.
(15) يطاف: فيه إعلال بالقلب لمناسبة البناء للمجهول، جاء ما قبل الواو مفتوحا فقلبت ألفا.
(آنية) ، جمع إناء، اسم للوعاء وزنه فعال بكسر الفاء، والهمزة فيه منقلبة عن ياء لتطرّفها بعد ألف ساكنة، وزن آنية فاعلة، والمدّة فيه أصلها همزة وألف (أأنية) .
(17) يسقون: فيه إعلال بالحذف أصله يسقاون، التقى ساكنان فحذفت الألف وبقي ما قبل الواو مفتوحا دلالة على الحرف المحذوف، وزنه يفعون بضمّ الياء وفتح العين.
(زنجبيلا) ، اسم للنبات المعروف- وليس كزنجبيل الدنيا- وزنه فعلليل.
(18) سلسبيلا: إمّا اسم علم لماء في الجنّة، أو صفة مشبّهة للماء الذي هو في غاية السلاسة، قيل زيدت فيه الباء مبالغة فوزنه فعلبيل، أو بدون زيادته فوزنه فعلليل.
[سورة الإنسان (76) : الآيات 20 الى 22]
وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً (20) عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَساوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً (21) إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً (22)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (ثمّ) ظرف مكان مبنيّ على الفتح في محلّ نصب متعلّق ب (رأيت) الأول..
جملة: «رأيت ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «رأيت (الثانية) ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
21- (عاليهم) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف خبر مقدّم «14» للمبتدأ (ثياب) ، (خضر) نعت لثياب مرفوع (إستبرق) معطوف بالواو على ثياب مرفوع، و (الواو) في (حلّوا) نائب الفاعل (من فضّة) متعلّق بنعت ل (أساور) ، (شرابا) مفعول به ثان منصوب.
وجملة: «عاليهم ثياب ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «حلّوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة عاليهم ثياب «15» .
وجملة: «سقاهم ربّهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة حلّوا ...
22- (لكم) متعلّق بحال من جزاء (الواو) عاطفة..
وجملة: «إنّ هذا كان ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «كان لكم جزاء ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «كان سعيكم مشكورا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة كان (الأولى) .
الصرف:
(21) عاليهم: إمّا اسم فاعل من (علا) «16» ، أو هو ظرف على وزن اسم الفاعل كداخل الشيء وخارجه.
(حلّوا) ، فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف.. أصله حلّيوا- بياء مضمومة قبل الواو- استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الضمّة إلى اللام قبلها- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لاجتماعها ساكنة مع واو الجماعة- إعلال بالحذف-، وزنه فعّوا بضمّ الفاء والعين المشدّدة.
(سقاهم) ، فيه إعلال بالقلب ... أصله سقيهم- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
الفوائد:
ثمّ اسم يشار به إلى المكان البعيد كقوله تعالى: (وَأَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِينَ) وهو ظرف لا يتصرف، ولذلك غلط من أعربه مفعولا لرأيت في قوله تعالى: (وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً)
، ولا يتقدمه حرف التنبيه، ولا يتأخر عنه كاف الخطاب.
[سورة الإنسان (76) : الآيات 23 الى 26]
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً (23) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً (24) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (25) وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً (26)
الإعراب:
(نحن) ضمير في محلّ نصب مستعار لتوكيد الضمير اسم إنّ «17» ، (عليك) متعلّق ب (نزّلنا) ، (تنزيلا) مفعول مطلق منصوب.
جملة: «إنّا ... نزّلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «نزّلنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ 24- (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لحكم) متعلّق ب (اصبر) بتضمينه معنى أذعن (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (منهم) متعلّق بحال من (آثما) ، (أو) حرف عطف للإباحة..
وجملة: «اصبر ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن جاء قدر الله فاصبر.
وجملة: «لا تطع ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة الجواب.
25- (الواو) عاطفة (بكرة) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (اذكر) .
وجملة: «اذكر ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة الجواب.
26- (الواو) عاطفة في الموضعين (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (له) متعلّق ب (اسجد) ، (ليلا) ظرف منصوب متعلّق ب (سبّحه) .
وجملة: «اسجد ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي مهما حصل فاسجد والشرط المقدّر معطوف على الشرط المقدّر السابق.
وجملة: «سبّحه ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة اسجد.
[سورة الإنسان (76) : آية 27]
إِنَّ هؤُلاءِ يُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَراءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً (27)
الإعراب:
(وراءهم) ظرف مكان منصوب متعلّق بحال من (يوما) «18» .
(يوما) مفعول به منصوب.
جملة: «إنّ هؤلاء يحبّون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يحبّون ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «يذرون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يحبّون.
البلاغة
الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «يَوْماً ثَقِيلًا ... » : وصف اليوم بالثقيل لتشبيه شدته وهوله بثقل شيء قادح باهظ لحامله، بطريق الاستعارة.
[سورة الإنسان (76) : آية 28]
نَحْنُ خَلَقْناهُمْ وَشَدَدْنا أَسْرَهُمْ وَإِذا شِئْنا بَدَّلْنا أَمْثالَهُمْ تَبْدِيلاً (28)
الإعراب:
(تبديلا) مفعول مطلق منصوب..
جملة: «نحن خلقناهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «خلقناهم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (نحن) .
وجملة: «شددنا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة خلقناهم.
وجملة: «شئنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «بدّلنا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
الصرف:
(أسرهم) ، اسم بمعنى المفاصل والأعضاء، وفي القاموس:
الأسر الشدّة والغضب وشدّة الخلق وشددنا أسرهم أي مفاصلهم. وفي المختار: أسره الله أي خلقه، وشددنا أسرهم أي خلقهم، وزنه فعل بالفتح.
[سورة الإنسان (76) : الآيات 29 الى 31]
إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً (29) وَما تَشاؤُنَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً (30) يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً (31)
الإعراب:
الإشارة في (هذه) إلى السورة (الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (شاء) ماض في محلّ جزم فعل الشرط، وكذلك جواب الشرط (اتّخذ) ، (إلى ربّه) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله اتّخذ.
جملة: «إنّ هذه تذكرة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «من شاء ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «شاء ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «19» .
وجملة: «اتّخذ ... » لا محلّ لها جواب الشرط الجازم غير مقترنة بالفاء.
30- (الواو) عاطفة (ما) نافية، ومفعول (تشاؤون) محذوف أي الطاعة (إلّا) للحصر «20» ، (أن) حرف مصدريّ.
والمصدر المؤوّل (أن يشاء الله) في محلّ نصب ظرف زمان بحذف مضاف أي إلا وقت مشيئة الله «21» .
وجملة: «تشاؤون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من شاء.
وجملة: «يشاء الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «إنّ الله كان ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «كان عليما ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
31- (في رحمته) متعلّق ب (يدخل) ، (الواو) عاطفة (الظالمين) مفعول به لفعل محذوف على الاشتغال يفسّره ما بعده أي أوعد أو عاقب (لهم) متعلّق ب (أعدّ) ..
وجملة: «يدخل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: « (أوعد) الظالمين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يدخل.
وجملة: «أعدّ لهم ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
__________
(1) أو بمعنى قد.
(2) أو في محلّ رفع نعت لحين بتقدير الرابط فيه.
(3) جاء النعت جمعا لأن النطفة في معنى الجمع، أو لأنّ كلّ جزء من النطفة نطفة.
(4) يجوز أن تكون الجملة مستأنفة فلا محلّ لها.
(5) أو مفعول به عامله يشربون المتقدّم بحذف مضاف أي ماء عين.. أو هو مفعول به لفعل محذوف على الاشتغال بحذف مضاف أيضا، والجملة بعده تفسيريّة.
(6) أو من غير تضمين إذا كان الضمير يعود على الكأس.. أو هو متعلّق بحال من عينا إذا كانت علما بذاتها.. وبعض المفسّرين جعلوا الباء زائدة أي يشربها، مستدلّين بإحدى القراءات بتعدية الفعل إلى الضمير بنفسه.
(7) وإذا كان الضمير في (بها) يعود على الكأس فالجملة نعت ثان للكأس في محلّ جرّ.
(8) أو متعلّق- (نطعمكم) واللام سببيّة. [.....]
(9) أو متعلّق بحال من (يوما) - نعت تقدّم على المنعوت-
(10) في الآية (7) من السورة.
(11) أو معطوفة على جملة لا يرون.
(12) أو حال من قوارير لتخصّصه بالوصف.
(13) أو من (كأسا) منصوب مثله.
(14) أو هو حال من (نعيما) بتقدير مضاف أي: أهل نعيم وملك كبير و (ثياب) فاعل لاسم الفاعل عاليهم.
(15) أو في محلّ نصب معطوفة على الحال (عاليهم) إذا أعرب حالا.
(16) انظر الآية (83) من سورة يونس.
(17) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره جملة نزّلنا، والجملة الاسميّة خبر إنّ.
(18) وهو بمعنى أمامهم.. أو هو بمعنى وراء أي لا يعبؤون به فيجوز تعليقه ب (يذرون) .
(19) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(20) أو للاستثناء.
(21) أو في محلّ نصب مستثنى من أعمّ الأحوال بحذف مضاف أي ما تشاؤون الطاعة في كلّ حال إلّا في حال مشيئة الله.
-
رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء التاسع والعشرون
سورة المرسلات
الحلقة (563)
من صــ197 الى صـ 210
سورة المرسلات
آياتها 50 آية
[سورة المرسلات (77) : الآيات 1 الى 7]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً (1) فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً (2) وَالنَّاشِراتِ نَشْراً (3) فَالْفارِقاتِ فَرْقاً (4)
فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً (5) عُذْراً أَوْ نُذْراً (6) إِنَّما تُوعَدُونَ لَواقِعٌ (7)
الإعراب:
(الواو) واو القسم، وما بعده حروف عطف، والجارّ والمجرور متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم، و (المرسلات) نعت ناب عن منعوته، وكذلك الصفات التالية «1» ، (عرفا) مصدر في موضع الحال أي متتابعة «2» ، (العاصفات) معطوف على المرسلات مجرور مثله (عصفا) مفعول مطلق منصوب (الناشرات، الفارقات، الملقيات) أسماء معطوفة على المرسلات مجرورة مثله (نشرا، فرقا) مفعول مطلق منصوب (ذكرا) مفعول به لاسم الفاعل الملقيات منصوب (عذرا) مفعول لأجله منصوب عامله الملقيات «3» ، (أو) حرف عطف (ما) موصول في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) المزحلقة للتوكيد.
جملة: « (أقسم) بالمرسلات ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «إنّ ما توعدون لواقع ... » لا محلّ لها جواب القسم.
وجملة: «توعدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
الصرف:
(1) المرسلات: جمع المرسل، اسم مفعول من الرباعيّ أرسل، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين، والمرسلات هي الرياح أو الملائكة أو آيات القرآن الكريم.
(عرفا) ، اسم لشعر الفرس فوق الرقبة، وزنه فعل بضمّ فسكون.. أو هو مصدر بمعنى ضدّ النكر أو بمعنى التتابع، يقال: جاء القوم عرفا أي بعضهم وراء بعض، وللكلمة بضمّ الفاء معان كثيرة أخرى..
(2) العاصفات: جمع العاصفة مؤنّث العاصف.. انظر الآية (22) من سورة يونس.
(عصفا) ، مصدر سماعيّ للثلاثيّ عصف، وزنه فعل بفتح فسكون.
(3) الناشرات: جمع الناشرة مؤنّث الناشر.. اسم فاعل من الثلاثيّ نشر وزنه فاعل.
(نشرا) ، مصدر سماعيّ لثلاثيّ نشر، وزنه فعل بفتح فسكون.
(4) الفارقات: جمع الفارقة مؤنّث الفارق.. اسم فاعل من الثلاثيّ فرق، وزنه فاعل.
(فرقا) ، مصدر الثلاثيّ فرق، وزنه فعل بفتح فسكون.
(5) الملقيات: جمع الملقية مؤنّث الملقي، اسم فاعل من الرباعيّ ألقى، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.
(6) نذرا: جمع النذير بمعنى الإنذار، أي هو مصدر، أو اسم بمعنى المنذر أي على معنى اسم الفاعل، وزنه فعل بضمّ فسكون.
(7) إنّما: رسمت في المصحف متّصلة وحقّها أن تكون منفصلة لأن (ما) اسم موصول وليس حرفا مصدريا ولا كافّة.
[سورة المرسلات (77) : الآيات 8 الى 13]
فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (8) وَإِذَا السَّماءُ فُرِجَتْ (9) وَإِذَا الْجِبالُ نُسِفَتْ (10) وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (11) لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (12)
لِيَوْمِ الْفَصْلِ (13)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (إذا) ظرف في محلّ نصب متعلّق بالجواب المقدّر (النجوم) فاعل لفعل محذوف يفسّره فعل طمست أي غابت أو زالت، ونائب الفاعل ضمير مستتر يعود على النجوم (إذا السماء) مثل إذا النجوم، وتقدير الفعل المحذوف تشقّقت أو انشقّت «4» ، (إذا الجبال) مثل إذا النجوم، وتقدير الفعل المحذوف تفتّتت (إذا الرسل) مثل إذا النجوم، وتقدير الفعل المحذوف اجتمعت في الوقت المحدّد (لأيّ) متعلّق ب (أجّلت) ، (ليوم) متعلّق بفعل محذوف تقديره أجّلت..
جملة: « (غابت) النجوم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب إذا وما عطف عليه محذوف تقديره: فصل بين الخلائق أو بان الأمر.
وجملة: «طمست ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: « (تشقّقت) السماء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «فرجت ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: « (تفتّتت) الجبال ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «نسفت ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: « (اجتمعت) الرسل ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «أقّتت ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: «أجّلت ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر «5»
الصرف:
(11) أقّتت: قلبت فيه الواو همزة، أصله وقّتت، فلمّا ضمّت الواو قلبت إلى الهمزة لحمل الحركة.
[سورة المرسلات (77) : الآيات 14 الى 15]
وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الْفَصْلِ (14) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِين َ (15)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (ما) اسم استفهام مبتدأ في محلّ رفع «6» في الموضعين (ويل) مبتدأ مرفوع «7» (يومئذ) ظرف زمان منصوب- أو مبنيّ- مضاف إلى اسم ظرفيّ مبنيّ، والتنوين فيه عوض من جملة مقدّرة أي يوم إذا يفصل بين الخلائق (للمكذّبين) متعلّق بخبر المبتدأ (ويل) .
جملة: «ما أدراك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أدراك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) .
وجملة: «ما يوم ... » في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي أدراك. المعلّق بالاستفهام.
وجملة: «ويل ... للمكذّبين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
[سورة المرسلات (77) : الآيات 16 الى 19]
أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ (16) ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ (17) كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِين َ (18) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِين َ (19)
الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام التقريريّ، وحرّك (نهلك) بالكسر لالتقاء الساكنين (ثمّ) حرف عطف «8» ..
جملة: «نهلك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «نتبعهم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
(كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نفعل (بالمجرمين) متعلّق ب (نفعل) ، (ويل.. للمكذّبين) مثل الأول «9» .
وجملة: «نفعل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ويل ... للمكذّبين» لا محلّ لها استئنافيّة للتوكيد.
[سورة المرسلات (77) : الآيات 20 الى 24]
أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ (20) فَجَعَلْناهُ فِي قَرارٍ مَكِينٍ (21) إِلى قَدَرٍ مَعْلُومٍ (22) فَقَدَرْنا فَنِعْمَ الْقادِرُونَ (23) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِين َ (24)
الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام التقريريّ «10» ، (من ماء) متعلّق ب (نخلقكم) ، (في قرار) متعلّق ب (جعلناه) بتضمينه معنى وضعناه (إلى قدر) متعلّق بمحذوف حال من الهاء في (جعلناه) أي مؤخّرا إلى قدر..
جملة: «نخلقكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «جعلناه ... » لا محلّ لها معطوفة على استئنافيّة.
(الفاء) عاطفة في الموضعين، والمخصوص بالمدح محذوف تقديره نحن (ويل.. للمكذّبين) مثل الأولى.
جملة: «قدرنا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة- أو جعلناه- وجملة: «نعم القادرون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قدرنا.
وجملة: «ويل ... للمكذّبين» لا محلّ لها استئنافيّة للتوكيد..
[سورة المرسلات (77) : الآيات 25 الى 28]
أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً (25) أَحْياءً وَأَمْواتاً (26) وَجَعَلْنا فِيها رَواسِيَ شامِخاتٍ وَأَسْقَيْناكُم ْ ماءً فُراتاً (27) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِين َ (28)
الإعراب:
(كفاتا) مفعول به ثان منصوب (أحياء) مفعول به ل (كفاتا) «11» ، (الواو) عاطفة في الموضعين (فيها) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (ماء) مفعول به ثان منصوب (ويل.. للمكذّبين) مثل الأولى.
جملة: «نجعل الأرض ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «جعلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «أسقيناكم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «ويل ... للمكذّبين» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(كفاتا) ، اسم فاعل جمع كافت، أو هو مصدر الثلاثيّ كفت كحساب، أو اسم للموضع يكفت فيه الشيء أي يضمّ.. وزنه فعال بكسر الفاء.
(شامخات) ، جمع شامخة مؤنّث شامخ. اسم فاعل من الثلاثيّ شمخ بمعنى علا وارتفع وزنه فاعل.
البلاغة
1- التنكير: في قوله تعالى «أَحْياءً وَأَمْواتاً» .
قيل أحياء وأمواتا على التنكير، وهي كفات الأحياء والأموات جميعا، وذلك للتفخيم، كأنه قيل: تكفت أحياء لا يعدون، وأمواتا لا يحصرون، على أنّ أحياء الإنس وأمواتهم ليسوا بجميع الأحياء والأموات.
2- التنكير: في قوله تعالى «رَواسِيَ شامِخاتٍ» و «ماءً فُراتاً» .
فائدة التنكير هو إفادة التبعيض، لأن في السماء جبالا، قال الله تعالى «وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ» وفيها ماء فرات أيضا، بل هي منبعه ومصبه - ويحتمل أن يكون للتفخيم.
[سورة المرسلات (77) : الآيات 29 الى 34]
انْطَلِقُوا إِلى ما كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (29) انْطَلِقُوا إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ (30) لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ (31) إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (32) كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ (33)
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِين َ (34)
الإعراب:
(إلى ما) متعلّق ب (انطلقوا) ، (به) متعلّق ب (تكذّبون) ، (إلى ظلّ) متعلّق ب (انطلقوا) الثاني (ذي) نعت لظلّ مجرور وعلامة الجرّ الياء (لا) نافية (ظليل) نعت لظلّ مجرور (لا) الثانية نافية (من اللهب) متعلّق بنعت لمفعول مقدّر أي لا يدفع شيئا من اللهب، والضمير في (إنّها) يعود على النار (بشرر) متعلّق ب (ترمي) ، (كالقصر) متعلّق بنعت ل (شرر) ، (ويل..
للمكذّبين) مثل الأولى.
جملة: «انطلقوا ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر..
وجملة: «كنتم به تكذّبون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «تكذّبون ... » في محلّ نصب خبر كنتم.
وجملة: «انطلقوا (الثانية) » في محلّ نصب بدل من جملة انطلقوا الأولى.
وجملة: «لا يغني ... » في محلّ جرّ معطوفة على النعت ظليل.
وجملة: «إنّها ترمي ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «ترمي ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «كأنّه جمالة ... » في محلّ جرّ نعت ثان لشرر «12» .
وجملة: «ويل ... للمكذّبين» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(30) شعب: جمع شعبة، اسم بمعنى الفرقة، وزنه فعلة بضمّ فسكون، والجمع فعل بضمّ ففتح.
(31) اللهب: اسم للسان النار وزنه فعل بفتحتين.
(32) شرر: اسم جمع لما يتطاير من النار وزنه فعل بفتحتين، والواحدة شرارة زنة فعالة بالفتح.
(33) جمالة: إمّا جمع جمل كحجر وحجارة زنة فعالة بكسر الفاء.. أو هو اسم جمع..
البلاغة
التشبيه المرسل: في قوله تعالى «إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ» .
فقد شبه الشرر، حين ينفصل من النار، في عظمته، بالقصر وحين يأخذ في الارتفاع والانبساط، لانشقاقه عن أعداد غير محصورة، بالجمال، لتصور الانشقاق والكثرة والصفرة والحركة المخصوصة. وقد روعي الترتيب في التشبيه، والقصور والجمال يشبّه بعضها ببعض فالتشبيه الثاني بيان للتشبيه الأول، على معنى أن التشبيه بالقصر كان المتبادر منه إلى الفهم العظم فحسب.
[سورة المرسلات (77) : الآيات 35 الى 37]
هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ (35) وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ (36) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِين َ (37)
الإعراب:
(لا) نافية في الموضعين (لهم) نائب الفاعل (الفاء)
عاطفة «13» ، (ويل.. للمكذّبين) مثل الأولى، جملة: «هذا يوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ينطقون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «يؤذن لهم ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة ينطقون.
وجملة: «يعتذرون ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يؤذن لهم.
وجملة: «ويل.. للمكذّبين» لا محلّ لها استئنافيّة.
الفوائد:
- تفصيل وبيان:
في قوله تعالى (وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها) قرأ عيسى بن عمر: (فيموتون) عطفا على يقضى، وأجاز ابن خروف فيه الاستئناف على معنى السببية، وقرأ السبعة (لا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ ) ، وقد كان النصب ممكنا، مثله في (فيموتوا) ، ولكن عدل عنه لتناسب الفواصل، والمشهور أنه لم يقصد إلى معنى السببية، بل إلى مجرد العطف على الفعل وإدخاله معه في سلك النفي، لأن المراد ب (لا يُؤْذَنُ لَهُمْ) نفي الإذن في الاعتذار، وقد نهوا عنه في قوله تعالى (لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ) ، فلا يتأتى العذر منهم بعد ذلك. وذكر ابن مالك بدر الدين أنه مستأنف بتقدير (فهم يعتذرون) ، وهو مشكل على مذهب الجماعة، لاقتضائه ثبوت الاعتذار مع انتفاء الإذن، كما في قولك (ما تؤذينا فنحبك) بالرفع وقد أجاب أبو البقاء عن الوجه الثاني- أي الاستئناف- بقوله: أي (فهم يعتذرون) فيكون المعنى أنهم لا ينطقون نطقا ينفعهم، أي لا ينطقون في بعض المواقف، وينطقون في بعضها، وليس بجواب النفي، إذ لو كان كذلك لحذف النون.
[سورة المرسلات (77) : الآيات 38 الى 40]
هذا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْناكُمْ وَالْأَوَّلِينَ (38) فَإِنْ كانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ (39) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِين َ (40)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (الأوّلين) معطوف على ضمير الخطاب في (جمعناكم) منصوب (الفاء) عاطفة (كان) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط (لكم) متعلّق بخبر كان (الفاء) رابطة لجواب الشرط، و (النون) في (كيدون) للوقاية قبل ياء المتكلّم المحذوفة لمناسبة فاصلة الآية (ويل..
للمكذّبين) مثل الأولى.
جملة: «هذا يوم الفصل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «جمعناكم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «14» .
وجملة: «كان لكم كيد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هذا يوم..
وجملة: «كيدون ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «ويل ... للمكذّبين» لا محلّ لها استئنافيّة.
[سورة المرسلات (77) : الآيات 41 الى 45]
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ (41) وَفَواكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ (42) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (43) إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (44) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِين َ (45)
الإعراب:
(في ظلال) متعلّق بخبر إنّ (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (فواكه) معطوف على ظلال مجرور، ومنع من التنوين لأنه على صيغة منتهى الجموع (ممّا) متعلّق بنعت ل (فواكه) ..
جملة: «إنّ المتّقين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يشتهون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
(هنيئا) حال منصوبة من فاعل كلوا واشربوا (ما) حرف مصدريّ «15» ..
والمصدر المؤوّل (ما كنتم..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (هنيئا) ، و (الباء) سببيّة.
(كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نجزي «16» ، (ويل..
للمكذّبين) مثل الأولى.
وجملة: «كلوا ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي يقول الله لهم أو الملائكة كلوا..
وجملة: «اشربوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة كلوا وجملة: «كنتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «تعملون ... » في محلّ نصب خبر كنتم.
وجملة: «إنّا ... نجزي» لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «نجزى ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «ويل ... للمكذّبين» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(42) يشتهون: فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف، أصله يشتهيون- بياء مضمومة قبل الواو استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الحركة إلى الهاء- إعلال بالتسكين-، التقى ساكنان الياء والواو حذفت الياء- إعلال بالحذف- وزنه يفتعون.
البلاغة
المجاز المرسل: في قوله تعالى «إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ» .
مجاز مرسل علاقته المحلية، وهي الجنة، لأن الظلال تمتد، والعيون تجري، والفواكه تكون فيها ناضجة.
[سورة المرسلات (77) : الآيات 46 الى 47]
كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلاً إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ (46) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِين َ (47)
الإعراب:
(قليلا) مفعول فيه نائب عن الظرف لأنه صفته أي زمنا قليلا «17» ، (ويل.. للمكذّبين) مثل الأول.
جملة: «كلوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة، والخطاب للكافرين في الدنيا.
وجملة: «تمتّعوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «إنّكم مجرمون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
[سورة المرسلات (77) : الآيات 48 الى 49]
وَإِذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ (48) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِين َ (49)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (لهم) متعلّق ب (قيل) ، (لا) نافية (ويل..للمكذّبين) مثل الأولى.
جملة: «قيل ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «اركعوا ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «18» .
وجملة: «لا يركعون ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «ويل ... للمكذّبين» لا محلّ لها استئنافيّة.
[سورة المرسلات (77) : آية 50]
فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50)
الإعراب:
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (بأيّ) متعلّق ب (يؤمنون) ، (بعده) ، ظرف منصوب متعلّق بنعت ل (حديث) .
جملة: «يؤمنون ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي: إن لم يؤمنوا بالقرآن فبأيّ حديث بعده يؤمنون.
الفوائد:
- (أيّ) اسم معرب، وتأتي على خمسة أوجه:
1- شرطا: كقوله تعالى: «أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى» (أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَيَّ) 2- استفهاما: كقوله تعالى (أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً) وقوله تعالى في الآية التي نحن بصددها (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ) .
3- وموصولا: كقوله تعالى ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا أي الذي هو أشد وهي هنا مبنية مع كونها مضافة، ولا ضير في ذلك.
4- أن تدل على معنى الكمال فتقع صفة للنكره نحو (زيد رجل أيّ رجل) أي كامل في صفات الرجال، وحالا للمعرفة ك (مررت بعبد الله أيّ رجل) .
5- أن تكون وصلة الى نداء ما فيه (ال) نحو (يا أيها الرجل) .
انتهى الجزء التاسع والعشرون ويليه الجزء الثلاثون
__________
(1) المرسلات أي الرياح المرسلات على الأرجح، وكذلك العاصفات والناشرات، والفارقات آيات القرآن الكريم، والملقيات الملائكة.. [.....]
(2) يجوز أن يكون مفعولا لأجله إن كان العرف ضدّ النكر، فالمرسلات يعني الملائكة.
(3) أو هو بدل من (ذكرا) منصوب.
(4) كقوله تعالى في سورة الفرقان: «ويوم تشقّق السماء ... » وفي سورة الانشقاق «إذا السماء انشقّت ... » .
(5) وهذا القول المقدّر حال من ضمير أقّتت.. أو هو جواب الشرط (إذا) الأول أي: إذا النجوم طمست.. يقال.
(6) الاستفهام الأول للاستبعاد والثاني للتهويل.
(7) سوّغ الابتداء بالنكرة لكون اللفظ دعاء.
(8) أو استئناف.. انظر الآية (19) من سورة العنكبوت.
(9) والجملة قد تكون للتوكيد أو لتقييد الويل هنا بعذاب الدنيا وهناك بعذاب الآخرة- كذا فسّره البيضاوي-
(10) أي للتقرير.. أو هو للتوبيخ.
(11) و (كفات) هو مصدر كفت، أو هو اسم فاعل جمع كافت كصائم وصيام.. أو هو مفعول لفعل محذوف تقديره تضمّ إذا كان (كفاتا) اسم مكان أو اسم للوعاء الذي يكفت فيه.
(12) أو في محلّ نصب حال من الشرر لأنه تخصّص بالوصف.
(13) هي عاطفة فقط وليست سببيّة، فالنفي متوجّه إلى الإذن والاعتذار.. ولو كانت سببيّة لنصب الفعل بعدها. هذا ويجوز حمل المعنى على الاستئناف أي هم يعتذرون في بعض حالات نطقهم.
(14) أو في محلّ نصب حال من يوم الفصل، والرابط مقدّر، والعامل فيها الإشارة أي جمعناكم فيه.
(15) أو اسم موصول في محلّ جرّ والعائد محذوف، والجملة بعده صلة. [.....]
(16) لأنّ الإشارة إلى الجزاء أي إنّا نجزي المحسنين جزاء كذلك الجزاء المذكور.
(17) يجوز أن يكون مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر أي تمتّعا قليلا.
(18) هي مقول القول في الأصل.
-
رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثلاثون
سورة النبأ
الحلقة (564)
من صــ211 الى صـ 225
الجزء الثلاثون
سورة النبأ
آياتها 40 آية
[سورة النبإ (78) : الآيات 1 الى 3]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
عَمَّ يَتَساءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3)
الإعراب:
(عمّ) متعلّق ب (يتساءلون) ، (عن النبأ) متعلّق بفعل محذوف تقديره يتساءلون (الذي) موصول في محلّ جرّ نعت ثان للنبأ (فيه) متعلّق ب (مختلفون) .
جملة: «يتساءلون ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: « (يتساءلون) عن النبأ ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «هم فيه مختلفون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
الفوائد:
- (ما) الاستفهامية:
ومعناها: (أيّ شيء) كقوله تعالى (ما هِيَ) (ما لَوْنُها) (وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى) ، ويجب حذف ألف (ما) الاستفهامية إذا جرّت، وإبقاء الفتحة دليلا عليها، نحو: فيم، إلام، علام، بم. وقال الكميت بن زيد:
فتلك ولاة السوء قد طال مكثهم ... فحتام حتام العناء المطوّل
الشاهد فيه دخول حتى على ما الاستفهامية فحذفت ألفها. وكذلك قوله تعالى في الآية التي نحن بصددها (عَمَّ يَتَساءَلُونَ) .
وأما قول حسان:
على ما قام يشتمني ليئم ... كخنزير تمرغ في رماد
فهذا ضرورة شعرية لا يقاس عليها.
وإذا ركّبت (ما) الاستفهامية مع (ذا) لم تحذف ألفها نحو (لماذا جئت) لأن ألفها قد صارت حشوا.
[سورة النبإ (78) : الآيات 4 الى 5]
كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ (5)
الإعراب:
(كلّا) حرف ردع وزجر في الموضعين عن التساؤل (السين) للاستقبال (ثمّ) للعطف جملة: «سيعلمون (الأولى) » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «سيعلمون (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة لزيادة الوعيد والتهديد.
[سورة النبإ (78) : الآيات 6 الى 16]
أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً (6) وَالْجِبالَ أَوْتاداً (7) وَخَلَقْناكُمْ أَزْواجاً (8) وَجَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً (10)
وَجَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً (11) وَبَنَيْنا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِداداً (12) وَجَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً (13) وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً (14) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَباتاً (15)
وَجَنَّاتٍ أَلْفافاً (16)
الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام التقريريّ (مهادا) مفعول به ثان منصوب (الجبال أوتادا) مثل الأرض مهادا ومعطوف عليه.
جملة: «نجعل الأرض ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
8- 11 (الواو) عاطفة (أزواجا) حال منصوبة من ضمير المفعول في (خلقناكم) ، (سباتا) مفعول به ثان منصوب وكذلك (لباسا، معاشا) .
وجملة: «خلقناكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نجعل.
وجملة: «جعلنا (الأولى) » لا محلّ لها معطوفة على جملة نجعل.
وجملة: «جعلنا (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة نجعل.
وجملة: «جعلنا (الثالثة) » لا محلّ لها معطوفة على جملة نجعل.
12- (فوقكم) ظرف منصوب متعلّق ب (بنينا) بتضمينه معنى رفعنا (سبعا) مفعول به منصوب- وهو نعت عن منعوت محذوف أي سموات سبعا- وجملة: «بنينا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نجعل ...
13- (سراجا) مفعول به منصوب عامله جعلنا بتضمينه معنى خلقنا «1» .
وجملة: «جعلنا (الرابعة) » لا محلّ لها معطوفة على جملة نجعل ...
14- 16 (من المعصرات) متعلّق ب (أنزلنا) ، (اللام) للتعليل (نخرج) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام.
والمصدر المؤول (أن نخرج..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أنزلنا) وجملة: «أنزلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نجعل..
وجملة: «نخرج ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
الصرف:
(11) معاشا: مصدر ميميّ بمعنى المعيشة، وقصد به ظرف الزمان إذ لم يثبت مجيئه في اللغة اسم زمان فيجب تقدير مضاف محذوف أي وقت معاش، كقولنا آتيك طلوع الفجر أي وقت طلوع الفجر. وزنه مفعل بفتح الميم والعين، وفيه إعلال بالقلب والأصل معيش- بفتح الياء- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
(13) وهّاجا، صفة مشبّهة باسم الفاعل من الثلاثيّ وهج يوهج باب فتح أو وهج يهج باب ضرب وزنه فعّال بفتح الفاء وتشديد العين، وقد يقصد به المبالغة.
(14) المعصرات: جمع المعصرة مؤنّث المعصر، اسم للسحابة التي حان وقت إمطارها، وزنه مفعلات بضمّ الميم وكسر العين.
(ثجّاجا) ، مبالغة اسم الفاعل من الثلاثيّ ثجّ- المتعدّي أو اللازم- باب ضرب وزنه فعّال بالفتح.
(15) حبّا، اسم جمع واحدته حبّة، وزنه فعل بفتح فسكون.
(16) ألفافا: جمع لفيف زنة فعيل كشريف وأشراف، أو بمعنى ملتفّة لا واحد له، أو جمع لفّ بكسر اللام كسّر وأسرار، ووزن ألفاف أفعال.
البلاغة
التشبيه: في قوله تعالى «أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً وَالْجِبالَ أَوْتاداً» .
شبه الجبال بأوتاد الخيام التي تمنعها من الاضطراب، كما تمنع الجبال الأرض أن تميد بأهلها.
التشبيه البليغ: في قوله تعالى «وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً» .
ووجه الشبه الستر، لأن كلا من اللباس والليل يستر المتلبس به. والمعنى جعلناه ساترا لكم عن العيون، إذا أردتم هربا من عدو، أو بياتا له، أو خفاء ما لا تحبون الاطلاع عليه من كثير من الأمور.
[سورة النبإ (78) : الآيات 17 الى 20]
إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كانَ مِيقاتاً (17) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً (18) وَفُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً (19) وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً (20)
الإعراب:
(يوم) الثاني بدل من (ميقاتا) «2» ، (في الصور) نائب الفاعل (أفواجا) حال منصوبة من الفاعل..
جملة: «إنّ يوم الفصل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كان ميقاتا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «ينفخ في الصور ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «تأتون ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة ينفخ «3» .
19- 20 (الواو) عاطفة في الموضعين، وكذلك (الفاء) في الموضعين..
وجملة: «فتحت السماء ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة تأتون «4» .
وجملة: «كانت أبوابا» في محلّ جرّ معطوفة على جملة فتحت.
وجملة: «سيّرت الجبال» في محلّ جرّ معطوفة على جملة تأتون «5» .
وجملة: «كانت سرابا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة سيّرت.
الصرف:
(19) أبوابا: جمع باب، اسم جامد، والألف منقلبة عن واو كما يرى في الجمع، وزنه فعل بفتحتين، تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا.
البلاغة
التشبيه البليغ: في قوله تعالى «وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً» .
حيث شبه الجبال بالسراب، وحذف الأداة ووجه الشبه، والجامع أن كلا من الجبال والسراب يرى على شكل شيء وليس هو بذلك الشيء.
[سورة النبإ (78) : الآيات 21 الى 30]
إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً (21) لِلطَّاغِينَ مَآباً (22) لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً (23) لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا شَراباً (24) إِلاَّ حَمِيماً وَغَسَّاقاً (25)
جَزاءً وِفاقاً (26) إِنَّهُمْ كانُوا لا يَرْجُونَ حِساباً (27) وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً (28) وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ كِتاباً (29) فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذاباً (30)
الإعراب:
(للطاغين) متعلّق ب (مرصادا) ، (مآبا) خبر كانت ثان (لابثين) حال منصوبة من الطاغين (فيها) متعلّق ب (لابثين) ، (أحقابا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (لابثين) ، (لا) نافية والثانية زائدة لتأكيد النفي (فيها) متعلّق بحال من فاعل يذوقون «6» ، (شرابا) معطوف بالواو على (بردا) منصوب (إلّا) للاستثناء (حميما) بدل من (شرابا) «7» ، (جزاء) مفعول مطلق لفعل محذوف «8» ، (وفاقا) نعت ل (جزاء) منصوب..
جملة: «إنّ جهنّم كانت ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كانت مرصادا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «لا يذوقون ... » في محلّ نصب حال من ضمير لابثين.
25- 29 (لا) نافية (الواو) عاطفة في الموضعين (بآياتنا) متعلّق ب (كذّبوا) ، (كذّابا) مفعول مطلق منصوب (كلّ) مفعول به لفعل محذوف على الاشتغال أي أحصينا كلّ ... (كتابا) مفعول مطلق نائب عن المصدر «9» .
وجملة: «إنّهم كانوا ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «كانوا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «لا يرجون ... » في محلّ نصب خبر كانوا.
وجملة: «كذّبوا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة كانوا «10» .
وجملة: « (أحصينا) كلّ شيء ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «أحصيناه ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
30- (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (الفاء) تعليليّة (إلّا) للحصر ...
(عذابا) مفعول به ثان منصوب.
وجملة: «ذوقوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كذّبتم في الدنيا فذوقوا العذاب في الآخرة.. وجملة الشرط المقدّرة مقول القول لقول مقدّر ...
وجملة: «لن نزيدكم ... » لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(21) مرصادا: اسم بمعنى الطريق جاء على وزن صيغة المبالغة من الثلاثيّ رصد بمعنى رقب، أي هي راصدة الكافرين تترقّبهم، أو هي مرصدة لهم ومعدّة لتعذيبهم.
(23) لابثين جمع لابث اسم فاعل من الثلاثيّ لبث، وزنه فاعل، (أحقابا) ، جمع حقب بضمّ فسكون.. انظر الآية (60) من سورة الكهف.
(24) بردا: قد يكون اسما بمعنى النوم، وقد سمّي النوم بردا لأنه يبرد صاحبه وهو لغة هذيل.. وانظر الآية (69) من سورة الأنبياء.
(26) وفاقا: مصدر سماعيّ للرباعيّ وافق، وزنه فعال بكسر الفاء، واستعمل في موضع الصفة مبالغة.
(28) كذّابا: مصدر سماعيّ للرباعيّ كذّب، وزنه فعّال بكسر الفاء وتشديد العين المفتوحة.
(29) كتابا: مصدر بمعنى الكتابة أو بمعنى الإحصاء، وزنه فعال بكسر الفاء.
[سورة النبإ (78) : الآيات 31 الى 37]
إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً (31) حَدائِقَ وَأَعْناباً (32) وَكَواعِبَ أَتْراباً (33) وَكَأْساً دِهاقاً (34) لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا كِذَّاباً (35)
جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً (36) رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا الرَّحْمنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطاباً (37)
الإعراب:
(للمتّقين) متعلّق بخبر إنّ (حدائق) بدل من (مفازا) منصوب مثله، ومنع من التنوين لأنه على صيغة منتهى الجموع، ومثله (كواعب) المعطوف، (أترابا) نعت لكواعب منصوب ...
جملة: «إنّ للمتّقين مفازا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
35- 37 (لا) نافية والثانية زائدة لتأكيد النفي (فيها) متعلّق بحال من فاعل يسمعون «11» ، (جزاء) مرّ إعرابه «12» ، (عطاء) بدل من جزاء منصوب «13» (حسابا) نعت لعطاء «14» ... (ربّ) بدل من ربّك مجرور (ما) موصول في محلّ جرّ معطوف بالواو على السموات (الرحمن) نعت لربّ الثاني (لا) نافية (منه) متعلّق ب (يملكون) بتضمينه معنى ينالون.
وجملة: «لا يسمعون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «15» .
وجملة: «لا يملكون ... » في محلّ نصب حال من الرحمن.
الصرف:
(31) مفازا: مصدر ميميّ من الثلاثيّ فاز، وزنه مفعل بفتح الميم والعين ففيه إعلال بالقلب، أصله مفوز تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا ... ويجوز أن يكون اسم مكان.
(33) كواعب: جمع كاعب، اسم فاعل من الثلاثيّ كعبت الجارية باب نصر، بدا ثديها للنهود، وزنه فاعل، والجمع فواعل.
(34) دهاقا: صفة مشبّهة من دهق الكأس ملأها، باب فتح،- أو أفرغها- من الأضداد، والكأس الدهاق الممتلئة، وزنه فعال بكسر الفاء.
[سورة النبإ (78) : آية 38]
يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً (38)
الإعراب:
(يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يملكون) «16» المنفيّ (صفّا) مفعول مطلق لفعل محذوف «17» (لا) نافية (إلّا) للاستثناء (من) موصول في محلّ رفع بدل من فاعل يتكلّمون «18» ، (له) متعلّق ب (أذن) ، (صوابا) مفعول به منصوب، وهو نعت عن منعوت محذوف أي قال كلاما صوابا.
جملة: «يقوم الروح ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «لا يتكلّمون ... » في محلّ نصب حال من الروح والملائكة.
وجملة: «أذن له الرحمن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أذن له الرحمن.
الصرف:
(صواب) اسم مصدر من الرباعيّ أصاب، وزنه فعال بفتح الفاء.
[سورة النبإ (78) : آية 39]
ذلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ مَآباً (39)
الإعراب:
(اليوم) بدل من الإشارة مرفوع- أو عطف بيان عليه- (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (شاء) ماض في محلّ جزم فعل الشرط، والفاعل يعود على من (اتّخذ) مثل شاء جواب الشرط (إلى ربّه) متعلّق بحال من (مآبا) وهو المفعول الثاني منصوب.. والمفعول الأول محذوف أي اتّخذ الإيمان ...
جملة: «ذلك اليوم الحقّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «من شاء ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن عرفتم أمر ذلك اليوم فمن شاء ...
وجملة: «شاء ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «19» .
وجملة: «اتّخذ ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
[سورة النبإ (78) : آية 40]
إِنَّا أَنْذَرْناكُمْ عَذاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً (40)
الإعراب:
(عذابا) مفعول به ثان منصوب (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (عذابا) ، (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به بتضمين ينظر معنى يرى (يا) للتنبيه..
جملة: «إنّا أنذرناكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أنذرناكم ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «ينظر المرء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قدّمت يداه ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «يقول الكافر ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة ينظر المرء.
وجملة: «ليتني كنت ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كنت ترابا ... » في محلّ رفع خبر ليت.
الفوائد:
- حذف نون المثنى وجمع المذكر السالم عند الإضافة:
ورد في هذه الآية قوله تعالىَ وْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً)
. الملاحظ في كلمة (يداه) أن النون حذفت منها لإضافتها إلى الضمير (الهاء) . وهذه قاعدة مطردة في المثنى وجمع المذكر السالم. وفي جمع المذكر السالم كقولنا (جاء عاملو المحطة) . وكذلك الاسم المفرد يحذف منه التنوين إذا أضيف كقولنا (هذا فتى الفتيان) . ومن هنا جاء قولهم والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
__________
(1) يجوز أن يكون (سراجا) مفعولا ثانيا.. والمفعول الأول محذوف أي جعلنا الشمس سراجا.
(2) أو بدل من اسم إنّ.. أو متعلّق ب (تأتون) .
(3) وإذا تعلّق الظرف (يوم) ب (تأتون) كانت الجملة معطوفة على الاستئنافيّة.
(4) أو معطوفة على جملة ينفخ.
(5) أو معطوفة على جملة ينفخ.
(6) أو متعلّق ب (يذوقون) .
(7) جعله بعضهم منصوبا على الاستثناء المنقطع.
(8) أو مفعول لأجله منصوب.
(9) إمّا لأن الكتابة إحصاء، أو لأنّ أحصيناه بمعنى كتبناه ... ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال بمعنى مكتوبا.
(10) أو في محلّ نصب حال بتقدير قد.
(11) أو متعلّق ب (يسمعون) . [.....]
(12) في الآية (26) من السورة.. ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال أي مجازين.
(13) أو مفعول مطلق لفعل محذوف.. أو مصدر في موضع الحال من فاعل يسمعون.
(14) أو مفعول مطلق لفعل محذوف.
(15) أو في محلّ نصب نعت لحدائق.
(16) في الآية السابقة (37) .
(17) والجملة المقدّرة حال من الروح والملائكة. أو هو مصدر في موضع الحال أي مصطفّين.
(18) أو في محلّ نصب على الاستثناء.
(19) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
-
رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثلاثون
سورة النازعات
الحلقة (565)
من صــ226 الى صـ 236
سورة النازعات
آياتها 46 آية
[سورة النازعات (79) : الآيات 1 الى 5]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً (1) وَالنَّاشِطاتِ نَشْطاً (2) وَالسَّابِحاتِ سَبْحاً (3) فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً (4)
فَالْمُدَبِّرات ِ أَمْراً (5)
الإعراب:
(الواو) واو القسم، والجارّ والمجرور متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (غرقا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو ملاقيه في المعنى «1» ، (الواو) عاطفة في الموضعين وكذلك (الفاء) في الموضعين (أمرا) مفعول به لاسم الفاعل على المدبّرات.
جملة: « (أقسم) بالنازعات ... » لا محلّ لها ابتدائيّة ... وجواب القسم محذوف تقديره لتبعثنّ أيّها الكافرون.
الصرف:
(النازعات) ، جمع النازعة مؤنّث النازع، اسم فاعل من الثلاثيّ نزع، وزنه فاعل، والنازعات الملائكة.
(الناشطات) ، جمع الناشطة مؤنّث الناشط، اسم فاعل من الثلاثيّ نشط، وزنه فاعل، والناشطات الملائكة.
(السابحات) ، جمع السابحة مؤنّث السابح، اسم فاعل من الثلاثيّ سبح، وزنه فاعل، والسابحات الملائكة.
(السابقات) ، جمع السابقة مؤنّث السابق، اسم فاعل من الثلاثيّ سبق، وزنه فاعل، والسابقات الملائكة.
(المدبّرات) ، جمع المدبّرة مؤنّث المدبّر، اسم فاعل من الرباعي دبّر، وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين.
(غرقا) ، مصدر سماعيّ لفعل غرق باب نصر وزنه فعل بفتح فسكون..
أو هو اسم مصدر من (أغرق) .
(نشطا) ، مصدر سماعيّ لفعل نشط باب ضرب وزنه فعل بفتح فسكون..
(سبقا) ، مصدر سماعيّ لفعل سبق باب ضرب وزنه فعل بفتح فسكون..
[سورة النازعات (79) : الآيات 6 الى 11]
يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (7) قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ (8) أَبْصارُها خاشِعَةٌ (9) يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ (10)
أَإِذا كُنَّا عِظاماً نَخِرَةً (11)
الإعراب:
(يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بالفعل المقدّر لتبعثنّ (قلوب) مبتدأ مرفوع خبره جملة أبصارها خاشعة (يومئذ) ظرف منصوب- أو مبنيّ على الفتح لأنه أضيف إلى المبنيّ إذ- متعلّق ب (واجفة) «2» ، (واجفة) نعت لقلوب «3» مرفوع (أبصارها) مبتدأ ثان مرفوع بحذف مضاف أي أبصار أصحابها.. خبره (خاشعة) ..
جملة: «ترجف الراجفة ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «تتبعها الرادفة ... » في محلّ نصب حال من الراجفة.
وجملة: «قلوب ... أبصارها خاشعة» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «أبصارها خاشعة» في محلّ رفع خبر المبتدأ (قلوب) .
10- 11 (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (اللام) للتوكيد وهي المزحلقة (في الحافرة) متعلّق ب (مردودون) ، (الهمزة) مثل الأولى (إذا) ظرف مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب..
وجملة: «يقولون ... » في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم..
والجملة الاسميّة حال من أصحاب القلوب الواجفة «4» .
وجملة: «إنّا لمردودون ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كنّا عظاما ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف تقديره فهل نبعث من جديد.
الصرف:
(6) الراجفة: مؤنّث الراجف، اسم فاعل من الثلاثيّ رجف وزنه فاعل.
(7) الرادفة: مؤنّث الرادف، اسم فاعل من الثلاثيّ ردف وزنه فاعل.
(8) واجفة: مؤنّث واجف، اسم فاعل من الثلاثيّ وجف وزنه فاعل.
(10) الحافرة: اسم للطريق التي يرجع الإنسان فيها من حيث جاء ويعبّر به عن الرجوع في الأحوال من آخر الأمر إلى أوّله.. وهو على وزن فاعل بمعنى مفعول، والمراد بها هنا الأرض.
(11) نخرة: مؤنّث نخر، صفة مشبّهة من الثلاثيّ نخر العظم باب فرح إذا بلي، وزنه فعل بفتح فكسر.
البلاغة
الإسناد المجازي: في قوله تعالى «يوم ترجف الراجفة» .
الإسناد إليها مجازي، لأنها سبب الرّجف.
الفوائد:
- حذف جواب القسم:
يجب حذفه إذا تقدم عليه، أو اكتنفه، ما يدل على الجواب، نحو (زيد قائم والله) .
ومنه (إن جاءني زيد والله أكرمته) . هذه أمثلة تقدم فيها الجواب فحذف، كذلك يحذف الجواب إذا اكتنفه ما يدل على الجواب، مثل: «زيد والله قائم» فإن قلت:
(زيد والله إنه قائم) احتمل كون المتأخر عنه خبرا عن المتقدم عليه، واحتمل كونه جوابا، وجملة القسم وجوابه الخبر. ويجوز في غير ذلك، كما في قوله تعالى في السورة التي نحن بصددها (وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً. وَالنَّاشِطاتِ نَشْطاً) وجواب القسم محذوف تقديره (لتبعثن) بدليل ما بعده، وهذا المقدر هو العامل في قوله تعالى (يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ) أو عامله (اذكر) المحذوف. ومثله (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) والجواب تقديره (ليهلكن) بدليل (كَمْ أَهْلَكْنا) . ومثله (ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ) أي (إنه لمعجز) .
[سورة النازعات (79) : آية 12]
قالُوا تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ (12)
الإعراب:
(إذا) بالتنوين- حرف جواب لا محلّ له «5» .
جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف مؤكّد لجملة يقولون السابقة.
وجملة: «تلك ... كرّة ... » في محلّ نصب مقول القول.
الصرف:
(خاسرة) ، مؤنّث خاسر، اسم فاعل من الثلاثيّ خسر باب فرح، وزنه فاعل.
البلاغة
الاسناد المجازي: في قوله تعالى «تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ» .
فقد أسند الخسارة للكرة، والمراد أصحابها. والمعنى إن كان رجوعنا إلى القيامة حقا فتلك الرجعة رجعة خاسرة.
[سورة النازعات (79) : الآيات 13 الى 14]
فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ (13) فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (14)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (إنّما) كافّة ومكفوفة (الفاء) الثانية رابطة لجواب شرط مقدّر (إذا) فجائيّة (بالساهرة) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (هم) جملة: «هي زجرة ... » لا محلّ لها استئنافيّة «6» .
وجملة: «هم بالساهرة ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا نفخ في الصور فإذا هم ...
الصرف:
(13) زجرة: مصدر مرّة من الثلاثيّ زجر، وزنه فعلة بفتح فسكون.
(واحدة) ، مؤنّث واحد، اسم للعدد الأول من الأرقام الحسابيّة، وزنه فاعل.
(14) الساهرة: مؤنّث الساهر، وهو صفة للأرض أو الفلاة لأنّ سالكها لا ينام من الخوف، وزنه فاعل.
[سورة النازعات (79) : الآيات 15 الى 26]
هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى (15) إِذْ ناداهُ رَبُّهُ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً (16) اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى (17) فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلى أَنْ تَزَكَّى (18) وَأَهْدِيَكَ إِلى رَبِّكَ فَتَخْشى (19)
فَأَراهُ الْآيَةَ الْكُبْرى (20) فَكَذَّبَ وَعَصى (21) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعى (22) فَحَشَرَ فَنادى (23) فَقالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى (24)
فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولى (25) إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشى (26)
الإعراب:
(هل) حرف استفهام (إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب متعلّق ب (حديث) ، (بالواد) متعلّق بحال من ضمير الغائب في (ناداه) «7» ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة لمناسبة قراءة الوصل لالتقاء الساكنين (طوى) عطف بيان على الوادي- أو بدل منه- مجرور..
جملة: «أتاك حديث ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ناداه ربّه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «اذهب ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «إنّه طغى ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «طغى ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
18- 19 (الفاء) عاطفة (هل) حرف استفهام (لك) خبر مقدّم لمبتدأ مقدّر أي رغبة أو سبيل (أن) حرف مصدريّ ونصب.
والمصدر المؤول (أن تزكّى) في محلّ جرّ ب (إلى) متعلّق بالمبتدأ المقدّر أي ميل إلى أن تتزكّى.
(الواو) عاطفة (أهديك) مضارع منصوب معطوف على (تزكّى) ، (إلى ربّك) متعلّق ب (أهديك) بحذف مضاف أي إلى معرفة ربّك (الفاء) تعليليّة (تخشى) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، والفاعل أنت.
وجملة: «قل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اذهب.
وجملة: «هل لك (ميل ... ) » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «تزكّى ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «أهديك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تزكّى.
وجملة: «تخشى ... » لا محلّ لها تعليل للمعرفة.
20- 26 (الفاء) عاطفة في المواضع الخمسة (الآية) مفعول به ثان منصوب (الواو، ثمّ) عاطفان (نكال) مفعول مطلق نائب عن المصدر لفعل محذوف «8» ،(الآخرة) مضاف إليه مجرور- وهو نعت عن منعوت محذوف أي الكلمة الآخرة- وكذلك الأولى (في ذلك) متعلّق بخبر إنّ (اللام) للتوكيد (لمن) متعلّق بنعت ل (عبرة) ..
وجملة: «أراه ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي فذهب إلى فرعون فأراه.
وجملة: «كذّب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أراه.
وجملة: «عصى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّب.
وجملة: «أدبر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّب.
وجملة: «يسعى ... » في محلّ نصب حال من فاعل أدبر.
وجملة: «حشر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أدبر.
وجملة: «نادى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة حشر.
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نادى.
وجملة: «أنا ربّكم ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أخذه الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال.
وجملة: «إنّ في ذلك لعبرة ... » لا محلّ لها تعليل للأخذ «9» .
وجملة: «يخشى» لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
الصرف:
(16) الواد: رسم في المصحف بغير ياء مراعاة لحذفها من القراءة بسبب التقاء الساكنين.
(18) تزكّى: مضارع حذفت منه إحدى التاءين.. والمذكور في سورة طه ماض، وفيه قلب الياء ألفا لتحركها وفتح ما قبلها.
(20) أراه: الهمزة الأولى من أحرف الزيادة في الفعل فهي همزة أفعل، والألف قبل الهاء هي لام الفعل، أمّا عينه- وهي الهمزة، مجرّده رأى- فقد حذفت للتخفيف بعد نقل حركتها إلى الراء، والأصل أرآه (أرأاه) - بهمزة ثمّ ألف بعدها- وزنه أفله «10» .
(24) الأعلى: على وزن اسم التفضيل ولم يقصد به التفضيل بل الوصف وزنه أفعل، ولام الكلمة منقلبة عن ياء- هي رابعة- وأصلها واو من العلوّ.. تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
[سورة النازعات (79) : الآيات 27 الى 29]
أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها (27) رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَها وَأَخْرَجَ ضُحاها (29)
الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (خلقا) تمييز منصوب (السماء) معطوف على الضمير المبتدأ (أنتم) بحرف العطف، وفاعل (بناها) ضمير يعود على الله وقد فهم من السياق ...
جملة: «أنتم أشدّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «بناها ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «رفع ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر.
وجملة: «سوّاها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة رفع.
وجملة: «أغطش ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة رفع.
وجملة: «أخرج ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة رفع.
الصرف:
(أشدّ) ، اسم تفضيل من الثلاثيّ شدّ، وزنه أفعل وعينه ولامه من حرف واحد.
(خلقا) ، مصدر خلق الثلاثيّ وزنه فعل بفتح فسكون.
(سمكها) ، مصدر سمك أي أغلظ وثخن.. وزنه فعل بفتح فسكون.
(سوّاها) ، فيه إعلال بالقلب قياسه مثل (بناها) ، تحرّكت الياء- لام الكلمة- بعد فتح قلبت ألفا.
(ضحاها) ، اسم للوقت بين الشمس والظهر، وزنه فعل بضمّ ففتح..
وانظر الآية (98) من الأعراف.
[سورة النازعات (79) : الآيات 30 الى 33]
وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها (30) أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها (31) وَالْجِبالَ أَرْساها (32) مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُم ْ (33)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (الأرض) مفعول به لفعل محذوف على الاشتغال يفسّره ما بعده أي دحى.. (بعد) ظرف منصوب متعلّق ب (دحى) المقدّر (منها) متعلّق ب (أخرج) ، (الجبال) مثل الأرض أي أرسى الجبال (متاعا) مفعول مطلق لفعل محذوف أي متّعكم بذلك متاعا «11» فهو نائب عن المصدر لأنه ملاقيه في الاشتقاق (لكم) متعلّق ب (متاعا) ومثله لأنعامكم فهو معطوف عليه.
جملة: « (دحى) الأرض ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «دحاها» لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: «أخرج ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: « (أرسى) الجبال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة (دحى) الأرض «12» .
وجملة: «أرساها ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
الصرف:
(30) دحاها: فيه إعلال بالقلب مثل سوّاها «13» ، والألف أصلها واو أو ياء.
(31) مرعاها: هو في الأصل اسم مكان، ثمّ استعمل مجازا مرسلا للشجر والعشب وما يأكله الإنسان.. فيه إعلال بالقلب، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.. وزنه مفعل بفتح الميم والعين.
(32) أرساها: فيه إعلال بالقلب، والألف أصلها ياء في المزيد، وواو في المجرّد، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
البلاغة
المجاز المرسل: في قوله تعالى «أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها» .
حيث استعمل المرعى في مطلق المأكول للإنسان وغيره، ويجوز أن يكون استعارة تصريحية، لأن الكلام مع منكري الحشر بشهادة «أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً» . كأنه قيل:
أيها المعاندون المقرونون مع البهائم في التمتع بالدنيا والذهول عن الآخرة.
[سورة النازعات (79) : الآيات 34 الى 36]
فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرى (34) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ ما سَعى (35) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرى (36)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بفعل محذوف تقديره يحاسب «14» ، (ما) حرف مصدري (لمن) متعلّق ب (برّزت) .
والمصدر المؤوّل (ما سعى) في محلّ نصب مفعول به.
جملة: «جاءت الطامّة ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. والجواب مقدّر أي يبعث الناس.
وجملة: «يتذكّر الإنسان ... » في محلّ جرّ مضاف إليه..
وجملة: «سعى ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «برّزت الجحيم ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يتذكّر.
وجملة: «يرى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
الصرف:
(34) الطامّة: اسم للداهية، جاء على وزن اسم الفاعل من الثلاثيّ طمّ أي علا وغلب والتاء زائدة للمبالغة كتاء الداهية، وزنه فاعلة، وعينه ولامه من حرف واحد.
[سورة النازعات (79) : الآيات 37 الى 41]
فَأَمَّا مَنْ طَغى (37) وَآثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوى (39) وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى (41)
الإعراب:
(الفاء) عاطفة تفريعيّة (أمّا) حرف شرط غير جازم (من) موصول في محلّ رفع مبتدأ خبره محذوف تقديره عذّب (الفاء) الثانية تعليليّة (هي) ضمير فصل..
جملة: «من طغى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف «15» .
وجملة: «طغى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «آثر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة طغى.
وجملة: «إنّ الجحيم ... المأوى» لا محلّ لها تعليل للخبر المحذوف..
وجواب الشرط مقدّر دلّ عليه الخبر.
40- 41 (الواو) عاطفة في الموضعين (أمّا من خاف ... ) مثل أمّا من طغى «16» (عن الهوى) متعلّق ب (نهى) ، (الفاء) تعليليّة (إنّ الجنّة هي المأوى) مثل إنّ الجحيم هي المأوى «17» .
وجملة: «من خاف ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من طغى.
وجملة: «نهى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خاف صلة من.
وجملة: «إنّ الجنّة ... المأوى» لا محلّ لها تعليل للخبر المحذوف..
والجواب مقدّر دلّ عليه الخبر وهو: دخل الجنّة.
الصرف:
(37) طغى: فيه إعلال بالقلب، أصله طغي مصدره طغيان، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
(آثر) : المدّة مكوّنة من همزتين الأولى مفتوحة والثانية ساكنة (أأثر) ، وزنه أفعل مضارعه يؤثر كأكرم يكرم.
(39) المأوى: اسم مكان من الثلاثيّ أوى، وزنه مفعل بفتح الميم والعين، فهو لفيف مقرون.
البلاغة
فن المقابلة: في هذه الآيات الكريمات، حيث تعدد الطباق، وتعدد الطباق كما هو معروف في علم البلاغة يطلق عليه المقابلة.
[سورة النازعات (79) : الآيات 42 الى 46]
يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها (42) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها (43) إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها (44) إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها (45) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها (46)
الإعراب:
(عن الساعة) متعلّق ب (يسألونك) ، (أيّان) اسم استفهام في محلّ نصب ظرف زمان متعلّق بمحذوف خبر للمبتدأ (مرساها) ، (فيم) حرف جرّ واسم استفهام في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ أنت (من ذكراها) متعلّق بالخبر المقدّر (إلى ربّك) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (منتهاها) ..
جملة: «يسألونك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أيّان مرساها ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «فيم أنت ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر.
وجملة: «إلى ربّك منتهاها ... » لا محلّ لها تعليل للاستفهام المتضمّن معنى الإنكار.
45- 46 (إنّما) كافّة ومكفوفة (من) موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بحال من فاعل (يلبثوا) المنفيّ (إلّا) للحصر (عشيّة) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يلبثوا) ، (أو) حرف عطف.. (ضحاها) معطوف على عشيّة «18» .
وجملة: «أنت منذر ... » لا محلّ لها تعليل آخر.
وجملة: «يخشاها ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «كأنّهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يرونها ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «لم يلبثوا ... » في محلّ رفع خبر كأنّ.
الصرف:
(عشيّة) ، اسم بمعنى الأمسية وزنه فعيلة، وياء فعيلة ولام الكلمة من حرف واحد.
البلاغة
الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «أَيَّانَ مُرْساها» .
في الكلام استعارة تصريحية، حيث استعار الإرساء، وهو لا يستعمل إلا فيما له ثقل.
انتهت سورة «النازعات» ويليها سورة «عبس»
__________
(1) قال أبو البقاء: «النازع هو المغرق في نزع السهم أو الروح، وهو مصدر محذوف الزيادة أي إغراقا. ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال بحذف مضاف أي ذوات إغراق.
(2) أو هو بدل من يوم ترجف.
(3) جاز فصل النعت عن المنعوت بفاصل لأنه ظرف.
(4) يجوز أن تكون جملة يقولون استئنافا بيانيّا.
(5) إذا- بالتنوين- تعبّر عن شرط مقدّر أيّ: إن رددنا إلى الحافرة وصحّ ذلك فهي كرّة خاسرة.
(6) أو هي تعليل لمقدّر مقول لقول مقدّر أي قال تعالى: ليس ذلك صعبا لأنها زجرة واحدة. [.....]
(7) أو متعلّق ب (ناداه) .
(8) فهو اسم مصدر أي نكّل به نكال.. وقد يكون نائبا عن المصدر لملاقاة فعله بالمعنى فأخذ الله هو نكال.. ويجوز أن يكون مفعولا لأجله.
(9) جعل بعض المفسّرين هذه الجملة جوابا للقسم الذي بدأت به السورة..
(10) وانظر أيضا الآية (55) من سورة البقرة.
(11) يجوز أن يكون مفعولا لأجله عامله محذوف أي فعل ذلك متاعا ...
(12) يجوز أن تكون اعتراضيّة إذا كان عامل (متاعا) فعل أخرج.
(13) في الآية (27) من السورة.
(14) يجوز أن يكون بدلا من (إذا) فيتعلّق بالجواب.
(15) في الآية (34) من السورة، وهي مكوّنة من الشرط وفعله وجوابه.
(16) في الآية (37) من هذه السورة.
(17) في الآية (39) السابقة.
(18) إضافة الضحا لضمير العشيّة لكونهما من يوم واحد، فالملابسة بينهما تسمح بإضافة أحدهما إلى الآخر.
-
رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثلاثون
سورة عبس
الحلقة (566)
من صــ237 الى صـ 251
سورة عبس
آياتها 42 آية
[سورة عبس (80) : الآيات 1 الى 4]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى (2) وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى (4)
الإعراب:
(أن) حرف مصدريّ (الواو) عاطفة (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة يدريك..
والمصدر المؤول (أن جاءه الأعمى) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف هو (اللام) متعلّق ب (عبس وتولّى) أي لأن جاءه.
جملة: «عبس ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «تولّى ... » لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة.
وجملة: «جاءه الأعمى ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «ما يدريك ... » لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة «1» .
وجملة: «يدريك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) .
وجملة: «لعلّه يزّكّى ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل يدريك.
وجملة: «يزّكّى ... » في محلّ رفع خبر لعنّ.
4- (أو) حرف عطف (الفاء) فاء السببيّة (تنفعه) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء.
والمصدر المؤوّل (أن تنفعه..) في محلّ رفع معطوف على مصدر منتزع من الترجّي المتقدّم أي عسى لديك تزكية أو تذكير فنفع من ذكرى..
وجملة: «يذّكّر ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يزّكّى.
وجملة: «تنفعه الذكرى» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
الصرف:
(1) تولّى: فيه إعلال بالقلب أصله تولّي، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
(3) يزّكّى: فيه إبدال تاء التفعّل زايا للمجانسة، أصله يتزكّى، ثم أدغمت مع فاء الكلمة بعد تسكينها وزنه يتفعّل.. وفيه إعلال بالقلب أصله يتزكّي- بياء في آخره- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
(4) يذّكّر: فيه إبدال تاء التفعّل ذالا للمجانسة قياسه كقياس يزّكّى.
الفوائد:
- توجيه وعتاب:
سبب نزول الآيات هو أن عبد الله بن أم مكتوم، واسمه عمرو، وقيل: عبد الله ابن شريح بن مالك بن ربيعة. وقيل: عمرو بن قيس بن زائدة بن الأصم بن أهرة بن رواحة القرشي الفهري، من بني عامر بن لؤي، واسم أمه عاتكة بنت عبد الله المخزومية، وهو ابن خالة خديجة بنت خويلد أسلم قديما بمكة، وذلك
أنه أتى النبي (صلّى الله عليه وسلّم) وهو يناجي عتبة بن ربيعة وأبا جهل وعمه العباس وأبي بن خلف وأخاه أمية، ويدعوهم إلى الإسلام، يرجو إيمانهم، فقال ابن أم مكتوم: يا رسول الله أقرئني وعلمني مما علمك الله، وجعل يناديه ويكرر النداء، وهو لا يدري أنه مقبل على غيره، حتى ظهرت الكراهة في وجه رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) لقطعه كلامه، وقال في نفسه: يقول هؤلاء الصناديد: إنما اتبعه الصبيان والعبيد، فعبس وجهه، وأعرض عنه، وأقبل على القوم الذين كان يكلمهم فأنزل الله هذه الآيات، معاتبة لرسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) . فكان رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) بعد ذلك يكرمه إذا رآه ويقول: مرحبا بمن عاتبني فيه ربي، ويقول له: هل لك من حاجة. واستخلفه على المدينة مرتين.
وكان من المهاجرين الأولين، وقيل: قتل شهيدا بالقادسية.
- (لعلّ) :
هي حرف ينصب الاسم ويرفع الخبر ولها معان:
1- التوقع: وهو ترجّي المحبوب والإشفاق من المكروه، نحو: (لعل الحبيب واصل) و (لعل الرقيب حاصل) وتختص بالممكن.
2- التعليل: كقوله تعالى: (فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى) .
3- الاستفهام: أثبته الكوفيون، ولهذا علق بها الفعل في نحو قوله تعالى (لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً) (وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى) .
ويقترن خبرها (بأن) كثيرا، حملا على (عسى) ، كقول متمم بن نويرة:
لعلك يوما أن تلمّ ملمة ... عليك من اللائي يدعنك أجدعا
[سورة عبس (80) : الآيات 5 الى 10]
أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَما عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى (8) وَهُوَ يَخْشى (9)
فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)
الإعراب:
(أمّا) حرف شرط وتفصيل (من) موصول في محلّ رفع مبتدأ (الفاء) رابطة لجواب أمّا (له) متعلّق ب (تصدّى) (الواو) حاليّة (ما) نافية «2» ، (عليك) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (ألّا) حرف مصدريّ ونصب وحرف نفي..
والمصدر المؤوّل (ألّا يزّكّى..) في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر «3» .
جملة: «من استغنى ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «استغنى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «أنت له تصدّى» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «تصدّى» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنت) .
وجملة: «ما عليك ألّا يزّكّى» في محلّ نصب حال من فاعل تصدّى.
وجملة: «يزّكّى» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
8- 10 (الواو) عاطفة (أمّا من جاءك) مثل أمّا من استغنى (الواو) حاليّة (الفاء) رابطة للجواب (عنه) متعلّق ب (تلهّى) .
وجملة: «من جاءك ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «جاءك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «يسعى ... » في محلّ نصب حال من فاعل جاءك.
وجملة: «هو يخشى ... » في محلّ نصب حال من فاعل يسعى.
وجملة: «يخشى ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو) .
وجملة: «أنت عنه تلهّى» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «تلهّى» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنت) .
الصرف:
(5) استغنى: فيه إعلال بالقلب أصله استغني، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا وزنه استفعل.
(6) تصدّى: حذفت منه إحدى التاءين تخفيفا، وفيه إعلال بالقلب قياسه كقياس استغنى.
(8) يسعى: فيه إعلال بالقلب شأنه شأن استغنى.
(9) يخشى: فيه إعلال بالقلب شأنه شأن استغنى.
(10) تلهّى: فيه إعلال بالقلب شأنه شأن استغنى، وفيه حذف إحدى التاءين تخفيفا.
[سورة عبس (80) : الآيات 11 الى 16]
كَلاَّ إِنَّها تَذْكِرَةٌ (11) فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ (12) فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (13) مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (14) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15)
كِرامٍ بَرَرَةٍ (16)
الإعراب:
(كلّا) حرف ردع وزجر (الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (شاء) ماض في محلّ جزم فعل الشرط، ومثله جواب الشرط (ذكره) ، (في صحف) متعلّق بحال من ضمير الغائب في (ذكره) «4» ، (بأيدي) متعلّق ب (مرفوعة) ..
جملة: «إنّها تذكرة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «من شاء ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «شاء ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «5» .
وجملة: «ذكره ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
الصرف:
(11) تذكرة: مصدر سماعيّ للرباعيّ ذكّر، وزنه تفعلة بفتح التاء وكسر العين.
(13) مكرّمة: مؤنّث مكرّم، اسم مفعول من الرباعيّ كرّم، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة.
(15) سفرة: جمع سافر بمعنى كاتب، اسم فاعل من الثلاثيّ سفر باب ضرب، ووزن سفرة فعلة بثلاث فتحات.
(16) بررة: جمع بارّ بمعنى مطيع، اسم فاعل من الثلاثيّ برّ باب ضرب وباب فتح وزنه فعلة كسفرة.
[سورة عبس (80) : الآيات 17 الى 22]
قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ (17) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (18) مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19) ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (20) ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21)
ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ (22)
الإعراب:
(ما) تعجبيّة نكرة تامة بمعنى شيء في محلّ رفع مبتدأ «6» ، (من أيّ) متعلّق ب (خلقه) ، (من نطفة) متعلّق ب (خلقه) الثاني (الفاء) عاطفة وكذلك (ثمّ) في المواضع الثلاثة (السبيل) مفعول به لفعل محذوف على الاشتغال يفسّره المذكور بعده..
جملة: «قتل الإنسان ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ما أكفره ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «أكفره ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) التعجّبيّة.
وجملة: «خلقه (الأولى) » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «خلقه (الثانية) » لا محلّ لها بدل من جملة خلق الأولى.
وجملة: «قدّره ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلقه الثانية.
وجملة: « (يسّره) السبيل» لا محلّ لها معطوفة على جملة قدّره.
وجملة: «يسّره ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: «أماته ... » لا محلّ لها معطوفة على الجملة المقدّرة.
وجملة: «أقبره ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أماته.
وجملة: «شاء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «أنشره» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
الصرف:
(21) أماته: فيه إعلال بالقلب بعد الإعلال بالتسكين، أصله أموته، سكّنت الواو ونقلت حركتها إلى الميم.. ثمّ قلبت الواو ألفا لانفتاح ما قبلها وتحركها في الأصل، وزنه أفعله بفتح الهمزة والعين بينهما فاء ساكنة.
[سورة عبس (80) : آية 23]
كَلاَّ لَمَّا يَقْضِ ما أَمَرَهُ (23)
الإعراب:
(كلّا) ردع وزجر عمّا في الإنسان من تكبّر وإصرار على إنكار التوحيد (لمّا) حرف نفي وقلب وجزم (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف أي: ما أمره به.
جملة: «يقض ... » لا محلّ لها استئناف فيه معنى التعليل.
وجملة: «أمره ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
الصرف:
(يقض) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه يفع.
[سورة عبس (80) : الآيات 24 الى 32]
فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (26) فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا (27) وَعِنَباً وَقَضْباً (28)
وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً (29) وَحَدائِقَ غُلْباً (30) وَفاكِهَةً وَأَبًّا (31) مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُم ْ (32)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة «7» ، (اللام) لام الأمر (إلى طعامه) متعلّق ب (ينظر) ، (صبّا) مفعول مطلق منصوب.
والمصدر المؤوّل (أنّا صببنا..) في محلّ جرّ بدل اشتمال من طعامه.
جملة: «لينظر الإنسان ... » لا محلّ لها استئنافيّة «8» .
وجملة: «صببنا ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
26- 32 (ثمّ) حرف عطف وكذلك (الفاء) و (الواو) في المواضع الأربعة (شقّا) مفعول مطلق منصوب (فيها) متعلّق ب (أنبتنا) ، ومنع (حدائق) من التنوين لأنه على صيغة منتهى الجموع (متاعا) مفعول مطلق لفعل محذوف أي متّعكم بذلك متاعا «9» ، (لكم) متعلّق ب (متاعا) وكذلك (لأنعامكم) ..
وجملة: «شققنا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة صببنا.
وجملة: «أنبتنا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة شققنا.
الصرف:
(25) صبّا: مصدر سماعيّ للثلاثيّ صبّ وزنه فعل بفتح فسكون، وعينه ولامه من حرف واحد.
(26) شقّا: مصدر سماعيّ للثلاثي شقّ وزنه فعل بفتح فسكون، وعينه ولامه من حرف واحد.
(28) قضبا: اسم للعشب الطريّ، وزنه فعل بفتح فسكون.
(30) غلبا: اسم للشجر الغليظ الملتفّ، وزنه فعل بضمّ فسكون.
(31) أبّا: اسم للعشب اليابس وقيل هو التبن، وزنه فعل بفتح فسكون.
البلاغة
الاسناد المجازي: في قوله تعالى «ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا» .
إسناده إلى ضميره تعالى مجاز من باب الإسناد إلى السبب، وإن كان الله عز وجل هو الموجد حقيقة، ويكون إسناد الفعل حقيقة لمن قام به، لا من صدر عنه إيجادا.
[سورة عبس (80) : الآيات 33 الى 37]
فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ (33) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة، وجواب إذا مقدّر (يوم) ظرف زمان منصوب بدل من (إذا) ، (من أخيه) متعلّق ب (يفرّ) ، (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (لكلّ) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (شأن) ، (منهم) متعلّق بنعت لكلّ امرئ (يومئذ) ظرف منصوب- أو مبني- مضاف إلى ظرف مبنيّ متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به لكلّ..
جملة: «جاءت الصاخّة ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط مقدّر أي يشغل كلّ بنفسه.
وجملة: «يفرّ المرء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «لكلّ امرئ منهم شأنه ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يغنيه ... » في محلّ رفع نعت لشأن.
الصرف:
(33) الصاخّة: اسم بمعنى الداهية التي تصخّ الخلائق لها أي يستمعون إليها وهي النفخة الثانية، وفي المختار: الصاخّة الصيحة تصمّ بشدّتها، وهي على وزن اسم الفاعل، والتاء للمبالغة.
(36) صاحبته: مؤنّث صاحب، اسم فاعل من الثلاثيّ صحب، وزنه فاعل.
[سورة عبس (80) : الآيات 38 الى 42]
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (39) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ (40) تَرْهَقُها قَتَرَةٌ (41) أُولئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (42)
الإعراب:
(وجوه) مبتدأ مرفوع «10» ، (يومئذ) مرّ إعرابه «11» متعلّق بالخبر (ضاحكة) ، (مسفرة) نعت لوجوه مرفوع.
جملة: «وجوه ... ضاحكة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
40- 42 (الواو) عاطفة (وجوه يومئذ..) مثل الأولى (عليها) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (غبرة) (هم) ضمير فصل..
وجملة: «وجوه ... عليها غبرة» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «عليها غبرة» في محلّ رفع نعت لوجوه.
وجملة: «ترهقها قترة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (وجوه) .
وجملة: «أولئك ... الكفرة» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(38) مسفرة: مؤنّث مسفر، اسم فاعل من الرباعيّ أسفر بمعنى أضاء، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.
(39) مستبشرة: مؤنّث مستبشر، اسم فاعل من السداسيّ استبشر، وزنه مستفعل بضمّ الميم وكسر العين.
(40) غبرة: اسم للتراب أو ما دقّ منه، وزنه فعلة بثلاث فتحات.
(41) قترة: اسم للظلمة والسواد، أو لما ارتفع من الغبار إلى السماء وزنه فعلة بثلاث فتحات.
(42) الفجرة: جمع فاجر اسم فاعل من الثلاثي فجر وزنه فاعل والجمع فعلة بثلاث فتحات.
انتهت سورة «عبس» ويليها سورة «التكوير»
__________
(1) في الكلام التفات من الغيبة إلى الخطاب.
(2) أو اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره (عليك) . [.....]
(3) أو في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق بخبر ما الاستفهاميّة أي: ما عليك في عدم التزكّي؟
(4) أو متعلّق بنعت لتذكرة ... أو متعلّق بخبر إنّ ثان وما بينهما اعتراض.
(5) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(6) أو هي استفهاميّة مبتدأ خبره جملة أكفره ...
(7) أو رابطة لجواب شرط مقدّر.
(8) أو هي جواب شرط مقدّر أي: إن أردتهم معرفة قدرة الله وتدبيره فلينظر الإنسان ...
(9) انظر (33) من سورة النازعات.
(10) وصفت النكرة فجاز إعرابها مبتدأ..
(11) في الآية السابقة (37) .
-
رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثلاثون
سورة الانفطار
الحلقة (567)
من صــ252 الى صـ 266
سورة التّكوير
آياتها 29 آية
[سورة التكوير (81) : الآيات 1 الى 14]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (2) وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ (3) وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ (4)
وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5) وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ (6) وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7) وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9)
وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (10) وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ (11) وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (13) عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ (14)
الإعراب:
(إذا) ظرف للمستقبل في محلّ نصب متعلّق بالجواب علمت، وكذا بقية الظروف المعطوفة (الشمس) فاعل لفعل محذوف يفسّره ما بعده
تقديره انطوت، وكذلك تعرب الأسماء بعد الظروف التالية (الجبال) فاعل لفعل محذوف تقديره انتثرت (العشار) فاعل لفعل محذوف تقديره سرحت وحدها (الوحوش) فاعل لفعل محذوف تقديره اجتمعت (البحار) فاعل لفعل محذوف تقديره اختلطت أو امتلأت (النفوس) فاعل لفعل محذوف تقديره اقترنت (الموؤدة) فاعل لفعل محذوف تقديره تظلّمت (بأيّ) متعلّق ب (قتلت) و (الباء) سببيّة (الصحف) فاعل لفعل محذوف تقديره ظهرت (السماء) فاعل لفعل محذوف تقديره زالت (الجحيم) فاعل لفعل محذوف تقديره اشتعلت (الجنّة) فاعل لفعل محذوف تقديره قربت «1» ، (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف..
جملة: « (انطوت) الشمس ... » في محلّ جرّ مضاف إليه ... وجملة الشرط وفعله وجوابه.. لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «كوّرت ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجمل: «الشرط وفعله وجوابه الإحدى عشرة التالية ... » لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة.
والجمل: «المقدّرة بعد (إذا) ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
والجمل: «المذكورة بالبناء للمجهول ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: «قتلت ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل السؤال المعلّق بالاستفهام بتقدير حرف الجرّ عن.
وجملة: «علمت نفس ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «أحضرت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
الصرف:
(4) العشار: جمع عشراء، اسم للناقة الحامل وزنه فعلاء بضمّ ففتح، والجمع فعال بكسر الفاء.
(5) الوحوش: جمع وحش، اسم لدابة الأرض وزنه فعل بفتح فسكون، والجمع فعول بضمّ الفاء.
(8) الموؤدة: اسم للجارية تدفن حيّة، وهو اسم مفعول من الثلاثيّ وأد، وزنه مفعول.
البلاغة
التنكير: في قوله تعالى «عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ» .
تنكير النفس المفيد لثبوت العلم المذكور لفرد من النفوس، أو لبعض منها، للإيذان بأن ثبوته لجميع أفرادها قاطبة، من الظهور والوضوح، بحيث لا يكاد يحوم حوله شائبة اشتباه قطعا، يعرفه كل أحد، إذا هذا التنكير يفيد العموم.
[سورة التكوير (81) : الآيات 15 الى 22]
فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوارِ الْكُنَّسِ (16) وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ (17) وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ (18) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19)
ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21) وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (22)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (لا) زائدة (بالخنّس) متعلّق ب (أقسم) ، (الجوار) بدل من الخنّس مجرور وعلامة الجر الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة لقراءة الوصل (الكنّس) نعت للجواري مجرور (الواو) عاطفة في الموضعين (الليل) معطوف على الخنّس مجرور (إذا) ظرف في محلّ نصب جرّد من الشرط متعلّق ب (أقسم) ، (الصبح إذا تنفّس) مثل الليل إذا عسعس (اللام) في موضع لام القسم للتوكيد عوض من المزحلقة (ذي) نعت لرسول مجرور (عند) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (مكين) «2» وهو نعت لرسول مجرور (ثمّ) ظرف مبنيّ على الفتح في محلّ نصب متعلّق ب (مطاع) ، (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (مجنون) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما.
جملة: «أقسم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «عسعس ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «تنفّس ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «إنّه لقول ... » لا محلّ لها جواب القسم.
وجملة: «ما صاحبكم بمجنون ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم.
الصرف:
(15) الخنّس: جمع خانس، اسم فاعل من الثلاثيّ خنس باب نصر بمعنى تأخّر وتنحّى، وهو اسم للكوكب السيار ما عدا القمر، وزنه فاعل، والجمع فعّل بضمّ الفاء وفتح العين المشدّدة.
(16) الكنّس: اشتقاقه كاشتقاق الخنّس وبمعناه من الثلاثيّ كنس باب ضرب بمعنى غاب في موضعه.
(21) مطاع: اسم مفعول من الرباعيّ أطاع، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين، وفيه إعلال بالقلب أصله مطوع، تحرّكت الطاء بالفتح بنقل حركة الواو، ثمّ قلبت الواو ألفا لأنّ ما قبلها مفتوح.
البلاغة
الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ» .
لما كان النفس ريحا خاصا، يفرج عن القلب، انبساطا وانقباضا، شبه ذلك النسيم بالنفس، وأطلق عليه اسم الاستعارة. وجعل الصبح متنفسا لمقارنته له. ويجوز أن يكون بعد الاستعارة كناية عن الإضاءة. ويجوز أن يكون هناك مكنية وتخييلية، بأن يشبه الصبح بماش وآت من مسافة بعيدة، ويثبت له التنفس المراد به هبوب نسيمه، مجازا على طريق التخييل.
[سورة التكوير (81) : الآيات 23 الى 26]
وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (23) وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (24) وَما هُوَ بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ (25) فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (26)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (اللام) لام القسم (قد) حرف تحقيق (بالأفق) متعلّق بحال من الهاء في (رآه) «3» .
وجملة: «قد رآه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما صاحبكم بمجنون «4» .
24- (الواو) عاطفة- أو حالية- (ما) نافية عاملة عمل ليس (هو) أي الرسول عليه السلام (على الغيب) متعلّق ب (ضنين) ، (ضنين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما.
وجملة: «ما هو ... بضنين» لا محلّ لها معطوفة على جملة رآه «5» .
25- (الواو) عاطفة (ما هو بقول) مثل ما هو بضنين، وضمير الغائب يعود على القرآن الكريم.
وجملة: «ما هو بقول ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما هو بضنين.
26- (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (أين) اسم استفهام في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق ب (تذهبون) بتقدير حرف جرّ إلى.
وجملة: «تذهبون ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن تبيّن لكم أمر محمد والقرآن فأين تذهبون ...
الصرف:
(24) ضنين: صفة مشبهة من الثلاثي ضنّ باب ضرب بمعنى بخل بالشيء وزنه فعيل.
الفوائد:
- إعراب أسماء الشرط والاستفهام ونحوها، وجميعها مبنية، ما عدا (أي) فهي معربة. ومحلها من الإعراب: إن دخل عليها جار أو مضاف فمحلها الجر كقوله تعالى (عَمَّ يَتَساءَلُونَ) وقولنا (صبيحة أيّ يوم سفرك؟) و (غلام من جاءك؟) .
وإن وقعت على زمان فهي ظرف زمان كقوله تعالى (أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) ، أو مكان فهي في محل نصب على الظرفية المكانية كقوله تعالى: (فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ) ، أو حدث فهي نائب مفعول مطلق كقوله تعالى (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) ، فإن وقع بعدها اسم نكرة نحو (من أب لك؟) فهي مبتدأ، أو اسم معرفة نحو (من أبوك) فهي خبر أو مبتدأ، ولا يقع هذان النوعان في أسماء الشرط لاختصاصها بالأفعال، وإلا فإن وقع بعدها فعل لازم فهي مبتدأ نحو (من قام) ونحو (من يقم أقم معه) ، والأصح كما يقول ابن هشام أن الخبر فعل الشرط لا فعل الجواب، وبعضهم يرى أن فعلي الشرط والجواب معا هما الخبر، وإن وقع بعدها فعل متعد، فإن كان واقعا عليها فهي مفعول به كقوله تعالىَ أَيَّ آياتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ)
و (أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) و (مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هادِيَ لَهُ) ، وإن كان واقعا على ضميرها نحو (من رأيته) أو متعلقها نحو (من رأيت أخاه؟) فهي مبتدأ أو منصوبة بمحذوف مقدر بعدها يفسره المذكور.
- تنبيه:
إذا وقع اسم الشرط مبتدأ، فهل خبره فعل الشرط وحده لأنه اسم تام وفعل الشرط مشتمل على ضميره، فقولك (من يقم) لو لم يكن فيه معنى الشرط لكان بمنزلة قولك (كل من الناس يقوم) ؟ أو فعل الجواب لأن الفائدة به تمت، ولالتزامهم عود ضمير منه إليه على الأصح، ولأن نظيره هو الخبر في قولك (الذي يأتيني فله درهم) ، أو مجموعهما لأن قولك (من يقم أقم معه) بمنزلة قولك «كل من الناس إن يقم أقم معه» . والصحيح الأول، وإنما توقفت الفائدة على الجواب من حيث التعلق فقط، لا من حيث الخبرية. هذا ما أورده ابن هشام في المغني.
[سورة التكوير (81) : الآيات 27 الى 29]
إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ (27) لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَما تَشاؤُنَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ (29)
الإعراب:
(إن) حرف نفي (إلّا) للحصر (لمن) بدل من العالمين بإعادة الجارّ (منكم) متعلّق بحال من فاعل شاء (أن) حرف مصدريّ ونصب (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (إلّا) للحصر (أن) حرف مصدريّ ونصب (ربّ) نعت للفظ الجلالة.
والمصدر المؤوّل (أن يستقيم) في محلّ نصب مفعول به.
والمصدر المؤوّل (أن يشاء..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف وهو الباء متعلّق ب (تشاؤون) «6» .
جملة: «إن هو إلّا ذكر ... » لا محلّ لها تعليلية لمضمون النفي المتقدّم.
وجملة: «شاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «يستقيم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «ما تشاؤون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يشاء الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
انتهت سورة «التكوير» ويليها سورة «الإنفطار»
سورة الانفطار
آياتها 19 آية
[سورة الانفطار (82) : الآيات 1 الى 5]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ (1) وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ (2) وَإِذَا الْبِحارُ فُجِّرَتْ (3) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4)
عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (5)
الإعراب:
(السماء) فاعل لفعل محذوف يفسّره المذكور بعده، ومثله (الكواكب) ، (البحار) فاعل لفعل محذوف تقديره ثارت (القبور) فاعل لفعل محذوف تقديره تبعثرت (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف.
جملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: « (انفطرت) السماء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه «8» .
وجملة: «انفطرت (المذكورة) » لا محلّ لها تفسيريّة «9» .
وجملة: «علمت نفس ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «قدّمت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «أخّرت» لا محلّ لها معطوفة على جملة قدّمت.
[سورة الانفطار (82) : الآيات 6 الى 8]
يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ (8)
الإعراب:
(أيها) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الإنسان) بدل من أي- أو عطف بيان عليه- تبعه في الرفع لفظا (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة غرّك (بربّك) متعلّق ب (غرّك) ، (الذي) موصول في محلّ نعت ثان لربّك (الفاء) عاطفة في الموضعين (في أيّ) متعلّق ب (ركّبك) «10» ، و (أيّ) اسم شرط جازم «11» ، معرب (ما) زائدة «12» ، (شاء) ماض في محلّ جزم فعل الشرط، وكذلك الجواب ركّبك..
جملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ما غرّك ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «غرّك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) .
وجملة: «خلقك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «سوّاك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «عدلك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سوّاك.
وجملة: «شاء ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «ركّبك ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
[سورة الانفطار (82) : الآيات 9 الى 12]
كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ (10) كِراماً كاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ (12)
الإعراب:
(كلّا) للردع والزجر (بل) للإضراب الانتقاليّ (بالدين) متعلّق ب (تكذّبون) ، (الواو) حاليّة- أو استئنافيّة- (عليكم) متعلّق بخبر مقدّم (اللام) للتوكيد (حافظين) اسم إنّ منصوب (ما) حرف مصدريّ «13» ..
والمصدر المؤوّل (ما تفعلون) في محلّ نصب مفعول به.
جملة: «تكذّبون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّ عليكم لحافظين ... » في محلّ نصب حال من ضمير تكذّبون «14» .
وجملة: «يعلمون ... » في محلّ نصب نعت آخر لحافظين «15» .
وجملة: «تفعلون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
الفوائد:
- أعمالك مسجلة عليك: أفادت هذه الآيات أن الإنسان موكل به رقباء من الملائكة، يسجلون عليه أعماله الحسنة أو السيئة، وهم مطلعون عليه في جميع أحواله. وقد ورد ذلك في سورة (ق) في قوله تعالى: (ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) أي ما يتكلم من كلام يخرج من فيه إلا اطلع عليه ملك حافظ وملك حاضر أينما كان، فهما لا يفارقانه إلا وقت الغائط، وعند جماعه، وعند انكشاف عورته المغلّظة، فإنّهما يتأخران عنه، فلا يجوز للإنسان أن يتكلم في هاتين الحالتين حتى لا يؤذي الملائكة بدنوهما منه ليكتبا ما يقول. قيل: إنهما يكتبان عليه كل شيء يتكلم به حتى أنينه في مرضه، وقيل: لا يكتبان إلا ما له أجر أو ثواب أو عقاب.
روى البغوي بإسناد الثعلبي عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : كاتب الحسنات أمين على كاتب السيئات، فإذا عمل حسنة كتبها صاحب اليمين عشرا، وإذا عمل سيئة قال صاحب اليمين لصاحب الشمال: دعه سبع ساعات، لعله يسبح أو يستغفر.
وجدير بالذكر، أن الله عز وجل غني عن توكيل ملائكة بالعباد، فهو مطلع على كل شيء، لقوله تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) ، ولكن كتابة أعمال الإنسان وأقواله تكون حجة عليه يوم القيامة، كما أن شعوره بملازمة الملائكة له تزيده رهبة وخشية وقربا من الله عز وجل.
[سورة الانفطار (82) : الآيات 13 الى 16]
إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (14) يَصْلَوْنَها يَوْمَ الدِّينِ (15) وَما هُمْ عَنْها بِغائِبِينَ (16)
الإعراب:
(اللام) المزحلقة للتوكيد (في نعيم) متعلّق بخبر إنّ، ومثله لفي جحيم.. (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يصلونها) ، (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (عنها) متعلّق ب (غائبين) ، (غائبين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما..
جملة: «إنّ الأبرار لفي نعيم» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّ الفجّار لفي جحيم» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «يصلونها ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «16» .
وجملة: «ما هم عنها بغائبين» لا محلّ لها معطوفة على جملة يصلونها.
البلاغة
الوصل: في قوله تعالى «إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجّار لفي جحيم» .
في الكلام- من مقتضيات الوصل- اتفاق الجملتين في الخبرية والإنشائية مع الاتصال، أي الجامع بينهما هنا التضاد.
[سورة الانفطار (82) : الآيات 17 الى 19]
وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ (17) ثُمَّ ما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ (18) يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (19)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ في المواضع الأربعة (يوم) خبر المبتدأ ما الثاني والرابع (يوم) الثالث متعلّق بفعل محذوف تقديره يجازون «17» ، (لا) نافية (لنفس) متعلّق ب (تملك) بتضمينه معنى تقدّم (الواو) حاليّة (يومئذ) ظرف منصوب- أو مبنيّ- بدل من يوم الأخير (لله) خبر المبتدأ (الأمر) .
جملة: «ما أدراك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أدراك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) .
وجملة: «ما يوم ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل أدراك.
وجملة: «ما أدراك ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «أدراك (الثانية) » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) الثالث.
وجملة: «ما يوم الدين.. (الثانية) » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل أدراك (الثاني) .
وجملة: «لا تملك نفس ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «الأمر ... لله» في محلّ نصب حال من فاعل تملك والرابط مقدّر «18» .
انتهت سورة «الإنفطار» ويليها سورة «المطففين»
__________
(1) هذا، وأجاز بعض المفسّرين إعراب الأسماء المذكورة كلّ منها نائب فاعل لفعل محذوف من جنس الفعل المبني للمجهول الوارد بعدها ...
(2) أو بحال من مكين.
(3) أو متعلّق ب (رآه) والباء للظرف.
(4) في الآية (22) السابقة.
(5) يجوز أن تكون الجملة في محلّ نصب حال من فاعل رآه. [.....]
(7) يجوز أن يكون المصدر في محلّ نصب على الظرفيّة بحذف مضاف أي: إلّا وقت مشيئة الله.. ومفعول (تشاؤون) ، و (يشاء الله) محذوف تقديره الاستقامة على الحقّ.
(8) وكذلك الجمل المقدّرة الباقية.
(9) وكذلك الجمل المذكورة بعد إذا.
(10) أو متعلّق بمحذوف حال من ضمير الخطاب في ركّبك.
(11) أو هي الكمالية، وجملة شاء استئناف بيانيّ، أو اسم استفهام فيه معنى التأنيب والعتاب بعدم التبصّر، وجملة شاء نعت لصورة بتقدير الرابط وجملة ركّبك بيان.
(12) أو اسم شرط جازم في محلّ نصب مفعول به مقدم.
(13) أو اسم موصول في محلّ نصب، والعائد محذوف.
(14) أو استئنافيّة لا محلّ لها.
(15) أو حال من الضمير في كاتبين والعامل فيها معنى التوكيد.
(16) أو في محلّ جرّ نعت لجحيم.
(17) يجوز أن يكون مفعولا به لفعل محذوف تقديره أعني.
(18) يجوز أن تكون استئنافيّة فلا محلّ لها.
-
رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثلاثون
سورة المطففين
الحلقة (568)
من صــ267 الى صـ 278
سورة المطفّفين
آياتها 36 آية
[سورة المطففين (83) : الآيات 1 الى 3]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِين َ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3)
الإعراب:
(ويل) مبتدأ مرفوع «1» ، (للمطفّفين) متعلّق بخبر المبتدأ (الذين) موصول في محلّ جرّ نعت للمطففين «2» ، (على الناس) متعلّق ب (اكتالوا) «3» ، (أو) للعطف..
جملة: «ويل للمطفّفين ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «اكتالوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «يستوفون» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «الشرط الثاني وفعله وجوابه» لا محلّ لها معطوفة على جملة الشرط الأولى.
وجملة: «كالوهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «وزنوهم ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة كالوهم.
وجملة: «يخسرون» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
الصرف:
(المطفّفون) ، جمع المطفّف، اسم فاعل من الرباعيّ طفّف، وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين.
(2) اكتالوا: فيه إعلال بالقلب، قلب عين الفعل ألفا، تحرّكت بعد فتح، وزنه افتعلوا.
(يستوفون) ، فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف، أصله يستوفيون- بياء بعد الفاء- نقلت حركة الياء إلى الفاء للثقل، ثمّ حذفت الياء لالتقاء الساكنين، وزنه يستفعون.
(3) كالوهم: فيه إعلال بالقلب قياسه كما في اكتالوا..
البلاغة:
المقابلة: في قوله تعالى «الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ» .
وذلك أن المعنى: إذا أخذوا من الناس استوفوا، وإذا أعطوهم أخسروا.
الفوائد:
ولا تنقصوا الناس أشياءهم: أفادت هذه الآيات الوعيد الشديد، والعذاب الأليم في الآخرة للذين، ينقصون الكيل والميزان، ويبخسون الناس حقوقهم، وإن كان لهم حق استوفوه كاملا. ويتناول هذا الوعيد القليل والكثير من بخس الحق، وهذا الذنب كبيرة من الكبائر، فمن لم يتب منه خشي عليه من سوء الخاتمة، أما إن تاب ورد الحقوق إلى أهلها قبلت توبته، ومن أصر على ذلك كان مصرّا على كبيرة من الكبائر، وذلك لأن عامة الخلق يحتاجون إلى المعاملات، وهي مبنية على أمر الكيل والوزن والذرع، فلهذا السبب عظم الله عز وجل أمر الكيل والوزن. قال نافع: كان ابن عمر يمر بالبائع فيقول له: اتق الله، أوف الكيل والوزن، فإن المطففين يوقفون يوم القيامة حتى يلجمهم العرق. وقال قتادة: أوف يا ابن آدم كما تحب أن يوفى لك، واعدل كما تحب أن يعدل لك، وقال الفضيل: بخس الميزان سواد يوم القيامة.
[سورة المطففين (83) : الآيات 4 الى 6]
أَلا يَظُنُّ أُولئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ (6)
الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ التوبيخيّ (لا) نافية (ليوم) متعلّق ب (مبعوثون) ..
والمصدر المؤوّل (أنّهم مبعوثون) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يظنّ.
(يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بفعل محذوف تقديره يبعثون (لربّ) متعلّق ب (يقوم) .
جملة: «يظنّ أولئك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يقوم الناس ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
[سورة المطففين (83) : الآيات 7 الى 9]
كَلاَّ إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (7) وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ (8) كِتابٌ مَرْقُومٌ (9)
الإعراب:
(كلّا) حرف ردع وزجر عمّا كانوا عليه من التطفيف والغفلة عن البعث (اللام) المزحلقة للتوكيد (في سجين) متعلّق بخبر إنّ (الواو) استئنافيّة (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة أدراك (ما) مثل الأول خبره (سجّين) ، (كتاب) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو..
جملة: «إنّ كتاب الفجّار لفي سجّين» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ما أدراك ... » لا محلّ لها استئنافيّة «4» .
وجملة: «أدراك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) .
وجملة: «ما سجّين ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل أدراك.
وجملة: « (هو) كتاب ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
الصرف:
(سجّين) ، اسم علم إمّا لكتاب جمعت فيه أعمال الشياطين والكفرة والفسقة.. أو اسم علم لمكان بعينه، وزنه فعّيل بكسر الفاء والعين المشدّدة، مأخوذ من السجن، وقيل النون عوض من اللام والأصل سجّيل وهو مشتّق من السجلّ وهو الكتاب.
(مرقوم) ، اسم مفعول من الثلاثيّ رقم، وزنه مفعول.
[سورة المطففين (83) : الآيات 10 الى 13]
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِين َ (10) الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (11) وَما يُكَذِّبُ بِهِ إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (13)
الإعراب:
(ويل ... للمكذّبين) مثل ويل للمطفّفين «5» ، (يومئذ) بدل من (يوم يقوم) «6» ، (الذين) موصول في محلّ جرّ نعت للمكذّبين «7» ، (بيوم) متعلّق ب (يكذّبون) ، (الواو) حالية- أو استئنافيّة- (ما) نافية (به) متعلّق ب (يكذّب) ، (إلّا) للحصر (كلّ) فاعل (يكذّب) مرفوع (عليه) متعلّق ب (تتلى) ...
جملة: «ويل ... للمكذّبين» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يكذّبون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «ما يكذب به إلّا كلّ ... » في محلّ نصب حال من يوم الدين «8» .
وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » في محلّ رفع نعت لكلّ معتد.
وجملة: «تتلى عليه آياتنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: « (هي) أساطير ... » في محلّ نصب مقول القول.
[سورة المطففين (83) : آية 14]
كَلاَّ بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (14)
الإعراب:
(بل) للإضراب الانتقاليّ (على قلوبهم) متعلّق ب (ران) ،(ما) موصول في محلّ رفع فاعل، والعائد محذوف.
جملة: «ران على قلوبهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كانوا يكسبون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «يكسبون ... » في محلّ نصب خبر كانوا.
الصرف:
(ران) ، فيه إعلال بالقلب، أصله رين- مضارعه يرين- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
[سورة المطففين (83) : الآيات 15 الى 17]
كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15) ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصالُوا الْجَحِيمِ (16) ثُمَّ يُقالُ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (17)
الإعراب:
(عن ربّهم) جار ومجرور متعلّق ب (محجوبون) وهو بحذف مضاف أي عن رؤية ربّهم، وكذلك الظرف (يومئذ) ، والتنوين عوض من جملة أي يوم إذ يقوم الناس (اللام) المزحلقة للتوكيد في الموضعين (ثمّ) للعطف في الموضعين (الذي) موصول في محلّ رفع خبر المبتدأ (هذا) ، (به) متعلّق ب (تكذّبون) .
جملة: «إنّهم ... لمحجوبون» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّهم لصالوا الجحيم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «يقال ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «هذا الذي ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «9» .
وجملة: «كنتم به تكذّبون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «تكذّبون» في محلّ نصب خبر كنتم.
الصرف:
(محجوبون) ، جمع محجوب، اسم مفعول من الثلاثيّ حجب، وزنه مفعول.
البلاغة
التمثيل: في قوله تعالى «كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ» .
من أنكر رؤيته تعالى كالمعتزلة قال: إن الكلام تمثيل للاستخفاف بهم وإهانتهم، لأنه لا يؤذن على الملوك إلا للوجهاء المكرمين لديهم، ولا يحجب عنهم إلا الأدنياء المهانون عندهم.
[سورة المطففين (83) : الآيات 18 الى 21]
كَلاَّ إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18) وَما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ (19) كِتابٌ مَرْقُومٌ (20) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ (21)
الإعراب:
(كلّها إنّ ... كتاب مرقوم) مثل الآية كلّا إنّ ... كتاب مرقوم «10» ... مفردات وجملا.
وجملة: «يشهده المقرّبون ... » في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ المقدّر (هو) .
الصرف:
(علّيّون) ، جمع علّيّ، صفة مشتّقة وزنه فعّيل بكسر الفاء والعين المشددة، أو هو مفرد على صيغة الجمع لا واحد له من لفظه معناه الكتاب الجامع لأعمال الخير.
الفوائد:
- كلّا:
وهي حرف معناه الردع والزّجر، وأجاز النحاة الوقف عليها والابتداء بما بعدها. وقال جماعة: متى سمعت (كلّا) في سورة فاحكم بأنها مكيّة، لأن فيها معنى التهديد والوعيد، وأكثر ما نزل ذلك بمكة، لأن أكثر العتوّ كان بها، وهذا كلام فيه نظر، لأن كلا أحيانا لا تحمل معنى الزجر كقوله تعالى (ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون، ليوم عظيم. يوم يقوم الناس لرب العالمين. كلا إن كتاب الفجار لفي سجّين) .
ورأى الكسائي وأبو حاتم ومن وافقهما أن معنى الردع والزجر ليس مستمرا فيها، فزاد فيها معنى ثانيا يصح عليه أن يوقف دونها ويبتدأ بها، ثم اختلفوا من تعيين ذلك المعنى على ثلاثة أقوال:
1- قال الكسائي ومتابعوه: تكون معنى حقا.
2- قال أبو حاتم ومتابعوه: تكون بمعنى (ألا) الاستفتاحية.
3- قال النضر بن شميل والفراء ومن وافقهما: تكون حرف جواب بمنزلة (إي) و (نعم) وحملوا عليه قوله تعالى: (كلا والقمر) فقالوا معناه: إي والقمر.
وقول أبي حاتم أولى من قولهما، لأنه أكثر اطرادا، لأن أنّ تكسر بعد (ألا) الاستفتاحية ولا تكسر بعد حقا، ولأن تفسير حرف بحرف أولى من تفسير حرف باسم. وقد تحمل (كلا) أحيانا معنى الردع ومعنى الاستفتاح، كقوله تعالى: (رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون) لأنها لو كانت بمعنى حقا لما كسرت همزة إن بعدها، ولو كانت بمعنى نعم لكانت للوعد بالرجوع، لأنها بعد الطلب، كما يقال (أكرم فلانا) فتقول:
(نعم) .
[سورة المطففين (83) : الآيات 22 الى 28]
إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ (22) عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ (23) تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (24) يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (25) خِتامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُون َ (26)
وَمِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (27) عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (28)
الإعراب:
(اللام) المزحلقة للتوكيد (في نعيم) متعلّق بخبر إنّ (على الأرائك) متعلّق بحال من فاعل ينظرون (في وجوههم) متعلّق ب (تعرف) ، (من رحيق) متعلّق ب (يسقون) ، (الواو) اعتراضيّة (في ذلك) متعلّق بفعل (يتنافس) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اللام) لام الأمر (الواو) عاطفة (من تسنيم) متعلّق بخبر المبتدأ (مزاج) ، (عينا) مفعول به لفعل محذوف تقديره أعني، أو أمدح، أو يسقون (بها) متعلّق ب (يشرب) بتضمينه معنى يرتوي أو يلتذّ.
جملة: «إنّ الأبرار لفي نعيم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ينظرون ... » في محلّ رفع خبر ثان «11» .
وجملة: «تعرف ... » في محلّ رفع خبر ثالث «12» .
وجملة: «يسقون ... » في محلّ رفع خبر رابع «13» .
وجملة: «ختامه مسك ... » في محلّ جرّ نعت ثان لرحيق.
وجملة: «ليتنافس المتنافسون ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن تمّ التنافس في الأشياء فليتنافس المتنافسون في ذلك.. وجملة الشرط المقدّرة اعتراضيّة لا محلّ لها.
وجملة: «مزاجه من تسنيم ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة ختامه مسك.
وجملة: «يشرب بها المقرّبون ... » في محلّ نصب نعت ل (عينا) .
الصرف:
(25) رحيق: اسم للخمرة الخالصة، وزنه فعيل.
(مختوم) ، اسم مفعول من الثلاثيّ ختم، وزنه مفعول.
(26) ختامه: إمّا اسم للشيء الذي يختم به، أو هو مصدر بمعنى الخلط والمزج أو بمعنى الختم بفتح الخاء وزنه فعال بكسر الفاء.
(مسك) ، اسم للرائحة الطيّبة وهو جامد، وزنه فعل بكسر فسكون.
(المتنافسون) ، جمع المتنافس، اسم فاعل من الخماسيّ تنافس، وزنه متفاعل بضمّ الميم وكسر العين.
(27) تسنيم: قيل هو علم لعين بعينها في الجنّة. وهو في الأصل مصدر قياسيّ للرباعيّ سنّم، بمعنى رفع، أو مستعمل على أنه مصدر مفسّر ب (عينا) ، وزنه تفعيل.
[سورة المطففين (83) : الآيات 29 الى 32]
إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (29) وَإِذا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغامَزُونَ (30) وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ (31) وَإِذا رَأَوْهُمْ قالُوا إِنَّ هؤُلاءِ لَضالُّونَ (32)
الإعراب:
(من الذين) متعلّق ب (يضحكون) ، (بهم) متعلّق ب (مرّوا) ، (إلى أهلهم) متعلّق ب (انقلبوا) ، (فكهين) حال منصوبة من فاعل انقلبوا (اللام) المزحلقة للتوكيد..
جملة: «إنّ الذين أجرموا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أجرموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «كانوا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «يضحكون ... » في محلّ نصب خبر كانوا..
وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يضحكون «14» .
وجملة: «مرّوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «يتغامزون ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «الشرط الثاني وفعله وجوابه ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يضحكون «15» .
وجملة: «انقلبوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «انقلبوا (الثانية) ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «إذا رأوهم قالوا ... » في محلّ نصب- أو رفع- معطوفة على جملة الشرط وفعله وجوابه السابقة.
وجملة: «رأوهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «إنّ هؤلاء لضالّون ... » في محلّ نصب مقول القول.
الصرف:
(31) فكهين: جمع فكه.. صفة مشبّهة من الثلاثيّ فكه باب فرح، وزنه فعل بفتح فكسر.
[سورة المطففين (83) : آية 33]
وَما أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حافِظِينَ (33)
الإعراب:
(الواو) حاليّة (ما) نافيّة (عليهم) متعلّق ب (حافظين) «16» ، (حافظين) حال منصوبة من الواو في (أرسلوا) .
جملة: «ما أرسلوا ... » في محلّ نصب حال من فاعل قالوا.
[سورة المطففين (83) : الآيات 34 الى 36]
فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (34) عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ (35) هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ (36)
الإعراب:
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اليوم) ظرف زمان متعلّق ب (يضحكون) الآتي، (من الكفار) متعلّق ب (يضحكون) بعده، (على الأرائك) متعلّق بحال من فاعل ينظرون «17» ، (هل) حرف استفهام (ما) حرف مصدريّ «18» ..
والمصدر المؤوّل (ما كانوا ... ) في محلّ نصب بنزع الخافض أي: ممّا كانوا ...
جملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «الذين آمنوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كان الذين أجرموا يضحكون من الذين آمنوا في الدنيا فالذين آمنوا يضحكون اليوم من الكافرين.
وجملة: «يضحكون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .
وجملة: «ينظرون ... » في محلّ نصب حال من فاعل يضحكون.
وجملة: «ثوّب الكفّار ... » لا محلّ لها استئنافيّة «19» .
__________
(1) الذي سوّغ الابتداء به دلالته على الدعاء.
(2) أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم، والجملة الاسميّة استئناف بيانيّ. [.....]
(3) قال الزمخشريّ: لمّا كان اكتيالهم اكتيالا يتحامل فيه عليهم أبدل (على) مكان (من) للدلالة على ذلك، ويجوز أن يتعلّق ب (يستوفون) .
(4) أو اعتراضية بين كتاب الاول والجملة البيانية المبينة له
(5) في الآية (1) من السورة.
(6) في الآية (6) من هذه السورة.
(7) أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم، والجملة الاسميّة استئناف بيانيّ.
(8) أو لا محلّ لها استئنافيّة.
(9) هي في الأصل جملة مقول القول.
(10) في الآية (7) من هذه السورة وما يليها.
(11، 12، 13) أو في محلّ نصب حال من ضمير خبر إنّ، والعامل فيها التوكيد.. ويجوز أن تكون استئنافا بيانيّا فلا محلّ لها.
(14) أو على جملة خبر انّ: (كانوا ... )
(15) أو في محلّ رفع معطوفة على جملة كانوا.. أو معطوفة على جملة الشرط وفعله وجوابه الأولى.
(16) الضمير في (عليهم) يعود على المؤمنين.
(17) وانظر الآية (23) من هذه السورة.
(18) أو اسم موصول في محلّ نصب بنزع الخافض.. والعائد محذوف. [.....]
(19) أو هي في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق بالاستفهام بتقدير حرف الجرّ.. وقيل هي في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي: يقول المؤمنون لبعضهم: هل ثوّب الكفّار ...
-
رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثلاثون
سورة البروج
الحلقة (569)
من صــ279 الى صـ 294
سورة الإنشقاق
آياتها 25 آية
[سورة الانشقاق (84) : الآيات 1 الى 5]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ (1) وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ (2) وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (3) وَأَلْقَتْ ما فِيها وَتَخَلَّتْ (4)
وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ (5)
الإعراب:
الظرف (إذا) متعلّق بالجواب المقدّر أي علمت النفوس أعمالها «1» ، (السماء) فاعل لفعل محذوف يفسّره المذكور بعده (لربّها) متعلّق ب (أذنت) «2» ، ونائب الفاعل للمجهول (حقّت) ضمير يعود على السماء وذلك بحذف مضاف أي حقّ سمعها وطاعتها «3» ، (الأرض) فاعل لفعل محذوف تقديره انبسطت (فيها) متعلّق بمحذوف صلة ما، والضمير في (حقّت) الثاني يعود على الأرض.
جملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: « (انشقّت) السماء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «انشقّت (المذكورة) » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: «أذنت ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة فعل الشرط.
وجملة: «حقّت ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة فعل الشرط.
وجملة: «الشرط وفعله وجوابه (الثانية) ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الابتداء.
وجملة: « (انبسطت) الأرض ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «مدّت ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: «ألقت ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة انبسطت.
وجملة: «تخلّت ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة ألقت.
وجملة: «أذنت ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة تخلّت.
وجملة: «حقّت ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة أذنت.
الصرف:
(ألقت) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة التقاء الساكنين، حذفت لام الفعل قبل تاء التأنيث وزنه أفعت.
(تخلّت) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة التقاء الساكنين، حذفت لام الفعل قبل تاء التأنيث وزنه تفعّت.
البلاغة
الاستعارة المكنية: في قوله تعالى «وَأَلْقَتْ ما فِيها وَتَخَلَّتْ ... » .
حيث شبه حال الأرض بحال المرأة الحامل، تلقي ما في بطنها عند الشدة والهول، ثم حذف المشبه به، واستعار لفظ الإلقاء.
الاستعارة المكنية: في قوله تعالى «وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ ... » .
حيث شبّهت حال السماء في انقيادها لتأثير قدرة الله تعالى حيث أراد، بانقياد المستمع المطيع للأمر، ثم حذف المشبه به، وأستعير لفظ الإذن والاستماع المستعمل في غايته.
[سورة الانشقاق (84) : الآيات 6 الى 15]
يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ (6) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً (8) وَيَنْقَلِبُ إِلى أَهْلِهِ مَسْرُوراً (9) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ (10)
فَسَوْفَ يَدْعُوا ثُبُوراً (11) وَيَصْلى سَعِيراً (12) إِنَّهُ كانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً (13) إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (14) بَلى إِنَّ رَبَّهُ كانَ بِهِ بَصِيراً (15)
الإعراب:
(أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الإنسان) بدل من أيّ- أو عطف بيان عليه- تبعه في الرفع لفظا (إلى ربّك) متعلّق ب (كادح) بحذف مضاف أي إلى لقاء ربّك (كدحا) مفعول مطلق منصوب (الفاء) عاطفة (ملاقيه) معطوف على كادح مرفوع «4» .
جملة: «النداء: أيّها الإنسان ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّك كادح ... » لا محلّ لها جواب النداء.
7- 9 (الفاء) عاطفة تفريعيّة (أمّا) حرف شرط وتفصيل (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (كتابه) مفعول به منصوب (بيمينه) متعلّق ب (أوتي) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (سوف) حرف استقبال (حسابا) مفعول مطلق منصوب (إلى أهله) متعلّق ب (ينقلب) ، (مسرورا) حال منصوبة من فاعل ينقلب وجملة: «من أوتي ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: «أوتي ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «5» .
وجملة: «يحاسب ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «ينقلب ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة يحاسب.
10- 15 (الواو) عاطفة (من أوتي كتابه) مثل الأولى (وراء) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (أوتي) ، (ثبورا) مفعول به منصوب ومثله (سعيرا) ، (في أهله) متعلّق ب (مسرورا) ، (أن) مخفّفة من الثقيلة واسمها محذوف أي أنّه.
والمصدر المؤوّل (أن لن يحور..) معطوفة على سدّ مسدّ مفعولي ظنّ.
(بلى) حرف جواب لإيجاب المنفيّ (به) متعلّق ب (بصيرا) .
وجملة: «من أوتي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من أوتي (الأولى) .
وجملة: «أوتي ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «6» .
وجملة: «سوف يدعو ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «يصلى ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة يدعو.
وجملة: «إنّه كان ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «كان في أهله ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «إنّه ظنّ ... » لا محلّ لها تعليل آخر ...
وجملة: «ظنّ ... » في محلّ رفع خبر إنّ (الثاني) .
وجملة: «لن يحور ... » في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة.
وجملة: «إنّ ربّه كان ... » لا محلّ لها تعليل للجواب المقدّر بعد بلى، أي بلى يرجع إلى الله لأن ربّه كان به بصيرا.
وجملة: «كان به بصيرا ... » في محلّ رفع خبر إنّ (الثالث) .
الصرف:
(6) كادح: اسم فاعل من الثلاثيّ كدح، وزنه فاعل.
(كدحا) ، مصدر سماعيّ لفعل كدح باب فتح، وزنه فعل بفتح فسكون.
(8) مسرورا: اسم مفعول من الثلاثيّ سرّ، وزنه مفعول.
(11) يصلى: فهي إعلال بالقلب، أصله يصلي، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
[سورة الانشقاق (84) : الآيات 16 الى 19]
فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (16) وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ (17) وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (18) لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ (19)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (لا) زائدة (بالشفق) متعلّق ب (أقسم) ،(الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة، (ما) مصدرية «7» ، (إذا) ظرف في محلّ نصب مجرّد من الشرط متعلّق ب (أقسم) ، (اللام) لام القسم (تركبنّ) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتوالي الأمثال، و (الواو) المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، و (النون) نون التوكيد (عن طبق) متعلّق بنعت ل (طبقا) ..
والمصدر المؤوّل (ما وسق) في محلّ جرّ معطوف على الشفق.
جملة: «لا أقسم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «وسق ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) «8» .
وجملة: «اتسق ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «تركبنّ ... » لا محلّ لها جواب القسم.
الصرف:
(16) الشفق: اسم لاختلاط ضوء النهار بسواد الليل بعد الغروب، أو اسم للحمرة التي ترى في الأفق بعيد المغرب.
(18) اتّسق: فيه إبدال الواو- فاء الكلمة- تاء لمجيئها قبل تاء الافتعال، والأصل اوتسق، وزنه افتعل.
(19) طبقا: اسم بمعنى الحال وزنه فعل بفتحتين.
الفوائد:
- عن:
وترد على ثلاثة أوجه:
1- أحدها: أن تكون حرفا جارا، وجميع ما ذكر لها عشرة معان:
1- المجاوزة: مثل: (سافرت عن البلد) و (رميت السهم عن القوس)2- البدل: كقوله تعالى (وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً) ، وفي الحديث (صومي عن أمك) .
3- الاستعلاء: كقوله تعالى (فَإِنَّما يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ) .
4- التعليل: كقوله تعالى (وَما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ) .
5- مرادفة (بعد) نحو قوله تعالى (عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ) وقوله تعالى في الآية التي نحن بصددها (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) .
6- الظرفية: كقول الأعشى ميمون بن قيس:
وآس سراة الحي حيث لقيتهم ... ولا تك عن حمل الرباعة وانيا
الرباعة: نجوم الحمالة، قيل إن ونى لا يتعدى إلا (بفي) بدليل قوله تعالى (وَلا تَنِيا فِي ذِكْرِي) .
7- مرادفة (من) كقوله تعالى (هُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ) 8- الاستعانة: مثل (رميت عن القوس) لأنه يقال (رميت القوس) .
9- أن تكون زائدة للتعويض عن أخرى محذوفة، كقول الشاعر:
أتجزع أن نفس أتاها حمامها ... فهلا التي عن بين جنبيك تدفع
قال ابن جني: أراد فهلا تدفع عن التي بين جنبيك، فحذفت عن من أول الموصول وزيدت بعده.
10- أن تكون بمعنى الباء، نحو قوله تعالى: (وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى) أي: بالهوى 2- الوجه الثاني: أن تكون حرفا مصدريا، وذلك أن بني تميم يقولون في نحو أعجبني أن تفعل: (عن تفعل) 3- الوجه الثالث: أن تكون أسماء بمعنى جانب، كقول قطري بن الفجاءة:
فلقد أراني للرماح دريئة ... من عن يميني مرة وأمامي
[سورة الانشقاق (84) : الآيات 20 الى 21]
فَما لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (20) وَإِذا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ (21)
الإعراب:
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (لهم) متعلّق بخبر ما (لا) نافية (الواو) عاطفة (عليهم) متعلّق ب (قرئ) ، (لا) مثل الأولى..
جملة: «ما لهم ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا كان هذا أمرهم يوم القيام فما لهم لا يؤمنون..
وجملة: «لا يؤمنون ... » في محلّ نصب حال من ضمير الغائب في (لهم) .
وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة لا يؤمنون.
وجملة: «قرئ ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «لا يسجدون» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
[سورة الانشقاق (84) : الآيات 22 الى 25]
بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ (22) وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما يُوعُونَ (23) فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (24) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (25)
الإعراب:
(بل) للإضراب الانتقاليّ (الواو) عاطفة- أو حاليّة- (ما) حرف مصدريّ «9» ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (بعذاب) متعلّق ب (بشّرهم) ، (إلّا) للاستثناء (الذين) موصول في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع (لهم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (أجر) ، (غير) نعت لأجر مرفوع..
والمصدر المؤوّل (ما يوعون..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (أعلم) بمعنى عالم.
جملة: «الذين كفروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «يكذّبون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .
وجملة: «الله أعلم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة «10» .
وجملة: «يوعون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) «11» .
وجملة: «بشّرهم ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن استمرّوا في كذبهم فبشّرهم ...
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا.
وجملة: «لهم أجر ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «12» .
الصرف:
(23) يوعون: ماضيه أوعى الشيء أي وضعه في الوعاء وهنا بمعنى يضمرون، وفي الفعل إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف أصله يوعيون، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الضمّة إلى العين قبلها- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة- إعلال بالحذف- وزنه يفعون بضمّ الياء والعين.
انتهت سورة «الانشقاق» ويليها سورة «البروج»
سورة البروج
آياتها 22 آية
[سورة البروج (85) : الآيات 1 الى 7]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ (1) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2) وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3) قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ (4)
النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْها قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلى ما يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِين َ شُهُودٌ (7)
الإعراب:
(الواو) واو القسم (السماء) مجرور بالواو متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (النار) بدل اشتمال من الأخدود «13» ، (إذ) ظرف في محلّ نصب متعلّق ب (قتل) ، (ما) حرف مصدريّ «15» ، (بالمؤمنين) متعلّق ب (يفعلون) .
والمصدر المؤوّل (ما يفعلون..) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق ب (شهود) .
جملة: « (أقسم) بالسماء ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.. وجواب القسم محذوف تقديره: إنّ الجزاء لحقّ أو لواقع على الكافرين ...
وجملة: «قتل أصحاب ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «14» .
وجملة: «هم عليها قعود» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «هم ... شهود» في محلّ جرّ معطوفة على جملة «هم عليها قعود» .
وجملة: «يفعلون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
الصرف:
(2) الموعود: اسم مفعول من الثلاثيّ وعد، وزنه مفعول وهو يوم القيامة.
(4) الأخدود: اسم للشقّ في الأرض، وزنه أفعول بضمّ الهمزة وسكون الفاء والجمع أفاعيل.
الفوائد:
- أصحاب الأخدود:
روي عن صهيب، أن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) قال: كان ملك فيمن كان قبلكم، كان له ساحر، فلما كبر قال للملك: ابعث لي غلاما أعلمه السحر. وكان في طريق الغلام راهب، فقعد إليه فأعجبه كلامه. وكان يتأخر في الذهاب عن الساحر وفي الإياب عن أهله، فشكا ذلك للراهب، فقال له: قل للساحر: حبسني أهلي، وقل لأهلك:
حبسني الساحر، فبينما الغلام كذلك، إذ عرضت دابة قطعت الطريق، فأخذ الغلام حجرا وقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك فاقتل هذه الدابة، فماتت الدابة.
فقص ذلك على الراهب، فبشره بخير، وقال له: لقد أصبحت أفضل مني، وإنك ستبتلى، فلا تدلّ علي وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص بإذن الله، ويداوي أمراض الناس، وكان جليس للملك أعمى، فجاءه بهدايا وقال له: هذه جميعها لك إن شفيتني فقال الغلام إنما يشفيك الله، فآمن به، فآمن جليس الملك، فدعا له فبرئ، فسأله الملك كيف شفي من مرضه، فقص عليه وقال له: شفاني الله. قال الملك: وهل لك رب غيري، قال الجليس: ربي وربك الله، فلم يزل يعذبه الملك حتى دله على الغلام، ولم يزل يعذب الملك الغلام حتى دل على الراهب، فجيء بالراهب، فطلب منه الرجوع عن دينه فأبى، فنشره من مفرقه حتى وقع شقّاه، ثم فعل بالجليس كذلك.
ثم دفع الملك الغلام إلى نفر، ووكلهم بطرحه من شاهق جبل فقال الغلام: اللهم اكفنيهم بما شئت وكيف شئت، فرجف بهم الجبل فسقطوا، وجاء يمشي إلى الملك.
فقال له: ما فعل أصحابك، فقال: كفانيهم الله فدفعه إلى نفر فقال: اجعلوه في قرقور فتوسطوا به البحر، فإن رجع عن دينه، وإلا فألقوه في اليم. فقال: اللهم اكفينهم بما شئت وكيف شئت، فانكفأت بهم السفينة، فغرقوا. وجاء الغلام يمشي، فسأله الملك عن أصحابه، فقال: كفانيهم الله عز وجل. فقال للملك: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به. فقال: ما هو؟ قال: تجعل الناس في صعيد واحد، وتصلبني على جذع نخل، ثم خذ سهما من كنانتي وقل باسم الله رب الغلام، ثم ارمني به، فعند ذلك تقتلني، ففعل الملك ذلك وضربه بالسهم قائلا: باسم الله رب الغلام، فوقع السهم في صدغه، فوضع الغلام يده مكان وقوع السهم، ثم مات. فقال الناس: آمنا برب الغلام. فقيل للملك: أرأيت ما كنت تحذره قد والله نزل بك، فأمر الملك بشق أخدود أضرمت فيه النيران، فمن لم يرجع عن دينه ألقي في النار، فأتي بامرأة معها صبي لها، فتقاعست، فقال لها الغلام: يا أماه اصبري فإنك على الحق. هذا الحديث صحيح أخرجه مسلم.
قال ابن عباس: كان بنجران ملك من ملوك حمير، يقال له يوسف ذو نواس ابن شرحبيل بن شراحيل، في الفترة قبل مولد النبي (صلّى الله عليه وسلّم) بسبعين سنة، وكان في بلاده غلام يقال له: عبد الله بن تامر، وكان أبوه يسلمه إلى معلم يعلمه السحر، وساق نفس الحديث السابق الذي رواه صهيب.
- حذف قد:
ذكر البصريون أن الفعل الماضي الواقع حالا لا بد معه من (قد) ظاهرة، كقوله تعالى (وَما لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ) أو مضمرة كقوله تعالى (أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ) أي (وقد اتبعك) (أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ) أي قد حصرت. وقال الجميع: حقّ الماضي المثبت المجاب به القسم أن يقرن باللام وقد، كقوله تعالى (تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنا) . وقيل في قوله تعالى: (قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ) في الآية التي نحن بصددها، إنه جواب القسم على إضمار اللام وقد جميعا أي (لقد قتل) .
[سورة البروج (85) : الآيات 8 الى 9]
وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (9)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (ما) نافية (منهم) متعلّق ب (نقموا) بتضمينه معنى عابوا (إلّا) للحصر (أن) حرف مصدريّ ونصب (بالله) متعلّق ب (يؤمنوا) ، (الحميد) نعت ثان للفظ الجلالة.
جملة: «ما نقموا» في محلّ جرّ معطوفة على جملة هم.. شهود «16» .
وجملة: «يؤمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
والمصدر المؤوّل (أن يؤمنوا) في محلّ نصب مفعول به لفعل نقموا «17» .
9- (الذي) موصول في محلّ جرّ نعت ثالث للفظ الجلالة «18» ، (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ملك) ، (الواو) استئنافيّة (على كلّ) متعلّق ب (شهيد) ..
وجملة: «له ملك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «الله ... شهيد» لا محلّ لها استئنافيّة.
البلاغة
فن تأكيد المدح بما يشبه الذم: في قوله تعالى «وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ» .
استثناء مفصح عن براءتهم عما يعاب وينكر بالكلية، على منهاج قوله:
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم ... بهن فلول من قراع الكتائب
فقد استثنى من صفة ذم منفية صفة مدح، وهذا ما يسمى تأكيد المدح بما يشبه الذم.
[سورة البروج (85) : آية 10]
إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذابُ الْحَرِيقِ (10)
الإعراب:
(الفاء) زائدة لمشابهة الموصول للشرط (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (عذاب) في الموضعين.
جملة: «إنّ الذين فتنوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «فتنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لم يتوبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة فتنوا.
وجملة: «لهم عذاب» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «لهم عذاب (الثانية) » في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر.
الصرف:
(الحريق) ، اسم لحالة شبوب النار واشتعالها، واستعمل في الآية بمعنى الإحراق- أي إحراق الكافرين للمؤمنين «19» - فهو اسم مصدر وزنه فعيل.
__________
(1) أو ما في معناه، وقيل: الجواب هو فملاقيه أي فأنت ملاقيه، في الآية (6) من هذه السورة.
(2) أذنت لربّها: استمعت وأطاعت.
(3) أو أن السماء جعلت حقيقة بالاستماع والانقياد فلا حاجة لتقدير مضاف.
(4) يجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره أنت، والجملة لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء إنّك كادح.
(5) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.. ويجوز أن تكون الجملة صلة (من) إذا أعرب موصولا، وجملة سوف يحاسب هي الخبر بزيادة الفاء لمشابهة المبتدأ للشرط.
(6) راجع الصفحة السابقة حاشية رقم (2) .
(7) أو اسم موصول، أو نكرة موصوفة، في محلّ جرّ، والعائد محذوف أي وسقه..
(8) أو صلة الموصول الاسميّ، أو في محلّ جرّ نعت للنكرة الموصوفة (ما) .
(9) أو اسم موصول، أو نكرة موصوفة في محلّ جرّ، والعائد محذوف أي يوعونه.
(10) أو في محلّ نصب حال.
(11) أو صلة الموصول الاسميّ.. أو في محلّ جرّ نعت للنكرة، والعائد فيهما محذوف أي يوعونه.
(12) إذا أعربت (إلّا) بمعنى لكن فالموصول مبتدأ وجملة لهم أجر خبره.
(13) والضمير العائد على المبدل منه محذوف أي: النار فيه. [.....]
(14) أو اسم موصول في محلّ جرّ والعائد محذوف.
(15) إذا كانت الجملة خبريّة- لا إنشائيّة دعائيّة- كانت هي جواب القسم بتقدير اللام وقد.
(16) في الآية السابقة (7) .
(17) يجوز أن يكون بدلا من المفعول المقدّر و (إلّا) للاستثناء أي ما نقموا شيئا إلّا إيمانهم، أو هو منصوب على الاستثناء.
(18) أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو والجملة استئناف بيانيّ.
(19) أي لهم العذاب بسبب الحريق.
-
رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثلاثون
سورة الاعلى
الحلقة (570)
من صــ295 الى صـ 2310
[سورة البروج (85) : آية 11]
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ذلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (11)
الإعراب:
(لهم) خبر المبتدأ (جنّات) ، (من تحتها) متعلّق ب (تجري) بحذف مضاف أي من تحت أشجارها، والإشارة في (ذلك) إلى حيازة المؤمنين للجنّات (الفوز) خبر المبتدأ مرفوع.
جملة: «إنّ الذين آمنوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا.
وجملة: «لهم جنّات ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «تجري ... الأنهار» في محلّ رفع نعت لجنّات.
وجملة: «ذلك الفوز ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
[سورة البروج (85) : الآيات 12 الى 16]
إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (12) إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13) وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15) فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ (16)
الإعراب:
(اللام) المزحلقة للتوكيد (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة يبدئ «1» ، (الواو) عاطفة (اللام) زائدة للتقوية «2» ، (ما) موصول محلّه البعيد مفعول به للمبالغة فعّال..
جملة: «إنّ بطش ربّك لشديد» لا محلّ لها استئنافيّة «3» .
وجملة: «إنّه هو يبدئ ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «هو يبدئ ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «يبدئ ... » في محلّ رفع خبر (هو) .
وجملة: «يعيد ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يبدئ.
وجملة: «هو الغفور ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة هو يبدئ «4» .
وجملة: «يريد» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
[سورة البروج (85) : الآيات 17 الى 18]
هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ (17) فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ (18)
الإعراب:
(هل) حرف استفهام للتقرير «5» ، (فرعون) بدل من الجنود مجرور، وفيه حذف مضاف أي جنود فرعون.
جملة: «هل أتاك حديث ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
[سورة البروج (85) : الآيات 19 الى 20]
بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ (19) وَاللَّهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ (20)
الإعراب:
(بل) للإضراب الانتقاليّ (في تكذيب) متعلّق بخبر المبتدأ (الذين) ، (الواو) عاطفة (من ورائهم) متعلّق ب (محيط) «6» .
جملة: «الذين كفروا في تكذيب» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «الله ... محيط» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
الصرف:
(تكذيب) ، مصدر قياسيّ للرباعيّ كذّب، وزنه تفعيل.
البلاغة
التمثيل: في قوله تعالى «مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ» .
تمثيل لعدم نجاتهم من بأس الله تعالى بعدم فوت المحاط المحيط والمعنى أنه عز وجل عالم بهم، وقادر عليهم، وهم لا يعجزونه ولا يفوتونه سبحانه وتعالى.
المجاز المرسل: في قوله تعالى «بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ» .
علاقة هذا المجاز الحالية، لأن التكذيب معنى من المعاني، ولا يحلّ الإنسان فيه،وإنما يحلّ في مكانه، فاستعمال التكذيب في مكانه مجاز، أطلق فيه الحال وأريد المحل، فعلاقته الحالية.
[سورة البروج (85) : الآيات 21 الى 22]
بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (22)
الإعراب:
(في لوح) متعلّق بنعت ثان لقرآن.
جملة: «هو قرآن ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
انتهت سورة «البروج» ويليها سورة «الطارق»
سورة الطارق
آياتها 17 آية
[سورة الطارق (86) : الآيات 1 الى 4]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ (1) وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ (4)
الإعراب:
(والسماء) متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (الواو) الثالثة اعتراضيّة (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ في الموضعين (النجم) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (إن) حرف نفي (لمّا) حرف للحصر بمعنى إلّا (عليها) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (حافظ) ..
جملة: « (أقسم) بالسماء ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «ما أدراك ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «أدراك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) الأول.
وجملة: «ما الطارق ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل أدراك.
وجملة: « (هو) النجم» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «إنّ كلّ نفس لمّا ... » لا محلّ لها جواب القسم.
وجملة: «عليها حافظ» في محلّ رفع خبر المبتدأ (كلّ) .
الصرف:
(الطارق) ، في الأصل هو اسم فاعل من الثلاثيّ طرق أي سار في الليل وزنه فاعل، ثمّ أطلق ليكون اسم جنس أو كوكب معهود.
الفوائد:
- (لمّا) الاستثنائيّة:
من أوجه (لمّا) أنها ترد حرف استثناء، فتدخل على الجملة الاسمية، كما في هذه الآية (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ) كما تدخل على الماضي لفظا لا معنى، نحو:
«أنشدك الله لمّا فعلت) أي ما أسألك إلا فعلك.
[سورة الطارق (86) : الآيات 5 الى 7]
فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ (7)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (اللام) لام الأمر (ممّ) متعلّق ب (خلق) ، و (ما) للاستفهام حذفت الألف لتقدّم حرف الجر (من ماء) متعلّق ب (خلق) الثاني (من بين) متعلّق ب (يخرج) ..
جملة: «لينظر الإنسان» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «خلق (الأولى) » في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق بالاستفهام بتقدير حرف الجرّ.
وجملة: «خلق (الثانية) » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يخرج ... » في محلّ جرّ نعت لماء «7» .
الصرف:
(6) دافق: اسم فاعل من الثلاثيّ دفق، وزنه فاعل «8» .
(7) الصلب: اسم للظهر وزنه فعل بضمّ فسكون جمعه أصلاب زنة أفعال.
(الترائب) ، جمع تريبة اسم للصدر أو أضلاعه أو لحمه ودمه، وزنه فعلية كصحيفة والجمع فعائل، وفيه قلب الياء همزة لمجيئها بعد ألف ساكنة والأصل ترايب.
البلاغة
الطباق: في قوله تعالى «مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ» .
فقد طابق بين عظم الظهر وعظم الصدر، وأفرد الأول، وجمع الآخر، لأن صدر المرأة هي تريبتها فيقال للمرأة: ترائب يعني بها التريبة وما حواليها وما أحاط بها.
أو يقال إنه تعالى أراد: يخرج من بين الأصلاب والترائب، فاكتفى بالواحد عن الجماعة، كما قال تعالى «أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما» ولم يقل والأرضين.
[سورة الطارق (86) : الآيات 8 الى 10]
إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ (8) يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ (9) فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا ناصِرٍ (10)
الإعراب:
(على رجعه) متعلّق ب (قادر) ، والضمير فيه يعود على الماء الدافق أو على الإنسان (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (رجعه) «9» ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (قوّة) ، وهو مجرور لفظا مرفوع محلّا (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (ناصر) معطوف على قوّة مجرور لفظا مثله.
جملة: «إنّه ... لقادر» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تبلى السرائر ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «ما له من قوّة ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا بعث يوم القيامة فما له ...
الصرف:
(9) السرائر: جمع سريرة زنة فعيلة، أي ما يكتم في النفس، والجمع فعائل فيه قلب الياء همزة لمجيئها بعد ألف ساكنة، أصله السرائر.
[سورة الطارق (86) : الآيات 11 الى 14]
وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ (11) وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ (12) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَما هُوَ بِالْهَزْلِ (14)
الإعراب:
(والسماء) مثل السابق «10» ، (ذات) نعت للسماء مجرور (الأرض) معطوف على السماء بالواو مجرور، (اللام) لام القسم عوض من المزحلقة (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (الهزل) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما.
وجملة: «ما هو بالهزل» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
الصرف:
(الصدع) ، مصدر سماعيّ للثلاثيّ صدع بمعنى شقّ، أو اسم للشقّ في الأرض حيث يخرج النبات.. وزنه فعل بفتح فسكون.
(الهزل) ، مصدر سماعيّ للثلاثيّ هزل بمعنى لم يجدّ، وزنه فعل بفتح فسكون.
[سورة الطارق (86) : الآيات 15 الى 17]
إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً (15) وَأَكِيدُ كَيْداً (16) فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً (17)
الإعراب:
(كيدا) مفعول مطلق منصوب «11» في الموضعين (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (رويدا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو مرادفه.
جملة: «إنهم يكيدون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يكيدون ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «أكيد ... » في محلّ نصب حال «12» .
وجملة: «مهّل ... » جواب شرط مقدّر أي إن كادوا لك فمهّلهم..
وجملة: «أمهلهم رويدا» لا محلّ لها استئنافيّة مؤكّدة للجملة السابقة.
الصرف:
(رويدا) ، قيل هو تصغير ترخيم بحذف الزوائد، وتكبيره إرواد- بكسر الهمزة- وزنه فعيل بضمّ الفاء وفتح العين.. أو هو تصغير رود بضمّ الراء زنة عود أي مهل. وجاء في المختار: تقول: رويدك عمرا أي أمهله وهو تصغير ترخيم من إرواد مصدر أرود يرود- بكسر الواو-.
ورويدا يستعمل مصدرا بدلا من اللفظ بفعله فيقال رويد زيد أو رويدا زيدا أي أمهله، ويقع حالا مثل ساروا رويدا أي متمهّلين، كما يقع مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر بكونه نعتا له أي ساروا سيرا رويدا.
الفوائد:
- (بله) و (رويد) .
(بله) : مصدر أهمل فعله، و (رويد) مصدر مرخم لفعل (أرود بمعنى مهل) ، فإذا وردتا دون تنوين فهما اسما فعل أمر، مثل: (بله العاجز) اتركه (رويد لمفلس) أمهله أما إذا نوّنتا: (بلها أخاك) (رويدا المفلس) كانتا مصدرين منصوبين على أنهما مفعولان مطلقان لفعليهما المحذوفين لا اسمي فعل. وكذلك أن جررت ما بعدهما بإضافتهما إليه (بله أخيك) (رويد المفلس) فهما هنا مفعولان مطلقان أيضا انتهت سورة «الطارق» ويليها سورة «الأعلى»
سورة الأعلى
آياتها 19 آية
[سورة الأعلى (87) : الآيات 1 الى 5]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى (3) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى (4)
فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى (5)
الإعراب:
(اسم) مفعول به منصوب «13» ، (الأعلى) نعت لربّك مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة (الذي) موصول في محلّ جرّ نعت ثان لربّك، والموصولان الآتيان معطوفان على الأول في محلّ جرّ (غثاء) مفعول به ثان منصوب (أحوى) نعت لغثاء منصوب «14» ..
جملة: «سبّح ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «خلق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «سوّى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق.
وجملة: «قدّر ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني.
وجملة: «هدى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قدّر.
وجملة: «أخرج ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثالث.
وجملة: «جعله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أخرج.
الصرف:
(5) أحوى: صفة مشبّهة من حوي يحوى باب فرح بمعنى اسودّ مع اخضرار.. وفي القاموس: الحوّة بالضم سواد إلى خضرة أو حمرة إلى سواد، وحوي حوى كرضي، ووزن أحوى أفعل مؤنّثه حوّاء والجمع حوّ بضمّ الحاء وتشديد الواو.
[سورة الأعلى (87) : الآيات 6 الى 7]
سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى (6) إِلاَّ ما شاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَما يَخْفى (7)
الإعراب:
(السين) للاستقبال (الفاء) عاطفة (لا) نافية «15» ، ومفعول (تنسى) محذوف أي لا تنسى ما تقرؤه (إلّا) للاستثناء (ما) موصول في محلّ نصب على الاستثناء و (ما) الثاني في محلّ نصب معطوف على الجهر..
جملة: «سنقرئك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا تنسى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سنقرئك.
وجملة: «إنّه يعلم ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «يعلم ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «يخفى» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
الصرف:
(تنسى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله تنسي بياء متحرّكة في آخره. تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
(يخفى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله يخفي بياء متحرّكة في آخره، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
[سورة الأعلى (87) : الآيات 8 الى 13]
وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرى (8) فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى (9) سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشى (10) وَيَتَجَنَّبُهَ ا الْأَشْقَى (11) الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرى (12)
ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى (13)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (لليسرى) متعلّق ب (نيسرك) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (نفعت) ماض في محلّ جزم فعل الشرط، وحرّكت التاء بالكسر لالتقاء الساكنين (السين) للاستقبال (من) موصول في محلّ رفع فاعل (الذي) في محلّ رفع نعت للأشقى (ثمّ) للعطف (لا) نافية في الموضعين..
جملة: «نيسرك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نقرئك «16» .
وجملة: «ذكّر ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن نفعت الذكرى من يتذكّر فذكّر ...
وجملة: «نفعت الذكرى ... » لا محلّ لها تفسير للشرط المقدّر..
وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله..
وجملة: «سيذّكر من يخشى ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «يخشى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «يتجنّبها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سيذّكر..
وجملة: «يصلى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «لا يموت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يصلى.
وجملة: «لا يحيا» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يموت.
الصرف:
(8) اليسرى: مؤنّث الأيسر بمعنى الأسهل، وهو اسم تفضيل من اليسر، وزن اليسرى فعلى بالضمّ.
(10) الأشقى: اسم تفضيل من الشقاء، وزنه أفعل، وفيه إعلال بالقلب أصله الأشقي، تحرّكت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفا.
(13) يحيا: الألف رسمت طويلة لأنها ليست علما وسبقت بياء، وقد رسمت في المصحف بياء غير منقوطة.
[سورة الأعلى (87) : الآيات 14 الى 15]
قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15)
الإعراب:
(قد) حرف تحقيق (من) موصول في محلّ رفع فاعل (الواو) عاطفة وكذلك (الفاء) .
جملة: «أفلح من تزكّى ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تزكّى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «ذكر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «صلّى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ذكر.
[سورة الأعلى (87) : الآيات 16 الى 17]
بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا (16) وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى (17)
الإعراب:
(بل) للإضراب الانتقاليّ عن مقدّر أي أنتم لا تفعلون ذلك بل تؤثرون.. (الواو) حاليّة..
جملة: «تؤثرون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «الآخرة خير ... » في محلّ نصب حال «17» .
[سورة الأعلى (87) : الآيات 18 الى 19]
إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى (18) صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى (19)
الإعراب:
(اللام) المزحلقة للتوكيد (في الصحف) متعلّق بخبر إنّ (صحف) بدل من الصحف مجرور.
جملة: «إنّ هذا لفي الصحف» لا محلّ لها استئنافيّة.
الفوائد:
- بعض ما في صحف إبراهيم وموسى عليهما الصلاة والسلام:
عن أبي ذر رضي الله عنه، قال: دخلت المسجد، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : إن للمسجد تحية، فقلت: وما تحيته يا رسول الله؟ قال: ركعتان تركعهما، قلت: يا رسول الله، هل أنزل الله عليك شيئا مما كان في صحف إبراهيم وموسى؟ قال: يا أبا ذر، اقرأ: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى. وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى. بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا. وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى.
إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى. صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى) قلت: يا رسول الله، فما كانت صحف موسى؟ قال: كانت عبرا كلها: (عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح! عجبت لمن أيقن بالنار كيف يضحك! عجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها في أهلها كيف يطمئن! عجبت لمن أيقن بالقدر ثم ينصب! عجبت لمن أيقن بالحساب ثم لا يعمل!) . أخرج هذا الحديث رزين في كتابه، وذكره ابن الأثير في كتابه جامع الأصول.
وأورد النسفي قوله: وفي صحف إبراهيم: (ينبغي للعاقل أن يكون حافظا للسانه، عارفا بزمانه، مقبلا على شانه) .
انتهت سورة «الأعلى» ويليها سورة «الغاشية»
__________
(1) أو ضمير مستعار لمحلّ النصب توكيدا للضمير اسم إنّ.. وجملة هو الغفور معطوفة حينئذ على جملة إنّه هو.
(2) أو غير زائدة متعلّقة بفعّال.
(3) جعلها بعضهم جواب القسم الوارد في أول السورة: والسماء ذات ...
(4) يجوز أن تكون معطوفة على جملة الاستئناف فلا محلّ لها.
(5) أو الاستفهام للتعجّب ... ويجوز أن تكون بمعنى قد.
(6) أو هو خبر أوّل و (محيط) خبر ثان.
(7) أو في محلّ نصب حال من ماء لتخصّصه بالوصف.
(8) وهو في الآية مجاز عقليّ بمعنى مدفوق، أو استعمل للنسبة أي ذا اندفاق. [.....]
(9) هذا إن أعيد الضمير في (رجعه) للإنسان.. وإن أعيد إلى الماء فالظرف متعلّق بمحذوف تقديره يرجعه (أي الإنسان) ، أو تقديره اذكر.
(10) في الآية (1) من السورة.
(11) وهذا بحسب الظاهر.. ويجوز أن يكون مفعولا به أي يعملون المكايد للنبيّ عليه السلام، و (كيدا) الثاني بمعنى أردّ الكيد.
(12) أو لا محلّ لها استئنافيّة.
(13) جعل بعض المفسّرين لفظ (اسم) زائدا ولا ضرورة لذلك، فتنزيه الاسم هو تنزيه لصاحب الاسم.
(14) يجوز أن يكون اللفظ حالا من المرعى- على رأي أبي البقاء- أي: أخرج العشب أسود فجعله هشيما.
(15) أو هي ناهية عند بعضهم، والألف زائدة هي إشباع حركة السين لمناسبة الفاصلة.
(16) في الآية (6) من السورة.
(17) يجوز أن تكون استئنافية فلا محل لها.