رد: :: العسـاجد العثيمينيّــة من شـرح الأربعيــن النوويّـــة ::
فوائد الحديث السابع عشر
عـن أبي يعـلى شـداد بـن أوس رضي الله عـنه، عـن الـرسـول صلى الله عـليه وسلم قـال: { إن الله كتب الإحـسـان عـلى كــل شيء، فـإذا قـتـلـتم فـأحسـنوا القـتـلة، وإذا ذبـحـتم فـأحسنوا الذبحة، وليحد أحـدكم شـفـرتـه، ولـيـرح ذبـيـحـته }.
[رواه مسلم:1955].
" والفرق بينهما - أي : بين القتل والذبح - أن المقتول لا يُحل بالقتل كما لو أراد إنسان أن يقتل كلبا مؤذيا , فنقول : أحسن القتلة . وكذا إذا أراد أن يقتل ثعبانا فنقول : أحسن القتلة .
وإذا ذبح فنقول : أحسن الذبحة , وهذا فيما يؤكل , أي يُحسن الذبحة بكل ما يكون فيه الإحسان " صـ209
رد: :: العسـاجد العثيمينيّــة من شـرح الأربعيــن النوويّـــة ::
" حسن تعليم النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بضرب الأمثال , لأن الأمثلة تقرب المعاني "صـ211
رد: :: العسـاجد العثيمينيّــة من شـرح الأربعيــن النوويّـــة ::
من شروط ذبح الذبيحة على الوجه المشروع , قال فضيلة الشيخ العلّامة : ابن عثيمين - رحمه الله - : " ذكر اسم الله عند الذبح , لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " ما أنهر الدم وذُكر اسم الله عليه فكل " فإذا كان إنهار الدم شرطا فكذلك التسمية شرط , بل إن الله تعالى أكد هذا بقوله : { ولا تأكلوا مما لم يُذكر اسم الله عليه وإنه لفسق} [ الأنعام : 121] فإذا ذبح إنسان ذبيحة ولم يُسم فالذبيحة حرام .فإذا نسي أن يسمي فإنها حرام , لأن الشرط لا يسقط بالنسيان بدليل أن الرجل لو صلى محدثا ناسيا فصلاته غير صحيحة , ولأن الله تعالى قال : { ولا تأكلوا مما لم يُذكر اسم الله عليه} [ الأنعام : 121 ] " صـ 227
رد: :: العسـاجد العثيمينيّــة من شـرح الأربعيــن النوويّـــة ::
" فإذا قال قائل : فهمنا أن التسمية شرط , و أنه لو تركها سهوا أو نسيانا أو عمدا فالذبيحة حرام , لكن ماذا تقولون في قول الله تعالى : { ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} [ البقرة : 286] فقال الله : قد فعلت ؟نقول : نحن لا نؤاخذ الذي ذبح الذبيحة و نسي أن يُسمّي , ونقول : ليس عليه إثم , لكن بقي الآكل إذا جاء يريد أإن يأكل من هذه وسأل : أذكر اسم الله عليها أم لا ؟فيقال له : لم يذكر اسم الله عليها , إذن لا يأكل , لكن لو فرض أن هذا أكل من هذه الذبيحة ناسيا أو جاهلا فلا شيء عليه ." صـ 228
رد: :: العسـاجد العثيمينيّــة من شـرح الأربعيــن النوويّـــة ::
أخواتي الحبيبات : قد تتغيّر رقم صفحات الكتاب ، وذلك لاقتنائي نسخة أخرى .. .. أرجو كل من نقل/ ــت العساجد لموقع آخر أن ي/تكرم بتذييلها باسمي ولقبي ..جزى الله الجميع كل خير ..
رد: :: العسـاجد العثيمينيّــة من شـرح الأربعيــن النوويّـــة ::
" فإن قال قائل:إذا قلتم إن هذه البعير التي تساوي ألف ريال بأنها حرام لمَّا نسي أن يسمي عليها فإنه يلزم منه أن تفسدوا أموال الناس؟فالجواب: نحن لم نُضع المال، لأن كل شيء متروك بأمر الله فتركه ليس إضاعة،بل هو طاعة لله عزّ وجل، ألسنا نطيع الله ونعطي الزكاة وهي ربع عشر أموالنا، فلو كان عند الرجل أربعين مليوناً فزكاته مليون، فما دمنا تركنا هذه الذبيحة التي لم يسمّ الله عليها فإننا لم نضع المال في الواقع، بل وضعناه في حلِّه ومَحلِّه ." صـ228
رد: :: العسـاجد العثيمينيّــة من شـرح الأربعيــن النوويّـــة ::
"إذا أراد الإنسان أن يؤدب أهله، أو ولده فليؤدب بإحسان. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: " وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَن لاَ يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدَاً تَكْرَهُونَهُ، فَإِنْ فَعَلْنَ ذَلِكَ فَاضرِبُوهُنَّ ضَرْبَاً غَيْرَ مُبَرِّحٍ" فنقول:حتى في التأديب إذا أدبت فأحسن التأديب ولاتؤدّب بعنف. وبعض الناس يؤدّب بعنف يظن أن ذلك أنفع، وليس هكذا، بل اضرب ضرباً لاتسرف فيه." صـ 232
رد: :: العسـاجد العثيمينيّــة من شـرح الأربعيــن النوويّـــة ::
الحديث الثامن عشر
عـن أبي ذر جـنـدب بـن جـنـادة، وأبي عـبد الـرحـمـن معـاذ بـن جـبـل رضي الله عـنهما، عـن الرسول صلى الله عـليه وسلم، قـال: { اتـق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخـلـق حـسـن }.
[رواه الترمذي:1987، وقال: حديث حسن، وفي بعض النسخ: حسن صحيح].
" ... والمعنى: إذا فعلت سيئة فأتبعها بحسنة،فهذه الحسنة تمحو السيئة.
واختلف العلماء - رحمهم الله - هل المراد بالحسنة التي تتبع السيئة هي التوبة، فكأنه قال: إذا أسأت فتب، أو المراد العموم؟
الصواب: الثاني، أن الحسنة تمحو السيئة وإن لم تكن توبة، دليل هذا قوله تعالى: (وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَات)(هود: الآية114) ولما سأل النبي صلى الله عليه وسلم رجل وقال: إنه أصاب من امرأة ما يصيب الرجل من امرأته إلا الزنا، وكان قد صلى معهم الفجر، فقال: أصليت معنا صلاة الفجر؟ قال: نعم، فتلا عليه الآية:( إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَات ) [هود:114][141] وهذا يدل على أن الحسنة تمحو السيئة وإن لم تكن هي التوبة. " صـ 233-234
رد: :: العسـاجد العثيمينيّــة من شـرح الأربعيــن النوويّـــة ::
" ... فالخلق الحسن يكون طبيعياً بمعنى أن الإنسان يمنّ الله عليه من الأصل بخلق حسن. ويكون بالكسب بمعنى أن الإنسان يمرّن نفسه على الخلق الحسن حتى يكون ذا خلق حسن.والعجيب أن الخلق الحسن يُكسِب الإنسان الراحة والطمأنينة وعدم القلق لأنه مطمئن من نفسه في معاملة غيره." صــ235
رد: :: العسـاجد العثيمينيّــة من شـرح الأربعيــن النوويّـــة ::
أهلا بك يا همة زادك الله همة
عودا حميدا ...لا تحرمينا هذه الفوائد الجليلة
رد: :: العسـاجد العثيمينيّــة من شـرح الأربعيــن النوويّـــة ::
حياكِ الله غاليتي ...رفع ربي قدركِ دنيا و آخرة ..
رد: :: العسـاجد العثيمينيّــة من شـرح الأربعيــن النوويّـــة ::
" ... وجوب تقوى الله عزّ وجل حيثما كان الإنسان، لقوله: "اتَّقِ الله حَيْثُمَا كُنْتَ" وذلك بفعل أوامره واجتناب نواهيه سواء كنت في العلانية أو في السر.وأيهما أفضل: أن يكون في السر أو في العلانية؟وفي هذا تفصيل: إذا كان إظهارك للتقوى يحصل به التأسّي والاتباع لما أنت عليه فهنا إعلانها أحسن وأفضل، ولهذا مدح الله الذين ينفقون سرّاً وعلانية، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا إِلَى يَومِ القِيَامَةِ" أما إذا كان لايحصل بالإظهار فائدة فالإسرار أفضل،لقول النبي صلى الله عليه وسلم فيمن يظلّهم الله في ظله: "رَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِيْنُهُ" . وهل الأفضل في ترك المعاصي إعلانه أو إسراره؟يقال فيه ما قيل في الأوامر، فمثلاً إذا كان الإنسان يريد أن يدخل في عمل فقيل له:إنه يشتمل على محرم كالأمور الربوية فتركه جهاراً، فذلك أفضل لأنه يُتأسّى به، وأما إذا كان الأمر لايتعدى إلى الغير ولا ينتفع به فالإسرار أفضل." صـ236
رد: :: العسـاجد العثيمينيّــة من شـرح الأربعيــن النوويّـــة ::
رد: :: العسـاجد العثيمينيّــة من شـرح الأربعيــن النوويّـــة ::
ما شاء الله!
حرّم الله أناملكِ على النار
واصلي, وصلكِ الله بطاعته ورضوانه.
رد: :: العسـاجد العثيمينيّــة من شـرح الأربعيــن النوويّـــة ::
وإياكما , جزاكما الله خيرا .وفقكما دنيا و آخرة .
رد: :: العسـاجد العثيمينيّــة من شـرح الأربعيــن النوويّـــة ::
."فضل الله عزّ وجل على العباد وذلك لأننا لو رجعنا إلى العدل لكانت الحسنة لاتمحو السيئة إلا ( بالموازنة ) *، وظاهر الحديث العموم". صـ237
عفوا : ما معنى ( بالموازنة ) ؟
رد: :: العسـاجد العثيمينيّــة من شـرح الأربعيــن النوويّـــة ::
" معاملة الناس بالحزم والقوة والجفاء أحياناً هل ينافي هذا الحديث أو لا؟فالجواب: لا ينافيه، لأنه لكل مقام مقال، فإذا كانت المصلحة في الغلظة والشدة فعليك بها، وإذا كان الأمر بالعكس فعليك باللين والرفق، وإذا دار الأمر بين اللين والرفق أو الشدة والعنف فعليك باللين والرفق، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ اللهَ رَفِيْقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ", ولقد جرت أشياء كثيرة تدل على فائدة الرفق ومن ذلك: مرّ يهودي بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال: السام عليك يامحمد - والسام يعني الموت - فقالت عائشة رضي الله عنها : عليك السام واللعنة - جزاءً وفاقاً وزيادة أيضاً - فنهاها النبي صلى الله عليه وسلم وقال: "إِنَّ اللهَ رَفِيْقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ وَإِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ أَهْلُ الكَتَابِ فَقُولُوا وَعَلَيْكُمْ" " صـ237-238 .
رد: :: العسـاجد العثيمينيّــة من شـرح الأربعيــن النوويّـــة ::
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همّة
."فضل الله عزّ وجل على العباد وذلك لأننا لو رجعنا إلى العدل لكانت الحسنة لاتمحو السيئة إلا ( بالموازنة ) *، وظاهر الحديث العموم". صـ237
عفوا : ما معنى ( بالموازنة ) ؟
في الحديث المعنِي: ((وأتبع السيئة الحسنة تمحها)), لم يشترط أن تكون الحسنة التي يعملها العبد بنفس قدْر السيئة حتى تُمحى, وإنما اللفظ جاء عامًا, الحسنة تمحو السيئة سواء وازتها قدرًا أو كانت أقل منها, وهذا من فضل الله ورحمته بعباده.
فقوله - رحمه الله: " لو رجعنا إلى العدل لكانت الحسنة لاتمحو السيئة إلا ( بالموازنة )"
يعني أن العدل يستلزم أن تكون الحسنة أكبر من أو مساوية للسيئة وإلا فلا تُمحى السيئة.
والله - تعالى - أعلم بالصواب.
رد: :: العسـاجد العثيمينيّــة من شـرح الأربعيــن النوويّـــة ::
الحديث التاسع عشر
عَنْ أَبِي عَبَّاسٍ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كُنْتُ خَلْفَ النبي صلى الله عليه وسلم يَومَاً فَقَالَ: (يَا غُلاَمُ إِنّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ : احْفَظِ اللهَ يَحفَظك، احْفَظِ اللهَ تَجِدهُ تُجَاهَكَ، إِذَاَ سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللهَ، وَإِذَاَ اسْتَعَنتَ فَاسْتَعِن بِاللهِ، وَاعْلَم أَنَّ الأُمّة لو اجْتَمَعَت عَلَى أن يَنفَعُوكَ بِشيءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلا بِشيءٍ قَد كَتَبَهُ اللهُ لَك، وإِن اِجْتَمَعوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشيءٍ لَمْ يَضروك إلا بشيءٍ قَد كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ، رُفعَت الأَقْلامُ، وَجَفّتِ الصُّحُفُ)[146] رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح - وفي رواية - غير الترمذي: (اِحفظِ اللهَ تَجٍدْهُ أَمَامَكَ، تَعَرَّفْ إلى اللهِ في الرَّخاءِ يَعرِفْكَ في الشّدةِ، وَاعْلَم أن مَا أَخطأكَ لَمْ يَكُن لِيُصيبكَ، وَمَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُن لِيُخطِئكَ، وَاعْلَمْ أنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَربِ، وَأَنَّ مَعَ العُسرِ يُسراً)[147]
" أنه ينبغي لمن ألقي كلاماً ذا أهمية أن يقدم له ما يوجب لفت الانتباه، حيث قال: "يَا غُلاَمُ إني أُعَلِمُكَ كَلِماتٍ".
رد: :: العسـاجد العثيمينيّــة من شـرح الأربعيــن النوويّـــة ::