[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
هذا كلامه عن المزدكية ،
ويقول : الصوفية ،
والفرقة المسمَّاة المباحية منهم
على دين "مزدك"
الذي هو أصل الشيوعية ،
وأصل نظريَّة "كارل ماركس"
الذي كما ذكر هؤلاء الخرافيون يقولون :
أنتم مشتغلون بالردِّ على المسلمين ،
وتتركون الشيوعيَّة !!.
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
هذا الرازي ،
وهو إمامٌ مِن أئمَّة الأشاعرة
وكتابه "اعتقادات فرق المسلمين والمشركين" :
مطبوع موجود ،
يقول :
إنَّه تلتقي الصوفية بالمزدكية ،
يعنى : الشيوعية
والصوفيَّة تلتقي عند "مزدك" ،
فهذا هو كلامهم ،
وليس كلامنا نحن .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ومن الرازي - المتوفى سنة 606 هـ –
ننتقل إلى أحد الأئمَّة مِن علماء اليمن ،
يسمَّى "عباس بن منصور السكسكي"
قيل : إنَّه كان حنبليّاً – وهذا غريب في أئمَّة اليمن - ،
وقيل : إنَّه شافعيٌّ ،
وعلى كل حال ،
يمكن مراجع ترجمته في "الأعلام"
(ح3 – ص268 ط –4)
هذا الإمام السكسكي متوفى سنة 683هـ
فهو أيضاً من المتقدمين
كتب كتاباً اسمه :
"البرهان في معرفة عقائد أهل الأديان" ،
هذا كتابٌ مطبوعٌ ،
وأنا الآن أقرأ ما كتبه عن الصوفيَّة بنصِّه .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقول في آخر الكتاب - :
قد ذكرتُ هذه الفرقة الهادية ، المهديَّة
– يعني : أهل السنَّة - ،
وأنَّها على طريقةٍ متَّبعةٍ لهذه الشريعة النبويَّة …
إلى أن يقول :
وغير ذلك مما هو داخل تحت الشريعة المطهرة ،
ولم يشذَّ أحدٌ منهم عن ذلك
سوى فرقة واحدةٍ تسمَّت بالصوفيَّة ،
ينتسبون إلى أهل السنَّة،
وليسوا منهم ،
قد خالفوهم في الاعتقاد ، والأفعال ، والأقوال ،
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
أمَّا الاعتقاد :
فسلكوا مسلكاً للباطنية الذين قالوا :
إن للقرآن ظاهراً ، وباطناً،
فالظاهر : ما عليه حملة الشريعة النبويَّة ،
والباطن : ما يعتقدونه ،
وهو ما قدَّمتُ بعض ذكره ،
فكذلك أيضاً فرقة الصوفيَّة ،
قالت : إنَّ للقرآن والسنَّة حقائق خفيَّة ، باطنة ،
غير ما عليه علماء الشريعة مِن الأحكام الظاهرة ،
التي نقلوها خَلَفاً عن سلف ،
متصلة بالنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بالأسانيد الصحيحة ،
والنقلة الأثبات ،
وتلقته الأمَّة بالقبول ،
وأجمع عليه السواد الأعظم ،
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ويعتقدون أنَّ الله عز وجل حالٌّ فيهم !!
ومازج لهم !!
وهو مذهب الحسين بن منصور الحلاَّج
المصلوب في بغداد في أيام المقتدر
- الذي قدمتُ ذكره الروافض في فصل "فرقة الخطابيَّة" -
ولهذا قال : أنا الله
- تعالى الله عن ذلك
علوّاً كبيراً - ،
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
وأنَّ ما هجس في نفوسهم ،
وتكلموا به في تفسير قرآنٍ ،
أو حديثٍ نبويٍّ ،
أو غير ذلك مما شرعوه لأنفسهم ،
واصطلحوا عليه :
منسوب إلى الله تعالى ، وأنَّه الحق ،
وإِنْ خالف ما عليه جمهور العلماء، وأئمَّة الشريعة ،
وفسَّرتْه علماء أصحابه ، وثقاتهم ،
بناءً على الأصل الذي أصَّلوه
مِن الحلول ، والممازجة ،
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ويدَّعون أنَّهم قد ارتفعت درجتُهم
عن التعبدات اللازمة للعامَّة ،
وانكشفت لهم حجب الملكوت ،
واطَّلعوا على أسراره ،
وصارت عبادتهم بالقلب
لا بالجوارح .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
- نتابع ،
وما يزال الكلام للسكسكي صفحة (65)
من كتاب "البرهان" يقول : -
وقالوا :
لأنَّ عمل العامة بالجوارح سُلَّمٌ يؤدِّي إلى علم الحقائق ،
إذ هو المقصود على الحقيقة ،
وهي البواطن الخفيَّة عندهم ،
لا عملٌ بالجوارح .
قد وصلنا ، واتصلنا ،
واطَّلعنا على علم الحقائق الذي جهلته العامَّة ،
وحملة الشرع
وطعنوا حينئذٍ في الفقهاء ، والأئمَّة ، والعلماء ،
وأبطلوا ما هم عليه ،
وحقَّروهم ، وصغَّروهم عند العوام ، والجهَّال ،
وفي أحكام الشريعة المطهرة ،
وقالوا : نحن العلماء بعلم الحقيقة ،
الخواص الذين على الحق ،
والفقهاء هم العامة ؛
لأنَّهم لم يطلعوا على علم الحقيقة ،
وأعوذ بالله
من معرفة الضلالة ،
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
فلمَّا أبطلوا علم الشريعة ،
وأنكروا أحكامها :
أباحوا المحظورات ،
وخرجوا عن التزام الواجبات ،
فأباحوا النظر إلى المردان ،
والخلوة بأجانب النسوان ،
والتلذذ بأسماع أصوات النساء ، والصبيان ،
وسماع المزامير ، والدفاف،
والرقص ، والتصفيق في الشوارع والأسواق
بقوة العزيمة ، وترك الحشمة ،
وجعلوا ذلك عبادة يتدينون بها ،
ويجتمعون لها ،
ويؤثرونها على الصلوات ،
ويعتقدونها أفضل العبادات،
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ويحضرون لذلك المغاني من النساء ، والصبيان ،
وغيرهم مِن أهل الأصوات الحسنة للغناء بالشبابات ،
والطار ، والنقر ، والأدفاف المجلجلة ،
وسائر الآلات المطربة ،
وأبيات الشعر الغزلية التي توصف فيها محاسن النِّسوان ،
ويذكر فيها ما تقدم من النساء التي كانت الشعراء تهواها ،
وتشبب بها في أشعارها ،
وتصف محاسنها
كليلى ، ولبنى ، وهند ، وسعاد ، وزينب ، وغيرهنَّ ،
ويقولون :
نحن نكنِّي بذلك عن الله عز وجل !!
ونَصرف المعنى إليه .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
أقول – أنا سفر - :
إن كتاب "إغاثة اللهفان" للإمام ابن القيم رحمه الله
فصَّل هذه الأمور تفصيلاً مفيداً ،
لكن آثرت أن لا أنقل عنه
حتى لا يقال لا يعرفون إلاَّ ابن تيمية ، أو ابن القيم ،
وهذا قبل ابن القيم ، وابن تيمية ،
وليس ممن له شهرة أنَّه حارب التصوف
باسم أنَّه -كما يقولون - :
سلفي ، أو تيمي ، أو ، وهَّابي ،
بل هو قبل أولئك جميعا ،
ويكتب بموضوعيَّة ،
وينقل مِن مصادر كثيرة ،
أنا أواصل كلامه لتنظروا بعض مصادره :
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقول :
فقد ذكر الفقيه موسى بن أحمد ذلك
في الرسالة التي ردَّ بها عليهم ،
وبيَّن فيها فساد مذهبهم ،
فقال في بيت شعر أنشده فيهم :
يُكنُّون عن ربِّ السماء بزينب
وليلي ولبنى والخيال الذي يسري
وتختلط الرجال بالنساء ،
والنساء بالرجال ،
ويتنادى الرجال والنساء ،
ويتصافحون ،
وإذا حصل فيهم الطرب وقت السماع
من الأصوات الشجية ، والآلات المطربة :
طربوا ، وصرخوا ، وقاموا ، وقفزوا ،
وداروا في الحلقة ؛
فإذا دارت رؤوسهم ،
واختلطت عقولهم من شدة الطرب ،
وكثرة القفز والدوران :
وقعوا على الأرض مغشيّاً عليهم ،
ويسمُّون ذلك " الوَجْد" ،
أي :
أنَّ ذلك مِن شدة ما يجدون
مِن شدة المحبَّة ، والشوق ،
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
قالوا :
فأمَّا الخوف ، والرجاء :
فنحن لا نخاف النَّار ،
ولا نرجو دخول الجنَّة ؛
لأنَّهما ليست عندنا شيئاً ؛
فلا نعبده خوفاً مِن النَّار ،
ولا طمعا في الجنـة !!
قال سفر :
احفظـوا هـذه الكلمة التي يقولها الإمام
لنجد شواهد عليها فيما بعد ،
وهي قولهم :
" لا نعبده خوفاً مِن النَّار ،
ولا طمعاً في الجنة " .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقول :
هذا مخالفٌ للكتاب ، والسنَّة ،
والإجماع ،
ومجوِّزات العقول ،
ثمَّ إنَّهم يَحملون الأشياء كلها على الإباحة ،
فيقولون :
كلُّ ما وقع في أيدينا مِن حلالٍ ، أو حرامٍ:
فهو حلالٌ لنا ،
ولا يبالون هل أكلوا مِن حلالٍ ، أو حرامٍ .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
قال الإمام أبو عبد الله محمد بن على القلعي
في كتاب "أحكام العصاة" :
وهذان الصنفان في الكفر ، والإضلال :
أشدُّ ، وأضرُّ على الإسلام ، وأهله مِن غيرهما ،
وجميعهم ممن يساق إلى النَّار
مِن غير مسألةٍ ، ولا محاسبةٍ ،
ولا خلوصَ لهم منها أبد الآبدين
– يعني: هذه الفرقة التي ذكرتُها مِن الصوفيَّة ،
وفرقة مِن الإسماعيلية الباطنيَّة ،
وهم قوم منهم يدَّعون
أنَّهم قد اطلعوا على أسرار التكليف،
وأحاطوا علماً بموجبه ،
وأنَّه إنَّما شرع ذلك للعامَّة
ليرتدعوا عن الأهواء المؤدِّية إلى سفك الدماء ،
فيُحفظ بذلك نظام الدنيا ،
وذلك للمصالح العظمى
التي لم يطَّلع عليها الأنبياء ،
ومَن قام مقامهم في السياسة ،
قالوا : ولهذا اختلفت الشرائع
لاختلاف مصالح النَّاس باختلاف الأزمنة
بهمَّتنا ، وقوَّة رأينا، ووافي أحلامنا
ما نستغني به عن التزام سياسة غيرنا ،
والانتظام في سلك المبايعة لغيرنا
فلا حظر علينا، ولا واجب ،
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
فإذا سئلوا لأيِّ شيءٍ تُصلُّون ، وتصومون ،
وتأتون بما يأتي به المسلمون مِن الواجبات ؟
قالوا :
لرياضة الجسد ،
وعادة البلد ،
وصيانة المال والولد
– أي : مِن القتل - ،
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ولأنَّ هذين الصنفين
متفقات في أصل الاعتقاد
وإن اختلفا في التأويل
إلاَّ مَن عصمة الله تعالى منهم
أعني مِن فرق الصوفيَّة،
والتزم أحكام الشريعة ، وعمل بها ،
وحقَّ العلماء ، والفقهاء
– يعني : اعترف لهم بالحق –
ولم يَدخل في شيءٍ مِن هذه الخزعبلات ،
والأباطيل التي دخلوا فيها ؛
فصحَّ اعتقاده ، وصفت سريرته :
فإنَّه مُبرَّأ مما هم عليه .
والى هنا ينتهي كلام الإمام .
يعني يقول :
إنَّ مَن انتسب إلى التَّصوف اسماً
ولم يكن مثلهم
على هذه الأشياء
فهو لا يأخذ حكمهم ،
وهذا صحيح ،
وكما قلنا :
إن هناك كثير مِن النَّاس مخدوعين .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
الحاصل :
قد سمعنا كلام الإمام خشيش ،
وكلام الإمام الأشعري ،
وكلام السكسكي ،
وكلام الرازي ،
وكلام البيروني ؛
من مصادر – والحمد لله –
موجودة ، وموثقة ، ومطبوعة .
وأيضاً : مِن المعاصرين :
هناك أناسٌ كثيرٌ :
كتب عنهم عبد الرحمن بدوي ،
وكتب عنهم طلعت غنَّام ،
وكتب عنهم آخرون
- لا داعي لاستعراضهم - .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
المهم :
أنَّنا ننظر الآن إلى كتابٍ مِن كتب محمد علوي مالكي
- ربَّما لم يطلع عليه بعض النَّاس – ؛
الكتاب سمَّاه : "المختار مِن كلام الأخيار" ،
طبع في مصر سنة 1398هـ ،
ولنقارن ما جاء في هذا الكتاب
بما سمعنا الآن مِن عقائد الصوفيَّة ؛
لننظر على أيِّ دينٍ هذا الرجل ،
ونعرف عندئذٍ حكمَه ،
ونعرف القضيَّة الأساسيَّة التي هي
- كما قلتُ -
أنَّ التصوف دينٌ مستقلٌ عن الإسلام ،
وإن دخله مَن ينتسب إلى الإسلام
ويدَّعي أنَّه مسلم !!.