[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
وكون الإنسان يشكِّك
فيمن هو أهلٌ لأن يُشكَّك في نسبه ؛
أنا أقول لك بصريح العبارة :
إنَّ الشيخ ابن منيع ربما ليس لديه الأدلَّة الكافية ،
أو القراءة الكافية عن بعضهم،
لكن أنا أقول إنَّه على حقٍّ ،
على حقٍّ في التشكيك في نسب المالكي ،
بدليل :
أولاً :
هناك أقرباء لمحمد علوي مالكي
موجودون الآن في مكة ،
وهم - مِن فضل الله -
معتزلون لشركياته ، وضلالاته ،
وهؤلاء يقولون :
نحن نعرف أنَّ جَدَّنا مِن المغرب ، وقدِم إلى مكة .
أمَّا قضية النَّسب ؛
فهذا أمر يعلمه الله سبحانه وتعالى ،
غير متأكدين ،
ولا يثبت ،
ولا يجزمون في ذلك ،
هؤلاء مِن نفس أسرته يجمعهم وإياه جَدٌّ واحدٌ .
هذا شيء .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
والشيء الآخر :
عندنا زعماء التصوف - يا أخي -
ننظر إلى تاريخهم ،
الرفاعي - مثلاً – كمثال : هاشم الرفاعي - الذي ردَّ على ابن منيع -
يسمِّي نفسه يوسف السيد هاشم الرفاعي ،
ويذكر في كتابه "استدلالات من كتاب" :
السيد أحمد الرفاعي مؤسس الطريقة الرفاعية،
أحمد الرفاعي هذا
يقول عنه الشعراني في "الطبقات الكبرى"
- وهو أكبر طبقات المتصوفة ، ومِن أوثق مراجعهم -
يقول في ترجمته :
ومنهم :
الشيخ أحمد بن أبي الحسين الرفاعي
رضي الله تعالى عنه ،
منسوبٌ إلى بني رفاعة - قبيلة من العرب - ،
وسكن أم عبيدة بأرض البطائح إلى مات بها رحمه الله !! .
انظر :
رفاعة القبيلة المعروفة عندنا الآن في الحجاز هنا ؛
هذه القبيلة
ما هي من قريش أصلاً ،
فكيف يكون الرفاعي قرشياً !
فضلاً عن أن يكون مِن آل البيت ؟
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
لو أنَّ رجلاً مِن أقرب النَّاس إلى آل البيت ،
مثلاً رجل من بني أميَّة
لا يجوز له أن يقول
أنا مِن آل محمد صلى الله عليه وسلم ،
بمعنى أنَّه من ذرية الحسن والحسين ، أو غيرها ،
وإن كان من نفس قريش ،
ومِن أسرةٍ قريبةٍ مِن آل البيت لا يجوز له ،
فكيف يجوز لرجل مِن "رفاعة" ؟
بل الرفاعي هو لم يدَّعِ – فيما أذكر - ،
وهذا الشعراني يقول إن رفاعة قبيلة من العرب
منسوب إليها هذا الرجل .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
أيضاً :
الحافظ ابن كثير رحمه الله في "البداية والنهاية"
الجزء الثاني عشر في ترجمة أحمد الرفاعي ،
يقول :
إنَّه منسوب إلى رفاعة قبيلة مِن العرب ،
هذا الرجل يدَّعي له بعض الصوفية
أنَّه مِن آل البيت ويعملون له شجرة ،
ومنهم ابن الملقن – مثلاً -
في "طبقات الأولياء"
صفحة 93 ،
وأحد الرفاعية الموجودون في هذا العصر ،
الذي ألَّف كتاباً وهو "أبو الهدى الصيادي" عنه ؛
هؤلاء يقولون :
إنَّ الرجل مِن آل البيت ،
ويعملون له شجرة !
ويصرُّون على نسبته إليهم ،
ويضعون أمام اسمه كلمة السيِّد ،
أو سيدي ،
فإذاً نحن في الحقيقة من حقنا أن نشك ؛
لأن هناك سوابق .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
أيضًا:
مثلاً الشاذلي :
فالشاذليَّة الآن يدَّعون ما تدَّعيه الرفاعية
أنَّ الشاذلي مِن آل البيت!
بينما مثلاً ابن الملقن هذا نفسه
الذي ذكر شجرة نسب الرفاعي ،
يقول في ترجمته الشاذلي:
اسمه : على بن عبد الله بن عبد الجبار بن يوسف
أبو الحسن الهذلي الشاذلي .
يقول :
وقد انتسب في بعض كتبه
إلى الحسن بن على بن أبى طالب .
هل لاحظتَ ؟
يعني :
هذا مِن هذيل ، وهذا من رفاعة ،
وكلٌّ منهم يدَّعي أنَّه مِن ذرية الحسين أو الحسن
أبناء على بن أبى طالب
فكيف يُصدَّق هذا ؟
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ويقول ابن الملقن :
إنَّ الشاذلي ذكر نسبه ،
ثم وصَّل ذكر هذا النَّسب إلى علي بن أبى طالب ،
قال ابن الملقن :
وتُوقِّف فيه ،
يعني :
لا نستطيع أنْ نجزم بأنَّ الشاذلي أيضاً
مِن ذرية الحسن ،
وإنَّما هو مِن هذيل ،
فإذا كان هذا مِن رفاعة ،
وهذا مِن هذيل ،
فأين هاتان مِن قريش ،
فضلاً عن بني هاشم،
فضلاً عن الحسن والحسين رضي الله عنهما ؟
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
فهذا يدل على أنَّ للعبيديين خلفاً كثيراً ،
وأنَّ كثيراً مِن الملايين التي تنتسب إلى آل البيت في إيران ،
وفي المغرب ، وفي حضرموت ،
وفي بلاد كثيرة،
كثيرٌ منهم :
نسبه غير صحيح ،
بل قد ظهر حديثاً في مكة كتابٌ
– طبع هذه السنَة – عن الأشراف ،
وأنسابهم،
وكما سمعتُ أنَّه مُنع ؛
لأنَّه اعترَضَ عليه كثيرٌ مِن النَّاس.
والأشراف كما قلتُ لكم
– وكما تعلمون وأنتم هنا -
أنَّ الأشراف يتبرءون مِن كثيرٍ مِن الأُسر ،
ومِن كثيرٍ مِن العائلات .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
فعلى كل حال :
ما يتعلق بأنَّ فلاناً ليس نسبه صحيحاً ،
أو غير صحيح ؛
ليس مستوجباً للقذف كما يفتري هؤلاء الدجالون ،
وإلاَّ لكان ابن الملقن نفسه قاذفاً ،
وهو مِن أئمتهم ،
وكَتب في طبقاتهم ،
ولكان الشعراني أول مَن قذف ؛
لأنَّه يقول :
إن أحمد الرفاعي من بني رفاعة ،
القبيلة المعروفة ،
وليس مِن آل البيت .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
فليكن عندكم معلوماً
أن الصوفية يتسترون بالنسب الشريف ،
وأنَّ هذه دعوى استفادوها من الشيعة ،
بل سنعرض - إن شاء الله - عما قليل -
عندما أحدثكم عن نشأة التصوف -
أن أصل التصوف هو التشيع ،
أول ما وجد التصوف في صفوف الشيعة،
ولذلك نجد الصلة بين التصوف و بين التشيع قوية جدّاً ،
ونجد أنَّ كثيراً مِن الضلالات ،
ومِن الخرافات المشتركة بين الطائفتين :
خرافات مشتركة بالفعل ،
ويجمع الطائفتين دعوى الغلو ،
هؤلاء غَلَوا في "علي" ،
وهؤلاء غَلَوا في الرسول محمَّد
صلى الله عليه وسلم .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
أمَّا قضية رأيي - كما ذكرتم -
ما رأيك في هذه الكتب ؟
وما رأيي في ردِّهم
على الشيخ ابن منيع والعلماء في المملكة ؟
- فأنا يا أخي أقول لكم :
إنَّ الشيخ ابن منيع جزاه الله خيراً ،
والعلماء الذين كتبوا ،
كتاب الشيخ ابن منيع بالذات ،
الكتاب يركِّز على قضية المولد ،
وأحب أن أقول :
إنَّ القضية التي نختلف نحن والصوفية فيها
ليست هي قضية المولد،
القضية أكبر من ذلك وأعظم .
الصوفية ديانة قديمة ،
معروفة لدى الهنود ،
ولدى اليونان القدماء ،
ديانة قديمة جاءت ودخلت ،
وتغلغلت في الإسلام باسم الزنادقة ،
والزنادقة هم الذين أدخلوها في الإسلام
باسم التصوف ،
وباسم التعبد ،
وباسم الزهد ،
- كما سنعرض إن شاء الله - ،
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
فالخلاف ليس محصوراً كما أراد الرفاعي ،
وهذا البحريني ، والمغاربة ،
ليس محصوراً في تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم،
كتاب الرفاعي مِن أوله إلى آخره ،
والآخر ،
والثالث :
هذه الكتب تتحدث عن منـزلة الرسول صلى الله عليه وسلم ،
وعن عظمة الرسول صلى الله عليه وسلم ،
وعن معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم ،
وعن خوارق الرسول صلى الله عليه وسلم ،
إلى آخره .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
نقول :
بغض النظر عمَّا احتوته هذه الكتب
مِن الأباطيل ،
ومِن المتناقضات ،
ومن الشركيات :
ليس الخلاف بيننا وبينهم
في قضية الرسول صلى الله عليه وسلم أبداً ،
هذه جزئية ،
نعم هي إحدى فروع الخلاف ،
إحدى المسائل التي نختلف وإيَّاهم فيها ،
أنَّهم غَلَوا ، واشتطوا ،
حتى شابهوا النَّصارى ،
ونحن اقتصدنا ،
وعظَّمْنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم
بما عظَّمه الله به ،
وبما صحَّ في سنَّته وسيرته .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ليس الموضوع هو أنَّهم يحبون رسولَ الله
صلى الله عليه وسلم أكثر منَّا
- كما يزعمون -
الخلاف بيننا وبينهم ليس المولد ،
وليس في كيفية الذكر ،
ليس في أنواع التوسل التي أطالوا ،
وأطنبوا في تفصيلها ،
وليس في تعريف البدعة ،
وأنَّها هل هي خمسة أنواع ،
أو نوعين ، أو نوع واحد ،
لا يا أخي ؛
الخلاف بيننا وبين الصوفية
هو خلاف بين الإسلام
وبين ديانة ، وثنية ، فلسفية ، قديمة ،
خلاف في الربوبية ، والألوهية ،
أهي لله وحده ،
أم له فيها شركاء
كما يدَّعون !؟
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
لأنَّ دعوى الصوفية أنَّ الربوبية ، والألوهية
– كثيراً من حقائق الألوهية والربوبية –
إعطاؤها للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ،
أو للأولياء ،
أو مَن يسموهم الصالحين ،
وهذا : شركٌ أكبر ،
لكن ليست هذه فقط !!
يعني :
الصوفية لم تكتف
بأن تَصرِفَ الألوهية لهؤلاء ،
وإنَّما صرفتْها للزنادقة ،
صرفتْها للدجالين ،
للكهان ،
للمشعوذين .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ولابد أنَّكم تعرفون الرجل الذي عندنا هنا في مكة ،
والذي كان بعض النَّاس سألني
- وأنتم عندنا -
يقول هل أذهب لأتعالج عنده ؟
وهو "الأهدل" يسمُّونه "السيد الأهدل"
هذا هو شيخ محمد علوي مالكي ،
رجلٌ خرافي ،
ورجل يقول لهم :
أحضِروا تَيْساً أسود،
واذبحوه ، ولا تذكروا اسم الله ،
وافعلوا كذا ، وافعلوا كذا ،
من الشعوذات ،
ومن الكهانة ،
ويُنجِّم الرجل والمرأة ،
ويقول : نجم المرأة كذا ، ونجم الرجل كذا ،
فإن كانت النُّجوم متطابقة
فلا بأس أن تتزوجها ،
وشعوذات ينقلها لنا العوام هنا في مكة ،
شعوذات غريبة ،
هذه مِن مثل هذا الدجل ،
ومن مثل هذه الشعوذة ،
يصرفون ربوبية الله ، وألوهيته :
للمشعوذين ، وللدجالين ،
المتعاطين السحر ،
المتعاملين مع الجن ،
الذين يقولون :
نحن نعلم الغيب ،
ويطلبون مِن المريدين
أن يقدِّموا لهم العبوديات
التي لا تليق إلا
بالله سبحانه وتعالى .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
نحن نعرف
أنَّ الله سبحانه وتعالى
وحده المتصرف في الكون ،
هذه حقيقة لا يمكن أن يماري فيها أي مسلم ،
ونعرف أنَّ الله سبحانه وتعالى
هو الذي عنده اللوح المحفوظ ،
وهو الذي يمحو ما يشاء ، ويثبت ،
وهو الذي يحي ويميت ،
وهو الذي يعلم ما تسقط مِن ورقة
في ظلمات البرِّ والبحر ،
وهو الذي يفتح أبواب الجنَّة لمن شاء ،
أو النار - والعياذ بالله - ،
وهو الذي يسلب الإيمان مِن القلوب ،
أو يضع فيها اليقين ،
ولا أحدَ يملك ذلك غيره ،
نحن نعتقد أنَّه سبحانه وتعالى
هو الذي يغيث الملهوفين في الكربات ،
وفى الظلمات،
ويعلم ما في سرائر القلوب ،
وما تختلج به الخواطر ،
إلى غير ذلك .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
لكن هؤلاء هم يؤمنون - أو يقولون - :
بأنَّ مِن أوليائهم مَن يتصرف في الأكوان ،
في حلقة الذكر الجيلانية يقولون :
"عبد القادر يا جيلاني ،
يا متصرف في الأكوان " !!
إذا كان متصرف في الأكوان
ماذا بقي لله سبحانه وتعالى؟
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
وسأنقل إليكم أدلةً كثيرةً جدّاً ،
مِن كتاب الشعراني
تدل على هذا الشرك الأكبر ،
يذكرون :
أنَّ هناك مَن يرى اللهَ ،
ومَن يخاطبُه اللهُ في الدنيا ،
ومَن يكلِّمه ،
ومَن يقول له هذا حلال ،
وهذا حرام ،
ويذكرون :
أنَّ هناك منهم مَن يستأذن جبريل
قبل أن يبدي رأيه،
يأتي المريد يسأله فيقول :
أمهلني حتى أستأذن جبريل !!
فيسأل جبريل فيجيبه !!
وهذا إن شاء الله سأذكر لك بعضَها
– إن أمكن بالجزء والصفحة - .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يذكرون :
أنَّ منهم مَن يمسك الشمس عن الغروب !
يذكرون :
أنَّ منهم مَن يعلم مِن أسرار القرآن
ما لا يعلمه ملَكٌ مقرَّبٌ ،
ولا نبيٌّ مرسلٌ !
يقولون :
إن الولي فلان كان يحك رأسه
بقائمة عرش الرحمن !
يقولون :
إن فلاناً جاءه أحدُ المريدين
وقال : لماذا لا تحج ؟
فقال :
هل يحج مَن تطوف حوله الكعبة !؟
قال المريد : كيف ذلك ؟
فقال : انظر،
ورأى الكعبة وهى تطوف حول الرجل !! حول الشيخ !!
وهى تغني – أي : الكعبة -
وتقول : إن له رجالاً ، دلَّلهم دلالاً ،
وهي تطوف حوله !! .
أشياء كثيرةٌ جدّاً
إن شاء الله سأتعرض لبعضها .