عرض للطباعة
إذا كنتُ أعلم علماً يقيناً *** بأن جميع حياتي كساعة
فَلِمَ لا أكون ضنينـاً بها *** وَاجعَلُهَا في صلاحٍ وطاعة
ِ
الحمد لله إذ لم يأتني أجلي ** حتى لبستُ من الإسلام سربالا
___
مـالكُ العـالمين ضـامن رزقي *** فلماذا أملِّك الخلـق رِقـي
قد قضى لي بما عـلي ومـا لي *** خالقي جلَّ ذكره قبل خلقـي
صاحب البذل والندى في يساري *** ورفيقي في عسرتي حسن رفقِ
فكما لا يـردّ عـجزي رزقي *** فكـذا لا يجـر رزقي حذقـي
إِذا المَرءُ لَم يَدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ
فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَميلُ
وَإِن هُوَ لَم يَحمِل عَلى النَفسِ ضَيمَها
فَلَيسَ إِلى حُسنِ الثَناءِ سَبيلُ
تُعَيِّرُنا أَنّا قَليلٌ عَديدُنا
فَقُلتُ لَها إِنَّ الكِرامَ قَليلُ
وَما قَلَّ مَن كانَت بَقاياهُ مِثلَنا
شَبابٌ تَسامى لِلعُلى وَكُهولُ
وَما ضَرَّنا أَنّا قَليلٌ وَجارُنا
عَزيزٌ وَجارُ الأَكثَرينَ ذَليلُ
أأُخَـيّ! نَهْنِهْ دَمْـعَكَ المَسْفُوكا، == إنّ الحَوَادِثَ يَنْصَرِمْنَ وَشِيكا
ما أذْكَرَتْكَ بمُترِحٍ صِرْفِ الجوَى، == إلاّ ثَـنَـتْهُ بِمُفْرِحٍ يـنْسيكَا
ألدّهرُ أنصَـفُ منكَ فـي أحكامِهِ، == إذْ كانَ يأخُذُ بَعضَ ما يُعطيكَا
وَقلَيلُ هَذا السّعيِ يُكسِبُكَ الغِنى، == إنْ كَـانَ يُغْنـيكَ الـذي يَكْفيكَا
نَلْـقَـى المَـنُونَ حَقَائقاً، وَكَأنّنا == مِــنْ غِـرّةٍ نَلـقَى بهِـنّ شُكُوكا
لا تَـرْكَـنَنّ إلـى الـخُـطُـوبِ، == فإنّها لَمعٌ يَسُرُّكَ تَارَةً وَيَسُوكا
هَـذا سُلَيمانُ بـنُ وَهْـبٍ، بَعْدَمَـا == طَالَـتْ مَسَاعيـهِ النّجُـومَ سُمُوكَا
وَتَنَصّـفَ الدّنْيا يُدَبّرُ أمْرَهَـا، == سَبْعِينَ حوْلاً قَــدْ تَمَـمْـنَ دكيكَا
أغْـرَتْ بـهِ الأقْـدارُ بَـغْـتَ مُلمّةٍ، == مــا كــانَ رَسُّ حَديثِها مَأفوكَا
فكَأنّمَـا خَضَدَ الحِمَامُ، بيَوْمِهِ، == غُصْنـاً بمُنْخَـرَقِ الـرّيَاحِ نَهيكَا
بَـلّـغْ عُـبَـيْـدَ الله فَـارِعَ مَـذْحِجٍ == شَرَفـاً، وَمُعطَى فَضْلِها تَمليكَا
مَـا حَـقُّ قَـدْرِكَ أنْ أُحَمِّـلَ مُرْسَلاً == غَيرِي آلَيكَ، وَلَوْ بَعُدْتُ ألُوكَا
كُـلُّ المَصَائبِ، مـا بَقيتَ، نَـعُـدُّهُ == حَرضاً يزَِكُّ عنِ النّفوسِ رَكيكَا
أنْـتَ الـذي لـوْ قيلَ للجُـودِ اتّخِذْ == خِــلاًّ، أشَـارَ إلَـيكَ، لا يَعدُوكَا
وَكأنّـمَـا آلَـيْـتَ وَالـمعْرُوفَ، لا == تَـألُوُهُ مُصْطَفياً، وَلا يَألُوكَـا
إنّ الرّزِيَّةَ فـي الفَقيدِ، فـإنْ هَفَـا == جَـزَعٌ بصَـبرِكَ، فالرّزِيئَةُ فيكَا
وَمَتـى وَجَـدْتَ النّاسَ، إلاّ تَارِكاً == لحَميمِهِ في التُّرْبِ، أوْ مَترُوكَا
بَـلَـغَ الإرَادَةَ إنْ فَـداكَ بِنَفْـسِهِ، == وَوَدِدْتَ لَـوْ تَـفْديهِ لا يَـفْديكَا
لَوْ يَنْجَلي لـكَ ذُخْرُها مِـنْ نَكبَةٍ == جَـلَـلٍ، لأضْحَـكَـكَ الـذي يُبكيكا
وَلحَالَ كُلُّ الحَوْلِ، من دونِ الذي == قَد بـاتَ يُسخِطُكَ الذي يُرْضِيكا
مـا يَوْمُ أُمّـكَ، وَهْوَ أرْوَعُ نَازِل == ٍ فَـاجَــاكَ، إلاّ دُونَ يَـــوْمِ أبيكا
كَلْمٌ أُعِيدَ على حَشَاكَ، وَلَمْحَةٌ == مِـمّـا عَـهِـدْتَ الحَـادِثاتِ تُريكَا
وَفَجيعَةُ الأيّامِ قِـسْـمٌ سُوّيَـتْ == فـيهِ الـبرِيّةُ: سُـوقَةٌ وَمُـلُوكا
عِـبْْْْْءٌ تَـوَزَّعَهُ الأَنامُ يُـخِفُّهْ == أَلاَّ تَـزالَ تُصِـيبُ فـيه شَـريكَا
وما قول الكرام في هذين البيتين :
وأذكر يومها لمّا التقينا .. وسال الدمع منا للصباح
يمد الكف للحدق الهوينا .. ويلهب شوقنا وهج الجراح
/// البارودي.. أيضًا:
عَوِّدْ فُؤَادَكَ أَنْ يَكُونَ مَجَنَّةً /// /// لِلسِّرِّ فَهْوَ لَدَى الْـمَحَافِلِ حَمْدُهُ
السِّرُّ عَبْدُكَ مَا اسْتَطَعْتَ حِفَاظَهُ /// /// فَإِذَا أَفَضْتَ بِهِ فَإِنَّكَ عَبْدُهُ
احمد شوقي
ريمٌ عَلى القاعِ بَينَ البانِ وَالعَلَمِ" == "أَحَلَّ سَفكَ دَمي في الأَشهُرِ الحُرُمِ
رَمى القَضاءُ بِعَينَي جُؤذَرٍ أَسَدًا" == "يا ساكِنَ القاعِ أَدرِك ساكِنَ الأَجَمِ
لَمّا رَنا حَدَّثَتني النَفسُ قائِلَةً" == "يا وَيحَ جَنبِكَ بِالسَهمِ المُصيبِ رُمي
جَحَدتُها وَكَتَمتُ السَهمَ في كَبِدي" == "جُرحُ الأَحِبَّةِ عِندي غَيرُ ذي أَلَمِ
رُزِقتَ أَسمَحَ ما في الناسِ مِن خُلُقٍ" == "إِذا رُزِقتَ اِلتِماسَ العُذرِ في الشِيَمِ
يا لائِمي في هَواهُ وَالهَوى قَدَرٌ" == "لَو شَفَّكَ الوَجدُ لَم تَعذِل وَلَم تَلُمِ
لَقَد أَنَلتُكَ أُذنًا غَيرَ واعِيَةٍ" == "وَرُبَّ مُنتَصِتٍ وَالقَلبُ في صَمَمِ
يا ناعِسَ الطَرفِ لا ذُقتَ الهَوى أَبَدًا" == "أَسهَرتَ مُضناكَ في حِفظِ الهَوى فَنَمِ
أَفديكَ إِلفًا وَلا آلو الخَيالَ فِدًى" == "أَغراكَ باِلبُخلِ مَن أَغراهُ بِالكَرَمِ
ماذا لقيت من المستعربين ومن ... قياس نحوهم هذا الذي ابتدعوا
إن قلت قافية بكرا يكون لها ... حتى يخالف ما قاسوا وما صنعوا
قالوا لحنت وهذا الحرف منخفض ... وذاك نصب وهذا ليس يرتفع
وحرشوا بين عبد الله واجتهدوا ... وبين زيد فطال الضرب والوجع
فقلت واحدة فيها جوابهم ... وكثرة القول بالإيجاز تنقطع
ما كان قولي مشروحا لكم فخذوا ... ما تعرفون وما لا تعرفوا فدعوا
حتى أعود إلى القوم الذين غدوا ... بما غديت به والقول يتسع
فيعرفوا منه معنى ما أفوه به ... كأنني وهم في قوله شرع
كم بين قوم قد احتالوا لمنطقهم ... وبين قوم على الإعراب قد طبعوا
وبين قوم رأو شيئا معاينة ... وبين قوم حكوا بعد الذي سمعوا
إني ربيت بقوم لا تشب بها ... نار المجوس ولا تبنى بها البيع
ولا يطأ القرد والخنزير تربتها ... لكم بها الريم والآساد والضبع
:: أبي فراس الحمداني ::
– مصابي جليل، والعزاء جميل،
وظني بأن الله سوف يديل
– جراح وأسر، واشتياق، وغربة
أحمل إني، بعدها، لحمول
– وإني، في هذا الصباح، لصالح،
ولكن خطي في الظلام جليل
– وما نال مني الأسر ما تريانه،
ولكنني دامي الجراح، عليل
– جراح، تحاماها الأساة، مخوفة،
وسقمان : باد، منهما، ودخيل
– وأسر أقاسيه، وليل نجومه،
أرى كل شيء، غيرهن، يزول
– تطول بي الساعات، وهي قصيرة،
وفي كل دهر لا يسرك طول
– تناساني الأصحاب، إلا عصيبة
ستلحق بالأخرى، غدا، وتحول
– ومن ذا الذي يبقى على العهد ؟ إنهم،
وإن كشرت دعواهم، لقليل
– أقلب طرفي لا أرى غير صاحب،
يميل مع النعماء، حيث تميل
– وصرنا نرى : أن المتارك محسن،
وأن صديقا لا يضر خليل
– وليس زماني غادر بي وحده،
ولا صاحبي، دون الرجال، ملول
– تصفحت أقوال الرجال فلم يكن،
إلى غير شاك في الزمان، وصول
– فكل خليل، هكذا، غير منصف
وكل زمان بالكرام بخيل
– نعم، دعت الدنيا إلى الغدر دعوة،
أجاب إليها عالم، وجهول
– وقلبي كأن الغدر في الناس شيمة،
وذم زمان، واستلام خليل
/// وقال معروف الرصافي:
تَـجَلَّد تـجلَّد يا سليم ولا تكن /// /// بما ناب من صرف الزَّمان مُبالِيَا
ولا تبتئس بالدَّهر إنَّ خطوبه /// /// سحابة صيفٍ لا تَدوم ثوانيَا
لقد عشت في الدنيا أسيفاً وليتني /// /// تَرَحّلت عنها لا عليَّ ولا ليا
ودارَيت حتى قيل لي متملِّق /// /// وما كان من داء التَمَلُّق دائبا
وحتى دعاني الحزم أن خَلِّ عنهم /// /// فإنَّ صريح الرأي أن لا تُداريا
أراد انقيادي للهوان وما درى /// /// بأنيَ حر النفس صعب قياديا
إذا ما سمائي جاد بالذُلّ غَيْثها /// /// أبَيْت عليها أن تكون سمائيا
وإنّ أحقَّ الناس بالرحمة امرؤٌ /// /// أضاع وداداً عندَ من ليس وافيا
كفى مَفخراً أن قد وفَيْت ولم يَفُوا /// /// فكنت الفتى الأعلى وكانوا الأدانيَا
لعلّ الذي أشجاك يُعقب راحة /// /// فقد يَشكر الأنسان ما كان شاكيا
ألاّ ربّ شرّ جرّ خيرا وربما /// /// يجُرُّ تجافينا الينا التصافيا
ولولا اختلاف الجذب والدفع لم تكن /// /// نجوم بأفلاك لهنّ جواريا
وما الشعر إلاّ أن يكون نصيحة /// /// تنشِّط كسلاناً وتُنهض ثاويا
فعلّمهم كيف التقدم في العلا /// /// ومن أيّ طُرْق يبتغون المعاليا
تذكرتُ أبياتا جميلة لا أدري لمن ربما للعباس بن الأحنف والله نسيت يقول فيها :
وقالوا كيف أنت فقلت : خير ،،،، تقضى حاجة وتفوت حاج
إذا ازدحمت هموم القلب قلنا ،،،، عسى يوما يكون لها انفراج
نديمي هرتي* وسرور قلبي ،،،،، دفاتر لي ومعشوقي السراج .
ـــ
* : أما أنا فأقول : مصحفي ( الوزن نفسه ) .
/// قال بعضهم:
قالَتْ: أرَاكَ من الذَّكا في غايةٍ /// /// جلَّت عن الإسْهَاب والإطْنَابِ
فعَلَامَ تُبْدِي في الأمورِ تَغَابياً /// /// فأَجَبْتُ: «سيِّد قومِهِ الـمُتَغَابي»
/// قلتُ: أخَذَهُ من قولِ أبي تمَّام:
ليس الغَبِيُّ بسيِّدٍ في قوْمِهِ /// /// لكنَّ سيِّد قوْمِهِ الـمُتَغَابي
/// وقيل: إنَّ أبا تمَّام أخذه من قول دعبل:
تَخالُ أَحياناً بِهِ غَفلَةً /// /// مِن كَرَمِ النَفسِ وَما أَعلَمَه
_
ما أنت أول ســـــارٍ غــَــرَّهُ قمَــرٌ /// /// ورائــــد أعجبتُـه خضــرة الدِّمَـنِ!
فاخْتر لنَفْسِكَ غيري، إنَّني رجلٌ /// /// مثل المعيديِّ، فاسْمَع بي وَلا تَرَني!
_
/// أبوالطَّيِّب.. من جديد:الرَأيُ قَبلَ شَجاعَةِ الشُجعانِ /// /// هُوَ أَوَّلٌ وَهِيَ المَحَلُّ الثاني
فَإِذا هُما اِجتَمَعا لِنَفسٍ مِرَّةٍ /// /// بَلَغَت مِنَ العَلياءِ كُلَّ مَكانِ
وَلَرُبَّما طَعَنَ الفَتى أَقرانَهُ /// /// بِالرَأيِ قَبلَ تَطاعُنِ الأَقرانِ
لَولا العُقولُ لَكانَ أَدنى ضَيغَمٍ /// /// أَدنى إِلى شَرَفٍ مِنَ الإِنسانِ
وَلَما تَفاضَلَتِ النُفوسُ وَدَبَّرَت /// /// أَيدي الكُماةِ عَوالِيَ المُرّانِ
من كتاب الشيخ مبارك الميلي حياته العلمية ونضاله الوطني تأليف ابنه الأستاذ محمد الميلي فلتتفضلوها مشكورين
أعظم بها سيرة . .
أحمد سحنون
ذكراك لم تبرح مثار شجون .. وغليل أكباد وسهد جفون
لم يستطع مر الليالي محوها .. ولسوف تبقى بعد مر قرون
كم من دفين في الثرى وكأنه .. من ذكره المأثور غير دفين
ما فاه باسمك في الجزائر ذاكر .. الا وشفعه بفيض شؤون
لم ينس شعبك حلف جد لم يمل .. أبدا للذة راحة وسكون
سدة جميع فراغه اسفاره .. وغدا له التأليف خير قرين
لم ينس شعبك يا (مبارك) عالما .. رواه من ورد النهى بمعين
لم يقض بالتأبين بعض حقوقه .. وأقلهن اقامة التأبين
ودعت في يوم عبوس وجهه .. ورحلت عنه في الليالي الجون
لم ينس شعبك بانيا بيراعه .. أسس العلا ودعائم التمدين
والعلم نهج للسعادة أول .. وسلاح شعب في الوثاق رهين
شعب أسير فكحره بجموده .. بتحرر الأوطان غير قمين
حررت من سوء اعتقاد بالذي .. حررته في (الشرك) من تبيين
وجلوت (تاريخ الجزائر) بعدما .. عفى معالمه غبار سنين
أحكمت من لغة البيان أصولها .. وجمال أسلوب أغر مبين
وقرنت بالأخلاق ما أوتيته .. من جم آداب ونضج فنون
وطبعت ذلك كله بتواضع .. وصحيح ود لا يشاب ودين
أديت قسطك من جهادك وافيا .. وقضيت ثقل مغارم وديون
ومضيت لم تعلق بعرضك وصمة .. لجوار ربكح بين حور عين
وتركت جرحا ليس يبرح داميا .. وحمى من الأخلاق غير مصون
أعظم بسيرتك التي لو تحت ذي .. لم يبق شعبك في قيود سجين
(البصائر) 8 مارس 1948
/// لابن المعتز:
اِصْبِر على حسدِ الحَسُودِ /// /// /// فَإنَّ صَبْرَك قاتِلُهْفالنَّــارُ تأكُــلُ بعضَهــا /// /// /// إن لم تَجِد ما تـأكلُهْ
قال الكتنجي:الرِّزْقُ مَقْسُومٌ فَأَجْمِلْ فِي الطَّلَبْ /// يَأْتِي بِأَسْبَابٍ وَمِنْ غَيْرِ سَبَبْ
فَاسْتَرْزِقِ اللهَ فَفِي اللهِ غِنًى /// اللهُ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَبٍ حَدِبْ
الأمالي للقالي (2 / 127)
_
إنِّي لأسْكُتُ عن عِلْمٍ ومعرفــةٍ /// /// /// خوْفَ الجوابِ وما فِيْـهِ مِنَ الخَطَلِ
أخشى جوابَ جَهُولٍ ليس يُنْصِفُني /// /// /// ولا يَهابُ الذي يَأْتيهِ مِنْ زَلَلِ
_
/// للشريف الرضي:قَصَدتُ العُلى وَالمَكرُماتُ سَبيلُ /// /// وَطُلّابُها لَولا الكِرامُ قَليلُ
وَكُلُّ فَتىً لا يَطلُبُ المَجدَ أَعزَلٌ /// /// وَكُلُّ عَزيزٍ لا يَجودُ ذَليلُ
صَبَغتُ الأَماني بِالمَعالي فَلَم تَحُل /// /// عَلى أَنَّ أَلوانَ الظُنونِ تَحولُ
فَأَينَ كَموسى وَالرِماحُ شَوارِعٌ /// /// إِلى الطَعنِ وَالبيضُ الرِقاقُ تَجولُ
إِذا جَرَّ أَذيالَ العَوالي لِمَعرَكٍ /// /// فَإِنَّ جَلابيبَ التُرابِ ذُيولُ
أَخو عَزَماتٍ لا يُكَفكِفُ عَزمَهُ /// /// حِذارُ الأَعادي وَالدِماءُ تَسيلُ
وَلا يَستَكِنُّ الرَوعُ في طَيِّ قَلبِهِ /// /// وَلا يَصحَبُ الصَمصامَ وَهوَ كَليلُ
فَكُلُّ فَلاةٍ مِن نَوالِكَ لِجَّةٌ /// /// وَكُلُّ مَكانٍ مِن رِماحِكَ غيلُ
_
لا تَعْــجَبَنْ لِحَسُـــودٍ راحَ يُنْكِــرُهــــ ا /// /// /// تَجاهُـلاً وهْوَ عَــيْنُ الحــاذِقِ الفَهِمِ
قد تُنْكِرُ العيْنُ ضَوْءَ الشِّمْسِ من رَمَدٍ /// /// /// ويُنْكِرُ الفَمُّ طَعْمَ الماءِ من سَقَمٍ
_
بَينَ الشّقِيقَةِ ، فاللّوى، فالأجْرَعِ،
دِمَنٌ حُبِسْنَ على الرّياحِ الأرْبَعِ
فَكَأنّمَا ضَمِنَتْ مَعَالِمُهَا الّذي
ضَمِنَتْهُ أحْشَاءُ المُحِبّ الموجَع
ِلَوْ أنّ أنْوَاءَ السّحابِ تُطِيعُني
لَشَفى الرّبيعُ غَليلَ تِلْكَ الأرْبُعِ
مَا أحْسَنَ الأيّامَ، ِإِلاَّ أنّهَا
يا صاحِبيّ، إذا مَضَتْ لمْ تَرْجِعِ
كانوا جَميعاً، ثمّ فَرّق بَيْنهُمْ
بَينٌ كَتَقْوِيضِ الجَهام المُقلِعِ
مِن وَاقِفٍ في الهَجْرِ ليسَ بِوَاقِفٍ،
وَمُوَدِّعٍ بالبَيْنِ غَيرِ مُوَدِّعِ
_
تقلُّ أخلَّاء القُلُوب من الوَرى /// /// وكلُّهُم صحبٌ اذا نَطَق الفَمُ
وهيهات ما يجدي اللِّسان صداقة /// /// إذا لم يؤازره بها اللَّحم والدَّمُ
مَضَى زمَنٌ كُنَّا نواصلكم به /// /// وأقْبَلَ يومٌ فيه لا نتكلَّمُ
ولم يبق إلَّا مَن يريبك قولُهُ /// /// وتزداد فيه ريبةً حين يُقْسِمُ!
وتسمعُ منه غير ما في فؤادِهِ /// /// وشتَّان ما قلب الفتى والتكلُّمُ
_
الله الله في هذا البيت ...
سَيَذكُرُني قَومي إِذا جَدَّ جِدُّهُم • • • وَفي اللَيلَةِ الظَلماءِ يُفتَقَدُ البَدرُ
قال الفضل بن إسماعيل الجرجاني:
صحيح البخاري لو أنصفوه .......... لما خط إلا بماء الذهبهذا الكتاب (صحيح البخارى) وفق الله فيه البخارى وكفى بتوفيق الله وعونه للعبد...
أسانيد مثل نجوم السماء .......... أمام متون كمثل الشهب
فيا عالمًا اجمع العالمون .......... على فضل رتبته في الرتب
نفيت السقيم من الناقلين .......... ومن كان متهما بالكذب
وأثبت من عدلته الرواة .......... وصحت روايته في الكتب
وأبرزت من حسن ترتيبه .......... وتبويبه عجبا للعجب
ما أعجب وأدق تبويبات البخارى على الاحاديث .... رحم الله البخارى وأعظم أجره ...
_
لايَلُم غيرَ نفسِهِ كُل مَن قد • • • عرَّض النَّفسَ أنْ تُهَان فذَلَّا
يَنْظر العاقلُ الأمــورَ فيَأْبَى • • • أنْ يُرَى منه غيرُ ما هو أوْلَى
_
جمع شيخنا العلامة القاضي محمد الطيب اليوسف الطائفي عيوناً من الشعر في كتابه الماتع عصارة القلم وهو من محفوظاته وقت الطلب .
_
وقائلةٍ والسَّكبُ منها مُبادِرُ /// /// وقد قرحتْ بالدَّمعِ منها المحاجرُ
وقد أبصرت حِمّانَ من بَعدِ أُنسها /// /// بنا وهي منا مُقفِراتٌ دواثرُ
كأنْ لم يكن بين الحَجُونِ إلى الصَّفا /// /// أنيسٌ ولم يَسمُر بمكَّةَ سامِرُ
فقلتُ لها والقلبُ منِّي كأنَّما /// /// تَخَلَّبَه بين الجناحين طائرُ:
بلى.. نحنُ كنا أهلَها فأزالَنا /// /// صُروفُ اللَّيالي والجُدودُ العواثرُ
فأوْحشَ منها أهلَها كلُّ مأنسٍ /// /// وأضحى قريبُ الودِّ لي وهو هاجِرُ
أرِقتُ وما ليلُ المُضامِ بنائمٍ /// /// وقد ترقُدُ العينانِ والقلبُ ساهرُ
فيا نفسُ لا تَفني أسىً واذكُري الأسى /// /// فيوشِكُ يومًا أنْ تدور الدَّوائرُ!
_
هوِّن عليك الأمورا /// /// /// تعِشْ هنيئًا قريرا
واعْلَــم بأنَّ اللَّيالي /// /// /// تبلي جديدًا خطيرا
وتستبيـح عـظيما /// /// /// ولا تـجــــير حقـيرا
قال أحمد شوقي :
برز الثعلـب يومـا في ثياب الواعظينا
فمشى في الأرض يهذي ويسب الماكرينـا
ويقول الحمــد اللـه إله العالمينــــا
ياعبـاد الله توبـوا فهو كهـف التائبينــا
وازهدوا في الطير إن العيش عيش الزاهدينـا
واطلبوا الديــك يؤذن لصـلاة الصبح فينـا
فأتى الديك رســـــول من إمام الناسكينـا
عرض الأمـر عليـه وهو يرجــو أن يلينـــا
فأجـاب الديـــك عذرا يا أضــل المهتدينــا
بلغ الثعلــــب عني عن جدودي الصـالحينـــا
أنـهم قالوا وخــير القـــول قـــول العارفينـا
مخطــئ مـن ظـن يـوما أن للثعلــــب دينـــا
أَنْشَدَ عُمَر بْن أَبِي عُمَر النُّوقَاتِيُّ السِّجَزِيُّ جَوَابًا لِمَنْ دَعَاهُ إِمَامًا:
أَيَا نَجْمَ الفَضَائِلِ دُمْتَ تَعْلُو /// وَمَا نَابَتْكَ مِنْ غَمٍّ غَمَامَهْ
كَتَبْتَ إِلَيَّ تَدْعُونِي إِمَامًا /// وَمَنْ لِي بِالعِمَامَةِ وَالإِمَامَهْ
أَلَـمْ تَعْلَـمْ بِأَنَّا فِـي زَمَـانٍ /// غَدَتْ فِيهِ الإِمَامَةُ بِالعِمَامَـهْ
رزانـةُ المـــرءِ تُعْـلي قــــدْرَهُ أبـَــدَا ////// وطيشُـــــه مُسقِـطٌ له وإنْ شَــــــــرُفا
فارْبَأ بنفسك من طَيشٍ تُعَاب به ////// وإنْ تكن حُزْتَ معه العِلْم والشَّرَفا
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله
ومن جميل قول الرضيّ يخاطب القادر العبّاسي:
عَطْفًا أَميرَ المؤمنين فإنَّنا --- في دَوْحة العَلْياء لا نَتَفَرَّقُ
ما بَيْنَنا يَومَ الفَخار تَفاوُتٌ --- أبَدًا.. كِلانا في المعالي مُعْرِقُ
إِلاَّ الخلافةَ مَيَّزَتْكَ فإنَّني --- أنا عاطِلٌ مِنْها وأنْتَ مُطَوَّقُوحاورتُ يومًا شيخًا إماميًّا، من أصحاب العمائم السود. فلمّا حاصرته بالحجج، أومأ إلى نسبه الحسيني، فذكّرته بنسبي، وقرأت عليه البيتين الأخيرين ممّا ذكرت؛ غير أنّي قلت في البيت الأخير:إِلاَّ العمامةَ مَيَّزَتْكَ فإنَّني --- أنا عاطِلٌ مِنْها وأنْتَ مُطَوَّقُفابتسم. وانتهى المجلس بالحديث عن الشعر والشعراء، بدل الأئمة والخلفاء...
_
أعْذَرُ النَّاسِ مَن أتَتَهُ المضـــــرَّهْ /// /// من أخٍ كان يرتجي منه نُصْرَهْ
مثل مَن غصَّ بالشَّراب فكان /// /// الهلك فيما رجاه يدفَعُ ضُـرَّهْ
_
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
وقال مهيار:بِلادٌ تُسِيمُ الضَّيمَ فَوقَ تُرابها --- ضِياعًا وتَسْقِي الذُّلَّ تَحْتَ غَمامِها(...)
فلَيْتَ بلادًا شَرُّها في قُصورها --- فِدًى لِبُيوتٍ خَيرُها في خِيامِها
إذا سَرَّ نَفْسًا يَومُها ساء شَهْرُها --- فإنْعامُها مُستطرَحٌ في انتقامِها
تَمَنَّيتُ رُغْمًا غيرَها وهِيَ الَّتي --- فَطِيرة ُ جِلْدِي حَشْوُها مِن رُغامِها!
وماذا على نَفْسٍ جَنَى عامُ خِصْبِها --- عليها الأَذَى أنْ تشتهي جَدْبَ عامِها؟
الدارُ ناطقة ٌ وليستْ تنطقُ = بدثورها أنَّ الجديدَ سيخلقُ
دمنٌ تجمعتِ النوى في ربعها = وتَفَرَّقَتْ فيها السَّحابُ الفُرَّقُ
فترقرقتْ عيني مآقيها إلى = أَنْ خِلْتُ مُهْجَتي التي تَتَرقْرَقُ
يا سهمُ كيفَ يفيقُ من سكرِ الهوى = حَرَّانُ يُصْبَحُ بالفِرَاقِ ويُغْبَقُ؟!
ما زالَ مشتملَ الفؤادِ على أسى ً = والبَيْنُ مُشْتَمِلٌ على مَنْ يَعْشَقُ
حكمتْ لأنفسها الليالي أنَّها = أَبداً تُفَرقُنا ولاتَتَفَرَّقُ
عمرِي لقَدْ نَصَحَ الزَّمانُ وإِنَّه = لمنَ العجائبِ ناصحٌ لا يشفقُ !
إنْ تلغِ موعظة َ الحوادثِ بعدما = وضحتْ فكمْ منْ جوهرٍ لا ينفقُ !
إِنَّ العَزَاءَ وإِنْ فَتى ً حُرِمَ الغِنَى = رزقٌ جزيلٌ للذي لا يُرزقُ !
هممُ الفتى في الأرضِ أغصانُ الغنى = غُرِسَتْ وليسَتْ كلَّ عامٍ تُورِقُ
يا عُتْبَة َ ابنِ أَبي عُصَيْمٍ دَعْوَة ً = شَنْعَاءَ تَصْدِمُ مِسْمَعَيْكَ فتَصْعَقُ
أخرست إذْ عاينتني حتى إذا = ما غبت عنْ بصري ظللتَ تشدَّقُ ؟!
وكذا اللئيم يقولُ إنْ نأتِ النوى = بِعَدوهِ ويَحُولُ ساعَة َ يُصْدَق
عَيْرٌ رَأَى أَسدَ العَرينِ فَهَالَه = حتَّى إِذَا وَلَّى تَوَلَّى يَنْهَقُ!
أَوْ مِثْلَ رَاعي السُّوءِ أَتلفَ ضأْنَه = ليلاً وأصبحَ فوقَ نشزٍ ينعقُ !
_
رعى اللهُ! إخوان الخيانـة إنِّهم /// /// /// كَفَوْنا مؤُوْنات البَقَاء على العَهْدِ!
فلو قد وَفَوا كُنَّا أسارى حقوقِهِم /// /// /// نُرَاوحِ ما بين النَّسيئةِ والنَّقْدِ!
_
_
اليأسُ أسْلَى وأغْنَى ///////// مِن نَيْــــلِ ما يُتَمنَّى_
يسلُــــو أخو اليأسِ ///////// حتى يَهْنَا ولا يَتَعنَّى
لليأسِ بـــَرْدٌ فمَن لم ///////// يَذقْـــهُ لم يتهَنَّــــــــ ا!
واني لينهاني عن الجهل والخنا < = > وعن شتم أقوام خلائق أربع
حياء واسلام وتقوى وانني < = > كريم ومثلي من يضر وينفع
فشتان مابيني وبينك انني < = > على كل حال استقيم وتضلع
/// البارودي:
فَلا يَسُرَّ عُدَاتِي مَا بُلِيتُ بِهِ /// /// /// فَسَوْفَ يَفْنَى وَيَبْقَى ذِكْرِيَ الْحَسَنُ
ظَنُّوا ابْتِعَادِيَ إِغْفَالاً لِمَنْقَبَتِي /// /// /// وَذَاكَ عِزٌّ لَهَا لَوْ أَنَّهُمْ فَطَنُوا
فَإِنْ أَكُنْ سِرْتُ عَنْ أَهْلِي وَعَنْ وَطَنِي /// /// /// فَالنَّاسُ أَهْلِي وَكُلُّ الأَرْضِ لِي وَطَنُ
لا يَطْمِسُ الْجَهْلُ مَا أَثْقَبْتُ مِنْ شَرَفٍ /// /// /// وَكَيْفَ يَحْجُبُ نُورَ الْجَوْنَةِ الدَّخَنُ؟
قَدْ يَرْفَعُ الْعِلْمُ أَقْوَامَاً وَإِنْ تَرِبُوا /// /// /// وَيَخْفِضُ الْجَهْلُ أَقْوَاماً وَإِنْ خَزَنوا
فَرُبَّ مَيْتٍ لَهُ مِنْ فَضْلِهِ نَسَمٌ /// /// /// وَرُبَّ حَيٍّ لَهُ مِنْ جَهْلِهِ كَفَنُ
فَلا تَغُرَّنْكَ أَشْبَاهٌ تـمرُّ بها /// /// /// هَيْهَاتَ مَا كُلُّ طِرْفٍ سَابِقٌ أَرِنُ
فَلا مَلامَ عَلَى مَا كَانَ مِنْ حَدَثٍ /// /// /// فَكُلُّنَا بِيَدِ الأَقْدَارِ مُرْتَهَنُ
لَوْ كَانَ لِلْمَرْءِ حُكْمٌ فِي تَصَرُّفِهِ /// /// /// لَعَاشَ حُرّاً وَلَمْ تَعْلَقْ بِهِ الْمِحَنُ
وَأَيُّ حَيٍّ وَإِنْ طَالَتْ سَلامَتُهُ /// /// /// يَبْقَى وَأَيُّ عَزِيزٍ لَيْسَ يُمْتَهَنُ؟
كُلُّ امْرِئٍ غَرَضٌ لِلدَّهْرِ يَرْشُقُهُ /// /// /// بِأَسْهُمٍ لا تَقِي أَمْثَالَهَا الجنَنُ
فَلْيَشْغَبِ الدَّهْرُ أَوْ تَسْكُنْ نَوَافِرُهُ /// /// /// فَلَسْت مِنْهُ عَلَى مَا فَاتَ أَحْتَرِنُ
غَنِيتُ عَمَّا يُهِينُ النَّفْسَ مِنْ عَرَضٍ /// /// /// فَمَا عَلَيَّ لِحَيٍّ فِي الوَرَى مِنَنُ
لكِنَّنِي بَيْنَ قَوْمٍ لا خَلاقَ لَهُمْ /// /// /// إِنْ عَاقَدُوا غَدَرُوا أوْ عَاشَرُوا دَهَنُوا
يُخْفُونَ مِنْ حَسَدٍ مَا فِي نُفُوسِهِمُ /// /// /// وَيُظْهِرُونَ خِدَاعَاً غَيْرَ مَا بَطَنُوا
تَغَيَّرَ النَّاسُ عَمَّا كُنْتُ أَعْهَدُهُ /// /// /// فَالْيَوْمَ لا أَدَبٌ يُغْنِي وَلا فِطَنُ!
فالخيرُ مُنْقَبِضٌ وَالشَّرُّ مُنْبَسِطٌ /// /// /// والجهلُ مُنْتَشِرٌ والعِلْمُ مُنْدَفِنُ
لَمْ تَلْقَ مِنْهُمْ سَلِيماً فِي مَوَدَّتِهِ /// /// /// كَأَنَّ كُلَّ امْرِئٍ فِي قَلْبِهِ دَخَنُ
طَوَاهُمُ الْغِلُّ طَيَّ الْقدِّ وَانْتَشَرَتْ /// /// /// بِالْغَدْرِ بَيْنَهُمُ الأَحْقَادُ وَالدِّمَنُ
فَلا صَدِيقَ يُرَاعِي غَيْبَ صَاحِبِهِ /// /// /// وَلا رَفِيقَ عَلَى الأَسْرَارِ يُؤْتَمَنُ
بَلَوْتُهُمْ فَسَئِمْتُ الْعَيْشَ وَانْصَرَفَتْ /// /// /// نَفْسِي عَنِ النَّاسِ حَتَّى لَيْسَ لِي شَجَنُ
فَإِنْ يَكُنْ فَاتَنِي مَا كُنْتُ أَمْلُكُهُ /// /// /// فَالْبُعْدُ عَنْهُمْ لِمَا أَتْلَفْتُهُ ثَمَنُ
كَفَى بِحَرْبِ النَّوَى سِلْماً نَجَوْتُ بِهِ /// /// /// وَرُبَّ مَخْشِيَّةٍ فِي طَيِّهَا أَمَنُ
لَعَلَّ مُزْنَةَ خَيْرٍ تَسْتَهِلُّ عَلَى /// /// /// رَوْضِ الأَمَانِي فَيَحْيَا الأَصْلُ وَالْفَنَنُ
وَكُلُّ شَيءٍ لَهُ بَدْءٌ وَعَاقِبَةٌ /// /// /// وَكَيْفَ يَبْقَى عَلَى حِدْثَانِهِ الزَّمَنُ؟!
_
غريبٌ أمر هذه الغفلة عن شعر البارودي
سبحان الله!!!!
/// شعر البارودي موعبٌ بشعر الحكمة والتجارب المستفيضة، والرجل حنَّكته تجاربه، وجمَّل شعره فحولته وجزالة ألفاظه، حتى كأنَّك تقرأ لشعرٍ عبَّاسي، وقد قلتُ في السابق:
/// لذا قام الحميِّن بإصدار أشرطة بصوته ينتقي فيها شيئًا من شعره الرائع.
/// وأنا عند قراءتي لديوانه أتردَّد كثيرًا بين ما أختاره فأذكره حالا وبين ما أؤجلِّه نسيئةً.
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا * لعلمت أنك في العبادة تلعب
من كان يخضب خده بدموعه * فنحورنا بدمائنا تتخضب
أو كان يتعب خيله في باطل * فخيولنا يوم الصبيحة تتعب
ريح العبير لكم ونحن عبيرنا * رهج السنابك والغبار الأطيب
ولقد أتانا من مقال نبينا * قول صحيح صادق لا يكذب
لا يستوي غبَّار خيل اللّه في * أنف امرىء ودخان نار تلهب
هذا كتاب اللّه ينطق بيننا * ليس الشهيد بميت لا يكذب
/// البارُوديُّ.. أيضاً:
قَلَّدْتُ جِيدَ الْمَعَالِي حِلْيَةَ الْغَزَلِ /// /// /// وَقُلْتُ فِي الْجِدِّ مَا أَغْنَى عَنِ الْهَزَلِ
يَأْبَى لِيَ الْغَيَّ قَلْبٌ لا يَمِيلُ بِهِ /// /// /// عَنْ شَرْعَةِ الْمَجْدِ سِحْرُ الأَعْيُنِ النُجُلِ
أَهِيمُ بِالْبِيضِ فِي الأَغْمَادِ بَاسِمَةً /// /// /// عَنْ غُرَّةِ النَّصْرِ لا بِالْبِيضِ فِي الْكِلَلِ
لَمْ تُلْهِنِي عَنْ طِلابِ الْمَجْدِ غَانِيَةٌ /// /// /// فِي لَذَّةِ الصَّحْوِ مَا يُغْنِي عَنِ الثَّمَلِ
كَمْ بَيْنَ مُنْتَدِبٍ يَدْعُو لِمَكْرُمَةٍ /// /// /// وَبَيْنَ مُعْتَكِفٍ يَبْكِي عَلَى طَلَلِ
لَوَلا التَّفَاوُتُ بَيْنَ الْخَلْقِ مَا ظَهَرَتْ /// /// /// مَزِيَّةُ الْفَرْقِ بَيْنَ الْحَلْيِ وَالْعَطَلِ
فَانْهَضْ إِلَى صَهَوَاتِ الْمَجْدِ مُعْتَلِياً /// /// /// فَالْبَازُ لَمْ يَأْوِ إِلَّا عَالِيَ الْقُلَلِ
وَدَعْ مِنَ الأَمْرِ أَدْنَاهُ لأَبْعَدِهِ /// /// /// فِي لُجَّةِ الْبَحْرِ مَا يُغْنِي عَنِ الْوَشَلِ
قَدْ يَظْفَرُ الْفَاتِكُ الأَلْوَى بِحَاجَتِهِ /// /// /// وَيَقْعُدُ الْعَجْزُ بِالْهَيَّابَةِ الْوَكَلِ
وَكُنْ عَلَى حَذَرٍ تَسْلَمْ فَرُبَّ فَتىً /// /// /// أَلْقَى بِهِ الأَمْنُ بَيْنَ الْيَأْسِ وَالْوَجَلِ
وَلا يَغُرَّنْكَ بِشْرٌ مِنْ أَخِي مَلَقٍ /// /// /// فَرَوْنَقُ الآلِ لا يَشْفِي مِنَ الْغَلَلِ
لَوْ يَعْلَمُ الْمَرْءُ مَا فِي النَّاسِ مِنْ دَخَنٍ /// /// /// لَبَاتَ مِنْ وُدِّ ذِي الْقُرْبَى عَلَى دَخَلِ
فَلا تَثِقْ بِوَدَادٍ قَبْلَ مَعْرِفَةٍ /// /// /// فَالْكُحْلُ أَشْبَهُ فِي الْعَيْنَيْنِ بِالْكَحَلِ
وَاخْشَ النَّمِيمَةَ وَاعْلَمْ أَنَّ قَائِلَهَا /// /// /// يُصْلِيكَ مِنْ حَرِّهَا نَاراً بِلا شُعَلِ
كَمْ فِرْيَةٍ صَدَعَتْ أَرْكَانَ مَمْلَكَةٍ /// /// /// وَمَزَّقَتْ شَمْلَ وُدٍّ غَيْرِ مُنْفَصِلِ
فَاقْبَلْ وَصَاتِي وَلا تَصْرِفْكَ لاغِيَةٌ /// /// /// عَنِّي فَمَا كُلُّ رَامٍ مِنْ بَنِي ثُعَلِ
إِنِّي امْرُؤٌ كَفَّنِي حِلْمِي وَأَدَّبَنِي /// /// /// كَرُّ الْجَدِيدَيْنِ مِنْ مَاضٍ وَمُقْتَبَلِ
فَمَا سَرَيْتُ قِنَاعَ الْحِلْمِ عَنْ سَفَهٍ /// /// /// وَلا مَسَحْتُ جَبِينَ الْعِزِّ مِنْ خَجَلِ
حَلَبْتُ أَشْطُرَ هَذَا الدَّهْرِ تَجْرِبَةً /// /// /// وَذُقْتُ مَا فِيهِ مِنْ صَابٍ وَمِنْ عَسَلِ
فَمَا وَجَدْتُ عَلَى الأَيَّامِ بَاقِيَةً /// /// /// أَشْهَى إِلَى النَّفْسِ مِنْ حُرِّيَّةِ الْعَمَلِ
لَكِنَّنَا غَرَضٌ لِلشَّرِّ فِي زَمَنٍ /// /// /// أَهْلُ الْعُقُولِ بِهِ فِي طَاعَةِ الْخَمَلِ
قَامَتْ بِهِ مِنْ رِجَالِ السُّوءِ طَائِفَةٌ /// /// /// أَدْهَى عَلَى الْنَّفْسِ مِنْ بِؤْسٍ عَلَى ثَكَلِ
مِنْ كُلِّ وَغْدٍ يَكَادُ الدَّسْتُ يَدْفَعُهُ /// /// /// بُغْضاً وَيَلْفِظُهُ الدِّيوانُ مِنْ مَلَلِ
قَوْمٌ إِذَا أَبْصَرُونِي مُقْبِلاً وَجَمُوا /// /// /// غَيْظاً وَأَكْبَادُهُمْ تَنْقَدُّ مِنْ دَغَلِ
فَإِنْ يَكُنْ سَاءَهُمْ فَضْلِي فَلا عَجَبٌ /// /// /// فَالشَّمْسُ وَهيَ ضِيَاءٌ آفَةُ الْمُقَلِ
نَزَّهْتُ نَفْسِيَ عَمَّا يَدْنَسُونَ بِهِ /// /// /// وَنَخْلَةُ الرَّوْضِ تَأْبَى شِيمَةَ الْجُعَلِ
أَرْضٌ تَأَثَّلَ فِيهَا الظُّلْمُ وَانْقَذَفَتْ /// /// /// صَوَاعِقُ الْغَدْرِ بَيْنَ السَّهْلِ وَالْجَبَلِ
وَأَصْبَحَ النَّاسُ فِي عَمْيَاءَ مُظْلِمَةٍ /// /// /// لَمْ يَخْطُ فِيهَا امْرُؤٌ إِلَّا عَلَى زَلَلِ
لَمْ أَدْرِ مَا حَلَّ بِالأَبْطَالِ مِنْ خَوَرٍ /// /// /// بَعْدَ الْمِرَاسِ وَبِالأَسْيَافِ مِنْ فَلَلِ
أَصَوَّحَتْ شَجَرَاتُ الْمَجْدِ أَمْ نَضَبَتْ /// /// /// غُدْرُ الْحَمِيَّةِ حَتَّى لَيْسَ مِنْ رَجُلِ
لا يَدْفَعُونَ يَداً عَنْهُمْ وَلَوْ بَلَغَتْ /// /// /// مَسَّ الْعَفَافَةِ مِنْ جُبْنٍ وَمِنْ خَزَلِ
خَافُوا الْمَنِيَّةَ فَاحْتَالُوا وَمَا عَلِمُوا /// /// /// أَنَّ الْمَنِيَّةَ لا تَرْتَدُّ بِالْحِيَلِ
فَفِيمَ يَتَّهِمُ الإِنْسَانُ خَالِقَهُ /// /// /// وَكُلُّ نَفْسٍ لَهَا قَيْدٌ مِنَ الأَجَلِ
هَيْهَاتَ يَلْقَى الْفَتَى أَمْناً يَلَذُّ بِهِ /// /// /// مَا لَمْ يَخُضْ نَحْوَهُ بَحْراً مِنَ الْوَهَلِ
فَمَا لَكُمْ لا تَعَافُ الضَّيْمَ أَنْفُسُكُمْ /// /// /// وَلا تَزُولُ غَوَاشِيكُمُ مِنَ الْكَسَلِ
فَأَيَّ عَارٍ جَلَبْتُمْ بِالْخُمُولِ عَلَى /// /// /// مَا شَادَهُ السَّيْفُ مِنْ فَخْرٍ عَلَى زُحَلِ
إِنْ لَمْ يَكُنْ لِلْفَتَى عَقْلٌ يَعِيشُ بِهِ /// /// /// فَإِنَّمَا هُوَ مَعْدُودٌ مِنَ الْهَمَلِ
فَبَادِرُوا الأَمْرَ قَبْلَ الْفَوْتِ وَانْتَزِعُوا /// /// /// شِكَالَةَ الرَّيْثِ فَالدُّنْيَا مَعَ الْعَجَلِ
وَقَلِّدُوا أَمْرَكُمْ شَهْماً أَخَا ثِقَةٍ /// /// /// يَكُونُ رِدْءاً لَكُمْ فِي الْحَادِثِ الْجَلَلِ
مَاضِي الْبَصِيرَةِ غَلَّابٌ إِذَا اشْتَبَهَتْ /// /// /// مَسَالِكُ الرَّأْيِ صَادَ الْبَازَ بِالْحَجَلِ
إِنْ قَالَ بَرَّ وَإِنْ نَادَاهُ مُنْتَصِرٌ /// /// /// لَبَّى وَإِنْ هَمَّ لَمْ يَرْجِعْ بِلا نَفَلِ
يَجْلُو الْبَدِيهَةَ بِاللَّفْظِ الْوَجِيزِ إِذَا /// /// /// عَزَّ الْخِطَابُ وَطَاشَتْ أَسْهُمُ الْجَدَلِ
وَلا تَلجُّوا إِذَا مَا الرَّأْيُ لاحَ لَكُمْ /// /// /// إِنَّ اللَّجَاجَةَ مَدْعَاةٌ إِلَى الْفَشَلِ
قَدْ يُدْرِكُ الْمَرْءُ بِالتَّدْبِيرِ مَا عَجَزَتْ /// /// /// عَنْهُ الْكُمَاةُ وَلَمْ يَحْمِلْ عَلَى بَطَلِ
هَيْهَاتَ مَا النَّصْرُ فِي حَدِّ الأَسِنَّةِ بَلْ /// /// /// بِقُوَّةِ الرَّأْيِ تَمْضِي شَوْكَةُ الأَسَلِ
وَطَالِبُوا بِحُقُوقٍ أَصْبَحَتْ غَرَضاً /// /// /// لِكُلِّ مُنْتَزِعٍ سَهْماً وَمُخْتَتِلِ
وَلا تَخَافُوا نَكَالاً فِيهِ مَنْشَؤُكُمْ /// /// /// فَالْحُوتُ فِي الْيَمِّ لا يَخْشَى مِنَ الْبَلَلِ
عَيْشُ الْفَتَى فِي فَنَاءِ الذُّلِّ مَنْقَصَةٌ /// /// /// وَالْمَوْتُ فِي الْعِزِّ فَخْرُ السَّادَةِ النَّبَلِ
لا تَتْرُكُوا الْجِدَّ أَوْ يَبْدُو الْيَقِينُ لَكُمْ /// /// /// فَالْجِدُّ مِفْتَاحُ بَابِ الْمَطْلَبِ الْعَضِلِ
طَوْراً عِرَاكاً وَأَحْيَاناً مُيَاسَرَةً /// /// /// رِيَاضَةُ الْمُهْرِ بَيْنَ الْعُنْفِ وَالْمَهَلِ
حَتَّى تَعُودَ سَمَاءُ الأَمْنِ ضَاحِيَةً /// /// /// وَيَرْفُلَ الْعَدْلُ فِي ضَافٍ مِنَ الْحُلَلِ
هَذِي نَصِيحَةُ مَنْ لا يَبْتَغِي بَدَلاً /// /// /// بِكُمْ وَهَلْ بَعْدَ قَوْمِ الْمَرْءِ مِنْ بَدَلِ
أَسْهَرْتُ جَفْنِي لَكُمْ فِي نَظْمِ قَافِيَةٍ /// /// /// مَا إِنْ لَهَا فِي قَدِيمِ الشِّعْرِ مِنْ مَثَلِ
كَالْبَرْقِ فِي عَجَلٍ وَالرَّعْدِ فِي زَجَلٍ /// /// /// وَالْغَيْثِ فِي هَلَلٍ وَالسَّيْلِ فِي هَمَلِ
غَرَّاءُ تَعْلَقُهَا الأَسْمَاع مِنْ طَرَبٍ /// /// /// وَتَسْتَطِيرُ بِهَا الأَلْبَابُ مِنْ جَذَلِ
حَوْلِيَّةٌ صَاغَهَا فِكْرٌ أَقَرَّ لَهُ /// /// /// بِالْمُعْجِزَات ِ قَبِيلُ الإِنْسِ وَالْخَبَلِ
تَلُوحُ أَبْيَاتُهَا شَطْرَيْنِ فِي نَسَقٍ /// /// /// كَالْمَشْرَفِيّ َةِ قَدْ سُلَّتْ مِنَ الْخِلَلِ
إِنْ أَخْلَقَتْ جِدَّةُ الأَشْعَارِ أَثَّلَهَا /// /// /// لَفْظٌ أَصِيلٌ وَمَعْنىً غَيْرُ مُنْتَحَلِ
تَفْنَى النُّفُوسُ وَتَبْقَى وَهْيَ نَاضِرَةٌ /// /// /// عَلَى الدُّهُورِ بَقَاءَ السَّبْعَةِ الطُوَلِ
هاذاني البيتين من أحب الأبيات إلى قلبي ...
سمعتها من شيخي أبو داود , حفظه الله تعالى , وشافاه من كل داء ..
قال لي :
إنظر يا قريشي إلى هاذينِ البيتين فهي من أجمل ما قرأت " وكان الشيخ قد كتبها على ساعده خوفا من نسيانها " :
يا صاح لو كرهت كفي منادمتي ..... لقلت لو كرهت كفي لها بيني
لا أبتغي وصل من لا يبتغي صلتي ..... ولا أبالي حبيبا لا يباليني
وكذلك من أجمل الأبيات التي قد سمعتها منه حفظه الله تعالى :
أبكي وأضحك والحالات واحدة .. أطوي عليها فؤاداً شقه الألـم
فإن رأيت دموعي وهي ضاحكة .. فالدمع من زحمة الآلام يبتسـم
وفي الجوانح خفاق متى عصفت .. به الشجون تلوى وهو مضطرم
فاظلم كما شئت لا أرجوك مرحمة .. إنـا إلى الله يوم الحشر نحتكـم
/// البيتان لصالح عبدالقدوس.
/// ويقاربه قول المثقَّب العبدي:
أَفاطِمُ قَبلَ بَينِكِ مَتِّعيني /// /// /// وَمَنعُكِ ما سَأَلتُكِ أَن تَبينيفَلا تَعِدي مَواعِدَ كاذِباتٍ /// /// /// تَمُرُّ بِها رِياحُ الصَيفِ دوني
فَإِنّي لَو تُخالِفُني شِمالي /// /// /// خِلافَكِ ما وَصَلتُ بِها يَميني
إِذاً لَقَطَعتُها وَلَقُلتُ بِيني /// /// /// كَذَلِكَ أَجتَوي مَن يَجتَويني
........ /// /// /// .........
إِلى عَمرٍو وَمِن عَمرٍو أَتَتني /// /// /// أَخى النَجداتِ وَالحِلمِ الرَصينِ
فَإِمّا أَن تَكونَ أَخي بِحَقٍّ /// /// /// فَأَعرِفَ مِنكَ غَثّي مِن سَميني
وَإِلّا فَاِطَّرِحني وَاِتَّخِذني /// /// /// عَدُوّاً أَتَّقيكَ وَتَتَّقيني
وَما أَدري إِذا يَمَّمتُ وَجهاً /// /// /// أُريدُ الخَيرَ أَيُّهُما يَليني
أَأَلخَيرُ الَّذي أَنا أَبتَغيهِ /// /// /// أَمِ الشَرُّ الَّذي هُوَ يَبتَغيني
-
/// البارودي.. أيضاً:
أَيْنَ المَعَاقِلُ بَلْ أَيْنَ الجَحَافِلُ بَلْ /// /// /// أَيْنَ المَنَاصِلُ وَالْخِطِّيَّةُ الشَّرَعُ؟
لا شَيءَ يَدْفَعُ كَيْدَ الدَّهْرِ إِنْ عَصَفَتْ /// /// /// أَحْدَاثُهُ أَوْ يَقِي مِنْ شَرِّ مَا يَقَعُ
زَالُوا فَمَا بَكَتِ الدُّنْيَا لِفُرْقَتِهِمْ /// /// /// وَلا تَعَطَّلَتِ الأَعْيَادُ وَالجُمَعُ
وَالدَّهْرُ كَالْبَحْرِ لا يَنْفَكُّ ذَا كَدَرٍ /// /// /// وإِنَّمَا صَفْوُهُ بَيْنَ الْوَرَى لُمَعُ
لَوْ كَانَ لِلْمَرْءِ فِكْرٌ فِي عَوَاقِبِهِ /// /// /// مَا شَانَ أَخْلاقَهُ حِرصٌ وَلا طَبَعُ!
وكَيْفَ يُدْرِكُ مَا فِي الْغَيْبِ مِنْ حَدَثٍ /// /// /// مَنْ لَمْ يَزَلْ بِغُرُورِ العَيشِ يَنْخَدِعُ
دَهْرٌ يَغُــــــرُّ وآمَالٌ تَسُرُّ وَأَعْـ /// /// /// ـمَارٌ تَمُـــرُّ وأَيَّـــامٌ لَهَا خُدَعُ
يَسْعَى الْفَتَى لأُمُورٍ قَدْ تَضُرُّ بِهِ /// /// /// ولَيْسَ يَعْلَمُ مَا يَأْتِي ومَا يَدَعُ
يَا أَيُّهَا السَّادِرُ الْمُزْوَرُّ مِنْ صَلَفٍ /// /// /// مَهْلاً فَإِنَّكَ بِالأَيَّامِ مُنْخَدِعُ
دَعْ مَا يَرِيبُ وَخُذْ فِي مَا خُلِقْتَ لَهُ /// /// /// لَعَلَّ قَلْبَكَ بِالإِيْمَانِ يَنْتَفِعُ
إِنَّ الحَيَاةَ لَثَوبٌ سَوْفَ تَخْلَعُهُ /// /// /// وَكُلُّ ثَوْبٍ إِذَا مَا رَثَّ يَنْخَلِعُ-
/// المتنبي:
روحٌ تَــــرَدَّدُ في مِثلِ الخِلالِ إِذا /// /// /// أَطارَتِ الريحُ عَنهُ الثَوبَ لَم يَبِنِكَفى بِجِسمي نُحولًا أَنَّني رَجُلٌ /// /// /// لَولا مُخــاطَبَتي إِيّاكَ لَم تَــــرَني!
/// البارودي:
سُكُوتِي إِذَا دَامَ الحَدِيثُ كَــــلامُ /// /// /// وَتَقْلِيبُ عَيْنِي فِي الْوُجُوهِ مَلامُ
وَصَبْرِي عَلَى الأيَّامِ لا مِنْ مَذَلَّةٍ /// /// /// وَلَكِنْ يَدٌ مَغْلُولَةٌ وَحُسَــــــــا مُ
أُلامُ عَلَى أَنِّي صَبَرْتُ وَهَلْ فَتَىً /// /// /// عَلَى الصَّــــبْرِ إِنْ قَلَّ المعِينُ يُلامُ
/// ابن الرُّومي:
أغِثّـــاءُ ما فيهــم أديـبٌ علمتُـــه /// /// /// ولا قابــــــلُ التَّـأديــــب حين يـــــــؤدَّبُ
خــلا أنَّ آدابــــًا أُعـــيروا حُلِيَّهــــا /// /// /// فأضحــت بهم يُبــكى عليها وتُنـــــدبُ
وكم من مُعــــارٍ زينـــــةً وكأنَّـه /// /// /// إذا ما تــحـــــــــــ ــــلَّى حَلْيَهــــا يَتَسلَّـبُ
بحقِّهمُ أن باعـــــــدوني وقَـــرَّبــوا /// /// /// سِـــــواي وتقـــــريبُ المُباعَـــد أوجبُ
رأى القومُ لي فضلاً يعاديه نقصُهُمْ /// /// /// فمالوا إلى ذي النقص والشكلُ أقربُ
خفافـيشُ أعشـاهـــا نهــــــارٌ بضـوئه /// /// /// ولاءَمَـها قِطْـعٌ من اللَّيــــل غَيهبُ
بهائــمُ لا تُصـغــي إلى شَـــدْوِ مَعْبـــدٍ /// /// /// وأمَّـا على جــــافي الحُــــداءِ فتَطربُ
قَالَ أَبُو سعد بن دوست لنفسه، وقد نسبت لغيره:
يَـغْدُو الفَقِيرُ وَكُلُّ شَيْءٍ ضِدُّهُ /// والأَرْضُ تُغْلِقُ دُونَهُ أَبْوابَهـا
وَتَراهُ مَبْغُوضًا وَلَيْسَ بمُذْنِبٍ /// فيَرى العَداوَةَ لا يَرى أَسْبابَها
حَتَّـى الكِلابَ إِذا رَأَتْ ذا بَزَّةٍ /// هَشَّتْ إِلَيْهِ وبَصْبَصَتْ أَذْنابَهـا
وَإِذا رَأَتْ رَجُــلاً فَقِـيرًا عـارِيًا /// هرَّتْ إِلَيهِ وكشَّرَتْ أَنْيابَهـا
/// المتنبِّي.. ولن نمل:
أَوَدُّ مِنَ الأَيّامِ مالا تَوَدُّهُ /// /// /// وَأَشكو إِلَيها بَينَنا وَهيَ جُندُهُ
يُباعِدنَ حِبّاً يَجتَمِعنَ وَوَصلُهُ /// /// /// فَكَيفَ بِحِبٍّ يَجتَمِعنَ وَصَدُّهُ
أَبى خُلُقُ الدُنيا حَبيباً تُديمُهُ /// /// /// فَما طَلَبي مِنها حَبيباً تَرُدُّهُ
وَأَسرَعُ مَفعولٍ فَعَلتَ تَغَيُّراً /// /// /// تَكَلُّفُ شَيءٍ في طِباعِكَ ضِدُّهُ
وَأَتعَبُ خَلقِ اللَهِ مَن زادَ هَمُّهُ /// /// /// وَقَصَّرَ عَمّا تَشتَهي النَفسُ وُجدُهُ
فَلا يَنحَلِل في المَجدِ مالُكَ كُلُّهُ /// /// /// فَيَنحَلَّ مَجدٌ كانَ بِالمالِ عَقدُهُ
وَدَبِّرهُ تَدبيرَ الَّذي المَجدُ كَفُّهُ /// /// /// إِذا حارَبَ الأَعداءَ وَالمالُ زَندُهُ
فَلا مَجدَ في الدُنيا لِمَن قَلَّ مالُهُ /// /// /// وَلا مالَ في الدُنيا لِمَن قَلَّ مَجدُهُ
وَفي الناسِ مَن يَرضى بِمَيسورِ عَيشِهِ /// /// /// وَمَركوبُهُ رِجلاهُ وَالثَوبُ جِلدُهُ
وَلَكِنَّ قَلباً بَينَ جَنبَيَّ مالَهُ /// /// /// مَدىً يَنتَهي بي في مُرادٍ أَحُدُّهُ
يَرى جِسمَهُ يُكسى شُفوفاً تَرُبُّهُ /// /// /// فَيَختارُ أَن يُكسى دُروعاً تَهُدُّهُ
_
جاء في الجزء الثاني من كتاب (ديوان الرافعي ) من تحقيق الدكتور ياسين الأيوبي منشورات المكتبة العصرية صيدا-بيروت هذه القصيدة الرائعة للرافعي رحمه الله يصف فيها أفانين الحرب وويلاتها فيقول :
هم الناس حتى يروي الأرض مدمع .... وتالله يروى آكل ليس يشبع ... 1.............................. .....................
ظماءة جوف أجّ شوقا الى الورى .... وبعد الظما قد يلتظي حين ينقع ... 2
ومسغبة لا يبلغ الخلق دفعها .... وان بطن الأحياء في الأرض أجمع ... 3
فيا بارئ الدنيا حنانيك إنما .... طغى الناس جهلا بالذي كنت تشرع
لكلّ فؤاد غير أن طبيعة .... من الشرّ بين القلب والقلب تقطع ... 4
وكلّ جرى فيه دم غير أنني .... أرى الحرص طفلا من دم الناس يرضع ... 5
وبين المنى والنفس للشر موقف .... فإن لم تزعه النفس أقبل يسرع ... 6
وكلّ ضيعف الرأي منفتل الهوى .... عن الحزم يمنى بالهوان فيخضع ... 7
وتالله إنّ الذنب للمرء أهله .... ففي أي شكل تطبع الطين يطبع ... 8
وأعجب ما في الناس أن يتألموا .... إذا أوجعتهم نكبة ثم يوجعوا
وأن يخدع الانسان غير مجامل .... ويجزع إن أمسى كذلك يخدع
وفي الناس حق ما يزال وباطل .... ولكنهم للحق بالباطل ادعوا
لحا الله دهرا شد بالقوة الهوى .... فكل قوي شاء ما شاء يتبع ... 9
وهب أن هذا الظلم كان سياسة .... فمن قال إنّ الظلم في الظلم يشفع ؟
لعمرك لو تبنى***حجرة .... بغير قلوب الناس باتت تزعزع ... 10
ولو رفعوها فوق غير ضعافهم .... لما وجدوها آخر الدهر ترفع
إذا لم يكن للضعف حول فمن إذا .... بتلك القوى غير الضعيف يفجّع ؟ ... 11
حنانيك يا رب الضعاف فهم كما .... تحمّل قيد الأرجل الضخم إصبع
وويلاه ما هذي الحروب ومن أرى .... فقدما عهدنا الوحش في الوحش يطمع
معايب إلا أن كم من فظيعة .... لها مصدر إن يكشف لك أفظع ؟
فويح الورى هم سعروها وبعضهم .... لها حطب والبعض فيها موقع ... 12
.............................. ..........
ونقعٍ دجوجي ترى السحب فوقه .... لما راعها من برقه تتقطع .... 13
إذا انفرجت للريح فيه طريقة .... نجت وبها حمى تئز وتسطع .... 14
وإن طالعته الشمس تذهل فلا ترى .... أمغربها في النقع أم ذاك مطلع .... 15
وقد كشفت تلك العجوز نقابها .... وقالت لأهلها قفوا ثمّ ودّعوا .... 16
وألقى الردى صيحاته دافعا بها .... لذاك فم الموت اسمه اليوم (مدفع) .... 17
على عصبة لم يظلموا غير أنهم .... مفاتيح إمّا قيل أغلق موضع .... 18
ولله ما أشهى الردى بعد ضيقة .... تكون طريقا للتي هي أوسع
وكأنّهم والموت حان نزوله .... سجود يخافون العذاب وركّع
كأن ثياب الموت كن بواليا .... عليه وبالأرواح أمست ترقّع .... 19
كأنّ الردى إذ حجّل الجند حوله .... (وقد عطشوا) حوض من الماء مترع .... 20
كأن فم الميدان أصعد زفرة .... من الجيف الملقاة لله تضرع
زلازل ويل ما تني الأرض تحتها .... تهزهز حتى أوشكت تتصدع
إذا نفعت ضرّت وما خير نعمة .... تضرّ الورى أضعاف ما هي تنفع ؟
كذلك أرى الدنيا فتاة شنيعة .... فإن ولدت جاءت بما هو أشنع
كأني بهذه الأرض قلبا معلقا .... وما ملك إلا له الحرص أضلع
كأن قد غدا الإنسان وحشا فلا أرى .... يعزّز إلا المرء واديه مسبع .... 21
وإن يأمر الملك الذي ليس تحته .... سرير من القتلى فهيهات يسمع
ولن تصبح الدنيا سلاما ورحمة .... على أهلها ما دام في الناس مطمع
الهامش :
1- تعبير موارب في غاية اللطف أقسم أو تعجب مستحدما أسلوب القسم من ري أكول = نهوم قائلا : بالله عليكم هل يمكن لمثل هذا الآدمي أن يرتوي وهو لا يفتأ يأكل؟ فقد أقسم مستفهما كأنما هو قائل : (تالله لا يروى آكل لا يشبع).
2- الظماءة : مصدر ظمئء وظماءة العطش الشديد وفي العجز قول حكمي يعني : أن كثرة الارتواء قد تفضي الى العطش والى اشتداد لظى الظمأ .... كما يفضي الماء الكثير ينسكب على التربة إلى إفسادها .... وأجّ الجوف شوقا : اضطرم وزاد اشتعاله
3- المسغبة : الجوع الشديد أو المجاعة الكبرى وبطن الشيء : صار في باطنه
4- أي هناك نفوسا مريضة ليس لها من عمل سوى قطع أواصر القربى والوئام بين المتحابين المتآلفين ....
5- شبه الطمع الشديد بالطفل الذي لا يحيى بدون الرضاعة
6- تزعه النفس : من وزع يزع وزعا .... تردعه وتزجره ..
7- منفتل الهوى : يميل حيث يميل هواه ومزاجه دلالة على الضعف والاسترخاء
8- إن الذنب الذي يقترفه الانسان يقع على ذويه ممن تولى تربيته فهو كالطين الذي يخرج منه صاحبه ما يشاء من الأشكال والهيئات
9- لحا لحوا : لام وعذل يلوم الدهر الذي منح أهل الهوى والمزاج قوة الفعل والانجاز فاتبعوا هواهم من دون هوادة ....
10- تزعزه : تصدع وتشقق
11- افترض الشاعر أن يكون للضعاف قوة الاحتمال وإلا فمن ذا الذي يفجع بالكوارث غيرهم؟ فمن لا قوة له لا تصح له فجيعة فهو مفجوع بصورة دائمة إذا طرأ عليه جديد لا يغير فيه شيئا.
12- ويح الورى : اسم فعل بمعنى الترحم والتوجع وقد تعني : الويل وقصد بالموقع : الذي يهندس الجريمة ويدفع الناس الى الاقتتال
13- النقع : الماء المجتمع في الغدير أو البرك .... والدجوجي نسبة الى : دجا الليل : اذا سكن وانتشر .
14- الطريقة : التجعيد الذي يصيب المياه الراكدة تتسع وتتعمق كلما اشتدت الريح كأثلام الفلاحة وتئز : تصدر صوتا كصوت الماء يغلي في المرجل .
15- جزم فعل (تذهل) جوابا للشرط للضرورة الشعرية وحقه الجواب بمثل فعله : إن طالعته : ذهل.
16- كنّى بالعجوز عن الحرب وقرينة ذلك (المدفع) في قافية البيت التالي .
17- لا معنى لقوله في العجز : (أمّا قيل) ولعلّّها مصحفة عن : (عمّا قيل).
18- قرع كؤوس الموت كناية عن تقارع السيوف والأجساد والمعادن والجماجم وما شابه
19- تشبيه تخييلي لافت شبه واقع الموت الرتيب قبل الحرب بالثوب الخلق البالي فجاءت الحرب وأصلحت قماشته البالية برقع من الارواح المزهقة .
20- (حجّل الجند حوله) : مشوا بتثاقل من اثر العياء والحوض المترع : الملآن .
21- المسبع : الكثير السباع أراد بذلك سيادة القوة من غير رادع أو نظام أو شرعة .
/// أبوالعيناء:
مَنْ كَانَ يَمْلِكُ دِرْهَمَيْنِ تَعَلَّمَتْ /// /// /// شَفَتاهُ أَنْواعَ الكَلامِ فَقَالا
وَتَقَدَّمَ الفُصَحاءُ فَاسْتَمَعوا له /// /// /// وَرَأَيْتَهُ بَيْنَ الوَرى مُخْتالا
لولا دَراهِمُهُ الَّتي فِي كِيسِــهِ /// /// /// لَرَأَيْتَهُ شَرَّ البَرِيَّةِ حـــــالا
إِنَّ الغَنيَّ إِذا تَكَلَّمَ كَاذِباً /// /// /// قَالوا صَدَقْتَ وَما نَطَقْتَ مُحالا
وَإِذا الفقيرُ أَصابَ قالوا لَمْ تُصِبْ /// /// /// وَكَذَبْتَ يا هذا وَقُلْتَ ضلالا
إِنَّ الدَّراهِمَ فِي المَواطِنِ كُلّها /// /// /// تَكْسُو الرِّجَالَ مَهابَةً وجَلالا
فَهْيَ اللِّسانُ لِمنْ أَرادَ فَصاحةً /// /// /// وَهْيَ السِّلاحُ لِمَنْ أَرادَ قِتالا
صـــدقاقتباس:
وَإِذا الفقيرُ أَصابَ قالوا لَمْ تُصِبْ /// /// /// وَكَذَبْتَ يا هذا وَقُلْتَ ضلالا
إِنَّ الدَّراهِمَ فِي المَواطِنِ كُلّها /// /// /// تَكْسُو الرِّجَالَ مَهابَةً وجَلالا
/// امرؤ القيس:
بَكى صاحِبي لمَّا رَأى الدَربَ دونَهُ /// /// /// وَأَيقَنَ أنَّا لاحِقانِ بِقَيصَرا
فَقُلتُ لَهُ: لا تَبكِ عَينُكَ إِنَّما /// /// /// نُحاولُ مُلكًا أو نَموتَ فَنُعذَرا !
/// أبوفراس:
أَتَعُزُّ أَنتَ عَلى رُسومِ مَغانِ /// /// /// فَأُقيمُ لِلعَبَراتِ سوقَ هَوانِ
فَرضٌ عَليَّ لِكُلِّ دارٍ وَقفَةٌ /// /// /// تَقضي حُقوقَ الدارِ وَالأَجفانِ
لَولا تَذَكُّرُ مَن هَويتُ بِحاجِرٌ /// /// /// لَم أَبكِ فيهِ مَواقِدَ النيرانِ
وَلَقَد أَراهُ قُبَيلَ طارِقَةِ النَوى /// /// /// مَأوى الحِسانِ وَمَنزِلِ الضَيفانِ
وَمَكانَ كُلِّ مُهَنَّدٍ وَمَجَرَّ كُـ /// /// /// ـلِ مُثَقَّفٍ وَمَجالَ كُلِّ حِصانِ
نَشَرَ الزَمانُ عَلَيهِ بَعدَ أَنيسِهِ /// /// /// حُلَلَ الفَناءِ وَكُلُّ شَيءٍ فانِ
وَلَقَد وَقَفتُ فَسَرَّني ماساءَني /// /// /// فيهِ وَأَضحَكَني الَّذي أَبكاني
وَرَأَيتُ في عَرَصاتِهِ مَجموعَةً /// /// /// أُسدَ الشَرى وَرَبائِبَ الغِزلانِ
ياواقِفانِ مَعي عَلى الدَّارِ اِطلُبا /// /// /// غَيري لَها إِن كُنتُما تَقِفانِ
مَنَعَ الوُقوفَ عَلى المَنازِلِ طارِقٌ /// /// /// أَمَرَ الدُموعَ بِمُقلَتي وَنَهاني
فَلَهُ إِذا وَنَتِ المَدامِعُ أَوهَمَت /// /// /// عِصيانُ دَمعي فيهِ أَو عِصياني
ما لي جَزِعتُ مِنَ الخُطوبِ وَإِنَّما /// /// /// أَخَذَ المُهَيمِنُ بَعضَ ما أَعطاني
وَلَقَد سُرِرتُ كَما غَمَمتُ عَشائِري /// /// /// زَمَناً وَهَنّاني الَّذي عَنّاني
-
وما من ظالم إلا سيبلى بظالمٍ *** وما من يدٍ إلا يد الله فوقها
قال مالك بن الريب:
يَقولونَ لا تَبعُـدْ وَهُم يَدفِنونَني *** وَأَينَ مَكانُ البُعـدِ إِلا مَكانِيـا
غَداةَ غَدٍ يا لَهفَ نَفسي عَلى غَدٍ *** إِذا أدلجوا عَنّي وَأَصبَحتُ ثاوِيا
وَأَصْـبَحَ مالي مِنْ طَريفٍ وَتالِدٍ *** لِغَيري, وَكانَ المالُ بِالأَمسِ مالِيا
قالوا عن الطنطاوي بعد حادثة الحجاب
تبت يداهشعر الشيخ أبي المعاطي
تبت يداه
لَمَّا أَهان نقابها
تبت يداه
لَمَّا أَهان عفافها
تبت يداه
لَمَّا أهان حياءها
تبت يداه
قد عشتَ عمرك يا ذليل العُمر
نعلاً للطغاه
قد بعت دينك يا عديم الدين
في كل اتجاه
شُلَّت يداه
ضَحِكتَ في وجه اليهود
وعبست في وجه الفتاه
تبت يداه ... تبت يداه
* * *
شُلَّت يداه
هذا الذي خَسِر الشريعة والحياة
يوما أباح لنا الربا
يومًا يُحرِّم فطرة الله الطهورة
في الختان
يومًا يوالي شرَّ أهل الأرض
من إنسٍ وجَان
وجهٌ قبيحٌ لاتفرق
كان وجهًا أو قفاه
صافحتَ خنزير اليهود
وصرخت في وجه الفتاة
شُلَّت يداه.
* * *
تبت يداه
تبت يداه وعينُه تبًّا وتب
تبت يداه أبو لهب
باع الأمانة والرسالة والكُتُب
باع الشجاعة بالهرب
لا دين ، لا أخلاق
لا شرفٌ هناك ولا نَسَب
ذاك ابنُ حاملةِ الحطب
وأحل في الإسلام كل مُحَرَّم
شَرَعَ الإله
عانقتَ حاخام اليهود
وعَويت في وجه الفتاة
شُلَّت يداه.
* * *
_
للخَـــيرِ أهْـــــلٌ لا تــ ——— ـــزالُ وُجوهُهُم تدعُو إليْهِ
طُوبَى لمن جَرَت الأمــ ——— ــورُ الصَّالحاتُ على يدَيْهِ
ما لَمْ يضِقْ خُلُــقُ الفَتَى ——— فالأرضُ واسعـــــةٌ عليْهِ
_
_
لو كنتُ من مازنٍ لم تستبِح إبلي_———_بنو اللقيطة من ذُهل بن شيبانا
إذاً لقام بنصري معشرٌ خُشنٌ_———_عند الحفيظة إنْ ذو لوثةٍ لانا
قومٌ إذا الشرُّ أبدى ناجذيه لهمْ_———_طاروا إليه زرافاتٍ ووحدانا
لا يسألون أخاهُم حين يندبُهمْ_———_في النائبات على ما قال بُرهانا
لكن قومي وإن كانوا ذوي عددٍ_———_ليسوا من الشرِّ في شيء وإن هانا!
يجزون من ظُلم أهل الظُّلم مغفرةً_———_ومن إساءة أهل السُّوء إحسانا
كأن ربَّكَ لم يخلق لخشيته_———_سواهمُ من جميع الناسِ إنسانا!
_
هذه أبيات بديعة قرأتُها في أحد أعداد المجلة العربية قبل سنوات ، ولا أتذكر قائلها :
وصروف أيام أقمن قيامتي ،،، بنوى الخليط وفرقة القرناء
وجفاء خل كنتُ أحسب أنه ،،، عوني على السراء والضراء
ثبت العزيمة في العقوق ووده ،،، متنقل كتنقل الأفياء
ذي ملة يأتيك أثبت عهده ،،، كالخط يرقم في بسيط الماء*
ـــ
* كان الموضوع عن ( الرقم ) ومعانيه لعلي أجد وقتا للبحث عنه فهو موضوع رائع .
/// المتنبي.. ويا لَه:
........................ /// /// /// .........................
لا شَيءَ أَقبَحُ مِن فَحلٍ لَهُ ذَكَرٌ ////// تَقـــــــودُهُ أَمَـــــةٌ لَيسَـت لَهـا رَحِــمُ
أَغايَةُ الدِّينِ أَن تُحفوا شَوارِبَكُم ////// يا أُمَّةً ضَحِكَت مِن جَهلِها الأُمَـمُ؟!
........................ /// /// /// .........................
_
حُكمُ المَنِيَّةِ في البَرِيَّةِ جاري_———_ما هَذِهِ الدُنيا بِدار قَرارِ
بَينا يَرى الإِنسان فيها مُخبِراً_———_حَتّى يُرى خَبَراً مِنَ الأَخبارِ
طُبِعَت عَلى كدرٍ وَأَنتَ تُريدُها_———_صَفواً مِنَ الأَقذاءِ وَالأَكدارِ
وَمُكَلِّف الأَيامِ ضِدَّ طِباعِها_———_مُتَطَّلِب في الماءِ جَذوة نارِ
وَإِذا رَجَوتَ المُستَحيل فَإِنَّما_———_تَبني الرَجاءَ عَلى شَفيرٍ هارِ
فَالعَيشُ نَومٌ وَالمَنِيَّةُ يَقِظَةٌ_———_وَالمَرءُ بَينَهُما خَيالِ ساري
وَالنَفسُ إِن رَضِيَت بِذَلِكَ أَو أَبَت_———_مُنقادة بِأَزمَّة الأَقدارِ
فاِقضوا مآرِبكم عُجَالاً إِنَّما_———_أَعمارُكُم سفرٌ مِنَ الأَسفارِ
وَتَراكَضوا خَيلَ الشَبابِ وَبادِروا_———_إِن تُستَرَدَّ فَإِنَّهُنَّ عَواري
فالدهر يَخدَع بِالمني وَيغُصُّ إِن_———_هَنّا وَيَهدِمُ ما بَنى بِبوارِ
إِنّي وُتِرتُ بِصارِمٍ ذي رَونَقٍ_———_أَعدَدتَهُ لِطِلابَةِ الأَوتارِ
أَثني عَلَيهِ بِأثرِهِ وَلَو أَنَّهُ_———_لَم يَغتَبِط أَثنَيتُ بِالآثارِ
ثَوب الرِياء يَشِفُّ عَن ما تَحتَهُ_———_فَإِذا التحفت بِهِ فَإِنَّكَ عاري
قَصُرت جُفوني أَم تَباعَد بَينَها_———_أَم صُوِّرت عَيني بِلا أَشفارِ
جَفَت الكَرى حَتّى كَأَنَّ غراره_———_عِندَ اِغتِماضِ العَينَ حد غِرارِ
وَلَو اِستَزارَت رقدة لَدَجابِها_———_ما بَينَ أَجفاني إِلى التَيّارِ
أُحَيي لَيالي التَمِّ وَهيَ تُميتُني_———_وَيُميتُهُنَّ تبلج الأَنوارِ
حَتّى رَأَيتُ الصُبحَ يَرفَعُ كفه_———_بِالضوءِ رَفرَف خيمَة كالقارِ
وَالصُبحُ قَد غمر النُجوم كَأَنَّهُ_———_سيلٌ طَغى فَطمى عَلى النَوارِ
وَتلهُّب الأَحشاء شَيَّب مفرقي_———_هَذا الضِياء شَواظ تِلكَ النارِ
شابَ القذال وَكُلُّ غُصنٍ صائِرٍ_———_فينانه الأَحوى إِلى الإِزهارِ
وَطري مِنَ الدُنيا الشَباب وَروقه_———_فَإِذا اِنقَضى فَقَد انقَضَت أَوطاري
قصرت مَسافَته وَما حَسَناتُهُ_———_عِندي وَلا آلاؤُهُ بِقِصارِ
نَزدادُ هَمّاً كُلَمّا اِزدَدنا غِنَىً_———_وَالفَقرُ كُلَّ الفَقرِ في الإِكثارِ
ما زادَ فَوق الزادِ خُلِّف ضائِعاً_———_في حادِثٍ أَو وارِث أَو عاري
إِنّي لأَرحَم حاسِديَّ لِحَرِ ما_———_ضَمَّت صُدورُهُم مِنَ الأَوغارِ
نَظَروا صَنيعَ اللَهِ بي فَعُيونُهُم_———_في جَنَّةٍ وَقُلوبهم في نارِ
لا ذَنبَ لي كَم رمت كتم فَضائِلي_———_فَكَأَنَّما برقعت وَجه نَهاري
وَسترتها بِتَواضعي فَتطلَّعت_———_أَعناقها تَعلو عَلى الأَستارِ
وَمِنَ الرِجال مَعالِم وَمَجاهِل_———_وَمِنَ النُجومِ غَوامِض وَداري
وَالناسُ مُشتَبِهونَ في إِيرادِهِم_———_وَتَباين الأَقوامِ في الإِصدارِ
عَمري لَقَد أَوطأتُهُم طُرق العُلى_———_فَعَموا وَلَم يَقَعوا عَلى آثاري
لَو أَبصَروا بِقُلوبِهِم لاستَبصَروا_———_وَعمى البَصائِرِ مَن عَمى الأَبصارِ
هَلّا سَعوا سَعيَ الكِرامِ فَأَدرَكوا_———_أَو سَلَّموا لِمَواقِعِ الأَقدارِ
ذهب التَكرم وَالوَفاء مِنَ الوَرى_———_وَتصرَّما إِلّا مِنَ الأَشعارِ
وَفَشَت خِيانات الثِقاتِ وَغيرهم_———_حَتّى أتَّهمنا رُؤية الأَبصارِ
وَلَرُبَّما اعتَضد الحَليم بِجاهِلٍ_———_لا خَير في يُمنى بِغَيرِ يَسارِ
لِلَّهِ دُرُّ النائِباتِ فَإِنَّها_———_صَدأُ اللِئامِ وَصيقل الأَحرارِ
هَل كنت إِلّا زَبرَةً فَطَبَعنَني_———_سَيفاً وَأطلق صرفهن غراري
_
وهذه الأبيات في الهجاء لابن المعتز ..
ودِبسِيّة ٌ بالإسمِ لكنّ صَوتَها *** كصَوتِ حِمارٍ قطّعَ النّهقَ مُفحمَا:) :)
يلامسُ منها الكفُّ عيدانَ مصخب **** كنَبّاشِ ناووسِ يُقَلِّبُ أعظُمَا
وعابِدَة ٌ لكن تُصَليّ على القَفَا *** وتَدعُوا برِجلَيها، إذا اللّيلُ أظلَمَا !
ذكرت هذه الأبيات لأني أول ما قرأتها لم أملك نفسي من الضحك وليست تشهيراً
مع الاعتذار لكل الفاضلات .
وإخــوان حسبتهم دروعا *** فكانوها ، ولكــن للأعادي
وخلتهمُ سهـاما صـائبات *** فكانوها ، ولكن في فـؤادي
وقالوا لقد صفت منا قلوب *** لقد صدقوا ، ولكن من ودادي
و إذا العناية لاحظتك عيونها ---- نم فالمخاوف كلهـن أمان
.............................. .............................. .........
_
وكنتُ امرءًا لا ينزل الهمُّ خاطري_———_ولا ينثني يومًا لنائبةٍ عضدي
لَهوتُ زماناً والغوايةُ مرْكَبي_———_وسِلْكُ الهوى طُوقي وشرخُ الصبا بُرْدي
فما هاجني رسمُ الكثيب ولا الحمى_———_ولا راعني بَيْـنُ الرَّبابِ ولا هندِ
وكنتُ إذا قاسيتُ خَطباً قرعته_———_بقسوة قلبٍ قُدَّ من حَجَرٍ صلْدِ
كفى حزناً أنَّا نحاذر خُطَّةً_———_وفي علْمنا أنْ ليس عن تلك من بُدِّ!
_
وَإِن عَناءً أَن تَفهّمَ جاهِلا فَيَحسب جَهلا أَنَّهُ مِنكَ أفهَمُ
مَتى يَبلُغُ البُنيانُ يَوماً تَمامَه إذا كُنتَ تَبنيهِ وَغَيرك يَهدِمُ
متى تصفو لكَ الدُّنيا بخيرٍ .. إذا لم تـرضَ منها بالمزاجِ
ألم تر جوهر الدنيا المصفَّى .. ومخرجهُ من البحرِ الأجاجِ
ورُبَّ مُخيفةٍ فجأتْ بهـولٍ .. جرت بمسرَّةٍ لك وابتهاجِ
ورُبَّ سـلامةٍ بعد امتنـاعٍ .. ورُبَّ إقامةٍ بعد اعوجاجِ *
ولست بناج من مقالة طاعـــــنٍ_/// ///_ولو كنت في غارٍ على جبلٍ وعرِ
ومن الذي ينجو من الناس سالمًا_/// ///_ولو غاب عنهم بين خافيتي نسرِ
/// أبوفراس:
المرءُ نصبُ مصائبٍ لا تنقضي_/// ///_حتى يُـوارَى جسـمُه في رَمْسِهِ
فمؤجَّلٌ يلقـى الـرَّدَى في أهْـلِهِ_/// ///_ومُعَجَّلٌ يلقى الرَّدَى في نفْسِهِ
الـمرءُ يأمـلُ أن يعيشَ .. وطولُ عيشٍ قد يضرُّه
تفنـى بشـاشتـهُ ويبقى .. بعدَ حلوِ العيشِ مُـرُّه
وتـخونُهُ الأيـامُ حتـى .. لا يـرى شيئًا يـسُرُّه
كم شامـتٍ بي إن هلكتُ .. وقــائـلٍ : للهِ درُّه
النابغة الذبياني
/// بارك الله فيكِ، وجزاكِ خيرا، وقد تقدَّمت هذه الأبيات.http://majles.alukah.net/showpost.ph...3&postcount=87