ومن هذا قول الناس:
لولا الطبيب لمات ابني،
لولا البط أو الكلب لسرق اللصوص الدار،
وما شابه ذلك
من نسبة الفضل والنعمة لغير الله تعالى ([1]).
============
([1])النهج الأسمى.
عرض للطباعة
ومن هذا قول الناس:
لولا الطبيب لمات ابني،
لولا البط أو الكلب لسرق اللصوص الدار،
وما شابه ذلك
من نسبة الفضل والنعمة لغير الله تعالى ([1]).
============
([1])النهج الأسمى.
2- الكنود:
وهو الذي لا يشكر النعم،
وقد ذمه الله سبحانه في كتابه،
فقال:
{ إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ}
[العاديات: 6]،
قال الحسن:
هو الذي يعد المصائب وينسى النعم.
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم
أن النساء أكثر أهل النار بهذا السبب،
فقال:
«ولو أحسنت إلى إحداهن الدهر،
ثم رأت منك شيئا، قالت:
ما رأيت منك خيرا قط»([1])،
فإذا كان هذا بترك شكر نعمة الزوج
وهي في الحقيقة من الله،
فكيف من ترك شكر نعمة الله؟
===============
([1])أخرجه مسلم (2737) (94)، وأحمد 1/234،
والترمذي (2602)، والطبراني في الكبير (12767) من حديث ابن عباس.
3 - استعمال النعمة في معصية الله عز وجل:
عن سفيان في قوله تعالى:
{ سَنَسْتَدْرِجُه ُــمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ }
[الأعراف: 182]،
قال:
يسبغ عليهم النعم،
ويمنعهم من الشكر.
وقال غيره:
كلما أحدثوا ذنبا أحدث الله لهم نعمة.
أسباب كفر النعم:
1- إن الخلق لم يقصروا عن شكر النعمة
إلا للجهل والغفلة،
فإنهم منعوا بذلك عن معرفة النعم.
2 - ثم إن عرفوا نعمه
ظنوا أن الشكر عليها أن يقول أحدهم بلسانه:
(الحمد لله، والشكر لله)،
هذا شكر باللسان فقط.
وأما الغفلة عن النعم فلها أسباب:
أحدها:
أن الناس لجهلهم لا يعدون ما يعم الخلق نفعه
في جميع أحوالهم نعمة،
فلذلك لا يشكرون،
فلا تراهم يشكرون الله
على الهواء، والشمس و ..... الخ.
ثانيا:
إذا ابتلي أحدهم بنقمة ثم نجا،
قدر نعمة الله عليه بشكر الله عليها،
وهذا غاية الجهل،
إذ صار شكرهم موقوفا على أن تسلب عنهم النعمة،
ثم ترد إليهم،
فلا نرى البصير يشكر صحة البصر
إلا أن يعمى.
ثالثا:==============
يخطئ الكثير من الناس
ويحصرون نظرتهم إلى نعم الله عليهم
بدخلهم الشهري أو السنوي من دراهم،
أو ما شابه ذلك،
وينسون باقي النعم التي ذكرنا بعضها
والتي لا يعادلها
ملايين الملايين من المال ([1]).
([1]) زاد على الطريق.
يقول ابن تيمية رحمه الله:
فكل ما خلق فهو نعمة،
ودليل على قدرته وعلى حكمته.
لكن نعمة الرزق،
والانتفاع بالمآكل والمشارب
والمساكن والملابس ظاهرة لكل أحد،
فلهذا يستدل بها،
كما في سورة النحل،
وتسمى سورة النعم،
كما قال قتادة وغيره ([1]).
===========
([1]) الحسنة والسيئة ـ ابن تيمية ـ (73).
ومما لاشك فيه أن الإنسان إذا أمعن النظر
رأى من نعم الله نعما كثيرة
لا يشاركه فيها عموم الناس،
ومنها ما يشاركه في ذلك كثير منها،
من ذلك: العقل،
فما من عبد إلا وهو راض عن الله سبحانه في عقله،
يعتقد أنه أعقل الناس،
وإن كان ذلك اعتقاده فحسب،
فيجب عليه أن يشكر الله.
ومن ذلك الخلق الحسن،
فإنه ما من عبد إلا ويرى في غيره عيوبا يكرهها،
وأخلاقا يذمها،
ويرى نفسه بريئا منها،
فينبغي أن يشكر الله،
حيث أحسن خلقه وابتلى غيره،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
«من رأى رجلا به بلاء،
فقال: الحمد لله
الذي عافاني مما ابتلاك به،
وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا،
إلا كان شكر تلك النعمة»([1])،
=============
([1])فضيلة الشكر على نعمته ـ الخرائطي ـ (34)
والحديث أخرجه الترمذي (3432)،
وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6248).
وقال عليه الصلاة والسلام :
« انظروا إلى من هو أسفل منكم،
ولا تنظروا إلى من فوقكم،
فإنك أجدر ألا تزدروا
نعمة الله عليكم »([1])،
وفي حديث آخر:
« من أصبح آمنا في سربه،
معافى في بدنه،
عنده قوت يومه،
فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها »([2]).
===========
([1]) تقدم تخريجه في الصفحة 15.
([2]) أخرجه الترمذي (3247)، وابن ماجة (3349)، والحميدي (439)،
والبخاري في الأدب المفرد (300) من حديث عبيد الله بن محصن الأنصاري.
الحمد على الضراء
يوجبه مشهدان :
أحدهما :
علم العبد بأن الله سبحانه مستوجب لذلك ،
مستحق له لنفسه ،
فإنه أحسن كل شيء خلقه ،
وأتقن كل شيء ،
وهو العليم الحكيم الخبير الرحيم .
والثاني :
علمه بأن اختيار الله لعبده المؤمن
خير من اختياره لنفسه . ( 1 )
===========
( 1 ) مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية
10 / 43 .
يجب أن نعلم أن الله تعالى لا يزداد ملكه شيء
بشكر الناس له ونسبتهم الفضل إليه،
كما أنه لا يتضرر بكفرهم،
لأنه الغني الحميد،
ولكنه تبارك وتعالى يحب أن يُحمد ويُشكر
ويرضى عن العبد بذلك،
ويكره أن يكفر به وبنعمته
ويسخط على العبد بذلك،
قال تعالى:
{ إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ
وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ
وَإِنْ تَشْكُرُوا
يَرْضَهُ لَكُمْ }
[الزمر: 7].
المستفيد والمنتفع بالشكر
هو الإنسان نفسه،
كما أنه هو المتضرر بالكفر،
قال تعالى
عن سليمان عليه السلام:
{ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي
لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ
وَمَنْ شَكَرَ
فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ
وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ
رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ }
[النمل: 40].