رد: موعظة وتذكرة..
/// قال ابن مهدي: سأل رجل مالكاً عن مسألةٍ، وذكر أنَّه أُرْسِل فيها من مسير ستَّة أشهر من المغرب.
فقال له: ((أخبر الذي أرسلك أنَّه لا علم لي بها!)).
قال: ومن يعلمها ؟
قال: من علَّمه الله!
/// وسأله رجل عن مسألة استودعه إيَّاها أهل المغرب، فقال: ((ما أدري، ما ابتلينا بهذه المسألة في لدنا، ولا سمعنا أحداً من أشياخنا تكلَّم بها، ولكن تعود)).
فلما كان من الغد جاءه وقد حمل ثقله على بغلةٍ يقودها، فقال: مسألتي! فقال: ((ما أدري ما هي؟!)).
فقال الرجل: يا أبا عبد الله! تركتُ خلفي من يقول: ليس على وجه الأرض أعلمُ منك؟!
فقال مالك غير مستوحشٍ: ((إذا رجعت فأخبرهم أنِّي لا أحسن)).
/// وسأله آخر فقال يا أبا عبد الله أجبني، فقال: ويحك! أتريد أن تجعلني حُجَّةً بينك وبين الله؟ فأحتاج أنا أولاً أنْ أنظر كيف خلاصي، ثم أخلصك!
/// وعن الهيثم بن جميل قال: سمعتُ مالكًا سئل عن ثمان وأربعين مسألة، فأجاب في اثنتين وثلاثين منها بـ((لا أدري)).
/// وعن خالد بن خداش، قال: قَدِمتُ على مالكٍ بأربعين مسألة، فما أجابني منها إلَّا في خمس مسائل.
/// وعن ابن سرح عن ابن وهب قال: لو أردُّتُ أنصرف كل يومٍ بألواحي ملأى عند مالك بن أنسٍ فيما يُسْأل، ويقول: ((لا أدري))، انصرفت بها.
/// قال ابن سرح: وقد صار لا أدري عند أهل زماننا هذا عيبًا!
/// وعن ابن وهب عن مالك أنَّ سمع عبد الله بن يزيد بن هرمز يقول: ينبغي للعالم أن يورث جلساءه قول: ((لا أدري))، حتى يكون ذلك أصلا يفزعون إليه.