-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
قال يحيى بن أبي كثير: "لا يعجبنك حلم امرئ حتى يغضب، ولا أمانته حتى يطمع، فإنك لا تدري على أي شقيه يقع".
أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (11/51).
وقال الفضيل بن عياض: "أنا لا أعتقد أخا الرجل في الرضا، ولكن أعتقد أخاه في الغضب".
أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (8/96).
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
لو يعلم أحدكم ما له في قوله لأخيه جزاك الله خيرا ، لأكثر منها بعضكم لبعض.
(مصنف ابن أبي شيبة ١/٤٣٦).
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
قال ابن عبد البر رحمه الله في "التمهيد "عن ليلةالقدر :
"ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺃﻭﺭﺩﻧﺎ ﻣﻦ اﻵﺛﺎﺭ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺒﺎﺏ ﻣﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﻋﻼﻣﺔ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺗﻌﺮﻑ ﺑﻬﺎ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮﻝ اﻟﻌﺎﻣﺔ"
(٢٠٢/٢)
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
قال الشيخ عبد الحميد بن باديس
رحمه الله:
"العلم لا ينتشر بقوة التأليف
وإنما *ينتشر بقوة التدريس، وكثرة المذاكرة الشفوية*".
▪︎( الآثار ١/ ٤٤)
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
الإنكار على من عارض السنة بغيرها
عن أبي قتادة، قال: "كنا عند عمران بن حصين - رضي الله عنه - في رهط منا، وفينا بشير بن كعب. فحدثنا عمران يومئذ قال: "قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الحياء خير كله".
فقال بشير بن كعب: "إنا لنجد في بعض الكتب أن منه سكينة ووقارا لله، ومنه ضعف".
قال فغضب عمران حتى احمرتا عيناه، وقال: "ألا أراني، أحدثك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتعارض فيه؟"
قال: فأعاد عمران الحديث، قال: فأعاد بشير، فغضب عمران، قال: "فمازلنا نقول فيه (أي: في بشير): "إنه منا يا أبا نجيد، إنه لا بأس به".
رواه مسلم (37).
وقال النووي في "شرح صحيح مسلم" (8/2) معلقا على قوله: "إنه لا بأس به":
"معناه: ليس هو ممن يتهم بنفاق أو زندقة أو بدعة أو غيرها مما يخالف به أهل الاستقامة".
وقال أبو العباس القرطبي في "المفهم" (220/1) معلقا على قول بشير: "منه سكينة ووقارا لله، ومنه ضعف":
"يعني: إن منه ما يحمل صاحبه على أن يوقر الناس ويتوقر هو في نفسه، ومنه: ما يحمله على أن يسكن عن كثير مما يتحرك الناس إليه من الأمور التي لا تليق بذوي المروءات. ولم ينكر عمران على بشير هذا القول من حيث معناه، وإنما أنكره عليه من حيث إنه أتى به في معرض من يعارض كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكلام الحكماء، ويقاومه به؛ ولذلك قال له: "أحدثك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتحدثني عن صحفك؟!" وقيل: "إنما أنكره عليه لأنه خاف أن يخلط بالسنة ما ليس منها؛ فسد ذريعة ذلك بالإنكار"، والله تعالى أعلم".
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
عن ابن المسيب، قال: "من صلى المغرب والعشاء في جماعة ليلة القدر، فقد أخذ نصيبه منها".
أخرجه ابن أبي شيبة (2/252)، بإسناد صحيح كما في "فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود" (16/302).
وقال ابن عبد البر في "الاستذكار" (3/417) معلقا على قول سعيد:
"مثل هذا لا يكون رأيا، ولا يؤخذ إلا توقيفا، ومراسيل سعيد أصح المراسيل".
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
قال الإمام البغوي رحمه الله: "سميت ليلة القدر؛ لأنها ليلةُ تقديرِ الأمور والأحكام، يقدِّر الله فيها أمر السَّنَة في عباده وبلاده إلى السنة المقبلة... وقيل: *لأن العمل الصالح فيها يكون ذا قدر* عند الله لكونه مقبولًا".
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
قال تعالى:( لَيْسُوا سَوَاء مِن أَهْلِ الكتاب أمَّة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون ).
وإنَّما رجّحت صَلاة الليل وقِراءته؛ لكونِها أجمَع للقلبِ وأبعَد عن الشَّاغلات والمُلهيات، والتصرُّف فِي الحاجاتِ، وأصوَن عن الرِّياء وغيرِه مِن المُحبِطات.
(التّبيان فِي آدابِ حمَلة القرآن)
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
قال أبو بكر الأعمش الحنفي:
"أداء الحنطة أفضل من أداء القيمة؛ لأنه أقرب إلى امتثال الأمر وأبعد عن اختلاف العلماء، فكان الاحتياط فيه".
"المبسوط" (107/3).
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
يقول الشيخ صالح ال الشيخ -حفظه اللّه- :
«وفيما أذكره في هذا المقام وصيّة أوصاني بها أستاذنا الشّيخ محمود محمد شاكر أديب مصر وشيخ العربية ، وقد قرأت عليه بعض الكتب في الأدب ، سألته مرة ، قلت له : أوصني بكتاب أقرؤه في اللّغة .
قال لي : اقرأ لسان العرب .
قلت : لسان العرب عشرون مجلدا ، أريد كتابا اخر .
قال : إذا كان عشرون مجلدا كثيرا عليك ، *فابحث عن شغل اخر غير العلم !* .
وهذه كانت كلمة مؤثرة للغاية ، ثم قال : قرأناه على شيخنا محمد سيد المرصفي مرتين ، وفي الثالثة توفي ، ولم نكمله.
[ لقاءات وجلسات لمعالي الشيخ صالح ال الشيخ (١\٤٧٦)]
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
قال مجيب بن موسى: "كنت عديل سفيان الثوري إلى مكة، فكان يكثر البكاء، فقلت له: "يا أبا عبد الله، بكاؤك هذا خوفا من الذنوب؟" قال: فأخذ عودا من المحمل فرمى به وقال: "لذنوبي أهون علي من هذا، ولكني أخاف أن أسلب التوحيد".
أخرجه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (295/2)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (508/1).
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
قال إسحاق بن محمد بن إسماعيل الفروي (ت 226) : "سمعت مالك بن أنس يقول :سمعت من ابن شهاب أحاديث لم أحدث بها إلى اليوم .
قلت: لم يا أبا عبد الله ؟
قال : لم يكن العمل عليها فتركتها "
"حلية الأولياء" (6/322)
"ترتيب المدارك" (148/1)
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
« ما بقيت مصر عزيزة إلا وعزَّ الإسلام والمسلمين ،
وما ذلت مصر إلا وذلَّ المسلمون ».
ابن _تيمية مجموع_الفتاوى ٥٣٤/٢٨]
لا وجود لهذا في كلام شيخ الإسلام رحمة الله والمذكور في الموضع المشار اليه قوله (فهذا وغيره مما يبين أن هذه العصابة التي بالشام ومصر في هذا الوقت هم كتيبة الإسلام، وعزهم عز الإسلام، وذلهم ذل الإسلام، فلو استولى عليهم التتار لم يبق للإسلام عز ولا كلمة عالية، ولا طائفة ظاهرة عالية يخافها أهل الأرض تقاتل عنه) ما أبعد الشقة بين كلام شيخ الإسلام وما هو مكتوب
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
أحمد بن حنبل: (عجبت لمن يتثبط عن طلب العلم، ويحتجون بالفضيل، ولعل الفضيل قد اكتفى؛ ليس يتثبط عن طلب العلم إلا جاهل).
الآداب الشرعية لابن مفلح ج٢ص٤٣.
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
قال الحافظ الذهبي في "تاريخ الإسلام" (278/21):
"أسأل الله السلامة من شطحات الصوفية، وأعوذ بالله من كفريات صوفية الفلاسفة الذين تستروا في الظاهر بالإسلام، ويعملوا على هدمه في الباطن، وربطوا العوالم بربط ورموز الصوفية وإشاراتهم المتشابهة، وعباراتهم العذبة، وسيرهم الغريب، وأسلوبهم العجيب، وأذواقهم الجلفة التي تجر إلى الانسلاخ والفناء، والمحو والوحدة، وغير ذلك. قال الله تعالى: "وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه" (6: 153)، يعني: طريق الكتاب السنة المحمدية. ثم قال تعالى: "ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله" (6: 153).
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -، قال: "أتي عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بشاب قد سرق، فقال: "والله ما سرقت قبلها قط"، فقال عمر: "كذبت والله، ما كان الله ليسلم عبدا عند أول ذنب".
رواه أبو داود في "الزهد" (56)، والبيهقي (8/276).
وصححه ابن حزم في "المحلى" (12/65)، وابن كثير في "مسند الفاروق" (2/370)، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (3/483).
قال ابن حزم في "المحلى" (12/65) معلقا على هذا الأثر:
"يفعل الله ما يشاء، وكل أحكامه عدل وحق، فقد يستر الله الكثير والقليل، على من يشاء - إما إملاء وإما تفضلا ليتوب، ويأخذ بالذنب الواحد، وبالذنوب عقوبة أو كفارة له، {لا معقب لحكمه} (الرعد: 41) و {لا يسأل عما يفعل وهم يسألون} (الأنبياء: 23)".
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
عن سعيد بن عبد الرحمن الزبيدي وعبد الله بن المبارك أنهما قالا:
"ليعجبني من القراء كل سهل طلق مضحاك، فأما من تلقاه بالبشر ويلقاك بالعبوس كأنه يمن عليك بعمله، فلا أكثر الله في القراء مثله".
رواه ابن أبي الدنيا في "مداراة الناس" (67)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6/257).
وقال الحافظ أبو شامة في "الباعث" (ص 84) معلقا:
"هذه الطلاقة التي أشار اليها هي التي كانت تعرف من حسن أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهي كانت الغالب على أصحابه - رضى الله عنهم - وسادات المتقدمين من الأئمة الجامعين بين العلم والعمل، كسعيد بن المسيب إمام أهل المدينة وسيد التابعين في وقته مع خشونته المعروفة في أمر الله تعالى، وكعامر الشعبي من أئمة الكوفة، وابن سيرين من أئمة البصرة، والأوزاعي من أئمة الشام، والليث بن سعد من أئمة أهل مصر، وغيرهم - رضى الله عنهم -، قد عرف ذلك من وقف على أخبارهم، ثم هي طريقة إمامنا أبي عبد الله الشافعي - رحمه الله تعالى - وطريقة من ارتضيناه من مشايخنا الذين عاصرناهم".
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
سئل الشيخ الألباني كما في "سلسلة الهدى والنور" (رقم 382):
"في كتاب الإمام الشاطبي "الموافقات" قال هذه العبارة: "إن فتوى العالم بالنسبة للعامي كالدليل بالنسبة للمجتهد"، نريد توضيح لهذه العبارة، هل يأثم العامي إذا خالف فتوى الإمام كما يأثم العالم إذا خالف الدليل؟"
فأجاب الشيخ: "بلا شك، أقول بقولة الإمام الشاطبي، لا شك أن العامي إذا خالف فتوى المفتي له دون عذر شرعي فهو متبع لهواه أولا، ثم هو مخالف لمقتضى قول ربنا تبارك وتعالى: "فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ".
وقال الشيخ الألباني كما في "سلسلة الهدى والنور" (رقم 331):
"نحن نقول للمقلدين بعبارة أخرى: نحن لا ننكر مجرد التقليد، وهذه أرجوا أن تكون الفكرة ظاهرة لدينا جميعا، نحن لا ننكر مبدأ التقليد، وإنما ننكر التدين بالتقليد وجعله مذهبا ودينا لا يحاد عنه قيد شعرة، هذا الذي ننكره؛ أما الإتباع لعالم نثق بعلمه سميتموه تقليدا على الرأس والعين هذا واجب".
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
قال أبو مسهر: "سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول في اللذين يضعون الأحاديث عند غير أهلها:
"وقع العلم عند الحمقى".
رواه أبو زرعة الدمشقي في التاريخ" (ص 360)، والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (738).
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
قال الإمام ابن المبارك - رحمه الله -:
"لا يزال المرء عالما ما طلب العلم، فإذا ظن أنه قد علم؛ فقد جهل".
رواه الدينوري في "المجالسة" (308).
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
قال زاذان: "كنت غلاما حسن الصوت جيد الضرب بالطنبور، وكنت أنا وصاحب لي في رابعة وعندنا نبيذ لنا وأنا أغنيهم إذ مر عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، فلما سمع الصوت دخل علينا فضرب الباطية برجله فأكفاها وانتزع الطنبور من يدي فضرب به الأرض فكسره، ثم قال: "لو كان ما أسمع من حسن صوتك هذا يا غلام بالقرآن كنت أنت أنت". قال: ثم مضى، قلت لأصحابي: "من هذا الذي فعل؟" قالوا: "هذا عبد الله بن مسعود". قال: فألقى الله في نفسي التوبة فسعيت وأنا أبكي، فلما بلغ الباب أراد أن يدخل فأخذت بثوبه فالتفت إلي فقال: "من أنت؟" قلت: "أنا صاحب الطنبور"، فأقبل علي فاعتنقني وبكى، ثم قال: "مرحبا بمن يحبه الله، اجلس مكانك"، قال: "ثم دخل فأخرج إلي تمرا فقال: "كل من هذا التمر، ولو كان غيره أخرجته إليك".
رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (18/283).
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
هل ستظل طالب علم بعد انقطاع الكهرباء أم تعد عاميا؟
قال الشيخ عبد الكريم الخضير - حفظه الله - في "شرح المحرر في الحديث":
"لا تكن طالب علم لا يعمل إلا على الكهرباء، فلا تكاد تأتيك مسألة إلا وأول ما تبحثها على الحاسب".
وقال الشيخ عبد الكريم الخضير أيضا في محاضرته "المنهجية في قراءة الكتب وجرد المطولات".
"في أول الأمر، في بداية الطباعة أفتى بعض شيوخ الأزهر بتحريم طباعة الكتب الشرعية، وأجازوا طباعة كتب التواريخ والأدب واللغة وما أشبهها، ولا شك أن هذه - لا سيما في أول الأمر - نظرة طبيعية؛ لأن هذه الكتب توجد ريبة في قلوب العلماء؛ لأنهم يعرفون من آثارها ما يعرفون، فإذا كان الأمر قبل الكتابة الاعتماد كله على الحفظ، ثم بعد ذلك لما انتشرت الكتابة صار الاعتماد على الكتابة، والكتابة تحتاج إلى معاناة، وبالمعاناة يثبت العلم، ثم بعد الطباعة ما الذي حصل؟
حصل أن طالب العلم يجمع من الكتب أضعاف ما كان عند شيوخه، ومع ذلكم لا يعرف عنها شيئاً. يعني طالب العلم الحريص المجتهد الذي إذا اشترى الكتاب قرأ المقدمة وصار عنده تصور عن الكتاب، أما أن يقرأ الكتاب من أوله إلى آخره، - مع كثرة المطبوعات - لا شك أن دونه خرط القتاد.
ثم استمر الأمر بعد الطباعة إلى أن ظهرت هذه الحواسب، هذه الحواسب التي يسرت كثيرا على المتعلمين، وبضغطة زر في ثواني تحصل على ما تريد، لكن القاعدة أن: ما أخذ بسهولة يفقد بسهولة.
يعني تضغط زر وتستخرج ما تريد من النصوص من الكتاب، من السنة، بالطرق بالأسانيد، تستخرج ما تريد من أقوال أهل العلم بسهولة، لكن ما الذي يثبت من هذا العلم الذي يؤخذ بسهولة؟ إذا فقد الكهرباء عاد طالب العلم عامياً. نعم هذا هو الواقع؛ لأن العلم متين يحتاج إلى معاناة، ويحتاج إلى حفر في القلوب، ما يحتاج أن يمر مرور السراب،
ومثلنا لذلك: بمن يمشي على رجليه بشارع من الشوارع، وهذا الشارع فيه محلات تجارية، وينظر في هذه العناوين الموضوعة على هذه المحلات، إذا انتهى من الشارع يكون قد حفظ شيئاً كثيراً، وعرف ما في هذا الشارع من المحلات، لكن إذا مر بهذا الشارع بسيارة، هل يحفظ منها شيء؟ أو يعرف المحلات؟ ما يعرف شيء. فالذي يمر بسرعة لا شك أنه لا يثبت في القلب منه شيء".
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى
جزاكم الله خيرا
وجزاك أخي العزيز
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
عن طارق بن شهاب قال: "كان بين خالد بن الوليد وبين سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنهما - كلام، فتناول رجل خالدا عند سعد، فقال سعد: "مه! إن ما بيننا لم يبلغ ديننا".
أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (17/144)، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (246) وصححه محققه.
ذكر هذا الأثر أبو نعيم في كتابه "الإمامة والرد على الرافضة" (ص 346)، فقال:
"ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم -: "إذا ذكر أصحابي فأمسكوا"، لم يأمرهم بالإمساك عن ذكر محاسنهم وفضائلهم، إنما أمروا بالإمساك عن ذكر أفعالهم، وما يفرط منهم في ثورة الغضب وعارض الموجدة".
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
مشروعية المساج
عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، قال: "دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإذا غلام أسود يغمز ظهره، فسألته فقال: "إن الناقة اقتحمت بي"، وفي لفظ آخر: "أتعبتني".
رواه البزار في "البحر الزخار" (282)، والطبراني في "المعجم الصغير" (1/148)، وأبو نعيم في "الطب النبوي" (2/450) تحت باب "غمز الظهر من السقطة والقدمين من الإعياء".
وصححه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (1/184)، ومحقق كتاب "المقاصد الحسنة" (3/678).
وأورده الحافظ ابن كثير في كتابه "مسند الفاروق" (3/66) فقال: "فيه دلالة على جواز التكبيس إذا دعت إليه حاجة، فإن الغمز ههنا هو التكبيس، وفيه نفع مباح".
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
فضل الأذان
عن يسير بن عمرو، قال: "ذكر عند عمر - رضي الله عنه - الغيلان، فقال: "إنه لا يتحول شيء عن خلقه الذي خلق له، ولكن فيهم سحرة كسحرتكم، فإذا رأيتم من ذلك شيئا فأذنوا".
رواه عبد الرزاق (9249)، وابن أبي شيبة (31726).
وصحح إسناده الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (6/344).
قال الخطابي في "معالم السنن" (4/234):
"ويقال إن الغيلان سحرة الجن تسحر الناس وتفتنهم بالإضلال عن الطريق".
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
من الكيد القديم لأهل البدع
قال الإمام عثمان الدارمي - رحمه الله - في كتابه "الرد على الجهمية" (2/867):
"بلغنا أن بعض أصحاب المريسي قال له: "كيف تصنع بهذه الأسانيد الجياد التي يحتجون بها علينا في رد مذاهبنا، مما لا يمكن التكذيب بها؟"
فقال المريسي: "لا تردوه فتفتضحوا، ولكن غالطوهم بالتأويل، فتكونوا قد رددتموها بلطف؛ إذ لم يمكنكم ردها بعنف".
وقال الإمام ابن نصر المروزي - رحمه الله - في كتابه "تعظيم قدر الصلاة" (2/641):
"وفرقة منهم (أي: من المرجئة) كرهوا أن يُنْسَبوا إلى مخالفة الآثار والتكذيب بها فأقروا بها وحرفوها، فتأولوها على غير تأويلها".
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، قال:
"سارعوا إلى الجمعة! فإن الله - عز وجل - يبرز أهل الجنة في كل جمعة إلى كثيب من كافور أبيض، فيكونون في القرب منه على قدر تسارعهم إلى الجمعات في الدنيا، فيحدث لهم من الكرامة ما لم يكن قبل ذلك".
وقال أبو عبيدة: "فكان عبد الله لا يسبقه أحد إلى الجمعة، فجاء يوما وقد سبقه رجلان، فقال: "رجلان وأنا الثالث، إن شاء الله يبارك في الثالث".
أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (436)، وابن أبي الدنيا في "صفة الجنة" (89)، وعبد الله بن أحمد في "السنة" (476)، وابن خزيمة في "التوحيد" (2/893)، والدارقطني في "رؤية الله" (166).
وصححه شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (6/404)، والحافظ الذهبي في "العلو" (95)، والشيخ الألباني في "مختصر العلو" (51).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في "مجموع الفتاوى" (6/405) معلقا:
"وهذا الذي أخبر به ابن مسعود أمر لا يعرفه إلا نبي أو من أخذه عن نبي، فيعلم بذلك أن ابن مسعود أخذه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا يجوز أن يكون أخذه عن أهل الكتاب لوجوه:
أحدها: أن الصحابة قد نهوا عن تصديق أهل الكتاب فيما يخبرونهم به، فمن المحال أن يحدث ابن مسعود - رضي الله عنه - بما أخبر به اليهود على سبيل التعليم ويبني عليه حكما.
الثاني: أن ابن مسعود - رضي الله عنه - خصوصا كان من أشد الصحابة - رضي الله عنهم - إنكارا لمن يأخذ من أحاديث أهل الكتاب.
الثالث: أن الجمعة لم تشرع إلا لنا، والتبكير فيها ليس إلا في شريعتنا، فيبعد أخذ مثل هذا عن الأنبياء المتقدمين، ويبعد أن اليهودي يحدث بمثل هذه الفضيلة لهذه الأمة وهم الموصوفون بكتمان العلم والبخل به وحسد هذه الأمة".
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
قال أبو يزيد المدني: "كان عكرمة إذا رأى السؤال يوم الجمعة سبهم، فقلت له: "ما تريد منهم؟" فقال: "كان ابن عباس - رضي الله عنهما - يسبهم إذا رآهم، فقلت له كما قلت لي، فقال: "إنهم لا يشهدون للمسلمين عيدا ولا جمعة إلا للمسألة والأذى، فإذا كانت رغبة الناس إلى الله كانت رغبتهم إلى الناس".
رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (41/101).
وقال حرب كما في "تحفة الراكع" (ص 377): "قلت لأحمد: "هؤلاء السؤَّال الذين يسألون يوم الجمعة، فكره ذلك كراهية شديدة".
قال الإمام ابن جرير الطبري كما في "السير" (14/270): "أسأل أمير المؤمنين، أن يمنع السؤال يوم الجمعة"، ففعل ذلك".
وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية كما في "الفتاوى الكبرى" (2/87) عن السؤال في المسجد: "هل هو حلال، أم حرام، أو مكروه، وأن تركه أوجب من فعله؟"
فأجاب: "أصل السؤال محرم في المسجد وخارج المسجد، إلا لضرورة، فإن كان به ضرورة وسأل في المسجد، ولم يؤذ أحدا بتخطيه رقاب الناس، ولا غير تخطيه، ولم يكذب فيما يرويه، ويذكر من حاله، ولم يجهر جهرا يضر الناس، مثل أن يسأل والخطيب يخطب، أو وهم يسمعون علما يشغلهم به، ونحو ذلك جاز، والله أعلم".
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
قال الشيخ مقبل بن هادي - رحمه الله -:
"وإلى الله المشتكى من كثير من العصريين فإنّهم محتاجون إلى تعليم، كيف ذلك؟
فأبوحاتم وأبوزرعة وغيرهما يذكران الحديث في "العلل"، فيأتي صاحبنا المحقق العصري ويقول: "قلت!"
فمن أنت حتى تقول: قلت؟
"يقولون هذا عندنا غير جائز … فمن أنتم حتى يكون لكم (عند)؟"
وآخر أيضا يقول: "وأنا أخالف الذهبي، وأخالف العراقي، وأخالف السخاوي وابن كثير!" فإذا كنت تخالف هؤلاء الأئمة فمن معك على هذا؟! فهم محتاجون إلى أن يعرفوا ويدرسوا كتب "العلل" وأن يعلموا أنه ما خاض في كتب "العلل" إلا مجموعة يعدون على الأصابع، فما كل أحد يحسنها".
من "تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب" (ص 118).
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
عن يونس بن جبير وحطان بن عبد الله السدوسي: "قدم علينا جندب بن عبد الله - رضي الله عنه - البصرة، فلما أراد أن يخرج شيعناه إلى خص المكاتب، فقلنا له: "يا صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أوصنا".
فقال: "من استطاع منكم ألا يجعل في بطنه إلا طيبا فليفعل، فإن أول ما ينتن من الإنسان بطنه.
ومن استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين الجنة ملء كف من دم امرئ مسلم يهريقه كأنما يذبح به دجاجة لا يأتي بابا من أبواب الجنة إلا حال بينه وبينه، فليفعل.
وعليكم بالقرآن؛ فإنه هدى النهار ونور الليل المظلم، فاعملوا به على ما كان من جهد وفاقة.
فإن عرض بلاء فقدموا أموالكم دون دمائكم، فإن تجاوزها البلاء فقدموا دماءكم دون دينكم، فإن المحروب من حرب دينه، وإن المسلوب من سلب دينه.
إنه لا فقر بعد الجنة، ولا غنى بعد النار. إن النار لا يفك أسيرها، ولا يستغني فقيرها.
والسلام عليكم".
أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 78)، وأحمد في "الزهد" (1126).
وصححه البيهقي في "شعب الإيمان" (4/347)، وابن حجر في المطالب العلية" (3134).
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
روي أن الحسن البصري - رحمه الله - قال:
"قرأتُ في تسعين موضعا من القرآن أنَّ الله قدر الأرزاق وضمنها لخلقه.
وقرأتُ في موضعٍ واحد: ﴿الشيطانُ يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء﴾ (البقرة: 268).
فشككنا في قول الصادق في تسعين موضعا، وصدَّقنا الكاذب في موضعٍ واحد".
ذكره القرطبي في كتابه "قمع الحرص بالزهد والقناعة" (ص 93).
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال:
"الغناء ينبت النفاق في القلب".
رواه المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (680)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5098، 5099).
وصححه الشيخ الألباني في "تحريم آلات الطرب" (ص 145).
وقال الإمام ابن بطة في "الإبانة الكبرى" (2/704):
"فهذا عبد الله بن مسعود - رحمه الله - يعلمك أن استماع الغناء ينبت النفاق في القلب، فما ظنك بارتكاب الفواحش، والإصرار على الكبائر، والاستهانة بالموبقات التي تسخط الرب تعالى، فكم عسى بقاء الإيمان المنزه معها سوءة لمن زعم أن الإيمان قول لا يضر قائله ترك الفرائض، ولا ينقصه ارتكاب الكبائر".
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
عن الحسن البصري: "أن ناسا لقوا عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - بمصر، فقالوا: "نرى أشياء من كتاب الله، أمر أن يعمل بها، لا يُعمل بها، فأردنا أن نلقَى أمير المؤمنين في ذلك".
فقدم وقدموا معه، فلقيه عمر - رضي الله عنه - فقال: "متى قدمت؟"
قال: "منذ كذا وكذا".
فقال: "يا أمير المؤمنين، إنّ ناسًا لقوني بمصر فقالوا: "إنا نرى أشياء من كتاب الله تبارك وتعالى، أمر أن يعمل بها ولا يعمل بها"، فأحبُّوا أن يلقوك في ذلك.
فقال: "اجمعهم لي".
قال: "فجمعتهم له، فأخذ أدناهم رجلا فقال: "أنشدكم بالله وبحق الإسلام عليك، أقرأت القرآن كله؟"
قال: "نعم".
قال: "فهل أحصيته في نفسك؟"
قال: "اللهم لا". ولو قال: "نعم" لخصَمَه.
قال: "فهل أحصيته في بصرك؟ هل أحصيته في لفظك؟ هل أحصيته في أثرك؟" قال: "ثم تتبعهم حتى أتى على آخرهم"، فقال: "ثكلتْ عمر أمُّه! أتكلِّفونه أن يقيمَ الناس على كتاب الله؟ قد علم ربنا أن ستكون لنا سيئات". قال: "وتلا: "إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريمًا".
هل علم أهل المدينة بما قَدِمتم؟"
قالوا: "لا!"
قال: "لو علموا، لوعَظْت بكم".
أخرجه الطبري في "تفسيره" (8/254).
وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره "جامع البيان" (2/424): "إسناد حسن ومتن حسن، وإن كانت رواية الحسن عن عمر فيها انقطاع، إلا أن مثل هذا اشتهر، فتكفي شهرته".
وحسن إسناده أيضا السيوطي في "الدر المنثور" (2/145).
وقال محمود شاكر في تعليقه على "تفسير الطبري" (8/255):
"وقوله: "لوعظت بكم"، أي: لأنزلت بكم من العقوبة ما يكون عظة لغيركم من الناس. وذلك أنهم جاءوا في شكاة عاملهم على مصر، وتشددوا ولم ييسروا، وأرادوا أن يسير في الناس بما لا يطيقون هم في أنفسهم من الإحاطة بكل أعمال الإسلام، وما أمرهم الله به. وذلك من الفتن الكبيرة. ولم يريدوا ظاهر الإسلام وأحكامه، وإنما أرادوا بعض ما أدب الله به خلقه. وعمر أجل من أن يتهاون في أحكام الإسلام. وإنما قلت هذا وشرحته، مخافة أن يحتج به محتج من ذوي السلطان والجبروت، في إباحة ترك أحكام الله غير معمول بها، كما هو أمر الطغاة والجبابرة من الحاكمين في زماننا هذا".
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
أقوال العلامة الألباني عن حكم جهاد الكفار مع أحزاب ليست على الكتاب والسنة عقيدة ومنهجا
سئل الشيخ الألباني - رحمه الله -:
"ما حكم الجهاد مع حزب يعني لا يقوم على الكتاب والسنّة عقيدة ومنهجا؟"
فأجاب: "يا اخي، القضية تُحَل بقاعدة فقهية وهو "إذا وقع المسلم بين مصيبتين اختار أيسرهما".
لو كان الجهاد الذي تسأل عنه هو في سبيل نقل الدعوة فلا يُجاهد، لكن هذا الجهاد في سبيل إخراج المستعمر الكافر من بلاد المسلمين فيختلف الأمر، لا بد من التعاون معهم لإخراج الكافر من بلاد الإسلام ثم ينفصل المجاهد في دعوته إلى الكتاب والسنّة عن الجماعة التي لا تؤيّد الدعوة إلى الكتاب والسنّة.
فالجهاد جهادان: فرض عين لطرد العدو من بلاد الإسلام، وفرض كفاية لنقل الدعوة. والأن ليس البحث في نقل الدعوة حتى يُقال: أيُقاتل تحت جهاد فيه ما فيه مما ذكرت أو لا؟ الأن لا بد من الجهاد لأنه فرض عين لإخراج الكافر المستعمر، بعد ذلك يأتي الموضوع الجهاد في سبيل نقل الدعوة إلى بلاد مستعمرة مثلا من روسيا قديما، فهذه خطة ثانية لا بد من تدبير الأمر والاستعداد الكامل لنقل الدعوة الصحيحة إلى تلك البلاد.
ولا يجوز أن يُقال لا يجوز المقاتلة معهم في سبيل إخراج الكافر، هذا فرض عين الأن ولا بد من تحقيقه إن شاء الله".
من "فتاوى جدة" (رقم: 23).
وقال الشيخ الألباني - رحمه الله -:
"على هذه الدول، ولا أقول أفراد لوحدهم، وإنما على الدول بجيوشها النظامية المتمرنة والمتمرسة على القتال في الآلات الحديثة المناسبة لمثل هذا الغزو على هؤلاء الدول أن يبادروا إلى الانضمام إلى العراق لمقاتلة الكفار الذين تبينت نيتهم أنها تحطيم الشعب العراقي والقضاء عليه، هذا الحكم الذي انتهيت إليه الآن يتعلق بتلك المسألة الفقهية التي أشرت إليها في مطلع كلمتي هذه حين قلت: سأتحدث إليكم بحديث ومسألة فقهية، الحديث: "انصر أخاك ظالما أو مظلوما".
الآن العراق مظلوم، كان من قبل ظالما للكويتيين، أما الآن صار مظلوما من دول الكفر ما أدري عددها عشرون أو أكثر وانضم إليهم بعض الدول الإسلامية، فالعراق اليوم مظلوم، ويجب مناصرته.
وحينما أقول هذا الكلام فلا ينبغي أن يتبادر إلى ذهن أحد السامعين له أننا نعني مناصرة حزب البعث أو مناصرة شخص بعينه، لا، هذا لا يجوز إسلاميا، وإنما يجب أن نناصر الشعب العراقي وأن ندفع عنهم هذه الدول التي استعملت كل وسائل التدمير وصبتها على العراق والجيش العراقي لا يزال في الكويت، لو أنهم كانوا صادقين فيما أشاعوا في أول الأمر ورجع العراق إلى حدوده وعادت الدولة الكويتية إلى أصحابها لانتهت المشكلة، ولكن مع الأسف الشديد لقد استغلت هذه الدعوى الكافرة بأنهم يريدون مناصرة الشعب الكويتي على العراق، تبين أن قصدهم هو تحطيم الشعب العراقي، لذلك يجب مناصرتهم على أعدائهم المهاجمين لهم".
من "جامع تراث العلامة الألباني في المنهج والأحداث الكبرى" (11/193).
وقال الشيخ الألباني - رحمه الله -:
"فسبحان الله! مات شعور الإخوة التي وصفها الرسول - عليه السلام - بأنها كالجسد الواحد: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر".
لم يعد المسلمون يحسون بآلام إخوانهم فانقطعت الصلة الإسلامية بينهم".
من "جامع تراث العلامة الألباني في المنهج والأحداث الكبرى" (8/208).
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
عن عبد الله بن مسعو - رضي الله عنه - قال: "قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا ابن مسعود".
قلت: "لبيك" ثلاثا.
قال: "هل تدرون أي عرى الإيمان أوثق؟"
قلت: "الله ورسوله أعلم".
قال: "الولاية في الله، والحب في الله، والبغض في الله".
قال: "يا ابن مسعود".
قلت: "لبيك يا رسول الله".
قال: "أي المؤمنين أفضل؟"
قلت: "الله ورسوله أعلم".
قال: "إذا عرفوا دينهم أحسنهم عملا".
ثم قال: "يا ابن مسعود، هل تدري أي المؤمنين أعلم؟"
قلت: "الله ورسوله أعلم".
قال: "إذا اختلفوا - وشبك بين أصابعه - أبصرهم بالحق، وإن كان في عمله تقصير، وإن كان يزحف زحفا"، وفي رواية: "وإن كان يزحف على استه زحفا".
ثم قال: "يا ابن مسعود، هل علمت أن بني إسرائيل افترقوا على اثنتين وسبعين فرقة، لم ينج منها إلا ثلاث فرق؟
فرقة أقامت في الملوك والجبابرة، فدعت إلى دين عيسى، فأخذت فقتلت بالمناشير، وحرقت بالنيران، فصبرت حتى لحقت بالله.
ثم قامت طائفة أخرى لم تكن لهم قوة، ولم تطق القيام بالقسط، فلحقت بالجبال، فتعبدت وترهبت، وهم الذين ذكرهم الله فقال: {ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله} [الحديد: 27] إلى {وكثير منهم فاسقون} [الحديد: 16].
وفرقة منهم آمنت، فهم الذين آمنوا وصدقوني، وهم الذين رعوها حق رعايتها.
وكثير منهم فاسقون، وهم الذين لم يؤمنوا بي ولم يصدقوني، ولم يرعوها حق رعايتها، وهم الذين فسقهم الله".
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (10/171)، وابن شاهين في "شرح مذاهب أهل السنة (38)، وغيرهما.
وقال الإمام ابن شاهين: "وهذا حديث حسن الإسناد".
وقال الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1728): "فالحديث بمجموع طرقه يرتقي إلى درجة الحسن على الأقل".
وقال الشيخ الألباني أيضا في "السلسلة الصحيحة" (2/700): "وهذا إسناد حسن في الشواهد والمتابعات، ورجاله ثقات، وفي بعضهم كلام لا يضر فيها".
وقواه غير واحد من المحققين. أنظر: "تخريج مختصر التلخيص (2/946)، و"تخريج مجمع الزوائد" (2/58)، و"أنيس الساري تخريج أحاديث فتح الباري" (3/2268).
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
قال يونس بن عبيد: "قال رجل لأبي تميمة: "كيف أصبحت؟"
قال: "أصبحت بين نعمتين لا أدري أيهما أفضل:
ذنوب سترها الله فلا يستطيع أن يعيرني بها أحد.
ومودة قذفها الله في قلوب العباد ولم يبلغها عملي".
رواه ابن أبي الدنيا في "الشكر" (40).
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
قال الحسن البصري - رحمه الله -:
"ابن آدم، إنك لن تصيب حقيقة الإيمان حتى لا تعيب الناس بعيب هو فيك، وحتى تبدأ بصلاح ذلك العيب فتصلحه من نفسك، فإذا فعلت ذلك كان شغلك في خاصة نفسك، وأحب العباد إلى الله عز وجل من كان هكذا".
رواه ابن أبي الدنيا في "ذم الغيبة" (60)، والخطيب في "الزهد والرقائق" (41).
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
قال الشعبي: "إنما الرأي بمنزلة الميتة، إذا احتجت إليها أكلتها".
من "شرح السنة للبغوي" (1/216).
وقال الشيخ محمد عبد الحي اللكنوي في "ظفر الأماني بشرح مختصر الجرجاني" (ص 121) معلقا على قول الشعبي: "هذا تشبيه حسن، يعني أن الميتة حرام أكلها اختيارا، ورخص الشارع بأكلها اضطرارا لدفع الضرورة. فكذلك الرأي يحرم القول به ما دام يوجد في الكتاب والسنة. فمن اضطر إليها بأن لم يجد حكما في الأدلة التي هي فوقها من الكتاب والسنة والإجماع، فعليه أن يختار الرأي لدفع الضرورة".
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
قال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -:
"إن الله يضحك ممن ذكره في الأسواق".
رواه الدارمي في "الرد على المريسي" (197)، وحسن إسناده محققه.
قال أحمد بن نصر: "سألت سفيان بن عيينة، قلت: "يا أبا محمد، أريد أسألك".
قال: "لا تسأل".
قلت: "إذا لم أسألك فمن أسأل؟"
قال: "سل".
قلت: "ما تقول في هذه الأحاديث التي رويت نحو: "القلوب بين أصبعين"، و"أن الله يضحك أو يعجب ممن يذكره في الأسواق"؟
فقال: "أمروها كما جاءت بلا كيف".
رواه أبو داود في "المراسيل" (1/112).
وقال ابن بطة في "الإبانة الكبرى" (7/91):
"فكان مما صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، رواه أهل العدالة، ومن يلزم المؤمنين قبول روايته وترك مخالفته: أن الله تعالى يضحك، فلا ينكر ذلك،ولا يجحده إلا مبتدع مذموم الحال عند العلماء، داخل في الفرق المذمومة وأهل المذاهب المهجورة".
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
عن أبي غالب أن رجلا سأل الإمام أحمد عن الإمام الشافعي: "يا أبا عبد الله، فإن يحيى بن معين وأبا عبيد لا يرضيانه"، يعني في نسبتهما إياه إلى التشيع.
فقال أحمد: "ما أدري ما يقولان؟! والله ما رأينا منه إلا خيرا، ولا سمعنا منه إلا خيرا".
ثم قال أحمد لمن حوله: "اعلموا رحمكم الله تعالى، أن الرجل من أهل العلم إذا منحه الله شيئا من العلم وحرمه قرناؤه وأشكاله حسدوه فرموه بما ليس فيه، وبئست الخصلة في أهل العلم".
رواه البيهقي في "مناقب الشافعي" (2/259).
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
عن أم الدرداء، قالت: "حدثني سيدي أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
"من دعا لأخيه بظهر الغيب قال الملك الموكل به: "آمين ولك بمثل".
أخرجه مسلم في "صحيحه" (2732).
وقال الحافظ النووي في "شرح صحيح مسلم" (17/50) عن قولها: "حدثني سيدي":
"تعني زوجها أبا الدرداء. ففيه جواز تسمية المرأة زوجها سيدها وتوقيره".
عن قيس بن أبي حازم، قال: "بكى عبد الله بن رواحة - رضي الله عنه -، فبكت امرأته، فقال لها: "ما يبكيك؟" قالت: "رأيتك تبكي، فبكيت"، قال: "إني أعلم أني وارد النار، فلا أدري، أناج منها، أم لا؟"
أخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (1400)، وحسنه لغيره محققه (6/240).
قال عطاء: "قالت امرأة سعيد بن المسيب:
"ما كنا نكلم أزواجنا إلا كما تكلموا أمراءكم".
أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (5/198).
لما ماتت عباسة بنت الفضل زوجة الإمام أحمد بن حنبل قال عنها:
"أقامت أم عبد الله معي ثلاثين سنة، فما اختلفت أنا وهي في كلمة".
أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (16/626)، وابن أبي يعلى في "طبقات الحنابلة" (1/429).
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طرقه وفاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة، فقال لهم: "ألا تصلون؟" قال علي: "يا رسول الله، إنما أنفسنا بيد الله، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا"، فانصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قلت ذلك، ولم يرجع إلي شيئا، ثم سمعته وهو مدبر، يضرب فخذه، ويقول: {وكان الإنسان أكثر شيء جدلا}".
أخرجه البخاري (7465).
وقال الشيخ الألباني في "صحيح الأدب المفرد" (ص 361) معلقا على هذا الحديث:
"ليتأمل المسلم كيف احتج النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذه الآية على علي - رضي الله عنه - لاعتذاره عن عدم قيام الليل بالقدر، مع أن هذه الصلاة ناقلة، ومع احتمال أن يكون معذورا في تلك الساعة، فكيف يكون رده - صلى الله عليه وسلم - على هؤلاء الفساق والمصرين على ترك الفرائض، وارتكابهم الموبقات إذا احتجوا بالقدر؟! لا شك أنهم يكونون قد شابهوا الكفار في قولهم المحكي عنهم في القرآن الكريم: {لو شاء الله ما أشركنا ولا ءاباؤنا ولا حرمنا من شيء، كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا باسنا}".
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
حكم من يظهر صوت الضرطة ليضحك الناس
قال يزيد بن بكر الليثي: "سئل القاسم بن محمد عن قول الله: {وتأتون في ناديكم المنكر} ما ذاك المنكر؟"
قال: "كانوا يتضارطون في المجلس يضرط بعضهم على بعض".
رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (9/3055).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في "مختصر الفتاوى المصرية" (2/481):
"من قصد خروج الريح منه ليضحك الجماعة؛ فإنه يعزر على ذلك، وترد شهادته، فقد ذكر العلماء أن هذا من عمل قوم لوط، ومن لا يستحي من الناس لا يستحي من الله، وقد قال طائفة في قوله تعالى: {وتأتون في ناديكم المنكر}: أنهم كانوا يتضارطون في مجالسهم وينصبون مزالق يزلق بها المارة، ونحو ذلك".
وقال الشيخ ابن عثيمين في "الشرح الممتع" (12/144):
"من سوء الأدب: أن الإنسان يظهر صوت الضرطة بين الناس".
وقال الإمام أبو بكر الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ص 163):
"قال بعض الحكماء: "إياك وما يعتذر منه، وما يستحيا من ذكره؛ فإنما يعتذر من الذنب، ويستحيا من القبيح".
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
"من قال عليَّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار.
ومن استشاره أخوه المسلم فأشار عليه بغير رشد فقد خانه.
ومن أفتى فتيا بغير تثبت فإن إثمها على من أفتاه".
أخرجه إسحاق بن راهويه في "المسند" (334)، وأحمد في "المسند" (2/321)، وغيرهما.
وحسنه الحافظ ابن حجر في "تائج الأفكار" (6/111)، والشيخ مقبل بن هادي في "الصحيح المسند" (1336)، وصحح إسناده الشيخ أحمد شاكر في "تخريج المسند" (8249).
عن طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنه - قال:
"لا تشاور بخيلا في صلة، ولا جبانا في حرب، ولا شابا في جارية".
أخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (775).
وحسن إسناده الحافظ ابن حجر في "تائج الأفكار" (6/103).
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
عن أبي موسى - رضي الله عنه -، قال: "قلت لعمر - رضي الله عنه -: "إن لي كاتبا نصرانيا".
قال: "ما لك؟! قاتلك الله! أما سمعت الله تبارك وتعالى يقول: {يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض} [المائدة: 51]؟! ألا اتخذت حنيفا؟"
قلت: "يا أمير المؤمنين، لي كتابته وله دينه".
قال: "لا أكرمهم إذ أهانهم الله، ولا أعزهم إذ أذلهم، ولا أدنيهم إذ أقصاهم الله".
أخرجه الخلال في "أحكام أهل الملل" (328)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/216).
وصححه شيخ الإسلام ابن تيمية في"اقتضاء الصراط المستقيم" (1/184)، والشيخ الألباني في "إرواء الغليل" (2630).
قال الحافظ ابن كثير في "مسند الفاروق" (2/346):
"ففيه: أنه لا يجوز توليتهم على شيء من أعمال المسلمين".
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
قال العجلوني في "كشف الخفاء" (2/187):
"ذكر شيخنا المرحوم يونس المصري؛ أنه كان يقرأ على يهودي يوما في المنطق، فقال له وقد انفرد به: "لا تأتني إلا ومعك سكين أو نحوها، لأن اليهود إذا خلا بمسلم ولم يكن معه سلاح لزمه التعرض لقتله".
وقال النجم الغزي: "واشتهر في كلام الناس أنه ما خلا قط رافضي بسني إلا حدثته نفسه بقتله".
وهي من الخصال التي شاركت الرافضة فيها اليهود".
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
عن عبد الرحمن بن أبزى، قال: "جاءت امرأة إلى عائشة - رضي الله عنها -، فقالت لها: "من أعظم الناس علي حقا؟"
قالت: "زوجك".
قالت: "فمن أعظم الناس عليه حقا؟" رجاء أن تجعل لها عليه نحو ما جعلت له عليها.
فقالت: "أمه".
رواه هناد بن السري في "الزهد" (1006)، وصححه محققه.
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
فائدة لغوية
قال الحافظ ابن كثير في "مسند الفاروق" (1/456):
"عن عمر - رضي الله عنه - أنه قال: "كذب عليكم الحج، كذب عليكم العمرة، كذب عليكم الجهاد، ثلاثة أسفار كذبن عليكم".
قال ابن علية: قال إسحاق بن سويد: "العرب تقول للمريض: كذب عليك العسل، كذب عليك كذا وكذا، أي: عليك به".
وكذلك حكى أبو عبيد عن الأصمعي: أن معناه: "الإغراء".
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
قال الحافظ العلائي - رحمه الله - في "النقد الصحيح لما اعترض عليه من أحاديث المصابيح" (ص 26):
"الأئمة المتقدمون منحهم الله التبحر في علم الحديث والتوسع في حفظه؛ كشعبة، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، ونحوهم، ثم أصحابهم؛ مثل أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين، وإسحاق بن راهويه، وطائفة منهم، ثم أصحابهم؛ مثل البخاري، ومسلم، وأبي داود، والترمذي، والنسائي، وكذلك إلى زمن الدارقطني والبيهقي؛ لم يجئ بعدهم مساو لهم، بل ولا مقارب - رحمة الله عليهم -؛ فمتى وُجِد في كلام أحد من المتقدمين الحكم على حديث بشيء كان معتمدا؛ لِما أعطاهم الله من الحفظ العظيم والاطلاع الغزير، وإن اختلف النقل عنهم عُدِل إلى الترجيح".
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
قال سعيد بن المسيب: "انقطع قبال عمر - رضي الله عنه - فقال: "إنا للَّه وإنا إليه راجعون".
فقالوا: "يا أمير المؤمنين؛ أفي قبال نعلك؟"
قال: "نعم، كل شيء أصاب المؤمن يكرهه فهو مصيبه".
رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (28353)، وصححه سعد الشثري في "تخريج المصنف" (14/520).
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال:
"إن مع كل فرحة ترحة، وما ملئ بيت حبرة إلا أوشك أن يملأ عبرة".
رواه أبو داود في "الزهد" (136)، وابن أبي الدنيا في "الاعتبار وأعقاب السرور" (3)، البيهقي في "شعب الإيمان" (10157).
وصححه موقوفا الشيخ الألباني في "سلسلة الأحاديث الضعيفة" (4/335).
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
قال معاوية بن حيدة - رضي الله عنه -: "سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
"ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم، ويل له، ويل له".
أخرجه أحمد (5/3)، وأبو داود (4990)، والترمذي (2315).
وحسنه أبو عيسى الترمذي في سننه (2315)، وابن مفلح في "الآداب الشرعية" (1/45)، وابن حجر في "بلوغ المرام" (1530)، والألباني في "صحيح الجامع" (7136).
قال الإمام ابن تيمية كما في "جامع المسائل" (4/204):
"أما المتحدث بأحاديث مفتعلة ليضحك الناس أو لغرض آخر، فإنه عاص لله ورسوله".
وقال ابن الملك الكرماني في "شرح المصابيح" (5/246):
"والويل: الهلاك، وقيل: واد في جهنم. وهذا يدل على أن من يحدِّث فيصدق في المزاح فيضحك منه الحاضرون فلا بأس به".
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
قال القاضي أبا الطيب الطبري:
"كنا في مجلس النظر بجامع المنصور، فجاء شاب خراساني، فسأل عن مسألة المصراة فطالب بالدليل، فاحتج المستدل بحديث أبي هريرة الوارد فيها، فقال - وكان حنفيا -: "أبو هريرة غير مقبول الحديث!"
فما استتم كلامه حتى سقط عليه حية عظيمة من سقف الجامع، فوثب الناس من أجلها، وهرب الشاب منها وهي تتبعه.
فقيل له: "تب، تب!"
فقال: "تبت!"
"فغابت الحية، فلم ير لها أثر".
رواه أبو سعد السمعاني في "ذيل تاريخ بغداد"، وابن الجوزي في "المنتظم" (17/106)، وسبط ابن الجوزي في "مرآة الزمان" (20/20)، وغيرهم.
وقال ابن العطار في "العدة" (2/1105): "وهذا إسناد جليل صحيح، رواته كلهم أئمة جلة مبرزون حفاظ علماء متقنون".
المصراة: الناقة أو البقرة أو الشاة يصرى اللبن في ضرعها، أي: يجمع ويحبس، ثم تباع، فيظنها المشتري كثيرة اللبن، فيزيد في ثمنها.
عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
"لا تصروا الإبل والغنم، فمن ابتاعها بعد فإنه بخير النظرين بين أن يحتلبها إن شاء أمسك، وإن شاء ردها وصاع تمر".
أخرجه البخاري (2148)، ومسلم (1515).
وقال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (2/ 619):
"وأبو هريرة إليه المنتهى في حفظ ما سمعه من الرسول - عليه السلام - وأدائه بحروفه، وقد أدى حديث المصراة بألفاظه، فوجب علينا العمل به، وهو أصل برأسه".
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
عبرة في عقوبة من استهزأ بالسنة
قال أحمد بن شعيب: "كنا عند بعض المحدثين بالبصرة، فحدثنا بحديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم"، وفي المجلس معنا رجل من المعتزلة؛ فجعل يستهزئ بالحديث، فقال: "والله! لأقطرن غدا نعلي فأطأ بهما أجنحة الملائكة". قال: "ففعل ومشى في النعلين، فجفت رجلاه جميعا، ووقعت في رجليه جميعا الآكلة".
رواه الدينوري في "المجالسة" (2154).
وقال زكريا بن يحيى الساجي: "كنا نمشي في أزقة البصرة إلى باب بعض المحدثين فأسرعنا المشي، وكان معنا رجل ماجن متهم في دينه، فقال: "ارفعوا أرجلكم عن أجنحة الملائكة لا تكسروها!" كالمستهزئ، فما زال من موضعه حتى جفت رجلاه وسقط".
رواه الخطيب فب "الرحلة في طلب الحديث" (8).
وقال الإمام أبو عبد الله التيمي: "قرأت في بعض الحكايات: أن بعض المبتدعة حين سمع قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الإِناء حتى يغسلها، فإنه لا يدري أين باتت يده". قال ذلك المبتدع على سبيل التهكم: "أنا أدري أين باتت يدي! في الفراش"، فأصبح وقد أدخل يده في دبره إلى ذراعه".
من "بستان العارفين" (ص 50).
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
قال الإمام إسحاق بن راهويه - رحمه الله -:
"وأما العالم يفتي بالشيء يكون مخالفا لما جاء من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أو التابعين بإحسان، لما يكون قد عزب عنه معرفة العلم الذي قد جاء فيه.
فإن على المتعلمين أن يهجروا ذلك القول بعينه من العالم الذي خفي عليه سنته، ولا يدخل على الراد ذلك بعض ما رد على من هو أعلم منه ليتبع ذلك ما أمر، لما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن مما أتخوف على أمتي اتباع زلة العالم"، ثم فسر النجاة من ذلك فقال: "أما العالم إذا زل فلا تتبعوا زلته"، فهذا تصديق ما وصفنا.
ولقد قال ابن المبارك وجرى ذكر من بلي بالرأي في عصر سفيان، قال: "ما رأت عيناي قط أعلم من سفيان"، ثم ذكر لابن المبارك مسائل كثيرة، قالها سفيان مخالفة.
فلم يمنع عبد الله ما قال في سفيان أنه من أعلم أهل الأرض أن يرد عليه خطأه لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - ويظن به الظن الحسن أنه قد فاته.
وكذلك من اقتدى بابن المبارك يلزمه مثل ما لزمه".
"مسائل الكوسج" (3536).
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
عن محمد بن حاتم المظفري: "سمعت عمرو بن محمد الناقد يقول: سمعت سفيان بن عيينة يقول:
"جلسنا إلى عبيد الله بن عمر فأحطنا به، فنظر إلينا فقال: "شنتم العلم وذهبتم بنوره، لو أدركني وإياكم عمر - رضي الله عنه - لأوجعنا ضربا".
قال المظفري: "وزادني غير عمرو (عن سفيان بن عيينة): "ما أنا أهل لأن أحدث، ولا أنتم أهل لأن تحدثوا، وما مثلي ومثلكم إلا كما قال الأول: "افتضحوا فاصطلحوا".
رواه الخطابي في "العزلة" (ص 83).
وقال أبو بكر الدشتي الحنبلي في "جامع الورع وقامع البدع" (ص 44):
"ألا فاعتبروا قول عبيد الله بن عمر من العلماء التابعين! وهذا قوله في طلاب العلم والأحاديث في زمانه، فكيف بجهال من أهل زماننا بنزوا؟!"
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
ما جاء في علماء السوء
عن يزيد بن أبي حبيب، قال:
"إن من فتنة العالم أن يكون الكلام أحب إليه من الاستماع، فإنه في الاستماع سلامة وزيادة في العلم، والمستمع شريك المتكلم، وفي الكلام إلا ما عصم الله توهق وتزين وزيادة ونقصان.
ومنهم من يرى أن بعض الناس لشرفه ووجهه أحق بكلامه من بعض، ويزدري المساكين، ولا يراهم لذلك موضعا.
ومنهم من يخزن علمه، ويرى أن تعليمه ضيعة، ولا يحب أن يوجد إلا عنده.
ومنهم من يأخذ في علمه بأخذ السلطان حتى يغضب أن يرد عليه شيء من قوله، وأن يغفل عن شيء من حقه.
ومنهم من ينصب نفسه للفتيا، فلعله يؤتى بالأمر لا علم له به فيستحيي أن يقول: "لا علم لي به"، فيرجم، فيكتب من المتكلفين.
ومنهم من يروي كل ما سمع، حتى أن يروي كلام اليهود والنصارى إرادة أن يعزر كلامه".
رواه ابن المبارك في "الزهد" (48)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" (612).
وقال سفيان الثوري:
"كان يقال: "تعوذوا بالله من فتنة العابد الجاهل، ومن فتنة العالم الفاجر، فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون".
رواه أحمد في "العلل" (3/11)، والبيهقي في "المدخل" (544).
وقال الإمام ابن القيم في "مفتاح دار السعادة" (1/160):
"وهذان الصنفان هما اللذان ذكرهما بعض السلف في قوله: "احذروا فتنة العالم الفاجر والعابد الجاهل، فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون"، فان الناس إنما يقتدون بعلمائهم وعبادهم، فإذا كان العلماء فجرة، والعباد جهلة؛ عمت المصيبة بهما، وعظمت الفتنة على الخاصة والعامة".
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
عن طارق بن عبد الرحمن، قال: "سمعت ابن أبي أوفى - رضي الله عنه - يسأل عن الرجل يستقرض ويحج، قال: "يسترزق الله ولا يستقرض"، قال: "وكنا نقول: "لا يستقرض إلا أن يكون له وفاء".
رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (4/544)، وصحح إسناده الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة" (13/329).
عن على بن زيد أن سعيد بن المسيب قال له: "إني أرى ناسا من قومك يستدينون فيحجون ويعتمرون ثم يموتون ولا يقضى عنهم، ولجمعة أحب إلي من حج أو عمرة تطوعا".
رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (7/128)، وسنده حسن كما في "العتيق" (17/155).
وقال الشيخ عبد الرحمن المعلمي في "الفوائد اللغوية" معلقا:
"لم يرد سعيد - والله أعلم - أن الجمعة أفضل من الحج والعمرة تطوعا مطلقا، بل من الحج والعمرة اللذين يستدان لهما، كما يدل عليه السياق".
من "آثار المعلمي" (24/451).
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
قال الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" (4/6):
"قال الإمام أبو محمد بن أبي جمرة في "شرح البخاري" له، لما ذكر قوما من العلماء يغلطون في أمور كثيرة، قال:
"ومنهم من يرى بمطالعة "كتاب الزمخشري"، ويؤثره على غيره من السادة، كابن عطية، ويسمي كتابه "الكشاف" تعظيما له.
قال: "والناظر في "الكشاف" إن كان عارفا بدسائسه، فلا يحل له أن ينظر فيه، لأنه لا يأمن الغفلة، فتسبق إليه تلك الدسائس وهو لا يشعر، أو يحمل الجهال بنظره فيه على تعظيمه.
وأيضا فهو يقدم مرجوحا على راجح المقالة أن المألف من أن يصير سواسا للمعتزلي، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقولوا لمنافق: سيد، فإن ذلك يسخط الله".
وإن كان غير عارف بدسائسه فلا يحل له النظر فيه، لأن تلك الدسائس تسبق إليه وهو لا يشعر، فيصير معتزليا، مرجئا".
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
احذر أيها المسلم هذا النوع من الغدر بأهل العلم
عن عامر الشعبي قال: "أتى قوم زيد بن ثابت - رضي الله عنه - فسألوه عن أشياء، فأخبرهم بها، فكتبوها.
ثم قالوا: "لو أخبرناه".
قال: فأتوه، فأخبروه، فقال: "أغدرا؟! لعل كل شيء حدثتكم به خطأ! إنما أجتهد لكم رأيي".
أخرجه ابن حزم في "الصادع" (317)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (2069)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (19/329).
قال ابن حزم: "هذا سند جيد"، وصححه علامة صالح الفلاني في "إيقاظ همم أولي الأبصار" (ص 138).
وقال الشيخ حسن بن حامد السلفي في مقالته "الغدر" معلقا:
"ومن فوائد هذا الأثر أن من كتب عن شيخ شيئا من رأيه فعليه ان يستأذنه في ذلك قبل كتابته، لأن الرأي قد يخطئ، فلا يجعل خطأ الرأي سنة للامة. وان من كتب دون استئذان ومعرفة الشيخ فقد غدر به وما أقبح الغدر! ومثل ذلك - وقد يكون أسوأ منه - ما يقوم به بعض الناس وقد يكونون منتسبين الي السلفية: من تسجيل كلام بعض العلماء أو طلبة العلم أو غيرهم من غير معرفتهم وبحيل وأساليب ملتوية وتخف، بل قد يكونون باحثين عن عثراتهم، ثم يشيعون وينشرون هذه التسجيلات، ويثيرون بها فتنا، وما أكثر الفتن في أوساط السلفيين. والله المستعان".
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
عن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
"اذكر الموت في صلاتك، فإن الرجل إذا ذكر الموت في صلاته لحري أن يحسن صلاته، وصل صلاة رجل لا يظن أنه يصلي صلاة غيرها، و إياك و كل أمر يعتذر منه".
وحسنه ابن حجر في "الغرائب الملتقطة" (1/424) والألباني في "صحيح الجامع" (849).
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
قال الوليد بن مسلم: "سألت عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن قول الله - عز وجل -: {والمستغفرين بالأسحار} (آل عمران: 17).
قال: حدثني سليمان بن موسى قال، حدثنا نافع: "أن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - كان يحيي الليل صلاة، ثم يقول: "يا نافع، أسحرنا؟"
فنقول: "لا"، فيعاود الصلاة.
فإذا قلت: "نعم"، قعد يستغفر الله، ويدعوه حتى يصبح".
رواه الطبري في "تفسيره" (6/266)، وابن المنذر في "تفسيره" (297)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (3302).
وجود إسناده الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (4/160).
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الشركسي
عن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
"اذكر الموت في صلاتك، فإن الرجل إذا ذكر الموت في صلاته لحري أن يحسن صلاته، وصل صلاة رجل لا يظن أنه يصلي صلاة غيرها، و إياك و كل أمر يعتذر منه".
وحسنه ابن حجر في "الغرائب الملتقطة" (1/424) والألباني في "صحيح الجامع" (849).
قلتُ: تحسين الحافظ رحمه الله لأجل الاختلاف الحاصل عنده في شبيب بن بشر، لكن فاته جرح أحد الجهابذة فيه.
فقد ليَّنَهُ أبو حاتم، وقال: "لين الحديث، حديثُه حديث الشيوخ".
وذكره ابنُ حبان في "الثقات" وقال: "يخطئُ كثيرًا". وضعفه ابنُ الجوزي.
ووثَّقه: ابنُ معين، وذكره ابنُ شاهين وابنُ خلفون في كتابيهما الثقات.
قلتُ: توثيق ابن معين فيه نظر بقوله وقول النسائي: "شبيب لم يرو عنه غير أبي عاصم". اهـ.
ومن تعقبهما بأنه ورى عنه أحمد بن بشير الكوفي، وإسرائيل بن يونس، وسعيد بن سالم القداح، وعبد الله بن حكيم الداهري، وعنبسة بن عبد الرحمن.
قلتُ: فهؤلاء متكلم في حفظهم، ومنهم المتروك والمتهم، غير أن إسرائيل - وإن كان ثقة - لم تثبت روايته عن شبيب بن بشر كما أشار البخاري.
وقال الإمام محمد بن إٍسماعيل البخاري: " وشبيب بن بشر منكر الحديث ". اهـ. ترتيب علل الترمذي الكبير (ص: 392).
فهذا توهين شديد من البخاري لشبيب بن بشر، وأيضا لا يتابع على أحاديثه عن أنس إلا ممن هو دونه.
وضعف الترمذي أحاديث شبيب بن بشر في كتابه الجامع.
فعليه لا يصح حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
والله أعلم.
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي
فعليه لا يصح حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
يعني بعبارة أخرى نقول: حسنه الحافظ ابن حجر والشيخ الألباني وغيرهما، ولكن ضعفه بيومي؟)
يا أخي، قد أقر السخاوي في "المقاصد الحسنة" (1/138) شيخه أيضا في تحسينه.
وقال نجم الدين الغزي في "إتقان ما يحسن من الأخبار الدائرة على الألسن" (1/174): "وسنده حسن كما قال ابن حجر".
وقال السيوطي في "الفتح الكبير" (1/153): "وحسنه الحافظ بن حجر، وهو نادر في مفاريد مسند الفردوس، فإن أكثرها ضعاف".
وقال الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (3/408): "هذا الإسناد غير بعيد على التحسين، فإن رجاله ثقات غير شبيب ابن بشر، وهو مختلف فيه، قال ابن معين: ثقة".
أخي العزيز، أنت لا زلت في مذهبك القديم في إختيار أسوأ ما قيل في الراوي )
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي
قلتُ: تحسين الحافظ رحمه الله لأجل الاختلاف الحاصل عنده في شبيب بن بشر، لكن فاته جرح أحد الجهابذة فيه.
لم يفته هذا الجرح، فالحافظ نفسه قال في "التهذيب" (4/306):
"قال الدوري عن ابن معين: ثقة. قال: ولم يرو عنه غير أبي عاصم، وقال أبو حاتم: لين الحديث حديثه حديث الشيوخ".
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي
قلتُ: توثيق ابن معين فيه نظر بقوله وقول النسائي: "شبيب لم يرو عنه غير أبي عاصم". اهـ.
الأمر بالعكس أخي، ممن روى عنه أيضا الضحاك بن مخلد، وهو الذي يروى عنه هذا الحديث.
قال البخاري في "التاريخ الكبير" (5/376): "شبيب بن بشر البجلي. عن أنس، وعكرمة. روى عنه الضحاك بن مخلد".
يا أخي، رجح غير واحد من الحفاظ توثيق الإمام ابن معين لشبيب رغم أن غيره ضعفه.
قال الإمام ابن شاهين في "تاريخ أسماء الثقات" (ص. 166): "شبيب بن بشر ثقة قاله يحيى".
وقال الإمام ابن منده في "التوحيد" (3/77): "يحيى بن معين يقول: شبيب بن بشر ثقة".
وقال الحافظ ابن رجب في "نزهة الأسماع في مسألة السماع" (ص. 12): "وشبيب وثقه ابن معين وغيره".
وقال الحافظ ابن الملقن في "البدر المنير" (8/699): "حديث أنس بن مالك قال: "لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الخمر عشرة: عاصرها ومعتصرها، وشاربها، وحاملها والمحمولة إليه، وساقيها، وبائعها، وآكل ثمنها، والمشتري لها والمشتراة له". رواه الترمذي، واللفظ له، وابن ماجه بنحوه، قال الترمذي: "هذا حديث غريب". قال ابن القطان: "وإنما لم يصححه لأن في إسناده شبيب بن بشر ولم تثبت عدالته، وقال فيه أبو حاتم: لين الحديث". قلت: "لكن وثقه ابن معين، فينبغي إذن تصحيحه".
وعن ابن عباس: {وتقلبك في الساجدين} [الشعراء: 219] قال: "من صلب نبي إلى صلب نبي حتى صرت نبيا".
وقال الحافظ الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/86): "رواه البزار والطبراني، ورجالهما رجال الصحيح غير شبيب بن بشر وهو ثقة".
وقال الهيثمي أيضا عن شبيب في "مجمع الزوائد" (5/270): "هو ثقة وفيه ضعف".
والحافظ ابن حجر قال في شبيب: "صدوق يخطيء" وحسن كثيرا من أحاديثه في "مختصر زوائد مسند البزار".
وعده غير واحد من الحفاظ من الثقات، وحسن حديثه، منهم: المنذري، والعراقي، والبوصيري، والمناوي، والشوكاني، وغيرهم.
والشيخ الألباني كان يميل أولا إلى تضعيف شبيب، ولكن ثم قال عنه كما في "السلسلة الضعيفة" (14/275):
"وشبيب بن بشر: مختلف فيه، وقد أشار إلى ذلك المنذري (2/172)، والراجح فيه أنه حسن الحديث، إلا أن يخالف".
وقال الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1/689): "في شبيب كلام لا يضر".
وقال الألباني أيضا في "النصيحة" (ص. 170) وهو يرد على حسان بن عبد المنان:
"إطلاقه الضعف على (شبيب بن بشر) خطأ محض، بل هو جور واعتداء عليه، فإنه مختلف فيه، وقد وثقه ابن معين وغيره، وقال أبو حاتم: "لين"؛ كما قال الذهبي في "الكاشف"، فهذا يشعر بأن الرجل وسط، أي: حسن الحديث. ونحوه قول الحافظ في "التقريب": "صدوق يخطئ". فالإسناد حسن".
وقال الشيخ مقبل بن هادي في "الصحيح المسند" (1/67) وفي "الجامع الصحيح" (4/292) عن حديث شبيب:
"هو حديث حسن، شبيب بن بشر وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: لين الحديث، حديثه حديث الشيوخ. فالظاهر أن حديثه لا ينزل عن الحسن، والله أعلم".
الخلاصة: شبيب بن بشر صدوق يخطئ، وحديثه محتمل التحسين إن شاء الله، ما لم يخالف.
والله أعلم
والنصيحة للجميع:
قال الشيخ مقبل بن هادي - رحمه الله -:
"وإلى الله المشتكى من كثير من العصريين فإنّهم محتاجون إلى تعليم، كيف ذلك؟
فأبو حاتم وأبو زرعة وغيرهما يذكران الحديث في "العلل"، فيأتي صاحبنا المحقق العصري ويقول: "قلت!"
فمن أنت حتى تقول: قلت؟
"يقولون هذا عندنا غير جائز … فمن أنتم حتى يكون لكم (عند)؟"
وآخر أيضا يقول: "وأنا أخالف الذهبي، وأخالف العراقي، وأخالف السخاوي وابن كثير!"
فإذا كنت تخالف هؤلاء الأئمة فمن معك على هذا؟!
فهم محتاجون إلى أن يعرفوا ويدرسوا كتب "العلل" وأن يعلموا أنه ما خاض في كتب "العلل" إلا مجموعة يعدون على الأصابع، فما كل أحد يحسنها".
من "تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب" (ص 118).
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الشركسي
يعني بعبارة أخرى نقول: حسنه الحافظ ابن حجر والشيخ الألباني وغيرهما، ولكن ضعفه بيومي؟)
أولا أنا اسمي عبد الرحمن وليس بيومي، فتنبه بارك الله فيك.
ولا داعي أن تضعني بالمقارنة مع هؤلاء رحمهم الله.
فإن حاججتني بهؤلاء فأنا أحاجك بالمتقدمين المجتهدين لا المقلدين وهم: البخاري والترمذي وأبو حاتم وابن حبان.
والبخاري وحده أقوى ممن ذكرت كلهم مجتمعين.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الشركسي
يا أخي، قد أقر السخاوي في "المقاصد الحسنة" (1/138) شيخه أيضا في تحسينه.
وقال نجم الدين الغزي في "إتقان ما يحسن من الأخبار الدائرة على الألسن" (1/174): "وسنده حسن كما قال ابن حجر".
وقال السيوطي في "الفتح الكبير" (1/153): "وحسنه الحافظ بن حجر، وهو نادر في مفاريد مسند الفردوس، فإن أكثرها ضعاف".
وقال الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (3/408): "هذا الإسناد غير بعيد على التحسين، فإن رجاله ثقات غير شبيب ابن بشر، وهو مختلف فيه، قال ابن معين: ثقة".
كل هؤلاء مقلدون للحافظ رحمه الله، وإلا فقد قرر السيوطي رحمه الله أن ما انفرد به الديلمي فهو ضعيف، وانظر قوله: "وهو نادر".
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الشركسي
أخي العزيز، أنت لا زلت في مذهبك القديم في إختيار أسوأ ما قيل في الراوي )
أنا لا أختار بالتشهي، أيها الأستاذ الفاضل.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الشركسي
لم يفته هذا الجرح، فالحافظ نفسه قال في "التهذيب" (4/306):
"قال الدوري عن ابن معين: ثقة. قال: ولم يرو عنه غير أبي عاصم، وقال أبو حاتم: لين الحديث حديثه حديث الشيوخ".
قلتُ: فاته قول البخاري، فتنبه! بارك الله فيك.
وأحسب أنه لو اطلع الحافظ رحمه الله على قوله لما اضطر للتحسين.
وكذا الشيخ الألباني رحمه الله.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الشركسي
الأمر بالعكس أخي، ممن روى عنه أيضا الضحاك بن مخلد، وهو الذي يروى عنه هذا الحديث.
قال البخاري في "التاريخ الكبير" (5/376): "شبيب بن بشر البجلي. عن أنس، وعكرمة. روى عنه الضحاك بن مخلد".
لعلك بارك الله فيك حسبت أن أبا عاصم غير الضحاك بن مخلد.
بل أبو عاصم كنية الضحاك بن مخلد، وهو من تفرد بالرواية عن شبيب كما قال يحيى والنسائي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الشركسي
يا أخي، رجح غير واحد من الحفاظ توثيق الإمام ابن معين لشبيب رغم أن غيره ضعفه.
قال الإمام ابن شاهين في "تاريخ أسماء الثقات" (ص. 166): "شبيب بن بشر ثقة قاله يحيى".
وقال الإمام ابن منده في "التوحيد" (3/77): "يحيى بن معين يقول: شبيب بن بشر ثقة".
وقال الحافظ ابن رجب في "نزهة الأسماع في مسألة السماع" (ص. 12): "وشبيب وثقه ابن معين وغيره".
يا أخي الفاضل، هؤلاء نقلوا قول يحيى بن معين، فحسب.
ومن الإنصاف إيراد كل الأقوال، رحمك الله، فالمجرحين أكثر عددا، ولم يوثقه معتبر إلا يحيى.
وكل من ذكرت فاتهم تجريح البخاري الشديد فيه، وأحسب لو اطلعوا عليه، ما حسنوا حديثه.
ولذلك الترمذي لم يحسن له حديثا واحدا، بل ضعف أحاديثه، وأنا نظرت أحاديثه، فوجدتها كما قال البخاري رحمه الله.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الشركسي
والنصيحة للجميع:
قال الشيخ مقبل بن هادي - رحمه الله -:
"وإلى الله المشتكى من كثير من العصريين فإنّهم محتاجون إلى تعليم، كيف ذلك؟
فأبو حاتم وأبو زرعة وغيرهما يذكران الحديث في "العلل"، فيأتي صاحبنا المحقق العصري ويقول: "قلت!"
فمن أنت حتى تقول: قلت؟
"يقولون هذا عندنا غير جائز … فمن أنتم حتى يكون لكم (عند)؟"
وآخر أيضا يقول: "وأنا أخالف الذهبي، وأخالف العراقي، وأخالف السخاوي وابن كثير!"
فإذا كنت تخالف هؤلاء الأئمة فمن معك على هذا؟!
فهم محتاجون إلى أن يعرفوا ويدرسوا كتب "العلل" وأن يعلموا أنه ما خاض في كتب "العلل" إلا مجموعة يعدون على الأصابع، فما كل أحد يحسنها".
من "تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب" (ص 118).
شكرا لك على النصيحة.
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
زادك الله حرصا يا عبد الرحمن)
جزاك الله خيرا على تنبيهاتك وتعليقاتك
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي
والبخاري وحده أقوى ممن ذكرت كلهم مجتمعين.
هذا الكلام عاطفي )
والإمام ابن معين أيضا من أئمة المحدثين، وهو ممن عرض عليهم البخاري صحيحه، كما هو معلوم.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي
بل أبو عاصم كنية الضحاك بن مخلد، وهو من تفرد بالرواية عن شبيب كما قال يحيى والنسائي.
جزاك الله خيرا
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي
وكل من ذكرت فاتهم تجريح البخاري الشديد فيه، وأحسب لو اطلعوا عليه، ما حسنوا حديثه.
أخي الكريم، ما فائدة التشدد من الناحية الحديثية في الحكم على هذا الحديث بالضعف؟)
شبيب بن بشر قليل الحديث، وجل ما رواه يدور حول باب الرقائق والزهد.
والله أعلم.
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
قال إبراهيم الحربي - رحمه الله -:
"جنبوا أولادكم قرناء السوء قبل أن تصبغوهم في البلاء كما يصبغ الثوب!
أول فساد الصبيان بعضهم من بعض".
من "ذم الهوى" (ص 116).
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
للفائدة:
إذا تأخر المأموم عن الدخول مع الإمام من غير عذر له في ذلك حتى يركع فصلاته على خطر! لأنه أخل بركنين من أركان الصلاة من غير عذر، وهما: القيام، وقراءة فاتحة الكتاب.
والمذهب عند الشافعية: "أن ركعته صحيحة، ما دام قد أدرك الركوع مع الإمام".
وذهب بعض فقهائهم إلى أنها لا تصح.
"مغني المحتاج" (1/ 513)، "تحفة المحتاج" (2/363).
وتوقف الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في صحة ركعة من كانت هذه حاله، وقال كما في "مجموع الفتاوى والرسائل" (13/9):
"تأخير الإنسان الدخول مع الإمام حتى يكبر للركوع: فهذا تصرف ليس بسليم، بل إنني أتوقف: هل تصح ركعته هذه أو لا تصح؟ لأنه تعمد التأخير الذي لا يتمكن معه من قراءة الفاتحة، وقراءة الفاتحة ركن، فلا تسقط عن الإمام ولا المأموم ولا المنفرد. فكونه يبقى حتى يركع الإمام، ثم يقوم فيركع معه: هذا خطأ بلا شك، وخطر على صلاته، أو على الأقل على ركعته ألا يكون أدركها".
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الشركسي
جزاك الله خيرا
أخي الكريم، ما فائدة التشدد من الناحية الحديثية في الحكم على هذا الحديث بالضعف؟)
شبيب بن بشر قليل الحديث، وجل ما رواه يدور حول باب الرقائق والزهد.
والله أعلم.
وجزاكم آمين، أخي الفاضل.
قلة حديث الراوي مع ضعفه هذا يزيده نكارة، وهذا ما يتميز به أصحاب أنس بن مالك الضعفاء.
فانظر زربي بن عبد الله الأزدي، قال عنه ابن حبان: "منكر الحديث على قلة روايته يروي عن أنس ما لا أصل له فلا يجوز الاحتجاج به". اهـ.
وانظر عمير بن سويد العجلي، قال عنه ابن حبان: "يروي عن أنس بن مالك ما ليس من حديث الثقات عنه، لا يجوز الاحتجاج به لمخالفته الأثبات في الروايات على قلة ما يأتي بها روى عن أنس". اهـ، وكذا قال في عَلَّاق بن أبي مسلم وميمون أبي خلف.
وإن لكلام النبوة عليه نورا لا يكون في أحاديث الضعفاء والمجهولين.
ولا أنكر أن تحدث بهذه الأحاديث في الفضائل لكن مع بيان ضعفها وأنها لا تصح.
وهذا الكلام أشبه من قول سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه موقوفا عليه فيما أخرجه الطبراني في المعجم الكبير [312]، فقال:
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، أَنَّ سَعْدًا قَالَ لابْنِهِ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ:
" يَا بُنَيَّ، إِنَّكَ لَنْ تَلْقَى أَحَدًا هُوَ أَنْصَحُ لَكَ مِنِّي، إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تُصَلِّيَ فَأَحْسِنْ وُضُوءَكَ، ثُمَّ صَلِّ صَلاةً لا تَرَى أَنَّكَ تُصَلِّي بَعْدَهَا،
وَإِيَّاكَ وَالطَّمَعَ، فَإِنَّهُ فَقْرٌ حَاضِرٌ، وَعَلَيْكَ بِالْيَأْسِ فَإِنَّهُ الْغِنَى، وَإِيَّاكَ وَمَا يُعْتَذَرُ مِنْهُ مِنَ الْعَمَلِ وَالْقَوْلِ، وَاعْمَلْ مَا بَدَا لَكَ ". اهـ.
عكرمة بن خالد لم يسمع من سعد رضي الله عنه كما قال أبو حاتم، لكن روى عن بعض أبنائه، والله أعلم.
وفي الصحيحين من حديث أَنَس بْن مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
" إِنِّي لَأَدْخُلُ فِي الصَّلَاةِ وَأَنَا أُرِيدُ إِطَالَتَهَا، فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلَاتِي مِمَّا أَعْلَمُ مِنْ شِدَّةِ وَجْدِ أُمِّهِ مِنْ بُكَائِهِ ". اهـ.
قال الحافظ: قوله: (وأَنا أُرِيدُ إِطالَتَها) فِيهِ أَنَّ مَن قَصَدَ فِي الصَّلاةِ الإِتيانَ بِشَيءٍ مُستَحَبٍّ لا يَجِبُ عَلَيهِ الوفاء بِهِ. اهـ.
والله أعلم.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الشركسي
هذا الكلام عاطفي )
والإمام ابن معين أيضا من أئمة المحدثين، وهو ممن عرض عليهم البخاري صحيحه، كما هو معلوم.
لا، هذا ليس كلاما عاطفيا أخي الحبيب، الإمام البخاري رحمة الله عليه أمير المؤمنين في الحديث، إمام بحق جهبذ مجتهد لا نظير له في زمانه.
والقصة التي تذكرها تشهد له بالفضل أصالة، فالقصة تقول: لما ألّف البخاريّ كتابه في صحيح الحديث عرضه على عليّ بن المديني ويحيى ابن معين وأحمد بن حنبل وغيرهم فامتحنوه، فكلّهم قال له: كتابك صحيح إلا أربعة أحاديث؛ قال العقيلي: والقول فيها قول البخاريّ وهي صحيحة. اهـ.
ومع ذلك فهذه القصة لا تصح، في سنده من هو مبهم.
نقلها ابن خير الإشبيلي في فهرسته (83) عن مسلمة بن قَاسم أنه قال: سَمِعت من يَقُول عَن أبي جَعْفَر الْعقيلِيّ قَالَ: فذكره.
على أن مسلمة ليس بثقة كما قال الذهبي رحمه الله.
والله أعلم.
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
عن محمد بن عمر المخزومي أن عبد الله بن بسر المازني - رضي الله عنه - كان إذا صلى الجمعة خرج إلى السوق، يتأول هذه الآية: {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله}.
رواه الخلال في "الحث على التجارة" (107)، وحسن إسناده محققه.
قال أبو بكر المروذي: "قلت لأبي عبد الله (الإمام أحمد): "هؤلاء المتوكلة الذين لا يتجرون ولا يعملون، يحتجون بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - زوج على سورة من القرآن، فهل كان معه شيء من الدنيا؟
قال: "وما علمهم أنه كان لا يعمل؟"
قلت: "يقولون: "نقعد وأرزاقنا على الله - عز وجل -".
قال: "ذا قول رديء خبيث، الله تبارك وتعالى يقول: {إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع} فأيش هذا إلا البيع والشراء".
رواه الخلال في "الحث على التجارة" (106).
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
قال علي بن الحسن بن شقيق: "سمعت ابن المبارك وسأله رجل: "يا أبا عبد الرحمن، قرحة خرجت في ركبتي منذ سبع سنين، وقد عالجت بأنواع العلاج، وسألت الأطباء، فلم أنتفع به".
فقال: "اذهب فانظر موضعا يحتاج الناس إلى الماء، فاحفر هناك بئرا، فإني أرجو أن تنبع هناك عين ويمسك عنك الدم".
ففعل الرجل فبرأ".
رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (3381).
وقال الحافظ البيهقي في "شعب الإيمان" (3/221) معلقا على هذه القصة:
"وفي هذا المعنى حكاية قرحة شيخنا الحاكم أبي عبد الله - رحمه الله -، فإنه قرح وجهه، وعالجه بأنواع المعالجة فلم يذهب، وبقي فيه قريبا من سنة، فسأل الأستاذ الإمام أبو عثمان الصابوني أن يدعو له في مجلسه يوم الجمعة، فدعا له، وأكثر الناس التأمين، فلما كان من الجمعة الأخرى ألقت امرأة رقعة في المجلس بأنها عادت إلى بيتها واجتهدت في الدعاء للحاكم أبي عبد الله تلك الليلة، فرأت في منامها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كأنه يقول لها: "قولوا لأبي عبد الله: يوسع الماء على المسلمين". فجيئت بالرقعة إلى الحاكم أبي عبد الله، فأمر بسقاية الماء فيها وطرح الجمد في الماء، وأخذ الناس في الماء، فما مرت عليه أسبوع حتى ظهر الشفاء، وزالت تلك القروح وعاد وجهه إلى ما كان، وعاش بعد ذلك سنين".
قال أبو الحسن علي بن أبي بكر: "سمعت أبا بكر الخبازي بنيسابور يقول: "مرضت مرضا خطرا، فرآني جار لي صالح، فقال: "استعمل قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "داووا مرضاكم بالصدقة". وكان الوقت صيفا، فاشتريت بطيخا كثيرا، واجتمع جماعة من الفقراء والصبيان، فأكلوا ورفعوا أيديهم إلى الله - عز وجل - ودعوا لي بالشفاء. فوالله ما أصبحت إلا وأنا في كل عافية من الله - تبارك وتعالى -".
رواه أبو طاهر السلفي في "معجم السفر" (827).
وقال ابن الحاج المالكي في "المدخل" (4/141):
"وآكد ما على المريض أو وليه امتثال السنة في الصدقة، لما ورد في الحديث عنه - عليه الصلاة والسلام - أنه قال: "داووا مرضاكم بالصدقة، وادفعوا البلاء بالصدقة، واستعينوا على قضاء حوائجكم بالصدقة"، وذلك راجع إلى حال المرض والمريض؛ فإن كان المرض شديدا فليكثر من الصدقة، وإن كان مليا فكذلك، وإن كان فقيرا فجهد المقل، لحديث عائشة - رضي الله عنها - في التمرة التي تصدقت بها على المرأة ومعها ابنتان، فشقتها نصفين وأعطت كل واحدة منهما نصفا. والمقصود من الصدقة أن المريض يشتري نفسه من ربه - عز وجل - بقدر ما تساوي نفسه عنده، والصدقة لا بد لها من تأثير على القطع؛ لأن المخبر - صلى الله عليه وسلم - صادق، والمخبر عنه كريم منان".
-
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
قال الإمام زفر بن الهذيل:
"اني لست اناظر أحدا حتى يقول: لقد أخطأت، ولكن اناظره حتى يجن".
قيل: "فكيف يجن؟"
قال: "يقول بما لم يقله احد".
رواه الصيمري في "أخبار أبي حنيفة وأصحابه" (ص 197).
وقال الإمام أحمد بن حنبل:
"لم تقل شيئا لم يقله أحد من أهل العلم قبلنا".
رواه الخلال في "السنة" (3/566).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في "الفتاوى الكبرى" (1/369):
"وكل قول ينفرد به المتأخر عن المتقدمين ولم يسبقه إليه أحد منهم فإنه يكون خطأ، كما قال الإمام أحمد بن حنبل: "إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام".
قال الشيخ بكر أبو زيد في "المدخل المفصل إلى فقه الإمام أحمد" (1/350):
"قال الميموني: قال لي أَحمد: "يا أَبا الحسن، إياك أَن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إِمام".
أَقول: "أَين هذا الهدي السني المقتصد في السنة من الذين يستظهرون سننا وهديا في عصرنا لم تكن معروفة في عمر التاريخ الإسلامي؟! ثم هم يجالدون عليها، ثم يتدينون ببغض من لم يَتَسَنَّنْ بها، والله يعلم ما في أَنفسكم فاحذروه".