-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وكذلك غيره من الأنبياء
لهم دعوة مستجابة،
وما كل ما دعوا به أجيب،
فهذا نوح قال:
{ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي
وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ
وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ *
قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ
إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ
فَلا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ
إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ }
[ هود: 45،46 ]
فسأل نوح ربه الشفاعة في ابنه
فلم يعطها؛
لأنه فقد شرط الرضى على الابن،
ولذا قال:
{ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ }.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وهذا إبراهيم خليل الله صلى الله عليه وسلم
لم تنفع شفاعته في أبيه،
وأمثال هذا معلوم
لمن تدبر القرآن والسنة،
مقرر فيهما أوضح تقرير وأبلغه،
فإذا انتفى هذا عن الأنبياء،
فالصالحون أولى وأولى.
وبعض الخُلوف الجُهال
يظنون أن للأنبياء حقاً عند ربهم لا يرد،
ولا يعلمون بهذه الآيات والأحاديث،
وذلك من تسويل الشيطان
وتلاعبه بهم.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
قال ابن جرير في تفسير آية البقرة:
{ وَلا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ }
[ البقرة: 123 ]:
(فتأويل الآية إذاً:
واتقوا يوماً لا تقضي نفس عن نفس حقاً
لزمها لله –جل ثناؤه- ولا لغيره،
ولا يقبل الله منها شفاعة شافع،
فيترك لها ما لزمها من حق.
وقيل:
إن الله - عز وجل- خاطب أهل هذه الآية
بما خاطبهم بها فيها؛
لأنهم كانوا من يهود بني إسرائيل،
وكانوا يقولون:
نحن أبناء الله وأحباؤه وأولاد أنبيائه،
وسيشفع لنا عنده آباؤنا،
فأخبرهم الله - عز وجل -
أن نفساً لا تجزي عن نفس شيئاً في القيامة،
ولا يقبل منها شفاعةُ أحدٍ فيها،
حتى يستوفي لكل ذي حق منها حقه )(1) انتهى.
<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<
(1) : (2/32) ط. الأستاذ محمود شاكر.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
والطائفة الثانية من الآيات
أفادت إثبات الشفاعة،
وهي الشفاعة الشرعية
المخالفة لما عليه المشركون.
وأخبر الله - تعالى - أنها لا تنفع
إلا بشرطين:
الأول:
إذنه سبحانه للشافع أن يشفع.
الثاني:
رضاه سبحانه عن المشفوع له.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وهذان الشرطان لازمان
لكل شفاعة ترجى منفعتها،
فأما الإذن:
فهو إذن الله – تعالى– للشافع،
ونكتة هذا القيد وسره
صرف الوجوه إلى الله
وإسلامها له
وتعلقها به ،
وترك تعلقها بغيره
لأجل الشفاعة ؛
لذلك يساق هذا بعد ذكر التوحيد
وذكر ما يدل على
وجوب عبادة الله وحده ،
وهذا الشرط لم يفهمه فئام من الناس،
ظنوا أن الاستثناء يفيد إثبات الشفاعة مطلقاً،
وطلبها من غير الله
فعادوا لما ظنه المشركون وقصدوه.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وحقيقتها
أن الله إذا أراد رحمة عبده ونجاته
أذِنَ لمن شاء في الشفاعة
رحمة للمشفوع فيه،
وكرامة للشافع.
وإذا سأله الشفاعة
ولم يأذن الله له
لم تنفعه
كما في شفاعة نوح لابنه،
وإبراهيم لأبيه،
ونبينا محمدٍ لعمه في استغفاره،
حتى نزلت:
{ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا
أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ
وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى
مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ
أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ }
[ التوبة: 113 ]
صلى الله عليهم وسلم تسليماً.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
فالرسل المذكورون
صلوات الله وسلامه عليهم
لم يأذن الله لهم الإذن الشرعي
في أن يشفعوا:
فلذا ردت شفاعاتهم،
ولم يرضَ سبحانه فيمن شفعوا فيهم
لأنهم كفار مشركون؛
فلذا لم تنفع شفاعة هؤلاء الأنبياء
صلوات الله وسلامه عليهم.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
والله لا يرضى إلا التوحيد
كما قال:
{ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإسْلامِ دِيناً
فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ }
[ آل عمران: 85 ]؛
ولذا فسَّر السلف
الرضا في الآيات التي وردت بها
بالإخلاص والتوحيد،
وترك الشرك كله.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
فأخرج ابن جرير في "تفسيره"
(16/97)،
وابن المنذر، وابن أبي حاتم في "تفسيره"،
والبيهقي في "الأسماء والصفات"
(ص109)
كلهم من طريق معاوية بن صالح
عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس
في قوله تعالى في مريم:
{ لا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ
إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْداً }
[ مريم: 87 ]
قال:
شهادة أن لا إله إلا الله،
ويتبرأ إلى الله
من الحول والقوة
ولا يرجو إلا الله.
وهذه الطريق هي التي قال فيها الإمام أحمد
هاتيك الكلمات،
قال: (إن بمصر صحيفة في التفسير
رواها علي بن أبي طلحة
لو رحل رجل فيها إلى مصر قاصداً
ما كان كثيراً).
قال الحافظ ابن حجر:
(وهي عند البخاري عن أبي صالح
وقد اعتمد عليها في صحيحه
فيما يعلقه عن ابن عباس) انتهى.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وهذه الطريق
أعلى الطرق جودة وصحة عن ابن عباس
في التفسير.
وفي المعنى
ما أخرجه ابن مردويه في "التفسير"
في هذه الآية
عن ابن عباس قال:
( من مات لا يشرك بالله شيئاً
دخل الجنة ).
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وأخرج ابن جرير
(17/13)،
وابن المنذر، وابن أبي حاتم،
والبيهقي في "البعث"
وفي"الأسماء والصفات"
(ص109)
عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله:
{ وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى }،
يقول:
الذين ارتضى لهم
شهادة أن لا إله إلا الله.
وهذه الطريق سلف الكلام عليها.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وفي قوله تعالى في الملائكة:
{ وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى }.
قال قتادة: :
{ وَلا يَشْفَعُونَ }
قال:
لا تشفع الملائكة يوم القيامة:
{ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى }
قال: لأهل التوحيد،
أخرجه ابن المنذر وابن أبي حاتم
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وأخرج عبد بن حميد
وابن جرير
(25/62)،
وابن المنذر
عن مجاهد
في قوله تعالى:
{ وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ
إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ }
[ الزخرف: 86]،
قال:
كلمة الإخلاص.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم:
إذا تقرر هذا
فينبغي النظر في نصوص الشرع الخاصة
بشفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ففي الحياة الدنيا
طلب الصحابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن يدعو لهم
وهو معنى أن يشفع لهم،
وهذا لا ينازع فيه أحد،
وإنما الشأن في طلب الشفاعة منه بعد موته،
وأهل السنة
مجمعون في القرون الثلاثة المفضلة
على أمرين:
الأول:
عدم مشروعية
طلب الشفاعة منه في قبره،
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وإنما ظهر خلاف من خالف من شذّاذ الناس
بعد نشاط
الدعوات الباطنية
كالإسماعلية والفاطمية،
ومن تأثر بها كالموسوية الجعفرية وشبهها،
فروجوا هذا في الناس،
فأشكل على بعضهم.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
فقد كان المسلمون في القرون الثلاثة المفضلة
لا يعرفون طلب الشفاعة منه بسؤاله إياها،
بل مضى الخلفاء الراشدون
ولم يسأل أحد منهم
نبي الله الشفاعة بعد موته،
ولو كانت مشروعة
لكانوا أحرص عليها،
ولم يتركوا طلبها منه
بعد موته.
فلو لم يكن تغير نوع الحياة له أثر عندهم
لما تركوا ذلك،
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وكذلك مضى التابعون
وتابعوهم بإحسان وتابعوهم،
حتى نشطت الدعوات الباطنية
التي تسترت بالتشيع لأهل بيت النبي
صلى الله عليه وسلم،
بل إنهم ألفوا الكتب باسمهم،
وهذا ظاهر لمن درس حركة إخوان الصفا
والعبيديين (الفاطميين)
وكلها باطنية إسماعيلية،
شعارهم التشيع لأهل البيت بزعمهم،
وهم أول من أحدث الكذب في النسب
إلى آل البيت رضي الله عنهم.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
فالمقصود من هذا
أن الاستشفاع بالنبي صلى الله عليه وسلم
بسؤاله الشفاعة
بعد موته
مُحْدَث
أحدثه الباطنيون.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
الثاني:
وهو الأهم،
أن أهل السنة مجمعون
أن للنبي صلى الله عليه وسلم
أنواعاً من الشفاعة يشفع بها،
ولم يذكروا منها
طلبها منه في قبره،
بل كلها يوم القيامة.
فينبغي تأمل هذا،
ومن خالف
إجماع أهل السنة
فليس منهم.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
فصل:
وبرهان هذا الإجمال الذي قدم
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر أنه:
( أول شافع، وأول مشفع )
أخرجه مسلم (7/59).
وهذه الشفاعة هي الشفاعة العظمى
لأهل الموقف،
بالنص والإجماع.
فهذه قوله صلى الله عليه وسلم
نحكمه على
من ادعى محبته وتصديقه،
فقوله:
( أنا أول شافع، وأول مشفع )
يقتضي أولوية مطلقة
لا استثناء فيها،
على كل من قامت قيامته.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
ومن زعم
أنه بعد موته في قبره يشفع،
وأن الصالحين يشفعون بعد موتهم في قبورهم
فلا معنى لقوله:
( أنا أول شافع )
عند ذاك الزاعم،
إذ لو كان النبي صلى الله عليه وسلم
يشفع في قبره
لكان يشفع من حين موته
إلى أن ينفخ في الصور،
وحينئذ فلا معنى
لقوله: ( أنا أول )،
إذ لو كان يشفع في قبره
لانتفى تخصيصه
صلى الله عليه وسلم
بهذه الفضيلة يوم القيامة !
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
فإذا كان في حياته
يشفع لهم بالدعاء،
وبعد موته يشفع،
وبعد قيام قيامة الناس يشفع،
فأي معنى لقوله صلى الله عليه وسلم:
( أنا أول شافع )؟!
فهو على هذا الفرض مستديم الشفاعة،
ودائم قبولها منه
عند أولئك الزاعمين،
وإذا كان كذلك
فأي فائدة من إنشاء هذا الخبر
أنه
أول شافع
وأول مشفع ؟!
فتدبر هذا
فإنه مفيد
لمن أراد الله به خيراً.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
فأهل السنة
المتمسكون بما كان عليه الصحابة
يطلبون في حال موت النبي صلى الله عليه وسلم
الشفاعة من الله،
ويسألون الله
أن يُشفِّع فيهم نبيه صلى الله عليه وسلم،
وطلبهم هذا يكون بأمرين:
الأول:
الاستقامة على تحقيق
كلمة التوحيد
لا إله إلا الله ،
وفهم معناها،
والعمل بمقتضاها،
ومخالفة معتقدات مشركي العرب وأشباههم
ممن قالوا:
{ مَا نَعْبُدُهُمْ
إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى }
[ الزمر: 3 ]،
وممن قالوا:
{ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ }
[ يونس: 18 ]،
يشيرون إلى أوثانهم
التي مثلوها بصور الأنبياء والصالحين.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
الثاني:
التضرع والاستكانة
بين يدي الله
في أوقات الإجابة والأسحار
أن يمنّ عليهم
بالاستقامة على التوحيد،
ويثبتهم عليه،
وأن يُشفِّع فيهم
نبي الله محمداً
صلى الله عليه وسلم
حين يأخذ الناس الكرب،
فيكون أول شافع
وأول مشفع.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
اللهم !
أنلنا شفاعته،
واجعلنا ممن شفَّعته فيهم،
ولا تحرمنا هذه الشفاعة،
ونسألك الثبات على التوحيد،
والعزيمة على الرشد.
وبهذين الأمرين
يكون أهل الحق والسنة
قد أخذوا بقوله صلى الله عليه وسلم:
( لكل نبي دعوة مستجابة،
وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة،
فهي نائلة إن شاء الله
من مات لا يشرك بالله شيئاً)
متفق عليه.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وهو تفسير
لقوله صلى الله عليه وسلم
لأبي هريرة:
( أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة
من قال:
لا إله إلا الله
خالصاً من قبل نفسه )
متفق عليه.
فأهل الحق أخذوا وأعملوا القولين،
ولم يحرِّفوا أحد القولين عن مراد الله،
فاهتدوا،
فزادهم هدى
وآتاهم تقواهم.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
فصل
قال صاحب المفاهيم (ص78):
( زعم بعضهم أنه لا يجوز أن تطلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا،
بل ذهب البعض الآخر من المتعنتين إلى أن ذلك شرك وضلال،
ويستدلون على ذلك بقوله تعالى:
{ قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً }
[ الزمر: 44 ]
وهذا الاستدلال باطل، ولا يدل على فهمهم الفاسد،
وذلك من وجهين:
أولاً: أنه لم يرد نص لا في الكتاب ولا في السنة
ينهى عن طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا) اهـ.
أقول:
هو لا يعني بقوله في الدنيا
حال حياته صلى الله عليه وسلم،
لأنه يعلم أن هذا لم يقله أحد،
وإنما يعني بقوله: (في الدنيا)
طلبها من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موته،
كما صرح به بعد،
بقوله (ص81):
(لا بأس بطلبها منه أيضاً بعد موته) اهـ.
وهذا الوجه مردود من وجوه كثيرة،
أجتزئ منها أوجهاً:
الأول:
أن النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته
لا يقال أنه في الدنيا
لا عقلاً
ولا شرعاً.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
الثاني:
أن هذا برهان
لا يقوم
عند العارفين بالبراهين،
إذ قوله: (لم يرد نص)متهافت،
فمن أراد أن يثبت حكماً ويعتمده وينصره،
فلا بد أن يأتي بنص يدل على ثبوته،
فقوله بجواز طلب الشفاعة
من المقبورين أنبياء وصالحين
هو الذي يجب أن يبرهن عليه بنص،
لا أن يقال لمن نفاه
معتمداً على عمومات النصوص في حال المشركين،
إنه لم يرد نص،
وكذا لمن نفاه بناءً على النفي الأصلي
حتى يرد دليل الإثبات؛
لأن العبادات توقيفية،
لا بد لها
من أدلة صريحة.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
الثالث:
أن قوله:
(لم يرد نص)
غير صحيح،
فعمومات النصوص
تنهى عن طلب الشفاعة
من الأموات؛
لأنهم أفضوا إلى ما قدموا،
فتأمل قوله:
{ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ
مَا لا يَضُرُّهُمْ
وَلا يَنْفَعُهُمْ
وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ }
[ يونس: 18 ]
والدعاء هو العبادة،
والشفاعة طلب الدعاء،
فعُلم أن قولهم
{ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا }
تفسير لـ
{ َيَعْبُدُونَ } في أول الآية.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وهنا نقلُ أسوقه عن الرازي (1)
ليستبين به الحال،
وأن لا يقال إن هذا فهم( الوهابيين ) فقط!
قال في "تفسيره"
(17/59-60):
(اختلفوا في أنهم كيف قالوا في الأصنام
إنهم شفعاؤنا عن الله !..)
فذكر صوراً منها قوله:
( ورابعها:
أنهم وضعوا هذه الأصنام والأوثان
على صور أنبيائهم وأكابرهم،
وزعموا أنهم متى اشتغلوا بعبادة هذه التماثيل
فإن أولئك الأكابر
تكون شفعاء لهم عند الله تعالى.
ونظيره في هذا الزمان:
اشتغال كثير من الخلق بتعظيم قبور الأكابر،
على اعتقادهم أنهم إذا عظَّموا قبورهم
فإنهم يكونون لهم شفعاء عند الله) اهـ.
وهو كلام يقضي على قول صاحب المفاهيم من أُسَّه،
حتى يواري كلامه في رمسه،
من رجل هو عندهم مقدَّم في قوله وحسه.
<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<
(1):والنقول كثيرة،
لكن اخترت الفخر لأنهم يفخرون بفهمه في (أصول الدين)،
وهذا المنقول عنه من أصول الدين.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
والآيات في الشفاعة الشركية كثيرة،
نوَّعَها الله جل وعلا في كتابه؛
ليتدبر باغي الخير،
متحري الصراط المستقيم.
وهو إخبار عن قوم مشركين
كي نبعد عن حالهم وصفتهم،
وسياقة الآيات كلها
وأقوال أهل التفسير والعلم فيها
يخرج بي عن قصد الاختصار والإيجاز،
وقد قدمت طرفاً منها،
ويرجع المستزيد لأقوال المفسرين وأهل العلم
عند آيات الشفاعة.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
الرابع:
قال تعالى في سورة سبأ:
{ وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ
إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ }
[ سـبأ: 23 ]،
والآية قبلها قوله:
{ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ
لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ
وَلا فِي الْأَرْضِ
وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ
وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ *
وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ
إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ }
[ سبأ: 22،23 ].
فأبطل تعالى صور الشرك
التي يعتقدها المشركون في كل زمان،
وهذه الآية
قال فيها بعض أهل العلم المتقدمين:
هذه الآية
تقطع عروق شجرة الشرك
لمن عقلها.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
قال الرازي في "تفسيره"
(25/254-255):
(واعلم أن المذاهب المفضية
إلى الشرك أربعة..)
فذكر ثلاثة
ثم قال:
(رابعها:
قول من قال:
إنا نعبد الأصنام التي هي صور الملائكة
ليشفعوا لنا،
فقال تعالى في إبطال قولهم:
{ وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ
إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ }
[ سبأ: 34 ]،
فلا فائدة لعبادتكم غير الله،
فإن الله لا يأذن في الشفاعة
لمن يعبد غيره،
فبطلبكم الشفاعة
تفوتون
على أنفسكم الشفاعة )
اهـ كلام الرازي بحروفه.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
فتأمل قوله:
إن من طلب الشفاعة
فوَّت على نفسه الشفاعة
التي تكون يوم القيامة؛
لأنها لا تنال إلا بالتوحيد،
ومن التوحيد
ترك طلب الشفاعة
من المقبورين،
سواء كانوا أنبياء أو صالحين
وإنما تُطلب شفاعة الأنبياء
من الله سبحانه
لا منهم،
وتطلب من الله
بتحقيق التوحيد
والاستقامة عليه،
وترك طلب الشفاعة
ممن لا يملكها.
وهذا هو الحق
الذي اتفقت عليه أقوال أهل العلم
قبل إحداث الباطنية
التعلق بالأموات،
والتفلسف
لإثباته بطرق عقلية لا شرعية.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وإنما ضلَّ من ضل
بسبب أنه ظن أن ما في القرآن
من آيات في الشفاعة
هي عن قوم مضوا وانتهوا،
وهذا من مداخل
الشيطان والأهواء
على النفوس،
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وما أحسن قول شمس الدين ابن القيم (1)
على هذه الآية:
( فكفى بهذه الآية نوراً وبرهاناً
ونجاةً
وتجريداً للتوحيد،
وقطعاً لأصول الشرك
وموارده لمن عقلها،
والقرآن مملوء من أمثالها ونظائرها،
ولكن أكثر الناس لا يشعر بدخول الواقع تحته،
وتضمنه له،
ويظنونه في نوع وفي قوم
قد خلوا من قبل ولم يعقبوا وارثاً.
وهذا هو الذي يحول بين القلب
وبين فهم القرآن.
ولعمر الله إن كان أولئك قد خلوا
فقد ورثهم من هو مثلهم
وشر منهم ودونهم،
وتناول القرآن لهم كتناوله لأولئك.
ولكن الأمر كما قال عمر بن الخطاب
– رضي الله عنه -:
إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة؛
إذا نشأ في الإسلام من لم يعرف الجاهلية،
وهذا لأنه إذا لم يعرف الجاهلية والشرك،
وما عابه القرآن وذمه،
وقع فيه وأقره،
ودعا إليه وصوبه وحسنه،
وهو لا يعرف أنه هو الذي كان عليه أهل الجاهلية
أو نظيره أو شر منه،
أو دونه،
فينقض بذلك عرى الإسلام عن قلبه ) اهـ.
<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<
(1) :"مدارج السالكين" (1/343-344).
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
قال صاحب المفاهيم
(ص78):
(ثانياً:
أن هذه الآية لا تدل على ذلك،
بل شأنها شأن غيرها من الآيات
التي جاءت لبيان اختصاص الله سبحانه وتعالى
بما هو ملك له دون غيره،
بمعنى أنه هو المتصرف فيه،
وهذا لا ينفي أنه يعطيه من يشاء إذا أراد
فهو مالك الملك،
يعطي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء..) الخ كلامه.
ثم قال:
( كذلك الشفاعة كلها له،
وقد أعطاها للأنبياء وعباده الصالحين،
بل وكثير من عامة المؤمنين
كما نطقت به صحاح الأحاديث المتواترة معنوياً،
وأي حرج في أن يطلب الإنسان من المالك بعض ما يملكه ..الخ ) اهـ.
أقول:
أولاً:
اختصاص الله بالشفاعة اختصاص مُلك،
ومعنى ذلك
أنه ليس لأحد من الخلق شفاعة
إلا من أخبر الله أن له شفاعة مقيدة بقيود،
فالله - جل وعلا - هو مالكها
يأذن لمن شاء أن يشفع،
في من رضي أن يشفع فيه.
فالشفاعة ليست ملكاً مطلقا ً لهم
كما زعمه الكاتب ؛
لأن المالك له التصرف فيما يملكه،
وإنما حقيقة الشفاعة
أنها لله وحده ،
لكنه سبحانه يأذن لمن شاء أن يأذن له،
وفي هذا تمام صرف القلوب
إلى
خالقها وحده
مالك الشفاعة ،
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وعلى هذا دلت الآية في الزمر
قال تعالى:
{ أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ
قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا
لا يَمْلِكُونَ شَيْئاً
وَلا يَعْقِلُونَ *
قُلْ
لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً
لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }
[ الزمر: 43،44 ].
فأخبر تعالى
أن من اتخذهم المشركون شفعاء
لا يملكون شيئاً،
وشيئاً نكرة في سياق النفي،
فتعم الشفاعة وغيرها،
فهم لا يملكون الشفاعة ،
كما نبه عليه جماعة من المفسرين.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
فهذه الآية صريحة
في أنهم
لا يملكون الشفاعة،
وهذا الملك هو الذي يظنه المشركون
وهو المطلق من شرطي
الإذن للشافع،
والرضى عن المشفوع له،
فالشفيع مع هذين الشرطين
يملك الشفاعة ملك انتفاع موقت،
لا ملكاً دائماً؛
ولذا يحتاج في كل شفاعة
أن يأذن الله ويرضى،
فليست الشفاعة للشفيع مطلقاً؛
ولذا قال سبحانه:
{ أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ}
[ الزمر: 43 ]،
فقوله: { مِنْ دُونِ اللَّهِ }
أي: من دون إذنه ورضاه.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
ثانياً:
قول الكاتب
إن الشفاعة أعطيت للأنبياء والصالحين...الخ،
مغالطة ظاهرة،
فالشفاعة أعطيت للأنبياء والصالحين يوم القيامة
مع شرط الإذن والرضى،
لا إعطاءً مطلقاً؛
ولذا لا نصيب فيها لمشرك،
وصحاح الأحاديث المتواترة معنوياً- كما قال-
هي في الشفاعة يوم القيامة
لا في الحياة البرزخية.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
ففي الحياة البرزخية
لا يجوز
أن يسأل أحدٌ ميتاً الشفاعة؛
لأنهم لا يملكونها في الحياة البرزخية
حتى ولا ملك انتفاع؛
لأنهم قد أفضوا إلى ما قدموا.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
والنبي صلى الله عليه وسلم
الذي أخبر بأنه سيشفع يوم القيامة،
لم يخبر
بأنه في قبره يشفع،
ولا يوجد دليل صحيح
ولا ضعيف في ذلك.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
فقوله:
(كما نطقت به صحاح الأحاديث المتواترة معنوياً)
تلبيسٌ على الأغمار،
فالأحاديث في شفاعة القيامة
لا الحياة البرزخية،
ولذا عدل الكاتب عن إثبات الحجة
إلى الإحالة الإجمالية
وما فيها من تلبيس،
لينخدع بها من عري عن العلم.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
ولم لا يحاكم الكاتب نفسه
إلى الصحابة الكرام ؟!
فهل طلب الشفاعة
بعد موت النبي
صلى الله عليه وسلم
صحابي من العشرة،
أو طلبها أحدٌ من البدريين،
أو أحدٌ ممن شهد بيعة الرضوان،
أو ممن حج معه حجة الوداع،
أو من شاء من الصحابة ؟
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
فلم يطلب أحد منهم
من رسول الله صلى الله عليه وسلم
في حياته البرزخية
الشفاعة،
بل عدلوا إلى طلبها
- وهي الدعاء -
ممن هو دونه
عام القحط،
وهذا إجماع منهم.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
ثالثاً:
أن آية الزمر:
{ قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً}
[ الزمر: 44 ]
رد على من يصرف قلبه لغير الله
احتجاجاً بالشفاعة،
كما كان مشركو العرب
يصنعون مع آلهتهم،
فإنهم كانوا يعتقدون في آلهتهم
أنها شفعاءُ لهم،
فأخبر تعالى أن الشفاعة له،
ليس لأحدٍ منها شيء.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
قال الرازي في "تفسيره"
(26/285):
(اعلم أن الكفار أوردوا على هذا الكلام سؤالاً.
فقالوا:
نحن لا نعبد هذه الأصنام
لاعتقاد أنها آلهة تضر وتنفع،
وإنما نعبدها لأجل أنها تماثيل
لأشخاص كانوا عند الله من المقربين،
فنحن نعبدها
لأجل أن يصير أولئك الأكابر
شفعاء لنا عند الله.
فأجاب الله تعالى بأن قال:
{ أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ
قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا
لا يَمْلِكُونَ شَيْئاً
وَلا يَعْقِلُونَ }
[ الزمر: 43 ].
وتقرير الجواب:
أن هؤلاء الكفار إما أن يطمعوا بتلك الشفاعة
من هذه الأصنام،
أو من أولئك العلماء والزهاد
الذين جعلت هذه الأصنام تماثيل لهم.
والأول باطل؛
لأن هذه الجمادات وهي الأصنام
لا تملك شيئاً ولا تعقل شيئاً،
فكيف يعقل صدور الشفاعة عنها ؟!
والثاني باطل؛
لأن في يوم القيامة
لا يملك أحدٌ شيئاً،
ولا يقدر أحدٌ على الشفاعة
إلا بإذن الله،
فيكون الشفيع في الحقيقة
هو الله،
الذي يأذن في تلك الشفاعة،
فكان الاشتغال بعبادته أولى
من الاشتغال بعبادة غيره)
انتهى.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
قال صاحب المفاهيم
(ص78-79):
(وأي حرج في أن يطلب الإنسان من المالك
بعض ما يملكه
لا سيما إذا كان المسؤول كريماً،
والسائل في أشد الحاجة إلى ما سأله).
أقول:هذا على أن الشفاعة وإن كانت ملكاً لله،
فقد ملكها الأنبياء والصالحين،
وهذه المقدمة
قد احتج بها مشركو العرب،
فيظنون أن الله ملَّك الملائكة والأنبياء الشفاعةَ
تمليكاً مطلقاً من القيود،
وهذا غلط في الفهم
أسوأ غلط؛
لأن الله - جل جلاله -
وتقدست أسماؤه
لم يُملِّك أحداً
من خلقه الشفاعة
تمليكاً مطلقاً من القيود،
بل لا أحد يشفع عنده
إلا بأمرين:
1 - إذن الله للشافع أن يشفع.
2 - رضاه عن المشفوع له.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
والإذن هنا ليس هو الإرادة الكونية،
بمعنى أنه لو لم يأذن
لم يقع ولم يكن،
بل من ظن هذا الظن
فقد ظن نظير ما قاله المشركون:
{ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا }
[ الأنعام: 148 ]
فإنهم قالوا لو لم يشأ الله شركنا
لم يحدث في ملكه وملكوته،
ولم يأذن بوقوعه،
وهذه الشبهة أصل ضلال كثيرين.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
فالمقصود هنا:
أن النبي صلى الله عليه وسلم والصالحين
إنما يشفعون لمن أذن الله له يوم القيامة،
ورضي توحيده وقوله،
وأما في الدنيا في حياتهم وتمكنهم من الدعاء،
فقد يشفعون
بمعنى أنهم يطلبون من الله ويدعون،
فمن دعا من الأنبياء دون إذن من الرحمن
وشفع فيمن لم يأذن الرحمن بالشفاعة فيه،
فهذا يُرد عليه
ولا تقبل شفاعته،
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وهذا ظاهر،
كما قال تعالى لنبيه
صلى الله عليه وسلم
لما استغفر لعمه:
{ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ
وَالَّذِينَ آمَنُوا
أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ
وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى
مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ
أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ }
[ التوبة: 113 ].
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وقال لنبيه:
{ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ
أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ
إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً
فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ }
[ التوبة: 80 ]
والآية في شأن المنافقين
الذين كانوا يقولون:
لا إله إلا الله محمد رسول الله
ويصلون مع الناس ويجاهدون،
لكنهم
لم يُخلصوا
ولم يُوحدوا ربهم
بأعمالهم،
فكان هذا شأنهم،
فلم ينفعهم
استغفار نبي الله
صلى الله عليه وسلم.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
قال (ص79):
(وهل الشفاعة إلا الدعاء،
والدعاء مأذون فيه،
مقدور عليه
لا سيما الأنبياء والصالحين في الحياة،
وبعد الوفاة في القبر،
ويوم القيامة،
فالشفاعة معطاة لمن اتخذ عند الله عهداً،
ومقبولة لديه عز وجل في كل من مات على التوحيد) اهـ.
أقول:
وهذه الجملة من كلامه
حَوَتْ تلبيساً وغلطاً،
فالنصوص قد جاءتبجواز طلب الشفاعة أي:
الدعاء من رسول الله
صلى الله عليه وسلم
في حياته،
وجاءت بطلبها منه صلى الله عليه وسلم
يوم القيامة،
ولم تجئ بطلبها منه
في حياته البرزخية.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
ومما يؤكد منع طلبها منه
وهو في البرزخ:
أن الأحاديث جاءت
في حياته ويوم القيامة،
فلو كان طلبها في البرزخ مشروعاً
لانتفى تخصيص الحياة والقيامة بالذكر.
فلما كان كذلك
عُلم منه أن النوع الثاني من الحياة،
وهو الحياة البرزخية تخالف ما قبلها وما بعدها،
وبدليل
أن الصحابة
لم يفعلوا ذلك
بعد وفاته
صلى الله عليه وسلم
فتقرر أنها
لا تطلب من الأموات.
وهذا برهان إجمالي،
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وأما تفصيل الرد على قوله
فيقال:
قوله:
(الدعاء مأذون فيه مقدور عليه)،
ليس صحيحاً
على إطلاقه في الحياة والموت.
فأما والداعي حي قادر فهذا صحيح،
وأما بعد موته
فليس الأمر كذلك،
وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن يُجعل قبره مسجداً،
فقال فيما روته عائشة وابن عباس وأبو هريرة:
(لعن الله اليهود والنصارى
اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)؛
يُحذِّر ما صنعوا.
قالت:
فلولا ذلك لأُبرز قبره
غير أنه خشي أن يُتخذ مسجداً.
متفق عليه،
والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
والشاهد
أن هذه اللعنة
لمن اتخذ القبر مسجداً
إنما هي لأن المسجد يُقصد للدعاء،
وأعلى أنواع الدعاء الصلاة،
والصلاة دعاء في اللغة،
قال تعالى:
{ وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ }
[ التوبة: 103 ].
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وقال الأعشى في شعره المشهور:
تقولُ بنْتي وَقَدْ قَرَّبْتُ مُرْتحِلاً
يا ربّ جّنَّب أبيْ الأوْصَابَ والوجعا
عليكِ مثلُ الذي صليتِ فاغتمضي
نوماً، فإنَّ لجنْبِ المرءِ مضطجَعا
قوله:
(صليتِ) يعني: دعوتِ،
وشواهد هذا المعنى كثيرة،
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
والصلاة كلها دعاء عبادة،
ودعاء مسألة،
ومن لم يعرف هذين النوعين
للدعاء
لم يُوفق لفهم الآيات في الدعاء.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
فإذا كانت المساجد
إنما تُقصد لدعاء الله فيها؛
فلعنة الله
على من اتخذ قبور أنبيائه مساجد،
معناها:
النهي البليغ الشديد
عن الدعاء عندها،
ولمن دعا عندها.
وإذا كان من دعا عندها كذلك
ولم يدع إلا الله،
فكيف به
إذا سأل الميت الدعاء؟!
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
والحي إذا أتيته وسألته الدعاء
كان لك جائزاً.
وأما الميت إذا سألته أن يدعوا لك
فذلك شركٌ ؛
ولأجله نهى رسول الله
صلى الله عليه وسلم
عن اتخاذ القبور مساجد،
يُدعى عندها ويُصلى عندها،
ونحو ذلك من وسائل الشرك،
وهذا مع إخلاص السائل في دعائه،
وإنما تحرى القبر لشرف المقبور،
ولظنه أن المكان مبارك،
وهذا من جنس
من لعنه رسول الله
صلى الله عليه وسلم،
ومن شرار الناس،
فإن المساجد بُنيت
لدعاء الله فيها
بالصلاة والذكر.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
إذا تقرر هذا
فانظر إلى فهم
الخليفة الراشد عمر
فيما عَلَّقه البخاري في "صحيحه"،
وقد رأى أنس بن مالك يصلي عند قبر
فقال:
القبر،
القبر،
القبر،
يُحذِّر أنساً،
ويعلمه أن بقرب مكان صلاته قبراً.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
ولو كان الميت يملك الدعاء،
ولو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يملك بعد موته
أن يدعو لمن سأله،
ويقدر على الدعاء،
كما يقدر عليه حياً،
فلأي معنى
نهى رسول الله
صلى الله عليه وسلم
عن اتخاذ قبره مسجداً ؟!
فالمسلمون كانوا يطلبون منه أن يدعو لهم،
وكان يدعو لهم في حياته
فلو كان دعاؤه لهم
مقدوراً مستديماً بعد موته
صلى الله عليه وسلم
لما نهى عن اتخاذ القبور مساجد،
وهي الذريعة الكبرى،
والوسيلة العظمى
للإشراك الأكبر برب الأرباب،
بطلب الدعاء من الأموات،
والاستغاثة بهم،
ونحو ذلك.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
الثاني:
أن يقال:
إذا كان طلب دعاء الأموات من الأنبياء جائزاً
وهم يقدرون على الدعاء،
فلأي معنى لم يطلب صحابة رسول الله
صلى الله عليه وسلم منه
أن يدعو لهم بعد موته
وعدلوا إلى العباس ويزيد الجرشي
وهم أعلم الأمة
وأحرص الأمة على الخير ؟!
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
الثالث:
هؤلاء شهداء أحد
معروف مكانهم وفضلهم،
معروفة قبورهم
لم يذهب إليهم
أحد من المسلمين
من صحابة رسول الله
صلى الله عليه وسلم
في حياته
ولا بعد مماته
يسألونهم الدعاء،
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وهم أحياء حياة برزخية
بنص القرآن:
{ وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً
بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ *
فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ
وَيَسْتَبْشِرُو نَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ
أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ *
يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ
وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ }
[ آل عمران: 169-171 ]،
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
فَلِمَ ترك أولئك
طلب دعاء هؤلاء الشهداء،
بل كانوا يدعون لهم،
لا يسألونهم الدعاء،
وهم أحياء بنص كريم،
لكن حياتهم
ليست كحياتنا على الأرض ؟!
نعلم منه
أنهم وإن كانوا أحياء حياة برزخية
لا نعلمها،
فهي مختلفة
في ما يقدرون عليه
عن حياتهم في الدنيا،
وهذا تقرير نافع
لمن تأمله وتدبره،
والحمد لله رب العالمين.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
الرابع:
أن مسلماً أخرج في "الصحيح"
(7/189)
عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
( إن خير التابعين رجل يقال له أويس،
وله والدة وكان به بياض،
فمروه فليستغفر لكم ).
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وأخرج أيضاً
أن عمر قال لأويس لما لقيه:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
( يأتي عليكم أويس بن عامر ) الحديث
وفيه:
( لو أقسم على الله لأبره،
فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل )
فاستغفر لي ،
فاستغفر له.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وفقه هذا الحديث الصحيح:
أن الرسول صلى الله عليه وسلم أرشد عمر
إلى أن يطلب الدعاء من أويس
وهو تابعي،
وأين منزلته
من منزلة رسول الله
صلى الله عليه وسلم ؟!
فأرشده الرسول صلى الله عليه وسلم
إلى أن يدعو له المفضول
ويترك طلب الدعاء
من خير الخلق في قبره،
وهذا دليل واضح
في أن الفرق هو
تغير نوع الحياة،
وقدرة الحي
على الدعاء للمعين،
بخلاف من حياته برزخية
- عليه الصلاة والسلام -،
فتأمل.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
قوله:
(لا سيما الأنبياء والصالحين في الحياة،
وبعد الوفاة في القبر، ويوم القيامة،
فالشفاعة معطاة لمن اتخذ عند الله عهداً).
أقول:
قد مر فيما سبق في الوجهين الثاني والثالث الماضيين
ما به يرد على هذه
المقالة السيئة،
التي تخالف شريعة محمد
صلى الله عليه وسلم،
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وبقي هنا أمر
وهو أن يقال:
قوله: (وبعد الوفاة في القبر)
مما لا يستطيع أن يأتي عليه بدليل،
بل إن المشركين في الجاهلية
اتخذوا بعض أصنامهم
عند أماكن أناس صالحين،
وعند قبورهم،
ولم يكونوا يطلبون منها
سوى الشفاعة.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
والمشركون لم يكونوا يحجون لأصنامهم
ولا يتصدقون لها،
بل كانوا يدعون أصنامهم
الممثلة على صور الصالحين،
أو المتخذة على قبورهم،
وكان لهم معها حالان:
1 - حال الرخا:
وهم أنهم يسألونها حيناً أن تدعو لهم،
وحيناً يدعونها أنفسها،
وهم يعتقدون أن أرواح من اتخذ الصنم على صورته
تحل عند الصنم،
فتسمع الدعاء وتدعو لهم
فتجيبهم إلى ما يطلبون.
ويسألونها جلب الخيرات،
وإغداق الأموال،
واستمرار المسرات،
فهذه كانت حالهم في الرخاء
كلها دائرة على طلب الدعاء من الأصنام،
أو دعوتها،
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وحالهم قولهم:
{ مَا نَعْبُدُهُمْ
إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى }
[ الزمر: 3 ]
أي: ما ندعوهم.
ويستعينون على تحقيق استجابة الأوثان لهم
بصرف النذور لهم،
وإيصال القرابين إلى أعتابهم
فتُذبَح بأسماء الأوثان،
فيجيب الجن بعض ما طلبوا،
فيظنون أن المجيب هو المدعو،
فقويت عبادتهم عندهم.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
2 - حال الشدة:
وأهل الجاهلية كانوا في هذا الحال
يخلصون العبادة له ،
أي: الدعاء،
كما أخبر الله عنهم بقوله تعالى:
{ فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ
دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ
فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ
إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ }
[ العنكبوت: 65 ]
وغيرها من الآيات.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وهذا يدل
على أن الله أعظم في نفوسهم
من تلك الأصنام
لعلمهم أنه لا يجيب في الشدة
إلا بالإخلاص،
وتوجيه الدعاء
وهو العبادة له سبحانه.