رد: رد الشيخ البراك على ابن عقيل الظاهري: لا أجد عذراً لخطئكم العظيم إلا ضعف قواكم ال
* وهنا يظهر ما تقدَّم بيانه من كلام شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله، من منع الأئمَّة استعمال لفظ الحدوث وتكفير من قال به؛ لأجل اصطلاح الجهمية به على الخَلقيَّة.
* إذ من قال إنَّ الله حدثت له الصفة بعد أن كان معطَّـلًا منها، فمؤدَّى كلامه أنَّ هذه الصفة خُلِقت فيه؛ لأنَّ المخلوق هو الذي وُجِد بعد عدم.
* ومن هنا فمَن قال: إنَّ الله لم يتكلَّم (مطلقًا) ثم حَدَث له الكلام فإنَّه يزعم أنَّه خلق فيه شيءٌ، والعياذ بالله، وهو معنى كلام أبي ثور.
* ومن زعم هذا فإنَّ مؤدَّى كلامه أنَّ الله مخلوق؛ لأنَّ صفاته مخلوقة، ومن كانت صفاته مخلوقة (وُجِدَت بعد أن لم تكن) فذاته مخلوقة. وهو معنى كلام ابن بطَّة.
رد: رد الشيخ البراك على ابن عقيل الظاهري: لا أجد عذراً لخطئكم العظيم إلا ضعف قواكم ال
* وإنَّما قلتُ إنَّ في تحليلك لقول أبي ثور اضطرابًا أو تناقضًا لما يلي:
1- أنت فسَّرت الحدوث بالخلق، وجعلتهما متساويين، وأنَّ كل محدث فهو مخلوق، وأحلت إلى ابن حجر في الهامش.
2- وأبوثور يقول كما نقلت عنه:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله الأعصر
((وَمَنْ قَالَ: كَلَامُ اللَّهِ مَخْلُوقٌ فَقَدْ كَفَرَ وَزَعَمَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَدَثَ فِيهِ شَيْءٌ لَمْ يَكُنْ)). شرح اصول اعتقاد أهل السنة ج1/ص193.
* ولاحظ هنا: بعد أن قمتُ أنا ببيان معنى كلام أبي ثور على الفهم الصائب (بتقييده هو بما قيَّد به لا إطلاقه كما فعلتَ أنت) في التعقيب قبل الفائت = فسيكون معنى كلام أبي ثور هو ما انتقدَتَه وعزوتَه لابن حجر، فكيف تستدل به؟!
* إذ أبو ثور لا ينكر أن تقوم به الحوادث (غير المخلوقة)، ولكنَّه ينكر ويكفِّر أن تقوم به حوادث لم تكن!
وبناء على ذلك فأبو ثور يثبت أنَّ الله تقوم به الحوادث لكنها من غير عدم سابق، وبما أنَّك اخترتَ أنَّ كلَّ حادث مخلوق، فمعنى ذلك أنَّ أبا ثور يقول بأنَّ المخلوق يقوم بالله!
وهذا ينقض أول كلامه في تكفير من قال كلام الله مخلوق.
أو أنَّه يكفِّر نفسه! أو أنَّ مؤدَّى كلامك يدلُّ على ذلك.
* فتأمَّل!
رد: رد الشيخ البراك على ابن عقيل الظاهري: لا أجد عذراً لخطئكم العظيم إلا ضعف قواكم ال
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن سعود
هذه سلفيتي: مَطْهرةُ السِّواك من لَغْوِ البرَّاك: 1 - 10
وكتبه لكم : أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري - عفا الله عنه
ولهذا فالتوقُّف في مسألة القرآن اتِّباعٌ للسلف الأول الذي لا سلف غيره، المنصوص عليهم بالنص القطعي بالسَّبق والأوَّليَّة والهِجْرة والنُّصرة؛ فالسَّبق والأوَّليَّة هو معنى السلف، والهجرة والنصرة تميِّز جماعتهم بالوصف كما تُميَّز القبيلة بالاسم في قولك تميمي وقيسي.. إلخ، وهم معروفون بأعيانهم واحداً واحداً، محفوظة روايتهم وفتياهم، كما أنه محفوظ سكوتهم، ومَن بعدهم تابع لهم إذا كان اتباعه بإحسان، ومن معاني الإحسان الإتقان، ومَن خالفهم: إما مجتهد مُخطئ، وإما متَّبع للهوى.. قال تعالى: (وَالسَّابِقُون الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (100) سورة التوبة، وإمساكهم نَفْيٌ للدعوى بأن لهم قولاً محفوظاً، وذلك في صورته عدمُ علم بأن لهم قولاً في مسألة سكتوا عنها، وهو يساوي (العلم بالعدم) بالاستقراء الحاصر في مثل مسألة القرآن؛ فمن قال: (إنما سكتوا لأن عِلْمهم محقَّق بان القرآن مخلوق جزماً)، أو قال: (إنما سكتوا لأن عِلْمهم محقَّق بأن القرآن غير مخلوق جزماً): فقد افترى عليهم بالدعوى المجرَّدة.. ومن قال: (لا ينسب لساكت قول) فقد أراحنا مِن نفسه؛ لأن الغرض نفيُ أن يكون لهم قول في هذه المسألة في أمر غيبي يتعلق بالرب سبحانه؛ فلما اختلف مَن بعد السلف وجدنا اختلافَهم مُحَرَّماً بإجماع السلف الأول، ولا يسعنا إلا سكوتهم.. ووجدنا أنه لم يحصل بعد اختلافهم إجماع..
* قال الإمام أبو الحسن الأشعري رحمه الله (ت: 324هـ) في كتابه مقالات الإسلاميين واختلاف المصلِّين (ص 290-292): «حكاية جملة قول أصحاب الحديث وأهل السنة:... ويقولون: إنَّ القرآن كلام الله غير مخلوقٍ، والكلام في الوقف واللَّفظ: من قال باللَّفظ أو بالوقف فهو مبتدعٌ عندهم».
* وقال رحمه الله في الإبانة (ص97-99): «الكلام على من توقَّف في القرآن، وقال: لا أقول إنَّه مخلوقٌ ولا إنَّه غير مخلوق!
جواب، يُقال لهم: لم زعمتم ذلك وقلتموه؟
فإن قالوا: قلنا ذلك لأنَّ الله لم يقل في كتابه: إنَّه مخلوقٌ، ولا قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أجمع المسلمون عليه، ولم يقل في كتابه إنَّه غير مخلوق، ولا قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أجمع عليه المسلمون.
فتوقَّفنا لذلك، ولم نقل: إنَّه مخلوق ولا إنَّه غير مخلوق!
يقال لهم: فهل قال الله تعالى لكم في كتابه: توقَّفوا فيه ولا تقولوا: إنَّه غير مخلوق؟!
وقال لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم: توقَّفوا عن أن تقولوا: إنَّه غير مخلوق؟!
وهل أجمع المسلمون على التوقُّف عن القول إنَّه غير مخلوق؟!
فإن قالوا: نعم، فقد بهتوا!
وإن قالوا: لا، قيل لهم: فلا تقفوا عن أن تقولوا «غير مخلوق» بمثل الحُجَّة التي بها ألزمتم أنفسكم التوقّف!
ثم يقال لهم: ولِمَ أبيتم أن يكون في كتاب الله ما يدلُّ على أنَّ القرآن غير مخلوق؟
فإن قالوا: لم نجده!
قيل لهم: ولم زعمتم أنَّكم إذا لم تجدوه في القرآن فليس بموجود فيه؟!
ثم إنَّا نوجدهم ذلك، ونتلو عليهم الآيات التي احتججنا بها في كتابنا هذا، واستدللنا بها على أنَّ القرآن غير مخلوق، كقوله تعالى: ﴿ألا له الخلق والأمر﴾، وكقوله: ﴿إنَّما قولنا لشيءٍ إذا أردناه أن نقول له كُن فيكون﴾، وكقوله: ﴿قل لو كان البحر مدادًا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي﴾.. وسائر ما احتججنا في ذلك من آي القرآن.
ويُقال لهم: يلزمكم أن تتوقَّفوا في كل ما اختلف الناس فيه، ولا تقدموا في ذلك على قول.
فإن جاز لكم أن تقولوا ببعض تأويل المسلمين إذا دلَّ على صحَّتها دليلٌ فلم لا قلتم إنَّ القرآن غير مخلوق بالحُجَج التي ذكرناها في كتابنا هذا قبل هذا الموضع»؟!