-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
فهل في مخالفة
أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وهي في الإتيان بما يُغضب رسول الله ،
وهل الغلو في رسول الله
بما لا يرضى به رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
هل في ذلك سنة ومطلوب شرعاً ؟
أم أن ذلك عين المحظور ،
وجوهر التنكب عن الصراط المستقيم ! .
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
الوقفة الثانية :
عند قوله :
إن الآثار الصحيحة جاءت بها وبالحث عليها .
ونقول للمالكي :
إن كان قصدك أن ذكر الله تعالى ،
والتحدث بنعمه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،
والتصدق على من يستحق الصدقة ،
ومدح رسول الله صلى الله عليه وسلم
وتعظيمه بما لا يخرجه عن مقامه
ولا منزلته التي أنزلها الله إياها ;
إن كان قصدك أن هذه الأمور مأمور بها ومطلوبة شرعاً ;
فهذا حق وصدق وعدل .
إلا أن ذلك
ليس خاصاً
بليلة واحدة
في السنة ،
وإنما هي وغيرها مما أمر به في كتابه ،
أو على لسان رسوله صلى الله عليه و سلم ،
مطلوبة منا شرعاً
وفي كل وقت
وفي كل مكان
ومن كل فرد ،
وقد جاءت الأحاديث الصحيحة بمشروعيتها ،
وبالحث عليها ،
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
وهذا لا يعني أننا نُسلِّم للمالكي بدليله هذا ،
فقد وقفنا معه الوقفة الأولى
وبينا بُعْده عن مواطن الاستدلال
وأن الذكر والصدقة والمدائح النبوية
التي يُقام الاحتفال للمولد بها ;
ليست الأمور المطلوبة شرعاً ،
بحكم ما يخالطها ويمازجها من المنكرات
والشركيات
والتلاعب بالعقول ،
وإنما هي أمور محظورة شرعاً ،
تغضب الله وتغضب رسوله ،
وتتنافى مع مقتضى شهادة ألا إله إلا الله ،
وأن محمداً رسول الله ،
وتربي العقول على الأخذ بالخيالات
والترهات والوهميات ،
فهل خلط عقل المالكي
فالتبست عليه المتضادات ؟
أم أنه الهوى يُعمي ويُصم ؟ .
رحمك الله أيها الشاطبي ،
فحقاً ما قلت :
بأن أهل البدع لا يستطيعون المناظرة
ومقابلة الحجة بالحجة ،
لأنهم يُشرِّعون بعقولهم المجردة
عن أي مستند شرعي .
وهذا المالكي
من أجناس من قصدت
رحمك الله .
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
الدليل الرابع عشر
مناقشته ثم ردّه :-
وذكر المالكي الدليل الرابع عشر بقوله :
الرابع عشر :
أن الله تعالى قال :
{ وَكُلاَّ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ }[1]،
يظهر منه أن الحكمة في قص أنباء الرسل عليه
تثبيت فؤاده الشريف بذلك ،
ولا شك أننا اليوم نحتاج إلى تثبيت أفئدتنا بأنبائه وأخباره ،
أشد من احتياجه هو صلى الله عليه وسلم .اهـ .
حقاً إننا محتاجون دائماً وأبداً
وفي كل وقت ،
وليس في ليلة واحدة
بعد مضي ثلاثمائة وأربع وخمسين ليلة ،
محتاجون إلى ما يثبت أفئدتنا
ويقوى عزائمنا ويزيد في إيماننا ،
وذلك باتباع أوامر الله تعالى
وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم ،
وبالتزام الطاعة والعبادة
وفق ما شرعه صلى الله عليه وسلم ،
وما هو عليه من صبر وإيمان وجهاد ،
ورأفة تامة بأمته
وحرص منه صلى الله عليه وسلم على اهتدائها ،
وغير ذلك من جوانب الإشراق
في حياته صلى الله عليه وسلم .
==========
[1] - سورة هود ، الآية : 120 .
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
لا شك أن في دراسة ذلك وتأمله ومتابعته
تقوية لأفئدتنا ، وزاداً لعزائمنا ،
وإيماناً بحكمة وجودنا في هذه الحياة ،
إلا أن ذلك ينبغي أن يكون
في كل وقت
وعلى أي حال وفي كل مناسبة ،
في مساجدنا ومدارسنا ومجالسنا وأجهزة إعلامنا ،
فنحن في أشد وأحوج إلى ما تقوى به عزائمنا ،
وتثبت به أفئدتنا ،
ولا شك أن أفئدتنا ستكون أشد زعزعة ،
وعزائمنا أكثر ضعفاً
إذا كنا لا نسمع أخباره صلى الله عليه وسلم ،
ولا تقص علينا سيرته صلى الله عليه وسلم
إلا مرة في السنة ،
فيها من التلاعب وتسفيه الأحلام ،
والسكوت على المنكرات أو المشاركة بها
ما يعرفه المالكي وأحزابه ،
فهل بعد هذا الجفاء جفاء ؟ ،
وهل بعد هذا الحرمان من حرمان ؟ ،
وهل بعد هذه القطيعة من قطيعة ؟ .
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
لقد أمر الله تعالى أن تكون صلة عباده به قوية
ومتماسكة ومستمرة ،
فقد أوجب على عباده خمس صلوات في كل يوم وليلة ،
وجعل في الصلوات من الأذكار والأقوال
ما يرتفع بها ذكر رسوله صلى الله عليه وسلم ،
كما هو الواقع في التشهد الأول
وما فيه من سلام عليه صلى الله عليه وسلم ،
وشهادة له بالرسالة ،
وما في التشهد الثاني فوق ذلك
من الصلاة عليه وعلى آله
والدعاء لهم بالبركة .
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
إن المالكي يتشدق
ويظن أنه بهذيانه في رسالته البتـراء
وفي غيرهـا من كتـبـه و رسائله ;
يعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يستحقه ،
وما يدري الجاهل المسكين
أنه بدعوته لإقامة الموالد
يُبعد الناس عن سيرة رسول الله ،
وعن جوانب الإشراق في حياة رسول الله ،
وعن موجبات الاتعاظ وأخذ العبر من جهاد رسول الله ،
حينما لا يكون تذكر ذلك
إلا في ليلة واحدة
بعد ثلاثمائة وأربع وخمسين ليلة ،
ينشغل فيهن الناس بأمور الدنيا وزخارفها ومتعها ،
وينسون ما سمعوه في ليلة المولد
إن سمعوا فيها حقاً وصدقاً ،
وما أقل ذلك وأندره .
===============
﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ
سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ
وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ ﴾
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
الدليل الخامس عشر
مناقشته ثم رده :-
وذكر المالكي الدليل الخامس عشر بقوله :-
الخامس عشر:
ليس كل ما لم يفعله السلف ولم يكن في الصدر الأول فهو بدعة منكرة سيئة
يحرم فعلها ويجب الإنكار عليها،
بل يجب أن يعرض ما أحدث على أدلة الشرع ،
فما اشتمل على مصلحة فهو واجب ،
أو على محرم فهو محرم ،
أو على مكروه فهو مكروه ،
أو على مباح فهو مباح ،
أو على مندوب فهو مندوب ،
وللوسائل حكم المقاصد .
ثم قسم العلماء البدعة إلى خمسة أقسام :
واجبة كالرد على أهل الزيغ وتعلم النحو ،
ومندوبة كإحداث الربط والمدارس والأذان على المنابر ،
وصنع إحسان لم يعهده في الصدر الأول ،
ومكروهة كزخرفة المساجد وتزويق المصاحف ،
ومباحة كاستعمال المنخل والتوسع في المآكل والمشارب،
ومحرمة وهي ما أحدث لمخالفة السنة ،
ولم تشمله أدلة الشرع العامة ،
ولم يحتو على مصلحة شرعية .اهـ .
الواقع أن العلماء رحمهم الله
لم يهملوا هذه المسألة
بل بحثوها وحققوها تحقيقاً ظهر منه
ما يعتبر بدعة وما لا يعتبر بدعة .
وقد سبق أن قدمنا في الفصل التمهيدي
للدخول مع المالكي في مناقشة أدلته وردها ;
قدمنا نصوصاً لأهل العلم والمحققين منهم
أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية والشاطبي
والعز بن عبد السلام وابـن رجب ،
وغيرهـم مما يغـني عن إعادته .
تحدثوا رحمهم الله عن البدعة
وعن الإحداث في الدين ،
وفندوا رأي من يقسم البدعة إلى حسن وقبيح ،
وذكروا رحمهم الله أن النصوص النبوية في
رد البدعة والتحذير منها
نصوص عامة شاملة ،
لا يمكن أن يخرج من أجزائها أو أفرادها
ما يعتبر حسناً مشروعاً ،
لما في ذلك من الخلل والخطأ ،
والبعد عن روح التشريع ،
من اتهام الدين بالنقص
والرسول بالتقصير في أداء الرسالة ،
وزعزعة الإيمان بمقتضى مدلول قوله تعالى :
{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ
وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي
وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسَْلامَ دِينًا }[1].
==========
[1] - سورة المائدة ، الآية 3 .
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
ولا شك أن ما أُحدث
فينبغي عرضه على أدلة الشرع ،
فما اشتمل على مصلحة ظاهرة ،
وأدلة الشرع العامة تؤيده وتدعو إليه ،
كالرد على
أهل الزيغ والبدع والضلال ،
والنظر فيما يحفظ كتاب الله من جمع ونشر ،
وتصنيف علوم القرآن واللغة والحديث ،
ونحو ذلك مما تؤيده القواعد العامة للتشريع ;
فهذا ليس من قبيل الابتداع ،
ولا نقول بأن السلف الصالح لم يكن على عهد به ،
وقد أحدث بعدهم ،
فالعبرة من هذه الأمور المستحدثة بنتائجها،
ولا شك أن نتائجها محصلة
لدى سلفنا الصالح ،
فكتاب الله في صدروهم ،
وهم أهل اللغة سليقة ،
فليسوا في حاجة إلى علوم اللغة ،
إلى أن اختلت ألسنة أولادهم ،
بحكم اختلاطهم بالأعاجم ،
فأشار الخليفة الراشد على بن أبي طالب رضي الله عنه
بإيجاد علم النحو لحفظ اللسان العربي ،
ثم تتابعت علوم القرآن واللغة
تحقيقاً لضرورة العناية بكتاب الله
حفظاً وتعلماً وتعليماً ،
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
ورد سلفنا الصالح
على أهل الزيغ والضلال حاصل منهم بالفعل ،
فقد ردَّت عائشة رضي الله عنها على الحرورية ،
وردَّ علي بن أبي طالب رضي الله عنه على غلاة الشيعة ،
وأصل ذلك تحذير رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته
من دعاة السوء والضلال ،
من خوارج وغيرهم ،
وأنه إن أدركهم ليقاتلنهم .
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
ولا نقول بأن إيقاف الرُبُط ليس له عهد لدى سلفنا الصالح ،
فأين المالكي عن الصفة وأهل الصفة ،
فهي رباط على فقراء الصحابة ،
وهي أصل في مشروعية وقف الأربطة على الفقراء .
ولا نقول بأن المدارس محدثة ،
فأين المالكي عن دار الأرقم المدرسة الأولى في الإسلام ؟
فهي كذلك أصل في إيجاد مدارس
يتعلم فيها أبناء المسلمين أمور دينهم ودنياهم .
أما الأذان على المنابر
فلا يخفى أن الأذان شرع للإعلام بدخول وقت الصلاة ،
وأن المؤذنين في الصدر الأول من الإسلام
كانوا يؤذنون على سطوح المساجد والبيوت
ابتغاء التوسع في الإبلاغ ،
فإذا كان التوسع في الإبلاغ بدخول الوقت مطلباً شرعياً ;
فأي وسيلة إليه مطلوبة شرعاً ،
ولا تعتبر حدثاً لوجود أصلها في الجملة .
أما زخرفة المساجد والمصاحف
فالحمد لله على الإقرار بكراهيتها ،
مع أن النصوص النبوية متوفرة بمنع ذلك والحمد لله .
وأما الأمور المباحة مما لا يُـقصد باستعمالها أمر تعبدي ;
فهي مشمولة بالنص النبوي الكريم
" أنتم أعلم بأمور دنياكم " ،
فما استحدثه الناس في أمور حياتهم
مما لا يتعارض مع النصوص العامة
في مراعاة الاقتصاد والإباحة العامة ;
فلا يُعتبر بدعة ،
فقد عرّف العلماء البدعة
بأنها طريقة محدثة في الدين .
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
وقد ذكر المالكي ما ذكره بعض أهل العلم
من أن البدعة تجري عليها الأحكام الخمسة :
الوجوب ، والاستحباب ، والإباحة ، والكراهة ، والحظر ،
وذكر أمثلة لكل نوع ،
وجرت مناقشته على تقسيم البدعة ،
ومناقشته على الأمثلة التي ذكرها للأحكام الأربعة ،
وبقي القسم الخامس المتعلق
بالتحريم لمخالفته السنة ،
ولأنه لا يحتوي على مصلحة شرعية ،
ولم تشمله أدلة الشرع العامة ،
ونقول إن هذا القسم الخامس
هو البدعة بعينها ،
وأن الموالد والاحتفال بها ولها ;
من أمور البدعة محرّمة
لمخالفتها سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
لأن السنة في اصطلاح أهل العلم
هي أقوال الرسول وأفعاله وتقريراته ،
وما عدا ذلك
فهو عمل ليس عـليه أمر رسول الله
صلى الله عـليه وسلم
وإحداث في الديـن ما لـيس منه ،
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
وقد اعترف المالكي أن المولد بدعة ،
وأنه لم يكن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
ولا عهد أصحابه
ولا عهد التابعين وتابعيهم ،
من القرون المفضلة
الذين هم الصدر الأول للإسلام ،
والمولد بحكم ابتداعه
ونية التعبد به بلا مستند شرعي ; بدعة ،
وهو بحكم ما يشتمل عليه من المنكرات
في الاجتماع من اختلاط وغناء
وإسراف في المآكل والمشارب
وانتهاك لحرمة العقول ،
حيث تُجبر على تصديق التخيلات والتوهمات
والخرافات
من حضور الحضرة ،
ووجوب تقديم آيات الإجلال والتقدير
بالقيام لها ،
واستشعار الرهبة والخشية والخشوع
والتذلل
لتوهم حضورها ،
===============
﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ
سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ
وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ ﴾
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
إن المولد بحكم ابتداعه
وبحكم ما يشتمل عليه مما ذكرنا ،
وما لم نذكره مما يعرفه المالكي وأحزابه ،
لا يكفي أن نقول إن أدلة الشرع العامة لا تشمله ،
ولم يحتو على مصلحة شرعية ،
ولكننا نقول إنه يشتمل على مخالفات شرعية ،
ومضار شرعية ،
وبدع ومنكرات وشركيات
تجعل المخلوق شريكاً للخالق
في مقاليد السموات والأرض،
وتجعل لرسول الله منزلة إلهية ،
حيث يكون من جوده الدنيا وضرتها
ومن علومه علم اللوح والقلم ،
وأن الخلق خلقوا لأجله ،
وأن ليلة مولده أفضل من ليلة القدر
التي نزلت بفضلها وتفضيلها على ألف شهر سورة كاملة ،
وأن قبره أفضل من الكعبة ،
إلى غير ذلك مما يُقرأ ويُعرض ويُتلى
في احتفالات المولد .
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
فهل يستطيع المالكي
وأحزاب المالكي ،
وأئمة المالكي
وشيوخ المالكي ،
ومن يسلك مسلك المالكي
أن يجدوا للاحتفالات بالمولد
في تقسيم البدعة إلى خمسة أقسام ؟،
وهل يجدون للمولد مكاناً غير القسم الخامس ،
لما فيها من مخالفة السنة ،
وانتـفاء أدلة الشرع العامة على مشروعيتها ،
وخلوها من المصالح العامة ؟
إنهم إن حكموا عقولهم العامة
وطوحوا بأهوائهم عرض الحيطان ;
فسيسلمون لنا بذلك ،
وإن ركبوا رؤوسهم
فسيأتون من القول بالعجب العجاب ،
ولكنه الزبد يذهب جفاء ،
والباطل يندفع
فيكون زهوقاً .
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
الدليل السادس عشر
مناقشته ثم ردّه :-
وذكر المالكي الدليل السادس عشر بقوله :
السادس عشر : ليست كل بدعة محرمة ،
ولو كان كذلك لحرم جمع أبي بكر وعمر وزيد رضي الله عنهم القرآن ،
وكتبه في المصاحب خوفاً على ضياعه بموت الصحابة القرآء رضي الله عنهم ،
ولحرم جمع عمر رضي الله عنه الناس على إمام واحد في صلاة القيام ،
مع قوله نعمت البدعة هذه ،
وحرم التصنيف في جميع العلوم النافعة ،
ولوجب علينا حرب الكفار بالسهام والأقواس ،
مع حربهم لنا بالرصاص والمدافع والدبابات والطيارات والغواصات والأساطيل ،
وحرم الأذان على المنابر واتخاذ الربط والمدارس والمستشفيات والإسعاف ودار اليتامى والسجون ،
فمن ثم قيد العلماء رضي الله عنهم حديث كل بدعة ضلالة بالبدعة السيئة ،
ويصرح لهذا القيد ما وقع من أكابر الصحابة والتابعين ،
من المحدثات التي لم تكن في زمنه صلى الله عليه وسلم ،
ونحن اليوم قد أحدثنا مسائل كثيرة لم يفعلها السلف ،
وذلك كجمع الناس على إمام واحد في آخر الليل لأداء صلاة التهجد بعد صلاة التراويح ،
وكختم المصحف فيها ، وكقرآءة دعاء ختم القرآن ،
وكخطبة الإمام ليلة سبع وعشرين في صلاة التهجد وكنداء المنادي بقوله :
صلاة القيام أثابكم الله ، فكل هذا لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ،
ولا أحد من السلف ، فهل يكون فعلنا له بدعة ؟ .
هذا الدليل لنا مع صاحبه عدة وقفات :
الوقفة الأولى :
عند قوله ليست كل بدعة محرمة .
هذا القول قد تكرر منه عدة مرات في أدلته السابقة ،
وتكررت منا الإجابة عليه تبعاً لتكرار إيراده ،
ونقتصر الآن على القول
بأننا لا نسلم للمالكي قوله :
ليست كل بدعة سيئة ،
وسبق أن ذكرنا أقوال المحققين من أهل العلم
في ذلك أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية وابن رجب
والشاطبي والعز بن عبد السلام ،
وردهم على من يقول بقول المالكي ،
بتقسيم البدعة إلى حسنة وقبيحة ،
وتمسكهم بعموم النصوص الدالة على الشمول والإطلاق ،
وانتفاء التخصيص أو القيد .
وذكرنا أن مَن يقسم البدعة إلى خمسة أقسام ،
لا يعني بالأقسام الأربعة :
الوجوب ، الندب ، الإباحة ، الكراهة ;
البدعة الشرعية ،
وإنما يعني بذلك البدعة اللغوية ،
بدليل أن أمثلة الأقسام الثلاثة
مندرجة تحت نصوص عامة ،
وخاصة من كتاب الله تعالى ،
ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ،
والقسم الرابع وهو الإباحة لا تعلق له بالدين ،
وإنما هو من أمور العباد الدنيوية المندرجة
تحت قوله صلى الله عليه وسلم :
أنتم أعلم بشئون دنياكم .
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
أما القسم الخامس
وهو المحرم;
فهو البدعة الشرعية بعينها ،
سواء كان تحريمها لمخالفتها السنة ،
أو لانتفاء مشروعيتها من الأدلة الشرعية العامة ،
أو لخلوها من المصلحة
كما هو الحال في الموالد والاحتفال بها ،
فهي مخالفة للسنة
لكونها مما لم يكن عليه أمر هذا الدين
في الصدر الأول من الإسلام ،
ولاشتمالها على المدائح النبوية
المشتملة على الغلو
والإطراء
والإفراط ،
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
وقد تواترت النصوص الشرعية من الكتاب والسنة ،
على التزام القصد في الثناء ،
والنهي عن الغلو والتنطع ،
ومجاوزة الحد في المدح ،
وحماية جناب التوحيد ;
من أن يأتي العباد في تصرفاتهم
بما يخدش كمال التوحيد .
كما أن المصالح الشرعية منتفية عنها ،
و فيها من المضار والمنكرات
ما لا يخفى على عاقل منصف يحب الله ورسوله ،
ويعرف ما الله من حق ،
وما لرسوله من مقام .
-
الوقفة الثانية :
عند اعتباره جمع القرآن من أبي بكر وعمر وزيد بن ثابت بدعة .
لا نعتقد أن أحداً من أهل العلم
ممن يُعتد بهم في علمهم وتقاهم وصلاحهم
وسلامة اعتقادهم
يرى أن جمع القرآن بدعة شرعية ،
لأن البدعة هي الطريقة المحدثة في الدين ،
على غير مثال ،
والله تعالى أمر بحفظ كتابه ،
وحض على ذلك رسول الله صلى الله وسلم ،
وأكد الله سبحانه وتعالى ضمان حفظه كتابه بقوله :
{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }[1] ،
فعمل أبو بكر وعمر وعثمان
هو في الواقع تطبيق عملي لنصوص شرعية من الكتاب ،
والسنة تأمر بذلك وتؤكده ،
===========
[1] - سورة الحجر ، الآية : 9 .
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
وفضلاً عن ذلك
فهو من عمل من أعمال الخلفاء الراشدين المهديين
من بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
تلقته الأمة بالقبول والارتياح التامين ،
وقد سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما عليه الخلفاء الراشدون سنة ،
وأمرنا باتباع سنته وسنة خلفائه الراشدين ،
حيث يقول :
" عليكم بسنتي
وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ،
تمسكوا بها ،
وعضوا عليها بالنواجذ " .
فقد برأ صلى الله عليه وسلم
ما عليه الخلفاء الراشدون من الابتداع ،
وسمى ما هم عليه سنة ،
وطهَّرها من أن تكون من المحدثات .
فهل يستقيم للمالكي قول معتبر
في تشبيه عمل الصحابة
بعمل القرامطة والفاطميين
وأتباعهم أشياخ المالكي وأئمته؟
سبحان الله ! .
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
أيها المنكح الثريا سهيلا
عمرك الله كيف يلتقيان
هي شامية إذا ما استقلت
وسهيل إذا استقل يماني
إن التشبيه لا يستقيم له
تشبيه الليل بالنهار،
والظلمات بالنور،
والجهل بالعرفان .
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
الوقـفة الثالثـة :
عند اعتباره جمع عمر رضي الله عنه الناس على إمام واحد
في صلاة قيام الليل بدعة .
ما قلناه في اعتباره جمع القرآن بدعة في ردنا ذلك
نقوله في هذا ،
وإذا كان عمر رضي الله عنه يقول :
" نعمت البدعة هذه " ;
فقد أجمع أهل العلم ،
المعتد بهم على أن المراد ببدعة عمر ;
البدعة اللغوية ،
فعمر رضي الله عنه لم يبتدع هذه الصلاة ;
كما ابتدع أحزاب المالكي
صلاة الرغائب والفاتح لما أغلق ،
وغيرها من الصلوات المردودة على أصحابها
بأوزار ابتداعها ،
فأصل قيام الليل مشروع
من رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فعن جبير بن نفير عن أبي ذر قال :
" صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يصل بنا
حتى بقي سبع من الشهر ،
فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل ،
ثم لم يقم بنا في الثالثة ،
وقام بنا في الخامسة حتى ذهب شطر الليل ،
فقلنا يارسول الله لو نفلتنا بقية ليلتنا هذه ؟
فقال إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف
كتب له قيام ليلة .
ثم لم يقم بنا حتى بقي ثلاث من الشهر ،
فصلى بنا في الثالثة ،
ودعا أهله ونساءه ،
فقام بنا حتى تخوفنا الفلاح .
فقلنا له وما الفلاح ؟
قال : السحور "
رواه الخمسة ، وصححه الترمذي .
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
وعن عائشة رضي الله عنها
أن النبي صلى الله عليه وسلم
" صلى بالمسجد ، فصلى بصلاته ناس ،
ثم صلى الثانية فكثر الناس ،
ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة ،
فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فلما أصبح قال :
رأيت الذي صنعتم ولم يمنعني من الخروج إليكم
إلا أني خشيت أن تفرض عليكم ،
وذلك في رمضان "
متفق عليه .
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
وفي رواية
" كان الناس يصلون في المسجد بالليل أوزاع ،
يكون مع الرجل الشيء من القرآن
فيكون معه النفر الخمسة أو السبعة
أو أقل من ذلك أو أكثر ،
يصلون بصلاته ،
قالت :
فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أنصب له حصيراً
على باب حجرتي ففعلت ،
فخرج إليهم بعد أن صلى عشاء الآخرة ،
فاجتمع إليه من في المسجد ، فصلى بهم .."
وذكرت القصة .
بمعنى ما تقدم
غير أن فيها أنه لم يخرج إليهم في الليلة الثانية ،
رواه أحمد .
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
وعن عبد الرحمن بن عبد القادر قال :
خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه
في رمضان إلى المسجد ،
فإذا الناس أوزاع متفرقون يصلى الرجل لنفسه ،
ويصلي الرجل بصلاته الرهط ،
فقال عمر إني أرى لو جمعت هؤلاء
على قارئ واحد لكان أمثل ،
ثم عزم فجمعهم على أُبي بن كعب ،
ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم ،
فقال عمر
" نعمت البدعة هذه "
رواه البخاري .
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
فهذه الأحاديث الصحيحة الثابتة
صريحة في مشروعية قيام الليل ،
وأدائها جماعة ،
وإذا كان عمر رضي الله عنه
قد جمع الناس وراء قارئ واحد ،
فقد اقتدى برسول الله صلى الله عليه وسلم ،
إذ أن حديث عائشة رضي الله عنها صريح
في أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
صلى بالمسلمين قيام رمضان ،
إلا أنه لم يداوم على ذلك
خشية أن يُفرض عليهم ،
فلما انتقل صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى ،
وانقطع الوحي ، واستقرت الشريعة ،
وصار الأمن مما كان يخشاه صلى الله عليه وسلم
من فرضه على الأمة ;
أنفذ عمر رغبة رسول الله
صلى الله عليه وسلم
في جمع الناس وراء إمام واحد .
فهل في هذا الإجراء من الخليفة الراشد
المأمورين باتباع سنته
مشابهة لما ابتدعه
القرامطة والفاطميون
من الاحتفالات بذكرى المولد وغيره ؟
سبحانك
هذا ضلال مبين .
===========
{ وَانْظُرْ إِلَىٰ إِلَٰهِكَ
الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا
لَنُحَرِّقَنَّه ُ
ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ
فِي الْيَمِّ نَسْفًا }
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
الوقفة الرابعة :
عند اعتباره تصنيف العلوم النافعة ،
وحرب الكفار بالمعدات الحديثة ،
والأذان على المنابر ،
واتخاذ الربط والمدارس والمستشفيات ،
وغير ذلك من وجوه البر والإحسان ،
اتخاذ ذلك بدعة .
لقد سبقت منا مناقشة هذا الاعتبار
في الدليل الخامس عشر ،
وقد مللنا التكرار ،
فيغني ذلك عن إعادته .
إلا أننا نذكر المالكي حينما يرى
أن محاربة الكفار بالمعدات الحديثة بدعة،
نذكره بقوله تعالى:
{ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ }[1] ،
فهل يكون في امتثال أمر الله ابتداع ؟
رحمك الله أيها الشاطبي ،
فقد أكدت لنا القول
بأن أهل البدع
لا يستطيعون المناظرة
مع أهل العلم
لفقرهم إلى ما يسندهم في بدعهم
من الأدلة الموجبة للإقناع .
===========
[1] - سورة الأنفال ، الآية : 60 .
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
الوقفة الخامسة :
عند قوله :
ويصرح بهذا القيد ما وقع من أكابر الصحابة والتابعين من المحدثات ،
التي لم تكن في زمنه صلى الله عليه وسلم .
ونقول للمالكي إن كان قصدك من هذا
جمع القرآن ونشره ،
وجعل الناس وراء إمام واحد في قيام رمضان ،
وقتال أهل الردة ;
فقد مرت الإجابة عن ذلك
بما يغنى عن إعادته ،
وإن كان القصد أن الصحابة والتابعين
قد أحدثوا في الدين
ما لم يكن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ;
فإن هذا كذب
وافتراء
وزور
وبهتان ،
فهم رضوان الله عليهم
أبعد الناس عن المخالفة ،
وأولى الناس بالاتباع والاقتداء ،
وأحرص الناس على الوقوف عند سنة رسول الله
صلى الله عليه وسلم ،
ونتحدى المالكي وأحزابه
وأبالسة الإنس والجن
من دعاة السوء والابتداع
أن ياتوا لنا بما يصدق عليه
أن يكون بدعة مما يدعيه المالكي
من إحداثات الصحابة وابتداعهم .
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
سبحان الله ،
يروي أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم :
" من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ،
من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ،
إياكم ومحدثات الأمور
فإن كل محدثة بدعة
وكل بدعة ضلالة
وكل ضلالة في النار ،
عليكم بسنتي
وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي
تمسكوا بها
وعضوا عليها بالنواجذ ،
ما أحدث قوم بدعة
إلا رفع الله مثلها من السنة " .
وما روي موقوفاً على أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم
كقول ابن مسعود :
اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم ،
وقول حذيفة رضي الله عنه :
كل عبادة لم يتعبّدها أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم
فلا تعبّدوها ،
فإن الأول لم يدع للآخر مقالاً ،
فاتقوا الله يا معشر القرآء ،
وخذوا بطريق من كان قبلكم .
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
سبحان الله ،
يروون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
الأحاديث الصحيحة الصريحة
في محاربة الابتداع والتحذير منه ،
ثم يبتدعون ! ،
إنه لبهتان عظيم ،
نشهد ببراءة أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم منه ،
ونسأله تعالى أن ينتقم لأصحاب رسول الله
ممن رماهم بهذا
البهت والافتراء .
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
الوقفة السادسة :
عند قوله :
ونحن اليوم قد أحدثنا مسائل كثيرة لم يفعلها السلف
إلى آخر الدليل .
تمثيل المالكي على دعواه
بأننا في هذا العصر قد أحدثنا
بجمع الناس على إمام واحد آخر الليل
لأداء صلاة التهجد
مردود
بأن قيام رمضان ثابت
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً ،
فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم
الترغيب في قيام رمضان ،
فقد قال
من قام رمضان إيماناً واحتساباً
غفر له ما تقدم من ذنبه ،
ولم يعين صلى الله عليه وسلم صلاة محدودة للقيام ،
ولا وقتاً له معيناً من الليل ،
وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم
قام أول الليل ووسطه وآخره ،
وأنه صلى الله عليه وسلم صلاها جماعة .
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
ففي كتاب قيام الليل
لأبي عبدالله محمد بن نصر المرزوي
قال :
باب صلاة النبي صلى الله عليه وسلم جماعة ليلاً
تطوعاً في شهر رمضان ،.
فذكر حديث عائشة رضي الله عنها ،
وحديث جبير بن نفير عن أبي ذر المتقدميّن مما أوردنا ،
وذكر حديث النعمان بن بشير بسنده ،
قال :
قمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهـر رمضان
ليـلة ثـلاث وعشريـن إلى نصف الليـل ،
ثم قمنا معه ليلة سبع وعشرين
حتى خفنا ألا ندرك الفلاح ،
وكنا نسميه السحور .
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
وقال في باب اختيار قيام الليل على أوله :
طاووس سمع ابن عباس يقول :
دعاني عمر أتغذى عنده ، يعني السحر ،
فسمع هيعة الناس ،
فقال : ما هذا ؟
فقلت: الناس خرجوا من المسجد ،
قال ما بقي من الليل أفضل مما مضى.
وقال الحسن :
كان الناس يصلون العشاء في شهر رمضان
في زمان عمر بن الخطاب وعثمان بن عثمان ربع الليل الأول ،
ثم يقومون الربع الثاني ،
ثم يرقدون ربع الليل ويصلون فيما بين ذلك .
وكان علي بن أبي طالب إذا تعشى في شهر رمضان
هجع ثم يقوم إلى الصلاة فيصلي .
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
فهذه الآثار صريحة
في أن قيام الليل غير محدد بوقت ،
ولا بعدد معين من الصلاة ،
وأن إقامة صلاة الليل جماعة
سواء كان ذلك في أول الليل أو وسطه أو آخره
ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
كما أن تعدد أداء صلاة القيام في رمضان
ثابت عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وقد تلقت الأمة ذلك بالقبول ،
ولم يقل أحد من أهل العلم
أن قيام التهجد آخر الليل جماعة بدعة ،
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
إلا المالكي وأحزابه
ممن لا يعتد بهم في قول أو عمل ،
ولم يكن له ولأحزابه
قصد في محاربة الابتداع ،
وإنما قصده في ذلك
التلبيس والتدليس على الأمة
بمشروعية الابتداع ،
هداه الله وأعاده إلى الصواب .
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
ومثـَّل المالكي للابتداع في زمننا
بختم القرآن في قيام الليل ،
وهذا أيضاً مردود
بالآثار الكثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وعن أصحابه وتابعيهم ،
وكلها تنص على الترغيب
في تلاوة كتاب الله في قيام الليل
حسبما تقتضي بذلك أحوالهم وقواهم .
ففي قيام الليل لأبي عبدالله المروزي
تحت باب مقدار القرآءة في كل ركعة في قيام الليل
قال ما نصه :
( السائب بن يزيد :
أمر عمر بن الخطاب أبي بن كعب وتميم الداري
أن يقوما للناس في رمضان ،
فكان القارئ يقرأ بالمئتين ،
حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام ،
وما كنا ننصرف إلا في فروع الفجر ) ،
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
إلى أن قال
( أبو داود سأل أحمد
عن الرجل يقرأ القرآن مرتين في رمضان ،
يؤم الناس ،
قال :
هذا عندي على قدر نشاط القوم ،
وإن فيهم العمال ،
وقال صلى الله عليه وسلم لمعاذ
أفتان أنت ؟ .
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية
ما نصه :
( وأما قرآءة القرآن في التراويح
فمستحب باتفاق أئمة المسلمين ،
بل من أجلّ مقصود التراويح قرآءة القرآن فيها
ليسمع المسلمون كلام الله ،
فإن شهر رمضان فيه نزل القرآن ،
وفيه كان جبريل يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن ،
وكان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس ،
وإن أجود ما يكون في رمضان
حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن )[1] . اهـ .
==========
[1] - انظر 23 ، ص 122 من مجموع الفتاوى .
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
وفي المغني لابن قدامة رحمه الله
ما نصه :
( وسُئل أبو عبدالله عن الإمام في شهر رمضان
يدع الآيات من السورة ،
ترى لمن خلفه أن يقرأها ؟
قال : نعم ،
ينبغي أن يفعل ،
قد كانوا بمكة يوكلون رجلاً
يكتب ما ترك الإمام من الحروف وغيرها ،
فإذا كان ليلة الختمة أعاده ،
وإنما استحب ذلك
لتتم الختمة ويكمل الثواب )[1] . اهـ .
==========
[1] - انظر ج 2 ، ص 172 من المغنى .
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
وأما دعاء ختم القرآن
في تراويح رمضان أو قيامه ،
فليس كما ذكره المالكي من الأمور المبتدعة ،
وإنما هو من أعمال السلف الصالح ،
وفي ذلك يقول ابن قدامة رحمه الله
في المغنى نقلاً عن
إمام أهل السنة وقامع البدعة ،
الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه
ما نصه :
( قال الفضل بن زياد :
سألت أبا عبدالله
أختم القرآن أجعله في الوتر أو في التروايح ؟
قال :
اجعله في التراويح حتى يكون لنا دعاءين اثنين .
قلت : كيف أصنع ؟ ،
قال :
إذا فرغت من آخر القرآن فارفع يديك قبل أن تركع ،
وادع بنا ونحن في الصلاة ،
وأطل القيام . قلت : بمَ أدعُ ؟ ،
قال : بما شئت .
قال :
فقلت بما أمرني وهو خلفي يدعو ويرفع يديه .
قال حنبل
سمعت أحمد يقول في ختم القرآن :
إذا فرغت من قرآءة { قل أعوذ بربِ الناس }
فارفع يديك بالدعاء قبل الركوع .
قلت : إلى أي شيء تذهب في هذا ؟،
قال: رأيت أهل مكة يفعلونه ،
وكان سفيان بن عيينة يفعله معهم بمكة .
قال العباس بن عبد العظيم :
وكذلك أدركنا الناس بالبصرة وبمكة .
ويروي أهل المدينة في هذا شيئاً ،
وذكر عن عثمان بن عفان )[1]. اهـ .
==========
[1] - انظر ج 2 ، ص 171 في المغنى .
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
وأما نداء المنادي بقوله :
صلاة القيام أثابكم الله ،
فعلى فرض أنه بدعة ،
فليس لها وجود في غير الحرمين ،
ولعلها من بقايا أمور [ زيدت ]،
ورؤي أن الخطب في هذه يسير ،
فبقيت
مع أنها في الواقع مستندة إلى أصل
هو مشروعية الإبلاغ للدخول في وقت الصلاة ،
وهذا نوع من الإبلاغ ،
وفيه مصلحة شرعية ،
ويستند إلى أصل عام ،
ولا يترتب عليه من المنكرات شيء مطلقاً ،
كما أنه لا ينطبق عليه تعريف البدعة،
فليس الإبلاغ للدخول في الصلاة محدث في الدين ،
ومع ذلك فلو استغـنى عنه
واقتصر على ما عليه بقية البلاد
لكان ذلك أسلم و أكمل .
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
إلا أننا لا نسلم للمالكي
تشبيهه هذه المسألة بالموالد والاحتفال بها ،
إلا مع الفارق الكبير ،
كالفارق بين السماء والأرض ،
والعلم والجهل ،
والنور والظلمات ،
والحق والباطل ،
لأن الموالد فضلاً عما هي في واقعها
بدعة واضحة جلية ;
فإنها تشتمل على منكرات وشركيات ،
لو كانت في حد ذاتها مشروعة
لاتجه القول بحرمتها
أشبه مسجد الضرار .
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
الوقفة السابعة :
عن تساؤل المالكي في هذا الدليل ،
بعد إيراده جمع الناس على إمام واحد في التهجد ،
وختم القرآن فيه ، ودعاء ختم القرآن ،
وإعلام الناس بالقيام ، واعتباره كل ذلك بدعاً ،
إذا اعتبرنا احتفاله بالمولد بدعة .
ونقول له :
إنك بتشبيهك هذه الأمور بالمولد بين أمرين :
إما أنك جاهل
وفاقد لحاسة الإدراك العلمية ;
لأنك تجمع في تشبيهك
بين متضادين ومتناقضين ومتباينين ،
كمن يجمع بين الحق والباطل ،
والظلمات والنور ،
لأن هذه الأمور مؤصلة شرعاً ،
وقد تلقاها الخلف عن السلف الصالح ،
وذكر السلف الصالح مستندهم في اعتبارها
مما مر ذكره وإيضاحه .
أما الاحتفالات بالموالد فلم تُعرف
إلا بعد أن انقرضت القرون الثلاثة المفضلة بأهلها
أهل العلم والإيمان والتقى والصلاح والاتباع والاقتداء ،
ثم ابتدعها ونادى بها
من هو من شر خلق الله
القرامطة و الرافضة والفاطميون ،
وتلقاها عنهم
أهل التصوف والدجل
والغرام بالمحدثات ،
وجعلوا للاحتفالات بها
هيئة تشتمل على الكثير من المنكرات
مما مر ذكره و تكراره .
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
وإما أنك أيها المالكي
تدرك تنكبك عن الصرط السوي ;
إلا أنك تريد المغالطة ،
وإثارة الشبه ،
وبلبلة الأفكار
كما يفعل المغضوب عليهم
ممن عندهم علم لكنهم لم يعملوا به .
ولثقتنا بعلم المالكي وذكائه وقوة إداركه
وحبه للظهور ،
وابتغاء الوجاهة بأي وسيلة ;
فإننا نظن به الثانية ،
لتبقى له قاعدته الشعبية من الرعاع والسذج ،
تقدم له آيات الإجلال والتقدير
بالانحناءات
والخضوع ،
ولحس الأيدي ،
وتلمس البركات .
وإلا فنحن على ثقة كبيرة
من أنه يدرك أن الاحتفالات بالمولد
تجمع من المنكرات والشركيات
والوهميات والخيالات ما لا يخفى
مما مر ذكره وتكراره .
يُلاحظ في هذا ،
أن صاحب الرسالة البتراء
لم يذكر الدليل السابع عشر
لسهو أو غير ذلك
مما يعرفه المؤلف .
-
الدليل الثامن عشر
مناقشته ثم رده :-
وذكر المالكي الدليل الثامن عشر بقوله :
الثامن عشر :
قال الإمام الشافعي رضي الله عنه :
ما أحدث وخالف كتاباً أو سنة أو إجماعاً أو أثراً فهو البدعة الضالة ،
وما أحدث من الخير ولم يخالف شيئاً من ذلك فهو محمود . اهـ .
وجرى الإمام العز بن عبد السلام والنووي كذلك وابن الأثير
على تقسيم البدعة إلى ما أشرنا إليه سابقاً . اهـ .
سبق أن أوردنا نصوصاً عن مجموعة من أهل العلم
منهم شيخ الإسلام ابن تيمية وابن رجب
والعز بن عبد السلام والشاطبي
وابن النحاس وابن حجر العسقلاني ;
فيها انتقاد صريح وواضح
لتقسيم البدعة إلى جائز ومحظور ،
وقد تنزَّل بعضهم وأخذ بالتقسيم ،
إلا أن الأقسام الجائزة عندهم
لا تسمى بدعة إلا على سبيل اللغوي ،
كما قال عمر في جمع الناس في التراويح على إمام واحد :
نعمت البدعة هذه .
مما له أصل معتبر في الشرع ،
وليس له مردود سيء .
===============
الرد على الخرافيين [محمد علوي مالكي]
http://www.youtube.com/watch?v=cOVKfg-ji-M
داعية الشرك محمد علوي مالكي الصوفي
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
وقد مر بنا استعراض ما ذكروه من ذلك ،
كجمع القرآن ونشره
وتدوين علوم القرآن والحديث واللغة ،
وإيجاد الأربطة والمدارس والمستشفيات والمدارس ;
والرد على اعتبار ذلك بدعاً شرعية ،
وذلك في الرد على الدليل الخامس عشر ،
وتحدثنا عن كل مسألة من هذه المسائل ،
وبينا أن لها أصلاً معتبراً في الشرع ،
وفي الصدر الأول من الإسلام ،
وأن إيرادها لتشبيهها بالمولد والاحتفال به ،
أو تشبيه المولد بها
يعتبر مغالطة وسفهاً من المالكي ،
إن لم يكن ذلك منه جهلاً وضلالا .
===============
الرد على الخرافيين [محمد علوي مالكي]
http://www.youtube.com/watch?v=cOVKfg-ji-M
داعية الشرك محمد علوي مالكي الصوفي
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
وعلى افتراض موافقتنا المالكي على فهمه السيء
عن هؤلاء العلماء الأجلاء ;
فكل يُؤخذ من قوله ويُترك
إلارسول الله صلى الله عليه وسلم ،
قال تعالى:
{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ
وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا }[1] ،
وقال صلى الله عليه وسلم :
" إن خير الحديث كتاب الله
وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ،
وشر الأمور محدثاتها
وكل بدعة ضلالة " .
===========
[1] - سورة الحشر ، الآية : 7 .
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
لقد اشتد نكير ابن عباس رضي الله عنهما
على من اعتبر قول أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ،
في أن الإفراد بالحج أفضل ،
وكان ابن عباس يرى التمتع بالعمرة إلى الحج واجب ،
لحديث سراقة بن مالك حين أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم
أن يجعلوها عمرة ،
ويحلوا إذا طافوا بالبيت ،
وسعوا بين الصفا والمروة ،
فقال سراقة :
ألعامنا هذا ، أم للأبد ؟
فقال : بل للأبد .
فقد جاءه رضي الله عنه من قال له :
إن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما
لا يريان التمتع بالعمرة إلى الحج ،
ويريان أن إفراد الحج أفضل .
فقال رضي الله عنه :
يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء ،
أقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
وتقولون قال أبو بكر وعمر ؟ .
فإذا كان هذا قـول بن عـباس رضي الله عـنه
في الخليفتين الراشدين أبي بكـر وعمر،
فكيف بمن ترك قول رسول الله
صلى الله عليه وسلم
لقول من هو دونهما ؟ .
===============
الرد على الخرافيين [محمد علوي مالكي]
http://www.youtube.com/watch?v=cOVKfg-ji-M
داعية الشرك محمد علوي مالكي الصوفي
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
الدليل التاسع عشر
مناقشته ثم رده :-
وذكر المالكي الدليل التاسع عشر بقوله :
الدليل التاسع عشر :
كل ما تشمله الأدلة الشرعية ،
ولم يقصد بإحداثه مخالفة الشريعة ولم يشتمل على منكر فهو من الدين ،
وقول المتعصب إن هذا لم يفعله السلف ;
ليس دليلاً له ، بل هو عدم دليل .
كما لا يخفى على من مارس علم الأصول ،
فقد سمى الشارع بدعة الهدى سنة ،
و وعد فاعلها أجراً ، فقال عليه الصلاة والسلام :
" من سنّ في الإسلام سنـّة حسنة فعُـمل بها بعده ،
كتب له مثل أجر من عمل بها ولا ينقص من أجورهم شيء " . اهـ .
هذا الدليل هو في الواقع تكرار للدليل الخامس عشر ،
وإذا كان الدليل الخامس عشر قد بسطه المالكي بقول
جرت مناقشته ورده جملة وتفصيلا ،
فإن هذا الدليل التاسع عشر هو إجمال واختصار
للدليل الخامس عشر ،
ونجاري المالكي في تكراره الممل ،
ونقول له :
إن الاحتفال بالمولد
لم تشمله الأدلة الشرعية العامة أو الخاصة ،
فلم يكن من رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولا أصحابه
ولا التابعين
ولا تابعيهم احتفال بمولده صلى الله عليه وسلم ،
لا بشكل جماعي ،
ولا بشكل فردي ،
ولم تلق قصائد مدحه صلى الله عليه وسلم
في ذكرى مولده المتكررة بتكرر السنين والأعوام ،
وإنما كانت تلقى في مناسبات تقتضيها الأحوال .
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
وما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم
من صومه يوم الإثنين من كل أسبوع ،
وتعليله ذلك بأنه يوم ولد فيه ;
لا يُعتبر دليلاً على إقامة احتفال سنوي ;
فيه من المنكرات والشركيات والترهات
ما الله به عليم ،
فالأول خير محض ،
والثاني إن لم يكن شراً محضاً
فضرره لا يقابل ما فيه من خير إن وجد .
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
والنبي صلى الله عليه وسلم
حينما سُـئل عن صوم يوم الإثنين والخميس ،
قال :
" إنهما يومان تعرض الأعمال فيهما على الله ،
فأحب أن يُعرض عملي وأنا صائم " .
فصيام يوم الإثنين مسنون لعدة أحكام :
أهمها أنه يوم ولد فيه ،
ويوم أنزل عليه القرآن فيه ،
ويوم تعرض فيه أعمال العباد .
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
ونقول له أيضاً
إن المولد أمر محدَث مخالف للشريعة الإسلامية ،
فليس له أصل في الإسلام ،
ولم يكن ممن يعتد بهم وتقتفى آثارهم
في الاتباع والاهتداء والاقتداء
من صحابة أو تابعين أو أتباع تابعين ،
وإنما هو من ابتداع شر أهل الأرض
القرامطة والرافضة ،
ولو كان خيراً
لسبقنا إليه من هم
أحرص منا على ابتغاء الخير ،
وأفقه منا في معرفة طريق الخير ،
وأتقى منا في تتبع ما يهدي إلى الخير ،
وأصدق منا محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ;
وفيما تعنيه محبته من مناهج الخير ،
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
وقد مات صلى الله عليه وسلم
بعد أن تركها لنا محجة بيضاء ،
ليلها كنهارها ،
لا يزيغ عنها إلا هالك ،
وبعد أن نزلت عليه آخر آية من كتاب الله :
{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ
وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي
وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا }،
ولم يكن في إكمال الدين
وإتمام النعمة
وارتضاء الإسلام ديناً
لنا أمر يدعو إلى إقامة الاحتفال بالمولد ،
فهل كان ربك نسيا ؟
تعالى وتقدَّس .
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
أم أن محمداً صلى الله عليه وسلم قصَّر في أداء الرسالة ;
حينما أغفل الأمر
بإقامة الاحتفالات بمولده صلى الله عليه وسلم ؟
هل أراد حرماننا من الأجر العظيم
والقربة إلى الله تعالى ;
حينما بخل علينا
ببيان ما في إقامة المولد من الفضل الجمّ ،
والخير الواسع ;
على ما يدَّعيه ويزعمه
شيخ البدعةمحمد علوي مالكي؟
سبحانك
هذا بهتان عظيم .
-
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
وإذا كان المالكي يبرئ موالده
من هذه الأمور المنكرة ;
وإن كانت في الواقع
هي الخصائص الرئيسية للاحتفالات بالمولد ;
إذا كان المالكي ينكر هذه الأمور في موالده
فإنه لا يستطيع أن ينكر ما هو أدهى فيها وأمر ،
لا يستطيع أن ينكر ما يتلى في موالده
من المدائح النبوية
المشتملة على
الغلو والإطراء والإفراط والتنطع ،
ورفع منزلة الرسول صلى الله عليه وسلم
إلى مقام الربوبية والألوهية
من المنع والعطاء
والإحاطة الشاملة ،
واعتباره ملجأ
وملاذاً وصمداً ،
وأن له مقاليد السموات والأرض ،
وأنه نور لا ظل له في شمس ولا قمر ،
وأن الخلق خلقوا لأجله ،
وأن قبره أفضل من الكعبة ،
وليلة مولده أفضل من ليلة القدر ،
وأن له الحق في الإقطاع في الجنة ،
وأنه يعلم الأمور الخمسة
التي استأثر الله تعالى بعلمها :
{ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ
وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأرْحَامِ
وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا
وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ }[1] ،
وأن أعمال أمته تعرض عليه ،
إلى غير ذلك
مما لم يقل به
أبو جهل وأبو لهب وأُبيّ بن خلف
وغيرهم من أئمة الكفر والشرك والطغيان ،
ممن يعترفون لله تعالى بتوحيد الربوبية
ويقولون في تبرير دعوتهم أصنامهم
{ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى }[2] .
===========
[1] - سورة لقمان ، الآية : 34 .
[2] - سورة الزمر ، الآية : 3 .
==================
الرد على الخرافيين[محمد علوي مالكي]
http://www.youtube.com/watch?v=cOVKfg-ji-M
داعية الشرك [محمد علوي مالكي الصوفي]
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
كما أن المالكي
لا يستطيع أن ينكر ما تشتمل عليه موالده
من الخيالات والوهميات
في حضور الحضرة النبوية ،
ووجوب القيام لها إجلالاً واحتراماً .
حيث فتح هذا الاعتقاد للشيطان وأعوان الشيطان وأتباع الشيطان
من الإنس والجن أبواب اختلال الأمة ،
وإبعادها عن الموارد الصافية في الشريعة الإسلامية ،
حيث أعطى هذا الاعتقاد مردوداً سيئاً في تفرق الأمة ،
وفساد اعتقادها ،
وانتشار فرق الضلال فيما بينها ;
من قاديانية
واسماعيلية
ونصيرية
وطرق متعددة للمتصوفة
والروافض .
==================
الرد على الخرافيين[محمد علوي مالكي]
http://www.youtube.com/watch?v=cOVKfg-ji-M
داعية الشرك [محمد علوي مالكي الصوفي]
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
الدليل العشرون
مناقشته ثم رده :-
وذكر المالكي الدليل العشرين بقوله :
الدليل العشرون :
أن الاحتفال بالمولد إحياء لذكرى المصطفى صلى الله عليه وسلم ،
وذلك مشروع عندنا في الإسلام ،
فأنت ترى أن أكثر أعمال الحج
إنما هي إحياء لذكريات مشهودة ومواقف محمودة ،
فالسعي بين الصفا والمروة ورمي الجمرات والذبح بمنى ;
كلها حوادث ماضية سابقة يحي المسلمون ذكراها
بتجديد صورتها في الواقع .اهـ .
لقد كنا نحسن الظن بالمالكي ،
وبأنه على مستوى طيب من العلم والفهم والإدراك ،
ولكننا بعد ان قرأنا له ما سجلته
يده الزائغة المشلولة
ويراعه المسموم ،
أدركنا أن الرجل
في غياهب الجهالات والضلالات ،
ومن أطوع جنود إبليس
للدعوة إلى الشرك بالله ،
والزج بالأمة إلى جاهلية جهلاء ،
بل إلى ما لم تكن عليه جاهلية أبي جهل
وأبي لهب وأُبي بن خلف
وغيرهم من أقطاب الكفر
والشرك والطغيان ،
===========
{ وَانْظُرْ إِلَىٰ إِلَٰهِكَ
الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا
لَنُحَرِّقَنَّه ُ
ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ
فِي الْيَمِّ نَسْفًا }
===============
الرد على الخرافيين [محمد علوي مالكي]
الرد على الصوفي الضال المخرِّف محمد علوي مالكي
http://www.youtube.com/watch?v=cOVKfg-ji-M
داعية الشرك[محمد علوي مالكي]الصوفي
http://majles.alukah.net/t132151/
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
وإنما إلى جاهلية
تكفر بوحدانية الله تعالى في ربوبيته ،
حينما ينادي المالكي وأتباعه
بأن محمداً صلى الله عليه وسلم ، شريك لله
في مقاليد السموات والأرض،
وأن له حق الإقطاع في الجنة ،
وأن له العلم الشامل ،
ومن ذلك علم اللوح والقـلم والروح
والأمـور الخمسة التي ذكر الله اختصاصه بها ،
وأن قبره أفضل من الكعبة ،
وليلة مولده أفضل من ليلة القدر ،
وأنه نور لا ظل له في شمس ولا قمر ،
إلى آخر ترهات المالكي وأباطيله ،
ومحدثاته وغرائبه وعجائبه
مما ذكره في كتابه السيء
( الذخائر المحمدية ) ،
===============
الرد على الخرافيين [محمد علوي مالكي]
الرد على الصوفي الضال المخرف محمد علوي مالكي
http://www.youtube.com/watch?v=cOVKfg-ji-M
داعية الشرك[محمد علوي مالكي]الصوفي
http://majles.alukah.net/t132151/
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
وإلى جاهلية
تكفر بوحدانية الله تعالى في ألوهيته ;
حينما يعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم
من التقديس والإجلال
ما يجب أن يختص الله تعالى به ،
فيعتبره الملجأ
والملاذ
ومفرّج الكربات العظام ،
وأنه إن توقف
عن تفريج الكربة
فمن ذا يُسأل بعده .
قال إمامه البوصيري :
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به
سواكَ عند حلول الحادث العمم
وقال إمامه البكري :
ونــــادِه إن أزمـــة أنــشـبــت
أظفارها واستحكم المعضل
قـد مسنـي الكــرب وكـم مـرة
فـرَّجتَ كرباً بعضه يعضل
عجِّـل بإذهـاب الذي أشـتـكـي
فإن توقـفـت فـمن ذا أســألُ
===============
الرد على الخرافيين [محمد علوي مالكي]
الرد على الصوفي الضال المخرف محمد علوي مالكي
http://www.youtube.com/watch?v=cOVKfg-ji-M
داعية الشرك[محمد علوي مالكي]الصوفي
http://majles.alukah.net/t132151/
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
كم أنا متألم من قسوتي على المالكي ،
ووصفه بأوصاف مؤلمة ،
ولكنه الغضب في سبيل الله تعالى ،
والقسوة في مجال توحيد الله تعالى ،
والغيرة على حقوق الله تبارك وتعالى ،
والتأسي بعبد الله ورسوله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ،
فقد كان شديد الغيرة على حقوق الله ،
شديد الحرص على حماية جناب التوحيد ،
شديد الحرص على أن تعرف أمته منزلته
التي أنزله الله إياها .
ففي سنن النسائي بسند جيد
عن أنس رضي الله عنه ،
أن ناساً قالوا :
يا رسول الله ، يا خيرنا ، و ابن خيرنا ،
وسيدنا وابن سيدنا ،
فقال :
" يا أيها الناس قولوا بقولكم
ولا يستهوينكم الشيطان ،
أنا محمد عبد الله ورسوله ،
ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي
التي أنزلني الله عز وجل " ،
فقد أنكر صلى الله عليه وسلم عليهم
قولهم هذا الإطراء ،
وعلل ذلك بأن الشيطان قد يدخل على الناس
لإفساد دينهم من هذا الباب ،
فسدّه صلى الله عليه وسلم ،
وقطع دابر كل ذريعة توصل إليه .
===============
الرد على الخرافيين [محمد علوي مالكي]
الرد على الصوفي الضال المخرف محمد علوي مالكي
http://www.youtube.com/watch?v=cOVKfg-ji-M
داعية الشرك[محمد علوي مالكي]الصوفي
http://majles.alukah.net/t132151/
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
والله سبحانه وتعالى حسيب المالكي
وأشياخه وأئمته وأتباعه
الذين قاموا بفتح باب الشرك بالله على هذه الأمة ،
وغلوا في رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأطروه كما أطرت النصارى ابن مريم ،
فإن النصارى قالوا : إن عيسى ابن الله .
والمالكي وأحزابه قالوا إن محمداً شريك الله
في مقاليد السموات والأرض ،
وأنه الملتجأ والملاذ ،
وأن من علومه علم اللوح والقلم والروح ،
وأنه مفرِّج الكربات
إلى آخر ما في قائمة المالكي
من أنواع الشرك بالله في ربوبيته وألوهيته .
===============
الرد على الخرافيين [محمد علوي مالكي]
الرد على الصوفي الضال المخرِّف محمد علوي مالكي
http://www.youtube.com/watch?v=cOVKfg-ji-M
داعية الشرك[محمد علوي مالكي]الصوفي
http://majles.alukah.net/t132151/
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع