-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
تابع / مشاركة رقم 147 :
ما يستفاد :
1- وأثناء مسيره - (ص) - نزلت عليه سورة الفتح { إنا فتحنا لك فتحا مبينا } إلى آخر السورة ، وقد اشتملت على جل أحداث غزوة الحديبية مما تم فيها وما لحق بها من فتح خيبر وفوز المؤمنين بغنائم خيبر ، والبشارة بعمرة القضاء وتمامها على الوجه الأكمل بعد عام واحد من تلك الأيام ، وبذلك صدق الله رسوله رؤياه المبشرة له وللمؤمنين بدخولهم مكة آمنين غير خائفين .
[ هذا الحبيب (ص) للجزائري رحمه الله ]
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
تابع / مشاركة رقم 148 - 149 :
ما يستفاد :
1- بيان حكم المهاجرات من النساء المؤمنات ..
[ هذا الحبيب (ص) للجزائري رحمه الله ]
2- في السنة السادسة من الهجرة نزل فرض الحج .
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
تابع / مشاركة رقم 154 :
ما يستفاد :
1- سلك (ص) في كتبه مسلك : أنزلوا القوم منازلهم ، ولكل مقام مقال .
2- إقراره (ص) لمن كتب لهم إن أسلموا على ملكهم نابع من سياسة رشيدة لا يجارى فيها (ص) .
3- جعله (ص) اسم الله أعلى في الخاتم واسمه الأدنى فيه من تعظيم الله ...
[ هذا الحبيب صلى الله عليه وسلم للجزائري رحمه الله ]
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
تم بحمدلله ما يستفاد من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ،،،
نرجو المواصلة في ذكر باقي سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
بارك الله فيكم
ملاحظة : من خلال قراءة موضوعكم هناك أحداث في السيرة لم يتم ذكرها ..
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم
تم بحمدلله ما يستفاد من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ،،،
نرجو المواصلة في ذكر باقي سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
بارك الله فيكم
ملاحظة : من خلال قراءة موضوعكم هناك أحداث في السيرة لم يتم ذكرها ..
بارك الله فيكم، وجزاكم خيرًا.
ونرجو منكم إن وقفتم على أحداث أخرى لم نذكرها، أن تشاركوا معنا بها
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
إن شاء الله تعالى ،، فامضوا على بركة الله ..
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
6- وفي السنة السادسة للهجرة: نزل حُكْم الظهار.
الظهار: هو أن يقول الرجل لامرأته: أنت عليَّ كظهر أمي، أو أنت أو أي عضو منك عليَّ كعضو من أعضاء من يحرم عليَّ تحريمًا مؤبدًا.
وهو مُحَرَّم لأنه كذب، قال تعالىٰ: (وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا) [المجادلة: 2] لأنه جعل الزوجة كالأم وليس كذلك، والرجل إذا ظاهر من زوجته فهي عليه حرام، فلا يطؤها ولا يستمتع منها بشيء حتىٰ يُكفر عن ذلك.
عَنْ خُوَيْلَةَ بنتِ ثَعْلَبَةَ قَالَتْ: ظَاهَرَ مِنِّي زَوْجِي أَوْسُ بن الصَّامِتِ، فَجِئْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم أَشْكُو إِلَيْهِ، وَرَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يُجَادِلُنِي فِيهِ، وَيَقُولُ: «اتَّقِي الله فَإِنَّهُ ابْنُ عَمِّكِ»، فَمَا بَرِحْتُ حَتَّىٰ نَزَلَ الْقُرْآنُ: (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا) [المجادلة: 1] إِلَىٰ الْفَرْضِ، فَقَالَ: «يُعْتِقُ رَقَبَةً»، قَالَتْ: لَا يَجِدُ، قَالَ: «فَيَصُومُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ»، قَالَتْ: يَا رَسُولَ الله إِنَّهُ شَيْخٌ كَبِيرٌ مَا بِهِ مِنْ صِيَامٍ، قَالَ: «فَلْيُطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا»، قَالَتْ: مَا عِنْدَهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَصَدَّقُ بِهِ، قَالَتْ: فَأُتِيَ سَاعَتَئِذٍ بِعَرَقٍ مِنْ تَمْرٍ([1])، قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله فَإِنِّي أُعِينُهُ بِعَرَقٍ آخَرَ، قَالَ: «قَدْ أَحْسَنْتِ، اذْهَبِي فَأَطْعِمِي بِهَا عَنْهُ سِتِّينَ مِسْكِينًا، وَارْجِعِي إِلَىٰ ابْنِ عَمِّكِ»([2]).
([1]) العَرَق: ستون صاعًا، والصاع أربعة أمداد، والمدُّ ملؤ كفَّي الرجل.
([2]) حسن: أخرجه أحمد 6/410، أبو داود (2213)، كتاب: الطلاق، باب: في الظهار، وحسنه الألباني «صحيح سنن أبي داود».
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
تابع / مشاركة رقم 307 :
ما يستفاد :
1- ( قال أبو داود في هذا ) : أي في هذا الحديث دلالة على أنها ( إنما كفرت ) : خويلة ( عنه ) : عن زوجة أوس بن الصامت ( من غير أن تستأمره ) : في أداء الكفارة ، وأن النبي (ص)أجازها وأمعناها .
[ عون المعبود شرح سنن أبي داود ( 6 / 244 ) ]
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
27- وفي السنة السادسة: مات سعد ابن خَوْلَةَ رضي الله عنه في الأسر بمكة.
عن سُبَيْعَةَ بنتِ الْحَارِثِ رضي الله عنها أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ سَعْدِ بن خَوْلَةَ وَهُوَ مِنْ بني عَامِرِ بن لُؤَيٍّ، وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا فَتُوُفِّيَ عَنْهَا فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ([1]).
وهذا هو الصحيح الثابت في تاريخ وفاة سعد بن خولة ضي الله عنه والله أعلم.
وهو ما اعتمد عليه الحافظ ابن حجر رحمه الله في التأريخ لوفاته ([2]).
وقد حزن النبي صلى الله عليه وسلم علىٰ سعد بن خولة لموته بمكة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكره أن يموت من هاجر إلىٰ المدينة بمكة بعد أن هاجر منها.
عَنْ سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «اللَّهُمَّ أَمْضِ لأصحابي هِجْرَتَهُمْ، وَلَا تَرُدَّهُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِهِمْ»، لَكِنْ الْبَائِسُ سَعْدُ بن خَوْلَةَ، رَثَىٰ لَهُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم مِنْ أَنْ تُوُفِّيَ بِمَكَّةَ([3]).
([1]) متفق عليه: أخرجه البخاري (3991)، كتاب: المغازي، باب: رقم (10)، ومسلم (1484)، كتاب: الطلاق، باب: انقضاء عدة المتوفىٰ عنها زوجها وغيرها بوضع الحمل.
([2]) انظر: ترجمة سعد بن خولة رضي الله عنه من «الإصابة».
([3]) متفق عليه: أخرجه البخاري (56)، كتاب: الإيمان، باب: ما جاء أن الأعمال بالنية، ومسلم (1628)، كتاب: الوصية، باب: الوصية بالثلث، واللفظ له.
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد طه شعبان
27- وفي السنة السادسة: مات سعد ابن خَوْلَةَ رضي الله عنه في الأسر بمكة.
...... فَتُوُفِّيَ عَنْهَا فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ([1]).
وهذا هو الصحيح الثابت في تاريخ وفاة سعد بن خولة ضي الله عنه والله أعلم.
وهو ما اعتمد عليه الحافظ ابن حجر رحمه الله في التأريخ لوفاته ([2]).
([3])
متفق عليه: أخرجه البخاري (56)، كتاب: الإيمان، باب: ما جاء أن الأعمال بالنية، ومسلم (1628)، كتاب: الوصية، باب: الوصية بالثلث، واللفظ له.
توفي في حجة الوداع رضي الله عنه لم ذكر أنه توفي في السنة السادسة ؟؟؟! ، الحديث في البخاري برقم 3936 ، وفي شرح النووي على صحيح مسلم ( 11 / 67-68 ): البائس هو الذي عليه أثر البؤس وهو الفقر والقلة . قوله : ( يرثي له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن مات بمكة ) . قال العلماء : هذا من كلام الراوي وليس هو من كلام النبي (ص) بل انتهى كلامه (ص) بقوله لكن البائس سعد بن خولة فقال الراوي : تفسيرا لمعنى هذا الكلام أنه يرثيه النبي صلى الله عليه وسلم ويتوجع له ويرق عليه لكونه مات بمكة ...
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
اضيف إلى ما ذكر من ترجمة للصحابي سعد بن خولة رضي الله عنه :
- كان من مهاجرة الحبشة الهجرة الثانية .
- شهد بدرا .
- وكان زوج سبيعة الأسلمية ؛ ذكر عبدالرزاق ، أخبرنا معمر عن الزهري ، عن عبيدالله بن عبدالله ، قال : أرسل مروان عبدالله بن عتبة إلى سبيعة بنت الحارث يسألها عما أفتاها به رسول الله (ص) ، فأخبرته أنها كانت عند سعد بن خولة ، فتوفى عنها في حجة الوداع ، وكان بدريا ، وولدت بعد وفاته بليال ، فقتا لها رسول الله (ص) : ( قد حللت فانكحي من شئت).
- ولم يختلفوا في أن سعد ابن خولة مات بمكة في حجة الوداع ، إلا ما ذكر الطبري محمد بن جرير ، فإنه قال : توفي سعد بن خولة سنة سبع ، والصحيح ما ذكره ما ذكره معمر عن الزهري ، عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود ، عن أبيه : أنه توفي في حجة الوداع ...
- ... ثم ذكر معنى حديث ابن شهاب ، وفي آخره ، لكن سعد بن خولة البائس قد مات في الأرض التي هاجر منها ، وهذا يرد قول من قال : إنه إنما رثي له ؛ لأنه مات قبل أن يهاجر ، وذلك غلط واضح ؛ لأنه لم يشهد بدرا إلا بعد هجرته ، وهذا ما لا يشك فيه ذو لب .
المصدر : الاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبدالبر ، ص 308
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
28- وفي السنة السادسة : مجموعة السرايا الآتية :
أ- سرية عكاشة بن محصن وكانت في ربيع أول من هذه السنة فقد خرج في أربعين رجلا فعلم بهم من خرجوا لهم فهربوا ، فطلبوهم هنا وهناك فلم يعثروا عليهم إلا أنهم عثروا على مائتي بعير فساقوها إلى المدينة وعادوا سالمين والحمدلله .
ب- سرية محمد بن مسلمة إلى بني ثعلبة بن سعد وكانوا عشرة فوارس ، فكمن العدو لهم وبيتوهم فلما ناموا قتلوهم عن آخرهم إلا أمير السرية محمد بن مسلمة فقد نجا وهو جريح رضي الله عنهم أجمعين .
جـ- سرية أبي عبيدة عامر بن الجراح إلى ذي القصة وكان أفراد السرية أربعين رجلا ، ولما علم المشركون بخروج السرية إليهم هربوا ووصلت السرية إلى مائهم فلم تجد أحدا إلا رجلا واحدا ونعما فساقوا النعم وأسلم الرجل فتركه النبي (ص) .
د- سرية زيد بن حارثة بالحموم فأصاب امرأة من مزينة اسمها حليمة فدلتهم على محلة من محال بني سليم فأصابوا نعما وشاءً وأسروا . وكان بين الأسرى زوج حليمة التي دلتهم على محلة العدو فوهبه رسول الله (ص) لزوجته حليمة وأطلقها .
هـ- سرية زيد بن حارثة أيضا إلى العيص وفيها أخذت الأموال التي كانت مع أبي العاص بن الربيع ، واستجلر أبو العاص بزينب فأجارته كما تقدم ، وردت إليه أمواله كلها حتى الشظاظ .
و- سرية زيد وأيضا إلى بني ثعلبة بالطرف على رأس خمسة عشر رجلا فهربوا منه ، وأصاب من نعمهم عشرين بعيرا وعادوا سالمين .
ز- سرايا زيد من غير ما ذكر وهي ثلاث . سرية إلى حسمى ، وثانية إلى وادي القرى ، وثالثة إلى أم قرفة .
حـ- سرية كرز بن جابر الفهري إلى العرنيين الذين قتلوا راعي رسول الله (ص) واستاقوا الإبل ، بعثه رسول الله (ص) في عشرين فارسا وقد استردوا الإبل وجاءوا بالعرنيين وهم الذين قتلوا بالحرة وتركوا بها أياما لأنهم أسلموا ثم ارتدوا وساقوا إبل الصدقة وفيهم نزلت آية : { إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا } الآية .
وفعل بهم رسول الله (ص) ذلك حكما بقضاء الله تعالى فيهم .
المصدر : هذا الحبيب محمد رسول الله (ص) يا محب للشيخ أبي بكر جابر الجزائري رحمه الله .
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
السنة السابعة من الهجرة
وفيها تسعة وعشرون حدثًا:
1- في المحرم من هذه السنة: ردَّ النبي صلى الله عليه وسلم ابنته زينب علىٰ أبي العاص بن الربيع بالنكاح الأول.
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: رَدَّ النبي صلى الله عليه وسلم ابْنَتَهُ زَيْنَبَ عَلَىٰ أبي الْعَاصِ بن الربيع، بَعْدَ سِتِّ سِنِينَ بِالنِّكَاحِ الْأَوَّلِ، ولَمْ يُحْدِثْ شيئًا([1]) أي بعد ست سنين من الهجرة.
وقد تقدم تفصيل ذلك عند ذكر سرية زيد بن حارثة رضي الله عنه إلى العيص، من أحداث السنة السادسة.
([1]) صحيح: أخرجه أبو داود (2240)، كتاب: الطلاق، باب: إلىٰ من تُردُّ عليه امرأته إذا أسلم بعدها، الترمذي (1143)، كتاب: النكاح، باب: ما جاء عن الزوجين المشركين يُسلم أحدهما، ابن ماجه (2009)، كتاب: النكاح، باب: الزوجين يُسلم أحدهما قبل الآخر، قال الترمذي: هذا حديث ليس بإسناده بأس، وصححه الألباني «صحيح أبي داود» (1938)، «الإرواء» (1921).
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
2- وفي المحرم من السنة السابعة: كانت غزوة ذي قَرَد علىٰ الراجح.
وذو قرد: اسم ماء علىٰ بعد يوم من المدينة.
عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه وهو يحكي قصة الحديبية، ومبايعته للنبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات قال: ثُمَّ خَرَجْنَا رَاجِعِينَ إِلَىٰ الْمَدِينَةِ فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا، بَيْنَنَا وَبَيْنَ بني لَحْيَانَ جَبَلٌ، وَهُمْ الْمُشْرِكُونَ، فَاسْتَغْفَرَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم لِمَنْ رَقِيَ هَذَا الْجَبَلَ اللَّيْلَةَ، كَأَنَّهُ طَلِيعَةٌ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ، قَالَ سَلَمَةُ: فَرَقِيتُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَبَعَثَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بِظَهْرِهِ مَعَ رَبَاحٍ غُلَامِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم وَأَنَا مَعَهُ، وَخَرَجْتُ مَعَهُ بِفَرَسِ طَلْحَةَ أُنَدِّيهِ مَعَ الظَّهْرِ([1])، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا إِذَا عبد الرَّحْمَنِ الْفَزَارِيُّ قَدْ أَغَارَ عَلَىٰ ظَهْرِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَاسْتَاقَهُ أَجْمَعَ وَقَتَلَ رَاعِيَهُ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَبَاحُ خُذْ هَذَا الْفَرَسَ فَأَبْلِغْهُ طَلْحَةَ بن عُبَيْدِ الله وَأَخْبِرْ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم أَنَّ الْمُشْرِكِينَ قَدْ أَغَارُوا عَلَىٰ سَرْحِهِ([2])، قَالَ: ثُمَّ قُمْتُ عَلَىٰ أَكَمَةٍ([3])، فَاسْتَقْبَلْتُ الْمَدِينَةَ فَنَادَيْتُ ثَلَاثًا يَا صَبَاحَاهْ، ثُمَّ خَرَجْتُ فِي آثَارِ الْقَوْمِ أَرْمِيهِمْ بِالنَّبْلِ، وَأَرْتَجِزُ أَقُولُ:
أَنَا ابْنُ الْأَكْوَع
|
|
وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ([4])
|
فَأَلْحَقُ رَجُلًا مِنْهُمْ فَأَصُكُّ([5]) سَهْمًا فِي رَحْلِهِ حَتَّىٰ خَلَصَ نَصْلُ السَّهْمِ إِلَىٰ كَتِفِهِ، قَالَ: قُلْتُ: خُذْهَا
أَنَا ابْنُ الْأَكْوَعِ
|
|
وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ
|
قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا زِلْتُ أَرْمِيهِمْ وَأَعْقِرُ بِهِمْ، فَإِذَا رَجَعَ إِلَيَّ فَارِسٌ أَتَيْتُ شَجَرَةً فَجَلَسْتُ فِي أَصْلِهَا، ثُمَّ رَمَيْتُهُ فَعَقَرْتُ بِهِ، حَتَّىٰ إِذَا تَضَايَقَ الْجَبَلُ فَدَخَلُوا فِي تَضَايُقِهِ عَلَوْتُ الْجَبَلَ فَجَعَلْتُ أُرَدِّيهِمْ بِالْحِجَارَةِ، قَالَ: فَمَا زِلْتُ كَذَلِكَ أَتْبَعُهُمْ، حَتَّىٰ مَا خَلَقَ الله مِنْ بَعِيرٍ مِنْ ظَهْرِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم إِلَّا خَلَّفْتُهُ وَرَاءَ ظَهْرِي وَخَلَّوْا بَيْنِي وَبَيْنَهُ ثُمَّ اتَّبَعْتُهُمْ أَرْمِيهِمْ حَتَّىٰ أَلْقَوْا أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِينَ بُرْدَةً وَثَلَاثِينَ رُمْحًا يَسْتَخِفُّونَ وَلَا يَطْرَحُونَ شَيْئًا إِلَّا جَعَلْتُ عَلَيْهِ آرَامًا مِنْ الْحِجَارَةِ يَعْرِفُهَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ حَتَّىٰ أَتَوْا مُتَضَايِقًا مِنْ ثَنِيَّةٍ فَإِذَا هُمْ قَدْ أَتَاهُمْ فُلَانُ بن بَدْرٍ الْفَزَارِيُّ، فَجَلَسُوا يَتَضَحَّوْنَ – يَعْنِي: يَتَغَدَّوْنَ- وَجَلَسْتُ عَلَىٰ رَأْسِ قَرْنٍ، قَالَ الْفَزَارِيُّ: مَا هَذَا الَّذِي أَرَىٰ، قَالُوا: لَقِينَا مِنْ هَذَا الْبَرْحَ([6]) وَاللَّهِ مَا فَارَقَنَا مُنْذُ غَلَسٍ يَرْمِينَا حَتَّىٰ انْتَزَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي أَيْدِينَا، قَالَ: فَلْيَقُمْ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنْكُمْ أَرْبَعَةٌ، قَالَ: فَصَعِدَ إِلَيَّ مِنْهُمْ أَرْبَعَةٌ فِي الْجَبَلِ، قَالَ: فَلَمَّا أَمْكَنُونِي مِنْ الْكَلَامِ، قَالَ: قُلْتُ: هَلْ تَعْرِفُونِي، قَالُوا: لَا وَمَنْ أَنْتَ، قَالَ: قُلْتُ: أَنَا سَلَمَةُ بن الْأَكْوَعِ، وَالَّذِي كَرَّمَ وَجْهَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم لَا أَطْلُبُ رَجُلًا مِنْكُمْ إِلَّا أَدْرَكْتُهُ وَلَا يَطْلُبُنِي رَجُلٌ مِنْكُمْ فَيُدْرِكَنِي، قَالَ أَحَدُهُمْ: أَنَا أَظُنُّ([7])، قَالَ: فَرَجَعُوا فَمَا بَرِحْتُ مَكَانِي حَتَّىٰ رَأَيْتُ فَوَارِسَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم يَتَخَلَّلُونَ الشَّجَرَ، قَالَ: فَإِذَا أَوَّلُهُمْ الْأَخْرَمُ الْأَسَدِيُّ عَلَىٰ إِثْرِهِ أبو قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ وَعَلَىٰ إِثْرِهِ الْمِقْدَادُ بن الْأَسْوَدِ الْكِنْدِيُّ، قَالَ: فَأَخَذْتُ بِعِنَانِ الْأَخْرَمِ، قَالَ: فَوَلَّوْا مُدْبِرِينَ، قُلْتُ: يَا أَخْرَمُ احْذَرْهُمْ لَا يَقْتَطِعُوكَ حَتَّىٰ يَلْحَقَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ، قَالَ: يَا سَلَمَةُ إِنْ كُنْتَ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَتَعْلَمُ أَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ وَالنَّارَ حَقٌّ فَلَا تَحُلْ بَيْنِي وَبَيْنَ الشَّهَادَةِ، قَالَ: فَخَلَّيْتُهُ فَالْتَقَىٰ هُوَ وَعبد الرَّحْمَنِ، قَالَ: فَعَقَرَ بِعبد الرَّحْمَنِ فَرَسَهُ وَطَعَنَهُ عبد الرَّحْمَنِ فَقَتَلَهُ وَتَحَوَّلَ عَلَىٰ فَرَسِهِ، وَلَحِقَ أبو قَتَادَةَ فَارِسُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم بِعبد الرَّحْمَنِ فَطَعَنَهُ فَقَتَلَهُ فَوَالَّذِي كَرَّمَ وَجْهَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم لَتَبِعْتُهُمْ أَعْدُو عَلَىٰ رِجْلَيَّ حَتَّىٰ مَا أَرَىٰ وَرَائِي مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وَلَا غُبَارِهِمْ شَيْئًا حَتَّىٰ يَعْدِلُوا قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَىٰ شِعْبٍ فِيهِ مَاءٌ، يُقَالُ لَهُ: ذَو قَرَدٍ لِيَشْرَبُوا مِنْهُ وَهُمْ عِطَاشٌ، قَالَ: فَنَظَرُوا إِلَيَّ أَعْدُو وَرَاءَهُمْ فَخَلَّيْتُهُمْ عَنْهُ – يَعْنِي: أَجْلَيْتُهُمْ عَنْهُ- فَمَا ذَاقُوا مِنْهُ قَطْرَةً، قَالَ: وَيَخْرُجُونَ فَيَشْتَدُّونَ فِي ثَنِيَّةٍ([8])، قَالَ: فَأَعْدُو فَأَلْحَقُ رَجُلًا مِنْهُمْ فَأَصُكُّهُ بِسَهْمٍ فِي نُغْضِ كَتِفِهِ، قَالَ: قُلْتُ: خُذْهَا
أَنَا ابْنُ الْأَكْوَعِ
|
|
وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ
|
قَالَ: يَا ثَكِلَتْهُ أُمُّهُ أَكْوَعُهُ بُكْرَةَ([9])، قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ يَا عَدُوَّ نَفْسِهِ أَكْوَعُكَ بُكْرَةَ، قَالَ: وَأَرْدَوْا([10]) فَرَسَيْنِ عَلَىٰ ثَنِيَّةٍ، قَالَ: فَجِئْتُ بِهِمَا أَسُوقُهُمَا إِلَىٰ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: وَلَحِقَنِي عَامِرٌ بِسَطِيحَةٍ فِيهَا مَذْقَةٌ مِنْ لَبَنٍ وَسَطِيحَةٍ فِيهَا مَاءٌ([11])، فَتَوَضَّأْتُ وَشَرِبْتُ، ثُمَّ أَتَيْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَىٰ الْمَاءِ الَّذِي حَلَّأْتُهُمْ عَنْهُ فَإِذَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم قَدْ أَخَذَ تِلْكَ الْإِبِلَ وَكُلَّ شَيْءٍ اسْتَنْقَذْتُهُ مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَكُلَّ رُمْحٍ وَبُرْدَةٍ وَإِذَا بِلَالٌ نَحَرَ نَاقَةً مِنْ الْإِبِلِ الَّذِي اسْتَنْقَذْتُ مِنْ الْقَوْمِ، وَإِذَا هُوَ يَشْوِي لِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم مِنْ كَبِدِهَا وَسَنَامِهَا، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله خَلِّنِي، فَأَنْتَخِبُ مِنْ الْقَوْمِ مِائَةَ رَجُلٍ فَأَتَّبِعُ الْقَوْمَ فَلَا يَبْقَىٰ مِنْهُمْ مُخْبِرٌ إِلَّا قَتَلْتُهُ([12])، قَالَ: فَضَحِكَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم حَتَّىٰ بَدَتْ نَوَاجِذُهُ فِي ضَوْءِ النَّارِ، فَقَالَ: «يَا سَلَمَةُ أَتُرَاكَ كُنْتَ فَاعِلًا»، قُلْتُ: نَعَمْ وَالَّذِي أَكْرَمَكَ، فَقَالَ: «إِنَّهُمْ الْآنَ لَيُقْرَوْنَ فِي أَرْضِ غَطَفَانَ»، قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ غَطَفَانَ، فَقَالَ: نَحَرَ لَهُمْ فُلَانٌ جَزُورًا، فَلَمَّا كَشَفُوا جِلْدَهَا رَأَوْا غُبَارًا، فَقَالُوا: أَتَاكُمْ الْقَوْمُ فَخَرَجُوا هَارِبِينَ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «كَانَ خَيْرَ فُرْسَانِنَا الْيَوْمَ أبو قَتَادَةَ وَخَيْرَ رَجَّالَتِنَا سَلَمَةُ»، قَالَ: ثُمَّ أَعْطَانِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم سَهْمَيْنِ سَهْمَ الْفَارِسِ وَسَهْمَ الرَّاجِلِ فَجَمَعَهُمَا لِي جَمِيعًا، ثُمَّ أَرْدَفَنِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَرَاءَهُ عَلَىٰ الْعَضْبَاءِ([13]) رَاجِعِينَ إِلَىٰ الْمَدِينَةِ. قَالَ: فَبَيْنَمَا نَحْنُ نَسِيرُ، قَالَ: وَكَانَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ لَا يُسْبَقُ شَدًّا([14])، قَالَ: فَجَعَلَ يَقُولُ أَلَا مُسَابِقٌ إِلَىٰ الْمَدِينَةِ هَلْ مِنْ مُسَابِقٍ؟ فَجَعَلَ يُعِيدُ ذَلِكَ، قَالَ: فَلَمَّا سَمِعْتُ كَلَامَهُ، قُلْتُ: أَمَا تُكْرِمُ كَرِيمًا وَلَا تَهَابُ شَرِيفًا، قَالَ: لَا إِلَّا أَنْ يَكُونَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله بِأبي وَأُمِّي ذَرْنِي فَلِأُسَابِقَ الرَّجُلَ، قَالَ: «إِنْ شِئْتَ». قَالَ: قُلْتُ: اذْهَبْ إِلَيْكَ وَثَنَيْتُ رِجْلَيَّ فَطَفَرْتُ([15]) فَعَدَوْتُ، قَالَ: فَرَبَطْتُ([16]) عَلَيْهِ شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ أَسْتَبْقِي نَفَسِي([17])، ثُمَّ عَدَوْتُ فِي إِثْرِهِ فَرَبَطْتُ عَلَيْهِ شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ، ثُمَّ إِنِّي رَفَعْتُ حَتَّىٰ أَلْحَقَهُ، قَالَ: فَأَصُكُّهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، قَالَ: قُلْتُ: قَدْ سُبِقْتَ وَاللَّهِ، قَالَ: أَنَا أَظُنُّ، فَسَبَقْتُهُ إِلَىٰ الْمَدِينَةِ([18]).
وكانت غزوة ذي قرد قبل الحديبية بثلاث كما ذكر ذلك سلمة رضي الله عنه كما سيأتي في غزوة خيبر – إن شاء الله- ورجح ذلك أنها كانت في السنة السابعة قبل خيبر بثلاث([19]).
([1]) أُنديه مع الظهر: قال النووي: ومعناه: أن يورد الماشية الماء فتُسقىٰ قليلاً ثم ترسل إلىٰ المرعىٰ، ثم ترد الماء فترد قليلاً، ثم تُردُّ إلىٰ المرعىٰ.اهـ. «شرح مسلم» 6/357.
([2]) سرحه: أي ماشيته التي يُسرح بها.
([3]) الأكمة: هي الكومة من الرمل أصغر من الجبل.
([4]) اليوم يوم الرضع: أي يوم اللئام، حيث كان أحدهم إذا أراد سرقة اللبن من الشاة أو الناقة ليشربه لا يحلبه في إناء ثم يشربه لئلا يسمع أصحابها صوت اللبن وهو يُحلب في الإناء، إنما كان يضع فمه في ضرع الناقة أو الشاة فيشرب كالذي يرضع فلا يُسمع له صوت، وهذا فعل اللئلام من السَرَقة.
([5]) أصك: أضرب.
([6]) البرح: أي شدة.
([7]) أظن هنا بمعنىٰ اليقين، أي: أنا أتيقن وأعلم هذا.
([8]) الثنية: الطريق أعلىٰ الجبل، ويشتدون: أي يُسرعون.
([9]) أكوعه بكرة: أي أنت الأكوع الذي كنت في أول هذا النهار.
([10]) أردوا: أي تركوا.
([11]) السطيحة: إناء من جلودٍ سُطح بعضها علىٰ بعض، مَذقة: قيل: لبن ممزوج بماء.
([12]) أي: فلا يبقىٰ منهم أحد يخبر من وراءهم فيستمدونهم علينا.
([13]) العضباء: ناقة رسول الله، وكانت ناقة نجيبة لا تُسبق.
([14]) شدًا: أي جريًا.
([15]) طفرت: أي قفزت.
([16]) ربطت: أي توقفت عن الجري.
([17]) أستبقي نفسي: أي أريحها.
([18]) صحيح: سبق تخريجه.
([19]) صحيح: أخرجه البخاري، باب: غزوة ذي قرد، كتاب: المغازي، ورجحه ابن حجر في «الفتح» 7/526، وابن كثير في «البداية» 4/174.
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
تابع / مشاركة رقم 314 :
ما يستفاد :
1- وأشار الحافظ في الفتح إلى الجمع فقال : المراد بالست ما بين هجرة زينب وإسلامه ، وبالسنتين أو الثلاث ما بين نزول قوله تعالى : { لا هن حل لهم } وقدومه مسلما ، فإن بينهما سنتين وأشهرا .
[ عون المعبود شرح سنن أبي داود ( 6 / 260 ) ]
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
تابع / مشاركة رقم 315 :
ما يستفاد :
1- بيان تسمية هذه الغزوة بغزوة ذي قرد ، وذلك لأن الماء الذي نزل به رسول الله (ص) يقال له ماء ذو قَرَد.
2- بيان فضل سلمة بن الأكوع وأبي قتادة لقول الرسول (ص) ( خير فرساننا أبو قتادة ، وخير رحالنا سلمة بن الأكوع ) .
3- تقرير بطولة سلمة بن الأكوع وشجاعته .
4- حلم الرسول (ص) وكرمه وحسن سياسته ، وكمال أدبه (ص) .
[ هذا الحبيب صلى الله عليه وسلم للجزائري رحمه الله ]
-
1 مرفق
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
تم بحمدلله استلام كتاب الأغصان الندية من مكتب البريد ،،
إن شاء الله يستمر هذا الموضوع في ذكر : " ما يستفاد من السيرة " ، وتكون عناوين الكتاب بدلا من أرقام المشاركات ..
ملف مرفق 9340
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
نسأل الله تعالى أن ينفعكم به, ليتكم تكملون الموضوع إن استطعتم
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
تابع / وفي محرم من هذه السنة كانت غزوة خيبر :
ما يستفاد :
1- بيان آية النبوة المحمدية في نعي عامر بن الأكوع قبل استشهاده ودخوله المعركة .
2- بيان فضل علي بن أبي طالب ، وما فاز به من حب الله ورسوله .
3- بيان صدق وعد الله تعالى في غنائم خيبر إذ وعد المؤمنين بها .
[ كتاب هذا الحبيب لأبي بكر الجزائري رحمه الله ]
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
تابع / وفي غزوة خيبر حرمت لحوم الحمر الأهلية :
ما يستفاد :
1- قوله : ( لحم حمر الإنسية ) : ... نسبة إلى الانس وهم الناس لاختلاطها بالناس بخلاف حمر الوحش .
2- قوله صلى الله عليه وسلم : ( اكسروها فقال رجل أو يهريقوها ويغسلوها قال أو ذاك ) : فهذا محمول على أنه صلى الله عليه وسلم اجتهد في ذلك فرأى كسرها ثم تغير اجتهاده أو أوحى إليه بغسلها .
[ شرح صحيح مسلم للنووي رحمهما الله ( 12 / 142 ) ]
3- قوله : ( نادى أن اكفؤوا القدور ) : ... ومعناه قلبت .
[ شرح صحيح مسلم للنووي رحمهما الله ( 13 / 79 ) ]
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
تابع / قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم جعفر بن أبي طالب ، ومن معه من مهاجري الحبشة ، ومعهم أبو موسى ، ومن معه من الأشعريين :
ما يستفاد :
1- قوله : ( بلغنا مخرج النبي صلى الله عليه وسلم ونحن باليمن فخرجنا مهاجرين إليه ) : ظاهره أنهم لم يبلغهم شأن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بعد الهجرة بمدة طويلة ، وهذا إن كان أراد بالمخرج البعثة ، وإن أراد الهجرة فيحتمل أن تكون بلغتهم الدعوة فأسلموا وأقاموا ببلادهم إلى أن عرفوا بالهجرة فعزموا عليها ، وإنما تأخروا هذه المدة إما لعدم بلوغ الخبر إليهم بذلك ، وإما لعلمهم بما كان المسلمون فيه من المحاربة مع الكفار ، فلما بلغتهم المهادنة آمنوا وطلبوا الوصول إليه .
[ فتح الباري لابن حجر رحمه الله ( 7 / 606 ) ]
2- قوله : ( فأسهم لنا أو قال أعطانا منها ) : هذا الاعطاء محمول على أنه برضا الغانمين وقد جاء في صحيح البخاري ما يؤيده وفي رواية البيهقي التصريح بأن النبي صلى الله عليه وسلم كلم المسلمين فشركوهم في سهمانهم .
[ شرح صحيح مسلم للنووي رحمهما الله ( 16 / 54 ) ]
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
اللهم آمين ،، بارك الله فيكم
تابع / وفي غزوة خيبر : قدم أبو هريرة على رسول الله (ص) مسلما :
ما يستفاد :
1- قدم أبو هريرة رضي الله عنه على رسول الله (ص) مسلما بخيبر بعد ما افتتحوها ، كان حفظه رضي الله عنه من معجزات النبوة قال رضي الله عنه : ( وقد قال رسول الله (ص) في حديث يحدثه : إنه لن يبسط أحد ثوبه حتى أقضي مقالتي هذه ثم يجمع إليه ثوبه إلا وعى ما أقول ، فبسطت نمرة علي ، حتى قضى رسول الله (ص) مقالته جمعتها إلى صدري ، ما نسيت من مقالة رسول الله (ص) تلك من شيء ) رواه البخاري ،
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
تابع / وفي هذه السنة : تزوج النبي (ص) أم حبيبة رضي الله عنها :
ما يستفاد :
1- فابتنى بها رسول الله (ص) بعد رجوعه من خيبر .
[ روضة الأنوار لمباركفوري رحمه الله ]
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
تابع / وفي غزوة خيبر : اصطفى رسول الله (ص) صفية بنت حيي من السبي ، فأعتقها وتزوجها :
ما يستفاد :
1- فضل صفية أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها .
[ هذا الحبيب صلى الله عليه وسلم للجزائري رحمه الله ]
2- قوله : ( أقام على صفية بنت حيي بطريق خيبر ثلاثة أيام حتى أعرس بها ) المراد أنه أقام في المنزلة التي أعرس بها فيها ثلاثة أيام ، لا أنه سار ثلاثة أيام ثم أعرس ...
[ فتح الباري لابن حجر رحمه الله ( 7 / 600 ) ]
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
تابع / وفي هذه السنة : كانت سرية أبان بن سعيد بن العاص قِبَل نجد :
ما يستفاد :
1- بيان قوة وصحة العزم المحمدي وعظم صبره على الجهاد إبلاغا لدعوة ربه عز وجل .
[ هذا الحبيب صلى الله عليه وسلم للجزائري رحمه الله ]
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
3- وفي المحرم من السنة السابعة: كانت غزوة خيبر.
قَالَ سلمة بن الأكوع رضي الله عنه في حديثه السابق عن عزوة ذي قَرَد: فَوَاللَّهِ مَا لَبِثْنَا إِلَّا ثَلَاثَ لَيَالٍ حَتَّىٰ خَرَجْنَا إِلَىٰ خَيْبَرَ مَعَ رَسُولِ الله ([1]).
وخيبر واحة زراعية تقع شمال المدينة المنورة، وتبعد عنها بحوالي 165كم([2])، وترتفع عن سطح البحر 850م، وهي من أعظم حرار العرب بعد حرَّة بني سليم، وامتازت خيبر بخصوبة أرضها ووفرة مياهها، فاشتهرت بكثرة نخيلها، هذا سوىٰ ما تنتجه من الحبوب والفواكه، لذلك كانت توصف بأنها قرية الحجاز ريفًا ومنعة ورجالاً، وكان بها سوق يعرف بسوق النطاة تحميه قبيلة غَطَفَان التي تُعْتَبر خيبر ضمن أراضيها.
ونظرًا لمكانتها الاقتصادية فقد سكنها العديد من التجار وأصحاب الحرف، وكان فيها نشاط واسع للصيرفة.
وكان يسكنها قبل الفتح أخلاط من العرب واليهود، وزاد عدد اليهود فيها بعد إجلاء يهود المدينة([3]) حيث ذهب يهود المدينة الذين أجلاهم النبي صلى الله عليه وسلم إلىٰ خيبر فأقاموا فيها.
سبب الغزوة:
تقدم أنَّ قبائل اليهود الثلاثة بني النضير، وبني قينقاع، وبني قريظة نقضوا عهدهم مع النبي صلى الله عليه وسلم، فقتل بني قريظة وأجلىٰ بني قينقاع وبني النضير عن المدينة، فذهب بعضهم إلىٰ خيبر وأصبحوا يُشكلون خطرًا علىٰ المسلمين، وكان لبعضهم يدًا في تأليب قريش وجمعهم الأحزاب لمحاربة المسلمين -كما تقدم ذلك.
فأراد النبي صلى الله عليه وسلم - بعدما عاهد قريشًا- أن يعالج الموقف بعدما صارت خيبر مصدر خطر كبير علىٰ الإسلام والمسلمين.
خروج النبي صلى الله عليه وسلم إلىٰ خيبر:
فخرج النبي صلى الله عليه وسلم إلىٰ خيبر بقريب من ألف وخمسمائة مقاتل معهم مائتا فرس.
عَنْ مُجَمِّعِ بن جَارِيَةَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قُسِمَتْ خَيْبَرُ عَلَىٰ أَهْلِ الْحُدَيْبِيَةِ ، فَقَسَمَهَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم عَلَىٰ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ سَهْمًا، وَكَانَ الْجَيْشُ أَلْفًا وَخَمْسَ مِائَةٍ، فِيهِمْ ثَلَاثُ مِائَةِ فَارِسٍ([4])، فسار النبي صلى الله عليه وسلم إلىٰ خيبر ليلاً([5])، واستخلف النبي صلى الله عليه وسلم علىٰ المدينة سِباع بن عُرْفُطة([6])، وكان الله تعالىٰ قد وعد المؤمنين مغانم خيبر، في قوله تعالىٰ: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنَكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِّلْمُؤْمِنِين َ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا} [الفتح: 18- 20].
فأراد المنافقون الذين تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديبية أن يخرجوا معه إلىٰ خيبر، لما علموا ما بها من مغانم وأموال كثيرة، فمنعهم النبي صلى الله عليه وسلم من الخروج، وفي ذلك يقول الله تعالىٰ: {سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ } عن الحديبية { إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا} أي: إلىٰ خيبر، {ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ} أي: يريدون أن يبدلوا كلام الله لما وعده بأن المغانم ستكون لمن شهد الحديبية وبايع تحت الشجرة – كما تقدم في الآيات- {قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ} أي: قال بأن المغانم ستكون لأهل الحديبية، {فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا} أي: أن نشرككم في المغانم، {بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا} [الفتح: 15] أي: ليس الأمر كما زعموا، ولكن لا فهم لهم([7]).
ومضىٰ جيش المسلمين حتىٰ نزل بالرجيع.
عن مَرْوان بن الحكم، والمسوَر بن مخرمة قالا: انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية، فنزلت عليه سورة الفتح بين مكة والمدينة، فقدم المدينة في ذي الحجة، فأقام بها حتىٰ سار إلىٰ خيبر في المحرم، فنزل بالرجيع – واد بين خيبر وغطفان- فتخوف أن تُمدَّهم غطفان، فبات حتىٰ أصبح، فغدا إليهم([8]).
وَكَانَ النبي صلى الله عليه وسلم إِذَا أَتَىٰ قَوْمًا بِلَيْلٍ لَمْ يُغِرْ بِهِمْ حَتَّىٰ يُصْبِحَ([9]).
فصلىٰ النبي صلى الله عليه وسلم الصبح قريبًا من خيبر بغلس([10]).
يقول أَنَسُ بن مَالِك رضي الله عنه: فَصَلَّيْنَا عِنْدَهَا صَلَاةَ الْغَدَاةِ بِغَلَسٍ، فَرَكِبَ النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَرَكِبَ أبو طَلْحَةَ، وَأَنَا رَدِيفُ أبي طَلْحَةَ، فَأَجْرَىٰ نَبِيُّ الله صلى الله عليه وسلم فِي زُقَاقِ خَيْبَرَ، وَإِنَّ رُكْبَتِي لَتَمَسُّ فَخِذَ نَبِيِّ اللهصلى الله عليه وسلم ، وانحَسَرَ الْإِزَارُ عَنْ فَخِذِ نبي الله، وإِنِّي لأرىٰ بَيَاضَ فَخِذِ نَبِيِّ الله صلى الله عليه وسلم.
يقول أنس: فأتيناهم حين بزغت الشمس، وقد أخرجوا مواشيهم وخرجوا بفئوسهم، ومكاتلهم([11])، ومرورهم([12])، فَقَالُوا: مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ([13])، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنْذَرين» قالها ثلاث مرات([14]).
فلما رأىٰ أهل خيبر جيش المسلمين هربوا إلىٰ حصونهم، فتحصنوا بها.
وصدق الله إذ يقول: {لاَ يُقَاتِلُونَكُم ْ جَمِيعًا إِلاَّ فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ} [الحشر: 14].
وكانت خيبر منقسمة إلىٰ شطرين، شطر فيها خمسة حصون:
1- حصن ناعم.
2- حصن الصعب بن معاذ.
3- حصن قلعة الزبير.
4- حصن أُبيٍّ.
5- حصن نزار.
والحصون الثلاثة الأولىٰ منها تقع في منطقة يقال لها: (النطاة) وأما الحصنان الآخران فيقعان في منطقة تسمىٰ بالشَّق.
أما الشطر الثاني، ويعرف بالكتيبة، ففيه ثلاثة حصون فقط:
1- حصن القَموص (وكان حصن بني أبي الحقيق من بني النضير).
2- حصن الوَطيح.
3- حصن السُّلالم.
وفي خيبر حصون وقلاع غير هذه الثمانية، إلا أنها كانت صغيرة لا تبلغ إلىٰ درجة هذه القلاع في مناعتها وقوتها([15]).
فحاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم، فكان أول الحصون افتتح حصن ناعم، وعنده قُتل محمود بن مسلمة، أُلْقيت عليه منه رحىٰ فقتلته([16]).
وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أعطىٰ اللِّوَاءَ أَبا بَكْر الصديق رضي الله عنه، فَانْصَرَفَ وَلَمْ يُفْتَحْ لَهُ، ثُمَّ أَخَذَهُ مِنْ الْغَدِ، فَخَرَجَ وَلَمْ يُفْتَحْ لَهُ، وَأَصَابَ النَّاسَ يَوْمَئِذٍ شِدَّةٌ وَجَهْدٌ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي دَافِعٌ اللِّوَاءَ غَدًا إِلَىٰ رَجُلٍ يُحِبُّهُ الله وَرَسُولُهُ وَيُحِبُّ الله وَرَسُولَهُ لَا يَرْجِعُ حَتَّىٰ يُفْتَحَ لَهُ»، فَبِات الصحابة وأنفسهم طَيِّبَةٌ أَنَّ الْفَتْحَ غَدًا، فَلَمَّا أَنْ أَصْبَحَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم صَلَّىٰ الْغَدَاةَ، ثُمَّ قَامَ قَائِمًا فَدَعَا بِاللِّوَاءِ وَالنَّاسُ عَلَىٰ مَصَافِّهِمْ، فَدَعَا عَلِيًّا وَهُوَ أَرْمَدُ([17])، فَتَفَلَ فِي عَيْنَيْهِ وَدَفَعَ إِلَيْهِ اللِّوَاءَ وَفُتِحَ لَهُ([18]).
وكَانَ عَلِيُّ بن أبي طَالِبٍ رضي الله عنه قد تَخَلَّفَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي خَيْبَرَ لمرض عينه، فَقَالَ: أَنَا أَتَخَلَّفُ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ فَلَحِقَ بِهِ([19]).
وعن سَهْل بن سَعْد رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمَ خَيْبَرَ: «لَأُعْطِيَنَّ هَذِهِ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يَفْتَحُ الله عَلَىٰ يَدَيْهِ، يُحِبُّ الله وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ الله وَرَسُولُهُ»، قَالَ: فَبَاتَ النَّاسُ يَدُوكُونَ لَيْلَتَهُمْ أَيُّهُمْ يُعْطَاهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّاسُ غَدَوْا عَلَىٰ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم كُلُّهُمْ يَرْجُو أَنْ يُعْطَاهَا، فَقَالَ: «أَيْنَ عَلِيُّ بن أبي طَالِبٍ؟»، فَقِيلَ: هُوَ يَا رَسُولَ الله يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ، قَالَ: «فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ»، فَأُتِيَ بِهِ فَبَصَقَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فِي عَيْنَيْهِ وَدَعَا لَهُ فَبَرَأَ حَتَّىٰ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ، فَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ، فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ الله أُقَاتِلُهُمْ حَتَّىٰ يَكُونُوا مِثْلَنَا؟ فَقَالَ: «انْفُذْ عَلَىٰ رِسْلِكَ حَتَّىٰ تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَىٰ الْإِسْلَامِ، وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ الله فِيهِ، فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ الله بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ»([20]).
وعن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: خَرَجْنَا إِلَىٰ خَيْبَرَ مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ عَمِّي عَامِرٌ يَرْتَجِزُ بِالْقَوْمِ:
قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي عَامِرٌ
|
|
شَاكِي السِّلَاحِ بَطَلٌ مُغَامِرٌ
|
قَالَ: فَاخْتَلَفَا ضَرْبَتَيْنِ فَوَقَعَ سَيْفُ مَرْحَبٍ فِي تُرْسِ عَامِرٍ، وَذَهَبَ عَامِرٌ يَسْفُلُ لَهُ([21])، فَرَجَعَ سَيْفُهُ عَلَىٰ نَفْسِهِ فَقَطَعَ أَكْحَلَهُ، فَكَانَتْ فِيهَا نَفْسُهُ([22]).
قَالَ سَلَمَةُ: فَخَرَجْتُ فَإِذَا نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُونَ: بَطَلَ عَمَلُ عَامِرٍ قَتَلَ نَفْسَهُ، قَالَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أَبْكِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله بَطَلَ عَمَلُ عَامِرٍ؟ قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَ ذَلِكَ؟»، قَالَ: قُلْتُ: نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِكَ، قَالَ: «كَذَبَ مَنْ قَالَ ذَلِكَ بَلْ لَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ»، ثُمَّ أَرْسَلَنِي إِلَىٰ عَلِيٍّ وَهُوَ أَرْمَدُ، فَقَالَ: «لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ الله وَرَسُولَهُ أَوْ يُحِبُّهُ الله وَرَسُولُهُ»، قَالَ: فَأَتَيْتُ عَلِيًّا فَجِئْتُ بِهِ أَقُودُهُ وَهُوَ أَرْمَدُ، حَتَّىٰ أَتَيْتُ بِهِ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم، فَبَسَقَ فِي عَيْنَيْهِ فَبَرَأَ، وَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ، وَخَرَجَ مَرْحَبٌ، فَقَالَ:
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ
|
|
شَاكِي السِّلَاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ
|
إِذَا الْحُرُوبُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ
|
فَقَالَ عَلِيٌّ:
أَنَا الَّذِي سَمَّتْنِي أُمِّي حَيْدَرَهْ
|
|
كَلَيْثِ غَابَاتٍ كَرِيهِ الْمَنْظَرَهْ
|
أُوفِيهِمُ بِالصَّاعِ كَيْلَ السَّنْدَرَهْ
|
قَالَ: فَضَرَبَ رَأْسَ مَرْحَبٍ فَقَتَلَهُ، ثُمَّ كَانَ الْفَتْحُ عَلَىٰ يَدَيْهِ([1]).
وهكذا تم فتح حصن ناعم.
وكانت غطفان قد سمعت بمنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر، فجمعوا له، ثم خرجوا ليظاهروا يهود عليه، حتىٰ إذا ساروا منقلة([2]) سمعوا خلفهم في أموالهم حِسًّا، ظنوا أن القوم قد خالفوا إليهم، فرجعوا علىٰ أعقابهم، فأقاموا في أهلهم وأموالهم وخلوا بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين خيبر([3]).
وفتح النبي صلى الله عليه وسلم حصن القموص، حصن بني أبي الحقيق، وأصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم سبايا، منهن صفية بنت حُييِّ بن أخطب، وكانت عند كنانة بن الربيع بن أبي الحُقيق، وبنتي عم لها، فاصطفىٰ رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية لنفسه([4]).
ثم فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم حصن الصعب بن معاذ، وما بخيبر حصن كان أكثر طعامًا وودكًا منه([5]).
ولما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم من حصونهم ما افتتح، وحاز من الأموال ما حاز، انتهوا إلىٰ حصنيهم الوطيح والسُّلالم، وكان آخر حصون أهل خيبر افتتاحًا([6]).
تصالح النبي صلى الله عليه وسلم مع أهل خيبر:
عن عبد الله بن عمر أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم لَمَّا ظَهَرَ عَلَىٰ خَيْبَرَ أَرَادَ إِخْرَاجَ الْيَهُودِ مِنْهَا، وَكَانَتْ الْأَرْضُ حِينَ ظُهِرَ عَلَيْهَا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُسْلِمِي نَ، فَأَرَادَ إِخْرَاجَ الْيَهُودِ مِنْهَا، فَسَأَلَتْ الْيَهُودُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم أَنْ يُقِرَّهُمْ بِهَا عَلَىٰ أَنْ يَكْفُوا عَمَلَهَا، وَلَهُمْ نِصْفُ الثَّمَرِ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «نُقِرُّكُمْ بِهَا عَلَىٰ ذَلِكَ مَا شِئْنَا»([7]).
فكان الصلح مع يهود خيبر مشروطًا بإخراجهم إذا شاء المسلمون ذلك.
ولذلك أخرجهم عُمَرُ في إمارته وقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم كَانَ عَامَلَ يَهُودَ خَيْبَرَ عَلَىٰ أَنَّا نُخْرِجُهُمْ إِذَا شِئْنَا، ومَنْ كَانَ لَهُ مَالٌ فَلْيَلْحَقْ بِهِ، وإِنِّي مُخْرِجٌ يَهُودَ، فَأَخْرَجَهُمْ([8]).
وكان سبب إخراجهم أنهم اعتدوا علىٰ عبد الله بن عمر عندما ذهب إلىٰ ماله هناك ليلًا، فقَامَ عُمَرُ خَطِيبًا فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم عَامَلَ أهل خَيْبَرَ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ، وَقَالَ: نُقِرُّكُمْ مَا أَقَرَّكُمْ الله، وَإِنَّ عبد الله بن عُمَرَ خَرَجَ إِلَىٰ مَالِهِ هُنَاكَ فَعُدِيَ عَلَيْهِ مِنْ اللَّيْلِ فَفُدِعَتْ يَدَاهُ وَرِجْلَاهُ([9])، وَلَيْسَ لَنَا هُنَاكَ عَدُوٌّ غَيْرَهُمْ، هُمْ عَدُوُّنَا وَتُهْمَتُنَا، وَقَدْ رَأَيْتُ إِجْلَاءَهُمْ، فَلَمَّا أَجْمَعَ عُمَرُ عَلَىٰ ذَلِكَ أَتَاهُ أَحَدُ بني أبي الْحُقَيْقِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَتُخْرِجُنَا وَقَدْ أَقَرَّنَا مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم وَعَامَلَنَا عَلَىٰ الْأَمْوَالِ وَشَرَطَ ذَلِكَ لَنَا؟ فَقَالَ عُمَرُ: أَظَنَنْتَ أَنِّي نَسِيتُ قَوْلَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم: «كَيْفَ بِكَ إِذَا أُخْرِجْتَ مِنْ خَيْبَرَ تَعْدُو بِكَ قَلُوصُكَ لَيْلَةً بَعْدَ لَيْلَةٍ»([10])، فَقَالَ: كَانَتْ هَذِهِ هُزَيْلَةً مِنْ أبي الْقَاسِمِ([11])، فقَالَ: كَذَبْتَ يَا عَدُوَّ الله، فَأَجْلَاهُمْ عُمَرُ، وَأَعْطَاهُمْ قِيمَةَ مَا كَانَ لَهُمْ مِنْ الثَّمَرِ مَالًا وَإِبِلًا وَعُرُوضًا مِنْ أَقْتَابٍ وَحِبَالٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ([12]).
وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد صالح أهل خيبر علىٰ أَنْ لَا يَكْتُمُوا وَلَا يُغَيِّبُوا شَيْئًا، فَإِنْ فَعَلُوا فَلَا ذِمَّةَ لَهُمْ وَلَا عَهْدَ، فَغَيَّبُوا مَسْكًا لِحُيَيِّ بن أَخْطَبَ، وَقَدْ كَانَ قُتِلَ قَبْلَ خَيْبَرَ، كَانَ احْتَمَلَهُ مَعَهُ يَوْمَ بني النَّضِيرِ حِينَ أُجْلِيَتْ النَّضِيرُ، فِيهِ حُلِيُّهُمْ، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِسَعْيَةَ([13]): «أَيْنَ مَسْكُ حُيَيِّ بن أَخْطَبَ؟»، قَالَ: أَذْهَبَتْهُ الْحُرُوبُ وَالنَّفَقَاتُ، فَوَجَدُوا الْمَسْكَ، فَقَتَلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ابْنَ أبي الْحُقَيْقِ وَسَبَىٰ نِسَاءَهُمْ وَذَرَارِيَّهُم ْ([14]).
([1]) صحيح: أخرجه مسلم (1807)، كتاب: الجهاد والسير، باب: غزوة ذي قرد.
([2]) منقلة: أي مرحلة.
([3]) «تهذيب سيرة ابن هشام» (184).
([4]) «سيرة ابن هشام» 3/195.
([5]) «سيرة ابن هشام» 3/196، والودك: اللحم السمين.
([6]) السابق.
([7]) متفق عليه: أخرجه البخاري (3152)، كتاب: فرض الخمس، باب: ما كان النبي r يعطي المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس ونحوه، ومسلم (1551)، كتاب: المساقاة، باب: المساقاة والمعاملة بجزء من التمر والزرع.
([8]) صحيح: أخرجه أبو داود (3007)، كتاب: الخراج والإمارة والفيء، باب: ما جاء في حكم أرض خيبر، وقال الألباني في «صحيح سنن أبي داود»: حسن صحيح.
([9]) الفدع: هو زوال المفصل. وأخرج البخاري حديثًا معلقًا: أنهم ألقوه من فوق بيت ففدعوا يديه.
([10]) القلوص – بفتح القاف-: الناقة الصابرة علىٰ السير، وقيل: الشابة، وفي ذلك إشارة من النبي إلىٰ إخراجهم من خيبر وكان ذلك من إخباره بالغيبيات قبل وقوعها.
([11]) هزيلة: تصغير هزل، وهو ضد الجد.
([12]) صحيح: أخرجه البخاري (2730)، كتاب: الشروط، باب: إذا اشترط في المزارعة إذا شئت أخرجتك.
([13]) عم حيي بن أخطب.
([14]) حسن: أخرجه أبو داود (3006)، كتاب: الخراج والإمارة والفيء، باب: ما جاء في حكم أهل خيبر، وحسنه الألباني.
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
تابع / وفي هذه السنة : أهدت يهودية شاة مصلية مسمومة إلى رسول الله فأخذ لقمة فأخبرته الشاة بأنها مسمومة :
ما يستفاد :
1- وفي الحديث إخباره صلى الله عليه وسلم عن الغيب ، وتكليم الجماد له .
2- ومعاندة اليهود لاعترافهم بصدقه فيما أخبر به عن اسم أبيهم وبما وقع منهم من دسيسة السم ، ومع ذلك فعاندوا واستمروا على تكذيبه .
[ فتح الباري لابن حجر ( 10 / 303 ) ]
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
تابع / وفي هذه السنة : قدم حاطب بن أبي بلتعة من عند المقوقس ...:
ما يستفاد :
1- قدوم حاطب بن أبي بلتعة من عند المقوقس ملك الأقباط بمصر ومعه مارية القبطية أم إبراهيم ابن النبي (ص) ، وسيرين ، وقد أسلمتا في طريقهما إلى المدينة .
[ هذا الحبيب صلى الله عليه وسلم لأبي بكر الجزائري ]
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
تابع/ ولما انصرف رسول الله (ص) من خيبر بعث محيصة بن مسعود إلى فدك يدعوهم إلى الإسلام ... :
ما يستفاد :
1- ( كان فيما احتج به عمر ) : أي استدل به على أن الفيء لا يقسم وذلك بمحضر من الصحابة ولم ينكروا عليه .
2- قال الخطابي : الصفي ما يصطفيه الإمام عن أرض الغنيمة من شيء قبل أن يقسم من عبد أو جارية أو فرس أو سيف أو غيرها .
3- ( لنوائبه ) : أي لحوائجه وحوادثه من الضيفان والرسل وغير ذلك من السلاح والكراع .
4- ( لأبناء السبيل ) : قال ابن الملك : يحتمل أن يكون معناه أنها كانت موقوفة لأبناء السبيل أو معدة لوقت حاجتهم إليها وقفا شرعيا .
[ كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود رحمه الله ( 8 / 149 - 150 ) ]
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
تابع / وفي منصرفه من خيبر أيضا فتح وادي القرى ..:
ما يستفاد :
1- وفي الحديث تعظيم أمر الغلول .
2- وفي الحديث قبول الإمام الهدية ، فإن كانت لأمر يختص به في نفسه أن لو كان غير وال فله التصرف فيها بما أراد ، وإلا فلا يتصرف فيها إلا للمسلمين ، وعلى هذا التفصيل يحمل حديث ( هدايا الأمراء غلول ) فيخص بمن أخذها فاستبد بها ، وخالف في ذلك بعض الحنفية فقال : له الاستبداد مطلقا بدليل أنه لو ردها على مهديها لجاز ، فلو كانت فيئا للمسلمين لما ردها ، وفي هذا الاحتجاج نظر لا يخفى ..
[ فتح الباري ( 7 / 612 ) ]
3- حرمة الغلول من الغنيمة ولو كان المأخوذ شراك نعل .
4- لايصح الجزم لأحد بأنه في الجنة أو في النار ، ولكن يرجى للمحسن ، ويخاف على المسيء من المسلمين .
[ هذا الحبيب صلى الله عليه وسلم للجزائري رحمه الله ]
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
تقسيم النبي صلى الله عليه وسلم غنائم خيبر:
لَمَّا أَفَاءَ الله عَلَىٰ رسوله صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ قَسَمَهَا عَلَىٰ ثلاثة آلاف وستمائة سَهْمًا، فكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللمسلمين النصف من ذلك، وهو ألف وثمانمائة سهم، لرسول الله صلى الله عليه وسلم سهم كسهم أحد المسلمين، وهو ما غنمه المسلمون من منطقتي الشِّقَّ وَالنَّطَاةَ وَمَا أُحِيزَ مَعَهُمَا، وَعَزَلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم النِّصْفَ الْآخَرَ، وهو ألف وثمانمائة سهم لِنَوَائِبِهِ وما ينزل من أمور الْمُسْلِمِينَ، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم لهذا القسم ما حازه المسلمون من حصون: الْوَطِيحَ، وَالْكُتَيْبَةَ ، والسُّلالم وتوابعها([1]).
قال البيهقي رحمه الله:
وهذا لأن خيبر فُتح شطرها عَنْوة([2])، وشطرها صلحًا، فقسم ما فُتح عنوة بين أهل الخمس والغانمين، وعزل ما فتُح صلحًا لنوائبه وما يحتاج إليه من أمور المسلمين.اهـ([3]).
قال ابن القيم رحمه الله:
فالصواب الذي لا شك فيه: أنها فتحت عَنوة، والإمام مُخيَّر في أرض العنوة بين قَسْمها ووقفها، أو قَسْم بعضها ووقف البعض، وقد فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنواع الثلاثة، فقسم قريظة والنضير، ولم يقسم مكة، وقسم شطر خيبر، وترك شطرها، وقد تقدم تقرير كون مكة فتحت عنوة بما لا مدفع له.اهـ([4]).
قلت: والأدلة ترجح كلام بن القيم رحمه الله من أنها فتحت عَنوة، وذلك لما رواه أبو داود (3009) عن أنس صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا خيبر، فأصبناها عَنوة، وصححه الألباني وقد وردت أحاديث تفيد بأن بعضها فُتح عنوة وبعضها فتح صلحًا([5])، وهي ضعيفة، ضعفها الشيخ الألباني رحمه الله، فأعطىٰ النبي صلى الله عليه وسلم للفارس ثلاثة أسهم، سهم له وسهمان لفرسه، وللراجل([6]) سهمًا واحدًا([7]).
وقد أسهم النبي صلى الله عليه وسلم لأهل السفينة من مهاجرة الحبشة الذين حضروا بعد الفتح، جعفر بن أبي طالب وأصحابه، ولم يقسم لأحد لم يشهد الغزوة غيرهم([8]).
وأعطىٰ النبي صلى الله عليه وسلم بني هاشم وبني المطلب من سهم ذي القربىٰ، ولم يقسم لبني عبد شمس، ولا لبني نوفل من ذلك السهم([9]).
عن جُبَيْرِ بن مُطْعِمٍ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فلَمَّا كَانَ يَوْمُ خَيْبَرَ وَضَعَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم سَهْمَ ذِي الْقُرْبَىٰ فِي بني هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ، وَتَرَكَ بني نَوْفَلٍ وَبَنِي عبد شَمْسٍ، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَعُثْمَانُ بن عَفَّانَ حَتَّىٰ أَتَيْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ الله هَؤُلَاءِ بنو هَاشِمٍ لَا نُنْكِرُ فَضْلَهُمْ لِلْمَوْضِعِ الَّذِي وَضَعَكَ الله بِهِ مِنْهُمْ، فَمَا بَالُ إِخْوَانِنَا بني الْمُطَّلِبِ أَعْطَيْتَهُمْ وَتَرَكْتَنَا وَقَرَابَتُنَا وَاحِدَةٌ؟ فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّا وَبَنُو الْمُطَّلِبِ لَا نَفْتَرِقُ فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلَا إِسْلَامٍ، وَإِنَّمَا نَحْنُ وَهُمْ شَيْءٌ وَاحِدٌ»، وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ صلى الله عليه وسلم ([10]).
قال ابن كثير رحمه الله:
وأما سهم ذوي القربىٰ فإنه يصرف إلىٰ بني هاشم وبني المطلب، لأن بني المطلب وازروا بني هاشم في الجاهلية وفي أول الإسلام، ودخلوا معهم في الشعب غضبًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وحماية له: مسلمهم طاعة لله ولرسوله، وكافرهم حَميَّةً للعشيرة وأنفة وطاعة لأبي طالب عم رسول الله، وأما بنو عبد شمس وبنو نوفل – وإن كانوا أبناء عمهم- فلم يوافقوهم علىٰ ذلك، بل حاربوهم ونابذوهم، ومالؤوا بطون قريش علىٰ حرب الرسول([11]).
وقد أعطىٰ النبي صلى الله عليه وسلم عبدًا يقال له عميرًا من الغنيمة ولم يُسهم له([12]).
يقول عُمَيْرٌ مَوْلَىٰ آبي اللَّحْمِ([13]): شَهِدْتُ خَيْبَرَ مَعَ سَادَتِي، فَكَلَّمُوا فِيَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم ([14])، فَأَمَرَ بِي، فَقُلِّدْتُ سَيْفًا، فَإِذَا أَنَا أَجُرُّهُ([15])، فَأُخْبِرَ أَنِّي مَمْلُوكٌ، فَأَمَرَ لِي بِشَيْءٍ مِنْ خُرْثِيِّ([16]) الْمَتَاعِ([17]).
ويروي أبو هُرَيْرَةَ قصة له مع أبان بن سَعِيدِ بن الْعَاصِ فيقول صلى الله عليه وسلم: بَعَثَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أَبَانَ بن سَعِيدِ بن الْعَاصِ عَلَىٰ سَرِيَّةٍ مِنْ الْمَدِينَةِ قِبَلَ نَجْدٍ، فَقَدِمَ أَبَانُ بن سَعِيدٍ وَأَصْحَابُهُ عَلَىٰ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم بِخَيْبَرَ بَعْدَ أَنْ فَتَحَهَا، وَإِنَّ حُزُمَ([18]) خَيْلِهِمْ لِيفٌ، فَقَالَ أَبَانُ: اقْسِمْ لَنَا يَا رَسُولَ الله، فَقَالَ أبو هُرَيْرَةَ: فَقُلْتُ لَا تَقْسِمْ لَهُمْ يَا رَسُولَ الله، فَقَالَ أَبَانُ: أَنْتَ بِهَا يَا وَبْرُ تَحَدَّرُ عَلَيْنَا مِنْ رَأْسِ ضَالٍ([19])! فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اجْلِسْ يَا أَبَانُ»، وَلَمْ يَقْسِمْ لَهُمْ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم ([20]).
وكانت ثمار خيبر كثيرة جدًا، حتىٰ إن عبد الله بن رواحة صلى الله عليه وسلم قدرها بأربعين ألف وَسْق.
تقدم أن النبي صلى الله عليه وسلم صالح أَهْلَ خَيْبَرَ علىٰ نِصْفَ ما يخرج من ثمارها، فَلَمَّا كَانَ حِينَ يُصْرَمُ النَّخْلُ([21])، بَعَثَ إِلَيْهِمْ النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن رَوَاحَةَ فَحَزَرَ عَلَيْهِمْ النَّخْلَ([22])، فَقَالَ: فِي ذِهْ كَذَا وَكَذَا، فقَالُوا: أَكْثَرْتَ عَلَيْنَا يَا ابْنَ رَوَاحَةَ، فَقَالَ ابن رواحة: فَأَنَا أَلِي حَزْرَ النَّخْلِ وَأُعْطِيكُمْ نِصْفَ الَّذِي قُلْتُ([23])، قَالُوا: هَذَا الْحَقُّ وَبِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ، قَدْ رَضِينَا أَنْ نَأْخُذَهُ بِالَّذِي قُلْتَ([24]).
فلما قال لهم ابْنُ رَوَاحَةَ ذلك أَخَذُوا الثَّمَرَ وَعَلَيْهِمْ عِشْرُونَ أَلْفَ وَسْقٍ([25]).
ولكثرة ثمار خيبر، وما أخذه المسلمون منها، كان في ذلك توسعة علىٰ المسلمين وإغناءً لهم، حتىٰ إن عبد الله بن عُمَرَ رضي الله عنهما يقول: مَا شَبِعْنَا حَتَّىٰ فَتَحْنَا خَيْبَرَ([26]).
وقالت عَائِشَةَ رضي الله عنها: لَمَّا فُتِحَتْ خَيْبَرُ، قُلْنَا: الْآنَ نَشْبَعُ مِنْ التَّمْرِ([27]).
ولما وسع الله علىٰ المهاجرين وأخذوا من غنائم خيبر، رَدَّ الْمُهَاجِرُونَ إِلَىٰ الْأَنْصَارِ مَنَائِحَهُمْ الَّتِي كَانُوا مَنَحُوهُمْ إياها حين هاجروا من مكة، حتىٰ إن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قد ردَّ عِذَاقًا([28]) علىٰ أم سليم كانت قد أعطتهم للنبي صلى الله عليه وسلم ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم أَعْطَاها لأُمِّ أَيْمَنَ، فرد علىٰ أم سُليم عِذاقها، وأعطىٰ أم أيمن مَكَانَهُنَّ مِنْ حَائِطِهِ([29]).
([1]) ورد هذا التقسيم في عدة أحاديث صحيحة، صححها العلامة محمد ناصر الدين الألباني، أخرجها أبو داود في سننه، انظر: «سنن أبي داود»، كتاب: الخراج والإمارة والفيء، باب: ما جاء في حكم أرض خيبر.
([2]) عَنوة: أي قهرًا.
([3]) «زاد المعاد» 3/291.
([4]) «زاد المعاد» 3/292.
([5]) انظر: «سنن أبي داود» (3017).
([6]) الراجل: الذي يقاتل علىٰ رجله بلا فرس.
([7]) متفق عليه: أخرجه البخاري (4228)، كتاب: المغازي، باب: غزوة خيبر، ومسلم (1762)، كتاب: الجهاد والسير، باب: كيفية قسمة الغنيمة بين الحاضرين.
([8]) متفق عليه: وسيأتي تخريجه، وذكر ابن إسحاق أنه أسهم لجابر بن عبد الله ولم يشهد الغزوة، وليس له إسناد.
([9]) تُقَسَّم غنيمة المسلمين إلىٰ خمسة أخماس: أربعة منها توزع علىٰ المقاتلين، وخمس لله ورسوله ويقسم خمسة أسهم، توزع علىٰ من ذكرهم الله في هذه الآية: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ} [الأنفال: 41].
([10]) صحيح: أخرجه البخاري (3140)، كتاب: فرض الخمس، باب: ومن الدليل علىٰ أن الخمس للإمام وأنه يعطي بعض قرابته دون بعض، ما قسم النبي بني المطلب وبني هاشم من خُمس خيبر، وأبو داود (2980)، كتاب: الخراج والإمارة والفيء، باب: في بيان مواضع قسم الخمس وسهم ذي القربىٰ، واللفظ له.
([11]) «مختصر تفسير ابن كثير» 2/112.
([12]) لم يُسْهم له: أي لم يعطه سهمًا معلومًا كبقية الجيش، وإنما أعطاه شيئًا من الغنيمة ترضية له، وهذا هو حكم العبد المملوك في الشريعة الإسلامية أنه إذا قاتل مع المسلمين لا يسهم له كبقية الجنود، وإنما يعطىٰ من الغنيمة ما يراه الأمير.
([13]) قال وكيع: كان لا يأكل اللحم.اهـ. فلذلك سمي آبي اللحم.
([14]) أي: في شأني وحقي بما هو مدح لي. «عون المعبود» 5/170.
([15]) فإذا أنا أجُرُّه: أي أسحب السيف علىٰ الأرض من صغر سني. «عون المعبود» 5/170.
([16]) خُرثَىٰ المتاع: أي أثاث البيت كالقدر وغيره. «عون المعبود» 5/170.
([17]) صحيح: أخرجه أبو داود (2730)، كتاب: الجهاد، باب: في المرأة والعبد يُحذيان من الغنيمة، الترمذي (1557)، كتاب: السير، باب: هل يُسهم للعبد؟، أحمد (27914)، وصححه الألباني «صحيح سنن أبي داود» (2440).
([18]) حُزُم: جمع حزام، وهو ما يُشَدُّ به الوسط.
([19]) فقال أبان: أنت بها، أي: أنت تقول بهذا، يا وَبْرُ. عن أبي حاتم أن العرب يُسمىٰ كل دابة من حشرات الجبال وَبْرًا، وقيل هي دابة صغيرة كالهرة وحشية، تَحدَّر علينا: أي تهجم علينا بغتة، من رأس ضال: قال ابن دقيق العيد: الضال هو السدر البري.اهـ. والمعنىٰ تنزل علينا من رأس شجر السدر.
([20]) صحيح: أخرجه البخاري (4238)، كتاب: المغازي، باب: غزوة خيبر، وأبو داود (2723)، كتاب: الجهاد، باب: في من جاء بعد الغنيمة لا سهم له، واللفظ له.
([21]) يصرم النخل: أي يقطع.
([22]) الحزر: التقدير.
([23]) المعنىٰ: أنهم لما قالوا له: أكثرت علينا، واتهموه بالظلم وأن الثمار أقل من ذلك، فلو أعطوه عشرين ألف وَسْق وهو نصف ما قدَّره ابن رواحة سيتبقىٰ لهم أقل من ذلك، فقال لهم ابن رواحة: إذن أعطيكم أنا عشرين ألف وسق وآخذ ما تبقىٰ.
([24]) صحيح: أخرجه أبو داود (3410)، كتاب: البيوع، باب: في المساقاة، ابن ماجه (1820)، كتاب: الزكاة، باب: خرص النخل والعنب، وصححه الألباني.
([25]) صحيح: أخرجه أبو داود (3415)، كتاب: البيوع، باب: في الخرص، وصححه الألباني.
([26]) صحيح: أخرجه البخاري (4243)، كتاب: المغازي، باب: غزوة خيبر.
([27]) صحيح: أخرجه البخاري (4242)، كتاب: المغازي، باب: غزوة خيبر.
([28]) العذاق: جمع عذق، وهو عرجون النخل.
([29]) متفق عليه: أخرجه البخاري (2630)، كتاب: الهبة، باب: فضل المنيحة، ومسلم (1771)، كتاب: الجهاد والسير، باب: رد المهاجرين إلىٰ الأنصار منائحهم من الشجر والتمر حين استغنوا عنها بالفتوح.
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
النبي صلى الله عليه وسلم يؤمِّر أحد الأنصار علىٰ خيبر:
عَنْ أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَأبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ أَخَا بني عَدِيٍّ مِنْ الْأَنْصَارِ إِلَىٰ خَيْبَرَ فَأَمَّرَهُ عَلَيْهَا([1]).
وعنهما أيضًا أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم اسْتَعْمَلَ رَجُلًا عَلَىٰ خَيْبَرَ فَجَاءَهُ بِتَمْرٍ جَنِيبٍ([2])، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أَكُلُّ تَمْرِ خَيْبَرَ هَكَذَا؟»، فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ الله إِنَّا لَنَأْخُذُ الصَّاعَ مِنْ هَذَا بِالصَّاعَيْنِ، والصاعين بِالثَّلَاثَةِ، فَقَالَ: «لَا تَفْعَلْ بِعْ الْجَمْعَ بِالدَّرَاهِمِ، ثُمَّ ابْتَعْ بِالدَّرَاهِمِ جَنِيبًا»([3]).
وهذا الرجل – الذي أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم على خيبر- هو سواد بن غزية([4]).
وعَنْ أبي مُوسَىٰ الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا غَزَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ أَوْ قَالَ: لَمَّا تَوَجَّهَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم أَشْرَفَ النَّاسُ عَلَىٰ وَادٍ فَرَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالتَّكْبِيرِ الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا الله، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «ارْبَعُوا عَلَىٰ أَنْفُسِكُمْ، إِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا، إِنَّكُمْ تَدْعُونَ سَمِيعًا قَرِيبًا وَهُوَ مَعَكُمْ»، وَأَنَا خَلْفَ دَابَّةِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَسَمِعَنِي وَأَنَا أَقُولُ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، فَقَالَ لِي: «يَا عبد الله بن قَيْسٍ»، قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ الله، قَالَ: «أَلَا أَدُلُّكَ عَلَىٰ كَلِمَةٍ مِنْ كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟»، قُلْتُ: بَلَىٰ يَا رَسُولَ الله فَدَاكَ أبي وَأُمِّي، قَالَ: «لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ»([5]).
وفي غزوة خيبر أُصيب سلمة بن الأكوع صلى الله عليه وسلم في ساقه، فَنَفَثَ فِيهِا النبي صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَ نَفَثَاتٍ، يقول سلمة: فَمَا اشْتَكَيْتُهَا حَتَّىٰ السَّاعَة([6]).
وفي خيبر أيضًا نَهَىٰ النبي صلى الله عليه وسلم عَنْ مُتْعَةِ النِّسَاءِ([7])، ونَهَىٰ يَوْمَ خَيْبَرَ أيضًا عَنْ أَكْلِ الثُّومِ([8]).
وعن سُوَيْدِ بن النُّعْمَانِ أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم عَامَ خَيْبَرَ، حَتَّىٰ إِذَا كَانُوا بِالصَّهْبَاءِ وَهِيَ أَدْنَىٰ خَيْبَرَ، فَصَلَّىٰ الْعَصْرَ ثُمَّ دَعَا بِالْأَزْوَادِ([9])، فَلَمْ يُؤْتَ إِلَّا بِالسَّوِيقِ فَأَمَرَ بِهِ فَثُرِّيَ([10])، فَأَكَلَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَأَكَلْنَا، ثُمَّ قَامَ إِلَىٰ الْمَغْرِبِ فَمَضْمَضَ وَمَضْمَضْنَا، ثُمَّ صَلَّىٰ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ([11]).
-وعن عبد الله بن مغفل صلى الله عليه وسلم قال: رُميَ إلينا جراب فيه طعام وشحم([12]) يوم خيبر، فوثبت لآخذه، فالتفتُّ فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاستحييت منه.
وفي رواية: فَقُلْتُ: لَا أُعْطِي الْيَوْمَ أَحَدًا مِنْ هَذَا شَيْئًا، فَإِذَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم مُتَبَسِّمًا([13]).
([1]) صحيح: أخرجه البخاري (4246، 4247)، كتاب: المغازي، باب: استعمال النبي صلى الله عليه وسلم علىٰ أهل خيبر.
([2]) قال ابن حجر: بتمر جنيب: قال مالك: هو الكبيس، وقال الطحاوي: هو الطيب، وقيل: هو الصلب، وقيل: الذي أُخرج من حشفة ورديئه، وقال غيرهم: هو الذي لا يخلط بغيره.اهـ. «فتح الباري» 4/467.
([3]) صحيح: أخرجه البخاري (4244، 4245)، كتاب: المغازي، باب: استعمال النبي صلى الله عليه وسلم علىٰ أهل خيبر.
([4]) «فتح الباري» من رواية أبي عوانة والدارقطني.
([5]) متفق عليه: أخرجه البخاري (4205)، كتاب: المغازي، باب: غزوة خيبر، ومسلم (2704)، كتاب: الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب: استحباب خفض الصوت بالذكر.
([6]) صحيح: أخرجه البخاري (4206)، كتاب: المغازي، باب: غزوة خيبر.
([7]) متفق عليه: أخرجه البخاري (4216)، كتاب: المغازي، باب: غزوة خيبر، ومسلم (1407)، كتاب: النكاح، باب: نكاح المتعة.
([8]) متفق عليه: أخرجه البخاري (4215)، كتاب: المغازي، باب: غزوة خيبر، ومسلم (561)، كتاب: المساجد، باب: نهىٰ من أكل ثومًا أو بصلاً أو كراثًا أو نحوها مما له من رائحة كريهة عن حضور المسجد حتىٰ تذهب تلك الريح وإخراجه من المسجد.
النهي عن أكل الثوم للكراهة لا للتحريم، وعلل النبي صلى الله عليه وسلم هذا بأن ريحها يؤذي الناس كما يؤذي الملائكة أيضًا.
([9]) الأزواد: جمع زاد، وهو الطعام.
([10]) ثرىٰ: أي بُل بالماء، لما لحقه من يبس.
([11]) صحيح: أخرجه البخاري (209)، كتاب: الوضوء، باب: من مضمض من السويق ولم يتوضأ.
([12]) الشحم: الدهن.
([13]) متفق عليه: أخرجه البخاري (4214)، كتاب: المغازي، باب: غزوة خيبر، ومسلم (1772)، كتاب: الجهاد والسير، باب: أخذ الطعام من أرض العدو.
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
4- وفي غزوة خيبر: حُرِّمت لحوم الحُمُر الأهلية.
وفي غزوة خيبر نهىٰ النبي عن لحوم الحمر الأهلية([1]).
عَنْ سَلَمَةَ بن الْأَكْوَعِ رضي الله عنه قَالَ: فَلَمَّا أَمْسَىٰ النَّاسُ مَسَاءَ الْيَوْمِ الَّذِي فُتِحَتْ عَلَيْهِمْ أَوْقَدُوا نِيرَانًا كَثِيرَةً، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَا هَذِهِ النِّيرَانُ؟ عَلَىٰ أَيِّ شَيْءٍ تُوقِدُونَ؟»، قَالُوا: عَلَىٰ لَحْمٍ، قَالَ: «عَلَىٰ أَيِّ لَحْمٍ؟»، قَالُوا: لَحْمِ حُمُرِ الْإِنْسِيَّةِ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَهْرِيقُوهَا وَاكْسِرُوهَا»، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ الله أَوْ نُهَرِيقُهَا وَنَغْسِلُهَا؟ قَالَ: «أَوْ ذَاكَ»([2]).
وعَنْ أَنَسِ بن مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم جَاءَهُ جَاءٍ، فَقَالَ: أُكِلَتْ الْحُمُرُ، فَسَكَتَ، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّانِيَةَ، فَقَالَ: أُكِلَتْ الْحُمُرُ، فَسَكَتَ، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ: أُفْنِيَتْ الْحُمُرُ، فَأَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَىٰ فِي النَّاسِ: إِنَّ الله وَرَسُولَهُ يَنْهَيَانِكُمْ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ، فَأُكْفِئَتْ الْقُدُورُ، وَإِنَّهَا لَتَفُورُ بِاللَّحْمِ([3]).
([1]) الحمر الأهلية، ويقال الإنسية: هي الحمر المستأنسة التي تعيش في البيوت، وهي غير الحمر الوحشية.
([2]) متفق عليه: أخرجه البخاري (4196)، كتاب: المغازي، باب: غزوة خيبر، ومسلم (1802)، كتاب: الجهاد والسير، باب: غزوة خيبر.
([3]) متفق عليه: أخرجه البخاري (4199)، كتاب: المغازي، باب: غزوة خيبر، ومسلم (1940)، كتاب: الصيد والذبائح، باب: تحريم أكل لحم الحمر الإنسية.
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
5- وفي غزوة خيبر: قدم علىٰ رسول الله صلى الله عليه وسلم جعفر بن أبي طالب، ومن معه من مُهاجري الحبشة، ومعهم أبو موسىٰ، ومَن معه مِن الأشعريين.
عَنْ أبي مُوسَىٰ الأشعري رضي الله عنه قَالَ: بَلَغَنَا مَخْرَجُ النبي صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ بِالْيَمَنِ([1])، فَخَرَجْنَا مُهَاجِرِينَ إِلَيْهِ أَنَا وَأَخَوَانِ لِي أَنَا أَصْغَرُهُمَا أَحَدُهُمَا أبو بُرْدَةَ وَالْآخَرُ أبو رُهْمٍ، إِمَّا قَالَ: بِضْعًا، وَإِمَّا قَالَ: ثَلَاثَةً وَخَمْسِينَ أَوْ اثْنَيْنِ وَخَمْسِينَ رَجُلًا مِنْ قَوْمِي، فَرَكِبْنَا سَفِينَةً، فَأَلْقَتْنَا سَفِينَتُنَا إِلَىٰ النَّجَاشِيِّ بِالْحَبَشَةِ، فَوَافَقْنَا جَعْفَرَ بن أبي طَالِبٍ، فَأَقَمْنَا مَعَهُ حَتَّىٰ قَدِمْنَا جَمِيعًا، فَوَافَقْنَا النبي صلى الله عليه وسلم حِينَ افْتَتَحَ خَيْبَرَ([2]).
وعَنْ أبي مُوسَىٰ الأشعري رضي الله عنه قَالَ: قَدِمْنَا عَلَىٰ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ أَنْ افْتَتَحَ خَيْبَرَ، فَقَسَمَ لَنَا، وَلَمْ يَقْسِمْ لِأَحَدٍ لَمْ يَشْهَدْ الْفَتْحَ غَيْرَنَا([3]).
([1]) أي: بلغنا مبعثه، وكان النبي حينها بمكة.
([2]) متفق عليه: أخرجه البخاري (4230)، كتاب: المغازي، باب: غزوة خيبر، ومسلم (2502)، كتاب: فضائل الصحابة، باب: من فضائل جعفر بن أبي طالب.
([3]) صحيح: أخرجه البخاري (4233)، كتاب: المغازي، باب: غزوة خيبر.
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
6- وفي غزوة خيبر: قدم أبو هريرة علىٰ رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلمًا.
عَنْ أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم بِخَيْبَرَ بَعْدَ مَا افْتَتَحُوهَا([1]).
وعن خُثَيْم بْنِ عِرَاكٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فِي رَهْطٍ مِنْ قَوْمِهِ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَيْبَرَ، وَقَدِ اسْتَخْلَفَ سِبَاعَ بْنَ عُرْفُطَةَ عَلَى الْمَدِينَةِ، قَالَ: " فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى بـ: كهيعص، وَفِي الثَّانِيَةِ: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِين َ "، قَالَ: فَقُلْتُ لِنَفْسِي: «وَيْلٌ لِفُلَانٍ إِذَا اكْتَالَ اكْتَالَ بِالْوَافِي، وَإِذَا كَالَ كَالَ بِالنَّاقِصِ» ، قَالَ: «فَلَمَّا صَلَّى زَوَّدَنَا شَيْئًا حَتَّى أَتَيْنَا خَيْبَرَ، وَقَدِ افْتَتَحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ» ، قَالَ: «فَكَلَّمَ الْمُسْلِمِينَ فَأَشْرَكُونَا فِي سِهَامِهِمْ»([2]).
([1]) صحيح: أخرجه البخاري (2827)، كتاب: الجهاد والسير، باب: الكافر يقتل المسلم.
([2]) صحيح: أخرجه أحمد (8552)، والطيالسي (2713)، وابن حبان (7156)، والبيهقي في ((الكبرى)) (4020)، والحاكم في ((المستدرك)) (4337)، وصححه ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في ((الصحيحة)) (2965).
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
7- وفي هذه السنة: تزوج النبي صلى الله عليه وسلم أم حبيبة رضي الله عنها.
كانت أم حبيبة، رملة بنت أبي سفيان أم المؤمنين رضي الله عنها تحت عبيد الله بن جحش قبل زواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلما ثم هاجرا إلىٰ الحبشة، وهناك تنصَّر عبيد الله بن جحش وارتد عن الإسلام.
عن أم حبيبة رضي الله عنها قالت: رأيت في المنام كأنَّ زوجي عبيد الله بن جحش بأسوأ صورة، ففزعت، فأصبحت فإذا به قد تنصَّر، فأخبرته بالمنام، فلم يحفل به، وأكبَّ علىٰ الخمر حتىٰ مات، فأتاني آت في نومي، فقال: يا أم المؤمنين، ففزعت، فما هو إلا أن انقضت عدتي، فما شعرت إلا برسول النجاشي يستأذن، فإذا هي جارية له يقال لها: أبرهة، فقالت: إن الملك يقول لك وكِّلي من يزوجك، فأرسلت إلىٰ خالد بن سعيد بن العاص بن أمية فوكلته، فأعطيت أبرهة سوارين من فضة فلما كان العشي أمر النجاشيُّ جعفر بن أبي طالب، فحمد الله وأثنىٰ عليه وتشهد، ثم قال: أما بعد، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إليَّ أنْ أزوجه أم حبيبة، فأجبتُ وقد أصدقتها عنه أربعمائة دينار، ثم سكب الدنانير، فخطب خالد، فقال: قد أجبت إلىٰ ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزوجته أم حبيبة، وقبض الدنانير، وعمل لهم النجاشي طعامًا فأكلوا.
قالت أم حبيبة: فلما وصل إليَّ المال أعطيت أبرهة منه خمسين دينارًا، قالت: فردتها عليَّ، وقالت: إن الملك عزم عليَّ بذلك، وردَّت عليَّ ما كنت أعطيتها أولاً، ثم جائتني من الغد بعود وورس وعنبر وزباد كثير، فقدمت به معي علىٰ رسول الله صلى الله عليه وسلم([1]).
قال ابن حجر رحمه الله:
وروىٰ ابن سعد أن ذلك كان سنة سبع، وقيل كان سنة ست، والأول أشهر.اهـ([2]).
([1]) «الطبقات الكبرىٰ» 8/327. نقلاً عن «الإصابة».
([2]) «الإصابة» 4/2508، 2509.
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
بارك الله فيكم وزادكم علما ..
تابع / ولما علم يهود تيماء ما جرى لإخوانهم في خيبر وفدك ووادي القرى ، صالحوا رسول الله (ص) وأقاموا بأموالهم :
ما يستفاد :
1- بيان صبر الصحابة وتحملهم الشدائد في ذات الله تعالى ما كانوا به مضرب المثل .
2- بيان إنفاذ الرسول (ص) أمر ربه عز وجل في إبلاغ دعوته .
[ المصدر : هذا الحبيب صلى الله عليه وسلم ]
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
تابع / وفي مرجعهم إلى المدينة نام رسول الله (ص) وأصحابه عن صلاة الفجر حتى طلعت الشمس :
ما يستفاد :
1- قوله : ( فصلى بهم الصبح ) فيه استحباب الجماعة في الفائتة وكذا قاله أصحابنا .
2- قوله صلى الله عليه وسلم : ( من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها ) فيه وجوب قضاء الفريضة الفائتة سواء تركها بعذر كنوم ونسيان ، أم بغير عذر وإنما قيد الحديث بالنسيان لخروجه على سبب لأنه إذا وجب القضاء على المعذور فغيره أولى بالوجوب وهو من باب التنبيه بالأدنى على الأعلى .
[ شرح النووي لصحيح مسلم رحمهم الله 5 / 155 -156 ]
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
تابع / وبعد فتح خيبر احتال الحجاج بن علاط السلمي على مشركي مكة حتى استنقذ ماله منهم :
ما يستفاد :
1- ورخص له رسول الله (ص) أن يقول فيه بما شاء عند أهل مكة عام خيبر من أجل ماله وولده كان له بها .
[ الاستيعاب لابن عبدالبر رحمه الله ص 183 ]
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
تابع / وفي هذه السنة : كانت غزوة ذات الرقاع على الراجح :
ما يستفاد :
1- سميت ذات الرقاع لأن أقدام المسلمين نقبت من الحفاء فلفوا عليها الخرق ، هذا هو الصحيح في سبب تسميتها ... وقيل : سميت لجبل هناك يقال له الرقاع لأن له بياضا وحمرة وسوادا . وقيل : سميت بشجرة هناك يقال لها ذات الرقاع . وقيل : لأن المسلمين رقعوا راياتهم ويحتمل أن هذه الأمور كلها وجدت فيها .
[ شرح النووي على صحيح مسلم رحمهم الله ( 6 /111 - 112 ) ]
2- فمن عليه لشدة رغبة لشدة النبي صلى الله عليه وسلم في استئلاف الكفار ليدخلوا في الإسلام ، ولم يؤخذ بما صنع ، بل عفا عنه .
[ فتح الباري لابن حجر رحمه الله ( 7 / 534 ) ]
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
تابع / وفي هذه الغزوة نزلت آية التيمم :
ما يستفاد :
1- وفيه دليل على فضل عائشة وأبيها وتكرار البركة منهما .
2- وفيه تأديب الرجل ابنته ولو كانت مزوجة كبيرة خارجة عن بيته ، ويلحق بذلك تأديب من له تأديبه ولو لم يأذن له الإمام .
3- والنكتة في قول عائشة : ( فعاتبني أبو بكر ) ولم تقل أبي ، لأن قضية الأبوة الحنو ، وما وقع من العتاب بالقول والتأديب بالفعل مغاير لذلك في الظاهر ، فلذلك أنزلته منزلة الأجنبي فلم تقل أبي .
[ فتح الباري لابن حجر رحمه الله ( 1 / 562 - 563 ) ]
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
تابع / وفي مرجعهم من ذات الرقاع اشترى النبي (ص) جمل جابر بن عبدالله ، ثم أعطاه ثمنه ورده عليه :
ما يستفاد :
1- بيان الكرم المحمدي المتجلي في إعطاء جابر الجمل والثمن معا .
2- آية النبوة المحمدية في جمل جابر الذي أصابه الكلل والإعياء حتى انقطع ثم عاد خيرا مما كان ببركة ضربه له ورغبته في عودة صحته وسلامته .
[ هذا الحبيب صلى الله عليه وسلم للجزائري رحمه الله ]
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
تابع / سرية غالب بن عبدالله رضي الله عنه ، سرية أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، سرية عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، سرية بشير بن سعد رضي الله عنه ... :
ما يستفاد :
1- بيان قوة وصحة العزم المحمدي وعظم صبره على الجهاد إبلاغا لدعوة ربه عز وجل .
2- مظاهر الحكمة المحمدية حيث تجلت في مواطن كثيرة .
3- لا ينقص من قيمة السرية ولا من أجرها إذا فر العدو ولم يتمكنوا منه أو يحصلوا منه على طائل .
4- مشروعية مفاداة الأسرى .
5- لا يحل قتل من شهد أن لا إله إلا الله محمدا رسول الله ولو اتهم بالتقية تخلصا من القتل .
[ هذا الحبيب صلى الله عليه وسلم للجزائري رحمه الله]
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
تابع / وفي ذي القعدة من هذه السنة : كانت عمرة القضاء :
ما يستفاد :
1- قوله : ( وقال : الخالة بمنزلة الأم ) أي في هذا الحكم الخاص لأنها تقرب منها في الحنو والشفقة والاهتداء إلى ما يصلح الولد لما دل عليه السياق ..
2- ويؤخذ منه أن الخالة في الحضانة مقدمة على العمة لأن صفية بنت عبدالمطلب كانت موجودة حينئذ ..
3- وفيه من الفوائد أيضا تعظيم صلة الرحم بحيث تقع المخاصمة بين الكبار في التوصل إليها ، وأن الحاكم يبين دليل الحكم للخصم ، وأن الخصم يدلي بحجته ..
[ فتح الباري لابن حجر رحمه الله ( 7 / 634 ) ]
4- مشروعية قضاء العبادة إذا فاتت لأسباب قاهرة حالت دون أدائها .
5- جواز الاعتمار في الأشهر الحرم ، وقد كان أهل الجاهلية يكرهونة .
6- مشروعية سنة الاضطباع والهرولة في طواف القدوم للعمرة أو الحج .
7- بيان العلة في سنة الاضطباع والهرولة في الأشواط الثلاثة الأولى وهي إظهار القوة ، وأن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف .
[ هذا الحبيب صلى الله عليه وسلم لأبي بكر الجزائري ]
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
تابع / وفي ذي القعدة من هذه السنة : تزوج النبي (ص) بميمونة بنت الحارث رضي الله عنها :
ما يستفاد :
1- مشروعية الزواج في دار الحرب للقادر عليه .
2- لطيفة في أن آخر من تزوج الرسول (ص) من نسائه ميمونة ، وآخر من مات من نسائه بعده ميمونة . وأنها رضي الله عنها بني بها بسرف ، وماتت ودفنت بسرف فمكان عرسها هو مكان دفنها فرضي الله عنها وأرضاها وجعل الجنة مأواها .
[ هذا الحبيب صلى الله عليه وسلم لأبي بكر الجزائري ]
3- وكانت قبله صلى الله عليه وسلم تحت أبي رهم بن عبدالعزى ، وقيل : تحت أخيه حويطب ، وقيل : سخبرة بن أبي رهم ، وأمها هند بنت عوف الهلالية .
[ فتح الباري لابن حجر رحمه الله ( 7 / 639 ) ]
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
تابع / وفي ذي الحجة من هذه السنة : كانت سرية ابن أبي العوجاء السلمي إلى بني سليم :
ما يستفاد :
1- وجوب الدعوة إلى الله تعالى والتحمل والصبر في سبيلها .
2- خطر العيون والجواسيس أيام الحروب ، ووجوب الحذر منهم .
3- بيان شجاعة أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وسائر أهل الإيمان وعظيم صبرهم وتحملهم .
[ هذا الحبيب صلى الله عليه وسلم للجزائري رحمه الله ]
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
تابع / وفي هذه السنة : أسلم عمران بن حصين وأبوه رضي الله عنهم :
ما يستفاد :
1- بيان تدبير الله في خلقه ، أسلم أبو هريرة وعمران بن حصين رضي الله عنهم عام خيبر .
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
السنة الثامنة من الهجرة
تابع / في صفر من هذه السنة : أسلم عمرو بن العاص وخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة ، وهاجروا إلى المدينة :
ما يستفاد :
1- بيان فضل العلم الشرعي فإن النجاشي آمن بالنبي (ص) لما له من علم بذلك .
2- بيان تدبير الله في خلقه ، وذلك واضح في تأخر إسلام خالد وعمرو وعثمان بن طلحة مع كمال عقولهم وذكائهم ، وعظم دهائهم .
3- سماحة الإسلام إذ احتضن الثلاثة مع ما قاموا به ضده وما تصرفوا ضد أهله ومن مبادئه ( التوبة تجب ما كان قبله ) .
[ هذا الحبيب صلى الله عليه وسلم للجزائري رحمه الله ]
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
تابع / وفي صفر من هذه السنة : كانت سرية غالب بن عبدالله الليثي إلى بني الملوح بالكديد ، فغنموا وسلموا :
ما يستفاد :
1- بيان إنفاذ الرسول (ص) أمر ربه عز وجل في إبلاغ دعوته بلا كلل ولا ملل ولا فتور .
2- بيان الصبر والتحمل في ذات الله عز وجل وأنه شعار المؤمنين الصادقين .
3- مشروعية الغزو في سبيل الله ليعبد الله وحده فيكمل الناس ويسعدوا على عبادته تعالى .
4- بيان إكرام الله تعالى لأوليائه بإنجائهم بالمطر والسيول وبما شاء من أسباب .
[ هذا الحبيب صلى الله عليه وسلم للجزائري رحمه الله ]
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
تابع / سرية شجاع بن وهب الأسدي ، سرية كعب بن عمير الغفاري ، سرية زيد بن حارثة :
ما يستفاد :
1- مواصلة الدعوة إلى الله تعالى وإبلاغ رسالته (ص) إلى كافة الناس لإصلاحهم و إسعادهم في الدنيا و الآخرة .
2- بيان صبر الصحابة وتحملهم الشدائد في ذات الله تعالى ما كانوا به مضرب المثل .
[ هذا الحبيب صلى الله عليه وسلم للجزائري ]
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
تابع / وفي جمادى الأولى من هذه السنة : كانت سرية مؤته فقتل الأمراء الثلاثة ، ثم فتح الله على يد خالد بن الوليد :
ما يستفاد :
1- وفي الحديث جواز الإعلام بموت الميت ولا يكون ذلك من النعي المنهي عنه .
2- وفيه جواز تعليق الإمارة بشرط ، وتولية عدة أمراء بالترتيب .
3- واختيار الإمام مقدم على غيره لأنه أعرف بالمصلحة العامة .
4- وفيه جواز التأمر في الحرب بغير تأمير ، قال الطحاوي : هذا أصل يؤخذ منه أن على المسلمين أن يقدموا رجلا إذا غاب الإمام يقوم مقامه إلى أن يحضر .
5- وفيه جواز الاجتهاد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم .
6- وفيه علم ظاهر من أعلام النبوة .
7- وفضيلة ظاهرة لخالد بن الوليد ولمن ذكر من الصحابة .
8- قوله : ( يعرف فيه الحزن ) أي لما جعل الله فيه من الرحمة ، ولا ينافي ذلك الرضا بالقضاء .
9- ويؤخذ منه أن ظهور الحزن على الإنسان إذا أصيب بمصيبة لا يخرجه عن كونه صابرا راضيا إذا كان قلبه مطمئنا.
10- وفي الحديث جواز معاقبة من نهي عن منكر فتمادى عليه بما يليق به .
[ فتح الباري لابن حجر رحمه الله ( 7 / 642 - 643 - 644 ) ]
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
تابع / سرية عمرو بن العاص إلى ذات السلاسل ، وفي هذه السرية أجنب عمرو بن العاص ، سرية أبي قتادة إلى خضرة ، سرية أبي حدرد إلى الغابة :
ما يستفاد :
1- ( قال احتلمت ) : قال السيوطي : يرد بهذا على من يقول من الصوفية : إذا احتلم المريد أدبه الشيخ ، فلا أحد أتقى وأصلح ولا أورع من الصحابة ، وقد ذكر هذا السيد المرسلين صلى الله عليه وسلم فلم يقل له شيئا .
2- ( في غزوة ذات السلاسل ) : في مراصد الإطلاع : السلاسل جمع سلسلة : ماء بأرض جذام سميت به غزوة ذات السلاسل .
3- ( فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئا ) : فيه دليل على جواز التيمم عند شدة البرد من وجهين : الأول : التبسم والاستبشار ، والثاني : عدم الإنكار ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يقر على باطل ، والتبسم والاستبشار أقوى دلالة من السكوت على الجواز.
[ عون المعبود شرح سنن أبي داود ( 1 / 405 -406 ) ]
4- السرية بفتح المهملة وكسر الراء وتشديد التحتانية هي التي تخرج بالليل ، والسارية التي تخرج بالنهار ، وقيل سميت بذلك لأنها تخفي ذهابها .
5- وما افترق من السرية يسمى بعثا ، فالعشرة فما بعدها تسمى حفيرة ،والأربعون عصبة ، وإلى ثلاثمائة مقنب بقاف ونون ثم موحدة ، فإن زاد سمي جمرة بالجيم ، والكتيبة ما اجتمع ولم ينتشر .
[ فتح الباري لابن حجر رحمه الله ( 8 / 70 ) ]
6- الدعوة إلى الله تعالى وإبلاغ رسالته صلى الله عليه وسلم وتحمل الصحابة رضي الله عنهم الشدائد .
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
سنكمل فوائد السيرة إن شاء الله
ما هي أرقام دور النشر التي يتوفر لديها كتاب الأغصان الندية للطلب ؟
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم
سنكمل فوائد السيرة إن شاء الله
ما هي أرقام دور النشر التي يتوفر لديها كتاب الأغصان الندية للطلب ؟
02201155559141
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
إن شاء الله تعالى سيتم إبلاغ الإدارة بذلك ويتم الطلب بحسب عدد الراغبين ، أسأل الله أن يبارك كل الجهود
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
تابع / وفي شعبان من هذه السنة : نقضت قريش عهدها مع رسول الله (ص) :
ما يستفاد :
1- بيان عاقبة نكث العهود وأنها وخيمة للغاية ...
[ هذا الحبيب صلى الله عليه وسلم لأبي بكر الجزائري رحمه الله ]
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
تابع / جاء أبو سفيان بن حرب ليجدد العهد ...، أرسل حاطب بن أبي بلعتة كتابا إلى قريش يخبرهم بمسير النبي (ص) ..:
ما يستفاد :
1- ...قريش نكثت عهدها فحلت بها الهزيمة وخسرت كيانها الذي كانت تدافع عنه وتحميه .
2- تجلي النبوة المحمدية في العلم بالمرأة حاملة خطاب ابن أبي بلتعة إذ أخبر عنها وعن المكان الذي انتهت إليه في سيرها وهو روضة خاخ.
3- فضيلة إقالة عثرة الكرام ، وفضل أهل بدر تجلى ذلك في العفو عن حاطب بعد عتابه .
[ هذا الحبيب صلى الله عليه وسلم لأبي بكر الجزائري رحمه الله ]
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
تابع / وفي رمضان من هذه السنة : كانت سرية أبي قتادة الأنصاريططط إلى إضَمٍ للتمويه على المشركين :
ما يستفاد :
1- مشروعية السفر في رمضان وجواز الفطر والصيام فيه على حد سواء .
2-مشروعية التعمية على العدو حتى يباغت قبل أن يكون قد جمع قواه فتسرع إليه الهزيمة وتقل الضحايا والأموات من الجانبين حقنا للدماء البشرية .
[ هذا الحبيب صلى الله عليه وسلم لأبي بكر الجزائري رحمه الله ]
تابع / وفي رمضان من هذه السنة : خرج رسول الله (ص) بجيشه من المدينة لفتح مكة :
ما يستفاد :
1- بيان الكمال المحمدي في قيادة الجيوش وتحقيق الانتصارات الباهرة .
[ هذا الحبيب صلى الله عليه وسلم لأبي بكر الجزائري رحمه الله ]
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
تابع / وفي رمضان من هذه السنة : جاء العباس بن عبدالمطلب بعياله من مكة مهاجرا إلى المدينة ...، جاء مَخْرمة بن نوفل ، وأبو سفيان بن الحارث ، وعبدالله بن أمية، فالتقوا بالنبي (ص)، وأسلموا :
ما يستفاد :
1- بيان لُقيا العباس بالنبي (ص) بالجُحْفة .
2- بيان إسلام كل من مخرمة بن نوفل ، وأبو سفيان بن الحارث ، وعبدالله بن أبي أمية .
--------------------------------------------------------------------------------
تابع / وفي رمضان من هذه السنة : وقبل دخول النبي (ص) مكة أسلم أبو سفيان بن حرب وحكيم بن حزام وبُديل بن ورقاء :
ما يستفاد :
1- مشروعية إنزال الناس منازلهم تجلى هذا في إعطاء الرسول (ص) أبا سفيان كلمات يقولهن فيكون ذلك فخرا له واعتزازا .
[ هذا الحبيب صلى الله عليه وسلم لأبي بكر الجزائري رحمه الله ]
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
جائني عبر الخاص السؤال الثاني من الأخ عبد الله طالب علم:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله طالب علم
أخي الحبيب محمد،
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
ذكرتم في كتابكم "الأغصان الندية" أن في السنة الأولى من الهجرة عقد النبي صلى الله عليه و سلم معاهدة مع اليهود و التي كان من شروطها:
إن اليهود ينفقون مع المؤمنين ماداموا محاربين
إن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين
إنَّ جَفْنة بطن من ثعلبة كأنفسهم
إنَّ البر دون الإثم
رجاءاً توضيح هذه الشروط فلم أفهمها، جزاكم الله خيراً
(إن اليهود ينفقون مع المؤمنين ماداموا محاربين): أي: إذا داهم أحد المدينة، أو قاتل المسلمون أحدًا خارج المدينة، فعلى اليهود الإنفاق مع المسلمين.
(إن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين): أي: في المخالطة والمعايشة؛ لا ينفصلون عنهم؛ ولكلٍّ دينه.
(إنَّ جَفْنة بطن من ثعلبة كأنفسهم): الجفنة: وعاءُ الأطعمة، وجمعها جفان، ومنه قول?الله تعالى: {وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ} [سبأ:?13]، والبطن: أصلها الجارحة، ويطلقها العرب على فرع القبيلة، فالقبيلة الكبيرة يتفرع منها قبائل صغيرة تسمى بطون، وإنما سُميت بذلك كناية على أنَّ جميع فروع القبيلة كالعضو الواحد، والجسد الواحد.والمعنى: المبالغة في شدة تحريم أموال المعاهدين وأعراضهم، بأنه من استحل مثل هذا الشيء البسيط الزهيد، وهي جفنة الطعام، من بطن من بطون القبيلة، فكأنما انتهك حرمة جميع أشخاص القبيلة أنفسهم.
(إنَّ البر دون الإثم): أي: أنَّ البر ينبغي أن يكون حاجزًا عن الإثم، والوفاء ينبغي أن يمنع من الغدر؛ فلا تأثم قبيلة في حق الأخرى، ولا تغدر قبيلة بالأخرى.
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
تابع / وفي رمضان من هذه السنة : بعد العصر ، لما بلغ رسول الله (ص) كُراعَ الغميم ، أفطر على راحلته ليراه الناس :
ما يستفاد:
1- قوله :( فقيل له بعد ذلك أن بعض الناس قد صام فقال : أولئك العصاة أولئك العصاة ) هكذا هو مكرر مرتين ، وهذا محمول على من تضرر بالصوم أو أنهم أمروا بالفطر أمرا جازما لمصلحة بيان جوازه فخالفوا الواجب ، وعلى التقديرين لا يكن الصائم اليوم في السفر عاصيا إذا لم يتضرر به ، ويؤيد التأويل الأول قوله في الرواية الثانية أن الناس قد شق عليهم الصيام .
[ شرح النووي على صحيح مسلم رحمهما الله ( 7/ 200-201) ]
تابع / وفي رمضان من هذه السنة : دخل رسول الله (ص) مكة فاتحا منصورا مؤيدا :
ما يستفاد :
1- بيان تواضع الرسول (ص) لربه شكرا له على آلائه وإنعامه عليه إذ دخل مكة وهو متطامن حتى إن لحيته لتمس رحل ناقته تواضعا لله وخشوعا . فلم يدخل وهو الظافر المنتصر دخول الظلمة الجبارين السفاكي الدماء البطاشين بالأبرياء والضعفاء .
2- بيان العفو المحمدي الكبير إذ عفا عن قريش العدو الألد ولم يقتل منهم سوى أربعة رجال وامرأتين إذ رفضوا الإسلام .
3- بيان الكمال المحمدي في عدله ووفائه تجلى ذلك في رد مفتاح الكعبة لعثمان بن أبي طلحة .
4- مشروعية كسر الأصنام والصور والتماثيل وإبعادها من المساجد بيوت الله تعالى .
5- تقرير مبدأ الجوار في الإسلام لقوله (ص) : أجرنا من أجرت وأمنا من أمنت يا أم هانئ ).
6- مشروعية صبغ الشعر بغير السواد سواء كان شعر لحية أو رأس .
7- احترام الرسول (ص) لأسرة الصديق وتكريمه لها ...
8- وجوب البيعة على الإسلام وهي الطاعة لله ورسوله وأولي الأمر في المعروف وما يستطاع .
[ هذا الحبيب صلى الله عليه وسلم لأبي بكر الجزائري رحمه الله ]
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
تابع / كانت سرية أسامة بن زيد ، سرية خالد بن الوليد ، سرية عمرو بن العاص ، سرية سعد بن زيد الأشهلي ، سرية قيس بن سعد بن عبادة :
ما يستفاد :
1- وجوب مواصلة الدعوة إلى الإسلام بعد الفتح كما هي قبله .
2- بيان خطأ خالد في اجتهاده فيما أقدم عليه ، ولما كان متأولا عفا عنه ولم يؤاخذ .
[ هذا الحبيب صلى الله عليه وسلم لأبي بكر الجزائري رحمه الله ]
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
تابع / وفي شوال من هذه السنة : كانت غزوة حنين :
مايستفاد :
1- تقرير مبدأ حكيم وهو أن الرأي الصائب السديد من ذي الخبرة والتجربة يقدم على الشجاعة مهما كانت ، وحتى عن القوة مهما عظمت .
2- مشروعية استعمال العيون ( الجواسيس ) في الحروب لمعرفة قوة العدو ، وما عزم عليه .
3- حرمة الإعجاب بالنفس أو العمل أو القوة إذ ترتب على ذلك هزيمة المؤمنين في أول لقائهم لعدوهم .
4- وجوب الحذر من التبرك غير الشرعي فإنه يؤدي إلى الشرك بالله تعالى .
5- بيان الفرق بين من رسخ الإيمان في قلبه ، وبين من لم يرسخ ، فإن الأخير سرعان ما يظهر جهله وظلمه .
[ هذا الحبيب صلى الله عليه وسلم لأبي بكر الجزائري رحمه الله ]
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
تابع / كانت سرية أوطاس بقيادة أبي عامر الأشعري :
ما يستفاد :
1- قوله : ( فدعا بماء فتوضأ ثم رفع يديه ) يستفاد منه استحباب التطهير لإرادة الدعاء ، ورفع اليدين في الدعاء .
[ فتح الباري لابن حجر رحمه الله ( 8 / 54 ) ]
2- والمراد بالمحصنات هنا المزوجات ومعناه والمزوجات حرام على غير أزواجهن إلا ما ملكتم بالسبي فأنه ينفسخ نكاح زوجها الكافر وتحل لكم إذا انقضى استبراؤها .
[ شرح صحيح مسلم للنووي رحمهما الله ( 10 / 31 ) ]
تابع / كانت سرية الطفيل بن عمرو الدوسي لهدم الصنم ذي الكفين فأشعل فيه النار، وفي طريقه (ص) لحصار الطائف مر ببُحرة الرُّغاء فابتنى بها مسجدا ، فصلى فيه قبل وصوله إلى الطائف ، في بُحرة أيضا قتل رجلا من بني ليث قصاصا برجل من هذيل وهو أول قصاص في الإسلام :
مايستفاد :
1- بيان مدى ما كان عليه رسول الله (ص) من الحزم والعزم في إنفاذ أمر الله تعالى .
[ هذا الحبيب صلى الله عليه وسلم لأبي بكر الجزائري رحمه الله]
تابع / وفي شوال من هذه السنة : كانت غزوة الطائف :
ما يستفاد :
1- قوله :( فثقل عليهم ) بين سبب ذلك بقولهم : ( نذهب ولا نفتحه ) وحاصل الخبر أنهم لما أخبرهم بالرجوع بغير فتح لم يعجبهم ، فلما رأى ذلك أمرهم بالقتال فلم يفتح لهم فأصيبوا بالجراح لأنهم رموا عليهم من أعلى السور فكانوا ينالون منهم بسهامهم ولا تصل السهام إلى من على السور ، فلما رأوا ذلك تبين لهم تصويب الرجوع ، فلما أعاد عليهم القول بالرجوع أعجبهم حينئذ ، ولهذا قال ( فضحك).
[ فتح الباري لابن حجر رحمه الله ( 8 / 56 - 57 ) ]
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
تابع / في حصار الطائف نزل نفر من رقيق الطائف ، فأعتقهم رسول الله منهم أبو بكرة ططط وفي أواخر شوال من هذه السنة : رفع رسول الله (ص) الحصار عن الطائف ثم رجع إلى الجعرانة ، فقدم عليه وفود هوازن قد أسلموا فرد عليهم أسراهم :
ما يستفاد :
1- مشروعية استشارة ذوي الرأي ، وعدم الاستبداد بالرأي مع وجود ذوي الرأي السديد .
2- مشروعية استعمال أحدث الأسلحة وأجداها في الحرب لإحقاق الحق وإبطال الباطل . بأن لا تكون فتنة ويعبد الله وحده لا شريك له .
3- بيان مظاهر الكمال المحمدي في حسن السياسة والتدبير الأمر الذي لا يجارى فيه قط .
4- فضيلة الأنصار ، وبيان ما حباهم الله به من حب الحبيب (ص) ، ودعائه لهم ولأبنائهم وأبناء أبنائهم وهم أهل القرون الثلاثة المفضلة أي الصحابة والتابعون وتابعو التابعين ، وتابعوهم إلى ثلاثة قرون .
[ هذا الحبيب صلى الله عليه وسلم للجزائري رحمه الله ]
تابع/ وفي ذي القعدة من هذه السنة : فرق النبي (ص) الغنائم ، وأعطى المؤلفة قلوبهم كثيرا ، ووكل المؤمنين إلى إيمانهم ، فقام ذو الخويصرة فقال ما قال :
ما يستفاد :
1- بيان الكمال المحمدي في خلقه ومروءته فهي بذلك مضرب المثل وفي القرآن الكريم : { وإنك لعلى خلق عظيم} .
[ هذا الحبيب صلى الله عليه وسلم للجزائري رحمه الله ]
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
اللهم آمين
تابع /وفي ذي القعدة من هذه السنة : جيء بالشيماء أخت رسول الله (ص) من الرضاعة...، اعتمر رسول الله (ص) من الجُعْرانة ، تزوج رسول الله (ص) فاطمة بنت الضحاك الكُلابية فاستعاذت منه ففارقها ...:
ما يستفاد :
1- مشروعية الاعتمار في الشهر الحرام ، وبيان أن الجعرانة ليست من الحرم .
2- تزوج الرسول (ص) بفاطمة بنت الضحاك الكلابية واستعاذت من الرسول صلى الله عليه وسلم ففارقها فورا .
3- مشروعية إكرام الإخوة من الرضاعة .
[ هذا الحبيب صلى الله عليه وسلم لأبي بكر الجزائري رحمه الله ]
تابع / وفي ذي الحجة من هذه السنة : ولدت مارية إبراهيم بن النبي (ص) :
مايستفاد :
1- ولد إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم من جاريته مارية القبطية .
[ هذا الحبيب صلى الله عليه وسلم لأبي بكر الجزائري رحمه الله ]
تابع / وفي هذا السنة : ولدت زينب بنت رسول الله (ص) من أبي العاص بن الربيع ابنتها أُمامة التي كان يحملها النبي (ص) في الصلاة :
ما يستفاد :
1- لم يمنع النبي (ص) كونه في الصلاة من الرفق بالصغير .
تابع / وفي هذه السنة : عمل منبر رسول الله (ص) ، وهبت سودة أم المؤمنين يومها لعائشة رضي الله عنهما :
ما يستفاد :
1- وفي الحديث دلالة على أن الجمادات قد يخلق الله لها إدراكا كالحيوان بل كأشرف الحيوان ، وفيه تأييد لقول من يحمل { وإن من شيء إلا يسبح بحمده } على ظاهره .
[ فتح الباري لابن حجر رحمه الله ( 6 / 737) ]
2- قوله : ( أن سودة بنت زمعه ) هي زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وكان تزوجها وهو بمكة بعد موت خديجة ودخل عليها بها وهاجرت معه .
[ فتح الباري لابن حجر رحمه الله ( 9 / 388 ) ]
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
تابع / حج بالناس عتاب بن أسيد رضي الله عنه أمير مكة ، توفي مغفل بن عبد نهم المزني والد الصحابي عبدالله بن مغفل ، وله صحبة :
ما يستفاد :
1- بيان أن حج الناس في تلك السنة على ما كانت العرب تحج عليه .
2- وفاة والد عبدالله بن مغفل مات بطريق مكة قبل أن يدخلها .
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
تابع / وفي هذه السنة أسلم كعب بن زهير،وقال قصيدته المشهورة في مدح النبي (ص) بانت سعاد ، توفيت زينب بنت رسول الله (ص) :
ما يستفاد :
1- حب المدح وكراهية الذم فطري في الإنسان ، فهو كما قيل :
يهوى الثناء مبرز ومقصر ... حب الثناء طبيعة الإنسان
2- ذكاء كعب يتجلى في إسلامه وإتيانه النبي (ص) ومعرفته بالصفة بدون سؤال عنه ...
3- مشروعية مدح الرسول (ص) وفضيلته إذا خلا من الغلو المحرم الذي نهى عنه (ص) .
4- تجلي الكرم المحمدي في عفوه عن كعب وكسوته بردته بعد إهداره دمه .
[ هذا الحبيب صلى الله عليه ووسلم للجزائري رحمه الله ]
5- وفاة زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي أكبر أولاده .
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
تابع / وفي هذه السنة : بعث رسول الله (ص) عمرو بن العاص إلى جَيْفَر وعمرو ابني الجٓلٓندي من الأزد ، وفي هذه السنة :غلا السعر، نزلت سورة النصر:
مايستفاد :
1- بعث الرسول (ص) عمرو بن العاص إلى جَيْفَر وعمرو ابني الجلندي من الأزد فأسلما .
2- بيان إن الله هو المسعر والقابض الباسط الرزاق .
3- نزول سورة النصر في السنة الثامنة من الهجرة .
تابع / وفي هذه السنة : جاء وفد ثعلبة ، وفد سليم ، وفد ربيعة : عبدالقيس ، وفد صُدَاء ، وفد ثمالة والحُدَّان إلى رسول الله (ص) :
ما يستفاد :
1- الإيمان اعتقاد وقول وعمل ، فضل الحلم والأناة .
2- بيان احترام النبي (ص) للوفود وإكرامهم قبل أن يتبين إصرارهم على شركهم وكفرهم .
[ هذا الحبيب صلى الله عليه وسلم للجزائري رحمه الله ]
-
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
تابع / كانت سرية عيينة بن حصن رضي الله عنه ، بعث رسول الله (ص) عبدالله بن عوسجة ططط إلى بني حارثة بن عمرو، سرية قُطْبة بن عامر ططط إلى خثعم ، وفد عُذرة ، سرية الضحاك بن سفيان الكلابيططط إلى بني كلاب بالقُرْطاء ، قدم وفد بلي فنزلوا على رويفع بن البلوي رضي الله عنه ، سرية علقمة بن مجزر المدلجي رضي الله عنه ، إلى الأحباش ، سريت علي بن ابي طالب رضي الله عنه،إلى الفُلْس ، سريت عكاشة بن محصن رضي الله عنه، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه إلى بيت سويلم اليهودي ليحرقه:
مايستفاد :
1- الإسلام يعلو ولا يُعلى عليه .
2- فضل الضيافة وأنها ثلاثة أيام ، وكل معروف صدقة .
3- بيان كمال طاعة أصحاب رسول الله (ص)
[ هذا الحبيب صلى الله عليه وسلم للجزائري رحمه الله ]
4- لا طاعة في معصية إنما هي في المعروف .
[ شرح النووي لصحيح مسلم رحمهما الله ( 12 / 188 ) ]
5- وفاة قطبة بن عامر رضي الله عنه .