رد: تعليقات على أحاديث من علل الترمذي الكبير
ما جاء ليلني منكم أولو الأحلام والنهى
٩٤ - حدثنا نصر بن علي, حدثنا يزيد بن زريع قال: حدثني خالد, عن أبي معشر, عن إبراهيم, عن علقمة, عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليلني منكم أولو الأحلام والنهى, ثم الذين يلونهم, ثم الذين يلونهم, ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم, وإياكم وهيشات الأسواق([1]).
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: أرجو أن يكون محفوظا([2]).
([1]) أخرجه مسلم (432/ 123) وهيشات الأسواق أي اختلاطها والمنازعة والخصومات وارتفاع الأصوات واللغط والفتن التي فيها.
([2]) التلخيص: حديث هيشات أو هوشات الأسواق قال البزار 4/374 (1544): وهذا الحديث بهذا اللفظ لا أعلم رواه عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله إلا أبو معشر، ولا عن أبي معشر إلا خالد الحذاء. وقال الدارقطني في الأفراد (3758 أطرافه): تفرد به خالد بن مهران الحذاء عن أبي معشر زياد بن كليب عن إبراهيم عنه. ورجا البخاري أن يكون محفوظا.
والحديث ثابت في مسلم (432/ 122) من طريق آخر عن الأعمش، عن عمارة بن عمير التيمي، عن أبي معمر، عن أبي مسعود قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول: استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم. ليلني منكم أولو الأحلام والنهى. ثم الذين يلونهم. ثم الذين يلونهم.
رد: تعليقات على أحاديث من علل الترمذي الكبير
في الصلاة خلف الصف وحده
٩٥ - قال أبو عيسى: اختلف أصحاب الحديث في حديث حصين بن عبد الرحمن([1]), وعمرو بن مرة([2]) , عن هلال بن يساف.
فرأى بعض أهل الحديث أن رواية عمرو بن مرة, عن هلال بن يساف, عن عمرو بن راشد, عن وابصة بن معبد أصح من حديث حصين.
ومنهم من قال :حديث حصين, عن هلال بن يساف, عن زياد بن أبي الجعد, عن وابصة أصح. وحديث حصين أصح عندي من حديث عمرو بن مرة وأشبه؛ لأنه روي من غير طريقهما عن: زيادة بن أبي الجعد, عن وابصة([3]).([4])
([1]) أخرجه الترمذي (230) قال: حدثنا هناد قال: حدثنا *أبو الأحوص، عن حصين، عن هلال بن يساف، قال: أخذ *زياد بن أبي الجعد بيدي ونحن بالرقة، فقام بي على شيخ يقال له: وابصة بن معبد من بني أسد، فقال زياد: حدثني هذا الشيخ أن رجلا صلى خلف الصف وحده - والشيخ يسمع - فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعيد الصلاة.
([2]) أخرجه الترمذي (231) قال: حدثنا محمدبن بشار قال: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن هلال بن يساف، عن *عمرو بن راشد، عن وابصة بن معبد أن رجلا صلى خلف الصف وحده فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعيد الصلاة.
([3]) أخرجه أحمد (18003) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثني يزيد بن زياد بن أبي الجعد، عن عمه عبيد بن أبي الجعد، عن زياد بن أبي الجعد، عن وابصة بن معبد: أن رجلا صلى خلف الصفوف وحده، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعيد.
([4]) التلخيص: حديث وابصة في الصلاة منفردا خلف الصف رواه هلال بن يساف واختلف عليه فراوه حصين عن هلال عن زياد عن وابصة.
ورواه عمرو بن مرة عن هلال عن عمرو بن راشد عن وابصة.
فبعض أهل الحديث رجح حديث حصين. وفي سياقه ما يدل على أن هلالا قد أدرك وابصة.
وبعضهم رجّح حديث عمرو بن مرة.
واختار الترمذي ترجيح حديث حصين؛ لأنه جاء من غير حديث هلال بن يساف، فرواه عبيد بن أبي الجعد عن زياد بن أبي الجعد عن وابصة، فدل على أنه حديث زياد بن أبي الجعد كما رواه حصين.
رد: تعليقات على أحاديث من علل الترمذي الكبير
في الرجل يصلي ومعه الرجال والنساء
٩٦ - حدثنا سعيد بن يحيى قال: حدثني أبي, حدثنا يحيى بن سعيد وهو الأنصاري, عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة, عن أنس بن مالك قال: سألت أمي أم سليم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتيها في منزلها فيصلي فيه فتتخذه مصلى ففعل فأتاها فعمدت إلى حصير لهم فنضحته بالماء, فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلوا معه([1]).
سألت محمدا عن هذا الحديث فلم يعرفه من حديث يحيى بن سعيد الأنصاري, عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة, عن أنس([2]).
([1]) أخرجه النسائي (737).
([2]) التلخيص: لم يعرف البخاري هذا الحديث من حديث الإمام يحيى بن سعيد الأنصاري، فهو مستغرب عن يحيى وكأنه لا يراه ثابتا عنه، وإن كان معروفا من حديث مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس أخرجه البخاري (380) ومسلم (658). وكذا سفيان بن عيينة عن إسحاق عن أنس أخرجه البخاري (727).
رد: تعليقات على أحاديث من علل الترمذي الكبير
في افتتاح القراءة بالحمد لله رب العالمين
٩٧ - حدثنا عبد الله بن أبي زياد , حدثنا أبو الجواب الأحوص بن جواب, عن عمار بن رزيق, عن الأعمش, عن شعبة, عن ثابت, عن أنس قال: صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم, وأبي بكر وعمر فكانوا يفتتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين([1]).
قال أبو عيسى: هذا وهم والأصح شعبة, عن قتادة, عن أنس([2]). ([3])
([1]) أخرجه أحمد (13784).
([2]) أخرجه البخاري (743) قال: حدثنا حفص بن عمر قال: حدثنا شعبة به.
([3]) التلخيص: هذا الحديث رواه شعبة واختلف عليه: فرواه حفص بن عمر وغيره عن شعبة عن قتادة عن أنس.
ورواه عمار بن رزيق عن الأعمش عن ثابت عن أنس. وهذا وهم. والصحيح الأول.
قال أبو حاتم في العلل (229): هذا خطأ، أخطأ فيه الأعمش؛ إنما هو: شعبة، عن قتادة، عن أنس.
وقال البزار في مسنده (6854): ولا نعلم روى الأعمش، عن شعبة غير هذا الحديث، ولا نعلم حدث به عن الأعمش إلا عمار بن رزيق.
والأعمش شيخ شعبة، لكن هنا وقعت رواية الأكابر عن الأصاغر، فلم يضبط حديث شعبة.
رد: تعليقات على أحاديث من علل الترمذي الكبير
ما جاء في التأمين
٩٨ - حدثنا محمد بن بشار, حدثنا يحيى, وعبد الرحمن قالا: حدثنا سفيان, عن سلمة بن كهيل, عن حجر بن عنبس, عن وائل بن حجر سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قرأ غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقال: آمين مد بها صوته([1]).
سمعت محمد بن إسماعيل يقول: حديث سفيان الثوري, عن سلمة بن كهيل في هذا الباب أصح من حديث شعبة([2])، وشعبة أخطأ في هذا الحديث في مواضع:
قال: عن سلمة بن كهيل, عن حجر أبي العنبس, وإنما هو حجر بن عنبس وكنيته أبو السكن.
وزاد فيه عن علقمة بن وائل, وإنما هو حجر بن عنبس, عن وائل بن حجر, ليس فيه علقمة.
قال :وخفض بها صوته، والصحيح أنه جهر بها.
وسألت أبا زرعة فقال: حديث سفيان أصح من حديث شعبة, وقد رواه العلاء بن صالح([3]). ([4])
([1]) أخرجه الترمذي (248) وقال: حديث وائل بن حجر حديث حسن.
([2]) أخرجه أحمد (18854) قال: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن حجر أبي العنبس، قال: سمعت علقمة يحدث، عن وائل، أو سمعه حجر، من وائل قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما قرأ: غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال: " آمين " وأخفى بها صوتَه.. الحديث.
([3]) يعني مثل رواية سفيان ورواية العلاء أخرجها الترمذي (249) قال: حدثنا أبو بكر بن محمد بن أبان قال: حدثنا عبد الله بن نمير، عن العلاء بن صالح الأسدي، عن سلمة بن كهيل، عنحجر بن عنبس، عن وائل بن حجر عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو حديث سفيان، عن سلمة بن كهيل.
([4]) التلخيص: هذا الحديث رواه سلمة بن كهيل واختلف عليه: فرواه الثوري وتابعه العلاء بن صالح, عن سلمة بن كهيل, عن حجر بن عنبس, عن وائل بن حجر عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه قال آمين مد بها صوته.
ورواه شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن حجر أبي العنبس، عن علقمة عن وائل عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه قال: آمين وأخفى بها صوتَه.
قال أبو زرعة إنّ حديث سفيان أصح من حديث شعبة، وبيّن البخاري أن شعبة أخطأ في متنه وإسناده، ففي المتن: قال: خفض بها صوته، والصحيح أنه مد بها صوته.
وفي الإسناد قال: عن سلمة بن كهيل، عن حجر أبي العنبس، عن علقمة بن وائل، عن أبيه وائل.
فقال: عن حجر أبي العنبس، وإنما هو حجر بن عنبس ويكنى أبا السكن.
وزاد فيه: عن علقمة بن وائل، وليس فيه عن علقمة، وإنما هو حجر بن عنبس عن وائل بن حجر ليس فيه علقمة.
رد: تعليقات على أحاديث من علل الترمذي الكبير
في رفع اليدين عند الركوع
99- حدثنا محمد بن بشار, حدثنا عبد الوهاب الثقفي, عن حميد, عن أنس, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه في الركوع([1]).
سألت محمدا عن هذا الحديث قال: حدثنا به محمد بن عبد الله بن حوشب الطائفي, حدثنا عبد الوهاب الثقفي, عن حميد, عن أنس, عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا([2]).
قال محمد: وعبد الوهاب الثقفي صدوق صاحب كتاب.
وقال غير واحد من أصحاب حميد: عن حميد, عن أنس فعله([3]). ([4])
([1]) أخرجه ابن ماجه (866).
([2]) أخرجه البخاري في قرة العينين برفع اليدين (8).
([3]) أخرجه ابن أبي شيبة (2433) قال: حدثنا معاذ بن معاذ، عن حميد، عن أنس، أنه كان يرفع يديه إذا دخل في الصلاة، وإذا ركع، وإذا رفع رأسه من الركوع.
([4]) التلخيص: هذا الحديث رواه حميد واختلف عليه: فرواه عبد الوهاب الثقفي عن حميد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواه معاذ بن معاذ وغير واحد من أصحاب حميد عن حميد عن أنس موقوفا من فعله.
قال الدارقطني في سننه (1119): لم يروه عن حميد مرفوعا غير عبد الوهاب, والصواب من فعل أنس.
رد: تعليقات على أحاديث من علل الترمذي الكبير
في وضع الركبتين قبل اليدين في السجود
١٠٠ - حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي, حدثنا يزيد بن هارون, عن شريك, عن عاصم بن كليب, عن أبيه, عن وائل بن حجر قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع ركبتيه يعني: إذا سجد قبل يديه... الحديث([1]).
قال يزيد: لم يرو شريك, عن عاصم بن كليب إلا هذا الحديث الواحد.
قال أبو عيسى: وروى همام بن يحيى عن شقيق, عن عاصم بن كليب شيئا من هذا مرسلا لم يذكر فيه عن وائل بن حجر([2]) وشريك بن عبد الله كثير الغلط والوهم([3]).
([1]) أخرجه الترمذي (268) قال: حدثنا سلمة بن شبيب، وأحمد بن إبراهيم الدروقي، والحسن بن علي الحلواني وعبد الله بن نمير وغير واجد قالوا حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا شريك، عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد يضع ركبتيه قبل يديه، وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه.
وزاد الحسن بن علي في حديثه: قال يزيد بن هارون: ولم يرو شريك، عن عاصم بن كليب إلا هذا الحديث. هذا حديث حسن غريب، لا نعرف أحدا رواه غير شريك.. وروى همام، عن عاصم هذا مرسلا، ولم يذكر فيه وائل بن حجر. اهـ.
([2]) أخرجه أبو داود في سننه (839) وفي المراسيل (42) قال: حدثنا يزيد بن خالد، حدثنا عفان، حدثنا همام، عن شقيق أبي ليث، حدثني عاصم بن كليب، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد وقعت ركبتاه إلى الأرض قبل أن تقع كفاه.. الحديث.
([3]) التلخيص: حديث وضع الركبتين قبل اليدين رواه عاصم بن كليب واختلف عليه: فرواه همام عن شقيق أبي ليث عن عاصم عن أبيه كليب بن شهاب عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا. وهو المحفوظ.
ورواه يزيد بن هارون عن شريك عن عاصم عن أبيه عن وائل بن حجر عن النبي صلى الله عليه وسلم. متصلا.
وشريك كثير الوهم والغلط إضافة إلى أنه لا اعتناء له بحديث عاصم إذ لم يرو عنه إلا هذا.
رد: تعليقات على أحاديث من علل الترمذي الكبير
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الدين العراقي
ما جاء ليلني منكم أولو الأحلام والنهى
٩٤ - حدثنا نصر بن علي, حدثنا يزيد بن زريع قال: حدثني خالد, عن أبي معشر, عن إبراهيم, عن علقمة, عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليلني منكم أولو الأحلام والنهى, ثم الذين يلونهم, ثم الذين يلونهم, ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم, وإياكم وهيشات الأسواق([1]).
([1]) أخرجه مسلم (432/ 123)
أخرجه من هذا الوجه ابن خزيمة في صحيحه [1485]، مقرونا ببِشْر بْن مُعَاذٍ الْعَقَدِيّ، ..
والبزار في مسنده (1455)، .. والبحيري في السابع من فوائده (156)، من طريق محمد بن سليمان المالكي، ..
وابن حبان في صحيحه (2180)، عن محمد بن زهير الأبلي، .. وأبو محمد البغوي في شرح السنة من طريق أبي طاهر المري، ..
خمستهم (ابن خزيمة، والبزار، وابن سليمان، وابن زهير، وأبو طاهر)، كلهم عن نصر، عن يزيد، عن خالد، عن أبي معشر، عن علقمة، عن عبد الله، به مرفوعا.
إلا أن في رواية البزار، قال: "هوشات"، والباقون قالوا: "هيشات". ولم يذكر البزار ولا ابن سليمان: "ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم".
وحكى البزار النهي عن الهوشات، بدلا من ذكر اللفظ.
قال ابن حبان رحمه الله: "أَبُو مَعْشَرٍ هَذَا زِيَادُ بْنُ كُلَيْبٍ، كُوفِيٌّ ثِقَةٌ، وَلَيْسَ هَذَا بِأَبِي مَعْشَرٍ السِّنْدِيِّ، فَإِنَّهُ مِنْ ضُعَفَاءِ الْبَغْدَادِيِّ ينَ". اهـ.
ويؤيده ما أخرجه الطبري في تهذيب الآثار [442]، من طريق جَرِير، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ زِيَادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الدين العراقي
قال البزار 4/374 (1544): وهذا الحديث بهذا اللفظ لا أعلم رواه عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله إلا أبو معشر، ولا عن أبي معشر إلا خالد الحذاء. وقال الدارقطني في الأفراد (3758 أطرافه): تفرد به خالد بن مهران الحذاء عن أبي معشر زياد بن كليب عن إبراهيم عنه.
قلتُ: ولا أعلم رواه عن خالد الحذاء إلا يزيد بن زريع، وقد كان الشافعي قال في هذا الإسناد: " وَهَذَا لَيْسَ بِثَابِتٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ". اهـ.
ينظر: معرفة السنن والآثار (4869).
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الدين العراقي
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: أرجو أن يكون محفوظا([2]).
ليس هذا الرجاء بمتحقق، فقد خولف أبو معشر، بين ذلك ابن صاعد أن الأصل أنه مقطوع من قول علقمة وتفرد خالد بوصله.
فأخرج في الثاني من أحاديث ابن مسعود [50]، (60)، فقال:
ثنا بُنْدَارٌ مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثنا مُحَمَّدٌ، يَعْنِي غُنْدَرًا، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ:
أَنَّ ابْنَ زِيَادٍ لَمَّا قَطَعَ ابْنَ معكبرٍ، قَالَ عَلْقَمَةُ: كَانَ يُنْهَى عَنْ هَيْشَةِ اللَّيْلِ، وَهَيْشَةِ السُّوقِ. اهـ، وذكر حديثا ءاخر.
ثم قال ابن صاعد: "وَأَمَّا حَدِيثُ هَوَشَاتِ السُّوقِ فَرَفَعَهُ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ". اهـ، ثم أسنده.
وتوبع شعبة فيما أخرجه عبد الرزاق في مصنفه [18231]، فقال:
عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ:
أَخَذَ زِيَادٌ دِهْقَانًا يُقَالُ لَهُ: ابْنُ الْمِسْكِينِ فَمَثَّلَ بِهِ، قَالَ: فَقَالَ عَلْقَمَةُ: (كَانَ يُقَالُ:" لَيْسَ أَحَدٌ أَحْسَنَ قِتْلَةً مِنَ الْمُسْلِمِ"،
"كُنَّا نُنْهَى عَنْ هَوَشَاتِ السُّوقِ وَهَوَشَاتِ اللَّيْلِ"، يَعْنِي هَوَشَاتٍ إِذَا كَانَ قِتَالٌ، أَوْ جَمَاعَاتٌ فِي قِتَالٍ). اهـ.
وقد تفرد خالد الحذاء أيضا بحديث عن أبي معشر بحديثين ءاخرين، وفيهما نظر، ولا يتابع.
وقد أشار أبو داود في سننه (674) أن حديث خالد متفرد بزيادة عن حديث أبي مسعود البدري رضي الله عنه.
والله أعلم.
رد: تعليقات على أحاديث من علل الترمذي الكبير
رد: تعليقات على أحاديث من علل الترمذي الكبير
في السجود على الجبهة والأنف
١٠١ - حدثنا هناد, حدثنا عبدة, عن عاصم الأحول, عن عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تجزئ صلاة إلا بمس الأنف من الأرض ما يمسّ الجبين([1]).
١٠٢ -حدثنا حميد بن مسعدة, حدثنا حرب بن ميمون, حدثنا خالد الحذاء, عن عكرمة, عن ابن عباس قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم على رجل يسجد على جبهته ولا يضع أنفه على الأرض قال: ضع أنفك يسجد معك([2]).
قال أبو عيسى: وحديث عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم أصح([3]).
([1]) أخرجه البيهقي في الكبرى (2654) وقال: وكذلك رواه سفيان بن عيينة وعبدة بن سليمان، عن عاصم الأحول، عن عكرمة مرسلا.
([2]) أخرجه الطبري في تهذيب الآثار من مسند ابن عباس 1/187 بنفس سند الترمذي.
([3]) التلخيص: هذا الحديث رواه عكرمة واختلف عليه: فرواه عاصم الأحول عن عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا. وهذا أصح.
ورواه حرب بن ميمون عن خالد الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وحرب بن ميمون اثنان: الأنصاري وهو الأكبر، والعبدي وهو الأصغر صاحب الأغمية، فالأول ثقة والثاني ضعيف، ومنهم من لم يفرق بينهما. انظر تهذيب الكمال (1160) وقال الحافظ في التقريب في الأصغر (1169): متروك الحديث مع عبادته.
وهو الأصغر هنا إذ قد وقع التصريح بأنه صاحب الأغمية في سند الخطيب البغدادي في موضح أوهام الجمع والتفريق 1/102.
رد: تعليقات على أحاديث من علل الترمذي الكبير
ما جاء في التشهد
١٠٣ -حدثنا محمد بن المثنى, حدثنا يحيى بن سعيد, عن سفيان, عن زيد العمّي, عن أبي الصديق الناجي, عن ابن عمر قال: كان أبو بكر يعلم الناس التشهد وهو على المنبر كما يعلم المعلم الغلمان في الكتاب([1]).
١٠٤- حدثنا أبو عمرو نصر بن علي الجهضمي قال: أخبرني أبي, حدثنا شعبة, عن أبي بشر قال: سمعت مجاهدا, يحدث عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في التشهد: التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله .قال ابن عمر: زدتُ فيها وبركاته, السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين, أشهد أن لا إله إلا الله. قال ابن عمر: زدتُ فيها وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله([2]).
وأوقفه ابن أبي عدي([3]).
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: روى شعبة عن أبي بشر, عن مجاهد, عن ابن عمر.
وروى سيف, عن مجاهد, عن أبي معمر, عن عبد الله بن مسعود([4]).
قال محمد: وهو المحفوظ عندي.
قلت: فإنه يروى عن ابن عمر, عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ويروى عن ابن عمر عن أبي بكر الصديق([5]).
قال: يحتمل هذا وهذا.
قال محمد: وعبد الرحمن بن إسحاق الذي روى عن محارب بن دِثار, عن ابن عمر, في التشهد([6]) هو عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي وهو ضعيف الحديث. ([7])
١٠٥ - حدثنا عبد الله بن الصباح الهاشمي البصري, حدثنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت أيمن بن نابل قال: حدثني أبو الزبير, عن جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن: بسم الله وبالله التحيات لله.. وذكر التشهد([8]).
فسألت محمدا عن هذا الحديث فقال: هو غير محفوظ، هكذا يقول أيمن بن نابل, عن أبي الزبير, عن جابر وهو خطأ([9]).
١٠٦ - والصحيح ما رواه الليث بن سعد, عن أبي الزبير, عن سعيد بن جبير, وطاوس, عن ابن عباس([10]).
وهكذا رواه عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي, عن أبي الزبير([11]), مثل رواية الليث بن سعد. ([12])
([1]) أخرجه ابن أبي شيبة (2990).
([2]) أخرجه أبو داود (971).
([3]) أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (343) قال: حدثنا أبو بشر قال: ثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن أبي بشر، عن مجاهد قال: كان ابن عمر رضي الله عنهما يأخذ بيدي ونحن نطوف بالبيت فيعلمني التشهد :التحيات الطيبات الصلوات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته.. الحديث.
([4]) أخرجه البخاري (6265) قال: حدثنا أبو نعيم حدثنا سيف قال: سمعت مجاهدا يقول: حدثني عبد الله بن سخبرة أبو معمر قال: سمعت ابن مسعود يقول: علمني رسول الله ﷺ وكفي بين كفيه التشهد كما يعلمني السورة من القرآن.. الحديث.
([5]) سبق تخرجه في الحديث 103.
([6]) أخرجه ابن أبي شيبة (2999) قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن محارب، عن ابن عمر، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد في الصلاة، كما يعلم المُكْتِبُ الولدان.
([7]) يريد أن يقول البخاري إن حديث مجاهد قد اختلف عليه: فرواه أبو بشر عن مجاهد عن ابن عمر. ورواه سيف بن سليمان عن مجاهد عن أبي معمر عن ابن مسعود وهو المحفوظ.
وقد اختلف أيضا على الرواي عن أبي بشر وهو شعبة: فرواه علي بن نصر الجهضمي عن شعبة عن أبي بشر عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعا.
ورواه ابن أبي عدي عن أبي بشر عن مجاهد عن ابن عمر موقوفا.
([8]) أخرجه ابن ماجه (902).
([9]) حديث أبي الزبير في التشهد اختلف عليه فيه فرواه أيمن بن نابل عن أبي الزبير عن جابر، ورواه الليث بن سعد وعبد الرحمن الرؤاسي عن أبي الزبير عن طاووس وسعيد بن جبير عن ابن عباس. وإسناد أيمن خطأ فهو من مسند ابن عباس.
([10]) أخرجه مسلم 1/302 (403) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا ليث. ح وحدثنا محمد بن رمح بن المهاجر. أخبرنا الليث عن أبي الزبير، عن سعيد ابن جبير وعن طاوس، عن ابن عباس؛ أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن.. الحديث.
([11]) أخرجه مسلم 1/303 (403) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا يحيى بن آدم. حدثنا عبد الرحمن بن حميد. حدثني أبو الزبير عن طاوس، عن ابن عباس؛ قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن.
([12]) التلخيص: ذكر في هذا الباب: حديث ابن عمر، وحديث ابن عباس.
فأما حديث ابن عمر: فرواه زيد العمّي, عن أبي الصديق الناجي, عن ابن عمر قال: كان أبو بكر يعلم الناس التشهد. وفي زيد كلام.
ومن طريق أبي بشر عن مجاهد عن ابن عمر، وهو غير محفوظ والمحفوظ هو حديث سيف عن مجاهد عن أبي معمر عن ابن مسعود.
ويروى عنه من طريق عبد الرحمن بن إسحاق عن محارب بن دثار وعبد الرحمن ضعيف الحديث.
وقد احتمل البخاري أن يكون حديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم وأن يكون عن ابن عمر عن أبي بكر.
وأما حديث ابن عباس فقد رواه الليث وعبد الرحمن الرؤاسي عن أبي الزبير عن طاووس، وعن سعيد بن جبير- في رواية الليث- عن ابن عباس.
ورواه أيمن بن نابل فأخطأ فيه فقال عن أبي الزبير عن جابر.
رد: تعليقات على أحاديث من علل الترمذي الكبير
ما جاء في التسليم في الصلاة
١٠٧ - حدثنا فضالة بن الفضل الكوفي, حدثنا أبو بكر بن عياش, عن أبي إسحاق, عن صلة بن زفر، عن عمار بن ياسر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلم عن يمينه يرى بياض خده الأيمن, فإذا سلم عن يساره يرى بياض خده الأيسر, وكان تسليمه السلام عليكم ورحمة الله([1]).
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: الصحيح عن أبي إسحاق, عن حارثة بن مضرب, عن عمار فعله([2]).
قلت له: فحديث أبي بكر بن عياش هذا؟
قال: كان ذلك البائس يحيى الحماني([3]) يروي هذا عن أبي بكر بن عياش([4]). ([5])
([1]) أخرجه البزار 4/232 (1395) بنفس هذا السند وقال: وهذا الحديث رواه شعبة، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب، عن عمار موقوفا، ولا نعلم أحدا قال عن صلة، عن عمار إلا أبو بكر بن عياش.
وأخرجه ابن ماجه (916) عن يحيى بن آدم عن أبي بكر بن عياش به.
([2]) أخرجه ابن أبي شيبة (3049) قال: حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب، قال: صليت خلف عمار، فسلم عن يمينه وعن شماله: السلام عليكم ورحمة الله. وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1625) قال: حدثنا ابن مرزوق، قال: ثنا وهب، قال: ثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب، قال: كان عمار أميرا علينا سنة, لا يصلي صلاة إلا سلم عن يمينه وعن شماله: السلام عليكم ورحمة الله, السلام عليكم ورحمة الله.
([3]) قال البخاري في التاريخ الكبير (3037): يحيى بن عبد الحميد بن عبد الرحمن أبو زكريا الحماني عن شريك وقيس بن الربيع ويزيد بن عطاء وخالد بن عبد الله يتكلمون فيه، رماه أحمد وابن نمير. اهـ أي بالكذب.
([4]) لم أقف على رواية الحماني عن أبي بكر بن عياش، وكأن الترمذي سأله فما حال رواية أبي بكر؟ فقال إنما يرويها عنه يحيى البائس، فتكون الراوية بائسة مثله، وقد جاء بها الترمذي من رواية فضالة بن فضالة فيكون الحمل على أبي بكر نفسه.
([5]) التلخيص: روى أبو إسحاق حديث التسليم واختلف عليه: فرواه أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن صلة بن زفر عن عمار بن ياسر مرفوعا، ورواه شعبة وأبو الأحوص وغيرهما عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب عن عمار بن ياسر موقوفا من فعله، وهو الصحيح وقد أخطأ أبو بكر بن عياش في رفعه، وأنه عن أبي إسحاق عن مضرب لا عن صلة.
رد: تعليقات على أحاديث من علل الترمذي الكبير
ما جاء في القراءة في المغرب
١٠٨ - سألت محمدا عن حديث محمد بن عبد الرحمن الطفاوي, عن هشام بن عروة, عن أبيه, عن أبي أيوب, وزيد بن ثابت قالا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين الأوليين من المغرب بالأعراف([1]).
فقال: الصحيح عن هشام بن عروة, عن أبيه, عن أبي أيوب أو زيد بن ثابت. هشام بن عروة يشك في هذا الحديث([2]).
وصحّحَ([3])هذا الحديث عن زيد بن ثابت، رواه ابن أبي مليكة, عن عروة, عن مروان بن الحكم, عن زيد بن ثابت([4]). ([5])
([1]) لم أقف عليه من حديث الطفاوي.
([2]) أخرجه ابن أبي شيبة (3712) قال: حدثنا أبو خالد قال: حدثنا عبدة، ووكيع، عن هشام، عن أبيه، عن أبي أيوب، أو زيد بن ثابت، أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في المغرب بالأعراف في ركعتين.
([3]) أي البخاري.
([4]) أخرجه البخاري (764) قال: حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن عروة بن الزبير عن مروان بن الحكم قال: قال لي زيد بن ثابت: ما لك تقرأ في المغرب بقصار، وقد سمعت النبي ﷺ يقرأ بطول الطوليين.
([5]) التلخيص: هذا الحديث رواه بواو الجمع محمد بن عبد الرحمن الطفاوي عن هشام بن عروة, عن أبيه, عن أبي أيوب, وزيد بن ثابت، وخالفه جمع منهم عبدة فرووه بالشك عن أبي أيوب أو زيد بن ثابت وهو الصحيح من طريق هشام.
ثم الصحيح أنه من رواية زيد بن ثابت كما يدل عليه رواية ابن أبي مليكة عن عروة, عن مروان بن الحكم، عن زيد بن ثابت.
رد: تعليقات على أحاديث من علل الترمذي الكبير
في ترك القراءة خلف الإمام إذا جهر بالقراءة
١٠٩ - حدثنا بشر بن آدم ابن بنت أزهر السمان, حدثنا أبو أحمد الزبيري, حدثنا يونس بن أبي إسحاق, عن أبي إسحاق, عن أبي الأحوص, عن عبد الله قال: كانوا يقرؤون خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: النبي صلى الله عليه وسلم: خلطتم عليّ القرآن([1]).
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: لا أعرفه إلا من هذا الوجه من حديث يونس بن أبي إسحاق([2]).
١١٠ - حدثنا محمد بن يحيى, ويعقوب بن سفيان الفارسي قالا: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال: حدثني أبي, عن العلاء بن عبد الرحمن, عن أبيه وأبي السائب مولى هشام بن زهرة, عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج.. الحديث([3]
وروى ابن جريج, ومالك, وغير واحد, عن العلاء, عن أبيه([4]).
وسمعت أبا زرعة يقول: كلاهما صحيح, واحتج بحديث إسماعيل بن أبي أويس(([5].
([1]) أخرجه أحمد (3409).
([2]) حديث خلطتم عليّ القرآن لا يعرفه البخاري عن النبي × إلا من هذا الوجه: يونس بن أبي إسحاق, عن أبي إسحاق, عن أبي الأحوص, عن عبد الله، قال البزار في مسنده (2079): وهذا الحديث لا نعلم رواه عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله إلا يونس بن أبي إسحاق.
ورواية يونس عن أبيه أبي إسحاق السبيعي فيها ضعف.
([3]) أخرجه الترمذي (2953 مكرر 1) من طريق إسماعيل بن أبي أويس به قال: وسألت أبا زرعة عن هذا الحديث، فقال: كلا الحديثين صحيح، واحتج بحديث ابن أبي أويس، عن أبيه عن العلاء.
وأخرجه مسلم (395) عن النضر عن أبي أويس به.
([4]) العبارة هنا مشكلة وذلك أن رواية سفيان بن عيينة- ومن تابعه- هي: عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة، أما رواية ابن جريج ومالك بن أنس-ومن تابعهما- فهي: عن العلاء عن السائب عن أبي هريرة، كما في صحيح مسلم 1/396-397 ( 395).
قال الترمذي (395): وقد روى شعبة وإسماعيل بن جعفر وغير واحد عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا الحديث.
وروى ابن جريج، ومالك بن أنس، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبي السائب مولى هشام بن زهرة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا.
وروى ابن أبي أويس، عن أبيه، عن العلاء بن عبد الرحمن قال: حدثني أبي، وأبو السائب، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا.
وقال البيهقي في الكبرى 2/57: هكذا رواه سفيان بن عيينة، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، وتابعه على إسناده شعبة بن الحجاج وروح بن القاسم، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، وإسماعيل بن جعفر، ومحمد بن يزيد البصري، وجهضم بن عبد الله، فرووه عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه. وخالفهم مالك بن أنس فرواه- وذكر رواية مالك ثم قال- وكذلك رواه ابن جريج، ومحمد بن إسحاق بن يسار، والوليد بن كثير، عن العلاء، عن أبي السائب، عن أبي هريرة. اهـ فتبين أن في العبارة تحريفا ولعل صوابها هكذا: وروى ابن عيينة وشعبة وغير واحد عن العلاء عن أبيه، وروى ابن جريج ومالك وغير واحد عن العلاء عن أبي السائب.
([5]) التلخيص: هذا الحديث صحيح بكلا الوجهين: عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة، وعن العلاء عن أبي السائب عن أبي هريرة، ويكون العلاء قد سمع منهما جميعا.
قال البيهقي في الكبرى 2/58: وكأنه سمعه منهما جميعا والذي يدل عليه رواية أبي أويس المدني، عن العلاء عنهما، عن أبي هريرة. وساق الرواية وهي في صحيح مسلم (395).
رد: تعليقات على أحاديث من علل الترمذي الكبير
باب إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين
111 - حدثنا الحسن بن قزعة, حدثنا عبيدة بن حميد, عن سهيل بن أبي صالح, عن عامر بن عبد الله بن الزبير, عن عمرو بن سليم, عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين(([1].
١١٢ - قال أبو عيسى: وحديث مالك وغيره فيه عن أبي قتادة, أصح(([2].
قال علي بن المديني: حديث سهيل خطأ. (([3]
([1]) أخرجه أبو يعلى (2117) عن سهيل بن أبي صالح به.
([2]) أخرجه البخاري (444) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف قال: أخبرنا مالك عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن عمرو بن سليم الزرقي، عن أبي قتادة السلمي أن رسول الله ﷺ قال: إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس.
([3]) التلخيص: هذا الحديث رواه عامر بن عبد الله بن الزبير، واختلف عليه: فرواه سهيل بن أبي صالح، عن عامر، عن عمرو بن سليم، عن جابر.
ورواه مالك وغيره عن عامر عن عمرو بن سليم، عن أبي قتادة السلمي. وهو الصحيح والأول خطأ من سهيل.
قال الخطيب في تاريخ بغداد 4/76: وهو وهم، خالف سهيل الناس في روايته، وقد رواه مالك بن أنس، وزياد بن سعد، وربيعة بن عثمان، وعثمان بن أبي سليمان، وعمر بن عبد الله بن عروة، عن: عامر بن عبد الله بن الزبير، عن عمرو بن سليم، عن أبي قتادة، عن النبي ﷺ، وهو الصواب.
رد: تعليقات على أحاديث من علل الترمذي الكبير
ما جاء أن الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام
١١٣ - حدثنا ابن أبي عمر وأبو عمار الحسين قالا: حدثنا عبد العزيز بن محمد, عن عمرو بن يحيى, عن أبيه, عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام(([1].
تابعه حماد بن سلمة(([2].
قال أبو عيسى: كان الدراوردي أحيانا يذكر فيه عن أبي سعيد، وربما لم يذكر فيه(([3].
والصحيح رواية الثوري(([4] وغيره, عن عمرو بن يحيى, عن أبيه مرسلا. (([5]
([1]) أخرجه الترمذي (317) وقال: حديث أبي سعيد قد روي عن عبد العزيز بن محمد روايتين: منهم من ذكره عن أبي سعيد، ومنهم من لم يذكره.
وهذا حديث فيه اضطراب: روى سفيان الثوري عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل.
ورواه حماد بن سلمة، عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواه محمد بن إسحاق، عن عمرو بن يحيى، عن أبيه. قال: وكان عامة روايته عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يذكر فيه عن أبي سعيد.
وكأن رواية الثوري عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أثبت وأصح. اهـ قوله: (ورواه محمد بن إسحاق عن عمرو بن يحيى عن أبيه) أي لم يذكر فيه عن أبي سعيد. قوله: )وكان عامة روايته (أي رواية عمرو بن يحيى عن أبي سعيد وهذا بيان لمنشأ غلط من رفعه وأدخل فيه أبا سعيد. اهـ. الكوكب الدري على جامع الترمذي 1/313.
([2]) أي تابع عبد العزيز بن محمد الدراوردي، ومتابعته أخرجها أبو داود (492).
([3]) لم أقف عليه من هذا الوجه المرسل.
([4]) أخرجه ابن أبي شيبة (7574).
([5]) التلخيص: هذا الحديث رواه عمرو بن يحيى واختلف عليه: فرواه الدراوردي وحماد عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم. ورواه الثوري وغيره عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا، وهو الصحيح. وقد كان الدراوردي أحيانا يسنده وأحيانا يرسله.
رد: تعليقات على أحاديث من علل الترمذي الكبير
في أي المساجد أفضل
١١٤ - حدثنا أبو كريب, حدثنا مصعب بن المقدام, عن إسرائيل, عن إبراهيم بن مهاجر, عن جابر العلاف, عن ابن الزبير, عن عائشة قالت :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه(([1].
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: لا أعرف جابرا العلاف إلا بهذا الحديث.
وروى ابن جريج هذا الحديث عن عطاء, عن ابن الزبير, عن عمر موقوفا (([2].
قال أبو عيسى: رفعه حبيب المعلم وقال: عن ابن الزبير, عن النبي صلى الله عليه وسلم:
١١٥ - حدثنا صالح بن عبد الله, حدثنا حماد بن زيد, عن حبيب المعلم, عن عطاء بن أبي رباح, عن عبد الله بن الزبير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام, وصلاة في المسجد الحرام خير من مئة صلاة في مسجدي هذا (([3]. (([4]
([1]) أخرجه أبو يعلى (4691) بنفس هذا الإسناد.
([2]) أخرجه عبد الرزاق (9133) عن ابن جريج قال: أخبرنا عطاء أنه سمع ابن الزبير على المنبر: صلاة في المسجد الحرام ... الحديث من دون ذكر عمر، وفي مسند الحميدي (970) قال: حدثنا الحميدي قال: ثنا سفيان، قال: ثنا زياد بن سعد، قال: أخبرني سليمان بن عتيق، قال: سمعت ابن الزبير على المنبر يقول: سمعت عمر بن الخطاب يقول: صلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة صلاة... الحديث.
وقال البخاري في التاريخ الكبير (4707): وقال إسحاق بن نصر: أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج، سمع عطاء، وسليمان بن عتيق، سمعا ابن الزبير، قوله.
([3]) أخرجه أحمد (16117).
([4]) التلخيص: حديث ابن الزبير، رواه عطاء واختلف عليه فرواه ابن جريج عن عطاء عن ابن الزبير عن عمر موقوفا. وهو الأصح.
ورواه حبيب المعلم عن عطاء عن ابن الزبير عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وجاء من طريق آخر وهو جابر العلاف عن ابن الزبير عن عائشة مرفوعا، ولكن جابر العلاف لا يعرف.
رد: تعليقات على أحاديث من علل الترمذي الكبير
الصلاة في الثوب الواحد
١١٦ - حدثنا القاسم بن دينار الكوفي, حدثنا محمد بن بشر, عن عبيد الله بن عمر, عن الزهري, عن عمرو بن أبي الأسد قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في ثوب واحد واضعا طرفيه على عاتقيه(([1].
وقال أبو أسامة، عن عبيد الله، عن الزهري, عن ابن المسيب, عن عمر بن أبي سلمة(([2].
ولم يذكر سعيدا (([3].
قال أبو عيسى: وحديث محمد بن بشر, عن عبيد الله بن عمر خطأ أخطأ فيه وقال عمرو بن أبي الأسد: وإنما هو عمر بن أبي سلمة, وأبو سلمة اسمه عبد الله بن عبد الأسد.
وحديث عبدة عن عبيد الله أصح(([4].
وحديث عبيد الله عن هشام بن عروة, عن أبيه, عن عمر بن أبي سلمة هو حديث صحيح أيضا (.([5] (([6]
([1]) أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (5128).
([2]) أخرجه الطبراني (8290).
([3]) أخرجه ابن أبي شيبة في المسند (812) قال: نا أبو أسامة، عن عبيد الله بن عمر، عن الزهري، عن عمر بن أبي سلمة، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في ثوب واحد.
وقد يحتمل أن يكون في العبارة سقطا عند قوله "ولم يذكر سعيدا".
([4]) لم أقف عليه من طريق عبدة بن سليمان عن عبيد الله، وأخرجه ابن سعد في الطبقات 1/378 عن أنس بن عياض عن عبيد الله بن عمر عن ابن شهاب عن عمر بن أبي سلمة.
وقال ابن أبي حاتم في العلل (547): سألت أبي عن حديث اختلف على عبيدالله بن عمر: فروى أبو أسامة، عن عبيد الله بن عمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عمر بن أبي سلمة؛ قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في بيته في ثوب واحد متوشحا به، يخالف بين طرفيه.
وروى سعيد بن عبد الرحمن، عن عبيدالله بن عمر، عن الزهري، عن عمر بن أبي سلمة، عن النبي × ولم يذكر سعيد بن المسيب؟
فسمعت أبي يقول: هذا عندي أشبه .
([5]) حديث عبيد الله بن عمر عن هشام بن عروة أخرجه الطبراني (8283) قال: حدثنا موسى بن هارون، وعبدان بن أحمد، قالا : نا خلاد بن أسلم، ثنا أبو همام محمد بن الزبرقان، ثنا عبيد الله بن عمر به. وهو في البخاري (354) عن عبيد الله بن موسى عن هشام بن عروة.
([6]) التلخيص: حديث الصلاة في الثوب الواحد رواه عبيد الله بن عمر من مسند عمر بن أبي سلمة واختلف عليه:
فرواه محمد بن بشر, عن عبيد الله بن عمر, عن الزهري, عن عمرو بن أبي الأسد، وقد وهم ابن بشر في تسمية الصحابي وإنما هو عمر بن أبي سلمة بن عبد الأسد.
ورواه أبو أسامة في وجه, عن عبيد الله بن عمر, عن الزهري, عن سعيد بن المسيب عن عمر بن سلمة، وفي وجه آخر بدون ذكر سعيد بن المسيب وهو الأصح.
ورواه أبو همام عن عبيد الله عن هشام بن عروة عن أبيه عن عمر بن أبي سلمة وهو صحيح أيضا.
فيكون الصحيح عن عبيد الله عن الزهري وهشام -عن أبيه- عن عمر بن أبي سلمة. والله أعلم.
رد: تعليقات على أحاديث من علل الترمذي الكبير
في كراهية ما يصلى إليه وفيه
١١٧ -حدثنا محمد بن المثنى, حدثنا حفص بن غياث, عن الأشعث, عن الحسن, عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة بين القبور(([1].
١١٨ -حدثنا ابن المثنى, حدثنا يحيى بن سعيد, عن أشعث بن عبد الملك, عن الحسن, أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة بين القبور(([2].
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: حديث الحسن عن أنس خطأ.
وروى ابن عون, عن الحسن عن أنس قال: رآني عمر وأنا أصلي إلى قبر(([3].
هذا ( ([4]الحديث جعل في هذا الباب لقول أبي عيسى فيه وفي الباب عن أبي مرثد وأنس(([5].
وحديث أبي مرثد يأتي في كتاب الجنائز حيث جعله أبو عيسى في الجامع(([6]. (([7]
([1]) أخرجه البزار (6660) بهذا الإسناد، وقال: وهذا الحديث قد رواه غير حفص عن أشعث عن الحسن، عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر أنسا إلا حفص وتفرد أنس بهذا الحديث.
([2]) أخرجه ابن أبي شيبة (36377) و (7584).
([3]) أخرجه ابن أبي شيبة وابن منيع كما في المطالب العالية (339) عن منصور عن الحسن عن أنس عن عمر.
([4]) هذا من كلام المرتب أبي طالب.
([5]) ذكره الترمذي عند الحديث (347).
([6]) جامع الترمذي (1050).
([7]) التلخيص: هذا الحديث رواه الأشعث بن عبد الملك واختلف عليه: فرواه حفص بن غياث عن الأشعث عن الحسن عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواه يحيى بن سعيد القطان عن الأشعث عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا. وهو الصواب والأول خطأ.
وإنما كان أصل الحديث عن الحسن عن أنس موصولا هو في نهي عمر لأنس عن الصلاة أمام قبر موقوفا.
رد: تعليقات على أحاديث من علل الترمذي الكبير
في الصلاة في مرابض الغنم وأعطان الإبل
١١٩ -حدثنا أبو كريب, حدثنا يحيى بن آدم, عن أبي بكر بن عياش, عن أبي حصين, عن أبي صالح, عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل حديث قبله: صلوا في مرابض الغنم, ولا تصلوا في أعطان الإبل(([1].
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: رواه إسرائيل, عن أبي حصين, عن أبي صالح, عن أبي هريرة موقوفا(([2].
ولم يعرف محمد حديث أبي بكر بن عياش, عن أبي حصين, عن أبي صالح, عن أبي هريرة مرفوعا. (([3]
([1]) أخرجه الترمذي (349) وقال: وحديث أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث غريب.
ورواه إسرائيل عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة موقوفا ولم يرفعه. واسم أبي حصين عثمان بن عاصم الأسدي
([2]) لم أقف عليه.
([3]) التلخيص اختلف في هذا الحديث على أبي حصين -وهو عثمان بن عاصم الأسدي- فرواه أبو بكر بن عياش عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا.
ورواه إسرائيل عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة موقوفا، وهو الصحيح.