لا تستخلص النتائج حتى تعرف كل الحقائق
يحكى أن رجلاً عجوزاً كان جالسا مع ابن له يبلغ من العمر 25 سنة في القطار، وبدا الكثير من البهجة والفضول على وجه الشاب، الذي كان يجلس بجانب النافذة، أخرج يديه من النافذة وشعر بمرور الهواء وصرخ، " أبي انظر جميع الأشجار تسير ورائنا"، فتبسم الرجل العجوزمتماشياً مع فرحة إبنه، وكان يجلس بجانبهم زوجان، ويستمعون إلى ما يدور من حديث بين الأب وابنه.
وشعروا بقليل من الإحراج، فكيف يتصرف شاب في عمر 25 سنة كالطفل !! فجأة صرخ الشاب مرة أخرى: " أبي، أنظر إلى البركة وما فيها من حيوانات، أنظر..الغيوم تسير مع القطار، واستمر تعجب الزوجين من حديث الشاب مرة أخرى. ثم بدأ هطول الامطار، وقطرات الماء تتساقط على يد الشاب، الذي إمتلأ وجهه بالسعادة وصرخ مرة أخرى
"أبي إنها تمطر، والماء لمس يدي، أنظر يا أبي"، وفي هذه اللحظة لم يستطع الزوجان السكوت، وسألوا الرجل العجوز، "لماذا لا تقوم بزيارة الطبيب والحصول على علاج لإبنك؟" هنا قال الرجل العجوز: إننا قادمون من المستشفى، حيث أن إبني قد أصبح بصيراً، لأول مرة في حياته.
تذكر دائما ً:
"لا تستخلص النتائج حتى تعرف كل الحقائق"
قصة الوزير السعودي المهندس علي النعيمي
قصة الوزير السعودي المهندس علي النعيمي
جاء العامل السعودي الجنسية في نهاية يوم شديد الحرارة والرطوبة، قاصدا برادة الماء ليشرب .. جاء مجهداً ومتعباً ويتصبب عرقاً بعد عناء يوم طويل من العمل الشاق تحت حرارة الشمس، وما أن ملأ الكأس بالماء البارد وأراد أن يبرد جوفه إلا وجاءه مهندس أمريكي وقال له بغلاظه: أنت عامل، ولا يحق لك الشرب من الخدمات الخاصة بالمهندسين! رجع المسكين، وأخذ يفكر أيام وأيام ويسأل نفسه: هل أستطيع أن أكون مهندساً يوماً ما، وأكون مثل هؤلاء؟ اتكل على ربه، وعقد العزم، وبدأ بالدراسة الليلية ثم النهارية، وبعد السهر والجهد، والتعب، والسنين، حصل على شهادة الثانوية.
تم ابتعاثه إلى الولايات المتحدة الأمريكية على حساب الشركة، وحصل على بكالوريوس في الهندسة، ورجع لوطنه. ظل يعمل بجد واجتهاد وأصبح رئيس قسم، ثم شعبة، ثم رئيس إدارة، إلى أن حقق انجاز كبير بعد عدة سنوات، وأصبح نائب رئيس الشركة. سبحان الله!!
حدث وأن جاءه نفس المهندس الأمريكي (وكانوا يمضون عشرات السنين، بالخدمة بالشركة) قال له: أريد الموافقة على إجازتي، وأرجو عدم ربط ما حدث بجانب برادة الماء بالعمل الرسمي؛ فرد عليه بأخلاق سامية: أحب أن أشكرك من كل قلبي على منعي من الشرب، صحيح أنني حقدت عليك ذلك الوقت، ولكن أنت السبب بعد الله فيما أنا عليه الآن!!
وبعد العرق، والكفاح، والإخلاص، والوفاء، والولاء للعمل، وللوطن أصبح رئيس الشركة. هي من كبريات الشركات العملاقة في صناعة البترول، شركة أرامكو السعودية، وبعد ذلك اختارته القيادة العليا ليكون وزيراً للبترول، هذه قصة العامل السعودي والوزير السعودي المهندس علي النعيمي.
إنها قصة الرئيس الأمريكي الراحل إبراهام لنكولن
إنها قصة الرئيس الأمريكي الراحل إبراهام لنكولن
عندما كان عمره 31عاماً فشل في الأعمال الحرة، ثم خسر في الانتخابات عندما كان في الثانية والثلاثين، وفشل مرة ثانيه في الأعمال الحرة وكان عمره 34عاماً، وتوفيت خطيبته عندما كان في الخامسة والثلاثين، وحصل له انهيار عصبي عندما كان في السادسة والثلاثين، وخسر في الانتخابات عندما كان في الثامنة والثلاثين، ثم خسر في انتخابات الكونجرس عندما كان في الثالثة والأربعين، وبعدها خسر مرة ثانيه عندما كان في السادسة والأربعين، ثم مرة ثالثه عندما كان في الثامنة والأربعين، ثم خسر سباقاً للفوز بلقب سناتور عندما كان عمره 55 عاماً، وفشل في أن يكون نائباً للرئيس عندما كان عمره 56عاماً، وخسر سباقاً ثانياً للفوز بلقب سناتور، وعندما أصبح عمرة 60عاماً أصبح الرئيس الثاني عشر للولايات المتحدة الأمريكية.
تري أي نوع من الرجال إبراهام لنكولن ؟
الدروس المستفادة:
فانظر إلى أهل الدنيا في دنياهم، وخذ منهم حافزًا لذلك، كيف يكدحون ليلهم ونهارهم في تعاملهم مع الدرهم والدينار؟ أفلا حياء من الله أن يكون هؤلاء أعظم تجلدًا منك، وأنت تتعامل مع الله الكبير المتعال، ثم تتقاعس؟! إذا فقد الإنسان صدق انتمائه وأضحى بلا قلبٍ فليس بإنسان، فلا تستشرْ غير العزيمةِ في العُلى، فليس سواها ناصحٌ ومشيع، انظر إلى جد الكافرين واجتهادهم وهم على باطل، فإن لم يحرك فيك أهل الدنيا وكدحهم في دنياهم شيئًا، فانظر إلى الكفار، إلى حطب جهنم، كيف يلهثون وراء أهدافهم المؤقتة، ويتفانون لها مع أنه لا عقبى لها!
أعمى أصمُّ عن الحقيقة أبكم ... بالنوم في الفرش الوثيرة تغرم
والصمت كهفك ... والظلام مخيِّم
من أنت يا هذا أما لك في الورى ... عقل يفكر في الأمور فيحسم؟
إني لأرجو أن أراك مزمجرا ... أنا مؤمن بمبادئي أنا مسلم
قد قمت أرقى في مدارج عزتي ... علمي دليلي والعزيمة سلم
ذهب الرقاد فحدثي يا همتي ... أن العقيدة قوة لا تهزم
لغة البطولة من خصائص أمتي ... عنا رواها الآخرون وترجموا
من ذلك الوقت الذي انتفضت به ... بطحاء مكة والحطيم وزمزم
منذ التقى جبريل فوق ربوعها ... بمحمد يتلو له ويعلم
صلى الله وسلم على نبينا محمد.
همة سفيان بن عيينة في طلب الحديث
همة سفيان بن عيينة في طلب الحديث
وها هو سفيان بن عيينة رحمه الله يقول: كان أبي صيرفيّاً بـ الكوفة، فركبه الدَّيْن، فحملنا إلى مكة، وأنا يومئذ صبي - سفيان لا زال صبياً- يقول: وسرنا إلى المسجد لصلاة الظهر، ولما كنت على باب المسجد، إذا شيخ على حمار، هيئته هيئة صاحب حديث، فقال لي: يا غلام! أمسك عليّ هذا الحمار حتى أدخل المسجد، فأركع.
قلت: ما أنا بفاعل حتى تحدثني، قال: وما تصنع أنت بالحديث؟ واستصغرني وردني، فقلت: حدثني أو لا أمسك لك الحمار، قال: فسرد علي ثمانية أحاديث بأسانيدها، فأمسكت حماره، وجعلت أكرر ما حدثني به، فلما خرج من المسجد، قال: ما نفعك ما حدثتك به يا غلام! قد حبستني عن الصلاة، فقلت: حدثتني بكذا وكذا وكذا، وسردت عليه جميع ما حدثني به، فقال: بارك الله فيك، تعال غداً إلى مجلسي، فإذا هو عمرو بن دينار المحدث المعروف.
اسمع بعدها لـ نصر الهلالي يوم يقول: كنت في مجلس سفيان بن عيينة، إذ دخل علينا صبي صغير ذلك المجلس، فكأن أهل الحديث تهاونوا به لصغر سنه، فقال سفيان مغضباً من أهل الحديث: كذلك كنتم من قبل فمنَّ الله عليكم، ثم قال سفيان: يا نصر! -ويتكلم الآن عن نفسه سفيان وهو صغير- لو رأيتني ولي عشر سنين، طولي خمسة أشبار، وجهي كالدينار، وأنا كشعلة نار، ثيابي صغار، أكمامي قصار، ذيلي بمقدار، نعلي كآذان الفار، أختلف إلى الزهري وعمرو بن دينار، وأمثالهم من علماء الأمصار، أجلس بينهم كالمسمار، محبرتيِ كالجوزة، ومُقلتي كالموزة، وقلمي كاللوزة، فإذا دخلت المجلس قالوا لي: أوسعوا للشيخ الصغير، لو رأيتني يا نصر! حين ذاك لَمَا احتقرتَ ما رأيتَ.
أولئك النَّاسُ إنْ عُدُّوا وإنْ ذُكِرُوا ... وما سِوَاهُم فَلَغْوٌ غَيْرُ مَعْدُودٍ
وأحرَّ شَوقِي إليهِم كُلَّمَا هَجَست ... نفسِي فنفسي بهمْ مجنونة الكَلَفِ
إنِّي سَئِمْتُ هَوَى الدُّنْيَا وزَهْرَتَهَا ... وملَّ قَلبِي ذُرَى رَوْضَاتِها الأُنَفِ
وقد بلوتُ لياليهَا وأَنهُرَها فَتَى ... وحُزْت لآليها منَ الصَّدَفِ
فلم أجدْ غيرَ دربِ اللهِ دربَ هُدَى ... وغيرَ ينبوعِهِم نبعًا لمُغترِفِ
كَرِّرْ عَليَّ حدِيثَهُم يَا حادِي ... فحدِيثُهُم يَجْلُو الفؤادَ الصَّادِي
لكي لا يخسر الآخرون أحلامهم
لكي لا يخسر الآخرون أحلامهم
تروي قصّة صينيّة حكاية شاب كان يقف فوق الهضبة العالية المشرفة على شاطئ المحيط، يستنشق الهواء النقي، ويتأمل حقول الأرز الممتدّة تحت قدميه، وقد قارب وقت الحصاد، بعد أن جفّت العيدان، وانحنت تحت حملها الوفير.
امتلأ قلب الشّابّ بالرضا، فها هو الآن يمسح تعب الشهور الطويلة التي قضاها في رعاية الحقل، وها هو يقترب من تحقيق حلمه الكبير بالزواج من خطيبته المحبوبة بعد أن يبيع محصوله الوفير.
غير أن شيئاً مباغتاً أفزع الشّاب، وأخرجه من أحلامه، فقد أحس ببوادر هزة أرضية ضعيفة، ونظر إلى شاطئ المحيط البعيد، فرأى الماء يتراجع إلى الوراء، فعرف من خبراته البيئية أن الكارثة على الأبواب! فالماء حين يتراجع إلى الوراء، إلى قلب المحيط، يشبه الوحش الذي يتراجع إلى الخلف، ليستجمع كلّ قواه كي ينقضّ على ضحيّته بضراوة وعنف.
ولكن لماذا يخاف وهو فوق الهضبة؟ ربما يتبادر لنا هذا السؤال، لكن خوف الشّاب كان يكمن في إدراكه لحجم الكارثة التي ستتعرض لها القرية الصغيرة الراقدة في سفح الجبل، والتي يسكنها فلاحون فقراء لا يملكون من الحياة سوى أكواخهم المتواضعة.
لم يكن الوقت كافياً للنزول إلى السفح لتحذير الناس، فصاح من فوق الهضبة حتى كادت حنجرته تنفجر، فلم يسمعه أحد، وبعد لحظات من الحيرة والقلق، اتخذ شانج قرارًا حاسمًا، فأشعل النار في حقله الصغير، ليثير انتباه الفلاحين في الوادي الآمن عند السفح، ونجحت حيلة الشاب الصيني، فقد تدافع الجميع صاعدين إلى أعلى الهضبة لإنقاذ الحقول، بينما هبط هو ليلاقيهم في منتصف الطريق، ليعيدهم لالتقاط أطفالهم، ونسائهم وحاجاتهم القليلة.
لم يتزوج الشّابّ في تلك السنة، ولم يسدّ احتياجاته الضرورية، ولم يوفّ ديونه، ولم يشتر فستانًا لأخته الصغيرة، ولم يأخذ أمّه العجوز إلى المدينة للعلاج والاستشفاء من الآم الروماتيزم! لكنه أنقذ حياة قرية كاملة، وأصبح عمدة القرية ونائبها، لأنّه أثبت أنه قادر على حمل المسؤولية.
وفي العام التّالي حقّق الشّابّ أحلامه الّتي أجّلها لكي لا يخسر الآخرون أحلامهم وحياتهم.
الدروس المستفادة:
◄ حب لأخيك ما تحب لنفسك، فقد ثبت في صحيح البخاري عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ».