في رحلة الحج إلى بيت الله الحرام للإمام محمد الأمين الشنقيطي ص69:
[عند ذكر مجلس لهم في قرية « النعمة » مع بعض الأدباء قال: ]
وربما حضر مذاكرتنا بعض العوام الذين لا يفهمون ، ومن جهلهم أن واحدا منهم قال لنا بكلامه الدارجي ما مضمونه : إنه يغبطنا ويغار منا بسبب أننا نمر بأرض السودان التي فيها موضع شريف ؟
قلنا له : وما ذاك الموضع الشريف ؟
قال : الخرطوم .
قلنا : وأي شرف للخرطوم ؟
قال : لأنه مذكور في القرآن ( سنسمه على الخرطوم ) فقلنا له : ذاك خرطوم آخر غير الخرطوم الذي تعني. فضحك من فهم من الحاضرين .
واستدل بعضهم بدليل هو عليه لا له ، فقال له الأديب العلوي [محمد المختار بن محمد فال بن بابه] : هذا مغني اللصوص ، فضحك من له خبرة بقصة مغني اللصوص ، وهي قصة مشهورة حاصلها :
أن بعض الأمراء أسر لصوصا كانوا يقطعون الطريق ، فقدمهم للقتل واحدا بعد واحد حتى لم يبق منهم إلا واحدا ، فقال : لا تقتلوني ، فإني لست من اللصوص ، وإنما كنت مغنيا لهم أطربهم بالأناشيد والأغاريد .
فقالوا له : بم كنت تغنيهم ؟
فقال : بقول الشاعر :
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه * فكل قرينٍ بالمقارن يقتدي
فإن كان ذا شر فجانب بسرعة * وإن كان ذا خير فقارنه تهتدي .
[فقيل له: صدقت ! وأمر بقتله .]
ما بين القوسين تتمتها من محاضرات الأدباء 1/131 للراغب .