ماتت ام ولد لابن عبد الملك الزيات فقال هذه القصيدة يصف حال ابنه ويشكوا حاله
:
ألا من رأى الطّفل المفـارق أمّـه
بعيـد الكـرى عينـاه تنسكبـان؟
رأى كـلّ أمٍّ وابنهـا غيـر أمّـه
يبيتـان تحـت اللّيـل ينتجيــان
يرنّ بصوتٍ فـضّ قلبـي نشيجـه
وسـحّ دمـوعٍ ثــرّة الهملــان
وبات وحيداً فـي الفـراش تحثّـه
بلابـل قلـبٍ دائــم الخفقــان
ألا إنّ سجـلاً واحـداً إن هرقتـه
من الدّمع أو سجليـن قـد شفيانـي
فـلا تلحيانـي إن بكيـت فإنمــا
أداوي بهـذا الدّمـع مـا تريــان
وإنّ مكاناً في الثّـرى خـطّ لحـده
لمن كان مـن قلبـي بكـلّ مكـان
أحـقّ مكـانٍ بالزّيـارة والهـوى
فهل أنتمـا إن عجـت منتظـران؟
فهبني عزمت الصّبر عنهـا لأنّنـي
جليدٌ، فمن بالصّبـر لابـن ثمـان؟
ضعيف القوى لا يطلب الأجر حسبةً
ولا يأتسي بالنّـاس فـي الحدثـان
ألا مـن أمنّيـه المنـى وأعــدّه
لعثـرة أيّـامٍ وصـرف زمــان؟
ألا من إذا ما جئت أكـرم مجلسـي
وإن غبت عنه حاطنـي وكفانـي؟
فلـم أر كالأيّـام كيـف تصيبنـي
ولا مثل هذا الدّهر كيـف رمانـي
ولا مثـل أيّـامٍ فجعـت بفقدهــا
ولا مثـل يـومٍ بعـد ذاك دهانـي
أعينيّ إلاّ تسعـدا اليـوم عبرتـي
فبئس إذن مـا فـي غـدٍ تعدانـي
أعينـيّ إن أنـع السّـرور وأهلـه
وعهد الصّبا عنـدي فقـد نعيانـي
أعينيّ إن أبـك البشاشـة والصّبـا
فقـد آذنـا منّـي وقـد بكيانــي
ألا إنّ بيتـاً لـم أزره لشـدّ مــا
تلبّـس مـن قلبـي بـه وعنانـي
ألا إنّ بيتـاً لـم أزره لعـزّ مــا
تضمّن منه فـي الثّـرى الكفنـان