-
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
الوقـفة الثانـية :
عند قوله
وما كان يبعث على المطلوب شرعاً فهو مطلوب شرعاً .
أقول :
ليست الموالد مما تبعث على الصلاة والسلام
- صلى الله عليه وسلم - ،
بقدر ما تبعث على إيذائه
بالغلو في شخصه ،
والإفراط في مدحه ،
والتنطع في ذكر المدائح النبوية
التي ترفع مقامه صلى الله عليه وسلم إلى مقام ربه ،
في شمول السلطان
وكمال القدرة على النفع والضر ،
والمنع والعطاء ،
تعالى الله
عما يقول الظالمون علواً كبيراً .
-
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
لقد كان صلى الله عليه وسلم
حريصاً على حماية
جناب التوحيد ،
حريصاً على توجيه الأمة وتحذيرها
عن الغلو والإطراء ،
قال صلى الله عليه وسلم :
" لا تطـروني
كما أطرت النصارى ابن مريم،
إنما أنا عبد
فقولوا عبد الله ورسوله " .
-
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
هل المولد الذي يبعث على اعتقاد
أن لرسول الله صلى الله عليه وسلم
مقاليد السموات والأرض ،
وأن له
حق الإقطاع في الجنة ،
وأن من جوده نفع الدنيا وضرتها ،
ومن علومه علم اللوح والقلم ،
وأن قبره صلى الله عليه وسلم أفضل من الكعبة ،
وأن ليلة مولده أفضل من ليلة القدر ،
وأن آدم وجميع المخلوقات
خلقت لأجله صلى الله عليه وسلم ،
وأنه نور لا ظل له في شمس ولا قمر ،
وأنه حيّ في قبره يصلي الصلوات الخمس ،
ويُؤذن ويصوم ويحج ،
إلى غير ذلك مما يقوله المالكي في كتابه ;
هل المولد الذي يدعو إليه المالكي
والذي يبعث على اعتقاد ذلك
لرسول الله صلى الله عليه وسلم
مما هو محض حق لله تعالى
مطلوب شرعاً ؟
-
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
أوصيك أيها المالكي ونفسي
بتقوى الله تعالى ،
واعلم أنك ستقف أمام رب العالمين ،
وسيحاسبك حساباً عسيراً
إن لم ينفذ عليك
قوله تعالى :
{ إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ
أَنْ يُشْرَكَ بِهِ
وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ }[1] ،
وقوله تعالى :
{ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ
فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ
وَمَأْوَاهُ النَّارُ }[2] .
فإن لله تعالى وحده
مقاليد السموات والأرض ،
وهو المانع والمعطي ،
وهو النافع والضار ،
===========
[1] - سورة النساء ، الآية : 48 .
[2] - سورة المائدة ، الآية : 72 .
-
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
ورسولنا صلى الله عليه وسلم
يقول لأقرب الناس إليه ،
فاطمة ابنته :
" سليني ما شئت ،
فإني لا أملك لكِ من الله شيئاً " .
ويقول الله تعالى له
وقد كان صلى الله عليه وسلم حريصاً
على هداية عمه أبي طالب ،
وقد سبقت عليه من الله الشقاوة :
{ إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ
وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ }[1] .
===========
[1] - سورة القصص ، الآية : 56 .
-
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
الوقـفة الثالـثة :
عند قوله
فكم للصلاة عليه من فوائد نبوية، وإمدادات محمدية .
أما فوائد الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم
فلا شك أنها كثيرة ،
ويكفي أنها استجابة لله تعالى ،
حيث أمرنا بذلك اقتداء به تعالى
وملائكته الأبرار ،
حيث قال تعالى :
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ
يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا }[1] .
===========
[1] - سورة الأحزاب ، الآية : 56 .
-
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
وأما الإمدادات المحمدية
فلا ندري ما هو مقصود المالكي بها ،
ولعلها نتيجة اعتقاده أن لمحمد صلى الله عليه وسلم
مقاليد السموات والأرض ،
وأن له حق الإقطاع في الجنة،
وأن من جوده الدنيا وضرتها،
ومن علومه علم اللوح والقلم ،
وأن الخلق خلقوا لأجله ،
إلى غير ذلك من عبارات الغلو
والإطراء
والتنطع
والتشدق
والتفيهق .
فهل يريد من صلواته على رسول الله
صلى الله عليه وسلم
مدداً محمدياً
لا مدداً إلهياً ؟!
-
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
إننا لا نستطيع تصور الشرك بالله
إذا لم يكن هذا الاتجاه من المالكي وأضرابه
أبشع ألوانه ،
وأظهر مثال له ،وعليه
فلا حول ولا قوة إلا بالله
العلي العظيم .
إن التعبير من المالكي
بالإمدادات المحمدية ،
تذكرنا بحال العامة من المتصوفة وأهل الطُرُق ،
حينما يقع أحدهم في ضائقة أو مصيبة ،
فيسارع إلى تكرار :
يا محمد مدد ،
يا رفاعي مدد ،
يا بدوي مدد.
-
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
إننا نتقطع أسى حينما تصل الحال
بمحمد علوي مالكي ،
ذلك الشاب الذي رضع من العلم الشرعي
في المدارس الحكومية بمختلف مراحلها ،
حتى شبع وعرف
العقيدة السلفية ،
وذكر عنه بعض الإخوان تحمسه لها وتأثره بها ،
وعاش في عصر العلم ،
والارتفاع بمستوى العقل إلى إدراك ما عليه
الخرافيون وأصحاب الطُرُق
من انحطاط بمستوى عقولهم ،
بحيث تجري على عقولهم
ما لا يصدقه العقلاء .
-
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
نعم ،
نتقطع أسى حينما تصل الحال
بمحمد مالكي
إلى أن يكون أحد رجال الطُرُق ،
وأحد مروجي البدع
والخرافات
والشركيات ،
وأحد من يُؤثر الدنيا على الآخرة ،
حينما يكون ممن يغررون بالعامة ،
ليكونوا لهم عُبَّاداً
يلحسون أيديهم ،
ويقدمون لهم واجب التقدير والإجلال ،
بالانحناءات وطلب البركات ،
وأحد من يدعو الناس إلى عبادته .
إنه سيقف أمام رب العالمين ،
وسيكون إن لم يمنّ الله عليه بتوبة عاجلة
مع المغضوب عليهم
ممن عندهم علم فلم يعملوا به .
-
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
الوقـفة الرابـعة :
عند قوله
يسجد القلم في محراب البيان عاجزاً عن
تعداد آثارها ومظاهر أنوارها .
وهذه أيضاً ضرب من عبارات الغلو
والإطراء
والتنطع
والإفراط ،
فما هذه الأنوار
التي يسجد القلم عاجزاً عن تعدادها ؟
إن القلم ليسجد عاجزاً عن
تعداد كلمات ربي ،
عاجزاً عن
تعداد نعم ربي ،
عاجزاً عن
تعداد صنوف العبادة لربي ،
الحي القيوم
المانع المعطي
النافع الضار
القادر على كل شيء ،
مالك يوم الدين
العزيز الجبار
المتكبر المهيمن
الرحمن الرحيم .
أما الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فمع ما فيها من الفوائد والأجر الجزيل
فإن مقدار ذلك في علم الغيب
عند من لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ،
ويكفينا منها
أنها استجابة كريمة
لله رب العالمين .
-
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
الدليـل السابـع
مناقشته ثم رده :-
وذكر المالكي الدليل السابع بقوله :
" السابع :
أن المولد الشريف يشتمل على ذكر مولده الشريف
ومعجزته وسيرته والتعريف به،
أولسنا مأمورين بمعرفته ومطالبين بالاقتداء والتأسي بأعماله ،
والإيمان بمعجزاته والتصديق بآياته؟،
وكتب المولد تؤدي هذا المعنى تماماً " اهـ .
ونقف مع المالكي في دليله هذا
الوقفة التالية :
لا شك أن النظر في سيرته صلى الله عليه وسلم
من مولده حتى وفاته
أمر محبوب ومطلوب ومتعين ،
فبمعرفة ذلك نستطيع
الاقتداء والتأسي ،
فحياته صلى الله عليه وسلم كلها صور إشراق ،
ففيها الإيمان الثابت ،
والصبر والتذلل لرب العالمين ،
والجهاد في سبيله ،
وشكر الله على نعمه قولاً وعملاً ،
حتى تفطرت قدماه صلى الله عليه وسلم من العبادة ،
إلى غير ذلك من جوانب الإشراق ،
ولكن النظر في ذلك وتدارسه وتأمله
واستخراج صور العبر والاتعاظ من حياته
صلى الله عليه وسلم
لا تكون في ليلة واحدة
بعد مضي ثلاثمائة وأربع وخمسين ليلة ،
بل ينبغي أن يكون ذلك
في كل وقت ،
وأن تكون مما يدرس في المساجد
والمجالس العامة والخاصة ،
وفي المراحل الدراسية حتى نهايتها .
-
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
حقاً إننا مأمورون بمعرفته
صلى الله عليه وسلم ،
ومطالبون بالاقتداء به
والتأسي بأعماله
والإيمان بما جاء به ،
ولكن ذلك كله ليس في كتب الموالد ،
ولكنه في كتب الحديث وشروحه ،
وفي كتب السير والتواريخ ،
فلقد عني علماء الإسلام بذلك
عناية جعلتنا ونحن نقرأ ونتدارس حياة الرسول
صلى الله عليه وسلم ;
نستشعر العيش معه ومع أصحابه ،
في إيمانهم بالله ،
وفي خالص عبادتهم لله ،
وفي جهادهم في سبيل الله .
-
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
أما كتب الموالد ;
فالمالكي نفسه يعلم أنها كتب تشتمل على المدائح النبوية ،
التي ترفع مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى مرتبة الإله ،
وللمالكي باع عريض
في ترويجها وشرحها ونشرها ،
نسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا ،
أن يهديه ويرده إلى جادة الصواب ،
فلقد أشرك بعض أصحاب هذه الموالد
مع الله غيره ،
في الملكوت
وفي السلطة
وفي القدرة
والعلم ،
والنفع والضر ،
والمنع والعطاء ،
وغير ذلك مما هو
محض حق الله تعالى ،
لا يصلح لأحدٍ غيره ،
لا لملك مقرب ،
ولا لنبي مرسل .
فهذه هي كتب موالد المالكي
التي يدَّعي زوراً
وبهتاناً
وإثماً مبيناً
أنها تؤدي إلى معرفة رسول الله
صلى الله عليه وسلم للتأسي به ،
والإيمان بما جاء به ،
سبحانك اللهم
هذا بهتان عظيم .
-
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
الدليل الثامـن
مناقشـته والرد عليه :-
ويذكر المالكي الدليل الثامن بقوله :-
الثامن :
التعرض لمكافأته ،
بأداء بعض ما يجب له علينا ،
ببيان أوصافه الكاملة وأخلاقه الفاضلة ،
وقد كان الشعراء يفدون إليه صلى الله عليه وسلم بالقصائد ،
ويرضى عملهم ويجزيهم على ذلك بالطيبات والصلات ،
فإذا كان يرضى عمن مدحه ،
فكيف لا يرضى عمن جمع شمائله النبوية ،
ففي ذلك التقرب له عليه السلام باستجلاب محبته ورضاه . اهـ .
ونقف مع المالكي في دليله هذا
الوقفات التالية :
الوقفة الأولى :
عند قوله
التعرض لمكافأته بأداء بعض ما يجب له علينا .
إن الله تعالى قد أمر رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم
أن يقول للناس :
أنه لا يسألهم على أداء الرسالة أجراً ،
فإن أجره على الله ،
قال الله تعالى :
{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا *
قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ
إِلاَّ مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلا }[1].
وقال تعالى :
{ قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ
إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ
وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }[2] .
وقال تعالى :
{ وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ
إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ }[3] .
وغير ذلك من الآيات الكثيرة والصريحة
في هذا المجال .
=============
[1] - سورة الفرقان ، الآية : 56 - 57 .
[2] - سورة سبأ ، الآية : 47 .
[3] - سورة يوسف ، الآية : 104 .
-
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
فهو صلى الله عليه وسلم
رسول من رب العالمين ،
أرسله الله بالرسالة ،
وأمره بتبليغها ،
ووعده الأجر العظيم لقاء ذلك ،
وأمره أن يبلغ الأمة
أنه لا يريد منهم جزاءً ولا شكورا.
ومحمد صلى الله عليه وسلم
كغيره من الرسل
الذين ذكر القرآن صوراً من حياتهم ،
وطرق تبليغهم الرسالة إلى أقوامهم ،
وقد كانوا يصرِّحون وينادون في ملأ قومهم
أنهم لا يريدون منهم جزاءً ولا شكـورا ،
قال تعالى حكايـة عن أحدهم :
{ يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا
إِنْ أَجْرِيَ
إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي
أَفَلا تَعْقِلُونَ } [1] .
وقال تعالى :
{ وَمَا مُحَمَّدٌ
إِلاَّ رَسُولٌ
قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ }[2] .
=============
[1] - سورة هود ، الآية : 51 .
[2] - سورة آل عمران آية : 114 .
-
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
لا شك أن لرسولنا
محمد صلى الله عليه وسلم
فضلاً كبيراً علينا معشر أمته ،
وأننا نحبه
أكثر من محبتنا لأنفسنا وأهلينا أجمعين ،
إلا أن محبته صلى الله عليه وسلم
ليست فيما يكره ،
ولا فيما يغضبه ،
ولا فيما يسلب عن ربه
إفراده تعالى
بالخلق
والتدبير
والعبادة .
-
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
إن محبته صلى الله عليه وسلم
لا تعني رفع مقامه
إلى مقام الربوبية والألوهية ،
مما هو محض الشرك بالله ،
فلقد مكث صلى الله عليه وسلم
ثلاثة عشر عاماً
يحارب الشرك بالله ،
ويدعو الناس إلى
توحيد الله
في ألوهيته
وربوبيته
وأسمائه وصفاته.
-
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
حقاً إن إقامة المولد
ليست مكافأة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فهو في حد ذاته منكر
لكونه بدعة ،
ليس عليها أمر
رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فهو يغضبه ويأباه صلى الله عليه وسلم ،
وإذا انضم إيه ما هو لازم له
عند المهتمين به والمحافظين على إقامته
من منكرات
وشركيات
وخرافات
سبق منا إيضاحها ;
تحوّل ذلك المنكر من أمر بدعي
إلى عيد جاهلي .
لو كان صلى الله عليه وسلم حياً
لجرّد سيوف القتال لمحاربتهم ،
فلقد أنكر صلى الله عليه وسلم
على أحد أصحابه حينما قال له :
" ما شاء الله وشئت" ،
قال :
" أجعلتني لله نداً ؟
قل
ما شاء الله وحده " [1] .
=============
[1] - حديث رواه النسائي عن ابن عباس .
-
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
إن محبته صلى الله عليه وسلم
تعني اتباع سنته ،
والتأسي به صلى الله عليه وسلم ،
وأخذ العبر والعظات
من حياته صلى الله عليه وسلم ،
وحياة أصحابه من بعده
{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ
وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فانتهوا }[1] .
إلى غير ذلك من النصوص الكثيرة والصريحة ;
في أن محبته صلى الله عليه وسلم
ليست في الغلو في شخصه ،
ولا في مجاوزة الحد في مدحه وإطرائه ،
ولا في نسبة شيء
من أفعال الله تعالى وخصائصه
إليه صلى الله عليه وسلم .
=============
[1] - سورة الحشر ، الآية : 7 .
-
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
إننا بالصدق في اتباع سنته
صلى الله عليه وسلم
نستطيع أن نقول :
إننا نحبه ونقدِّره
ولا نمنُّ عليه بشيء من ذلك ،
على اعتبار أننا نكافؤه ،
فأجره على الله تعالى ،
والله يجزيه
عن بلاغه الرسالة ،
وأدائه الأمانة ،
ونصحه لأمته ،
خير جزاء وأكمله وأتمه ،
إنه وليُّ ذلك
والقادرُ عليه .
-
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
الوقـفة الثانـية :
عند قول المالكي :
إن الشعراء كانوا يفدون إليه صلى الله عليه وسلم بالقصائد
ويرضى عملهم .. إلى آخره .
حقاً لقد وقف حسّان بن ثابت
من رسول الله صلى الله عليه وسلم
موقف المجاهد والمدافع ،
وقد شهد له صلى الله عليه وسلم
بأن لسانه على المشركين أشد وقعاً
من السيوف على أرقابهم .
ومدحه كعب بن زهير ،
وعبد الله بن رواحة وغيرهم من شعراء الصحابة ،
وكان صلى الله عليه وسلم يسرُّ بذلك
ونحن ندعو الله تعالى أن يثيب
من يمدح رسول الله
بمدائح تليق
بمقام النبوة والرسالة
مما يستحقه صلى الله عليه وسلم ،
لمواقفه مع ربه في سبيل إبلاغ الرسالة ،
والصبر على ما كان يلاقيه صلى الله عليه وسلم
من العنت والسخرية والتسفيه ،
حتى أكمل الله له دينه ،
وأتم نعمته ،
ودخل الناس
فيدين التوحيد أفوجاً .
-
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
ونحن بما ذكره المالكي في دليله
هذا نتذكر قول الشاعر :
ألم ترَ أن السيف ينقـصُ قدره
إذا قيل إن السيف أمضى من العـصا
ونعجب منه
ومن عقليته
في قياسه مدائح
أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم
بمدائح قومه أهل الموالد ،
أمثال البوصيري ، والبكري وغيرهما ،
ممن يجعلون المصطفى صلى الله عليه وسلم
شريكاً لربه ،
في شمول الإدراك
والقدرة على النفع والضر،
وملك مقاليد السموات والأرض ،
وغير ذلك
من خصائص الربوبية والألوهية
كقوله :
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به
سواك عند حلول الحادث العمم
إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي
فضلاً وإلا فـقـل يا زلـة القــدم
فإن من جــودك الدنيـا وضرتها
ومن عـلومك عـلم اللوح والقـلم
-
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
وقول الآخر :
ما أرسل الرحمن أو يرسل
من رحمة تصعد أو تنزل
في مـلكـــوت الله أو ملكــه
من كل ما يختص أو يشمل
إلا وطه المصطـفى عـبـده
نـبـيـّـه مخـتاره المـرســـل
واسـطــة فـيهـا وأصـل لها
يعـلـم هــذا كل مـن يعـقــل
ونـادِه إن أزمــة أنشـبـــت
أظفارها واستحكم المعضل
يا أكـرم الخلـق على ربـه
وخيـر من فـيهـم به يُســـأل
قد مسني الكـرب وكم مرة
فرَّجتَ كربـاً بعضه يُذهــل
عجِّل بإذهاب الذي أشتكي
فإن توقـفـت فمن ذا يُســأل
-
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
وقول الآخر
في نعل النبي صلى الله عليه وسلم :
ولما رأيت الدهر قد حارب الورى
جعلت لنفسي نعل سيده حصنا
تحـصنــتُ منـه في بديــع مثــالهــا
بسور منيع نلتُ في ظله الأمنا
-
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
فبربك يا مالكي :
أما تستحي
أن تجعل أمثال هذه المدائح
التي هي في الواقع دعوات صارخة
إلى الشرك بالله ،
في الربوبية والألوهية ،
وإلى الجاهلية الجهلاء ،
والوثنية العمياء ;
شبيهة بقصائد حسان بن ثابت
وعبدالله بن رواحة وكعب بن زهير
وغيرهم من أهل الصدق في الإيمان
والعدل في المدح والثناء
والشدة على الأعداء ؟؟!
-
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
إن قصائد موالدك
يا محمد علوي مالكي
لو أُلقيت على
رسول الله صلى الله عليه وسلم
لما اكتفى بحثو التراب في أفواه قائليها ;
بل لحاربهم كما حارب أبا جهل و أبا لهب وغيرهما
من أقطاب الكفر والشرك بالله .
فسبحان الله
كيف استوت عندك يا مالكي
الظلمات والنور ،
والتوحيد الخالص
والكفر البواح ،
وأنتَ ذلك الرجل
الذي يدَّعي الرفعة في العلم !
حقاً إن الهوى يُعمي ويُصم ،
ربنا لا تزغ قلوبنا
بعد إذ هديتنا .
-
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
الدليـل التاسع
مناقشته ورده :-
وذكر المالكي الدليل التاسع بقوله :
التاسع :
إن معرفة شمائله ومعجزاته وإرهاصاته
تستدعي كمال الإيمان به عليه الصلاة والسلام وزيادة المحبة ،
إذ الإنسان مطبوع على حب الجميل خَـلقاً وخُـلقاً ،
علماً وعملاً ، حالاً واعتقاداً ،
ولا أجمل ولا أكمل ولا أفضل من أخلاقه وشمائله صلى الله عليه وسلم ،
وزيادة المحبة وكمال الإيمان مطلوبان شرعاً ،
فما كان يستدعيهما مطلوب شرعا. اهـ .
لقد مللنا تكرار القول ،
وهذا يعني أن مزاعم المالكي الاستدلالية
يمكن أن ترجع الثلاثة أو الأربعة منها إلى دليل واحد،
وأنه هو نفسه الذي يكرر القول ،
ويدَّعي تعدد الأدلة ،
وما دمنا قد أخذنا على أنفسنا ردَّ مزاعمه
فلنجارِهِ في دعوى تعدد الأدلة ،
ونقف معه عند كل دليل يزعم الاستدلال به ،
وإن كان مكرراً ومعاداً .
-
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
لاشك أن معرفة شمائله صلى الله عليه وسلم ،
وما هو عليه من حال ،
في جهاده وصبره وأمانته ،
وحرصه على أمته ورأفته بهم ،
ورحمته إياهم ،
كل ذلك يستدعي
قوة التعلق بسنته صلى الله عليه وسلم ،
وزيادة محبته ،
ولكن معرفة ذلك
مطلوبة في كل وقت ،
لا أن التعرف على ذلك
مخصوص بليلة
بعد مضي ثلاثمائة وأربع وخمسين ليلة .
-
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
ثم إن معرفة ذلك ينبغي أن تكون
معرفة بحقيقة شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وأنه رسول رب العالمين ،
لا يملك من خصائص الربوبية شيئاً ،
ولا يستحق من خصائص الألوهية شيئاً ،
خلافاً لما هو صريح قول المالكي وأضرابه ،
فليس له صلى الله عليه وسلم
من مقاليد السموات والأرض شيء ،
وليس له سلطة في الإقطاع في الجنة ،
وليست الدنيا وضرتها من جوده ،
وليس له علم اللوح والقلم ،
وليس الملاذ والصمد والملجأ
عند حصول المصائب والكربات .
-
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
قال تعالى :
{ لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ شَيْءٌ}[1] .
وقال تعالى :
{ إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ
وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ
وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين َ }[2] .
وقال تعالى :
{ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً
فَـلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ }[3] ،
وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
" قام رسول الله صلى الله عليه وسلم
حين أنزل عليه { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ }
فقال:
يا معشر قريش أو كلمة نحوها ،
اشتروا أنفسكم
لا أغني عنكم من الله شيئاً ،
يا عباس بن عبد المطلب
لا أغني عنكَ من الله شيئاً ،
يا صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا أغني عنكِ من الله شيئاً ،
ويا فاطمة بنت محمد
سليني من مالي ما شئت
لا أغني عنكِ من الله شيئاً" .
===========
[1] - سورة آل عمران ، الآية : 128 .
[2] - سورة القصص ، الآية : 56 .
[3] - سورة التوبة ، الآية : 80 .
-
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
فمحبته صلى الله عليه وسلم
لا شك أنها مطلوبة شرعاً ،
والإيمان به واجب و متعيّن شرعاً ،
إذ الإيمان بنبينا محمدٍ رسولاً
جزء من الركن الأول من أركان الإسلام ،
لا يتم للعبد إسلام وإيمان حتى يشهد برسالته ،
إلا أن الاحتفالات بالمولد
ليست هي التي تحققها ،
بل إنها بحكم ابتداعها
والقول لدى أصحاب الابتداع بمشروعيتها،
وما تشتمل عليه من منكرات ،
وشركيات ،
واعتقادات وهمية ،
إنها تتعارض مع
محبته صلى الله عليه وسلم ،
-
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
فإن محبته صلى الله عليه وسلم
وكمال الإيمان به
متحقق فيمن كان هواه تبعاً
لما جاء به صلى الله عليه وسلم .
وهذه الاحتفالات في هيئتها العامة
وما تشتمل عليه من جزئيات آثمة
مخالفة تمام المخالفة
لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فكيف أجاز المالكي لنفسه
هذه المغالطة المكشوفة الآثمة ! .
-
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
إنه الهوى يُعمي ويُصم ،
وصدق الله حيث يقول :
{ فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأبْصَارُ
وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ
الَّتِي فِي الصُّدُورِ }[1] .
وحيث يقول :
{ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ
وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ
وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ
وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً
فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ
أَفلا تَذَكَّرُونَ }[2] .
===========
[1] - سورة الحج ، الآية : 46
[2] - سورة الجاثية ، الآية : 23 .
-
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
الدليـل العـاشـر
مناقشته ثم رده :-
وذكر المالكي الدليل العاشر بقوله :
العاشر :
إن تعظيمه صلى الله عليه وسلم مشروع ،
والفرح بيوم ميلاده الشريف بإظهار السرور ،
ووضع الولائم والاجتماع للذكر ، وإكرام الفقير ;
من مظاهر إظهار التعظيم والابتهاج والفرح
والشكر لله بما هدانا لدينه القويم ،
وما منّ به علينا من بعثه عليه أفضل الصلاة والتسليم . اهـ .
هذا القول مرَّ تكراره ،
ومرَّ تكرار مناقشته ،
وحينما نفرح بميلاده صلى الله عليه وسلم
فإن بعثته بالرسالة الأولى أولى بالفرح والابتهاج ،
وعلى أي حال فميلاده صلى الله عليه وسلم
وبعثته وهجرته
ومواقفه المشرفة في ميادين الصبر والنضال
والجهاد والتعليم ،
وإبلاغ الرسالة ،
ونصح الأمة ،
وترك هذه الأمة على محجة بيضاء
ليلها كنهارها ;
كل هذه الأمور نفرح بها ،
وننتشي لسماع أخبارها ،
وتنشرح خواطرنا بصدق الإيمان
وقوة الثبات وجميل الصبر ،
ونستلهم من هذه الجوانب
والصور المشرقة العبر والعظات .
ولكن ذلك كله
لا يكون في ليلة واحدة من السنة ،
وإنما يُشرع في كل وقت ،
وفي كل مكان
في المساجد والمجالس العامة والخاصة
ومدرجات الجامعات ،
-
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
ليس مكان ذلك
عند خوانات الموائد وأدوات المعازف ،
ومجالس الاعتقادات الوهمية ،
ونوادي المدائح المتسمة
بالإفراط
و الغلو
والتنطع
والتفيهق
والإطراء ،
ونسبة خصائص الربوبية والألوهية
إلى غير الله تعالى ،
مما يغضب الله ورسوله .
-
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
وإنما يجب أن يكون الفرح
بشمائله صلى الله عليه وسلم
وحياته المشرقة
مما ذكره أهل العلم والعقل
والتقى والصلاح من أهل الحديث وشرّاحه ،
وأهل التفسير والسيَر .
ولا نشك أن المالكي بحكم نشأته في عصرنا هذا
يدرك حقيقة وصدق ما نقول ،
وبطلان ما يدعو إليه ،
ولكنه الإبقاء على لحس الأيدي
ممن غرَّر بهم وأضلهم ،
والإبقاء على ما يطالبهم به
من تقديم آيات الاحترام والتبجيل
بالانحناءات وطلب البركات ،
فلا حول ولا قوة إلا بالله .
-
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
الدلـيل الحادي عشر
مناقشته ثم رده:-
وذكر المالكي الدليل الحادي عشر بقوله :
الحادي عشر :
يُؤخذ من قوله صلى الله عليه وسلم في فضل يوم الجمعة ،
وعد مزاياه ، وفيه ولد آدم تشريف الزمان
الذي ثبت أنه ميلاد لأي نبي كان من الأنبياء عليهم السلام ،
فكيف باليوم الذي ولد فيه أفضل النبيين وأشرف المرسلين .
ولا يختص هذا التعظيم بذلك اليوم بعينه ،
بل يكون له خصوصاً ولنوعه عموماً، مهما تكرر ،
كما هو الحال في يوم الجمعة ، شكراً للنعمة ، وإظهار المزية النبوية ،
وإحياء للحوادث التاريخية الخطيرة ،
ذات الإصلاح المهم في تاريخ الإنسانية ،
وجبهة الدهر وصحيفة الخلود .
كما يُؤخذ تعظيم المكان الذي ولد فيه نبي ،
من أمر جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم
بصلاة ركعتين ببيت لحم ،
قال له : أتدري أين صليت ؟ قال : لا ،
قال : صليت ببيت لحم حيث ولد عيسى . اهـ .
هذا الدليل لنا مع صاحبه الوقفات التالية :
الوقفـة الأولى :
حول ما يتعلق بفضل يوم الجمعة
والاستدلال بفضله على الفضل لأيام أخر
بمعيار القياس .
لقد سبق منا تكرار القول
بأننا مأمورون بالاتباع
لا بالابتداع ،
فما جاءت بمشروعيته النصوص الشرعية
من كتاب أو سنة قبلناه ،
وأخذناه على العين والرأس ،
واعتبرناه أمراً مشروعاً
على سبيل الوجوب أو الاستحباب ،
حسبما تقضي بذلك تلك النصوص،
وقد جاءت النصوص الشرعية الصريحة الثابتة
بفضل يوم الجمعة ،
واعتباره أحد أعياد المسلمين،
واختصاصه بخصائص ليست لغيره .
فنحن نقف مع النصوص الشرعية حيث وقفت ،
ونسير معها حيث اتجهت :
{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ
وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا }[1] ،
ولا نبيح لأنفسنا أن نشرع لنا تفضيل يوم بعينه
لم يرد النص بتفضيله ،
إذ لو كان خيراً لشُرع لنا تفضيله ،
كما شُرع لنا تفضيل يوم الجمعة
{ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا }[2] .
===========
[1] - سورة الحشر ، الآية : 7 .
[2] - سورة مريم ، الآية : 64 .
-
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
ولو جاءت نصوص شرعية
تنص على فضل يوم ذكرى ميلاد رسول الله
صلى الله عليه وسلم ;
لكنا بتوفيق الله وهدايته
أسرع الناس إلى اعتبار ذلك والأخذ به ،
امتثالاً لقوله تعالى :
{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ }[1] ،
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ }[2] ،
{ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ
فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ }[3] ،
وتحقيقـاً للإيمان بالله ربـا،
وبالإسـلام دينـا ،
وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيــاً ورسولا .
===========
[1] - سورة الحشر ، الآية : 7 .
[2] - سورة النساء ، الآية : 59 .
[3] - سورة آل عمران ، الآية : 31 .
[CENTER]
-
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
أما يوم الجمعة فهو يوم فاضل ،
وعيد من أعياد المسلمين ،
يكون لصلاة الجمعة فيه وضع خاص ،
ومغاير لصلوات الظهر في أيام الأسبوع السائرة ،
فيه يجتمع المسلمون
ويسمعون من المواعظ والتوجيهات
والترغيب والترهيب والوعد والوعيد ;
ما يمكن أن يكون زاداً روحياً
لمسيرتهم في بقية أيام الأسبوع .
ولكن فضل هذا اليوم
لا يعطينا الحق في القياس عليه ،
فنقول بتفضيل يوم آخر ،
سواء كان ذكرى مولد
أو مهاجر
أو إسراء
أو معراج ،
أو غير ذلك من الحوادث التاريخية ،
ما لم يكن لدينا في ذلك
مستند قولي أو فعلي ،
ممن له حق التبليغ عن رب العالمين ،
فإن الأمر في ذلك
كما قال سيد المرسلين وحبيب رب العالمين :
" من أحدثَ في أمرنا هذا
ما ليس منه
فهو رَدٌّ " .
-
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
الوقفة الثانية :
عند قوله
ولا يختص هذا التعظيم بذلك اليوم بعينه،
بل يكون له خصوصاً ولنوعه عموماً . اهـ .
هذا القول يقتضي أن نقيس في العبادات ،
ولا يخفى ما عليه أهل العلم
من علماء الأصول وفقهاء الأمة ،
ممن يقولون بالقياس
من أنهم يمنعون القياس في العبادات ،
لأن القياس مبني على اتحاد المقيس والمقيس عليه في العلة ،
والعبادات مبناها على التوقيف والتعبد ،
سواء كانت علة التشريع ظاهرة أو خفية ،
فلا يجوز أن نقيس على أصل مشروعية الصلاة
بتشريع صلاة سادسة بين الفجر والظهر مثلاً ،
ولا بتشريع صيام آخر بعد رمضان أو قبله ،
ولا بزيادة ركعة أو أكثر
على ركعات صلاة من الصلوات الخمس ،
كزيادة ركعة في صلاة المغرب
وركعتين في صلاة الفجر ;
بحجة أن التشريع في الصلوات
أو في الصيام أو في غيرهما من أنواع العبادة
لها خصوصاً ولنوعها عموماً .
===============
الرد على الخرافيين [محمد علوي مالكي]
الكلاب عند الصوفية !!!!
http://www.youtube.com/watch?v=cOVKfg-ji-M
داعية الشرك [محمد علوي مالكي الصوفي]
-
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
إن الله تعالى حينما فضَّل يوم الجمعة
على غيره من الأيام الأخرى ،
وتحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم
بما يدل على ذلك التفضيل ويؤكده ;
قادر على أن يقرر تفضيل غيره من الأيام ،
كيوم مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
أو بعثته أو هجرته ،
ويعطي عباده نصوصاً صريحة
من قوله تعالى ،
أو قول رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم ،
في تفضيل ذلك اليوم
كما هو الحال
في يوم الجمعة ،
وفي ليلة القدر .
-
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
وأما ذكرى ميلاده صلى الله عليه وسلم
فلم نجد أحداً منأصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم
أخذ ما أخذه به المالكي وأحزابه ،
أخذاً عن أسلافهم في ذلك
القرامطة
والفاطميين
والرافضة
والمتصوفة ،
{ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا } [1] .
وما كان صلى الله عليه وسلم مقصِّراً
في جناب
إبلاغ الرسالة ،
وأداء الأمانة ،
والنصح للأمة
فيما يعود عليها بالخير
والقرب من الله تعالى
===========
[1] - سورة مريم ، الآية : 64 .
-
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
وما كان المالكي وأحزابه وأسلافه من
القرامطة
والفاطميين
والرافضة
أشد حباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم
من أصحابه
وأتباعهم
ومن تبعهم بإحسان ،
ولا أخلص اتباعاً،
ولا أنقى سريرة ،
ولا أكثر تقى وصلاحاً ،
فهم رضوان الله عليهم
صفوة أمته .
-
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
وما كان المالكي و أحزابه وأسلافه وأئمته
من القرامطة
والفاطميين
أكثر علماً وإدراكاً لأسرار التشريع
من أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم
وتابعيهم ،
ولكنها الفتنة بأبواب الشر
ومغاليق الخير ،
والتشبث بما فيه ترويج
البدع و المنكرات ،
ولكنه الزبد يذهب جفاء ،
والباطل يندمغ ،
فإذا هو زاهق ،
و يأبى الله إلا أن يتم نوره
ولو كره الكافرون .
-
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
لا شك أن بعض الأزمنـة أفضل من بعض ،
وأن بعض الأمكنـة أفضل من بعض ،
إلا أن الفضل في ذلك
لا يكون بالرأي والقياس ،
ولا بالاستحسان ،
ولا بقول من ليس له اختصاص
في تبليغ رسالة إلهية ،
ولكن فضل ذلك يُؤخذ من رب العالمين ،
وممن يبلغ عن رب العالمين .
-
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
فمتى وجدنا نصاً من كتاب الله
أو من سنة رسول الله ،
يقضي بتفضيل زمان أو مكان على غيرهما ;
أخذنا بذلك النص واقتصرنا عليه ،
ولم نوسع مدلوله
فيما لا يحتمله النص ،
فنقول كما يقول المالكي :
" هذا له خصوص ولنوعه عموم " ،
فنقع فيما وقع فيه من اللغط والغلط ،
والقول على الله وعلى رسوله
بالزور
والبهتان
والعدوان ،
نسأل الله لنا وله الهداية ،
والله المستعان .
-
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
الدليل الثاني عشر
مناقشته ثم رده :-
وذكر المالكي الدليل الثاني عشر بقوله :
الثاني عشر :
إن المولد أمر يستحسنه العلماء والمسلمون في جميع البلاد ،
و جرى به العمل في كل صقع ،
فهو مطلوب شرعاً للقاعدة المأخوذة من حديث ابن مسعود الموقوف
( ما رآه المسلمون حسناً فهوعند الله حسن ،
وما رآه المسلمون قبيحاً فهو عند الله قبيح ) اهـ .
ونقول للمالكي :
من هم العلماء والمسلمون الذين يستحسنون المولد ؟
هل هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
قطعاً لا ..
هل هم التابعون ؟
قطعاً لا ..
هل هم تابعوا التابعين ؟
قطعاً لا ..
هل من العلماء والمسلمين من يقيم المولد
من أهل القـرون الثلاثة المفضلة ؟
قطعاً لا ..
مَن مِن علماء المسلمين الذين يستحسنون المولد ؟
هل هم أهل الحديث وشرّاحه
أمثال البخاري ومسلم
والنسائي وأحمد وابن ماجه
والترمذي وأبو داود والبيهقي والطبراني ،
وغيرهم من أئمة الحديث ورجاله
ممن عرفوا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
ونذروا أنفسهم لخدمتها والتبصير بها ،
ورد ما ليس منها مما يُراد أن يكون منها ؟
قطعاً لا ..
هل هم أئمة الفقهاء
أمثال أبي حنيفة ومالك والشافعي
وأحمد وابن حزم و الأوزاعي والثوري ،
وغيرهم من فقهاء الأمة وعلمائها ؟
قطعاً لا ..
هل هم علماء التفسير
أمثال ابن كثير وابن جرير والبغوي
والقرطبي وابن العربي ، وغيرهم ؟
قطعاً لا ..
هل هم قادة القرامطة والفاطميين والرافضة
بمختلف طوائفهـم ونحلهم ؟؟
اللهم نعم .
هل هم أهل الطُرُق الصوفية
من تيجانية وسنوسية ورفاعية وشاذلية ونقشبندية ونحوهم ؟
اللهم نعم ..
هل هم عوام مغرّر بهم
من المالكي وأحزابـه وأسلافـه من
دعاة البـدع والمحدثات؟
اللهم نعم .
-
وإذا كان كذلك ;
ولا شك أن الأمر كما قلنا ،
والمالكي يعترف بأن المولد بدعة
باعتباره لم يكن في الصدر الأول من الإسلام ،
ولكنه يناقض نفسه
حينما يقول بأن المسلمين والعلماء قد استحسنوا المولد ،
والحال أن علية الأمة الإسلامية وصفوتها
ورعيلها الأول من أهل القرون الثلاثة المفضلة
من علماء وزهاد و عباد ،
من صحابة وتابعين وأتباع تابعين ،
لم يكن المولد على عهدهم
ولا عهد لهم به .
إنها المغالطة
إذا لم نقل أنه الجهل المركب منه .
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
ثم مَن المسلمون المعتبرون
في اعتبار الحُسْن والقبح
كما جاء به الأثر عن ابن مسعود رضي الله عنه ؟
هل هم القرامطة
والفاطميون
وأصحاب الطُرُق
ممن عشَّش الشيطان في عقولهم فأفسدها ،
فأصبح الحسن عندهم ما رآه الشيطان حسنا ،
والقبيح لديهم ما رآه قبيحا ؟.
-
هل يستطيع
المالكي وأحزابه وأعوانه وشيـوخه وأئمته
أن يأتوا لنا بقـول أو فعـل أو استحسان
للموالد والاحتفال بها
من السلف الصالح
من الصحابة والتابعين وتابع التابعين ،
وصلحاء الأمة من فقهائها ومحدثيها ،
وزهّـادها وعبّـادها ؟ .
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
لا شك أنهم سيعجزون
عن أن يأتوا بما تحديناهم أن يأتوا به ،
ولهذا نكتفي بهذا التحدي ،
لثقتنا الكاملة في جدواه ،
نكتفي بذلك عن أن ندخل مع المالكي
في مناقشة لأثر ابن مسعود رضي الله عنه ،
من حيث ثبوته ،
والمقصود به ،
وما ذكره أهل العلم بخصوصه .
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
ونختم رد هذا الدليل
بما ذكره الشاطبي في هذا الخصوص،
فقد عقد الشاطبي رحمه الله
باباً في كتابه ( الاعتصام ) الجزء الثاني ،
ذكر فيه الفرق بين البدعة
وبين الاستحسان والمصالح المرسلة
اللذين أخذ بهما مجموعة من أهل العلم ،
واحتج بهما على مشروعية الابتداع أهل البدع ،
نقتطف من قوله رحمه الله
ما يتسع المجال لاقتطافه ،
ونحيل طالب الاستزاده والتحصيل
إلى الكتاب نفسه .
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
قال رحمه الله :
الباب الثامن
في الفرق بين البدع
والمصالح المرسلة والاستحسان :
( هذا الباب يضطر إلى الكلام فيه عند النظر
فيما هو بدعة وما ليس ببدعة ،
فإن كثيراً من الناس عدوا أكثر المصالح المرسلة بدعاً ،
ونسبوها إلى الصحابة والتابعين ،
وجعلوها حجة فيما ذهبوا إليه
من اختراع العبادات .
وقوم جعلوا البدع تنقسم بأقسام أحكام الشريعة ،
فقالوا : إن منها واجب ومندوب ،
وعدوا من الواجب كتب المصحف وغيره ،
ومن المندوب الاجتماع في قيام رمضان على قارئ واحد .
وأيضاً فإن المصالح المرسلة
يرجع معناها إلى اعتبار المناسب
الذي لا يشهد له أصل معين ،
فليس له على هذا شاهد شرعي على الخصوص ،
ولا كونه قياساً بحيث إذا عرض على العقول تلقته بالقبول ،
وهذا بعينه موجود في البدع المستحسنة ،
فإنها راجعة إلى أمور في الدين مصلحية
– في زعم واضعيها –
في الشرع على الخصوص ،
وإذا ثبت هذا فإن كان اعتبار المصالح حقا ;
فاعتبار البدع المستحسنة حق ،
لأنهما يجريان في واد واحد ،
وإن لم يكن اعتبار البدع حقا ;
لم يصح اعتبار المصالح المرسلة )
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
– إلى أن قال -
( فلما كان هذا الموضع
مزلة قدم لأهل البدع ،
أن يستدلوا على بدعتهم من جهته ،
كان من الحق المتعين النظر في مناط الغلط ،
الواقع لهؤلاء ،
حتى يتبين أن المصالح المرسلة ليست من البدع ،
في ورد ولا صدر بحول الله ،
والله الموفق
فنقول :
المعنى المناسب الذي يربط به الحكم
لا يخلو من ثلاثة أقسام :
أحدها :
أن يشهد الشرع بقبوله ،
فلا إشكال في صحته ولا خلاف في إعماله ،
وإلا كان مناقضة للشريعة ،
كشريعة القصاص حفظاً للنفوس والأطراف ،
وغيرها .
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
والثـاني :
ما شهد الشرع برده فلا سبيل إلى قبوله ،
إذ المناسبة لا تقتضي الحكم لنفسها ،
وإنما ذلك مذهب أهل التحسين العقلي ،
بل إذا ظهر المعنى ،
وفهمنا من الشرع اعتباره في اقتضاء الأحكام ;
فحينئذ نقبله ،
فإن المراد بالمصلحة عندنا ما فهم رعايته ،
في حق الخلق في جلب المصالح ودرء المفاسد
لا يستقل العقل بدركه على حال ،
فإذا لم يشهد الشرع باعتبار ذلك المعنى بل برده ;
كان مردوداً باتفاق المسلمين .
ومثاله ما حكى الغزالي عن بعض أكابر العلماء ،
أنه دخل على بعض السلاطين
فسأله عن الوقاع في نهار رمضان ،
فقال :
عليك صيام شهرين متتابعين ،
فلما خرج راجعه بعض الفقهاء ،
وقالوا له :
القادر على إعتاق الرقبة كيف يعدل به إلى الصوم ،
والصوم وظيفة المعسرين ،
وهذا الملك يملك عبيداً غير محصورين .
فقال لهم :
لو قلت عليك إعتاق رقبة
لاستحضر ذلك وأعتق عبيداً مراراً ،
فلا يزجره إعتاق الرقبة ،
ويزجره صوم شهرين متتابعين .
فهذا المعنى مناسب
لأن الكفارة مقصود الشرع منها الزجر ،
والملك لا يزجره إلا صوم شهرين متتابعين .
وهذه الفتيا باطلة
لأن العلماء بين قائليّـن
قائل بالتخيير ،
وقائل بالترتيب ،
فيقدم العتق على الصيام ،
فتقديم الصيام بالنسبة إلى المفتى
لا قائل به )
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
- إلى أن قال : -
( الثالث :
ما سكتت عنه الشواهد الخاصة ،
فلم تشهد باعتباره ولا بإلغائه ،
فهذا على وجهين ،
أحدهما :
ألا يرد نص على وفق ذلك المعنى ،
كتعليل منع القتل للميراث بالمعاملة ،
بنقيض المقصود ،
وعلى تقدير أن لم يرد نص على وفقه ،
فإن هذه العلة لا عهد بها في تصرفات الشرع بالنص ،
ولا بملائمها بحيث يوجد لها جنس معتبر ،
فلا يصح التعليل بها ،
ولا بناء الحكم عليها باتفاق
ومثل هذا تشريع من القائل به فلا يمكن قبوله .
والثاني :
أن يلائم تصرفات الشارع ،
وهو أن يوجد لذلك المعنى جنس
اعتبره الشارع في الجملة ،
بغير دليل معين ،
وهو الاستدلال المرسل
المسمى بالمصالح المرسلة ) ،
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
- ثم ذكر عشرة أمثلة لتوضيح ذلك ،
ثم قال :
( فهذه أمثـلة عشرة ،
توضح لك الوجه العملي في المصالح المرسلة،
وتبيّن لك اعتبار أمور :
أحدها :
الملائمة لمقاصد الشرع
بحيث لا تنافي أصلاً من أصوله ،
ولا دليلاً من دلائله .
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
الثاني :
أن عامة النظر فيها إنما هو فيما عقل منها ،
وجرى على وفق المناسبات المعقولة ،
التي إذا عرضت على العقول تلقتها بالقبول ،
فلا مدخل لها في التعبدات ،
ولا ما جرى مجراها من الأمور الشرعية ،
لأن عامة التعبدات
لا يعقل لها معنى على التفصيل ،
كالوضوء والصيام والصلاة في زمان مخصوص دون غيره ،
ونحو ذلك فليتأمل الناظر الموفق ،
كيف وضعت على التحكم المحض
المنافي للمناسبات التفصيلية .
ألا ترى أن الطهارات على اختلاف أنواعها
قد اختص كل نوع منها بتعبد مخالف جداً
لما يظهر لبادئ الرأي ،
فإن البول والغائط خارجان نجسان
يجب بهما تطهير أعضاء الوضوء دون المخرجين فقط ،
ودون جميع الجسد ،
فإذا خرج المنى أو دم الحيض وجب غسل جميع الجسد ،
دون المخرج فقط ،
ودون أعضاء الوضوء ...
ثم التراب ومن شأنه التلويث ،
يقوم مقام الماء الذي من شأنه التنظيف ) .
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
ثم استمر رحمه الله
في استعراض أنواع العبادة ،
من صلاة وصوم وحج وغير ذلك من أنواع العبادة ،
وأوضح أن التشريع فيها
أمر تعبدي
لا يعقل فيه معنى تفصيلي ،
ثم ذكر الأمر الثالث بقوله :
( الثالث :
أن حاصل المصالح المرسلة يرجع إلى حفظ أمر ضروري ،
ورفع حرج لازم في الدين ،
وأيضاً مرجعها إلى حفظ الضروري
من باب ما لا يتم الواجب إلا به ،
فهي إذاً من الوسائل ،
لأن المقاصد ورجوعها إلى رفع الحرج
راجع إلى باب التخفيف لا إلى التشديد )
- إلى أن قال -
( إذا تقررت هذه الشروط ;
عُلم أن البدع كالمضادة للمصالح المرسلة ،
لأن موضوع المصالح المرسلة
ما عُقل معناه على التفصيل ،
والتعبدات من حقيقتها
ألا يُعقل معناها على التفصيل )
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
- إلى أن قال -
( فإذا ثبت أن المصالح المرسلة
ترجع إما إلى حفظ ضروري ،
من باب الوسائل أو التخفيف ،
فلا يمكن إحداث البدع من جهتها ،
ولا الزيادة في المندوبات ،
لأن البدع من باب الوسائل ،
لأنها متعبد بها بالفرض ،
ولأنها زيادة في التكليف
وهو مضاد للتخفيف ،
فحصل من هذا كله
ألا تعلُّق للمبتدع
بباب المصالح المرسلة
إلا القسم الملغي باتفاق العلماء ،
وحسبك به متعلقاً ،
والله الموفق .
وبذلك كله يعلم من قصد الشارع
أنه لم يكل شيئاً من التعبدات
إلى آراء العباد
فلم يبقَ إلا الوقوف عند ما حده ،
والزيادة عليه بدعة،
كما أن النقصان منه بدعة )
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
- ثم قال -
( فصل
وأما الاستحسان
فلأن لأهل البدع أيضاً تعلقاً به،
فإن الاستحسان لا يكون إلا بمستحسن،
وهو إما العقل أو الشرع ،
أما الشرع فاستحسانه واستقباحه قد فرغ منهما ،
لأن الأدلة اقتضت ذلك ،
فلا فائدة لتسميته استحساناً ،
ولا لوضع ترجمة له زائدة
على الكتاب والسنة و الإجماع ،
وما ينشأ عنها من القياس والاستدلال ،
فلم يبق إلا العقل هو المستحسن ،
فإن كان بدليل
فلا فائدة لهذه التسمية لرجوعه إلى الأدلة ،
لا إلى غيرها ،
وإن كان بغير دليل
فذلك هو البدعة التي تستحسن ،
ويشهد لذلك قول من قال في الاستحسان
إنه يستحسنه المجتهد لفعله ،
ويميل إليه برأيه ،
قالوا وهو عند هؤلاء
من جنس ما يستحسن في العوائد ،
وتميل إليه الطباع ،
فيجوز الحكم بمقتضاه ،
إذ لم يوجد في الشرع ما ينافي هذا الكلام .
ثم بين أن من التعبدات ما لا يكون عليه دليل ،
وهو الذي يسمى بالبدعة ،
فلا بد أن ينقسم إلى حسن وقبيح ،
إذ ليس كل استحسان حقا )
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
- إلى أن قال -
( وقد أتوا بثلاثة أدلة :
أحدها :
قول الله سبحانه:
{ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ }[1] ،
وقوله :
{ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ }[2] ،
وقوله :
{.. فَبَشِّرْ عِبَادِ
الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ }[3]
هو ما تستحسنه عقولهم .
والثاني :
قوله عليه السلام :
" ما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن "
وإنما يعني بذلك ما رأوه بعقولهم ،
وإلا لو كان حسنه بالدليل الشرعي
لم يكن من حسن ما يرون ،
إذ لا مجال للعقول في التشريع على ما زعمتم ،
فلم يكن للحديث فائدة
فدل على أن المراد ما رأوه بعقولهم
===========
[1] - سورة الزمر ، الآية : 55 .
[2] - سورة الزمر ، الآية : 23 .
[3] - سورة الزمر ، الآية : 18 .
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
والثالث :
أن الأمة استحسنت دخول الحمام من غير تقدير أجرة ،
ولا تقدير مدة اللبث ،
ولا تقدير الماء المستعمل ،
ولا سبب ذلك
إلا أن المشاحة في فعله قبيحة في العادة ،
فاستحسن الناس تركه ،
مع أنا نقطع أن الإجارة المجهولة أو مدة الاستئجار ،
أو مقدار المشترى إذا جهل ;
فإنه ممنوع وقد استحسنت إجارته مع مخالفة الدليل ،
فأولى أن يجوز إذا لم يخالف دليل .
فأنت ترى أن هذا الموضع مزلة قدم أيضاً ،
لمن أراد أن يبتدع
فله أن يقول :
إن استحسنت كذا وكذا
فغيري من العلماء قد استحسن،
وإذا كان كذلك
فلابد من فضل اعتناء بهذا الفصل
حتى لا يغتر به جاهل
أو زاعم أنه عالم ) .
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
ثم ذهب رحمه الله
في تعريف الاستحسان ومناقشة تعاريفه المختلفة ،
وأقوال أهل العلم في اعتباره وشروطه .
ثم قال بعد ذلك
( فإذا تقرر هذا
فلنرجع إلى ما احتجوا به أولاً
فإن من حد الاستحسان
بأن ما يستحسنه المجتهد
بفعله ويميل إليه برأيه .
فكان هؤلاء يرون هذا النوع من جملة أدلة الأحكام ،
ولا شك أن العقل يجوز أن يرد الشرع بذلك ،
بل يجوز أن يرد بأن ما سبق إلى أوهام العوام مثلاً ،
فهو حكم الله عليهم ،
فيلزمهم العمل بمقتضاه ،
ولكن لم يقع مثل هذا
ولم يُعرف التعبد به
لا بضرورة ولا بنظر
ولا بدليل من الشرع قاطع ولا مظنون ،
فلا يجوز إسناده لحكم الله
لأنه ابتداء تشريع من جهة العقل .
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
وأيضاً
فإنا نعلم أن الصحابة رضي الله عنهم ،
حصروا نظرهم في الوقائع التي لا نصوص فيها
في الاستنباط والرد ،
إلى ما فهموه من الأمور الثابتة ،
ولم يقل أحد منهم إني حكمت في هذا بكذا ،
لأن طبعي مال إليه ،
أو لأنه يوافق محبتي وحناني ،
ولو قال ذلك لاشتد عليه النكير ،
وقيل له من أين لك أن تحكم على عباد الله
بمحض ميل النفس وهوى القلب
هذا مقطوع ببطلانه .
بل كانوا يتناظرون
ويعترض بعضهم بعضا على مأخذ بعض ،
ويحصرون ضوابط الشرع .
وأيضاً
فلو رجع الحكم إلى مجرد الاستحسان ;
لم يكن للمناظرة فائدة ،
لأن الناس تختلف أهواؤهم وأغراضهم
في الأطعمة والأشربة واللباس وغير ذلك ،
ولا يحتاجون إلى مناظرة بعضهم بعضاً ،
لمَ كان هذا الماء أشهى عندك من الآخر ،
والشريعة ليست كذلك .
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
على أن أرباب البدع العملية
أكثرهم لا يحبون أن يناظروا أحداً ،
ولا يفاتحون عالماً ولا غيره
فيما يبتغون خوفاً من الفضيحة
ألا يجدوا مستنداً شرعياً ،
وإنما شأنهم إذا وجدوا عالماً أو لقوه أن يصانعوا ،
وإن وجدوا جاهلاً عامياً
ألقوا عليه في الشريعة الطاهرة إشكالات حتى يزلزلوهم ،
ويخلطوا عليهم ويلبسوا دينهم ،
فإذا عرفوا منهم الحيرة والالتباس ;
ألقوا إليهم من بدعهم على التدريـج شيئاً فشيئاً ،
وذموا أهل العلم بأنهم أهل الدنيا المنكبّون عليها ،
وأن هذه الطائفة هم أهل الله وخاصته .
وربما أوردوا عليهم من كلام غلاة الصوفية
شواهد على ما يلقون عليهم )
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
- إلى أن قال
( وأما الدليل الأول فلا متعلق به ،
فإن أحسن الاتباع
اتباع الأدلة الشرعية ،
وخصوصاً القرآن،
فإن الله تعالى يقول:
{ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا }[1] الآية ،
وجاء في صحيح الحديث الذي أخرجه مسلم ،
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في خطبته :
" أما بعد فإن
أحسن الحديث كتـاب الله " ،
فيفتقر أصحاب الدليل
أن يبينوا أن ميل الطباع أو أهواء النفوس
مما أُنزل إلينا ،
فضلاً عن أن يكون من أحسنه .
==========
[1] - سورة الزمر ، الآية : 23 .
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
وقوله :
{ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ }[1] الآية ،
يحتاج إلى بيان أن ميل النفوس يسمى قولاً ،
وحينئذ ينظر إلى كونه أحسن القول ،
كما تقدم ،
وهذا كله فاسد ،
ثم إنا نعارض هذا الاستحسان ;
بأن عقولنا تميل إلى إبطاله وأنه ليس بحجة ،
وإنما الحجة الأدلة الشرعية
المتلقاة من الشرع ،
وأيضاً
فيلزم عليه استحسان العوام ،
ومن ليس من أهل النظر ،
إذا فرض أن الحكم يتبع مجرد ميل النفوس وهوى الطبع ،
وذلك محال للعلم
بأن ذلك مضاد للشريعة
فضلاً عن أن يكون من أدلتها .
==========
[1] - سورة الزمر ، الآية : 18 .
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
وأما الدليل الثاني
فلا حجة فيه
من أوجه :
أحدهما :
أن ظاهره يدل
على أن ما رآه المسلمون حسناً فهو حسن ،
والأمة لا تجتمع على باطل ،
فاجتماعهم على حُسن شيء يدل على حسنه شرعاً ،
لأن الإجماع دليلاً شرعياً ،
فالحديث دليل الحكم عليكم
لا لكم .
والثاني :
أنه خبر واحد في مسألة قطعية فلا يُسمع .
والثالث :
أنه إذا لم يرد به أهل الإجماع وأريد بعضهم ;
فيلزم عليه استحسان العوام ،
وهو باطل بإجماع )
إلى أن قال
( فالحاصل أن تعلق المبتدعة بمثل هذه الأمور
تعلق بما لا يغنيهم
ولا ينفعهم البتة ..)
إلى آخر ما ذكره .
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
الدليل الثالث عشر
مناقشته ثم رده :-
وذكر المالكي الدليل الثالث عشر بقوله :
الثالث عشر :
أن المولد اجتماع ذكر وصدقة ومدح وتعظيم للجناب النبوي ،
فهو سنة ،
وهذه أمور مطلوبة شرعاً وممدوحة ،
وجاءت الآثار الصحيحة بها ، وبالحث عليها . اهـ .
ونقف مع المالكي في دليله هذا الوقفات التالية :-
الوقفة الأولى :
مع ما ذكره من أن المولد اجتماع ذكر وصدقة .
إلى آخر قوله .
و نقول للمالكي :
إن الاحتفالات بالمولد تشتمل على اجتماع كما ذكر ،
ولكنها اجتماعات مشوبة بالمنكرات ،
ففيها الاختلاط بين الرجال والنساء ،
وفيها المعازف بمختلف أنواعها ،
وإذا كانت موالد المالكي لا تشتمل على شيء من ذلك
كما نفاه في رسالته هذه ;
فإنه أثبت لنا بطريق الاعتراف والإقرار
أن موالده تشتمل على تربية العقول
على الأوهام والتخيلات الباطلة ،
والاعتقادات السخيفة ،
حينما يعتقد من يحضر احتفالاته بالمولد
بحضور الحضرة النبوية ،
وتعين القيام لها ،
فاجتماع يشتمل على السخرية بالعقول ،
والأخذ بالاعتقادات السخيفة ،
يضاف إلى ذلك ما يحيط به من منكرات الاختلاط ،
والأغاني والإسراف في المآكل والمشارب ،
والاستجداء من هذه الاحتفالات ،
إلى غير ذلك
مما يعرفه المالكي وأحزابه داخل البلاد وخارجها .
هل يكون هذا الاجتماع بهذا الوضع المزري ،
وبهذه الحال السيئة مطلوب شرعاً؟
سبحانك
هذا بهتان عظيم .
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
وإذا كان هذا الاجتماع
يشتمل على ما يزعم المالكي
على الذكر والصدقة
ومدح وتعظيم الجناب النبوي ;
فإن الذكر يعني تلاوة كتب الموالد ودلائل الخيرات ،
وغير ذلك مما يصرخ بالشركيات
والبدعيات ،
والغلو في شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم
ورفع مقامه
إلى مقام الربوبية والألوهية ،
والصدقة تعني تقديم موائد الأكل والشرب
للمشاركين في هذا الاحتفال ،
من برّ وفاجر ، وغني وفقير ،
وتعني كما ذكره أهل العلم
والعارفون بخصائص الموالد ;
الاستجداء ،
حيث يتقدم الحاضرون لهذه الاحتفالات
بما تجود به نفوسهم المأخوذة
بدواعي التغرير
والتضليل
والإغراء الكاذب،
فيجتمع لدى المختص بجمع الأموال
ما يزيد بكثير عن المستلزمات المالية للاحتفال بالمولد ،
فيأخذه المالكي
وأحزابه زعماء الموالد وقادتها .
-
أما المدح والتعظيم للجناب النبوي
فذلك بيت القصيد ،
إن لم يكن ذلك قميص عثمان .
ففي هذه الاحتفالات الترنم ببردة البوصيري
وغيرها من المدائح النبوية
التي ترفع مقام النبي صلى الله عليه وسلم
إلى مقام الربوبية والألوهية
كقوله :
يا أكرم الخلق مالي من ألوذ بـه
سواك عند حلول الحادث العمـم
إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي
فضلاً وإلا فـقــل يا زلـة القــدم
فإن من جـودك الدنـيا وضرتهـا
ومن علومـك علم اللـوح والقـلـم
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
وقول البكري :
ولـُذْ به في كل ما تـرتـجي
فـإنــه المـأمــن والمــعـقــل
ونــادهِ إن أزمــة أنـشـبــت
أظفارها واستحكم المعضـل
يا أكـرم الخـلــق على ربـه
وخيــر من فـيهـم به يُـسـأل
قد مسني الكـرب وكم مـرة
فرّجتَ كـرباً بعـضه يعضل
عجِّـل بإذهاب الذي أشتكي
فإن تـوقـفـت فمن ذا أســأل
-
حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
إلى آخر ما في المدائح النبوية
من الغلو
والإطراء ،
والإفراط
ومخالفة أمر و رغبة رسول الله
صلى الله عليه وسلم ،
وحرصه الشديد في أن تعرف أمته قدره عند ربه ،
فلا تطريه وترفعه إلى مقام لا يرتضيه :
" لا تطروني
كما أطرت النصارى ابن مريم ،
إنما أنا عبد ،
فقولوا
عبدُ الله ورسوله " .