المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة
- عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيهِ وسَلمَ، إِذْ أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ آخِذًا بِطَرَفِ ثَوْبِهِ حَتَّى أَبْدَى عَنْ رُكْبَتِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيهِ وسَلمَ: أَمَّا صَاحِبُكُمْ فَقَدْ غَامَرَ، فَسَلَّمَ، وَقَالَ: إِنِّي كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ ابْنِ الخَطَّابِ شَيْءٌ، فَأَسْرَعْتُ إِلَيْهِ ثُمَّ نَدِمْتُ، فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَغْفِرَ لِي، فَأَبَى عَلَيَّ، فَأَقْبَلْتُ إِلَيْكَ، فَقَالَ: يَغْفِرُ اللهُ لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ، ثَلاَثًا، ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ نَدِمَ، فَأَتَى مَنْزِلَ أَبِي بَكْرٍ، فَسَأَلَ: أَثَّمَ أَبُو بَكْرٍ؟ فَقَالُوا: لاَ، فَأَتَى إِلَى النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيهِ وسَلمَ، فَجَعَلَ وَجْهُ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيهِ وسَلمَ يَتَمَعَّرُ، حَتَّى أَشْفَقَ أَبُو بَكْرٍ، فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَاللهِ أَنَا كُنْتُ أَظْلَمَ، مَرَّتَيْنِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيهِ وسَلمَ: إِنَّ اللهَ بَعَثَنِي إِلَيْكُمْ، فَقُلْتُمْ: كَذَبْتَ، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: صَدَقَ، وَوَاسَانِي بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَهَلْ أَنْتُمْ تَارِكُوا لِي صَاحِبِي، مَرَّتَيْنِ، فَمَا أُوذِيَ بَعْدَهَا. [البخاري: (3661)، و: (4640)].
تأمل قوله: (ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ نَدِمَ).
وتأمل قوله: (وَاللهِ أَنَا كُنْتُ أَظْلَمَ).
فقد حدث بين الشيخين الخيرين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما مخاصمة ومحاورة فصدر من أبي بكر رضي الله عنه ما أغضب عمر رضي الله عنهما، واعتذر الصديق فلم يقبل الفاروق، ثم ندم على عدم قبول اعتذاره؛ فذهب إليه فلم يجده، وقد ذهب أبو بكر للنبي صلى الله عليه وسلم شاكيًا، فلما وجد النبي صلىى الله عليه وسلم مغضبًا من صنيع عمر رضي الله عنه، سارع الصديق وبرك على ركبتيه يستسمح النبي صلى الله عليه وسلم لعمر حتى لا يغض من صاحبه ويذكر أنه هو الذي ظلمه بقوله، فنِعْم الخلق ونِعْم الدين، الذي يمنعهما عند الخصام والخلاف، ويحملهما على الرضا والاعتراف بالفضل لأهل الفضل.
فيا تُرى من أيهما نعجب، من الذي ندم لأنه لم يقبل الاعتذار !!!
أم من الذي أخطاء ودافع عنه لما وجد الغضب في وجه النبي صلى الله عليه وسلم على صاحبه !!!
فهم السادة يا سادة، فلا عجب فإنهم الصحابة رضي الله عنهم !!!