-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وعنون صاحب المفاهيم (ص76):
(بيان أسماء المتوسلين من أئمة المسلمين).
وعمدته في هذا إيراد أكثر أولئك العلماء
حديثاً فيه التوسل،
وهذا من الحكم بالظن المنهي عنه،
بل ثبت عن بعضهم
- وهم الأكثر -
خلاف ما زعمه،
والقاعدة المقررة عند أهل العلم
أن العالم إذا أورد أثراً بإسنادٍ
فقد خفف من العهدة
التي تجب عليه
من إتباع ذلك بالحكم على الحديث.
وإذا رُوي حديث وصححه راويه في كتاب له
فلا يعني هذا إلزامه بالقول به،
إذ قد يكون له نظر وفهم،
ولعل سبباً اكتنف حكم الحديث
يمنع من القول به،
من إجماع على خلافه،
أو نسخ،
أو لكونه ليس في شرعنا،
ونحو ذلك.
وتفصيل هذا الإجمال
يُطلب من كتب الأصول.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
قال المؤلف معددا أسماء:
1 - فمنهم الحاكم في "المستدرك"، فقد ذكر حديث آدم وصححه.
والجواب:
حال الحديث أنه واضح الضعف،
كما نص الحاكم على ضعف راويه في "المدخل"،
وأن النسخة التي روي بها الحديث موضوعة،
و"المستدرك" لم يحرره الحاكم،
بل أكثره مسودة،
كما سبق تفصيل ذلك.
فالقول بأنه يقول به
مع تضعيفه الشديد لرواية راويه،
وضميمة القاعدة التي ذكرنا،
ليس بمستقيم مع المنهج العلمي الموفق.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
2– ومنهم: البيهقي في"دلائل النبوة"،
فقد ذكر حديث آدم وغيره،
وقد التزم أن لا يخرج الموضوعات.
والجواب:
أن البيهقي عقب الحديث بيَّن تفرد راويه عبد الرحمن مع ضعفه.
وهذه علة توجب رد الحديث.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
3 – ومنهم: السيوطي في كتابه "الخصائص النبوية"،
فقد ذكر الحديث وغيره.
والجواب:
ذكره ولم يحكم عليه،
وذكره في "تخريج الشفاء" له،
وقال بضعف إسناده.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
4 – ومنهم: ابن الجوزي في "الوفا" فقد ذكر الحديث وغيره.
والجواب:
أن ابن الجوزي ذكر كل ما وجد
ولم يتكفل بصحة إسنادٍ،
وقد ذكر في كتابه
"مكذوبات يعرفها أهل الشأن "،
ويعدونها من تناقضاته.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وقال: (5،6،7)،ومنهم عياض وملا قاري والخفاجي.
والجواب:
أن القاري والخفاجي قد ضعفوا حديث توسل آدم،
والعبرة بتضعيفهم لا برأيهم،
انظر "شرح القاري" (1/215)،
و"شرح الخفاجي" (2/242).
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
قال: 8 - ومنهم القسطلاني في كتابه "المواهب اللدنية".
والجواب:
أن القسطلاني لا يفرد بقول بتصحيح حديث آدم،
فإنما هو في كتابه هذا ناقل من السيوطي،
وقد ذكرنا القصة في ذلك،
وما قد يكون سبباً لتأليف السيوطي
"الفارق بين المصنف والسارق".
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
قال: 9 - ومنهم الزرقاني في "شرحه على المواهب" (ج1 ص44).
والجواب:
ضعّف الزرقاني حديث آدم،
فإن كان رأيا ارتآه فليذكر دليله،
ولم أجد في (ج1 ص44)
من شرح المواهب شيئا من ذلك.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
قال: 10 - ومنهم النووي.
أقول:
ذكره قصة العتبي
لا يعني أنه يجيز التوسل بالذوات
ونحوه.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
قال: ومنهم ابن كثير.
الجواب:
نقله قصة الأعرابي
لا يعني تجويزه للتوسل بالذوات ونحوه،
وقصة آدم ذكرها وضعَّف راويها.
وقصة الرجل الذي جاء إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم،
بينت ما فيها فارجع إليه،
وتصحيح إسنادها
لا يعني القول بجواز فعلها،
كما يشير إليه صنيع ابن كثير نفسه.
وذكره شعار المسلمين [ يا محمداه ]
ليس مقصوداً،
بل ورد في أثناء نقل طويل
بإسنادٍ مظلم. اهـ.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
قال: 12 - ومنهم ابن حجر
فقد صحح سند قصة الرجل الذي جاء إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم.
والجواب:
لم يصححها،
وإنما قال:
بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان عن مالك الدار.
وفي هذا تنبيه لعلة الرواية عنده،
يفهمها المشتغلون بعلم الحديث.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
قال: 13- ومنهم القرطبي المفسر.
الجواب:
ذكر القرطبي نحوا من قصة الأعرابي،
وحكايته لها
لا يدل على قوله بموجب كل لفظٍ فيها.
ومن هذا ينجلي الغطاء،
وينكشف ما تحت الكساء،
ويظهر أن قول صاحب المفاهيم
فيه تجن على أكثر من ذكرنا قولهم،
وما كان يحسن به هذا،
وهو شيء لم يسبق إليه
ولم يفعله المصنفون قبله،
ذلك لأنه مردود
على مقتضى قواعد أهل العلم،
وبالله التوفيق.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
ذكر (ص54):
استغاثة الخلق يوم القيامة بالأنبياء
وآخرهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم:
ليشفع إلى ربه في أهل الموقف... الخ.
ثم قال:
( فهذا إجماع من الأنبياء والمرسلين وسائر المؤمنين،
وتقرير من رب العالمين،
بأن الاستغاثة عند الشدائد بأكابر المقربين
من أعظم مفاتيح الفرج
ومن موجبات رضى رب العالمين ) اهـ.
أقول:
هذه جراءة قبيحة على رب العالمين،
وعلى أنبيائه ورسله،
فلو صعدت أبخرة هذه الجراءة إلى السحاب
لنزل ماؤه سماً زعافاً،
ولو نزلت إلى ينابيع الماء
لقلبتها ناراً تلظى.
ولكن الهوى يفسد العقول،
ويجرُّ إلى عبادة غير الله
{ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ
وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ }
[الجاثـية: 23]،
{أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ
أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً }
[الفرقان: 43]،
أيكون دين الجاهلية قرره رب العالمين ؟!
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
أيكون دين الجاهلية أجمع عليه:
الأنبياء والمرسلون ؟!
ما أقبح الهوى!
وما أظهر الجاهلية
في كلام كاتب المفاهيم الخاسرة!
إن الذي يكون يوم القيامة:
أن الخلق يطلبون من النبي صلى الله عليه وسلم
أن يشفع لهم إلى ربهم
في فصل القضاء بينهم وإراحتهم من الموقف،
وهذا الطلب جار على المألوف الجائز
من طلب الشفاعة من حي حاضر قادر
بمعنى أن يدعو الله للطالب في حصول مقصوده،
فالشفاعة معناها:
طلب الدعاء من الحي الحاضر،
وهذا بخلاف طلب الشفاعة من الميت،
أو التقرب إليه بشيء من أنواع العبادة
بقصد أن يشفع له
كما قال تعالى:
{ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ
مَا لا يَضُرُّهُمْ
وَلا يَنْفَعُهُمْ
وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ }
[ يونس: 18 ] .
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
قال (ص55):
(وفي "الفتاوى الكبرى":
سئل شيخ الإسلام -رحمه الله- :
هل يجوز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم أم لا؟
فأجاب: الحمد لله، أما التوسل بالإيمان به،
ومحبته وطاعته والصلاة والسلام عليه،
وبدعائه وشفاعته ونحو ذلك
من ما هو من أفعاله وأفعال العباد المأمور بها في حقه،
فهو مشروع باتفاق المسلمين ]
"الفتاوى الكبرى" [ ج1 ص 140 ] اهـ.
أقول:
جرى كاتب المفاهيم على هديه الذي رضيه لنفسه،
وهو التحريف والتبديل،
فبتر آخر كلام شيخ الإسلام،
ليوهم أنه ساوى بين التوسل بدعائه وشفاعته
صلى الله عليه وسلم حياً وميتاً.
وهذا تحريف للمعنى
من جنس ما مر من تحريفاته.
قال الشيخ بعد قوله الذي نقله الكاتب:
(وكان الصحابة - رضي الله عنهم- يتوسلون به في حياته،
وتوسلوا بعد موته بالعباس عمه،
كما كانوا يتوسلون به) اهـ.
فهذا التفسير للإجمال السابق
لابد من ذكره ونقله،
وفيه أن التوسل به في حياته يكون بدعائه
لمن طلب منه الدعاء،
أو بابتدائه الدعاء لمن شاء من أصحابه.
فهذا حق؛
لأن نبي الله حي بين أظهرهم،
ممكن من الدعاء في دار التكليف،
ممكن من سؤال الله لمن طلب منه،
بالنصوص القطعية.
أما بعد انتقاله صلى الله عليه وسلم
إلى الرفيق الأعلى، والحياة البرزخية،
فقد انقطع ما كان يعمله في حياته
من الدعاء لمن طلب منه،
والشفاعة لمن استشفعه.
وما خرج عن ذلك فهو مردود،
إلا بنص
ولا نص منقول يدل عليه،
لا صحيح ولا حسن ولا ضعيف،
كما يفهمه أولو الشأن.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
والرسول صلى الله عليه وسلم
- كما بين في باب الشفاعة من هذا الكتاب -
لم يتشفع ولم يتوسل بمن قبله من الأنبياء،
بل ولا شهداء أحد
وأفضلهم حمزة بن عبد المطلب،
فلم يسألهم الدعاء
ولا توسل بهم وهم الأنبياء،
والشهداء الذين ثبتت حياتهم،
وأنهم ليسوا بأموات،
ولكنها حياة برزخية.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
هذا فعل رسول الله
صلى الله عليه وسلم
فنحن له أتباع،
والمبتدعة الضُلّال
لأهوائهم أتباع.
ومن نظر في هذا نظرة،
حدثت له فكرة،
أنجته بإذن مالك الأفئدة من الحسرة،
إن كان من طلاب الصراط المستقيم،
والهدي القويم،
هدي خير الخلق أجمعين.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
قال (ص56):
(مما يستفاد من كلام الشيخ ابن تيمية
أن من دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم
صح له أن يتوسل إلى الله بدعائه صلى الله عليه وسلم له،
وقد جاء أنه صلى الله عليه وسلم قد دعا لأمته،
كما ثبت ذلك في أحاديث كثيرة) اهـ .
ثم قال:
(لذا فإنه يصح لكل مسلم أن يتوسل إلى الله سبحانه وتعالى بذلك فيقول:
اللهم! إن نبيك محمدا صلى الله عليه وسلم قد دعا لأمته،
وأنا من أفراد هذه الأمة،
فأتوسل إليك بهذا الدعاء أن تغفر لي وأن ترحمني،
إلى آخر ما يريد،
فإذا قال ذلك لم يخرج عن الأمر المتفق عليه
بين كافة علماء المسلمين) اهـ .
أقول:
قد بينت آنفاً ما في التوسل بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم
بعد موته من البدعة،
والخروج عن فهم السلف للتوسل.
والتوسل بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم
ليس مقصوداً للكاتب،
وإنما أتى بذلك ليصل إلى شيء آخر،
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وهو ما صرح به بقوله:
(فإن قال: اللهم! إني أتوسل إليك بنبيك
محمد صلى الله عليه وسلم،
فقد فاته التصريح بما ينويه،
وبيان ما ينعقد عليه قلبه،
وهو مقصود كل مسلم،
ومراده لا يخرج عن هذا الحد) اهـ.
فهذا الكلام بيّن لِمَ ساق الكاتب
كل ما مر من كلام شيخ الإسلام؟
فانظروا ضعف حجته،
وقلة بصيرته
في إحالته على قلوب المتوسلين برسول الله
صلى الله عليه وسلم بعد موته،
وهو يزعم أنه بما في قلوبهم عليم
وأن مراداتهم لا تخرج عن الحد
الذي اطّلع به على قلوبهم.
أفتش الكاتب قلوب الداعين ؟!
أم هو نقيبهم ينافح عنهم ؟!
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وها هو الكاتب خرج عن هذا الحد المدّعى،
فتوصل بالتوسل البدعي
إلى جواز الاستغاثة بالأنبياء،
وطلبهم الشفاعة،
فجعله سلماً.
ثم ما الذي يحجز الداعي
من التصريح بما في قلبه ؟!
لا يمنعه إلا شيء هو أحسن عنده
مما لم يذكره،
فلو كان يعتقد في لفظ أنه أقرب وأصح لقاله
فإنه داعٍ سائل،
والسائل يتحرى المقرب الصحيح،
فلو كان مقصودهم ما اعتذر به الكاتب لصرحوا به،
ولكن مقصودهم هو التوسل بذاته،
مما هو من البدع،
ووسائل الشرك،
والإقسام به على الله تعالى،
واتخاذه شفيعاً،
ومغيثاً، ومعيناً،
فيما لا يقدر عليه إلا الله
أو بعد موته.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
ثم إنك إن فتشت
لا تكاد تجد اليوم
أحداً ينافح عن جواز التوسل بالذوات
إلا وهو يجيز الشرك:
كالاستغاثة بالأموات
ودعائهم
أو طلب شفاعتهم.
وقد طالعت من كتبهم شيئاً
فوجدتهم كما وصفت لك،
فلعلك تكون من المستبصرين الناجين.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
قال (ص57):
جاء في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم:
( حياتي خير لكم ومماتي خير لكم،
تحدثون ويحدث لكم تعرض أعمالكم عليّ،
فإن وجدت خيراً حمدت الله،
وإن وجدت شراً استغفرتالله لكم ).
رواه الحافظ إسماعيل القاضي
في "جزء الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم"،
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" وصححه.
وهذا صريح بأنه صلى الله عليه وسلم يستغفر للأمة في برزخه،
والاستغفار دعاء،والأمة تنتفع بذلك")
اهـ كلام صاحب المفاهيم.
أقول:
الكلام في هذه الأحرف من أوجه:
الأول:
هذا الحديث أخرجه إسماعيل القاضي (ص36)
في "جزء الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم"
مرسلاً،
فقال: حدثنا سليمان بن حرب قال:
حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا غالب القطان
عن بكر بن عبد الله المزني
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم...
فذكره بلفظ آخر غير ما ذكر،
فأوهم صنيع صاحب المفاهيم
أنه رواه باللفظ المذكور،
وبكر بن عبد الله المزني من التابعين الثقات،
توفي سنة 106 هـ،
فهو مرسل،
والمرسل. لا يُقبل عند المحدثين.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وأما قول الكاتب:
(ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" وصححه)
ففيه:
أن الهيثمي ذكر رواية البزار (وسيأتي ما فيها)،
وقال: (رجاله رجال الصحيح)
وهذه العبارة لا تفيد تصحيحه الحديث،
فلا يجوز أن يقال إنه صححه،
كما تجرأ عليه صاحب المفاهيم.
وذلك أن قوله:
(رجاله رجال الصحيح)
تفيد ثقة الرجال وأنهم مخرََّج لهم في الصحيح،
ولا تفيد لا صحة الإسناد
ولا صحة الحديث.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
فصحة الإسناد
تفتقر إلى معرفة اتصال الرواية
وعدم الانقطاع في الإسناد،
وألا يكون في الإسناد مدلس رواه بالعنعنة.
فمثلاً:
لو روي حديث من طريق أحمد بن حنبل عن سفيان الثوري
عن ابن المسيب عن أبي بكر الصديق،
لجاز أن يقال:
رجاله أئمة أثبات حفاظ،
ولا يعني ذلك التكفل بصحة الإسناد،
إذ ظاهر الإسناد الانقطاع
بين كل راو وشيخه،
فأحمد لم يدرك سفيان
وهو لم يدرك ابن المسيب،
وسعيد لم يدرك أبا بكر.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وصحة الحديث ليست بلازمة لصحة الإسناد،
بل بينهما مراتب يعرفها أهل العلم والنظر،
فكم من حديث صحيح الإسناد
وهو شاذ أو غلط أو معلل.
وذلك أن تعريف علماء الحديث
للحديث الصحيح جمع أمرين:
صحة الإسناد وانتفاء الشذوذ والعلة.
فما لم يجتمع الأمران
لا يقال بصحة حديث.
ومن هذا يعلم ما في قول صاحب المفاهيم
من نسبة تصحيح الحديث للهيثمي
من تَقَوُّل على الهيثمي،
وزيادة أمرٍ
لم يقله الحافظ الهيثمي رحمه الله.
ومثله ما نقله
صاحب المفاهيم
في (ص172) من كتابه
من قول العراقي: إسناده جيد.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
الثاني:
الحديث رواه البزار في "مسنده"
(1/397 زوائده)
فقال: حدثنا يوسف بن موسى،
حدثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد عن سفيان
عن عبد الله بن السائب عن زاذان عن عبد الله
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام )
قال:
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( حياتي خير لكم.. الحديث ).
قال البزار:
(لا نعلمه يروى عن عبد الله إلا بهذا الإسناد) اهـ.
وهذا إسنادٌ فيه:
عبد المجيد بن أبي رواد،
وهو ممن لا يقبل ما ينفرد به عندهم،
ولذا قال الحافظ العراقي شيخ الهيثمي:
(رجاله رجال الصحيح
إلا أن عبد المجيد بن أبي رواد
وإن أخرج له مسلم ووثقه ابن معين والنسائي،
فقد ضعفه بعضهم)
فهذا هو التحقيق،
وقد تفرَّد بهذه الزيادة
( حياتي خير لكم... ).
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
أما أول الحديث ( إن لله ملائكة...الخ )
فهو محفوظ من حديث
سفيان عن عبد الله بن السائب به،
واتفق رواة الحديث عن سفيان
على هذا القدر
تم أتى عبد المجيد
فتفرد عنهم بهذه الزيادة
فهي شاذة ضعيفة
كما يقتضيه التحقيق.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
الثالث:
لو ثبت الحديث
لم يكن فيه ما ادعاه صاحب المفاهيم
من جواز التوسل بعموم استغفار
رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته؛
لأن دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته لأمته
وسؤاله الله لهم أبلغ وأقطع من استغفاره بعد موته
- إن ثبت-،
وهذا السبب الذي كان موجوداً في حياته
هو عين السبب الذي عُلق الحكم به بعد مماته،
فلما لم يُشرع هذا العمل
وهو التوسل بالاستغفار العام
مع قيام المقتضي له في حياة رسول الله
صلى الله عليه وسلم
عُلم أن إحداثه بدعة.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
ويؤيد هذا أن خير القرون
ثم الذين يلونهم،
ثم الذين يلونهم،
لم يستعمل أحد منهم
التوسل بهذا الطريق
الذي اخترعه عشاق البدع،
وهُجَّار السُنن.
أقول:
وتوسع صاحب المفاهيم على عادته
بتمسكه بأدنى شبهة وأبعدها،
فقال (ص173)
أواخر كتابه حول الحديث:
(الحديث صحيح لا مطعن فيه) اهـ.
وهذا افتراء
أو قلة علم؛
بل فيه مطعن
كما قدمناه.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
قال:
(وهو يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم
يعلم أعمالنا بعرضها عليه،
ويستغفر الله لنا على ما فعلنا من سيئ وقبيح،
وإذا كان كذلك فإنه يجوز لنا أن نتوسل به إلى الله
ونستشفع به لديه،
لأنه يعلم بذلك فيشفع فينا ويدعو لنا...) اهـ
أقول:
في الحديث عرض الأعمال،
والكاتب يستدل به على جواز طب الشفاعة،
يا له من فقه
غاب عن الأمة بضعة عشر قرناً،
حتى ظهر هؤلاء المبتدعة فأدركوه!
فعرض العمل عليه صلى الله عليه وسلم شيء
وتجويزك طلب الشفاعة أمر آخر بعيد،
فإن عرضت عليه أعمالك
فلن يرضى صلى الله عليه وسلم بالشرك الذي فيها،
ومنه طلب الشفاعة من الموتى
ولن يستغفر لمشرك يستغيث بالأموات،
{ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا
أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ
وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى
مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ
أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ }
[ التوبة: 113].
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
إن طلبك الشفاعة من الأموات سيئ من العمل وشرك،
ورسول الله صلى الله عليه وسلم
لا يستغفر لمن ترك دينه
واتبع هواه فأشرك.
إن استغفار رسول الله صلى الله عليه وسلم وشفاعته،
إنما تكون في حياته وفي الدار الآخرة
لا في دار البرزخ،
وله أنواع من الشفاعات
ليس فيها نصيب لمشرك.
فمن طلب الشفاعة منه بعد موته،
فحري أن يكون فوَّت على نفسه
شفاعته صلى الله عليه وسلم في الآخرة،
وإن من سيئ الكلام
تعدي صاحب المفاهيم
على مقام النبوة
حيث جزم بقوله:
(فيشفع. فينا
ويدعو لنا).
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وإن من سيئ القول وخطله وشنيعه
تعدي الكاتب على مقام الألوهية،
فيُجوّز طلب الشفاعة من النبي
صلى الله عليه وسلم بعد موته،
والشفاعة حق لله وحده،
وإنما تُطلب منه وحده ،
كما يدعو المخلصون بقولهم
اللهم!شفّع فينا نبيك محمداً
صلى الله عليه وسلم.
وفي باب الشفاعة بيان هذه الأصول
بما فيه مقنع
لمن أراد الله هدايته.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وضع (ص61) عنواناً هو:
( الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب
لا ينكر التوسل).
أقول:
تحليتك محمد بن عبد الوهاب بالشيخ الإمام:
إما أن تكون اعترافاً بفضله
في تجديد أمر دين الإسلام،
وإصلاحه وجهاده،
وإما أن تكون عنيت بها وضعها اللغوي.
فإن أردت المعنى الأول
فالشيخ قد أقام دعوته
في محاربة أصناف الشرك الجلي والخفي،
الأكبر منه والأصغر،
وحارب وسائل الشرك التي تجر إليه
مما حرمه الله ورسوله،
ومن تأمل كتاب " التوحيد "
ألفاه في فلك ما ذُكر دائر،
وعلى الصراط المستقيم سائر.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
والشيخ -رحمه الله-
جاهد في إرجاع الناس إلى دينهم
الذي جاء به رسول الله محمد
صلى الله عليه وسلم
وجاهد في إقناعهم
بأن ما يفعله بعض الناس في زمانه
ويدّعونه إسلاماً
هو عين ما عليه المشركون
الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقد كان كثير من المنتسبين إلى الدين في زمانه
عُبَّاداً للقبور:
يدعون أصحاب القبور استقلالاً من دون الله،
ويدعونهم مع الله طلباً للشفاعة منهم
والقربى إلى الله زلفى،
ويرجونهم دفع المضرات،
ورفع المهلكات،
وتفريج الكربات
كما قال الله عن أشباههم:
{ مَا نَعْبُدُهُمْ
إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى }
[ الزمر: 3 ]
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
ثم هم يقدمون لأولئك المقبورين
أصناف القرابين والعبادات
التي لا تكون
إلا لله جل وعلا:
كالذبح، والنذر،
وهم يخضعون لأولئك المقبورين الميتين
أعظم من خضعانهم في مساجد الله.
كانوا يستغيثون بالأموات،
ويخافونهم خوف السر،
ويحبونهم أشد من محبة الله،
ويتقربون إليهم أكثر من تزلفهم إلى ربهم،
بل نسوا ربهم وذكره،
وفشت فيهم مذاهب الإلحاد والزندقة،
كمذهب وحدة الوجود،
وتعظيم الأولياء على الأنبياء،
كما قال مقدمهم:
مقام النبوة في برزخ ## فويق الرسول ودون الولي
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
هذا جزء في واقع أسود
رآه الشيخ في هذه الديار،
فجاهد متوكلاً على ربه
مقتفيا سنة النبي صلى الله عليه وسلم
حتى في سيرته الجهادية،
فنصره الله وأعزَّه،
ومكَّن له الدين.
وذلك الواقع الذي وصفنا
موجود في أكثر البلدان الإسلامية،
والواجب تبصيرهم بالمكفرات الواقعة الكثيرة
ثم جهادهم بأنواع الجهاد باليد واللسان والقلب،
ولكن اثاقل الناس إلى الأرض،
إلا قليلاً.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
هذا الذي ذُكر من أصناف الشرك الأكبر
كانت محاربته وتغييره،
وهداية الناس إلى الإسلام
همَّ الشيخ الأول،
ثم إن الشيخ - رحمه الله -
داع حكيمٌ متروٍ،
فإذا كان المخاطب واقعاً في أصناف الشرك
فمن غير الحكمة
أن ينهاه عن البدع ووسائل الشرك
وهو لم يعلم بعدُ
أن الشرك موجود بين الناس،
بل الواجب أن يبين الشرك
ثم إذا استقرت حقيقة الإسلام في قلب العبد
وترك وجاهد الشرك الأكبر،
فهو سينكر وسائل الشرك؛
لأن العاقل البصير إذا كره شيئاً
كره وسائله ودواعيه.
إن السلامة من سلمى وجارتها ## أن لا تحل على حال بواديها
فهذا الشاعر القديم عرف هذه الحقيقة،
وإليها يهتدي العقلاء،
وقد دلت الشريعة إليها وحضت عليها
قاعدة "سد الذرائع".
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وقال ملخصاً مباحثه في التوسل
(ص73):
(إن التوسل: ليس مقصورا على تلك الدائرة الضيقة
التي يظنها المتعنتون).
أقول:
هذه كلمات ينفر منها ذووا القلوب الحية،
التي قد ملأت محبة الله
وإعظامه وإجلاله جوانحها،
ويستأنس لها من شُغل بذكر غير الله مع الله،
أو نسوا الله فأنساهم أنفسهم.
يالها من ألفاظ لو مزجت بماء البحر لمزجته،
ولو سالت على زروع الناس
لأفسدت معيشتهم.
سبحان الله!!
التوسل بأسماء الله وصفاته
دائرة ضيقة!
أسماء الله التي لا تحصى
دائرة ضيقة للتوسل!
صفات الله العُلى
وأفعاله الحكيمة
دائرة ضيقة!
سبحان الله!
ولا حول ولا قوة إلا بالله!
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
يا صاحب المفاهيم!
لو دعوت ربك متوسلاً إليه بأسمائه
لانقضى عمرك وعمر من معك،
ولم تبلغوا نهاية،
ولم تحصوا لها عدداً.
يا صاحب المفاهيم!
لو ظللت تدعو الليل والنهار
لا تفتر أبداً
تتوسل إلى الله
بأسمائه الحسنى
لم تنقض،
ولانقضى عمرك.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
يا صاحب المفاهيم!
لو توسلت إلى الله
بأسمائه الحسنى
بما يناسب مطلوبك من أسمائه،
لانقضت حوائجك
ولم تبلغ بعضاً من أسماء الله.
يا صاحب المفاهيم!
إن من أسماء الله تسعة وتسعين اسماً
من أحصاها دخل الجنة،
فلو ظللت تدعو بها مفردة،
ثم تجعل مع الاسم آخر ثم هكذا،
لبلغت ما لو دعا به الخلق
من أولهم إلى آخرهم ما يسعهم
غير مكررٍ ولا معيد.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
يا صاحب المفاهيم!
إني أنذرك مغبة هذه الكلمة الوبيلة
التي يقْشَعِرُّ منها البدن،
وعليك بالانطراح بين يدي الله
والتوبة من هذا القول،
وما جرَّ إليه من الشرك،
وما قرب إليه من البدع،
ولا حول ولا قوة إلا بالله،
وإنا لله،
وإنا إليه راجعون.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
اللهم إنا نبرأ إليك من قول من قال:
إن التوسل بأسمائك الحسنى
وصفاتك العليا
دائرة ضيقة،
فتقبل اللهم براءتنا،
وعلمنا من أسمائك،
وآثار صفاتك،
ما يقوي قلوبنا،
ويهدينا إلى
صراطك المستقيم.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
توحيد الربوبية والألوهية وفيه:
- الشرك في قوم نوح وإبراهيم، وفي العرب
- دخول الشرك في المسلمين من هذه الأمة
- رد القول "بالمجاز العقلي" لتبرير الشرك
الشرك في قوم نوح:
أخرج البخاري في "صحيحه"
(8/667)
في تفسير قوله تعالى:
[ولا تذرن وَدّاً ولا سواعاً]
الآية
عن ابن عباس رضي الله عنهما:
(صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعدُ.
أما وَدّ فكانت لكلب بدومة الجندل.
وأما يغوث فكانت لمراد ثم بني غطيف بالجرف عند سبأ.
وأما يعوق فكانت لهمدان.
وأما نسر فكانت لحمير لآلِ ذي الكلاع.
أسماء رجالٍ صالحين من قوم نوح،
فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم
أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصاباً
وسموها بأسمائهم.
ففعلوا فلم تعبد.
حتى إذا هلك أولئك
وتَنَسَّخَ العلم عُبدت).
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
ومما جاء في معنى كلام ابن عباس
ما أخرجه عبدُ بن حميد
عن محمد بن كعب في قوله:
{ وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً *
وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيراً}
[نوح:23-24].
قال:
(كانوا قوماً صالحين بين آدم ونوح،
فنشأ قوم بعدهم،
يأخذون كأخذهم في العبادة.
فقال لهم إبليس:
لو صورتم صورهم،
فكنتم تنظرون إليهم،
فصوروا ثم ماتوا.
فنشأ قوم بعدهم
فقال لهم إبليس:
إن الذين كانوا من قبلكم
كانوا يعبدونها،
فعبدوها).
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وأخرج عبد بن حميد عن أبي مطهر قال:
ذكروا عند أبي جعفر يزيدَ بنَ المهلب،
فقال:
أما أنه قُتل في أول أرض
عُبد فيها غير الله
ثم ذكر وداً
قال: وكان ودٌّ رجلاً مسلماً،
وكان محبباً في قومه،
فلما مات عسكروا حول قبره في أرض بابل،
وجزعوا عليه،
فلما رأى إبليس جزعهم عليه
تشبه في صورة إنسان،
ثم قال:
أرى جزعكم على هذا
فهل لكم أن أصوّر لكم مثله
فيكون في ناديكم فتذكرونه به.
قالوا: نعم
فصوّر لهم مثله فوضعه في ناديهم،
وجعلوا يذكرونه.
فلما رأى ما بهم من ذكره
قال:
هل لكم أن أجعل لكم
في كل منزل كل رجل تمثالاً مثله
فيكون في بيته فتذكرونه؟
قالوا: نعم.
فصوّر لأهل كل بيت تمثالاً مثله،
فأقبلوا فجعلوا يذكرونه به.
قال وأدرك أبناؤهم فجعلوا يرون ما يصنعونه به،
وتناسلوا
ودَرَسَ أمر ذكرهم إياه
حتى
اتخذوه إلهاً
يعبدونه من دون الله.
قال:
وكان أول ما عُبد غير الله في الأرض ود،
الصنم الذي سموه بود).
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وهناك روايات أخر،
قال الحافظ في "فتح الباري"
(8/669):
(قال بعض الشراح:
محصل ما قيل في هذه الأصنام
قولان:
أحدهما:
أنها كانت في قوم نوح.
الثاني:
أنها كانت أسماء رجال صالحين.
إلى آخر القصة.
قلت:
بل مرجع ذلك إلى قولٍ واحد،
وقصة الصالحين كانت مبتدأ عبادة قوم نوح
هذه الأصنام،
ثم تبعهم من بعدهم على ذلك).
انتهى كلام الحافظ ابن حجر.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
الشرك في قوم إبراهيم:
قال الشهرستاني في "الملل والنحل"
(1/560-563):
(وكانت الفرق في زمان الخليل عليه السلام
راجعة إلى صنفين اثنين:
أحدهما: الصابئة.
والثاني: الحنفاء.
فالصابئة كانت تقول:
إنا نحتاج في معرفة الله تعالى
ومعرفة طاعته وأوامره واحكامه إلى "متوسط".
لكن ذلك المتوسط يجب أن يكون روحانياً لا جسمانياً،
وذلك لزكاء الروحانيات وطهارتها
وقربها من رب الأرباب.
والجسماني بشر مثلنا يأكل مما نأكل،
ويشرب مما نشرب.
يماثلنا في المادة والصورة.
قالوا:
{ وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً مِثْلَكُمْ
إِنَّكُمْ إِذاً لَخَاسِرُونَ }
[ المؤمنون:34 ].
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
والحنفاء كانت تقول:
إنا نحتاج – في المعرفة والطاعة -
إلى متوسط من جنس البشر،
تكون درجته في الطهارة والعصمة،
والتأييد والحكمة:
فوق الروحانيات.
يماثلنا من حيث البشرية
يمايزنا من حيث الروحانية.
فيتلقى الوحي بطرف الروحانية.
ويلقي إلى نوع الإنسان بطرف البشرية.
وذلك قوله تعالى:
{ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ
يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ }
[ الكهف:110 ]،
وقال عزَّ ذكره:
{قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي
هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولاً }
[ الاسراء: 93 ].
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
ثم لما لم يتطرق للصابئة الاقتصار على الروحانيات البحتة
والتقرب إليها بأعيانها والتلقي عنها بذواتها
فزعت جماعة إلى هياكلها،
وهي السيارات السبع وبعض الثوابت.
فصابئة النبط والفرس والروم:
مفزعها السيارات.
وصابئة الهند: مفزعها الثوابت.
وسنذكر مذاهبهم على التفصيل على قدر الإمكان
بتوفيق الله تعالى.
وربما نزلوا عن الهياكل إلى الأشخاص
التي لا تسمع
ولا تبصر
ولا تغني عنهم شيئاً.
والفرقة الأولى: هم عبدة الكواكب.
والثانية: هم عبدة الأصنام.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
ثم قال (ص673)
ذاكراً مذهب أصحاب الروحانيات:
(ومذهب هؤلاء أن للعالم صانعاً فاطراً حكيماً
مقدساً عن سمات الحدثان
والواجب علينا معرفة العجز عن الوصول إلى جلاله.
وإنما يتقرب إليه بالمتوسطات المقربين لديه.
وهم الروحانيون المطهرون المقدسون:
جوهراً، وفعلاً، وحالة.
أما الجوهر
فهم المقدسون عن المواد الجسمانية
المبرؤن عن القوى الجسدانية،
المنزهون عن الحركات المكانية،
والتغيرات الزمانية،
قد جبلوا على الطهارة،
وفطروا على التقديس والتسبيح،
لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.
وإنما أرشدنا إليهم معلمنا الأول:
عاذيمون، وهرمس.
فنحن نتقرب إليهم
ونتوكل عليهم،
وهم أربابنا وآلهتنا،
ووسائلنا وشفعاؤنا عند الله،
وهو رب الأرباب
وإله الآلهة
رب كل شيء ومليكه) اهـ.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
والغرض من نقل هذا كله
تبيان بعض حال الصابئة
الذين عبدوا الكواكب
لشبهة الوصول إلى الله
عن طريق من جُبل على
الطهارة والتقديس والتسبيح.
وبين شرك قوم نوح وشرك قوم إبراهيم
جامعٌ تفرعت عنه
أصناف الشرك بعد في الناس
فمقل من الشبه ومستكثر،
فبُعثت لهم الرسل.
فكان شرك قوم نوح يرجع
إلى مظاهر الصلاح في البشر
وشرك قوم إبراهيم من العقل والفلسفة
لأسرار الطبيعة ووظائف الأفلاك.
فشرك قوم نوح
شرك تقريب وشفاعة.
وشرك قوم إبراهيم
شرك أسباب وإعانة
فإذا اتخذت له أصنام
كان شرك تقريب وشفاعة،
كما دل عليه
آخر كلام الشهرستاني.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
شرك العرب وديانتهم:
اعلم أن العرب كانوا بعد إبراهيم صلى الله عليه وسلم
على دينه الحنيفية،
وبُثَّ هذا الدين فيهم
فتلقوه من ولد إسماعيل عليه السلام،
وانتشرت فيهم الحنيفية،
وأحبوا البيت وهوت إليه قلوبهم.
(وأول من وضع فيه الأصنام
عمرو بن لُحَيْ بن غالوثة بن عمرو بن عامر
لما سار قومه إلى مكة،
واستولى على أمر البيت،
ثم صار إلى مدينة البلقاء بالشام.
فرأى هناك أقواماً
يعبدون الأصنام.
فسألهم عنها،
فقالوا: هذه أرباب اتخذناها
على شكل الهياكل العلوية،
والأشخاص البشرية:
نستنصر بها فننصر،
ونستسقي بها فنسقى،
ونستشفي بها فنشفى..
فأعجبه ذلك.
وطلب منهم صنماً من أصنامهم
فدفعوا إليه هبل،
فسار به إلى مكة
ووضعه في الكعبة.
وكان معه إساف ونائلة على شكل زوجين.
فدعا الناس إلى تعظيمها،
والتقرب إليها،
والتوسل بها إلى الله تعالى )(1).
<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<
(1):الشهرستاني، "الملل والنحل"(2/1222، 1223) ط. بدران.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وذكر الشهرستاني أيضاً أديان العرب واعتقاداتهم،
فأُجملهم:
الطائفة الأولى:
منكروا الخالق والبعث والإعادة
وهم شرذمة وأفراد.
الطائفة الثانية:
منكروا البعث والإعادة.
الطائفة الثالثة:
عباد الأصنام.
ومنهم من كان يميل إلى اليهودية.
ومنهم من كان يميل إلى النصرانية.
ومنهم من كان يصبو إلى الصابئة.
قال عند ذكره الطائفة الثالثة
(2/1232):
(وصنف منهم أقروا بالخالق
وابتداء الخلق ونوع الإعادة.
وأنكروا الرسل،
وعبدوا الأصنام.
وزعموا أنهم شفعاؤهم عند الله
في الدار الآخرة.
وحجوا إليها
ونحروا لها الهدايا،
وقربوا القرابين،
وتقربوا إليها بالمناسك والمشاعر.
وأحلوا وحرموا.
وهم الدهماء من العرب
إلا شرذمة منهم نذكرهم) اهـ.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
كيف دخل الشرك في المسلمين؟
وببعثة نبي الهدى والرحمة محمد صلى الله عليه وسلم
زالت عبادة الأصنام على أصنافها،
وتحررت العقول من دناءة تفكيرها،
ووضاعة تصورها،
فارتقت إلى التوحيد
بعد أن كانت في حمأة الشرك،
وأصبحت قلوب العرب وغيرهم
متجهة إلى الله وحده،
لا شريك معه غيره
لا نبي مرسل
ولا ملك مقرب،
فأتمَّ الله الأمر،
وأكمل الدين،
وأعلا كلمته.
فدام على هذا المسلمون زماناً وقروناً،
حتى ظهرت فيهم الحركات الباطنية الخبيثة:
كالإسماعيلة
وما تفرع عنها من قرامطة،
وإخوان الصفا، وعبيديين،
ودروز ونحوهم
مما يعدون صوراً لعقيدة واحدة.
اتخذت هذه الحركة منذ القديم
تقديس أهل بيت الرسول
صلى الله عليه وسلم
شعاراً لها،
وسلسوا الإمامة في إسماعيل بن جعفر،
وكانوا في تقديسهم لآل البيت مشهورين
فالدولة الفاطمية أثر هذه الحركة الباطنية.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
فالمسلمون في القرون الأولى
لا يوجد بينهم من تحوم مظاهر الشرك في ذهنه
كشرك العرب
باتخاذ الصالحين والأنبياء وسائل وشفعاء،
حتى بث الاسماعيليون معتقداتهم بين الناس سراً،
فاستحسن الجهال هذا الأمر
لخفته وطرح التكاليف الشرعية،
فأخذ يظهر الاعتناء بالقبور
وتشييد مزارات ومشاهد
وتحري الدعاء عندها،
حتى نقلهم الشيطان إلى اتخاذهم شفعاء
ثم نقلهم إلى
دعاء صاحب القبر،
ثم نقلهم إلى الاعتقاد
بأن له تصرفاً في الكون،
تدرج هذا في قرنين أو نحوها.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وإن أقدم من وقفت عليه
يرجع المسلمين إلى دين الجاهلية
في الاعتقاد بالأرواح والقبور
هم الاسماعيليون،
وبخاصة إخوان الصفا،
تلك الجماعة السرية الخفية
التي بثت عقائدها،
ورسائلها الخمسين بسرية تامة
حتى لا يكاد يُعرف لها كاتب ولا مصنف،
وإن ظن ظنا.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
ثم تبعهم على تقديس المقبورين من أهل البيت
الموسويون الملقبون بالاثنى عشرية،
وصنفوا التصانيف في الحج إلى المشاهد،
وفي كيفية الزيارات والأدعية عند القبور،
يسندونها بطرق باطلة كاذبة
إلى أئمة أهل البيت رضي الله عنهم.
وقد طالعت كتاب "الزيارات الكاملة" لابن قولويه (1)
فرأيت فيه من هذا شيئاً كثيراً،
وهو مطبوع.
<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<
(1):هو أبو القاسم جعفر بن محمد، المتوفي سنة 367 هـ،
وكتابه طبع طبعة حجرية بالنجف سنة 1356هـ.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
ومن طالع تراث الإسماعيليين،
وحركة إخوان الصفا
وجد ما قلتُه ماثلاً أمامه،
فإن الشأن عظيم،
وإن فتنة الناس بالقبور
واتخاذ أهلها
شفعاء ووسطاء
لم تُعرف قبلهم،
ولما غلب الجهل قبل ظهور الدولة الفاطمية
عرفت هذه الأمور طائفة من الناس،
فلما ظهرت الدولة العبيدية
شيّدت المشاهد
ونشرت ما كان سراً من عقائدها.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
جاء في الرسالة الثانية والأربعين
من رسائل إخوان الصفا،
ما يبين هذا، ويبرهن له،
فقال مؤلفوا الرسائل(4/19/21):
(وذلك أن القوم الذين بعث إليهم النبي عليه الصلاة والسلام والتحية والرضوان،
كانوا يتدينون بعبادة الأصنام،
وكانوا يتقربون إلى الله تعالى
بالتعظيم لها والسجود والاستسلام والبخورات،
وكانوا يعتقدون أن ذلك قربة لهم إلى الله زلفى،
والأصنام هي أجسام خرس،
لا نطق لها ولا تمييز ولا حس ولا صورة ولا حركة،
فأرسلهم الله،
ودلهم على ماهو أهدى وأقوم وأولى مما كانوا فيه.
وذلك أن الأنبياء عليهم السلام وإن كانوا بشراً
فهم أحياء ناطقون مميزون علماء مشاكلون للملائكة بنفوسهم الزكية،
يعرفون الله حق معرفته،
والتقرب إلى الله بهم
أولى وأهدى وأحق
من التوسل بالأصنام الخرس
التي لا تسمع ولا تبصر
ولا تغني عنك شيئاً.
ثم اعلم أنا نبين هاهنا بدء عبادة الأصنام فنقول:
بأن بدء عبادة الامم للأصنام أولاً كان عبادة الكواكب،
وبدء عبادة الكواكب كان عبادة الملائكة.
وسبب عبادة الملائكة كان التوسل بهم إلى الله تعالى،
وطلب القربة إليه.
وذلك أن الحكماء الأولين لما عرفوا بذكاء نفوسهم وصفاء أذهانهم
أن للعالم صانعاً حكيماً،
وذلك لتأملهم عجائب مصنوعاته،
وتفكرهم في غرائب مخلوقاته،
واعتبارهم تصانيف أحوال مخترعاته،
ولما تحققت في نفوسهم هويته،
أقروا له عند ذلك بالوحدانية ووصفوه بالربوبية،
وعلموا أن له ملائكة هم صفوته من خلقه،
وخالص عباده من بريته:
طلبوا عند ذلك إلى الله القربة،
وتوسلوا إليه بهم،
وطلبوا الزلفى لديه بالتعظيم لهم،
كما يفعل أبناء الدنيا،
ويطلبون القربة إلى ملوكهم بالتوسل إليهم
بأقرب المختصين بهم،
وكان من الناس
من يتوسل إلى الملك بأقاربه
وندمائه ووزرائه
وكتابه وخواصه وقواده،
وبمن يمكنه بحسب ما يتأتى له،
الأقرب فالاقرب والأدنى فالأدنى،
كل ذلك طلباً للقربة إليه والزلفى لديه.
فهكذا وعلى هذا المثال فعلت الحكماء وأهل الديانات
ومن عرف الله، وآمن به وأقر به،
فإنهم طلبوا القربة إليه والزلفى عنده:
كل واحد بحسب ما أمكنه وتأتى له،
وأدى إليه اجتهاده،
وتحقق في نفسه.
فلما مضى أولئك الحكماء والربانيون العارفون بالله حق معرفته،
وانقرضوا خَلَفهم قومٌ آخرون
لم يكونوا مثلهم في المعرفة والعلم،
ولم يعرفوا مغزاهم في دياناتهم،
فأرادوا الاقتداء بهم في سيرتهم
واتخذوا أصناماً على مثل صورتهم،
وصوروا تماثيل على مثل ما فعلت النصارى في بيعهم،
من التماثيل والصور
مثل أشباه المسيح عليه السلام ومثل الروح القدس
وجبرائيل ومريم عليهما السلام،
وكذلك أحوال المسيح في متصرفاته،
ليكون ذلك تذكاراً لهم بأحواله
كيف ما يمموا تلك التصاوير والتماثيل.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
ثم قال إخوان الصفا الباطنيون:
فصل:
ثم اعلم يا أخي أن من الناس
من يتقرب إلى الله بأنبيائه ورسله
وبأئمتهم وأوصيائهم،
أو بأولياء الله وعباده الصالحين،
أو بملائكة الله المقربين،
والتعظيم لهم ومساجدهم، ومشاهدهم،
والاقتداء بهم وبأفعالهم،
والعمل بوصاياهم وسننهم على ذلك
بحسب ما يمكنهم
ويتأتى لهم ويتحقق في نفوسهم
ويؤدي إليه اجتهادهم
فأما من يعرف الله حق معرفته
فهو لا يتوسل إليه بأحد غيره
وهذه مرتبة أهل المعارف
الذين هم أولياء الله.
وأما من قصر فهمه ومعرفته وحقيقته:
فليس له طريق إلى الله تعالى إلا بأنبيائه،
ومن قصر فهمه ومعرفته بهم
فليس له طريق إلى الله تعالى إلا بالأئمة من خلفائهم وأوصيائهم،
والتعلق بسننهم،
والذهاب إلى مساجدهم ومشاهدهم،
والدعاء والصلاة والصيام والاستغفار
وطلب الغفران والرحمة عند قبورهم،
وعند التماثيل المصورة على أشكالهم،
لتذكار آياتهم، وتعرف أحوالهم،
من الأصنام والأوثان وما يشاكل ذلك
طلباً للقربة إلى الله والزلفى لديه.
ثم اعلم أنه على كل حال
من يعبد شيئاً من الأشياء
ويتقرب إلى الله تعالى بأحد
فهو أصلح حالاً ممن لا يدين شيئاً
ولا يتقرب إلى الله البتة..)
انتهى ما نقلته من رسائل إخوان الصفا.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وهذه الجماعة الباطنية
كان مبدأ نشاطاتها في أول القرن الثالث،
ولم تُعرف رسائلها التي قعّدت لمذهبها،
وبثت ذلك في أواسط الناس
إلا في القرن الرابع الهجري،
بسرية تامة فدخلت الأفكار في الطغام،
وأنكرها العلماء الأعلام،
وكفروا أصحابها
كما قال ابن عقيل صاحب الفنون
وهو من علماء القرن الخامس
حيث انتشرت المذاهب بتأييد الدولة العبيدية
قال:
(لما صعبت التكاليف على الجهال والطغام،
عدلوا عن أوضاع الشرع
إلى تعظيم أوضاع وضعوها لأنفسهم،
فسهلت عليهم
إذ لم يدخلوا بها تحت أمر غيرهم،
وهم عندي كفار لهذه الأوضاع،
مثل تعظيم القبور،
وخطاب الموتى بالحوائج
وكتب الرقاع فيها:
يا مولاي! افعل بي كذا وكذا،
أو إلقاء الخرق على الشجر
اقتداءً بمن
عَبَدَ اللات والعزى ...)
انتهى.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
فصل
قال صاحب المفاهيم (ص26)
معنوناً: (الواسطة الشركية)،
وذكر قوله تعالى:
{ مَا نَعْبُدُهُمْ
إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى }
[الزمر: 3]
فقال:
(هذه الآية صريحة في الإنكار على المشركين
عبادتهم للأصنام واتخاذها آلهة من دونه تعالى،
وإشراكهم إياها في دعوى الربوبية
على أن عبادتهم لها تقربهم إلى الله زلفى.
فكفرهم وشركهم من حيث عبادتهم لها
ومن حيث اعتقادهم أنها أرباب من دون الله.وهنا مهمة لا بد من بيانها
وهي أن هذه الآية
تشهد بأن أولئك المشركين ما كانوا جادّين
فيما يحكي ربنا عنهم) اهـ.
أقول:
حوى هذا الكلام على مسألتين:
الأولى:
أن كفار العرب ومشركيهم
يعتقدون أن أصنامهم أرباب من دون الله،
تخلق وترزق،
وهذه
تخالف صريح القرآن
فيما حكاه عنهم.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
الثانية:
أن قولهم فيما حكى الله عنهم:
{ مَا نَعْبُدُهُمْ
إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى }
[ الزمر: 3 ]،
لم يقولوه على سبيل الجد،
فيما حكاه الله عنهم،
وهذه المسألة الثانية من عجائب الأقوال،
وغرائب المخترعات،
مما سبق به كاتب "المفاهيم" غيره، وبزّه!!
فالله يحكي عن المشركين قولاً
يبني عليه حكماً
وعند هذا أنهم غير جادين،
وكأن الله حكى عنهم
غير عالم أنهم ليسوا جادين،
أفتراه يحكي هزلاً،
والقرآن فصل ؟!
{ إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ
وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ }
[ الطارق: 14 ].
وكلماته في هذه المسألة
مما يأنف أن يقوله طالبُ علم،
بل لا يقوله
إلا من
في قلبه زَغَل
وفتنة،
وشرك
وبدعة.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
يقول الله تعالى:
{ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ
وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ
مَا نَعْبُدُهُمْ
إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى
إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ
إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي
مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ }
[ الزمر: 3 ]،
هذه الآية بتمامها،
أسيقت لقولٍ غير جاد ؟
سبحان الله
من هذا الافتراء المحض !!
الذي خالف أقوال أهل العلم جميعاً،
ولم يقل به أحداً من المفسرين
هذا الذي فهمه صاحب المفاهيم.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
قال الفخر الرازي في "تفسيره"
(26/241):
(واعلم! أن الضمير في قوله:
{ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى }
[ الزمر: 3 ]
عائد على الأشياء التي عُبدت من دون الله،
وهي قسمان: العقلاء، وغير العقلاء،
أما العقلاء:
فهو أن قوماً عبدوا المسيح وعزيراً والملائكة،
وكثير من الناس يعبدون الشمس والقمر والنجوم،
ويعتقدون فيها أنها أحياء عاقلة ناطقة،
وأما الأشياء التي عُبدت
مع أنها ليست موصوفة بالحياة والعقل
فهي الأصنام.
إذا عرفت هذا فنقول:
الكلام الذي ذكره الكفار لائقٌ بالعقلاء،
أما بغير العقلاء فلا يليق،
وبيانه من وجهين:
الأول:
أن الضمير في قوله: { مَا نَعْبُدُهُمْ } ضمير للعقلاء،
فلا يليق بالأصنام.
الثاني:
أنه لا يبعد أن يعتقد أولئك الكفار
في المسيح والعزير والملائكة
أن يشفعوا لهم عند الله،
أما يبعدُ من العاقل
أن يعتقد في
الأصنام والجمادات
أنها تقربه إلى الله ؟...) اهـ.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
( فلقد كانوا يعلنون أن الله خالقهم وخالق السماوات والأرض...
ولكنهم لم يكونوا يسيرون مع منطق الفطرة
في إفراد الخالق إذن بالعبادة،
وفي إخلاص الدين لله
بلا شريك.
إنما كانوا يبتدعون أسطورة بنوة الملائكة لله سبحانه،
ثم يصوغون للملائكة تماثيل يعبدونها فيها،
ثم يزعمون أن عبادتهم لتماثيل الملائكة
– وهي التي دعوها آلهة أمثال اللات والعزى ومناة( 1 ) –
ليست عبادة لها في ذاتها،
إنما هي زلفى، وقربى لله؛
كي تشفع لهم عنده وتقربهم منه!
وهو انحراف عن بساطة الفكرة واستقامتها،
إلى هذا التعقيد والتخويف،
فلا الملائكة بنات الله،
ولا الأصنام تماثيل الملائكة،
ولا الله – سبحانه – يرضى بهذا الانحراف،
ولا هو يقبل فيهم شفاعة،
ولا هو يقربهم إليه عن هذا الطريق،
وإن البشرية لتنحرف عن منطق الفطرة،
كلما انحرفت عن التوحيد الخالص البسيط
الذي جاء به الإسلام،
وجاءت به العقيدة الإلهية الواحدة مع كل رسول.
وإنا لنرى اليوم في كل مكان
(عبادة) للقديسين والأولياء
تشبه عبادة العرب الأولين للملائكة،
أو تماثيل الملائكة،
تقرباً إلى الله بزعمهم،
وطلباً لشفاعتهم عنده.
وهو سبحانه يحدد الطريق إليه،
طريق التوحيد الخالص
الذي لا يلتبس بوساطة أو شفاعة،
على هذا النحو الأسطوري العجيب).
<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<
( 1 ) : ليست اللات والعزى ومناة تماثيل للملائكة،
كما يعلم من تفسير سورة النجم، بل هي تماثيل لبشر أو حجر.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وفي تفسير "التحرير والتنوير"
(23/322):
(والاستثناء في قوله:
{ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ
لَيَقُولُنَّ اللَّهُ
قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ
بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ }
[ لقمان: 25 ]،
استثناء من علل محذوفة.
أي:ما نعبدهم لشيءٍ
إلا لعلّة أن يقربونا إلى الله،
فيفيد قصراً على هذه العلة قَصْر قلب إضافي...) انتهى.
ولو نقلت ما قاله المفسرون
لبلغ مئاتٍ من الصفحات،
ولكن فيما ذكر فتحُ بابٍ
لمن أراد مزيداً من النقول.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
فبهذا ظهر أن قول
صاحب المفاهيم:
(وإن أولئك المشركين ما كانوا جادين فيما يحكي ربنا عنهم)
من المفاهيم الباهتة
التي تفرّد بها بعد أربعة عشر قرناً،
ولازمها أن هذا القرآن
فيه كلام يحكيه رب العالمين
ليس صدقاً بل هزلاً،
فبئست المقالة.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وقد أظهر صاحب المفاهيم هذا اللازم
حيث قال (ص27):
(وقل ذلك أيضاً في قوله تعالى:
{ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ
لَيَقُولُنَّ اللَّهُ }
[ لقمان: 25 ]،
فإنهم لو كانوا يعتقدون حقاً أن الله تعالى الخالق وحده،
وأن أصنامهم لا تخلق
لكانت عبادتهم لله وحده دونها ) اهـ.
وهذا كلام لو مزج بماءٍ فراتٍ لمزجه،
ويأتي رده في المسألة التالية لكلامي هذا.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
توحيد الربوبية والإلهية
أما المسألة الأولى:
وهي زعمه أن كفار العرب الذين بعث إليهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم
إنما كفروا وأشركوا؛
لأنهم اعتقدوا أن أصنامهم أرباب،
تخلق وترزق،
فصاحب المفاهيم يظنأن كفار العرب
لم يكونوا يقولون بأن الله خالقهم،
وذكر آية لقمان والزمر:
{ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ
لَيَقُولُنَّ اللَّهُ }
[لقمان: 25]،
فقال:
إنهم لا يعتقدون ذلك،
وإنما حكى الله عنهم ما لم يعتقدوه
كما مر نقله بنصه آنفاً.
وهذه المسألة أصل ضلال كثير من الخلق،
وأصلها الذي سبَّب نشرها بين الناس
هو منطق اليونان المذموم،
ومن تتلمذ له من أهل الكلام المشؤوم،
وهي القاعدة
التي ارتكز عليها أتباع أولئك الأقوام
في تفسير كلمة التوحيد.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
والحق الذي لا مرية فيه
وأطبق عليه كل العلماء
وهو صريح القرآن،
أن مشركي العرب في زمن رسول الله
صلى الله عليه وسلم
كانوا يعتقدون أن الله خالقهم ورازقهم،
فهم مقرون بتوحيد الرب بأفعاله،
من الخلق
والرزق
والتدبير
والإحياء
والإماتة
والتسخير
ونحو ذلك من أفعال الرب،
فلم يكونوا يعتقدون مشاركة أحدٍ له في ذلك،
وهو الذي سماه العلماء:
( توحيد الربوبية ).
فهم مقرون بهذا التوحيد،
ولم يدخلهم في الإسلام،
وليسوا مقرين بتوحيد الله بأفعالهم:
كالدعاء
والاستغاثة
والرجاء
والخوف
والمحبة
والنذر
والذبح
ونحو ذلك،
مما سماه العلماء:
( توحيد الألوهية )،
أي: توحيد العبادة.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وقد نوع الله جل وعلا في كتابه الكريم
الدلائل في إقرار المشركين بتوحيد الربوبية،
وإشراكهم في الألوهية،
بما إذا قرأه المسلم زاد تبصراً في حالهم،
وفقهاً في عقيدتهم.
النوع الأول من الدلائل على ذلك:
كقوله تعلى في سورة (يونس):
{ قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ
أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ
وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ
وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ
وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ
فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ
فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ }
[ يونس: 31 ].
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وقال عز وجل في سورة (المؤمنون):
{ قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا
إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ *
سَيَقُولُونَ لِلَّهِ
قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ*
قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ
وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ *
سَيَقُولُونَ لِلَّهِ
قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ *
قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ
وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ
إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ *
سَيَقُولُونَ لِلَّهِ
قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ }
[ المؤمنون: 84-89 ]،
فتأمل تعقيبه
بـ { فَأَنَّى تُسْحَرُونَ }،
والنكتة فيه
أن من أقر بكل هذا
ولم يوحد الله بالعبادة
فهو مسحور،
سحر جاهٍ أو سحر رياسة،
أو نحوه.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وقال تعالى اسمه وتعاظم
في سورة (العنكبوت):
{ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ
وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ
لَيَقُولُنَّ اللَّهُ
فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ *
اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ
إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ *
وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً
فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا
لَيَقُولُنَّ اللَّهُ
قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ
بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ }
[ العنكبوت61-63 ].
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وقال تعالى في (لقمان):
{ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ
لَيَقُولُنَّ اللَّهُ
قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ
بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ}
[ لقمان: 25 ]،
وفي (الزمر):
{ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ
لَيَقُولُنَّ اللَّهُ }
[ الزمر: 38 ] الآية.
وغير هذه الآيات في القرآن.