يَا وَاهِبَ الآمَالِ أَنْتَ حَفَظْتَنِي وَمَنَعْتَنِي
وَعَدَا الظَّلُومُ عَلَيَّ كَيْ يَجْتَاحَنِي فَحَمَيْتَنِي
فَانْقَادَ لِي مُتَخَشِّعًا لمَّا رَآكَ نَصَرْتَنِي
عرض للطباعة
يَا وَاهِبَ الآمَالِ أَنْتَ حَفَظْتَنِي وَمَنَعْتَنِي
وَعَدَا الظَّلُومُ عَلَيَّ كَيْ يَجْتَاحَنِي فَحَمَيْتَنِي
فَانْقَادَ لِي مُتَخَشِّعًا لمَّا رَآكَ نَصَرْتَنِي
عن مجاهد:
{إنه كان عبدا شكورا}
[الإسراء: ٣]
قال: " لم يأكل شيئا قط إلا حمد الله،
ولم يشرب شرابا قط إلا حمد الله،
ولم يمش مشيا قط إلا حمد الله عليه،
ولا يبطش بشيء قط إلا حمد الله عليه،
فأثنى الله عليه:
{إنه كان عبدا شكورا}
[الإسراء: ٣] "
كتاب الشكر
لابن أبي الدنيا
رحمه الله تعالى
كلُّ من لاقيتُ يشكو دهرَه
ليتَ شِعري هذهِ الدنيا لمنْ ؟
حدثني عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا قال :
بلغني عن بعض الحكماء قال:
لو لم يعذب الله عز وجل على معصيته
لكان ينبغي أن لا يُعصى لشكر نعمته
كتاب الشكر
لابن أبي الدنيا
رحمه الله تعالى
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=82&book=996
عن أنس بن مالك قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ما أنعم الله عز وجل على عبد نعمة،
فقال: الحمد لله،
إلا كان الحمد أكثر من النعمة "
فضيلة الشكر لله عزَّ وجل على نعمه
للخرائطي
رحمه الله تعالى
عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(من رأى مبتلى فقال:
الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به،
وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا)،
إلا عوفي من ذلك البلاء.
فضيلة الشكر لله عزَّ وجل على نعمه
للخرائطي
رحمه الله تعالى
عن قتادة، في قوله تعالى:
{إن ربنا لغفور شكور}
[فاطر: ٣٤]
قال:
«غفر لهم الذنب العظيم،
وشكر لهم اليسير»
فضيلة الشكر لله عز وجل على نعمه
للخرائطي
رحمه الله تعالى
قال شداد بن أوس:
احفظوا عني ما أقول لكم،
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" إذا كنز الناس الذهب والفضة،
فاكنزوا هؤلاء الكلمات:
اللهم إني أسألك الثبات في الأمر،
والعزيمة على الرشد،
وأسألك شكر نعمتك،
وأسألك حسن عبادتك،
وأسألك قلبا سليما، ولسانا صادقا،
وأسألك من خير ما تعلم،
وأعوذ بك من شر ما تعلم،
وأستغفرك لما تعلم،
إنك أنت علام الغيوب "
فضيلة الشكر لله عز وجل على نعمه
للخرائطي رحمه الله تعالى
عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ،
عَنْ أَبِي الْجَلْدِ قَالَ:
" قَالَ مُوسَى:
إِلَهِي،
كَيْفَ أَشْكُرُكَ
وَأَصْغَرُ نِعْمَةٍ وَضَعْتَهَا عِنْدِي مِنْ نِعَمِكَ
لَا يُجَازِي بِهَا عَمَلِي كُلُّهُ؟
قَالَ:
فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنْ يَا مُوسَى،
الْآنَ شَكَرْتَنِي "
الزهد للإمام أحمد
ج١ ص ٥٨
عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«قال جبريل ألا أعلمك الكلمات
التي قالها موسى صلى الله عليه وسلم
حين انفلق البحر لبني إسرائيل؟»
قلت: بلى، بأبي وأمي قال:
«قل اللهم لك الحمد وإليك المشتكى،
وأنت المستغاث ولا حول ولا قوة إلا بالله»
قال عبد الله:
فما تركتهن مذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال أبو وائل:
ما تركتهن مذ سمعتهن من عبد الله.
وقال الأعمش:
ما تركتهن مذ سمعتهن من أبي وائل
فضيلة الشكر لله عز وجل على نعمه
للخرائطي رحمه الله تعالى
قال السماء كئيبة ! وتجهما
قلت: ابتسم يكفي التجهم في السما !
قال: الصبا ولى ! فقلت له: ابتــسم
لن يرجع الأسف الصبا المتصرما !!
قال: التي كانت سمائي في الهوى
صارت لنفسي في الغرام جــهنما
خانت عــــهودي بعدما ملكـتها
قلبي , فكيف أطيق أن أتبســما !
قلـــت: ابتسم واطرب فلو قارنتها
لقضيت عــــمرك كــله متألما
قال: الــتجارة في صراع هائل
مثل المسافر كاد يقتله الـــظما
أو غادة مسلولة محــتاجة
لدم ، و تنفث كلما لهثت دما !
قلت: ابتسم ما أنت جالب دائها
وشفائها, فإذا ابتسمت فربما
أيكون غيرك مجرما. وتبيت في
وَجَلٍ كأنك أنت صرت المجرما ؟
قال: العدى حولي علت صيحاتهم
أَأُسر و الأعداء حولي في الحمى ؟
قلت: ابتسم , لم يطلبوك بذمهم
لو لم تكن منهم أجلَّ و أعظما !
قال: المواسم قد بدت أعلامها
و تعرضت لي في الملابس و الدمى
و علي للأحباب فرض لازم
لكن كفي ليس تملك درهما
قلت: ابتسم, يكفيك أنك لم تزل
حيا, و لست من الأحبة معدما!
قال: الليالي جرعتني علقما
قلت: ابتسم و لئن جرعت العلقما
فلعل غيرك إن رآك مرنما
طرح الكآبة جانبا و ترنما
أتُراك تغنم بالتبرم درهما
أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما ؟
يا صاح, لا خطر على شفتيك أن
تتثلما, و الوجه أن يتحطما
فاضحك فإن الشهب تضحك و الدجى
متلاطم, و لذا نحب الأنجما !
قال: البشاشة ليس تسعد كائنا
يأتي إلى الدنيا و يذهب مرغما
قلت : ابتسم مادام بينك و الردى
شبر, فإنك بعد لن تتبسما
http://majles.alukah.net/attachment....id=10251&stc=1
حدثنا سفيان الثوري، عن منصور بن صفية، قال:
مر النبي صلى الله عليه وسلم برجل وهو يقول:
الحمد لله الذي هداني للإسلام،
وجعلني من أمة محمد،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«لقد شكرت عظيما»
فضيلة شكر الله عز وجل على نعمه
للخرائطي رحمه الله تعالى
ألا تَسْألانِ المَرْءَ ماذا يُحَاوِلُ
أنَحْبٌ فيُقضَى أمْ ضَلالٌ وباطِلُ
فإنْ أنتَ لم تَصْدُقْكَ نَفسُكَ فانتسبْ
لَعَلَّكَ تهديكَ القُرُونُ الأوائِلُ
ألا كُلُّ شيءٍ ما خَلا اللّهُ باطِلُ
وكلُّ نعيمٍ لا مَحالة َ زائِلُ
وكلُّ امرىء ٍ يَوْماً سيعلمُ سعيهُ
إذا كُشِّفَتْ عندَ الإلَهِ المَحاصِلُ
وعن علقمة بن مرثد
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال :
(( إنْ كنا لعلنا أن نلتقي في اليوم مراراً ،
يسأل بعضنا بعضاً عن حاله
وإنْ نريد بذلك ( أي ما نريد بذلك )
إلا الحمد لله عز وجل))
الزهد
لابن المبارك رحمه الله تعالى
ص ٦٨
صور من حياة الصحابة
برنامج إذاعي
للدكتور عبد الرحمن رأفت الباشا
رحمه الله تعالى
http://www.mazameer.com/singer-52-282-id-desc-0.html
عن أبي هريرة،
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«سبق المفردون»
قالوا: يا رسول الله من المفردون؟
قال:
«الذين يذكرون الله على كل حال»
فضيلة الشكر لله عز وجل على نعمه
للخرائطي رحمه الله تعالى
وأول مراتب سعادة العبد
أن تكون له أذن واعية ،
وقلب يعقل ما تعيه الأذن ،
فإذا سمع وعقل
تذكر فضل الله عليه.
كلما تجددت له نعمة
جدَّدَ لها شكراً .
فهذا على خير وإلى خير .
فضيلة الشيخ
عبد الله بن صالح الفوزان
من مقال
علاج التقصير في الشكر
عن أبي عبيدة، عن عبد الله، قال:
قلت يا رسول الله
إن الله قد قتل أبا جهل بن هشام
فقال:
«الحمد لله الذي صدق وعده ونصر عبده»
فضيلة الشكر لله عز وجل على نعمه
للخرائطي رحمه الله تعالى
عن ابن عباس، قال:
«أول من يدخل الجنة يوم القيامة،
الذين يحمدون الله عز وجل في السراء والضراء»
فضيلة الشكر لله عز وجل على نعمه
للخرائطي رحمه الله تعالى
قال محمود الوراق :
[البحر الوافر]
عطيته إذا أعطى سرور ...
وإن أخذ الذي أعطى أثابا
فأي النعمتين أحق شكرا ...
وأحمد عند منقلب إيابا
أنعمته التي أهدت سرورا ...
أم الأخرى التي أهدت ثوابا
بل الأخرى وإن نزلت بكره ...
أعم لصابر فيه احتسابا
فضيلة الشكر لله عز وجل على نعمه
للخرائطي رحمه الله تعالى
عن محمد بن كعب القرظي قال:
يا هؤلاء، احفظوا اثنتين:
شكر النعم وإخلاص الإيمان.
فضيلة الشكر لله عز وجل على نعمه
للخرائطي رحمه الله تعالى
عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، قال:
«لأن أعافى فأشكر، أحب إلي من أن أبتلى فأصبر»
قال: «ونظرت في الخير الذي لا شر فيه،
فلم أر مثل المعافاة والشكر»
فضيلة الشكر لله عز وجل على نعمه
للخرائطي رحمه الله تعالى
وأنشدونا لمحمود الوراق:
إِذا كانَ شُكري نِعمَةَ اللَهِ نِعمَةً
عَليّ لَهُ في مِثلِها يَجبُ الشُكرُ
فَكيفَ بُلوغُ الشُكرِ إِلاّ بِفَضلِـهِ
وَإِن طالتِ الأَيامُ وَاتَّصلَ العُمرُ
فضيلة الشكر لله عز وجل على نعمه
للخرائطي رحمه الله تعالى
أَنْشَدَنِي الْمُبَرِّدُ
لِيَزِيدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ:
« [البحر الوافر]
إِلَهِي لَا تُفِتْنَا مِنْكَ رَحْمَةْ ...
وَعَافِيَةً وَتَوْفِيقًا وَعِصْمَةْ
فَمَا زِلْنَا نُعَرَّفُ مِنْكَ خَيْرًا ...
وَيَحْسُدُ حَاسِدٌ فَيُطِيلُ رَغْمَهْ
وَكَمْ أَذْنَبْتُ مِنْ ذَنْبٍ عَظِيمٍ ...
فَلَمْ تَفْضَحْ وَلَمْ تَعْجَلْ بِنِقْمَةْ
وَكَيْفَ بِشُكْرِ ذِي نِعَمٍ إِذَا مَا ...
شَكَرْتُ لَهُ فَشُكْرِي مِنْهُ نِعْمَةْ »
فضيلة الشكر لله عز وجل على نعمه
للخرائطي رحمه الله تعالى
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" الناس إزاء المصيبة على درجات:
الأولى: الشاكر.
الثانية: الراضي.
الثالثة: الصابر.
الرابعة: الجازع.
أمَّا الجازع :
فقد فعل محرماً،
وتسخط من قضاء رب العالمين الذي بيده ملكوت السموات والأرض ،
له الملك يفعل ما يشاء.
وأمّا الصابر:
فقد قام بالواجب،
والصابر: هو الذي يتحمل المصيبة،
أي يرى أنها مرة وشاقة، وصعبة ،
ويكره وقوعها،
ولكنه يتحمل، ويحبس نفسه عن الشيء المحرم ،
وهذا واجب.
وأمّا الراضي:
فهو الذي لا يهتم بهذه المصيبة ،
ويرى أنها من عند الله فيرضى رضاً تاماً،
ولا يكون في قلبه تحسر،
أو ندم عليها ؛
لأنه رضي رضاً تاماً،
وحاله أعلى من حال الصابر.
والشاكر:
هو أن يشكر الله على هذه المصيبة.
ولكن كيف يشكر الله على هذه المصيبة وهي مصيبة ؟
والجواب: من وجهين:
الوجه الأول:
أن ينظر إلى من أصيب بما هو أعظم ،
فيشكر الله على أنه لم يصب مثله .
الوجه الثاني:
أن يعلم أنه يحصل له بهذه المصيبة تكفير السيئات ،
ورفعة الدرجات إذا صبر،
فما في الآخرة خير مما في الدنيا،
فيشكر الله ،
وأيضاً أشد الناس بلاءً الأنبياء ،
ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل ،
فيرجو أن يكون بها صالحاً،
فيشكر الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة.
والشكر على المصيبة مستحب ؛
لأنه فوق الرضا ؛
لأن الشكر رضا وزيادة " .
انتهى من الشرح الممتع
(5/ 395-396) .
منقوول
عن ابن لكعب بن مالك، قال:
«لما أتى كعب بن مالك الذي بشَّره بتوبته ,
سَجَد
وأعطى الذي بشَّره ثوبيه»
فضيلة الشكر لله عز وجل على نعمه
للخرائطي رحمه الله تعالى
عن عبد الرحمن بن كعب، عن أبيه، قال:
«سمعت نداء من ذروة سَلْع أن أبشر، يا كعب»
قال:
«فخررت ساجدا،
وعرفت أن الله قد جاء بالفرج»
فضيلة الشكر لله عز وجل على نعمه
للخرائطي رحمه الله تعالى
يا رَبِّ إِن عَظُمَت ذُنوبي كَثرَةً
فَلَقَد عَلِمتُ بِأَنَّ عَفوَكَ أَعظَمُ
إِن كانَ لا يَرجوكَ إِلّا مُحسِنٌ
فَبِمَن يَلوذُ وَيَستَجيرُ المُجرِمُ
أَدعوكَ رَبِّ كَما أَمَرتَ تَضَرُّعاً
فَإِذا رَدَدتَ يَدي فَمَن ذا يَرحَمُ
ما لي إِلَيكَ وَسيلَةٌ إِلّا الرَجا
وَجَميلُ عَفوِكَ ثُمَّ أَنّي مُسلِمُ
عن الهيثم بن مالك الطائي، قال:
سمعت النعمان بن بشير يقول على المنبر:
إن للشيطان مصالي وفخوخا،
وإن من مصالي الشيطان وفخوخه البطر بأنعم الله،
والفخر بإعطاء الله،
والكبرياء على عباد الله،
واتباع الهوى في غير ذات الله عزوجل.
فضيلة الشكر لله عز وجل على نعمه
للخرائطي رحمه الله تعالى
قالت هند:
«إذا رأيتم النعم مستدرة
فبادروا بتعجيل الشكر
قبل حلول الزوال»
فضيلة الشكر لله عز وجل على نعمه
للخرائطي رحمه الله تعالى
بَدا حينَ أَثرى بِإِخوانِـهِ
فَفَلَّلَ عَنهُم شَباةَ العَـدَم
وَذَكَّرَهُ الحَزمُ غِبَّ الأَمو رِ فَبادِر قَبلَ اِنتِقالِ النِعَمِ
فضيلة الشكر لله عز وجل على نعمه
للخرائطي رحمه الله تعالى
عن أبي سعيد الخدري، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«لا يشكر الله
من لا يشكر الناس»
فضيلة الشكر لله عز وجل على نعمه
للخرائطي رحمه الله تعالى
أنشدني محرز بن الفضل:
عَلامَةُ شُكرِ المَرءِ إِعلانُ شُكـرِهِ
وَمَن شَكَرَ المَعروفَ مِنهُ فَما كَفَر
فضيلة الشكر لله عز وجل على نعمه
للخرائطي رحمه الله تعالى
أنشدني ابن أبي الدنيا:
[البحر البسيط]
لو كنت أعرف فوق الشكر منزلة ...
أعلى من الشكر عند الله في الثمنِ
إذا منحتكها مني مهذبة ...
حذوا على حذو ما أوليت من حسنِ
فضيلة الشكر لله عز وجل على نعمه
للخرائطي رحمه الله تعالى
اِرفَع ضَعيفَك لا يَحُر بِكَ ضَعفُهُ
يَوماً فَتدرِكَهُ العَواقِبُ قَد نَمـا
يَجزيكَ أَو يُثني عَليَكَ وَإِنَّ مَـن
أَثنى عَلَيكَ بِما فَعَلتَ فَقَد جَزَى
فضيلة الشكر لله عز وجل على نعمه
للخرائطي رحمه الله تعالى
عن موسى بن طلحة، عن أبيه، قال:
«من أُولي معروفا فلم يجد إلا الثناء
فأثنى به فقد شكره،
ومن كتمه فقد كفره»
فضيلة الشكر لله عز وجل على نعمه
للخرائطي رحمه الله تعالى
حدثني سليم بن عامر،
قال: سمعت عبد الله بن قرط الأزدي،
وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر
يقول في يوم أضحى ورأى على الناس أنواع الثياب:
«يا لها من نعمة ما أسبغها،
ويا لها من كرامة ما أظهرها،
إنه ما زال عن جادة قوم شيء أشد عليهم
من نعمة لا يستطيعون ردها،
وإنما تثبت النعم
بشكر المنعم عليه للمنعم»
فضيلة الشكر لله عز وجل على نعمه
للخرائطي رحمه الله تعالى
أنشدني عمران بن موسى المؤدب:
[البحر الطويل]
فإنك إن ذوقتني ثمر الغنى ...
حمدت الذي أجنيك من ثمر الشكر
وإن يفن ما أعطيت في اليوم أو غد ...
فإن الذي أعطيك يبقى على الدهر
فضيلة الشكر لله عز وجل على نعمه
للخرائطي رحمه الله تعالى
أنشدني محرز بن الفضل الرازي:
لأَشكُرَنَّكَ مَعروفاً هَمَـمـتَ بِـهِ
إِنَّ اهتِمامَك بِالمَعروفِ مَعروفُ
وَلا أَلومُكَ إِذ لَم يُمـضِـهِ قَـدَرٌ
فَالشيءُ بِالقَدَرِ المَحتومِ مَصروفُ
فضيلة الشكر لله عز وجل على نعمه
للخرائطي رحمه الله تعالى
حدثنا خالد الربعي، قال: كان يقال:
" إن من أجدر الأعمال أن لا تؤخر عقوبته،
أو تعجل عقوبته:
الأمانة تُخان،
والرحم تُقطع،
والإحسان يُكفَر "
فضيلة الشكر لله عز وجل على نعمه
للخرائطي رحمه الله تعالى
قال أعرابي لعبد الله بن جعفر:
لا ابتلاك الله ببلاء يعجز عنه صبرك،
وأنعم عليك نعمة يقصر عنها شكرك.
فضيلة الشكر لله عز وجل على نعمه
للخرائطي رحمه الله تعالى
http://www.almeshkat.net/books/open....9#.VRbaP47Apf1
سبب نزول آية المباهلة
هو قدوم وفد نصارى نجران المدينة
ومجادلتهم رسولَ الله حول المسيح عيسى بن مريم.
حيث روى البخاري في صحيحه عن حذيفة بن اليمان قوله:
«جاء العاقب والسيد صاحبا نجران
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدان أن يُلاعناه،
فقال أحدُهما لصاحبه:
لا تفعل فوالله لئن كان نبياً فلاعنا لا تفلح نحن ولا عقبنا من بعدنا.
قالا:
إنا نعطيك ما سألتنا وابعث معنا رجلاً أميناً،
ولا تبعث معنا إلا أميناً.»
وقد ذكر
الحافظ ابن حجر
في شرح هذا الحديث:
«وفيها مشروعية مباهلة المخالف
إذا أصر بعد ظهور الحجة،
وقد دعا ابن عباس إلى ذلك ثم الأوزاعي،
ووقع ذلك لجماعة من العلماء.
ومما عُرفَ بالتجربة
أن من باهَل وكان مبطلاً لا تمضي عليه سنة من يوم المباهلة،
ووَقَعَ لي ذلك مع شخص
كان يتعصب لبعض الملاحدة ؛
فلم يقُم بعدها غير شهرين.»
فتح الباري للحافظ ابن حجر :
8 / 95
قال الإمام ابن القيم:
«إن السنة في مجادلة أهل الباطل
إذا قامت عليهم حجة الله، ولم يرجعوا،
بل أصروا على العناد،
أن يدعوهم إلى المباهلة،
وقد أمر الله، بذلك رسوله صلى الله عليه وسلم،
ولم يقُل : إن ذلك ليس لأمتك من بعدك.
ودعا إليها ابنُ عمه عبد الله بن عباس،
من أنكر عليه بعض مسائل الفروع،
ولم يُنكر عليه الصحابة،
ودعا إليه الأوزاعي سفيان الثوري في مسألة رفع اليدين،
ولم يُنكَر عليه ذلك،
وهذا من تمام الحجة»
زاد المعاد : 3 /643
فمشروعية المباهلة ليست خاصة بالنبي،
بل هي للأمة،
ومما يدخل في ما أٌمرنا بالتأسي به فيه من أمور الدين.
فمباهلة أهل الباطل أمر مشروع،
غير أنه لا يُصار إليه إلا مع الجزم بصحة ما عليه المباهل وصدقه فيه،
وترتب مصلحة شرعية على المباهلة كإقامة الحجة،
وليس لأمر من أمور الدنيا.
الهوى يُعمي عن رؤية الدليل،
ومهما بلغ وضوحاً فإن النفس تراه ضعيفاً
وربما لا تراه
(قالوا يا هود ما جئتنا ببينة
وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك)
{ وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها }
قال أبو الدرداء رضي الله عنه:
"من لم ير نعمة الله عليه إلا في مطعمه ومشربه
فقد قلّ علمه وحضر عذابه".
افرح بالأشياء الصغيرة الإيجابية التي تحدث في يومك ،
وكن على ثقة بأن آلاف الناس يتمنون ما تملك ؛
كن سعيدًا بما لديك
واحمد الله على كل حال
فما هو الشكر:
يقال: شكرت الدابة، أي: سمنت (إذا ظهر عليها أثر العلف)([1]).
وكذلك حقيقته في العبودية،
وهو ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده: ثناء واعترافا،
وعلى قلبه: شهودا ومحبة،
وعلى جوارحه: انقيادا وطاعة([2]).
([1])واحات الإيمان ـ عبد الحميد البلالي ـ المجموعة الأولى ـ (15) بتصرف.
([2])مدارج السالكين ـ ابن القيم ج2 (244 – 246).
وقال الجنيد:
الشكر أن لا ترى نفسك أهلا للنعمة.
وشكر العامة:
على المطعم والمشرب والملبس، وقوت الأبدان.
وشكر الخاصة:
على التوحيد والإيمان وقوت القلوب.
والشكر يأتي بالمزيد دائما،
لقوله تعالى:
{لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُم ْ
وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ }
[إبراهيم: 7].
فمتى لم تر حالك في مزيد،
فاستقبل الشكر ([1]).
([1])مدارج السالكين ـ ابن القيم ج2 (244 – 246).
يقول ابن القيم رحمه الله:
وأما تسميته سبحانه بالشاكر،
فهو من قوله تعالى:
{ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا }
[النساء: 147].
[والشاكر: معناه المادح لمن يطيعه،
قال تعالى:
{ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }
[القلم: 4]]([1]).
([1]) النهج الأسمى ـ (315 – 316) (294).
وتسميته أيضا شكور،
من قوله تعالى:
{ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ }
[التغابن: 17].
فهو الشكور على الحقيقة،
فإنه يعطي العبد ويوفقه لما يشكره عليه،
ويشكر للقليل من العمل،
ويعطي الكثير من الثواب،
ولهذا نهينا أن نستصغر شيئا من أعمال البر،
قال صلى الله عليه وسلم :
«لا تحقرن من المعروف شيئا،
ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق»([1]).
([1]) أخرجه مسلم (2626)،
والترمذي (1833)، وأحمد (21519) عن أبي ذر.
ويشكر الحسنة بعشر أمثالها
إلى أضعاف مضاعفة،
ويلقي له الشكر بين عباده.
فلما ترك الصحابة ديارهم،
وخرجوا منها في مرضاته،
عوضهم عنها أن ملكهم الدنيا وفتحها عليهم،
ولما احتمل يوسف الصديق ضيق السجن،
شَكَرَ له ذلك
بأن مكِّن له في الأرض
يتبوأ منها حيث يشاء،
ولما بذل الشهداء أبدانهم له حتى مزقها أعداؤه،
شَكَرَ لهم ذلك
بأن عوضهم منها طيرا خضرا أقر أرواحهم فيها
ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها إلى يوم البعث،
فيردها عليهم أكمل ما تكون وأجمله وأبهاه.
ومن شُكْرِه
غفرانه للرجل بتنحيته غصن شوك عن طريق المسلمين.
فالشكور لا يضيع أجر محسن،
ولا يعذب غير مسيء.
ومن شُكْرِه سبحانه
أنه يُخرج العبد من النار
بأدنى مثقال ذرة من خير.
ومن شُكْرِه
أن العبد من عباده ينوه بذكره،
كما شَكَرَ لمؤمن آل فرعون ذلك المقام،
وأثنى به عليه.
ولما كان سبحانه هو الشكور على الحقيقة،
كان أحب خلقه إليه من اتصف بصفة الشكر،
كما أن أبغض خلقه إليه من عطلها واتصف بضدها،
وهذا شأن أسمائه الحسنى،
ولهذا يبغض الكفور والجاهل
ويحب الشكور العالم ([1]).
([1]) عدة الصابرين (334 – 336) بتصرف.
أحْسِنْ بربك ظنّـاً أنَّه أبـــداً
يكفي المُهِمَّ إذا ما عَنَّ أو نابا
لا تيْأسنَّ لبــابٍ سُدَّ في طلـبٍ
فالله يَفتحُ بعد البــاب أبـوابا
وأخبر أن أهل الشكر هم المنتفعون بآياته،
واشتق لهم اسما من أسمائه،
فسمى نفسه شاكرا وشكورا،
وسمى الشاكرين بهذين الاسمين،
فأعطاهم من وصفه وسماهم باسمه،
وحسبك بهذا محبة للشاكرين وفضلا ([1]).
([1]) الروضة الندية ـ شرح العقيدة الواسطية ـ زيد بن فياض.
وقد قرن الله سبحانه وتعالى الشكر بالإيمان،
وأخبر أنه لا غرض له في عذاب خلقه
إن شكروا وآمنوا به،
فقال تعالى:
{ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ }
[النساء: 147].
@AlShehri101:
قال ابن كثير رحمه الله:
الله كريم في نفسه
وإن لم يعبُده أحد.
وأخبر سبحانه
أن أهل الشكر
هم المخصصون بمنته عليهم من بين عباده،
قال:
{ وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ
لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا
أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ }
[الأنعام: 53].
تجعل النفس حَسرى إلْفَ أَنّتِها"
"من المقادير إذ جاءت برَنّتها
تصبحن مُراعاً من أسنّتها"
"دع المقادير تجري في أعنّتها
ولا تبيتن إلا خاليَ البالِ
وللمقادير أحكام بعادتها"
"تقضي على كل حال باستحالتها
في أسرع الوقت تغيير لحالتها"
"ما بين غمضة عين وانتباهتها
يبدّل الله من حال إلى حالِ
وقسم الناس إلى شكور وكفور،
فأبغض الأشياء إليه الكفر وأهله،
وأحب الأشياء إليه الشكر وأهله،
قال تعالى في الإنسان:
{ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا }
[الإنسان: 3].
وبيَّن سبحانه أن الشاكرين
هم الذين ثبتوا على نعمة الإيمان،
فلم ينقلبوا على أعقابهم،
قال:
{ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ
أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ
وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا
وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ }
[آل عمران: 144].
هي الآية التي تلاها أبو بكر الصديق رضي الله عنه
يوم مات النبي صلى الله عليه وسلم
وقال:
(من كان يعبد محمدا،
فإن محمدا قد مات،
ومن كان يعبد الله،
فإن الله حي لا يموت)([1]).
([1]) عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين ـ ابن قيم الجوزية ـ (150 – 151) بتصرف.
ووصف الله سبحانه الشاكرين بأنهم قليل،
فقال تعالى: { وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ }
[سبأ: 13]
وذكر الإمام أحمد رحمه الله
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه،
أنه سمع رجلا يقول:
اللهم اجعلني من الأقلين،
فقال: ما هذا؟
فقال: يا أمير المؤمنين!
إن الله قال:
{ وَمَا آَمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ }
[هود: 40]،
وقال تعالى:
{ وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ }
[سبأ: 13]،
وقال: { وَقَلِيلٌ مَا هُمْ }
[ص: 24]،
فقال عمر: صدقت([1]).
([1]) أخرجه أحمد في الزهد: 142.
وقد أثنى الله سبحانه على نوح بالشكر،
فقال:
{ ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ
إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا }
[الإسراء: 3]،
وفي تخصيص نوح هاهنا بالذكر،
وخطاب العباد بأنهم ذريته،
إشارة إلى الاقتداء به.
وقد أخبر سبحانه أنما يعبده من شكره،
فمن لم يشكره لم يكن من أهل عبادته،
فقال:
{ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ }
[البقرة: 172].
وأمر عبده موسى
أن يتلقى ما آتاه من النبوة والرسالة والتكليم
بالشكر،
فقال تعالى:
{ قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي
فَخُذْ مَا آَتَيْتُكَ
وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ }
[الأعراف: 144].
وأول وصية وصى الله تعالى بها الإنسان
بعد ما عقل عنه
بالشكر له وللوالدين،
فقال:
{ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ
وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ
أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ
إِلَيَّ الْمَصِيرُ }
[لقمان: 14].
وأثنى سبحانه على خليله إبراهيم بشكر نعمه،
فقال:
{ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا
وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ *
شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ
اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }
[النحل: 120 ، 121].