-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
203- خنثى مشكل
قال [ أبو بكر ابن العربي المعافري رحمه الله ] :
قد كان يقرأ معنا بـ: "رباط أبي سعيد" على "الإمام الشهيد" من بلاد المغرب خنثى, له لحية، وله ثديان، وعنده جارية، فربك أعلم به, ومع طول الصحبة عَقَلَنِي الحياءُ عن سؤاله، و بودي اليوم لو كاشفته عن حاله
المصدر : [أحكام القرآن 4 / 99]
قلت رحم الله والدي :
في مطبوعة "البجاوي" النص هكذا : [ ليس له لحية ] أي بزيادة "ليس", وأشار المحقق إلى زيادتها من إحدى النسخ, وفي ظني أن الصواب بدونها, وإلا لم يكن للقصة فائدة ولا طرافة
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
204- شرف الذكر
قال [ الحافظ "أبو بكر ابن العربي المعافري" رحمه الله عند قوله تعالى: {وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون} [الزخرف: 44].
المسألة الأولى في الذكر؛ وفيه ثلاثة أقوال: أحدهما: الشرف.
الثاني: الذكرى بالعهد المأخوذ في الدين.
الثالث: قال مالك: هو قول الرجل: "حدثني أبي عن أبيه"
ولم أجد في الإسلام هذه المرتبة إلا ببغداد، فإن "بني التميمي" بها يقولون: حدثني أبي قال: حدثني أبي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبذلك شرفت أقدارهم، وعَظَّمَ الناس شأنَهم, وتَهَمَّمَت الخلافة بهم.
ورأيت بمدينة السلام ابني أبي محمد رزق الله بن عبد الوهاب بن أبي الفرح بن عبد العزيز بن الجرد بن أسد بن الليث بن سليمان بن أسد بن سفيان بن يزيد بن أكينة بن عبد الله التميمي وكانا يقولان: سمعنا أبانا رزق الله يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت علي بن أبي طالب يقول: وقد سئل عن الحنان المنان، الحنان الذي يقبل على من أعرض عنه, والمنان الذي يبدأ بالنوال قبل السؤال
والقائل سمعت عليا: "أكينة بن عبد الله" جدهم الأعلى.
المصدر : [ أحكام القرآن 4 / 110 ]
قلت - رحم الله والدي-:
قد ذكر الحافظ في "الإصابة "[1 / 260]: "أكينة" جد "رزق اللَّه بن عبد الوهاب التميمي", قال "ابن ماكولا": قال لي "رزق اللَّه": إن لجده "أكينة" صحبة، وحدّث ابن ماكولا أيضا عن "رزق اللَّه": أن جده "عبد اللَّه" قدم على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وكان اسمه "عبد اللّات" فسمّاه: "عبد اللَّه"، وهو: رزق اللَّه بن عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد بن الليث بن الأسود بن سفيان بن يزيد بن أكينة بن عبد اللَّه التميمي.
وقد أخرج "الخطيب"، عن عبد الوهاب والد "رزق اللَّه"، عن آبائه حديثا ينتهي إلى "أكينة" المذكور، قال: سمعت عليّ بن أبي طالب، فذكر أثرا ولم يقع يزيد في النسب الّذي ساقه "الخطيب"، وكذلك أورده "ابن الصّلاح" في "علوم الحديث"، ونصّ "الخطيب" على أنهم تسعة آباء، ولا يصح ذلك إلا بإثبات "يزيد"، وقد ساق "ابن ماكولا" نسب "أكينة"، فقال: ابن يزيد بن الهيثم بن عبد اللَّه بن الحارث بن كلدة بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم.
ورويناه في "المجلس" الّذي أملاه "رزق اللَّه التميمي" بأصبهان, قال: سمعت أبي عبد الوهاب يقول: سمعت أبي أبا الحسن عبد العزيز يقول: سمعت أبي أبا بكر الحارث يقول: سمعت أبي أسدا يقول: سمعت أبي سليمان يقول: سمعت أبي الأسود يقول:
يقول: سمعت أبي سفيان يقول: سمعت أبي يزيد يقول: سمعت أبي أكينة يقول: سمعت أبي الهيثم يقول: سمعت أبي عبد اللَّه يقول: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «ما اجتمع قوم على ذكر إلّا حفّتهم الملائكة وغشيتهم الرّحمة»
قال "الذّهبيّ": أكثر آبائه لا ذكر لهم في تاريخ ولا في أسماء الرجال, وقد سقط من هذا الإسناد "الليث" والد "أسد"، وقد أثبته "الخطيب" في تاريخه لما ترجم "عبد العزيز", قلت: ولكنه لم يقع عنده ذكر "الهيثم"، وقاله شيخ شيوخنا الحافظ "العلائي" في "الوشي المعلم." انتهى
وقد قال قبله الحافظ "ابن الصلاح" في "مقدمته":[ص 316] في النوع الخامس والأربعون: معرفة رواية الأبناء عن الآباء: من أظرف ذلك رواية أبي الفرج عبد الوهاب التميمي الفقيه الحنبلي، وكانت له ببغداد في "جامع المنصور" حلقة للوعظ والفتوى، عن أبيه، في تسعة من آبائه نسقا، أخبرني بذلك الشيخ أبو الحسن مؤيد بن محمد بن علي النيسابوري بقراءتي عليه بها، قال: أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد الشيباني في كتابه إلينا، قال: أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن علي، حدثنا عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد بن الليث بن سليمان بن الأسود بن سفيان بن يزيد بن أكينة بن عبد الله التميمي من لفظه قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: ... سمعت علي بن أبي طالب وقد سئل عن الحنان المنان، فقال: الحنان الذي يقبل على من أعرض عنه، والمنان الذي يبدأ بالنوال قبل السؤال, آخرهم أكينة - بالنون - وهو السامع عليا - رضي الله عنه -.
وعلق عليه الحافظ زين الدين العراقي في "التقييد والإيضاح"[ص348] فقال: قد وقع لنا حديث مرفوع من هذا الوجه, وقع فيه التسلسل باثنى عشر أبا, وهو أعجب مما ذكره المصنف, أخبرنا به جماعة من شيوخنا, منهم شيخنا العلامة برهان الدين إبراهيم بن لاجين الرشيدى, قال انبأنا أحمد بن محمد بن إسحق الهمذاني, قال أنبأنا عبد الله بن أحمد بن محمد القلانسى, قراءة عليه وانا حاضر بشيراز, انبأنا عبد العزيز بن منصور الآدمى, حدثنا رزق الله بن عبد الوهاب التميمى, سمعت أبي أبا الفرج عبد الوهاب يقول, سمعت أبي أبا الحسن عبد العزيز, يقول سمعت أبي أبا بكر الحرث يقول, سمعت أبي أسدا يقول, سمعت أبي الليث يقول, سمعت أبي سليمان يقول, سمعت أبي الأسود يقول, سمعت أبي سفيان يقول, سمعت أبي يزيد يقول, سمعت أبي أكينة يقول, سمعت أبي الهيثم يقول, سمعت أبي عبد الله يقول, سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما اجتمع قوم على ذكر إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة"
أخبرنا الحافظ "أبو سعيد بن العلائى" في كتاب "الوشى المعلم" قال: هذا إسناد غريب جدا, ورزق الله كان إمام الحنابلة في زمانه من الكبار المشهورين, متقدما في عدة علوم, مات سنة ثمانى وثمانين وأربع مائة, وأبوه أبو الفرج إمام مشهور أيضا, ولكن جده عبد العزيز متكلم فيه كثيرا على إمامته, واشتهر بوضع الحديث, وبقية آبائه مجهولون, لا ذكر لهم في شيء من الكتب أصلا, وقد تخبط فيهم عبد العزيز أيضا بالتغيير.انتهى
بيان وتوضيح: "الوشي المعلم في من روى عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم" تأليف الحافظ "صلاح الدين أبي سعيد خليل بن كيكلدي العلائي"/ت 761 هـ , في مجلد كبير، قسمه أقساما, وخرج في كل ترجمة حديثا من مرويه, وصل فيه إلى حرف العين ترجمة: "عبد الملك بن عمر بن محمد بن حاطب عن أبيه عن جده", عدد تراجمه (260) ترجمة
طبع الكتاب في مكتبة المعلا الكويت 1988 تحقيق: باسم فيصل الجوابرة, وقد ألحق بآخره "مستدركا" ما فات "أصله" , بلغت تراجمه (187) ترجمة
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
205- من فتاوى الإمام "موفق الدين ابن قدامة المقدسي" صاحب "المغني" رحمه الله
[ قال الحافظ ابن رجب رحمه الله ] :
من "فتاويه" المتعلقة بعلم الحديث, نقلتها من خط الحافظ "أبي محمد البرزالي" رحمه الله.
- سئل: هل تجوز الرواية من نسخة غير معارضة؟.
فأجاب: إذا كان الكاتب معروفا بصحة النقل وقلة الغلط جازت الرواية.
- وسئل: إذا لم يذكر القارئ الإسناد في أول الكتاب، وذكره في آخره، وقال: أخبرك به فلان عن فلان، وأقر الشيخ بذلك فهل يجزيه ؟
فأجاب: يجوز إذا قال له ذلك عقيب قراءته عليه، وإلا فلا.
- وسئل: هل يصح السماع بقراءة الصبي والفاسق ؟
فأجاب: إن كان له مقابل صَحَّ، وإلا فهو بمنزلة روايته.
- وسئل: هل يجوز الكتابة والمطالعة، أو الإغفاء يسيرا، في وقت السماع أو يجوز للشيخ أن يكتب ويقرأون عليه؟.
فأجاب: ما رأينا أحدا يحترز من هذا.
- وسئل: إذا سقط من متن الحديث حرف أو حرف أو ألف، هل يجوز إثباتها؟ , وهل يجب إصلاح لحن من جهة الإعراب؟.
فأجاب: يجوز إصلاحه, قال الأوزاعي: يُصلَح اللحن والخطأ والتحريف في الحديث
- وسئل: إذا وجد في كتابه اسما مصحفا أو كلمة، وهو كذلك في سماع شيخه, فهل يجور له إن يغيره في كتابه على الصواب؟
أجاب: له تغييره, والله أعلم.
المصدر : [ ذيل طبقات الحنابلة 3 / 307 ]
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
206- إصلاح الباطن أولا
[ قال ابن أبي يعلى ]: أخبرنا البرقاني قال: قلت "لأبي الحسين بن سمعون": أيها الشيخ, تدعو الناس إلى الزهد في الدنيا, والترك لها, وتلبس أحسن الثياب, وتأكل أطيب الطعام, فكيف هذا؟
فقال: كُلُّ ما يُصْلِحُك لله فافْعَلهُ, إذا صَلُحَ حَاُلكَ معَ الله بلَبْسِ لَيِّنِ الثِّيَابِ وأَكْلِ طَيِّبِ الطعام فلا يَضُرُّك.
المصدر : [ طبقات الحنابلة 2/ 156 ]
قلت - رحم الله والدي-:
هذه "الفائدة" من باب "الفائدة" رقم [192] ومعناهما واحد
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
207- ولاية المظالم ونقابة الأشراف
قال [ "أبو بكر ابن العربي المعافري" رحمه الله ]
أما "ولاية المظالم" فهي ولاية غريبة, أحدثها من تأخر من الولاة، لفساد الولاية وفساد الناس؛ وهي عبارة عن كل حكم يعجز عنه القاضي فينظر فيه من هو أقوى منه يدا؛ وذلك أن التنازع إذا كان بين ضعيفين قوى أحدهما القاضي، وإذا كان بين قَوي وضعيف أو قويين والقوة في أحدهما بالولاية كظلم الأمراء والعمال فهذا مما نصب له الخلفاء أنفسهم، وأول من جلس إليه "عبد الملك بن مروان" فرده إلى قاضيه "ابن إدريس"، ثم جلس له "عمر بن عبد العزيز" فرد مظالم بني أمية على المظلومين؛ إذ كانت في أيدي الولاة والعتاة الذين تعجز عنهم القضاة، ثم صارت سُنَّة، فصار "بنو العباس" يجلسون لها، وفي قصة دارسةٍ عَلَيَّ أنها في أصل وضعها داخلة في القضاء، ولكن الولاة أضعفوا الخطة القَضَوِيَّة ليتمكنوا من ضعف الرعية، ليحتاج الناس إليهم، فيقعدوا عنهم، فتبقى المظالم بحالها.
وأما "ولاية النقابة" فهي مُحدثة أيضا؛ لأنه لما كثرت الدعاوى في الأنساب الهاشمية، لاستيلائها على الدولة، نَصَب الولاةُ قوماً يحفظون الأنساب لئلا يدخل فيها من ليس منها، ثم زادتِ الحالُ فسادا، فجعلوا إليهم من يحكم بينهم، فرَدُّوهُم لقاضٍ منهم لئلا تمتهنهم القضاة من سائر القبائل، وهم أشرف منهم، وهي بدعية تنافي الشرعية.
المصدر : [ أحكام القرآن (4 / 61 ]
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
208- عليك بنفسك
قال "أبو معاوية الضرير": بعث "هشام بن عبد الملك" إلى "الأعمش": أن اكتب لي مناقب "عثمان", ومساوئ "علي", فأخذ "الأعمش" القرطاس وأدخلها في فم شاة فلاكتها، وقال لرسوله: قل له: هذا جوابك، فقال له الرسول: إنه قد آلى أن يقتلني إن لم آته بجوابك، وتَحَمَّلَ عليه بإخوانه، فقالوا له: يا أبا محمد, افْتَدِهِ من القتل، فلما أَلَحُّوا عليه كتب له :
بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد يا أمير المؤمنين، فلو كانت "لعثمان" رضي الله عنه مناقب أهل الأرض ما نَفَعَتْكَ، ولو كانت "لعلي" رضي الله عنه مساوئ أهل الأرض ما ضَرَّتْكَ، فعليك بِخُوَيْصَةِ نفسك، والسلام
المصدر : [ وفيات الأعيان 2 / 402 ]
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
209- "مُدُّ النبي" صلى الله عليه وسلم و "مد هشام"
قال [ العلامة "أبو بكر ابن العربي " رحمه الله ]: قد بَيَّنَا في كفارة اليمين أن المعتبر الوَسَطُ من الإطعام، وهو مد بـ: "مد النبي" صلى الله عليه وسلم, وقال "مالك" في رواية "ابن القاسم" و"ابن عبد الحكم": مد بـ: "مد هشام"، وهو الشِّبَعُ هاهنا؛ لأن الله تعالى أطلق الطعام ولم يذكر الوسط
وقال في رواية "أشهب": مدان بمد النبي صلى الله عليه وسلم, قيل له: ألم تكن قلت: "مد هشام"، قال: بلى، ومدان بمد النبي صلى الله عليه وسلم - أحب إلي. وكذلك قال عنه "ابن القاسم" أيضا. و"مد هشام" هو مدان غير ثلث بمد النبي صلى الله عليه وسلم
قال أشهب: قلت له: أيختلف الشبع عندنا وعندكم؟, قال: نعم. الشبع عندنا مد بمد النبي صلى الله عليه وسلم, والشبع عندكم أكثر؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا لنا بالبركة دونكم، وأنتم تأكلون أكثر مما نأكل نحن، وهذا بين جدا.
قال "ابن العربي": وقع الكلام هاهنا كما ترون في "مد هشام"، وددت أن يهشم الزمان ذكره، ويمحو من الكتب رسمه؛ فإن المدينة التي نزل الوحي بها، واستقر بها الرسول، ووقع عندهم الظهار, وقيل لهم فيه: «فإطعام ستين مسكينا» فَهِمُوه وعرفوا المراد به، وأنه الشبع، وقدره معروف عندهم, متقدر لديهم، فقد كانوا يجوعون لحاجة, ويشبعون بسنة لا بشهوة ومجاعة، وقد ورد ذكر الشبع في الأخبار كثيرا، وقد تكلمنا على هذه في "الأنوار"، واستمرت الحال على ذلك أيام الخلفاء الراشدين المهديين، حتى نفخ الشيطان في أذن "هشام"، فرأى "مد النبي" صلى الله عليه وسلم لا يشبعه، ولا مثله من حاشيه ونظرائه، فسَوَّلَ له أن يتخذ مُدا يكون فيه شبعه، فجعله رطلين، وحمل الناس عليه، فإذا ابتل عاد نحو ثلاثة أرطال، فغير السنة، وأذهب محل البركة.
قال النبي صلى الله عليه وسلم حين دعا ربه لأهل المدينة بالبركة لهم في مدهم وصاعهم: مثل ما بارك لإبراهيم بمكة. فكانت البركة تجري بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم في مده، فسعى الشيطان في تغيير هذه السنة وإذهاب البركة، فلم يستجب له في ذلك إلا هشام، فكان من حق العلماء أن يلغوا ذكره، ويمحوا رسمه، وإذا لم يغيروا أمره، وأما أن يحيلوا على ذكره في الأحكام، ويجعلوه تفسيرا لما ذكره الله ورسوله بعد أن كان مفسرا عند الصحابة الذين نزل عليهم فخطب جسيم؛ ولذلك كانت رواية "أشهب" في ذكر مدين بمد النبي صلى الله عليه وسلم في كفارة الظهار أحب إلينا من الرواية بأنها بمد هشام.
ألا ترى كيف نبه "مالك" على هذا العلم بقوله "لأشهب": الشبع عندنا بـ: "مد النبي" صلى الله عليه وسلم، والشبع عندكم أكثر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لنا بالبركة، وبهذا أقول؛ فإن العبادات إذا أديت بالسنة، فإن كانت في البدن كان أسرع للقبول، وإن كانت في المال كان قليلها أثقل في الميزان، وأبرك في يد الآخذ، وأطيب في شدقه، وأقل آفة في بطنه، وأكثر إقامة لصلبه، والله الموفق لا رب غيره
المصدر : [ أحكام القرآن 4 / 196]
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
210- غض البصر
[ قال ابن الجوزي رحمه الله ]: أخبرنا المحمدان ابن ناصر وابن عبد الباقي, قالا أنبأنا حمد بن أحمد , قال أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله, قال حدثنا أحمد بن إسحاق, قال حدثنا أحمد بن الحسين الأنصاري, قال حدثنا أبو عصمة قال:
كنت عند "ذي النون" وبين يديه فتى حَسَن يُمْلِي عليه شيئا, فمرت امرأة ذات حُسْن وجمال وخلق, فجعل الفتى يُسَاِرق النظر إليها, ففَطِنَ "ذو النون" فلوى عُنُق الفتى, وأنشأ يقول:
دَعِ المَصُوغَات من ماء ومن طين *** واشغل هَوَاكَ بحُورٍ خُرَّدٍ عِين
المصدر : [ ذم الهوى 1 / 84 ]
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
211- رسالة في إنكار التأويل على ابن الجوزي "لأبي الفضل العلثي" رحمهما الله
أبو الفضل إسحاق بن أحمد بن محمد بن غانم العلثي، الزاهد القدوة [ت 634 هـ], كان قدوة صالحا زاهدا، فقيها عالما، أمارا بالمعروف، نهاء عن المنكر، لا يخاف أحدا إلا الله، ولا تأخذه في الله لومة لائم...أرسل رسالة طويلة إلى الشيخ "أبي الفرج بن الجوزي" بالإنكار عليه فيما يقع في كلامه من الميل إلى أهل التأويل يقول فيها:
من "عبيد الله إسحاق بن أحمد بن محمد بن غانم العلثي"، إلى "عبد الرحمن بن الجوزي"، حمانا الله وإياه من الاستكبار عن قبول النصائح، ووفقنا وإياه لإتباع السلف الصالح، وبصرنا بالسنة السنية، ولا حرمنا الاهتداء باللفظات النبوية، وأعاذنا من الابتداع من الشريعة المحمدية, فلا حاجة إلى ذلك, فقد تركنا على بيضاء نقية، وأكمل الله لنا الدين، وأغنانا عن آراء المتنطعين، ففي كتاب الله وسنة رسوله مقنع لكل من رغب أو رهب، ورزقنا الله الاعتقاد السليم، ولا حرمنا التوفيق، فإذا حرمه العبد لم ينفع التعليم, وعرفنا أقدار نفوسنا، وهدانا الصراط المستقيم, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وفوق كل في علم عليم. وبعد حمد الله سبحانه، والصلاة على رسوله: فلا يخفى أن الدين النصيحة، خصوصا للمولى الكريم، والرب الرحيم, فكم قد زَلَّ قَلَم، وعَثَرَ قَدَم، وزَلَقَ مُتكلم، ولا يحيطون به علما, قال: عز من قائل: "ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير"
وأنت يا "عبد الرحمن"، فما يزال يَبْلُغُ عنك ويُسْمَعُ منك، ويُشَاهَدُ في كتبك المسموعة عليك، تذكر كثيرا ممن كان قبلك من العلماء بالخطأ، اعتقادا منك أنك تصدع بالحق من غير محاباة، ولا بد من الجريان في ميدان النصح, إما لتنتفع إن هداك الله، وإما لتركيب حجة الله عليك, ويَحْذَرَ الناسُ قولكَ الفاسد، ولا يَغُرُّكَ كثرةُ إطلاعك على العلوم, فرب مبلغ أوعى من سامع، ورب حامل فقه لا فقه له، ورب بحرٍ كَدِرٍ ونهْرٍ صَافٍ، فلسْتَ بأعْلَمَ من الرسولِ، حيث قال له الإمام "عمر": " أتصلي على ابن أُبَيّ ؟ أنزل القرآن: "ولا تصل على أحد منهم", ولو كان لا ينكر من قَلَّ علمُهُ على من كَثُرَ عِلْمُهُ إذا لَتَعَطَّلَ الأمر بالمعروف، وصِرنا كبني إسرائيل, حيث قال تعالى: "كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه"، بل يُنْكِرُ المفضولُ على الفاضلِ, وينكر الفاجرُ على الوَلِيِّ، على تقدير معرفة الوَلِيِّ, وإلا "فابن التنقا" ليطلب و"ابن السمندل" ليجلب
إلى أن قال: واعلم أنه قد كَثُرَ النكيرُ عليك من العلماء والفضلاء، والأخيار في الآفاق بمقالتك الفاسدة في الصفات, وقد أبانوا وَهَاء مقالتك، وحَكَوا عنك أنك أَبَيْتَ النصيحة، فعندك من الأقوال التي لا تليق بالسنة ما يضيق الوقت عن ذكرها
فذكر عنك: أنك ذكرت في الملائكة المقربين، الكرام الكاتبين، فصلا زعمت أنه مواعظ، وهو تشقيق وتفهيق، وتكلف بَشِعٌ، خلا أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكلام السلف الصالح الذي لا يَخَالِفُ سنة، فعَمِدْتَ وجعلتها مناظرة معهم, فمن أَذِنَ لك في ذلك, وهم مُستَغْفِرون للذين آمنوا، ولا يستكبرون عن عبادة الله, وقد قَرَنَ شهادته بشهادتهم قبل أولى العلم, وما علينا كان الآدمي أفضل منهم أم لا، فتلك مسألة أخرى.
فشرعت تقول: إذا ثارت نار الحسد فمن يَطْفِيها ؟ وفي الغيبة ما فيها، مع كلام غث, أليس منا فلان؟ , ومنا فلان؟ ومنا الأنبياء والأولياء من فعل هذا من السلف قبلك؟ , ولو قال لك قائل من الملائكة: أليس منكم فرعون وهامان؟ , أليس منكم من ادعى الربوبية؟ , فعمن أخذت هذه الأقوال المُحْدَثة، والعبارات المُزَوَّقَة، التي لا طائل تحتها, وقد شَغَلْتَ بها الناس عن الاشتغال بالعلم النافع, أحدهم قد أُنْسِيَ القرآن وهو يُعِيُد "فصل الملائكة ومناظرتهم"، ويتكلم به في الآفاق, فأين الوعظ والتذكير من هذه الأقوال الشنيعة البشعة.
ثم تعرضت لصفات الخالق تعالى، كأنها صَدَرَتْ لا من صدر سَكَنَ فيه احتشام العلي العظيم، ولا أملاها قلب مليء بالهيبة والتعظيم، بل من واقعات النفوس البهرجية الزيوف, وزعمت أن طائفة من أهل السنة والأخيار تلقوها وما فهموا, وحاشاهم من ذلك, بل كفوا عن الثرثرة والتشدق، لا عجزا - بحمد الله - عن الجدال والخصام، ولا جهلا بطرق الكلام. وإنما أمسكوا عن الخوض في ذلك عن علم ودراية، لا عن جهل وعماية.
والعجب ممن ينتحل مذهب السلف، ولا يرى الخوض في الكلام, ثم يقدم على تفسير ما لم يَرَهُ أولا، ويقول: إذا قلنا كذا أدى إلى كذا، ويقيس ما ثبت من صفات الخالق على ما لم يثبت عنده, فهذا الذي نُهِيتَ عنه.
وكيف تنقضُ عهدك وقولك بقول فلان وفلان من المتأخرين؟ , فلا تُشْمِتْ بنا المبتدعة, فيقولون: تنسبوننا إلى البدع, وأنتم أكثر بدعا منا، أفلا تنظرون إلى قول من اعتقدتم سلامة عَقْدِه، وتُثْبِتُونَ معرفته وفضله, كيف أقول ما لم يقل، فكيف يجوز أن تتبع المتكلمين في آرائهم، وتخوض مع الخائضين فيما خاضوا فيه، ثم تنكر عليهم, هذا من العجب العجيب, ولو أن مخلوقا وصف مخلوقا مثله بصفات من غير رؤية ولا خبر صادق لكان كاذبا في إخباره, فكيف تصفون الله سبحانه بشيء ما وقفتم على صحته، بل بالظنون والواقعات، وتنفون الصفات التي رَضِيَهَا لنفسه، وأخبر بها رسوله بنقل الثقات الأثبات، يُحْتَمَلُ، ويُحْتَمَلُ.
ثم لك في الكتاب الني أسميته: "الكشف لمشكل الصحيحين" مقالات عجيبة، تارة تحكيها عن "الخطابي" وغيره من المتأخرين، أطَّلَعَ هؤلاء على الغيب, وأنتم تقولون: لا يجوز التقليد في هذا، ثم ذكره فلان، ذكره "ابن عقيل"، فنريد الدليل من الذاكر أيضا، فهو مجرد دعوى، وليس الكلام في الله وصفاته بالهَيِّنِ ليُلْقَى إلى مَجَارِي الظنون
إلى أن قال: إذا أردت: كان "ابن عقيل" العالم، وإذا أردت: صار لا يفهم، أَوْهَيْتَ مقالته لما أردت
ثم قال: وذكرت الكلام المحدث على الحديث، ثم قلت: والذي يقع لي, فبهذا تقدم على الله، وتقول: قال علماؤنا، والذي يقع لي, تتكلمون في الله عز وجل بواقعاتكم تخبرون عن صفاته, ثم ما كفاك حتى قلت: هذا من تحريف بعض الرواة, تَحَكُّماً من غير دليل, وما رويت عن ثقة آخر أنه قال: قد غيره الراوي فلا ينبغي بالرواة العدول: أنهم حَرَّفُوا، ولو جوزتم لهم الرواية بالمعنى، فهم أقرب إلى الإصابة منكم, وأهل البدع إذا كلما رويتم حديثا ينفرون منه، يقولون: يحتمل أنه من تغيير بعض الرواة, فإذا كان المذكور في الصحيح المنقول من تحريف بعض الرواة، فقولكم ورأيكم في هذا يحتمل أنه من رأى بعض الغُوَاة.
وتقول: قد "انزعج" الخطابي لهذه الألفاظ, فما الذي أزعجه دون غيره؟ , ونراك تبني شيئا ثم تَنْقُضُهُ، وتقول: قد قال فلان وفلان، وتنسب ذلك إلى إمامنا أحمد رضي الله عنه, ومذهبه معروف في السكوت عن مثل هذا، ولا يفسره، بل صحح الحديث، و[ منع ] من تأويله.
وكثير ممن أخذ عنك العلم إذا رجع إلى بيته علم بما في عيبته من العيب، وذم مقالتك وأبطلها, وقد سمعنا عنك ذلك من أعيان أصحابك المحبوبين عندك، الذين مدحتهم بالعلم، ولا غرض لهم فيك، بل أدوا النصيحة إلى عباد الله، ولك القول وضِدُّهُ منصوران, وكل ذلك بناء على الواقعات والخواطر.
وتَدَّعِي أن الأصحابَ خَلَّطُوا في الصفات، فقد قَبُحْتَ أكثر منهم، وما وَسِعَتْكَ السُنَّةُ, فاتق الله سبحانه. ولا تتكلم فيه برأيك فهذا خبر غيب، لا يُسْمَعُ إلا من الرسول المعصوم، فقد نصبتم حربا للأحاديث الصحيحة, والذين نقلوها نقلوا شرائع الإسلام, ثم لك قصيدة مسموعة عليك في سائر الآفاق، اعتقدها قوم، وماتوا بخلاف اعتقادك الآن فيما يبلغ عنك، وسُمِعَ منك, منها:
ولو رأيت النار هبت، فغدت ... تحرق أهل البغي والعناد
وكلما ألقى فيها حطمت ... وأهلكته، وهي في ازدياد
فيضع الجبار فيها قدما ... جلت عن التشبيه بالأجساد
فتنزوي من هيبته، وتمتلي ... فلو سمعت صوتها ينادي
حسبي حسبي، قد كفاني ما أرى ... من هيبة أذهبت اشتداد
فاحذر مقال مبتدع في قوله ... يروم تأويلا بكل [وادي]
فكيف هذه الأقوال: وما معناها؟ , فإنا نخاف أن تُحْدِثَ لنا قولا ثالثا، فيذهب الاعتقاد الأول باطلا, لقد آذيت عباد الله وأضللتهم، وصار شُغْلُكَ نَقْلُ الأقوال فحَسَبْ
و"ابن عقيل" سامحه الله، قد حكى عنه: أنه تاب بمحضر من علماء وقته, من مثل هذه الأقوال، بمدينة السلام عمرها الله بالإسلام والسنة, فهو بريء على هذا التقدير مما يوجد بخطه، أو يُنْسَب إليه من التأويلات، والأقوال المخالفة للكتاب والسنة.
وأنا وافدة الناس والعلماء والحفاظ إليك، فإما أن تَنْتَهِي عن هذه المقالات، وتَتُوبَ التوبةَ النصوح، كما تاب غيرك، وإلا كشفوا للناس أمرك، وسَيَّرُوا ذلك في البلاد, وبينوا وجه الأقوال الغثة، وهذا أمر تُشُووِرَ فيه، وقُضِيَ بليل، والأرض لا تخلو من قائم لله بحجة، والجرح لا شك مقدم على التعديل، والله على ما نقول وكيل، وقد أعذر من أنذر.
وإذا تأولت الصفات على اللغة، وسَوَّغْتَهُ لنفسك، وأَبَيْتَ النصيحةَ، فليس هو مذهب الإمام الكبير "أحمد بن حنبل" قدس الله روحه، فلا يُمْكِنُك الانتساب إليه بهذا، فاخْتَرْ لنفسِك مذهبا، إن مكنت من ذلك، وما زال أصحابنا يجهرون بصريح الحق في كل وقت, ولو ضربوا بالسيوف، لا يخافون في الله لومة لائم، ولا يبالون بشناعة مُشَنِّع، ولا كَذِبِ كَاذِب، ولهم من الإسم العَذْبِ الهَنِيِّ، وترَكِهِم الدُّنيا, وإعراضهم عنها اشتغالا بالآخرة ما هو مَعلوم مَعرُوف, ولقد سَوَّدْتَ وُجُوهَنا بمقالَتِك الفاسدة، وانفرادِك بنفسِك، كأنك جَبَّارٌ من الجبابرة، ولا كَرَامَةَ لك ولا نُعْمَى، ولا نُمَكّنُّكَ من الجهرِ بمخالفةِ السّنةِ، ولو اسْتُقْبِلَ من الرأي ما اسْتُدْبِرَ: لم يُحْكَ عنك كلام في السهل ولا في الجبل، ولكن قَدَّرَ اللهُ وما شاءَ فَعَل، بيننا وبينَكَ كتابُ الله وسنةُ رسوله، قال الله تعالى: " فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ", ولم يقل: إلى "ابن الجوزي".
وترى كل من أَنْكَرَ عليكَ نَسَبْتَهُ إلى الجهلِ، ففضلُ اللهِ أُوِتِيتَهُ وحدك؟ , وإذا جَهَّلْتَ الناسَ فمن يَشْهَدُ لك أنك عالم؟ , ومن أجهلُ منكَ حيث لا تصغي إلى نصيحة ناصح ؟ , وتقول: من كان فلان، ومن كان فلان من الأئمة الذين وصل العلم إليك عنهم، من أنت إذا ؟ , فلقد استراحَ من خافَ مقامَ رَبِّه، وأَحْجَمَ عن الخوضِ فيما لا يعلم لئلا يندم, فانْتَبِه يا مسكينُ قبل المماتِ، وحَسِّنِ القَوْلَ والعملَ، فقد قَرُبَ الأجلُ، لِله الأمرُ من قبلُ ومن بعدُ، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيمِ
المصدر : [ ذيل طبقات الحنابلة 3 / 445 ]
قلت - رحم الله والدي-:
وافق كثير من الأئمة الأعلام "العلثي" رحمه الله في إنكاره التأويل على "ابن الجوزي", فهذا الحافظ الذهبي يقول في "السير"[21 / 368]: ليته لم يخض في التأويل، ولا خالف إمامه, وقال أيضا [21 / 381]: كتب إلي أبو بكر بن طرخان، أخبرنا الإمام "موفق الدين"، قال: "ابن الجوزي" إمام أهل عصره في الوعظ، وصنف في فنون العلم تصانيف حسنة، وكان صاحب فنون، كان يصنف في الفقه، ويدرس، وكان حافظا للحديث، إلا أننا لم نرض تصانيفه في السنة، ولا طريقته فيها، وكانت العامة يعظمونه، وكانت تنفلت منه في بعض الأوقات كلمات تنكر عليه في السنة، فيُسْتَفْتَى عليه فيها، ويَضِيقُ صدرُهُ من أجلها, وللشيخ "أحمد بن عطية الزهراني" رسالة ماجستير بعنوان: "ابن الجوزي بين التأويل والتفويض" / يمكنكم تحميلها من الرابط التالي
ترجمة الإمام "أبي الفضل العلثي" رحمه الله في "ذيل طبقات الحنابلة"[3 / 445], "المقصد الارشد"[1 / 246], "شذرات الذهب"[6 / 11]: قال ابن رجب : أنكر على الخليفة "الناصر" فمن دونه, وواجه الخليفة "الناصر" وصَدَعَهُ بالحق, قال "ناصح الدين بن الحنبلي" وقرأته بخطه: هو اليوم شيخ العراق، والقائم بالإنكار على الفقهاء والفقراء وغيرهم فيما ترخصوا فيه, وقال "المنذري": قيل: إنه لم يكن في زمانه أكثر إنكارا للمنكر منه، وحُبِسَ على ذلك مدة, قال "ابن رجبّ: وله رسائل كثيرة إلى الأعيان بالإنكار عليهم والنصح لهم, ورأيت بخطه كتابا أرسله الى الخليفة ببغداد, وأرسل أيضا إلى الشيخ "علي بن إدريس" الزاهد صاحب الشيخ "عبد القادر" رسالة طويلة، تتضمن إنكار الرقص والسماع, والمبالغة في ذلك, وله في معنى ذلك عدة رسائل إلى غير واحد.
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
212- على الإسلام والسنة
قال "الأوزاعي": رأيت رب العزة في المنام , فقال: أنت الذي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ؟ , فقلت: بفضلك أي رب, ثم قلت: يا رب أمتني على الاسلام, فقال: وعلى السنة.
المصدر : [ البداية والنهاية لابن كثير 10/ 125 ]
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
213- واعظ خليفة
دخل بعض الزهاد على "المنصور" فقال: إن الله أعطاك الدنيا بأسرها فاشتر نفسك ببعضها، واذكر ليلة تبيتُ في القبر لم تَبِت قبلها ليلة، واذكر ليلة تَمَخَّضُ عن يوم لا ليلة بعده, قال: فأفحم المنصور قوله, وأمر له بمال, فقال: لو احتجت إلى مالك لما وعظتك
المصدر : [ البداية والنهاية لابن كثير 10/ 131 ]
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
214- أسماء أسنان الإنسان
قال "ابن قتيبة": قال "أبو زيد": للإنسان أربع ثنايا, وأربع رباعيات، الواحدة رباعية مخففة, وأربعة أنياب، وأربعة ضواحك، واثنتا عشرة رحى، ثلاث في كل شق، وأربعة نواجذ وهي أقصاها.
وقال "الأصمعي" مثل ذلك كله، إلا أنه جعل الأرحاء ثمانيا: أربعا من فوق, وأربعا من أسفل.
و"الناجذ": ضرس الحلم، يقال: رجل منجذ: إذا أحكم الأمور، وذلك مأخوذ من الناجذ, والنواجذ للإنسان بمنزلة القارح من الفرس, وهي الأنياب من ذوات الخف.
وقال "أبو بكر الأنباري": النواجذ: آخر الأضراس، واحدها نجذ، ولا تبدو إلا عند الشديد من الضحك، وفي الفم اثنان وثلاثون سنا: ثنيتان من فوق، وثنيتان من تحت، ورباعيتان من فوق، ورباعيتان من تحت، ونابان من فوق، ونابان من تحت، وضاحكان من فوق، وضاحكان من تحت، وثلاث أرحاء من فوق، وثلاث أرحاء من تحت في الجانب الأيمن، وفي الجانب الأيسر, وناجذان في الجانب الأيمن، وناجذان في الجانب الأيسر. ويقال لما بين الثنية والأضراس: العارض، قال جرير:
(أتذكر يوم تصقل عارضيها ...**************)
وقد رتبها بعض أهل اللغة, فقال: "الثنايا" أربع: اثنتان من فوق، واثنتان من تحت، ثم يليهن الرباعيتان: اثنتان من فوق، واثنتان من تحت, ثم يليهن "الأنياب" وهي أربع، ثم يليهن "الأضراس" وهي عشرون، من كل جانب من الفم خمسة من أسفل, وخمسة من فوق، منها "الضواحك" وهي أربعة أضراس تلي الأنياب، إلى جنب كل ناب من أسفل الفم وأعلاه ضاحك, ثم بعد الضواحك "الطواحن"، ويقال لها: "الأرحاء"، وهي اثنا عشر طاحنا من كل جانب ثلاثة، ثم يلي الطواحن "النواجذ"، وهي آخر الأسنان، من كل جانب من الفم, واحد من فوق, وواحد من أسفل.
المصدر: [ كشف المشكل من حديث الصحيحين 1/ 238 ]
قلت - رحم الله والدي-:
قال في "زاد المعاد"[ 1 / 175]: كان جُلُّ ضحِكِه -صلى الله عليه وسلم- التبسم، بل كله التبسم، فكان نِهَايَةُ ضحكه أن تبدو "نواجذه", وكان يضحك مما يضحك منه، وهو مما يتعجب من مثله, ويستغرب وقوعه ويستندر.اهـ وقد جمع الشيخ "أحمد بن الصديق الغماري" المغربي أحاديث ضحكه -صلى الله عليه وسلم- حتى بدو نواجده في "جزء" صغير سماه: "شوارق الأنوار المنيفة بظهورالنواجذ الشريفة", وهو مطبوع/ وهذا رابط تحميله
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
216- همة عالية خارقة
زين الدين أبو العباس أحمد بن عبد الدايم بن نعمة المقدسي الصالحي الحنبلي، الكاتب المحدث المعمر، الخطيب [ت668 هـ]
كان يكتب خطا حسنا، ويكتب سريعا. فكتب ما لا يوصف كثرة من الكتب الكبار، والأجزاء المنثورة لنفسه وبالأجرة، حتى كان يكتب في اليوم إذا تفرغ تسعة كراريس أو أكثر، ويكتب مع اشتغاله بمصالحه الكراسين والثلاثة, وكتب " الخرقي " في ليلة واحدة, وكتب "تاريخ الشام" لابن عساكر مرتين, و "المغني" للشيخ "موفق الدين" مرات, وذكر: أنه كتب بيده ألفي مجلدة، وأنه لازم الكتابة أزيد من خمسين سنة.
المصدر : [ ذيل طبقات الحنابلة 4 / 98]
قلت - رحم الله والدي-:
سبحان الله ما أعظم خلقه وقدرته, "تاريخ ابن عساكر" طبع في "70" مجلدا يفني أحدنا عمره في قرائته, مع الراحة الكاملة والمكيفات والمبردات, وهذا "الإمام" ينسخه مرتين سوى ما ذكر مما تنوء بنسخه العصبة من الرجال الأقوياء, هذا مع صعوبة العيش في زمنهم وعدم تيسر وتوفر كثير من وسائل الراحة التي ننعم بها نحن
وإحدى نسختي "التاريخ" كتبها للمؤرخ المحدث "ابن العديم" صاحب "بغية الطلب" فقد ذكر في ترجمته [2 / 964] فقال: كان يورق بالأجرة, ويكتب سريعا، وكتب شيئا كثيرا، ولم يكن بخطه بأس, وكتب لي بخطه "تاريخ دمشق" للحافظ "أبي القاسم الدمشقي"، وكتاب "الذيل لأبي سعد السمعاني".اهـ
وقال أيضا:[ 2 / 965]: ذكر لي أنه نسخ بخطه ألفي مجلد، وقال لي: أنا أنسخ الى الآن وأطالع، وعمري إحدى وثمانون سنة، وكتبت أمس اثنتي عشرة ورقة، وأنا أشكر الله تعالى على ذلك.اهـ
وممن نسخ الكثير وبرع في ذلك من المحدثين الإمام الحافظ الرحال أبو الفضل محمد بن طاهر بن القيسراني المقدسي الظاهري [ت507هـ], فقد ذكر "الذهبي" في "السير"[19 / 363]: قال السلفي: سمعت "محمد بن طاهر" يقول: كتبت "الصحيحين" و"سنن أبي داود" سبع مرات بالأجرة، وكتبت "سنن ابن ماجة" عشر مرات بالري.
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
217- رضا الناس
قال "يونس بن عبد الأعلى": قال لي "الشافعي": يا أبا موسى, رضا الناس غايةٌ لا تُدرك, ما أقوله لك إلا نصحاً, ليس إلى السلامة من الناس سبيل, فانظر ما فيه صلاح نفسك فالزمه, ودَعْ الناس وما هم فيه.
المصدر : "مناقب الشافعي للأبري" [ص 90]:
قلت - رحم الله والدي-:
"رضا الناس غايةٌ لا تُدرك", ذكروه في كتب الأمثال, لابن سلام[ص 277], ولابن رفاعة الهاشمي[692], و"مجمع الأمثال"[1584], وقال: هذا المثل يروى في كلام أكثم بن صيفي
وقال في "كشف الخفاء"[1 / 494]: ليس بحديث، ورواه "الخطابي" في "العزلة" عن "أكثم بن صيفي" أنه قال، وزاد: "ولا يكره سخط من رضاه الجور", وقال "النجم": وذكر "أبو بكر بن العربي" في كتاب الزكاة من "عارضته": أن هذا القول مثل كان مبتذلًا في الألسنة وهو كلام ساقط، بل لرضا الناس غاية مدركة وهي: الحق, فمن طلبه من الناس فرضاه مُدْرَك, ومن طلب غير الحق فلا يُعتبر رضاه, قال: ولكن البَطَّالِين والمُقَصِّرِين إذا ضَيَّعُوا الحقوق فلامهم الناس قالوا: رضا الناس غاية لا تدرك، وقال "الزين العراقي": إنما يريد من أطلق ذلك أن إرضاء جميع الناس لا يُدرك؛ لأن المختصمين في شيء رضا أحدهما سخط الآخر, قال: فليست هذه الكلمة ساقطة, بل هي كلمة حق قالها "سفيان الثوري"، وزاد في "الحِلية" عنه: طلب الدنيا غاية لا تدرك, انتهى, وفي "ابن الغرس": قال "الفُضَيل": من عرف الناس استراح، أي: من عرف أنهم لا يَضُرُّونَ ولا ينفعون استراح.
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
218- أبيات في صاحب
[قال الحافظ السلفي رحمه الله ]: أنشدني "أبو الفضل أحمد بن عبد الحق بن القاسم التميمي" "لابن الحداد الصقلي" في "أبي محمد بن الرماج" المقيم بالإسكندرية
تَرَحَّلَ عَنَّا صَاحِبٌ وَهُوَ عَاتِبٌ ... عَلَيْنَا فَزَادَ اللَّهُ مَا بَيْنَنَا بُعْدَا
فَفَارَقَ إخْوَانًا عَلَيْهِ أَعِزَّةً ... فَمَا شَقَّقُوا جَيْبًا وَلَا لَطَمُوا خَدًّا
فلوا أَنَّ ذَا الْقَرْنَيْنِ حَيٌّ سَأَلْتُهُ ... لِيَجْعَلَ مَا بَيْنِي وَمَا بَيْنَهُ سدا
المصدر : [ معجم السفر ص 34 ]
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
219- أبيات في القناعة
صفي الدين أبو الفضائل عبد المؤمن بن عبد الحق بن عبد الله بن علي بن مسعود القطيعي الأصل، البغدادي، الفقيه، الإمام الفرضي المُتْقِن [ت739]
[ قال ابن رجب رحمه الله ]: أنشدني الإمام "صفي الدين عبد المؤمن بن عبد الحق"، في كتابه لنفسه:
لا تَرْجُ غير اللهِ سبحانَه ... واقْطَعْ عُرَى الآمالِ من خلقِهِ
لا تَطلبَنَّ الفضلَ من غيره ... واضْنُنْ بماءِ الوجهِ واسْتَبْقِهِ
فالرزقُ مقسومٌ، وما لامرِئ ... سِوى الذي قُدِّرَ من رزقهِ
والفقرُ خيرٌ للفَتَى من غِنًّى ... يكونُ طولَ الدهرِ في رِقِّهِ
المصدر: [ذيل طبقات الحنابلة 5 / 83]
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
220- أبيات فيها
قَالَ "أَبُو نصر": سَمِعت "عبد الْكَرِيم الْقشيرِي" ينشد لنَفسِهِ:
إِذا شِئْت أَن تحيا حَيَاة هَنِيَّةً ... فَنَقِّ مِنَ الأطمَاعِ ثَوْبَكَ واقْنَعِ
وَإِن شِئْت عَيْشًا فِي دَوَامِ مَذَلَّةٍ ... فَعَلِّقْ بمَخْلُوقٍ فُؤَادَكَ واطْمَعِ
المصدر : [طبقات الفقهاء الشافعية لابن الصلاح 1/ 525]
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
221- ماء الحياة وماء المُحيا
الحسين بن عبد السلام أبو عبد الله المصري المعروف بالجمل الشاعر المشهور, [ت 258 هـ], من شعره:
إذا أَظْمَأَتْكَ أَكُفُّ اللِّئَامِ ... كَفَتْكَ القَنَاعَةُ شِبَعاً ورِيّاً
فَكُنْ رَجُلاً رِجلُه في الثَرَى ... وهَامَةُ هِمَّتِهِ في الثُّرَيَّا
أبيا لنائِل ذِي ثَروةٍ ... تَرَاهُ بما في يديه أَبِيًّا
فإنَّ إِرَاقَةَ ماءِ الحياةِ ... دونَ إراقةِ ماءِ المُحَيَّا
المصدر: [ معجم الأدباء 3 / 1131 ]
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
222- عِزَّة القَنُوع
[ قال السمعاني في "المذيل" ] : سمعت أبا الفتح مسعود بن محمد بن أحمد أبي نصر الخطيب بمرو يقول، سمعت أبا عمر النسوي يعرف بابن ليلى يقول:
كنت في "جامع صور" عند "الخطيب"، فدخل عليه بعض "العَلَوِيَّة" , وفي كمه دنانير, وقال "للخطيب" : فلان، وذكر بعض المحتشمين من أهل صور، يسلّم عليك ويقول: هذا تصرفه في بعض مهماتك، فقال "الخطيب": لا حاجة لي فيه، وقَطَّبَ وجهَهُ، فقال "العلوي": فتصرفه إلى بعض أصحابك، قال قل له: يصرفه إلى من يريد، فقال "العلوي": كأنك تَسْتَقِلُّهُ ونَفَضَ كُمَّهُ على سَجادةِ "الخطيب", وطرح الدنانير عليها, وقال: هذه ثلاثمائة دينار، فقام "الخطيب" مُحْمَرَّ الوَجْهِ وأخذ السجادة, ونفض الدنانير على الأرض, وخرج من المسجد
قال "الفضل ابن ليلى": ما أنسى عِزَّ خروجِ "الخطيبِ", وذُلَّ ذلك "العلوي" وهو قاعد على الأرض يلتقط الدنانير من شُقُوقِ الحَصُرِ ويجمَعُهَا.
المصدر: [معجم الأدباء 1/ 391]
قلت - رحم الله والدي-:
الخطيب :هو الإمام الأوحد، العلامة المفتي، الحافظ الناقد، محدث الوقت، أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي البغدادي، صاحب التصانيف، وخاتمة الحفاظ, ترجمته في "سير أعلام النبلاء "[18 / 270]
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
223- أشعار في القناعة
عن "النضر بن شميل" قال: دخلت على أمير المؤمنين "المأمون" بمرو, فقال: أَنْشِدْنِي أَقْنَعَ بيتٍ للعرب، فأنشدته قول "الحكم بن عبدل":
إني امرؤ لم أَزَلْ وذاك من الله ... أديبا أُعَلِّمُ الأَدَبَا
أقيمُ بالدار ما اطمأنت بي ... الدارُ وإن كنت نازعا طربا
لا أجتوي خلّةَ الصديقِ ولا ... أُتْبِعُ نفسي شيئا إذا ذهبا
أطلبُ ما يطلبُ الكريمُ من ... الرزقَ بنفسي وأجملُ الطلبا
وأَحلبُ الثرّة الصفيّ ولا ... أُجْهِدُ أخلافَ غيرها حَلَبَا
إني رأيتُ الفتى الكريم إذا ... رغّبته في صنيعة رَغِبَا
والعبد لا يُحسنُ العطاءَ ولا ... يُعطِيكَ شيئا إلا إذا رهبا
مثل الحمارِ المعقب السّوء لا ... يُحسِن مَشْياً إلا إذا ضُرِبَا
ولم أَجِدْ عِزَّةَ الخَلائِق إلا ... الدين لما اعتبرتُ والحَسَبَا
قد يُرْزَقُ الخافضُ المقيمُ وما ... شَدَّ لِعِيسٍ رَحْلاً ولا قَتَبَا
ويُحرَمُ الرزقُ ذُو المطيةِ والـ ... رَّحْلِ ومن لا يزال مُغْتَرِبا
المصدر: [ معجم الأدباء 3 / 1190]
قلت - رحم الله والدي-:
ولـ: "عروة بن أذينة", وكان من أعيان العلماء وكبار الصالحين, أبيات مشهورة في القناعة وعزة النفس, قال رحمه الله:
لقد علمت وما الإشرافُ من خُلُقِي ... أنّ الّذي هو رِزقي سوف يأتيني
أسعــى له فيُعَنِّينِي تَطَلُّبُـُه ... ولـو جلست أتاني لا يُعَنِّينِــي
وأيّ حــظّ امرئٍ لابدّ يبلغه ... يومــاً ولابدّ أن يحتازه دوني
لا خير في طمع يهدي إلى طبعٍ ... وعُلْقَةٌ من قليلِ العيشِ تَكْفِينِي
لا أركبُ الأمرَ تُزْرِي بِي عَوَاقِبُه ... ولا يُعَابُ به عِرضي ولا ديني
أقومُ بالأمر إمّا كان من أَرَبِي ... وأُكْثِرُ الصمتَ فيما ليس يعنيني
كم من فقير غَنِيِّ النّفسِ تعرفه ... ومن غنيّ فقيرِ النّفسِ مِسكين
وكم عدوّ رماني لو قَصَدْتُ له ... لم يأخذ البعض منّي حين يرميني
وكم أخ لي طوى كشحاً فقلت له ... إنّ انطواءك عنّي سوف يطويني
لا أبتغي وَصْلَ من يَبْغِي مُفَارَقَتي ... ولا أَلِينُ لمن لا يَبْتَغِي لِينِي
قال "ابن خلكان" في "وفيات الأعيان"[2 / 395]: كان "عروة" المذكور كثير القناعة، وله في ذلك أشعار سائرة, وكان قد وفد من الحجاز على "هشام بن عبد الملك" بالشام في جماعة من الشعراء، فلما دخلوا عليه عرف "عروة"، فقال له: ألست القائل:
لقد علمت وما الإشراف من خلقي ... أن الذي هو رزقي سوف يأتيني
أسعى له فيعنيني تطلبهُ ... ولو قعدت أتاني لا يُعنيني
وما أراك فعلت كما قلت، فإنك أتيت من الحجاز إلى الشام في طلب الرزق، فقال: لقد وعظت يا أمير المؤمنين فبالغت في الوعظ، وأَذْكَرت ما أنسانيه الدهر، وخرج من فوره إلى راحلته فركبها, وتوجه راجعاً إلى الحجاز، فمكث "هشام" يومه غافلاً عنه، فلما كان في الليل استيقظ من منامه وذكره، وقال: هذا رجل من قريش, قال حكمة, ووفد إلي فجبهته, ورددته عن حاجته، وهو مع هذا شاعر لا آمن لسانه، فلما أصبح سأل عنه، فأخبر بانصرافه، فقال: لا جرم ليعلمن أن الرزق سيأتيه، ثم دعا بمولى له, وأعطاه ألفي دينار، وقال: الحق بهذه "عروة بن أذينة" فأعطه إياها، قال: فلم أدركه إلا وقد دخل بيته، فقرعت عليه الباب، فخرج فأعطيته المال، فقال: أبلغ أمير المؤمنين السلام, وقل له: كيف رأيت قولي, سَعيتُ فأكْدَيْتُ، ورجعت إلى بيتي فأتاني فيه الرزق.
ولبعض المعاصرين وهو "محمد بن إدريس" المعروف بـ: "مرج كحل" الأندلسي [ت634ه] في معنى هذين البيتين، وأحسن فيه:
مثل الرزق الذي تطلبه ... مثل الظل الذي يمشي معك
أنت لا تدركه متبعاً ... فإذا وليت عنه تبعك
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
224- اعتذار مقنع
سأل رجلٌ "أبا عمرو بن العلاء" حاجةً فوعَدَهُ بِها، ثم إن الحاجةَ تَعَذَّرَتْ على "أبي عمرو"، فلَقِيَهُ الرجلُ بعد ذلك، فقال له: وعدتني يا "أبا عمرو" وَعداً لم تُنْجِزْهُ, قال له "أبو عمرو": فمن أولى بالغمّ أنا أو أنت؟ , قال الرجل: أنا, قال "أبو عمرو": لا والله بل أنا, قال: وكيف ذلك أصلحك الله، وأنا المدفوع عن حاجتي؟ , فقال: لأني وعدتك، فأنت بفَرَحِ الوعدِ، وأنا بهَمِّ الإنجازِ، وبِتَّ ليلَتكَ فَرِحاً مَسرُورا، وبِتُّ ليلتي مُفَكِّراً مَهْمُوما، ثم عَاقَ القدرُ عن بلوغِ الإرادة، فلقيتني مُدِلاًّ، ولقيتك مُحْتَشِماً، فأنا أولى بالغَمِّ منك. قال: صدقت.
المصدر: [ معجم الأدباء 3 / 1321 ]
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
225- ملكنا وملكتم فانظر للتفاوت بيننا
حدث "نصر الله بن مجلى" قال: رأيت في المنام "علي بن أبي طالب" رضي الله عنه, فقلت له: يا أمير المؤمنين, تفتحون مكة فتقولون:"من دخل دار أبي سفيان فهو آمن" ثم يَتِمُّ على ولَدِك "الحسين" يوم الطفّ ما تم؟ , فقال: أما سمعت أبيات "ابن الصيفي" في هذا؟ , فقلت: لا، فقال: اسمعها منه, فلما استيقظت بادرت إلى دار "الحيص البيص"، فخرج إليّ, فذكرت له الرؤيا, فأجهَشَ بالبكاء, وحلف بالله أنه ما سمعه منه أحد, وأنه نظمها في ليلته هذه، ثم أنشدني :
مَلَكْنَا فكان العفوُ منا سجيةً ... فلما مَلَكْتُمْ سَالَ بالدَّمِ أَبْطَحُ
وحلّلتم قتل الأسارى وطالما ... غَدَونا عن الأسرى نَعْفُّ ونَصْفَحُ
فحسبكم هذا التفاوتُ بيننا ... وكُلُّ إناءٍ بالذي فيه ينضَحُ
المصدر: [ معجم الأدباء 3 / 1355]
قلت - رحم الله والدي-:
"ابن الصيفي" هو "الحيص بيص": الشاعر المشهور، الأمير شهاب الدين، أبو الفوارس سعد بن محمد بن سعد بن صيفي التميمي، الأديب، الفقيه، الشافعي/ت574, ترجم له: ياقوت في إرشاد الاريب 4 /233، وابن الجوزي في المنتظم 10 /288، وابن خلكان في الوفيات 2 /362، والذهبي في سير الأعلام 21 /61, والسبكي في الطبقات الكبرى 7 /91
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
226- رؤيا إمام
قال الحافظ "أبو سعد السمعاني": أنا أبو القاسم حيدر بن محمود الشيرازي بمرو، قال: سمعت الشيخ "أبا إسحاق"، قال: كنت نائمًا ببغداد، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه "أبو بكر" و"عمر"، فقلت: يا رسول الله، بَلَغَنِي عنك أحاديثَ كثيرة عن ناقلي الأخبار، فأريد أن أَسْمَعَ منك خبرًا أَشْرُفُ به في الدنيا، وأجعله ذُخْرَةً للآخرة، فقال: يا شيخ، وسماني "شيخا"، وخاطبني به، وكان يفرح بهذا, ثم قال: قُلْ عني: "من أراد السَّلامةَ فليطلبها في سَلامةِ غيره"
[ قال ابن كثير ]: وهذا المنام عليه لوائح الصدق، فإن الفقهاء لهجوا بتسمية "الشيخ أبي إسحاق"، ولما رواه في المنام شاهد في الصحيح، وهو قوله عليه السلام: « المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده »، أي: من أراد أن يسلم، فليسلم الناس منه، فإن الجزاء من جنس العمل.
المصدر: [ طبقات الشافعيين ص: 462 ]
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبويعلى البيضاوي
188- جيوش الزمان
أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد السلمي، أبو جعفر المغربي، يعرف بابن خولة, من أهل غرناطة، بلدة شرقي الأندلس, أنشدني لنفسه:
إذا ما الدهر بَيَّتَنِي بجيشٍ ... طَلِيعَتُه اهتمامٌ واكتئابُ
شَنَنْتُ عليه من جَلَدِي كميناً ... أَمِيرَاهُ الذَّبَالةُ والكِتَابُ
وبِتُّ أَنُصُّ مِن شَتْمِ الليالي ... عجائِبَ في حقائقها ارتيابُ
المصدر : [ ذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 2/ 379 ]
وقفت على الأبيات في "تاريخ اربل"[1 / 377] في ترجمة "ابن خولة", وقد نقلها عن "ابن الدبيثي" , وعنده: [ شيم ] بدل [شتم], وزاد بيتا رابعا, وهو:
أريغ بها التسلي مستريحا ... وليس على الزمان بها عتاب
قال "ابن الدبيثي": سألته عن مولده، فقال: في شهر رمضان سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة بغرناطة[553هـ], وبلغنا أنه قتله الكفار بهراة في ربيع الأول سنة ثمان عشرة وستمائة [618 هـ]
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
227- الرافضة وتحريف القرآن
[ قال الإمام الرسعني رحمه الله ]: لقد احتدت شوكة الرافضة في زماننا بالموصل واشتدت شَكِيمَتهم، وظنوا أن الوثب تهزهم، ولات حين ما يطلبون، وأنّى وكلمة الله هي العليا، والله مظهر دينه، وناصر من نصره، وخاذل من خذله، وطمعوا اعتزازاً منهم وجهلاً بما كتبه الله تعالى على نفسه من حفظ كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، أن يحرفوا مواضع من القرآن ويُنزِلُوها على وِفْق أهوائهم؛ فقرأ قارئ منهم في محفل من محافلهم آيات من سور شتى, انتخبتها طواغيتهم، ولفقوها تلفيقاً متناقضاً، ونظموها نظماً تشهد رصانة القرآن وفصاحته بتهافتها وافترائها، وأنا أستحيي من حكايتها، وأستغفر الله تعالى من جريان قلمي بكتابتها، فقرأ آيات كثيرة منها: "إنما وليكم الله ورسوله وعلي الذين يقيمون الصلاة"
وقرأ: "أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كعلي آمن بالله" وفساد هذا في العربية أكثر وأظهر من أن يذكر
وقرأ: "إن الله وملائكته يَصِلونَ علياً بالنبي"
وقرأ: "فأما عليٌ فأعطى واتقى وصدق بالحسنى"، وزاد آية في كتاب الله فقرأ في سورة الشعراء عند قوله: { وإنه لفي زبر الأولين } : "وإن علياً وشيعته لهم الفائزون"، في آيات كثيرة اقترؤوها ثم افتروها.
فلما شاع ذلك وذاع، وحدثني به رجل صالح من فضلاء القُرَّاء ممن حضر وسَمِع، لَزِمَتني حُجَّةُ الله الذي اتخذها على الذين أوتوا الكتاب ليبيّننه للناس ولا يكتمونه، وطوّقت القول في ذلك طوق الحمامة، فرفعتُ حديثَه إلى والي الأمر بالموصل، فنَفَى ذلك القارئ من البلاد، وأراح منه العباد.
ومن أعجب ما بلغني عن بعض عظمائهم أنه قال: إنما أنكروا ذلك لكونه في فضائل علي عليه السلام، فقلت: لو أن شخصاً استحل الزيادة في كتاب الله أو التحريف فيه بتوحيد الله وتمجيده والثناء عليه، مضيفاً ذلك إلى القرآن، معتقداً نزوله فيه، كان كافراً بإجماع أهل العلم، ولكن هذا دأبهم وديدنهم عند إنكار أهل الحق عليهم ما يختلقونه في المناقب والمثالب، ونحن بحمد الله تعالى بفضائل أمير المؤمنين علي وآله أدرى، وبمحبته وولايته أولى وأحرى
المصدر: [ رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز 3 / 586 ]
قلت - رحم الله والدي-:
جزى الله خير الجزاء هذا الإمام الفاضل الناصح لدينه على ما قام به من واجب العلم والعمل به في هذه الواقعة النازلة في زمنه, ولقد ازداد شر "الرافضة" أخزاهم الله بعد ذلك كثيرا, واستطار شررهم, وخلغوا برقع الحياء وجلباب التقية, وصرحوا بما كانوا يُبطِنون ويُسِرُّون في مجالسهم وخاصتهم, ففي ظل "دولة إيران" الصفوية الرافضية المجوسية ألف "الميرزا النوري الطبرسي" [ت1320 هـ] -لا نور الله قبره- كتابه المشؤوم الموسوم بـ: فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الارباب, وموضوعه ظاهر من عنوانه, وقد كان الرافضة يتسترون على طبعته الأولى, ويستحيون من ذكره حتى هتك الله سترهم بظهوره ونشره, لتقوم الحجة على خيانتهم وتآمرهم على دين الله وكتابه / رابط تحميل الكتاب مع دراسة ونقد , فاللهم يسر لهذه الأمة أمر عز وطاعة يذل فيه أهل البدعة والضلالة, آمين
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
228- الشغف بالكيمياء
كان "شمس الدين شيخ الربوة" العروف بـ: "ابن أبي طالب" يقول: زعم بعضهم أن "المقامات" و"كليلة ودمنة" رموز في الكيمياء, سمعته يقول ذلك غير ما مرة, ويزعمون أيضا أن الصناعة مرموزة في صورة البرابي، وكل ذلك من شغفهم وكَلَفِهم بِحَلِّهَا, نسأل الله السلامة
ووجدت بعض من جرب وتعب فأقلقه الوجد, وظن أن جدها لعب قد كتب على بعض مصنفات "جابر بن حيان" تلميذ "جعفر الصادق":
هذا الذي بمَقَالِه *** غَرَّ الأوائل والأواخر
ما أنتَ إلا كَاسِرٌ *** كذب الذي سَمَّاك جابر
وبعض الناس يُنْكِرُ وُجُودَ "حابر" هذا, وهو مُحَال, لأن له تصانيف كثيرة, وهي مشـهورةٌ بين القوم.
المصدر: [ الغيث المنسجم شرح لامية العجم 1 / 24 ]
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
229- "لامية العرب" و"لامية العجم"
أما هذه القصيدة اللامية فإنما سميت "لامية العجم" تشبيها بـ: "لامية العرب", لأنها تضاهيها في حكمها وأمثالها. و"لامية العرب" هي التي قالها "الشنفرى" وأولها:
أقيموا بني أمي صدور مطيكم *** فإني إلى قوم سواكم لأميل
وقد روي عن أمير المؤمنين "عمر بن لخطاب" رضي الله عنه أنه قال: "علموا أولاد كم لامية العرب فإنها تعلمهم مكارم الأخلاق", ورأيت لها "شرحا" حسنا, تام المقاصد, كثير الفوائد, وهو مجلد جيد, وحسبك أن الناس قالوا في هذه القصيدة إنهـا: "لامية العجم", في نظير تلك, بمعنى إِنْ كان للعرب قصيدة لامية مشهورة بالأدب والأمثال والحكـم فإن للعجم لامية مثلها تناظرها
وإضافة الشيء إلى شيء مشهور أو عظـيم يدل على شرف المضاف, ألا ترى قوله تعالى: {من كان عدوا لله وملائكته} أشرف لهم من قوله: والملائكة, لإضافتهم إليه
وزعم بعضهم أن بعض الشعراء غَيَّرَ قوافي هذه القصيدة من اللام إلى العين، وهذا عندي يتعذر, لأن ألفاظ هذه القصيدة في غاية الفصاحة, وتراكيب كلماتها كلها منسجمة عذبة, غير قلقة ولا نافرة, ومعانيها بليغة غير ركيكة, وقوافيها قي غاية التمكن, فهي كما قال "ابن عنين":
معنى بليغٌ وألفاظٌ مُنَقَّحَةٌ *** غريىةٌ وقوافٍ كلها نُخَبُ
المصدر: [ الغيث المنسجم شرح لامية العجم 1 / 27 ]
قلت –رحم الله والدي-:
قصيدة "لامية العرب" لها عدة شـروح منها:
1- "لمحمد بن يزيد المبرّد"(ت 285هـ)، طبع
2- و"لأبي العباس أحمد بن يحيى الشيباني" المشهور بـ: "ثعلـب"(ت 291هـ)
3- و"لابن دريـد"(ت 321هـ)
4- و"ليحيى بن علي التبريزي"(ت 502هـ)، طبع
5- و"لجار الله الزمخْشري"(ت 538هـ), سماه: «أعجب العجب في شرح لامية العرب»، طبع
6- و"لعبد الله بن الحسين العُكبَري"(ت 616هـ)، طبع
7- و"ليحيى بن حميدة بن ظافر الغساني الحلبي" الشهير بـ: "ابن أبي طيّ"(ت 630 هـ), سماه: "المنتخب في شرح لامية العرب"، مخطوط منه نسخة في الأسكوريال ، رقمها 314
8- و"لمحمد بن الحسن ابن ايلجك التركي" شرحه سنة 698هـ/ مخطوط بخط المؤلف في أيا صوفيا استانبول رقمها 3145
9- و"لمؤيد بن عبد اللطيف النخجواني" شرحه سنة 983هـ/ مخطوط في ليدن رقم: 2758/3
10- و"لأبي جمعة سعيد بن مسعود الماغوسي الصنهاجي المراكشي"(ت بعد 1016 هـ), سماه: "إتحاف ذوى الأرب بمقاصد لامية العرب", طبع بالمغرب في مجلد
11- و"لأبي الإخلاص جاد الله الغنيمي الفيومي الشافعيّ", سماه: "عنوان الأدب، بشرح لامية العرب", وضعه سنة 1101هـ / مخطوط في دار الكتب المصرية القاهرة رقم: أدب 195.
12- و"لأبي عبد الله محمد بن القاسم بن زاكور الفاسى المالكى"(ت 1121هـ), سماه: "تفريج الكُرب عن قلوب أهل الأدب في معرفة لامية العرب"، طبع
13- و"لأبي البركات عبد الله بن الحسين السويدي" البغدادي الشافعي(ت 1174 هـ), سماه: "رشف الضرب في شرح لامية العرب", ذكره صاحب"هدية العارفين"(1 / 483)
14- ولولده "زين الدين أبي الخير عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسين السويدي"(ت 1200هـ), سماه: "سكب الأدب على لامية العرب", ذكره صاحب"هدية العارفين"(1 / 483)
15- و"لعطاء الله بن أحمد المصري الأزهري"(ت بعد 1188هـ), سماه: "نهاية الأرب في شرح لامية العرب", طبع
16- و"لسليمان بن عبد الله بن شاوي الحميري البغدادي" (ت 1209 هـ), سماه: "سكب الأدب على لامية العرب", مجلد مخطوط في خزانة الأوقاف ببغداد (الرقم: أدب 405) كتاب من تأليفه سنة 1178 عليه تقاريظ لعلماء عصره ذكره "الزركلي في أعلامه" (3 / 129)
17- و"لأحمد بن محمد بن إِسماعيل المعافى الضحوي التهامي"(ت نحو 1280 هـ), ذكره "الزركلي في أعلامه" (1 / 246)
18- و"للحسن بن أحمد بن عبد الله اليمني " المعروف بـ: "عاكش"(ت 1289 هـ, وقد رد عليه في مواضع منه العلامة "محمد محمود ولد التلاميد الشنقيطي" بكتاب: "إحقاق الحق وتبرئة العرب مما أحدثه عاكش اليمني في لامية العرب", وكتاب الشنقيطي مطبوع
19- و "لمحمد بابا الصحراوي الشنقيطي"(ت 1342هـ), مخطوط بخطه
20- و"لأبي حامد محمد المكيّ بن محمد الشرشالي البطاورى الرباطي"(ت 1355 هـ), سماه: "هامية الطرب في شرح لامية العرب", ذكره "الزركلي في أعلامه"(7 / 110
21- و"لحكمة بن محمّد شريف الطرابلسي" ذكره "الزركلي في أعلامه" [2 / 268]
- وأما "لامية العجم" فلها شروح كثيرة, منها:
1- "لأبي البقاء العكبري", طبع في مجلة الجامعة اﻹسﻼمية ، المجلد العاشر، العدد اﻷول ،ص195 – ص2002، 244
2- و"لعلي بن محمد بن أبي القاسم بن محمد بن فرحون" التونسي المدني (ت 746 هـ) , سماه: "نزهة النظر ونخبة الفكر في شرح لامية العجم", ذكره في "معجم المؤلفين"(7 / 227)
3- و"ليوسف المالكي", ألفه حوالي سنة 750هـ
4- وللعلامة "صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي"(ت 764هـ), سماه: "الغيث المنسجم في شرح ﻻمية العجم"، طبع في دار الكتب العلمية في مجلدين دون تحقيق, وقد اختصره عدد من العلماء ، منهم :
أ- "محمد بن عباس البدراني"/ مخطوط في برلين 6044 ،3123.
ب- "كمال الدين محمد بن موسى الدميري"(ت 808هـ) ، طبع في دار المنهاج جدة
ج- "عبده بني باباد" / مخطوط في مكتبة جوتا 2249 .
د- "محمد بن الخليل الكازروني"/ مخطوط المكتب الهنـدي 801 رقم 3 .
هـ- "جلال الدين محمد بن أحمد المصري المحلي"(ت864هـ) / مخطـوط في مدريد 1 :224.
و- "محمد بن حسن بن صالح العاملي الكوثراني", كان حيا 1230 هـ, فرغ منه في صفر سنة 1230 هـ, ذكره في "معجم المؤلفين"(9 / 194)
ز- و"لعبد الرحيم بن عبد الرحمن العبادي العباسي"(ت 963هــ), "حاشية على الغيث المنسجم), ذكره في"هدية العارفين"(1 / 563)
ح- و"لبدر الدين محمد بن أبي بكر الـدماميني"(ت 827هــ) : "نزول الغيث على الغيث" في نقد شرح "الصفدي"/ مخطوط في ليدن 658-657 وباريس 3124 واﻹسكوريال ثان 560، 1 ، 325 ، ونقد هذا الشرح "نور الدين علي بن محمد اﻷقبرسي" (ت 862هــ), سماه: "تحكيم العقول بأفول البدر بالنزول" / مخطوط له في باريس 3125 .
وهناك مختصرات أخرى لمجاهيل
5- و"لتقى الدين أبي بكر على بن عبد الله الحموي" الحنفي الشهير بـ: "ابن حِجة" (ت 837 هـ), سماه: "بروق الغيث الذى انسجم في شرح لامية العجم", ذكره في"هدية العارفين"(1 / 731)
6- و"ﻷبي الفتح بهاء الدين محمد بن أحمد اﻷبشيهي المحلي"(ت 852هـ)/ مخطوط في برلين 7666 .
7-و"ﻷبي يحيى زكريا بن محمـد اﻷنصـاري السـنيكي"(ت 926هـ)/ مخطوط في الجزائر 1855 .
8- و"لمحمد بن عمر بن مبارك الحميري الحضرمي" الشهير بـ: "بحرق"(ت 930هـ), سماه: "نثر العلم في شرح لامية العجم" / مخطوط في برلين 7669-7668 والقـاهرة أول : 595 ولدى مصورة عنها .
9-و"لجلال بن خضر الحنفي" سماه: "نبذ العجم على ﻻمية العجم" ألفه سنة (966هـ)،/ مخطوط في أستانبول : أوبساﻻ 137 والمتحف البريطاني ثان 1057 .
10- و"لعلي بن قاسم الزيتوني، الرومي، الحنفي (ت 979هـ), سماه: "حل المبهم والمعجم في شرح لامية العجم, ذكره في "معجم المؤلفين"(4 / 168)
11- و"لشيخ بن عبد الله بن شيخ بن عبد الله العيدروسي، اليمني،(ت 990هـ), سماه: "نفحات الحكم على لامية العجم"، ذكره في "معجم المؤلفين"(4 / 312)
12- و"ﻷبي جمعة سعيد بن مسعود الصنهاجي المراكشـي"(ت بعد 1016هـ), سماه: "إيضاح المبهم من ﻻمية العجم"/ مخطوط في الرباط 376 د
13- و"لعبد اللطيف بن عبد الرحمن النزيلي اليمني"/ مخطوط بخط المؤلف في سنة (1018هـ) في أيا صوفيا 4111 .
14- و"لمحمد على بن أبى طالب أبو المعالى الجيلاني الشيعي"(ت1084هـ), ذكره في"هدية العارفين" (2 / 294)
15-و"لعلى بن القاسم بن علي الطبري الأسترابادى ", وسماه: "حل المبهم والمعجم في شرح لامية العجم", ذكره في "هدية العارفين"(1 / 713) / مخطوط فـي القاهرة ثان 88:2 وجامعة برسﻼو .
16- و"لرفاعة بن بدوي الطهطاوي المصري الحسيني"(ت 1290 هـ), ذكره في "معجم المؤلفين"(4 / 168)
17- و"لعبد الرحمن الشافعي الحلبي العلواني" الطبيب, سماه: "الغيث المنسجم", طبـع علـى هامش كتاب: "نفحة اﻷزهار" لعبد الغني النابلسي في بوﻻق 1299هـ .
18- و"لعبد الرحمن الحلواني" سماه: "قطر الغيث"/ مخطوط لهذا الشرح في برلين Oct . 2 رقم1843
19- و"لزين العابدين بن محي الدين بن ولي الدين اﻷنصاري السنيكي"(ت 1068هـ) .
20- و"لحسين بن رستم الكفوى" ثم الرومي الحنفي (ت 1010هـ), ذكره في "هدية العارفين"(1 / 321) / مخطوط لهذا الشـرح فـي. 2 ، 121 رقم 31 ؛ 44 رقم 49 الموصل
21- و"لعبد القادر بن محمد الفيومى" المصرى الشافعي(ت 1022هـ) سماه: " قطر الغيث المسجم في شرح لامية العجم", ذكره في "هدية العارفين"(1 / 600)
22- و"لمحمد علي أفندي المنياوي"(ت 1335هـ), سماه: "تحفة الرائي لﻼمية الطغرائي"، طبع في مطبعة بوﻻق سنة 1311هـ .
23- و"لسيد بن علي المرصفي" الازهري (ت 1350 هـ), سماه: "الدر الذي انسجم على لامية العجم"، ذكره في "معجم المؤلفين"(4 / 287)
24- و"لأبي حامد محمد المكيّ بن محمد الشرشالي البطاورى الرباطي"(ت 1355هـ), مخطوط في الرباط رقم: 3128 كت, ذكره "الزركلي في أعلامه"(7 / 110)
25- شرح "لمجهول" / مخطوط في برلين 7671 .
26- و"لعبد الوهاب بن صدقة بن عبد ربه الحجازي", سماه: "مﻼك الشيم بحل معاني ﻻمية العجم"/ مخطوط بدار الكتب المصرية
فائدة: ذكر في "كشف الظنون"[2 / 1539]: "لامية الروم" لمحمد بن محمد بن محمد بن محمد، المعروف: بابن الحكيم الحلبي, أولها:
حتَّام أنظم من دمعي ومن غزلي *** أدلة وحبيب القلب معتزلي .اهـ
وهناك "لامية الهند" نظم القاضي ركن الدين عبدالمقتدر بن محمود الشريحي الكندي الدهلوي/ ت 791هـ, أولها:
يا سائق الظعن في الأسحار والأصلِ *** سلم على دار سلمى وابك ثم سلِ
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
230- سائل مُلح
[ قال ابن العربي المعافري رحمه الله:] أخبرني بعضهم عن "أبي الحسن القابسي" أنه كان في مسجده سائل يُلِحُّ, يقول: أين المواسون ؟, أين المتصدقون ؟, أين المنفقون ؟, أين الراغبون ؟, حتى أَلَحَّ في ذلك, فقال له: ذهبوا مع الذين لا يسألون الناس إلحافا
المصدر: [ عارضة الأحوذي 2 /123]
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
231- إحرام الرافضة
[ قال الحافظ ابن العربي المعافري رحمه الله ]: فى "كتاب مسلم": «أن النبى صلى الله عليه وسلم وَقَّتَ لأهل العراق ذات عرق», والصحيح أن "عمر" أَقَّتَهَا على تقدير وباتفاق مع الصحابة, و"الشيعة" لا يحرمون منه
لما كانت سنة تسع وثمانين وأربعمائة أَهَلَّ علينا هلال ذى الحجة ليلة الخميس بالدبرة, فرحلنا عنه, وقد فرح الناسُ بوَقْفَةِ الجمعة, ليجتمع لهم فضل اليومين, فضل يوم عرفة وفضل يوم الجمعة, ولأن حَجَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم أيضا كان يوم عرفة يوم الجمعة, فبِتنا بمكان يقال له "المسجد", ثم رجعنا سَحَرا, فلما صلّينا الصبحَ وأشرقت الشمس إذا بالقافلة بلقاء نَرَى فيها النفرَ المحرمين بالثياب البيض بين الناس, فقلت: ما هذا ؟, قال لى بعضهم: هم "الشيعة" لا يُحرمون من ميقات "عمر" ذات عرق, قلت له: فمن أين لهم هذا ؟, قال لى: هم يزعمون أن عليا خرج من الكوفة فأحرم من هذا الماء, قلت له: ومن روى هذا ؟, قال لى: هم رووه , قلت لهم: إذا كان كل صاحب مذهب يعمل له حديثا فالأمر غير مضبوط, والحكم لله العلى الكبير
المصدر: [ عارضة الأحوذي 2 /262 ]
قلت - رحم الله والدي-:
دينهم كله معمول على وفق أهوائهم أصولا وفروعا, فعندهم دار الضرب, وهم أكذب الفرق, فالله المستعان
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
232- تقوى الله كفاية من كل سوء
قال "السمعاني": أخبرنا أبو بكر، أخبرنا أبو المحاسن عبد الواحد الروياني، حدثنا مالك بن سنان قال: سمعت القاضي العالم أبا إسحاق إبراهيم بن محمد المطهري بسارية يقول: سمعت أبا طاهر محمد بن عبد الرحمن يقول: سمعت أبا القاسم البغوي، حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: سمعت أبا نعيم يقول:
كتب "سفيان" - يعني الثوري - إلى "ابن أبي ذئب":
من "سفيان بن سعيد" إلى "محمد بن عبد الرحمن", سلام عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، وأوصيك بتقوى الله، فإنك إن اتقيت الله عز وجل كفاك الناس، وإن اتقيت الناس فلن يُغْنُوا عنك من الله شيئا، فعليكَ بتقوى الله.
قال الشيخ [ ابن الصلاح ]: هكذا كانت كتبهم يصدرونها بالسلام والحمد كذلك.
المصدر : [طبقات الفقهاء الشافعية لابن الصلاح 1/ 316 ]
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
233- امتحان عالم
حكى القَاضِي "أَبُو الْعَلَاء الغزنوي" فِي كتاب " سر السرُور ":
أَن "نظام الملك" صَادف فِي سفر رَاجِلا فِي زي الْعلمَاء, قد مَسّه الكلال, فَقَالَ لَهُ: أَيهَا الشَّيْخ، عييت أم أعييت؟ , فَقَالَ: أعييت يَا مَوْلَانَا، فَتقدم إِلَى حَاجته بِتَقْدِيم بعض الجنائب إِلَيْهِ، والْإِصْلَاح من شَأْنه، وَأخذ فِي اصطناعه.
[ قال ابن الصلاح ]: وَإِنَّمَا أَرَادَ بسؤاله اختباره، فَإِن عيي: فِي اللِّسَان، وأعيى: كل وتعب.
المصدر : [طبقات الفقهاء الشافعية 1/ 447]
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
234- جفاء ظاهر واعتذار خفي
الشيخ "أبو حامد أحمد بن أبي طاهر محمد بن أحمد الإسفرايني" ، الفقيه الشافعي, روي أنه قابله بعض الفقهاء في مجلس المناظرة بما لا يليق، ثم أتاه في الليل مُعتذرا إليه، فأنشده يقول:
جفاءٌ جَرَى جهرا لدى الناسِ وانبسط ... وعُذْرٌ أتى سِرّا فأَكَّدَ ما فَرَطْ
ومن ظن أن يمحو جَلِيُّ جَفَاِئِه ... خَفِيَّ اعتذارٍ فهو في أَعْظَمِ الغَلَطْ
المصدر : [ وفيات الأعيان 1 / 73]
قلت - رحم الله والدي-:
توضيح وبيان: "أبو حامد": هو الأستاذ، العلامة، شيخ الإسلام أبو حامد أحمد بن أبي طاهر الإسفراييني, شيخ الشافعية ببغداد, قال الشيخ أبو إسحاق في (الطبقات) :انتهت إليه رئاسة الدين والدنيا ببغداد، وعلق عنه تعاليق في شرح المزني، وطبق الأرض بالأصحاب، وجمع مجلسه ثلاث مائة متفقه/ توفي سنة 406 هـ
ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 193, تاريخ بغداد 4 / 368 ، وفيات الأعيان 1 / 72 ، طبقات السبكي 4 / 61
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
235- شرف الإنسان
قال "أبو حيان التوحيدي" : سمعت "أبا حامد المروروذي" يقول: ليس ينبغي أن يُحْمَدَ الإنسانُ على شَرَفِ الأَبّ ولا يُذم عليه، كما لا يُمدح الطويل على طوله، ولا يُذم القبيح على قبحه.
المصدر " [ وفيات الأعيان 1 / 69 ]
قلت - رحم الله والدي-:
توضيح وبيان: "المروروذي": هو العلامة، شيخ الشافعية، "أبو حامد أحمد بن بشر بن عامر المروروذي"، مفتي البصرة، وصاحب التصانيف, توفي سنة 362 هـ
ترجمته في: سير أعلام النبلاء 16 / 166, وفيات الأعيان 1 / 69 ، طبقات السبكي 3 / 12 ، شذرات الذهب 3 / 40
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
236- أبيات شعرية في ذم الصوفية
"شداد بن إبراهيم بن حسن", أبو النجيب الملقب بـ: "الطاهر الجزري", شاعر من شعراء "عضد الدولة ابن بويه"، [ت 401هـ ], من شعره:
أيا جيلَ التَّصَوُّفِ شَرَّ جِيلِ *** لقد جِئْتُمْ بأمرٍ مُسْتَحِيلِ
أفي القرآن قال لكم إِلهي *** كُلُوا مِثل البهائِم وارْقُصُوا لِي
المصدر : [ معجم الأدباء 3 / 1414 ]
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
237- أبيات في "الصاحب"
[ قال ياقوت رحمه الله ]: قرأت بخط "أبي إسحاق ابراهيم بن محمد الطبري" المعروف بـ: "توزون" ما يرفعه إلى "شبيل [ بن عزرة ] الضبعي" أنه أنشد "للمتلمس"، وكان عالما بـ: "المتلمس" لأنهما من "ضبيعة":
إذا كنت في كلّ الأمور مُعاتبا *** صَديقك لا تلقى الذي لا تعاتبه
فعش واحدا أو صِلْ أخاك فإنه *** مقارف ذنب مرة ومجانبه
إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى *** ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه
قال "أبو عبيدة": فأنشدني "بشار" هذه الأبيات لنفسه, في قصيدته التي يقول فيها:
رويدا تصاهل بالعراق جيادنا ... كأنك بالضحاك قد قام نادبه
فقلت "لبشار": إن "شبيلا" أنشدني هذه الأبيات "للمتلمس", فقال: كذب "شبيل"، هذه والله شعري، ولقد أعطاني "ابن هبيرة" عليه أربعين ألفا.
المصدر : [ معجم الأدباء 3 / 1413]
قلت - رحم الله والدي-:
الأبيات في "ديوان بشار" المطبوع بتحقيق الشيخ "محمد الطاهر بن عاشور"/ رابط تحميله/ وعنده [1/325]:
إذا كنت في كل الذنوب معاتبا *** صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه
فعش واحدا أوصل أخاك فإنه *** مفارق ذنب مرة ومجانبه
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
237- أبيات في "الصاحب"
[ قال ياقوت رحمه الله ]: قرأت بخط "أبي إسحاق ابراهيم بن محمد الطبري" المعروف بـ: "توزون" ما يرفعه إلى "شبيل [ بن عزرة ] الضبعي" أنه أنشد "للمتلمس"، وكان عالما بـ: "المتلمس" لأنهما من "ضبيعة":
إذا كنت في كلّ الأمور مُعاتبا *** صَديقك لا تلقى الذي لا تعاتبه
فعش واحدا أو صِلْ أخاك فإنه *** مقارف ذنب مرة ومجانبه
إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى *** ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه
قال "أبو عبيدة": فأنشدني "بشار" هذه الأبيات لنفسه, في قصيدته التي يقول فيها:
رويدا تصاهل بالعراق جيادنا ... كأنك بالضحاك قد قام نادبه
فقلت "لبشار": إن "شبيلا" أنشدني هذه الأبيات "للمتلمس", فقال: كذب "شبيل"، هذه والله شعري، ولقد أعطاني "ابن هبيرة" عليه أربعين ألفا.
المصدر : [ معجم الأدباء 3 / 1413]
قلت - رحم الله والدي-:
الأبيات في "ديوان بشار" المطبوع بتحقيق الشيخ "محمد الطاهر بن عاشور"/ رابط تحميله/ وعنده [1/325]:
إذا كنت في كل الذنوب معاتبا *** صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه
فعش واحدا أوصل أخاك فإنه *** مفارق ذنب مرة ومجانبه
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
238- شعر ابن هانئ الأندلسي
"ابن هانئ المغربي", محمد بن ابراهيم, أبو القاسم وأبو الحسن الأزدي, الأندلسي الشاعر المشهور , قيل: أنه من ولد "يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلب بن أبي صفرة" وقيل: من ولد أخيه "روح"
قال "ابن خلكان": وليس في المغاربة من هو في طبقته, لا من متقدميهم ولا من متأخريهم, بل هو أشعرهم على الإطلاق, وهو عندهم "كالمتنبي" في المشارقة, وكانا متعاصرين
قلت [ الصفدي ]: أما "أبو العلاء المعري" فكان يقول عن شعره" هو بَعْرٌ مُفَضَّض, وإذا سمعه يقول: رَحًى تَطْحَنُ قُرُوناً, وهذا من التعصب المفرط, لأن شعرهُ يرشف خَنْدَرٍيساً, ويَكْسِفُ من أشعار غيره شموسا
المصدر : [ الوافي بالوفيات 1/ 260 ]
قلت - رحم الله والدي-:
"ابن هانئ" قال الحافظ "الذهبي" في "السير"[16 / 132]: نظمه بديع في الذروة، وكان حافظا لأشعار العرب وأيامها، لكنه فاسق خمير يتهم بدين الفلاسفة، فهرب لما هموا به إلى العدوة، فاتصل بالمعز العبيدي، فأنعم عليه، وشرب عند قوم، فخنق في رجب سنة 362 ه، وهو في عشر الخمسين, و"ديوانه" كبير، وفيه مدائح تُفضِي به إلى الكفر .اهـ
قلت: من ذلك قوله في "المعز لدين الرافضة العبيدي":
ما شئتَ لا ما شاءتِ الأقدارُ *** فاحكُمْ فأنتَ الواحد القهّار
و كأنّما أنتَ النبيُّ محمّدٌ *** وكأنّما أنصاركَ الانصارُ
أنتَ الذي كانتْ تُبشِّرنَا بهِ *** في كُتْبِها الأحبارُ والأخبارُ
هذا إمامُ المتَّقينَ ومنْ بهِ *** قد دُوِّخَ الطُّغيانُ والكُفّار
هذا الذي ترجى النجاة ُ *** بحبِّه و به يحطُّ الإصرُ والأوزار
هذا الذي تجدي شفاعته *** غداوتفجَّرَتْ وتدفّقَتْ أنهار
فعليه من الله ما يستحق
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبويعلى البيضاوي
233- امتحان عالم
حكى القَاضِي "أَبُو الْعَلَاء الغزنوي" فِي كتاب " سر السرُور ":
أَن "نظام الملك" صَادف فِي سفر رَاجِلا فِي زي الْعلمَاء, قد مَسّه الكلال, فَقَالَ لَهُ: أَيهَا الشَّيْخ، عييت أم أعييت؟ , فَقَالَ: أعييت يَا مَوْلَانَا، فَتقدم إِلَى حَاجته بِتَقْدِيم بعض الجنائب إِلَيْهِ، والْإِصْلَاح من شَأْنه، وَأخذ فِي اصطناعه.
[ قال ابن الصلاح ]: وَإِنَّمَا أَرَادَ بسؤاله اختباره، فَإِن عيي: فِي اللِّسَان، وأعيى: كل وتعب.
المصدر : [طبقات الفقهاء الشافعية 1/ 447]
تتميم :
وهذه "المسألة اللغوية" كانت سببا للإمام "أبي الحسن الكسائي" [ت هـ189 هـ] في أن يطلب "علم النحو" , فقد ذكر في "إنباه الرواة"(2 / 257): عن "الفرّاء" قوله: إنما تعلّم "الكسائىّ" النحو على الكبر؛ وكان سبب تعلّمه أنه جاء يوما وقد مشى حتى أعيا، فجلس إلى الهبّاريّين- وكان يجالسهم كثيرا- فقال: قد عيّيتُ، فقالوا له: تجالسنا وأنت تلحن! , قال: كيف لحنتُ؟ ,قالوا له:
إن كنت أردت من التعب، فقل: «أعييتُ» ، وإن كنت تريد من انقطاع الحيلة فقل: «عَييتُ» (مخفّفة) , فأنت من هذه الكلمة لحنت, ثم قام من فوره ذلك يسأل عمن يعلّم النحو، فأرشدوه إلى "معاذ الهراء " ، فلزمه حتى أنفد ما عنده, ثم خرج إلى البصرة، فلقى "الخليل" وجلس فى حلقته
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
239- لا كرامة لمبتدع
قال "المروذي": أَخْبَرْتُ "أحمد بن حنبل" أنّ "أبا شعيب السوسي" الرقي زَوَّجَ بنته رجلا، فلما وَقَفَ في القرآن فَرَّقَ بينه وبين ابنته، وقد كان شاور "النُّفَيلِي" فأمره أن يفرّق بينهما, فقال "أحمد": أحسن "السوسي"، عافاه الله
المصدر: [ مسالك الأبصار في ممالك الأمصار 5 / 273 ]
قلت - رحم الله والدي-:
رحم الله هؤلاء الائمة الأبرار الأطهار, هذا في زمانٍ كان فيه استقامة الدين والعقيدة هو معيار الصلاح, وميزان القَبُول, وأما اليوم فصار الدرهم والدينار هما المعيار والميزان, قإن صَلح درهمك ودينارك لم ينظر في شيء بعدهما, فالله عفوك وسترك علينا
توضيح وبيان: "النفيلي": عبد الله بن محمد بن علي الإمام الحافظ، عالم الجزيرة، أبو جعفر القضاعي الحراني، أحد الأعلام, قال فيه الإمام"أحمد بن حنبل": أبو جعفر النفيلي: أهل أن يقتدى به /ت 234 هـ, ترجمته في "السير"[10 / 634]
و"السوسي": أبو شعيب صالح بن زياد بن عبد الله, الإمام المقرئ المحدث، شيخ الرقة/ت261 هـ, ترجمته في "السير "[12 / 380]
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
240- العمل الخالص لله تعالى
- قال "عبد الله العجلي": كان "حمزة" سنةً يكونُ بالكوفة, وسنةً بحلوان, فختم عليه رجل من أهل حلوان من مشاهيرهم، فبعث إليه بألف درهم، فقال لابنه: كنت أظن لك عقلا أنا آخذ على القرآن أجرا ؟ , أنا أرجو على هذا الفردوس !!
- وقال "خلف بن تميم": مات أبي وعليه دين، فأتيت "حمزة" ليُكَلِّمَ صاحب الدين, فقال: ويحك إنه يقرأ عليّ القرآن، وأنا أكره أن أشربُ الماءَ من بيت من يقرأ عَلَيَّ.
- وقال "حسين الجعفي": ربما عطش "حمزة" فلا يستسقي كراهية أن يصادف من قرأ عليه.
المصدر: [ مسالك الأبصار في ممالك الأمصار 5 / 221 ]
قلت - رحم الله والدي-:
"حمزة بن حبيب بن عمارة التيمي" , الإمام القدوة شيخ القراءة، أبو عمارة التيمي مولاهم، الكوفي، الزيات، ترجمته في "السير"(7 / 90)
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
241- عرفه من أثره
لما قُتِلَ "عبد الله بن الزبير" قدم أخوه "عروة" على "عبد الملك بن مروان"، فقال له يوما: أن تعطيني سيف أخي "عبد الله"، فقال: هو بين السيوفِ ولا أُمَيِّزُهُ من بينها فقال "عروة": إذا حضرت السيوف مَيَّزْتُهُ أنا، فأمر "عبد الملك" بإحضارها, فلما حضرت أخذ منها سيفا مُفَلَّلَ الحَدِّ، فقال: هذا سيف أخي، فقال "عبد الملك"، كنت تعرفه قبل الآن، فقال: لا, فقال: كيف عرفته ؟ , فقال بقول "النابغة الذبياني": [الطويل]
ولا عيبَ فيهم غير أن سيوفَهم ... بهن فُلولٌ من قِرَاعٍ الكتائِبِ
المصدر: [ مسالك الأبصار في ممالك الأمصار 5 / 611 ]
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
242- عاقل الأندلس
يحيى بن يحيى بن كثير بن وسلاس الليثي الأندلسي، راوي كتاب "الموطأ" [ت 230 هـ]
كان "مالك" يسميه: "عاقل الأندلس"، وكان سبب ذلك فيما روي: أنه كان في مجلس "مالك" مع جماعة من أصحابه فقال قائل: قد حَضَرَ "الفيل"، فخرج أصحاب "مالك" كلهم لينظروا إليه, ولم يخرج "يحيى"، فقال له "مالك": ما لك لا تخرج تراه، لأنه لا يكون بالأندلس؟ , فقال: أنا جئت من بلدي لأنظر إليك، وأتعلم منك هديك وعلمك، ولم أجئ لأنظر إلى "الفيل", فأعجب به "مالك" وسماه: "عاقل الأندلس".
المصدر: [ مسالك الأبصار في ممالك الأمصار 5 / 574 ]
قلت - رحم الله والدي-:
يعجب المرء أشد العجب من حرض هؤلاء الأئمة الأعلام على طلب العلم وأسبابه, وإيثارهم ذلك على الملاذ والشهوات الدنيوية, فرحمهم الله وجزاهم عنا خير الجزاء, ويقرب من هذه القصة ما ذكره "الذهبي" في "سيره "(14 / 291): عن الحافظ "ابن طاهر المقدسي" قال: كنت يوما أقرأ على "أبي إسحاق الحبال" جزءا، فجاءني رجل من أهل بلدي، وأَسَرَّ إِلَيَ كلاما قال فيه: إن أخاك قد وصل من الشام، وذلك بعد دخول الترك بيت المقدس، وقتل الناس بها، فأخذت في القراءة، فاختلطت علي السطور، ولم يُمْكِنِّي أقرأ، فقال "أبو إسحاق": ما لك? قلت: خير، قال: لا بد أن تخبرني، فأخبرته، فقال: وكم لك لم تر أخاك? قال: سنين، قال: ولم لا تذهب إليه? قلت: حتى أتم "الجزء"، قال: ما أعظم حرصكم يا أهل الحديث، قد تم المجلس، وصلى الله على محمد، وانصرف.
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
243- العسل شفاء
"محمد بن أحمد بن إبراهيم, أبو الفرج البغدادي" المقرئ, غلام ابن شنبوذ «[ ت388 ه]
قال "أبو عمرو الداني": سمعت "عبد العزيز بن علي المالكي" يقول: دخل "أبو الفرج" غلام شنبوذ على "عضد الدولة" زائرا، فقال له: يا "أبا الفرج"، {إن الله يقول يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ}, ونرى العسل يأكله المَحْرُور فيتأذى به، والله الصادق في قوله ؟ , قال: أصلح اللهُ الملكَ، إن الله لم يَقُلْ فيه الشفاءُ- بالألف واللام- اللذين يدخلان لاستيفاء الجنس، وإنما ذكره منكّراً، فمعناه فيه شفاء لبعض الناس دون بعض.
المصدر: [ مسالك الأبصار في ممالك الأمصار 5 / 294 ]
قلت - رحم الله والدي-:
قال "ابن الجوزي" في"زاد المسير"(2 / 570): الصحيح أن ذلك خرج مخرج الغالب, قال "ابن الأنباري": الغالب على العسل أنه يعمل في الأدواء، ويدخل في الأدوية، فإذا لم يوافق آحادَ المرضى، فقد وافق الأكثرين، وهذا كقول العرب: "الماء حياة كل شيء"، وقد نرى من يقتله الماء، وإِنما الكلام على الأغلب.اهـ
وقال "ابن عطية" في "المحرر الوجيز"(3 / 406): قوله {فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ} الضمير للعسل، قاله الجمهور, ولا يقتضي العموم في كل علة, وفي كل إنسان، بل هو خبر عن أنه يشفي كما يشفي غيره من الأدوية في بعض دون بعض, وعلى حال دون حال، ففائدة الآية إخبار مُنَبِّهٌ منه في أنه دواء كما كثر الشفاء به, وصار خليطا ومعينا للأدوية في الأشربة والمعاجين، وقد روي عن "ابن عمر" أنه كان لا يشكو شيئا إلا تداوى بالعسل، حتى إنه كان يدهن به الدمل والضرحة ويقرأ فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ, قال القاضي "أبو محمد": وهذا يقتضي أنه يرى الشفاء به على العموم. اهـ
وقال العلامة "ابن القيم" رحمه الله في "زاد المعاد"(4 / 34): قد اختلف الناس في قوله تعالى: {يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس}، هل الضمير في " فيه " راجع إلى الشراب، أو راجع إلى القرآن؟ , على قولين, الصحيح رجوعه إلى الشراب, وهو قول "ابن مسعود"، و"ابن عباس"، و"الحسن"، و"قتادة"، والأكثرين فإنه هو المذكور, والكلام سيق لأجله، ولا ذكرَ للقرآنِ في الآية، وهذا الحديث الصحيح وهو قوله: صدق الله كالصريح فيه، والله تعالى أعلم.
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
244- نصيحة إبليس
حكى "أبو الحسن ابن العطار" عنه [ أي الإمام النووي رحمه الله ] أنه قال:
كنت مريضا بالرواحية, فبينا أنا ليلة في الصُفَّة الشرقية بها, ووالدي وإخوتي نائمون إلى جانبي, إذ عافاني الله من ألمي, ونشطني للذكر, فجعلت أسبّح بين السر والجهر، فبينما أنا كذلك إذا بشيخ حسن الصورة, جميل المنظر, يتوضأ على البركة, قريبا من نصف الليل، فلما فرغ من وضوئه أتاني, وقال لي: يا ولدي لا تذكر فتزعج أباك وإخوتك وأهل المدرسة, فقلت: يا شيخ من أنت؟ , قال: أنا ناصح لك، ودعني أكون من كنت، فوقع في نفسي أنه "إبليس"، فقلت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ورفعت صوتي بالتسبيح، فأعرض عني, ومشى نحو باب المدرسة، فقمت أتبعه فلم أجده، ووجدت الباب مقفلا، وفتشتها فلم أجد أحدا فيها، غير من كان فيها، فقال لي والدي: ما خبرك يا يحيى؟ , فأخبرته، فجعل هو وإخوتي يتعجبون وقعدنا كلنا نسبح ونذكر .
المصدر: [ مسالك الأبصار في ممالك الأمصار 5 / 682 ]
قلت - رحم الله والدي-:
القصة في كتاب: "تحفة الطالبين في ترجمة الإمام محيي الدين" [ص 52] تأليف "أبي الحسن علاء الدين علي بن إبراهيم ابن العطار" تلميذ النووي المتوفي سنة 724هـ / تحميل الكتاب
بيان وتوضيح: "المدرسة الرواحية" هي ملاصقة للمسجد الأموي دمشق من جهة الشرق, داخل باب الفراديس, بناها "أبو القاسم هبة الله" المعروف: "بابن رواحة", ووقفها على الشافعية، وفوض نظرها وتدريسها إلى الشيخ "تقي الدين بن الصلاح الشهرزوري"
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القاسم بن محمد
القصة في صحيح البخاري من كتاب المَغَازِي باب قتل أبي جهل. (الأميرية ج5 / ص76) بتغيير طفيف.
من مشاركة للاخ الفاضل : القاسم بن محمد / ملتقى اهل الحديث جزاه الله خيرا
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
245- من درر اللغة
(أُخْرَى) تأنيث: "آخر", وهو غير مصروف, قال الله تعالى: {فعدة من أيام أُخَر} [البقرة: 184], لأن أفعل الذي معه "مِن"، لا يُجمع ولا يُؤنث، ما دام نكرة, تقول: "مررت برجل أفضل منك", "وبرجال أفضل منك", "وبامرأة أفضل منك"
فإن أدخلت عليه "الألف واللام", أو أضفته ثَنَّيْتَ وجَمَعْتَ وأَنَّثْتَ، تقول" "مررت بالرجل الأفضل", "وبالرجلين الأفضلين", "وبالرجال الأفْضَلِين", "وبالمرأة الفُضلَى", "وبالنساء الفضل", "ومررت بأفضلهم", "وبأفضليهم", "وبأفضليهم", "وبفضلاهن", "وبفضلهن"
ولا يجوز أن تقول: "مررت برجل أفضل", "ولا برجال أفاضل", "ولا بامرأة فضلى" حتى تصله بـ: "مِن", أو تدخل عليه "الألف واللام", وهما يتعاقبان عليه
وليس كذلك "آخَر"، لأنه يؤنث ويجمع بغير "مِن" وبغير "الألف واللام" وبغير الإضافة, تقول: "مررت برجل آخر", "وبرجال أُخَر", "وآخرين", "وبامرأة أخرى", "وبنسوة أُخَر"
فلما جاء معدولا وهو صفة مُنِع الصرف, وهو مع ذلك جمع, فإن سَمَيْتَ به رجلا صَرَفْتَهُ في النكرة عند "الأخفش" ولم تصرفه عند "سيبويه".
المصدر: [ مختار الصحاح 1 / 15 / مادة: أخ ر]
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
246- بين الفارسي والمتنبي
ذكر "علي بن عيسى الربعي" في كتاب «التنبيه» الذي رد فيه على "ابن جني" في كتاب «الفسر» قال:
كنت يوما عند "المتنبي" بشيراز, فقيل له: "أبو علي الفارسي" بالباب، وكانت بينهما مودة، فقال: بادروا إليه فأنزلوه، فدخل عليه "أبو علي" وأنا جالس عنده، فقال: يا "أبا الحسن" خذ هذا «الجزء» فأعطاني جزءا من كتاب «التذكرة», وقال: اكتب عن الشيخ البيتين اللذين ذاكرتك بهما، وهما:
سأطْلُبُ حَقّي بالقَنَا ومَشايخٍ *** كأنّهُمُ من طولِ ما التَثَمُوا مُرْدُ
ثِقالٍ إذا لاقَوْا خِفافٍ إذا دُعُوا *** كَثيرٍ إذا اشتَدُّوا قَليلٍ إذا عُدُّوا
فهما مثبتان في «التذكرة» بخطي، قال: وهذا من فعل الشيخ "أبي علي الفارسي" عظيم، قال "الربعي": وكان قصد "أبي علي الفارسي" نفعه لا التأدب والتكثّر، وأيّا قصد فهو كثير.
المصدر : [ بغية الطلب فى تاريخ حلب 2/ 671]
قلت - رحم الله والدي-:
القصة فيها من الفوائد: طلب "أبي علي" لعلو الإسناد , ثم رواية الأكابر عن الأصاغر, وتعظيم الفارسي للمتنبي ومعرفة مكانته في الشعر, والضمير في "نَفْعه" عائد إلى "الربعي"
بيان وتوضيح: "الرَّبَعِيُّ" : أبو الحسن علي بن عيسى بن الفرج البغدادي، إمام النحو, صاحب التصانيف, لازم "أبا سعيد السيرافي" ببغداد، و"أبا علي الفارسي" بشيراز حتى بلغ الغاية, ت420 هـ/ ترجمته في سير الأعلام [17/ 392]
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
247- ميتة شاعر
[ قال ياقوت الحموي رحمه الله ] : قرأت بخط "يحيى بن سلامة بن الحسين بن محمد الحصكفي" في «تعليق» له، حكي أن "السّريّ الرفّاء" حين قصد "سيف الدولة ابن حمدان" رحمه الله أنشده بديها بيتين هما:
إني رأيتك جالسا في مجلسٍ ... قعد الملوكُ به لديكَ وقامُوا
فكأنك الدهرُ المحيطُ عليهم ... وكأنهم من حولكِ الأيامُ
ثم أنشده بعد ذلك ما كان قال فيه من الشعر، وبعد يومين أو ثلاثة أنشده "أبو الطيب المتنبي":
أيدري الدمع أي دم أراقا.
إلى أن انتهى إلى قوله:
وخصر تنبتُ الأبصارُ فيه ... كأنَّ عليهِ من حَدَقٍ نِطاقا
قال: فقال "السري" هذا والله معنى ما قدر عليه المتقدمون، ثم إنه حُمَّّ في الحال حسداً، وتحامل إلى منزله، فمات بعد ثلاثة أيام.
قلت [ ياقوت ]: هكذا وجدته بخط "الحصكفي"، و"المتنبي" فارق "سيف الدولة" في سنة ست وأربعين وثلاثمائة [346هـ], و"السري" توفي بعيد سنة ستين وثلاثمائة [360 هـ] بغداد على ما نقله "الخطيب" في «تاريخه»، وقيل سنة اثنتين وستين وثلاثمائة [362 هـ]، فعلى هذا لا يكون لهذه الحكاية صحة
وقد نقل "أبو اسحاق إبراهيم بن حبيب السقطي" في تاريخه المسمى: «بلوامع الأمور» أن "السري" توفي سنة أربع وأربعين وثلاثمائة [344هـ]، فعلى هذا تكون هذه الحكاية محتملة الصحة, بشرط أن يكون موت "السري" بالشام، ولم ينقل ذلك كيف، وهو أن هذه القصيدة من أول شعر "أبي الطيب المتنبي" في "سيف الدولة" والله أعلم.
المصدر : [بغية الطلب فى تاريخ حلب 2/ 672]
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
248- صادق الوعد
قال الشيخ الإمام [ تقي الدين السبكي ] رحمه الله -:
نكتة بيضاء لَمَحْتُهَا من غير أن أسمعها من أحد, قوله تعالى {واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد} [مريم: 54]الآية، فَكَّرْتُ من مدة طويلة وأنا بديار مصر, في إفراده عن أبيه وأخيه, والفصل بينهما بقصة موسى عليه السلام, فوقع في خاطري أنه لكونه جد النبي صلى الله عليه وسلم فذُكِرَ مستقلا بنفسه تعظيما لقدر النبي صلى الله عليه وسلم, وفكرتُ الآن فيه بالتلاوة فلمحتُ ذلك وزيادة عليه, وهي الصفات التي أثنى عليه بها, ومن جملتها وهو ختامها {وكان عند ربه مرضيا}[مريم: 55] والمرضِيُّ عند الله هو الصفوة والخلاصة, والنبي صلى الله عليه وسلم مصطفى منه, ومن جُملتها {وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة}[مريم: 55], وإذا كان أهله بهذه الصفة وهو بصفة صدق الوعد والرسالة والنبوة وهما أعني إسماعيل عليه السلام وأهله أصلا في غاية الزكاء والخير, فهو وأهله جرثومة نور نشَأَ منها أعظم منها، وهو النور الأعظم خاتم النبيين وسيد المرسلين - صلى الله عليه وسلم - انتهى.
المصدر : [ فتاوى السبكي 1 / 68 ]
قلت - رحم الله والدي-:
من عجيب ما اتفق لنبينا صلى الله عليه وسلم فوافق فيه أباه إسماعيل النبي عليه السلام, موافقته في صفة صدق الوعد الذي مدح به في الآية الكريمة, ومن شابه أباه فما ظلم, فقد أخرج "ابن أبي حاتم" في «تفسيره»[13148] عن سفيان الثوري قال: بلغني أن "إسماعيل" وصاحبا له أتيا قرية, فقال له صاحبه: إما أن أجلس وتدخل فتشتري طعاما زادنا, وإما أن أدخل فاكفيك ذلك, فقال له "إسماعيل": بل ادخل أنت, وأنا أجلس أنتظرك, فدخل ثم نسي, فخرج فأقام مكانه حتى كان الحول من ذلك اليوم, فمر به الرجل فقال له: أنت ههنا حتى الساعة, قال: قلت لك لا أبرح حتى تجيء, فقال تعالى: {واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد}
وأخرج "ابن جرير" عن سهل بن سعد قال: أن "إسماعيل" عليه السلام وعد رجلا أن يأتيه, فجاء ونسي الرجل, فظل به "إسماعيل" وبات حتى جاء الرجل من الغد, فقال: ما برحت من ههنا, قال: لا قال: إني نسيت, قال: لم أكن لأبرح حتى تأتيني, ولذلك {كان صادق الوعد}
وأخرج "أبوداود" في «سننه»[4996]: عن عبد الله بن أبي الحمساء، قال: بايعت النبي صلى الله عليه وسلم ببيع قبل أن يُبعث, وبقيت له بقية فوعدته أن آتيه بها في مكانه، فنسيتُ، ثم ذكرتُ بعد ثلاث، فجئتُ فإذا هو في مكانه، فقال: «يا فتى، لقد شققتَ علَيَّ، أنا هاهنا منذ ثلاث أنتظرك».
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
249- الاهتمام لقوت الأولاد
قال الشيخ الإمام [ تقي الدين السبكي ]- رحمه الله –
مِنْ النَّاسِ مَنْ قَدْ دَبَّرُوا فَتَحَصَّلُوا ... عَلَى نِعْمَةٍ فِي نَسْلِهِمْ هِيَ بَاقِيَهْ
وَمَا لِي تَدْبِيرٌ لِنَفْسِي لَا وَلَا ... لِنَسْلِيَ لَكِنْ نِعْمَةُ اللَّهِ كَافِيَهْ
كَمَا عَالَنِي دَهْرِي كَذَاكَ يَعُولُ مَنْ ... أُخَلِّفُهُ فِي عِيشَةٍ هِيَ رَاضِيَهْ
وَمِنْهُمْ أُنَاسٌ وَفَّرَ اللَّهُ حَظَّهُمْ ... لِخَيْرِهِمْ فِي جَنَّةٍ هِيَ عَالِيَهْ
وَقَوْلِي رَبِّي آتِنَا حَسَنَتَيْهِمَا ... وَثَالِثَةً عَنَّا جَهَنَّمَ وَاقِيَهْ
نظمتُها يوم الاثنين سابع شوال سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة, بسبب أني تفكرتُ في حالي وحال أولادي, ولِي في القضاء أربع عشرة سنة, لم يَحصُل لهم ما يَبقَى لهم من بعدي, وأقمتُ قبل ذلك بمصر نحوا من سبع عشرة سنة متمكنا من أن أحصل لهم رواتب كثيرة لم أحصل لهم شيئا من ذلك، وافتكرت قاضيين في دمشق "ابن أبي عصرون" و"ابن الزكي" حصلا ما هو باق لذريتهما إلى اليوم, و"ابن دقيق العيد" في مصر لم يتركْ لأولاده شيئا, ولا حَصَلَ لهم بعده شيئا, ونفسي تطلب الخير لأولادي في حياتي وبعد مماتي, فتوكلت على الله وأحلتهم على فضله كما تفضل علي
ونظمتُ هذه الأبيات, وأشرتُ في البيت الأخير إلى قوله تعالى {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} [البقرة: 201]
أسأل الله تعالى ذلك وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما كثيرا.
المصدر: [ فتاوى السبكي 1 / 125 ]
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
250- شاعر رافضي
أحمد بن منير بن أحمد بن مفلح أبو الحسين الاطرابلسي الشاعر[ ت 548 هـ]
[ قال ابن العديم رحمه الله ]: حكى لي "أبو طالب" القيّم، وكان شيخا مسنا عندنا بحلب، وكان أولا قيما بالمسجد الجامع بحلب، ثم صار قيما بمدرسة شاذبخت النوري رحمه الله، والعهدة عليه، قال:
لما مات "ابن منير" خرجنا جماعة من الأحداث تنفرج بمشهد الحف, فقال بعضنا لبعض: قد سمعنا أنه لا يموت من كان يسب أبا بكر وعمر رضي الله عنهما إلا ويمسخه الله في قبره خنزيرا، ولا نشك أن "ابن منير" كان يسبّهما، وأجمع رأينا على أن نمضي الى قبره تلك الليلة, وننبشه لنشاهده، قال لي: فمضينا جميعا, ونبشنا قبره, فوجدنا صورته صورة خنزير, ووجهه منحرف عن القبلة إلى جهة الشمال, وكان معنا ضوء, فأخرجناه على شفير قبره ليشاهده الناس، ثم بدا لنا فأحرقناه, ووضعناه في القبر, وأعدنا التراب عليه، هذا معنى ما حكاه لي "أبو طالب القيّم والله أعلم.
المصدر: [بغية الطلب فى تاريخ حلب 3 / 1164 ]
قلت - رحم الله والدي-:
قال في "السير" (20 / 224): قال ابن عساكر : رأيته مرات، وكان رافضيا، خبيث الهجو والفحش، سجنه "بوري" مدة، وهم بقطع لسانه، ثم تسحب، فلما ولي "شمس الملوك"، عاد إلى دمشق، فبلغ "شمس الملوك" عنه أمر، وأراد صلبه، فاختفى، وهرب، ثم قدم في صحبة الملك "نور الدين"، وتوفي في جمادى الآخرة، سنة 548، بحلب, وكان هو و"القيسراني" كفرسي رهان، لكن "القيسراني" سني دين.
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
251- مناظرة مجوسي
[ قال ابن العديم ]: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل, قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السّلفي, قال: حدثنا أبو الفتح القزويني, قال: حدثنا "أبو يعلى الخليلي" قال: سمعت "الحاكم أبا عبد الله" يحكي بإسناد لا يحضرني:
أن "إسحاق بن راهويه" ناظره عند بعض الأمراء مجوسي, فقال: أنتم لا تُحسِنُون الى الموتى، توارونَهم في التراب حتي تنفسد أعضاؤهم, ونحن نُحسن إليهم، نَفتح عليهم الرياحَ، فقال: بيني وبينك مسألة المولود إذا ولدته أمه ثم اكترت له ظئرا ترضعه إذا فطم، الأمُّ أولى به أم الظئرُ ؟ , فقال: الأم، فقال: الأرض أُمَّنَا قال الله تعالى: { مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ }
المصدر: [بغية الطلب فى تاريخ حلب 3 / 1400 ]
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
252- شعر نحس
أبو محمد ابن الخشاب عبد الله بن أحمد بن أحمد البغدادي , الشيخ الإمام العلامة المحدث إمام النحو [ت 567 هـ ]
كان يوما في داره في وقت القيلولة، والحرّ شديد وقد نام، إذ طرق الباب عليه طرقا مزعجا, فانتبه وخرج مبادرا، وإذا رجلان من العامة، فقال: ما خطبكما ؟ , فقالا: نحن شاعران، وقد قال كل واحد منا قصيدة، وزعم أنها أجود من قصيدة صاحبه، وقد رضينا بحكمك, فقال: ليبدأ أحدكما, قال: فأنشد أحدهما قصيدته، وهو مُصْغٍ إليه، إلى أن فرغ منها، وهَمَّ الآخرُ بالإنشاد، فقال له "ابن الخشاب": على رسلك، شِعركَ أجودُ، فقال: كيف خَبِرتَ شِعري ولم تَسمعه؟ , فقال: لأنه لا يمكن أن يكون شيء أنحس من شعر هذا.
المصدر: [ معجم الأدباء 4 / 1498 ]
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
253- السياسة الشرعية
لما صنف "أبو زيد" «كتاب السياسة» "ليانس" الخادم، وهو إذ ذاك والي بلخ، قال "أبو القاسم الكعبي":
قد جمع الله تعالى السياسة كلها في آية من «القرآن» ، حيث يقول: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}
المصدر: [ معجم الأدباء 4 / 1492 ]
قلت - رحم الله والدي-:
بيان وتوضيح: الكعبي أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن محمود البلخي, العلامة، شيخ المعتزلة، من نظراء أبي علي الجبائي، / ت 309 هـ
وأبو زيد: هو أحمد بن سهل البلخي /ت 322 هـ, ترجمته في الأعلام للزركلي (1 / 134)
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
254- كتب مبذولة
قرىء على أبي الفتح الميدومي - بمصر، وأنا أسمع - أخبركم أبو الفرج الحراني، قال: أنشدنا أبو عبد الله محمد بن عثمان بن عبد الله العكبري الواعظ، من لفظه وحفظه، قال: أنشدني شيخي "ابن الباقلاني" المقرىء الواسطي:
كتبي لأهل العلم مبذولة ... أيديهم مثل يَدِي فيها
متى أرادوها بلا مِنَّةٍ ... عارية فليستعيروها
حاشاي أن أكتمها عنهمو ... بُخلا كما غيري يُخفيها
أعارَنا أشياخُنا كُتبهم ... وسنةُ الأشياخِ نُحْيِيهَا
وقد روى هذه الأبيات ابن السمعاني عن ابن الباقلاني، قال: أنشدني "خميس الجوزي" لنفسه.
المصدر: [ ذيل طبقات الحنابلة (2 / 527 ]
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
255- مصيبة والد
ذكر "ناصح الدين بن الحنبلي": أن "ابن نجا" نَشَأَ له ولد حسن الصورة, فلما بلغ أخذ في سبيل اللهو، فدعا عليه فمات, فحضر الناس والدولة لأجله، فلما وضعوا سريره في المصلى نصبوا للشيخ كرسيا إلى جانبه، فصعد عليه، وحمد الله تعالى، وقال:
اللهم إن هذا ولدي بلغ من العمر تسع عشرة سنة، لم يجر عليه فيها قلم إلا بعد خمس عشرة سنة، بقي له ثلاث سنين، نصفها نوم، بقي عليه سنة ونصف، قد أساء فيها إلي وإليك, فأما جنايته علي، فقد وهبتها له, بقي الذي لك فهبه لي, فصاح الناس بالبكاء, فنزل وصلى عليه.
المصدر: [ذيل طبقات الحنابلة 2 / 535]
قلت - رحم الله والدي-:
بيان وتوضيح: "ابن نجا": علي بن إبراهيم بن نجا بن غنائم الأنصاري الدمشقي، الفقيه الواعظ المفسر, زين الدين أبو الحسن بن رضي الدين أبي طاهر، المعروف بـ: "ابن نجية", نزيل مصر، سبط الشيخ "أبي الفرج الشيرازي" الحنبلي: / ت 599 هـ
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
256- الحافظ "عبد الغني المقدسي" رحمه الله
[قال الحافظ الضياء]: سمعت شيخنا الحافظ "عبد الغني" يقول: كنت يوما بأصبهان عند الحافظ "أبي موسى [ المديني ]", فجرى بيني وبين بعض الحاضرين منازعة في حديث, فقال: هو في «صحيح البخاري», فقلت: ليس هو فيه, قال: فكتب الحديث في رقعة ورفعها إلى الحافظ "أبي موسى" يسأله عنه, قال: فناولني الحافظ "أبو موسى" الرقعة, وقال: ما تقول، هل هذا الحديث في البخاري، أم لا ؟ , قلت: لا, قال: فخجل الرجل, وسكت.
المصدر: [ذيل طبقات الحنابلة 3 / 5 ]
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
257- لا تبع الدار
قال " الحاكم ": قصدني " أبو محمد الميكالي " ، وأنا بـ" باب جنيد " في دار لي جديدة، فقال: بلغني أنك هممت ببيع دارك بـ:" باب عزيز " ، فقلت: هو كما بلغ الشيخ الرئيس, فقال: إني قصدتك لأمنعك من هذا، وأُبَيِّنُ لك عوار ما هممت به, دارٌ كان فيها سلَفُكَ، ثم وُلِدْتَ فيها، ومجلسٌ ختمتَ في محرابه ونُسِبَ إليك، ألم تسمع أبيات " ابن الرومي " :
ولي وطنٌ آليتُ ألا أبيعه ... وأن لا أرى غيري له الدهر مالكا
عهدتُ به شرخَ الشبابِ ونعمة ... كنعمة قوم أصبحوا في ظِلالكا
فقد ألِفَتْهُ النفسُ حتى كأنه ... لها وطنٌ إن فاتَ غُودِرتُ هالكا
وحَبَّبَ أوطان الرجال إليهم ... مآربُ قضاهَا الشبابُ هنالكا
إذا ذُكِرَتْ أوطانُهم ذَكَّرَتْهُم ... عهودَ الصِّبَا فيها فحَنُّوا لذلكا
ثم لم يفارقني رحمه الله حتى أخذ عهدي على أن أرجع إلى الدار القديمة, وأبيع تلك الحديثة، رضي الله عن ذلك الشيخ، وجزاه عن دينه وشفقته على إخوانه خيرا.
المصدر: [ معجم الأدباء 4 / 1508 ]
قلت - رحم الله والدي-:
توضيح وبيان: عبد الله بن إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن ميكال, كنيته أبو محمد، وهو عم أبي الفضل عبد الله بن أحمد الميكالي, كان رئيس نيسابور، مات بمكة سنة 379 هـ, ترجمته في معجم الأدباء [4 / 1507 ]
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
258- سبب طلب العلم
"عبد الله بن السّيد البطليوسي", وقيل" عبد الله بن محمد بن السّيد النحوي،[ ت521ه]
حكي عنه أنه قال: كان سبب طلبتي للعلم أن والدي كان رجلا من أهل القرى، وكان له ثروة، فسلّم إليّ مالا لأدخل به إلى الحاضرة للتجارة، فدخلت إلى قرطبة, فاتفق أني اجتزت في السوق, فوجدت حلقة تباع فيها الكتب، فوقفت عليها، واستحسنت الكتب، وشريت منها بمقدار مائتي دينار للتجارة، فلما خلوت بها جعلت أفتقدها, وأقول: هذا جيد, لا ينبغي أن يباع، وهذا جيد, إلى أن اخترت لنفسي أكثرها، ثم جعلت أطالعها, فلا أفهم معانيها، فيضيق صدري, فسألت بعض الطلبة، وقلت له: أي العلوم أنفق؟ , فقال: الناس في الأدب أرغب منهم في غيره, قلت له: وأيّ الكتب أشهر من كتب الأدب؟ , فقال: كتاب "العين", فشرعت فيه على شيخ هناك, فلم تمض لي شهور حتى حفظته، ثم حفظت كتابا في النحو, ولَذَّ لي العلم، فلم تمض إلا مدة قليلة حتى صرت ممن يشار إليه, فاشتقت إلى أهلي بعد أن أنفقت جميع ما كان معي، فخرجت إليهم, واجتمعت بوالدي، فسألني عن الحال، فأخبرته بقصتي، فلم يُنكره عَلَيَّ بل سَرَّه، وقال: يا ولدي، هذه نعمة من الله في حقك, حيث ألهمك بالعلم, وأمدني بشيء آخر من المال، ورجعت إلى المدينة، وطلبت المشايخ حتى بلغت إلى ما ترون.
المصدر: [ معجم الأدباء 4 / 1528 ]
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
259- كيف أصبحت ؟
"عبد الله بن أسعد بن عيسى بن علي بن الدهان الجزري" ثم الموصلي, الفقيه الشافعي الأديب الشاعر أبو الفرج [ت 581 هـ]
حكي أنه دخل يوما على "نور الدين محمود بن زنكي"، فقال له: كيف أصبحت؟ , فقال: كما لا يريد الله, ولا رسوله, ولا أنت, ولا أنا, ولا ابن عصرون، فقال له: كيف؟ , فقال: لأن الله يريد مني الإعراض عن الدنيا, والإقبال على الآخرة، ولست كذلك.
وأما رسوله فإنه يريد مني ما يريده الله مني، ولست كذلك.
وأما أنت فإنك تريد مني أن لا أسألك شيئا من الدنيا، ولست كذلك.
وأما أنا فإنني أريد من نفسي أن أكون أسعد الناس، وملك الدنيا بأجمعها، ولي الدنيا بأسرها، ولست كذلك.
وأما ابن عصرون فإنه يريد مني أن أكون مقطّعا إربا إربا، ولست كذلك.
فكيف يكون من أصبح لا كما يريد الله, ولا رسوله, ولا سلطانه, ولا نفسه، ولا صديقه, ولا عدوّه, فضحك منه، وحباه حباء حسنا.
المصدر : [ معجم الأدباء 4 / 1509 ]
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
260- بعتُ جاري
كان "لأبي الأسود [ الدؤلي ]" جار يؤذيه, ويرميه بالحجارة، فشكا "أبو الأسود" ذلك إلى قومه وغيرهم، فكلموه ولاموه, فقال: لم أرمه، وإنما يرميه اللهُ, لقطعه الرحم, وسرعته إلى الظلم في بخله بماله، فقال "أبو الأسود": ما أجاور رجلا يقطع رحمي, ويكذب على الله ربي, فقيل له: وكيف يكذب على ربك ؟ , فقال: لأنه عز وجل لو رماني ما أخطأني، وهذا فلا يصيبني, ثم باع داره واشترى دارا في هذيل, فقيل لأبي الأسود: أبعت دارك ؟ , قال: ما بعت داري, وإنما بعت جاري, فأرسلها مثلا.
المصدر: [معجم الأدباء 4 / 1470 ]
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
261- الحياة حركة
قيل: أصاب "أبا الأسود" الفالج, فكان يخرج إلى السوق يجر رجله, وكان موسرا ذا عبيد، فقيل له: فقد أغناك الله عن السعي في حاجاتك، لو جلست في بيتك.
فقال: لا، ولكني أخرج، ثم ادخل، فيقول الخادم: قد جاء، ويقول الصبي: قد جاء، ولو جلستُ في البيت فبالتْ عليّ الشاةُ ما منَعَها أحدٌ عَنِّي.
المصدر: [ معجم الأدباء 4 / 1472 ]
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
262- أكلها دائم
قال "إبراهيم بن نوح" : سمعت "مالك بن أنس" يقول: " ليس في الدنيا من ثمار ما يشبه ثمار الجنة إلا الموز " لأن الله يقول: { أكلها دائم }[الرعد: 35], وأنت تجد الموز في الصيف والشتاء.
قال "القاضي [ابن العربي]" : وكذلك رُمَّان "بغداد"، شاهدتُ "المحول" قرية من قرى "نهر عيسى" وفي شجر الرمان حب العامين يجتمع, تقطع منه متى شئتَ صيفا وشتاء، وقيظا وخريفا، إلا أن الحبة التي بقيت في الشجرة عاما لا تَفْلِقُهَا إلا بالقدوم من شِدَّة القَشْر، فإذا انفلقت ظهر تحته حب الرمان أجمل ما كان وأينعه
المصدر : [ أحكام القرآن لابن العربي 3 / 85 ]
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
263- تفسير مذموم
قوله تعالى { فما لبث أن جاء بعجل حنيذ }[هود: 69]
قال بعض علمائنا: كانت ضيافة قليلة فشكرها الحبيبُ من الحبيبِ، وهذا تَحَكُّمٌ بالظن في موضع القطع, وبالقياس في موضع النقل، من أين علم أنه قليل؟ , بل قد نقل المفسرون أن الملائكة كانوا ثلاثة, جبريل وميكائيل وإسرافيل، وعِجْلٌ لثلاثة عظيم، فما هذا التفسير في كتاب الله بالرأي ؟ , هذا بأمانة الله هو التفسير المذموم، فاجتنبوه فقد علمتموه
-المصدر: [أحكام القرآن لابن العربي 3 / 22 ]
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
264- حكم إفساد العملة والتلاعب بها
قال "أبو عبد الرحمن التجيبي": كنت عند "عمر بن عبد العزيز" قاعدا، وهو إذ ذاك أمير المدينة، فأتي برجل يقطع الدراهم، وقد شهد عليه، فضربه وحلقه، فأمر فطيف به، وأمره أن يقول: هذا جزاء من يقطع الدراهم، ثم أمر به أن يرد إليه، فقال له: إنه لم يمنعني أن أقطع يدك إلا أني لم أكن تَقَدَّمْتُ في ذلك قبل اليوم، فقد تَقَدَّمْتُ في ذلك، فمن شاء فليقطع.
قال القاضي "ابن العربي": أما أدبه بالسوط فلا كلام فيه، وأما حلقه فقد فعله عمر كما تقدم, وقد كنت أيام الحكم بين الناس أضرب وأحلق؛ وإنما كنت أفعل ذلك بمن يُرَبِّي شعرَهُ عوناً على المعصية, وطريقا إلى التجمل به في الفسوق، وهذا هو الواجب في كل طريقة للمعصية أن يقطع إذا كان ذلك غير مؤثر في البدن.
وأما قطع يده فإنما أخذ ذلك "عمر" والله أعلم من فصل السرقة، وذلك أن قرض الدراهم غير كسرها، فإن الكسر إفساد الوصف, والقرض تنقيص القدر، فهو أخذ مال على جهة الاختفاء.
فإن قيل: ليس من حرز، والحرز أصل في القطع, قلنا: يحتمل أن يكون "عمر" رأى أن تَهْيِئَتَهَا للفصل بين الخلق دينارا أو درهما حرز لها، وحرز كل شيء على قدر حاله, وقد أنفذ بعد ذلك "ابن الزبير"، وقطع يد رجل في قطع الدراهم والدنانير.
وقد قال علماؤنا "المالكية": إن الدراهم والدنانير خواتيم الله, عليها اسم الله, ولو قطع على قول أهل التأويل من كسر خاتما لله لكان أهلا لذلك، إذ من كسر خاتم سلطان عليه اسمه أدب، وخاتم الله تقضى به الحوائج، فلا يستويان في العقوبة.
وأرى القطع في قَرْضِهَا دون كَسْرِها، وقد كُنْتُ أفعلُ ذلك أيام تَوْلِيَتِي الحُكمَ، إلا أني كنتُ مَحْفُوفًا بالجُهَّالِ، لم أُجِبْ بسبب المقالِ للحَسَدَةِ الضُّلَّالِ، فمن قَدَرَ عليه يوما من أهل الحق فليَفْعَلْهُ احتِسَاباً لِلَّه تعالى.
المصدر : [ أحكام القرآن لابن العربي 3 / 26 ]
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
265- فقه العوام
كان "أبو الفضل المراغي" يقرأ بمدينة السلام [ بغداد ]، فكانت الكتب تأتي إليه من بلده، فيضعها في صندوق، ولا يقرأ منها واحدا, مخافة أن يطلع فيها على ما يزعجه, أو يقطع به عن طلبه، فلما كان بعد خمسة أعوام، وقضى غرضا من الطلب، وعزم على الرحيل شد رحله، وأبرز كتبه، وأخرج تلك الرسائل, وقرأ منها ما لو أن واحدة منها قرأها في وقت وصولها ما تمكن بعدها من تحصيل حرف من العلم، فحمد الله تعالى، ورحل على دابته قاشه، وخرج إلى باب الحلبة طريق "خراسان"، وتقدمه "الكَرِي" بالدابة، وأقام هو على "فامي" يبتاع منه سفرته؛ فبينما هو يحاول ذلك معه إذ سمعه يقول لفامي آخر: "أي فل"، أما سمعتَ العالمَ يقول يعني الواعظ: إن "ابن عباس" يُجَوِّزُ الاستثناءَ ولو بعد سنة، لقد اشتغل بالي بذلك منه منذ سمعته يقوله, وظللت فيه متفكرا, ولو كان ذلك صحيحا لما قال الله تعالى لأيوب: {وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث} [ص: 44]و وما الذي كان يمنعه من أن يقول حينئذ: قل إن شاء الله
فلما سَمِعْتُهُ يقول ذلك قلت: بَلَدٌ يكون "الفاميون" به من العلمِ في هذه المرتبة أَخْرُجُ عنه إلى المراغة ؟, لا أفعله أبدا, واقتَفَى أَثَرَ "الكَرِيّ"، وحَلَّلَهُ من الكراء، وصرف رحله, وأقام بها حتى مات - رحمه الله -.
المصدر : [ أحكام القرآن لابن العربي 2 / 154]
قلت - رحم الله والدي-:
توضيح وبيان: "الفامي": بفتح الفاء وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى الحرفة، وهو لمن يبيع الأشياء من الفواكه اليابسة، ويقال له «البقال» أيضا/ من "الأنساب للسمعاني"(10 / 142)
"الكَرِي": كـ: "غَنِيّ", المكاري, وهو الذي يكريك دابته / "تاج العروس" (39 / 391)
"أي فل": معناه أي فلان, فرخم, وقيل: فل لغة في فلان في غير النداء, من "شرح النووي على مسلم" 7 / 117
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
266- مائدة الحواريين
شاهدتُ "المائدة" بـ: "طور زيتا" مرارا، وأكلتُ عليها ليلا ونهارا، وذكرتُ الله سبحانه فيها سرا وجهارا، وكان ارتفاعها أسفل من القامة بنحو الشبر، وكان لها درجتان قلبيا وجوفيا، وكانت صخرة صلداء لا تؤثر فيها المعاول، فكان الناس يقولون: مسخت صخرة إذ مسخ أربابها قردة وخنازير.
والذي عندي أنها كانت في الأصل صخرة قطعت من الأرض محلا للمائدة النازلة من السماء، وكل ما حولها حجارة مثلها، وكان ما حولها محفوفا بقصور، وقد نُحِتَ في ذلك الحجر الصلدِ بيوتٌ، أبوابها منها، ومجالسها منها مقطوعة فيها، وحناياها في جوانبها، وبيوت خدمتها قد صورت من الحجر، كما تصور من الطين والخشب، فإذا دخلتَ في قصر من قصورها ورددتَ الباب, وجعلت من ورائه صخرة كثمن درهم لم يفتحه أهل الأرض للصوقه بالأرض؛ فإذا هبت الريحُ وحَثَتْ تحته الترابَ لم يُفتَح إلا بعد صَبِّ الماء تحته والإكثار منه، حتى يسيلَ بالترابِ, وينفرج منعرج الباب، وقد مات بها قوم بهذه العلة، وقد كنت أخلو فيها كثيرا للدرس، ولكني كنت في كل حين أكنس حول الباب مخافة مما جرى لغيري فيها، وقد شرحتُ أمرها في كتاب " ترتيب الرحلة " بأكثر من هذا.
المصدر " [ أحكام القرآن لابن العربي 2 / 4]
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
267- حال الدنيا
[ قال ابن العربي رحمه الله ]: أخبرنا النجيب الصوفى التركى, أخبرنا أبو عبدالله محمد بن فتوح, أخبرنا أبو منصور بكر بن محمد أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد العزيز, أخبرنا أبو محمد الحسن بن رشيق بمصر, أنشدنا يحيى بن مالك بن عابد, أنشدنى أبو عمر أحمد بن عبد ربه:
ألا إنما الدنيا غضارةُ أيكةٍ *** اذا أخْضَرَّ منها جانبٌ جَفَّ جانبُ
هى الدارُ ما الآمالُ الا فجائعٌ *** عليها ولا اللذاتُ [ إلا ] مصائبُ
فكم سَخنَتْ بالأمس عينٌ قريرةٌ *** وقَرَّتْ عيونٌ دمعُهَا اليوم َ ساكبُ
فلا تكتحِلْ عيناكَ منها بعبرةٍ *** على ذاهبٍ منها فانك ذاهبُ
وما يفعل الله من ذلك فانه تأديب لعباده, وعِبرة لمن كان على غفلة, أو فترة, أوغرة
المصدر : [ عارضة الأحوذي 9 / 26 ]
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
268- شاعر وولده
إبراهيم بن محمد بن محمد بن جعفر بن لنكك، الشاعر ابن الشاعر, توفي في حدود الأربعمائة
روى عنه أبو القاسم التنوخي قال: جلس "ابن لنكك" في الجامع بالبصرة، فجلس إليه قوم من العامة، فاعترضوا كلامه بما غاظه، فأخذ محبرةً بعض الحاضرين وكتب من شعره:
وعصبةٍ لمّا توسّطتهم ... ضاقت عليّ الأرض كالخاتم
كأنهم من بعد إفهامهم ... لم يخرجوا بعد إلى العالم
يضحك إبليس سروراً بهم ... لأنّهم عارٌ على آدم
كأنّني بينهم جالسٌ ... من سوء ما شاهدت في ماتم
فاعترضه ولده وقال: يا أبة, أبياتك متناقضة، ولكن اسمع ما عملت:
لا تصلح الدنيا ولا تستوي ... إلاّ بكم يا بقر العالم
من قال للحرث خلقتم فلم ... يكذب عليكم لا ولم ياثم
ما أنتم عارٌ على آدم ... لأنّكم غير بني آدم
المصدر : [ فوات الوفيات 1 / 47 ]
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
جزاكم الله خيرا
منتقيات طيبة ومختارات مفيدة
التاريخ حدائق ذات بهجة وهو مرآة الحياة فمن فهم التاريخ فهم الحياة
ورغم ذالك أمتنا تتعثر وتتعثر وكأنها لم تفقه االتاريخ ،
والله المستعان
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
269- نِساءُ نابلس
قال "مالك": لا يمنع النساء المسجد, ويخرجن للعيد المتجالات, وفي السُقْيَا, ولا تُكْثِر الشابة الخروج, وقال مرة أخرى: تكون المتجالة كالشابة
الثاني قال "الثوري": يكره لها الخروج من بيتها, وكذلك قال "ابن مسعود": المرأة عورة فاذا خرجت استشرف لها الشيطان, وبه قال "أبو حنيفة:, و"ابن المبارك" ونحوه عن "سفيان", وروى عن "أبي حنيفة" أن العبد بخلاف غيره, وفرق "أبو يوسف" بين الشابة والمتجالة, وهو حسن
وقد كُنَّ في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرجن في العيد وغيره, وأما اليوم فلا, اللهم إلا لو كن كنساء "نابلس" المدينة التي رمى بها إبراهيم بالمنجنيق في النار, وبها موضعه الى اليوم رمادا في الماء, وفي موضع المنجنيق "مسجد الرباط" سَكَنْتُهَا مدة مُرَابطا مُتَعَلِّماً, فكنت أمشي فيها النهار كله [ و] الزمان بأجمعه فلا تلقى امرأة, ولا يقع لك عينٌ عليها, إلا يومَ الجمعةِ فإِن المسجدَ يمتلئُ منهن, ثم لا يخرجن إلى الجمعةِ الأخرى, فمثلُ هؤلاءِ لا حرجَ عليهن
المصدر: [ عارضة الأحوذي 3 / 89 ]
قلت - رحم الله والدي-:
وقال أيضا في "قبسه"[1/268]: دخلت "نابلس" وهي قرية المنجنيق لإبراهيم عليه السلام, فما رأيت أحسن منها, سَكَنْتُهَا مدة , وترددت عليها مرارا, فما وقعت عيني على امرأة نهارا, حتى إذا كان يومَ الجمعةِ امتلأ المسجدَ بهن, ثم لا تقع عين عليهن إلى الجمعةِ الأخرى
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
270- محبة الله فرض
قال الشيخ أبو الفتح عبد الرحيم بن أحمد - خادم ابن خفيف صالح فاضل -: سمعت أ"با عبد الله محمد بن خفيف" يقول:
سَأَلَنَا يوما القاضي "أبو العباس ابن سريج" بشيراز، وكنا نحضر مجلسه لدرس الفقه، فقال لنا: محبة الله فرض أو غير فرض؟ , قلنا: فرض, قال: ما الدلالة على فرضها؟, فما فينا من أتى بشيء فقَبِل، فرجعنا إليه وسألناه الدليل على فرض محبة الله عز وجل، فقال: قوله تعالى: {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم} إلى قوله تعالى: {أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره} [التوبة: 24], قال: فتواعدهم الله عز وجل على تفضيل محبتهم لغيره على محبته ومحبة رسوله، والوعيد لا يقع إلا على فرض لازم، وحتم واجب.
المصدر : [طبقات الفقهاء الشافعية 1 / 155]
قلت - رحم الله والدي-:
وذكره أيضا السبكي في "طبقاته"[3/ 158], وقال: قلت: ومثل هذا الدليل فى الدلالة على محبة النبى صلى الله عليه وسلم قوله: " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وأهله وماله وولده والناس أجمعين"
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
271- دليل رؤية الله
قال الأستاذ "أبو القاسم القشيري": سمعت الإمام "أبا بكر ابن فورك" يقول: سُئل الأستاذُ "أبو سهل الصعلوكي" رحمه الله عن جواز رؤية الله من طريق العقل، فقال: الدليل عليه شوق المؤمنين إلى لقائه، والشوق إرادة مفرطة، والإرادة لا تتعلق بالمحال.
فقال السائل: ومن الذي يشتاق إلى لقائه؟ , فقال الأستاذ "أبو سهل": يشتاق إليه كل حُرٍّ مُؤمن، فأما من كان مثلكَ فلا يشتاق
المصدر : [ طبقات الفقهاء الشافعية 1/ 164]
-
رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
272- هواية وزير
[ قال ياقوت - رحمه الله- ]: قرأت بخط الشريف النسابة "محمد بن أسعد بن علي الجواني" المعروف بـ: "ابن النحوي": كان الوزير "جعفر بن الفضل بن الفرات" المعروف بـ: "ابن حنزابة" يهوى النظر الى الحشرات, من الأفاعي والحيّات والعقارب, وأم أربعة وأربعين, وما يجري هذا المجرى، وكان في داره التي تقابل "دار الشنتكاني" و"مسجد ورش"، وكانت "للماذرائي" قبل ذلك قاعة لطيفة مرخّمة فيها سلل الحيات, ولها قيّم فراش "حاو" من الحواة، ومعه مستخدمون برسم الخدمة, ونقل السلل وحطّها، وكان كل "حاو" في مصر وأعمالها يصيد له ما يقدر عليه من الحيات، ويتباهون في ذوات العجب من أجناسها, وفي الكبار, وفي الغريبة المنظر، وكان الوزير يثيبهم في ذلك أوفى الثواب, ويبذل لهم الجزيل حتى يجتهدوا في تحصيلها
وكان له وقت يجلس فيه على دكة مرتفعة, ويدخل المستخدمون والحواة، فيخرجون ما في السلل، ويطرحونه في ذلك الرخام، ويحرشون بين الهوام، وهو يتعجب من ذلك ويستحسنه، فلما كان ذات يوم أنفذ رقعة إلى الشيخ الجليل "ابن المدبر" الكاتب، وكان من أعيان كتّاب أيامه ودولته، وكان عزيزا عنده، وكان يسكن في جوار "دار ابن الفرات"، يقول له فيها:
نُشْعِرُ الشيخَ الجليلَ- أدام الله سلامته- أنه لما كان البارحةَ وعَرَضَ علينا الحواةُ الحشراتِ، الجاري بها العادات، انسابت الى دارهِ منها الحيةُ البتراءُ, وذاتُ القرنين الكبرى, والعقربانُ الكبير, وأبو صوفة، وما حصلوا لنا بعد عناء ومشقة، وبجعلة بذلناها للحواة، ونحن نأمر الشيخ -وفقه الله تعالى- بالتقدمِ إلى حاشيتهِ وصبيتِهِ بصَوْنِ ما وُجِدَ منها إلى أن نُنْفِذَ الحواةَ لأخذها, وردها إلى سللها
فلما وقف "ابن المدبر" على الرقعة قلبها, وكتب في ذيلها: أتاني أمر سيدنا الوزير-أدام الله نعمته وحرس مدته- بما أشار إليه في أمر الحشرات، والذي يَعْتَمِدُ عليه في ذلك أن الطلاق يلزمُهُ ثلاثا إن باتَ هو أو واحدٌ من أهلهِ في الدار، والسلام.
المصدر: [ معجم الأدباء 2/ 785]
قلت - رحم الله والدي-:
توضيح وبيان: "ابن حنزابة": هو الإمام الحافظ الثقة الوزير الأكمل أبو الفضل جعفر ابن الوزير أبي الفتح الفضل بن جعفر بن محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات البغدادي، نزيل مصر , وزر بمصر لكافور, حدث عنه: الدارقطني، والحافظ أبو محمد عبد الغني المصري، وطائفة /ت 391هـ, ترجمته في "سير أعلام النبلاء" 16 / 485