رد: هذه عقيدتي في استواء الله عز وجل ما رأيكم
اقتباس:
قال:أبو الحسن الأشعري - (ج 1 / ص 23)في رسالة العقائد المجمع عليها:وأجمعوا على أنه عز وجل يجيء يوم القيامة والملك صفا صفا لعرض الأمم وحسابها وعقابها وثوابها فيغفر لمن يشاء من المذنبين ويعذب منهم من يشاء كما قال وليس مجيئه حركة ولا زوالا وإنما يكون المجيء حركة وزوالا إذا كان الجائي جسما أو جوهرا فإذا ثبت أنه عز وجل ليس بجسم ولا جوهر لم يجب أن يكون مجيئه نقلة أو حركة
لا يصح اطلاق هذا الكلام
اما الحركة فمن ائمة السنة من اثبتها كحرب الكرماني في كتاب السنة من مسائلة وقد نقل عقيدته عن كثير من السلف
ومنهم من توقف فلم يثبت ولم ينف بل يستفصل عن مراد القائل
اما اطلاق النفي فقول باطل وهذا القول مبني علي قول الاشاعرة في مسألة حلول الحوادث ويلزم من هذا لوازم باطلة كثيرة
اما الجسم فلا يثبت ولا ينفي بل يستفصل عن مراد قائله
رد: هذه عقيدتي في استواء الله عز وجل ما رأيكم
السؤال
قال الإمام البيهقي: يجب أن يُعلم أن استواء الله سبحانه وتعالى ليس باستواء اعتدال عن اعوجاج، ولا استقرار في مكان، ولا مماسة لشيء من خلقه، لكنه مستو على عرشه، كما أخبر بلا كيف، بلا أين، بائن من جميع خلقه، وأن إتيانه ليس بإتيان من مكان إلى مكان، وأن مجيئه ليس بحركة، وأن نزوله ليس بنقلة، وأن نفسه ليس بجسم، وأن وجهه ليس بصورة، وأن يده ليست بجارحة، وأن عينه ليست بحدقة. وأنا أتبع البيهقي، وأنزه الله عن الحركة، والقيام، والقعود، والاعوجاج، والاعتدال، وأشباههما من صفات المحدثات، وأطمئن إلى قول البيهقي، فهل عقيدتي صحيحة؟ وهل أنا مصيب ولا شيء عليّ؟ وهل لي الحق في ذلك؟ وما حكم عقيدتي؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يشرح للحق صدورنا، وأن يسدد به ألسنتنا وأقلامنا.
وأما سؤالك: فينبغي أن يفتتح جوابه بالتنبيه على عقيدة الإمام البيهقي، فإنه مع منزلته في العلم ـ رحمه الله ـ إلا إنه كان على مذهب الأشاعرة، وإن كان خالفهم في مسائل وافق فيها مذهب السلف، فكان له بذلك فضل على غيره؛ ولذلك يصفه شيخ الإسلام ابن تيمية فيقول في مجموع الفتاوى: فضلاء الأشعرية: كالباقلاني، والبيهقي. اهـ.
وقال في شرح العقيدة الأصفهانية: بل والحافظ أبو بكر البيهقي، وأمثاله أقرب إلى السنة من كثير من أصحاب الأشعري المتأخرين الذين خرجوا عن كثير من قوله إلى قول المعتزلة، أو الجهمية، أو الفلاسفة. اهـ.
وكتاب الاعتقاد للإمام البيهقي الذي ذكر فيه الكلام الذي نقله السائل، مبني في كثير من مواضعه على مذهب الأشاعرة؛ ولذلك لما طلب الشيخ ابن باز من الشيخ عبد الرزاق عفيفي تقريرًا عن كتاب الاعتقاد للبيهقي، كتب معلقًا عليه بقوله: قرأت الكتاب فوجدته موافقًا للسلف في مواضع كثيرة، ومخالفًا لهم في أخرى، وسأجمل فيما يلي ما يؤخذ عليه مما خالف فيه السلف في العقيدة... اهـ. وذكر من جملة هذه المآخذ، الموضع الذي نقله السائل، فقال: ذكر في الاستواء طريقتين: طريقة التفويض في معناه مع نفي الكيفية، وطريقة حمله على وجه يصح استعماله في اللغة ـ وأتبع ذلك نفيًا تفصيليًا للكيفية في الاستواء، وفي النزول، وفي المجيء والإتيان... إلخ ص 57، وأحال في ذلك على كتاب الأسماء والصفات. اهـ. ص: 8.
وزيادة على ما ذكره الشيخ تعليقًا على قول البيهقي: بلا أين ـ هذا ينافي ما عليه أهل السنة والجماعة من أن الله على العرش استوى، استواء يليق بجلاله، وعظمته تعالى، فهو تعالى في السماء، مستو على عرشه، ونفي السؤال بأين نفي للعلو، وكيف ينفى وقد ثبت السؤال به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث الجارية المشهور الوارد في الصحيح وغيره؟!. اهـ.
ثم تناول الموضع الذي نقله السائل بالنقد، فقال: قول البيهقي: وأن إتيانه ليس بإتيان من مكان إلى مكان، وأن مجيئه ليس بحركة، وأن نزوله ليس بنقلة، وأن نفسه ليس بجسم، وأن وجهه ليس بصورة، وأن يده ليست بجارحة، وأن عينه ليست بحدقة ـ يقال: هذه الطريقة في الإثبات مع نفي التشبيه ليس منهجًا للسلف ـ رحمهم الله تعالى ـ بل هي منهج لأهل البدع، والسلف يثبتون هذه الصفات مع نفي التشبيه، ولا يدخلون في التفصيل المنفي الذي قد يؤدي إلى تعطيل الصفة، فهذه العبارات التي ذكرها البيهقي اشتملت على ثلاثة أشياء:
1ـ ما هو باطل مؤد إلى تعطيل الصفة، كقوله: وأن إتيانه ليس بإتيان من مكان إلى مكان ـ فقد ثبت أن الله تعالى يأتي يوم القيامة لفصل القضاء، فنثبت هذا ولا نكيّفه، ومعلوم أنه قد دلت الأدلة على أن الله يقرب من عباده، وأن عباده يقربون منه، كما حدث للمصطفى صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج، ومثله قوله: وأن وجهه ليس بصورة ـ وقد ثبت حديث الصورة..
2ـ ما هو من الألفاظ المجملة التي لا تثبت، ولا تنفى، لاحتمال معانيها الحق والباطل، مثل قوله: وأن نفسه ليست بجسم ـ فالجسم لفظ مجمل كما هو معلوم، فنفيه مطلقًا هكذا قد يدخل فيه ما هو حق من إثبات الوجه، واليدين، والعين، والرجل لله تعالى.
3 ـ ما هو من النفي التفصيلي الذي لم يرد عن السلف، والنفي هكذا قد يكون سُلّمًا لأهل التعطيل أن يعطلوا صفات الله تعالى، كقوله: وأن مجيئه ليس بحركة، وأن نزوله ليس بنقلة، وأن عينه ليست حدقة، وأن يده ليست بجارحة ـ فهذا النفي من طرائق أهل البدع، وأهل السنة يثبتون هذه الصفات كما يليق بالله تعالى من غير تعطيل، ولا تكييف، ولا تحريف، ولا تشبيه. اهـ.
وراجع للفائدة عن تفصيل الجزئيات الواردة في السؤال، الفتاوى التالية أرقامها: 6707، 66332، 283111، 128296، 77605، 2359، 199975.
ولمزيد الفائدة عن عقيدة البيهقي ـ رحمه الله ـ يمكن الرجوع إلى أطروحة الدكتواره للشيخ أحمد بن عطية الغامدي: البيهقي وموقفه من الإلهيات.
والله أعلم.
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/326644/
رد: هذه عقيدتي في استواء الله عز وجل ما رأيكم
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم فضيلة الشيخ س . خ وفقه الله لما فيه رضاه آمين .
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد .
فقد وصلني كتابكم الكريم الذي ذكرتهم فيه أنكم أثناء تحقيقكم لكتاب ( فضائل الأوقات ) للبيهقي مر عليكم هذا النص : سمعت أبا عبد الله الحافظ يقول : سمعت أبا محمد أحمد بن عبد الله المزي يقول : حديث النزول قد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجوه صحيحة ، وورد في النزول ما يصدقه وهو قوله وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا[1] والنزول والمجيء صفتان منفيتان عن الله من طريق الحركة والانتقال من حال إلى حال ، بل هما صفتان من صفات الله بلا تشبيه جل عما يقول المعطلة لصفاته والمشبهة بها علوا كبيرا . اهـ .
ولا شك أن هذا القول باطل مخالف لما عليه أهل السنة والجماعة ، فإن الله سبحانه قد أثبت لنفسه المجيء وكما أخبر عنه رسوله صلى الله عليه وسلم بالنزول ولم يبين لنا سبحانه ولا رسوله صلى الله عليه وسلم كيفية النزول ولا كيفية المجيء فوجب الكف عن ذلك . كما وسع السلف الصالح رضي الله عنهم ذلك ، ولم يزيدوا على ما جاء في النصوص .
فالواجب السير على منهاجهم ولزوم طريقهم في إثبات الصفات الواردة في الكتاب العزيز والسنة الصحيحة بلا كيف . مع الإيمان بأنه سبحانه لا كفو له ولا شبيه له ولا مثيل له كما قال عز وجل وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ[2] فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ[3] لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ[4] ومعلوم أن نفي الحركة والانتقال دخول في التكييف بغير علم ونحن ممنوعون من ذلك لعدم علمنا بكيفية صفاته سبحانه ، لأنه عز وجل لم يخبرنا بذلك ولا رسوله صلى الله عليه وسلم .
ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل به والثبات على الحق والسلامة من مضلات الفتن إنه سميع قريب . .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . .
https://binbaz.org.sa/old/29901