الأهمية المعنوية في آية قرآنية
قال تعالى:"*فَسَيُنْ ِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ"*
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض ، وهو غاية كل لغة من لغات العالم،كما هو الحال في قوله تعالى:"*أَوْ خَلْقًا مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ ۚ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا ۖ قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ۚ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ ۖ قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيبًا"*حيث قال تعالى *فسينغضون*وذلك بحسب الأهمية المعنوية،لأن هذه الكلمة تعبر عن حركة خاصة يقوم بها العرب عند التعجب والاستهزاء والتكذيب ، وتكون هذه الحركة بهز الرأس من أعلى إلى أسفل وبالعكس وبشكل متكرر للتعبير عن المعنى الذي ذكرته،وما نزال نرى مثل هذه الحركة إلى الآن،وهي كلمة مناسبة للتعبير عن استهزاء الكفار بيوم البعث ،كما أنها تُظهر لنا مقام الاستهزاء والتعجب والتكذيب ،ولا تقوم غيرها من الكلمات بهذه المهمة .
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتثقف لغويا ويتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ، وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز معنى التراكيب ونظمها وإعرابها ، وباختصار : الإنسان يتحدث تحت رعاية الاهمية المعنوية وعلامات المنزلة والمكانة المانعة من اللبس