الأهمية المعنوية في آية قرآنية
قال تعالى:"*إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ"*
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في قوله تعالى :"* إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ"*حيث قال تعالى *تستغيثون *وعبر- سبحانه- بالمضارع تَسْتَغِيثُونَ مع أن استغاثتهم كانت قبل نزول الآية- وذلك بحسب الأهمية المعنوية من أجل الهدف المعنوي وهو استحضار الحال الماضية في الذهن وكأنها تحدث الآن، كما يدل المضارع على الاستمراية في الاستغاثة ، وجاء بضمير الجمع مع أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو الذي كان يدعو وذلك بحسب الأهمية المعنوية من أجل الهدف المعنوي وهو التعظيم ، ولهذا قال بعد ذلك*ربكم* ، *لكم* ، *يمددكم* بالجمع ،للجمع بين التعظيم والتعظيم ،وبينهما منزلة معنى واحتياج معنوي ،كما قال تعالى*ربكم*ولم يقل*الله*مثلا،وذ لك بحسب الأهمية المعنوية ،لأن الرَّبُّ فِي اللغة للموصوف بالرُّبُوبِيَّة ِ، وفعْله ربَّ يربُّ ربوبية، أو ربَّى يربِّي تربية ،والربُّ هو الذي يُربي غيرَه ويُنشئه شيئًا فشيئًا ويرعاه،ويُطْلَق ُ على المالِك والسَّيِّد والمدَّبِّرِ والمُرَبِّي والقيِّم والمُنْعِم على خلقه ،والمهتم بهم،والراعي لهم ،كما قال تعالى*فاستجاب*فج اء بالفاء التي تفيد الترتيب والتعقيب بحسب الأهمية المعنوية كذلك للدلالة على سرعة الاستجابة ،وأن الله تعالى لا يتخلى عن رسوله وعباده المؤمنين وقت الشدة ،كما جاء بصيغة *استجاب* بحسب الأهمية المعنوية أيضا ،والتي تفيد قبول الطلب والمبالغة في الاستجابة في تحقيق المطلوب ،كما جاء بكلمة *مردفين* أي:متتابعين بحسب الأهمية المعنوية كذلك ،لأن هذه الكلمة ترسم صورة تدل على الهيبة في العين ، وكانت عادتهم في الحرب إذا كان الجيش عظيماً أن يبعثوا طائفة منه ثم يعقبوها بأخرى لأن ذلك أرهب للعدو .
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتثقف لغويا ويتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ، وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز معنى التراكيب ونظمها وإعرابها ،وباختصار:الإنس ن يتحدث تحت رعاية الاهمية المعنوية وعلامات المنزلة والمكانة المانعة من اللبس.