بارك الله فيكماقتباس:
وَإِذْ يَقُولُ المُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا الله وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً
عرض للطباعة
بارك الله فيكماقتباس:
وَإِذْ يَقُولُ المُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا الله وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً
/// وفيكم بارك الله، وجزاكم الله خيرًا ونفع بكم..
(( وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ ))
لو قد رَأَيت الصَغيرَ مِن عَمَلِ الـ /// /// /// ـخَيرِ ثَواباً عَجِبتُ مِن كِبَرِه
أو قد رَأَيت الحقيرَ من عَمَلِ الشَّـ /// /// /// ـرِّ جَزاءً أَشفَقتُ مِن حَذَرِه
((وَقَالَ الْمَلأ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِ نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ /// قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ للهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ /// قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا؟!! قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَك ُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ! )).
السلام عليكم وحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم
قال /الخطيب البغدادي - رحمه الله - :
(( قد جعل رب العالمين الطائفة المنصورة حراس الدين ، وصرف عنهم كيد المعاندين ، لتمسكهم بالشرع المتين ، واقتفائهم آثار الصحابة والتابعين .
فشأنهم حفظ الآثار ، وقطع المفاوز والقفار ، وركوب البراري والبحار في اقتباس ما شرع الرسول المصطفى ، لا يعرجون عنه إلى رأي ولا هوى .
قبلوا شريعته قولا وفعلا ، وحرسوا سنته حفظا ونقلا ، حتى ثبَّتوا بذلك أصلها ، وكانوا أحق بها وأهلها ، وكم من ملحد يروم أن يخلط بالشريعة ما ليس منها ، والله تعالى يذب بأصحاب الحديث عنها ، فهم الحفاظ لأركانها ، والقوَّام بأمرها وشأنها إذا صدف عن الدفاع عنها فهم دونها يناضلون : " أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " [ المجادلة : 22 ]
( " شرف أصحاب الحديث " [ ص : 31 ] .
/// بارك الله فيكِ..
/// في حلية الأولياء (3/230) عن أبي حازم الأعرج سلمة بن دينار رحمه الله قال: ((ينبغي للمؤمن أن يكون أشد حفظًا للسانه منه لموضع قدَمَيه)).
/// وقال أبو حازم الأعرج أيضًا كما في حلية الأولياء (3/239): ((من عرف الدُّنيا لم يفرح فيها برخاء، ولم يحزن على بلوى)).
/// وقال رحمه الله أيضًا: ((ما في الدُّنيا شيءٌ يسرُّك إلَّا وقد أُلْزِق به شيء يسؤك)).
/// في الصَّحيحين، من حديث عبدالرحمن بن سمرة ررر قال: قال لي رسول الله (ص): (( يا عبدالرحمن لا تسأل الإمارة؛ فإنَّك إنْ أُعْطِيْتها عن مسألةٍ وُكِلْتَ إليها، وإنْ أُعْطِيْتها عن غير مسألةٍ أُعِنْتَ عليها )).
/// وفي صحيح مسلمٍ، من حديث أبي ذرٍّ ررر قال: قلتُ: يا رسول الله، أَلَا تستعملني؟ قال: فضَرَب بيده على منكبي، ثم قال: (( يا أبا ذَرٍّ إنَّك ضعيفٌ، وإنَّها أمانةٌ، وإنَّها يوم القيامة خزيٌ وندامةٌ، إلَّا من أخذها بحقِّها وأدَّى الذي عليه فيها )).
/// أخرج ابن أبي الدُّنيا في الصَّمت وآداب اللِّسان، بسنده عن سعيد بن العاص رحمه الله أنَّه قال لابنه: ((يا بُنَيَّ.. لا تُمَازح الشَّريف فيحقد عليك، ولا تمازح الدَّنيء فيجترىء عليك)).
/// وفيه بسنده عن محمد بن المنكدر قال: قالت لي أمِّي: ((لا تمازح الصِّبيان فتهون عليهم)).
/// وأسند في الحلم عن الأحنف بن قيس قال: قال عمر بن الخطاب ررر: ((من كثر ضحكه قَلَّت هيبته، ومن مزح استُخِفَّ به، ومن أكثر من شيءٍ عُرِف به، ومن كثر كلامه كثر سقَطُه، ومن كثر سَقَطُه قلَّ حياؤُه، ومن قَلَّ حياؤُه قلَّ ورَعُه، ومن قلَّ وَرَعُه قلَّ خيره، ومن كثر أكْلُه لم يجد لذكر الله لذَّةً، ومن كثر نوْمُه لم يجد في عمْرِهِ بَرَكَةً، ومن كثر كلامه في النَّاس سقط حقُّه عند الله وخرج من الدُّنيا على غير الاستقامة)).
/// أخرج أبونعيم في الحلية (4/223) بسنده عن إبراهيم النَّخعي قال: ((لقد تكلَّمتُ ولو وجدُّت بُدًّا ما تكلَّمْتُ، وإنَّ زمانًا أكون فيه "فقيه الكوفة" لزمان سوءٍ)).
/// وأسند أبونعيم في الحلية (4/249) عن عون بن عبدالله قال: (( ما أحسبُ أحدًا تفرَّغَ لعيب النَّاس إلَّا من غفلةٍ غفلها عن نفسه )).
/// وفي حلية الأولياء لأبي نعيم أيضًا (4/92): بسنده عن أبي المليح قال: "قرأ يومًا ميمون بن مهران: ((وامتازوا اليوم أيُّها المجرمون)) فرَقَّ حتى بَكَى، ثم قال: ما سمع الخلائق بعتبٍ أشد منه قط".
/// قال أبوحازم سلمة بن دينار الأعرج: اشتدَّت مؤونة الدِّين والدُّنيا!
قيل: وكيف ذاك يا أبا حازم؟
قال: « أمَّا الدِّين فلا تجد عليه أعوانًا، وأمَّا الدُّنيا فلا تمُدُّ يدَكَ إلى شيءٍ منها إلَّا وجَدْت فاجِرًا قد سبقك إليه ».
/// وفي الحلية لأبي نعيم (2/235): قال مورق العجلي: «تعلمت الصَّمت في عشر سنين، وما قلتُ شيئًا قطُّ إذا غضبتُ ((أندم عليه))، إذا ذهب عنِّي الغضب».
/// وفي الحلية أيضًا (3/5): قال أيوبُ السِّختياني: «لا يستوي العبد أولا يسود العبد حتَّى يكون فيه خصلتان؛ اليأس ممَّا في أيدي النَّاس، والتَّغافل عما يكون منهم».
/// قال الإمام ابن قيِّم الجوزيَّة رحمه الله في مدارج السَّالكين (2/16): «الفُسَّاق يزدحمون على مواضع الرَّغبة في الدُّنيا، ولتلك المواقف بهم كظيظٌ من الزِّحام! فالزَّاهد يأنف من مشاركتهم في تلك المواقف، ويرفع نفسه عنها؛ لخِسَّة شركائِهِ فيها.
كما قيل لبعضهم: ما الذي زهَّدك في الدُّنيا؟
قال: قِلَّة وفائها، وكثرة جفائها، وخِسَّة شركائها»!
/// وفي الحلية أيضًا (2/381) قال مالك بن دينار: «مَنْ صَفَا صُفِّي له، ومَنْ خَلَط خُلِّطَ له».
/// وفي الحلية أيضًا (2/377) قال مالك بن دينار: «كان الأبرار يتواصون بثلاثٍ؛ بسَجْن اللِّسان، وكثرة الاستغفار، والعُزْلة».
بارك الله فيكم شيخنا على التّذكرة و الموعظة، صدقة جارية إن شاء الله و في ميزان حسناتكم.
/// آمين، جزاك الله خيرًا، وفيك بارك الله ونفع.
((يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ • فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ))/// قال قتادة بن دعامة السدوسي رحمه الله: "إنَّ هذه السَّرائر مختبرة، فأسِرّوا خيرًا وأعلنوه إنْ استطعتم، ولا قوّة إلا بالله".
/// وفي الحلية أيضًا (2/378): قال مالك بن دينار: «يا عالم! أنت عالمٌ تأكل بعلمك، وتفخر بعلمك، لو كان هذا العلم طلبْتَه لله تعالى لرُؤِيَ فيك وفي عملك!».
بارك الله فيكم شيخنا، ونسأل الله أن يحيي قلوبنا بالإيمان.
قال الخطيب البغدادي في " اقتضاء العلم العمل " ، أنشدنا محمد بن أبي علي الأصبهاني لبعضهم:
اعمل بعلمك تغنم أيها الرجل * * * * * لا ينفع العلم إن لم يحسن العـمـل
والـعـلم زين وتقوى الله زينته * * * * * والمتقون لهم في علمـهم شغـــلُ
وحجة الله يا ذا العـلـم بالغةٌ * * * * * لا المكر ينفع فيها لا ولا الحيـل
تعلم العلم واعمل ما استطعت به * * * * * لا يلهينك عنـه اللـهـو والجدل
وعلّم الناس واقصد نفعهم أبدا * * * * * إيـاك إيـاك أن يعتـادك الـملل
وعظ أخــــاك برفق عند زلته * * * * * فالعـلـم يعطف من يعتاده الزلـل
وإن تك بين قومٍ لا خلاق لهم * * * * * فأْمُـر عليهم بمعـروف إذا جهلــوا
فإن عصوك فراجعهم بلا ضجر * * * * * واصبر وصابر ولا يحزنك ما فعلــوا
فكل شاةٍ برجليها معلقـة * * * * * عليك نفسك إن جاروا وإن عدلوا
/// آمين.. وجزاك الله خيرًا وبارك فيك.
/// وفي الحلية أيضًا (2/372) قال مالك بن دينار: «إذا تعلَّم العبدُ العِلْمَ ليعمل به كَسَرَه علمُهُ، وإذا تعلَّم العلم لغير العمل به زاده فَخْرًا».
/// وبنحوه في (2/378).
/// وفي الحلية أيضًا (2/372) قال مالك بن دينار: «منذ عَرَفْتُ النَّاس لم أفرح بمدْحَتهم، ولا أكره مذمَّتَهم.
قيل: ولِـمَ ذلك؟
قال: لأنَّ مادحهم مفْرِطٌ، وذامُّهم مفْرِطٌ».
/// وفي الحلية أيضًا (2/372) قال مالك بن دينار: «كل جليس لا تستفيد منه خيرا فاجتنبه».
(( أليْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ؟ ويخوِّفونَك بالذِينَ مِن دُوْنِه ))
/// وفي حلية الأولياء (2/233) أيضًا عن قتادة قال: وجدُّت خُلَيد بن عبدالله العصري قال: ((تَلْقَى المؤمن عفيفًا سؤولاً، وتلقاه غنيًّا فقيرًا)).
/// قال: ((تلقاه عفيفًا عن الناس سؤولاً لربِّه عزَّ وجلَّ، ذليلاً لربِّه، عزيزًا في نفسه، غنيًّا عن الناس، فقيرًا إلى ربِّه)).
/// قال قتادة: تلك أخلاق المؤمن، هو أحسن معونةً، وأيسر النَّاس مؤونةً.
(( يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ///
يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمْ اللهُ دِينَهُمْ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ هُوَ الحَقُّ الْمُبِينُ ))
/// قال أبوالحارث أحمد بن محمد الصَّائغ -كما في طبقات الحنابلة (1/75)-: سمعت أبا عبدالله -يعني: أحمد بن حنبل- يقول: « إنَّما العِلْم مَوَاهب، يؤتيه الله مَنْ أحبَّ من خلقه، وليس ينالُه أحدٌ بالحَسَب، ولو كان لعلَّة الحَسَب لكان أولى النَّاس به أهلُ بيت النَّبيِّ (ص) ».
"العلم مواهب"
هذا درس بليغ في إدارة العمليّة التعليمية "التربوية!"
أين "الإدارات المجتمعيّة والأسريّة" من هذا الدرس البليغ؟!
كم ضاعت - وتضيع - مواهب حقيقية بسبب "سوء الإدارة" (= الرعاية) الخاصّة والعامّة..
"كل مولود يولد على الفطرة"
"كل ميسّر لما خُلِقَ له"
"قد جعل الله تعالى لكل عمل عاملا ولكل علم عالما"
هذا هو الأصل
ولكن التدخل الخارجي المنحرف عن الهداية والفطرة: أفسد المواهب بل أفسد البر والبحر ..
الموهبة تولد مع صاحبها .. فإن وَجدت رعاية وحُسن توجيه وإرشاد وتعاهد: نمت وأنبتت من كل زوج بهيج .. وسارت مسارها الطبيعي باندماج وتآلف دون أدنى مشقّة أو تكلّف .. وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس ..
جملة الأطفال لا يحبون العلم .. بل يكرهونه .. وعند نهاية العام يلقون بالكتاب المدرسي في الشوارع .. ثم نقول: "عيال مش نافعة" .. بل "المنظومة مش نافعة" ..
ومع ضغط الحياة المادية .. والمنظومة الفاشلة: وئدت المواهب .. وقُتل الابداع من يومه .. بدعوى: "المهم المجموع" .. طيب: المجموع قد يصنع نجاحا شخصيا ضيقا .. ولكن أين نجاح الأُمّة .. الأُمّة الآن: "ساقطة مجموع"
قال الشافعي: خرجت أطلب النحو والأدب، فلقينى مسلم بن خالد الزَّنْجِي، فقال: يافتى من أين أنت؟ قلت: من أهل مكّة. قال: أين منزلك؟ قلت: بشعب الخيف. قال: من أي قبيلة أنت؟ قلت: من عبد مناف. قال: بخ بخ! لقد شرفك الله في الدنيا والآخرة، ألا جعلت فهمك في هذا الفقه، فكان أحسن بك!
وقال: كنت امرءًا أكتب الشعر، وآتي البوادي فأسمع منهم، وقدمت مكة، وخرجت وأنا أتمثّل بشعر للبيد، وأضرب وحشي قدمي بالسوط، فضربني رجل من ورائي من الحجبة، فقال: رجل من قريش، ثم ابن المطلب، رضي من دينه ودنياه أن يكون معلّما! ما الشعر؟! الشعر إذا استحكمت فيه: قعدت معلّما، تفقه يُعْلِكَ الله.
قال: فنفعني الله بكلام ذلك الحجبيّ، ورجعت الى مكّة، وكتبت عن ابن عيينة ما شاء الله أن أكتب، ثم كنت أجالس مسلم بن خالد الزنجي ..
فكان الشافعي!
معذرة شيخنا الكريم، فإنّ الأمر ما ترى لا ما تقرأ أو تسمع ..
/// جزاكم الله خيرًا يا شيخ أشرف.. لفتةٌ جيِّدةٌ وبيان لجملة الإمام أحمد رحمه الله.
/// وأزيد بجملةٍ تبيِّن أيضًا.. لا تحْقِر نفْسَك، بالنظر إلى علوِّ غيرك فتعيقها. مهما كانت ظروف حياتك، ومنزلتك الاجتماعية، عليك بالهمَّة العمليَّة الواقعيَّة، تقهر بها كلَّ صعبٍ، وأخلص النيَّة والتَّهذيب للنَّفس =ييسِّر الله لك كلَّ عسيرٍ.
/// أخرج ابن عساكر في تاريخه بسنده عن أبي إسحاق الحربي قال: كان عطاء بن أبي رباح عبدًا أسودا لامرأةٍ من أهل مكَّة، وكان أنفُهُ كأنَّه باقلَّى، -قال:- وجاء سليمانُ بن عبد الملك -أمير المؤمنين- إلى عطاء، هو وابناه، فجلسوا إليه، يصلِّي، فلمَّا صلَّى انتقل إليهم، فما زالوا يسألونه عن مناسك الحجِّ، وقد حوَّل قَفَاه إليهم! ثُمَّ قال سليمانُ لابنَيْه: قُوْمَا، فقَامَا، فقال: «يا بَنِيَّ! لا تَنِيَا في طلب العِلْم، فإنِّي لا أنْسَى ذُلَّنا بين يَدَي هذا العبد الأسود».
/// بارك الله فيكم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال عبدُ الله بن عَونٍ :" ذكرُ النّاس داءٌ , وذكرُ الله دواءٌ ".
قال الحافظُ الذّهبيُّ معلّقاً :
" قلتُ : إي والله , فالعجبُ منّا ومن جهلنا كيف ندعُ الدّواءَ ونقتحمُ الدّاء ؟ قال الله تعالى " فاذكروني أذكركم " , " ولَذكرُ اللهِ أكبرُ " , " الذين آمنوا وتطمئنُّ قلوبهم لذكر الله ألاَ بذكر الله تطمئنُّ القلوبُ " .
ولكن لا يتهيّأ ذلك إلا بتوفيق الله . ومن أدمن الدُّعاء ولازم قرْعَ الباب فُتح له ".
( سير أعلام النبلاء 6/369 )
/// قال عبدة بن أبي لبابة: ((إذا رأيتَ الرَّجل لجوجًا، مماريًا، مُعْجبًا برأيه: فقد تمَّت خسارته)) .
_
(( يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمْ اللهُ نَفْسَهُ وَاللهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ))
_
/// في الحِلية لأبي نُعَيم (7/82) عن سفيان بن سعيد الثَّوري قال : « كان يُقَال : الصَّمْتُ زينُ العَالِـم وستْر الجاهِل » .
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
قال أحمد بن أبي الحواريِّ: قلت لأبي سليمان (الدَّاراني): "صلَّيتُ صلاةً في خَلْوةٍ، فوجَدتُ لها لذَّةً!" فقال: "أيُّ شيءٍ لَذَّكَ منها؟" قلتُ: "حيث لَمْ يَرَني أحدٌ." . فقال: "إنّك لَضعيفٌ، حيث خَطَرَ بقلبِك ذِكْرُ الخَلْق!"
/// وفي الحلية (4/283) عن سعيد بن جبير قال: "وددت أنَّ النَّاس أخذوا ما عندي من العِلْم؛ فإنَّه ممَّا يهمُّني"!
/// في السِّير للذَّهبي (11/247) عن محمد بن ابراهيم البوشنجي قال: حدَّثني بعض أصحابنا: أنَّ أحمد ابن أبي دُؤاد أقْبَل على أحمد يكلِّمُه، فلم يلتفت إليه، حتى قال المعتصم: يا أحمدُ، ألا تكلِّم أبا عبدالله؟
فقلتُ: ((لستُ أعرفه من أهل العلم فأكلِّمُه)).
/// ذهب أحد أصحابنا إلى مكان يرغَّب في إتيانه (قد) يقرِّب للآخرة، فرأى تزاحم الناس وتداخلهم و"تشاتمهم وتلاعنهم" وتدافعهم لأجله =فتركه مرغمًا على مضضٍ، وقال: لا أكون شريكًا في الخِسَّة .. وضيعًا في الهِمَّة!
/// كم يذهب صاحب النُّبل إلى مكان أو يهوى شيئًا فإذا رأى مشاركة الشُّركاء وتزاحمهم فيه وتنازعهم "وخستهم أحيانًا!" =تركه حتى لا يكون كأحدهم:إذا وَقَع الذُّباب على طعامٍ /// /// /// رفعت يدي ونفسي تشتهيهِ
وتجتنبُ الأُسودُ ورودَ ماءٍ /// /// /// إذا كنَّ الكلاب ولغن فيهِويرتجعُ الكريمُ خميص بطنٍ /// /// /// ولا يرضى مساهمة السَّفيْهِ!الله المستعان!
_
/// وفي الحلية (2/153) عن الحسن البصري رحمه الله قال: «إيَّاكم وما شغَلَ من الدُّنيا؛ فإنَّ الدُّنيا كثيرة الأشغال، لا يفتح رجلٌ على نفسه باب شغلٍ إلَّا أوْشَكَ ذلك الباب أنْ يفتح عليه عشرة أبواب».
_
جزاكم الله خيراً
رائع جداً
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
قال داود الطائي:
"ابْنَ آدم! فَرِحْتَ بِبُلوغ أَمَلِك، وإنَّما تَبْلُغه بانقضاء مُدَّة أَجَلِك! ثم سَوَّفْتَ بعَمَلِك، كأنَّ مَنْفَعَتَه لِغَيْرِك!"
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
قال سفيان بن عيينة: "أصابني ذاتَ ليلةٍ رِقَّةٌ، فبكيت. فقلتُ في نفسي: "لو كان بعضُ إخواننا، لَرَقَّ معي..." ثم غَفوْتُ، فأتاني آتٍ في منامي، فرفسني فقال: "يا سفيان! خُذْ أَجْرَك مِمَّنْ أحببتَ أنْ يراك!"
(تاريخ بغداد، ترجمة أحمد بن إسماعيل الجرجرائي)
_
« وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ /// وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ /// وَإِذَا قِيلَ لَهُ: اتَّقِ اللهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ /// وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ وَاللهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ »
_
/// سمعت هذه الآية -وكثيرًا ما نسمعها- فهزَّني وقعها، فأحببت مشاركتكم فيها..
«مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ /// صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ»/// نعوذ بالله من الضلال.
في الدعاء وحلاوة المناجاة ولذتها:
قال بعض السلف: يا ابن آدم! لقد بورك لك في حاجة أكثرت فيها من قرع باب سيدك.
وقال بعض الشيوخ: إنه ليكون لي إلى الله حاجة فأدعوه؛ فيفتح لي من لذيذ معرفته وحلاوة مناجاته ما لا أحب معه أن يعجّل قضاء حجاتي؛ خشية أن تنصرف نفسي عن ذلك؛ لأن النفس لا تريد إلا حظها، فإذا انقضى انصرفت.
عن: فتاوى شيخ الإسلام 10/333
/// بارك الله فيك.. ونفع بك
/// قال الإمام ابن القيِّم رحمه الله في الفوائد: «دافِع الخَطْرة فإنْ لم تفعل صارت فِكْرة، فدَافِع الفِكْرة فإنْ لم تفعل صارت شهوةً، فحاربها، فإنْ لم تفعل صارت عزيمةً وهمَّةً، فإنْ لم تدافعها صارت فعلًا، فإنْ لم تتداركه بضدِّه صار عادةً، فيصعب عليك الانتقال عنها».
إلهي!إليك شكاية ذنبٍ مضى .. إليك حكاية إثمٍ غبر
إليك المآب إليك المتاب .. ومنك العتاب ولا معتذر
أسير الخطايا رهين البلايا .. كثير الشكايا قليل الحيل
يرجّيك عفوًا وأنت الذي .. تجود على من عصى أو غفلفي كتابه: مع الله.
_
/// أسند أبوالفرج ابن الجوزي رحمه الله في تلبيس إبليس بسنده عن عبدوس العطَّار قال: سمعتُ أبا حامد الخلفاني يقول لأحمد بن حنبل: يا أبا عبدالله، هذه القصائد الرِّقاق التي في ذكر الجنَّة والنار، أيُّ شيء تقول فيها؟
فقال: مثل أي شيءٍ؟
قلتُ: يقولون:
إذا ما قــال لي ربي: /// /// أمَا استحييْتَ تعصيني؟!فقال: أعِدْ عليَّ، فأعدتُ عليه..
وتخفي الذَّنب من خلقي /// /// وبالعِصيانِ تأتيني!
فقام ودخل بيته، وردَّ الباب، فسمعتُ نحيبَهُ من داخل البيت، وهو يقول:
إذا ما قــال لي ربي: /// /// أمَا استحييْتَ تعصيني؟!
وتخفي الذَّنب من خلقي /// /// وبالعِصيانِ تأتيني!
_
جزاك الله خيراً وبارك الله فيك
نحن نتابع فاستمر نفع الله بما تكبتب
آمين.. وبارك فيك ونفع بك.
/// في الحلية لأبي نعيم (2/273) أيضًا بسنده: كان الرجل إذا سأل ابن سيرين عن الرُّؤيا قال له: «اتَّق الله في اليَقَظة، لا يضرُّك ما رأيتَ في المنام».
/// في الزُّهد لأحمد رحمه الله: قال مالك بن دينار: «مَن طَلَب العِلْم لنفسه فالقليل منه يكفي.
ومَن طَلَب العِلْم لحوائج النَّاس فحوائج النَّاس كثيرة».
الله الله على الدرر
ايه بارك الله فيك
_
/// أسند الخطيب في تاريخ بغداد (6/36) وغيره عن إبراهيم الحربي رحمه الله أنَّه قال لجماعةٍ عنده: مَنْ تعدُّون الغريب في زمانكم هذا؟
فقال واحدٌ منهم: الغريب من نَأَى عن وطنه.
وقال آخر: الغريب من فارق أحبابه.
وقال كلُّ واحدٍ منهم شيئًا.
فقال إبراهيمُ: «الغريبُ في زماننا: رجلٌ صالحٌ، عاش بين قوم صالحين، إنْ أمر بالمعروف آزَرُوه، وإنْ نَهَى عن المنكر أعانوه، وإنْ احتاج إلى سببٍ من الدُّنيا مانوه، ثُمَّ ماتُوا وتركُوُه».
_
/// قال الإمام محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله: «مَن طَلَب الرِّياسة فرَّت منه، وإذا تصدَّر الحَدَث فاتَهُ عِلمٌ كثيرٌ».
﴿وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ﴾
شيخنا عدنان، لا تنقطع عن تعاهد موضوعك هذا الذي ينبّهنا من غفلتنا، ويُعلمنا بحقيقة أنفسنا!
فحين أراجع الموضوع من بدايته أمر على بعض العبارات من أقوال من سلف، فلا يأتي في نفسي إلا أنه من نور السماء، ولا عجب؛ فلم يتكلموا لعز النفوس -رحمهم الله- وجزاك خيراً
}أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ { (المطففين)
/// وفي حلية الأولياء لأبي نعيم (2/133) بسنده عن الحسن البصري ررر أنَّه كان يحلف بالله يقول: «والله يا ابن آدم لئن قرأتَ القرآن، ثُمَّ آمنتَ به ليطولَنَّ في الدُّنيا حزنُك، وليشتدنَّ في الدُّنيا خوفُك، وليكثرنَّ في الدُّنيا بكاؤك».
/// وفي حلية الأولياء لأبي نعيم (2/341) أيضًا، عن قتادة بن دعامة السَّدوسي رحمه الله أنَّه قال: «كان المؤمن لا يُعْرَف إلَّا في ثلاثة مواطن: بيتٍ يستُرُه، أومسجدٍ يعمُرُه، أوحاجةٍ من الدُّنيا ليس بها بأس».
/// من مواعظ لقمان لابنه: ﴿وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾
/// قال إبراهيم النَّخعي رحمه الله: ﴿وَلا تُصَعِّرْ﴾: «هو التشدُّق». يعني: في الكلام.
/// ولعلَّ في ذلك وجهًا من جهة أنَّ متكلِّف التَّفاصح على النَّاس إرادة التَّعالي عليهم له بتقعُّره =له منزعٌ إلى التكبُّر عليهم بألفاظه وتقعرات كلامه.
/// ومن وجهٍ آخر: فإنَّ المتفاصح المتقعِّر يلوي ويميل لسانه وخدَّه وشدقه لذلك.
وقد اشتقَّ التشدُّق من "الشِّدق" وهو طرف الفم وجانبه؛ لاعتماد المتشدِّق عليه وليِّه له عند تفاصحه.
/// ومنه في المعنى ما في الحديث: «إنَّ الله يبغض البليغ من الرجال، الذي يتخلَّل بلسانه كما تتخلَّل البقرة بلسانها».
/// والحديث الآخر: «إنَّ أبغضكم إليَّ وأبعدكم منِّي في الآخرة مساوئكم أخلاقًا، الثرثارون، المتفيْهِقُون، المتشدِّقُون».
﴿أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنْ اللهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ
عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾
_
﴿وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾
_
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
جزاكم الله كل خير
قال علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ :
" التقوى هي الخوف من الجليل ، و العمل بالتنزيل
و القناعة بالقليل ، و الإستعداد ليوم الرحيل "
/// في البخاري: أنَّ معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنهما- خَطَب بحضور ابن عمر -رضي الله عنهما- فقال: «من كان يريد أن يتكلَّم فى هذا الأمر فليطلع لنا قرنه! فلنحن أحقُّ به منه ومن أبيه».
قال عبد الله بن عمر: فحَلَلْتُ حَبْوَتي وهَمَمْتُ أنْ أقولَ: «أحقُّ بهذا الأمر منك من قاتَلَك وأباك على الإسلام!».
فخشيت أن أقول كلمة تفرِّق بين الجمع، وتسفك الدَّم، ويحمل عنِّي غير ذلك، فذَكَرْتُ ما أعدَّ الله في الجنان.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يقول أحد خبراء السلوك البشري :
راقب أفكارك لأنها تتحول إلى كلمات
و راقب كلماتك الأنها تتحول الى أفعال
و راقب أفعالك لأنها تتحول الى سلوك
وراقب سلوكك لأنه هو الذي يحدد مصير
نسال الله ان يوفقنا لما يحبه و يرضاه
_
/// وهذه دُرَّة نفيسةٌ من الحِكَم البليغة.
/// أخرج البيهقي في الشُّعب -وبعضَه أبوحاتم البُستي في روضة العقلاء-، بإسناديهما عن سليمان ابن مهران الأعمش رحمه الله أنَّه قال: «جوابُ الأحمقِ السُّكوتُ عنه».
/// قال الأعمش: «السُّكُوت جوابٌ، والتَّغافلُ يطفئُ شرًّا كثيرًا، ورضى المتجنِّي غايةٌ لا تُدْرَك، واستعطافُ المحِبِّ عونٌ للظَّفَر، ومَنْ غَضِب على مَنْ لا يقدر عليه طال حُزْنُه».
_
/// الأخوان الكريمان: أسماء وأنس عسيري.. آمين، وجزاكما الله خيرًا
/// أخرج البيهقي في المدخل وغيره بإسناده عن الشَّافعي رحمه الله قال:
كان يختلف إلى الأعمش رجلان، أحدهما كان الحديث من شأنه، والآخر لم يكن الحديث من شأنه، فغضِب الأعمش يومًا على الذي من شأنِهِ الحديث.
فقال الآخَر: لو غضِب عليَّ كما غضِبَ عليك لم أَعُد إليه.
فقال الأعمش: «إذًا هو أحمقُ مثلك، يترك ما ينفعه لسُوءِ خُلُقي».
/// قال عروة بن الزبير رضي الله عنه: «رُبَّ كلمة ذُلٍّ احتملتُها أورثتني عِزًّا طويلًا».
قال أبو سليمان الداراني: ما تغرغرت عين بمائها؛ إلا لم يرهق وجه صاحبها قتر ولا ذلة يوم القيامة، فإن سالت دموعه؛ أطفأ الله بأول قطرة منها بحارا من النيران.
عن: إحياء علوم الدين 4/163
﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ /// رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ /// لِيَجْزِيَهُمْ اللهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ واللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾
قَالَ صالح بن جَناح: اعْتَبِرْ ما لم تره من الأشياء بما قد رأيته، وما لم تسمعه بما قد سمعته، وما لم يصبك بما قد أصابك، وما بقي من عمرك بما قد مضى، وما لم يبل منك بما قد بلي.
واعلمْ إنَّما أنت نهارُ /// ضوؤه ضوءٌ مُعارُفهذه صفتها، وما لا أصف أدهى وأمر، فما أصنع بأمر إذا أقبل غر، وإذا أدبر ضر؛ وأنشد:
بينما غصنُكَ غَضٌّ /// ناضرٌ فيه اخضرارُ
إذْ رماه زمناه /// فإذا فيه اصفرارُ
وكذاكَ الليلُ يأتي /// ثم يَمْحوه النهارُ
نموت ونُنْسى غيرَ أنَّ ذنوبَنا /// وإن نحن متْنا لا تَموت ولا تُنْسى
ألا رُبَّ ذي عَيْنين لا تَنْفعانه /// وهل تَنفعُ العينان مَن قلبُه أَعْمى