رد: تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين (متجدد)
تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين
ا.د.فالح بن محمد الصغير
الحلقة (151)
الإمام ابن خزيمة (14)
المؤلفات حول صحيح ابن خزيمة :
أولا : تراجم رجاله :
ألف ابن الملقن كتابه ( مختصر تهذيب الكمال ) مع التذييل عليه برجال ستة كتب ، وهي : مسند أحمد ، وصحيح ابن خزيمة ، وابن حبان ، والحاكم ، وسنن الدراقطني ، والبيهقي ، انظر لحظ الألحاظ (ص199 ).
ثانيا : أطراف أحاديثه :
ألف الحافظ ابن حجر كتابه المشهور ( إتحاف المهرة ) رتب فيه أطراف عشرة كتب ، وكان منها صحيح ابن خزيمة ، وهو مطبوع .
ثالثا : الاستدراك عليه :
ألف الإمام ابن عبد الهادي : محمد بن أحمد ( ت 744 ) جزء منتقى من مختصر المختصر لابن خزيمة ، وناقشه على أحاديث أخرجها فيه ، فيها مقال . انظر الذيل على طبقات الحنابلة 2/ 438 .
رابعا : تصحيح أغلاطه:
لم يطبع صحيح ابن خزيمة سوى هذه الطبعة التي بتحقيق الشيخ محمد مصطفى الأعظمي، وعليها تعليقات للشيخ الألباني، لكن هذه الطبعة فيها أخطاء مطبعية وتصحيفات وسقط وللشيخ د.عبد العزيز بن عبد الرحمن العثيم - رحمه الله - الأستاذ المساعد بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى - تتبع للكتاب واستخراج ما وقف عليه فيه من تصحيف وسقط، وجمع ذلك في كتاب سماه: "النقط لما وقع في أسانيد صحيح ابن خزيمة من التصحيف والسقط"، وواضح من العنوان أنه يقوم بتتبع الأسانيد فقط، وبيان الخطأ فيها ووجه الصواب.
طبعة الكتاب :
طبع الكتاب بتحقيق د. محمد مصطفى الأعظمي ، وحكم على أسانيده ، وراجع الشيخ الألباني أحكامه على الأحاديث فوافقه في البعض وخالفه في البعض الآخر .
وصدر الكتاب في أربعة أجزاء عن المكتب الإسلامي ببيروت .
رد: تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين (متجدد)
تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين
ا.د.فالح بن محمد الصغير
الحلقة (152)
ثانيا :التعريف بابن حبان وصحيحه (1)
أولا : التعريف بابن حبان:
اسمه وكنيته ونسبه
هو الإمام الحافظ محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن معبد بن سهيد بن هدية بن مر بن سعد بن يزيد بن مرة بن زيد بن عبد الله بن دارم بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم ، أبو حاتم التميمى البستى .(1)
ونسبته التميمى نسبة إلى تميم جد القبيلة العربية المشهورة ، (2) الذي يرتفع نسبه إلى عدنان (3) فهو عربي الأرومة إلا أنه أفغاني المولد .
مولده
ولد ابن حبان سنة بضع وسبعين ومئتين للهجرة في مدينة بست والتي كانت تعد قديما من أعمال سجستان . (4)وموقعها اليوم ضمن أفغانستان الحديثة .
طلبه للعلم ورحلاته فيه
ذكر الذهبي في ميزانه أنه بدأ طلب العلم على رأس الثلاثمائة ، (5) وهذا القول من الذهبي وإن كان يشير إلى أنه قد تأخر قليلا في الطلب حيث بدأه وقد نيف العشرين من عمره ، إلا أنه قد شمر عن ساق الجد ما أطاق ، عدته في ذلك همة عالية قربت إليه المسافات البعيدة ، وأدنت إليه البلاد النائية ، فرحل إلى شيوخ وقته في بلادهم ، وقصد أجله علماء زمانه في مدنهم وقراهم ، ليدرك الأسانيد العالية ، فتطلب ذلك أن يرحل إلى أكثر من أربعين بلدا من بلدان العالم الإسلامي ، في رقعة واسعة مترامية الأطراف ، وشملت رحلته سجستان وهراة ، ومرو ، وسنج ، والصغد ، والشاش ( طشقند ) ، وبخارى ، ونسا ، ونيسايور ، وأرغيان ، وجرجان ، وطهران ، والكرج ، وعسكر مكرم ، والأهواز ، والبصرة ، وبغداد ، والكوفة والموصل ، ونصيبين ، والرقة ، وانطاكية ، وطرسوس ، وحمص ، ودمشق ، وبيروت ، وصيدا ، والرملة ، وبيت المقدس ومصر وغيرها . (6)
وبلغ مجموع شيوخه في هذه الرحلة أكثر من ألفي شيخ ، كما صرح هو في مقدمته لكتاب التقاسيم والأنواع حيث يقول : " لعلنا قد كتبنا عن أكثر من ألفي شيخ من الشاش إلى الإسكندرية " (7)
ويريد ابن حبان من قوله هذا أن يبين لنا أنه رحل إلى أقصى ما تمكن الرحلة إليه لطلب العلم في عصره ، فالشاش في جهة المشرق هي أقصى بلاد الإسلام آنذاك ، وبعدها تبدأ بلاد الترك ، ولذا يقول ياقوت في الشاش : وهي أكبر ثغر في وجه الترك . (8) وأما الإسكندرية فآخر بلدة يمكن لمحدث يطلب السنن أن يصل إليها آنذاك ، لأن ما بعدها كانت دولة الفاطميين ، ولم يكن ثمت تبادل علمي معها ، فلو أمكنه أن يرحل إلى شيخ في بلدة أبعد من ذلك لما قصرت به همته ، ولا يسعنا إزاء هذا العدد الضخم من الشيوخ في تلك الرقعة الواسعة من الأرض إلا أن نردد مع الذهبي قوله : كذا فلتكن الهمم .(9)
________________
(1) انظر ر ترجمة : سير أعلام النبلاء 16 / 92 ـ 104 ، تذكرة الحفاظ 3/ 920 ـ 924 ، ميزان الاعتدال 3/ 506 ـ508 ، لسان الميزان 5/ 128 ـ 130 ،معجم البلدان 1/ 415 ـ 419 ، شذرات الذهب 3/16، الأنساب 2/ 209 ـ 210 ، طبقات الحفاظ ص374، البداية والنهاية 11/276 ، الأعلام 6/ 78 .:
(2) جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 207 .
(3) ساق نسب ابن حبان بتمامه مرفوعا إلى عدنان ياقوت في معجم البلدان 1/ 415 ، والأير علاء الدين الفارسي في مقدمة الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان ص 97 .
(4) معجم البلدان 1/414 .
(5) ميزان الاعتدال 3/ 506 .
(6) انظر : معجم البلدان 1، 415 ـ 416 ـ سي أعلام النبلاء 16 / 93 .
(7) الأحسان في تقريب صحيح ابن حبان 1/ 152 .
(8) معجم البلدان 3/ 309 .
(9) سير أعلام النبلاء 16/ 94 ، ومقدمة محقق الإحسان الشيخ شعيب الأرنؤوط ص 10 ، 112 .