المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى
[ الدكتور / عبد الهادي التازي المغربي ]
ذكره الشيخ في" الضعيفة " ( ج13 / ص 914 ) عند تعليقه على حديث " (يَا أبا الدَّرْدَاءِ!إِ ا أَذَاك البراغيثُ فَخُذْ قَدَحاً من مَاء،
وَاقْرَأ عليه سَبْعَ مَرَّاتٍ:{وَمَا لَنا أَن لَا نتوكلَ عَلَى اللهِ} الْآيَة، فَإِنْ
كُنْتُم آمَنْتُم بالله فَكُفُّوا شَرَّكُم وأَذَاكم عَنَّا ثم تَرُشَّ حَوْلَ فِرَاشِك،
فَإِنك تَبِيتُ تِلْك اللَّيْلَةَآمِن اً من شَرِّهِم) .
منكر.
أخرجه الديلمي في"مسند الفردوس" (3/270 - زهر الفردوس) من
طريق عبد الله بن عبد الوهاب الخوارزْمي: حدثنا عاصم بن عبد الله: حدثنا
إسماعيل بن حكيم عن أبي مريم عن أبي الدرداء رفعه.
قلت وهذا إسناد مظلم:
1- أبو مريم: في طبقته جمع، بعضهم ثقة، وبقضهم مجهول، ولم يتبين لي
من هو.
2-إسماعيل بن حكيم: لعله الذي في "الجرح" (1/165) :
"إسماعيل بن حكيم الخزاعي: روى عن محمد بن المنكدر ... روى عنه
عمروبن الحصين العقيلي، وعبد الرحمن الزهري - رستة - ومحمد بن أبي بكر
المقدمي".
ولميذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
3- عاصم بن عبد الله: لم أعرفه، وهناك راويان بهذا الاسم والنسبة، وأحدهما
في"الجرح"، والآخر في "الثقات" (7/459) ، ولكل منهما شيخ وراوٍ عنه يختلف
أحدهماعن الآخر، فلا أدري هما واحد، أم اثنان؟ وسواء كان هذا أو ذاك، فهل
هوهذا؟
4- وأما عبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمي: فقد ذكره ابن حبان في "الثقات"
وقال(8/367) :
"ربما أغرب".وأورده أبو نعيم في "أخبار أصبهان"،وقال (2/52) :
"قدم أصبهان، وحدثبها، فِي حَدِيثِه نكارة ".
ونقله الحافظ عنه في"اللسان " وأقره، وفاته توثيق ابن حبان وقوله فيه!
وبالجملةفهذاالإ سناد لا يصح، فإن لم يكن من مناكير الخوارزمي التي
أشارإليها أبو نعيم،فهو ممن فوقه. وقد قال العقيلي في "الضعفاء" (2/158) تحت
الحديث الآتي بعده:
"ولايصح في البراغيث عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيء ".
والحديث ذكره السيوطي في "الدر" (4/72) من رواية الديلمي عن أبي
الدرداء،ومن رواية المستغفري في "الدعوات"، عن أبي ذر مثله، وعزاه السخاوي في
المقاصد(461) للعسكري في "الدعوات"، وما أظن إسناده إلا كإسناد الأول (1) ،
وسكت السيوطي عنهما كغالب عادته.
وكذلك ذكرهمافي رسالته التي أسماها: "الطرثوث في خبر البرغوث" التي
نشرها الدكتورعبد الهادي التازي، وقد ساق فيها السيوطي ما هب ودب من
الأحاديث المرفوعة،والآثا ر الموقوفة دون أي تحقيق فيها - كما هي عادته في
رسائله التي يجمع مادتها من هنا وهناك -.
ومن تلك الآثار التي ساقها عقب هذه الحديث - ما عزاه لابن أبي الدنيا في
"التوكل"-: أن عامل إفريقية كتب إلى عمر بن عبد العزيز يشكو إليه الهوام
والعقارب،فكتب إليه:
وما على أحدكم إذا أمسى وأصبح، أن يقول: {وما لنا ألا نتوكل على الله}
الآية.قال زرعة بن عبد الله - أحد رواته -: وينفع من البراغيث.
قلت: أخرجه في "التوكل" (10/20 - مجموعة الرسائل) من طريق بقية عن
زرعة بن عبد الله الزبيدي عن عبد الله بن كريز، قال: كتب عامل إفريقية ...
إلخ.
وهذاإسناد ضعيف مجهول، بقية - وهو: ابن الوليد - مدلس، وقد عنعن.