-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
وقال أيضاً (أي: الجنيد):
حقيقة التوكل:
أن يكون لله تعالى كما لم يكن،
فيكون الله له كما لم يزل([2]).
- قوله: أن يكون (أي: المتوكل الذي هو خلق)،
كما لم يكن (أي: كأنه غير موجود كما كان سابقاً)،
وهذا ما يسمونه (الفناء عن الخلق)،
فيكون الله له كما لم يزل
(أي: هو الموجود الوحيد ولا موجود غيره).
ويقول سهل بن عبد الله التّستري:
يا مسكين!
كان ولم تكن، ويكون ولا تكون.
فلما كنت اليوم صرت تقول: أنا وأنا!
كن الآن كما لم تكن،
فإنه اليوم كما كان([3])...
- قول سهل هذا، هو نفس قول الجنيد،
لكنه أكثر وضوحاً منه،
وهو في الواقع لا يريد من جملته كلها إِلا قوله:
(كان ولم تكن، وإنه اليوم كما كان)،
وليس في باقي كلامه معنى يزيد على هذا.
ـــــــــــــــ
([2]) التعرف، باب: (44)، (ص:101).
([3]) إحياء علوم الدين: (4/222).
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
ويقول أبو نصر الطوسي في (اللمع):
وبلغني عن أبي حمزة (الصوفي)([4])
أنه دخل دار حارث المحاسبي،
وكان لحارث دار حسنة وثياب نظاف،
وفي داره شاة مُرغية،
فصاحت الشاة مرغية،
فشهق أبو حمزة شهقة،
وقال: (لبيك يا سيدي)،
قال: فغضب الحارث وعمد إلى سكين،
فقال: إن لم تتب من هذا الذي أنت فيه أذبحك.
قال: فقال له أبو حمزة:
أنت إذا لم تحسن هذا الذي أنت فيه
فلِمَ لا تأكل النخالة بالرماد..
يعلق الطوسي على هذا الكلام فيقول:
يريد (أبو حمزة) بذلك أن إنكارك عليّ
يشبه أحوال المريدين والمبتدئين([5]).
- أي: إن الشاة هي الله (أو جزء منه)
وإن صوتها صوته (!)
تعالى الله علواً كبيراً.
ـــــــــــــــ
([4]) قُتل على الزندقة، ولم أقف على تاريخ قتله، وهو من أقران الجنيد.
([5]) اللمع، (ص:495)،
وقد أورد القصة أيضاً عبد الفتاح أبو غدة في ترجمته للحارث المحاسبي
في (رسالة المسترشدين)، (ص:23).
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
وتكلم أبو حمزة في جامع طرسوس فقبلوه،
فبينا هو ذات يوم يتكلم،
إذ صاح
غراب على سطح الجامع،
فزعق أبو حمزة، وقال: لبيك لبيك،
فنسبوه إلى الزندقة،
وقالوا: حُلولي زنديق،
وبيع فرسه بالمناداة على باب الجامع:
(هذا فرس الزنديق)[6]
وأبو الحسين النوري:
سمع
أذان المؤذن فقال:
طعنة وشم الموت،
وسمع نباح الكلاب،
فقال: لبيك وسعديك([7]).
- وهذا يعني أن الله هو كل ما نرى
(وما لا نرى) بما في ذلك ( ؟! )
تعالى الله.
ـــــــــــــــ
([6]) تلبيس إبليس، (ص:169).
([7]) اللمع، (ص:492).
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
وقد مر معنا قول الشبلي، وهو يجيب الجنيد:
(أنا أرى وأنا أسمع،
فهل في الدارين غيري).
وهذا قول بعيد الإشارة بعض الشيء،
على أن الشبلي يكون أكثر وضوحاً
عندما يقول لبعض زواره عند خروجهم من عنده:
أنا معكم حيثما كنتم،
أنتم في رعايتي وكلاءتي([8]).
يقول الطوسي شارحاً:
(أراد بقوله ذلك:
إن الله تعالى معكم
حيث ما كنتم وهو يرعاكم..).
ويقول الشبلي أيضاً:
كنت أنا والحسين بن منصور شيئاً واحداً،
إلا أنه أظهر وكتمت([9]).
-----------
([8]) اللمع، (ص:478).
([9]) من كتاب (الحلاج) لـ (طه عبد الباقي سرور)،
وهو شيخ الصوفية في مصر، معاصر، (ص:104).
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
ويقول أبو يزيد البسطامي:
غبتُ في الجبروت، وخضت بحار الملكوت، وحُجُبَ اللاهوت،
حتى وصلتُ إلى العرش،
فإذا هو خالٍ، فألقيت نفسي عليه،
وقلت: سيدي أين أطلبك؟
فكشف، فرأيت أني أنا، فأنا أنا،
أوّلي فيما أطلب،
وأنا لا غيري فيما أسير([10]).
وقال عندما تجلى له هذا النور
(أي: نور وحدة الوجود):
(سبحاني ما أعظم شأني)([11])!!
والله أعلم،
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
وعلى آله وصحابته أجمعين.
اقتبس هذا المقال من كتاب:
(الكشف عن حقيقة الصوفية لأول مرة في التاريخ)
للمؤلف: (محمود عبد الرؤوف القاسم).
ـــــــــــــــ
([10]) شطحات الصوفية، (ص:164).
([11]) إيقاظ الهمم، (ص:156).
===========
منقول
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فراس السليماني
ويقرأ عما يتحدث به الشعراني عن سيده (علي وحيش) فيقول:
"وكان إذا رأى شيخ بلد أو غيره ينزله من على الحمارة
ويقول له أمسك رأسها حتى أفعل فيها
فإن أبى شيخ البلد تسمر في الأرض لا يستطيع أن يمشي خطوة".
ويعقب فضيلته على ذلك بقوله:
"هذه بعض كرامات الصوفية المخففة
التي تسمح الآداب العامة بذكرها
دون أن نتعرض لنماذج أخرى فاضحة
امتلأ بها كتاب الطبقات الكبرى للشعراني،
وهو كتاب أطالب بإعدامه
لما اشتمل عليه من خزي وتشويه للعقيدة".
شكرا لمرورك أستاذ بو قاسم رفيق
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
[ 45 ]
الصوفية واستخدام الخرافة والشعوذة
والاستعانة بالجن لإرهاب المخالف
للشيخ أحمد المعلم
يقول الشيخ أحمد بن حسن المعلم في كتابة الرائع "القبورية"
في مبحث أساليب القبورية في محاربة مخالفيها
فصل (الإرهاب الفكري من أقوى أسلحة القبورية)
ص 499- 501 :
المطلب الثاني:
استخدام الخرافة [1] والشعوذة [2]
والاستعانة بالجن لإرهاب المخالف:
لقد سعى الصوفية والباطنية
لترسيخ وتعميق القدرات الخارقة للأئمة والأولياء،
حتى لقد بالغوا في ذلك،
فوصفوهم بعلم الغيب وتصريف الكون
والقدرة على إظهار الخوارق التي لم يُظهر مثلها الأنبياء،
وأنهم قادرون على أن يتجزءوا بأجسادهم،
وأن يكون الواحد منهم في عدة أماكن في آن واحد،
وكل ذلك قد مر،
حتى أصبح حكم الناس على صلاح الشخص هو
إظهاره تلك الخوارق مع ادعاء الولاية،
وعندما ترسَّخ ذلك في أذهان المجتمع، وتربى عليه،
بادروا بافتراء الأكاذيب ورواية الخرافات
عمن يريدون أن يسبغوا عليهم صفة الولاية
حتى يقنعوا الناس بولايتهم،
كما بادر طلاب الجاه والمناصب
في الرياضات الموصلة إلى خرق العادات،
وتعلموا أنواعاً من علوم السحر،
حتى أتقنوا ذلك، وعملوا به،
وعقدوا الصلح مع الجن؛
ليقوموا لهم بأعمال خارقة يطلعونهم على مغيبات واقعة،
ثم جعلوا ذلك كله سلاحاً يشهرونه
في وجه كل من يخالفهم، وينكر عليهم،
وهذه عدة أمثلة توضح ذلك وتثبته:
المثال الأول: ما ذكره الشلي في ترجمة محمد بن علي مولى الدويلة، قال:
(وتواجد يوماً بحضرة عمه الشيخ الإمام عبدالله بن علوي حتى غُشي عليه،
ثم أقيمت الصلاة، فصلى معهم، فلما فرغوا،
قال العارف بالله علي بن سلم لعمه عبدالله:
صلى ابن أخيك بلا وضوء؛ لأنه زال عقله،
فأخبره عمه بقول الفقيه علي بن سلم فقال:
وعزة الحق إني توضأت، وشربت من الكوثر، ونفض لحيته، فتقاطر منها الماء،
ثم قال:يا فقيه، نزل علينا شيء لو نزل على الجبال لدكت،
ثم أنشأ يقول:
الـحب حبي والحبيب حبيبي والسبق سبقي قـبل كــل مجيب
نوديت فأجبت المنادي مسرعاً وغطست في بحر الهوى وغدي بـي
لي تسعة وثلاثة مع تسعــة والعقد لي وحدي وعـلا نصـيبي
ما تعلموا أني المقدم في الـملا ليلة سرى باليثربي ســـرى بي)[3].
فانظر إلى هذه الدعوى العريضة والتي برهانها أنه نفض لحيته،
فتقاطر الماء منها، ولو كان ذلك الماء من ماء الكوثر،
هل سيذهب هكذا هدراً ولا يعرف له ميزة عن غيره من المياه،
ولا تظهر له رائحة، ولا يبقى في موضعه؟
إلى آخر ما يمكن أن يظهر من الدلائل،
ثم أعجبُ لهذا الفقيه وسرعة تصديقه وتسليمه واقتناعه
بما حكى هذا الرجل عن نفسه!.
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
المثال الثاني: ذكر الشلي في ترجمة الشيخ عمر المحضار أنه قال:
(قال لابن أخيه الشيخ عبدالله العيدروس:
أن رجلاً يغضب لغضبه جبار السماوات، وأشار إلى نفسه) [4]،
ثم استدل الشلي على إثبات ذلك بقوله:
(وكان إذا غضب على أحد أصابه الجذام وغيره من الأسقام بعد ثلاثة أيام،
فقيل له: أما تخشى أن ينالك بهذا شيء؟
فقال: إني لم أدعُ على أحد، ولكني إذا غضبت على أحد،
وقع في باطني نار لا تنطفئ إلا بعد ما يصيبه ذلك المرض، أو يتوب) [5].
هذه الحكاية الله أعلم بصحتها ولكن على فرض صحتها،
فإنها رادع قوي لكل من يفكر أن يخالف هذا الشيخ،
وربما كان ذلك من السحر
إذ الصحيح أن الساحر قد يصيب المسحور بعوار واختلال في عقله أو في بدنه،
والقصة بغضِّ النظر عن صحتها أو عدم صحتها
فالغرض منها حاصل حين تُروى، ويتداولها الناس،
فإنه يترتب عليها هيبة عظيمة من التعرض لإغضاب من يدّعي الولاية.
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
المثال الثالث:
ما قدمناه في الباب الثاني في مطلب التصرف في الكون [6]
عن " مرآة الجنان " [7]
في قصة أحمد ابن أبي الجعد وسعيد بن عيسى العمودي،
حيث ذكر أنه عندما أقام ابن أبي الجعد الشيخ سعيد؛
للإنصاف من نفسه، قال:
(من أقامنا أقعدناه فقال الشيخ أحمد: ومن أقعدنا ابتليناه،
فأصاب كل واحد منهما ما قال لصاحبه،
وصار الشيخ أحمد مقعداً إلى أن لقي الله تعالى،
وصار الشيخ سعيد مبتلىً في جسمه حتى لقي الله تعالى)،
وهذه الحكاية تصب في نفس الغرض،
وهو إرهاب الناس من التعرض للأولياء ومخالفتهم.
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
المثال الرابع: ما ذكره صاحب " تذكير الناس " عن أحمد بن حسن العطاس
أنه ذكر حكاية طويلة منها أن عبدالرحمن بن مصطفى العيدروس دخل مصر، قال:
(وحصلت بينه وبين أهل مصر مناظرة في الإمامة،
وقال لهم: أنا أحق بها منكم؛ لِمَا اجتمعَ فيَّ من الشرف والعلم والتبرع،
فقالوا له: لا نسلم لك إلا بدليل،
فتوجه بحاله إلى القناديل التي في المسجد فابتلعها،
فقالوا له: هذه ولاية، ومسلّمون لك فيها) [8].
والحكاية ظاهرة الدلالة على أن برهان الولاية
هو هذه الخوارق التي لا يبعد أن تكون من السحر.
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
المثال الخامس: ما حكاه الشلي في ترجمة محمد بن علي مولى الدويلة، قال:
(وأكثر أعماله قلبيات، وكان يخفي أعماله عن أصحابه حتى عن أهله،
وربما اعترض عليه بعض من اتصف بالعلم وليس من أهله،
حتى إن بعضهم قام يصلي، والسيد عنده نائم،
فقال في نفسه: أنا ساجد وقائم وهذا مضطجع نائم،
ويدّعون أنه قدوة للعالم.
فلما سجد عجز عن رفع رأسه، فتاب عما وقع له في نفسه،
فأمر صاحب الترجمة بعض من عنده بأن يرفع رأسه من السجود،
ولما فرغ اعتذر إليه، وعاهده على أن لا يعود) [9].
فانظر إلى ما لقي هذا العالم من العقوبة والتأديب
لقاء اعتراضه على هذا الولي،
ثم كيف سلَّم له ولايته، وتاب من الاعتراض عليه.
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
المثالان السادس والسابع: ما تقدم [10] نقله عن " تاج الأعراس "
في مطلب استخدام الجن حيث نقلنا هناك حكاية سالم العطاس
الذي كان له جني، اسمه " مزنقب "،
وكيف سلطه على تلك القبيلة التي أبت أن تستقبل الركب العطاسي حسب تعبير المؤلف:
( فصرخ بهم مزنقب صرخات، روّع بها نساء القبيلة وأطفالها؛
مما اضطر رجال القبيلة إلى الرضوخ لآل العطاس واسترضائهم
والاعتذار إليهم وضيافتهم).
وحكايته مع شريف مكة وكيف فجّر"مزنقب" الماء في مجلس الشريف
مما اضطره للتسليم له كذلك.
================
[1] تقدم تعريف الخرافة في الباب الثاني ص ( 364 )
[2]الشعوذة : خفة في اليد وأخذ كالسحر ، يرى الشيء بغير ما عليه أصله في رأي العين ،
وهو مُشعْوِذ ، ومشعوَذ . انظر:القاموس المحيط ص(427 ) .
[3] المشرع (1/200-201 ) .
[4] المصدر السابق (2/242).
[5] المصدر السابق ( 2/242-243 ) .
[6] انظر : ص ( 235 ) .
[7] وانظر أيضاً : طبقات الخواص ص(73 ) .
[8] تذكير الناس ص( 129-130 ) . و انظر: تاج الأعراس ( 1/ 342-343 ) .
[9] المشرع ( 1/200) .
[10] انظر ما تقدم ص ( 351 ) .
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
للحصول على نسخة من الكتاب
تفضل يا رعاك الله
المؤلف / الشيخ أحمد بن حسن المعلم
جزاه الله تعالى خيرا
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
[ 46 ]
في كتابه (مائة سؤال عن الإسلام):
" رفع محمد بن عبد الوهاب شعار التوحيد،
وحُقَّ له أن يفعل؛
فقد وجد نفسه في بيئة تعبد القبور،
وتطلب من موتاها ما لا يُطلَب إلا من الله سبحانه.
وقد رأيت بعيني من يقبِّلون الأعتاب،
ويتمسحون بالأبواب،
ويجأرون بدعاء فلان أو فلان كي يفعل لهم كذا وكذا!
ما هذا الزيغ؟
ما الذي أنسَى هؤلاء ربَّهم
وصرفهم عن النطق باسمه والتعلق به؟
وماذا يرجو العبيد من عبد مثلهم
لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًّا؟
إنه لو كان حيًّا ما مَلَكَ لهم شيئًا،
فكيف وهو ميت؟.
وتذكرت قوله تعالى:
( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ
مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ )
(الأحقاف: 5)
وقوله:
( أم اتَّخَذوا من دونه أولياءَ
فاللهُ هو الوليُّ وهو يُحيي الموتى
وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ)
(الشورى: 9).
إن هذا المسلك ينافي جملة وتفصيلاً
عقيدة التوحيد!
وإنكارُه واجبُ كل مؤمن غيور.
بل إنني أذهب إلى أبعد من هذا فأقول:
كل إنسان له بشخص ما أو بشيء ما
صلةٌ تشبه من كل ناحية صلةَ المشرِك القديم باللات والعزى
فهو مثله وحكمه حكمه.
لقد رأيت من يَهاب بشرًا أكثرَ مما يَهاب اللهَ،
ومن يرجوه أكثر مما يرجو الله،
فكيف أعُدُّ هذا مؤمنًا
وليس في قلبه اتجاه إلى الله!
إن قلبه خالٍ من ربه مليءٌ بغيره،
فلماذا يكون خيرًا ممن
عبَد اللاتِ أو عبَد العُزَّى!.
الذي أراه أن عبادة القبور وعبادة القصور
ـ أعني عبادة الأموات وعبادة الأحياء ـ
آثار متشابهة وخواتيمها سوء !".
منقوووول
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
[ 47 ]
حكم كتابة الدعوة الجلجلوتية وحملها
هل كتابة الدعوة الجلجلوتية وحملها من المحرمات؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق أن ذكرنا في الفتوى رقم: 74824
أن الجلجوتية من الطرق الصوفية
وأن فيها مخالفات شرعية مفضية إلى الشرك بالله تعالى,
إن لم تكن شركا محضاً.
وسبق كذلك أن بينا في الفتوى رقم: 10927
أنه لا ينبغي أن يغتر المسلم بما عليه بعض المبتدعة من المتصوفة وغيرهم
ممن يستعملون هذه الأسماء البرهتية والجلجلوتية الغريبة
التي لا يعلم معناها وربما كانت أسماء للشياطين
كتلك التي يستعملها السحرة في باطلهم.
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
قال الشيخ محمود المراكبي في كتابه:
عقائد الصوفية في ضوء الكتاب والسنة:
يشرح البوني في كتابه: منبع أصول الحكمة. أسرار البرهتية بقوله:
فاعلم أن أسماء البرهتية هي القسم المعّول عليه من قديم الزمان،
وكان القدماء يسمونه بالعهد القديم، والميثاق العظيم، والسر المصون.
وقد تكلم به الحكماء الأُول، ثم السيد سليمان بن داود عليه السلام،
ثم آصف بن برخيا، ثم الحكيم قلفطيروس،
ثم تتلمذ له إلى يومنا هذا،
وهو قسم عظيم لا يتخلف عنه ملك
ولا يعصيه جني ولا عفريت،
ولا مارد، ولا شيطان،
وكل طالب لم تكن عنده أو لم يكن له علم بها فعلمه أجذم.
وبالجملة فهذه الأسماء قسم جليل عظيم الشأن كثير البركة والبرهان،
يغني عن جميع ما عداه من العزائم والأقسام،
ويتصرف في جميع الأعمال من استنزال أملاك، واستحضار أعوان،
وجلب ودفع، وصرع وقهر، وإخفاء وإظهار.
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
ثم يشرح فوائد كل اسم من البرهتية وما تستخدم فيه فيقول:
كرير، إن من خواصه أن من واظب على قراءته
كل ليلة مائة مرة،
فإنه يجتمع بالجن عيانا،
وربما يصيرون له خداما،
ومن واظب على ذكر برهتيه كرير تتليه...
خضعت له الأرواح العلوية والسفلية.
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
أما الجلجوتية، فيشرحها البوني أيضا في كتابه:
شمس المعارف الكبرى-وهو كتاب لتعليم السحر-
ولا يخرج الكلام فيها عما سبق بيانه عن البرهتية،
وهكذا يتلقى المريد علوم السحر
على أنها فتوحات وأسرار وإلهامات ربانية،
وبرغم اعتراف البوني أن هذه الأسرار
ينسبها تارة إلى علوم الحكماء والفلاسفة،
وينسبها تارة أخرى إلى علوم سليمان عليه الصلاة والسلام ،
إلا أن المشايخ، والمريدين
يرونها أرقى الفتوحات في الإسلام.
انتهى.
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
وأمثال هؤلاء المبتدعة من الصوفية
يقول عنهم الشقيري في السنن والمبتدعات:
هم ومشايخهم لا يحسنون قراءة الفاتحة.
هذا مع إتقانهم لحفظ الكثير من الألفاظ الشيطانية كقولهم:
سبابينير ادنبدادنبي كراكرتدي سرسر
أندي سبر سبر تمونا كد كردد طهور
ويحفظون الجلجلوتية كلها والبرهتية كلها. انتهى.
وعلى ذلك فحمل مثل هذه الكتب
واستعمال ما فيها من طلاسم من المحرمات قطعا،
بل قد يكون من الشرك والعياذ بالله،
وللمسلم بحمد الله تعالى في كتاب ربه
وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم
ما يكفيه ويغنيه،
فعلى السائل الكريم أن يعتني بذلك
ولا يلتفت إلى ما سواه.
والله أعلم.
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
[ 48 ]
الرد على القبوريين
كلمات للشّيخ رحمه الله
في نسف شبهات القبوريين من كتابه ( عقيدة المسلم )
لعلّ الله يجعلها سببا في هداية من أراد هدايته:
يقول الشّيخ – طيّب الله ثراه -:
" وقد رأينا كيف أنّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
أرسل علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ ،
وأمره أن يسوي بالأرض كل قبر وأن يهدم كل صنم.
فجعل الأضرحة العالية والأصنام المنصوبة سواء في الضلالة.
وقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
في البيان عن سفاهة القدامى وفي التحذير من متابعتهم :
( لعن الله اليهود والنصارى،
اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد،
ألا لا تتخذوا القبور مساجد،
إني أنهاكم عن هذا ).
وكان يرفع الخُمرة عن وجهه في مرض الموت ويكرر هذا المعنى.
وكأنه توجس شرًّا مما يقع به فدعا الله:
( اللهم لا تجعل قبري من بعدي وثنًا يعبد ).
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
ومع كثرة الدلائل التي انتصبت في الإسلام
دون الوقوع في هذا المحظور،
فقد أقبل المسلمون على بناء المساجد فوق قبور الصالحين.
وتنافسوا في تشييد الأضرحة،
حتى أصبحت تبنى على أسماء لا مسميات لها،
بل قد بنيت على ألواح الخشب وجثث الحيوانات.
ومع ذلك فهي مزارات مشهورة معمورة،
تقصد لتفريج الكرب، وشفاء المرضى، وتهوين الصّعاب!.
وأحبّ ألا أثير فتنة عمياء بهدم هذه الأضرحة.
فإنّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ امتنع عن هدم الكعبة
وإعادة بنائها على قواعد إبراهيم
لأنّ العرب كانوا حديثي عهد بشرك.
وجماهير العامة الآن
ينبغي أن تساق سوقًا رفيقًا إلى حقائق الإسلام،
حتى تنصرف ـ في هدوء ـ
عن التوجه إلى هذه الأضرحة
وشدّ الرّحال إلى ما بها من جثث.
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
وإخلاص المعلم وأسلوبه في الدعوة،
عليهما معول كبير في تمحيص العقيدة ممّا علق بها من شوائب وعلل.
وقد تكون لدى بعضهم شبه في معنى التوسل.
فلنفهم أولئك القاصرين أنّ التوسل في دين الله،
إنما هو بالإيمان الحق والعمل الصالح،
وقد جاء في السنة:
( اللهم إني أسألك بأنك أنت الله
الذي لا إله إلا هو،
الأحد الصمد،
الذي لم يلد ولم يولد
ولم يكن له كفوًا أحد ).
فهذا توسل بالإيمان بذات الله .
وجاء ـ كذلك توسّل بالعمل الصالح في حديث الثلاثة الذين آواهم الغار.
وجاء توسل بمعنى دعاء المرء لأخيه بظهر الغيب.
ودعاء المسلم للمسلم مطلوب على أية حال.
ولا نعرف في كتاب الله ولا في سنة رسوله
ـ صلى الله عليه وسلم ـ
توسلاً بالأشخاص مهما علت منزلتهم
- سواء أكانوا أحياء أو أمواتًا -
على هذا النحو الذي أطبق عليه العامة
وحسبوه من صميم الدين،
ودافعوا عنه بحرارة وعنف
ضد المنكرين والمستغربين.
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
حول توحيد العامّة جاءتني رسالة كريمة الأسلوب، حسنة الجدال،
من طالب أديب يذكر فيها حجج القائلين بالوسيلة
وفسّرها على النحو الآتي:
1-جمهور الناس عصاة، والله إنّما يتقبّل من المتّقين.
فلو ذهب الإنسان إلى ربه وهو موقر بالسيّئات،
لم يجب له سؤالاً، ولم يسق له فضلاً.
ومن ثم فعلى الإنسان أن يبحث عن وساطة مقبولة، كولي صالح مثلاً.
2-لا يسوغ القول بأنّ هذا شرك،
لأنّ النية هي الحكم على الأعمال،
والمتوسّلون لم ينووا شركًا أو يرضوا به.
3-الصّحابة والفقهاء والأئمّة جميعًا كانوا يتوسّلون إلى الله بالأنبياء والأولياء.
وقد توسّل عمر بالعباس عمّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
4-يتساءل الكاتب عن قول الله فى جدار الغلامين اليتيمين
(وكان أبوهما صالحا).
أليس في ذلك ما يفيد أنّ بركة الأموات تتعدّى إلى الأحياء؟
وفي قوله لنبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
( ولو أنّهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله...) .
أليس في الآية ما ينصّ على التوسل؟.
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
وجاءتنا رسالة من أزهري يقول:
إنّ أحد العلماء الرّسميين يقول:
إنّ التوسل بأصحاب القبور واجب،
فإنّ لصاحب القبر تأثيرًا أقوى من تأثير الحيّ،
ولا حرج في ذلك ما دام المتوسّل يعتقد أنّ الله هو الفاعل.
ويقول: إنّ الآيات التي استشهدنا بها على نفي هذه المزاعم
نزلت في المشركين خاصّة،
وأنّ الرسول أمر الأعمى أن يتوسّل به إلى الله،
فردّ الله عليه بصره...إلخ.
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
هذه هي جملة الشّبه التي تعلّق بها طائفة من النّاس
وبنوا عليها مسالك طائشة، عكرت رونق التوحيد الخالص،
وردّت كثيرًا من المسلمين إلى جاهلية طامسة مهلكة.
ونحن نغالب السآمة التي تعترينا
كلما خضنا في هذاالحديث،
أو سطرنا فيه حرفًا.
فإنّ الجدل فيه طال
مع وضوح الحق واستبانة النهج،
ولم يبق إلا أن يحمل الناس حملاً.
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
وإليك البيان الحاسم لما سبق سرده من شبهات:
فأما أنّ العاصي ليس له اللجوء إلى الله مباشرة،
وأنّه أولى به أن يستصحب أحد المقربين قبل مناجاة رب العالمين،
فكلام لا أصل له في الإسلام قط.
إن إبليس دعا ربه مباشرة وأجيب..!!
(قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون *
قال فإنك من المنظرين * إلى يوم الوقت المعلوم).
والمشركون دعوا الله مباشرة وأجيبوا:
( دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين *
فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق ).
فهل عصاة المسلمين يُحرمون من حق
أخذه إبليس وجنوده؟
إنّ أيّ مسلم يقع فى خطأ،
فعليه أن يجأر بالدعاء إلى الله على عجل،
من غير توسيط نبيّ،
ولا وليّ،
ولا إنسان،
ولا شيطان.
(والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم
ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم
ومن يغفر الذنوب إلا الله ).
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
ثمّ إنّ الرّجل إذا كان بحالة لا يقبل منه دعاء معها،
فلن يقبل فيه دعاء غيره له، ولو كان الداعي سيد الأنبياء.
ألا ترى كيف رفض استغفار الرّسول
ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعبد الله بن أبي؟
فأما المسلم المعتاد،
فله - بل عليه - أن يدعو الله،
ولا ينظر في هذا الضرب من العبادة إلى مخلوق أبدًا...
وصحيح أنّ إجابة الدعاء تقتضي الإخلاص والتقوى.
ولكن ما صلة ذلك بما نحن فيه؟
أتظنّ أنّ الرجل إذا فقد الحرارة والصّدق والتقى
يذهب إلى ميت أو حي
ليجد لديه العوض عما فقده،
هذا زعم باطل،
وليس فى دين الله ما يؤيده، بل إنّ دين الله ضدّه.
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
والقول بأنّ العمل لا ينظر إليه، وإنما تعتبر النية المصاحبة له،
غير صحيح،
فالعمل المقبول- دينًا - يجب أن تتوافر فيه
أولاً: النية الصالحة،
وثانيًا: الصّورة المشروعة.
وفقدان العمل لأحد هذين الركنين يبطله.
فالعمل المتفق ظاهرة مع الشّرع
إذا كان صاحبه مرائيًا أو منافقًا يحبط أجره.
والقصد الصّالح إذا لم يجر في طريقه الذي رسمه الدين
فلا قيمة له ولا يلتفت إليه،
والتشريعات الوضعية لا تكترث بحسن النية عند ارتكاب محظور،
وترى أن الجهل بالقانون لا يمنع من تطبيق القانون،
وذلك سدًّا للاحتيال وحماية للحقيقة.
فهل يكون دين الله أنزل من هذه التشريعات؟.
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
ولماذا نستحي من وصف القبوريين بالشرك؟،
مع أنّ الرّسول وصف المرائين به فقال:
( الرياء شرك ).
إن واجب العالم المسلم
أن يرمق هذه التوسلات النابية باستنكار،
ويبذل جهده في تعليم ذويها طريق الحق،
لا أن يفرغ وسعه في التمحل والاعتذار!
ولست ممن يحب تكفير الناس بأوهى الأسباب،
ولكن حرام أن ندع الجهل يفتك بالعقائد ونحن شهود.
أي جريمة يرتكبها الطبيب
إذا طمأن المريض ومنع عنه الدواء،
وأوهمه أنه سليم معافى؟
إن ذلك لا يجوز.
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
أمّا القول بأنّ الصحابة كانوا يتوسلون إلى الله
بأشخاص الأحياء أو الأموات
فمنكر قبيح.
وما يروي من شعر منسوب إلى الإمام الشافعي فمنحول لا أصل له.
وقد ذكرنا - نحن- أنّ دعاء الإنسان لنفسه ولغيره مطلوب.
وقد جاء ذلك في القرآن على لسان النبيين والصالحين.
فمن دعاء إبراهيم:
(ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب)
ومن أدعية نوح:
(رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا
وللمؤمنين والمؤمنات) .
(والذين جاءوا من بعدهم يقولون
ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان).
وقد أمرنا النبي ـ صلى الله عليه وسلم
ـ أن يدعو بعضنا لبعض بظهر الغيب.
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
ومن هذا القبيل، وفي حدود تلك الدائرة
طلب عمر من العباس أن يدعو الله للمسلمين،
فدعا العباس، وكان المسلمون حوله يؤمّنون.
بَيَّنَ الزبير بن بكار في الأنساب صفة ما دعا به العباس فقال:
إنّ العباس لما استسقى به عمر قال:
"اللهم، لم ينزل بلاء إلا بذنب، ولا يكشف إلا بتوبة،
وقد توجّه بي القوم إليك بمكاني من نبيك،
وهذه أيدينا بالذنوب، ونواصينا إليك بالتوبة، فاسقنا الغيث".
وليس ذلك مقصورًا على أن يدعو من نتوسّم فيهم الصلاح
لمن نظنّ بهم التقصير فهذا خطأ، بل الأمر أعم.
وقد طلب رسول الله من عمر أن يدعو له.
وأمر الرسول عليه الصلاة والسلام جمهور الأمة أن يدعوا له.
أولسنا نصلي عليه كما أمر الله؟
فما صلة ذلك بالتوسل
على هذا النحو المجنون الذي سقط فيه العامة،
وجاراهم عليه الكسالى والمرتزقة
والقاصرون من أدعياء العلم؟.
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
ولست أدرى ما علاقة التوسّل بالآية الكريمة:
(وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة
وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا
فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما).
إنّ الآية تفيد أنّ صلاح الآباء يمتدّ نفعه إلى الذرية،
كما أنّ فسادهم ينتقل خطره إليها.
(وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا
خافوا عليهم فليتقوا الله)،
فالصّالحون بعد موتهم قد يظهر في أعقابهم أثر من بركة استقامتهم.
ونقول: "قد " لأنّ للوراثة قوانين سنّها رب الوجود الأعلى
ولا تعرف بالضبط اتجاهاتها.
وقد كان إبراهيم من نسل رجل كافر،
وكان لنوح ابن عنيد الضلال.
والله يقول في ذرية نوح وإبراهيم:
( ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين )
ومن المنتسبين إلى الأسرة النبوية في هذا العصر
من أساءوا إلى الإسلام والعروبة أشنع الإساءة.
فإذا كان السائل يقصد أن هؤلاء هم أصنام العصر الحديث
الذين يتوسل بهم المتوسّلون،
فقد كفرنا بهم وآمنا بالله وحده.
إنّ الحسين لم يدفع عن نفسه وهو حي،
فكيف يدفع عن غيره وهو ميت؟.
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
وقوله تعالى: ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك)
ليس تصريحًا ولا تلميحًا إلى جواز التوسل.
والآية ناطقة بأنّ المجيء للظفر باستغفار الرسول
- صلى الله عليه وسلم - ،
وذلك بداهة فى أثناء الحياة لا بعد الموت.
وللصّوفية شطحات في هذا الموضع
إن صدقوا فيها فهي أحوال توقف عليهم
وليس لدين الله بها شأن.
ومصادر التشريع معروفة.
ولم نعرف من مصادر التشريع
أن فلانًا الصالح رأى في منامه كذا وكذا،
أو أن فلانًا المجذوب
خيل إليه في أثناء زيارته للروضة النبوية كيت كيت.
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
ولقد كان ابن عمر
- لما فاض قلبه من حبّ الرّسول -
صلى الله عليه وسلم -
يتصرف تصرفات خاصة،
فكان في سفره ينزل حيث نزل الرسول،
ويقعد حيث قضى حاجته ولو لم تكن له حاجة.
واعتبر العلماء هذا كلّه عاطفة لابن عمر وحده
لا يلزم بها أحد،
ولا توصف بأنها شرع.
فإذا كان بعض الناس يحكي أمورًا
عن مجيئه للرّسول في قبره،
وأنّه سلم فسمع الرد ثم حظي بتقبيل اليد!
فهو بين حالتين:
إما أن يكون كاذبًا
فلا قيمة لكلامه.
وإما أن يكون مجذوبًا
تخيل فخال ولا قيمة لكلامه كذلك...
ونحن لا ندع كتاب ربنا وسنة نبينا
لهذه الحكايات.
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
أمّا ذلك الذي يوجب التوسل ويرى أنّ تأثير الميّت أقوى من الحي
فهو رجل مخبول!
وزعمه بانتفاء الشرك ما دام الاعتقاد أن الفاعل هو الله كلام فارغ.
وقد أبنا أن المشركين القدماء
كانوا يعرفون أنّ الفاعل هو الله.
وأنّ توسّلهم كان من باب
( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ).
وأنّ ندمهم يوم القيامة
إنّما هو على تسويتهم المخلوق بالخالق:
(تالله إن كنا لفي ضلال مبين *
إذ نسوّيكم برب العالمين)،
وهناك عشرات الآيات تؤكد هذا المعنى.
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
سيقول بعض النّاس:
إنّ القدماء كانوا يعبدون.
أما عوام اليوم فهم يدعون ويسألون فقط،
وشتان بين عباده الجاهلين وتوسل المحدثين بأولياء الله.
ونقول: هذه مغالطة ،
فالسؤال والدعاء - بنص القرآن والسنة - عبادة محضة:
(وقال ربكم ادعوني أستجب لكم
إن الذين يستكبرون عن عبادتي
سيدخلون جهنم داخرين).
وفي الحديث " الدعاء مخ العبادة ".
فلماذا نتوجّه إلى البشر
بما هو من خصائص الألوهية؟
وإذا وقع الجهال فى تلك الخطايا بغباوتهم،
فلماذا لا نسارع إلى إنقاذهم منها،
بدل تزوير الفتاوى؟.
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
وقد تذكر فى هذا المجال قصّة الأعمى الذي توسل إلى الله بنبيه
- صلى الله عليه وسلم - ليرد إليه بصره.
ومع أن القياس - مع الفارق لو صحت القصة -
فهذا الأعمى دعا الله،
وأولئك الحمقى يدعون غيره.
إلا أن القصة نفسها ليست من قسم الحديث الصحيح.
والاحتجاج بالآثار الضعيفة في العقائد والأحكام لا يقبل من صاحبه.
ومثل هذه الرواية قد تروج عند الوعظ بفضائل الأعمال.
وآيات القرآن ينظر فيها إلى عموم اللفظ لا إلى خصوص السبب.
وقد حرّم الله الشرك على العرب فهو على غيرهم حرام.
فالقول بأن الآيات نزلت في أهل الجاهلية وحدهم جهالة
لا نأبه لقائلها، ولا نقيم لها اعتبارًا.
رزقنا الله صدق التوحيد،
وأحيانا وأماتنا عليه.
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم -:
" الشرك أخفى من دبيب الذر على الصفا فى الليلة الظلماء،
وأدناه أن تحب على شيء من الجور،
وأن تبغض على شيء من العدل،
وهل الدين إلا الحب والبغض؟.
ثم تلا:
( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني
يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم
والله غفور رحيم ).
يعني أنّ إخلاص التوحيد
يقتضي محبّة العدل وكراهية الظلم.
فإذا أحب الإنسان جائرًا وكره عادلاً فقد أشرك،
فإذا كان حسّ الإسلام مرهفًا إلى هذا الحد
في تمحيص القلوب ونقد اتجاهاتها الخاطئة،
فكيف نسوِّغ
أن نأتي إلى رجل يجأر بالدعاء لغير الله،
ويخاف ويرجو غير الله،
ثم نقول له:
لا بأس عليك؟.
إنّ موقف العالم المسلم في هذه القضية
ليس موقف المحامي الذي يدافع عن المجرم
فيقف ساعة أو أكثر ليزيف التهمة ويؤول القانون!!
بل موقف الذائد عن معالم الإسلام.
فإذا كان لا يعاقب المتهم لأنه جاهل - يقولون -
فليعلمه دين الله،
ولا يتركه نهبًا للشيطان".
ا . هـ مختصرا
(عقيدة المسلم: ص80-89).
منقووول
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
[ 49 ]
ما الطريقة المثلى لدعوة المتصوفة لطريق أهل السنَّة والجماعة ؟
السؤال: كيف نقوم بدعوة الصوفيين حتى يهتدوا لطريق الحق ؟
وما هي الآيات والأحاديث التي يمكن أن نستعين بها كأدلة في دعوتنا لهم ؟ .
الجواب : الحمد لله
هذا سؤال جيد ، وهو يدل على عقل وافر ،
ورحمة بالمسلمين ،
فما أحوجنا إلى من يدلنا على الطرق المناسبة
لدعوة المنحرفين عن سواء السبيل .
والصوفية كلمة يدخل تحتها ألوان وأصناف من العقائد والمناهج ،
وغالب أهل عصرنا منهم قد ضلَّ طريق السنة ،
ووقع في ألوان من البدع الاعتقادية ، والبدع العملية والسلوكية ،
على تفاوت بينهم فيما ضلوا عنه من الصراط السوي ،
أو وقعوا فيه من البدع .
وهم أحوج من مرضى الأبدان للعلاج ،
ونحن نشير إلى أهم ما بدا لنا في ذلك في النقاط الآتية :
1. لا ينبغي أن يقوم بدعوة أولئك المتصوفة
إلا من يملك العلم الكافي من الشرع ،
وخاصة العلم بأحوال المتصوفة وعقائدهم ؛
وذلك خشية من أن يُنكر ما هو حق عندهم ،
أو يقبل ما هو باطل في الشرع ،
كما أن العلم واقٍ من الانسياق وراء شبهاتهم والتأثر بها ،
بإذن الله .
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
2. ومع العلم الكافي عند ذلك الداعي
لا بدَّ من أن يتحلَّى بالخلق الرصين ،
فيكون في قلبه رحمة على أولئك المخالفين ،
ورغبة قوية في هدايتهم .
3. فإذا جمع ذلك الداعي تلك الصفات ،
وحتى ينجح في دعوته ،
فإن عليه أن يدعوهم بالحسنى ،
فلا يقسو في العبارة ، ولا يتجهم في المقابلة ،
بل يحنو ويعطف عليهم ،
ويتودد لهم بالهدايا والإكرام بما يتيسر له .
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
4. ومن الضروري في دعوتهم :
عدم التعرض لرموزهم وأئمتهم بالطعن والتجريح ،
بل يُمدح الأنبياء والمرسلون أمامهم ،
ويُثنى على الصحابة والتابعين ،
ويبيَّن فضل ومنزلة الأئمة الأربعة وكبار العلماء من سلف هذه الأمة ،
ويفضَّل ذِكر بعض الأئمة الذين عُرفوا بالمنهج المستقيم ،
ممن ينسب إليهم المتصوفة مثل الجنيد ،
وإبراهيم بن أدهم ، وعبد القادر الجيلاني ،
وهذا الأمر سَيُكَوِّن في ذهنه
قاعدة من الأشخاص المتفق على عدالتهم وفضلهم ،
وهم قاسم مشترك بين الداعية والمدعو ،
وسوف يكون الرجوع إلى أقوالهم النافعة ،
وأحوالهم الصادقة أثر في دعوة أولئك إلى طريق السنة ،
والتزامها قولا وعملا .
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
5. يفضَّل في الداعية أن يذكر قواعد الإسلام الكلية ،
وعقائده الناصعة الجلية ،
في بداية دعوة أولئك المتصوفة ،
وأن يبتعد عن النقد لعقائدهم ومناهجهم مباشرة ،
فإن من شأن تلك القواعد الحقَّة
أن تهدم قواعد الباطل والجهل ،
وكلما قويت قواعد الحق ،
وازداد أولئك علما بالشرع :
ساهم ذلك في التخلص من رواسب الباطل والضلال .
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
6. وندعو الدعاة الأفاضل
إلى قطع الطريق أمام رموز أولئك المتصوفة ،
وذلك بالإكثار من ذِكر
النبي صلى الله عليه وسلم ،
وسيرته ، وشمائله ؛
إذ يُكثر أولئك الرموز كثيراً
من الطعن بعلماء أهل السنَّة والجماعة
بأنهم لا يحبُّون النبي صلى الله عليه وسلم ،
ولا يصلون عليه !
وهذا كذبٌ رخيص ،
لكنه مصدَّق – وللأسف –
عند عامة أولئك المتصوفة ،
فليكن التكذيب لتلك المزاعم بالواقع العملي .
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
7. كما ندعو الدعاة الأفاضل للإكثار
– حتى من غير دعوة أولئك المتصوفة –
من الحديث عن القلوب ، وأحوالها ،
ومن الكلام في الرقائق ،
فما أحوجنا حقّاً لترقيق قلوبنا بمواعظ القرآن والسنَّة
وكلام سلف هذه الأمَّة ،
وهذا الطريق سلكه أهل البدع من المتصوفة
فسلبوا قلوب العوام ،
حتى تعلقت قلوبهم بذلك المنهج ،
وذلَّت أبدانهم لخدمة رموز المتصوفة .
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
8. وقد يسَّر الله تعالى في زماننا هذا
دعاة أفاضل من أهل السنَّة والجماعة
برزوا للناس في الفضائيات ،
فأحبهم الناس وتعلقت بهم قلوبهم ،
فليستثمر هذا بذِكر اعتقاد أولئك الدعاة ومنهجهم ،
وإهداء المتصوفة أشرطتهم وكتبهم ،
وهذا طريق سهل يسير على إخواننا الدعاة ،
وثمرته نافعة قريبة بإذن الله تعالى .
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
9. وعلى الدعاة تجنب دلالة أولئك المتصوفة
على كتب تطعن صراحة في أئمة التصوف ،
أو تسخر من منهجهم ومن كرامات رموزهم – المزعومة - ،
فإن ذلك قد يترك أثرا سلبيا في نفوس المدعوين منهم :
بصدهم عن سماع الحق ، أو مناقشته ،
لأجل ما وجد من شدة القول فيما تعلق حبه بقلبه .
فإذا اطمأنَّ الداعية إلى مقابله
وأنه صار مهيئاً لتقبل الحق بمرارته :
فليدله على الكتب
التي تنقض اعتقاد التصوف المنحرف عن الحق ،
وليُسمعه الأشرطة التي تبيُّن الحق
بدلائله الصريحة .
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
10. وليُكثر الداعية من الدعاء بصدق وإخلاص
أن يهدي الله ضالَّ المسلمين ،
وليحرص على مشاورة أهل العلم
من أهل الخبرة بدعوة المبتدعة ،
وليبق على اتصال بهم ،
حتى لا يُعجب بنفسه فيهدم ما بنى ،
أو حتى يُعان أصلاً على البذر .
ونسأل الله تعالى أن يوفقكم ... لإصلاح الناس
وأن ييسر أمركم وأن يكف عنكم الشر والأذى والضرر .
وننصح بالاطلاع
على محاضرة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
بعنوان
" الدعوة إلى الله وأسلوبها المشروع " ، وتراها هنا :
وانظر جواب السؤال رقم ( 118693 )
ففيه بيان الطرق الصوفية وموقف المسلم منها .
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
[ 50 ]
يسأل عن الناس الذين يعطون الناس العهود
مثل الطرق الشاذلية والصوفية والرفاعية والبينية
ويقيمون الأذكار في موارد أولياء الله الصالحين
مثل الحسين وزينب والبدوي
و الكثير من أولياء الله الصالحين
نرجو منكم ما حكم الشرع في نظركم في ذلك؟
ما حكم دعاء الأولياء؟
هل دعاء غير الله تعالى شرك أكبر؟
الإجابة صوتية
لسماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
رحمه الله تعالى
http://alandals.net/Node.php?fid=268&id=13857
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
[ 52 ]
السؤال:
ما أوجه القول بأن التوسل بقبور الأنبياء والصالحين شركٌ؟
الإجابة: الحمد لله، زيارة قبور الأنبياء والصالحين نوعان:
زيارة شرعية، وهي زيارة للسلام عليهم والدعاء لهم، وتذكر الآخرة،
لكن لا يجوز السفر لذلك،
لقوله - صلى الله عليه وسلم-:
"لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد:
المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى"
(رواه البخاري: 1189، ومسلم: 827)
من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه-.
وأما زيارة قبورهم للدعاء عندها أو الصلاة عندها،
فذلك من البدع في الدين، ومن وسائل الشرك،
وكذا التوسل بذواتهم مثل أن يقول:
نسألك يا الله بنبيك أو بعبدك الصالح،
فذلك بدعة في التوسل؛
لأن التوسل المشروع هو التوسل بدعائهم،
وهذا لا يكون إلا في حال حياتهم وحضورهم،
وأما قصد القبور للطواف حولها والتقرب إلى أصحابها بالصلاة لهم،
وكذلك الاستغاثة بهم عند قبورهم أو بعيداً عنهم؛
فكل هذا من الشرك الأكبر؛
لأن ذلك من عبادتهم مع الله،
والله -تعالى- يقول:
{يا أيها الناس اعبدوا ربكم...}
[البقرة:21]
إلى قوله:
{فلا تجعلوا لله أنداداً
وأنتم تعلمون}
[البقرة:22]،
قال تعالى:
{واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً}
[النساء:36]،
وقال: {بل الله فاعبد وكن من الشاكرين}،
وقال سبحانه وتعالى:
{وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحداً}
[الجن:18]،
فيجب التفريق بين ما هو شرك
وما هو من وسائل الشرك،
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
والقبوريون من الصوفية وأشباههم
يفعلون عند قبور من يعظمون
-سواء كانوا أولياء أو يظنونهم أولياء-
كل هذه الأفعال،
فإنهم يدعونهم ويدعون الله بهم
ويتحرون الصلاة والدعاء عند قبورهم
ويستغيثون بهم كذلك،
ويلجؤون إليهم أعظم من التجائهم إلى الله.
والرافضة الذين يسمون أنفسهم الشيعة
هم الأصل في هذا الشرك فهم أمكن فيه؛
فإنهم يحجون إلى المشاهد التي بنوها على قبور الأئمة
سواءً كانت حقيقية أو وهمية.
فالواجب الحذر من هذا الشرك
وما يقرب إليه؛
فإنه انتشر في الأمة الإسلامية
في الطائفتين الرافضة والصوفية،
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
وقد بلَّغ الرسول -صلى الله عليه وسلم- البلاغ المبين؛
فحذَّر من الشرك كله
وسدَّ كل الطرق الموصلة إليه
وذلك من كمال نصحه -صلى الله عليه وسلم-،
فأقام الله به الحجة وأوضح المحجة،
قال الله تعالى:
{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم
حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم}
[التوبة:128].
وصلِّ الله على محمد
وآله وصحبه وسلم.
وقد بين سبحانه وتعالى أنه لم يخلق الجن والإنس
ليرزقوه أو يطعموه، أو يتقوى بهم من ضعف
فقال سبحانه:
{وما خلقت الجن والإنس
إلا ليعبدون
ما أريد منهم من رزق
وما أريد أن يطعمون
إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين}
[الذاريات:56-58].
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
أما قول القائل:
لماذا أمرنا الله بعبادته؟
وقد علم من يدخل الجنة ومن يدخل النار
فجوابه أيضاً كما ذكرت:
أن على العباد أن يعملوا ولا يتكلوا على القدر
كما قال -صلى الله عليه وسلم- لمن قال له:
إذا كان ما نعمله قد فرغ منه ومضى به القدر فلماذا العمل؟
فقال عليه الصلاة والسلام:
"اعملوا فكل ميسر لما خلق له"
(البخاري : 4949، ومسلم : 2647)
وتفسير هذا أن من كان من أهل السعادة
فسييسر لعمل أهل السعادة،
ومن كان من أهل الشقاوة
فسييسر لعمل أهل الشقاوة،
هكذا جاء في الحديث
وجاء هذا المعنى في القرآن في قوله سبحانه:
{فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى
فسنيسره لليسرى
وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى
فسنيسره للعسرى}
وهذا التيسير لعمل أهل السعادة،
أو عمل أهل الشقاوة
هو الهدى والإضلال المذكوران
في مثل قوله تعالى:
{يضل من يشاء ويهدي من يشاء}
[النحل:93]
فيهدي من يشاء بتوفيقه فضلاً منه،
ويضل من يشاء بعدم التوفيق عدلاً منه،
فهو تعالى يهدي من يشاء بفضله وحكمته
ويضل من يشاء بعدله وحكمته،
لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
فالواجب على العباد أن يؤمنوا بشرع الله وقدره
وأن يطيعوا أمره ونهيه،
وأن يأخذوا بأسباب السعادة،
وأن يحذروا من أسباب الشقاوة
وهذا ما فطر الله عليه العباد من الأخذ بالأسباب النافعة،
وتجنب الأسباب الضارة،
وإن كان ذلك كله مقدراً كما في طلب الرزق وطلب العلم،
وطلب الأولاد،
فلا يقول عاقل:
إن كان الله قد قدر أن أكون عالماً،
أو قدر أن يكون لي رزق،
أو قدر أن يكون لي أولاد فسيحصل ذلك كله دون سعي ولا عمل،
فهكذا سعادة الآخرة موقوفة على أسباب،
وهي الإيمان والعمل الصالح،
ولن تتحقق هذه السعادة إلا بأسبابها
التي شرعها الله وقدرها سبحانه وتعالى،
فنسأل الله سبحانه وتعالى
أن يهدينا صراطه المستقيم،
صراط الذين أنعم الله عليهم
من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
والله أعلم.
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
[ 53 ]
السؤال: يا شيخ لقد سمعت أحد أئمة المساجد يقول :
لو جازت الصلاة أن تُقرأ بغير القرآن :
لقُرئ بحِكَم ابن عطاء الله السكندري .
أولاً : ما حُكم من يقول مثل هذا الكلام ؟ .
ثانياً : هل تجوز الصلاة خلفه أم لا ؟ .
ثالثاً : وهل - كما يقول بعضهم - الصوفية تنقسم إلى قسمين :
صوفية معتدلة ، وصوفية فيها غلو ،
أم أن كل الصوفية مذمومة ،
وكل من انتمى إلى الصوفية وقال :
أنا صوفي وافتخر بذلك :
مشكوك في أمره على الأقل ،
إن لم نقل هو ضال ؟ .
الجواب : الحمد لله
أولاً:
ابن عطاء الله السكندري هو :
أحمد بن محمد بن عبد الكريم ، أبو الفضل ،
وهو من أهل التصوف الغلاة ،
يسير على الطريقة الشاذلية الضالة ،
وهو من أشد خصوم شيخ الإسلام ابن تيمية ،
وقد ادَّعى عليه عند السلطان ،
وألَّب عليه السفهاء ، ت سنة 709 هـ .
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
ثانياً:
والكلمة المنقولة في السؤال أنه لو جازت الصلاة بغير القرآن :
لقرئ ما في كتاب ابن عطاء الله السكندري المسمَّى
" الحكَم الإلهية " :
هي كلمة قبيحة ،
ولا يمكن أن تصدر من عالِم موحِّد ،
ولذا وُصف قائلها بأنه من أدعياء العلم ! ؛
لما تحتويه تلك الرسالة من مخالفات شرعية كثيرة ،
ومن قبح تلك الكلمة أنه قدَّم كلام ذلك الصوفي
على أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ،
وكلام الصحابة ، ودرر التابعين .
وأما الصلاة خلفه :
فلا تُمنع ؛
لأننا لا نمنع من الصلاة إلا خلف من وقع في الكفر
المخرج من الملَّة ،
وليس أمر ذلك القائل كذلك ،
بل هو جاهل ضال .
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
ثالثاً:
كتاب " الحكَم الإلهية "
قد تتبع ما فيه من ضلالات الشيخ محمود مهدي الإستانبولي
رحمه الله ،
وذلك في كتابه الماتع " كتب ليست من الإسلام " ،
ونقتطف منه قوله رحمه الله :
أ. أقوال يؤيد فيها نظرية وحدة الوجود
القائلة بأن الخالق والمخلوق واحد ،
ومثلها نظرية الاتحاد والحلول ،
وكل ذلك كفر ! .
= " أنت مع الأكوان ما لم تشهد المكوَّن ،
فإذا شهدته : كانت الأكوان معك " .
= " ما العارف مَن إذا أشار وجد الحق أقرب إليه من إشارته ،
بل العارف مَن لا إشارة له لفنائه في وجوده ،
وانطوائه في شهوده " .
= " لولا ظهوره في المكونات :
ما وقع عليها أبصار ،
ولو ظهرت صفاته : اضمحلت مكوناته ".
= " الفكرة فكرتان : فكرة تصديق وإيمان ، وفكرة شهود وعيان !
فالأولى لأرباب الاعتبار ،
والثانية لأرباب الشهود والاستبصار " .
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
ب. أقواله في النهي عن دعاء الله ،
مما يصادم أصول الشريعة :
= " سؤالك منه اتهام له " .
ويستدلّ ابن عطاء الله على ذلك بحديث باطل
على لسان إبراهيم عليه الصلاة والسلام :
" حسبي من سؤالي علمه بحالي " ،
وهو مخالف للآيات والأحاديث الكثيرة
التي تحض على دعاء الله كقوله تعالى :
( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ
إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي )
أي : عن دعائي
( سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ )
غافر/ 60 .
= " من عبده لشيء يرجوه منه ،
أو ليدفع عنه ورود العقوبة منه :
فما قام بحق أوصافه" .
هذا الكلام هو كقول رابعة العدوية المنحرف ـ إن صح عنها ـ :
" ما عبدتك خوفاً من نارك ، ولا رغبة في جنتك ،
ولكني عبدتك لأنك أهل للعبادة "
وهذا مخالف لعبادة الملائكة
الذين يخافون ربهم من فوقهم ،
وعبادة الأنبياء الذين يعبدون الله سبحانه رغباً ورهباً ! .
= " ربما دلهم الأدب إلى ترك الطلب " .
ليت هذا الجاهل علم أن الأمر بالعكس ،
فإن ترك الطلب هو العصيان ، وقلة الأدب ! .
= " إنما يُذَكّر مَن يجوز عليه الإغفال ،
وإنما ينبه من يمكن منه الإهمال " .
تُرى لماذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم
يُكثر من الدعاء
ويأمر به إلى درجة الإلحاح ! .
= " أنت إلى حلمه إذا أطعته ،
أحوج منك إلى حلمه إذا عصيته " .
هذا الكلام تشجيع على ارتكاب الذنوب ،
فما فتح سبحانه باب الطاعة إلا ليكافئ عليها ،
جاء في القرآن العظيم :
( إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى
أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ )
الأنبياء/ 101 .
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
ج . أقوال تشجع على تعطيل المواهب والعزائم
وتدعو إلى التماوت وترك التدبير :
= " أرح نفسك من التدبير ، فما قام به غيرك عنك :
لا تقم به لنفسك " .
= " سوابق الهمم لا تخرق أسوار الأقدار " ؟.
فما أدرانا بهذه الأقدار ؟!
وقد علَّمنا الخليفة الراشد عمر بن الخطاب
أن نفِرَّ من قضاء الله إلى قضاء الله ،
وقد حضنا الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله :
( احرص على ما ينفعك ولا تعجز )
– رواه مسلم - .
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
هـ. أقوال متناقضة ، وسخيفة :
= " جلَّ ربُنا أن يعامله العبد نقداً فيجازيه نسيئة ! " .
إذا كان الأمر كما قال : فما الفائدة من الآخرة ؟! .
= " إنما جعل الدار الآخرة محلاً لجزاء عباده المؤمنين ؛
لأن هذه الدار لا تسع ما يريد أن يعطيهم ،
ولأنه أجلَّ أقدارهم عن أن يجزيهم في دار لا بقاء لها " .
ينظر :
كتب ليست من الإسلام ،
محمود مهدي الإستانبولي
(91-101) .
فهل مثل هذا الكتاب يُمدح ،
ويُثنى عليه ،
ويُقال في حقه
إنه لو جاز قراءة شيء غير القرآن
لقرئ به ؟! .
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
رابعاً:
طريق التصوف فيه مخالفات شرعية كثيرة ،
ولا يرضى موحِّد عاقل
بأن ينتسب لتلك الطرق المبتدعة ،
لا سيما في هذا الزمان ،
حيث أصبح الجمع بين التصوف واتباع السنة ،
العلمية والعملية ،
كالجمع بين الضب والنون ، والماء والنار ،
وأصبح الكلام على التصوف
الذي عليه مشايخ الطريق المنتسبين إلى السنة والأئمة ،
أصبح أمرا نظريا ،
لا يؤيده واقع القوم وأعمالهم ،
ومن خبر كتبهم وأقوالهم وأحوالهم ـ في هذا الزمان ـ
عرف ذلك حق المعرفة .
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
[ 54 ]
حكم اختراع أذكار أو الاستدلال بالمنامات على صحتها
السؤال :
ذكرت في قسم البدعة
أن قراءة سورة ما مثلاً 100 مرة طلباً للثواب من البدعة ،
بعد قراءة كتاب للصوفية لكاتبه حكيم معين الدين شيشتي
بعنوان " براءة الصوفية "
برر فيه استعمال هذه الطرق وغيرها
وأنها إلهام من الله خلال النوم ، ليثق الناس القريبين من الله .
هل هذا من البدعة ؟ كيف نتبين صدقهم ؟
هل هذا جائز في الإسلام ؟.
الجواب
الحمد لله
1. وصف الله تعالى أولياءه بوصفين اثنين : الإيمان والتقوى ،
قال الله تعالى
{ ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .
الذين آمنوا وكانوا يتقون }
[ يونس 62 ] ،
فمن كان مؤمناً تقيّاً : كان لله وليّاً .
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
2. وأولياء الله تعالى لا يخالفون
ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ،
وقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من البدع في الدين ،
لأن الله تعالى قد أكمل دينه ،
وأتمم نعمته على عباده ،
فقال
{ اليوم أكملت لكم دينكم
وأتممت عليكم
نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً }
[ المائدة 3 ] ،
وقال صلى الله عليه وسلم
" من أحدث في أمرنا هذا
ما ليس منه فهو رد ".
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
3. وعليه : فإنك تستطيع أن تميز الولي لله تعالى
من ولي الشيطان ،
وذلك بأن تبحث عن حاله في نفسه وخلقه ودينه
من حيث الالتزام بالصلاة في جماعة في المسجد مثلا ،
ومن حيث تنزهه عن أكل أموال الناس بالباطل ،
ومن حيث عدم تعديه على الشرع بزيادة أو نقصان ،
وهكذا .
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
4. لا يجوز إحداثُ ذِكرٍ يتعاهده المسلم،
أو يوصي به غيرَه - كالأوراد والمأثورات والأدعية -،
ويكفيه ما جاء في السنَّة الصحيحة في هذا،
وإلا كان مبتدعاً ، أو داعيةً إلى البدعة ،
قال صلى الله عليه وسلم
"منْ أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا
مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ"
رواه البخاري (2550) ، مسلم ( 1718 ) ،
وفي رواية "مسلم" ( 1718 )
"مَنْ عَمِلَ عَمَلاً
لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ".
قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله:
وهذا الحديث أصلٌ عظيمٌ مِن أصول الإسلام،
وهو كالميزان للأعمال في ظاهرها،
كما أنَّ حديث "الأَعْمَالُ بِالنِّيَّات"
ميزانٌ للأعمال في باطنها،
فكما أنَّ كلَّ عملٍ لا يُراد به وجهُ الله تعالى؛
فليس لعامله فيه ثوابٌ ،
فكذلك كلُّ عملٍ لا يكون عليه أمر الله ورسوله؛
فهو مردودٌ على عامله،
وكلُّ مَن أحدث في الدين ما لم يأذن به الله ورسوله
فليس مِن الدين في شيءٍ.أ.ه*
"جامع العلوم والحكم" (1/180)
وقال النووي رحمه الله:
وهذا الحديث قاعدةٌ عظيمةٌ مِن قواعد الإسلام،
وهو مِن جوامع كَلِمه صلى الله عليه وسلم ؛
فإنَّه صريحٌ في رد البدع والمخترعات،
وفي الرواية الثانية زيادة وهي:
أنَّه قد يعاند بعض الفاعلين في بدعةٍ سُبق إليها،
فإذا احتُج عليه بالرواية الأولى أي:
" مَن أحدث "- يقول: أنا ما أحدثتُ شيئاً،
فيُحتج عليه بالثانية أي:"مَن عمل "-
التي فيها التصريح بردِّ كلِّ المحدثات،
سواء أحدثها الفاعل، أو سُبق بإحداثها...
وهذا الحديث مما ينبغي حفظه،
واستعماله في إبطال المنكرات، وإشاعة الاستدلال به. أ.ه*
"شرح مسلم" (12/16).
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
5. وقال شيخ الإسلام رحمه الله:
لا ريبَ أنَّ الأذكارَ والدعوات مِن أفضل العبادات،
والعبادات مبناها على التوقيف والاتِّباع،
لا على الهوى والابتداع،
فالأدعيةُ والأذكارُ النبويَّةُ هي أفضل ما يتحرَّاه المتحري
من الذكر والدعاء،
وسالكها على سبيل أمانٍ وسلامةٍ،
والفوائد والنتائج التي تحصل لا يعبر عنها لسانٌ،
ولا يحيط بها إنسانٌ،
وما سواها من الأذكار قد يكون محرَّماً،
وقد يكون مكروهاً،
وقد يكون فيه شركٌ مما لا يهتدي إليه أكثرُ النَّاسِ،
وهي جملةٌ يطول تفصيلها.
وليس لأحدٍ
أنْ يَسُنَّ للنَّاسِ
نوعاً من الأذكار والأدعية غير المسنون،
ويجعلها عبادةً راتبةً يواظب الناس عليها
كما يواظبون على الصلوات الخمس،
بل هذا ابتداعُ دينٍ
لم يأذن الله به...
وأما اتخاذ وردٍ غيِر شرعيٍّ، واستنانُ ذكرٍ غيرِ شرعيٍّ،
فهذا مما يُنهى عنه،
ومع هذا ففي الأدعية الشرعية والأذكار الشرعية
غايةُ المطالبِ الصحيحةِ ونهايةُ المقاصدِ العليَّة ،
ولا يَعدلُ عنها إلى غيرها من الأذكارِ المحدَثة المبتدعةِ
إلاّ جاهلٌ أو مفرِّطٌ أو متعَدٍّ. أ.ه*
* "مجموع الفتاوى" (22/510-511).
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
http://islamqa.info/ar/6745
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
[ 55 ]
زعم بعض الصوفية بأن لأهل القبور كرامات
واستدلوا بقوله تعالى في سورة الكهف ((وأما الجدار فكان لغلامين..)) الآية
وقالوا أيضاً لولا أن أباهم ما كان صالحاً ما خرج الكنز
وعدوا هذه من الكرامات له بعد موته،
أرجو الشرح والتوضيح لإزالة الغموض
و نرجو رد دعوى الصوفية الباطلة التي أضلت العباد أيضاً
في ملحوظة في نهاية رسالته نحن في السودان
نعيش في مجتمع تكثر فيه الشركيات والخرافات والبدع
نسأل الله الإنقاذ وبرنامجكم هذا له الدور العظيم في الإنقاذ
وكثيراً من الأسر اتجهت إليه نرجو الإفادة جزاكم الله خيراً؟
ما أقسام أصحاب القبور؟
هل يقدر أهل القبور أن يجلبوا لأنفسهم أو لغيرهم ضراً أو نفعاً؟
ما حكم الدعاء لأهل القبور من الكفار وما هو الدليل على ذلك؟
ما الموقف تجاه قبور الكفار التي قد تخرج منها نوراً أو روائح طيبة أو ماء أو نحو ذلك
هل هذا دليل على صلاح صاحب القبر وأن له كرامة؟
من الذي يجب تقليده في الدين؟
ما هو الميزان في القرآن الكريم لأولياء الله تعالى فنعرفهم به؟
هل يجوز أن نجزم لشخص معين بالولاية لله تعالى؟
كل من كان لله تقياً فهو لله ولياً؟
هل قد يفتن الإنسان بأمور كالتعلق بالقبور والتبرك بالتراب
فيحصل المطلوب فما هو السبب؟
ما حكم دعاء غير الله تعالى؟
ما قصة أصحاب يوم السبت؟
من أنواع الامتحان للصحابة رضي الله عنهم عند تحريم الصيد عليهم
وهو حرم؟
ماذا على المسلم إن تهيأت له أسباب الفعل المحرم؟
الإجابة صوتية
لسماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
رحمه الله تعالى
http://alandals.net/Node.php?fid=268&id=14017
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
[ 57 ]
الطريقة الجشتية من الطرق الصوفية المنحرفة .
السؤال:
ما رأيكم بـ "معين الدين الشستي" ،
والمعروف أيضا باسم :
الخواجه غريب نواز ،
فمن خلال بحثي عن هذا الرجل ظهر لي أنه
كان يصنع المعجزات ،
وأنه تولى رئاسة الهند ،
وأنه ساهم في تحويل الهندوس إلى الإسلام ،
ومما يروى عنه أنه ذهب إلى المدينة المنورة
ذات مرة فتحدث إلى النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة..!
فما حقيقة هذا الرجل
حتى نتمكن من توضيح ذلك لمن يذهب إلى قبره
ويدعوه من دون الله ؟
الجواب
الحمد لله
تقدم في جواب السؤال رقم : (143615)
ذكر نبذة مختصرة عن معين الدين الجشتي وعقيدته ،
وأنه رجل صوفي ،
صاحب طريقة من الطرق الصوفية المبتدعة .
والمعروف عن الصوفية غلوهم في مشايخهم ،
مع اختلاق الأكاذيب والحكايات المزورة
لترويج ذلك الغلو ونشره ،
والمعجزات لا تكون إلا لأنبياء الله ورسله ،
أما الكرامات فتكون لأولياء [ الله ] المستقيمين على صراطه المستقيم ،
القوامين لله بالقسط ،
غير المنحرفين ولا المبدلين .
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
راجع جواب السؤال رقم :
(124838) لمعرفة الفرق بين المعجزة والكرامة .
وما يحصل على أيدي
غلاة الصوفية المنحرفين
عن طريق السنة
من خوارق العادات ،
هو من جنس ما يحصل على أيدي المشعوذين
والدجالين والسحرة من ذلك ،
وهو من عمل الشيطان ليضل به الناس ،
فلا يجوز الاغترار به .
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
قال ابن كثير رحمه الله في ترجمة الشيخ يوسف الإقميني :
" كان يلبس ثيابا طوالا تحف على الأرض ،
ويبول في ثيابه ،
ورأسه مكشوفة ،
ويزعمون أن له أحوالا وكشوفا كثيرة ،
وكان كثير من العوام وغيرهم يعتقدون صلاحه وولايته ،
وذلك لأنهم لا يعلمون شرائط الولاية ولا الصلاح ،
ولا يعلمون أن الكشوف قد تصدر من البر والفاجر ،
والمؤمن والكافر ، كالرهبان وغيرهم ،
وكالدجال وابن صياد وغيرهم ،
فلا بد من اختبار صاحب الحال بالكتاب والسنة،
فمن وافق حاله كتاب الله وسنة رسوله
فهو رجل صالح سواء كاشف أو لم يكاشف،
ومن لم يوافق فليس برجل صالح سواء كاشف أم لا.
قال الشافعي:
إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء
ويطير في الهواء
فلا تغتروا به حتى تعرضوا أمره
على الكتاب والسنة "
انتهى من "البداية والنهاية"
(13 /251)
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
ومن الأباطيل التي اخترعها الغلاة فيه :
زعمهم أن معين الدين هذا ذهب إلى المدينة ،
وجاء إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم وتحدث إليه ،
وهذا محال ؛
فالنبي صلى الله عليه وسلم قد مات
وانقضت حياته الدنيوية ،
فمن ادعى أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم
أو خاطبه بعد موته فهو كاذب .
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله :
ما القول الحق فيما يروى عن أحد أئمة الصوفية المعروفين
من أنه زار مسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم بالمدينة
ودعا عند القبر
فمدَّ الرسول صلى الله عليه وسلم يده الشريفة له وقبلها ,
وهذا مستفيض عند أتباع طريقته ؟
فأجاب :
" هذا أمر باطل ولا أساس له من الصحة ,
لأنه صلى الله عليه وسلم قد توفي الموتة
التي كتبها الله عليه
كما قال سبحانه :
( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ) ،
وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح :
( إن لله ملائكة سياحين في الأرض
يبلغوني من أمتي السلام ) ،
وقال عليه الصلاة والسلام :
( إن خير أيامكم يوم الجمعة
فأكثروا علي من الصلاة فيه
فإن صلاتكم معروضة علي )
قالوا : يا رسول الله وكيف تعرض عليك وقد أرمت ؟
قال : ( إن الله حرم على الأرض
أن تأكل أجساد الأنبياء ) ،
والأحاديث في هذا المعنى كثيرة ،
ولم يقل في شيء منها أنه يصافح أحدا ,
فدل ذلك على بطلان هذه الحكاية ,
ولو فرضنا صحة ذلك فإن ذلك
يحمل على أنه شيطان صافحه
ليلبس عليه أمره , ويفتنه .
فالواجب على جميع المسلمين أن يتقوا الله
وأن يتمسكوا بشرعه
الذي دل عليه كتابه الكريم وسنة رسوله الأمين ,
وأن يحذروا ما يخالف ذلك " .
انتهى من "مجموع فتاوى ابن باز"
(9 /310-311) .
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
والواجب نهي الناس عن الذهاب إلى القبور
وسؤال أصحابها من دون الله ،
سواء كانوا صالحين أو كانوا طالحين ،
لأن سؤال أهل القبور من دون الله
نوع من الشرك الأكبر
المخرج عن الملة ،
فلا يحتاج الإنسان إلى إثبات
أن صاحب القبر كان على غير استقامة
حتى ينهى الناس عن عبادته واللجوء إليه .
راجع إجابة السؤال رقم : (6744) ،
(112867) ، (153666) .
وراجع جواب السؤال رقم : (20375) :
لمعرفة حقيقة الطرق الصوفية
وحكم الانضمام إليها .
والله تعالى أعلم .
موقع الإسلام سؤال وجواب
http://islamqa.info/ar/193775
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
[ 58 ]
ما حكم هذه الطرق:
القاديانية والرفاعية والشاذلية والنقشبندية والتيجانية؟
السؤال:
ما هو الموقف إزاء" الطريقة" ،
مثل القاديانية ، الرفاعية ، الشاذلية ، النقشبندية ، التيجانية .
اشرحوا لنا ماذا يقول شيوخ أهل السنة والجماعة
عن عبد القادر الجيلاني ، الرفاعي ،
أبو حسن الشاذلي ، أحمد تيجاني ، بدوي .
الجواب :
الحمد لله
هذه كلها بدع الصوفية
ما عدا القاديانية ،
فهم يتبعون غلام أحمد القادياني الذي ادعى النبوة وله أتباع ،
وهؤلاء لا شك في كفرهم وخروجهم عن الإسلام ،
ولا يجوز إقرارهم
ولا التعامل معهم لإعلانهم الكفر .
التيجانية هم فرقة من غلاة الصوفية
وشيخهم التيجاني يدعون أنه ولي ،
وأن له ولاية ، وأنه ممن يعلمون الغيب ،
ويزعمون أنه يطّلع على اللوح المحفوظ ،
ولهم عنه حكايات وقصص خرافية لا يجوز أن يصدقوا فيها ،
ولا يجوز إقرارهم على ذلك ،
ولا سماع أقوالهم ،
وقد ردّ عليهم العلماء
وبينوا ما هم فيه
من عقائد فاسدة
كعبادة الأولياء ،
وتقديم أقوالهم
على أقوال الرسول عليه الصلاة والسلام ،
وهكذا النقشبندية والرفاعية
فإن أولياءهم وما يحكون عنهم ليسوا على صواب ،
بل هم من البشر .
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
أما عبد القادر الجيلاني
فهو عالم من علماء أهل السنة ،
ولكن كذبوا عليه أكاذيب ،
وادعوا أنه ولي ،
وصاروا يعبدونه من دون الله ،
وزعموا أنه يطلع على الأسرار ،
ويتصرف في الكون
فهذه كلها
أكاذيب وبدع .
أما الشاذلية فهي فرقة من فرق غلاة الصوفية
يدّعون أن معبودهم الشاذلي له مكانة رفيعة ،
وأنه أفضل من الرسل وهذا كله مما لا أصل له .
سماحة الشيخ عبد الله بن جبرين رحمه الله .
ولمزيد الفائدة عن الطريقة التيجانية
انظر جواب السؤال رقم (108382) .
ولمزيد الفائدة عن الطريقة الرفاعية
انظر جواب السؤال رقم (9338) .
وانظر لحكم الطرق الصوفية عموماً
جواب السؤال رقم (20375) ، (118693) .