بارك الله فيكم وفي اقتراحكم، ونسأل الله تعالى الإعانة على ذلك
عرض للطباعة
فائدة لمقدمة السيرة :
قال الشيخ صفي الرحمن المباركفوري رحمه الله:
" وقد كثر الاهتمام بهذا الموضوع في قديم الزمان وحديثه دراسة وكتابة وتأليفاً ، لأنه عمل ينبثق من صميم الإيمان وغريزة الحب والتفاني .. "
" 1- حب الرسول صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى : { النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم }، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يُؤمِنُ أحدُكم حتى أكونَ أحبَّ إليهِ من والدِه وولدِه والناسِ أجمعينَ ).
2- السيرة النبوية حلقة من حلقات الدعوة إلى التوحيد دعوة الأنبياء التوحيد بكل أنواعه .
3- السيرة حياة وقدوة حسنة للأجيال تعرض نماذج طيبة من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين ..
4- دراسة السيرة جزء مما علينا تجاه ما يحدث من سب النبي صلى الله عليه وسلم .
5- فهم الواقع وربط الماضي بالحاضر .
6- وفي السيرة تفسير لكثير من آيات القرآن الكريم ."
[ بتصرف - شرح روضة الأنوار لشيخ سامي الحمود - موجود على الشبكة ]
بارك الله فيكم؛ ونرجو المزيد من المشاركات والفوائد لإثراء الموضوع
24- وفي السنة السادسة: أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم كتبًا إلىٰ ملوك العالم يدعوهم فيها إلىٰ الإسلام.
وبعدما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من الحديبية، وقد عاهد قريشًا علىٰ وضع القتال بينهما لمدة عشر سنوات – مما أتاح له التفرغ التام للدعوة- بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم في مراسلة ملوك العالم ودعوتهم إلىٰ الإسلام، عَنْ أَنَسِ بن مالك رضي الله عنه أَنَّ نَبِيَّ الله صلى الله عليه وسلم كَتَبَ إِلَىٰ كِسْرَىٰ وَإِلَىٰ قَيْصَرَ وَإِلَىٰ النَّجَاشِيِّ وَإِلَىٰ كُلِّ جَبَّارٍ يَدْعُوهُمْ إِلَىٰ الله تَعَالَىٰ وَلَيْسَ بِالنَّجَاشِيِّ الَّذِي صَلَّىٰ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ([1]).
قال الدكتور أكرم العُمري:
وقد أخرج البخاري في «صحيحه» نص كتاب الرسول صلى الله عليه وسلم الذي بعث به دحية إلىٰ عظيم بُصرىٰ فدفعه إلىٰ هرقل، وهو النص الوحيد الذي ثبت صحته وفق شروط المحدثين من بين سائر نصوص الكتب التي وُجِّهت إلىٰ الملوك والأمراء التي ينبغي أن تُنقد من جهة المتن والسند معًا قبل اعتمادها تاريخيًا فضلاً عن الاستدلال بها في مجال التشريع.اهـ([2]).
ولما أرسل النبي صلى الله عليه وسلم كتابه إلىٰ هرقل عظيم الروم، ووصل هرقل كتابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أَرْسَلَ إلىٰ أبي سفيان بن حرب – وكان لا يزال علىٰ الشرك- في رَكْبٍ مِنْ قُرَيْشٍ، وَكَانُوا تِجَارًا بِالشَّأْمِ فِي الْمُدَّةِ الَّتِي كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم مَادَّ فِيهَا أَبَا سُفْيَانَ وَكُفَّارَ قُرَيْشٍ([3])، فَأَتَوْهُ وَهُمْ بِإِيلِيَاءَ([4])، فَدَعَاهُمْ فِي مَجْلِسِهِ وَحَوْلَهُ عُظَمَاءُ الرُّومِ ثُمَّ دَعَاهُمْ وَدَعَا بِتَرْجُمَانِهِ ، فَقَالَ: أَيُّكُمْ أَقْرَبُ نَسَبًا بِهَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ؟ فَقَالَ أبو سُفْيَانَ: فَقُلْتُ: أَنَا أَقْرَبُهُمْ نَسَبًا، فَقَالَ: أَدْنُوهُ مِنِّي وَقَرِّبُوا أَصْحَابَهُ فَاجْعَلُوهُمْ عِنْدَ ظَهْرِهِ، ثُمَّ قَالَ لِتَرْجُمَانِهِ : قُلْ لَهُمْ إِنِّي سَائِلٌ هَذَا عَنْ هَذَا الرَّجُلِ فَإِنْ كَذَبَنِي فَكَذِّبُوهُ، فَوَاللَّهِ لَوْلَا الْحَيَاءُ مِنْ أَنْ يَأْثِرُوا عَلَيَّ كَذِبًا لَكَذَبْتُ عَنْهُ، ثُمَّ كَانَ أَوَّلَ مَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَنْ قَالَ: كَيْفَ نَسَبُهُ فِيكُمْ؟ قُلْتُ: هُوَ فِينَا ذُو نَسَبٍ، قَالَ: فَهَلْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ مِنْكُمْ أَحَدٌ قَطُّ قَبْلَهُ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَهَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَأَشْرَافُ النَّاسِ يَتَّبِعُونَهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ؟ فَقُلْتُ: بَلْ ضُعَفَاؤُهُمْ، قَالَ: أَيَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ؟ قُلْتُ: بَلْ يَزِيدُونَ، قَالَ: فَهَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ مِنْهُمْ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَهَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَهَلْ يَغْدِرُ؟ قُلْتُ: لَا، وَنَحْنُ مِنْهُ فِي مُدَّةٍ لَا نَدْرِي مَا هُوَ فَاعِلٌ فِيهَا. قَالَ: وَلَمْ تُمْكِنِّي كَلِمَةٌ أُدْخِلُ فِيهَا شَيْئًا غَيْرُ هَذِهِ الْكَلِمَةِ، قَالَ: فَهَلْ قَاتَلْتُمُوهُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَكَيْفَ كَانَ قِتَالُكُمْ إِيَّاهُ؟ قُلْتُ: الْحَرْبُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ سِجَالٌ يَنَالُ مِنَّا وَنَنَالُ مِنْهُ، قَالَ: مَاذَا يَأْمُرُكُمْ؟ قُلْتُ: يَقُولُ: اعْبُدُوا الله وَحْدَهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَاتْرُكُوا مَا يَقُولُ آبَاؤُكُمْ وَيَأْمُرُنَا بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّدْقِ وَالْعَفَافِ وَالصِّلَةِ، فَقَالَ لِلتَّرْجُمَانِ : قُلْ لَهُ: سَأَلْتُكَ عَنْ نَسَبِهِ فَذَكَرْتَ أَنَّهُ فِيكُمْ ذُو نَسَبٍ فَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْعَثُ فِي نَسَبِ قَوْمِهَا، وَسَأَلْتُكَ هَلْ قَالَ أَحَدٌ مِنْكُمْ هَذَا الْقَوْلَ فَذَكَرْتَ أَنْ لَا، فَقُلْتُ: لَوْ كَانَ أَحَدٌ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ قَبْلَهُ، لَقُلْتُ: رَجُلٌ يَأْتَسِي بِقَوْلٍ قِيلَ قَبْلَهُ، وَسَأَلْتُكَ هَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ فَذَكَرْتَ أَنْ لَا، قُلْتُ: فَلَوْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ، قُلْتُ: رَجُلٌ يَطْلُبُ مُلْكَ أَبِيهِ، وَسَأَلْتُكَ هَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ؟ فَذَكَرْتَ أَنْ لَا، فَقَدْ أَعْرِفُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيَذَرَ الْكَذِبَ عَلَىٰ النَّاسِ وَيَكْذِبَ عَلَىٰ الله، وَسَأَلْتُكَ أَشْرَافُ النَّاسِ اتَّبَعُوهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ فَذَكَرْتَ أَنَّ ضُعَفَاءَهُمْ اتَّبَعُوهُ وَهُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ، وَسَأَلْتُكَ أَيَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ فَذَكَرْتَ أَنَّهُمْ يَزِيدُونَ وَكَذَلِكَ أَمْرُ الْإِيمَانِ حَتَّىٰ يَتِمَّ، وَسَأَلْتُكَ أَيَرْتَدُّ أَحَدٌ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ فَذَكَرْتَ أَنْ لَا وَكَذَلِكَ الْإِيمَانُ حِينَ تُخَالِطُ بَشَاشَتُهُ الْقُلُوبَ، وَسَأَلْتُكَ هَلْ يَغْدِرُ فَذَكَرْتَ أَنْ لَا وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ لَا تَغْدِرُ، وَسَأَلْتُكَ بِمَا يَأْمُرُكُمْ فَذَكَرْتَ أَنَّهُ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا الله وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَيَنْهَاكُمْ عَنْ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ وَيَأْمُرُكُمْ بِالصَّلَاةِ وَالصِّدْقِ وَالْعَفَافِ، فَإِنْ كَانَ مَا تَقُولُ حَقًّا فَسَيَمْلِكُ مَوْضِعَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ، وَقَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ خَارِجٌ لَمْ أَكُنْ أَظُنُّ أَنَّهُ مِنْكُمْ فَلَوْ أَنِّي أَعْلَمُ أَنِّي أَخْلُصُ إِلَيْهِ لَتَجَشَّمْتُ لِقَاءَهُ([5])، وَلَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ لَغَسَلْتُ عَنْ قَدَمِهِ، ثُمَّ دَعَا بِكِتَابِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم الَّذِي بَعَثَ بِهِ دِحْيَةُ إِلَىٰ عَظِيمِ بُصْرَىٰ فَدَفَعَهُ إِلَىٰ هِرَقْلَ، فَقَرَأَهُ فَإِذَا فِيهِ: «بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ مُحَمَّدٍ عبد الله وَرَسُولِهِ إِلَىٰ هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ سَلَامٌ عَلَىٰ مَنْ اتَّبَعَ الْهُدَىٰ أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الْإِسْلَامِ أَسْلِمْ تَسْلَمْ يُؤْتِكَ الله أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الْأَرِيسِيِّين َ([6]) وَ (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ )».
قَالَ أبو سُفْيَانَ: فَلَمَّا قَالَ مَا قَالَ وَفَرَغَ مِنْ قِرَاءَةِ الْكِتَابِ كَثُرَ عِنْدَهُ الصَّخَبُ وَارْتَفَعَتْ الْأَصْوَاتُ وَأُخْرِجْنَا، فَقُلْتُ لأصحابي حِينَ أُخْرِجْنَا: لَقَدْ أَمِرَ أَمْرُ ابْنِ أبي كَبْشَةَ([7]) إِنَّهُ يَخَافُهُ مَلِكُ بني الْأَصْفَرِ، فَمَا زِلْتُ مُوقِنًا أَنَّهُ سَيَظْهَرُ حَتَّىٰ أَدْخَلَ الله عَلَيَّ الْإِسْلَامَ.
وَكَانَ ابْنُ النَّاظُورِ صَاحِبُ إِيلِيَاءَ وَهِرَقْلَ سُقُفًّا عَلَىٰ نَصَارَىٰ الشَّأْمِ يُحَدِّثُ أَنَّ هِرَقْلَ حِينَ قَدِمَ إِيلِيَاءَ، أَصْبَحَ يَوْمًا خَبِيثَ النَّفْسِ، فَقَالَ بَعْضُ بَطَارِقَتِهِ: قَدْ اسْتَنْكَرْنَا هَيْئَتَكَ، قَالَ ابْنُ النَّاظُورِ: وَكَانَ هِرَقْلُ حَزَّاءً([8]) يَنْظُرُ فِي النُّجُومِ، فَقَالَ لَهُمْ حِينَ سَأَلُوهُ: إِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ حِينَ نَظَرْتُ فِي النُّجُومِ مَلِكَ الْخِتَانِ قَدْ ظَهَرَ فَمَنْ يَخْتَتِنُ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ؟ قَالُوا: لَيْسَ يَخْتَتِنُ إِلَّا الْيَهُودُ فَلَا يُهِمَّنَّكَ شَأْنُهُمْ وَاكْتُبْ إِلَىٰ مَدَايِنِ مُلْكِكَ فَيَقْتُلُوا مَنْ فِيهِمْ مِنْ الْيَهُودِ، فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَىٰ أَمْرِهِمْ أُتِيَ هِرَقْلُ بِرَجُلٍ أَرْسَلَ بِهِ مَلِكُ غَسَّانَ يُخْبِرُ عَنْ خَبَرِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا اسْتَخْبَرَهُ هِرَقْلُ، قَالَ: اذْهَبُوا فَانْظُرُوا أَمُخْتَتِنٌ هُوَ أَمْ لَا؟ فَنَظَرُوا إِلَيْهِ فَحَدَّثُوهُ أَنَّهُ مُخْتَتِنٌ، وَسَأَلَهُ عَنْ الْعَرَبِ، فَقَالَ: هُمْ يَخْتَتِنُونَ، فَقَالَ هِرَقْلُ: هَذَا مُلْكُ هَذِهِ الْأُمَّةِ قَدْ ظَهَرَ، ثُمَّ كَتَبَ هِرَقْلُ إِلَىٰ صَاحِبٍ لَهُ بِرُومِيَةَ وَكَانَ نَظِيرَهُ فِي الْعِلْمِ وَسَارَ هِرَقْلُ إِلَىٰ حِمْصَ فَلَمْ يَرِمْ حِمْصَ حَتَّىٰ أَتَاهُ كِتَابٌ مِنْ صَاحِبِهِ يُوَافِقُ رَأْيَ هِرَقْلَ عَلَىٰ خُرُوجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَّهُ نَبِيٌّ فَأَذِنَ هِرَقْلُ لِعُظَمَاءِ الرُّومِ فِي دَسْكَرَةٍ([9]) لَهُ بِحِمْصَ ثُمَّ أَمَرَ بِأَبْوَابِهَا فَغُلِّقَتْ، ثُمَّ اطَّلَعَ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الرُّومِ هَلْ لَكُمْ فِي الْفَلَاحِ وَالرُّشْدِ وَأَنْ يَثْبُتَ مُلْكُكُمْ فَتُبَايِعُوا هَذَا النَّبِيَّ، فَحَاصُوا([10]) حَيْصَةَ حُمُرِ الْوَحْشِ إِلَىٰ الْأَبْوَابِ فَوَجَدُوهَا قَدْ غُلِّقَتْ، فَلَمَّا رَأَىٰ هِرَقْلُ نَفْرَتَهُمْ وَأَيِسَ مِنْ الْإِيمَانِ، قَالَ: رُدُّوهُمْ عَلَيَّ، وَقَالَ: إِنِّي قُلْتُ مَقَالَتِي آنِفًا أَخْتَبِرُ بِهَا شِدَّتَكُمْ عَلَىٰ دِينِكُمْ فَقَدْ رَأَيْتُ، فَسَجَدُوا لَهُ وَرَضُوا عَنْهُ فَكَانَ ذَلِكَ آخِرَ شَأْنِ هِرَقْلَ([11]).
وعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا أَرَادَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَكْتُبَ إِلَىٰ الرُّومِ قِيلَ لَهُ إِنَّهُمْ لَنْ يَقْرَءُوا كِتَابَكَ إِذَا لَمْ يَكُنْ مَخْتُومًا، فَاتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ وَنَقْشُهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله، فَكَأَنَّمَا أَنْظُرُ إِلَىٰ بَيَاضِهِ فِي يَدِهِ([12]).
وَكَانَ نَقْشُ الْخَاتَمِ ثَلَاثَةَ أَسْطُرٍ، مُحَمَّدٌ سَطْرٌ، وَرَسُولُ سَطْرٌ، وَاللَّهِ سَطْرٌ([13]).
وبَعَثَ النبي صلى الله عليه وسلم بِكِتَابِهِ إِلَىٰ كِسْرَىٰ مَعَ عبد الله بن حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَىٰ عَظِيمِ الْبَحْرَيْنِ، فَدَفَعَهُ عَظِيمُ الْبَحْرَيْنِ إِلَىٰ كِسْرَىٰ، فَلَمَّا قَرَأَهُ مَزَّقَهُ، فَدَعَا عَلَيْهِمْ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم أَنْ يُمَزَّقُوا كُلَّ مُمَزَّقٍ([14]).
([1]) صحيح: أخرجه مسلم (1774)، كتاب: الجهاد والسير، باب: كُتُب النبي صلى الله عليه وسلم إلىٰ ملوك الكفار، يدعوهم إلىٰ الله تعالى.
قوله: وَلَيْسَ بِالنَّجَاشِيِّ الَّذِي صَلَّىٰ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، أي: ليس هو النجاشي الذي هاجر إليه الصحابة في العام الخامس من البعثة، ووصفه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه ملك عادل لا يظلم عنده أحد، فإن النجاشي هذا – واسمه أصحمة- قد مات قبل ذلك، أما الذي أرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم فهو ملك غيره، ولقب (النجاشي) يُلقب به كل من تولىٰ مُلْك الحبشة، مثل قيصر لمن تولىٰ ملك الروم، وكسرىٰ لمن تولىٰ ملك الفرس، وفرعون لمن تولىٰ ملك الأقباط والعزيز لمن تولىٰ ملك مصر.
([2]) «السيرة النبوية الصحيحة» 2/456.
([3]) في المدة التي مادَّ فيها أبا سفيان أي: في الهدنة، وهي هدنة الحديبية.
([4]) إيلياء: اسم مدينة، ومعناه بيت الله.
([5]) لتجشمت لقاءه: لتكلفت لقاءه.
([6]) الأريسيون: الفلاحون وكان أغلب الروم يعملون بالزراعة.
([7]) أبو كبشة: أحد أجداد النبي نسبه أبو سفيان إليه.
([8]) حزاء: كاهن.
([9]) الدسكرة: بناء علىٰ هيئة القصر، وهي كلمة ليست عربية.
([10]) حاصوا: أي نفروا كالحمر.
([11]) متفق عليه: أخرجه البخاري (7)، كتاب: بدء الوحي، باب رقم (5)، ومسلم (1773)، كتاب: الجهاد والسير، باب: كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلىٰ هرقل يدعوه إلىٰ الإسلام.
([12]) صحيح: أخرجه البخاري (5875)، كتاب: اللباس، باب: اتخاذ الخاتم ليختم به الشيء، أو ليكتب به إلىٰ أهل الكتاب وغيرهم.
([13]) صحيح: أخرجه البخاري (5878)، كتاب: اللباس، باب: هل يُجعل نقش الخاتم ثلاثة أسطر.
([14]) صحيح: أخرجه البخاري (4424)، كتاب: المغازي، باب: كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلىٰ كسرىٰ وقيصر.
يستفاد من هذا الحدث فوائد كثيرة؛ من أهمها:
1- عالمية دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه صلى الله عليه وسلم لم يكن رسولًا للعرب فقط.
2- حرص النبي صلى الله عليه وسلم على دعوة الناس إلى الخير، ومدى اجتهاده في ذلك الأمر.
3- رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بالعالمين؛ حيث كان يريد للجميع النجاة من النار.
25- وفي هذه السنة: كَسَفَت الشمسُ.
ذُكِرَ ذلك الحدث في «شذرات الذهب»([1]) ولم يذكره جمهور أهل السيرة، والظاهر والله أعلم أن الشمس لم تكسف علىٰ عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلا مرة واحدة حين وفاة ابنه إبراهيم، وهو ما نُقِلَ متواترًا في كتب السنة والسيرة والتاريخ، ولو كان هذا الكسوف المذكور قد حدث فعلاً لنُقِلَ متواترًا أو حتىٰ من طريق صحيحة، فإن حدثًا مثل كسوف الشمس يعتبر من الأحداث الجسيمة التي إذا حدثت اطلع عليها جمهور الناس، فكيف لا تُشتهر وتتواتر في دواوين السنة؟
وهذا الذي ذكرته من القواعد المتعارف عليها عند المحدثين؛ أن الحدث إذا كان عظيمًا مما يُشتهر مثله ولم يتواتر نقله دل ذلك علىٰ عدم صحته. والله أعلم.
([1]) «شذرات الذهب» 1/20.
4- التهمة إذا انتفت انتفى سببها ، ولهذا عقبه بالسؤال عن الغدر .
5- قال المازني هذه الأشياء التي سأل عنها هرقل ليست قاطعة على النبوة ، إلا أنه يحتمل أنها كانت عنده علامات على هذا النبي بعينه لأنه قال بعد ذلك : قد كنت أعلم أنه خارج ، ولم أكن أظن أنه منكم .
[ المصدر فتح الباري لابن حجر رحمه الله ( 1 / 45 )]
6- دعاء الكفار إلى الإسلام قبل قتالهم .
7- وجوب العمل بخبر الواحد وإلا فلم يكن في بعثه مع دحية فائدة ، وهذا إجماع من يعتد به .
8- ومنها استحباب تصدير الكتاب ببسم الله الرحمن الرحيم وإن كان المبعوث إليه كافرا .
9- ومنها التوقي في المكاتبة واستعمال الورع فيها فلا يفرط ولايفرط ، ولهذا قال النبي (ص) إلى هرقل عظيم الروم فلم يقل ملك الروم لأنه لا ملك له ولا لغيره إلا بحكم دين الإسلام ..
10- ومنها استحباب البلاغة والإيجاز وتحري الألفاظ الجزلة في المكاتبة .
11- ومنها البيان الواضح أن من كان سببا لضلالة أو سبب منع من هداية كان آثما لقوله (ص) : ( وإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين ) .
[ شرح النووي لصحيح مسلم ( 12 / 87 ) ]
ما شاء الله؛ بارك الله فيكم
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات واصلي واسلم على محمد رسول الله وصفيه وخليله وبعد :
فإن السنة النبوية المطهرة وهي العطاء المتجدد والمسك المنفوح والزاد الباقي إلى يوم الدين والتي
يتسابق المتسابقون ويتنافس المتنافسون إلى الحديث عنها وكتابة
الكتب والاسفار في مواضيعها الشيقة والمربية منذ بُعِث النبي صلى الله عليه وسلم
حتى قيام الساعة
فهي تضع للمسلمين النموذج العملي والعلاج الواقي لما ينبغي ان يكون عليه سلوكهم وافعالهم واقوالهم وعلاقاتهم بربهم ثم باهلهم
وعشيرتهم وامتهم وعموم الناس
قفلا ريب اذن انه لابد لمن اراد النجاة
من هذه الدنيا باتباع السنة النبويه الكريمه الطاهره والتأسي بالرسول
والاخذ بالسيرة والتدبر على انها الرسم الواقعي العملي
جميع شؤون الحياة ففيها الهدى والرشاد والاسوة الحسنة في جميع مجالات الحياة وفيها فن السياسه
والتعامل والاقتصاد والمال
وخيرات الدنيا والآخره
قال الله "إنگ لعلى خلق عظيم"
قالت عائشة رضي الله عنها :
" كان خلقه القرآن"
قال الشاعر :
"تمسك بحبل الله واتبع الهدى
ولاتكن بدعيا لعلك تفلح
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مجرد اقتراح : التوقف ، واستخراج ما يستفاد مما ذكر من السيرة ، ثم اكمال ما بقي من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم .
ومما يساعد على استخراج الفوائد أنه تم تخريج الأحاديث مما يساعد الرجوع إلى الشروح واستخراج الفوائد .
وتقديم طلب للمشرفين أن يتم إنزال ما يستفاد في كل مشاركة تخصها مما سبق ذكره من السيرة ، فما يستفاد من غزوة بدر الكبرى يوضع بجانب غزوة بدر ، وما يستفاد من غزوة أحد يوضع بجانب غزوة أحد ،،، لمراعاة ترتيب الموضوع .
اقتراح جيد؛ أوافق عليه، ولكن يحتاج لمساعدة ومشاركة من الأعضاء ليعم النفع.
بارك الله فيكم.
تابع / مشاركة رقم 2 :
ما يستفاد :
1- بيان علو شأن الحبيب محمد (ص) وكمال شرفه الذي لا يداني فيه ، وذلك بأخذ الله تعالى الميثاق على الأنبياء وأممهم بأنه متى بعث النبي محمد (ص) آمنوا به ونصروه وعزروه .
2- بيان شرف العرب ، وما حباهم ربهم تعالى به من بعثة أفضل أنبيائه ، وجعله حرزا لهم فكملوا وسعدوا به بعد أن آمنوا به وبما جاء به واتبعوا النور الذي أنزل عليه وهو القرآن الكريم .
3- إثبات نبوة الحبيب محمد (ص) وتقريرها بشهادات التوراة والزبور والإنجيل ..
4- في هزيمة أبرهة وجيشه بخارقة لم يعرف مثلها أكبر آية على قرب طلوع الفجر المحمدي .
5- إن العبرة من هذا الذي تقدم في هذه المقطوعة من السيرة هو وجوب الإيمان اليقيني بنبوة محمد (ص) ، ووجوب اتباعه وتعظيمه ومحبته فوق محبة النفس والمال والأهل والولد .
[ المصدر : هذا الحبيب للشيخ أبو بكر الجزائري رحمه الله ]
جزاكم الله خيرًا؛ ونحن في انتظار فوائد أكثر؛ نسأل الله تعالى أن تكون في ميزان حسناتكم
تابع / مشاركة رقم ٣ :
ما يستفاد :
١- بيان بداية أمر النبي (ص) ، و أنها كانت من عهد إبراهيم عليه السلام .
٢- بيان استجابة الله تعالى دعوة خليله إبراهيم عليه السلام .
٣- بيان ما نال حليمة السعدية وأسرتها من خير وبركة وما فازت من شرف لا يقادر قدره بإرضاعها رسول الله (ص) وحبها له .
٤- بيان إعداد الله تعالى عبده ورسوله محمدا (ص) لتلقي الوحي عنه بشق صدره ونزع مغمز الشيطان منه حتى لا يبقى له محل ينزل به ليوسوس .
٥- بيان آيات نبوته التي رأتها آمنه والدته يوم حملها ويوم وضعها .
[ المصدر السابق ]
تابع / مشاركة رقك 5 :
ما يستفاد :
1- بيان يتم النبي (ص) ، إذ مات والده وهو حمل لم يولد بعد ، وماتت والدته وهو في السادسة من عمره وفي القرآن : { ألم يجدك يتيما فآوى } .
2- بيان مشاركة النبي (ص) قومه فيما هو خير ومعروف ، وهو مظهر من مظاهر كماله (ص) ذاتا وروحا وخلقا .
3- بيان مدى حب أبي طالب للنبي (ص) .
4- آية تظليل الغمامة للنبي (ص) .
5- تقريره النبوة المحمدية بشهادة بحيرى الراهب .
6- شهادة الراهب له بالنبوة ، وهي شهادة عالم وكفى بها شهادة .
7- تقرير الكمال المحمدي وتأكيده بحضوره (ص) هذا الحلف ، ومفاخرته به في قوله الثابت الصحيح : ( لقد شهدت في دار عبدالله بن جدعان حلفا ما أحب أن لي به حمر النعم ، ولو أدعى به في الإسلام لأجبت ) .
[ المصدر السابق ]
تابع / مشاركة رقم 6 :
ما يستفاد :
1- عصمة النبي (ص) قبل بعثته من الشرك ..
2- بيان آية من آيات النبوة المحمدية وهي سلام الأشجار والأحجار عليه (ص) .
3- تقرير أن الرؤيا الصالحة من الوحي .
[ المصدر السابق ]
4- تلطف سواد في الجواب إذ كان سؤال عمر عن حاله في كهانته إذ كان من أمر الشرك ، فلما ألزمه أخبره بآخر شيء وقع له لما تضمن من الإعلام بنبوة محمد (ص) وكان سببا لإسلامه .
[ المصدر : فتح الباري لابن حجر رحمه الله ( 7 / 226 ) ]
تابع / مشاركة رقم 7 :
ما يستفاد :
1- تقرير سنة غالبة وهي أن الأنبياء يرسلون على رأس الأربعين من أعمارهم .
2- مشروعية العزلة إذا فسد الناس وأصبح المؤمن لا يسلم من شرهم .
3- بيان أن أول ما نبئ به النبي (ص) هو { اقرأ باسم ربك } وأن النبوة كانت قبل الرسالة ؛ إذ نبئ (ص) باقرأ وأرسل بالمدثر وبينهما فترة من الزمن .
4- تعين القراءة على المسلم وطلب العلم والتعلم ، إذ ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب .
5- بيان كمال عقل خديجة وصحة علم ورقة ، وفضل كل منهما وكماله الروحي .
6- تشويق الرسول (ص) إلى الوحي بانقطاعه عنه مدة من الزمن الأمر الذي تألم له رسول الله أشد الألم .
7- لطف الله تعالى ورحمته بنبيه (ص) إذ كان يرسل إليه جبريل يناديه ويطمئنه ويبشره بأنه رسول الله حقا .
8- بيان أول ما أرسل به (ص) وهو النذارة ، والبشارة لازمة لمن قبل النذارة فآمن ووحد الله في عبادته ، وتابع الرسول فيما جاء به .
9- بيان صور الوحي التي كان ينزل عليها .
[ المصدر : هذا الحبيب لأبي بكر الجزائري رحمه الله ]
10- قوله : ( حبب ) لم يسم فاعله لعدم تحقق الباعث على ذلك وإن كان كل من عند الله ، أو لينبه على أنه لم يكن من باعث البشر ، أو يكون ذلك من وحي الإلهام .
11- قوله : ( حتى جاءه الحق ) وسمي حقا لأنه وحي من الله تعالى .
12- استدلت على ما أقسمت عليه - خديجة ططط - من نفي ذلك أبدا بأمر استقرائي وصفته بأصول مكارم الأخلاق ، لأن الإحسان إما إلى الأقارب أو إلى الأجانب ، وإما بالبدن أو بالمال ، وإما على من يستقل بأمره أو من لا يستقل ، وذلك كله مجموع فيما وصفته به .
13- إرشاد إلى أن صاحب الحاجة يقدم بين يديه من يعرف بقدره ممن يكون أقرب منه إلى المسؤول ، وذلك مستفاد من قول خديجة لورقة : ( اسمع من ابن أخيك ) أرادت بذلك أن يتأهب لسماع كلام النبي (ص) وذلك أبلغ في التعليم .
[ المصدر : فتح الباري لابن حجر ( 1 / 29 ) ]
14- قال أبو سليمان الخطابي : حبب العزلة إليه (ص) لأن معها فراغ القلب وهي معينة على التفكر ، وبها ينقطع عن مألوفات البشر ويتخشع قلبه والله أعلم .
15- قال العلماء : والحكمة في الغط شغله من الالتفات والمبالغة في أمره بإحضار قلبه لما يقوله له ، وكرره ثلاثا مبالغة في التنبيه ، ففيه أنه ينبغي للمعلم أن يحتاط في تنبيه المتعلم وأمره بإحضار قلبه والله أعلم .
[ المصدر : شرح صحيح مسلم للنووي رحمه الله ( 1 / 160 ) ]
تابع / مشاركة رقم 8 :
ما يستفاد :
1- بيان فضل أبي بكر الصديق .
2- بيان فضل الدعوة على الله ، وفضل من يهدي الله على يديه فردا أو أفرادا .
3- بيان فضل السبق في الخير وأهله .
4- بيان مقتضى سرية الدعوة وهو قلة المؤمنين وكثرة المشركين .
5- بيان أنه لا دليل لمن يرى سرية الدعوة في بلاد المسلمين اليوم في سرية الرسول (ص) لها ثلاث سنوات ، لأن الرسول وأصحابه كان لايسمح لهم أن يقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله ولا أن يؤذنوا أو يصلوا ، ولما قويت شوكتهم أمروا بالجهر في الدعوة ، فجهروا ولاقوا من الأذى ما هو معروف بين المسلمين .
[ المصدر : هذا الحبيب لأبي بكر الجزائري رحمه الله]
6- وإنما شدد الأمر في حق أبي جهل ، ولم يقع مثل ذلك لعقبة بن أبي معيط حيث طرح سلى الجزور على ظهره (ص) وهو يصلي ... لأنهما وإن اشتركا في مطلق الأذية حالة صلاته لكن زاد أبو جهل بالتهديد وبدعوى أهل طاعته وبإرادة وطء العنق الشريف ، وفي ذلك من المبالغة ما اقتضى تعجيل العقوبة لو فعل ذلك ، ولأن سلى الجزور لم يتحقق نجاستها ، وقد عوقب عقبة بدعائه (ص) عليه وعلى من شاركه في فعله فقتلوا يوم بدر .
7- ومذمم ليس هو اسمه ولا يعرف به فكان الذي يقع منهم في ذلك مصروفا إلى غيره .
8- كما أن مذمما لايمكن أن يفسر به محمد عليه أفضل الصلاة والسلام بوجه من الوجوه .
[ المصدر : فتح الباري لابن حجر رحمه الله ]
9- ولا يسمى المكان ناديا حتى يكون فيه أهله .
10- وأصل الزبن الدفع والعرب تطلق هذا الاسم على من اشتد بطشه ( لو دعا ) أي أبوجهل ( لأخذته زبانية الله ) أي ملائكته الغلاظ الشداد .
[ المصدر : تحفظة الأحوذي ( 9 / 170 ) ]
تابع / مشاركة رقم 9 :
ما يستفاد :
1- إثبات حيرة المشركين إزاء الدعوة المحمدية وإلى اليوم .
2- بيان استعمال المشركين أسلوب المساومات لإحباط الدعوة وإطفاء نورها .
3- بيان تعنت المشركين وصلفهم وكبريائهم برفضهم دعوة الحق بعد ثبوتها ..
4- تقرير وتأكيد معنى قوله تعالى : { أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون } .
5- بيان ما لاقاه المستضعفون المؤمنون من ألوان العذاب ، ولم يردهم ذلك عن دينهم .
6- بيان أول شهيد في الإسلام كان سمية أم عمار رضي الله عنهما .
7- بيان ما كان عليه طغاة المشركين من شدة وغلظة وحنق على المسلمين ، وما أنزلوه من عذاب بالمستضعفين من الموالي والعبيد ونساءا ورجالا .
8- تقرير سنة الله في أن أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل .
[ المصدر : هذا الحبيب لأبي بكر الجزائري رحمه الله ]
9- قال ابن المنذر : توكيل المسلم حربيا مستأمنا وتوكيل الحربي المستأمن مسلما لا خلاف في جوازه .
[ المصدر: فتح الباري لابن حجر رحمه الله ]
تابع / مشاركة رقم 10 :
ما يستفاد :
1- ثبات النبي (ص) ووقوفه كأنه جبل أشم أمام المساومات والتحديات .
2- بيان تأثير القرآن في نفس من يسمعه متدبرا له متفكرا فيه .
3- إن الآيات والمعجزات لا تستلزم الإيمان ..
4- بيان ما نال رسول الله (ص) من أذى المشركين ، وكيف قابله رسول الله (ص) بالصبر حتى نصره الله فأعزه وأعز دينه وأذل المشركين وأبطل دينهم .
[ المصدر : هذا الحبيب لأبي بكر الجزائري رحمه الله ]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعضاء مجلس الألوكة الموضوع يحتاج للمساعدة في ذكر ما يستفاد من السيرة النبي صلى الله عليه وسلم وفي ذلك مراجعة لدروس السيرة، وأيضا فوائد وهي :
" وهذه بعض فوائد دراسة السيرة النبوية أقدمها بين يدي هذا الموضوع :-
1 – السيرة ذاتها معجزة من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم ، وآية من آيات نبوته ، فهي سيرة عظيمة لمن تدبرها و لو لم تكن له معجزة غير سيرته لكفى .
2 – معايشة الصحابة الكرام والسعادة بصحبة خير الأنام ، نفرح لفرحهم ، ونبكي لبكائهم .
3 – دراسة السيرة النبوية متعة روحية وغذاء للقلوب الزكية .
4 – دراسة السيرة تفيد المسلم الوقوف على كثير من الأحكام الفقهية والدروس التربوية ، فلا يستغني عنها الدعاة إلى الله عزوجل ليتعلموا كيف تكون الدعوة إلى الله ، ولا يستغني عنها المربون ليتعلموا كيف تكون التربية .
5 – دراسة السيرة تعطينا المنهج الصحيح لحياة الفرد والمجتمع المسلم ، ومعين رائق لفهم الشرعية الإسلامية وصورة صحيحة لأعظم منهج شهدته الأرض .
فهذه جملة من فوائد دراسة السيرة النبوية على صاحبها أتم الصلاة وأزكى التسليم ليست على سبيل الحصر ... "
[ منقول أخوكم : أبو عبد الله الذهبي موقع صيد الفوائد ]
بارك الله في الجميع
تابع / مشاركة رقم 13 :
ما يستفاد :
1- في الحديث :( قرأ النبي (ص) النجم بمكة فسجد فيها وسجد من معه ..) ... فيجمع بين الروايات الثلاث بأن المراد أول سورة فيها سجدة تلاها جهرا على المشركين .
2- قوله : ( والجن ) كأن ابن عباس استند في ذلك إلى إخبار النبي (ص) إما مشافهة له وإما بواسطة ، لأنه لم يحضر القصة لصغره . وأيضا فهو من الأمور التي لا يطلع الإنسان عليها إلا بتوقيف وتجويز أنه كشف له عن ذلك بعيد لأنه لم يحضرها قطعا .
[ المصدر : فتح الباري لابن حجر رحمه الله ( 2 / 711 -714 ) ]
3- مشروعية الهجرة وهي الانتقال من بلد الكفر حيث تعذر على العبد أن يعبد الله إلى دار يتمكن فيها من عبادة الله تعالى بدون تعذيب .
4- بيان أول هجرة وقعت في الإسلام وهي الهجرة الأولى إلى الحبشة .
5- بيان فضل أصحاب الهجرة إلى الحبشة ومن بينهم عثمان بن عفان وزوجه رقية بنت رسول الله (ص) .
6- بيان خطر الشائعات إذ بها رجع المهاجرون ولاقوا مالاقوا من العذاب حتى اضطروا إلى الهجرة مرة ثانية .
7- هجرة أبي بكر مثل حي لكل مؤمن يضطهد في بلده فيخرج منه طالبا لعزة نفسه وحرية عمله الإسلامي .
8- بيان فضل أبي بكر ، وما كان عليه من الإيمان والتقوى .
9- في رد أبي بكر جوار ابن الدغنة ورضاه بجوار ربه مثل عال في التوكل على الله تعالى .
[ المصدر : هذا الحبيب لأبي بكر الجزائري رحمه الله ]
تابع / مشاركة رقم 14 :
ما يستفاد :
1- بيان أن ظلم قريش للمسلمين بلغ حدا لم يتجاوزه ظلم عرفه العرب في بلادهم .
2- بيان خيبة وفد قريش وفشله في مهمته ، لأنه يحارب الله في أوليائه ومن يحارب الله يهزم ، ويخسر الدنيا والآخرة .
3- بيان كمال جعفر بن أبي طالب العلمي والديني فرضي الله عنه وأرضاه .
4- بيان كمال أصحم النجاشي إيمانا وعلما وكرما وحسن جوار ، فرحمه الله رحمة واسعة .
5- حرمة الرشوة وسوء أحوال أهلها معطين وآخذين .
[ المصدر : هذا الحبيب لأبي بكر الجزائري رحمه الله ]
تابع / مشاركة رقم 15 :
ما يستفاد :
1- قولها : ( وكنا في دار البعداء البغضاء ). قال العلماء : البعداء في النسب البغضاء في الدين لأنهم كفار إلا النجاشي وكان يستخفي بإسلامه عن قومه ويوري لهم .
[ صحيح مسلم بشرح النووي ( 16 / 54 ) ]
2- قوله : ( قال عمر الحبشية هذه ؟ البحيرية هذه ؟ )... ووقع في الموضعين بهمزة الاستفهام ، ونسبها إلى الحبشة لسكناها فيهم ، وإلى البحر لركوبها إياه .
[ فتح الباري لابن حجر رحمه الله ( 7 / 607 ) ]
تابع / مشاركة رقم 16 :
ما يستفاد :
ملاحظة الحديث في جامع الترمذي برقم ( 3681 ) وليس كما ذكر .
1- قوله : ( اللهم أعز الإسلام ) أي قوه وانصره واجعله غالبا على الكفر ( بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب ) أي للتنويع لا للشك .
[ تحفة الأحوذي للمباركفوري رحمه الله ( 10 / 105 ) ]
2- بيان خبث أبي جهل وشدة عدائه للنبي (ص) ، ومحاربته لدعوته .
3- بيان ما نال رسول الله (ص) من أذى المشركين ، وكيف قابله رسول الله (ص) بالصبر حتى نصره الله فأعزه وأعز دينه وأذل المشركين وأبطل دينهم .
[ هذ الحبيب لأبي بكر الجزائري رحمه الله ]
تابع / مشاركة رقم 17 :
ما يستفاد :
1- وقال الدمياطي في السيرة له : ماتت خديجة في رمضان ، وعقد على سودة في شوال ثم على عائشة ، ودخل بسودة قبل عائشة .
2- وأن الكافر إذا شهد شهادة الحق نجا من العذاب لأن الإسلام يجب ما قبله ، وأن عذاب الكفار متفاوت ، والنفع الذي حصل لأبي طالب من خصائصه ببركة النبي (ص) .
3- وإنما عرض النبي (ص) عليه أن يقول لا إله إلا الله ولم يقل فيها محمد رسول الله لأن الكلمتين صارتا كالكلمة الواحدة ، ويحتمل أن يكون أبو طالب كان يتحقق أنه رسول الله ولكن لا يقر بتوحيد الله ، ولهذا قال في الأبيات النونية :
ودعوتني وعلمت أنك صادق ... ولقد صدقت وكنت قبل أمينا
فاقتصر على أمره له بقول لا إله إلا الله ، فإذا أقر بالتوحيد لم يتوقف على الشهادة بالرسالة .
[ المصدر : فتح الباري لابن حجر رحمه الله الجزء السابع ]
4- بيان ما وصلت إليه قريش في الظلم والتعسف والجور ، وذلك باتخاذها قرار المقاطعة الجائر الهادم لكل خلق وقيمة إنسانية .
5- بيان ما لقي رسول الله (ص) والمؤمنون من أذى واضطهاد من كفار قريش .
6- بيان صبر المؤمنين وجلدهم وذلك في ذات الله عز وجل .
7- بيان أن أهل المروءة والكرم لا يخلو منهم زمان ولا مكان ، والحمدلله .
8- بيان آية النبوة المحمدية في أكل الأرضة الصحيفة الجائرة إلا اسم الله تعالى ، وإخبار الرسول (ص) بذلك ، فكان الأمر كما أخبر إذ نزعت الصحيفة فلم يجدو فيها إلا جملة (باسمك اللهم) وما عدا ذلك أكلته الأرضة .
[ المصدر : هذا الحبيب (ص) لأبي بكر الجزائري رحمه الله ]
تابع / مشاركة رقم 20 :
دروس وثمرات رحلة الحبيب إلى الطائف
حمدى شفيق:
فوجئنا - منذ فترة- بأحد الذين يتحدثون على شاشات القنوات الفضائية يزعم أن رحلة النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف هي :" محاولة فشلت ضمن 25 محاولة أخرى فشلت كلها" !!! اتهمت أذني وقلت لنفسي لعلى لم أسمع جيدا ، أو لعل الرجل لا يقصد ، فإذا به يعيد الكلام بكل جرأة ، وكأنه يتحدث عن رحلة أو محاولة فاشلة لزعيم سياسي - أو شخصية معاصرة- لحشد أنصار أو تحقيق مكاسب دنيوية !!
ولمّا كانت هذه المسألة ما زالت تثير جدلا واسع النطاق في كثير من المواقع على الانترنت ، فقد استعنت بالله تعالى على إيضاح بعض الأمور المتعلقة برحلة الطائف ، وإلقاء الضوء على الدروس المستفادة ، والثمرات المستطابة التي يرزقها الله سبحانه وتعالى - بحوله وفضله وإحسانه- من يشاء من عباده الباحثين في بستان السيرة العطرة.
وقد وفّق الله عبدا فقيرا إلى عفوه وكرمه ورضوانه فاستخرج خمسة عشر درسا وثمرة من هذه الأطايب .ولعل آخرين من أهل العلم والفضل يهتدون إلى أكثر من ذلك بمشيئة الله .
وفيما يلي نعرض هذه الثمار والدروس والحكم البالغة ..
في البداية لابد من الإشارة إلى خطورة الكلام بهذا الأسلوب الذي يتسم يسوء الأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم . فالكلام عنه أو عن أحد من إخوته الأنبياء- عليهم السلام أجمعين- ينبغي أن يكون بكل توقير و حرص وهيبة وحذر والتزام بما فرضه الله تعالى علينا من احترام لمقام الأنبياء الرفيع ، وفى إطار ما هو معلوم من الدين بالضرورة من أنهم ليسوا كغيرهم من البشر ، فهم معصومون من كل ما يشين ، تحوطهم رعاية الله تعالى وتوفيقه في كل لحظة . ولا يجوز مطلقا الحكم على نتائج أعمالهم بمقاييس البشر التي تبقى أبدا ساذجة و سطحية وقاصرة.
وأقل ما يمكن أن يقال عن هذا الوصف للرحلة المباركة بأنها : " محاولة فاشلة" أنه نتيجة حتمية لنقص نصيب القائل من العلم بالسيرة العطرة ، فهو يهذى بما لا يدرى!!
ثم من أين جاء برقم 25 هذا ؟! من أين أتى بهذا القول :" فشلت 25 محاولة للرسول"؟!!
هذا الهذيان لم أجد له أثرا إطلاقا في أي مرجع علمي محترم من المراجع الموثوق بها في السيرة العطرة!!!
سبحانك.. هذا باطل نبرأ إليك منه، ومن عمل كل من ينشره، ومن قول كل من يصرّ علي التمسك به. .ولا يقولن أحد أن النصيحة هنا يجب أن تكون سرّية ، فقد بثّت تلك الأباطيل علانية ، و تلّقاها ملايين المشاهدين عبر تلك القناة الفضائية ثم عشرات المواقع على شبكة الانترنت ، فوجب تصحيح هذا علانية أيضا كيلا يفتتن العوام بمثل هذه الجهالات الشنيعة .
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم .
لقد كان من الممكن- جدلا- أن نلتمس بعض العذر لهذا القائل لو أن أحدا لم يؤمن بالرسالة طوال الفترة التي زعم أنها شهدت 25 محاولة فاشلة ، لكن الواقع والتاريخ يثبتان أن عددا كبيرا من خيار الناس كانوا قد أسلموا خلال تلك الفترة من عمر الدعوة .
أين الفشل إذا كان قد دخل في الإسلام- في تلك الفترة- "أبو بكر " وحمزة بن عبد المطلب وعثمان بن عفان وعلى بن أبى طالب وسعد بن أبى وقاص وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف وبلال بن رباح وعمار بن ياسر وصهيب الرومي وخباب بن الأرت ومئات آخرين رضي الله عنهم، ثم عمر بن الخطاب بعدهم ، منهم من كان يجهر باعتناق الحق ، ومنهم من كان يخفى إسلامه تجنبا لبطش المشركين ؟!!
والله إن كل واحد من هذه النجوم الساطعة في سماء البشرية لترجح كفته بالملايين من غيرهم .. كل واحد منهم هو " أمّة "كاملة ولو كان وحده .. وحاشا لله أن تكون قد "فشلت محاولات" من هداهم الله به إلى الحق والفلاح .
ومن يقرأ ويتأمل - بهدوء وتعقل وبصيرة - تفاصيل رحلته عليه الصلاة و السلام إلى الطائف سوف يجد أنها أثمرت الكثير من الإنجازات والدروس والعبر العظيمة التي لم تكن لتتحقق بدونها ، وبالتالي فقد نجحت نجاحا تاما بكل المقاييس .
لقد لقي الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه - السابقون الأوّلون - رضوان الله عليهم كل ألوان الأذى والبطش والاضطهاد من طواغيت قريش الذين بذلوا أقصى ما في وسعهم للقضاء على الدعوة المباركة بلا جدوى ..
وتلك هي سنّة الله في الذين خلوا من قبل.
ولأن رسالة الإسلام عامة لكل الخلق ، فمن البديهي ألا يقتصر الرسول صلى الله عليه وسلم على دعوة قريش فقط . وهكذا بدأ عليه السلام في التحرك لدعوة المقيمين بمناطق أخرى خارج مكة المكرّمة .
في شوال من السنة العاشرة بعد بدء نزول الوحي [في أواخر مايو أو أوائل يونيو سنة 619 م] خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف، وهي تبعد عن مكة حوالي ستين ميلًا، مشاها على قدميه الشريفتين ذهابا و إيابا.
ومن المعلوم بالضرورة كذلك أنه قد اتجه إلى الطائف بأمر من الله تعالى ، فهو عليه السلام لا يفعل هذا من تلقاء نفسه .والله سبحانه لا يأمر بشيء إلا لعلمه الأزلي بما فيه من حكم بالغة، سواء علمها الخلق أم جهلوها.
لم يكن معه إلا الله تعالى ثم مولاه زيد بن حارثة. وروى ابن إسحاق أنه بعد وصول النبي عليه الصلاة والسلام إلى الطائف اجتمع بثلاثة من رؤساء ثقيف، هم الإخوة عبد ياليل ومسعود وحبيب أبناء عمرو بن عمير الثقفي. دعاهم إلى الله وإلى نصرة الإسلام، فقال أحدهم: هو يَمْرُط ثياب الكعبة [أي يمزقها] إن كان الله أرسلك. وقال الآخر: أما وَجَدَ الله أحدًا غيرك، وقال الثالث:والله لا أكلمك أبدًا، إن كنت رسولًا لأنت أعظم خطرًا من أن أرد عليك الكلام، ولئن كنت تكذب على الله ما ينبغي أن أكلمك. فقام عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم وقال لهم: [إذا فعلتم ما فعلتم فاكتموا عني]. طلب منهم ذلك حتى لا تشمت به قريش ، وتزداد إجراما وبطشا بأصحابه.
وأقام الرسول صلى الله عليه وسلم في الطائف عدة أيام..لم يترك أحدًا من أشرافهم إلا دعاه إلى الإسلام ، فتطاولوا عليه وطردوه .، ثم أغروا به سفهاءهم فلاحقوه وهو يخرج من الطائف ، يسبّونه ، ويرمونه بالحجارة، حتى دميت قدماه الشريفتان وسالت على نعليه الدماء. حاول زيد بن حارثة أن يحمي رسوله وحبيبه ومولاه بنفسه حتى أصابوه رضي الله عنه بارتجاج في المخ لكثرة ما تلقاه من ضربات. ولم يزل السفهاء يرمونهما بالأحجار حتى لجأ الرسول وصاحبه إلى حائط – بستان - لعتبة و شيبة ابني ربيعة على بعد ثلاثة أميال من الطائف، فرجعوا عنهما.
(( هنا لقّننا الحبيب صلى الله عليه وسلم الدرس الخالد الأول ، وهو الثبات على الحق وتحمل كل الأهوال والأذى والمشقات في سبيل الدعوة إلى الله .
كما علّمنا زيد رضي الله عنه–بدوره -درسا ثانيا هو: أن ندافع عن الرسول والرسالة بالنفس والنفيس . ولو لم يكن في الرحلة الخالدة من دروس وعبر إلا هذا لكفى)) .
جلس صلى الله عليه وسلم تحت شجرة عنب وراح يناجى ربه بدعائه الشجي المؤثر الذي تعلّمه منه (( درسا ثالثا))كل مسلم يمرّ بشدّة أو بلاء أو محنة إلى قيام الساعة :
«اللهُمَّ إنِّي أشْكُو إليْكَ ضَعْفَ قَوَّتِي وَقِلَّةَ حِيلَتِي وهَوَانِي عَلى النَّاسِ. يَا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، أنْتَ رَبُّ المُسْتَضْعَفِي نَ، وأنْتَ رَبِّي، إلى مَن تَكِلُني؟ إلَى بَعِيدٍ يُتَجَهَّمُنِي أو إلى عَدُوَ مَلَّكْتَه أمْرِي، إن لمْ يَكُنْ بِكَ عَلَيَّ غَضَبٌ فَلاَ أُبَالِي، ولكِن عَافِيَتَكَ هي أوْسَعُ لِي. أَعوُذُ بِنُورِ وجْهِكَ الذِي أشْرَقَتْ بِه الظُلُمَاتُ وصَلُحَ عَلَيهِ أمْرُ الدُّنْيَا والآخِرَةِ من أنْ تُنْزِلَ بي غَضَبَك، أو تُحِلَّ عَلَيَّ سَخَطَكَ، لَكَ العُتْبَى حَتَّى تَرْضَى، و لاَ حَوْلَ ولاَ قُوَّةَ إلاَّ بِكَ[1]» .
فلما رآه ابنا ربيعة شعرا نحوه بالعطف – لأنهما من أقاربه - فأمرا غلامًا لهما نصرانيًا اسمه عَدَّاس بأن يعطى محمدا قطفًا من العنب . وضع عدّاس العنب بين يدي الحبيب صلى الله عليه وسلم فمد يده إليه قائلًا: (باسم الله ) ثم أكل.
(( نلاحظ هنا درسا رابعا في جواز قبول هدية وضيافة الكافر للمسلم عند الضرورة وجواز أكل طعامه))
سيطرت على عدّاس دهشة بالغة . لقد كان يعلم أن سكان مكة وما حولها مشركون يعبدون الأصنام ، فمن أين لمحمد هذا – ذكر اسم الله تعالى على الطعام -.قال عدّاس للنبي متعجّبا : إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلاد. سأله صلى الله عليه وسلم : (من أي البلاد أنت؟ وما دينك؟) قال عدّاس : أنا نصراني من أهل نِينَوَى. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( من قرية الرجل الصالح يونس بن مَتَّى).. زادت دهشة وعجب عدّاس فسأل النبي : وما يدريك ما يونس ابن متى؟ أجاب صلى الله عليه وسلم: (ذاك أخي، كان نبيًا وأنا نبي). فأكبّ الغلام على رأس الرسول صلى الله عليه وسلم ويديه ورجليه يقبلها باكيا .
(( درس خامس للدعاة : أنه صلى الله عليه وسلم استثمر حتى لحظات الاستراحة القصيرة ، رغم الأوجاع والآلام والإصابات البالغة في جسده الشريف ، في دعوة الغلام إلى الإسلام كما نلاحظ))
قال ابن ربيعة لأخيه : أما غلامك فقد أفسده عليك. فلما جاء عدّاس صاحا به : ويحك ما هذا؟ أجاب : يا سيدي ما في الأرض شيء خير من هذا الرجل، لقد أخبرني بأمر لا يعلمه إلا نبي ، قالا له بغيظ شديد : ويحك يا عدّاس ، لا يصرفنّك عن دينك، فإن دينك خير من دينه. وهكذا أسلم عدّاس رضي الله عنه.
(( وتلك ثمرة سادسة من ثمرات الرحلة المباركة.
[1] يقول بعض علماء الحديث أن هذا الدعاء لا إسناد له، رغم أنه مذكور في كل كتب السيرة العطرة تقريبا -عند ابن إسحاق وغيره - كما رأيته في تفسير ابن كثير رضي الله عنه، ذكره ضمن كلامه تفسيرا للآية 29 من سورة الأحقاف، وأورده السهيلى فى الروض الأنف ، وذكره الإمام ابن القيم أيضا في "زاد المعاد" الجزء الأول . وأورده أبو الفرج بن الجوزى في " الوفا بتعريف فضائل المصطفى" . وليس من المعقول أن يثبته كل هؤلاء الفحول في كتبهم بغير دليل.. والله تعالى أعلم بالصواب.
ونتعلّم من عدّاس بدوره درسا بليغا (( سابعا)) هو أن الإنسان ينبغي عليه قول الحق وإتباعه فورا بلا اعتبار لرأى المجتمع أو حجم التضحيات أو المخاطر التي قد يتعرض لها ، فانه لم يعبأ برأي سيده وأخيه واعتراضهما ، وجهر بتأييد الحق والإيمان بالله و بالرسول ، رغم ما قد يصيبه بسبب ذلك)) .
ولم يكن هو وحده الذي أسلم بسبب تلك الرحلة ، فقد أسلم عدد من عبيد الطائف لكنهم ظلّوا يكتمون إيمانهم – في رأى كاتب هذه السطور-إلى أن تمكنوا من الفرار من بطش سادتهم ، ولحقوا بالمسلمين بعد ذلك فأعتقهم النبي صلى الله عليه وسلم[1]..ولو لم يذهب الرسول في رحلته الأولى تلك إلى الطائف فكيف كانت الفرصة ستأتي إلى هؤلاء جميعا للعلم بالإسلام ثم الدخول فيه ؟!! (( وهى الثمرة الثامنة))
وهذا هو الحال في كل الرسالات السماوية ، إذ جرت سنّة الله تعالى على أن يكون أكثر من يتّبعون الحق هم الضعفاء والأرقاء ، وأن يكون أعداء الرسل هم الطواغيت وزعماء القوم الذين تهدّد رسالة الإيمان والعدالة والمساواة مصالحهم وحياتهم المترفة الناعمة ، وامتيازا تهم الظالمة على حساب باقي البشر.
ثم إن واجب الرسول – كل رسول- هو الدعوة والبلاغ فحسب ، وأما النتائج – الهداية- فهي بيد الله وحده لا شريك له .ولو كان نجاح الدعوة يقاس بعدد الأتباع فحسب لظنّ بعض السطحيين والجهلة أن نبيّا عظيما مثل سيدنا نوح عليه السلام قد أخفق أيضا – حاشا لله - لأنه عاش يدعو قومه إلى التوحيد ألف سنة إلا خمسين ، ولم يؤمن معه إلا عدد قليل من الناس حملتهم سفينة واحدة .
وهناك الحديث المتفق عليه الذي أخبر فيه الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم أنه يأتي يوم القيامة أكثر الأنبياء أتباعا ، وأن من الأنبياء من سوف يأتي ومعه الرجل الواحد ، ومنهم من سيأتي ومعه الرجلان ،ومنهم من سيأتي وليس معه أحد. (نص الحديث في الصحيحين)
و كذلك نورد جزءا من حديث رواه الإمام مسلم عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( ...وإن من الأنبياء نبياً ما يصدقه من أمته إلا رجلٌ واحد ) .هل يعيب نبيا عظيما أنه لم يؤمن به أحد من قومه ؟!! بل ماذا يمكن أن يقال – لو قبلنا هذا المنطق الأحمق – عن أنبياء عظماء قتلهم أقوامهم، وخاصة من قتلهم اليهود لعنهم الله ؟!! أتقولون عن الشهداء الأبرار أنهم قد فشلوا أم أنهم فازوا فوزا عظيما يغبطهم عليه كل من سواهم؟!
إن الرسل عليهم السلام جميعا قد أدّوا الأمانة وبلّغوا الرسالة على أتم وأكمل وجه ، وليست الكثرة دليلا على الحق أو النجاح ، فالنبي هو الحقّ ، وهو الأمّة ولو كان وحده، ولم ولن يدخل في الإسلام إلا من شاء الله .
[1] روى الإمامان أبو داود وأحمد بن حنبل رضي الله عنهما حديث عبيد الطائف الذين أعتقهم الرسول صلى الله عليه وسلم عندما خرجوا إليه مسلمين . وقال الإمام الشوكانى في نيل الأوطار :" وقد روي أنهم ثلاثة وعشرون عبدا من الطائف من جملتهم أبو بكرة كما ذكره البخاري في المغازي ، وفيه رد على من زعم أن أبا بكرة لم ينزل من سور الطائف غيره ، وهو شيء قاله موسى بن عقبة في مغازيه وتبعه الحاكم . وجمع بعضهم بين القولين أن أبا بكرة نزل وحده أولا ثم نزل الباقون بعده وهو جمع حسن، و قوله :أبا بكرة اسمه نفيع بن الحارث ، وكان مولى الحارث بن كلدة الثقفي ، فتدلى من حصن الطائف ببكرة فكني أبا بكرة لذلك ، أخرج ذلك الطبراني بإسناد لا بأس به من حديث أبي بكرة" . ( نيل الأوطار -الجزء الثامن- طبعة دار الحديث).
ومن ينشط للدعوة ويؤدى واجبه في إبلاغ الرسالة فقد نجح تماما بغض النظر عن النتائج. وهناك آيات كثيرة حاسمة تفيد صراحة أنه ليس على الرسول إلا البلاغ - أي التبليغ - أو الإبلاغ والإرشاد والإيضاح فحسب ومنها :
1- (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ [سورة المائدة: 92].
2- وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلا آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ [سورة النحل: 35].
3- فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ [سورة النحل: 82].
4- قلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ [سورة النور: 54].
5- وَإِن تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِّن قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ [سورة العنكبوت: 18].
6- وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ )سورة يس: 17).
والهداية بيد الله وحده لا شريك له :(إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين َ) سورة القصص الآية 56 .وآية كريمة أخرى تقول صراحة : ( لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ)
سورة البقرة الآية 272 .
وعلى ضوء ما تقدم نعلم يقينا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أنجز المقصود الأعظم وهو دعوة القوم إلى الله ، ونجح كل النجاح في رحلته المباركة.
و في طريق العودة إلى مكة -بعد خروجه صلى الله عليه وسلم من البستان - بعث الله سيدنا جبريل ومعه ملك الجبال إلي الرسول صلى الله عليه وسلم، يستأذنه في أن يطبق الجبلين – يهدمهما- على رؤوس الكافرين أي: أن يهلكهم جميعا .
روى البخاري عن عبد الله بن يوسف، عن يونس عن ابن شهاب قال حدثني عروة أن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم حدثته أنها قالت للنبي عليه السلام هل أتى عليك يوم كان أشد عليك من أحد ؟ فقال "لقد لقيت من قومك، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت على وجهي، وأنا مهموم، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني فقال إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال فسلم علي فقال يا محمد ذلك لك، إن شئت أطبق عليهم الأخشبين ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئا" .
وهكذا يطمئن الله تعالى نبيه ويؤازره بجنود من الملائكة لا قبل للكافرين بهم ولا طاقة لهم بحربهم. لكنه عليه الصلاة والسلام تأخذه الرحمة والشفقة بقومه رغم كل ما فعلوه به وبأصحابه، ويأبى نزول العذاب بهم ، ويؤثر أن يعطيهم الفرصة تلو الأخرى لعلهم يهتدون أو يخرج من أولادهم وأحفادهم من يعبد الله. و لا عجب فهو الذي أرسله ربه: (( رحمة للعالمين)) الأنبياء الآية 107. صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا
(( وهنا نتعلّم الدرس التاسع في: الصبر والتأني وعدم تعجيل العقاب للكفّار لعلهم يهتدون أو تهتدي ذرياتهم . ونجد هنا أيضا أحد الأدلة على نبوته عليه السلام، فقد تحقّق بالفعل ما أخبر به من إسلام أبناء المشركين فيما بعد، وهى الثمرة العاشرة من ثمار الرحلة )).
بلغ عليه الصلاة و السلام " وادي نخلة" ، وأقام فيه أيامًا. وهناك كان على موعد مع نصر عظيم أخر.
فقد بعث الله تعالى إليه نفرًا من الجنّ أمنوا به ، و ذكرهم الله سبحانه في موضعين من القرآن: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ الله ِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [سورة الأحقاف:29- 31].
وقال تعالى فى موضع أخر : {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا} [ سورة الجن: الآيتان الأولى والثانية ].
وهكذا أسلم الجنّ ونصروا دين الله في وقت كان أكثر البشر فيه ضالون لا يعقلون شيئا ولا يهتدون !!
((وهى الثمرة الحادية عشرة للرحلة))
فكأن الله تعالى يثبّت فؤاد الحبيب بهذا الفتح بعدما حدث له في الطائف ، ولسان الحال يقول : لئن خذلك البشر فإن ربهم ورب كل شيء معك ، يؤيدك بمن وبما يشاء من خلقه (( وما يعلم جنود ربك إلا هو )) سورة المدثر الآية رقم 31 .
وما حيلة البشر الضعفاء - من المشركين- في مواجهة قوى الملائكة والجنّ الجبّارة ؟!!
وأي إنجاز أو نجاح أعظم من إسلام الجن وتأييد الملائكة ؟! ..و هل هذا قليل ؟؟!!
ثم إن الآيات التي نزلت بصدد هذا الحادث تحمل بشارات انتشار الدعوة المباركة ، وتؤكد أن أية قوة في الكون لن تستطيع أن تحول بينها وبين الانتصار ولو بعد حين : {وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ الله ِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَولِيَاء أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} [الأحقاف:32]، {وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن نُّعجِزَ الله َ فِي الْأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَبًا} [الجن:12].
وكل عمل عظيم يحتاج إلى وقت ليؤتى ثماره ، والناس يختلفون في العقول و الطباع والمشاعر والمصالح والأهداف ، فلن يجتمعوا كلهم على عقائد أو أفكار واحدة ، ولن يدخلوا كلهم في الإسلام بلمسة عصا سحرية أو في وقت واحد .
وكثيرون ممن هداهم الله إلى الإسلام على مرّ الزمان استغرقوا سنين عددا في البحث والدراسة حتى اقتنعوا بالحق واّمنوا به .
والزارع الذي يضع البذور في التربة بعد إصلاحها ثم يرويها ، يكون قد أدى واجبه ولا يقال عنه أنه قد "فشل" .. أما الإنبات ثم النمو ثم الثمار فبيد الخالق وحده لا شريك له .
ونأتي الآن إلى عودته عليه السلام إلى مكة . فقد سأله زيد بن حارثة: كيف تدخل عليهم وقد أخرجوك؟! يعنى قريشًا، فقال صلى الله عليه وسلم بكل يقين : (يا زيد، إن الله جاعل لما ترى فرجًا ومخرجًا، وإن الله ناصر دينه، ومظهر نبيه).
(( وهذا هو الدرس الثاني عشر : لابد من اليقين المطلق والثقة التامة بموعود الله ، ومهما طال الليل فلابد من طلوع الفجر وسطوع الشمس. وهنا أيضا تأكيد آخر ودليل من دلائل نبوته عليه السلام ، حيث أخبر زيدا بما جرى بعد ذلك بسنوات من الفتح ودخول الناس في دين الله أفواجا ، وما جاء من الانتصار بعد الحصار )).
وسار الرسول صلى الله عليه وسلم حتى إذا دنا من مكة مكث بحِرَاء، وبعث رجلًا من خزاعة إلى الأخنس بن شَرِيق ليجيره، فقال: أنا حليف، والحليف لا يجير ، فأرسل إلى سهيل بن عمرو، فقال سهيل: إن بني عامر لا تجير على بني كعب، فبعث إلى المطعم بن عدى، فقال المطعم: نعم ، ثم تسلّح ودعا بنيه وقومه ، و أمرهم بحمل السلاح ومشاركته في حماية النبي لأنه قد أجاره .. ثم أرسل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم: أن ادخل، فأقبل صلى الله عليه وسلم ومعه زيد بن حارثة حتى انتهي إلى المسجد الحرام، فقام المطعم بن عدى على راحلته فنادى: يا معشر قريش، إني قد أجرت محمدًا فلا يهجه أحد منكم، وانتهي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الركن فاستلمه، وطاف بالبيت، وصلى ركعتين، وانصرف إلى بيته، والمطعم بن عدى وولده حوله يحمونه حتى دخل بيته.
وقيل: أن أبا جهل سأل مطعمًا: أمجير أنت أم متابع ـ مسلم-؟. قال: بل مجير. فقال الطاغية : قد أجرنا من أجرت.
"وقد حفظ الرسول صلى الله عليه وسلم للمطعم هذا الصنيع، فقال في أسري بدر: (لو كان المطعم بن عدى حيًا ثم كلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له)".[1] انتهى .
(( وهكذا يعطينا الرسول عليه الصلاة و السلام الدرس الثالث عشر وهو: جواز طلب الاستعانة بغير المسلم في حالات الضرورة .
ثم الدرس الرابع عشر وهو وجوب" رد الجميل " ومكافأة من يسدى إلينا معروفا ولو كان كافرا)).
وشاء الله تعالى أن تأتي رحلة أخرى عظيمة - بعد رحلة الطائف - تكريما للحبيب وتشريفا له ،وتطييبا لقلبه الشريف ، وتثبيتا له وللمؤمنين معه، وهى رحلة الإسراء والمعراج التي رفع الله فيها الرسول صلى الله عليه وسلم أعلى السماوات السبع، وأوحى إليه خلالها ما أوحى ، وأراه من آيات ربه الكبرى .
وهكذا تأتى "المنحة" بعد" المحنة" ، ويأتي العطاء بعد الابتلاء .
(( وهى الثمرة الخامسة عشرة للرحلة الخالدة إلى الطائف)) .
[1] للمزيد عن السيرة النبوية العطرة طالع : سيرة ابن هشام والسيرة النبوية للذهبي والسيرة النبوية لابن كثير والطبقات الكبرى لابن سعد وفقه السيرة لمحمد الغزالي والروض الأنف للسهيلى والسيرة النبوية لمحمد على الصلابى والشفا بتعريف المصطفى للقاضي عياض ، والوفا بتعريف فضائل المصطفى لابن الجو زى و زاد المعاد لابن القيم و الرحيق المختوم للمباركفورى و حياة محمد لمحمد حسين هيكل.
وأما محاولة الاستدلال على جواز استخدام وصف " الفشل "بقوله تعالى { وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ ٱللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي ٱلأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِّن بَعْدِ مَآ أَرَاكُمْ مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُم ْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَٱللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ }الآية 152 من سورة أل عمران
فهو خطأ أشد جسامة من الخطأ الأول، لأنه سوء فهم فاحش لمعنى الآية، بالإضافة إلى دلالته على المكابرة والإصرار على استخدام تعبير "الفشل" الرديء الذي لا يجوز استخدامه أبدا مع المقام النبوي الشريف .
عافانا الله من القول بغير علم !!
ولو أن هذا القائل وأمثاله رجعوا إلى أمهات كتب التفسير لوجدوا أن كبار العلماء مثل الطبري والقرطبى وابن كثير والشوكانى و النسفى والرازي و غيرهم -رضي الله عنهم - قد أكدوا جميعا أن الكلام هنا عن الرماة الذين عصوا أوامر النبي صلى الله عليه وسلم - في غزوة أحد- بالبقاء في موقعهم الحصين أعلى الجبل لحماية ظهر المسلمين وعدم ترك الموقع مهما كانت نتيجة المعركة ، حتى لا يؤتى المسلمون من قبلهم . وقد وقع الفشل المذكور بعد تنازع الرماة ورفضهم الاستماع إلى قائدهم عبد الله بن جبير الذي نهاهم عن عصيان الأمر النبوي الشريف ، لكنهم تركوا مواقعهم واندفعوا ليشاركوا في جمع الغنائم بعد أن انهزم المشركون في بداية المعركة . وانتهز الكفّار هذه الفرصة فالتفوا من وراء جيش المسلمين فوقعت هزيمة أحد ..
والوصف الوارد في الآية بالفشل والتنازع والعصيان لا يشمل فعل ولا شخص النبي الكريم أبدا ، فهذا كلام لا يمكن أن يقوله عاقل فضلا عن عالم .
بل الفشل والخيبة والخسارة في مخالفة أوامره و الهدى الذي جاء به عليه الصلاة والسلام .. ونلاحظ أيضا ما قررته الآية الكريمة ( منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ) وهو ما يقطع بأن الكلام كله عن الرماة .. فقد ورد عن ابن مسعود رضي الله عنه وغيره قولهم : ما علمنا أن من أصحاب النبي من يريد الدنيا حتى نزلت هذه الآية . فالسياق كله يتحدث عن فشل وتنازع وعصيان الرماة ، ثم أوضح المفسّرون – مثل الحسن البصري رضي الله عنه - أن الذين تركوا مواقعهم من الرماة هم الذين يريدون الدنيا ، ومن ثبتوا وأطاعوا الرسول هم الذين يريدون الآخرة. رضي الله عنهم ورضوا عنه[1].
بل إن الهزيمة في أحد جاءت تأكيدا للمنهج وانتصارا له ، لأن هؤلاء لو انتصروا رغم مخالفتهم أوامر الرسول عليه السلام ، لتكررت المخالفات بعد ذلك ، ولحسب كثير من الناس أن العصيان لن يضرهم شيئا، فيحدث بسبب ذلك خلل وفتنة وفساد كبير . فكان لابد من درس قاس هو الهزيمة واستشهاد سبعين مسلما كي يثوب الجميع إلى طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يعصونه بعد ذلك أبدا .
والخلاصة أن وصف الفشل والتنازع والعصيان الوارد في الآية يستحيل شموله للنبي صلى الله عليه وسلم ، فلا حجّة هنا للجهلة . والله تعالى أعلى و أعلم .
http://www.saaid.net/mohamed/295.htm
[1] انظر تفسير الآيات البيّنات الواردة ضمن هذا المقال في الجامع لأحكام القراّن للإمام القرطبى ، وتفسير القراّن العظيم للإمام ابن كثير، وتفسير الإمام الطبري، وفتح القدير للشوكانى ، ومفاتح الغيب للرازي، وتفسير الإمام النسفى ، وتفسير الإمام السيوطى ، وتفسير الإمام البيضاوي ، وزاد المسير لابن الجو زى والمنتخب في تفسير القراّن الكريم لمجموعة من العلماء –طبعة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بمصر ، وغيرها من أمهات كتب التفسير.
تابع / مشاركة رقم 20 :
ما يستفاد :
1- عدم اليأس والثبات وذلك بخروجه (ص) لطلب النصرة .
2- اختار (ص) من سادة ثقيف فإن أجابوا لدعوته لأجابت الطائف وذلك دليل حكمته (ص) .
3- استجاب الله تعالى لدعاء النبي (ص) فجاءوا مسلمين بعد حصارهم .
4- حمل الجن رسالة الإسلام .
5- شهادة عداس رضي الله عنه بنبوة النبي (ص) .
تابع / ما يستفاد للعضو: محمد طه شعبان :
6-خطورة الكلام بهذا الأسلوب الذي يتسم يسوء الأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم . فالكلام عنه أو عن أحد من إخوته الأنبياء- عليهم السلام أجمعين- ينبغي أن يكون بكل توقير و حرص وهيبة وحذر والتزام بما فرضه الله تعالى علينا من احترام لمقام الأنبياء الرفيع .
7- رسالة الإسلام عامة لكل الخلق ، فمن البديهي ألا يقتصر الرسول صلى الله عليه وسلم على دعوة قريش فقط .
8- أن ندافع عن الرسول والرسالة بالنفس والنفيس .
9- كل مسلم يمرّ بشدّة أوبلاء أو محنة إلى قيام الساعة :
«اللهُمَّ إنِّي أشْكُو إليْكَ ضَعْفَ قَوَّتِي وَقِلَّةَ حِيلَتِي وهَوَانِي عَلى النَّاسِ... الحديث .
10- جواز قبول هدية وضيافة الكافر للمسلم عند الضرورة وجواز أكل طعام.
11- أنه صلى الله عليه وسلم استثمر حتى لحظات الاستراحة القصيرة ، رغم الأوجاع والآلام والإصابات البالغة في جسده الشريف ، في دعوة الغلام إلى الإسلام كما نلاحظ.
12- أسلم عدّاس رضي الله عنه.
وتلك ثمرة سادسة من ثمرات الرحلة المباركة.
13- هو أن الإنسان ينبغي عليه قول الحق وإتباعه فورا بلا اعتبار لرأى المجتمع أو حجم التضحيات أو المخاطر التيقد يتعرض لها ، فانه لم يعبأ برأي سيده وأخيه واعتراضهما ، وجهر بتأييد الحق والإيمان بالله و بالرسول.
14- ولحقوا بالمسلمين بعد ذلك فأعتقهم النبي صلى الله عليه وسلم ولو لم يذهب الرسول في رحلته الأولى تلك إلى الطائف فكيف كانت الفرصة ستأتي إلى هؤلاء جميعا للعلم بالإسلام ثم الدخول فيه.
15- إن الرسل عليهم السلام جميعا قد أدّوا الأمانة وبلّغوا الرسالة على أتم وأكمل وجه ، وليست الكثرة دليلاعلى الحق أو النجاح ، فالنبي هو الحقّ ، وهو الأمّة ولو كان وحده، ولم ولن يدخل في الإسلام إلا من شاء الله.
16- ومن ينشط للدعوة ويؤدى واجبه في إبلاغ الرسالة فقد نجح تماما بغض النظر عن النتائج. وهناك آيات كثيرة حاسمة تفيد صراحة أنه ليس على الرسول إلا البلاغ - أي التبليغ - أو الإبلاغ والإرشاد والإيضاح فحسب ومنها :
(وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْالر َّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ)...
17- الصبر والتأني وعدم تعجيل العقاب للكفّار لعلهم يهتدون أو تهتدي ذرياتهم . ونجد هنا أيضا أحد الأدلة على نبوته عليه السلام، فقد تحقّق بالفعل ما أخبر به من إسلام أبناء المشركين فيما بعد، -وهى الثمرة العاشرة - من ثمار الرحلة.
18- أسلم الجنّ ونصروا دين الله في وقت كان أكثر البشر فيه ضالون لا يعقلون شيئا ولا يهتدون.
19- لابد من اليقين المطلق والثقة التامة بموعود الله ، ومهما طال الليل فلابد من طلوع الفجر وسطوع الشمس.
20- جواز طلب الاستعانة بغير المسلم في حالات الضرورة .
21-الدرس الرابع عشر وهو وجوب" رد الجميل " ومكافأة من يسدى إلينا معروفا ولو كان كافرا.
22- وهكذا تأتى"المنحة" بعد" المحنة" ، ويأتي العطاء بعد الابتلاء .
(( وهى الثمرة الخامسة عشرة للرحلة الخالدة إلى الطائف)) .
23- بل إن الهزيمة في أحد جاءت تأكيدا للمنهج وانتصارا له ، لأن هؤلاء لو انتصروا رغم مخالفتهم أوامر الرسول عليه السلام ، لتكررت المخالفات بعد ذلك ، ولحسب كثير من الناس أن العصيان لن يضرهم شيئا، فيحدث بسبب ذلك خلل وفتنة وفساد كبير.
تابع / مشاركة رقم 18 :
ما يستفاد :
1- مشروعية ضرب المثل وتشبيه شيء موصوف بصفة بمثله مسلوب الصفة ، وفيه بلاغة عائشة وحسن تأنيها في الأمور .
2- قوله (ص) : ( في التي لم يرتع منها ) أي أوثر ذلك في الاختيار على غيره ، فلا يرد على ذلك كون الواقع منه أن الذي تزوج من الثيبات أكثر ، ويحتمل أن تكون عائشة كنت بذلك عن المحبة بل عن أدق من ذلك .
[ فتح الباري لابن حجر رحمه الله ( 9 / 152 ) ]
3- واستدلوا بهذا الحديث - " تزوجني رسول الله (ص) في شوال" - وقصدت عائشة بهذا الكلام رد ما كانت الجاهلية عليه وما يتخيله بعض العوام اليوم من كراهة التزوج والتزويج والدخول في شوال وهذا باطل لا أصل له وهو من آثار الجاهلية كانوا يتطيرون بذلك لما في اسم شوال من الإشالة والرفع .
[ صحيح مسلم بشرح النووي رحمهما الله ]
تابع / مشاركة رقم 19 :
ما يستفاد :
1- يجوز للرجل الدخول على من لم يكن في يومها من نسائه والتأنيس لها ..
2- بيان حسن خلقه (ص) وأنه كان خير الناس لأهله .
3- جواز هبة المرأة نوبتها لضرتها .
[ المصدر : عون المعبود العظيم آبادي ( 6 / 137 ) ]
نتوقف و نكمل " ما يستفاد من السيرة النبوية " بعد رمضان إن شاء الله تعالى
عدنا ولله الحمد ،، لإكمال ما يستفاد من السيرة النبوية كما نرجو تفاعل أعضاء مجلس الألوكة في ذكر ما يستفاد وما صح من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ،، بارك الله في إدارة مجلس الألوكة في تثبيت الموضوع وذلك لأهميته وما وجد هذا المجلس إلا لمدارسة ميراث النبوة ، وها نحن مع سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ..
قال ابن حجر رحمه الله :
هنيئا لاصحاب خير الورى *** وطوبى لاصحاب اخباره
اولائك فازوا بتذكيره *** ونحن سعدنا بتذكاره
وهم سبقونا الى نصره *** وها نحن تباع انصاره
ولما حرمنا لقى عينه *** عكفنا على حفظ آثاره
جزى الله الجميع من إدارة المجلس وصاحب الموضوع خير الجزاء
مشاركة رقم 21:
ما يستفاد :
ملاحظة الحديث الموجود في سنن أبي داود وجدته برقم : 4721 في كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود .
1- بيان ما كان عليه أبو لهب من الصد عن الدعوة ومحاربتها حتى خارج مكة .
2- بيان شرف سويد بن الصامت الملقب بالكامل إذ كان أول من لقيه رسول الله (ص) وعرض عليه الإسلام فاستحسنه ونقل خبره إلى المدينة .
[ المصدر : هذا الحبيب لأبي بكر الجزائري رحمه الله ]
مشاركة رقم 22 :
ما يستفاد :
1- المعجزات ليست ضرورية لحصول الإيمان فقد رأى كفار قريش آيات عظاما ولم يؤمنوا .
2- تقرير حادثة الإسراء والمعراج وثبوتها بالكتاب والسنة والإجماع وأن الإسراء والمعراج كانا بالروح والجسد معا .
3- سبق أبي بكر وفضله وسبب تلقيبه بالصديق فرضي الله عنه وأرضاه .
[ المصدر : هذا الحبيب لأبي بكر الجزائري رحمه الله ص 92 ]
4- قال النووي : معناه أن الطست كان فيها شيء يحصل به زيادة في كمال الإيمان وكمال الحكمة وهذا الملء يحتمل أنه يكون على حقيقته ، وتجسيد المعاني جائز كما جاء أن سورة البقرة تجيء يوم القيامة كأنها ظلة ، والموت في صورة كبش ، وكذلك وزن الأعمال وغير ذلك من أحوال الغيب .
5- وقال ابن أبي جمرة : فيه أن الحكمة ليس بعد الإيمان أجل منها ، ولذلك قرنت معه ، ويؤيده قوله تعالى : { ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا } وأصح ما قيل في الحكمة أنها وضع الشيء في محله ، أو الفهم في كتاب الله ، فعلى التفسير الثاني قد توجد الحكمة دون الإيمان وقد لا توجد ، وعلى الأول فقد يتلازمان ؛ لأن الإيمان يدل على الحكمة .
[ المصدر : فتح الباري ( 7 / 257 - 258 ) ]
6- قوله (ص): ( ... فاخترت اللبن فقيل : أصبت أصاب الله بك أمتك على الفطرة ) ... ومعنى أصاب الله بك أي أراد بك الفطرة والخير والفضل .
[ شرح صحيح مسلم للنووي رحمهما الله ( 1 / 193 ) ]
مشاركة رقم 29 :
ما يستفاد :
1- بيان شرف أهل بيعة العقبة الأولى وعلى رأسهم أسعد بن زرارة .
2- بيان فضل مصعب بن عمير شهيد أحد رضي الله عنه إذ ضرب المثل في حسن الدعوة والصبر على البلاء فرضي الله عمن ترضى عن مصعب من كل مؤمن موحد .
[ المصدر : هذا الحبيب لأبي بكر الجزائري رحمه الله ص 98 - 99 ]
3- وفي هذا الحديث فوائد منها تحريم هذه المذكورات وما في معناها .
4- ومنها الدلالة لمذهب أهل الحق أن المعاصي غير الكفر لا يقطع لصاحبها بالنار إذا مات ولم يتب منها بل هو بمشيئة الله تعالى إن شاء عفا عنه وإن شاء عذبه خلافا للخوارج والمعتزلة .
[ شرح صحيح مسلم للنووي رحمهما الله ( 11 / 186 ) ]
مشاركة رقم : 30 :
ما يستفاد :
1- شرف أهل بيعة العقبة الثانية وفضل النقباء منهم وهم اثنا عشر رجلا .
2- بيان عداوة الشيطان إذ صرخ متألما لما شاهد من نصرة الإسلام وأغرى المشركين بالمؤمنين وأذاع خبر بيعة العقبة فلعنة الله عليه .
3- أن العباس بن عبادة العوفي هو الوحيد الذي ظفر بلقب مهاجر أنصاري ... فإنه خرج إلى رسول الله (ص) بمكة وأقام معه بها ، فكان يقال له : مهاجر أنصاري استشهد بأحد رضي الله عنه وأرضاه وجعل الجنة مأواه .
4- أقام رسول الله (ص) بمكة ينتظر إذن ربه تعالى له في الهجرة إلى المدينة .
[ المصدر : هذا الحبيب لأبي بكر الجزائري رحمه الله ]
مشاركة رقم 31 :
ما يستفاد :
1- أن أول من هاجر من قريش من بني مخزوم إلى المدينة كان أبا سلمة بن عبدالأسد بن هلال ، واسمه عبدالله رضي الله عنه وأرضاه .
مشاركة رقم 31 :
ما يستفاد :
1- أن أول من هاجر من قريش من بني مخزوم إلى المدينة كان أبا سلمة بن عبدالأسد بن هلال ، واسمه عبدالله رضي الله عنه وأرضاه .
2- بيان مدى حب الصديق للرسول (ص) ، إذ كان يرغب في صحبته حتى إنه لما أذن للرسول (ص) بالهجرة ..
3- أن النبي (ص) كان قد أرسل مع أهل بيعة العقبة الأولى مصعب بن عمير بن هاشم بن عبدمناف ، وأمره أن يقرئهم القرآن ويعلمهم الإسلام ويفقههم في الدين فكان أول من لقب بالمقرئ ..
[ المصدر : هذا الحبيب لأبي بكر الجزائري رحمه الله ]
مشاركة رقم 32 :
ما يستفاد :
1- بيان أن النبي (ص) كان يأخذ بالأسباب وبالحزم فيها ..أعد الراحلة للسفر والخريت العالم بالطرق ومسالكها و .. دخوله غار ثور مع صاحبه استخفاء عن أعين المشركين الطالبين له .
2- بيان طبيوبة أسرة الصديق نساءا ورجالا ، وبيان سبب لقب أسماء ذات النطاقين .
3- بيان مدى ما بذلت قريش في سبيل قتل النبي (ص) ، والقضاء على الإسلام .
4- تجلي آية النبوة في سقوط فرس سراقة وعجزه عن الوصول إلى النبي (ص) .
[ المصدر : هذا الحبيب لأبي بكر الجزائري رحمه الله ]
5- بيان عظيم توكل النبي (ص) حتى في هذا المقام .
6- ومنها بذله - أبي بكر الصديق رضي الله عنه - نفسه ومفارقته أهله وماله ورياسته في طاعة الله تعالى ورسوله وملازمة النبي (ص) ومعاداة الناس فيه ومنها جعله نفسه وقاية عنه وغير ذلك .
[ شرح صحيح مسلم للنووي رحمهما الله ]
مشاركة رقم 33 :
ما يستفاد :
1- من الجن مؤمنون ، وإن كلامهم ليسمع ، وإن لم تر ذواتهم .
2- فضل أم معبد وهي عاتكة بنت خالد .
3- تجلي آية النبوة المحمدية في در الشاة وسقي الرسول (ص) أهل بيت أم معبد وسائر أفراد رفقته .
[ المصدر : هذا الحبيب (ص) يا محب لأبي بكر الجزائري ]
مشاركةرقم 34 :
ما يستفاد :
1- قوله : ( أي بيوت أهلنا أقرب ) ... وأطلق عليهم أهله لقرابة ما بينهم من النساء ، لأن منهم والدة عبدالمطلب جده وهي سلمى بنت عوف من بني مالك بن النجار .
[ فتح الباري لابن حجر رحمه الله ]
2- هذا تصريح بإباحة الثوم وهو مجمع عليه لكن يكره لمن أراد حضور المسجد أو حضور جمع في غير المسجد أو مخاطبة الكبار ويلحق بالثوم كل ما له رائحة كريهة .
3- وفيه منقبة ظاهرة لأبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه من أوجه منها : نزوله صلى الله عليه وسلم ، ومنها أدبه معه ، ومنها موافقته في ترك الثوم .
[ شرح صحيح مسلم للنووي رحمهما الله ]
4- بيان أن مسجد قباء كان أول مسجد بني في الإسلام .
5- بيان أول جمعة صليت في الإسلام هي تلك التي صلاها رسول الله (ص) في مسجد بني سالم بن عوف .
6- بيان عظم فرحة الأنصار بمقدم الرسول (ص)، وما أبدوه من حفاوة وترحيب لم يسبق لهما نظير في التاريخ البشري قط .
7- بيان فوز أبي أيوب خالد بن زيد بنزول الرسول (ص) بداره، وإقامنه بها حتى بنى مسجده وحجرات نسائه بإزائه .
8- بيان أدب أبي أيوب وكمال حبه لرسول الله (ص) إذ لم تطب نفسه أن يسكن في أعلى المنزل والرسول في أسفله .
9- مشروعية التماس البركة من آثار النبي (ص).
[ هذا الحبيب لأبي بكر الجزائري رحمه الله ]
10- ( لعبوا حرابهم ) أي برماح صغيرة جمع حربة .
[ عون المعبود شرح سنن أبي داود ]
مشاركة رقم 35 :
ما يستفاد :
1- فيه جواز الارتجاز وقول الأشعار في حال الاعمار والاسفار ونحوها لتنشيط النفوس وتسهيل الأعمال والمشي عليها .
2- فيه جواز نبش القبور الدارسة وأنه إذا أزيل ترابها المختلط بصديدهم ودمائهم جازت الصلاة في تلك الأرض ، وجواز اتخاذ موضعها مسجدا إذا طيبت أرضه .
3- وفيه أن الأرض التي دفن فيها الموتى ودرست يجوز بيعها ، وأنها باقية على ملك صاحبها وورثته من بعده إذا لم توقف .
4- فيه جواز قطع الأشجار المثمرة للحاجة والمصلحة لاستعمال خشبها ، أو ليغرس موضعها غيرها أو لخوف سقوطها على شيء تتلفه أو لاتخاذ موضعها مسجدا ...
[ شرح صحيح مسلم للنووي رحمهما الله ( 5 / 7- 8 ) ]
5- بيان فضل المسجد النبوي الشريف .
6- بيان فضل الأنصار وهم سكان المدينة الذين آووا و نصروا .
[ هذا الحبيب (ص) لأبي بكر الجزائري ]
مشاركة رقم 36 :
ما يستفاد :
1- الاتصال باليهود بواسطة عبدالله بن سلام رضي الله عنه ، ودعوتهم إلى الإسلام .
[ هذا الحبيب (ص) لأبي بكر الجزائري رحمه الله ]
مشاركة رقم 37 :
ما يستفاد :
1- كررت -أمنا عائشة رضي الله عنها - لفظ ركعتين لتفيد عموم التثنية لكل صلاة .
2- قوله : ( وكان أول مولود ولد في الإسلام ) أي بالمدينة من المهاجرين ، فأما من ولد بغير المدينة من المهاجرين فقيل عبدالله بن جفعر بالحبشة ، وأما من الأنصار بالمدينة فكان أول مولود ولد لهم بعد الهجرة مسلمة بن مخلد كما رواه ابن أبي شبية ، وقيل : النعمان بن بشير .
[ فتح الباري لابن حجر رحمه الله ]
3- استحباب الدعاء للمولود عند تحنيكه ومسحه للتبريك .
[ شرح صحيح مسلم للنووي رحمهما الله ]
4- فضيلة أسماء بنت الصديق وولدها عبدالله بتحنيك رسول الله (ص) له .
5- معرفة أول مولود ولد في الإسلام للمهاجرين والأنصار وهما عبدالله والنعمان .
6- موت فضلاء الرجال يعد رزية تؤلم المؤمنين وتحزنهم .
[ هذا الحبيب (ص) لأبي بكر الجزائري رحمه الله ]
جزاكم الله خيرًا على هذا المجهود الرائع؛ واصلى بارك الله فيك
مشاركة رقم 38 :
ما يستفاد :
1- ( حي على الصلاة ) : قال الطيبي : معنى الحيعلتين هلم بوجهك وسريرتك إلى الهدى عاجلا ، والفوز بالنعيم آجلا .
[ عون المعبود شرح سنن أبي داود ( 2 / 140 ) ]
2- ففي الحديث دليل على اتخاذ المؤذن حسن الصوت .
3- ( فقال رسول الله (ص) فلله الحمد ) حيث أظهر الحق ظهورا وازداد في البيان نورا ، قاله القاري .
[ تحفة الأحوذي ( 1 / 409 ) ]
4- رؤيا المؤمن صالحة وتحمل البشرى له ولمن رؤيت له .
5- بيان صيغة الأذان والإقامة ، وفضل عبدالله بن زيد وعمر بن الخطاب لرؤياهما الأذان في المنام .
6- مشروعية مخالفة اليهود والنصارى .
7- بيان أن المؤذن ذا الصوت الندي أولى بالأذان من غيره .
8- بيان فضل بلال ، وأنه أول مؤذن في الإسلام .
[ هذا الحبيب (ص) للجزائري رحمه الله ]
مشاركة رقم 39 :
ما يستفاد :
1- إن من أبرز الجهود التي بذلها الحبيب (ص) في الإصلاح والتأسيس والبناء كتابه الذي كتبه فضمنه ميثاقا في غاية الدقة ، وحسن السياسة فألف بين سكان المدينة من الأنصار والمهاجرين وجيرانهم من طوائف اليهود وربط بينهم فأصبحوا به كتله واحدة يستطيعون أن يقفوا في وجه كل من يريد أهل المدينة بسوء .
[ هذا الحبيب (ص) للجزائري رحمه الله ]
مشاركة رقم 40 :
ما يستفاد :
1- بيان تقيد الرسول (ص) بالإذن من ربه فلا يأتي ولا يذر غالبا إلا بإذن من ربه عز وجل .
2- بيان أول سرية في الإسلام ، وأنها سرية حمزة عم رسول الله (ص) .
3- بيان الكمال المحمدي في إرساله عمه والمهاجرين دون الأنصار لتلقي عير قريش .
4- بيان أن أول لواء عقد في الإسلام كان لواء سرية حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه .
[ هذا الحبيب (ص) لأبي بكر الجزائري رحمه الله ]
مشاركة رقم 41 :
ما يستفاد :
1- ( فقلت هيه هيه ) : وفي رواية مسلم فقلت هه هه حتى ذهب نفسي . قال النووي : بإسكان الهاء الثانية وهي كلمة يقولها المبهور حتى يتراجع إلى حال سكونه .
[ عون المعبود شرح سنن أبي داود ( 13 / 229 ) ]
2- فيه استحباب تنظيف العروس وتزيينها لزوجها واستحباب اجتماع النساء لذلك ولأنه يتضمن إعلان النكاح ولأنهن يؤانسها ويؤدبنها ويعلمنها آدابها حال الزفاف وحال لقائها الزوج .
3- فيه استحباب التزويج والتزوج والدخول في شوال ، وقد نص أصحابنا على استحبابه واستدلوا بهذا الحديث وقصدت عائشة بهذا الكلام رد ما كانت الجاهلية عليه وما يتخيله بعض العوام اليوم من كراهة التزوج والتزويج والدخول في شوال وهذا باطل لا أصل له وهو من آثار الجاهلية كانوا يتطيرون بذلك لما في اسم شوال من الإشالة والرفع .
4- وأما المؤاخاة في الإسلام والمحالفة على طاعة الله تعالى والتناصر في الدين والتعاون على البر والتقوى وإقامة الحق فهذا باق لم ينسخ وهذا معنى قوله (ص) في هذه الأحاديث : ( وأيما حلف كان في الجاهلية لم يزدة الإسلام إلا شدة ) .
[ شرح النووي لصحيح مسلم رحمهما الله ( 9 / 178 - 179 ) ، ( 16 / 67 ) ]
5- من مظاهر الكمال المحمدي أن يرسل عمّيه حمزة وعبيدة للغزو دون غيرهما من أصحابه من الأنصار والمهاجرين ، ليضرب المثل في الكمال الخلقي والروحي .
6- فضل مسطح بن أثاثة حيث قلد اللواء وهو ابن خال أبي بكر الصديق .
7- بيان فضل سعد بن أبي وقاص حيث عقد له النبي (ص) لواء وأرسله على سرية يقودها إلى جهاد الكفار .
8- شرف المقداد بن الأسود حيث حمل راية الجهاد في سبيل الله .
9- بيان كمال طاعة أصحاب رسول الله (ص) ، في الالتزام بما يعهد به إليهم .
[ هذا الحبيب (ص) للجزائري رحمه الله ]
!!! أين المشاركات الأخرى ؟؟؟
ما سبب حذفها ؟
نكمل إن شاء الله ما يستفاد من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم
تابع / مشاركة رقم 42 :
ما يستفاد :
1- بيان ما اضطلع به الحبيب (ص) من أعباء الجهاد والدعوة إذا ما فرغ من غزوة حتى تهيأ لأخرى وأعد لها ، فجزاها الله عن الإسلام وأمته خير ما جزى به نبيا عن أمته .
2- بيان الكمال المحمدي في حسن التدبير ، وكمال التصرف وعظيم الرشد في كل أعماله .
[ المصدر : هذا الحبيب (ص) للجزائري رحمه الله ]
قدر الله وما شاء فعل ،، وهذه سيرة النبي (ص) نحتاج لمعرفة الصحيح منها وبيانها وتقريبها للمسلمين :
جاءَ رجلٌ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ يا رسولَ اللهِ متى قيامُ السَّاعةِ ؟ فقامَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إلى الصَّلاةِ فلمَّا قَضى صلاتَه قالَ أينَ السَّائلُ عن قيامِ السَّاعةِ فقالَ الرَّجلُ أنا يا رسولَ اللَّهِ قالَ ما أعددتَ لَها قالَ يا رسولَ اللهِ ما أعددتُ لَها كبيرَ صلاةٍ ولا صومٍ إلَّا أنِّي أحبُّ اللَّهَ ورسولَه فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ المرءُ معَ من أحبَّ وأنتَ معَ مَن أحببتَ فما رأيتُ فرحَ المسلمونَ بعدَ الإسلامِ فرحَهم بِهذا .
تابع / مشاركة رقم 43 :
ما يستفاد :
1- بيان أول غنيمة كانت في الإسلام ، وخمست بإلهام من الله تعالى حتى فرض الله تعالى بعد ذلك تخميس الغنائم .
2- بيان أن سرية عبدالله بن جحش كانت مقدمة لغزوة بدر الكبرى .
[ هذا الحبيب (ص) لأبو بكر الجزائري رحمه الله ]
3- فيه حديث البراء ، وهو دليل على جواز النسخ ووقوعه .
4- وفيه قبول خبر الواحد .
5- وفيه جواز الصلاة الواحدة إلى جهتين وهذا هو الصحيح عند أصحابنا من صل إلى جهة بالاجتهاد ، ثم تغير اجتهاده في أثنائها فيستدير إلى الجهة الأخرى ..
[ شرح صحيح مسلم للنووي رحمهما الله ( 5 / 8-9 ) ]
تابع / مشاركة رقم 44 :
ما يستفاد :
1- العمل بمشروعية : جزاء السيئة سيئة مثلها ، إذ قريش طردت المؤمنين وصادرت أموالهم . فاعتراض عيرها لأخذ ما معها من أموال كان عدلا لا ظلم فيه .
2- بيان تاريخ غزوة بدر وأنها في رمضان من السنة الثانية من الهجرة .
[ هذا الحبيب (ص) للجزائري رجمه الله ]
3- وفي الحديث معجزات للنبي (ص) ظاهرة .
4- ما كان عليه سعد بن معاذ من قوة النفس واليقين .
5- وفيه أن شأن العمرة كان قديما .
6- وأن الصحابة كان مأذونا لهم في الاعتمار من قبل أن يعتمر النبي (ص) بخلاف الحج ، والله أعلم .
[ فتح الباري لابن حجر رحمه الله ]
تابع / مشاركة رقم 45 :
ما يستفاد :
1- فيه استشارة الأصحاب وأهل الرأي والخبرة .
[ صحيح مسلم بشرح النووي رحمهما الله ( 12 / 105) ]
2- مشروعية الشورى وإنها من الواجبات الضرورية في كل ما يهم أمر المسلمين ، لاستشارة رسول الله (ص) أصحابه في أمر قتال المشركين في بدر .
3- وجوب مراعاة العهود والمواثيق والالتزام بها تجلى هذا في طلب النبي (ص) بيان موقف الأنصاري من القتال معه فيما لو حدث قتال بعد نجاة العير .
4- بيان فضل أبي بكر وعمر والمقداد بن عمرو وسعد بن معاذ ، تجلى ذلك في كلماتهم التي قالوها للرسول (ص) عند طلبه المشورة من أفراد أصحابه حيث قرت بذلك عينا النبي (ص) .
[ المصدر : هذا الحبيب (ص) للجزائري رحمه الله ]
تابع / مشاركة رقم 46 :
ما يستفاد :
1- خذلان الشيطان إخوانه من المشركين إذ فر هاربا لما رأى الملائكة في ساحة المعركة بعد أن أجارهم ودخل المعركة معهم .
2- بيان أن من ضروريات الحرب بث العيون للتعرف على تحركات العدو ، وعلى أماكن وتقدير قواته وحزر قوته ، ومعرفة مدى قدراته .
[ المصدر : هذا الحبيب (ص) يا محب لأبي بكر الجزائري رحمه الله ]
تابع / مشاركة رقم 47 :
ما يستفاد :
1- أشار المصنف بذكر هذا الحديث إلى أن النبي (ص) كما لبس الدرع فيما ذكره في الباب ذكر الدرع ونسبه إلى بعض الشجعان من الصحابة فدل على مشروعيته وأن لبسها لا ينافي التوكل .
2- جواز إعانة المبارز رفيقه .
3- وفيه فضيلة ظاهرة لحمزة وعلي وعبيدة بن الحارث رضي الله عنهم .
[ المصدر : فتح الباري لابن حجر رحمه الله ]
4- وفيه استحباب استقبال القبلة في الدعاء ورفع اليدين فيه وأنه لا بأس برفع الصوت في الدعاء .
5- قوله (ص) :( لا يتقدمن أحد منكم إلى شيء حتى أكون أنا دونه ) أي قدامه متقدما في ذلك الشيء لئلا يفوت شيء من المصالح التي لا تعلمونها .
[ شرح صحيح مسلم للنووي رحمهما الله ]
6- قتال الملائكة في معركة بدر .. وظهور آثارهم آية النبوة المحمدية .
7- آية حفنة الحصا التي رمى بها النبي (ص) فأصابت جيشا بكامله فخبّلته ، وأصابته بالتمزق والهزيمة من آيات النبوة المحمدية .
[ المصدر : هذا الحبيب (ص) للجزائري رحمه الله ]
تابع / مشاركة رقم 48 :
ما يستفاد :
1- قتال الملائكة في معركة بدر ورؤية بعضهم وظهور آثارهم آية النبوة المحمدية .
2- بيان هلاك المستهزئين مصداقا لقول الله تعالى لرسوله وهو في مكة : { إنا كفيناك المستهزئين } إذ هلك بالمعركة جلهم ..
[ هذا الحبيب (ص) للجزائري رحمة الله ]
3- وفي هذا الحديث من الفوائد المبادرة إلى الخيرات والاشتياق إلى الفضائل .
4- وفيه الغضب لله ولرسوله (ص) .
5- وفيه أنه ينبغي أن لا يحتقر أحد فقد يكون بعض من يستصغر عن القيام بأمر أكبر مما في النفوس وأحق بذلك الأمر كما جرى لهذين الغلامين .
[ شرح صحيح مسلم للنووي رحمه الله ( 12 / 56) ]
جزاكم الله خيرًا على هذا المجهود الرائع في مدارسة سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
بارك الله فيكم ،، هناك اقتراح :
أخي الكريم موضوعكم يتميز بالأسلوب التحليلي المبسط للسيرة مما يجعل طلبة العلم وعوام الناس يسهل عليهم فهم السيرة بـــــ :
- ذكر معاني الكلمات مع شرحها .
- ذكر صحة الحديث
- العناوين الدقيقة للأحداث .
- شرح الأحاديث المذكورة بشكل سلسل .
- إضافة إلى ما يستفاد .
ارجو أن يتضح الاقتراح :
- بعد اكمال الموضوع إلى نهاية السيرة إن شاء الله .
- سيخرج لنا كتاب وهو كملحق أو كتهذيب أو كمصطلح للسيرة النبوية !! كيف ذلك ؟
- حيث يصبح الكتاب يحتوي على :
عناوين السيرة دون المادة العلمية حيث يقتصر على ذكر العنوان وفيه ذكر معاني الكلمات وشرحها مع ذكر درجة الحديث وما يستفاد .
هنا يكون هذا الكتاب يستخدم مع جميع كتب سير النبي صلى الله عليه وسلم .
ارجو أن يكون الاقتراح واضحا
تابع / مشاركة رقم 49 :
ما يستفاد :
1- من حديث البراء أن قتلى بدر من الكفار كانوا سبعين ، وكأن الذين طرحوا في القليب كانوا الرؤساء منهم ثم من قريش ، وخصوا بالمخاطبة المذكورة لما تقدم منهم من المعاندة ، وطرح باقي القتلى في أمكنة أخرى .
[ فتح الباري لابن حجر رحمه الله ( 7 / 377 ) ]
2- قوله (ص) : ( من ينظر إلينا ما صنع أبو جهل ) سبب السؤال عنه أن يعرف أنه مات ليستبشر المسلمون بذلك وينكف شره عنهم .
3- قال أصحابنا وهذا السحب إلى القليب ليس دفنا لهم ولا صيانة وحرمة بل لدفع رائحتهم المؤذية والله أعلم .
[ شرح النووي لصحيح مسلم ( 12/ 135) ، ( 17/ 170)]
نسأل الله تعالى أن ينفعنا بما نُسَطِّرُ