https://majles.alukah.net/imgcache/2025/07/61.jpg
أركان الولاية اثنان :
القوة ، والأمانة :
{ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ } القصص /26 ،
{ قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ } النمل / 39 ،
فمن العدل أن لا يولى أحد منصبا إلا وهو أهل له في قوته وفي أمانته ،
فإن ولى من ليس أهلا مع وجود من هو خير منه فليس بعادل .
[ ابن عثيمين ]
في قول إبليس :
{ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ }
علق الشنقيطي على ذلك فقال :
بل الطين خيرٌ من النار ؛ لأن طبيعة النار الخفة والطيش والإفساد والتفريق ،وطبيعة الطين الرزانة والإصلاح ، تودعه الحبة فيعطيكها سنبلة ، والنواة فيعطيكها نخلة ،فانظر إلى الرياض الناضرة وما فيها من الثمار اللذيذة ، والأزهار الجميلة، والروائح الطيبة ؛تعلم أن الطين خير من النار .
[ أضواء البيان ]
في قوله تعالى : { إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ } العاديات / 6
قال قتادة والحسن : الكفور للنعمة .
[ الدر المنثور ]
وفي هذا تسلية للمرء إذا وجد قلة الوفاء من الخلق ، فإذا كان جنس الإنسان كنودا جحودا لربه ؛وهو الذي أوجده وأكرمه ، فكيف لا يكون فيه شيء من ذلك الجحود مع سائر الخلق وهم نظراؤه وأقرانه ؟
في قوله تعالى : { يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ } البلد / 15
تعليم أن الصدقة على القرابة أفضل منها على غير القرابة ،
كما أن الصدقة على اليتيم الذي لا كافل له أفضل من الصدقة
على اليتيم الذي يجد من يكفله .
[ القرطبي ]
{ وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ }
العائن حاسد خاص ، وهو أضر من الحاسد ؛
ولهذا جاء في السورة ذكر الحاسد دون العائن ؛ لأنه أعم ،
فكل عائن حاسد ولا بد , وليس كل حاسد عائنا ،
فإذا استعاذ العبد من شر الحسد دخل فيه العين ،
وهذا من شمول القرآن الكريم وإعجازه وبلاغته .
[ ابن القيم ]
الأمن : الطمأنينة مع زوال سبب الخوف كقوله تعالى :
{ الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ } ،
والأمنة : الطمأنينة مع وجود سبب الخوف كقوله تعالى :
{ إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ } .
[ كتاب لطائف قرآنية ]
عن الحسن رحمه الله أنه قرأ هذه الآية :
{ بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ } القيامة /4
فقال : إن الله أعف مطعم ابن آدم ولم يجعله خفا ولا حافرا ،
فهو يأكل بيديه ويتقي بها ، وسائر الدواب إنما يتقي الأرض بفمه .صيغة الاسم
تفيد الثبات والدوام , وصيغة الفعل تفيد التجدد والاستمرار ,
ومن لطائف هذا التعبير قوله تعالى :
{ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } الأنفال / 33
فجاء الفعل ( لِيُعَذِّبَهُمْ ) لأن بقاء الرسول بينهم مانع مؤقت من العذاب ,وجاء بعده بالاسم ( مُعَذِّبَهُمْ ) ؛ لأن الاستغفار مانع ثابت من العذاب في كل زمان .
[ د . فاضل السامرائي ]
إذا عبر عن شيء بأحد أجزائه فهذا دليل على أنه ركن فيه
ومن هنا أخذت ركنية الركوع والسجود في الصلاة من قوله :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } .
قال ابن هبيرة عند قوله تعالى :
{ وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ } الكهف /39:
" ما قال : ( ما شاء الله كان ) أو ( لا يكون ) ، بل أطلق اللفظ ؛
ليعم الماضي والمستقبل والراهن ".
(ذيل طبقات الحنابلة)
ومن أعجب ما ظاهره الرجاء وهو شديد التخويف ،
قوله تعالى : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى } طه /82
فإنه علق المغفرة على أربعة شروط ، يبعد تصحيحها .
[ ابن قدامة ]
https://majles.alukah.net/imgcache/2025/07/62.jpg
لاخوف على دين الله، فدين الله عزيز ومنصور، وإنما الخاسر من خسر نفسه، بأن تولى ونكص على عقبيه:
{فمن نكث فإنما ينكث على نفسه}،
{وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم}
فنسأل الله الثبات على الحق غير مبدلين ولامغيرين..
من احتمل الهوان والأذى في طاعة الله على الكرامة والعز في معصية الله -كما فعل يوسف وغيره من الأنبياء والصالحين- كانت العاقبة له في الدنيا والآخرة، وكان ما حصل له من الأذى قد انقلب نعيمًا وسرورًا، كما أن ما يحصل لأرباب الذنوب من التنعم بالذنوب ينقلب حزنًا وثبورًا.
[ابن تيمية]
(وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا)
قال طلق بن حبيب:
إنَّ حقَّ الله أثقلُ من أن يقوم به العباد، وإنَّ نعم الله أكثر من أن يحصيها العباد، ولكن أَصْبِحُوا توَّابين، وأَمْسُوا توَّابين.
من تأمل قوله تعالى - في خطاب لوط لقومه -:
{ أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ } ؟ هود /78
أدرك أن إدمان الفواحش - كما أنه يضعف الدين - فهو يذهب مروءة الإنسان ،
ويقضي على ما بقي فيه من أخلاق ورشد .
ضرب الله مثل الذي لا ينتفع بما أوتي : بالحمار يحمل أسفارا ،
ولعل من حكم ذكر هذا المثل في سورة الجمعة
ألا يكون حظُّ الخطيب والمأموم من خطبة الجمعة كحظهما قبلها ! .
{ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا } النازعات /46
تنطوي هذه الحياة الدنيا التي يتقاتل عليها أهلها ويتطاحنون ،
فإذا هي عندهم عشية أو ضحاها !
أفمن أجل عشية أو ضحاها يضحون بالآخرة ؟
ألا إنها الحماقة الكبرى التي لا يرتكبها إنسان يسمع ويرى ! .
إن مجرد طول العمر ليس خيرا للإنسان إلا إذا أحسن عمله ؛
لأن طول العمر أحيانا يكون شرا للإنسان وضررا عليه ،
كما قال تعالى:
{ وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ
إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْماً وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ } آل عمران /178،
فهؤلاء الكفار يملي الله لهم
- أي يمدهم بالرزق والعافية وطول العمر والبنين والزوجات -
لا لخير لهم ، ولكنه لشر لهم ؛ لأنهم سوف يزدادون بذلك إثما .
[ ابن عثيمين ]
إن المؤمنين قوم ذلت - والله - منهم الأسماع والأبصار والأبدان
حتى حسبهم الجاهل مرضى ، وهم - والله - أصحاب القلوب ،
ألا تراه يقول : { وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ } فاطر /34
والله لقد كابدوا في الدنيا حزنا شديدا ، والله ما أحزنهم ما أحزن الناس ،
ولكن أبكاهم وأحزنهم الخوف من النار .
[ الحسن البصري ]
كم فاتتنا من أعمال صالحة، بسبب قولنا:
هذا غير واجب بل مستحب، حتى تدرجنا للتقصير في بعض الواجبات!
وكم يُسارع بعضنا لأعمال مكروهة شرعا، بحجة أنها غير محرمة!
حتى جرّته للمحرم الصريح!
ثم نتساءل بعد ذلك:
لماذا قست قلوبنا؟
وقحطت عيوننا؟
ونزعت البركة من أوقاتنا!
(قل هو من عند أنفسكم).
لما قيل لموسى( فَتَنَّا قَوْمَكَ)
توجه إلى:
-قومه أولا(ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا)
-ثم نائبه(يا هارون مامنعك إذ رأيتهم ضلوا)
-ثم صاحب الفتنة(فما خطبك يا سامري)
وإنما بدأ بهم في اللوم لأن البالغ العاقل مسؤول عن نفسه
فليس يعذره قوةُ الإغراء،ولا تيسر أسباب الشر.
د.عبدالمحسن المطيري
https://majles.alukah.net/imgcache/2025/07/62.jpg
(اللّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ )
دخولك في نيّات الآخرين ظلم لنفسك فاحذر!
( وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ)
"واصنع الفلك"
مباشرة بعدها
"ويصنع الفلك"
ليس هناك تساؤل عن جدوى صناعة الفلك في اليابسة!
مع أوامر الله يلزمك فقط التسليم والانقياد"
قال تعالى :
{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُ مْ سُبُلَنَا } العنكبوت / 69
علق سبحانه الهداية بالجهاد ، فأكمل الناس هداية أعظمهم جهادا ،
وأفرض الجهاد جهاد النفس وجهاد الهوى وجهاد الشيطان وجهاد الدنيا ،
فمن جاهد هذه الأربعة في الله هداه الله سبل رضاه الموصلة إلى جنته ،
ومن ترك الجهاد فاته من الهدى بحسب ما عطل من الجهاد .
[ ابن القيم ]
أمر الله عباده أن يختموا الأعمال الصالحات بالاستغفار ،
فكان صلى الله عليه و سلم إذا سلم من الصلاة يستغفر ثلاثا ،
وقد قال تعالى : { وَالْمُسْتَغْفِ رِينَ بِالأَسْحَارِ } آل عمران / 17
فأمرهم أن يقوموا بالليل ويستغفروا بالأسحار ،
وكذلك ختم سورة ( المزمل ) وهي سورة قيام الليل بقوله تعالى :
{ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } .
[ ابن تيمية ]
تأمل كيف قرن الله بين أكل الطيبات وعمل الصالحات في قوله تعالى :
{ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً } المؤمنون / 51
فأكل الحلال الطيب مما يعين العبد على فعل الصالحات ،
كما أن أكل الحرام أو الوقوع في المشتبهات , مما يثقل العبد عن فعل الصالحات .
[ فهد العيبان ]
https://majles.alukah.net/imgcache/2025/07/62.jpg
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ
إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ } المائدة / 1
فتأمل - أيها المؤمن - في سطرين فقط ، وفي آية واحدة :
نداء وتنبيه ، أمر ونهي ، تحليل وتحريم ، إطلاق وتقييد ،
تعميم واستثناء ، وثناء وخبر ، فسبحان من هذا كلامه ! .
[ د . عويض العطوي ]
تأمل قوله تعالى : { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى }
فلم يقل : فآواك , فهداك , فأغناك ؛
لأنه لو قال ذلك لصار الخطاب خاصا بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وليس الأمر كذلك ،فإن الله آواه وآوى به ، وهداه وهدى به ، وأغناه وأغنى به .
[ ابن عثيمين ]
(قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ )
من الخطأ في الحساب والتقدير والتدبير عند نزول البلاء الاتكاء على الأسباب المادية ونسيان المتصرف فيها!
فليكن أول أسباب السلامة الأوبة إلى من بيده مقاليد الأمور.
في قوله تعالى
(وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا..)
استحباب التسمية في ابتداء الأمور