-
كيف تتخلص من الهم
عن أبيّ بن كعب - رضي الله عنه - قال :
قلتُ : يا رسول الله، إنى أكثر الصلاة عليك ، فكم أجعل لك من صلاتى ؟
قال : " ما شئت "
قلتُ : الربع ؟
قال : ما شئت، وإن زدت فهو خير لك.
قلتُ : النصف ؟
قال : ما شئت، وإن زدت فهو خير لك.
قلتُ : الثلثين ؟
قال : ما شئت، وإن زدت فهو خير لك.
قلت : أجعل لك صلاتى كلها ؟
قال : " إذن يكفيك الله ما أهمك من أمر دنياك وآخرتك" .
وفى لفظ : " إذن تُكفى همك، ويُغفر ذنبك " . صحيح الترغيب والترهيب (١٦٧٠) .
وفي الحديث تنبيهان :
١- سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن معناه فقال : " لأن من صلى على النبي - صلى الله عليه وسلم - صلاةً ، صلى الله عليه بها عشراً ، ومن صلى الله عليه : كفاه همّه ، وغفر له ذنبه . (جلاء الأفهام ، لابن القيم ، ص٧٩) .
٢- الحديث لا يعني منع الإنسان من الدعاء لنفسه مطلقاً ، والاقتصار على الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، فهذا مخالف لهديه العملي ، وإرشاده إلى الأدعية المتنوعة ، في الأحوال المختلفة ، كأدعية الصلاة ، والصباح والمساء ، والاستخارة ، ونحو ذلك .
قال علماء اللجنة الدائمة :
" هذا الحديث لا ينافي أن يدعو الإنسان ربه ويسأله أموره كلها بالأدعية المشروعة ، وأن يكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيجمع بين الأمرين " .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (١٥٩/٢٤) .
..........
قناة : (الفوائد العلمية) على التيليجرام
fwayd1
-
قال تعالى عن قصة موسى والخضر :
( فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئاً إمراً ) .
بادر موسى بالإنكار التهاباً وحمية للحق فقال :
( أخرقتها لتغرق أهلها ) ولم يقل ( لتغرقنا ) فنسي نفسه واشتغل بغيره في الحالة التي كل أحد فيها يقول : ( نفسي نفسي ) لا يلوي على مال ولا ولد ، وتلك حالة الغرق .
فسبحان من جبل أنبياءه وأصفياءه على نصح الخلق والشفقة عليهم والرأفة بهم ، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين .
حاشية الانتصاف فيما تضمّنه الكشاف للزمخشري ، ابن المنيّر الإسكندري ، ٧٣٤/٢ .
..........
قناة : (الفوائد العلمية) على التيليجرام
fwayd1