-
رد: موسوعة البديعيات
يا أَوحَدَ الخَلقِ يا مَن في فَرائِدِهِ = قَد حَصحَصَ الحَقُّ إِجمالاً عَلى الأمَمِ
أَنتَ الَّذي طَلَّقَ الدُنيا بِعِفَّتِهِ = وَما لَدَيهِ التِفاتٌ قَطُّ لِلعَدَمِ
يا مَن هُوَ الفاعِلُ المَرفوعُ مَرتَبَةً = أَنتَ المُرَجّى لِرَفعِ الكربِ وَالنِقَمِ
وَإِن أَتى الخَوفُ كنّا في شَفاعَتِهِ = وَمن غَوى فَهوَ هاديهِ إِلى اللَقَمِ
حَمى من النارِ يَومَ الحَشرِ أُمَّتَهُ = بُشرى لَنا قَد أَمِنّا حادِثَ الضَرَمِ
يا نَفسُ مَدحُك مَن عَمَّ الوَرى كَرَما == بِالفَضلِ حَقَّقَ ما أَمَّلتِ مِن كَرَمِ
أَنا المُقِرُّ بِتَقصيري وَبي أَلَمٌ = يا نَفسُ مِنكِ وَأَرجو فَضلَ مُحتَرَمِ
تَجريدُهُ كانَ عَن دنيا لآخرةٍ = وَفيهِ حُكمٌ أفادَ العَدلَ من حَكَمِ
من كَفِّهِ وَمُحَيّاهُ وَمن فَمِهِ = بَحرٌ وَبَدرٌ وَدُرٌّ زَكي القِيَمِ
يا قَلب ماذا التَمادي في هَواك وَيا = نَفس ارجعي فَالتَواني جالِبُ الأَضَمِ
ما الذَنبُ عِندي لِنَفسي في تَشاغُلِها = أَنتَ الَّذي ملتَ نَحو اللَهوِ فَاِستَقِمِ
لا روحَ في الحُبِّ تُهديها وَلا مُقَلٌ = فَليُسعِفِ الدَمعُ إِن لَم تَتَّعِظ بِفَمِ
عَمِّم خَطايا وَخَصِّص بِالمَديحِ لَهُ = تَفُز وَتَأمَن بهِ يا خائِفَ النَدَمِ
مَن لَو حَكى القَمَرانِ وَالكَواكِبُ ما = في وَجهِهِ غُلّبوا عَجزاً لِضَعفِهِم
تَجاهَل العارِفُ الداري بِدارتهِ = فَقالَ ذا الشَمسُ أَم ذا البَدرُ في العِظَمِ
فَقُلتُ نورُ الهدى تَبَّت يَدا بَشَرٍ = عَنهُ تَناأى وَعَن مَرأى الحَبيبِ عَمي
وَجَّهتُ وَجهي لِفَردٍ ظاهِرٍ عَلَمٍ = مُمَيَّزٍ سالِم الأَفعالِ وَالكَلمِ
يا مَن تَعَجَّبَ من أَنوارِ طَلعَتِهِ = ما أَحسَن البَدرَ في داجٍ من الظُلَمِ
قالوا حَوى الحِجرَ في أُسلوب حكمَتِهِ = فَقُلتُ مَرباهُ عِند البَيتِ وَالحَرَمِ
وَسائِلٍ عَن بَهيم حيثُ لاذَ بِهِ = فَقُلتُ أحياهُ في الدُنيا عَلى قَدَمِ
كَم آيَةٍ فيهِ تَصريحاً وَتَوريَةٍ = من الإلهِ مع التَجريدِ وَالهِمَمِ
في السَيرِ وَالخَيرِ هادٍ من جَلالَتِهِ = لِمَن يَضِلُّ عَنِ الإِرشادِ في اللقَمِ
يا باذِلَ العَينِ في وَصل الحَبيبِ لَقَد = أَحسَنتَ في الحُبِّ لَم تَبخَل وَلَم تَنَمِ
قُطوفُ رَوضَتِهِ الزَهراء دانِيَةٌ = تُرَشِّحُ الفَضلَ لِلجاني مِن الحَرَمِ
وَكَم بِهِ صارَ لِلجاني عَلى كِبَرٍ = عَفوٌ وَصَفحٌ عَن الزَلاتِ وَالجُرُمِ
نورٌ مبينٌ كَسا شَمسَ الضُحى شَرَفاً = بِهِ الغَزالَةُ تَعلو البَدرَ في الغَسَمِ
كَذا الغَزالَةُ مُذ لاذَت بهِ أَمِنَت = من صائِدٍ دار حَول الوَحشِ في الرَنَمِ
تَهَيّأت سُنَّةُ العُشّاقِ حَيثُ قَضَوا = فَرضاً من الحُبِّ بَعدَ النَدبِ وَالنَدَمِ
وَفي القِيامَةِ قُل تُحمى العُصاةُ بِهِ = إِن هاجَت النارُ مِن وَبلٍ وَمن ضَرَمِ
في القَلبِ وَالطَرفِ مِن أَحبابِه قَمرٌ = قَد حَلَّ في بُرج حُبٍّ غَيرَ مُنقَسِمِ
سَما عَلى الأَرضِ وَالأَفلاكِ في شَرَفٍ = كَالبَدرِ يَجلو صَدى التَوهيم في الظُلمِ
فَمَدحُه كَيفَ لا يَعلو وَفيهِ أَتى = مَدحُ الإِلهِ لَهُ في نون وَالقَلَمِ
وَفاقَ في الخَلقِ حَتّى أَنَّ خالِقَهُ = أَثنى عَلَيهِ مِن الإِعزازِ بِالعِظَمِ
إِنَّ الضَعيفَ المُعَمّى عَن زِيارَتِهِ = لِمَورِدِ البَحرِ يُعطى النَهر وَهوَ ظَمي
كَساجِدٍ يَخدم الباري بِدَمعَتِهِ = مُلازِمُ الخَمسِ يُعطى وَهو في عَدَمِ
تَوَسُّلي لإِلهي سِتَّةٌ فبِهِ = تَوَصُّلي لِلَّذي أَرجو من النِعَمِ
عَدُّ اسمِهِ أَربَعٌ إِن فاتَ واحِدُها = يَبقى بِهِ أَحَدُ الأَعدادِ في الكَلمِ
مُحَمَّدٌ هو نورُ اللَهِ أَرسَلَهُ = بِالحَقِّ في هَيكَل الإِنسانِ لِلأُمَمِ
يا داخِلاً بابَهُ نعم المجاز إِلى = بَحرِ الغِنى وَالمُنى وَاسأَل عَن الهِمَمِ
سَهلٌ شَديدٌ عَلى سِلمٍ وَفي حَرَبٍ = مِن مثله وَحَوى التَكميل في الشِيَمِ
وَالبَدرُ في حالَةِ التَتميم شُقَّ لَهُ = فَخراً وَمُعجزَةً في حالِك الظلَمِ
من كانَ مُختَرعاً جِنسَ البَديع له = فَذا مُحِبّ رَعا مَحبوبَهُ بِفَمِ
بَرٌّ بِنا بَحرُ فَضلٍ يا لَهُ عَجَبٌ = فَردٌ هو البَرُّ وَهو البَحرُ كَالعَلَمِ
بِمَذهَبٍ مِن كَلامِ اللَهِ خالِقِهِ = أَقامَ لِلشَرعِ رُكناً غَيرَ مُنهَدِمِ
لَو لَم يَكُن جودُهُ بَحراً لَما شَمَلَت = يَداهُ لِلخَلقِ في الوجدانِ وَالعَدَمِ
مِن حُسنِ تَعليلِهِم أَوصافَ سَيِّدِهِم = قالوا حكاها الحَيا فَاِعتاد بِالكَرَمِ
يَستَتبعُ الفَضلَ مِن لَفظٍ بِراحَتِهِ = لِلطالِبينَ فَيُغني من يَدٍ وَفَمِ
فَتى قُرَيشٍ إِمامُ العُربِ حَيثُ رَفوا = أَزكى النَبِيّين خيرُ الرسل كُلِّهم
لَهم أَيادٍ وَلكِن فضلُ خاتِمِهِم = قَد فاقَهُم وَهو عُنوانٌ لِخَتمِهِم
-
رد: موسوعة البديعيات
صَلّى وَسَلَّم رَبّي مَع مَلائِكة = عَلَيهِ مَع أُمَّةِ التَنزيلِ في الأُمَمِ
فازَ القَريبُ بِهِ فَوزاً وَنالَ هدى = وَحازَ بِالقُربِ تَرتيباً مع الخَدَمِ
في رُؤيَةٍ وَسَماعٍ وَالمَقال وَفي = ذاتٍ وَفي السَعي من فَرقٍ إِلى قَدَمِ
بَيني وَبَين الهَوى فيهِ مُراجعةٌ = قُلتُ اصطَبِر قالَ سَمعي عَنكَ في صَممِ
أَنتَ الَّذي قَصُرَت في الحُبِّ هِمَّتُهُ = نَعَم وَأَنتَ الَّذي قَد مِلتَ فاِستَقِمِ
يَستَطرِدُ الدَمعُ نومَ العَين في سَبَقٍ = مِن الغَرامِ نَحيل الشَوقِ وَالنعَمِ
في المَدح بالغ فَلَم تَبلُغ سِوى قِصَرٍ = عَن مَدح من هُوَ خَيرُ الخَلقِ كلّهم
وَلِلمَلائِك من تَبليغ حَضرَتِهِ = أَزكى السَلام الرضى من بارئِ النسَمِ
لَو رامَ أَن يغرقَ الدنيا وَساكِنَها = نَدي يَدَيهِ لأنجى شاكيَ العَدَمِ
غالي الصِفاتِ كَأَنَّ البَحرَ في يَدِهِ = يَجري وَلَو لَم يَمسَّ الماءَ من كَرَمِ
تَكادُ تَشهَدُ في الدُنيا لَهُ نُطَفٌ = بِالبَعثِ لِلخَلقِ من صُلبٍ وَمن رَحِمِ
كَم أَوغَلَت مَع بَناتِ النَعشِ هارِبَةً = مِنهُ العدى في الهَوى خَوفاً من النِقَمِ
وَكَم حَمى من حَبيبٍ في مُقابَلَةٍ = وَكَم رَمى من عَدُوٍّ طارَ كَالرَخَمِ
وَكانَ يُنكِرُ قَولَ الوَحشِ عَن بُعدٍ = فَصارَ يُعرَفُ فِعلَ الطَيرِ من أمَمِ
ما أَحسَنَ الصدق وَالإِحسان في بشرٍ = وَأَوحَشَ الكَذبَ وَالاضرارَ في الشِيَمِ
زَين الصِبا وَجَميلُ القَولِ داوَلَهُ = شَينُ المَشيبِ وَقُبح الفِعل وا نَدَمي
بُعدُ الحَبيبِ وَفَوتُ الوَصلِ أَوجَدَني = قُربَ العَدُوِّ وَنيلَ القَطعِ وَالعَدَمِ
فَاِرحَل وَجُد وَافتَرِق وَاصرِف وَصَلِّ وَقُم = وَانزِل وَخُذ وَاجتَمِع وَاجمَع وَصُم وَثمِ
قَد أَرسَلَ اللَهُ ذاتَ المُصطَفى مَثَلاً = فَصارَ أَشهرَ من نارٍ عَلى عَلَمِ
إِن قامَ أَقعد من يَرجو مُطابقَةً = أَو قال أسكتَ عَجزاً عَنهُ كُلَّ فَمِ
لا يظهرونَ أَعاديهِ عَلى فَرَجٍ = بَل يظهرونَ عَلى الخُسرانِ وَالنَدَمِ
كَم مَيِّتٍ هالِكٍ أَحيَته دَعوَتُهُ = وَكَم قَتيلٍ بِه قَد عاشَ في نِعَمِ
لا تَمدَحِ السُحبَ وَامدَح مَن أَنامِلُهُ = تغني عَن الغامِرَينِ البَحرِ وَالدِيَمِ
قَلَّت مَدائِحُ خَلقِ اللَهِ قاطِبَةً = إِلا مَدائِحُهُ جَلَّت مِن العِظَمِ
كَلامُهُ جامِعُ الخَيراتِ كَيفَ وَقَد = أُوتي جَوامِع فَضل اللَهِ في الكلِمِ
يُرعى النَظيرُ بِشَمس كانَ أَو قَمَرٍ = مِن نورِهِ مَع نَجمٍ في سُجودِهِم
مَلابِسُ الجودِ بِالتَفصيلِ منهُ لِمَن = عَرا من الضعفِ وَالأَيتامِ وَالحُرَمِ
إِيجابُ دَعوَتِهِ لِلخَيرِ يُجبِرُ مِن = كَسرٍ وَسَلبٍ وَلم يجبُر عَلى نَدَمِ
ما رُمتُ نَفيَ مَنامي في مَحَبَّتِهِ = إِلا وَفُزتُ بِإيجابٍ مِن النِعَمِ
ما كُنتُ أَقنَع بِالتَسليمِ مِن بُعُدٍ = وَلَو قَنعتُ فَما شَوقي بِمُنصَرمِ
لا خَيرَ يَشمَلُ من أنسا مَدائِحُهُ = إِن لَم يَكُن جاءَ في الإيضاحِ وَاللقَمِ
خَيرُ البَرِيَّةِ مَعناهُ وَصورَتُهُ = عَينُ المُساواةِ في عِزٍّ وَفي عِظَمِ
تَعديدُ أَفعالِهِ بِالجودِ زَيَّنَها = تَنزيهُ أَقوالِهِ عن لا وَلن وَلَمِ
لَهُ يَدٌ حَرَسَ اللَهُ الوُجودَ بِها = بَيضاءَ من غَيرِ سوءٍ غُرَّةَ الدُّهُمِ
يُصَرِّفُ القَولَ بِالمَعروفِ مِنهُ كَما = يُؤَلِّفُ اللَفظَ وَالمَعنى مِنَ الحِكَمِ
لَفظُ الكِتابِ وَلَفظُ الشارِع اِئتَلَفا = كَالشَمسِ وَالبَدرِ في صُبحٍ وَفي ظُلَمِ
تَأليفُ مَعنى بِمَعنى مِنهُ مُتَّضحٌ = كَالبَحرِ في العُربِ أَو كَالدُرِّ في العَجَمِ
يَدعو إِلى الخَيرِ بِالتكرارِ أُمَّتَهُ = وَيَأمُرُ الأَهلَ بِالمَعروفِ وَالهِمَمِ
الفائِضُ الكرم ابن الفائِض الكَرَمِ = ابن الفائِض الكرم ابن الفائِضِ الكرمِ
مُحمَّدٌ نَجلُ عبد اللّه صَفوَةُ شَي = بَةَ بن عمرو كرامٌ في اطِّرادِهِم
فَلا اعتِراض عَلى المُدّاح إِن عَجَزوا = إِنّي وَأَعجَزُ لَم أَبلُغ لِوَصفِهِم
قَد ألحق الجُزء بالكليِّ منحَصِراً = إِذ دينُهُ ناسِخُ الأديانِ في القِدَمِ
تَسهيمه في الأَعادي صائِبٌ أَبَداً = كَأَنَّ كُلاً عَلى الأَرصادِ حينَ رُمي
فَلا إِذا نَثَروا أَمراً بِمُنتَثر = وَلا إِذا نَظموا شَملا بِمُنتَظِمِ
مُوَشّحونَ بِطَعنٍ أَينَما ظَعَنوا = وَحَيثُ كانوا فَهُم في الناسِ كَالعَدَمِ
الجودُ وَالحُسن وَالخَيراتُ قَد جُمِعَت = فيهِ مَع اللُطفِ وَالإِحسانِ وَالهِمَمِ
وقَد تَقسم فيهِ الفَضلُ أَجمَعهُ = ذاتا وَمَعنى وَأَفعالاً مَع الكَلمِ
قالوا هُو البَدرُ وَالتَفريقُ بَينَهُما = البَدرُ يَكسف وَالمَحبوب لَم يُضمِ
-
رد: موسوعة البديعيات
أَفنى العدى فَلِقسمِ الفيءِ ما جَمَعوا = وَالنَفسُ لِلقَتلِ وَالأَبدانُ لِلرَّخَمِ
في ضِحكِهِ وَالبُكا يُبدي لِناظِرِهِ = كَاللُؤلُؤ الرَطب في حُزنٍ وَمُبتَسَمِ
وَالمالُ كَالماءِ في جَمعٍ يُفَرِّقُهُ = ذا لِلفَقيرِ وَذا يَجري لِكُلِّ ظمِ
جَمعٌ تَفَرَّقَ مع تَقسيمِ دَعوَتِهِ = مِنهُم شَقِيٌّ وَمِنهُم حامِدُ النِعَمِ
فَلِلشَقي جَحيمٌ غير راحمةٍ = وَلِلسَّعيد نَعيمٌ غَيرُ مُنصَرِمِ
جَمعٌ تَقسمَ مع جَمعٍ بِراحَتِهِ = ماءٌ جَرى أَنهراً كَالبَحرِ في القِسَمِ
تَسقي الغَمامَةُ قَطراً في مُشاكلَةٍ = إِذا سَقى النَقد لِلمُحتاجِ في العَدَمِ
يا وَيلَتا في عِتاب النَفسِ من كسلي = يا حَسرَتا في سَبيلِ اللَهِ لَم أَقُمِ
إِن عَزَّ بان الحمى فَالسَهلُ مُمتَنِعٌ = وَإِن دَنا الحَي فَالمُشتاقُ لَم يَنَمِ
ما بَينَ مُنسَجمٍ مني وَمُضطَرِمٍ = من الحشاشَةِ شَوقي غَيرُ مُنكَتِمِ
استَدرك النَفسَ كَي تَدنو وَقد قَربَت = عِندَ الملامِ وَلكِن من هوى نَدَمِ
في كُلِّ عُضو من المُشتاقِ ترجمةٌ = عن حالِهِ في اللَيالي وهو ذو أَلَمِ
ضَمَّنتُ شَوقي لِقَلبٍ أَستَعينُ بِهِ = عَلى الهَوى فَإِذا لَحمٌ عَلى وَضَمِ
لُمِ اللَيالي الَّتي أَخنَت عَلى جِدَتي = بِرقةِ الحالِ وَاعذُرني وَلا تَلُمِ
من اِستَعانَ بِغَيرِ اللَهِ في طَلَبٍ = فَإِنَّ ناصِرَهُ عَجزٌ وَلَم يَدُمِ
نَسَجت ثَوبَ الهَوى سِرّاً فَأظَهرهُ = ضَيفٌ أَلَمَّ بِرَأسي غَيرُ مُحتَشِمِ
عَصى عَلَيَّ فَما وَقَّرتُ حُرمَتَهُ = وَالسَيفُ أَحسَنُ فِعلاً مِنهُ بِاللِمَمِ
ذُخري شَفيعُ الوَرى من حَجَّ مُعتَمِراً = فَحقَّ قَولُ حَبيبٍ فيهِ في القِدَمِ
لَو يَعلَمُ الرُكنُ مَن قَد جاءَ يَلثِمُهُ = لَحَنَّ يَلثِمُ مِنهُ مَوطِئَ القَدَمِ
قَد أَودَعَ اللَهُ فيضاً في أَنامِله = لَو صابَ تُرباً لأَحيا سالِفَ الأُمَمِ
وَالمُستَعيرونَ أَرباباً لَهُم تُركوا = يَموجُ بَعضُهُم قبحاً بِبَعضِهِم
ذَلُّوا وَأَصنامُهُم خَرَّت لِمَظهَرِهِ = وَأهلِكوا بِلَظى ريح من العُقُمِ
كَم باطِلٍ عِندَهُم وَالحَق يَدمَغُهُ = في السِرِّ وَالجَهر بِالأَفعالِ وَالكَلِمِ
وَنارُ فارِسَ لَمّا أَن بَغَت خَمِدَت = بِسِرِّهِ وَتَرامي عابِد الصَنَمِ
وَالخَيرُ أَضرَبَ عَن كِسرى فَحلَّ بِه = كَسرٌ فَوا عَجَباً مِن ضعفِ عَقلِهِم
بِالهَمزِ وَالحاءِ قَد شُقَّت مَرائِرُهُم = وَالميمُ وَالدال مَعنى عِندَ قَصرِهِم
أَصحابه لاقتِباس الفَضل مِنهُ غَدَوا = مِثلَ النُجومِ وَأَهل الشرك لَم تَدُمِ
فَأَصبَحوا لا تَرى إِلا مَساكِنَهُم = وَهكَذا كُلُّ من يُعزى لِرَفضِهِم
يا سادَةً علمُهُم صَيدٌ وَمن عَجَبٍ = جَواز تَقييده لِلنّاسِ في الحَرَمِ
وَالنَجم ما ضَلَّ بَدرُ الحَيِّ صاحِبُكُم = وَما غَوى وَكَفاكُم أَوفَر القَسَمِ
بِالفَتحِ قَد عُقِدَت آياتُه فَحَوى = نَصراً عَزيزاً وَغُفراناً مع النِعَمِ
في قَولِهِ إِنَّما الأَعمالُ فائِدَةٌ = يَحوزُها العَبدُ بِالنِيّاتِ في الكَلمِ
وَفي مَقالِ عَلِيٍّ بَعدَهُ أَثَرٌ = ما لابنِ آدمَ وَالفَخرَ اعتبرتَهِم
الظُلمُ مِن شَهواتِ النَفسِ إِن بَعُدت = عَنهُ فَذاكَ لأَمر فيه مِن حِكَمِ
كُل الوَرى ساعَدوني في محبَّتِهِم = إِلا العَذول الَّذي اِستَثنى لِبَعضِهِم
قالوا كَلام العدى قَولٌ بِموجِبِهِ = يَضُرُّ قُلتُ عَذولي في مَديحِهِم
يحكي الهَواءَ مَديدُ العَذلِ في أذني = فَاقصر حَماني الهَوى عَن ذلِكَ النَغَمِ
زِدني هَوىً فَبِما عينيَّ جارِيَةٌ = قَد رَخَّمَت دَمعَ عَبدِ الحُبِّ بِالعَنَمِ
تَهكُّمي بِك يا مَن ذَلَّ قُلتُ لَهُ = ذُق انَّكَ اليَوم ذو عِزٍّ وَذو كَرَمِ
واربتَ بِالعَذلِ ضاءَ القَولُ مِنكَ فيا = أَحمى الوَرى أَنت عِندي مِن أَخصِّهِم
فَاِعطِف شُهِرتَ بِفِعلِ العَفوِ مُحتَكِماً = بشراك هَذا مقام القَلبِ من سُدُمِ
في مَعرِضِ المَدحِ يُهجى الموذيان هُما = كَالبانِ في البَرِّ أَو في البَحرِ كَاللَخَمِ
إِبليسُ وَالنَفسُ لِلإِنسانِ ما برِحا = في أَسوأ الحال بِالتَوليدِ فَاِستَقِمِ
تُب لِلإِله وَطب نَفساً بِأَنعُمِهِم = وَالمَح فَفي التَوبَة اِستِظهارُ فَضلِهِم
لَئِن تَخَيَّلتَ أَن تَغنَى بِغَيرِهِم = عَن خَيرِهِم فَقَدِ اِستَسمَنتَ ذا وَرَمِ
كَم شامتٍ بِك في يَوم المعادِ فَذُق = ما قَد كَنَزتَ فَهذا موجِبُ النِقَمِ
يُرادُ جد بِهَزلٍ من ملامِكَ لي = دَع عَنكَ ذا كَيفَ أَكل اللَحمِ بِالضَرَمِ
أُسلوبُ أَحمَق أَحياهُ فَقالَ أَنا = أحيي الأَسى وَأميتُ القَلبَ بِالسَّدَمِ
لَهُم مَنازِلُ قِف وَاِنشد بِها لَكَ يا = مَنازِل الأَمن مِن تَعريض مُنثَلِمِ
وَإِن أَتاهُم قَوِيٌّ مَع ضَعيف يَدٍ = عادا سواءً فَلا إِبهامَ في الدِّيمِ
-
رد: موسوعة البديعيات
بادِر قُبَيلَ تَصاريف العُمَيرِإِلى = عُرَيب نَجدٍ وَصَغِّر من ضُدَيدهِم
خُضرُ الحمى حمرُ بيضٍ سودُمعتَركٍ = في الزُّرقِ بِالسُّمر دبّج أَوبِصُفرِهِم
لا أَبتَغي بَدَلاً عَن حُبِّهِمأَبَداً = وَلَيسَ قَصدي سوى المَسعىلِحَيِّهِم
في جَمعِ مُختَلف منهُموَمُؤتَلفٍ = تَبدو سِيادَتُهُ مَع عُظمِفَضلِهِم
البِرُّ وَالعَدلُ وَالإِحسانُيَعرِفُهُم = في الاحتِذاءِ وَفي الأَحكامِوَالحِكَمِ
في العَزمِ وَالعَهدِ وَالإِيثار مَعنَسبٍ = وَفي التَخَيُّرِ كُلٌّ ثابِتُالرَحِمِ
أَطاعَني دَمعُ عَيني وَالمَنامُعصى = وَقامَ عُذري وَعزمُ السَعي لَميَقُمِ
وَما اِكتَفى الشَوقُ ضَعف الجِسمِ مِنهُ إِذا = حَتّى غَدا يَنحَلُ الأَعضاء وَهوكَمي
أَخا جَميلَين جُد إِن الكِرامإِذا = يا مَن بذاتٍ وَوَصف لاحَ فيهجَمي
يا ناسِخَ البُعد بَشِّرني وَخُذحَدَقي = إِن كُنتَ جِئتَ بِبُشرى مندُنُوِّهِم
قَد اِنتَحَلتُ وَلَولا أَنَّ ليأَمَلاً = بِوَصلِ بَدرٍ ثَوى كَاللَيثِ فيالأَجَمِ
حامَ الحمامُ لَهُ وَالعَنكَبوتُعلا = عَنهُ اختِياراً وَكانَت قَبلُ لَمتَحُمِ
وَأُمُّ مَعبَدَ دَرَّت شاتُهالَبَناً = إِذ مَسَّها وَهيَ ذاتُ السَلخِ فيالغَنَمِ
كَأَنَّ مالَ اِبن عَبدِ اللّهِمُغتَرَفٌ = لِلمُستَحِقّينَ من طفل إِلىهرمِ
قَد أَورَدَ اللَهُ فيهِ الحُسنأَجمَعَهُ = فَكانَ أَحسَن خَلقِ اللَهِكُلِّهِم
بَدرٌ إِذا اعتَمَّ تَمَّ البَدرُ فيشَرَفٍ = مُقارِنَ السَعدِ لَم يَبرَح عَلىعَلَمِ
وَزادَهُ بَسطَةً مَولاهُ فاقَبِها = في العِلمِ وَالجِسمِ وَالأَحكامِوَالحِكَمِ
مَعنى الصَحابَةِ وَالأَعداءَمُختلفٌ = في الوَردِ لَيسَ البُزاةُ الشُهبُكَالرَخَمِ
تَمثيلُهُم جاءَ كَالأَنعامِ مُذغَفلوا = بَل هُم أَضَلُّ مِن الأَنعامِوَالبُهُمِ
قَومٌ يَروا ما بَدا مِنهُملِضارِبِهِم = أَشَقَّ من رُؤيَةِ الرائيلِمَسخِهِم
ما لِلصَحابَةِ مِن نِدٍّ يُطاعُوَقَد = نَفاهُ إيجابُهُ عَنهُملِبُغضِهِم
أَبدى مُناقَضَةً وَقَد يَشُبُّإِذا = شابَ الغُرابُ بِهِ مَيلٌ إِلىنَعَمِ
فَالمَح بِعَينِكَ ثُمَّ اسمَح بِهاكَرَماً = وَاِستَخدمِ العَيشَ في الدُنيابِخَيرِهِم
كَالبَدرِ في جودةِ التَشبيهِمُرتَفِعاً = وَصَحبُهُ كَنُجومِ الأُفقِ فيالظُلَمِ
محمد وَأَبو بَكر وَقُل عمرٌ = عُثمانُ ثُمَّ عَلِيٌّ فُسِّرَتبِهِم
صِدقٌ وَصِدّيق الفاروقثالِثُهُم = ثُمَّ الشَهيدُ اِتِّساعاً ثُمَّ ذوالكَرَمِ
نالَ الرَدى من غَدا بِالنَقصِيذكرهم = كَالكَلبِ يَعوي فَيحوي ذِلَّةَالنِقَمِ
قَومٌ لَهُم أَدَواتٌ غَيرُمُمكِنَةٍ = لِغَيرِهِم وَهُم الوافونَ فيالقِسَمِ
عُربٌ كِرامٌ لَهُم بِالمُصطَفىشَرَفٌ = فَيفضلوا العُربَ فَضل العُربِلِلعَجَمِ
كَالبَحرِ أَحمَدُ وَالأَصحابُ فيكَرَمٍ = كَالغَيثِ وَالكُلُّ مِثلُ الدَهرِ فيالهِمَمِ
كَأَنَّما الحَربُ عيدُ النَحرِعِندَهُمُ = فَذَبحُهُم في العدى كَالذَبحِ فيالغَنَمِ
إمامُهُم في مَعالي الفَضلِأَحمَدُهُم = كَم هَدَّ مِن جَبَلٍ في الحَربِكَالأَكَمِ
وَصَيَّرَ العَقلَ فيها كَالجُنونِبِها = مِن فِعل كَفِّ تُراب من أصيبَعَمي
رَمى بِعَزمٍ لَهُ كَالنارِ فيحَطبٍ = فَلَم يَذر مِنهُم من لا وَهىوَرُمي
في كَفِّهِ سَيفُ نَصرٍ كَالمنيةفي = قَطعِ الأَماني عَن الأَبدانوَالقِمَمِ
لِلَّهِ من بَشَرٍ في حَربِهِأَسَدٌ = لكِنَّهُ فاقَهُ قَدراً وَعِطرَفَمِ
فَوَجهُهُ في السَما كَالبَدرِ فيأُفقٍ = وَذاتُهُ بَينَ أَهلِ الأَرضِكَالعَلَمِ
أَقوالُ أَعدائِه زورٌ يَلوحُ كَما = أَعمالُهُم كَسَراب من أتاهُظَمي
لَهُم من اللَيلِ مَعنى لاحَ فيصُوَرٍ = سَوداءَ قَد كُسِيَت من حالِكٍدَهِمِ
فَدع لِسانَيكَ مَع وَجهَيكَ فيعذلي = فَعاذِلي وَالهَوى كَالسَيفِوَالجَلَمِ
إِنَّ العَواذِلَ من أَهلِ النِفاقِكَمن = استَوقَدَ النارَ لكن باتَ فيظُلَمِ
فَاِجهَر بِحُبِّ مَليحٍ مُفرَدٍعَلَمِ = بادٍ كإِنسانِ عين الدهر فيالأُمَمِ
وَلُذ بِهِ وَاِستَزِد مِنهُ فَإِنَّلَهُ = قَلباً كَبَحرٍ جَرى بِالعلمِوَالحِكَمِ
مُحَمَّدُ الأَصل بَدرٌ في كَواكِبِه = مُفَرَّعٌ عَنهُ أَصحابٌ ذَوو رَحِمِ
مُحَمَّدُ الأَصل بَدرٌ في كَواكِبِه = قَدِّم بِذِكرِ أَبي بَكرٍ عَتيقِهِم
مُحَمَّدُ الأَصل بَدرٌ في كَواكِبِه = فَاثني عَلى عُمَرَ الثاني لِعَدِّهِم
مُحَمَّدُ الأَصل بَدرٌ في كَواكِبِه = أَكرِم بِثالِثِهِم عُثمانَ ذي النِعَمِ
مُحَمَّدُ الأَصل بَدرٌ في كَواكِبِه = فَاِشكُر لِرابِعِم عَدّاً عَليِّهِم
مُحَمَّدُ الأَصل بَدرٌ في كَواكِبِه = فَطَلحة خامِسٌ إِيفاءَ نِصفهِم
مُحَمَّدُ الأَصل بَدرٌ في كَواكِبِه = فَسادِس الصحب يَأتي في زُبَيرِهِم
مُحَمَّدُ الأَصل بَدرٌ في كَواكِبِه = فَسابِعُ الزُهرِ يَبدو عِندَ سَعدِهِم
مُحَمَّدُ الأَصل بَدرٌ في كَواكِبِه = فَثامِنُ الغُرِّ آتٍ في سَعيدهم
مُحَمَّدُ الأَصل بَدرٌ في كَواكِبِه = فَتاسِع القَوم بادٍ في ابن عوفِهِم
مُحَمَّدُ الأَصل بَدرٌ في كَواكِبِه = فَعامِرٌ عاشِرٌ وافى لِخَتمِهِم
ما أَفخَر الدرّ مع تَفريعِهِم أَبَداً = يَوماً بِأَزهَرَ مِن تَرتيبِ ذِكرِهِم
-
رد: موسوعة البديعيات
ما أَقبَحَ العَيش يَمضي فيمُغايَرَةٍ = ما أَحسَن العَيش عِندي تَحتَظِلِّهِم
إِن رُمتَ في مَعرضِ الذمِّ المَديحَفَقُل = لا عَيبَ فيهِم سِوى الإِيثار في العَدَمِ
إِنَّ المُفَرَّغَ عَقدٌ لَيسَيَحفَظُهُ = لَيثٌ سِوى أنَّهُ غَيثٌلِمُغتَنِمِ
مُهَذَّبٌ يَألَفُ التَأديبَ حَيثُبَدا = حَتّى غَدا عَلَماً ناهيكَ منعَلَمِ
قَد اِصطَفاهُ إِله العَرشِ منعَرَبٍ = سادوا بِنَوعٍ عَلى أَبناءِ جِنسِهِم
تُروى أَحاديثُهُ فينامُعَنعَنَةً = عَن الحَيا عَن أَياديهِ عَنالكَرَمِ
سَل الكَتائِبَ عَن أَحوالِسيرَتِهِ = تَلقَ العَجائِبَ في إِيجازِكُتبِهِم
قَد أَعجَزَ الخَلقَ أُميٌّ بِهِعُرِفَت = كُلُّ العُلوم وَلم يَلزَم عَلىقَلَمِ
وَأَمَّنَت حائِطُ العَباس حينَدَعا = وَاسكُفَّةٌ بِاِرتِجالِ النُطقِ دونَفَمِ
نَزِّه لِحاظَكَ في عَلياءحَضرَتِهِ = وَعن سِواها فَفيها سَيِّدُالأُمُمِ
لَيسَ الغَزالَةُ لَمّا سَلَّمتأَدباً = عَلَيهِ كَالجدي في التَشريكِفَاِحتَكِمِ
تَنازَعا مَعنيا بَدرٍ بَداوَقَضى = مُوَفَّقاً فَهو في الحالَين فيحَرَمِ
يَفوحُ يَطعنُ في الأَعداءِمادِحُهُ = وَمطربٌ فَهو عودٌ ظاهِرُالقِسَمِ
كَم لَفَّ شَملاً وَكم صوماً طَوىوَبذا = أَصحابُه كَم رَوَوا عَن طيبِنَشرِهِم
حَمدي ثَنائي سُروري مُنيَتيشُغلي = لَهُم عَلَيهِم بِهِم في بابِهِمخِدَمي
طيبي طَبيبي مَذهَبيحَسَبي = هُمُ بِهِم فيهِم مِنهُمبِتُربِهِم
فَحلَّ عِقدكَ لَيسَ القَولُيَمدَحُهُم = وَإِنَّما القَولُ مَمدوحٌ بِذِكرِهِم
أَرجو بِهِم مَخلَصاً مِن زِلَّتيفَبِهِم = حُسنُ التَخَلُّصِ لِلشاكي مِنالأَلَمِ
ها قَد شهرتُ لِساني بِالمَديحِلَهُم = كَالسَيفِ عِندَ اِنتِباهٍ غَيرِمُنثَلمِ
أَرومُ تَعليقَ شانيهم إِذامُدِحوا = فَقد عَصى قائِلاً في أَهلِمَدحِهِم
هَذي عَصايَ التي فيها مَآرِبُلي = وَقد أَهشُّ بِها طَوراً عَلىغَنمي
إِن ألقِها تَتَلَقَّف كُلَّماصَنَعوا = إِذا أَتَيتُ بِسِحرٍ مِنكَلامِهِم
ما بَينَ سَيفٍ وَطرفٍ منمناسبَةٍ = إِنَّ العَصا في الثَرى وَالسَيف فيالقِمَمِ
أَما رَأَيت النَدى مِنهُملِسائِلِهِم = أَما سَمِعت الهدى في الفِعلِوَالكَلِمِ
أَتاكَ عِقدٌ بَديعٌ بِالمَحاسِن في = مَدح الشَفيعِ الَّذي بِالمَكرُماتسُمي
أَبياته الغُرُّ لِلراجينَجامِعَةٌ = مِن المئين أَربعاً في عَدِّعِقدِهِم
في لَيلَة النِصف مِن شَعبان قَدنَجِزَت = فَوافَقَت عام حَضٍّ منسنيِّهِم
فاقَت فُنوناً وَأَنواعاً أعِنتُبِها = مِن فَتح مكَّة عِندَ البَيتِوَالحَرَمِ
حَوَت غَريب المَعاني فَهيَنادِرَةٌ = رَضيعُها عَن سَناها غَيرُمُنفَطِمِ
تَشابَهَ الحُسنُ في أَطرافِهافَلَها = فَخرٌ بِحُسنِ اِمتِداح عِندَ كل فَمِ
فَمي حَواها وَرَبُّ العرسيَحفَظُها = مِن جاهِلٍ حاسِدٍ أَوعالِمٍخَصِمِ
يا رَبِّ سَهَّلتَها فاقصِممُعانِدَها = بِغَيرِ حَقٍّ وَمن يَدعوكَ لَميُضَمِ
أَقَمتُها في مَقامِ الذَّيلِ مِنأَدَبٍ = مَع بردةِ المُصطَفى وَالفَضلُلِلقُدُمِ
يا صاحِ إِنّي وَإِن أَطنَبتُمُعتَذِرٌ = عَن فَضلِ ناظِمِها بِالعُشرِ لَمأَقُمِ
قَوِّمهُ أَلفاً مَعَ التَوجيهِ فيلُغَةٍ = وَاحسِب سِواهُ بِرُبعِ الشَخصِ أَوفَنَمِ
جَعَلتُها لي ذُخراً في المعادِغَداً = كنايَةً عَن ضَميري عِندَمُستَلمي
وَما اِستَعَرتُ لَها ثَوباً يَليقُسوى = مَنسوجِ مَدحِ المَليحِ المُفرَدِالعَلَمِ
أَضمَرتُ حالي وَآماليمُحَقِّقَةٌ = بِأَنَّ ما لي سوى المَبعوثِلِلأُمَمِ
لَعلَّ أَنجو بِما أَرجو وَيَشفَعلي = في مَوقِفٍ بِجَميع الخَلقِمُزدَحمِ
لَيتَ المُفَرِّط لَم يُخلَق فَماحَصَلَت = مِنهُ الأَماني عَلى شَيءٍ سوىالنَدَمِ
حُسنُ البَيانِ لِمَن عَنهُ المُرادُخَفى = وَالرَبُّ أَدرى بِحالِ السائِلِالعَدِمِ
هُوَ الغَنِيُّ وَلَو أَحسَنتُ فيطَلَبي = بِعِلمِه عَن بَياني عِندَهُبِفَمي
لَولا العَظيمُ عَلى اللَهِالعَظيمِ = ذَنبي العَظيم جرا التَرديدُ فيعَدَمي
أَدمَجتُ شَكوايَ في مَدحي لَهُ لِيَرى = في حالِ مُحتَسبٍ بِاللَهِمُعتَصِمِ
أَرجو بِحُسنِ اتباعي راحَتَيهِ وَقَد = أَهديتُ من صَدَفي دُرّاً منالكَلِمِ
فَإِن قبِلتُ عَلى شَرطي فَياشَرَفي = وَإِن حرمتُ الجَزا يا زلَّةَالقَدَمِ
حاشاكَ حاشاكَ يا خَير البَرِيَّةِمِن = رَدِّي وَإِن كُنتُ ذا ذَنبٍ وَذاجُرَمِ
يا سَيِّداً نالَ تَمكيناًوَتَوسِعَةً = مِن الغِنى وَالمُنى في الحلِّ وَالحَرَمِ
حِكايَتي في الوَرى شاعَت بِذِكرِكَلي = وَجُدتَ لي بِيَدٍ بَيضاءَ فيالحُلُمِ
ليَ البشارَةُ يا مَن فيإِشارَتِهِ = خَيرٌ عَظيمٌ لِراجي فَضلِهِالعَمِمِ
أَردَفتُ جَبري بِإِخلاصي وَليأَمَلٌ = بِعِتقِ شَيبَتي الغَبراءَ فياللِّمَمِ
لأَنَّني خادِمُ الآثار لينَسَبٌ = أَرجو بِهِ رَحمَةَ المَخدومِلِلخَدَمِ
أَعَزُّ أَكملُ مَن يَبدوبِطَلعَتِهِ = أَبَرُّ أَفضَلُ من يَسعى عَلىقَدَمِ
مَن كانَ مَولاهُ في القُرآنِمادِحُهُ = فَالعُذرُ مِنّي مَبسوطٌ وَلَم أُلَمِ
كُلُّ المَدائِحِ وَالمُداحِ في قِصَرٍ = وَلَو أَطالوا لمالوا نَحوَعَجزِهِم
لا أَختَشي مقطَعا فَالفَضلمُتَّصِلٌ = بِمَدحِ أَحمدَ في نَثرٍوَمُنتَظَمِ
صَلّى وَسَلَّم رَبّي دائِماًأَبَداً = عَلَيهِ في المُبتَدا مَع حُسنِمُختَتمي