رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
عن طارق بن عبد الرحمن، قال: "سمعت ابن أبي أوفى - رضي الله عنه - يسأل عن الرجل يستقرض ويحج، قال: "يسترزق الله ولا يستقرض"، قال: "وكنا نقول: "لا يستقرض إلا أن يكون له وفاء".
رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (4/544)، وصحح إسناده الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة" (13/329).
عن على بن زيد أن سعيد بن المسيب قال له: "إني أرى ناسا من قومك يستدينون فيحجون ويعتمرون ثم يموتون ولا يقضى عنهم، ولجمعة أحب إلي من حج أو عمرة تطوعا".
رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (7/128)، وسنده حسن كما في "العتيق" (17/155).
وقال الشيخ عبد الرحمن المعلمي في "الفوائد اللغوية" معلقا:
"لم يرد سعيد - والله أعلم - أن الجمعة أفضل من الحج والعمرة تطوعا مطلقا، بل من الحج والعمرة اللذين يستدان لهما، كما يدل عليه السياق".
من "آثار المعلمي" (24/451).
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
قال الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" (4/6):
"قال الإمام أبو محمد بن أبي جمرة في "شرح البخاري" له، لما ذكر قوما من العلماء يغلطون في أمور كثيرة، قال:
"ومنهم من يرى بمطالعة "كتاب الزمخشري"، ويؤثره على غيره من السادة، كابن عطية، ويسمي كتابه "الكشاف" تعظيما له.
قال: "والناظر في "الكشاف" إن كان عارفا بدسائسه، فلا يحل له أن ينظر فيه، لأنه لا يأمن الغفلة، فتسبق إليه تلك الدسائس وهو لا يشعر، أو يحمل الجهال بنظره فيه على تعظيمه.
وأيضا فهو يقدم مرجوحا على راجح المقالة أن المألف من أن يصير سواسا للمعتزلي، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقولوا لمنافق: سيد، فإن ذلك يسخط الله".
وإن كان غير عارف بدسائسه فلا يحل له النظر فيه، لأن تلك الدسائس تسبق إليه وهو لا يشعر، فيصير معتزليا، مرجئا".
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
احذر أيها المسلم هذا النوع من الغدر بأهل العلم
عن عامر الشعبي قال: "أتى قوم زيد بن ثابت - رضي الله عنه - فسألوه عن أشياء، فأخبرهم بها، فكتبوها.
ثم قالوا: "لو أخبرناه".
قال: فأتوه، فأخبروه، فقال: "أغدرا؟! لعل كل شيء حدثتكم به خطأ! إنما أجتهد لكم رأيي".
أخرجه ابن حزم في "الصادع" (317)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (2069)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (19/329).
قال ابن حزم: "هذا سند جيد"، وصححه علامة صالح الفلاني في "إيقاظ همم أولي الأبصار" (ص 138).
وقال الشيخ حسن بن حامد السلفي في مقالته "الغدر" معلقا:
"ومن فوائد هذا الأثر أن من كتب عن شيخ شيئا من رأيه فعليه ان يستأذنه في ذلك قبل كتابته، لأن الرأي قد يخطئ، فلا يجعل خطأ الرأي سنة للامة. وان من كتب دون استئذان ومعرفة الشيخ فقد غدر به وما أقبح الغدر! ومثل ذلك - وقد يكون أسوأ منه - ما يقوم به بعض الناس وقد يكونون منتسبين الي السلفية: من تسجيل كلام بعض العلماء أو طلبة العلم أو غيرهم من غير معرفتهم وبحيل وأساليب ملتوية وتخف، بل قد يكونون باحثين عن عثراتهم، ثم يشيعون وينشرون هذه التسجيلات، ويثيرون بها فتنا، وما أكثر الفتن في أوساط السلفيين. والله المستعان".
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
عن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
"اذكر الموت في صلاتك، فإن الرجل إذا ذكر الموت في صلاته لحري أن يحسن صلاته، وصل صلاة رجل لا يظن أنه يصلي صلاة غيرها، و إياك و كل أمر يعتذر منه".
وحسنه ابن حجر في "الغرائب الملتقطة" (1/424) والألباني في "صحيح الجامع" (849).
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
قال الوليد بن مسلم: "سألت عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن قول الله - عز وجل -: {والمستغفرين بالأسحار} (آل عمران: 17).
قال: حدثني سليمان بن موسى قال، حدثنا نافع: "أن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - كان يحيي الليل صلاة، ثم يقول: "يا نافع، أسحرنا؟"
فنقول: "لا"، فيعاود الصلاة.
فإذا قلت: "نعم"، قعد يستغفر الله، ويدعوه حتى يصبح".
رواه الطبري في "تفسيره" (6/266)، وابن المنذر في "تفسيره" (297)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (3302).
وجود إسناده الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (4/160).
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الشركسي
عن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
"اذكر الموت في صلاتك، فإن الرجل إذا ذكر الموت في صلاته لحري أن يحسن صلاته، وصل صلاة رجل لا يظن أنه يصلي صلاة غيرها، و إياك و كل أمر يعتذر منه".
وحسنه ابن حجر في "الغرائب الملتقطة" (1/424) والألباني في "صحيح الجامع" (849).
قلتُ: تحسين الحافظ رحمه الله لأجل الاختلاف الحاصل عنده في شبيب بن بشر، لكن فاته جرح أحد الجهابذة فيه.
فقد ليَّنَهُ أبو حاتم، وقال: "لين الحديث، حديثُه حديث الشيوخ".
وذكره ابنُ حبان في "الثقات" وقال: "يخطئُ كثيرًا". وضعفه ابنُ الجوزي.
ووثَّقه: ابنُ معين، وذكره ابنُ شاهين وابنُ خلفون في كتابيهما الثقات.
قلتُ: توثيق ابن معين فيه نظر بقوله وقول النسائي: "شبيب لم يرو عنه غير أبي عاصم". اهـ.
ومن تعقبهما بأنه ورى عنه أحمد بن بشير الكوفي، وإسرائيل بن يونس، وسعيد بن سالم القداح، وعبد الله بن حكيم الداهري، وعنبسة بن عبد الرحمن.
قلتُ: فهؤلاء متكلم في حفظهم، ومنهم المتروك والمتهم، غير أن إسرائيل - وإن كان ثقة - لم تثبت روايته عن شبيب بن بشر كما أشار البخاري.
وقال الإمام محمد بن إٍسماعيل البخاري: " وشبيب بن بشر منكر الحديث ". اهـ. ترتيب علل الترمذي الكبير (ص: 392).
فهذا توهين شديد من البخاري لشبيب بن بشر، وأيضا لا يتابع على أحاديثه عن أنس إلا ممن هو دونه.
وضعف الترمذي أحاديث شبيب بن بشر في كتابه الجامع.
فعليه لا يصح حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
والله أعلم.
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي
فعليه لا يصح حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
يعني بعبارة أخرى نقول: حسنه الحافظ ابن حجر والشيخ الألباني وغيرهما، ولكن ضعفه بيومي؟)
يا أخي، قد أقر السخاوي في "المقاصد الحسنة" (1/138) شيخه أيضا في تحسينه.
وقال نجم الدين الغزي في "إتقان ما يحسن من الأخبار الدائرة على الألسن" (1/174): "وسنده حسن كما قال ابن حجر".
وقال السيوطي في "الفتح الكبير" (1/153): "وحسنه الحافظ بن حجر، وهو نادر في مفاريد مسند الفردوس، فإن أكثرها ضعاف".
وقال الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (3/408): "هذا الإسناد غير بعيد على التحسين، فإن رجاله ثقات غير شبيب ابن بشر، وهو مختلف فيه، قال ابن معين: ثقة".
أخي العزيز، أنت لا زلت في مذهبك القديم في إختيار أسوأ ما قيل في الراوي )
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي
قلتُ: تحسين الحافظ رحمه الله لأجل الاختلاف الحاصل عنده في شبيب بن بشر، لكن فاته جرح أحد الجهابذة فيه.
لم يفته هذا الجرح، فالحافظ نفسه قال في "التهذيب" (4/306):
"قال الدوري عن ابن معين: ثقة. قال: ولم يرو عنه غير أبي عاصم، وقال أبو حاتم: لين الحديث حديثه حديث الشيوخ".
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي
قلتُ: توثيق ابن معين فيه نظر بقوله وقول النسائي: "شبيب لم يرو عنه غير أبي عاصم". اهـ.
الأمر بالعكس أخي، ممن روى عنه أيضا الضحاك بن مخلد، وهو الذي يروى عنه هذا الحديث.
قال البخاري في "التاريخ الكبير" (5/376): "شبيب بن بشر البجلي. عن أنس، وعكرمة. روى عنه الضحاك بن مخلد".
يا أخي، رجح غير واحد من الحفاظ توثيق الإمام ابن معين لشبيب رغم أن غيره ضعفه.
قال الإمام ابن شاهين في "تاريخ أسماء الثقات" (ص. 166): "شبيب بن بشر ثقة قاله يحيى".
وقال الإمام ابن منده في "التوحيد" (3/77): "يحيى بن معين يقول: شبيب بن بشر ثقة".
وقال الحافظ ابن رجب في "نزهة الأسماع في مسألة السماع" (ص. 12): "وشبيب وثقه ابن معين وغيره".
وقال الحافظ ابن الملقن في "البدر المنير" (8/699): "حديث أنس بن مالك قال: "لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الخمر عشرة: عاصرها ومعتصرها، وشاربها، وحاملها والمحمولة إليه، وساقيها، وبائعها، وآكل ثمنها، والمشتري لها والمشتراة له". رواه الترمذي، واللفظ له، وابن ماجه بنحوه، قال الترمذي: "هذا حديث غريب". قال ابن القطان: "وإنما لم يصححه لأن في إسناده شبيب بن بشر ولم تثبت عدالته، وقال فيه أبو حاتم: لين الحديث". قلت: "لكن وثقه ابن معين، فينبغي إذن تصحيحه".
وعن ابن عباس: {وتقلبك في الساجدين} [الشعراء: 219] قال: "من صلب نبي إلى صلب نبي حتى صرت نبيا".
وقال الحافظ الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/86): "رواه البزار والطبراني، ورجالهما رجال الصحيح غير شبيب بن بشر وهو ثقة".
وقال الهيثمي أيضا عن شبيب في "مجمع الزوائد" (5/270): "هو ثقة وفيه ضعف".
والحافظ ابن حجر قال في شبيب: "صدوق يخطيء" وحسن كثيرا من أحاديثه في "مختصر زوائد مسند البزار".
وعده غير واحد من الحفاظ من الثقات، وحسن حديثه، منهم: المنذري، والعراقي، والبوصيري، والمناوي، والشوكاني، وغيرهم.
والشيخ الألباني كان يميل أولا إلى تضعيف شبيب، ولكن ثم قال عنه كما في "السلسلة الضعيفة" (14/275):
"وشبيب بن بشر: مختلف فيه، وقد أشار إلى ذلك المنذري (2/172)، والراجح فيه أنه حسن الحديث، إلا أن يخالف".
وقال الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1/689): "في شبيب كلام لا يضر".
وقال الألباني أيضا في "النصيحة" (ص. 170) وهو يرد على حسان بن عبد المنان:
"إطلاقه الضعف على (شبيب بن بشر) خطأ محض، بل هو جور واعتداء عليه، فإنه مختلف فيه، وقد وثقه ابن معين وغيره، وقال أبو حاتم: "لين"؛ كما قال الذهبي في "الكاشف"، فهذا يشعر بأن الرجل وسط، أي: حسن الحديث. ونحوه قول الحافظ في "التقريب": "صدوق يخطئ". فالإسناد حسن".
وقال الشيخ مقبل بن هادي في "الصحيح المسند" (1/67) وفي "الجامع الصحيح" (4/292) عن حديث شبيب:
"هو حديث حسن، شبيب بن بشر وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: لين الحديث، حديثه حديث الشيوخ. فالظاهر أن حديثه لا ينزل عن الحسن، والله أعلم".
الخلاصة: شبيب بن بشر صدوق يخطئ، وحديثه محتمل التحسين إن شاء الله، ما لم يخالف.
والله أعلم
والنصيحة للجميع:
قال الشيخ مقبل بن هادي - رحمه الله -:
"وإلى الله المشتكى من كثير من العصريين فإنّهم محتاجون إلى تعليم، كيف ذلك؟
فأبو حاتم وأبو زرعة وغيرهما يذكران الحديث في "العلل"، فيأتي صاحبنا المحقق العصري ويقول: "قلت!"
فمن أنت حتى تقول: قلت؟
"يقولون هذا عندنا غير جائز … فمن أنتم حتى يكون لكم (عند)؟"
وآخر أيضا يقول: "وأنا أخالف الذهبي، وأخالف العراقي، وأخالف السخاوي وابن كثير!"
فإذا كنت تخالف هؤلاء الأئمة فمن معك على هذا؟!
فهم محتاجون إلى أن يعرفوا ويدرسوا كتب "العلل" وأن يعلموا أنه ما خاض في كتب "العلل" إلا مجموعة يعدون على الأصابع، فما كل أحد يحسنها".
من "تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب" (ص 118).
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الشركسي
يعني بعبارة أخرى نقول: حسنه الحافظ ابن حجر والشيخ الألباني وغيرهما، ولكن ضعفه بيومي؟)
أولا أنا اسمي عبد الرحمن وليس بيومي، فتنبه بارك الله فيك.
ولا داعي أن تضعني بالمقارنة مع هؤلاء رحمهم الله.
فإن حاججتني بهؤلاء فأنا أحاجك بالمتقدمين المجتهدين لا المقلدين وهم: البخاري والترمذي وأبو حاتم وابن حبان.
والبخاري وحده أقوى ممن ذكرت كلهم مجتمعين.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الشركسي
يا أخي، قد أقر السخاوي في "المقاصد الحسنة" (1/138) شيخه أيضا في تحسينه.
وقال نجم الدين الغزي في "إتقان ما يحسن من الأخبار الدائرة على الألسن" (1/174): "وسنده حسن كما قال ابن حجر".
وقال السيوطي في "الفتح الكبير" (1/153): "وحسنه الحافظ بن حجر، وهو نادر في مفاريد مسند الفردوس، فإن أكثرها ضعاف".
وقال الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (3/408): "هذا الإسناد غير بعيد على التحسين، فإن رجاله ثقات غير شبيب ابن بشر، وهو مختلف فيه، قال ابن معين: ثقة".
كل هؤلاء مقلدون للحافظ رحمه الله، وإلا فقد قرر السيوطي رحمه الله أن ما انفرد به الديلمي فهو ضعيف، وانظر قوله: "وهو نادر".
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الشركسي
أخي العزيز، أنت لا زلت في مذهبك القديم في إختيار أسوأ ما قيل في الراوي )
أنا لا أختار بالتشهي، أيها الأستاذ الفاضل.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الشركسي
لم يفته هذا الجرح، فالحافظ نفسه قال في "التهذيب" (4/306):
"قال الدوري عن ابن معين: ثقة. قال: ولم يرو عنه غير أبي عاصم، وقال أبو حاتم: لين الحديث حديثه حديث الشيوخ".
قلتُ: فاته قول البخاري، فتنبه! بارك الله فيك.
وأحسب أنه لو اطلع الحافظ رحمه الله على قوله لما اضطر للتحسين.
وكذا الشيخ الألباني رحمه الله.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الشركسي
الأمر بالعكس أخي، ممن روى عنه أيضا الضحاك بن مخلد، وهو الذي يروى عنه هذا الحديث.
قال البخاري في "التاريخ الكبير" (5/376): "شبيب بن بشر البجلي. عن أنس، وعكرمة. روى عنه الضحاك بن مخلد".
لعلك بارك الله فيك حسبت أن أبا عاصم غير الضحاك بن مخلد.
بل أبو عاصم كنية الضحاك بن مخلد، وهو من تفرد بالرواية عن شبيب كما قال يحيى والنسائي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الشركسي
يا أخي، رجح غير واحد من الحفاظ توثيق الإمام ابن معين لشبيب رغم أن غيره ضعفه.
قال الإمام ابن شاهين في "تاريخ أسماء الثقات" (ص. 166): "شبيب بن بشر ثقة قاله يحيى".
وقال الإمام ابن منده في "التوحيد" (3/77): "يحيى بن معين يقول: شبيب بن بشر ثقة".
وقال الحافظ ابن رجب في "نزهة الأسماع في مسألة السماع" (ص. 12): "وشبيب وثقه ابن معين وغيره".
يا أخي الفاضل، هؤلاء نقلوا قول يحيى بن معين، فحسب.
ومن الإنصاف إيراد كل الأقوال، رحمك الله، فالمجرحين أكثر عددا، ولم يوثقه معتبر إلا يحيى.
وكل من ذكرت فاتهم تجريح البخاري الشديد فيه، وأحسب لو اطلعوا عليه، ما حسنوا حديثه.
ولذلك الترمذي لم يحسن له حديثا واحدا، بل ضعف أحاديثه، وأنا نظرت أحاديثه، فوجدتها كما قال البخاري رحمه الله.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الشركسي
والنصيحة للجميع:
قال الشيخ مقبل بن هادي - رحمه الله -:
"وإلى الله المشتكى من كثير من العصريين فإنّهم محتاجون إلى تعليم، كيف ذلك؟
فأبو حاتم وأبو زرعة وغيرهما يذكران الحديث في "العلل"، فيأتي صاحبنا المحقق العصري ويقول: "قلت!"
فمن أنت حتى تقول: قلت؟
"يقولون هذا عندنا غير جائز … فمن أنتم حتى يكون لكم (عند)؟"
وآخر أيضا يقول: "وأنا أخالف الذهبي، وأخالف العراقي، وأخالف السخاوي وابن كثير!"
فإذا كنت تخالف هؤلاء الأئمة فمن معك على هذا؟!
فهم محتاجون إلى أن يعرفوا ويدرسوا كتب "العلل" وأن يعلموا أنه ما خاض في كتب "العلل" إلا مجموعة يعدون على الأصابع، فما كل أحد يحسنها".
من "تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب" (ص 118).
شكرا لك على النصيحة.
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
زادك الله حرصا يا عبد الرحمن)
جزاك الله خيرا على تنبيهاتك وتعليقاتك
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي
والبخاري وحده أقوى ممن ذكرت كلهم مجتمعين.
هذا الكلام عاطفي )
والإمام ابن معين أيضا من أئمة المحدثين، وهو ممن عرض عليهم البخاري صحيحه، كما هو معلوم.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي
بل أبو عاصم كنية الضحاك بن مخلد، وهو من تفرد بالرواية عن شبيب كما قال يحيى والنسائي.
جزاك الله خيرا
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي
وكل من ذكرت فاتهم تجريح البخاري الشديد فيه، وأحسب لو اطلعوا عليه، ما حسنوا حديثه.
أخي الكريم، ما فائدة التشدد من الناحية الحديثية في الحكم على هذا الحديث بالضعف؟)
شبيب بن بشر قليل الحديث، وجل ما رواه يدور حول باب الرقائق والزهد.
والله أعلم.
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
قال إبراهيم الحربي - رحمه الله -:
"جنبوا أولادكم قرناء السوء قبل أن تصبغوهم في البلاء كما يصبغ الثوب!
أول فساد الصبيان بعضهم من بعض".
من "ذم الهوى" (ص 116).
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
للفائدة:
إذا تأخر المأموم عن الدخول مع الإمام من غير عذر له في ذلك حتى يركع فصلاته على خطر! لأنه أخل بركنين من أركان الصلاة من غير عذر، وهما: القيام، وقراءة فاتحة الكتاب.
والمذهب عند الشافعية: "أن ركعته صحيحة، ما دام قد أدرك الركوع مع الإمام".
وذهب بعض فقهائهم إلى أنها لا تصح.
"مغني المحتاج" (1/ 513)، "تحفة المحتاج" (2/363).
وتوقف الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في صحة ركعة من كانت هذه حاله، وقال كما في "مجموع الفتاوى والرسائل" (13/9):
"تأخير الإنسان الدخول مع الإمام حتى يكبر للركوع: فهذا تصرف ليس بسليم، بل إنني أتوقف: هل تصح ركعته هذه أو لا تصح؟ لأنه تعمد التأخير الذي لا يتمكن معه من قراءة الفاتحة، وقراءة الفاتحة ركن، فلا تسقط عن الإمام ولا المأموم ولا المنفرد. فكونه يبقى حتى يركع الإمام، ثم يقوم فيركع معه: هذا خطأ بلا شك، وخطر على صلاته، أو على الأقل على ركعته ألا يكون أدركها".
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الشركسي
جزاك الله خيرا
أخي الكريم، ما فائدة التشدد من الناحية الحديثية في الحكم على هذا الحديث بالضعف؟)
شبيب بن بشر قليل الحديث، وجل ما رواه يدور حول باب الرقائق والزهد.
والله أعلم.
وجزاكم آمين، أخي الفاضل.
قلة حديث الراوي مع ضعفه هذا يزيده نكارة، وهذا ما يتميز به أصحاب أنس بن مالك الضعفاء.
فانظر زربي بن عبد الله الأزدي، قال عنه ابن حبان: "منكر الحديث على قلة روايته يروي عن أنس ما لا أصل له فلا يجوز الاحتجاج به". اهـ.
وانظر عمير بن سويد العجلي، قال عنه ابن حبان: "يروي عن أنس بن مالك ما ليس من حديث الثقات عنه، لا يجوز الاحتجاج به لمخالفته الأثبات في الروايات على قلة ما يأتي بها روى عن أنس". اهـ، وكذا قال في عَلَّاق بن أبي مسلم وميمون أبي خلف.
وإن لكلام النبوة عليه نورا لا يكون في أحاديث الضعفاء والمجهولين.
ولا أنكر أن تحدث بهذه الأحاديث في الفضائل لكن مع بيان ضعفها وأنها لا تصح.
وهذا الكلام أشبه من قول سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه موقوفا عليه فيما أخرجه الطبراني في المعجم الكبير [312]، فقال:
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، أَنَّ سَعْدًا قَالَ لابْنِهِ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ:
" يَا بُنَيَّ، إِنَّكَ لَنْ تَلْقَى أَحَدًا هُوَ أَنْصَحُ لَكَ مِنِّي، إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تُصَلِّيَ فَأَحْسِنْ وُضُوءَكَ، ثُمَّ صَلِّ صَلاةً لا تَرَى أَنَّكَ تُصَلِّي بَعْدَهَا،
وَإِيَّاكَ وَالطَّمَعَ، فَإِنَّهُ فَقْرٌ حَاضِرٌ، وَعَلَيْكَ بِالْيَأْسِ فَإِنَّهُ الْغِنَى، وَإِيَّاكَ وَمَا يُعْتَذَرُ مِنْهُ مِنَ الْعَمَلِ وَالْقَوْلِ، وَاعْمَلْ مَا بَدَا لَكَ ". اهـ.
عكرمة بن خالد لم يسمع من سعد رضي الله عنه كما قال أبو حاتم، لكن روى عن بعض أبنائه، والله أعلم.
وفي الصحيحين من حديث أَنَس بْن مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
" إِنِّي لَأَدْخُلُ فِي الصَّلَاةِ وَأَنَا أُرِيدُ إِطَالَتَهَا، فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلَاتِي مِمَّا أَعْلَمُ مِنْ شِدَّةِ وَجْدِ أُمِّهِ مِنْ بُكَائِهِ ". اهـ.
قال الحافظ: قوله: (وأَنا أُرِيدُ إِطالَتَها) فِيهِ أَنَّ مَن قَصَدَ فِي الصَّلاةِ الإِتيانَ بِشَيءٍ مُستَحَبٍّ لا يَجِبُ عَلَيهِ الوفاء بِهِ. اهـ.
والله أعلم.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الشركسي
هذا الكلام عاطفي )
والإمام ابن معين أيضا من أئمة المحدثين، وهو ممن عرض عليهم البخاري صحيحه، كما هو معلوم.
لا، هذا ليس كلاما عاطفيا أخي الحبيب، الإمام البخاري رحمة الله عليه أمير المؤمنين في الحديث، إمام بحق جهبذ مجتهد لا نظير له في زمانه.
والقصة التي تذكرها تشهد له بالفضل أصالة، فالقصة تقول: لما ألّف البخاريّ كتابه في صحيح الحديث عرضه على عليّ بن المديني ويحيى ابن معين وأحمد بن حنبل وغيرهم فامتحنوه، فكلّهم قال له: كتابك صحيح إلا أربعة أحاديث؛ قال العقيلي: والقول فيها قول البخاريّ وهي صحيحة. اهـ.
ومع ذلك فهذه القصة لا تصح، في سنده من هو مبهم.
نقلها ابن خير الإشبيلي في فهرسته (83) عن مسلمة بن قَاسم أنه قال: سَمِعت من يَقُول عَن أبي جَعْفَر الْعقيلِيّ قَالَ: فذكره.
على أن مسلمة ليس بثقة كما قال الذهبي رحمه الله.
والله أعلم.
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
عن محمد بن عمر المخزومي أن عبد الله بن بسر المازني - رضي الله عنه - كان إذا صلى الجمعة خرج إلى السوق، يتأول هذه الآية: {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله}.
رواه الخلال في "الحث على التجارة" (107)، وحسن إسناده محققه.
قال أبو بكر المروذي: "قلت لأبي عبد الله (الإمام أحمد): "هؤلاء المتوكلة الذين لا يتجرون ولا يعملون، يحتجون بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - زوج على سورة من القرآن، فهل كان معه شيء من الدنيا؟
قال: "وما علمهم أنه كان لا يعمل؟"
قلت: "يقولون: "نقعد وأرزاقنا على الله - عز وجل -".
قال: "ذا قول رديء خبيث، الله تبارك وتعالى يقول: {إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع} فأيش هذا إلا البيع والشراء".
رواه الخلال في "الحث على التجارة" (106).
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
قال علي بن الحسن بن شقيق: "سمعت ابن المبارك وسأله رجل: "يا أبا عبد الرحمن، قرحة خرجت في ركبتي منذ سبع سنين، وقد عالجت بأنواع العلاج، وسألت الأطباء، فلم أنتفع به".
فقال: "اذهب فانظر موضعا يحتاج الناس إلى الماء، فاحفر هناك بئرا، فإني أرجو أن تنبع هناك عين ويمسك عنك الدم".
ففعل الرجل فبرأ".
رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (3381).
وقال الحافظ البيهقي في "شعب الإيمان" (3/221) معلقا على هذه القصة:
"وفي هذا المعنى حكاية قرحة شيخنا الحاكم أبي عبد الله - رحمه الله -، فإنه قرح وجهه، وعالجه بأنواع المعالجة فلم يذهب، وبقي فيه قريبا من سنة، فسأل الأستاذ الإمام أبو عثمان الصابوني أن يدعو له في مجلسه يوم الجمعة، فدعا له، وأكثر الناس التأمين، فلما كان من الجمعة الأخرى ألقت امرأة رقعة في المجلس بأنها عادت إلى بيتها واجتهدت في الدعاء للحاكم أبي عبد الله تلك الليلة، فرأت في منامها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كأنه يقول لها: "قولوا لأبي عبد الله: يوسع الماء على المسلمين". فجيئت بالرقعة إلى الحاكم أبي عبد الله، فأمر بسقاية الماء فيها وطرح الجمد في الماء، وأخذ الناس في الماء، فما مرت عليه أسبوع حتى ظهر الشفاء، وزالت تلك القروح وعاد وجهه إلى ما كان، وعاش بعد ذلك سنين".
قال أبو الحسن علي بن أبي بكر: "سمعت أبا بكر الخبازي بنيسابور يقول: "مرضت مرضا خطرا، فرآني جار لي صالح، فقال: "استعمل قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "داووا مرضاكم بالصدقة". وكان الوقت صيفا، فاشتريت بطيخا كثيرا، واجتمع جماعة من الفقراء والصبيان، فأكلوا ورفعوا أيديهم إلى الله - عز وجل - ودعوا لي بالشفاء. فوالله ما أصبحت إلا وأنا في كل عافية من الله - تبارك وتعالى -".
رواه أبو طاهر السلفي في "معجم السفر" (827).
وقال ابن الحاج المالكي في "المدخل" (4/141):
"وآكد ما على المريض أو وليه امتثال السنة في الصدقة، لما ورد في الحديث عنه - عليه الصلاة والسلام - أنه قال: "داووا مرضاكم بالصدقة، وادفعوا البلاء بالصدقة، واستعينوا على قضاء حوائجكم بالصدقة"، وذلك راجع إلى حال المرض والمريض؛ فإن كان المرض شديدا فليكثر من الصدقة، وإن كان مليا فكذلك، وإن كان فقيرا فجهد المقل، لحديث عائشة - رضي الله عنها - في التمرة التي تصدقت بها على المرأة ومعها ابنتان، فشقتها نصفين وأعطت كل واحدة منهما نصفا. والمقصود من الصدقة أن المريض يشتري نفسه من ربه - عز وجل - بقدر ما تساوي نفسه عنده، والصدقة لا بد لها من تأثير على القطع؛ لأن المخبر - صلى الله عليه وسلم - صادق، والمخبر عنه كريم منان".
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
قال الإمام زفر بن الهذيل:
"اني لست اناظر أحدا حتى يقول: لقد أخطأت، ولكن اناظره حتى يجن".
قيل: "فكيف يجن؟"
قال: "يقول بما لم يقله احد".
رواه الصيمري في "أخبار أبي حنيفة وأصحابه" (ص 197).
وقال الإمام أحمد بن حنبل:
"لم تقل شيئا لم يقله أحد من أهل العلم قبلنا".
رواه الخلال في "السنة" (3/566).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في "الفتاوى الكبرى" (1/369):
"وكل قول ينفرد به المتأخر عن المتقدمين ولم يسبقه إليه أحد منهم فإنه يكون خطأ، كما قال الإمام أحمد بن حنبل: "إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام".
قال الشيخ بكر أبو زيد في "المدخل المفصل إلى فقه الإمام أحمد" (1/350):
"قال الميموني: قال لي أَحمد: "يا أَبا الحسن، إياك أَن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إِمام".
أَقول: "أَين هذا الهدي السني المقتصد في السنة من الذين يستظهرون سننا وهديا في عصرنا لم تكن معروفة في عمر التاريخ الإسلامي؟! ثم هم يجالدون عليها، ثم يتدينون ببغض من لم يَتَسَنَّنْ بها، والله يعلم ما في أَنفسكم فاحذروه".
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
عن عتبة بن عبد - رضي الله عنه -، قال: "إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
"لو أن رجلا يخر على وجهه من يوم ولد إلى يوم يموت هرما في مرضاة الله، لحقره يوم القيامة".
أخرجه أحمد في "مسنده" (4/185) والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/14) والفسوي ف
ي "المعرفة والتاريخ" (1/340).
وجود إسناده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/225)، والمناوي في "التيسير" (2/305)، والألباني في "السلسلة الصحيحة" (446).
وعن محمد بن أبي عميرة - رضي الله عنه -، وكان من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال:
"لو أن عبدا خر على وجهه من يوم ولد إلى أن يموت هرما في طاعة الله، لحقره ذلك اليوم، ولود أنه رد إلى الدنيا كيما يزداد من الأجر والثواب".
رواه ابن المبارك في "الزهد" (34)، وأحمد في "مسنده" (4/185).
وصححه ابن حجر في "الإصابة" (6/25)، والألباني في "صحيح الترغيب" (3597)، وشعيب الأرناؤوط في "تخريج المسند" (17650).
وقال العلامة الصنعاني في "التنوير" (9/132):
"لرآه حقيرا يسيرا يوم القيامة لما يراه من عظمة جزاء الله وسعة جوده وشدة عقابه".
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
عن عطاء بن أبي رباح، قال: "سمعت عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - يقول:
"يكره أن يقوم الرجل إلى الصلاة وهو كسلان، ولكن يقوم إليها طلق الوجه، عظيم الرغبة، شديد الفرح؛ فإنه يناجي الله عز وجل، وإن الله عز وجل أمامه يغفر له، ويجيبه إذا دعاه".
ويتلو هذه الآية: {وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى} [النساء: 142].
أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (1904)، وحسن إسناده محققوه.
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، قال:
"سارعوا إلى الجمعة! فإن الله – عز وجل - يبرز أهل الجنة في كل جمعة إلى كثيب من كافور أبيض، فيكونون في القرب منه على قدر تسارعهم إلى الجمعات في الدنيا، فيحدث لهم من الكرامة ما لم يكن قبل ذلك".
وقال أبو عبيدة: "فكان عبد الله لا يسبقه أحد إلى الجمعة، فجاء يوما وقد سبقه رجلان، فقال: "رجلان وأنا الثالث، إن شاء الله يبارك في الثالث".
أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (436)، وابن أبي الدنيا في "صفة الجنة" (89)، وعبد الله بن أحمد في "السنة" (476)، وابن خزيمة في "التوحيد" (2/893)، والدارقطني في "رؤية الله" (166).
وصححه شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (6/404)، والحافظ الذهبي في "العلو" (95)، والشيخ الألباني في "مختصر العلو" (51).
قال نظام الدين النيسابوري في تفسيره "غرائب القرآن ورغائب الفرقان" (6/301):
"وكانت الطرقات في أيام السلف وقت السحر وبعد الفجر غاصة بالمبكرين إلى الجمعة يمشون بالسرج. وقيل: أول بدعة أحدثت في الإسلام ترك البكور إلى الجمعة".
وقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في "أضواء البيان" (8/165) معلقا:
"إذ البكور إليها من شدة العناية بها".
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
قال أبو هريرة - رضي الله عنه -:
"ما أحب أن لي مائة ناقة كلهن سود الحدق - يعني الإبل- وأني أترك الغسل يوم الجمعة".
رواه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/566)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2761).
وحسن إسناده محقق "الشعب" (4/428)، وصاحب "العتيق" (11/180).
رد: فوائد وفرائد أهل الحديث
قال الإمام ابن القيم في "إعلام الموقعين" (6/120):
"وقد نص الإمام أحمد على أن الرجل إذا شهد الجنازة فرأى فيها منكرا لا يقدر على إزالته أنه لا يرجع، ونص على أنه إذا دعي إلى وليمة عرس فرأى فيها منكرا لا يقدر على إزالته أنه يرجع.
فسألت شيخنا (ابن تيمية) عن الفرق؟ فقال: "لأن الحق في الجنازة للميت، فلا يترك حقه لما فعله الحي من المنكر، والحق في الوليمة لصاحب البيت، فإذا أتي فيها بالمنكر، فقد أسقط حقه من الإجابة".
وروي أن الحسن البصري وابن سيرين كانا في جنازة، وهناك نوح، فانصرف ابن سيرين، فقيل للحسن ذلك، فقال: "إن كنا متى رأينا باطلا تركنا له حقا أسرع ذلك في ديننا".
أورده ابن عبد البر في "الاستذكار" (5/534).