دور منزلة المعنى في الفصل بين التابع والمتبوع
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،وتقوم منزلة المعنى بدور هام في الفصل بين التابع والمتبوع كما هو الحال في قوله تعالى: "ذلك حشرٌ علينا يسيرٌ" والتقدير: ذلك حشرٌ يسيرٌ علينا "ولكن تقدم الفاصل بحسب الأهمية المعنوية من أجل الهدف المعنوي وهو التخصيص ،والمتكلم يستطيع المباعدة بين أجزاء التركيب عند وضوح المعنى اعتمادا على منزلة المعنى والاحتياج المعنوي بين أجزاء التركيب،وعلى علامات المنزلة والمكانة المانعة من اللبس ،ومثل ذلك قول العرب:يؤلمني ضربُك زيدًا المُبَرِّحُ ، والتقدير: يؤلمني ضربُك المبَرِّحُ زيدًا،وقولهم: زيدًا أكرمتُ الناجِحَ ، والتقدير: أكرمت زيدًا الناجحَ ،ومثل ذلك قوله تعالى: " ... سبحان اللهِ عما يصفون * عالمِ الغيبِ والشهادة "والتقدير: سبحان اللهِ عالمِ الغيبِ والشهادةِ عما يصفون "ومثله قوله تعالى: "بلى وربِّي لتأتيَنَّكم عالمِ الغيبِ ....."والتقدير: بلى وربِّي عالمِ الغيبِ والشهادة لتأتيَنٌَكم ،وكذلك الحال في قوله سبحانه: "وإنه لقسَمٌ - لو تعلمون - عظيم"والتقدير: وإنه لقسمٌ عظيمٌ لو تعلمون "حيث يتقدم الفاصل بحسب الأهمية المعنوية عند المتكلم ،ويقوم المتكلم والسامع بالربط بين التابع والمتبوع برابط الاحتياج المعنوي ،ويدللون على هذه الرابطة بواسطة علامات المنزلة والمكانة المانعة من اللبس.
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتثقف لغويا ويتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ، وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز معنى التراكيب ونظمها وإعرابها ،وباختصار:الإنس ن يتحدث تحت رعاية الاهمية المعنوية وعلامات المنزلة والمكانة المانعة من اللبس.