-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
قال سفر :
يريد أن يقول هذا تمريراً
لكي يتصرف ،
ويصبح الغوث الأكبر ،
والقطب الأعظم
الذي يتصرف في الكون كله
– بزعمهم ،
والعياذ بالله -
كما سنوضح إن شاء الله .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقول :
وحملتْني
أكفُّ عناية
سادات النَّبيِّين والمرسلين ،
وأغاثتْني في كل حركةٍ وسكنةٍ
إعانة روح سيد المخلوقين ،
وأتممتُ مناسكي ،
وإذا هناك شيخ الدوائر ،
وسلطان المظاهر
وأمين خزائن البواطن والظواهر ،
وشحنة الجمْع ، وعالم الفرْق ،
وقيل لي :
سِرْ على بركات الله
بقدمك وقالبك إلى الروم
- يعني :
القسطنطينية مقر الدولة العثمانية ؛
لأنَّ هذا يكتبه
في آخر أيام سلاطين الدولة العثمانية - .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
قال :
فانحدرتُ بعد أداء ما وجب
إلى مصر ، ومنها إلى الشام ،
ومنها إلى مرقد الإمام الصيَّاد
- الذي ينـتسب إليه الصيَّادي ،
مؤلف الكتاب عن الرفاعي –
وجددتُّ العهد الذي مضى ،
والوقت الذي انقضى ،
وقمتُ مِن حضرته
أرفل بحلل الرضا
حتى وصلتُ إلى "جسر الشغور"
– بلد في سوريا –
ومنها إلى قرية هناك بظاهر البلدة
اسمها "كفر ذبين"
وأنا في حال جمعٍ محمَّدي ،
وأقف على ظهر جامع خربٍ
طُويت أخباره ،
وانطمست بالتراب آثاره ،
فنوديتُ بالغوثيَّة الكبرى
مِن مقام التصرف
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
– قال سفر :
نودي بأنَّه الغوث الأكبر
من مقام التصرف
في هذا الجامع الخرب
وهو هناك بالشام !!
كيف نودي ؟
- يقول :
أبصرتُ العَلَم المنتشر بالبشرى
وقد رفعه عبد السلام
أمين حراس الحضرة النبوية
من أولياء الجنِّ !!
– يعني :
عبد السلام هذا
أمين حراس الحضرة النبويَّة
مِن أولياء الجنِّ
رَفع له العلم
مِن المدينة
وهو هناك في الشام ،
عَلَم الولاية ،
مقام التصرف
وأنه أصبح الغوث الأكبر
والقطب الأكبر –
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقول :
فانعطفتْ إليَّ أنظار الصدِّيقين ،
وتعلقتْ بي قلوب الواصلين ؛
فسجدتُّ لله شكراً ،
وحمدتُّه سبحانه وتعالى على نِعَمَه ،
وعظيم كرمه ،
وسرتُ ، ولمحل ندائه معنىً في القلب
سيظهر إن شاء الله وتعمر البقعة ،
وتقام في الجامع الجمعة ،
كذا
وعدني ربي
بالإلهام الحق ،
وهو لا يخلف الميعاد ،
قاله الله – هكذا - ،
وانتهيتُ في سيري من طريق "الكلب"
إلى "عين تاب"
و"مرعش" ثم إلى "آل البستان" ،
ومنها مرحلة مرحلة إلى بلدة "صانصول" ،
ودخلت اللجة – يعني : البحر –
أفجُّها فجة فجة ،
حتى انتهى الثور المائي إلى القسطنطينية …
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
- إلى أن يقول :
وفي القسطنطينية قابل السلطان
– إلى أن يقول :
واجتمعتُ بِها
على الخضر عليه السلام
ست مرات ،
فيالله مِن حكم سماويَّة
تنـزل مِن لفاف دور القَدَر
يمضيها الحُكم الإلهي
في تلك البلدة إمضاءً ، وإنفاذاً ،
ولربي الفعل المطلق ،
له الحكم وإليه ترجعون .أ.هـ
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ثم يتحدث طويلاً ،
المهم أن هذه هي قضية بيعته ،
وكيف بويع ،
وهذا الرفاعي
هو الذي ينقل عنه هاشم الرفاعي كما قلنا
ويؤيد كلام المالكي .
فإذاً لا نستغرب منه
أن يؤيد ما يتعلق برؤيتهم النَّبيّ
صلى الله عليه وسلم ،
ومخاطبتهم له ،
وهذا طريق حراس حضرتهم
من الجن يرفع الولاية ،
وهو أيضاً كما يقول
يبشر هذا الرجل بالولاية الكبرى ،
بل أن هناك ما يخبره
بأن هذا الجامع الخرب
الذي [ بويع ] فيه بالقطبية العظمى
والولاية الكبرى سوف يعمر …
هذا غيضٌ مِن فيضٍ ،
والأمثلة كثيرة جدّاً
لكن لا أريد أن أستغرق فيها ؛
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
لأنَّنا نريد أن نـنـتقل
إلى موضوعٍ أكثر تفصيلاً
وهو حقيقة سُلَّم الترقِّي عند الصوفيَّة!
كيف يترقون ؟
وكما قلت ليس مَن يحضر العشاء
أو يتعاطف معهم
هو منهم ،
بل هناك درجات ،
وهناك شكل هرمي معيَّن
يترقَّون خلاله
وهو مما يزيدنا تأكيداً وإلحاحاً
على أن هؤلاء القوم
باطنيَّة زنادقة ؛
لأنَّ نفس هذا الترتيب
موجود عند الباطنية .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
نقول :
إنَّ أركان الطريق عند الصوفيَّة هي أربعة
- أو خمسة إذا أضفنا "الشطحات" -
الأول :
هو الشيخ ،
وهذا الشيخ - أو المرشد كما يسمُّونه -
ركنٌ أساسيٌّ عندهم
ولابد أن يرتبط الإنسان بشيخٍ ،
بل في كتاب "تربية الأولاد"
الذي ألَّفه الشيخ عبد الله علوان يقول :
لابد أن يُربط الطفل بشيخ !!
وهذا مِن آثار التصوف ،
فعنده لابد أن يرتبط به ،
ولابد أن يسير على نَهجه ،
وأن يقتدي به ،
وأن يسلِّم له بالكلية ،
كما عبَّر أبو حامد الغزالي وعبَّر غيره :
أن يكون عند الشيخ
كالميِّت بين يدي الغاسل
لا تصرف له على الإطلاق !! .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ثم بعد ذلك تكون :
الخلوة ،
والخلوة :
بعد ما يرتبط بالشيخ يُدخله
في خلوة معيَّنةٍ ويُلقِّنُه الأذكار المعينة ،
والخلوة هذه ينقطع الواحد منهم فيها
عن الجُمَع والجماعات ،
وعن سائر العبادات ،
ويردِّد الذِّكر المعيَّن الخاص بالطريقة
الذي يلقِّنُها إيَّاه الشيخ
ويستحضر في قلبه أثناء الذكر ،
وأثناء تَرداده صورة الشيخ ،
ويستمر على ذلك
حتى يحصل له الفتح !
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
وبعضهم يأتيه فتحُه
- كما يقولون -
في أيامٍ ،
وبعضهم في أسابيع ،
وبعضهم إلى عشرين سنَة ،
أو أكثر ،
وهو لم يُفتح عليه ،
يُردِّد يردِّد
ولم يفتح عليه ؛
فيقولون:
لم يُفتح عليك لأنَّ قلبك لم يتنقَّ ،
أو ارتباطك بالشيخ ضعيف !.
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
الحاصل :
عندهم فلسفات طويلة ،
وأمور كثيرة يعالجون بها هذه الأمور ،
ثم إذا حصل الفتح أو الكشف :
ينتقل الطالب أو المريد
من مرحلة المجاهدات والرياضات
إلى مرحلةٍ يسمُّونها المشاهدات ،
والكشوفات ، والتجليات :
فيحصل له الفتح بأن يُخاطَب
- يخاطبُه رجلٌ -
أو يرى مناظر غريبة جدّاً ،
أو يرى أشياء تخاطبه وتكلمه ،
وهذا الفتح يكون عبارة
عن كرامة بالنسبة لهذا المريد ،
فإذا أعطي هذه الكرامة
- كما يسمُّونها –
تكون : خوارق حسيَّة ،
وتكون اطِّلاع على المغيبات
- كما يعتقدون - ،
تكون برؤية النبيِّ صلى الله عليه وسلم ،
والاجتماع به يقظة ،
تكون بمخاطبة الله له مباشرة !! .
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وبالمناسبة
أذكر لكم أن هناك كتاباً اسمه
"المواقف والمخاطبات"
لعبد الجبار النَّسَري ،
عاش في القرن الخامس ،
وهو كتاب كبير ،
أظنه أكثر من خمسمائة صفحة ،
هذا الكتاب كله مخاطبات ، ومواقف ،
مثل : وقفتُ بين يدي الله الحق فقال لي !
وخاطبني الحق فقال لي !
وهذا مِن أئمتهم ،
ويستشهدون بما في هذا الكتاب
الذي حققه المستشرقون
- الذين هم دائماً وراء نشر تراث الصوفية - .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
المهم :
تحصل له هذه المخاطبات ،
أو هذه المكاشفات ،
ثم ينتقل بعد ذلك من هذه الكرامات
إلى أنه قد يصير هو شيخاً ،
ويمكن أن يبقى مرتبطاً بالشيخ الأول ،
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
المهم :
أن الدرجة الخامسة
بعد الكرامات ، والكشوفات هي :
الشطحات :
وهو أنه إذا ذَكَر ،
أو حضر مجلس ذكر ،
أو حضر أمامه ناسٌ :
تظهر على لسانه
الكلمات الكفرية الشنيعة جدّاً ،
ويسمُّونها شطحات
ويعبِّرون بها عن عين الجمع
- كما يسمُّونه -
ومعنى عين الجمع :
اتحادهم بالله !!
- والعياذ بالله -
أو الاستغراق ،
أو السُّكُر ،
والحُب ،
والوجد ،
أو ما يلبِّسون به على النَّاس
بأنَّ هذه الكلمات الكفريات
سببها هذا الكلام ،
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ثم إن من يبلغ به الحد إلى الشطحات
- كما كان الحلاَّج وأمثاله
كل كلامهم شطحات من هذه الكفريات -
يعتبرون أنَّ هذا قد بلغ غاية الولاية ،
عندما يمشي الحلاج في الشارع - مثلاً -
ويدَّعي أنَّه هو الله!
ويقول :
أنا الحق!
وما في الجبة إلا الله!
ويسمعه الناس
- هو وأبو اليزيد البسطامي وأمثالهم - .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقولون:
إن هذه الدرجة : الولاية الكبرى ،
هذا ليس كفراً !
كما يظنُّ النَّاس الملبَّس عليهم ،
المحجوبون ، المغفلون ،
هذا مِن عِظَم ولايتهم ،
ترقَّوا في مشاهدة الحقَّ !
والفناء فيه ،
والجمع معه ،
والالتصاق به ،
حتى أصبحوا بهذه الدرجة ،
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
هذا الأمر يجعلنا نستعرض
بعض كلام لأبي حامد الغزالي ،
وأنا تعمدت اختيار الغزالي لأنَّه متقدمٌ ؛
ولأن كتبه مشهورة ،
ولأنَّه معروف عند الكثير.
يقول الغزالي
في الجزء الرابع من "مجموعة رسائله" (صفحة 25) :
أول مبادئ السالك :
أن يكثر الذكرَ بقلبه ،
ولسانه بقوة ،
حتى يسري الذكر في أعضائه ، وعروقه ،
وينتقل الذكر إلى قلبه .
- قال سفر :
لعلَّ الوقت يتَّسع ،
وأنقل لكم صورة مولد حصلت ،
وحضرها أحد الكتَّاب الإنجليز ،
وسجَّلها ، ودوَّنها ،
لتشاهدوا قضية كيف أن الذِّكر يقوُّونه
حتى يدخل في الأعضاء ،
ثم يحصل للإنسان الإغماء - .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقول :
فحينئذ يسكت لسانه ،
ويبقى قلبه ذاكراً يقول :
"الله ، الله "
باطناً مع عدم رؤيته لذكره ،
ثم يسكن قلبه ،
ويبقى ملاحظاً لمطلوبه ،
مستغرقاً به ،
معكوفاً عليه ،
مشغوفاً إليه ،
مشاهداً له .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
- قال سفر :
وهذه درجة المشاهدة ،
يذكر الله - كما يزعمون -
حتى يصل إلى مرحلة المشاهدة ،
ولا تعجبوا مِن قوله
"يسكت حتى عن الذكر باللسان" ،
ثم حتى عن الذكر بالقلب ؛
لأنَّ الغزالي يذكر في "الإحياء" ،
يقول :
لا ينبغي للمريد في أثناء الخلوة أن يُشغل نفسه ،
لا بتفكيرٍ ،
ولا بحديثٍ
- يذكر ذلك عن الصوفية
لا عن نفسه فقط -
ولا بقرآنٍ ، ولا بعلمٍ ،
بل يتفرغ للذكر ،
فقط "الله ، الله "
أو : "هو ، هو" باللسان ،
والقلب ، والأعضاء ،
ثم يترك اللسان إلى القلب ،
ثم يترك القلب
فيصل إلى المشاهدة - .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ونتابع كلامه عن المشاهدة يقول :
ثم يغيب عن نفسه لمشاهدته ،
ثم يفنى عن كليَّته بكليَّته
حتى كأنَّه في حضرة !
{ لمن الملك اليوم للواحد القهار } ،
فحينئذ يتجلَّى الحقُّ على قلبه !
فيضطرب عند ذلك ،
ويندهش ، ويغلب عليه السُّكُر ،
وحالة الحضور ، والإجلال ،
والتعظيم ،
فلا يبقى فيه متَّسعٌ لغير مطلوبه الأعظم
- كما قيل :
فلا حاجة لأهل الحضور
إلى غير شهود عيانه !
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
وقيل في قوله تعالى
{ وشاهدٍ ومشهودٍ }
– قال سفر :
انظروا تفسير الباطنية -
قيل : فالشاهد : هو الله ،
والمشهود :
هو عكس جمال الحضرة الطلبية
فهو الشاهد والمشهود
- يعني :
الله تعالى - .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ثم يقول عن كيفية السير إلى الطريق ،
أو كيف يبذل الجهد اليسير ،
يقول :
هناك طرق أوأنواع :
الأول :
تقليل الغذاء بالتدريج ،
فإنَّ مَددَ الوجود ، والنَّفس ،
والشيطان من الغذاء ؛
فإذا قلَّ الغذاء :
قلَّ سلطانه .
قال سفر :
وهذا هو الذي يستعمله
سحرة الهند !
وهي التي تنقلهم إلى مرحلة
"المانخوليا"،
فإنَّ أيَّ إنسانٍ يجوع لأيامٍ طويلةٍ يُهلوس ،
ويهوِّس ،
ويرى مثل هذه الأشياء ؛
لكن هم يعتقدون أنها كشوفات إلهيَّة ،
وتجليات ربانيَّة
- والعياذ بالله - .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
الثاني :
ترك الاختيار ،
وإفناؤه
- يعني يفني نفسه ، وينسى نفسه -
في اختيار شيخ مأمون ليختار له ما يصلحه فإنَّه –
أي : المريد - مثل الطفل ،
والصبي الذي لم يبلغ مبلغ الرجال ،
أو السفيه المبذِّر ،
وكل هؤلاء لابد لهم مِن وصيٍّ ،
أو وليٍّ ، أو قاضٍ ،
أو سلطان يتولى أمرهم .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
قال سفر :
المريد يكون بمثل هذه الحالة ،
ولذلك قلت :
إن الإنسان يخلع عقله ،
ويخلع علمه ،
ويخلع كلَّ شيءٍ
عندما يريد أن يدخل
إلى عالم الصوفية ،
يسلِّم كلَّ شيءٍ للشيخ،
ولا يعترض عليه بأي شيءٍ .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
الطريق الثالث :
يقول من الطرق
طريقة الجنيد قدَّس الله روحه ،
وهو خلال شرائط :
دوام الوضوء ،
ودوام الصوم ،
ودوام السكوت،
ودوام الخلوة،
ودوام الذكر
وهو قول لا إله إلا الله ،
ودوام ربط القلب بالشيخ ،
واستفادة علم الواقعات منه
بفناء تصرفه
في تصرف الشيخ ،
ودوام نفى الخواطر ،
ودوام ترك الاعتراض على الله تعالى
في كل ما يرد منه عليه
ضراً كان أو نفعاً .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
قال سفر :
[ هذه هي ] الجبرية المطلقة ،
والاستكانة المطلقة ،
ويقول
الآن أصبحت منفعلاً لما تختاره
مني ففعلي كله طاعات
يجلس وما يتصرف فيه الله
فهو الفعل ،
وهو الطاعة ،
كما قلنا هذا في الخلوة ،
وقد ترك الجمعة ،
والجماعة ، والعبادات .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
إلى أن يقول :
وترك السؤال عنه مِن جنة ،
أو تعوذ من نار !
بمعنى :
يحذر في هذه الحالة
أن يسأل الله الجنة ،
أو يتعوذ به من النار !
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
لاحظتم هذا الربط بما ذكره
محمد علوي مالكي في كلامه السابق ،
ونقولاته السابقة ،
وما ذكرناه هناك
من أنَّهم لا يسألون الله الجنة ،
ولا يستعيذون به من النار ،
يعتبرون أنهم لو سألوا الله الجنة
في تلك اللحظة ،
والاستعاذة به من النار :
تفرق جمعيته - يعني : تشتت قلبه -
ولا يمكن أن يعود إلا بأن يبدأ الخلوة مِن أولها ،
ويبدأ الأذكار من أولها
حتى يجتمع قلبه على المحبوب وحده فقط ،
فلا ينظر إلى جنَّة ،
ولا إلى نار
ولا لأيِّ شيءٍ .
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وإلى هنا هذا هو مقام المشاهدة .
يحذرنا الغزالي يقول :
إن الإنسان عندما ينتقل من مقام المشاهدة
إلى مقام المكاشفة
تبدأ الصور تظهر أمامه فيقول له :
كيف تفرِّق بين الصورة ؟
كيف تعرف حقائقها ؟
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقول
– يستمر كلامه في صفحة (26) - :
والفرق بين الوجودي والنفسي والشيطاني
في مقام المشاهدة
أن الوجود شديد الظلمة في الأول
– يعني : ترى الشيء مظلماً جدّاً –
فإذا صفا قليلاً تشكَّل قُدَّامك
بشكل الغيم الأسود ،
فإذا كان هذا المتشكِّلُ
عرشَ الشيطان كان أحمر ،
فإذا صلح وفنيت الحظوظ منه ،
وبقي الحقوق :
صفا وابيضَّ مثل المزن
وهذا هو الوجود .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
قال سفر :
عرفنا الوجود ،
وعرفنا النفس ،
فكيف نعرف الشيطان ؟
"نريدها في الخلوة
في حالة الانتقال من مقام المشاهدة
إلى مقام المكاشفة" ،
كيف يرى الشيطان ويعرفه ؟
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقول :
الشيطان نار غير صافية ،
ممتزجة بظلمات الكفر ،
في هيئة عظيمة ،
وقد يتشكل قُدَّامك
كأنَّه زنجي طويل
له ذو هيبة
يسعى كأنه يطلب الدخول فيك ،
فإذا طلبت منه الانفكاك :
فقل في قلبك :
يا غياث المستغيثين أغثنا ؛
فإنه يفر عنك .
انتهى كلام الغزالي صفحة (27)
من الجزء الرابع .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
في هذه المرحلة
- يعني التخلص مِن النفس ،
ومِن الوجود :
يلتحم بالوجود الكلي -المطلق عندهم - ،
ومن الشيطان الذي يأتيه -
كما يقول -
في صورة زنجي أسود طويل
يريد أن يدخل فيه .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
هذه المرحلة - مقام المشاهدة -
يعرض للمريدين ،
ويرون هذه الصور ،
ويرون هذه الخيالات ،
وما هي إلا بعض مِن خرافاتهم ،
ولو أنَّنا نملك وقتاً أطول :
لنقلنا كثيراً جدّاً مِن أمثال هذه الرؤى
التي يرونها ليصلوا ،
وينتقلوا مِن مقام المشاهدة إلى مقام المكاشفة ،
والتي بعدها يروْن الرسولَ
صلى الله عليه وسلم ،
ويرون الله ،
ويروْن الحقائق كلها ،
لكن على كل حال مَن لم يمر بهذا الشيء :
فلا يمكن أن يحصل له ذلك .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
بقيَ موضوع الشطحات :
عندما ينتقل الإنسان إلى مقام المكاشفة ،
ويتعمق في الكرامات والكشوفات :
يصل إلى درجة الشطحات .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقول الغزالي
صفحة (19) من الجزء الثاني :
العارفون بعد العروج إلى سماء الحقيقة
اتفقوا على أنهم لم يروا في الوجود
إلا الواحد الحق
– يعني : الله فقط !
ليس في الوجود إلا هو –
لكن منهم من كان له هذه الحالة عرفاناً علميّاً ،
ومنهم من صار له ذوقاً وحالاً
وانتفت عنهم الكثرة بالكلية ،
واستغرقوا بالفردانية المحضة ،
واستهوت فيها عقولهم ؛
فصاروا كالمبهوتين فيه ،
ولم يبق فيهم متسعٌ لذكر غير الله ،
ولا ذكر أنفسهم أيضاً
فلم يبق عندهم إلا الله ؛
فسكِروا سُكراً
وقع دونه سلطان عقولهم ،
فقال بعضهم :
أنا الحق
- كالحلاج - ،
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
وقال الآخر :
سبحاني ما أعظم شأني
– كأبي يزيد [ البسطامي ] مثلاً - ،
وقال الآخر :
ما في الجُبة إلا الله ،
وكلام العشاق في حال السُّكر
يُطوى ولا يُحكى ،
فلما خفَّ عنهم سُكرهم ،
وردوا إلى سلطان العقل
الذي هو ميزان الله في أرضه:
عرفوا أن ذلك
لم يكن حقيقة الاتحاد ،
بل يشبه الاتحاد . أ.هـ
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
قال سفر :
نحن نقرأ أن بعض الصوفية يقول :
أن الحلاج استحق القتل ! لماذا ؟
يقول : لأنه باح بالسرِّ
قبل أن يصل إلى الدرجة العليا ،
الحلاج لم يصل إلى حقيقة الاتحاد عندهم!
بل رأى عوارض ،
وبوارق كما يسمونها ،
فقال : أنا الحق ، فقُتل ،
فهو يستحق القتل في نظرهم
لا لزندقته ،
ولا لدعوى أنه هو الحق ؛
لكن يقولون لأنه لم يصل بعدُ ،
صرَّح وباح بالسر قبل أن يصل بعد ،
والغزالي يقول
لم تحصل لهم حقيقة الاتحاد
بل هذا يشبه الاتحاد .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ونتابع كلامه ،
يقول :
مثل قول العاشق في حال فرض العشق :
أنا مَن أهوى ومَن أهـوى أنا
نحن روحان حللنا بـدناً
وهذا من نداءات الحلاج ؛
فلا يبعد أن يفجأ الإنسان مرآةٌ فينظر فيها ،
ولم ير المرآة قط
فيظن أن الصورة التي رآها في المرآة
هي صورة المرآة متحدة بها
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
– قال سفر :
يعني :
يشبِّه رؤيتهم لله
كإنسانٍ ينظر في مرآة فنسي المرآة ،
وظن أن الصورة التي رآها أمامه
وهي عين الشيء المرئي
بينما هو في الحقيقة مجرد مرآة ،
ويقول :
إن بعض العارفين لم يصل إلى درجة الاتحاد ،
ولكن يظن أنَّه وصل إليها ؛
إنما هي كالمرآة - ،
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
أو مَن يرى الخمرة في الزجاج
فيظن أن الخمرة لون الزجاج
فإذا صار ذلك عنده مألوفاً ،
ورسخ فيه قدمه
واستغرقه فيه
فقال :
رقَّ الزجـاج وراقت الخمــر
وتشابها فتـشاكل الأمر
فكأنمـا خمـر ولا قَـــدَح
وكأنـما قدَح ولا خمر
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
قال سفر :
طبعاً استشهاد الصوفية
بأبيات الخمر ،
والعشق ،
والغزل ،
والنهود ،
والقدود،
والخدود :
هذا أمرٌ لا يحتاج إلى تنبيه ؛
لأنه دائمٌ عندهم !! .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقول :
وفرقٌ بين أن يقال :
الخمر قَدَح ،
وبين أن يقال : كأنَّه قدح
– قال سفر :
يعني :
أيضاً فرقٌ بين من يقول إنَّه رأى الله
أو كأنه رأى الله وتجلَّى له – .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ويقول :
وهذه الحالة إذا غلبت
سمِّيت بالإضافة إلى صاحب الحال : (فناء) ،
بل (فناء الفناء) ؛
لأنه فنيَ عن نفسه ،
وفني عن فنائه ؛
فإنه ليس يشعر بنفسه في تلك الحال ،
ولا بعد شعوره بنفسه ،
ولو شعر بعدم شعوره بنفسه :
لكان قد شعر بنفسه ،
وتُسمَّى هذه الحال
بالإضافة إلى المستغرق فيها
بلسان المجاز : ( اتحاداً ) !
وبلسان الحقيقة : ( توحيداً ) .
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
قال سفر :
هذا هو توحيد الصوفية ،
وهو : هذه الحالة حالة الاستغراق
التي تسمَّى بالإضافة إلى المستغرق فيها
بلسان المجاز : ( اتحاداً )
– كما يقول الغزالي إنَّه مجاز فقط -
وبلسان الحقيقة :
( توحيداً ) ، وليس مجازاً .
ويقول :
ووراء هذه الحقائق أيضاً
أسرار
لا يجوز الخوض فيها .أ.هـ
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقول أبو حامد :
أيضاً ما يزال هناك أسرارٌ ،
وأمور لا يجوز الخوض فيها ،
ولا يجوز ذكرها ؛
لأنَّه لو ذكرها هو ،
أو غيره :
ربما كان مصيره مصير الحلاج
مِن القتل ،
ومِن الإعدام .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
هذا عرضٌ سريعٌ لهذا الكاتب المتقدم
– وهو الغزالي - لدرجات ،
أو أركان الطريق عند الصوفية
ابتداء مِن الشيخ ،
والخلوة ،
ثم المشاهدات ،
ثم المكاشفات ،
وأخيراً الشطحات !!
– بعد ذلك يصبح الإنسان عندهم
مِن رجال الغيب .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
رجال الغيب هؤلاء هم
– كما يزعمون - :
الأولياء الذين
يتصرفون في الكون ،
ويتحكمون
في كل صغيرة وكبيرة ؛
كما سيأتي في النماذج
التي نذكرها عنهم .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
أعظم رجال الغيب عندهم هو :
القطب الأعظم ،
أو قطب الوجود ،
أو الغوث الأعظم ،
أو واحد الزمان ،
وهذه أسماء متقاربة ،
هناك حقيقة فلسفيَّة ثابتة ،
وأكثر الباحثين المعاصرين ذكروها ونقلوها ،
ومِن قبلهم أيضاً :
أنَّ أصل فكرة القطب الأعظم
عند الصوفية
هي العقل المطلق
عند أفلاطون ،
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
الصوفية أخذوا هذه الفكرة مِن أفلاطون ،
ولا تستغربوا أنني أقول أخذوها من أفلاطون ؛
بينما أنا أقول إن أصل التصوف هندي ؛
لأنَّ البيروني نفسه ذكر هذا ،
ومعروفة أيضا في تاريخ الفكر الأوربي :
اليونان لم يكونوا يملكون فكراً فلسفيّاً
وإنَّما كانوا يقتبسون مِن الهند ،
و"الجنس الآري" :
يجمع الأوربيين بالهنود في جنس واحد ،
ثم لما وُجدت لهم فلسفاتهم
– أفلاطون ، وأرسطو ،
وأمثالهم - :
استغنوا ، وانفصلوا عن الهنود
في حين أن أرسطو ، وأفلاطون
يُعتبروا متأخرين ،
بينما فلاسفة الهنود
كانوا قبل آلاف السنين قبل الميلاد .
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
والحاصل :
أن هذا العقل المطلق عند أفلاطون
سماه الصوفية :
( القطب الأعظم )
أو : ( واحد الزمان ) ،
أو ( الغوث الأكبر ) ، أو نحو ذلك ،
ويقولون
- كما في "طبقات الشعراني"
( 1/ 173)
– يقول :
لو لم يصبح واحد الزمان
يتوجه في أمر الخلائق مِن البشر
لفاجأهم أمرُ الله عز وجل
فأهلكهم .أ.هـ
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقول :
أن مهمة القطب هذا
أنه لو كان أمر الله يأتي البشر مباشرة ؛
يأمر الله أن هذا يحيا ،
وهذا يموت ،
وهكذا – مباشرة - :
لا يتحمل البشر ، يفجأهم الأمر ،
ويهلكهم
فيحتاج الله – والعياذ بالله –
إلى واسطة يتلقَّى الأمر ،
ثم هو ينفذه في الكون ،
وهو الغوث ،
وهو واحد الزمان ،
أو القطب الأعظم ،
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ويقولون :
لو أنَّ المدد الحقيقي
ورد في هذا العالم مِن عارفيْن على السواء :
لسرى في قلوب الآخذين
– أي : المتلقين للمدد –
الشرك الخفي !
يعني :
لابد أن يكون القطب واحداً ،
ولذلك فالرفاعي الذي ذكرتُ لكم تعيينه قطباً ،
يقول :
حتى النَّبيين سلَّموا له ،
والصديقين كلهم ،
والأبدال جميعاً ،
والنجباء ،
والنقباء كلهم سلَّموا له ؛
لأنَّه لابد أن يكون واحداً ،
لماذا ؟
قالوا :
لو كانوا اثنين
ربما يدخل الناس في الشرك !!.
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
سبحان الله !
كأن الصوفية يحاربون الشرك ،
قالوا : لابد أن يكون القطب ،
الواسطة بين الله والخلق ،
المتصرف في الأكوان :
واحداً !
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
والعجيب :
أنَّ كل طائفة مِن طوائف الصوفيَّة
تدَّعي
القطبيَّة العظمى لشيخها فقط
دون مَن سواه ،
وبذلك فرَّقوا الأمة
ومزقوها .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
والغريب :
أنَّ الرفاعي ، والقادري كانا متعاصريْن ،
فإذا كان القطب واحداً فيهما
كان المتصرف في الكون ؟
نتركه لكلام الصوفية ،
ولهؤلاء الخرافيين
الذين يقولون :
إنَّما نحن أهل السنة والجماعة ،
نفرق الأمة عندما نقول :
اتركوا هذه الخرافات !!
فماذا يكون جوابهم
عن وجود قطبين
في وقت واحد ؟
الله أعلم .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
المهم :
أن بعضهم أيضاً يدَّعي أنَّه
أعلى مِن درجة القطبية ،
مثلاً :
أحمد الرفاعي مؤسسة الرفاعية يدَّعي ذلك ،
فقد نقل عنه الشعراني أنَّه قال له أحد تلاميذه :
يا سيِّدي أنت القطب ؟
فقال : نزِّه شيخك عن القطبيَّة ،
فقال : وأنت الغوث ؟
فقال :
نزَّه شيخك عن الغوثيَّة !! .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ويعلِّق الشعراني على هذا قائلا :
قلت :
وفي هذه دليل على أنَّه
تعدَّى المقامات ، والأطوار ؛
لأنَّ القطبيَّة ، والغوثيَّة مقامٌ معلومٌ ،
ومن كان مع الله وبالله
فلا يُعلم له مقام ،
وإن كان له في كلِّ مقامٍ مقالٌ
والله أعلم . أ.هـ
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقول :
إنَّ الصوفية متفقون على أنَّه ليس بعد القطبية
إلا الألوهية ،
وفيما أعلم أنه ليس هناك عندهم خلاف بهذا ،
فدرجة القطب أعلى درجة ،
وليس هناك مقام أعلى مِن مقام القطبيَّة .
إذاً فهذا يتفق مع دعواهم
الاتحاد بالله سبحانه وتعالى ،
أو حلول الله فيهم ،
أو وحدة الوجود ،
أي : أنه ليس بعد درجة القطبية
إلا أن يكون درجة الألوهية
فيتحد بالله ؛
فكأنَّه هو الله!!
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
وليس هذا غريباً
بعد أن سمعنا ،
ونعلم جميعاً ما صرَّحوا به من قولهم :
أنا الله !
وما في الجبة غير الله !
وقول ابن عربي :
العبد رب ، والرب عبد
فهذا كله جائز الموارد .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
بقيَ أن نتحدث عن بعض
أعمال القطب الأعظم ،
غير تصرفه في الكون !
وإنقاذه الملهوفين وإغاثتهم !
مما سيأتي ذكره في الكرامات ،
هناك أمرٌ خطيرٌ جدّاً
- وهو كما قلنا -
يتعلق بمنهج الصوفيَّة في التلقي
الذي هو أصل موضوعنا هنا :
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
مِن أعظم
أعمال القطب الأعظم :
التشريع ،
يشرَّع لهم الأذكار ،
والأوراد ،
والأدعية،
ثم يستعملونها
وهي - كما يزعمون -
ترفع المريدين إلى الملأ الأعلى ،
توصله إلى العرش ،
بالقوة الروحانيَّة !
كما في كتاب – وهو مطبوع –
"أوراد الرفاعية " ،
وأيضاً "الأوراد الشاذلية "
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
كتب الأوراد تقرأ فيها
أن لهذا الذكر
قوة روحانية عظمى دافعة …إلى آخره ،
هذه القوة الروحانية - في زعمهم -
تجعل الذاكر المريد هذا
يرى الرسول صلى الله عليه وسلم يقظة ،
بل تجعله يرى الله تعالى
بزعمهم !!
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ونختار من هذه التشريعات
قضيتين
كانتا مما ناقش ،
وجعجع حولها الرفاعي
– وتعرض لها أصحابه أيضاً -
وهي قضية صلاة الفاتح ،
والقضية الثانية :
قضية التوحيد والوحدة .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
صلاة الفاتح
ذكَر نصَّها الرفاعي
في صفحة (67) مِن "ردِّه" ،
وهي :
"اللهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك على سيِّدنا محمَّد
الفاتح لما أغلق ، والخاتم لما سبق ،
وناصر الحق بالحق ،
والهادي إلى صراطك المستقيم
صلى الله عليه وسلم ،
وعلى آله وأصحابه حق قدره ،
ومقداره العظيم" .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
وأعرف ممن هداهم الله سبحانه وتعالى
ممن كان في جانبهم مَن أحضرها لي ،
وذكر لي كم يقولونَها مِن مَرَّات ،
وماذا يحصل نتيجة هذه القراءة ،
وأيضاً هناك مصدر وثيق موجود
وهو كتاب "التيجانية "
فقد ذكَر هذه الصلاة ،
وتعرَّض لها .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يهمُّنا هنا قضية القطب ،
أو أنها من أعمال القطب ،
قول الرفاعي : أن هذه الصلاة
- نقلاً عن القسطلاني – يقول :
هذه أنفاسٌ رحمانيَّة ،
وعوارف صمدانيَّة –
أي : كأنها مِن أنفاس الرحمن ،
ومن عوارف الصمد سبحانه وتعالى -
لقطب دائرة الوجود
وبدر أساتذة الشهود ،
تاج العارفين ،
سيِّدنا ، وأستاذنا ،
ومولانا الشيخ
محمد بن أبي الحسن البكري .. إلى آخره .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يعني :
مادام أن هذا القطب البكري هو الذي وضعها ،
وهو الذي كتبها :
فهي أنفاس رحمانية ،
وعوارف صمدانية ،
ولا يحق لأحدٍ أن يعترض عليها
على الإطلاق ،
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
والتيجانية أخذوا هذه
- ما دامت عن هذا القطب - ،
وعلى أي حال :
ماذا يقول عنها التيجانية :
يقول مؤلف كتاب "التيجانية"
صفحة (116) :
قال مؤلف "جواهر المعاني" مِن التيجانية :
ثم أمرني بالرجوع صلى الله عليه وسلم
إلى صلاة الفاتح لما أُغلق ،
فلما أمرني بالرجوع إليها
سـألتُه صلى الله عليه وسلم عن فضلها ؛
فأخبرني أولاً :
بأنَّ المرة الواحدة منها
تعدل مِن القرآن ست مرات !!
– يعني :
الذي يقرأ هذه الصلاة مرة واحدة
كأنه قرأ القرآن ست مرات !
لاحظوا مَن الذي يزدري كتاب الله ،
ويحتقره ،
وبالتالي يحتقر رسول الله ،
ويكرهه ، ولا يحبه ؟ -
ثم أخبرني ثانياً :
أن المرة الواحدة منها
تعدل مِن كلَّ تسبيحٍ وقع في الكون ،
ومِن كلِّ ذكرٍ ،
ومِن كل دعاءٍ كبيرٍ أو صغيرٍ ،
ومن القرآن :
ستة آلاف مرة ؛
لأنَّه مِن الأذكار
- أي : القرآن - .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ثم أيضاً يذكر في صفحة (117) :
أنهم يعتقدون أنها مِن كلام الله ،
وفى ذلك يقول مؤلف "الرماح"
أنَّ مِن شروط هذه الصلاة :
أنْ يعتقد أنَّها مِن كلام الله ،
وهاشم الرفاعي نفسه في "ردِّه"
ينقل أنَّها أنفاس رحمانية
مِن أنفاس الرحمن
- نسبةً للرحمن - .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
إذاً هذا يؤيد ما قلناه
مِن أن القطب عندهم
له درجة الألوهية
حتى أنَّه يشرِّع هذه الأشياء ،
ويقول : إنَّها مِن الله ،
وأنَّ على الذاكر
أن يعتقد أنَّها مِن كلام الله .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ويقول أيضاً مؤلف "التيجانية" :
وقال مؤلف "بغية المستفيد"
:
مع اعتقاد المصلِّي أنَّها ليست مِن تأليف البكري ،
ولا غيره ،
وأنَّها وردت مِن الحضرة القدسيَّة ،
مكتوبةً بقلم القدرة
في صحيفة نورانيَّة . أ.هـ
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
هذه هي صلاة الفاتح ،
وهذه قيمتها عندهم ،
وهي أيضاً مِن كلام الله
عند الصوفية
ولها هذه المنـزلة .
وفي صفحة (110) مِن "الذخائر"
يذكر محمد علوي مالكي
هذه الصلاة ويشرحها .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
انظر كيف :
هذا رفاعي ، وهذا تيجاني ،
والمالكي طريقته – أظن –
على الطريقة الحسينيَّة العربيَّة في مصر .
المهم الطرق تختلف
لكنهم يتفقون على هذه الصلاة التي يقولون :
أنَّ مَن ذكرها ،
وقرأَ بها :
أفضل مِن القرآن ستَّة آلاف مرة ،
فانظروا بعد ذلك
أي كفرٍ ،
وأي شركٍ
فوق هذا ؟ .