-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
إذا نظرنا إلى هذه العبر ؟
هل يمكن أنْ يقول علي رضي الله عنه هذا الكلام ؟
ما معنى "أدخلتُ لساني في فمي" ؟
وأين كان اللسان ؟
وانظر إلى ركاكة العبارة ، وصياغتها ،
ثم كيف يحكم علي رضي الله عنه لأهل التوراة بتوراتهم ،
ولأهل الإنجيل بإنجيلهم !
والله عز وجل قد نسخ هذه الكتب ،
ونسخ هذه الشرائع ؟
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
وكيف عرف علي رضي الله عنه ذلك ،
ونحن عندنا الحديث الصحيح
الذي رواه البخاري ، ومسلم ،
والإمام أحمد ، وغيرهم ،
والأئمَّة في مواضع كثيرة :
"أنَّ أحد أصحاب علي رضي الله عنه
– وهو أبو جحيفة - قال له :
يا أمير المؤمنين هل خصَّكم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم
بشيءٍ مِن العلم ؟
فقال علي رضي الله عنه :
لا والذي فلق الحبَّة ، وبرأ النسمة ،
ما خصَّنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بشيءٍ مِن العلم ؛
إلا ما في هذه الصحيفة ،
أو فهماً يؤتاه المرء من كتاب الله عز وجل ،
فأخرج الصحيفة ،
فإذا مكتوب فيها :
العقل - أي : الديات - ،
وفكاك الأسير ،
وأن لا يُقتل مسلمٌ بكافر ،
- وفي بعضها - :
أنَّ المدينة حَرامٌ" .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
فهي وثيقة كتبها النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ،
ويقال :
إنَّها مِن الوثائق التي كتبها مِن معاهدات الصلح ،
احتفظ بها علي رضي الله عنه .
المهمُّ :
أنَّه يُقسِم أنَّ ذلك لم يكن ،
هذا دليل على أنَّ الدعوة قديمة قيلت في عهده رضي الله عنه ،
وأنَّ عبد الله بن سبأ ،
والزنادقة الذين كانوا معه مِن اليهود ، وأمثالهم :
هم الذين ابتدعوها .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
وننظر إلى كتاب "طي السجل"
- وهو أحد مراجع الرفاعي في ردِّه على الشيخ ابن منيع -
في صفحة (322) ،
يقول :
يُروى أنَّ الإمام جعفر الصادق أخذ علم الباطن
عن جده لأمِّه
الإمام القاسم بن محمد بن سيدنا أبي بكر الصديق
رضي الله عنهم أجمعين ،
وهو أي :
أبو بكر رضي الله عنه
أخذ عن سيِّدنا سلمان الفارسي رضي الله عنه *!
وهو أخذ عن سيِّد المرسلين صلى الله عليه وسلم ! ! .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
لكن يقول بعد ذلك :
وقد صحَّ أنَّ سلمان تلقى علم الباطن
عن أمير المؤمنين علي ،
وهو ابن عمه صلى الله عليه وسلم ،
فلا فرق
إذا الكلُّ راجع إليه صلوات الله عليه.
أين هذا العلم الباطن ؟
وما هو هذا العلم الباطن الذي أخذوه ؟
وأين يوجد ؟
ولماذا وُضع سلمان بالذات ؟
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
لاحظوا أنَّ الباطنية تضع سلمان لأنَّ أصل هذه الفكرة ،
سواء التصوف ، أو الباطنيَّة ، أو الزنادقة :
جاءت مِن الأفكار المجوسيَّة ، والوثنيَّة – والهندية ، وغيرها - .
والرجل الأعجمي
الذي كان في عهد النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم
في تلك الديار :
هو سلمان رضي الله عنه ،
فإذاً فليُجعل هذا هو التُّكئة ،
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
وجُعل سلمان عند بعض طرق الباطنية
هو الباب ، أو الحجاب ، إذا الإمام مستور !!
وعند الشيعة هو رضي الله عنه مع أبي ذر ،
والمقداد ، وعلي - هؤلاء الأربعة -
هم الوحيدون المسلمون مِن الصحابة!!
وإن كان بعضهم يصلهم إلى أكثر مِن هؤلاء الأربعة
فيضيف عمَّار ، وأمثاله .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
المهمُّ :
أنَّه هو مِن المعدودين مِن الذين ثبتوا على الإسلام ،
ولم يرتدوا ، لماذا ؟
لأنَّ الفكرة التي تهيئ نفسها :
فكرة يهوديَّة ، مجوسيَّة ؛
إنَّما نشأت في بلاد المجوس ،
وانتشرت عن طريقهم ،
فيوضع سلمان رضي الله عنه في السند ،
وأنَّه تلقى علم الباطن .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ما هو هذا العلم الباطن ؟
هذا الذي نجده في كلام الصوفيَّة
في تفسيرهم الذي يسمونه "التفسير الإشاري" ،
في إشاراتهم ، في أقوالهم ، في كتبهم ،
هذا العلم الباطن ،
الذي هو تعبيرٌ آخر
عن ما يسمَّى العلم اللدني ، أو علم الحقيقة ،
ليس هو العلم الذي بين أيدينا ،
ليس هو البخاري ،
ولا مسند الإمام أحمد ،
ولا كتب الفقه المعروفة أبداً .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ولذلك قلتُ :
إنَّ معرفتنا بمنهج المتصوفة :
أهمُّ مِن الردِّ التفصيلي عليهم ؛
بأنَّ هذا الحديث ضعيف الذي استشهدتم به ،
أو هذا الحديث صحيح ،
أو غير ذلك ،
نقول لهم :
أصلاً ليس مِن منهجكم العلمي
أنْ ترجعوا إلى كتب السنَّة ، ولا إلى غيرها
حتى تردُّوا علينا "بأنَّكم ضعفتم حديثاً ، ونحن نصححه" ،
والخلاف يسير ،
ولا داعي للتكفير .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
لا ،
أنتم مرجعكم إلى الكشف ،
إلى الحال ،
إلى الذوق ،
إلى الوجد ،
وليس مرجعكم نصوص الوحي ،
فهذا العلم اللدني الذي تتلقونه عن طريق الكشف ،
هذا العلم الباطن :
نحن نبدأ الجدال ،والنقاش بيننا وبينكم
من هذه النقطة ؛
إمَّا أنْ تعودوا إلى الشريعة ،
وإمَّا أن تُصروا على أنَّ ما أنتم عليه هو الحقيقة ،
وهو العلم الباطن ،
فتأخذون حكم الباطنيَّة ،
وحكم الملاحدة الذين يدَّعون ذلك.
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
وبمناسبة قولهم رؤية النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في المنام
- كما سبق - ،
وبمناسبة قضية العلم اللدنِّي ؛ أنقل قصة عن أحد أئمَّة الرفاعيَّة ،
ومشايخها الكبار ،
الذين أخذوا عن أحمد الرفاعي المؤسس ؛
ننقل هذه كما أوردها صاحب كتاب " طي السجل"
صفحة (368) ؛
نقرأ قصة إلباس الخرقة للشيخ علي الأحور ،
كما نقلها هذا الرجل ،
يقول مؤلف "طي السجل" :
وهنا نذكر تيمُّناً قصة إلباس الخرقة للشيخ الجليل علي الأحور
شيخ السيد علي الأهدل ،
مِن يد حضرة القطب الأعظم
السيد الكبير أحمد الرفاعي رضي الله عنه ،
بأمر النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ،
قال الإمام العلامة أبو بكر الأنَّصاري في "عقود اللآل"
حين ترجم للعارف الأحور ما نصه :
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
شيخ الشيوخ ، الإمام ، العارف ،
الشيخ علي الأحور بن أحمد .. الخ النسب ،
أخذ في بداية أمره عن الشيخ العارف بالله عبد القادر الجيلي
– يعني : الجيلاني - قدس الله سرَّه ،
رأى بـ " أسعر " من بلاد الجزيرة
سنة ستين وخمسمائة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وقال : يا رسول الله ،
دلني على أحب مشايخ الوقت إليك ،
وأحبهم طريقة عندك لأتمسك به ؟
قال عليه الصلاة والسلام :
يا علي أحب مشايخ الوقت إليَّ ،
وأرضاهم عندي طريقة :
طريقة ولدي السيد أحمد الرفاعي صاحب "أم عبيدة"
– وأم عبيده بلدة في جنوب العراق في البطائح
التي كان يعيش فيها الرفاعي –
قلت يا رسول الله :
وكذلك هو – (يعنى هو أفضل المشايخ) - ؟
قال : وكذلك هو ، رغماً على أنفك !
وضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه ،
قال الأحور :
فانتبهت خائفاً ، مرعوباً ،
وقمت على قدم الإخلاص راجعاً أكر إلى "أم عبيدة" ،
فلما دخلتُ على سيدي إمام القوم ،
تاج الطائفة ،
السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه ،
وطلبتُ منه الخرقة ؛
فقال لي :
أنا وأخي عبد القادر والفقراء كلهم واحد
فالزم شيخك .
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
قال سفر :
لاحظ تقسيمات الصوفيَّة ،
هم الذين يفرِّقون الأمَّة ،
هذا تبع هذا الشيخ ، وهذا تبع هذا ،
ما يحق لهذا أن يأخذ من هذا ،
ولا هذا يأخذ من هذا ؛
فكأن المسألة شركات ، ومساومات ،
ويحصل بينهم الغضب الشديد
على أن طالباً أخذه هذا من هذا.
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
فالرفاعي يقول :
الزم شيخك ،
قال : فقلت لي معك خلوة ،
قال : فليكن ،
قال : فلما خلوتُ به :
قلت : بالله أسألك مَن أرضي المشايخ طريقة اليوم ،
وأحبهم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ،
فقال – أي الرفاعي - :
مَن يقال ذلك بشأنه :
"على رغم أنفك"
– يعني : نفسه - ،
يقول :
- يعني : أحمد الرفاعي –
يدَّعي علم الغيب ،
ويدَّعي أنه عرف الرؤيا ،
وأن الرسول صلى الله عليه وسلم
لما قال لهذا المريد على :
"رغم أنفك"
- يعني : الرفاعي –
فالرفاعي عنده خبر بهذا الكلام ،
ولذلك يقول للمريد :
أفضلهم مَن قيل في حقه على "رغم أنفك" ،
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقول هذا المريد الأحور :
فأغشي عليَّ من هيبته ؛
فأجلسني بيديه ،
وتواضع لي كل التواضع ،
وقال : يامبارك أنت ما تعرف الملاطفة ،
طيب خاطرك !
قلت :
لا برحتُ إلا بخرقتك ،
قال : لا جعلني الله ممن يفرق بين الفقراء ،
ويفضل نفسه عليهم ،
اصبر هنا برهة يسيرة ، ويقضي الله خيراً ،
قال : فمكثتُ سنَةً كاملةً
لا أتجرأ على ذكر شيءٍ مما أنا فيه ،
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
وقد جاء شهر ربيع الآخر
وفي أول ليلة منه رأيتُ الرسول صلى الله عليه وسلم !!
وأنا في زاوية من زوايا "الرواق" ،
فطرحتُ نفسي على قدميه ،
وقلت : يارسول الله ، في الليل تشرفني برؤيتك بـ"أسعر" ،
وأنا أنتظر أن يسلكني ولدك السيد أحمد الرفاعي
– قال سفر :
هذا من رفاعة ويقول ولدك !! –
طريقتك المباركة ،
فتبسم عليه الصلاة والسلام ،
وقال : يا علي..
فنادى أحمد ،
فجاء سيدي السيد أحمد الرفاعي خاشعاً ، متواضعاً ،
فقبَّل يد النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ، ووقف أمامه ،
وقال عليه الصلاة والسلام : يا ولدي !
سلِّك الشيخ على طريقتك ،
وألبسه الخرقة ! ،
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
فقال : روحي لك الفداء يا حبيبي ،
عليك من ربك أفضل الصلاة والسلام ،
أنت تعرف أنني لا أحب التفرقة بين فقراء الوقت ،
وقصْد الجميع أنت بعد الله سبحانه وتعالى
– قال سفر :
يعنى يقول :
أنا لا أريد أن أعتدي على الشيخ عبدالقادر الجيلاني ،
كلُّنا واحد ،
وأنت مقصد الجميع –
فقال : كذلك ،
ولكن أنت شيخ الوقت ،
شيخ الفقراء كلهم ،
فافعل ما آمرك به ،
فقبَّل الأرض بين يدي رسول الله.
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقول هذا المسمَّى الأحور :
فانتبهتُ فرحاً مسروراً ،
فأحسْنت الوضوء ، وصليتُ ما تيسَّر ،
ودخلتُ جامع "الرواق" لأداء صلاة الصبح مع الجماعة ،
فرآني سيدي قبل دخولي باب المسجد ،
فأخذ بيدي ، وضمَّني إليه ،
وأجلسني على بارية هناك ،
وأخذ عليَّ العهد ،
وألبسني الخرقة !
وقال : هذه لك مِن رسول الله صلى الله عليه وسلم !
فالبسْها مباركةً إن شاء الله تعالى !
– قال سفر :
يعني :
في نفس الوقت الرفاعي يعلم الغيب ،
عرف الرؤيا ،
وعرف ما قاله الرسول بزعمهم للأحور - .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
قال :
وفي اليوم الثامن من ربيع الآخر
توفي الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله في بغداد … إلى آخره .
يعني :
ألْبسه الخرقة ،
فتوفي عبد القادر - شيخه الأول -
فكان أحمد الرفاعي هو الشيخ البديل ،
فنقول :
هذا نموذج مِن نماذج كثيرة جدّاً
نعرف بها ادَّعاؤهم بهذا العلم اللدنِّي ،
ومع تعلقهم بالرسول صلى الله عليه وسلم
ادَّعوا أنَّهم يحبونه
وما قصدهم ، وما هدفهم إلا ما ذكرنا ،
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
وأنا الآن أنقل عن من هو أقدم مِن هؤلاء
لنعرف حقيقة سبب غلوهم
في النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ؛
وهو الحلاج ،
والحلاج : أُفتِيَ بكفره
– ولله الحمد -
في محضر كبير من علماء المسلمين ،
وأقيم عليه الحد ،
وقتل بتهمة الزندقة
بعد أن اعترف بكثيرٍ مِن الكفريات ،
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
وأنا الآن أقرأ بعض ما ذكر
مما يتعلق بموضوع الغلو في النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ،
ليجد أساسه عند الصوفيَّة ،
للحلاج كتاب اسمه كتاب "الطواسين "
– مطبوع –
يبتدأ من صفحة 82 ،
من كتاب "أخبار الحلاج" ،
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
أوَّل الطواسين :
هو طاسين السراج ،
طبعا السراج يقصد النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم ،
أي : السراج المنير يقول :
طاسين ، سراج مِن نور الغيب ،
بدأ وعاد ، وجاوز السراج وساد ،
قمرٌ تجلى مِن بين الأقمار ،
برجه من فلك الأسرار ،
سمَّاه الحق أمِّيّاً لجمع همَّته ،
وحَرَمِيّاً – يعني : نسبة إلى الحرم – لعظم نعمته ،
ومكيّاً لتمكينه عند قربه ،
شرَح صدرَه ، ورفع قدره ، وأوجب أمره ،
فأظهر بدره ،
طلع بدره من غمامة اليمامة ،
وأشرقت شمسه من ناحية تهامة ،
وأضاء سراجه من معدن الكرامة ،
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
… إلى أن يقول :
ما أبصره أحد على التحقيق سوى الصدَّيق ؛
لأنَّه وافقه ثم رافقه ؛
لئلا يبقى بينهما فرق ،
ما عرفه عارف إلا جهل وصفه ،
{ الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم
وإن فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون } ،
أنوار النبوة مِن نوره برزت ،
وأنوارهم مِن نوره ظهرت ،
وليس في الأنَّوار نور
أنور وأظهر وأقدم من القدم
سوى نور صاحب الكرم ،
همته سبقت الهمم ، ووجوده سبق العدم!!!
واسمه سبق القلم
– أي : قبل أن يخلق القلم –
لأنَّه كان قبل الأمم ،
ما كانت الآفاق وراء الآفاق ودون الآفاق
، أظرف ، وأشرف ، وأعرف ، وأرأف ،
وأخوف ، وأعطف من صاحب هذه القضية ،
وهو سيِّد البرية الذي اسمه أحمد ،
ونعته أوحد ، وأمره أوكد ،
وذاته أوجد ، وصفته أمجد، وهمَّته أفرد ،
يا عجباً ما أظهرَه ، وأنضره ، وأكبره ،
وأشهره ، وأنوره ، وأقدره ، وأظفره ،
لم يزل كان ،
كان مشهوراً قبل الحوادث ،
والكوائن ، والأكوان ، ولم يزل ،
كان مذكوراً قبـل القبـل ،
وبعد البَعد والجواهر والألوان ،
جوهره صفويٌّ ، كلامه نبويٌّ ، علمه عَلَويٌّ
– نسبة إلى علي - ،
عبارته عربيٌّ ، قبيلته لا مشرقي ، ولا مغربي ،
جنسه أبويٌّ ، رفيه رفويٌّ ، صاحبه أميٌّ ...
إلى آخر الكلام الذي ينقله الحلاج ،
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
إلى أن يقول :
الحق وبه الحقيقة ،
هو الأول في الوصلة ،
وهو الآخر في النبوة ،
والباطن بالحقيقة ، والظاهر بالمعرفة ،
ما خرج عن ميم محمد ،
وما دخل في حائه أحد ،
حاؤه ميم ثانية ،
والدال ميمٌ ،
داله دوامه ،
وميمه محله ،
وحاؤه حاله ،
وحاله ميم ثانية .
قال سفر :
هذه الطلاسم التي يذكرونها ،
هي حساب "الجمَّل" ،
أو "أبو جاد" ،
أو أبجد هوز .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
نستمر في كلام الحلاج الذي نرى حقيقته ،
وحقيقة دينه
من قوله في طس الأزل والالتباس ،
يقول :
قيل لإبليس : اسجد ، ولأحمد انظر ،
هذا ما سجد ، وأحمد ما نظر!
ما التفت يميناً ولا شمالاً ، ما زاغ البصر ، وما طغي
– قال سفر :
يعني يشبِّه موقف النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم
بموقف إبليس
- والعياذ بالله -
وأن إبليس لم يسجد ،
وأحمد لم ينظر
فالاثنان سواء،
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
فإن قلت
كيف يشابه النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم
إبليس ،
فيقول لك :
لا تستغرب،
أنظر ماذا قال بعد ذلك
في صفحة (99) يقول :
تناظرت مع إبليس وفرعون في "الفتوة"
– وهي : درجة مِن درجات الصوفيَّة ،
ومقام من مقاماتهم -
فقال – أي : إبليس يقول للحلاج - :
إن سجدتُّ سقط عني اسم الفتوة !
وقال فرعون :
إن آمنتُ برسوله سقطتُّ من منـزلة "الفتوة"
– والعياذ بالله –
وقلت أنا – يقول الحلاج – :
إن رجعت عن دعواي ،
وقولي سقطت من بساط "الفتوة" –
قال سفر :
ودعواه هي وحدة الوجود - .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقول :
وقال إبليس
أنا خير منه حين لم يره غيره خيراً ،
وقال فرعون :
ما علمت لكم من إله غيري
حين لم يعرف في قومه من يميِّز بين الحق والباطل
– قال سفر :
أهل وحدة الوجود ،
يصدِّقون كلام فرعون
في قوله
"ما علمتُ لكم مِن إله غيري" ،
يقول :
وقلت أنا :
إن لم تعرفوه فاعرفوا آثاره ،
وأنا ذلك الأثر وأنا الحق!!
– قال سفر :
الحلاج كان يقول
أنا الحق
– يعني : أنا الله – .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقول :
وأنا ذلك الأثر ،
وأنا الحق
لأنَّي مازلت أبداً بالحق حقّاً ،
فصاحبي وأستاذي
إبليس وفرعون،
هُدِّد بالنار وما رجع عن دعواه ،
وفرعون أغرق في اليم وما رجع في دعواه ،
ولن يضر بالواسطة البتة ،
لن يضر بالوسائط ،
ولكن قال
"آمنت أنه لا اله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل" ،
وألم تر أنَّ الله قد عارض جبريل لشأنه ،
فقال :
لماذا ملأتَ فمه قملاً ؟ .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
أقول :
ما في كتاب "الذخائر"
لعلوي مالكي
أصله :
مِن مثل كلام الحلاج هذا .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
والحلاج ممن أسَّس لهم الغلو
في النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم
بمثل هذا الكلام
حين يجعله - والعياذ بالله – كإبليس !
وحين يقول إنه مخلوق قبل الأكوان جميعاً ،
وقبل أن توجد السموات والأرض ،
إلى غير ذلك من الكلام ،
الذي احتج به الرفاعي وصاحباه
احتجا بأن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم
كان مخلوقاً قبل الكائنات .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
أما أن نبوة النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم ثابتة ،
أو حق قبل خلق السموات والأرض
كما ورد في بعض الأحاديث
"كنت نبياً وآدم بين الروح والجسد" :
فعلى فرض صحة هذه الأحاديث ،
[ نقول ]
نعم نبوة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ثابتة ؛
لأنَّ الله عز وجل
"كتب في اللوح المحفوظ كل شيءٍ
قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة" ،
كما في الحديث الصحيح ،
ومما كتب أن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم سيكون نبيّاً وسيبعث ،
فإثبات النبوة شيء ،
وإثبات أنه أول من خُلق
– كما يقول هؤلاء الخرافيون -
شيءٌ آخر.
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ونعود فنؤكد أن وراء غلو الصوفيَّة
في النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم
وما يدَّعونه من المعجزات ،
وما يضعونه ، ويفترونه على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ،
وعلى السنَّة ، والسيرة
من هذه الأكاذيب ، والمخترعات ،
والخزعبلات
إنما قصدهم بذلك
إثبات هذه الأكاذيب والخزعبلات للأولياء
بدعوى أنها :
ما كان للنَّبيِّ من معجزة فهو للوليِّ كرامة ،
وهذه دعوى خبيثة.
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ولو نظرنا إلى المولد أيضاً
لوجدنا اعتناءهم بمولد النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ،
وهو الذي أسـسه العبيديون الزنادقة الباطنية ،
فهم أول من أسَّـسه ،
لو نظرنا إلى اهتمامهم بالمولد
لرأينا أنهم يستمدون منه الاهتمام بموالد أئمتهم ، وسادتهم ،
بل قد يعتقدون أن موالد أئمتهم ، وسادتهم ، وأصحاب طرقهم :
أعظم مِن المولد الذي يقيمونه للرسول صلى الله عليه وسلم ،
حتى المولد نفسه إنما يقيمونه لهذا الغرض ،
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ولو شئتم لقرأتُ عليكم ما نقله كتاب "طبقات الشعراني "
عن مولد أحمد البدوي – سيِّدهم - مِن مصر
الذي يقال له أحمد البدوي
يقول الشعراني :
قلت :
وسبب حضوري مولده كلَّ سنَة
أن شيخي العارف بالله تعالى
محمد الشناوي رضي الله عنه !
أحد أعيان بيته رحمه الله قد كان أخذ عليَّ العهد بالقبة
تجاه وجه سيدي أحمد رضي الله عنه ،
وسلمني إليه بيده ،
فخرجت اليدُ الشريفة إلى الضريح !
وقبضتْ على يدي ،
وقال : سيدي يكون خاطرك عليه ،
واجعله تحت نظرك ،
فسمعتُ سيدي أحمد رضي الله عنه
مِن القبر
يقول :
نعم !! .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
قال سفر :
أحمد البدوي توفي قبل الشعراني
بحوالي ثلاثمائة سنة !
سمعه من القبر
يقول :
نعم ،
وأخرج يده ،
وبايعه .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقول :
ثم إني رأيتُه بمصر مرة أخرى
هو وسيدي عبد العال ،
وهو يقول :
زرنا بطندتا – وهي : طنطا -
ونحن نطبخ لك ملوخية ضيافتك ،
فسافرت ، فأضافني غالب أهله ،
وجماعة المقام ذلك اليوم
كلهم بطبيخ الملوخية .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقول :
ثم رأيته بعد ذلك
وقد أوقفنى على جسر "قحافة" تجاه طندتا ،
وجدته سوراً محيطاً ،
وقال : قف هنا ،
أدخل عليَّ من شئت
وامنع من شئت .
قال سفر :
يعني : الجسر تحول إلى سور عريض
ويقول له :
أنت هنا ،
كل مَن يحضر المولد :
أدخل من أردت ،
وامنع مَن أردت مِن حضور المولد .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقول :
ولما دخلتُ بزوجتي فاطمة أم عبدالرحمن ،
وهي بكر ،
مكثت خمسة شهور لم أقرب منها ،
فجاءني وأخذني وهي معي ،
وفرش لي فرشاً
فوق ركن القبة التى على يسار الداخل ،
وطبخ لي حلوى ،
ودعا الأحياء والأموات إليه ،
وقال :
أزل بكارتها هنا !!
فكان الأمر تلك الليلة ..
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
إلى أن يقول :
وتخلفتُ عن ميعاد حضوري للمولد سنة 948 ،
وكان هناك بعض الأولياء
فأخبرني أنَّ سيدي أحمد رضي الله عنه
كان ذلك اليوم
يكشف الستر عن الضريح،
ويقول :
أبطأ عبدالوهاب ما جاء
- يعني : هو الشعراني فاسمه عبد الوهاب -
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
- وأردت التخلف سنَةً من السنين –
يعني : عن المولد
- فرأيت سيدي أحمد رضي الله عنه
ومعه جريدة خضراء
وهو يدعو الناس من سائر الأقطار ،
والنَّاس خلفه ، ويمينه ، وشماله ،
أمم ، وخلائق لا يحصون
فمر عليَّ وأنا بمصر ،
فقال أما تذهب ؟
فقلت : بي وجع ،
فقال : الوجع لا يمنع المحب ،
ثم أراني خلقاً كثيراً مِن الأولياء وغيرهم
الأحياء ، والأموات من الشيوخ ،
والزَّمنى ، بأكفانهم يمشون ،
ويزحفون معه يحضرون المولد ،
ثم أراني جماعة من الأسرى
جاؤا من بلاد الإفرنج مقيَّدين ، مغلولين ،
يزحفون على مقاعدهم،
فقال :
انظر إلى هؤلاء في هذا الحال ،
ولا يتخلفون ،
فقويَ عزمي على الحضور ،
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
فقلت له :
إن شاء الله تعالى نحضر ،
فقال لابد مِن الترسيم عليك ،
فرسم عليَّ سبُعيْن
– يعني : وضعه بحراسة سبُعين –
عظيمين أسْوَدين كالأفيال ،
وقال :
لا تفارقاه حتى تحضرا به ،
فأخبرتُ بذلك
سيدي الشيخ محمد الشنَّاوي رضي الله عنه ،
فقال :
سائر الأولياء يَدْعون الناس بقصَّادهم
– يعني: يوصون من يدعوهم إلى مولده –
وسيدي أحمد رضي الله عنه
يدعو الناس بنفسه إلى الحضور ،
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ثم قال :
إن سيِّدي الشيخ محمد السروي
رضي الله تعالى عنه شيخي
تخلَّف سنَةً عن الحضور ،
فعاتبه سيِّدي أحمد رضي الله عنه ،
وقال :
موضع يحضر فيه
رسول اللهصلى الله عليه وسلم ،
والأنبياء عليهم الصلاة والسلام معه ،
وأصحابه ،
والأولياء رضي الله عنهم ؛
ما يحضره ؟
فخرج الشيخ محمَّد رضي الله عنه إلى المولد
فوجد الناس راجعين ،
وفات الاجتماع ،
فكان يلمس ثيابهم ،
ويمرُّ بها على وجهه !! .أ.هـ
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقول الشعراني :
وقد اجتمعتُ مرة أنا وأخي
أبو العباس الحريثي رحمه الله تعالى
بوليٍّ مِن أولياء الهند بمصر المحروسة ،
فقال رضي الله عنه :
ضيِّفوني فإني غريب ،
وكان معه عشرة أنفس ،
فصنعتُ لهم فطيراً ، وعسلاً فأكل ،
فقلت له :
مِن أيِّ البلاد ؟
فقال : مِن الهند ،
فقلت : ما حاجتك في مصر ؟
فقال :
حضرْنا مولد سيِّدي أحمد رضي الله عنه ،
فقلت له : متى خرجتَ مِن الهند ؟
فقال :
خرجنا يوم الثلاثاء ،
فنمنا ليلة الأربعاء
عند سيِّد المرسلين صلى الله عليه وسلم ،
وليلة الخميس
عند الشيخ عبدالقادر رضي الله عنه ببغداد ،
وليلة الجمعة عند سيِّدي أحمد رضي الله عنه بطندتا ،
فتعجبْنا مِن ذلك ،
فقال :
الدنيا كلها خطوة
عند أولياء الله عز وجل ،
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
واجتمعنا به يوم السبت
انفضاض المولد طلعة الشمس ،
فقلنا لهم :
مَن عرَّفكم بسيِّدي أحمد رضي الله عنه
في بلاد الهند ؟
فقالوا :
يالله العجب
أطفالنا الصغار
لا يحلفون إلا ببركة سيِّدي أحمد
رضي الله عنه ،
وهو من أعظم أيمانهم
- قال سفر :
انظروا إلى هذا الشرك -
وهل أحدٌ يجهل سيِّدي أحمد رضي الله عنه ؟
إن أولياء ما وراء البحر المحيط ،
وسائر البلاد ، والجبال
يحضرون مولده رضي الله عنه .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقول الشعراني :
وأخبرني شيخنا الشيخ محمد الشناوي
رضي الله عنه
أن شخصاً أنكر حضور مولده
فسُلب الإيمان !!
فلم يكن فيه شعرة تحنُّ إلى دين الإسلام
فاستغاث بسيِّدي
أحمد رضي الله عنه ،
فقال :
بشرط أن لا تعود ؟
فقال : نعم ،
فردَّ عليه
ثوب إيمانه !
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ثم قاله له :
وماذا تنكر علينا ؟
- يعني : في المولد -
قال : اختلاط الرجال والنساء ،
فقال له سيِّدي أحمد رضي الله عنه :
ذلك واقعٌ في الطواف ،
- قال سفر:
يختلط الرجال بالنساء في الطواف ،
ويشبِّه مولده بالطواف –
ولم يمنع أحدٌ منه ،
ثم قال :
وعزة ربي ما عصى أحدٌ في مولدي
إلا وتاب وحسنت توبته ،
وإذا كنتُ أرعى
الوحـوش ،
والسمك في البحـار ،
وأحميـهم مـن بعضهم بعضاً ،
أفيعجزني الله عز وجل
عن حماية مَن يحضر مولدي ؟
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
قال سفر :
هذا هو التصرف في الكون ،
إنَّه حتى الوحوش يحميها بعضها من بعض ،
ويحجزها ،
والسمك في البحار ،
فيتصرف في هذه الأمور كلها ،
فكيف لا يتصرف فيمن يحضر مولده ؟
هذا هو أحمد البدوي ،
ماذا تتوقعون أن يقولوا
في مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
إن قالوا
أعظم من هذا :
فهو – والعياذ بالله –
الشرك والكفر ،
وإن قالوا :
لا ، نحن نفضل مولد البدوي
على مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ،
ونعطي البدوي مِن الولاية والاختصاص
ما لا نعطي الرسول صلى الله عليه وسلم :
فهي الطامَّة الكبرى
وإذاً هم الذين يحتقرون رسول الله
صلى الله عليه وسلم
ولا يحبونه،
وليسوا أهل السنَّة والجماعة -
كما يزعمون -
فليختاروا مِن هذين ما شاؤوا .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقول :
وحكى لي شيخنا أيضاً :
أن سيِّدي الشيخ أبا الغيث بن كتيلة
أحد العلماء بـ"المحلة الكبرى" ،
وأحد الصالحين بها
كان بمصر ، فجاء إلى "بولاق" ،
فوجد الناس مهتمين بأمر المولد ،
والنـزول في المراكب ،
فأنكر ذلك ،
وقال : هيهات أن يكون اهتمام هؤلاء
بزيارة نبيِّهم صلى الله عليه وسلم
مثل اهتمامهم بأحمد البدوي ،
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
فقال له شخص :
سيِّدي أحمد وليٌّ عظيم ،
فقال :
ثَمَّ في هذا المجلس
من هو أعلى منه مقاماً ،
فعزم عليه شخص
– أي : عزمه –
فأطعمه سمكاً ،
فدخلتْ حلقَهُ شوكةٌ تصلَّبَتْ
فلم يقدروا على نزولها بدهن عطاسٍ ،
ولا بحيلة مِن الحيل ،
وورِمت رقبتُه
حتى صارت كخلية النَّحل تسعة شهورٍ
وهو لا يلتذ بطعام ،
ولا شراب ،
ولا منام ،
وأنساه الله تعالى السبب ،
فبعد التسعة شهور :
ذكَّره الله تعالى بالسبب
فقال :
احملوني إلى قبة سيِّدي
أحمد رضي الله عنه ،
فأدخلوه ،
فشرع يقرأ سورة "يس" ،
فعطس عطسةً شديدةً
فخرجت الشوكة مغمسة دماً ،
فقال : تبتُ إلى الله تعالى يا سيِّدي أحمد !!
وذهب الوجع ،
والورم من ساعته .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
قال سفر :
أصيب هذا الرجل
لأنَّه يقول إن الناس تهتم بزيارة مولد البدوي
أكثر من زيارتهم
للرسول صلى الله عليه وسلم .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ويستمر الشعراني فيقول :
وَأنكر ابن الشيخ خليفة
بناحية "أبيار" بالغربة
حضور أهل بلده إلى المولد ،
فوعظه شيخنا محمد الشناوي ،
فلم يرجع ،
فاشتكاه لسيِّدي أحمد
فقال:
ستطلع له حبَّة
ترعى فمَه ولسانَه ،
فطلعت مِن يومه ذلك ،
وأتلفت وجهه ،
ومات بها .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ويقول :
ووقع ابن اللَّبَّان في حق سيِّدي أحمد رضي الله عنه
- بمعنى : انتقص حقه -
فسُلب القرآن ،
والعلم ، والإيمان !!
فلم يزل يستغيث بالأولياء ،
فلم يقدر أن يدخل في أمره
– يعني :
ما دخل أحدٌ بينه وبين البدوي
ليُخلَّصه منه -
فدلُّوه على سيِّدي ياقوت العرشي ،
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
- قال سفر :
وهذا سمُّوه ياقوت العرشي ،
قيل :
إنه كان يسمع حملة العرش!
وقيل :
إنَّه يرى العرش
لذلك سُمِّي العرْشي ،
وربما يمر علينا شيءٌ مِن ترجمته –
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
فمضى إلى سيِّدي أحمد رضي الله عنه ،
وكلَّمه في القبر ،
وأجابه ،
وقال له :
أنت أبو الفتيان رُدَّ على هذا المسكين رأس ماله ،
فقال : بشرط التوبة !
فتاب ،
ورَدَّ عليه رأس ماله ،
وهذا كان سبب اعتقاد ابن اللبان
في سيدي ياقوت رضي الله عنه ،
وقد زوجه سيِّدي ياقوت ابنتَه
ودُفن تحت رجليها بالقرافة .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
إلى أن يقول :
وكان سيِّدي عبد العزيز
إذا سئل عن سيِّدي أحمد رضي الله عنه يقول :
هو بحر لا يُدرك له قرار ،
وأخباره ، ومجيئه بالأسرى مِن بلاد الإفرنج ،
وإغاثة الناس مِن قُطَّاع الطريق ،
وحيلولته بينهم وبين مَن استنجد به :
لا تحويها الدفاتر رضي الله عنه .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
قلت :
وقد شاهدتُ أنا بعيني
سنة خمس وأربعين وتسعمائة
أسيراً على منارة سيِّدي عبد العال
رضي الله عنه
– وهو تلميذ البدوي -
مقيَّداً مغلولاً وهو مخبَّط العقل ،
فسألتُه عن ذلك ،
فقال :
بينا أنا في بلاد الإفرنج آخر الليل ،
توجَّهتُ إلى سيِّدي أحمد
– يعني : دعا أحمد -
فإذا أنا به فأخذني ،
وطار بي في الهواء ،
فوضعني هنا ،
فمكث يومين ورأسه دائرة عليه
مِن شدة الخطفة
رضي الله عنه .أ.هـ
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
فإذا كان هذا اعتقادهم في البدوي
وفيمن يحضر مولده ،
وعقوبة مَن يشكِّك في حضور مولد البدوي ؛
فما ظنك بقولهم ،
واعتقادهم بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
وكما قلنا ؛
إما أن يقولوا إنه أعظم :
فهو أعظم شركاً ،
وإما أن يقولوا :
لا ،
مولد البدوي أعظم ،
فقد فضَّلوا البدوي على رسول الله
صلى الله عليه وسلم .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
أقول هذا ليعلم الإخوان
أن المسألة ليست أن محمَّد علوي مالكي ومن معه
يحضرون كما يقولون
يأتون بالكوازي ، والكبسات ،
ويقولون للنَّاس :
تعشُّوا ، وصلُّوا على الرسول ، واحتفلوا بذكراه ،
ونقرأ شيئاً مِن السيرة ،
وندعو النَّاس إلى محبَّته صلى الله عليه وسلم ،
ونستغلها فرصة للوعظ ،
ولتبيين أحوال المسلمين ،
وللتذكير بالمحرمات ،
ومحاربة الشيوعية ،
ولغير ذلك مما جعجع ،
وطنطن به الرفاعي ،
والمغربيان ، والبحريني .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
المسألة هي هذا الشرك ،
وهذه الاستغاثات ،
وهذه النداءات ،
وأن من ينكر ذلك يُسلب إيمانه ،
ويسلب دينه ،
ويبتلى بكذا وكذا ،
أوهام ينسجونها ،
وأساطير يُرهبـون بهـا الناس
حتى لا ينقدوهم ،
وحتى لا يفتحوا أفواههم عليهم ،
وحتى يستعبدوهم بها ،
وكما نرى كثيراً مِن النَّاس
يدفعون لهم الأموال الطائلة ،
ويتبركون بهم ،
ولا يتزوجون إلا بإذنهم ،
ولا يسافرون إلا بأمرهم ،
ولا يعملون أيَّ عملٍ
إلا بعد أن يستأذنونهم ،
ويتبركون بمشورتهم ،
وبنصيحتهم بسبب ما يحيطون به أنفسهم
مِن هذا الإرهاب الشديد الفظيع ،
وأنهم يملكون أن يوقعوا بأعدائهم
مثل هذه الأمور
نسأل الله السلامة والعافية .
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
ونبدأ بالحديث عن تعلقهم بالمولد ،
وتعظيمهم له
لا من حيث أنه هو قضية في ذاتها فحسب
كما أسلفنا ؛
وإنما من حيث دلالته على منهج هؤلاء ،
وعلى ضلالهم ،
وعلى ما يأتي فيه من الخرافات ،
ومن الشركيَّات
التي إذا ربطناها بأصل التصوف السابق
عرفنا أن القوم فعلاً
يستقون مِن معين "الثيوصوفية" ،
ومِن معين الأفكار الفلسفيَّة الوثنيَّة ،
ومِن معين الخرافات النصرانيَّة والمجوسيَّة
التي هي بعيدة كل البعد عن الاسلام
وليس عليها دليل
مِن كتاب الله ،
ولا مِن سنَّة رسول الله
صلى الله عليه وسلم .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
المالكي ينكر أن القيام في المولد
سببه ادعاء رؤية النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ،
ينكر هذه الدعوى ،
ويقول :
نحن لا نقف مِن أجل ذلك ،
لكن أؤكد لكم أنَّ مَن حضر المولد
ممن هداهم الله سبحانه وتعالى ،
ومِن النَّاس الآخرين
الذين حضروا لغرض أن يروا ما فيه
ودعوا إلى ذلك فوافقوا ،
أكدوا ، وأخبروا
أنَّهم يقولون :
جاء الرسول ، جاء الرسول!!
ويقفون ،
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
وعلى أية حال مهما أنكر المالكي
وقال هو وأصحابه ؛
فنحن نقرأ ما ذكره هو بنفسه في كتاب "الذخائر" صفحة 107
ليرى الحق بإذن الله تعالى :
يقول العنوان :
(صلوات مأثورة
لرؤية الحبيب صلى الله عليه وسلم !) :
نقل الشيخ الغزالي في "الإحياء"
عن بعض العارفين
نقلاً عن العارف المرسي رضي الله عنه
أنَّ مَن واظب على الصلاة ،
وهي :
"اللهمَّ صلِّ على سيِّدنا محمَّدٍ
عبدك ونبيك ورسولك
النَّبيِّ الأمِّيِّ
وعلى آله وصحبه وسلم"
في اليوم والليلة خمسمائة مرة
لا يموت حتى يجتمع بالنَّبيِّ
صلى الله عليه وسلم
يقظة !!.
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ونقل عن الإمام اليافعي في كتابه
"بستان الفقراء"
أنه ورد عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال :
مَن صلَّى عليَّ يوم الجمعة
ألف مرة بهذه الصلاة ،
وهي :
"اللهمَّ صلِّ على سيِّدنا محمَّد النَّبيِّ الأمِّيِّ"
فإنَّه يرى ربَّه في ليلته ،
أو نبيَّه ،
أو منـزلتَه في الجنَّة ،
فإن لم يرَ فليفعل ذلك في جمعتين ،
أو ثلاثٍ ،
أو خمسٍ ،
وفي رواية : زيادة :
"وعلى آله وصحبه وسلِّم" .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
وفي كتاب "الغنية"
للقطب الربَّاني
سيدي عبد القادر الجيلاني
عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه ،
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"لا يصلِّي ليلة الجمعة ركعتين
يقرأ في كل ركعةٍ فاتحة الكتاب وآية الكرسي مرة ،
وخمسة عشر مرة
{ قل هو الله أحد }
ويقول في آخر صلاته ألف مرة :
"اللهمَّ صلِّ على سيِّدنا محمَّد
النَّبيِّ الأمِّيِّ
فإنَّه يراني في المنام
ولا تتم له الجمعة الأخرى إلا وقد رآني ،
فمن رآني فله الجنة !
وغفر له ما تقدم مِن ذنبه ،
وما تأخر" .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
هذا الكلام ذكره محمد علوي مالكي
في "الذخائر"
بهذا العنوان
(صلوات مأثورة لرؤية الحبيب
صلى الله عليه وسلم ) ،
ونحن نسأله ، ونسأل أتباعه :
هل أنتم تشتاقون
لرؤية الحبيب صلى الله عليه وسلم ؟
هم يقولون :
إنَّهم أشد الناس حبّاً له ،
وتعظيماً له ،
وشوقاً له ،
أيضاً نسألهم سؤالاً آخر :
هل أنتم ممن يعمل بما يعلم ؟
فيقولون : نعم ،
نحن كل شيءٍ نراه مِن السنَّة ،
ومن العلم نعمل به ؛
فنقول :
لابد أنَّكم عملتم بهذا الكلام ،
أنتم مشتاقون إلى الرسول بزعمكم ،
وتعملون بما تعلمون ،
وتكتبون
فلابد أنكم عملتم بهذا .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
فلذلك الذي يدخل معهم ،
والذي يتقرب إليهم ،
والذي يقدِّسهم ، ويبجِّلهم :
إنَّما يفعل ذلك اعتقاداً أنهم عملوا هذه الصلوات ،
وحصلت لهم الرؤية
كما يصدر عنهم من أقوال ،
أو أعمال ،
أو نصائح ،
أو مشورة ؛
فليس مِن عند ذاتهم ،
وإنما في إمكانهم
أن يأخذوه عن النَّبيِّ
صلى الله عليه وسلم
مباشرة .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
أقول هذا الكلام
ليؤكد الحقيقة السابقة
وهي أنَّ المسألة ليست مسألة نقاش علمي
أنَّهم يصحِّحون حديثاً ضعفناه ،
أو وضَّعناه ؛
أبداً ليست القضية بهذا الشكل ،
القضية أنَّه يرجعون هم مباشرةً بزعمهم إلى الرسول
صلى الله عليه وسلم فيأخذون منه ،
ونحن نجهد أنفسنا في البحث عن الرجال ،
والتنقيب في الجرح والإسناد والتعديل
إلى غير ذلك ،
وهم يأخذون مباشرة !
– بزعمهم - ،
ومِن أسباب الأخذ المباشر
هو حضور النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم
ليتَلَقَّوا عنه [ في ] المولد ،
فيقيمونه لهذا الغرض ،
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
وأنبِّه مرة أخرى ،
وأنا كررته :
أنني لا أعني أنَّ كلَّ مَن يحضر المولد ويتعشى
يحصل له هذا الكلام .
وإن المسألة درجات ،
وأنا سأبين بعد قليل مراتب ،
ودرجات رجال الغيب عند الصوفيَّة
فيتضح أن المسألة درجات ،
وأن الذي يحضر ويتعشى ،
أو يتبرع لهم بعشاء
ليس مثل
المريد المتعمق
الذي يداوم على ذكر الأوراد
وعلى ما يحصل في الخلوات ،
وعلى ما يتقرب به هؤلاء الناس .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
وأنقل الآن شاهداً واحداً
لتعرفوا به أيها الإخوة
لماذا يدافع هاشم الرفاعي وأمثاله
عن علوي مالكي :
هناك كتاب للرفاعيَّة نقل منه الرفاعي ،
وجعله من مراجعه في الأخير
وهو كتاب "طي السجل"
الذي نقلتُ منه بعض أشياء فيما تقدم ،
وأقرأ لكم فقط منه قضية هذا المؤلف
عندما حصل على درجة القطب الأعظم ،
أو الغوث الأعظم
الذي سنعرف عند تفصيل رجال الغيب :
نعرف قيمته ،
وما هي مهمته بالنسبة لرجال الصوفيَّة .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقول هذا الروَّاس :
… سرٌّ غريبٌ ،
جئتُ من مدينة سيد الأنَّام
عليه من ربه أفضل الصلاة وأكمل السلام
إلى بلد الله الحرام ،
فبعد أن دخلتُ الحرم المحترم ،
وقفتُ تجاه المشهد الابراهيمي المكرَّم
كشف الله
أغطية الأكوان
علويَّها وسفليَّها !!
فطافت همَّتي في زواياها ،
وكُشفتْ حجب خباياها ،
ورجعتْ عن كلِّها إلى الله تعالى ،
متحققة بالطمأنينة المعنيَّة
بسر قوله تعالى
{ يا أيتها النَّفس المطمئنَّة
ارجعي إلى ربك راضيةً مرضيَّةً } ،
وقد تدلَّتْ هناك إلى قلبي قصص السموات
– قال سفر :
ولا أدري ماذا يريد بهذا -
منحدرةً مِن ساحل
بحر قلب النَّبيِّ
صلى الله عليه وسلم ،
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
وقد شخصتْ إليَّ الأبدال ،
والأنجاد ،
ورجال الدوائر ،
وأهل الحضارات ،
وأرباب المكاشفات ،
والمقرَّبون مِن عوالم الإنْس والجن ،
وفقهتُ نطق الجمادات الظني
ولغات الطيور ،
ومعاني حفيف الأشجار والنباتات ،
ورقائق خرير الماء ،
ودقائق صرير الأقلام ،
وجمعتُ شفاف الرموز ،
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
فكنتُ أحضر وأغيب
معي وعني
في اليوم والليلة
ثمانين ألف مرة ،
وانفسح سمعي
فوعتْ أذني
أصوات النَّاطقين ، والمتكلمين
على طبقاتهم واختلاف لغاتهم
مِن مشارق الأرض ومغاربها ،
ومزقتُ بردة الحجاب
المنسدل على بصري
فرأيت فسيح الأرض
ومن عليها ذرةً ذرةً ،
وتصمتتْ همَّتي فانجدلتُ في الكل
تمريراً لحكم التصرف
بمنـزلة الغوثيَّة الكبرى ،
والقطبيَّة العظمى ! .