-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
أيضًا:
مثلاً الشاذلي :
فالشاذليَّة الآن يدَّعون ما تدَّعيه الرفاعية
أنَّ الشاذلي مِن آل البيت!
بينما مثلاً ابن الملقن هذا نفسه
الذي ذكر شجرة نسب الرفاعي ،
يقول في ترجمته الشاذلي:
اسمه : على بن عبد الله بن عبد الجبار بن يوسف
أبو الحسن الهذلي الشاذلي .
يقول :
وقد انتسب في بعض كتبه
إلى الحسن بن على بن أبى طالب .
هل لاحظتَ ؟
يعني :
هذا مِن هذيل ، وهذا من رفاعة ،
وكلٌّ منهم يدَّعي أنَّه مِن ذرية الحسين أو الحسن
أبناء على بن أبى طالب
فكيف يُصدَّق هذا ؟
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ويقول ابن الملقن :
إنَّ الشاذلي ذكر نسبه ،
ثم وصَّل ذكر هذا النَّسب إلى علي بن أبى طالب ،
قال ابن الملقن :
وتُوقِّف فيه ،
يعني :
لا نستطيع أنْ نجزم بأنَّ الشاذلي أيضاً
مِن ذرية الحسن ،
وإنَّما هو مِن هذيل ،
فإذا كان هذا مِن رفاعة ،
وهذا مِن هذيل ،
فأين هاتان مِن قريش ،
فضلاً عن بني هاشم،
فضلاً عن الحسن والحسين رضي الله عنهما ؟
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
فهذا يدل على أنَّ للعبيديين خلفاً كثيراً ،
وأنَّ كثيراً مِن الملايين التي تنتسب إلى آل البيت في إيران ،
وفي المغرب ، وفي حضرموت ،
وفي بلاد كثيرة،
كثيرٌ منهم :
نسبه غير صحيح ،
بل قد ظهر حديثاً في مكة كتابٌ
– طبع هذه السنَة – عن الأشراف ،
وأنسابهم،
وكما سمعتُ أنَّه مُنع ؛
لأنَّه اعترَضَ عليه كثيرٌ مِن النَّاس.
والأشراف كما قلتُ لكم
– وكما تعلمون وأنتم هنا -
أنَّ الأشراف يتبرءون مِن كثيرٍ مِن الأُسر ،
ومِن كثيرٍ مِن العائلات .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
فعلى كل حال :
ما يتعلق بأنَّ فلاناً ليس نسبه صحيحاً ،
أو غير صحيح ؛
ليس مستوجباً للقذف كما يفتري هؤلاء الدجالون ،
وإلاَّ لكان ابن الملقن نفسه قاذفاً ،
وهو مِن أئمتهم ،
وكَتب في طبقاتهم ،
ولكان الشعراني أول مَن قذف ؛
لأنَّه يقول :
إن أحمد الرفاعي من بني رفاعة ،
القبيلة المعروفة ،
وليس مِن آل البيت .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
فليكن عندكم معلوماً
أن الصوفية يتسترون بالنسب الشريف ،
وأنَّ هذه دعوى استفادوها من الشيعة ،
بل سنعرض - إن شاء الله - عما قليل -
عندما أحدثكم عن نشأة التصوف -
أن أصل التصوف هو التشيع ،
أول ما وجد التصوف في صفوف الشيعة،
ولذلك نجد الصلة بين التصوف و بين التشيع قوية جدّاً ،
ونجد أنَّ كثيراً مِن الضلالات ،
ومِن الخرافات المشتركة بين الطائفتين :
خرافات مشتركة بالفعل ،
ويجمع الطائفتين دعوى الغلو ،
هؤلاء غَلَوا في "علي" ،
وهؤلاء غَلَوا في الرسول محمَّد
صلى الله عليه وسلم .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
أمَّا قضية رأيي - كما ذكرتم -
ما رأيك في هذه الكتب ؟
وما رأيي في ردِّهم
على الشيخ ابن منيع والعلماء في المملكة ؟
- فأنا يا أخي أقول لكم :
إنَّ الشيخ ابن منيع جزاه الله خيراً ،
والعلماء الذين كتبوا ،
كتاب الشيخ ابن منيع بالذات ،
الكتاب يركِّز على قضية المولد ،
وأحب أن أقول :
إنَّ القضية التي نختلف نحن والصوفية فيها
ليست هي قضية المولد،
القضية أكبر من ذلك وأعظم .
الصوفية ديانة قديمة ،
معروفة لدى الهنود ،
ولدى اليونان القدماء ،
ديانة قديمة جاءت ودخلت ،
وتغلغلت في الإسلام باسم الزنادقة ،
والزنادقة هم الذين أدخلوها في الإسلام
باسم التصوف ،
وباسم التعبد ،
وباسم الزهد ،
- كما سنعرض إن شاء الله - ،
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
فالخلاف ليس محصوراً كما أراد الرفاعي ،
وهذا البحريني ، والمغاربة ،
ليس محصوراً في تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم،
كتاب الرفاعي مِن أوله إلى آخره ،
والآخر ،
والثالث :
هذه الكتب تتحدث عن منـزلة الرسول صلى الله عليه وسلم ،
وعن عظمة الرسول صلى الله عليه وسلم ،
وعن معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم ،
وعن خوارق الرسول صلى الله عليه وسلم ،
إلى آخره .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
نقول :
بغض النظر عمَّا احتوته هذه الكتب
مِن الأباطيل ،
ومِن المتناقضات ،
ومن الشركيات :
ليس الخلاف بيننا وبينهم
في قضية الرسول صلى الله عليه وسلم أبداً ،
هذه جزئية ،
نعم هي إحدى فروع الخلاف ،
إحدى المسائل التي نختلف وإيَّاهم فيها ،
أنَّهم غَلَوا ، واشتطوا ،
حتى شابهوا النَّصارى ،
ونحن اقتصدنا ،
وعظَّمْنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم
بما عظَّمه الله به ،
وبما صحَّ في سنَّته وسيرته .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ليس الموضوع هو أنَّهم يحبون رسولَ الله
صلى الله عليه وسلم أكثر منَّا
- كما يزعمون -
الخلاف بيننا وبينهم ليس المولد ،
وليس في كيفية الذكر ،
ليس في أنواع التوسل التي أطالوا ،
وأطنبوا في تفصيلها ،
وليس في تعريف البدعة ،
وأنَّها هل هي خمسة أنواع ،
أو نوعين ، أو نوع واحد ،
لا يا أخي ؛
الخلاف بيننا وبين الصوفية
هو خلاف بين الإسلام
وبين ديانة ، وثنية ، فلسفية ، قديمة ،
خلاف في الربوبية ، والألوهية ،
أهي لله وحده ،
أم له فيها شركاء
كما يدَّعون !؟
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
لأنَّ دعوى الصوفية أنَّ الربوبية ، والألوهية
– كثيراً من حقائق الألوهية والربوبية –
إعطاؤها للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ،
أو للأولياء ،
أو مَن يسموهم الصالحين ،
وهذا : شركٌ أكبر ،
لكن ليست هذه فقط !!
يعني :
الصوفية لم تكتف
بأن تَصرِفَ الألوهية لهؤلاء ،
وإنَّما صرفتْها للزنادقة ،
صرفتْها للدجالين ،
للكهان ،
للمشعوذين .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ولابد أنَّكم تعرفون الرجل الذي عندنا هنا في مكة ،
والذي كان بعض النَّاس سألني
- وأنتم عندنا -
يقول هل أذهب لأتعالج عنده ؟
وهو "الأهدل" يسمُّونه "السيد الأهدل"
هذا هو شيخ محمد علوي مالكي ،
رجلٌ خرافي ،
ورجل يقول لهم :
أحضِروا تَيْساً أسود،
واذبحوه ، ولا تذكروا اسم الله ،
وافعلوا كذا ، وافعلوا كذا ،
من الشعوذات ،
ومن الكهانة ،
ويُنجِّم الرجل والمرأة ،
ويقول : نجم المرأة كذا ، ونجم الرجل كذا ،
فإن كانت النُّجوم متطابقة
فلا بأس أن تتزوجها ،
وشعوذات ينقلها لنا العوام هنا في مكة ،
شعوذات غريبة ،
هذه مِن مثل هذا الدجل ،
ومن مثل هذه الشعوذة ،
يصرفون ربوبية الله ، وألوهيته :
للمشعوذين ، وللدجالين ،
المتعاطين السحر ،
المتعاملين مع الجن ،
الذين يقولون :
نحن نعلم الغيب ،
ويطلبون مِن المريدين
أن يقدِّموا لهم العبوديات
التي لا تليق إلا
بالله سبحانه وتعالى .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
نحن نعرف
أنَّ الله سبحانه وتعالى
وحده المتصرف في الكون ،
هذه حقيقة لا يمكن أن يماري فيها أي مسلم ،
ونعرف أنَّ الله سبحانه وتعالى
هو الذي عنده اللوح المحفوظ ،
وهو الذي يمحو ما يشاء ، ويثبت ،
وهو الذي يحي ويميت ،
وهو الذي يعلم ما تسقط مِن ورقة
في ظلمات البرِّ والبحر ،
وهو الذي يفتح أبواب الجنَّة لمن شاء ،
أو النار - والعياذ بالله - ،
وهو الذي يسلب الإيمان مِن القلوب ،
أو يضع فيها اليقين ،
ولا أحدَ يملك ذلك غيره ،
نحن نعتقد أنَّه سبحانه وتعالى
هو الذي يغيث الملهوفين في الكربات ،
وفى الظلمات،
ويعلم ما في سرائر القلوب ،
وما تختلج به الخواطر ،
إلى غير ذلك .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
لكن هؤلاء هم يؤمنون - أو يقولون - :
بأنَّ مِن أوليائهم مَن يتصرف في الأكوان ،
في حلقة الذكر الجيلانية يقولون :
"عبد القادر يا جيلاني ،
يا متصرف في الأكوان " !!
إذا كان متصرف في الأكوان
ماذا بقي لله سبحانه وتعالى؟
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
وسأنقل إليكم أدلةً كثيرةً جدّاً ،
مِن كتاب الشعراني
تدل على هذا الشرك الأكبر ،
يذكرون :
أنَّ هناك مَن يرى اللهَ ،
ومَن يخاطبُه اللهُ في الدنيا ،
ومَن يكلِّمه ،
ومَن يقول له هذا حلال ،
وهذا حرام ،
ويذكرون :
أنَّ هناك منهم مَن يستأذن جبريل
قبل أن يبدي رأيه،
يأتي المريد يسأله فيقول :
أمهلني حتى أستأذن جبريل !!
فيسأل جبريل فيجيبه !!
وهذا إن شاء الله سأذكر لك بعضَها
– إن أمكن بالجزء والصفحة - .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يذكرون :
أنَّ منهم مَن يمسك الشمس عن الغروب !
يذكرون :
أنَّ منهم مَن يعلم مِن أسرار القرآن
ما لا يعلمه ملَكٌ مقرَّبٌ ،
ولا نبيٌّ مرسلٌ !
يقولون :
إن الولي فلان كان يحك رأسه
بقائمة عرش الرحمن !
يقولون :
إن فلاناً جاءه أحدُ المريدين
وقال : لماذا لا تحج ؟
فقال :
هل يحج مَن تطوف حوله الكعبة !؟
قال المريد : كيف ذلك ؟
فقال : انظر،
ورأى الكعبة وهى تطوف حول الرجل !! حول الشيخ !!
وهى تغني – أي : الكعبة -
وتقول : إن له رجالاً ، دلَّلهم دلالاً ،
وهي تطوف حوله !! .
أشياء كثيرةٌ جدّاً
إن شاء الله سأتعرض لبعضها .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
المقصود :
أن بعضكم - بعض الشباب هناك في أمريكا وغيرها -
يحسبون أنَّ التصوف مجرد زهد ، أذكار ،
احتقار لمتاع الدنيا الفاني ،
وبعضهم قد يتعاطف مع المتصوفة بناءً على هذا الاعتبار ،
الحقيقة يا أخي :
ليس التصوف هو المولد ،
وليس هو مجرد الذِّكر ،
وليس هو الزهد
- كما يدَّعون - ،
وإنَّما الصوفية هي دينٌ آخر ،
هي عالَمٌ آخر ،
إذا دخله الإنسان وبدأ فيه :
فعليه أن يخلع عقلَه عند عتبة الدخول ،
وهناك يدخل في عالم غريب ،
عالَمٌ يخيل إليك - عندما تقرأ في كتب طبقاتهم ، ورجالهم
- تماماً أنَّك تقرأ في القصص الخرافيَّة ،
مثل سيف بن ذي يزن ، مثل عنترة ،
وكتب الأسمار، والأخبار ،
وغير ذلك .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
والذي أحب أنْ أقوله :
أنَّ كتاب الرفاعي ، وكتاب البحريني ،
وكتاب المغربييْن هؤلاء ؛
أنَّه جاء على خلاف الأصل
عند الصوفية ،
كيف هذا ؟
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
الأصل عند الصوفية :
أنَّ مصدر التلقِّي ،
ومصدر المعرفة ؛
ليس هو الحديث ،
ليس هو القرآن والسنَّة ؛
حتى يأتي هؤلاء فيقولون :
الله تعالى قال كذا ،
والرسول صلى الله عليه وسلم قال كذا ،
وصحيح أنكم أنتم تضعِّفون الحديثَ ؛
لكن نحن نصححه !
والمسألة : خلافية ،
ولا داعي للتكفير !
لماذا يكفِّر بعضُنا بعضاً في مسألة خلافية ؟
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
حديث نحن صححناه ، وأنتم ضعَّفتموه ،
أو العكس ،
فالمسألة بسيطة ،
ونحن نهتم بحرب الصهيونيَّة ، والشيوعيَّة ،
ولا نختلف فيما بيننا …-
من مثل هذا الافتراء والدجل - .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
أقول :
منهج هؤلاء النَّاس :
ليس هو هذا ،
أنت ترثي الإنسان عندما يحارب في غير ميدانه ،
أو عندما يتكلف ما لا قِبَل له به .
فالأصحاب هناك مع المريدين والشيخ
يرقصون في الحضرة !
ويتلقون العلم اللدنِّي
- كما يسمُّونه -
العلم الحقيقي مباشرة ،
وهذا جالس يقول :
هذا الحديث صحيح ، وهذا ضعيفٌ ، وهذا كذا !
هذا خلاف الأصل ،
هو مفروض أن يكون يرقص معهم
يتلقَّى من هناك العلم على زعمهم .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
فأقول لك :
إنَّ كلامك في قضية "أنك تقول :
إن بعض الطلبة الكويتيين قالوا :
إن هاشم الرفاعي ليس هو الذي كَتَبَ الكتاب" ،
نعم ،
الحقيقة أنَّ معهم حقٌّ في ذلك
لأنَّ أسلوب الكتاب يذكِّرني
ببعض كتبٍ كتَبَها أناسٌ مِن المبتدعة ،
وردُّوا بها على أهل السنَّة قبل خمس عشر سنة ،
أو نحو ذلك ،
وبعضهم أعرِف أنَّه موجودٌ في الكويت ،
فلا شك أنَّ هناك تعاوناً ،
ومِن أدلة التعاون :
هذا التظافر الموجود ؛ هذا مِن المغرب ،
وهذا مِن البحرين ،
وهذا مِن الكويت ،
وقالوا : واحدٌ – أيضاً – مِن مصر ،
وواحدٌ مِن اليمن ،
يقولون :
ستخرج - كما هو مذكور في هذه الكتب - .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
أقول:
إنَّ هذا ليس أسلوب الصوفيَّة أصلاً ،
أن يأتوا إلى الحديث ، ويصحِّحوه ، ويضعِّفوه ؛
ليأخذوا منه الحقيقة ،
وليأخذوا منه العلم ،
لا .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
"الحلاج" - إمامهم المتقدم –
الذي قُتل بالزندقة -
بعد أن ثبت ذلك عنه –
ما كان يعتكف يتعبَّد ، ويدعو الله عز وجل ،
فتنكشف له بعض الأشياء – مثلاً –
ويقول : هذا علمٌ أطلعني الله عليه
لا ،
ذهب إلى الهند ،
ورأى سحرة الهند
يقف الواحد منهم على رأسه الأيام الطويلة
بدون أكل ، ولا شرب ، ولا نوم ،
فتعلَّم هذه الرياضة منهم ،
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
فإذا وقف على رأسه هذه الفترة :
يدخل في المرحلة التي يسمونها ( المالوخوليا )
تأتي له صور ، وخيالات مِن الجوع ،
ومِن هذه الانتكاسة ،
ومِن الشياطين ،
ويخيَّل له بأشياء ، ومخاطبات، وكلام ،
فيقول :
الله خاطبني !
أو الرب كلَّمني !
أو كذا ،
ثمَّ يترقَّى إلى أنْ يقول : أنا الله !!
ما في الجبَّة إلا الله !!
أو سبحاني سبحاني !!
– كما قال هو ، والبسطامي وغيرهم - ،
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ويقول
– كما هو ثابت مِن أبياته في ديوانه - :
كفرتُ بدين الله والكفـرُ واجبٌ
لديَّ وعند المسـلمين قبيحُ
ومرةً ثانيةً ينتكس ، ويقول :
على دين الصليب يكـون موتي
فلا بطحاء أريـد ولا المدينة
يعني :
يذكر أنَّه صليبيٌّ
– والعياذ بالله - ،
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
فنفس ما وقع للحلاَّج !
عندما يقول هذا الكلام :
قام علماء السنَّة
فكفروه بناءً على هذه الكفريات الشنيعة ،
فقام المدافعون عنه
– مثل ما قام الرفاعي يدافع عن المالكي –
وتأولوا بعد أن عمل هذا العمل ،
قالوا – أي: المتأولة – انتظروا لم تكفروه ؟
نحن نأتي لكم بأدلة !
ثمَّ قالوا : نعم ،
أبو نعيم في "الحلية" روى كذا ،
أيضاً : عندنا ابن عساكر روى كذا ،
عندنا كذا ،
بعض هذه الأشياء استنتجوها ،
وبحثوا عنها ،
وجدوها بعد أن قُتل الحلاج بسنواتٍ طويلةٍ ،
الحلاج لا قرأها، ولا اطَّلع عليها ،
ولا قال ما قال
لأنَّه اطَّلع على الكتاب والسنَّة ،
ثم استنتج منها هذا الاستنتاج ،
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
بل أنا أضرب لك مثالاً
فيه كتاب عندنا عن تاريخ الدولة الظاهرية
اسمه "الدرَّة المضيئة"
- موجود عندي ، والحمد لله -
يذكر فيه أولَّ ما بدأتْ كلمة "سيدنا"
- أشهد أنَّ سيدنا محمَّداً رسولُ الله ،
متى بدأت هذه الكلمة في الأذان-
يذكر أنَّ أحد سلاطين المماليك
رأى في المنام الرسول صلى الله عليه وسلم ،
فقال له : إذا أذَّنتَ فقل
- أو قل للمؤذِّن إذا أذن يقول -
أشهد أنَّ سيدنا محمَّداً رسول الله ،
فلما استيقظ السلطان هذا ؛
أمر المؤذنَ أنْ يقول ذلك ،
فسمعها بعضُ الخرافيِّين ،
والصوفيَّة فقالوا :
رؤيا حسنة،
فاستحسنوا ذلك .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
نحن الآن في هذا العصر عندما نقول :
هذه الكلمة لا تضاف في الأذان ؛
يقولون : كيف لا تضاف ،
وعندنا أحاديثُ صحيحةٌ
على أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم هو سيد ولد آدم ،
وأنَّه كذا ، وأنَّه كذا ؟
وأنتم تنكرون سيادة الرسول !
أنتم تكرهون الرسول !
أنتم تعادون الرسول !
فيهاجموننا بهذا الكلام ؛
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
بينما أصلُ القضية
لم يكن أنَّهم قرؤوا البخاري ومسلم ،
وجدوا أحاديث السيادة ،
وضعوها في الأذان ،
أصلها رؤيا ،
فالصوفيَّة تعتمد
في مصدر التلقِّي
على المنامات ،
على الأحلام ،
على التخيُّلات ،
على التكهنات ،
على ما يسمونه "الذوق" ،
أو الوَجْد ،
أو الكشف ،
هذا هو مصدرالقوم .
فبعد ذلك يأتي مَن يفلسف هذه الأشياء
التي ثبتت عندهم ،
ووصلتهم من هذا الطريق،
يأتي من يفلسفها ويقول إنَّ لها أصلاً ،
إنَّها تقوم عليها الأدلة الشرعيَّة ،
إنَّها مأخوذة مِن الكتاب والسنَّة ،
ثم يزعمون - كما زعم الرفاعي -
أنَّهم هم أهل السنَّة والجماعة ،
وهم الذين على الحق ،
وأنَّ المخالفين لهم :
مِن الخوارج ، أو مِن الغلاة ،
أو مِن المتنطعين ،
أو مِن التكفيريين ،
إلى آخر هذا الهراء.
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
أقول :
إنَّني سأستعرض معك الآن بعضَ الكتب
التي تدل على أصل التصوف ،
مثلاً بين يدي الآن كتاب للبيروني
"تحقيق ما للهندي من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة" ،
الكتاب ألَّفه أبو الريحان البيروني ،
وهو ليس مِن أئمَّة أهل السنَّة والجماعة ،
هو رجلٌ ، مسلمٌ ، مؤرِّخٌ ،
تستطيع أن تقول – بالأحرى – جغرافيٌّ ،
ومتكلمٌ ، ومتفلسفٌ ،
ذهب إلى الهند يبحث عن أديانها ،
وعن عقائدها ، ويكتب عن جغرافيتها ،
وعن أرضها، وعن علومها ؛
هذا الرجل ألَّف الكتاب ،
وذكر فيه حقائق لا يمكن أن يُتهم
بأنَّه تواطأ فيها مع أهل السنَّة والجماعة .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
مثلاً :
يقول في صفحة (24) ،
منهم :
مَن كان يرى الوجودَ الحقيقي للعلة الأولى فقط ،
لاستغنائها بذاتها فيه ، وحاجة غيرها إليه ،
وأنَّ ما هو مفتقر في الوجود إلى غيره :
فوجوده كالخيال غير حقٍّ ،
والحقُّ هو الواحد الأول فقط ،
وهذا رأي السوفية – كتبها بالسين - ،
وهم الحكماء ،
فإنَّ سوف باليونانية : (الحكمة)
وبها سمي الفيلسوف : بيلاسوفا ،
أي : محب الحكمة ،
ولما ذهب في الإسلام قوم إلى قريبٍ مِن رأيهم
–أي : رأي حكماء الهند - سُمُّو باسمهم – أي: الصوفيَّة - ،
ولم يَعرف اللقبَ بعضُهم
فنسبهم للتوكل إلى الصُفَّة
وأنَّهم أصحابها في عصر النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ،
ثمَّ صُحِّفَ بعد ذلك ،
فصُيِّر مِن صوف التيوس ! الخ .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ويقول بعد ذلك :
إنَّ المنصرف بكليته إلى العلة الأولى
متشبهاً بها على غاية إمكانه :
يتحد بها عند ترك الوسائط ،
وخلع العلائق ، والعوائق .
ويقول - في الوحدة هذه "وحدة الوجود" - :
وهذه آراء يذهب إليها السوفية لتشابه الموضوع .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يتكلم عن ديانة الهند ،
وعن فلاسفة الهند - هؤلاء الملاحدة - ،
ثم يذكر أنَّ الصوفيَّة يذهبون إليها لتشابه الموضوع .
فالرجل يقول :
إن الصوفيَّة هم حكماء الهند ،
وأنَّ اسمهم هو "السوفية" ،
وأنَّ ما يُطلق عليهم مِن الأسماء ،
أو يُطلق عليهم مما حدث للاسم مِن التصحيف
– فقيل : إنَّه مِن الصوف أو غير ذلك - :
هذا ليس له حقيقة .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
والقشيري نفسه في "الرسالة" يقول :
ليس للاسم أصل في اللغة العربية
- والقشيري مِن أئمَّة الصوفيَّة له كتاب "الرسالة" –
وهو صادقٌ في ذلك .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
هناك مصدر آخر ،
ننتقل - مثلاً - إلى "دائرة المعارف الإسلاميَّة"
- كما سمَّاها المستشرقون -
وهي دائرة معارف استشراقية :
مادة "التصوف" ، الجزء الخامس :
ذكروا أنَّ كلمة "الثيوصوفيا" - الكلمة اليونانيَّة -
يقولون :
هذه هي الأصل كما ينقل كاتبها "ماسنيوم" عن عدد المستشرقين ؛
بأنَّ أصل التصوف : هو مشتق مِن "الثيوصوفية" ،
وهذه "الثيوصوفية" كما يذكر – أيضاً – عبد الرحمن بدوي ،
وينقل عن مستشرق ألماني (فول هومر) يقول :
إن هناك علاقة بين الصوفية ،
وبين الحكماء العراة مِن الهنود ،
ويكتب باللغة الإنجليزية ( جانيوسوفستز)
و"سوفستز" يعني : الصوفيين هؤلاء
إذا ربطنا هذه مع "الثيوصوفية"
– أي : الصوفية –
التي نقول (الثيو) معناها الله عز وجل في لغتهم،
فمثلاً الحكم الثيوقراطي يعنى الحكم الإلهي
( الثيوصوفية ) عشاق الله ،
أو محبو الله سبحانه وتعالى ،
الفيلسوفي هذا : عاشق الحكمة –
"فيـلا" معناها : حكمة - ،
أو محب الحكمة .
عاشق الله
- كما يدَّعون ،
وكما يزعمون -
يسمَّى : الصوفي .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
إذاً الصوفية نستطيع أن نقول أننا الآن أمام أساس
– وسيأتي عرض آخر يبين هذه القضية -
هذه الكلمة
وأنَّه غير إسلامي أصلاً ،
وغير عربي أصلاً ،
وإنَّما هو دينٌ آخر .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
نرجع لكتاب البيروني ؛
مثلاً :
أفتح معك إلى صفحة (51) ،
الكتاب الآن بين يديَّ ،
في صفحة (51) يقول :
إذا كانت النَّفس مرتبطةً في هذا العالم ،
والخلاص – خلاص النفس – مِن العالم ،
وانقطاعها عنه ، ..
كيف أنَّ الهنود يحاولون أن ينقطعوا عن الدنيا ،
وأن يتحدوا بالجوهر الأسمى
– وهو الله سبحانه وتعالى -
يتحدث عن هذا الموضوع
بكلام فيه صعوبة.
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
إنَّما المقصود من ذلك :
أنَّه يقول : إن هناك كتاب هندوسي اسم الكتاب "باتنقل" ،
وأنا سألت بعض إخواننا - هنا -
الهنود عن كتاب "باتنقل" ،
يقول : إنَّ الكتاب معروف إلى الآن ،
وأنَّه مِن كتب الأديان عند الهندوس ،
وفي إمكانكم أنْ تسألوا إذا كان لكم إخوة ،
أو ناس في أمريكا - حتى من الهندوس -
أنْ تسألوهم عن الكتاب .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
كتاب "باتنقل" هذا
يقول البيروني
- بعد أن تكلم عن قضية الاتحاد هذه -
يقول :
وإلى مثل هذا إشارات الصوفية في العارف
إذا وصل إلى مقام المعرفة ؛
فإنَّهم يزعمون - أي : الصوفية –
أنَّه يحصل له روحان :
قديمة لا يجري عليها تغير ، أو اختلاف ،
بِها يعلم الغيب !
ويفعل المعجز ! ،
وأخرى بشرية للتغير ، والتكوين ،
ما يبعد عن مثله
أقاويل النصارى .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
لاحظ أنَّ البيروني يربط بين كلام الصوفية ،
وبين أقاويل النصارى ،
وأنَّهم يقولون :
إنَّ العارف له روحان :
روح أزليَّة ثابتة ، وروح حادثة ،
وهي التي تعتريها البشرية ،
أي: كما قال النصارى
في عيسى بن مريم عليه السلام !! .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
وأنا في إمكاني الآن أنْ أقرأ عليك
ما يدل على هذه العقيدة عند الصوفية :
يقول إبراهيم الدسوقي المتوفى سنة 676هـ ،
وهو مِن أكبر الطواغيت الصوفيَّة
المعبودين حالياً في مصر ،
وهو وصل عندهم إلى درجة القطبية العظمى
– وسنشرح لك إن أمكن ما معنى القطب الأعظم ،
وما هي خصائصه - ،
يقول الدسوقي
– كما في ترجمته من "طبقات الشعراني" –
الجزء الأول صفحة (157) :
قد كنتُ أنا ،
وأولياء الله تعالى أشياخاً في الأزل ،
بين يدي قديم الأزل ،
وبين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وإن الله عز وجل
خلقني مِن نور رسول الله
صلى الله عليه وسلم
– يعني في الأزل - ،
وأمرني أن أخلع على جميع الأولياء ،
فخلعتُ عليهم بيدي – يعني : ألبسهم
– فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم
يا إبراهيم أنت نقيبٌ عليهم
– أي: على الأولياء -.
يقول :
فكنتُ أنا ، ورسول الله صلى الله إليه وسلم ،
وأخي عبد القادر
– يعني : عبد القادر الجيلاني شيخ القادرية - خلفي ،
وابن الرفاعي
- يعني : أحمد الرفاعي شيخ الرفاعية -
خلف عبد القادر ،
ثم التفت إليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وقال :
يا إبراهيم سر إلى مالك – خازن النيران -
وقل له يغلق النيران ،
وسر إلى رضوان - خازن الجنة –
وقل له يفتح الجنان ،
ففعل مالك ما أُمر به ،
وفعل رضوان ما أُمر به ****!!…
إلى آخر ما ذكره من الكلام .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
نعود إلى البيروني :
انتقل إلى صفحة (66) من الكتاب
– إن كان الكتاب عندك – :
يقول : وإلى طريق "باتنقل " - هذا الهندي الذي سبق ذكره -
ذهبت الصوفية في الاشتغال بالحق،
فقالوا : مادمتَ تشير فلستَ بموحدٍ ؛
حتى يستولي الحقُّ على إشارتك بإفنائها عنك ،
فلا يبقى مشيرٌ، ولا إشارةٌ –
أي :
"وحدة الوجود الكاملة " - .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ويقول :
ويوجد في كلامهم ما يدل على القول بالاتحاد ؛
كجواب أحدهم عن الحقِّ ،
وكيف لا أتحقق مَن هو أنا بالإنيَّة ،
ولا أنا بالأَيْنِيَّة .
هذا كلام أحد أئمَّة التصوف
سُئل عن الله
فأجاب بأنه هو يعني نفسه ! .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
وقول أبي بكر الشبلي
- وهو مِن أئمَّة التصوف – يقول :
اخلع الكلَّ تصل إلينا بالكلية فتكون ولا تكون ،
إخبارك عنا
– يعني : الكلام الذي تقوله هو عنَّا - ،
وفعلُك فعلُنا .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
وكجواب
- والكلام ما يزال للبيروني -
أبي يزيد البسطامي ،
وقد سئل بم نلت ما نلت ؟
قال : إنِّي انسلختُ مِن نفسي ،
كما تنسلخ الحيَّةُ مِن جلدها ،
ثم نظرتُ إلى ذاتي
فإذا أنا هو .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
وقالوا
في قول الله تعالى :
{ فقلنا اضربوه ببعضها } :
إنَّ الأمر بقتل الميت لإحياء الميت :
إخبارٌ أنَّ القلب لا يحيا بأنواع المعرفة
إلا بإماتة البدن بالاجتهاد ،
حتى يبقى رسماً لاحقيقة له ،
وقلبك حقيقة ليس عليه أثر مِن المرسومات .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
وقالوا :
إنَّ بين العبد وبين الله ألف مقام مِن النُّور والظلمة ،
وإنَّما اجتهاد القوم في قطع الظلمة إلى النُّور ،
فلمَّا وصلوا إلى مقامات النُّور :
لم يكن لهم رجوعٌ .
انتهى كلام البيروني
وهو يقول
إن هذا الكلام بعينه هو كلام الهنود
وهو الذي سار عليه أئمة التصوف .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
أقول :
إنَّ الثابتَ مِن الكتب
التي كتبها كثيرٌ مِن المعاصرين عن الصوفية ،
ومِن القدماء:
أنَّ أولَّ مَن أسَّـس التصوف : هم الشيعة ،
وأنَّ هناك – بالذات – رجليْن
كانا لهما دورٌ في ذلك :
الأول : يسمَّى "عبدك" ،
والثاني : يسمَّى "أبو هاشم الصوفي" ،
أو أبو هاشم الشيعي،
فـ "عبدك" ، و"أبو هاشم"
هؤلاء هما اللذان
أسَّـسا دين التصوف .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
عندما نريد أن نتحدث عن "عبدك" ،
وعن أبي هاشم :
ننتقل إلى مصدرٍ مهمٍّ جدّاً
مِن مصادر الفِرَق الإسلاميَّة
وهو كتاب "التنبيه والرد"
لأبي الحسين الملْطي الشافعي
رحمه الله.
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ومِن المهم جدّاً مِن الناحية الوثائقيَّة
أنْ تعرف أنَّ كتاب الملطي هذا
منقولٌ
عن كتاب الإمام خشيش بن أصرم
- وهذا رجلٌ ، عالِمٌ ، إمامٌ ، ثقةٌ ،
وهو شيخ الإمام أبي داود ، والنسائي ،
وهو مِن الأئمَّة المعاصرين
للإمام أحمد توفى سنة 253هـ - ،
وهذا يعطي كتابَه أهميَّة كبيرة ؛
لأنَّه متقدم في الفترة المبكرة جدّاً
التي لم تكن كلمة صوفي فيها
قد شاعت وانتشرت ،
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
فماذا قال الإمام خشيش بن أصرم رحمه الله
– كما نقل عنه الملطي- ،
ماذا قال عن هذه الفِرق – عن "عبدك" ،
وعن أبي هاشم ،
وعن جابر بن حيان الذي يقال له جابر الكيميائي –
وهو أيضاً ممن نُسب أنَّه أول مَن أسَّس التصوف
وقد قرأت له مجموعة رسائل
طبعها أحد المستشرفين
يظهر فيها بجلاء أنَّ الرجل شيعي تماماً ،
وقد عاش جابر في القرن الثاني- .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
قال أبو الحسين الملطي رحمه الله تعالى :
قال أبو عاصم خشيش بن أصرم
– قال سفر : والإسناد عنه في أول الكتاب -
في افتراق الزنادقة يقول :
فافترقت الزنادقة على خمس فرق ،
وافترقت منها فرقة على ست فرق ..
إلى أن يقول :
ومنهم - أي:من أقسام الزنادقة – "العبدكية" ،
زعموا أنَّ الدنيا كلَّها حرامٌ محرَّم ،
لا يحل الأخذ منها إلا القوت ،
من حين ذهب أئمَّة العدل ،
ولا تحل الدنيا إلا بإمام عادل ،
وإلا فهي حرام ،
ومعاملة أهلها حرام ،
فحِلٌّ لك أن تأخذ القوت من الحرام ،
مِن حيث كان !
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
وإنَّما سمُّو "العبدكية" :
لأنَّ "عبدك" وضع لهم هذا ،
ودعاهم إليه ،
وأمرهم بتصديقه .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقول:
ومنهم الرَّوْحانيَّة ،
وهم أصناف ،
وإنَّما سمُّوا "الروحانية" ؛
لأنَّهم زعموا أنَّ أرواحهم تنظر إلى ملكوت السموات ،
وبها يعاينون الجِنان – أي : الجنات –
ويجامعون الحور العين ،
وتسرح في الجنة ،
وسمُّوا أيضاً :
"الفكرية " لأنَّهم يتفكرون – زعموا –
في هذا حتى يصلون إليه ،
فجعلوا الفكر بهذا غاية عبادتهم ،
ومنتهى إرادتهم ،
ينظرون بأرواحهم في تلك الفكرة
إلى هذه الغاية
فيتلذذون بمخاطبة الله لهم ،
ومصافحته إياهم ،
ونظرهم إليه – زعموا –
ويتمتعون بمجامعة الحور العين ،
ومفاكهة الأبكار ، على الأرائك متكئين ،
ويسعى عليهم الولدان المخلَّدون
بأصناف الطعام ،
وألوان الشراب ،
وطرائف الثمار …إلى آخره .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقول :
ومنهم صنف مِن الرَّوْحانيَّة زعموا
أنَّ حُبَّ الله يغلب على قلوبهم ،
وأهوائهم، وإرادتهم
حتى يكون حبُّه أغلب الأشياء عليهم ؛
فإذا كان كذلك عندهم :
كانوا عنده بهذه المنـزلة :
وقعت عليهم الخُلة مِن الله
فجعل لهم السرقة ، والزنا ،
وشرب الخمر ، والفواحش كلها
على وجه الخُلة التي بينهم وبين الله
لا على وجه الحلال
– يعني : تحل لهم على وجه أنَّهم أخلاء لله ،
وسيأتي على هذا نقولٌ كثيرةٌ وشواهد
تدل على ذلك عند الصوفية –
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقول:
كما يحل للخليل الأخذ مِن مال خليله بغير إذنه ،
منهم : "رباح" و"كليب" ،
كانا يقولان بهذه المقالة ويدْعُوَان إليها ،
- وهؤلاء أيضاً ممن ذُكر أنَّهم مِن أئمَّة التصوف القدامى - .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقول :
ومنهم صنفٌ مِن الرَّوْحانية
زعموا أنَّه ينبغي للعباد أنْ يدخلوا في مضمار الميدان
حتى يبلغوا إلى غاية السبقة ،
منتظمين لأنفسهم – يعني : تجميعها -
وحملها على المكروه
فإذا بلغت تلك الغاية :
أعطى نفسَه كلَّ ما تشتهي ، وتتمنى ،
وإنَّ أكْلَ الطيبات كأكْل الأراذلة مِن الأطعمة ،
وكان الصبر والخبيث عنده بمنـزلة ،
وكان العسل والخل عنده بمنـزلة ! ؛
فإذا كان كذلك :
فقد بلغ غاية السبقة ،
وسقط عنه تضمير الميدان ،
وأتْبع نفسه ما اشتهت ،
منهم ابن حيان كان يقول هذه المقالة.
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ويقول رحمه الله :
ومنهم صنف يقولون إنَّ ترك الدنيا :
إشغال للقلوب ، وتعظيم للدنيا ، ومحبة لها ،
ولمـَّا عظُمت الدنيا عندهم :
تركوا طيِّب طعامها ، ولذيذ شرابها ،
وليل لباسها ، وطيب رائحتها ؛
فأشغلوا قلوبهم بالتعلق بتركها ،
وكان من إهانتها مُواتات الشهوات عند اعتراضها
حتى لا يشتغل القلب بذكرها ،
ويعظم عنده ما ترك منها.
قال :
ورباح وكليب كانا يقولان هذه المقالة .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
هذا كلام الإمام خشيش بن أصرم رحمه الله ،
المكتوب قبل منتصف القرن الثالث الهجري
- حوالي 240هـ –
هذا الكلام كما لاحظنا
هو عقيدة الصوفية ،
الحب – حبُّ الله كما يدَّعون - ،
تحريم الدنيا ،
تحريم الحلال ،
دعوى أنَّهم يرون الله ،
ويخاطبونه في الدنيا ،
وأنَّه يحدِّثهم …
إلى غير ذلك مِن الدعاوى:
هي دين الصوفية ،
لكن لاحظ أنَّ الإمام خشيش لم يقل :
"الصوفيَّة" ؛
إنما قال : "الزنادقة"
- قال :
هذه مذاهب قوم مِن الزنادقة - ،
وصدق
هذا هو مذهب الزنادقة في حقيقته .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ننتقل إلى مصدر بعده ،
وهو من أوثق المصادر في الخلافات ، والفرق :
وهو كتاب "مقالات الإسلاميين"
للإمام أبي الحسن الأشعري رحمه الله
الذي رجع إلى مذهب أهل السنَّة والجماعة ،
وإن كان الأشاعرة ما يزالون يتَّبعون
ما كان عليه قبل رجوعه ،
نسأل الله أن يهديهم إلى الحق .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقول - في صفحة (288) من طبعة هيلموتايتر - الثالثة - :
هذه حكاية قولِ قومٍ مِن النُّساك
– والنساك : هو أيضاً اسم عبَّاد الهند -
وهي مأخوذة مِن النسك ، أو التعبد .
وهذا هو الذي ترجم به عبد الله بن المقفع صوفية الهند ،
وسمَّاهم : "النُّساك" في كتاب "كليلة ودمنة" ،
فيسمَّى العابد : النَّاسك .
يقول :
وفي الأمَّة قوم ينتحلون النُّسك
يزعمون أنَّه جائزٌ على الله سبحانه
الحلول في الأجسام ،
وإذا رأوا شيئاً يستحسنونه قالوا :
لا ندري لعله ربنا!! ،
ومنهم من يقول :
إنّه يرى الله سبحانه وتعالى في الدنيا على قدر الأعمال !
فمَن كان عمله أحسن :
رأى معبوده أحسن !
ومنهم مَن يجوِّز على الله سبحانه وتعالى المعانقة ،
والملامسة ،
والمجالسة في الدنيا ،
وجوزوا مع ذلك
على الله تعالى – على قولهم- أنْ نلمسه ،
ومنهم مَن يزعم أنَّ الله سبحانه
ذو أعضاء ،
وجوارح ،
وأبعاض لحم ،
ودم
على صورة الإنسان
له ما للإنسان مِن الجوراح
– تعالى ربُّنا عن ذلك علوّاً كبيراً - .
وهذا القول الذي ذكره الأشعري هنا :
هو قول أبي هاشم المشبِّه ، الصوفي ، الشيعي،
مؤسِّس هذا الدين ،
أو مِن مؤسِّسيه -كما قلنا - .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقول الإمام الأشعري :
وكان في الصوفيَّة رجلٌ يُعرف بأبي شعيب :
يزعم أنَّ الله يُسرُّ ويَفرح بطاعة أوليائه ، ويغتمُّ ،
ويحزن إذا عصَوْه
- يعني :
كَفَرح المخلوقين وكغَمِّهم -.
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ويقول :
وفي النُّساك قومٌ
يزعمون أنَّ العبادة تبلغ بهم
إلى منـزلةٍ تزول عنهم العبادات ،
وتكون الأشياء المحظورات على غيرهم
– من الزنا ، وغيره - :
مباحات لهم .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
وفيهم من يزعم :
أنَّ العبادة تبلغُ بهم أنْ يروا الله سبحانه وتعالى ،
ويأكلوا مِن ثمار الجنَّة ،
ويعانِقوا الحورَ العين في الدنيا ،
ويحارِبوا الشياطين .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ومنهم مَن يزعم :
أنَّ العبادة تبلغ بهم إلى أن يكونوا
أفضلَ مِن النَّبيِّين ،
والملائكة المقرَّبين .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
هذا كلام الإمام الأشعري ،
وهو يؤكِّد ما قاله الإمام خشيش ،
ويذكر عنهم قضية
سقوط التكاليف وسقوط التعبدات ،
وأنَّ الإنسان يترقَّى -كما يقول الصوفيَّة
أنَّ الله تعالى يقول
{ واعبد ربك حتى يأتيك اليقين } ،
فإذا جاء اليقين أو إذا وصلت إلى الحقيقة:
سقطتْ عنك الشريعة ؛
لأنَّ المريد عندهم – أو الصوفي – يبدأ مُريداً ،
ثمَّ سالكاً ، ثم واصلاً ، الواصل : وصل للحقيقة ،
وسقطت عنه التكاليف ،
وسقطت عنه التعبدات .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
هذا الكلام يقوله الإمام الأشعري
– وهو المتوفى سنة 324 هـ -
أي : أيضاً ما يزال متقدماً بالنِّسبة لانتشار الصوفيَّة ،
ولم يذكر أنَّ هؤلاء صوفيَّة أبداً ،
إنَّما قال : "هؤلاء نساك" ،
وهذا القول لا شك
أنَّه قول زنادقةٍ ، وكفَّارٍ ،
سيحكيه على أنَّهم قومٌ يدَّعون ،
أو ينتسبون إلى هذه الأمَّة ،
وليسوا مِن هذه الأمَّة ،
ليسوا مِن أمَّة الإسلام ،
ولا مِن أمَّة محمَّد صلى الله عليه وسلم ،
فلنرى كيف أنَّ هذا القول
أصبح ديناً عند المتأخرين من المسلمين
المنتسبين للإسلام من الصوفيَّة ،
ويدَّعون مع ذلك
أنَّهم هم أهل السنَّة والجماعة!!.
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
لا نقف عند الأشعري ،
وإنَّما - أيضاً - ننتقل إلى إمامٍ مِن المؤلِّفين في الفرق ،
وهو "فخر الدين الرازي" –
وقد توفي سنة 606 هـ ،
ونحن نتابع المسألة بتطور الزمن
- ، وهو مِن أكبر أئمَّة الأشاعرة ،
يعني : الرجل ليس مِن أئمَّة أهل السنَّة والجماعة ،
بل هو مِن أئمَّة الأشاعرة الذي ألَّف كتاب "أساس التقديس" ،
وردَّ عليه شيخ الإسلام ابن تيمية
في كتاب "بيان تلبيس الجهمية" ،
فهو مِن أكبر الأشاعرة ،
وأقواله عندهم مِن أهمِّ الأقوال ،
سننقل ، ونقرأ لك بعض كلامه في هؤلاء الصوفيَّة ،
ما كان فيه مدح ،
وما كان فيه ذم .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقول :
الباب الثامن
في أحوال الصوفية :
اعلم أنَّ أكثر مَن قصَّ فِرَق الأمَّة لم يذكر الصوفيَّة ؛
وذلك خطأ لأنَّ حاصل قول الصوفيَّة :
أنَّ الطريق إلى معرفة الله تعالى :
هو التصفية ، والتجرد مِن العلائق البدنيَّة ،
وهذا طريقٌ حسنٌ !
وهم فِرقٌ .
الأولى : أصحاب العادات ،
وهم قومٌ منتهى أمرِهم ، وغايتهم :
تزيين الظاهر كلبس الخرقة ،
وتسوية السجادة .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
الثانية :
أصحاب العبادات ،
وهم قومٌ يشتغلون بالزهد ، والعبادة ،
مع ترك سائر الأشغال .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
والثالثة :
أصحاب الحقيقة ،
وهم قومٌ إذا فرغوا مِن أداء الفرائض :
لم يشتغلوا بنوافل العبادات ؛
بل بالفكر ، وتجريد النَّفس عن العلائق الجسمانية
– يعني : مثل ما قلنا عن جماعة "باتنقل"
في أقوال البيروني –
يقول :
وهم يجتهدون أنْ لا يخلو سرُّهم ،
وبالهُم عن ذكر الله تعالى ،
وهؤلاء خير فرق الآدميين !!
- قال سفر :
طبعاً متعاطف معهم - .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
الرابعة :
النُّوريَّة ،
وهم طائفة يقولون :
الحجاب حجابان نوري ، وناري ،
أمَّا النوري :
فالاشتغال باكتساب الصفات المحمودة كالتوكل ،
والشوق ، والتسليم ، والمراقبة ،
والأُنس ، والوحدة ، والحالة ،
أمَّا الناري
فالاشتغال بالشهوة ، والغضب ، والحرص ، والأمل ؛
لأنَّ هذه الصفات : صفات نارية ،
كما أنَّ إبليس لما كان ناريّاً
فلا جرم وقع في الحسد .
طبعاً ،
هذه النظرية اليونانية التي تُروى عن قدماء اليونان أرسطو وجماعته :
أنَّ الكون يتركب مِن أربعة عناصر :
الماء ، والتراب ، والنار ، والهواء …إلى آخره !!
رتَّبوا هـذه على تلك .
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
الخامسة
- مِن فِرقهم - :
الحلوليَّة،
وهم طائفةٌ مِن هؤلاء القوم الذين ذكرناهم ،
يرَوْن في أنفسهم أحوالاً عجيبة ،
وليس لهم مِن العلوم العقليَّة نصيبٌ وافر ،
فيتوهَّمون
أنَّه قد حصل لهم الحلول أو الاتحاد
– يعني : بالله تعالى -
يقول :
فيدَّعون دعاوى عظيمة ،
وأوَّل مَن أظهر هذه المقالة في الإسلام :
الروافض ؛
فإنَّهم ادَّعوا الحلول في حقِّ أئمَّتهم .
هنا فائدة مهمة :
وهو أنَّ الرازي
يربط الصوفيَّة بالشيعة ،
وهو ربط مؤكد – كما سبق أن قلنا –
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقول الرازي :
السادسة :
المباحية ،
وهم قوم يحفظون طامَّاتٍ لا أصل لها ،
وتلبيساتٍ في الحقيقة
وهم يدَّعون محبة الله تعالى
وليس لهم نصيبٌ مِن شيءٍ مِن الحقائق ؛
بل يخالفون الشريعة ،
ويقولون :
إن الحبيب رُفع عنه التكليف ،
وهو الأشرُّ مِن الطوائف ،
وهم على الحقيقة على دين "مزدك" ،
كما سنذكر بعد هذا -
قال سفر :
وهو الدين الذي هو أصل الشيوعية ،
-
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ودين "مزدك"
كما تكلم عنه هو يقول :
أن المزدكية هم أتباع مزدك بن موبذان ،
وكان موبذان في زمن قبَّاز بن فيروز
والد أنو شروان العادل ،
ثمَّ ادَّعى النُّبوة ،
وأظهر دين الإباحة ،
وانتهى أمره إلى أن ألزم قبَّاز
أن يبعث امرأته ليتمتع بها غيره !!
فتأذى أنو شروان مِن ذلك الكلام
– يعني : تأذى مِن كلامه غاية التأذي –
وقال لوالده :
اترك بيني وبينه لأناظره ؛
فإنْ قطعني طاوعته ،
وإلا قتلته
فلمَّا تناظر مع أنو شروان :
انقطع مزدك
– يعني : انقطع في المناظرة وأفحم –
وظهر عليه أنو شروان ،
فقتله وأتباعه ،
وكلُّ مَن هو على دين الإباحة
في زماننا هذا
فهم بقية أولئك القوم .