رد: بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار
الحديث الثامن والثمانون
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" لا حسد إلا في اثنتين:
رجل آتاه الله مالاً،
فسلطه على هلكته في الحق.
ورجل آتاه الله الحكمة،
فهو يقضي بها، ويعلمها "
متفق عليه.
الحسد نوعان:
نوع محرم مذموم على كل حال،
وهو أن يتمنى زوال نعمة الله عن العبد
– دينية أو دنيوية –
وسواء أحب ذلك محبة استقرت في قلبه،
ولم يجاهد نفسه عنها،
أو سعى مع ذلك في إزالتها وإخفائها:
وهذا أقبح
فإنه ظلم متكرر.
وهذا النوع
هو الذي يأكل الحسنات
كما تأكل النار الحطب.
رد: بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار
الحديث التاسع والثمانون
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
" أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو،
فيقول:
اللهم إني أسألك
الهُدى
والتُقى،
والعفافَ
والغِنى"
رواه مسلم.
هذا الدعاء من أجمع الأدعية وأنفعها.
وهو يتضمن سؤال خير الدين وخير الدنيا؛
فإن "الهدى" هو العلم النافع.
و"التقى" العمل الصالح،
وترك ما نهى الله ورسوله عنه.
وبذلك يصلح الدين.
فإن الدين علوم نافعة،
ومعارف صادقة.
فهي الهدى،
وقيام بطاعة الله ورسوله:
فهو التقى.
رد: بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار
الحديث التسعون
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"من أحب أن يُزحزح عن النار،
ويُدخل الجنة:
فلتأته منيته
وهو يؤمن بالله واليوم الآخر.
وليأت إلى الناس
الذي يُحب أن يُؤتى إليه "
رواه مسلم.
لا شك أن مَنْ
زُحزح عن النار
وأُدخل الجنة
فقد فاز،
وأن هذه غاية
يسعى إليها جميع المؤمنين.
رد: بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار
الحديث الحادي والتسعون
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إن الله يرضى لكم ثلاثاً،
ويكره لكم ثلاثاً.
فيرضى لكم
أن تعبدوه
ولا تشركوا به شيئاً،
وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً،
ولا تفرقوا.
ويكره لكم،
قيل وقال،
وكثرة السؤال،
وإضاعة المال "
رواه مسلم.
فيه إثبات الرضى لله،
وذكر متعلقاته،
وإثبات الكراهة منه.
وذكر متعلقاتها؛
فإن الله جل جلاله
من كرمه على عباده،
يرضى لهم ما فيه مصلحتهم،
وسعادتهم في العاجل والآجل.
رد: بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار
الحديث الثاني والتسعون
عن عائشة رضي الله عنها قالت:
" دخلت هند بنت عتبة امرأة أبي سفيان
على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالت:
يا رسول الله،
إن أبا سفيان رجل شحيح،
لا يعطيني من النفقة ما يكفيني
ويكفي بنيَّ،
إلا ما أخذته من ماله بغير علمه..
فهل عليَّ في ذلك من جناح ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
خذي من ماله بالمعروف
ما يكفيكِ ويكفي بـنـيكِ "
متفق عليه.
أخذ العلماء من هذا الحديث فقهاً كثيراً.
سأشير إلى ما يحضرني.
منه،
أن المستفتي والمتظلم يجوز أن يتكلم بالصدق
فيمن تعلق به الاستفتاء والتظلم،
وليس من الغيبة المحرمة،
وهو أحد المواضع المستثنيات من الغيبة.
ويجمع الجميع،
الحاجة إلى التكلم في الغير؛
فإن الغيبة المحرمة ذكرك أخاك بما يكره.
فإن احتيج إلى ذلك
– كما ذكرنا وكما في النصيحة الخاصة،
أو العامة، أو لا يعرف إلا بلقبه –
جاز ذلك
بمقدار ما يحصل به المقصود.