-
رد: من أطايب الكلام شارك معنا
يقول الشيخ الحويني حفظه الله:
كل مشكلة تأتي للعبد في الدنيا تكون فرعاً على الأمل ولذلك إبليس عليه لعنة الله قال لله عز وجل: ﴿ (وَلأُضِلَّنَّه مْ وَ لأُمَنِّينَّهُم ْ ﴾، ذكر الضلال قبل ذكر الأمانيّ لأن هذا هو أصل الضّلال،ترخي لهم الحبال، فلا يتوب ويسوف، والتّسويف أصله مبني على الأمل، فلا يزال العبد يُسوف حتى يدركه الموت، فيموت قبل أن يتوب, كم من حسراتٍ في بطون المقابر, كم من رجالٍ ماتوا أو كم من نساءٍ ماتوا أراد الواحد منهم أن يقول كلمة أخيرة فلم يُمهَل له قال تعالى: ﴿فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوّصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ ﴾، هذا كله سببه الأمل.
-
رد: من أطايب الكلام شارك معنا
يـا من إلـيه جميـع الـخلق يبتهـل * وكـل حـيّ علـى رحمـاه يتكـل
يـا من نأى فرأى ما في القلـوب وما * تـحت الثرى وحجاب الليل منسـدل
أنـت المنـادى بـه في كل حادثـة * وأنـت ملجـأ من ضاقـت به الحيـل
أنـت الغيـاث لمن سُدَّت مذاهبـه * أنـت الدليـل لمن ضـلت به السبـل
إنـا قصدنـاك والآمـال واقـعـة * عليك ، والكـل ملهـوف ومبـتهل
فإن غفـرت فعن طَوْل وعن كـرم * وإن سطـوت ؛ فأنت الحـاكم العـدل
-
رد: من أطايب الكلام شارك معنا
فِي مثل هَذِه السَّاعَة من ساعات الذكر يُرْجَى الغفران ويتوقع الإحسان وَيطْلب من صَاحب الأمر الأمان، كم لله فِي مجَالِس الذّكر من عين مُحرمَة على النَّار، كم قد وضع فِيهَا عَن الظُّهُور من ثقل الأوزار، وتنفجر فِيهَا ينابيع الرَّحْمَة، ويتوفر فِيهَا على الْحَاضِرين من النِّعْمَة، وَيُعْطى كل سَائل مَا سَأَلَهُ، ومبلغ كل أمل مَا أمله من كرم ذِي الْجلَال والإكرام، ومواهب من لَهُ الْفضل والإنعام، الَّذِي لَا يتعاظم ذَنْب غفره لجانيه، وَلَا فضل وَلَا هبة لسائله، فاحضروا فِي ساعَات الذكر قُلُوبكُمْ، واغسلوا بمياه التَّوْبَة ذنوبكم، وَاسْتَغْفرُوا ربكُم فانه يغْفر ذنُوب المستغفرين، وَاعْتَذَرُوا إليه من تقصيركم فإنه يقبل عذر المعتذرين، واستنصروه على من بغى عَلَيْكُم فَمَا أسرع نصرته إلى المستنصرين، من كَانَ مُقَيّد الْجَوَارِح عَن محارم الله فَهُوَ رَأس الْخَائِفِينَ، وَمن كَانَ لَا يسكن بِقَلْبِه إلى شَيْء سوى الله فَهُوَ سُلْطَان العارفين.
-
رد: من أطايب الكلام شارك معنا
قُولُوا بقلوب حَاضِرَة خاشعة إلى كرم الله طامحة فِي نيل رِضَاهُ طامعة: يَا حَيّ يَا قيوم يَا ذَا الْجلَال والإكرام يَا أرْحَمْ الرَّاحِمِينَ يَا كثير الْخَيْر يَا دَائِم الْمَعْرُوف يَا ذَا الْمَعْرُوف الَّذِي لَا يَنْقَطِع أبدا وَلَا يُحْصِيه غَيره أحدا يَا محسن يَا مُجمل يَا منعم يَا مفضل نَسْأَلك مِمَّا كتبت على نَفسك من الرَّحْمَة وَمِمَّا فِي خَزَائِن فيضك ومكنون غيبك أن تضَاعف صلواتك على سيدنَا مُحَمَّد وآله وَصَحبه وَسَائِر عِبَادك الصَّالِحين؛ اللَّهُمَّ اعتقنا من رق الذُّنُوب وخلصنا من أشر النُّفُوس وأذهب عَنَّا وَحْشَة الإساءة وَطَهِّرْنَا من دنس الذُّنُوب وباعد بَيْننَا وَبَين الْخَطَايَا وأجرنا من الشَّيْطَان الرَّجِيم، اللَّهُمَّ طيبنَا للقائك وأهلنا لولائك وأدخلنا مَعَ المرحومين وألحقنا بالصالحين وأعنا على ذكرك وشكرك وَحسن عبادتك وتلاوة كتابك واجعلنا من حزبك المفلحين وأيدنا بجندك المنصورين وارزقنا مرافقة الَّذين أنعمت عَلَيْهِم من النَّبِيين وَالصديقين وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ .
-
رد: من أطايب الكلام شارك معنا
اللَّهُمَّ اغغفر لنا مَا مضى من ذنوبنا واحفظنا فِيمَا بَقِي من أعمارنا وَكلما عدنا بالمعصية فعد علينا بِالتَّوْبَةِ مِنْهَا وإذا ثقلت علينا الطَّاعَة فهونها علينا وَذكرنَا إذا نَسِينَا وبصرنا إذا عمينا وأشركنا فِي صَالح دُعَاء الْمُؤمنِينَ وأشركهم فِي صَالح دعائنا بِرَحْمَتك يَا ارْحَمْ الرَّاحِمِينَ.
-
رد: من أطايب الكلام شارك معنا
أعظم المعاقبة أن لا يحس المعاقب بالعقوبة، وأشد من ذلك أن يقع السرور بما هو عقوبة، كالفرح بالمال الحرام، والتمكن من الذنوب، ومن هذه حاله لا يفوز بطاعة.وإني تدبرت أحوال أكثر العلماء والمتزهدين، فرأيتهم في عقوبات لا يحسون بها، ومعظمها من قبل طلبهم للرئاسة، فالعالم منهم يغضب إن رد عليه خطوة، والواعظ متصنع بوعظه، والمتزهد منافق أو مراء.فأول عقوباتهم: إعراضهم عن الحق شغلًا بالخلق، ومن خفي عقوباتهم: سلب حلاوة المناجاة، ولذة التعبد، إلا رجال مؤمنون، ونساء مؤمنات، يحفظ الله بهم الأرض، بواطنهم كظواهرهم؛ بل أجلى، وسرائرهم كعلانيتهم؛ بل أحلى، وهممهم عند الثريا؛ بل أعلى، إن عرفوا تنكروا، وإن رئيت لهم كرامة أنكروا، فالناس في غلاتهم، وهم في قطع فلاتهم، تحبهم بقاع الأرض، وتفرح بهم أملاك السماء، نسأل الله -عز وجل- التوفيق لاتباعهم، وأن يجعلنا من أتباعهم.
-
رد: من أطايب الكلام شارك معنا
يقول الشيخ الحويني حفظه الله:
الغفلة سبب من أسباب الوقوع في المعاصي:عذاب النار فعلا غرامة الذي يقدر عذاب النار لا يعصي الله إنما هي الغفلة التي تغلب علينا ، فنقع في الذنوب فيفيق المرء وهذا كله بسبب فعل الشيطان﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ ﴾ [الأعراف:201] أي وقعوا في الذنوب ﴿ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ﴾ [الأعراف:201] ، الذنب عندما ينزل علي الإنسان هذا بسبب الشيطان مثل الأعمى يقدم علي الذنب وهو يعلم قبل أن يفعله أنه ذنب ومع ذلك يقدم عليه، إنما أوتي من جهل من المراقبة وبمقام الله - تبارك وتعالي- وأنه ينظر إليه وأنه بعينه لكن يحدث نوع من الغفلة كما قال النبي - صلي الله عليه وسلم- " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن " يرتفع عنه الإيمان لأنه لو كان مستحضرًا للإيمان لكان الإيمان حاجزًا له أن يفعل ، إنما الذي جعله يخطي ويمر إلى محارم الله ، هذه الغفلة.
اللهم ارزقنا المراقبة لك في السر والعلن في القول والعمل اللهم آمين.
-
رد: من أطايب الكلام شارك معنا
-
رد: من أطايب الكلام شارك معنا
لا ينال لذة المعاصي إلا سكران الغفلة، فأما المؤمن، فإنه لا يلتذ؛ لأنه عند التذاذه يقف بإزائه علم التحريم، وحذر العقوبة، فإن قويت معرفته، رأى بعين علمه قرب الناهي، فيتنغص عيشه في حال التذاذه.فإن غلب سكر الهوى، كان القلب متنغصًا بهذه المراقبات، وإن كان الطبع في شهوته، وما هي إلا لحظة، ثم أخذ من غريم ندم ملازم، وبكاء متواصل، وأسف على ما كان مع طول الزمان، حتى أنه لو تيقن العفو، وقف بإزائه حذر العتاب، فأفِّ للذنوب! ما أقبح آثارها! وما أسوأ أخبارها! ولا كانت شهوة لا تنال إلا بمقدار قوة الغفلة.
-
رد: من أطايب الكلام شارك معنا
من العجب إلحاحك في طلب أغراضك! وكلما زاد تعويقها، زاد إلحاحك! وتنسى أنها قد تمتنع لأحد أمرين: إما لمصلحتك، فربما طلبت معجل أذى، وإما لذنوبك، فإن صاحب الذنوب بعيد عن الإجابة، فنظف طرق الإجابة من أوساخ المعاصي، وانظر فيما تطلبه، هل هو لإصلاح دينك، أو لمجرد هواك؟فإن كان للهوى المجرد، فاعلم أن من اللطف بك والرحمة لك تعويقه، وأنت في إلحاحك بمثابة الطفل يطلب ما يؤذيه، فيمنع رفقًا به.وإن كان لصلاح دينك، فربما كانت المصلحة تأخيره، أو كان صلاح الدين بعدمه.وفي الجملة، تدبير الحق عز وجل لك خير من تدبيرك، وقد يمنعك ما تهوى ابتلاء، ليبلو صبرك، فأره الصبر الجميل، تر عن قربٍ ما يسر.ومتى نظفت طرق الإجابة عن أدران الذنوب، وصبرت على ما يقضيه لك، فكل ما يجري أصلح لك، عطاءً كان أو منعًا.
-
رد: من أطايب الكلام شارك معنا
من الاغترار طول الأمل، وما من آفة أعظم منه، فإنه لولا طول الأمل، ما وقع إهمال أصلًا، وإنما تقدم المعاصي، وتؤخر التوبة، لطول الأمل، وتبادر الشهوات، وتنسى الإنابة، لطول الأمل.وإن لم تستطع قصر الأمل، فاعمل عمل قصير الأمل: ولا تنس حتى تنظر فيما مضى من يومك، فإن رأيت زلة، فامحها بتوبة، أو خرقًا، فأرقعه باستغفار. وإذا أصبحت، فتأمل ما مضى في ليلك، وإياك والتسويف، فإنه أكبر جنود إبليس.وخذ لك منك على مهلةٍ ... ومقبل عيشك لم يدبرِوخف هجمةً لا تقيل العثَار ... وتطوي الورود على المصدرِومثل لنفسك أي الرعيل ... يضمك في حلْبة المحشرثم صور لنفسك قصر العمر، وكثرة الأشغال، وقوة الندم على التفريط عند الموت، وطول الحسرة على البدار بعد الفوات، وصور ثواب الكاملين وأنت ناقص، والمجتهدين وأنت متكاسل.ولا تخل نفسك من موعظة تسمعها، وفكرة تحادثها بها، فإن النفس كالفرس المتشيطن؛ إن أهملت لجامه لم تأمن أن يرمي بك، وقد والله دنستك أهواؤك، وضيعت عمرك.فالبدار البدار في الصيانة قبل تلف الباقي بالصبابة، فكم تعرقل في فخ الهوى جناح حازمٍ! وكم وقع في بئر بوار مخمور! ولا حول ولا قوة إلا بالله.
-
رد: من أطايب الكلام شارك معنا
جزيت الفردوس العلى من الجنة هل من مصدر معين أخي الفاضل تأخذ منه
-
رد: من أطايب الكلام شارك معنا
يقول الشيخ الحويني حفظه الله:إن عرض النبي صلى الله عليه وسلم أثمن من الأرض ، فلو أُخذت أرض المسلمين جميعًا من تحت أرجلهم لكان أخف ألف مرة من أن يسب النبي صلى الله عليه وسلم وفينا عين تطرف .
-
رد: من أطايب الكلام شارك معنا
مدار الأمر كله على العقل؛ فإنه إذا تم العقل، لم يعمل صاحبه إلا على أقوى دليل، وثمرة العقل: فهم الخطاب، وتلمح المقصود من الأمر، ومن فهم المقصود، وعمل على الدليل، كان كالباني على أساس وثيق.وإني رأيت كثيرًا من الناس لا يعملون على دليل، بل كيف اتفق، وربما كان دليلهم العادات! وهذا أقبح شيء يكون.ثم رأيت خلقًا كثيرًا لا يتبعون الدليل بطريق إثباته، كاليهود والنصارى؛ فإنهم يقلدون الآباء، ولا ينظرون فيما جاء من الشرائع، هل صحيح أم لا؟! وكذلك يثبتون الإله، ولا يعرفون ما يجوز عليه مما لا يجوز، فينسبون إليه الولد! ويمنعون جواز تغييره ما شرع! وهؤلاء لم ينظروا حق النظر، فلم يعرفوا الدليل الهادي ولم يفهموا المدلول الشرعي، فكانت أعمالهم ضائعة، كالباني على رمل.ومن هذا القبيل في المعنى قوم يتعبدون ويتزهدون، وينصبون أبدانهم في العمل بأحاديث باطلة، ولا يسألون عنها من يعلم!ومن الناس من يثبت الدليل، ولا يفهم المقصود الذي دل عليه الدليل، ومن هذا الجنس قوم سمعوا ذم الدنيا، فتزهدوا، وما فهموا المقصود، فظنوا أن الدنيا تذم لذاتها، وأن النفس تجب عداوتها، فحملوا على أنفسهم فوق ما يطاق، وعذبوها بكل نوع، ومنعوها حظوظها، جاهلين بقوله صلى الله عليه وسلم: "إن لنفسك عليك حقًّا"، وفيهم من أدته الحال إلى ترك الفرائض، ونحول الجسم، وضعف القوى! وكل ذلك لضعف الفهم المقصود، والتلمح للمراد.كما روي عن داود الطائي: أنه كان يترك ماء في دن تحت الأرض، فيشرب منه، وهو شديد الحر! وقال لسفيان: إذا كنت تأكل اللذيذ الطيب، وتشرب الماء البارد المبرد، فمتى تحب الموت والقدوم على الله؟!وهذا جهل بالمقصود، فإن شرب الماء الحار يورث أمراضًا في البدن، ولا يحصل به الري، وما أمرنا بتعذيب أنفسنا على هذه الصورة، بل أمرنا بخلاف ما تدعو إليه النفس مما نهى الله عنه.وفي الحديث الصحيح: إن أبا بكر رضي الله عنه لما حلب له الراعي في طريق الهجرة، صب الماء على القدح حتى برد أسفله، ثم سقى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفرش له في ظل صخرة، وكان يستعذب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الماء، وقال: "إن كان عندكم ماء بات في شَنٍّ؛ وَإِلَّا كَرَعْنَا".ولو فهم داود رحمه الله أن إصلاح علف الناقة متعين لقطع المسافة، لم يفعل هذا.ألا ترى إلى سفيان الثوري، فإنه كان شديد المعرفة والخوف، وكان يأكل اللذيذ، ويقول: إن الدابة إذا لم يحسن إليها، لم تعمل.ولعل بعض من يسمع كلامي هذا يقول: هذا ميل على الزهاد! فأقول: كن مع العلماء، وانظر إلى طريق الحسن وسفيان ومالك وأبي حنيفة وأحمد والشافعي، وهؤلاء أصول الإسلام، ولا تقلد دينك من قل علمه، وإن قوي زهده، واحمل أمره على أنه كان يطيق هذا، ولا تقتد بهم فيما لا تطيقه، فليس أمرنا إلينا، والنفس وديعة عندنا، فإن أنكرت ما شرحته، فأنت ملحق بالقوم الذين أنكرت عليهم، هذا رمز إلى المقصود، والشرح يطول.
-
رد: من أطايب الكلام شارك معنا
ما هو الرضا ؟ اختلفت عبارات العلماء في تعريف الرضا :- منهم من قال: أنه النظر إلى قديم اختيار الله I فيرضى به، أن تنظر إلى قديم اختيار الله جل وعلا لك فترضى به بأنه اختار لك الأفضل وإن كرهته نفسك ، لأن كل ما يحدث على هذه الأرض بقدر الله.ابن عباس رضى الله عنه: وضع يده على خده هكذا وقال: والله إن هذه في أم الكتاب هذه تجري بسكينة .وعلي يرضى الله عنه: وضع أصبعه فيه ، ثم قال: والله إن هذه في أم الكتاب ، ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ (القمر:49) ، فهذه المعاني السامية الجميلة العالية الرفيعة تجعل الإنسان يرضى بقدر الله I فإذا نظر الإنسان إلى علم الله السابق الأزلي وأن هذا قد سجل ودون وحفظ باللوح المحفوظ وإنما هذه الصحائف كشفت لك ورأيتها على الواقع فإنك يجب هنا أن تسلم ، ولذلك كان الصحابة عندما تعلموا هذا المقام العظيم من النبي r.يقول ابن مسعود: لئن أضع جمرة في فمي حتى تبرد أهون عليّ من أقول لشيء كان يا ليته ما كان .والآخر يقول: والله إني لاستغفر عن ذنب فعلته منذ ثلاثين سنة ، قالوا: ما هو ؟ قال: لشيء كان قلت: يا ليته ما كان لأنهم يرون أن هذا اعتراض على قدر الله ، والآخر يقول: ما أقامني ربي في مقام منذ أربعين سنة فكرهته ، كل ما أقامني في مقام ما كرهت هذا المقام .وعمر بن عبد العزيز يقول: والله أنني لأصبح وليس لي هم إلا في قدر الله أكون معه حيث كان . فهذه المعاني الكبيرة مقام الرضا في قلوبهم جعلهم يستمتعون بقضاء الله وقدره ويرضون ويعلم بأن الله I قدّر لهم الأصلح وإن كرهته النفوس ، والعاقبة تظهر فيما بعد ، ومما يساعد الإنسان على هذا المعنى أنه مفوض أمره إلى الله ، ومادام أنك فوضت أمرك للعليم الحكيم الرءوف الرحيم سلم بما يكتبه لك ، والإنسان يقول: أنا متوكل على الله جل وعلا حقيقة التوكل وثمرة التوكل أن ترضى بما كتبه الله جل وعلا لك ،ولو كان غير محبب للنفس ، رغم أنه راضٍٍ بقضاء الله، ولكن داخليًا ليس محببًا له، فهناك فرق بين السكينة والراحة القلبية وبين الألم ، قد يُصاب الإنسان بمرض وتؤلمه قدمه مثلًا أو يده أو رأسه ، لكنه راضٍ مستمتع بقلبه لأن هذا من عند الله لأنه يعلم بأن الذي قدره ربه ومحبته لله جل وعلا إذا كانت صادقة فليرضى بما كتبه له من يحبه ، فهذا قدر الله I أظهر المحبة وارض عن الله جل وعلا ، ثم يعلم بأن هذا الألم فيه خير له وعنده إحسان بالله جل وعلا « أنا عند ظن عبدي بي فإن ظن بي خيرًا فله » حتى ولو ألمك هذا الأمر ، ولذلك الآن تجد الآن كما حديثنا عن السعادة السعادة تجد الناس كلهم يربطونها بأمور خارجية بالمحسوسات والملموسات والمشاهدات خارجية عن الإنسان ، ولذلك الحقيقة تسمى هذه ملذات
-
رد: من أطايب الكلام شارك معنا
إن الرضا من جملة ثمرات المعرفة، فإذا عرفته، رضيت بقضائه.
-
رد: من أطايب الكلام شارك معنا
وقد يجري في ضمن القضاء مرارات، يجد بعض طعمها الراضي، أما العارف، فتقل عنده المرارة، لقوة حلاوة المعرفة، فإذا ترقى بالمعرفة إلى المحبة، صارت مرارة الأقدار حلاوة، كما قال القائل:عذابه فيك عذب ... وبعده فيك قربوأنت عندي كروحي ... بل أنت منها أحبحسبي من الحب أني ... لما تحب أحبوقال بعض المحبين في هذا المعنى:ويقبح من سواك الفعل عندي ... فتفعله فيحسن منك ذاكالكن ما الذي يدخل تحت الرضا مما لا يدخل؟ارض بما كان منه، فأما الكسل والتخلف، فذاك منسوب إليك، فلا ترض به من فعلك. وكن مستوفيًا حقه عليك، مناقشًا نفسك فيما يقربك منه، غير راض منها بالتواني في المجاهدة.فأما ما يصدر من أقضيته المجردة، التي لا كسب لك فيها، فكن راضيًا بها، كما قالت رابعة: إن الراضي لا يتخير، ومن ذاق طعم المعرفة، وجد فيه طعم المحبة، فوقع الرضا عنده ضرورة.فينبغي الاجتهاد في طلب المعرفة بالأدلة، ثم العمل بمقتضى المعرفة بالجد في الخدمة، لعل ذلك يورث المحبة، فقد قال سبحانه وتعالى: "لا يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته، كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به ... "؛ فذلك الغنى الأكبر ... ووا فقراه!
-
رد: من أطايب الكلام شارك معنا
المعرفة التي توجب الرضا والصبر: من عاش مع الله -عز وجل- طيب النفس في زمن السلامة، خفت عليه زمن البلاء، فهناك المحك.إن الملك -عز وجل- بينا يبني نقض، وبينا يعطي سلب، فطيب النفس والرضا هناك يبين، فأما من تواصلت لديه النعم فإنه يكون طيب القلب لتواصلها، فإذا مسته نفحة من البلاء، فبعيد ثباته، قال الحسن البصري: كانوا يتساوون في وقت النعم، فإذا نزل البلاء، تباينوا.فالعاقل من أعد ذخرًا، وحصل زادًا، وازداد من العدد، للقاء حرب البلاء، ولا بد من لقاء البلاء، ولو لم يكن إلا عند صرعة الموت؛ فإنها إن نزلت-والعياذ بالله- فلم تجد معرفة توجب الرضا أو الصبر أخرجت إلى الكفر.ولقد سمعت بعض من كنت أظن فيه كثرة الخير، وهو يقول في ليالي موته: ربي هو ذا يظلمني! فلم أزل منزعجًا مهتمًا بتحصيل عدةٍ ألقى بها ذلك اليوم، كيف، وقد روي أن الشيطان يقول لأعوانه في تلك الساعة: عليكم بهذا، فإن فاتكم، فلم تقدروا عليه؟!وأي قلب يثبت عند إمساك النفس، والأخذ بالكظم، ونزع النفس، والعلم بمفارقة المحبوبات إلى ما لا يدري ما هو، وليس في ظاهره إلا القبر والبلاء.فنسأل الله -عز وجل- يقينًا يقينا شر ذلك اليوم، لعلنا نصبر للقضاء أو نرضى به، ونرغب إلى مالك الأمور في أن يهب لنا من فواضل نعمه على أحبابه، حتى يكون لقاؤه أحب إلينا من بقائنا، وتفويضنا إلى تقديره أشهى لنا من اختيارنا.ونعوذ بالله من اعتقاد الكمال لتدبيرنا، حتى إذا انعكس علينا أمر، عدنا إلى القدر بالتسخط، وهذا هو الجهل المحض والخذلان الصريح، أعاذنا الله منه.
-
رد: من أطايب الكلام شارك معنا
همسة عن الصلاة:
همسة من قلب حزين ، ووقفة عتاب يملؤها الأنين ، ودمعة يكسوها الحنين ، دمعة من اشتاق إلى جنان رب العالمين ، همسة عن فريضة من أهم فرائض هذا الدين ، نعم فريضة هي أول ما يحاسب عنه يوم القيامة ، فريضة إن صلحت صلح سائر العمل ، وإن فسدت فسد سائر العمل قال r:« رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة » ، قد أفلح من أداها بخشوع وهي صلة بين العبد وربه تنهى عن الفحشاء والمنكر ، الصلاة هي روضة العبادات فيها من كل زوج بهيج تكبير يفتتح به الصلاة ، وقيام يتلو فيه المصلي كلام الله ، وركوع يعظم فيه الرب ، وقيام من الركوع يملئه بالثناء على الله ، وسجود يسبح الله تعالى فيه بعلوه ، ويبتهل إليه بالدعاء وقعود للدعاء والتشهد ، وختام بالسلام . الصلاة ليست مجرد حركات تؤدى بل هي روح ونور ومعراج يصعد به القلب إلى بارئه وخالقه فيسبح في ملكوته بين خوفه ورجاءه ، روح وراحة ، أنس في وحشة ، وسكون وقع فينا ذلك هو الوقوف بين يدي الله عند من ملئت ضمائرهم من حب ربهم فهبوا إلى لذة مناجاته وصلوا فسكنوا واستراحوا ، فسبحان ما أضيق الطريق على من لم يكن دليله ، وما أوضح الحق على من هداه سبيله ، فوجهه إلى محرابه وصف الأقدام أمامه انطرح بين يديه كبر فصغر كل شيء في عينيه ، أقبل فودع دنياه ، وخشع خوفًا من يوم لقياه ، انصرفت همته إلى ربه فكان لقاءه قرة عينه ، ورضاه غاية مطلبه ، فكانت صلاته صلته ، ونوره في دنياه ، وسبيله للقاء مولاه . عن عبدالله بن عمر y قال: عن النبي r أنه ذكر الصلاة يومًا فقال:« من حافظ عليها كانت له نورًا وبرهانًا ونجاة يوم القيامة ، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف » ، فمن شغله ماله عنها فهو مع قارون ، ومن شغله ملكه عنها فهو مع فرعون ، ومن شغلته رئاسته عنها فهو مع هامان ، ومن شغلته تجارته عنها فهو مع أبي بن خلف وهم رؤساء الكفر والنفاق . وختامًا هذه وصية أقدمها من قلبي أصلحوا صلاتكم أولًا لتختصروا الوقت والجهد في الإصلاح والتربية والتغيير ، فإن أصلحتم الصلاة وبقيت أشياء تحتاج إلى إصلاح فابحثوا عنها في غيرها ، أما إشغال الوقت في البحث عن الإصلاح في البرامج والدورات مع إهمال الصلاة فهذا إتيان للبيوت من غير أبوابها ، نسأل الله أن نكون ممن هم على صلاتهم يحافظون ، والذين هم في صلاتهم خاشعون ، وأخر دعواي أن الحمد لله رب العالمين
-
رد: من أطايب الكلام شارك معنا
-
رد: من أطايب الكلام شارك معنا
تتواري كلماتي وأحرفي خلف بعضها خجلًا حينما أرغمها على الانتظام في سطور ، كيف لا ، وأنا أتحدث عن شخصين مهمين في حياة كل إنسان فأقول إلى من متع الله عينيه وسر خاطره وناظريه برؤية أبويه مع من أكرمه الله بحياتهما ، فكم من قلوب تمنت بقاء الوالدين والله تفضل عليك بوجودهما ، فيا من متع الله ناظريك ، ويا من أسعد الله عينيك وصية بالوالدين وصاك الله U في كتابه المبين وعلى لسان نبيه الأمين فقال: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَي ْنِ إِحْسَانًا ﴾ ، وصية من الله جل وعلا إليك أن تحسن إلى الوالدين ، وكيف يحسن الإنسان إلى أبويه ؟ يحسن الإنسان إلى أبويه بخصلتين كريمتين يقول العلماء: من حفظ الله له هاتين الخصلتين فبر بهما فقد أحسن إلى والديه: الخصلة الأولى: في اللسان . الخصلة الثانية: في الجوارح والأركان . إخواني في الله إن للوالدين حقًا عظيمًا وفضلًا بعد فضل الله جليلًا كريمًا اثنان إذا ذكرتهما ذكرت الأجر والمعروف والإحسان ، اثنان إذا ذكرتهما تحركت في القلوب الأشجان والأحزان ، اثنان إذا ذكرتهما أسعفتك بالدمع العينين ، فمضت أيامهما وانقضى شبابهما وبدا مشيبهما ووقفا على عتبة الدنيا الآخرة وهما ينتظران منك قلبًا رفيقا ينتظران منك برًا رشيقا وقفا ينتظران والجنة تحت أقدامها ، فطوبى لمن أحسن إليهما ولم يسئ إليهما ، طوبى لمن برهما ولم يعقهما ، وأضحكهما ولم يبكيهما ، وسرهما ولم يشجيهما ، وأسعدهما ولم يشقيهما ، وأكرمهما ولم يهنهما ، وأعزهما ولم يذلهما ، طوبى لمن نظر إليهما نظرة الحنان ، وتذكر ما كان منهما من البر والعطف والإحسان ، طوبى لمن شمر عن ساعد الجد في رضاهما فما خرجا من الدنيا إلا وقد كتب الله له رضاهما ، طوبى لمن سهر ليله وأتعب نهاره ، وأضنى جسده في حبهما وابتغاء رضاهما . أيها الإخوان في هذا الزمان الذي عظم غربته ، وفي هذا الزمان الذي اشتدت كربته فلم يرحم الأبناء دموع الآباء ، ولم يرحم البنات الأمهات في هذا الزمان الذي توالي فيه الشرور . فيه المودة إلى أعقاب الهوى والشرور ، في هذا الزمان الذي عظمت كربته واشتدت كربته يحتاج المؤمن إلى من يذكره بحقهما ، يحتاج المؤمن إلى من يدله على عظيم فضلهما ، لذلك تنزلت من الله U الآيات تحث المؤمن على البر بالآباء والأمهات وصى النبي r أصحابه ووصى أمته من بعدهم أن يبروا ولا يعقوا ، وأن يحسنوا ولا يسيئوا ، ويكرموا ولا يهينوا . وأختم بهذه الرسالة إلى أمي الغالية وأقول فيها: إلى الزهرة التي لم تزل ممتلئة بالحيوية بالرغم من قسوة الأعاصير ، إلى الروح الذكية التي يذوب عندها كل شقاء إلى النغم الهادئ الذي يخمد زئير الآلام ، إلى الشمعة التي أضاءت طريقي بالرغم من كبرياء الظلام ، إلى البسمة الحية التي تحملني عن دوام الأحقاد ، إلى أمي رعاها الله أهديها هذه الأحاسيس .أماه صوتك زادني إيمانا **فغدوت أزرع في الفؤاد حنانا وحملت نبراس اليقين فلا أنا ** أخشى الظلام ولا أنا أتوانى وجعلت عنواني شريعة خالقي** أنعم بمنهج خالقي عنوانا أماه يا لحن الصفاء بخاطري **لا تحملي همًا ولا أحزانا مهما تطاولت الهموم فإنها تصبي** أمام المستقي إذعانا أماه يا أماه غصن سعادتي يضوي** وغصنك لم يزل ريانا في صوتك المحبوب نبع استقي *من فيضه وأذوق فيه أمانا يرعاك من جعل الحياة شقاوة** للحاقدين وللمحيي جنانا
-
رد: من أطايب الكلام شارك معنا
غَيْرُ خَافٍ عَلَى عَاقِلٍ لُزُومُ حَقِّ الْمُنْعِمِ، وَلَا مُنْعِمَ بَعْدَ الْحَقِّ سُبْحَانَهُ عَلَى الْعَبْدِ كَالْوَالِدَيْن ِ، فَقَدْ حَمَلَتِ الأُمُّ بِحَمْلِهِ أَثْقَالًا كَثِيرَةً، وَلَقِيَتْ وَقْتَ وَضْعِهِ مُزْعِجَاتٍ مُثِيرَةً، وَبَالَغَتْ فِي تَرْبِيَتِهِ وَسَهَرَتْ فِي مُدَارَاتِهِ، وَأَعْرَضَتْ عَنْ جَمِيعِ شَهَوَاتِهَا لِمُرَادَتِهِ، وَقَدَّمَتْهُ عَلَى نَفْسِهَا فِي كُلِّ حَالٍ.وَقَدْ ضَمَّ الْوَالِدُ إِلَى تَسَبُّبِهِ فِي إِيجَادِهِ وَمَحَبَّتِهِ بَعْدَ وُجُودِهِ وَشَفَقَتِهِ فِي تَرْبِيَتِهِ الْكَسْبَ لَهُ وَالإِنْفَاقَ عَلَيْهِ، وَالْعَاقِلُ يَعْرِفُ حَقَّ الْمُحْسِنِ وَيَجْتَهِدُ فِي مُكَافَأَتِهِ.و جَهْلُ الْإِنْسَانِ بِحُقُوقِ الْمُنْعِمِ مِنْ أَخَسِّ صِفَاتِهِ، فَإِذَا أَضَافَ إِلَى جَحْدِ الْحَقِّ الْمُقَابَلَةَ بِسُوءِ الْأَدَبِ، دَلَّ عَلَى خُبْثِ الطَّبْعِ وَلُؤْمِ الْوَضْعِ وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ، وَلْيَعْلَمِ الْبَارُّ بِالْوَالِدَيْن ِ أَنَّهُ مَهْمَا بَالَغَ فِي بِرِّهِمَا لَمْ يَفِ بِشُكْرِهِمَا.
-
رد: من أطايب الكلام شارك معنا
من كَلَام السّلف:نبذة من كَلَام السّلف الْأَعْلَام فَفِي كَلَامهم جلاء الهموم وشفاء الأسقام: من أَرَادَ أَن يسلم لَهُ دينه ويستريح قلبه وبدنه فليعتزل النَّاس، وَمن لم يعرف قدر النعم سلبها من حَيْثُ لَا يعلم، وَمن عجز عَن أدب نَفسه كَانَ عَن أدب غَيره أعجز، من قلَّة الصدْق كَثْرَة الْخَطَأ وَمن عَلامَة الاستدراج الْحمى عَن عُيُوب النَّفس، وَمن تزين للنَّاس بِمَا لَيْسَ فِيهِ سقط من عين الله، قُلُوب المغترين معلقَة بالسوابق وَقُلُوب الْأَبْرَار معلقَة بالخواتيم، من النذالة أَن يَأْكُل الْإِنْسَان بِدِينِهِ، من حاسب نَفسه استحيا الله من حسابه، ثَلَاث من كن فِيهِ اسْتكْمل الإيمان: من إِذا غضب لم يُخرجهُ غَضَبه من الْحق وَإِذا رَضِي لم يُخرجهُ رِضَاهُ إِلَى الْبَاطِل وَإِذا قدر لم يتَنَاوَل مَا لَيْسَ لَهُ.حرَام على قلب يحب الدُّنْيَا أن يسكنهُ الْوَرع وَحرَام على عَالم لم يعْمل بِعِلْمِهِ أَن يتخذوه المتقون إِمَامًا إِلَيْك أَشْكُو بدنا غذي بنعمك ثمَّ توثب على مَعَاصِيك.عَلام ة إِعْرَاض الله عَن العَبْد أَن يشْغلهُ بِمَا لَا يعنيه، الطَّرِيق إِلَى الله مسدود على الْخلق إِلَّا على الْمُتَّقِينَ، أول وصال العَبْد للحق هجرانه لنَفسِهِ وَأول هجران العَبْد للحق مواصلته لنَفسِهِ، إِذا نزل بك أَمر من الله فَاسْتعْمل الرِّضَا فَإِن لم تَجِد إِلَى الرِّضَا سَبِيل فَاسْتعْمل الصَّبْر فَإِن لم تَجِد فَعَلَيْك بالتحمل، من علم أَن الله هُوَ الضار النافع أسقط مخاوف المخلوقين، يَا عجبا لمن لم ير محسنا غير الله كَيفَ لَا يمِيل بكليتيه إِلَيْهِ، إِذا بَكت عين الْخَائِفِينَ فقد بَايعُوا الله بدموعهم، إِنَّمَا حملا كَلَام السّلف فِي مذاق الأسماع وعظمت فِيهِ الْبركَة وَحسن بِهِ الِانْتِفَاع لأَنهم كَانُوا بِهِ عاملين، وَفِي نشره مُخلصين، اللَّهُمَّ فعمنا ببركة أَعْمَالهم الصَّالِحَة، وانفعنا بمقاصدهم الصادقة، فهم الْقَوْم لَا يضل من اهْتَدَى بهداهم وَلَا يضيع من تمسك بعراهم.
-
رد: من أطايب الكلام شارك معنا
كل عَزِيز وَإِن عز وَجل فَالله أعز مِنْهُ وَأجل، وكل فَائت وَإِن عظم وَكثر فَهُوَ بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا يفوت من الله أَصْغَر وَأَقل.
-
رد: من أطايب الكلام شارك معنا
الْعَارِف بِرُكْن الله فِي حصن حُصَيْن، واللائذ بجناب الله فِي حرم أَمِين، وَالْعَامِل بِكِتَاب الله متمسك بالعروة الوثقى وَالْحَبل المتين، والمقاتل تَحت لِوَاء رَسُول الله مؤيدا بالنصر الْعَزِيز مَضْمُون لَهُ الْفَتْح الْمُبين.
-
رد: من أطايب الكلام شارك معنا
يَا من سلب الْملك الْكَبِير وَلم تشعر بسلبه، يَا من أمره ربه بِالتَّوْبَةِ وَهُوَ مصر على ذَنبه، قد خلت صَحِيفَته من الْحَسَنَات لما خلا صَدره من تَعْظِيم ربه وتخلت الْمَلَائِكَة عَن نصرته فقد استحوذ الشَّيْطَان على قلبه، يَا غافلا عَن ذكر ربه يَا مغفلا لصلاح قلبه يَا من سباه عدوه يَوْمًا وَلم يسْعد بسلبه هَذَا جَزَاء مقصر جَهله فِي حق ربه، من رام خِصَالًا لَا تحل فجائع الْأَعْدَاء بجنبه، فليعتصم بِاللَّه وليعمل على السكن بِقُرْبِهِ.
-
رد: من أطايب الكلام شارك معنا
الْحَمد لله الَّذِي جعل الْقُرْآن لقلوب أهل الْإِيمَان ربيعا، فَكل من لَا يغذي الْقُرْآن فِي الدُّنْيَا كَانَ غذاؤه فِي الْآخِرَة ضريعا، لَا يزَال الْإِنْسَان صَرِيعًا تَحت الشَّيْطَان حَتَّى يذكر الله وَيَتْلُو الْقُرْآن فَحِينَئِذٍ يَسْتَوِي الْإِنْسَان قَائِما ويخر الشَّيْطَان صَرِيعًا، فَمن شَاءَ أن يكون الْعَدو عَن لحاقه بطيئا فَلْيَكُن إِلَى الذّكر والتلاوة سَرِيعا، مُتَابعَة الْكتاب منقذة من الْعَذَاب، وتعظيم الحرمات مخرج من الظُّلُمَات، ورعاية الْأَدَب رفْعَة فِي الرتب، لَوْلَا الْعلم لَكَانَ الْإِنْسَان بَهِيمَة، وَلَوْلَا اللطف لكَانَتْ البلية عَظِيمَة، فاسألوا الله لطفه فِي جَمِيع الْأَحْوَال، وَليكن تَعْظِيم الْقُرْآن مِنْكُم على بَال، فبوجود اللطف وَعَدَمه سعد من سعد وشقي من شقي وبالتقصير لَقِي المقصر مَا لَقِي.
-
رد: من أطايب الكلام شارك معنا
يقول الشيخ الحويني حفظه الله:التزام الأحكام الشرعية لا يأتي إلا بالخيرإن الله عز وجل وجهك إذا أشكل عليك أمر أن تقول: ربِّ لا تكلني إلى نفسي طرفة عين؛ لأن الله إذا وكل العبد إلى نفسه طرفة عينٍ أهلكه.ودعاء الاستخارة عندما تتأمل ألفاظه تدرك هذا الأمر، فقد قال عليه الصلاة والسلام: ( إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تعلم ولا أعلم، وتقدر ولا أقدر، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -وتسمي حاجتك- ) تريد أن تتزوج، أو تنقل مسكنك، أو تغير الوظيفة، أو تبدأ مشروعاً، أنت لا تدري أهو خيرٌ لك أم لا؛ تدعو هذا الدعاء بعد صلاة ركعتين من غير الفريضة.( اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -وتسمي حاجتك- خير لي في ديني ودنياي، أو قال: عاجل أمري وآجله، فاقدره لي، ويسره لي.وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ودنياي، أو قال: عاجل أمري وآجله، فاصرفني عنه، واصرفه عني، واقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني به ).انظر إلى الكلام! لأنه قد يقدر لك الخير وأنت لا ترضى به فترفضه؛ فتحرم ذلك الخير.فعليك عندما تدعو الله تبارك وتعالى أن لا تدعوه بالذي تريد؛ لأن ذلك الأمر قد يكون وبالاً عليك وأنت لا تدري، فلا تقل: يا رب! أريد أن أتزوج فلانة.لكن قل: يا رب! إن كانت فلانة خيراً لي في ديني ودنياي فزوجنيها، ولا تقل: أريد الوظيفة الفلانية، أو المسكن الفلاني، لكن قل: إن كان ذلك الأمر خيراً؛ فإن ذلك من أدب الدعاء، وما ألطف دعاء أيوب عليه السلام، قال الله عز وجل: { وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ } [الأنبياء:83] لم يقل: فاشفني، وإنما قال: { وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } [الأنبياء:83] إن كنت ترى الرحمة في استمرار بلائي فزده، وإن كنت ترى الرحمة أن ترفعه عني فأنت أرحم الراحمين، فانظر كيف لم يطلب العافية لنفسه، لم يقل: مسني الضر فاشفني؛ لأنه لا يدري، أيهما أصلح له: المرض أو الصحة، والعبد المريض لا يدري بعد أن يصح أيكون مجرماً في الأرض أم لا؟ ربما مرض حتى يعجزه الله عن معصية لو كان صحيحاً لأتاها؛ فرحمه الله بأن ابتلاه، والله أرأف بالناس من الأم بولدها، فانظر إلى أدب الدعاء، قال: { وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } [الأنبياء:83].
-
رد: من أطايب الكلام شارك معنا
يقول الشيخ الحويني حفظه الله:إن الدعوة إلى الله عز وجل وسام شرف يناله من اصطفاه الله من خيرة خلقه وأوليائه، والداعية أثناء سيره في حقل الدعوة إلى الله عليه أن يتسلح بالإخلاص والعلم والصبر والثقة بوعد الله عز وجل؛ حتى تكلل جهوده بالنجاح.وطريقة التعامل مع المدعوين تتوقف على شخصية هذا المدعو، والبيئة التي خرّجته، فعلى الداعية أن يضع الحكمة في موضعها ويعامل المدعوين بأخلاق الداعية لا بأخلاقهم هم
-
رد: من أطايب الكلام شارك معنا
يقول الشيخ الحويني حفظه الله:إن أعلى مقامات الحب هي العبودية، ولا تنبني العبودية إلا على أصلين عظيمين هما: كمال الحب، وتمام الذل، ولا ينبغي صرف هذين الأصلين إلا لله سبحانه، وإن أكبر ثمرة من ثمار هذا الحب هي موالاة الله ورسوله والمؤمنين، والبراءة من الكافرين والمنافقين، ولقد كانت أهم قضية تناولها القرآن بعد نبذ الشرك وتقرير التوحيد هي قضية تقرير عقيدة الولاء والبراء، ولقد ضرب لنا الصحابة في ذلك أروع الأمثلة، ولعل من أبرز ثمار هذه العقيدة قيام الجهاد في سبيل الله، وهو الباب الذي فرطت فيه الأمة في هذا العصر، حتى وصلت إلى ما وصلت إليه
-
رد: من أطايب الكلام شارك معنا
يقول الشيخ الحويني حفظه الله:العبودية مفتاح النصروالسنوات القادمة لعلها تتمخض عن حرب فاصلة بيننا وبين اليهود، فما هي عدتنا لهذه الحرب، إننا سنغلب اليهود في أول جولة إذا حققنا شيئاً واحداً: إذا كنا عباداً لله عز وجل فقط.فالعبودية لله سلاحنا الوحيد،.
-
رد: من أطايب الكلام شارك معنا
يقول الشيخ الحويني حفظه الله:من المعلوم أن طاعة النبي صلى الله عليه وسلم فرض، وأنها أحد أركان الإيمان والإسلام، وله صلى الله عليه وسلم على أمته حقوق، منها: أن لا تضع في مقابله أحداً ولا تقدم قول أحد على قوله، وأن تجعل محبته صلى الله عليه وسلم مقدمة على محبة النفس والأهل والولد.والعلماء رحمهم الله تعالى قد ألفوا الكتب في شمائله وأخلاقه وأوصافه صلى الله عليه وسلم.فبدراستها وقراءتها نزداد محبة وموالاة وتأسياً به صلى الله عليه وسلم.
-
رد: من أطايب الكلام شارك معنا
يقول الشيخ الحويني حفظه الله:إن أول حقوق النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الأمة: أن لا يوضع في مقابله أحد، إذ لا يزنه أحد أصلاً، إذاً لا يوضع في مقابله أي إنسان كائناً من كان.هذا ابن عباس أتاه جماعةٌ فجادلوه في متعة الحج، وكان ابن عباس يفتي بوجوب التمتع، فقال له القائلون: إن أبا بكر و عمر كانا لا يريان ذلك، فقال: يوشك أن تنزل عليكم حجارةٌ من السماء، أقول لكم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقولون: أبو بكر و عمر ؟! ) يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء ترجمون بها؛ وذلك لمجرد أنهم رأوا رأياً لأفضل الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم وأزكاهم باتفاق الأمة، ومع ذلك يستعظم ابن عباس أن يوضع أحد في مقابل النبي عليه الصلاة والسلام، هذا أول حقه علينا.
-
رد: من أطايب الكلام شارك معنا
يقول الشيخ الحويني حفظه الله:إن عقيدة الولاء والبراء هي الركيزة الأساسية التي تقوم عليها علاقة المسلم مع غيره، فالمسلم يوالي المسلمين ويحبهم على غير أنساب تربطه بهم، ويعادي الكافرين وأتباعهم، ولو كانوا أقرب الأقربين.
ولقد أدرك أعداؤنا أهمية هذه العقيدة فحرصوا على تمييعها بشتى الوسائل، ودأبوا على استبدالها بمصطلحات دخيلة: كأخوة الوطن، والروابط الإنسانية .
و غيرها، وأعانهم على ذلك العلمانيون الذين هم من أبناء جلدتنا، ويتكلمون بلساننا.
-
رد: من أطايب الكلام شارك معنا
يقول الشيخ الحويني حفظه الله:حقيقة البراءة من الكافر:
إن حربنا مع أعدائنا -الذين يجب علينا أن نبغضهم غاية البغض لأنهم كفروا بالله عز وجل- ليست اقتصادية ولا سياسية ولا اجتماعية، إنما هي حرب عقائد، كذا قال الله عز وجل، كل حرب مع عدو لنا القصد منها أن نكفر بالله، أن نرتد عن ديننا، كذا قال الله عز وجل: { وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ } [البقرة:109] ، { وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ } [البقرة:120] ، { وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُم ْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا } [البقرة:217] ، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ } [آل عمران:100] ، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ } [آل عمران:149] ، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ } [آل عمران:118] ، وقال تعالى: { وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً } [النساء:89] ، وقال تعالى: { إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم ْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ } [الممتحنة:2] .
هذه الآيات ناطقة بأن رجاء كل الذين كفروا أن يرتد المسلمون على أدبارهم، إذاً: ليست حرباً سياسية ولا اقتصادية ولا اجتماعية، بل هي حرب عقيدة، ولذلك تجد أي مستعمر لأي بلد أول شيء يحرص عليه أن ينشر لغته؛ لأنه لا يتم نشر الاعتقاد ولا فهم المعتقدات إلا باللغة،
-
رد: من أطايب الكلام شارك معنا
الأتباع الأشقياء:قال الله تعالى: {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّأُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} ، قال ابن القيم: فهؤلاء المتبوعون كانوا على هدى وأتباعهم ادعوا أنهم كانوا على طريقتهم ومنهاجهم، وهم مخالفون لهم سالكون غير طريقتهم، يزعمون أنهم يحبونهم وأن محبتهم لهم تنفعهم مع مخالفتهم، فيتبرءون منهم يوم القيامة فإنهم اتخذوهم أولياء من دون الله وظنوا أن هذا الاتخاذ ينفعهم.وهذه حال كل من اتخذ من دون الله ورسوله وليجة وأولياء، يوالي لهم ويعادي لهم، ويرضى لهم ويغضب لهم فإن أعماله كلها باطلة يراها يوم القيامة حسرات عليه مع كثرتها وشدة تعبه فيها ونصبه، إذ لم يجرد موالاته ومعاداته، ومحبته وبغضه، وانتصاره وإيثاره لله ورسوله، فأبطل الله عز وجل ذلك العمل كله وقطع تلك الأسباب، فينقطع يوم القيامة كل وصلة ووسيلة ومودة وموالاة كانت لغير الله تعالى، ولا يبقى إلا السبب الواصل بين العبد وربه وهو حظه من الهجرة إليه وإلى رسوله، وتجريد عبادته له وحده ولوازمها من الحب والبغض والعطاء والمنع والموالاة والمعاداة والتقريب والإبعاد وتجريده متابعة رسوله وترك أقوال غيره، وترك ما خالف ما جاء به والإعراض عنه وعدم الاعتناء به، وتجريد متابعته تجريدا محضاً بريئاً من شوائب الالتفات إلى غيره، فضلا عن الشركة بينه وبين غيره، فضلا عن تقديم قول غيره عليه.فهذا هو السبب الذي لا ينقطع بصاحبه، وهذه هي النسبة التي بين العبد وبين ربه، وهي نسبة العبودية المحضة وهي آخيته التي يحول ما يحول ثم إليها مرجعه:نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ... ما الحب إلا للحبيب الأولكم منزل في الأرض يألفه الفتى ... وحنينه أبداً لأول منزلوهذه هي النسبة التي تنفع العبد، فلا ينفعه غيرها في الدور الثلاثة: أعني دار الدنيا، ودار البرزخ، ودار القرار، فلا قوام له ولا عيش ولا نعيم ولا فلاح إلا بهذه النسبة، وهي السبب الواصل بين العبد وبين الله ولقد أحسن القائل: إذا تقطع حبل الوصل بينهم ... فللمحبين حبل غير منقطعوان تصدع شمل القوم بينهم ... فللمحبين شمل غير متصدعوالمقصود أن الله سبحانه يقطع يوم القيامة الأسباب والعلق والوصلات التي كانت بين الخلق في الدنيا كلها، ولا يبقى إلا السبب والوصلة التي بين العبد وبين الله فقط وهو سبب العبودية المحضة التي لا وجود لها ولا تحقيق إلا بتجريد متابعة الرسل صلوات الله وسلامه عليهم إذ هذه العبودية إنما جاءت على ألسنتهم وما عرفت إلا بهم ولا سبيل إليها إلا بمتابعتهم وقد قال تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً} ، فهذه هي أعماله التي كانت في الدنيا على غير سنة رسله وطريقتهم ولغير وجهه يجعلها الله هباءاً منثورا، ولا ينتفع منها صاحبها بشيء أصلاً، وهذا من أعظم الحسرات على العبد يوم القيامة: أن يرى سعيه كله ضائعاً لم ينتفع منه بشيء وهو أحوج ما كان العامل إلى عمله، وقد سعد أهل السعي النافع بسعيهم.
-
رد: من أطايب الكلام شارك معنا
كيف السفر إلى الله:قد أشرت إلى سفر عظيم وأمر جسيم؛ وهو أن تهاجر إلى ربك؛ فما زاد هذا السفر وما طريقه وما مركبه؟والجواب:ز ده العلم الموروث من خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم ولا زاد له سواه، فمن لم يحصل هذا الزاد فلا يخرج من بيته وليقعد مع الخالفين، فرفقاء المتخلف البطالون أكثر من أن يحصوا، فله أسوة بهم، ولن ينفعه هذا التأسي يوم الحسرة شيئا كما قال تعالى: {وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ}؛ فقطع الله سبحانه انتفاعهم بتأسي بعضهم ببعض في العذاب، فإن مصائب الدنيا إذا عمت صارت مسلاة، وتأسى بعض المصابين ببعض كما قالت الخنساء:ولولا كثرة الباكين حولي ... على إخوانهم لقتلت نفسيوما يبكون مثل أخي ولكن ... أسلي النفس عنه بالتأسيفهذا الروح الحاصل من التأسي معدوم بين المشتركين في العذاب يوم القيامة.وأما طريقه: فهو بذل الجهد واستفراغ الوسع، فلا يُنال بالمني، ولن يدرك بالهوينا، وإنما هو كما قيل:فخض غمرات الموت واسمُ إلى العلا ... لكي تدرك العز الرفيع الدائمفلا خير في نفس تخاف من الردى ... ولا همة تصبو إلى لوم لائمولا سبيل إلى ركوب هذا الظهر إلا بأمرين:أحدهما: أن لا يصبو في الحق إلى لوم لائم، فان اللوم يصيب الفارس فيصرعه عن فرسه ويجعله صريعا في الأرض.والثاني: أن تهون عليه نفسه في الله، فيقدم حينئذ ولا يخاف الأهوال، فمتى خافت النفس تأخرت وأحجمت وأخلدت إلى الأرض، ولا يتم له هذانالأمران إلا بالصبر، فمن صبر قليلاً صارت تلك الأهوال ريحا رخاء في حقه تحمله بنفسها إلى مطلوبه، فبينما هو يخاف منها إذ صارت أعظم أعوانه وخدمه، وهذا أمر لا يعرفه إلا من دخل فيه.وأما مركبه: فصدق اللجأ إلى الله، والانقطاع إليه بكليته، وتحقيق الافتقار إليه بكل وجه، والضراعة إليه، وصدق التوكل والاستعانة به، والانطراح بين يديه انطراح المسلوم المكسور الفارغ الذي لاشيء عنده، فهو يتطلع إلى قيّمه ووليه أن يجده ويلم شعثه، ويمده من فضله ويستره؛ فهذا الذي يرجى له أن يتولى الله هدايته وأن يكشف له ما خفي على غيره من طريق هذه الهجرة ومنازلها.
-
رد: من أطايب الكلام شارك معنا
قال الحسن: حادثوا هذه القلوب فإنها سريعة الدثور، واقرعوا هذه الأنفس فإنها طلعة، وإنها تنازع إلى شر غاية، وإنكم إن تقاربوها لم تبق لكم من أعمالكم شيئا، فتصبروا وتشددوا، فإنما هي ليال تعد، وإنما أنتم ركب وقوف يوشك أن يدعى أحدكم فيجيب ولا يلتفت، فانقلبوا بصالح ما بحضرتكم.إن هذا الحق أجهد الناس وحال بينهم وبين شهواتهم، وإنما صبر على هذا الحق من عرف فضله ورجا عاقبته.
-
رد: من أطايب الكلام شارك معنا
الانتفاع بالقرآن: إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه، وأَلْقِ سمعك، واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه وإليه، فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله، قال تعالى: (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد) وذلك أن تمام التأثير لما كان موقوفاً على مؤثر مقتض، ومحل قابل، وشرط لحصول الأثر، وانتفاء المانع الذي يمنع منه، تضمنت الآية بيان ذلك كله بأوجز لفظ وأبينه وأدله على المراد. فقوله تعالى: (إن في ذلك لذكرى) إشارة إلى ما تقدم من أول السورة إلى هاهنا، وهذا هو المؤثر، وقوله تعالى: )لمن كان له قلب( فهذا هو المحل القابل، والمراد به القلب الحي الذي يعقل عن الله، كما قال تعالى: )إن هو إلا ذكر وقرآن مبين. لينذر من كان حيًّا( أي حي القلب، وقوله:) أو ألقى السمع( أي وجَّه سمعه وأصغى حاسة سمعه إلى ما يقال له، وهذا شرط التأثر بالكلام، وقوله تعالى : )وهو شهيد( أي شاهد القلب حاضر غير غائب. قال ابن قتيبة : استمع كتاب الله، وهو شاهد القلب والفهم، ليس بغافل ولا ساه، وهو إشارة إلى المانع من حصول التأثير، وهو سهو القلب وغيبته عن تعقل ما يقال له، والنظر فيه وتأمله، فإذا حصل المؤثر وهو القرآن، والمحل القابل وهو القلب الحي، ووجد الشرط وهو الإصغاء، وانتفى المانع وهو اشتغال القلب وذهوله عن معنى الخطاب، وانصرافه عنه إلى شيء آخر، حصل الأثر وهو الانتفاع والتذكر. فإن قيل: إذا كان التأثير إنما يتم بمجموع هذه، فما وجه دخول أداة "أو" في قوله تعالى: )أو ألقى السمع( والموضع موضع واو الجمع : يقصد واو العطف التي تجمع بي شيئين فحينما تقول: جاء محمد وعلي، فقد اجتمع مجيء كل منهما. لا موضع "أو" التي هي لأحد الشيئين. قيل: هذا سؤال جيد، والجواب عنه أن يقال: خرج الكلام بـ "أو" باعتبار حال المخاطب المدعو، فإن من الناس من يكون حي القلب واعيه، تامّ الفطرة، فإذا فكَّر بقلبه وجال بفكره، دله قلبه وعقله على صحة القرآن وأنه الحق وأنه من عند الخالق سبحانه وتعالى ، وشهد قلبه بما أخبر به القرآن، فكان ورود القرآن على قلبه نوراً على نور الفطرة. وهذا وصف الذين قيل فيهم: (ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق) وقال في حقهم: (الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار، نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء) فهذا نور الفطرة على نور الوحي. وهذا حال صاحب القلب الحي الواعي. الذي يجمع بين قلبه وبين معاني القرآن فيجدها كأنها قد كتبت فيه، فهو يقرأها عن ظَهْر قَلْب. ومن الناس من لا يكون تامَّ الاستعداد، واعي القلب، كامل الحياة، فيحتاج إلى شاهد يميز له بين الحق والباطل، ولم تبلغ حياة قلبه ونوره وزكاء فطرته مبلغ صاحب القلب الحي الواعي، فطريق حصول هدايته أن يفرغ سمعه للكلام وقلبه لتأمله والتفكر فيه وتعقل معاينه، فيعلم حينئذ أنه الحق. فالأول حال من رأى بعينه ما دعي إليه وأخبر به. والثاني حال من علم صدق المخبر وتيقنه وقال:" يكفيني خبره" فهو في مقام الإيمان، والأول في مقام الإحسان. هذا وقد وصل إلى علم اليقين، وترقى قلبه منه إلى منزلة عين اليقين، وذاك معه التصديق الجازم الذي خرج به من الكفر ودخل به في الإسلام. فعين اليقين نوعان: نوع في الدنيا ونوع في الآخرة، فالحاصل في الدنيا نسبته إلى القلب كنسبة الشاهد إلى العين. وما أخبرت به الرسل من الغيب يعاين في الآخرة بالأبصار، وفى الدنيا بالبصائر. البصائر: من البصيرة وهي التعقل والفطنة والانتباه.) فهو عين يقين في المرتبتين.
-
رد: من أطايب الكلام شارك معنا
التقوى حقيقتها العمل بطاعة الله إيماناً واحتساباً، أمراً ونهياً، فيفعل ما أمر الله به إيمانا بالأمر وتصديقا بوعده، ويترك ما نهى الله عنه إيماناً بالنهي وخوفاً من وعيده، كما قال طلق بن حبيب: " إذا وقعت الفتنة فأطفئوها بالتقوى " قالوا: وما التقوى ؟ قال: " أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجوا ثواب الله وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله ".وهذا أحسن ما قيل في حد التقوى، فإن كل عمل لابد له من مبدأ وغاية، فلا يكون العمل طاعة وقربة حتى يكون مصدره عن الإيمان فيكون الباعث عليه هو الإيمان المحض، لا العادة ولا الهوى ولا طلب المحمدة والجاه وغير ذلك، بل لابد أن يكون مبدؤه محض الإيمان وغايته ثواب الله وابتغاء مرضاته وهو الاحتساب.
-
رد: من أطايب الكلام شارك معنا
نزلت في شدة، وأكثرت من الدعاء أطلب الفرج والراحة، وتأخرت الإجابة، فانزعجت النفس، وقلقت! فصحت بها: ويلك! تأملي أمرك! أمملوكة أنت أم حرة مالكة؟! أمدبرة أنت أم مدبرة؟! أما علمت أن الدنيا دار ابتلاء واختبار؛ فإذا طلبت أغراضك، ولم تصبري على ما ينافي مرادك، فأين الابتلاء؟! وهل الابتلاء إلا الإعراض، وعكس المقاصد؟ فافهمي معنى التكليف، وقد هان عليك ما عز، وسهل ما استصعب!.فلما تدبرت ما قلته، سكنت بعض السكون، فقلها لها: وعندي جواب ثان، وهو أنك تقتضين الحق بأغراضك، ولا تقتضين نفسك بالواجب له، وهذا عين الجهل؛ وإنما كان ينبغي أن يكون الأمر بالعكس؛ لأنك مملوكة، والمملوك العاقل يطالب نفسه بأداء حق المالك، ويعلم أنه لا يجب على المالك تبليغه ما يهوى.فسكنت أكثر من ذلك السكون، فقلت لها: وعندي جواب ثالث، وهو أنك قد استبطأت الإجابة، وأنت سددت طرقها بالمعاصي، فلو قد فتحت الطريق، أسرعت، كأنك ما علمت أن سبب الراحة التقوى! أو ما سمعت قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا، وَيَرْزُقْهُ} [الطلاق: 2-3] {يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} [الطلاق: 4] ؟! أو ما فهمت أن العكس بالعكس؟! آه من سكر غفلة صار أقوى من كل سكر في وجه مياه المراد، يمنعها من الوصول إلى زرع الأماني!فعرفت النفس أن هذا حق، فاطمأنت، فقلت: وعندي جواب رابع، وهو أنك تطلبين ما لا تعلمين عاقبته، وربما كان فيه ضررك، فمثلك كمثل طفل محمود يطلب الحلوى، والمدبر لك أعلم بالمصالح، كيف وقد قال الله: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} [البقرة: 216] ؟!فلما بان الصواب للنفس في هذه الإجابة، زادت طمأنينتها، فقلت لها: وعندي جواب خامس، وهو أن هذا المطلوب ينقص من أجرك، ويحط من مرتبتك، فمنع الحق لك ما هذا سبيله عطاء منه لك، ولو أنك طلبت ما يصلح آخرتك، كان أولى لك، فأولى لك أن تفهمي ما قد شرحت، فقالت: لقد سرحت في رياض ما شرحت، فهمت إذ فهمت.
-
رد: من أطايب الكلام شارك معنا
دعاء المسلم لأخيه حسنٌ مأمور به، وقد ثبت في الصحيح عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما من رجل يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا وكل الله به ملكاً كلما دعا لأخيه بدعوة، قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثل".يسر الله تعالى وأعان رواد المنتدى والموقع بجميع أقسامه على ما فيه نهضة الأمة و صلاح البلاد والعباد، وعلى نصر الطريقة السلفية على قواعدها وأصولها السنية، وصير الله مؤلفات ومنتديات أهل السنة ذخيرة صالحة للإسلام وأهله، وخزانة عظيمة لمن يؤلف منها وينقل، وسيوفا قاطعة للبدع والضلال بأنواعه وأحجامه، ومنهلا نيرا وضاءا إلى آخر الدهر إن شاء الله تعالى، وجعلنا الله ممن قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرساً يستعملهم فيه بطاعة الله"، وقال: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى تقوم الساعة"، والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه:{وَيَخْلُق ُ مَا لا تَعْلَمُونَ}.