الأربعون من أسباب التآليف وأسرار التصانيف (PDF) د. زيد بن محمد الرماني
الأربعون من أسباب التآليف وأسرار التصانيف (PDF) د. زيد بن محمد الرماني
فائدة في سبب تكميل السيوطي تفسير الجلالين :أما الجلال المحلي فلم يكمل تفسيره حيث وافاه الأجل، فجاء إلى تلميذه جلال السيوطي في المنام وقال له: أكمل التفسير يا جلال، فقال السيوطي: أي تفسير، قال: تفسير القرآن بدأته من سورة
الكهف إلى آخر القرآن، فقال له السيوطي: وهل يجوز أن أشاركك في تأليفه، فقال له الجلال المحلي في المنام: لقد اخترتك لأمانتك وحسن عبادتك وحبك لي، فقال السيوطي في المنام: سأفعل إن شاء الله. (ذكره السيوطي في حسن المحاضرة).
المصدر:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpo...02&postcount=4
سبب تأليف (الصارم المسلول) واقعة (عساف النصراني)، أم (عساف) و(النصراني)؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=360245
أنواع الكتابة وأهدافها وأبعادها
إبراهيم علي ربابعة
http://www.alukah.net/literature_language/0/101420/
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
أما بعد:
إن للتأليف في العِلْم الشرعي أسبابًا لا ينبغي للمؤلِّف الباحث أن يخرج عنها؛ لأن في الخروج عنها العبث والتَّكرار العقيم، وجميع مؤلَّفات علمائنا لا تخرج عنها بأي حال من الأحوال، وقد جعل - سبحانه وتعالى - فيها حِفْظًا لهذا الدين العظيم الذي هو صالح لكل زمان ومكان، حتى يَرِث الله الأرض ومن عليها؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9].
السبب الأول: جَمَع النصوصَ العلميَّة المتفرِّقة في مؤلَّف واحد، وعلى هذا السبب جاءت مؤلفات أكثر المتقدِّمين، خاصة رواةَ الحديث كمسند الإمام أحمد ومعجم الطبراني.
السبب الثاني: تفريق مجتمع وهو إخراج مباحث خاصة من مطولات مستفيضة.
السبب الثالث: تحقيق مسألة مختلف فيها، وقد غلب هذا السبب على مؤلفات كثير من المجددين؛ كشيخ الإسلام ابن تيميَّة وتلميذه ابن القيم رحمهما الله تعالى.
السبب الرابع: تيسير وتسهيل المعقَّد، ويَدخُل فيه عصرنة العبارة المستخدَمة في المؤلف، بحيث تكون مفهومة للقارئ العصري واختصار المطولات من غير إخلال بالمضمون، وعلى هذا السبب أغلب مؤلَّفات المعاصرين؛ قال سبحانه: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾ [البقرة: 185]، وقال صلى الله عليه وسلم: (( يَسِّروا ولا تُعسِّروا وبَشِّروا ولا تُنفِّروا ))، وقال أيضًا: (( يبعث الله لهذه الأمة على رأس كل مائة عام مَن يُجدِّد لها أمر دينها )).
نسأل الله - عز وجل - أن يتقبَّل منا جميعًا، وأن يغفر ذنوبنا، ويُبارِك في عملنا، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/culture/0/68671/#ixzz4QSeFhNyQ
دوافع البحث والتأليف عند المسلمين (pdf)
أ. محمد خير رمضان يوسف
http://www.alukah.net/web/khair/0/102318/
دوافع البحث والتأليف عند المسلمين/ محمد خير رمضان يوسف.- بيروت: دار ابن حزم، 1426هـ، 166 ص.
يذكر المؤلف أولاً أن هذا الكتاب ليس بحثاً في أنواع التأليف وأقسامه وأشكاله كما ورد في مقولة ابن حزم قديماً، حيث جعلها في سبعة أقسام، وأنه لا يمكن الزيادة عليها، بل هو ذكر لأسباب التأليف، أي دوافعه وبواعثه وأغراضه، وأنه قد يدخل في هذه الأسباب بعض الأنواع المذكورة. وذكر أنه لم يؤلف أحد فيه بالأسلوب الذي تطرق إليه، وقد وضّح منهجه في ذلك في المقدمة.
أما دافع التأليف التي ذكرها وناقشها وأورد أمثلة عليها فهي:
عدم ذكر السبب.
أكثر من سبب!
الإهداء.
استجابة طلب أو سؤال.
أجوبة مسائل.
التحدي.
البحث والتحري.
الرؤيا.
الشكر والاعتراف بالفضل.
طلب الأجر والثواب من الله.
الحاجة والأهمية والضرورة.
الإحاطة والاستبصار والتحذير تجنباً من الوقوع في الخطأ والزيغ.
النصيحة والإصلاح والتربية وبثّ الوعي.
التأثر والشعور بالمسؤولية.
قيد العلم لعدم النسيان أو الضياع.
نشر العلم والخوف من آثار كتمه.
إحياء علم أو فضيلة.
نشر الأمن والطمأنينة والمواساة.
حبُّ العلم والتأليف.
الانشغال بأفضل العلوم وأهم الأعمال.
التعليم.
تكملة نقص.. واستدراك ما فات.
التوضيح والبيان.
الانتخاب والاختصار والوسطية.
جمع ما تفرّق.
الأعمال الجامعة والموسوعية للاستغناء بها عن غيرها.
حبّ الشيء والإعجاب به: هواية وتسلية.
الانتصار للمبدأ والمذهب.
الأغراض والخفايا.
الفائدة والانتفاع.
العبرة.
بيان حكم الوقائع الجديدة( النوازل ).
التصدّي للمنكرات والبدع والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
شبهات وردود ودفع مطاعن والتصدي للأفكار الهدّامة.
نقد وتمحيص وتصحيح أخطاء.
حسم الخلاف.
موضوع أو تصنيف جديد.
أسلوب جديد.
إثارة النفس وتحريك الفكر وترويح البال( الإثارة والتشويق ).
التجارب والرحلات والاكتشاف والمذكرات.
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/web/khair/0/37972/#ixzz4QSp18Y3N
في 22/ 6/ 2009، 02:30 مساءً كتبتُ موضوعًا في منتديات كثيرة، عَنونتُه بـ"من أسباب تأليف الكتب اللغوية"، وكانت فكرته تتغيَّا نشرَ ثقافة قراءة مقدمات الكتب اللغوية؛ لاستخراج سبب إقدام العلماء على تأليف كتبهم، وكانت المشاركة الأولى فيه هي: (فكرة لو تفاعلنا حولها تفاعلًا متميزًا، لحصلنا معارف متميزة، فهل...؟)، واستحسن المهتمون والمعنيُّون الفكرةَ، وبدأ الهطول...
وبقي الموضوع وقتَه، ثم جاءت موضوعات أُخَر، ومرَّ الزمن... وقبل شهر فوجئت برسالة من أحد الأصدقاء يُذكرني فيها به بعد كل هذه السنوات؛ فقد كان يبحث، وخرج له الموضوع نتيجة أولى من نتائج البحث، وأفاده؛ فعدت إليه وقرأته، ووجدتُ الفكرة على تألُّقها، فعزمت على إعادة نشره بعد إضافة أسباب التأليف التي حدَّدها أجدادُنا العظماء وذكروها؛ فقد ذكر الشيخ الدكتور بكر بن عبدالله أبو زيد في كتابه "حلية طالب العلم" ص69 من الفصل السابع المعنون بـ"المحاذير"، في هامش مصدر معلومة "مقاصد التأليف" - أنَّ: (أول من ذكرها ابن حزم في "نقط العروس").
وقد جمعها أحدهم في أبياتٍ نظمًا:
ألَا فاعلمنْ أن التآليف سبعةٌ
لكلِّ لبيب في النصيحة خالصِ
فشرحٌ لإغلاقٍ وتصحيحُ مُخطئٍ
وإبداعُ حبرٍ مقدمٍ غير ناكصِ
وترتيبُ منثورٍ وجمعُ مُفرَّق
وتقصيرُ تطويلٍ وتتميمُ ناقصِ
ونظمها آخرون في أبيات أُخر.
وقد شرحت هذه المقاصد:
[ينبغِي ألا يخلُوَ التصنيفُ من أحد المعاني الثمانية التي تُصنِّف لها العلماءُ، وهي:
أولًا: "اختراعُ معدوم"؛ أي: لم تُسبَق إليه فيما تعلم وتعتقد.
ثانيًا: "جَمعُ مُفتَرقٍ"؛ أي: مسألة مُشتَّتة وأدلَّتُها في بطون الكتب، تَجمَعها في كتاب واحد.
ثالثًا: "تكميلُ ناقصٍ"؛ أي: إن الموضوع لم يكتمل فيه جانب من الجوانب؛ فتُكمِله أنت.
رابعًا: "تفصيلُ مجملٍ"؛ أي: إنك تُفصِّل المسألة شيئًا فشيئًا؛ حتى يذهبَ تراكم المعاني ويتَّضح المراد.
خامسًا: "تهذيبُ مطوَّلٍ"؛ أي: إنك تلجأ إلى الاختصار دون الإخلال.
سادسًا: "ترتيبُ مُخلَّطٍ"؛ أي: إنك تقدِّم وتؤخِّر في ترتيب المادة أو الموضوع.
سابعًا: "تعيينُ مبهمٍ"؛ أي: إنك تعيِّن وجود موضع خفيٍّ في مسألة أو نقطة أو نكتة؛ لتظهرها وتجلِّي أمرها.
ثامنًا: "تبيينُ خطأ"؛ أي: إنك تصحِّح خطأَ الغَير، إذا أيقنت صواب ما أنت عليه].
(2)وهذه جولة في معرفة أسباب تأليف بعض الكتب اللغوية:
أ- كتاب سيبويه:
قال القاضي إسماعيل: وسمعت نصرًا يحكي عن أبيه قال: قال لي سيبوَيْهِ حين أراد أن يضع كتابه: تعالَ حتى نتعاونَ على إحياء علم الخليل.
ب- كتاب "الإنصاف في مسائل الخلاف" لابن الأنباري:
قال: وبعدُ، فإن جماعة من الفقهاء المتأدِّبين والأدباء المتفقِّهين المشتغلين عليَّ... سألوني أن أُلخِّص لهم كتابًا لطيفًا، يشتمل على مشاهير المسائل الخلافية بين نحويِّي البصرة والكوفة، على ترتيب المسائل الخلافية بين الشافعيِّ وأبي حنيفة؛ ليكون أولَ كتاب صُنِّف في علم العربية على هذا الترتيب، وأُلِّف على هذا الأسلوب؛ لأنه لم يُصنِّف عليه أحدٌ من السلف، ولا أَلَّف عليه أحدٌ من الخلف.
ج- "الإغراب في جدل الإعراب" لابن الأنباري:
قال: فإن جماعة من الأصحاب اقتضَوْني - بعد تلخيص كتاب "الإنصاف في مسائل الخلاف" - تلخيصَ كتاب في جدل الإعراب، مُعَرًّى عن الإسهاب، مجردٍ عن الإطناب؛ ليكون أولَ ما صُنِّف لهذه الصناعة في قوانين الجدل والآداب؛ لِيسلكوا به عند المجادلة والمحاولة والمناظرة سبيلَ الحق والصواب، ويتأدَّبوا به عند المُحاوَرة والمُذاكَرة عن المُناكَرة والمُضاجَرة في الخطاب؛ فأجبتُهم على وَفق طَلِبَتِهم؛ طلبًا للثواب، وفصَّلتُه اثنَيْ عشرَ فصلًا على غاية من الاختصار تقريبًا على الطلاب؛ فالله تعالى ينفعُ به إنه كريم وهَّاب.
د- "فيض نشر الانشراح من روض طيِّ الاقتراح" لابن الطيب:
وبعد، فهذه غُرر فوائد، ودرر فرائد، كنتُ وَشيتُ بها هوامشَ كتاب: "الاقتراح في أصول النحو"، وأَلحقت ما أغفله الجلالُ فيه مما نحا على ذلك النحو، وضبطتُ ألفاظًا تركها غفلًا، وصيَّرتُ مطالعتَه بسبب ذلك فرضًا بعد أن كانت نَفْلًا، ثم بدا لي أن أُحرِّر ذلك في مُصنَّف على جهة الاستقلال، وأضمَّ إليه ما يَفتح الله به من الفوائد العارية عن الإخلال والإملال؛ خوفًا عليها من الإضاعة والإبادة، وحرصًا على تكثير الإفادة؛ فاستخرتُ الله واستخرجتُ من أصدافه جواهرَه، وأدنيتُ للقاطفين من رياضه أزاهرَه، وقصدتُ بالشرح غوامضَه، ولم أبلغ وامضَه؛ فتركت ظواهرَه؛ لكثرة ما غال من الأشغال التي تحول بين المرء وقلبه، وتَزاحُم الأهوال وتغيُّر الأحوال التي لا يُعرف فيها القِشر من قلبه، والعذرُ وجهُه بيِّنٌ لمن تحلَّى بالإنصاف، ومن تعسَّف فحَسْبُه ما اختارَه من قبيح الأوصاف، وقد سمَّيته: "فيض نشر الانشراح من روض طي الاقتراح"، واللهَ أسأل أن ينفع به كما نفع بأصوله، ويجعل العناية والكفاية ضِمن أبوابه وفصوله، آمين!
هـ- "الاقتراح في أصول النحو" للسيوطي:
وبعد، فهذا كتاب غريبُ الوضع، عجيبُ الصنع، لطيفُ المعنى، ظريفُ المبنى، لم تسمح قريحةٌ بمثالِه، ولم ينسج ناسجٌ على منواله، في علم لم أُسبَق إلى ترتيبه، ولم أُتَقدَّم إلى تهذيبه؛ وهو "أصول النحو" الذي هو بالنسبة إلى النحو كأصول الفقه بالنسبة إلى الفقه، وإن وقع في مُتفرقات كلام بعض المؤلفين، وتشتَّت في أثناء كتب المصنفين، فجمعُه وترتيبُه صنعٌ مخترَع، وتأصيلُه وتبويبُه وضعٌ مبتدَع؛ لأُبرِز في كل حين للطالبين، ما تبتهج به أنفسُ الراغبين، وقد سميتُه بـ"الاقتراح في علم أصول النحو"، ورتبتُه على مقدمات وسبعة كتب.
و- "أهدى سبيل إلى علمي الخليل" لمحمود مصطفى:
ولقد طالَ ما روَّيت في أمر هذا الاستعصاء - استعصاء تحصيل الناس علمَي العَروض والقافية - والانصراف، فهداني الله بحسن توفيقه إلى هذه الأسباب: تَكثُر في كتب العروض الإحالةُ على مجهول... وفي التأليف القديم والحديث لهذين العلمين نجد المؤلِّفين قد وقفوا عند الأبيات التي استَشهد بها الخليل وأصحابه لا يتعدونها... وتقدَّمت العلوم وطُبِّقت عليها قواعد التربية الحديثة؛ فأُعقِب كل باب من أبواب النحو مثلًا بتطبيقٍ على مسائله... ولكننا لم نجد فيها - كتب العروض والقافية - إلا سردًا للمسائل وتوحيدًا للشواهد... من أجل ذلك وضعت مؤلَّفي هذا، متجنبًا تلك العيوب.
ز- "معاني القرآن" للفراء:
يُروَى في سبب إملاء هذا الكتاب أن عمر بن بكير كان من أصحاب الفراء، وكان منقطعًا إلى الحسن بن سهل، فكتبَ إلى الفراء أن: الأمير الحسن بن سهل ربما سألَني عن الشيء بعد الشيء من القرآن فلا يَحضرني فيه جوابٌ؛ فإن رأيتَ أن تجمع لي أصولًا وتجعل في ذلك كتابًا أرجع إليه، فعلتَ! فقال الفراء لأصحابه: اجتمعوا حتى أُملي عليكم كتابًا في القرآن، وجعل لهم يومًا!
ح- "الاشتقاق" لأبي بكر محمد بن الحسن بن دريد:
وكان الذي حَدانا على إنشاء هذا الكتاب أن قومًا ممَّن يَطعن على اللسان العربي ويَنسب أهلَه إلى التسمية بما لا أصل له في لغتهم، وإلى ادِّعاء ما لم يقع عليه اصطلاحٌ من أوَّليَّتهم، وعَدُّوا أسماء جَهِلوا اشتقاقها، ولم يَنفذ علمهم في الفحص عنها، فعارَضوا بالإنكار، واحتجُّوا بما ذكره الخليل، بزعمهم أنه سألَ أبا الدُّقيش: ما الدُّقيش؟ فقال: "لا أدري، إنما هي أسماء نسمعها ولا نعرفُ معانيها"، وهذا غلط على الخليل، وادِّعاء على أبي الدُّقيش، وكيف يَغبَى على أبي عبدالرحمن الخليلِ بن أحمد - نضَّر الله وجهه - مثلُ هذا، وقد سَمِع العرب سمَّت: دَقْشًا ودُقَيشًا ودَنْقَشًا؛ فجاؤوا به مُكبَّرًا ومُحقَّرًا ومعدولًا من بنات الثلاثة إلى بنات الأربعة بالنون الزائدة؟ والدَّقش معروف، وسنذكره في جملة الأسماء التي عَمُوا عن معرفتها، ونُفرد لها بابًا في آخر كتابنا هذا، وبالله العِصمةُ من الزَّيغ، والتوفيقُ للصواب.
ط- "العيون الغامزة" لابن الدماميني:
أما بعد، فلا يخفى أن العروض صناعة تقيم لبضاعة الشعر في سوق المحاسن وزنًا، وتجعل تعاطِيَه بالقسطاس المستقيم سهلًا بعد أن كان حَزْنًا، وقد كنتُ في زمن الصِّبا مشغوفًا بالنظر إلى محاسن هذا الفن، مولعًا بالتنقير عن مباحثه التي طنَّ على أذني منها ما طنَّ؛ أُطيل الوقوف بمعاهده، وأتردَّد إلى بيوت شواهده، وأسبح في بحاره سبحًا طويلًا، وأجد التعلُّق بسببه خفيفًا، وإن كان الجاهل يراه سببًا ثقيلًا، إلى أن ظفرتُ في أثناء تصفُّحي لكتب هذا الفن بالقصيدة المقصورة المسمَّاة بـ"الرامزة"، نظم الشيخ الإمام البارع ضياء الدين أبي محمد عبدالله بن محمد الخزرجي نوَّر الله ضريحه، وأمدَّ بمدد الرحمة روحَه؛ فوجدتُها بديعةَ المثال، بعيدةَ المنال، ورُمت أن أذوقَ حلاوة فَهمها؛ فإذا الناس صيام، وحاولتُ أن أفترِعَ أبكارَ معانيها؛ فإذا هي من المقصورات في الخيام، وطمعت منها في لِين الانقياد فأبدتْ إباءً وعزًّا، وسامَتْها الأفهامُ أن تُفصح عن المراد فأبَتْ أن تُكلِّم الناس إلا رمزًا؛ فطفقتُ أُطلِّق النوم لمراجعتها، وأُنازِل السهر لمطالعتها، مع أني لا أجد شيخًا أتطفل بقدري الحقير على فضله الجليل، ولا أرى خليلًا أشاركه في الفن...
ولم أزل على ذلك إلى أن حصلتُ على حل معقودها، وتحرير نقودها، وسدَّدتُ سهامَ البحث إليها، وعطَّرتُ المحافل بنفحات الثناء عليها، فقتلتُها خبرًا وأحييتُ لها بين الطلبة ذكرًا، وعلَّقتُ عليها شرحًا مختصرًا، يَضرب في هذا الفن بسهم مصيب، ويُقسِّم للطالب من المطلوب أوفى وأوفر نصيب.
ثم قدم علينا بعضُ طلبة الأندلس بشرحٍ على هذه المقصورة، للإمام العلامة قاضي الجماعة بغرناطة السيد الشريف: أبي عبدالله محمد بن أحمد الحسيني السبتي رحمة الله عليه ورضوانه؛ فإذا هو شرحٌ بديع لم يُسبَق إليه، ومؤلَّف نفيس ملأه من بدائع الحل بما يستحليه ذوقُ الواقف عليه، ووجدتُه قد سبقني إلى ابتكارِ ما ظننتُ أني أبو عُذرته، وتقدَّمني إلى الاحتكام في كثير مما خِلتُ أني مالكُ إمرتِه؛ فحمدتُ الله إذ وفَّقني لموافقة عالِم متقدِّم، وشكرتُه على ما أنعمَ به من ذلك ولم أكن على ما فات من السَّبق بمتندِّم، لكنني أَعرضتُ عما كنت كتبتُه، وطرحتُه في زوايا الإهمال واجتنبتُه، إلى أن حرَّكَت الأقدار عزمي في هذا الوقت إلى كتابة شرح وسيط، فوق الوجيز ودون البسيط، جمعتُ فيه بين ما سبق إليه من المعنى الشريف، وما سنح بعده للفكر من تالد وطريف، وبعض ما وقفتُ عليه لأئمة هذا الشان، متحريًا لما زان، عما شان، معترفًا بعجز الفكر وقصوره، وكلالِ الذهن وفتوره.
ولما حوى هذا الشرح عيونًا من النكت تُطيل على خفايا المقصورة غمزَها، وتكشف للأفهام حُجُبها المستورة وتظهر رمزها؛ سمَّيتُه بـ(العيون الغامزة على خبايا الرامزة)، واللهَ أسألُ أن ينفع به، ويَصِل أسبابَ الخير بسببه، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
(3)وبعد هذه الرحلة القصيرة على بعض كتب اللغة في أكثر من علم فيها، أدعو الله أن تتحرك الدواعي المقبلة على كتب اللغة؛ لفَهمها وإشاعة مسائلها!
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/literature_lan...#ixzz4QTGpoe2Z
رابط آخر للمقال السابق :
http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=12963
ذكر الإمام بدر الدين العيني أنه عكف على شرح "كنز الدقائق" للإمام أبي البركات عبدالله بن أحمد بن محمود النَّسفي، في الفقه الحنفي، وذلك لغمٍّ أصابه؛ فاعتزل الحياة العامَّة، وتفرغ لشرح الكتاب وتبسيطه واختصاره للتدريس، وسماه "رمز الحقائق شرح كنز الدقائق"؛ حيث بيَّن في مقدِّمة الشرح سبب وضعه الكتاب بقوله: "أردتُ أن أزيل هذه الكدرات، بإشغال البال في شرح كتاب من المصنفات، فاخترت لذلك كتاب كنز الدقائق...".
سبب تأليف الإمام بدر الدين العيني لكتاب "رمز الحقائق شرح كنز الدقائق " :
من مقال " من مرض فكتب " لمحمود ثروت أبو الفضل
http://www.alukah.net/culture/0/110982/
يقول في مقدمته: "أما بعد: فقد وقفت على رجَز في ذكر من ولي القضاء بالديار المصرية، من نظم الأديب المشهور (شمس الدين محمد بن دانيال الكحال)، نظمه لقاضي القضاة (بدر الدين أبي عبدالله محمد بن إبراهيم بن سعد الله ابن جماعة)، سُئلت أن أترجم لمن تضمنه الرَّجَز المذكور، فأجبت إلى ذلك، وجعلتهم طبقات على السنين... وذكرت في ترجمة كل واحد منهم ما وقفت عليه، من اسمه ولقبه... وذكر مولده وحاله ومذهبه وحليته، والوقت الذي ولي فيه، والوقت الذي صرف فيه، والوقت الذي مات فيه... "، ثم ساق أرجوزة "ابن دانيال"، وهي في 113 بيتًا، تليها ذيول في قضاة الشافعية فالحنفية فالمالكية فالحنابلة.
سبب تأليف الإمام ابن حجر العسقلاني لكتاب " رفع الإصر عن قضاة مصر" :
http://www.alukah.net/culture/0/92388/
سبب تأليف الإمام النسائي لكتاب " خصائص علي" ططط :
في " السِيَر " (14/129) للحافظ الذهبي رحمه الله تعالى :
أنّ محمد بن موسى المأموني صاحب النسائي قال سمعت قوما ينكرون على أبي عبدالرحمن النسائي كتاب الخصائص لعلي رضي الله عنه وتركه تصنيف فضائل الشيخين فذكرت له ذلك فقال دخلت دمشق والمنحرف بها عن علي كثير فصنفت كتاب الخصائص رجوت أن يهديهم الله تعالى ثم إنه صنف بعد ذلك فضائل الصحابة ..
سبب تأليف الإمام ابن تيمية لكتاب " الرسالة التدمرية " ،
وسبب تأليف الإمام محمد بن عبد الوهاب كتاب " كشف الشبهات " :
[ فيه شبه كبير برسالة التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية، مع اختلاف موضوع الكتاب ، فالتدمرية: تمثل خلاصة كتب شيخ الإسلام ابن تيمية ويدل على ذلك سبب تأليفها أن بعض كبار تلاميذ ابن تيمية طلبوا منه أن يكتب لهم مضمون ما سمعوه منه في بعض المجالس حول التوحيد والصفات والشرع والقدر.
وكتاب ( كشف الشبهات ) يمثل خلاصة ومناقشات وقواعد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ، وجواب شبهات المخالفين في باب التوحيد ، وما يضاده من الشرك ، فقد حوى – تقريبا – كل ما قاله واحتج به دعاة الشرك في الأولياء والأضرحة والقبور وغيرها – قديماً وحديثاً – وناقشها واحدة واحدة بأسلوب قوي متين يقطع دابر الشبهة من أساسها لمن رزقه الله فهما سليما،وعقلاً صحيحاً،وتجرد عن اتباع الهوى والتقليد الأعمى ]
سبب تأليف الإمام ابن حجر الهيتمي كتاب "الإنافة في الصدقة والضيافة " :
ذكر الإمام ابن حجر الهيثمي في مقدمة كتابه مايوضح سبب تأليفه للكتاب المذكور...
فقال :
" لما حصل في بلاد بجيلة و غيرها من أطراف اليمن و الحجاز قحط عام متتابع ، سنين متعددة ، الى أن أجلى كثيرين من بلادهم الى مكة المشرفة ، هذه السنة ، سنة خمسين و تسعمائة.
أكثر كثيرون ممن عندهم تقوى و ديانة السؤال عن الصدقة و دلائلها المرغبات ، و المحذرات ، و أحكامها من الوجوب و الندب ، و الاباحة و الكراهة ، و خلاف الأولى و الحرمة ، فأجبتهم الى ذلك ، و أكثرت فيه من الأدلة المرغبة في الصدقة.
كما أن أولئك لما جاءوا الى مكة كانوا على غاية من الجوع و العرى و الحاجة ، و الفاقة ، حتى تواتر عنهم مع كثرة الأغنياء بمكة ، يطبخون الدم و يأكلونه ، من شدة ما بهم من جوع ، و لم يجدوا من أولئك الأغنياء صدقة تكفيهم مع قدرتهم على القناطير المقنطرة من الذهب و الفضة .
لكن منهم أو أكثرهم من هو رافضي ، أو شيعي ، يبغض الاسلام و أهله ، فلا تزيده رؤية سئ الأحوال من المسلمين الا فرحا و سرورا.
طهر الله بلده الأمين ، و حرمه المطهر ، و بيته المكرم المعظم منهم ، و عاملهم بعدله ، و عاجلهم بعقابه ، و سلب نعمه.
و بقية الأغنياء الذين هم من أهل السنة غلب عليهم داء الشح و البخل ، فأمسكوا أيديهم .و لم يبذلوا ما أوجبه الله عليهم من أحكام لمضطرين ، و كسوة العارين ، بل أعرضوا عن ذلك ، و نبذوه وراء ظهورهم ، و جعلوه نسيا منسيا ، فوفقهم الله لمرضاته ، و أيقظهم الى التوبة من سائر مخالفاته ، و بصرهم بعيوبهم ، و ألهمهم النظر في عواقب أمورهم بشكر ما أنعم عليهم في الخيرات ، و الميراث اليهم ، حتى يواسوا المحتاجين ، و يرضى عنهم رب العالمين .
و لما علم من هذا السياق تأكد التأليف في هذا الباب ، و إيضاح دلائله و أحكامه على غاية من البسط و الإطناب ، شرعت فيه بعون الملك الوهاب"
انتهى منقولا .
أنظر : الإنافة في الصدقة و الضيافة
تحقيق : مجدي السيد ابراهيم
ص 15-16
الناشر : مكتبة القرآن
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=95287
قال في ( سير أعلام النبلاء ) في ترجمة الحافظ علي بن المفضل المقدسي ثم الإسكندراني المالكي (ت611هـ) : (( وله (الأربعون في طبقات الحفاظ) ، ولما رأيتها تحركت همتي إلى جمع الحفاظ وأحوالهم ).
سبب تأليف الإمام الذهبي كتاب " تذكرة الحفاظ " :
سبب تأليف الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد المقري التلمساني
لكتاب " نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب " :
كتاب نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب وذكر وزيرها لسان الدين بن الخطيب :
يقول المصنف في مقدمة كتابه :
( وكنا خلال الإقامة بدمشق المحوطة وأثناء التأمل في محاسن الجامع والمنازل والقصور والغوطة، كثيراً ما ننظم في سلك الذاكرة درر الأخبار الملقوطة... فينجرّ بنا الكلام والحديث شجون وبالتفنن يبلغ المستفيدون ما يرجعون، إلى ذكر البلاد الأندلسية ووصف رياضها السندسية... فصرت أورد بدائع بلغائها ما يجري على لساني، من الفيض الرحماني، وأسرد من كلام وزيرها لسان الدين بن الخطيب السلماني من النظم الجزل، في الجد والهزل، والإنشاء الذي يدهش به ذاكرة الألباب وإن شاء... فلما تكرر ذلك غير مرة على أسماعهم، لهجوا به دون غيره حتى صار كأنه كلمة إجماعهم... فطلب مني المولى أحمد الشاهيني إذ ذاك... أن أتصدّى للتعريف بلسان الدين في مصنف يعرب عن بعض أحواله وأنبائه وبدائعه وصنائعه ).
ويقول: ( ثم إني لما تكرر علي هذا الغر من الإلحاح، ولم تقبل أعذاري التي زنْدُها شحاح، عزمت على الإجابة، للمذكور عليّ من الحقوق... فوعدته بالشروع في المطلب عند الوصول إلى القاهرة المعزّيّة... ).
سبب تأليف الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن علي الحصري، القيرواني كتاب " زهر الآداب وثمر الألباب " :
أبو إسحاق إبراهيم بن علي الحصري القيرواني :
يقول: «و كان السبب الذي دعاني إلى تأليفه، وندبني إلى تصنيفه، ما رأيته من رغبة أبي الفضل العباس بن سليمان في الأدب وإنفاق عمره في الطلب وماله في الكتب، وأن اجتهاده في ذلك حمله على أن ارتحل إلى المشرق بسببها، وأغمض في طلبها، باذلاً في ذلك ماله، مُستعذباً فيه تعبه، وسألني أن أجمع له من مختارها كتاباً يكتفي به عن جملتها، فسارعت إلى مراده، وأعنته على اجتهاده، وألفت له هذا الكتاب، ليستغني به عن جميع كتب الآداب...»
زهر الآداب، وثمر الألباب، أبو إسحاق إبراهيم بن علي الحصري، القيرواني، دار الجيل ط4 ج1 ص 35.
ذكر ابن تيمية رحمه الله أن تأليفه للكتاب كان للرد على كتاب ورد من قبرص. قال :
( وكان من أسباب نصر الدين وظهوره، أن كتابا ورد من قبرص فيه الاحتجاج لدين النصارى، بما يحتج به علماء دينهم وفضلاء ملتهم، قديما، وحديثا من الحجج السمعية، والعقلية، فاقتضى ذلك أن نذكر من الجواب ما يحصل به فصل الخطاب، وبيان الخطإ من الصواب؛ لينتفع بذلك أولو الألباب، ويظهر ما بعث الله به رسله من الميزان، والكتاب.وأنا أذكر ما ذكروه بألفاظهم بأعيانها فصلا فصلا، وأتبع كل فصل بما يناسبه من الجواب فرعا وأصلا، وعقدا وحلا.
وما ذكروه في هذا الكتاب هو عمدتهم التي يعتمد عليها علماؤهم في مثل هذا الزمان، وقبل هذا الزمان، وإن كان قد يزيد بعضهم على بعض بحسب الأحوال؛ فإن هذه الرسالة وجدناهم يعتمدون عليها قبل ذلك، ويتناقلها علماؤهم بينهم، والنسخ بها موجودة قديمة، وهي مضافة إلى بولص الراهب أسقف صيدا الأنطاكي، كتبها إلى بعض أصدقائه، وله مصنفات في نصر النصرانية، وذكر أنه لما سافر إلى بلاد الروم والقسطنطينية وبلاد الملافطة وبعض أعمال الإفرنج ورومية، واجتمع بأجلاء أهل تلك الناحية، وفاوض أفاضلهم، وعلماءهم، وقد عظم هذه الرسالة، وسماها (الكتاب المنطيقي الدولة خاني المبرهن عن الاعتقاد الصحيح، والرأي المستقيم ).
الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح جـ 1.
أحسن الله إليكم
بارك الله فيكم
زادكم الله نفعا
أغرب و أطول قصة تأليف كتاب
إنه كتاب ( المغُرِبْ في أخبارالمَغرِبْ )
يقول د مصطفى الشكعة في كتابة مناهج التأليف عند العلماء العرب:
ومن الطرائف حول هذا الكتاب أن ألف في مائة وخمسة عشر سنة ، وقبل أن يتسائل المرء عن كيفية تأليف الكتاب في هذه المدة المفرطة الطول نسارع إلى تقرير أن الكتاب لم يقم بتأليفه عالم واحد ، وإنما قام بذلك ستة علماء ، أربعة منهم وزراء الواحد منهم بعد الآخر ، أولهم شاعر عالم هو أبو محمد عبدالله الحجاريوبقيتهم خمسة من آل سعيد هم الأمير الوزير عبد الملك بن سعيد ، ثم خلفه على نفس العمل ولداه أبوجعفر أحمد ، ومحمد ، ثم موسى بن محمد ، ثم علي بن موسى .
إنه نهج جديد في تاريخ التأليف حين يبدأ رأس الأسرة تأليف كتاب ومايزال أبنائه وأحفاده يتناولونه بالزيادة من واقع آداب عصرهم حتى يأخذ صورة مكتملة ناضجة فينشره الحفيد على الناس .
وتبدأ فكرة الكتاب حين وفد أبومحمد عبدالله بن إبراهيم الحجاري على القائد عبدالملك بن سعيد ومثل بين يديه في قلعة بني سعيد غير بعيد عن غرناطة ، وكان ذلك سنة 530 هـ وأنشده قصيدة في مديحه يقول فيها :عليك أحالني الذكرُ الجميل... فجئت ومن ثنائك لي دليلُفنال الحجاري عند ابن سعيد حظوة ومكانة وقربه إليه ولمس فيه القدرة على التأليف لكثرة محفوظه وسعة اطلاعه ، فطلب إليه تصنيف كتاب في لطائف الشعر وطرائف النثر فكتب له كتابا أسماه ( المسهب في غرائب المغرب ) في نحو ستة أسفار بدأه من فتح الأندلس حتى تاريخ كتابته وهو سنة 530 هـ فأعجب به أيما إعجاب ، ثم ثار في خاطره أن يضيف إليه ما أغفله الحجاري بحيث أضفى على الكتاب من أدبه وعقله ماجعله يتخذ شكلا آخر . فلما مات عبدالملك بن سعيد تولى أمر الكتاب عناية وزيادة وإضافة ولده أبو جعفر أحمد، فلما قتل أبو جعفر سنة 550 هـ تابع الجهد العلمي أخوه أبو عبدالله محمد بن عبد الملك الذي بني على يديه الجامع الأعظم بأشبيلية ، ثم بعد ان توفي بغرناطة سنة 589 هـ ، تلقف الكتاب ولده موسى بن محمد الذي تفرغ للعلم والاطلاع والتاليف والرحلة وجمع المعارف ، وتوفي في رحلته الى المشرق بالاسكندرية سنة 640 هـ ، وكان بصحبته ابنه علي بن موسى الذي نهض بالعمل في اتمام الكتاب فانهاه حوالي سنة 653 هـ .
أتيت ولم أقدم من رسولٍ لأن ... القلب كان هو الرسولُ
ويقول د الشكعة كذلك : ان كتاب ( المُغْرب في اخبار المَغْرِب ) قد اكتمل تاليفه وخرج على الناس في صورته الاخيره على يد على بن موسى ويكون بين ايدي قراء العربية كتاب ذو محتوى نفيس ، وصاحب اغرب قصة في تاليف الكتب !!! (*).
ـــــــــــــ
(*) مناهج التاليف عند العلماء العرب/ د مصطفى الشكعة647 وما بعدها بتصرف
- بحسب التواريخ المذكورة فان المدة تربو على 115عام .
المصدر:
https://vb.tafsir.net/tafsir13257/#.Wg8V99cX3Df
سبب تأليف الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله رسالة
( آداب المشي إلى الصلاة )
قال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله في ( شرح فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد ) المجلد 2 صــ 600 :
(( وكان من سبب تأليفه لرسالة ( آداب المشي إلى الصلاة ) التي انتزعها من ( الإقناع وشرحه ) كان من سبب ذلك أنه قيل في حقه: إنه يبطل كتب المذهب الحنبلي ؛ كما ذكر ذلك ابن بشر في تاريخه ( انظر عنوان المجد في تاريخ نجد 1/ 203 ) ، وكتب المذهب فيها خير كثير، فيها فقه عظيم ، فصنف الشيخ هذه الرسالة منتزعة من ( الإقناع ) و( المنتهى ) ؛ حتى لا تتم هذه المقالة ... ))
سبب تأليف محمد بن الحسن الشيباني - رحمه الله -قال حاجي خليفة: (وهو آخر مصنفاته صنفه بعد انصرافه من العراق ولهذا لم يروه عنه أبو حفص، وشرح الكبير شمس الأئمة عبد العزيز بن أحمد الحلواني وشمس الأئمة محمد بن أحمد السرخسي ...وقال في آخره: انتهى إملاء العبد الفقير المبتلى بالهجرة الحصير المحبوس من جهة السلطان الخطير بإغراء كل زنديق حقير وكان الافتتاح باوزجند في آخر أيام المحنة والتمام عند ذهاب الظلام بمرغينان في جمادى الأولى سنة ثمانين وأربعمائة انتهى ولم يذكر اسم أبي يوسف في شيء منه لأنه صنعه بعدما استحكمت النفرة بينهما وكلما احتاج إلى رواية عنه قال أخبرني الثقة، وسبب تأليفه أن السير الصغير وقع بيد الأوزاعي فقال لمن هذا الكتاب فقيل لمحمد العراقي فقال ما لأهل العراق والتصنيف في هذا الباب فإنه لا علم لهم بالسير فبلغ ذلك محمداً فصنفه فلما نظر فيه الأوزاعي قال لولا ما ضمنه من الأحاديث لقلت أنه يضع العلم من نفسه. ثم أمر أن يكتب هذا الكتاب في ستين دفتراً وأن يحمل بالاستعجال على عجلة إلى باب الخليفة فقيل له ذلك فأعجبه وعده من مفاخر أيامه ثم بعث أولاده إلى مجلسه ليستمعوا منه وكان إسماعيل بن توبة المؤدب يحضر معهم فسمع ولم يبق من الرواة غيره ).
لكتابه ( السير الكبير )
ونقل القصة ابن عابدين نقلا عن السرخسي. في شرح السير الكبير صـ 4 طبع الهند.
سبب تأليف الإمام أبي جعفر محمد بن جرير الطبري - رحمه الله -
لرسالته ( صريح السنة )
قال الإمام الذهبي رحمه الله في ( الميزان ):
( أن ابن أبي داود قام وأصحابه على ابن جرير ونسبوه إلى بدعة اللفظ ، فصنف معتقدا حسنا - سمعناه - تنصل فيه مما قيل عنه ، وتألم لذلك ). ميزان الاعتدال ( 2: 435)
ص 11 و12 من مقدمة كتاب ( صريح السنة ) دار الخلفاء للكتاب الإسلامي .
سبب تأليف الإمام سحنون - رحمه الله -
لكتابه ( المدونة الكبرى )
هو أن أبا عبد الله أسد بن الفرات بن سنان مولى بني سليم أصله من أبناء جند خرساننيسابوري، ولد بنجران سنة 142هـ، قام أبوه محمد بن الأشعث سنة 144هـ سمع من علي بن زياد ولقي أبا يوسف ومحمد بن الحسن وابن أبي زائدة وابن شريك وغيرهم، سمع على هيثم بن بشير سنة 120هـ وسمع من ابن القاسمومالك، وقال المالكي: خرج أسد للمشرق سنة 172هـ، قيل: لما فرغ من سماع مالك قال له: زدني، فقال له: حسبك ما للناس، وكان مالك إذا سئل عن مسألة كتبها أصحابه فيصير لكل واحد سماع مثل سماع ابن القاسم، فرأى أسد أمرا يطول عليه ويفوته ما رغب فيه من لقي الرجال والرواة فرحل إلى العراق إلى محمد بن الحسن ولازمه وكان يخصه بمجلس وحده ليلا، ثم رجع إلى مصر ولازم ابن القاسم، وقال: أيها الناس إن كان مالك قد مات فهذا مالك، ولا زال يسأل ابن القاسم وهو يجيبه حتى دوّن ستين بابا وسماها الأسدية، ثم ارتحل أسد إلى القيروان وإن أظهرها وسمع الناس وكان سحنون ومحمد بن رشيد يكتبانها، ثم سافر سحنون إلى ابن القاسم فسأله عن أسد فأخبره بما نشر من علمه في جميع الآفاق فسر بذلك ابن القاسم، ثم قرأ سحنون إليه الأسدية وأجابه عنها ورجع عن بعضها، فلما فرغ كتب ابن القاسم كتابا إلى أسد بأن يردّ مدونته إلى مدونة سحنون فشاور أسد بعض أصحابه فأشاروا عليه بعدم ذلك، منها: أنه تلميذك وأنت أدركت مالكا وأبا حنيفة. قال ابن الناجي قال شيخنا البرزلي: الصواب ما فعله أسد لأنه سمع من ابن القاسم أجوبتها مشافهة والرفع على الخط مختلف فيه بين أهل العلم فلا يترك شيء مجمع عليه لشء مختلف فيه، ثم انتشرت مدونة سحنون وعول عليها الناس. وقيل: إن ابن القاسم لما بلغه امتناع أسد من ذلك دعا أن لا ينتفع بها أحد فكان الأمر كذلك. قال المالكي: كان أسد إمام العراقيين بالقيروان مشهورا بالفضل والدين ودينه ومذهبه السنة، يقول القرآن كلام الله ليس بمخلوق، ثم إن أسدا أمره زيادة الله أن يتوجه إلى صقلية وهو أمير الجيش ففنحها وتوفي بها سنة 213هـ ، وقبره ومسجده بصقلية.
كتاب معالم الإيمان في تاريخ قيروان للعلامة ابن ناجي في ترجمة سحنون والتعريف بالمدونة (ترجمة سحنون والتعريف بالمدونة صفحة101
جزاك الله خيرا يا شيخ محمد ونفعنا بعلمكوسبب تأليفه : ذكره ابن عبد البر رحمه الله ، في كتاب الاستذكار (1/168) أن أبا جعفر المنصور قال للإمام مالك : ( يا مالك ! اصنع للناس كتابا أحْمِلُهم عليه ، فما أحد اليوم أعلم منك !! )
سبب تأليف الإمام الشافعي رحمه الله لكتابه
( الأم )
وأصل هذا الكتاب هو كتاب آخر كان يسمى بـ الحجة ألفه الإمام الشافعي لما كان في العراق، ونقل البويطي أحد تلاميذ الإمام الشافعي عنه أنه قال عن سبب تأليف هذا الكتاب :" اجتمع علي أصحاب الحديث فسألوني أن أضع كتاباً على كتب أبي حنيفة فقلت: لا أعرف قولهم حتى أنظر في كتبهم فأمرت فكتب لي كتب محمد بن الحسن ونظرت فيها سنة حتى حفظتها ثم وضعت الكتاب البغدادي" قال البويطي: "يعني الحجة".
وكتاب الحجة هذا كان يمثل آراء الإمام الشافعي القديمة وكتاب الأم في الحقيقة هو عبارة عن إعادة الصيغة لهذا الكتاب البغدادي الذي سماه البويطي بالحجة وذلك لما انتقل الإمام الشافعي من العراق إلى مصر قام بمراجعة آرائه واجتهاداته الفقهية فكان الأم مدونة تلك الآراء والاجتهادات الجديدة.
قال العلامة أبو زهرة رحمه الله تعالى : "جاء الشافعي مصر وفيها أعاد النظر في كتبه وآرائه وفي مذهبه فغير وبدل ووضع كتبه الجديدة وأملى مسائل كثيرة وروي عنه أصحابه مسائل وقد أثر عنه في مصر كتاب الأم وروي عنه كتاب السنن".
http://fiqh.islammessage.com/NewsDetails.aspx?id=3505
سبب تأليف ابن القيم لكتاب
( الطرق الحكمية )
قال-رحمه الله تعالى - في بدايته :
((أَمَّا بَعْدُ : فقد سَأَلْت عَنْ الْحَاكِمِ ، أَوْ الْوَالِي يَحْكُمُ بِالْفِرَاسَةِ وَالْقَرَائِنِ الَّتِي يَظْهَرُ لَهُ فِيهَا الْحَقُّ ، وَالِاسْتِدْلَا لِ بِالْأَمَارَاتِ وَلَا يَقِفُ مَعَ مُجَرَّدِ ظَوَاهِرِ الْبَيِّنَاتِ وَالْإِقْرَارِ ، حَتَّى إنَّهُ رُبَّمَا يَتَهَدَّدُ أَحَدَ الْخَصْمَيْنِ ، إذَا ظَهَرَ مِنْهُ أَنَّهُ مُبْطِلٌ وَرُبَّمَا ضَرَبَهُ ، وَرُبَّمَا سَأَلَهُ عَنْ أَشْيَاءَ تَدُلُّهُ عَلَى صُورَةِ الْحَالِ .
فَهَلْ ذَلِكَ صَوَابٌ أَمْ خَطَأٌ ؟ فَهَذِهِ مَسْأَلَةٌ كَبِيرَةٌ عَظِيمَةُ النَّفْعِ.......))ا ـ.
فيظهر أنه جواب على سؤال سأله بعض الناس ، ومثل ذلك كتابه (الداء والدواء) فقد صُدّر أيضا بسؤال : ( ما تقول السادة العلماء ، أئمة الدين - رضي الله عنهم أجمعين- في رجل ابتلي ببلية .........)اهـ.
ولكن هل كتاب (الطرق الحكمية) أصل أم أنه مختصر من كتاب آخر له ؟!
قال الشيخ العالِم بكر بوزيد -رحمه الله تعالى- :
(( ويظهر من مقدمة الكتاب أنه جزء من كتابه (الطرابلسيات) .. فهل ابن القيم-رحمه الله تعالى- هو الذي جردها من كتابه (الطرابلسيات) وسماها بذلك ، أم أفردها مَن بعده ، وسميت بذلك؟هذه قضية محتملة.
وعلى أي الوجهين كان : فإن شهرة هذا الكتاب باسم (الطرق الحكمية) موجودة منذ عصر ابن القيم -رحمه الله تعالى- فقد ذكره تلميذه ابن رجب في مؤلفاته ، وأنه مجلد..))اهـ.(التقر يب لفقه ابن القيم)(1/225).
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=153249
البحث العلمي: أهدافه، أنواعه
د. عصام فاروق
البحث العلمي: (أهدافه، أنواعه) [1]
د. عصام فاروق [2]
أ- أهداف البحث العلمي:
أفاض العلماء في الحديث عن أهداف البحث العلميِّ، وطَبَع كُلُّ واحدٍ هذه الأهدافَ بطابع تخصُّصه، لكنَّ معظم ما يذكرون قد لا يخرج عمَّا قرَّره العلماء من أن "التأليف على سبعة أقسامٍ، لا يؤلِّفُ عالِمٌ عاقلٌ إلَّا فيها، وهي: إما شيءٌ لم يُسبق إليه فيخترعُه، أو شيءٌ ناقصٌ يُتمِّمُه، أو شيءٌ مُغلَقٌ يشرحُه، أو شيءٌ طويلٌ يختصِرُه دون أن يُخِلَّ بشيءٍ من معانيه، أو شيءٌ مُتفرِّقٌ يجمعُه، أو شيءٌ مختلطٌ يُرتِّبه، أو شيءٌ أخطأ فيه مُصنِّفُه فيُصلِحُه"[3]، وهذه الأهداف السبعة هي أهدافٌ كُلِّيةٌ، قد يندرج تحتها بعضُ الأهداف الفرعية والثانوية، وسوف نقِفُ مع كلِّ واحدٍ منها ذاكرين له مثالًا من المؤلَّفات العربية على اختلاف تخصُّصاتها:
أوَّلًا: اختراع معدوم:
في هذه الحالة يُريد الباحث أن يصِلَ إلى شيءٍ جديدٍ لم يُسبَقْ إليه، وغالبًا ما تكون الحاجةُ هي الداعي القويَّ لمثل هذه الحالة؛ (لأن الحاجةَ كما يقولون أمُّ الاختراع)، وتحت هذا الهدف يُمكِن وضْعُ كلِّ المخترعات التي أدَّتْ إلى تقدُّم البشرية وازدهارها، ويُمكن التمثيلُ لهذا الهدف في الدراسات اللُّغوية باكتشاف الخليل بن أحمد الفراهيدي (170هـ) علم العروض، ووضع قواعده وأُسسه ومصطلحاته وغيرها من العناصر المكوِّنة للعلوم، وأراد بذلك أن يضبِطَ لنا البحورَ التي يَنْتَظِم فيها الشِّعرُ العربيُّ على اختلاف أغراضه وأنماطه.
ثانيًا: إكمال ناقص:
في رحلة الباحث مع العلم قد يرى بعض المصنَّفاتِ غيرِ المكتملة، ويكون ذلك لعدم وصول المؤلِّف إلى ما وصل إليه الباحثُ نتيجة توافر كتب معينة أو معارف مختلفة لم يُحِطْ بها المؤلِّفُ، أو يكون ذلك بوفاة المؤلِّف قبل اكتمال فكرته، ويدخل في هذا الجانب الاستدراكاتُ، وقد وجدنا ذلك - على سبيل المثال - عند جلال الدين السيوطي (911هـ)، فقد وجد جلالَ الدين المحلِّي وقد فسَّر نصفَ القرآن الكريم، من أول سورة الكهف إلى آخر سورة الناس والفاتحة، ولَحِقَ بالرفيق الأعلى، فأتمَّ السيوطيُّ ما بدأه المحليُّ، وقام بتفسير السور من البقرة إلى آخر سورة الإسراء، وسار في ذلك على النهج الذي اختطَّه المحليُّ، وأخرج لنا تفسيرًا شهيرًا معروفًا باسم (تفسير الجلالين).
ثالثًا: شرح مبهم:
يتناول الباحثُ في هذا الهدف شرحَ ألفاظٍ أو قواعدَ أو أمورٍ يرى أنها أصبحت مُبْهمةً على المتعلِّمين أو طالبي العلم، ويُمكن التمثيل لهذا بما كُتب في غريب ألفاظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية؛ حيث عَمَدَ العلماءُ إلى بعض الألفاظ التي بدَتْ غريبةً على قارئي القرآن الكريم وحافظي الأحاديث النبوية، ومن ذلك على سبيل المثال كتاب (المفرادت في غريب القرآن) للراغب الأصفهاني، و(غريب الحديث) لأبي عُبيد.
رابعًا: تهذيب مطوَّل:
ففي بعض الأحيان يُحتاجُ إلى تهذيب المؤلَّفات الكبيرة أو المطوَّلة، خصوصًا عند إرادة تقريبها وتيسيرها على المبتدئين من المتعلِّمين، ويتمُّ ذلك بأُسُسٍ معينةٍ يخطُّها الباحثُ أو العالمُ في بداية عمله؛ للعمل على عدم الإخلال بأصْلٍ من أُصُول الكتاب المؤلَّف، ومن ذلك ما رأيناه في اختصار المعاجم، فأخرج لنا الرازي مثلًا معجمَه الشهير (مختار الصحاح) الذي اختصَرَ فيه (تاج اللغة وصحاح العربية) للجوهريِّ.
خامسًا: جَمْع متفرِّق:
في أثناء مطالعة الباحث للكتب المتعدِّدة، قد يجد بعض الأمور المتشابهة التي لا يجمعها مؤلَّفٌ واحدٌ، فيَعمِد إلى جمعها، وقد يُصاحِبُ هذا الجمعَ نوعٌ آخرُ من أنواع التأليف؛ كالشرح أو الدراسة أو غيرهما، وهو ما نُلاحظه في بعض الدراسات التي يُذيَّل عنوانُها بعنوانٍ فرعيٍّ يكون (القضية الفلانية.. جمعًا ودراسةً)، ومثال ذلك كتاب (الإنصاف في مسائل الخلاف بين البصريين والكوفيين) لابن الأنباري، فقد جمَع فيه تلك المسائلَ النحويةَ الخلافية بين مدرستي البصرة والكوفة، وعلَّق عليها شارحًا ومُرجِّحًا.
سادسًا: ترتيب مختلط:
وفي هذه الحالة يرى الباحث أمامَه أمورًا مختلطةً في حاجة إلى ترتيب، فيَعمِد إلى ترتيبها على نمطٍ مُعيَّنٍ، ومن ذلك على سبيل المثال عندما أدرك العُكْبَري (616هـ) صعوبةَ الوصول إلى موادِّ كتاب (إصلاح المنطق) لابن السِّكِّيت (244هـ)، فقام بترتيب موادِّه على حروف المعجم وسمَّاه (المَشُوف المُعْلَم في ترتيب الإصلاح على المعجم).
سابعًا: تصويب خطأ:
فقد يجد الباحث خطأً أو أخطاءً عديدةً في مؤلَّفٍ ما، فيُجرِّدُ من قَلَمِه مُدافِعًا عن الحقيقة في هذه القضية، ويُعمِل آلياتِ البحث لتعضيد هذا الردِّ أو التصويب، ومن ذلك الردُّ على الشُّبهات المثارة حول قضايا معينة، ومثاله كتاب (الرد على المستشرق اليهودي جولد تسيهر في مطاعنه على القراءات القرآنية) للأستاذ الدكتور/ محمد حسن جبل، وقد ردَّ على مطاعن هذا المستشرق التي أوردها في مُقدِّمة كتابه (مذاهب التفسير الإسلامي).وقد يهدف الباحث إلى هدفين أو أكثر في العمل الواحد، فيضمُّ إلى جانب الجمع الدراسةَ أو الشرحَ أو غيرهما من الأهداف.
ب- أنواع البحث العلمي:
للبحث العلمي أنواعٌ متعدِّدةٌ، وينبثقُ هذا التعدُّدُ من اختلاف مجالات البحث وموضوعاته ودوافعه ومناهجه، إلى غير ذلك من أشكال الاختلافات، ويُمكن توضيح بعض هذه الأنواع على النحو التالي:
1- من حيث مجال الدراسة:
تتعدَّد الأبحاث العلمية من حيث المجال التي تنتمي إليها؛ لما يتميَّز به كلُّ مجالٍ عن الآخر من حيث الأهداف والآليات والمصادر... إلخ، وقد قسَّم البعض المجالات المعرفية إلى ثلاثة: (العلوم الرياضية، والعلوم الطبيعية، والعلوم الإنسانية)؛ "ومِنْ ثمَّ تتلوَّن الأبحاثُ وفق مجالها وموضوعها، فهناك البحث الهندسيُّ، وكذلك الفلكي، أو الجيولوجي، أو السياسي، أو اللُّغوي، ومن اللُّغوي نقِفُ على الأنماط المتنوِّعة، فهناك النحويُّ والصرفيُّ، والبلاغيُّ والأدبيُّ، والمعجميُّ والصوتيُّ... إلخ"[4].
2- من حيث دوافع الدراسة:
تتنوَّع الأبحاث من حيث الدوافع الكامنة وراء إجرائها، والتي قد تكون:
• الرغبة الشخصية التي يسير وراءها الباحث للوصول إلى الحقيقة في قضيةٍ معينةٍ دون أن يكونَ غرضُه الترقيَ أو التقدُّمَ لنيل درجةٍ علميةٍ أو غيرِها.
• طلب مؤسسة علمية له، كجامعة أو مركز علمي أو مجلَّة متخصِّصة، وهو ما يُعرف (بنظام الاستكتاب)؛ حيث تعهد المؤسسة إلى باحثٍ أو عدة باحثين بإجراء دراسةٍ في موضوع معين، مُقابل عائدٍ مُحدَّدٍ.
• تدريب من يقوم بهذا البحث على إعداد البحوث تمهيدًا لتكليفه ببحوثٍ أعمقَ وأشملَ، مثلما يحدُث في الجامعة من حيث تكليف الطلَّاب بأبحاثٍ صغيرةِ الحجم، ذاتِ موضوعاتٍ ضيِّقةٍ، وهو ما يُطلق عليه (البحث الصفِّي)، أو ما يُكلَّف به طلاب الدراسات العُليا لإعدادهم أكاديميًّا، وتزويدهم بالمهارات البحثية اللازمة للانتقال إلى مرحلة أعلى.
• الحصول على درجة علمية معينة؛ كإعداد رسالة للحصول بها على درجة التخصُّص (الماجستير)، ويُقصَد من هذا الإعداد إضافةُ الجديد من العُلُوم، وتمكينُ الباحث من الحصول على تجاربَ أوسعَ نِطاقًا، وأكثرَ دِقَّةً في الجمع والتصنيف والتحليل والاستنتاج، وإعدادُه لمرحلةٍ أعلى وهي (الدكتوراه)، ثم إعداد آخر للحصول على درجة العالمية (الدكتوراه)، وذلك بعد إنهائه المرحلة الجامعية والدراسات العُليا، ويُقصَدُ من هذه الدرجة أيضًا إضافةُ الجديد باستيعابٍ تامٍّ، ورؤيةٍ أوضحَ، وتحليلٍ أدقَّ، ورؤيةٍ شخصيةٍ.
• إعداد البحوث للترقِّي إلى مرتبة علمية، وهذا النوع يُعِدُّه أعضاءُ هيئة التدريس بالجامعات بعد الدكتوراه؛ للحصول على درجة أستاذ مساعد (مشارك) أو أستاذ، وتكون أبحاثًا أقلَّ حجمًا من الماجستير والدكتوراه، لكنها أعمقُ من حيث التناوُل، وجديدةٌ من حيث الفكرة.
3- من حيث نطاق الدراسة:
قد تتعدَّدُ الأبحاث بِناءً على نطاقها إلى:
• دراسات وثائقية:
بمعنى أن يجمعَ الباحثُ مادَّتَه العلميةَ من الكتب والرسائل والأبحاث ذات الصِّلة بموضوعه، ثمَّ يَعكُف على تصنيفها وتحليلها.
• دراسات ميدانية:
في هذا النوع يعمِد الباحثُ إلى الزيارات الميدانية لمؤسسة أو هيئة مختصَّة بما له عَلاقة بموضوعه، فالباحثُ في علم النفس أو الاجتماع يقوم بزيارة المدارس أو المعاهد أو الجامعات، إن كان بحثُه مثلًا عن التحصيل الدراسي أو الاستذكار... إلخ، أو يقوم بزيارة السجون إذا كان موضوعُه يخصُّ جانبًا اجتماعيًّا أدَّى إلى وقوع هؤلاء المسجونين في جريمةٍ معينةٍ، والبحث عن المشكلات الاجتماعية الكامنة وراءها، ومحاولة تقديم المشورة للقضاء على هذه الجرائم من منظورٍ اجتماعيٍّ.
[1] ضمْن مجموعة محاضرات أُلقيتْ على طلاب (الفرقة الأولى) بالدراسات العليا (قسم أصول اللغة) جامعة الأزهر، للعام الدراسي 2017 /2018م.
[2] أستاذ أصول اللغة المساعد بكلية البنات الأزهرية بالعاشر من رمضان - جامعة الأزهر.
[3] كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون (1 /35)؛ حاجي خليفة.
[4] البحث اللغوي: أصوله ومناهجه (19).
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/literature_lan...#ixzz4zowDu2cN
سبب تأليف نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب وذكر وزيرها لسان الدين ابن الخطيب
أحمد بن محمد المقري (ت1041هـ)
قصة الكتاب
بقلم : الأستاذ زهير ظاظا
قصة الكتاب :
أقدم كتاب أندلسي ظهر للنور وعرفته المطبعة العربية، وقد طبع مرات، وصفها د. إحسان عباس في مقدمته لطبعته الصادرة في بيروت 1968م قال: (وخير طبعة ظهرت منه طبعة دوزي في ليدن 1855م، وكان أول ما طبع في المشرق سنة 1279هـ في بولاق، وهي طبعة تفتقر لما في الطبعة الأوربية من دقة علمية....والكتاب ثمرة زيارة المقّري لدمشق، حيث حدث تلاميذه فيها عن لسان الدين ابن الخطيب، فألحوا عليه أن يجمع أخباره في كتاب، وكان أشدهم إلحاحاً المولى أحمد الشاهيني، أستاذ المدرسة الجقمقية) وقد صرح المقري بذلك في مقدمته للكتاب، وأنه ألفه إجابة لطلب المولى الشاهيني، قال: (وعزمت على الإجابة لما للمذكور علي من الحقوق، وكيف أقابل بره حفظه الله بالعقوق، فوعدته بالشروع في المطلب عند الوصول إلى القاهرة المعزية...) وجعل عنوانه أولاً (عرف الطيب في التعريف بالوزير ابن الخطيب) فلما رأى مادته قد اتسعت لتشمل الأندلس أدباً وتاريخاً، عمد إلى تغيير عنوانه ليصير (نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب وذكر وزيرها لسان الدين ابن الخطيب) وهكذا جاء الكتاب في قسمين: قسم خاص بالأندلس في ثمانية أبواب، منها: باب فيمن رحل من أهل الأندلس إلى المشرق، وآخر فيمن وفد عليها من أهل المشرق، وآخر فيما عثر عليه من مراسلات أهلها في سقوط إماراتها، أما القسم الثاني فقد ضم المجلدات 5 و6 و7 من طبعة 1968 إلا أنه لم تخل الأجزاء الأولى من أخبار ابن الخطيب، ففي الجزء الرابع طائفة من مراسلاته. وقد اعتمد المقري في تأليفه على مصادر لم يصلنا أكثرها بالصورة التي وصلته، كالمغرب لابن سعيد، فقد اعتمد نسخة أوفى بكثير من هذه التي بين أيدينا، ومطمح الأنفس لابن خاقان، ولكن اعتماده على المطمح الكبير الذي لا نعرفه حتى اليوم، مما يجعل نقوله نسخة متفردة لهذه الكتب. وقد فرغ من الكتاب عشية يوم الأحد 27 / رمضان / 1038هـ ثم ألحق به فصولاً أتمها في ذي الحجة سنة 1039م وانظر في مجلة العرب (س14 ص953) بحثاً حول ضبط نسبة (المقري) وأنها على وزن (المهدي) نسبةً إلى (مَقْرة): قرية شرق سهول الحضنة. قال صاحب (تاج العروس): وقد تشدد القاف وبه اشتهرت الآن. وانظر (المقري وكتابه نفح الطيب) محمد بن عبد الكريم: رسالة دكتوراة، الجزائر. وانظر في المكتبة المحققة على الوراق نشرة المرحوم إحسان عباس لكتاب نفح الطيب.
منقول من موقع الوراق .
https://wadod.org/vb/showpost.php?p=25515&postcount=2
سبب تأليف الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله لكتابقال رحمه الله في كتاب ( الذكريات ) (1/ 102-103 ):
(الجامع الأموي )
( وهل تظنون أن استطراداً في فصل من هذه المذكّرات مساحته بضع صفحات يتّسع للكلام عن الجامع الأموي؟
لقد كانت المدرسة الجقمقية (ولا تزال) أمام الباب الشمالي للجامع، فكنا ندخله كلما سنحت لنا فرصة بين الدروس وفي أوقات الصلوات، وكان لنا مهوى القلب ومستقرّ الحب، كما كان -مع الأسف- ميدان اللعب!
لقد كنت في تلك الأيام التي أتكلم الآن عنها (سنة 1919) كلما سمعت خبراً عن الأموي أختزنه في ذاكرتي. وكنت لا أنسى شيئاً سمعته أو قرأته، أحفظه من مرة واحدة فلا يفلت مني.
تقولون: «إنّ الفتى مَنْ يقولُ هأنَذا»، فلا تفخر بما كان بل صِفْ ما هو كائن الآن. أصدقكم القول: إنني لا أزال أحفظ ما أسمع أو أقرأ، ولكني أنسى نصفه فأرويه بمعناه، وأنسى ممّن سمعته أو أين قرأته. وهذه نعمة أحمد الله عليها. أتريدون أن أكون في الشيخوخة كما كنت في الصبا؟ هيهات!
أترجو أن تكونَ وأنتَ شيخٌ ... كما قد كنتَ أيامَ الشبابِ؟
لقد كذَبَتكَ نفسُك، ليسَ ثوبٌ ... خليقٌ كالجديدِ من الثيابِ
وحسبي أنني الآن -بفضل الله- أقوى جسداً وأوعى ذاكرةً مِن أكثر مَن أعرف من الشيوخ.
ثم صرت بعد ذلك أدوّن ما أجد من أخباره حتى اجتمع لي منها الكثير الكثير، فلما كلّفَتني وزارة الأوقاف أيام الوحدة مع مصر أن أؤلّف عن «الأموي» كتاباً يكون دليلاً للسيّاح أخذت منها خلاصة وافية، وضعتها في كتاب عنوانه «الجامع الأموي» يبيعونه لزوّار المسجد من السيّاح ويأخذون (هم) ثمنه. ... ).
فَصْلُ
دَوَاءِ اللِّوَاطِ
فَإِنْ قِيلَ: فَهَلْ مَعَ هَذَا كُلِّهِ دَوَاءٌ لِهَذَا الدَّاءِ الْعُضَالِ؟ وَرُقْيَةٌ لِهَذَا السِّحْرِ الْقَتَّالِ؟ وَمَا الِاحْتِيَالُ لِدَفْعِ هَذَا الْخَبَالِ؟ وَهَلْ مِنْ طَرِيقٍ قَاصِدٍ إِلَى التَّوْفِيقِ؟ وَهَلْ يُمْكِنُ السَّكْرَانَ بِخَمْرِ الْهَوَى أَنْ يُفِيقَ؟ وَهَلْ يَمْلِكُ الْعَاشِقُ قَلْبَهُ وَالْعِشْقُ قَدْ وَصَلَ إِلَى سُوَيْدَائِهِ؟ وَهَلْ لِلطَّبِيبِ بَعْدَ ذَلِكَ حِيلَةٌ فِي بُرْئِهِ مِنْ سُوَيْدَائِهِ؟ وَإِنْ لَامَهُ لَائِمٌ الْتَذَّ بِمَلَامِهِ ذِكْرًا لِمَحْبُوبِهِ، وَإِنْ عَذَلَهُ عَاذِلٌ أَغْرَاهُ عَذْلُهُ، وَسَارَ بِهِ فِي طَرِيقِ مَطْلُوبِهِ، يُنَادِي عَلَيْهِ شَاهِدُ حَالِهِ بِلِسَانِ مَقَالِهِ:
وَقَفَ الْهَوَى بِي حَيْثُ أَنْتِ فَلَيْسَ ... لِي مُتَأَخَّرٌ عَنْهُ وَلَا مُتَقَدَّمُ
وَأَهَنْتِنِي فَأَهَنْتُ نَفْسِي جَاهِدًا ...مَا مَنْ يَهُونُ عَلَيْكِ مِمَّنْ يُكْرَمُ
أَشْبَهْتِ أَعْدَائِي فَصِرْتُ أُحِبُّهُمْ... إِذْ كَانَ حَظِّي مِنْكِ حَظِّي مِنْهُمْ
أَجِدُ الْمَلَامَةَ فِي هَوَاكِ لَذِيذَةً ... حُبًّا لِذِكْرِكِ فَلْيَلُمْنِي اللُّوَّمُ
وَلَعَلَّ هَذَا هُوَ الْمَقْصُودُ بِالسُّؤَالِ الْأَوَّلِ الَّذِي وَقَعَ عَلَيْهِ الِاسْتِفْتَاءُ ، وَالدَّاءُ الَّذِي طَلَبَ لَهُ الدَّوَاءَ
قِيلَ: نَعَمْ )
الجواب الكافي
جزاكم الله خيرا على الإضافة الشيخ الفاضل الطيبوني
كتاب " خصائص علي " رضي الله عنه للإمام النسائي رحمه الله تعالى.
جاء في " السِيَر " (14/129) للحافظ الذهبي رحمه الله تعالى :
أنّ محمد بن موسى المأموني صاحب النسائي قال سمعت قوما ينكرون على أبي عبدالرحمن النسائي كتاب الخصائص لعلي رضي الله عنه وتركه تصنيف فضائل الشيخين فذكرت له ذلك فقال دخلت دمشق والمنحرف بها عن علي كثير فصنفت كتاب الخصائص رجوت أن يهديهم الله تعالى ثم إنه صنف بعد ذلك فضائل الصحابة ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpo...37&postcount=2
وجدت موضوعا مماثلا
أسباب تآليف الكتب
إتحاف الشيوخ الأكابر بالكتب التي ألفت بسبب سؤالات الأصاغر
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=378483
دوافع التأليف في كتب أدب الملوك في العصر العباسي الأخير
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpo...&postcount=102
.............................. ................
المنهاج في شعب الإيمان لابو عبد الله الحليمي
يقول المصنف رحمه الله
و كان مما حدا بي على تأليف هذا الكتاب، ورغبتي في جمع ما جمعته فيه، خوفي على كثير بما ضمنته إياه من دقائق العلم وخباياه ولطائف الشرع وقضاياه بين أن يدثر ويعفو رسمه فلا يذكر لزوال الهم به عن الصدور، ووقوع الإعراض عنه من الجمهور، والاشتغال عن العلوم بالجملة بالتبقر في الأهل والمال، والتهافت في الحرام والحلال، والتنافس في رتب الدنيا والتغافل عن درج الأخرى، والانقياد لدواعي الهوى وإن قادتهم عناتا إلى الردى وتزحزح هيبة الله عز وجل عن القلوب لما ران عليها من ظلم المعاصي والذنوب، والميل في عامة الأمور إلى الحفظ والدعة، وانشراح الصدر بالجهل الذي هو أدرك منازل الضعة. وفساد النيات والدخل وفتور العزائم والهمم.
فإن الحال لما آل إلى ما ذكرت، وتراجعت للتراجع الذي وصفت، صارت طاعة الله- تعالى جده- تقام فيما تدعو إليه الضرورات الحاصلة، وتترك فيما تحرك عليه المتوقعات الآجلة. وكان الهم بالعلم بقدر الهم بالعمل .
شكر الله مرورك ومشاركتك هنا أخي ماجد .
.............................. ...............
الاعتصام للشاطبي
( الحاصل أن تعيين هذه الفرقة الناجية في مثل زماننا صعب ومع ذلك فلا بد من النظر فيه وهو نكتة هذا الكتاب
فليقع به فضل اعتناء ما هيأه الله وبالله التوفيق )
جزاكم الله خيرا