آمين آمين آمين
رزقك الله حجة على سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
ولاحرمك زيارة تلك البقاع أو السكن فيها إنه ولي ذلك والقادر عليه .
عرض للطباعة
48- في المحبــــس ...!!
تقــــــــــول صـــــــا حبتنــــــــــا :
وبعد عدة أيام من شوال ، قرر القوم ضرورة اختفائنا ؛ فاضطررنا إلى لزوم سكننا
قالوا : ستختفون إلى حين قدوم الحجيج ، حينها يمكنكم من السكن الخروج
ولأننا كنا نعلم بذلك قبلا ؛ فقد أعددنا لفترة محبسنا أمــرا ...!!
اتفقت مع رفيقتين كانتا المقربتين : أن نحضر بعض الكتب نتدارسها في فترة محبسنا ...!!
فاتفقنا على إحضار كتابين : أحدهما في الفقه و الثاني في العقيدة :
- أما كتاب العقيدة فكان : ( القول المفيد على كتاب التوحيد )
شرح الشيخ العثيمين لكتاب الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهما الله .
- و أما كتاب الفقه فكان : ( كتاب المناسك / المجلد السابع / من كتاب : الشرح الممتع على زاد المستقنع ) للشيخ العثيمين رحمه الله .
كذا كان معنا معلمة قرآن ، تُدرِّسنا علم التجويد بلا توان ..!!
هذا بالإضافة إلى قضاء الصيام و التنفل بالستة أيام ، كذا في جماعة كانت الرفيقات يحرصن ليلا على القيام ...!!
ثم الجلوس يوميا في حلقة تضم الجميع ، نتذاكر فيها بعض المسائل المبسطة بشكل سريع ...!!
كانت أياما مباركة مثمرة ، ما استطاع بعد العهد محوها من الذاكرة ...!!
وككل شيء جميل لا يمكن أن يبقى لوقت طويل ...!!
كذا لم يخلو الأمر من بعض المنغصات ، التي استدعت - أحيانا - آلاما ودمعات ...!!
و .... يتبــــــــــــ ـع .
49 - مُدَارَسات ومنغصات ...!
تقــــــــــول صـــــــاحبتنــ ــــــــا :
مرت الأيام ونحن نتدراس في جد واجتهاد ، وكنت أشارك رغم ما يعتريني من شديد مرض و اجهاد ...!!
فكنت أنبطح حال المدارسة ، فيتوقفان حين يرياني ناعسة ...!!
كانت كل منا تملك طبعة مختلفة من كتاب العقيدة ، مما جعل مدارستنا ممتعة ومفيدة :
فكنا نتبادل الزيادات ، ونصحح التصحيفات ، ونستفيد ممن امتازت طبعتها بدقيق التحقيقات...!!
نبدأ فنسجل أسماءنا الثلاثة على أعلى الصفحة ، مع ذكر تأريخ الهجرة ،
و نذيل كل هذا بكلمة : ( مكة ) : فلانة وفلانة وفلانة /
الحادي عشر من شوال سنة : 1420 هـ / مكة المكرمة .
نسجل الفوائد والتعليقات في حواشي الكتاب ، و كذا ما استشكل علينا نسجله حتى يفتح الله بجواب ...!!
وحين نكتفي نكتب بلـــــــــــغ ، نحفظ موضع وقفنا كما كان يفعل السلف ...!!
أما كتاب المناسك ، فكنا نتدارسه بتمتع فائق ...!!
ثم يأتي وقت القرآن و التلاوة ، والتسابق إلى التجويد و الطلاوة..!!
وكانت معلمة القرآن تعذرني ، إذا اضطجعت على جنبي ...!!
فكنت موضع شفقة الأخوات ، لما يعاينه على شخصي من شديد إعياء و اجهاد ...!!
فكانت إحداهن تجعل رأسي على حجرها ، بينما أخرى تدثرني حانية بردائها ...!!
وبينما يصلين الفروض في جماعة ، أنفرد لأصلي وحدي حسب الاستطاعة ...!!
فلم أكن أستطع التطويل في الركوع أو السجود ، ولم أرد أن ألزمهن بما يناسبني من مجهود ...!!
كذا لم أكن أصلي معهن القيام ، بل غالب الليل لا أستطيع إلا أن أنام ...!!
فقط كنت أشاركهن الصيام ، وكنت أعاف الماء و بعض الطعام ...!!
وفي الأخير : اجتمع رأيهن على أني حبلى ، فنفيت ذلك بقوة ...!!
كنت أستنكر بشدة ، لأسباب قوية عدة ...!!
و......... يتبـــــــع .
50- نقص في المـــــــــــا ء ...
تقــــــــــول صـــــــاحبتنــ ــــــــا :
فما كادت تمر علينا أيام عدة ، إلا وانقطعت عنا المياه ألبتة ...!!
فلما عن السبب المسؤلين سألنا : نفد الماء من الخزانات كذا أُُخْبرنا ...!!
- قالوا : ساكنو المبنى كثير ، يستهلكون المياه بشيء من التبذير ...!!
- قلنا : ثم أي يا قوم ..!!
- قالوا : تحملوا - لامحالة - الأمر ...!!
- قلنا : وهل هذا يُعقل ..!!
- قالوا : من بيده شيء يفعل ...!!
- قلنا كيف نتخلى بلا مياه ، وكيف نتوضأ للصلاة ...!!
لن نذكر غسل الملابس والأواني ، ولا باقي الاستخدامات التي بدونها سنعاني ...!!
- قالوا : سنملأ الخزانات مرتين في الأسبوع فقط ، فعليكم الاقتصاد في الاستهلاك بجد ...!!
- قلنا : لا نقبل بهذا ...!!
- قالوا : شأنكم ، ثم ماذا ...!!
ولأننا في المحبس ، ما استطعنا الحلّ أو التصرّف ..!!
ومر علينا يومان شديدان عصيبان ...!!
كانت إحدانا تتوضأ بماء منقوع بعض الخضروات والأطعمة ، وما يصلح للاستعمال من طاهر المياه المستخدمه ...!! (1)
وكان ذلك أشد ما مر بنا من كربات ، فلم نستطع بعد ذلك صبرا ولا صِمات ، فعرضنا دفع ما يريدون من ريالات ؛ ليعملوا على دوام ملء الخزانات ...!!
وما كدنا نحل مشكلة المياه ، إلا وسقطت أخت لنا أثناء الصلاة ...!!
و...يُتبــــــــ ع .
-----------------------------------------------------------
(1)- فنحن نعتقد أن كل ماء طاهر فهو طهور يصلح لرفع الحدث
مادام لم يخرج عن إطلاقه .
توضأ بماء تغير طعمه ورائحته فهل عليه إعادة الصلوات؟
السؤال
ساعدوني وبسرعة: أريد معرفة حكم الوضوء بماء فيه ورق سدر ومبشور المسك حتى غير طعمه ورائحته أعرف أن الماء: طاهر، وطهور، ونجس، وأن الماء إذا اختلط بما يغير لونه، أو طعمه، أو رائحته لا يطهر وتوضأت بهذا الماء أكثر من مرة نسيانا مني، والمعلومة غابت عني تماما، وإذا كانت علي الإعادة فكيف أعيد وأنا لا أذكر كم مرة توضأت بهذا الماء ولا الفروض التي توضأت فيها، ذلك أنني أتوضأ كل فرض بفرضه فلا مجال أن أحسبها بالأيام؟ مشكورين مأجورين.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:
فإن التطهر بالماء المتغير بالسدر، أو غيره من الطاهرات، غير الملازمة للماء مختلف فيه بين الفقهاء فالجمهورعلى أنه لا يجوز التطهير به، وهذا مذهب مالك والشافعي وأحمد في إحدى الروايتين عنه وهي التي اختارها أكثر متأخري الحنابلة، وحجتهم أن هذا ليس ماء مطلقاً، فلا يدخل في قوله تعالى: فَلَمْ تَجِدُوا مَاء {النساء:43}.
وأصحاب هذا القول استثنوا من ذلك حالات، منها: إذا كان التغير حاصلاً بشيء يشق صون الماء عنه كورق الشجر، أو كان بطول مكث الماء في الأرض، أو كان بشيء لا يمازج الماء كالدهن وقطع الكافور، أو كان بالرائحة المجاورة، على خلاف بينهم في بعض التفاصيل المتعلقة بهذه المسائل المستثناة.
والقول الثاني: أن هذا الماء المتغير بشيء من الطاهرات، يصح التطهير به ما دام يسمى ماء ولو بالتقييد كأن يقال: ماء ورد، أو ماء زهر، وهذا مذهب أبي حنيفة وأحمد في الرواية الأخرى عنه، وقد رجح شيخ الإسلام ابن تيمية هذا القول وكذلك ابن القيم ـ رحمهما الله تعالى ـ فعلى القول الأول وهو قول الجمهور تلزم إعادة ما أدي من الصلوات بالطهارة بهذا الماء ونحوه، فإن جهلت أعيانها، أو عددها لزم أن يؤدى من الصلوات ما يغلب على الظن براءة الذمة به، وعلى هذا القول الثاني لا قضاء على من توضأ بماء متغير بسدر ومسك ما دام يسمى ماء، ولكن ينبغي أن يتجنب ذلك مستقبلا، نظرا لقوة الخلاف، فإن عدم طهوريته مذهب الكثير من أجلاء الأئمة والفقهاء، ففي شرح زاد المستقنع في الفقه الحنبلي عند قول المؤلف: فإن تغيّر لونه، أو طعمه أو ريحه بطبخ، أو ساقط فيه فطاهر: أي طاهر غير مطهر، فهو طاهر في نفسه ليس بنجس، لكنه ليس بمطهر وهذا هو المذهب وهو مذهب جمهور أهل العلم.
وأن الماء إذا وقع فيه شيء من الطاهرات فغيّر رائحته، أو طعمه، أو لونه فإن الماء طاهر وليس بطهور فهو طاهر في نفسه وليس بمطهر لغيره، فعلى ذلك على المذهب لا يزيل النجس ولا يرفع الحدث، قالوا: لأن الماء ليس بماء مطلق، بل هو ماء أضيف إليه شيء فهو ليس ماء مطلقاً، بل ماء مضاف إليه مادة أخرى، هذا هو قول المذهب وهو مذهب الجمهور ـ كما تقدم.
ـ والقول الثاني: وهو مذهب أبي حنيفة وأحد الروايتين عن الإمام أحمد بل قال شيخ الإسلام: إن أكثر نصوص أحمد على هذا أي على القول: بأنه طهور، وهذا هو اختيار شيخ الإسلام وابن القيم ومحمد بن عبد الوهاب وغيرهم من المحققين، قالوا: الماء طهور، فكما أنه طاهر في نفسه فهو مطهر لغيره ما دام باقياً على مسماه.
والله أعلم.
http://www.islamweb.net/ahajj/index....Option=FatwaId
51- و سقطت أختنا ...!!
تقــــــــــول صـــــــاحبتنــ ــــــــا :
قبيل منتصف الليل و بينما أنا نائمة ،وإحدى أخواتنا تأمّ الباقيات خاشعة قائمة ...!
إذا بأخت قائمة في ثاني صف تسقط فجأة على الأرض ...!
فأتمت أختنا الصلاة مخففة ، و الجميع قلوبهن واجفة ...!!
وإذا بأختنا غائبة عن الوعي ، و لم تألُ أخواتنا في إفاقتها من سعي ...!!
فأفاقت في وقت قريب ، و لم يكن ذلك بغريب ،
فقد كانت إحدانا ذات دراسة عالية في التمريض و التطبيب ...!!
وعلى صوت الضجيج انتبهتُ ، وعن سببه الجمع سألتُ ، فبدأت إحداهن تقص ما حدث عن القوم ،
فسقطتُ بينما تحدثني في لجة النوم ، ومرت أحداث تلك الليلة بعد ذلك كحلم ...!!
بدأت أختنا تبكي من ألم في بطنها ، ولم تستطع منع قيئها ...!!
قالت أختنا الممرضة : تلك الأعراض ليست جيدة ...!!
يلزمنا الذهاب إلى مشفى في الحال ، نسأل الله اللطف في المآل ..!!
أشك أنها أعراض انفجار للزائدة الدودية ؛ تحتاج إلى جراحة فورية ...!!
قالت بانزعاج إحدى الأخوات : كيف الخروج من هذا المكان ، وفي هذا الوقت بالذات ؟!
وبينما زادت آلم أختنا ، أخبرت إحدى الوالدات الرجال بحالنا ..!!
فتناقشوا : كيف السبيل إلى الخروج وإن خشوا ...!!
فقال والد أختنا الممرضة : معي رقم هاتف أحد أهل مكة ،
استأجرنا منه سيارته ذات مرة ، فأعطانا رقم جواله وألح علينا
أن نتصل به - في أي لحظة - متى احتجنا توصيلة أو خدمة ...!!
فقال والد أختنا المريضة وهو يبكي :
ربي أعلم بابنتي وحالها ، و أهل مكة أعلم بطرقها و شعابها ...!!
فضلا اتصل به على الفور ، عسى اللطيف ييسر لنا في الأمر ...!!
فلما اتصل به أجاب ، وأسرع - جزاه الله خيرا - بالحضور إلى الباب ..!!
و مع سوء حالة أختنا اتفق القوم أخيرا : على أن تذهب إلى المشفى المريضة
وشقيقتها وأختنا التي طببتها ..!!
وبصحبة الرجل المكي ، ذهبت أخواتنا إلى أقرب مشفى ليلي ، والجميع في قلق وبُُكيّ ...!!
و..... يتبـــع .
__________________
52- أريد الـــــــــــــ ـزواج ...!!
تقــــــــــول صـــــــاحبتنــ ــــــــا :
وبصحبة الرجل المكي ، ذهبت أخواتنا إلى أقرب مشفى والجميع في قلق وبُُكيّ ...!!
وفي المشفى كان التشخيص المبدئي مطابقا لما قالته أختنا ، لذا أمر الطبيب بعمل صورة أشعة مبينة ...!!
وبعد البحث عن مكان لعمل صورة الأشعة ، تم عملها لمريضتنا على وجه السرعة ...!!
وبفضل الله لم يكن الأمر كما ظناه ، فقط تشابه في الأعراض كما يحدث كثيرا بين بعض الأمراض ...!!
فشخّص لها الطبيب : أنه سوء شنيع في هضم الطعام ،
واضطراب شديد في الأمعاء ، والتهاب في المعدة ،
مع وجود بعض الطفيليات والميكروبات ...!!
كان هذا بعد أن طلب من أخواتنا عمل بعض التحليلات ، وقام ببعض الإسعافات
وأمر بقائمة محددة من المأكولات ...!!
وفي كل تلك الخطوات ، كان السائق ملازما لهن كل الأوقات ...!!
و في البيت كان الجمع في قلق وترقب وبُكِيّ، بينما أنا كالغائبة عن الوعي ...!!
وبعد ما يقرب من ثلاث ساعات ، أعاد السائق - مشكورا - بسلام الأخوات ...!!
فنقده القوم وزادوا كرما له ، وشكروه على ما تفضل به ...!!
لكنه تمنع عن أخذ الأجر ، فلما أصروا عليه أخذه كالمضطر ...!!
وبعد أن قصصن كل ما قد حدث لهن وسبق ، هجع الجميع بعد صلاة الفجر إلى نوم بلا قلق ..!!
وبعد العصر ، بينما الجمع يقظ منشغل كل منهم بأمر ...!!
إذا بذلك السائق يأتينا ، وبكثير من التحف يهادينا ...!!
فاستضافه الرجال ، وجلس معهم طويلا عن مقتضى الحال ...!!
ثم لما انصرف وخرج ، علمنا أنه جاء ليتزوّج ...!!
قال ياقوم : رجاءً زوجوني منكم ، فإن لم يتيسر ففضلا من بلدكم ...!!
فرده الرجال برفق ، وقالوا : إن زرتنا في بلدنا علنا نسعى لك في الأمر ...!!
وكان لهذا الرجل معنا جولة عجيبة أخرى ..... !!
و ... يتبــــــــــع .
__________________
53 - و حدث في المحبس ...!!
تقــــــــــول صـــــــاحبتنــ ــــــــا :
ومع مرور الأيام ، ظهرت على عدد منا بعض الآلام و الأسقام :
فنزفت إحدى الكبيرات من مرض مزمن في كبدها بالذات ..!!
وأصيب أحد الرجال بآلام في الكُلى حادة، بينما لم تُشفَ أختنا من آلام المعدة ..!!
هذا غير الإصابات والجروحات السطحية ، و التي كانت تحدث بصورة يومية...!!
بينما كان أحدنا يصاب أحيانا بغيبة عن وعيه ؛ بسبب مرض ما في كبده ..!!
فكانت أختنا الممرضة تعطي كلاُ ما يناسبه من دواء على حدة ...!
وقد ألهمها أكرم الكرماء أن تأتي معها بكل ما تستطيع حمله من أدوات و دواء ...
حتى إنها كانت تعمل على تطبيب من في المبنى من الجيرة ،
و أذكر أنه قد أُصيب ولد من الجيران في المبنى بحروق شديدة ، فكانت - حفظها الله - تطببه بعناية فريدة ...!!
أما أنا فقد كانت حالتي من سيء لأسوء :
اشتد بي الدوار فما كان يفارقني في ليل أو نهار ...!!
بالإضافة إلى شديد الغثيان ، والاختناق من ضَيق المكان ...!!
زد على هذا تقززي الشديد من الماء :
فلم أكن أطيقه على وجهي ، أو قريبا حتى من فمي ؛ فكان الوضوء عليّ شاق
في المضمضة والاستنشاق ، فضلا عن أن محض ملامسة الماء لوجهي لحظات - يعلم الله - كان لا يُطاق ..!!
فكنت أترك التثليث في المضمضة والاستنشاق وغسل الوجه
ثم إني ما كنت أتم الوضوء إلا بعد تجفيف ذلك العضو ...!! (1)
كذا - أحيانا - كنت أخل بالتريب المعتاد للوضوء عامدة ،
وقد كنت - يعلم ربي - في الإتيان به على وجهه - غالبا - جاهدة ...!!
فقد كان الخلاء ، ليس فيه إلا صنبور واحد قريب من الأرض للماء ...!!
ولأن الخلاء كان بلا النافذة ، و خاليا من أي آلة للهواء مجددة ،
كنت أشعر فيه بشديد اختناق ، مما يحدوني إلى الفرار من ذلك الضيق ...!!
ومع ما يلازمني من شديد دوار وغثيان ؛ شق علي الانحناء للوضوء من صنبور الماء الوحيد في المكان ...!!
فكنت أعمد إلى الوضوء من صنور الحوض الذي في المطبخ ، فقد كان هذا أفضل نوعا لي و أنجح ...!!
إلا أنه كان مرتفعا جدا عن الأرض ، فلم أستطع غسل قدميّ في ذلك الحوض ...!!
فكنت أضطر إلى تقديم غسل الرِّجْل ...!!(2)
فإذا كنت في الخلاء ، وأردت الوضوء للصلاة :
غسلت قدمي أولا ، ثم ذهبت إلى حوض الماء لأتم وضوئي آخرا ...!!
ولم يكن بي جهد ، لأبدأ بالوضوء عند الحوض ، ثم أعود لأغسل قدمي
من صنبور الماء الذي في الخلاء و القريب من الأرض ...!!
لأسباب عدة عملت بهذا الأمر ولم أرده :
أولها : أن عددنا كان كبيرا ، وغالب الوقت يكون الخلاء مشغولا ،
فما أدراني أنه سيظل خاليا حين أعود لأتم وضوئي كاملا ...!!
ثانيها : قلة جهدي ومشقة الذهاب و العودة على مثلي ..!!
ثالثها : اعتقادي أن التريتيب في الوضوء ليس بفرض ،(2)
فما بالنا إذا اقتضته ضرورة وحتمته مشقة و أمر ...!!
وهكذا مرت الأيام علينا ، حتى سمعنا بخبر كان وقعه كالصاعقة علينا ...!!
و... يتبــــــــــــ ــــع .
---------------------------------------------
(1)-توضأ النبي صلى الله عليه وسلم مرة مرة .
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 157 / خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
أن رجلا قال لعبد الله بن زيد ، وهو جد عمرو بن يحيى : أتستطيع أن تريني كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ ؟ فقال عبد الله بن زيد : نعم ، فدعا بماء ، فأفرغ على يديه فغسل مرتين ، ثم مضمض واستنثر ثلاثا ، ثم غسل وجهه ثلاثا ، ثم غسل يديه مرتين مرتين إلى المرفقين ، ثم مسح رأسه بيديه ، فأقبل بهما وأدبر ، بدأ بمقدم رأسه حتى ذهب بهما إلى قفاه ، ثم ردهما إلى المكان الذي بدأ منه ، ثم غسل رجليه .
الراوي: عبدالله بن زيد بن عاصم المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 185 / خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
(2)- قال الشيخ الألباني - رحمه الله - :
( ليس هناك ما يدل على وجوب الترتيب , وقول ابن القيم في الزاد (وكان وضوؤه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرتباً متوالياَ لم يخل به مرة واحدة البتة) , غير مسلم في الترتيب , لحديث الْمِقْدَامَ بْنَ مَعْدِي كَرِبَ الْكِنْدِيَّ قَالَ (أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلَاثًا ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا ثُمَّ غَسَلَ ذِرَاعَيْهِ ثَلَاثًا ثُمَّ مَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ ثَلَاثًا وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ وَأُذُنَيْهِ ظَاهِرِهِمَا وَبَاطِنِهِمَا وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا) , رواه أحمد , وعنه أبوداود بإسناد صحيح , وقال الشوكاني : (إسناد صالح , وقد أخرجه الضياء في المختارة) فهذا يدل على أنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يلتزم الترتيب في بعض المرات , فذلك دليل على أن الترتيب غير واجب , ومحافظته عليه في غالب أحواله دليل على سنيته , والله أعلم.)
انتهى كلام الألباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم261.
مازلنا هنا ^-^
اللهم بارك في أم هانئ وأحسن إليها
54 - أخبـــــــــار سيئـــــــــــة ...!!
تقــــــــــول صـــــــاحبتنــ ــــــــا :
نما إلى علمنا : أن الشرطة في مكة ، تبحث عن المتخلفين بعد أداء العمرة ؛
تعمل على توقيفهم ، ثم تقوم بترحيلهم من فورهم إلى بلادهم ...!!
وكان وقع ذلك النبأ علينا كالصاعقة ، لئن صح ، فلن تكون سفرتنا - أبدا - موفقة ...!!
وكثر اللغط في ذلك الأمر ، ولم تكن الأخبار التي تأتينا تبشر بأدنى خير ...!!
عجبا : كان ذلك أمرا غير مسبوق ، فلم يكن قبلا ثمة ترحيل أو إجبار على الخروج ..!!
ووجفَت القلوب و الأفئدة ، و رُفعت الأكفّ إلى الإله ضارعة ناشدة ..!!
فقط : لو أنهم يقبلون مالا على سبيل التعويض ، ولا نُحرم أن نصير مع الحجيج ...!!
كل يوم تأتينا أخبار وأخبار في ظلمة الليل وأثناء النهار ، عن ترحيل أناس من الجوار و من غير الجوار ...!!
و مرت علينا بضعة أيام : في هم وغم وكرب وترقب وغير سلام ...!!
حتى كان يوم من الأيام ..... ويتبــــــــع .
ما شاء الله!
دائمًا تجمعين بين المتعة والفائدو في آن
لكن أرجو ألا تتوقف المشاركة عند نقطة هامة؛ فصبر النساء قليل كما لا يخفى عليكِ.
55 - الشرطـــة ...!!
تقــــــــــول صـــــــاحبتنــ ــــــــا :
وفي صبيحة أحد الأيام ، كان البيت يسوده السلام ...!!
وكان ذلك اليوم بالذات موعدا لاجتماع نساء البناية مع الأخوات عندنا في أكبر الحجرات ؛
لتفصل لهن إحدنا كيفية أداء المناسك ، و تجيبهن عما قد يطرحن من المسائل ...!!
وبينما كن في الحجرة مجتمعات ، ذهبت إلى المطبخ أبحث عن بعض لقيمات ...!!
فلما رأتني معلمة القرآن خرجتُ من المجلس مستندة إلى الجدران ، تبعتني ؛ لتنظر كيف يمكنها أن تساعدني ...!!
قالت بشفقة : لماذا تخرجين ؟ و ماذا تريدين ؟!
قلت لها : جائعة أبحث عن طعام ، وقد أنهيت - بفضل الله - أيام الصيام ...!!
قالت - حفظها الله - : أما أنا فحائض ، وإياك الطعام سأشارك ...!!
فالباقيات صائمات إما قضاءً أو متطوعات ، فقط اجلسي ولا تطيلي القيام ، بينما أعد أنا لكلتينا الطعام ..!!
قلت لها صدقا : جزاك الله خيرا ، ولكن أسرعي فضلا ...!!
فضحكت وقالت : الله المستعان ، فقط اجلسي لطفا ...!!
فقلت لها عارضة : هل تحتاجين إلى مساعدة ...!!
قالت باسمة : وهل يُرجى منك بحالتك تلك فائدة ...!!
فابتسمتُ وتركتها وذهبت ...!!
ثم إني لم أصبر إلا قليلا من الوقت ، ثم إليها بتباطؤ عدت ، و إلى جانب باب المطبخ وقفت ،
وعلى حافته رأسي أسندت ، ثم بتوسل أمازحها قلت : أخيتي حبيبتي هل أنهيت إعداد الطعام ،
ارحمي لهفتي ، وبأي شيء سدي فضلا جوعتي ...!!
فلم تتمالك نفسها من الضحك ، وقالت : أمهليني ربع ساعة فقط ...!!
قلت لها أمازحها وأتدلل : لو جعلتِها عشر دقائق - فقط - سأصبر ...!!
و بينما نتبادل المزاح على هذه الحال ، إذا بطرق شديد جدا على الباب الفاصل بيننا وبين الرجال ...!!
فذهبت أنظر من بالباب ، و ما السبب الذي حدا ذلك الطارق إلى فقد الصواب ...!!
فوقفت قرب الباب أسأل بصوت مرتاب : من بالباب ؟!
فأجابني صوت ضعيف منخفض وبشدة : افتحي فنحن الشرطة ...!!
فتعجبت من ذلك المزاح ، فقد توقعت إجابة أشبه بالصياح ...!!
وجاءت من المطبخ معلمة القرآن : وسألت من الطارق ، وعن جوابه ما كان ؟!!
فقلت لها : ذلك شخص يمزح بغير خفة ، يطرق بشدة ثم يجيب علينا متصنعا الرقة ...!!
ثم وليتُ عن الباب تاركة لها معرفة ما يحدث وما الأسباب ...!!
فلما أعادت السؤال ، كان الجواب : شرطة افتحن في الحال ...!!
فنظرتْ من فرجة صغيرة بالباب ، فإذا شرطي بكامل الثياب ...!!
قالت بثبات : نحن نسوة محجبات فضلا :
أمهلونا بعض الوقت نستعد فيه إلى ذلك الأمر ...!!
فأجابها الصوت : لا ضير أختي لا ضير ...!!
و ............يتبع
56 - التـــــوقيــــ ــف ....!!
تقــــــــــول صـــــــاحبتنــ ــــــــا :
ما إن تيقنا أن الشرطة - حقا - في المكان ، حتى أسرعت كل منا إلى كامل التستر في لا زمان ...!!
ومن أعجب الأمور التي لم تنمحِ من الذاكرة ، سرعة انصراف نساء المبني من عندنا بصورة هادئة و عاجلة ...!!
فقد كانت أحذيتهن أمام الباب كومة عظيمة ، حتى إني حين رأيتها قلت في نفسي سيحدث عند انصرافهن - ولابد - أحداث أليمة ...!!
ستبحث كل منهن عن نعليها ، وقد يحدث خلط فيما قد تلبسه في قدميها ...!!
و العجب أنهن انصرفن في لا زمن ، و الضجيج المنتظر حال انصرافهن عُدم ...!!
سبحان الله ! كيف حدث ذلك لا أدري ؟! إلا أن هذا الأمر لم ينمحِ حتى الآن من فكري ...!!
ورغم ما أصاب قلوبنا ، والفزع الذي جلل نفوسنا ، إلا أننا أجمعنا على رأي واحد :
وهو أن نحاول التفاوض مع أكبر ضابط ...!!
ففتحنا للشرطة الباب ، ووقفنا متأهبات للنقاش وللخطاب ...!!
دخل بعض المحارم مع الشرطة ، وكان المكان في اضطراب عظيم و فوضى ...!!
قال ضابط من الرجال : أرجو أن تجمعن أمتعتكم في الحال ؛ ستأتي السيارات بعد قليل ، لتحملكم إلى جدة استعدادا للرحيل ...!!
قلنا برجاء : فضلا فضلا ...اتركونا لأداء الفريضة ، وخذوا ما شئتم من أموال مفروضة ...!!
قال رادا لرجائنا : نحن نطيع ولاة أمورنا ، وقد أمروا بترحيلكم من هنا ...!!
فلا نقاش يا قوم ، قد قُضي وانتهى الأمر ...!!
قالت بعض الأخوات يتوسلن إليه باكيات : كيف تصدوننا عن البيت الحرام ، أهذا حلال أم حرام ...!!
قال بغضب وتغيظ : يا أختنا أنا محض عامل أنفذ ...!!
قالت إحدانا : والله لقد شق علينا الحضور إلى الحج بطريق مشروع أو مقبول ، فكم و كم غُدر بنا في بلدنا ، وكم من مرة أكل بعضهم باسم الحج بالباطل أموالنا ...!!
قال وهو يتأسف وبغيظ يتميز : نحن عندنا سيف لمن يأكل الأموال بلا حق ولا كيف ...!!
قلنا متوسلين : ألا تتركنا ، وتغض الطرف عنا ، عسى ربك أن يرحمك ، و يجزيك الجنة إن إيانا تركت ...!!
قال بحزم : والله لا أفعل ، إلا ما وُكلت به من أمر ؛ فأنا أتقرب إلى الله بعدم معصيتي الولاة ...!!
وأتم واعظا لنا :
ثم إن ولي أمركم وحاكم بلدكم طلب إلينا أن نردكم ، فما لكم تعصون الإله
ولا تطيعون أمر الولاة ...!!
و الحق أني كنت أجلس بعيدة عن دائرة الحوار ، فلما سمعت ما قال ، تيقنت فقه الرجل في الحال ، و يئست من قبوله تركنا أو أن يغض الطرف عن وجودنا ، فهو يفعل ما يفعل تديّنا ، وهذا من حظنا وما قدره الإله لنا ...!!
فجرت دموعي بيئس ، وسألت الله الرضا للنفس ...!!
فقد وقعت الواقعة فليس لها من دون الله دافعة فضلا عن مانعة أو رافعة ...!!
واتجه فكري صوب الكعبة ، كيف السبيل إليها لآخر مرة ...!!
مهلا مهلا :عنّ لي ساعتها أمر : أليس طواف الوداع على مثلنا كالحتم ...!! (1)
و.... يتبــــــــــــ ــــع .
-------------------------------------------------------------
(1)- لأني اعتقد بوجوب طواف الوداع على المعتمر
سئل الشيخ العثيمين - رحمه الله تعالى - :
س 535: ما حكم طواف الوداع للمعتمر؟
الجواب: طواف الوداع للمعتمر إذا كان من نيته حين قدم مكة أن يطوف ويسعى ويحلق أو يقصر، ويرجع فلا طواف عليه، لأن طواف القدوم صار في حقه بمنزلة طواف الوداع، أما إذا بقي في مكة فالراجح أنه يجب عليه أن يطوف للوداع وذلك للأدلة التالية:
أولاً : عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( لا ينفر أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت))
و (أحد) نكرة في سياق النهي فتعم كل من خرج.
ثانياً: أن العمرة كالحج بل سماها النبي صلى الله عليه وسلم حجّاً كما في حديث عمرو بن حزم المشهور،
الذي تلقته الأمة بالقبول قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( والعمرة هي الحج الأصغر)).
ثالثاً: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة)).
رابعاً : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليعلى بن أمية: (( اصنع في عمرتك ما أنت صانع في حجك))
فإذا كنت تصنع طواف الوداع في حجك فاصنعه في عمرتك، ولا يخرج من ذلك
إلا ما أجمع العلماء على خروجه مثل الوقوف بعرفة، والمبيت بمزدلفة، والمبيت بمنى، ورمي الجمار،
فإن هذا بالإجماع ليس مشروعاً في العمرة.
ولأن الإنسان إذا طاف صار أبرأ لذمته وأحوط. والله الموفق.
http://www.ibnothaimeen.com/all/book...le_18010.shtml
57 - هــــرج ومــــرج ...!!
تقــــــــــول صـــــــاحبتنــ ــــــــا :
وبينما سلمتُ لأمر الله ، وكان جلّ همي كيف الذهاب إلى الطواف بسرعة وغير أناة ...!
تباينت ردود الأفعال ، من النساء والرجال ...!!
فبينما أمهلتنا الشرطة بعض الوقت ؛ لنجمع أمتعتنا و ما يخصنا فقط ...!!
إذا بأشب رجل من الرفقة ، يحاول نزع حديد نافذة حجرتنا ليفر من الشرطة ... !!
إلى أن تمسكت أمه العجوز بثوبه كي لا يرحل ، تبكي و تستعطفه كي لا يفعل ...!!
وإذا بأختنا الممرضة تسعى للفرار جاهدة ...!!
قالت : من منكن تأتي معي إلى الحرم فهناك - بلاشك- سنجد ما نبغي من الأمن ..؟!
فما استجابت لها واحدة منا ، حتى صغيرتها تمسكت أن تكون معنا ...!!
فعجبتْ ونفرتْ من صمتنا ، و ترجمته بعجزنا ...!!
و بينما أخذت بعض الأخوات في البكاء الشديد ، حتى علا في الجو صوت الشهيق و النشيج ...!!
- إذا بإحدانا تسأل أخرى برجاء : ماذا إن سعت النساء للبقاء ، فسمحوا لهن دون الرجال
، أيصح أن نحج على ذلك الحال ؟!
- فأجابتها الأخرى بلا تحفظ : إنها حجة الفريضة ، يا ليت ذلك الأمر يحدث ...!!
و لقد سألنا في بلدنا لو أن ذلك حدث لنا ؟
فكان الجواب : إن حدث فلا بأس من بقاء النساء للحج ...!!
فلما سمعت السائلة جواب سؤالها ، وما افترضت حدوثه وما عَنَّ ببالها ، ذهبت في الحال إلى زوجها ،
- وقالت : أرجو منك المعذرة ...!!
- قال :علام ..؟!!
- قالت بشدة و جفاء : ماذا لو رحّلت الشرطة الرجال دون النساء ؟
- قال بدهشة شديدة : أو تتركينني يا زوجتي العتيدة ...!!
- ردت بسذاجة فريدة : نعم نعم إنها حجة الفريضة ؛
وقد سألتُ وعلمتُ أن ذلك جائز إن أنا فعلت ...!!
- فسمع بعض من قرب من الرجال ما دار بين الزوجين من حوار ، و هتفوا يعْلِمون بقية من في الدار ...!!
فهاج وماج الرجال ، و كان أول المهتاجين أبي ، هب بشدة يزجرنا و يتوعد من ستقترب من باب أو نافذة منا ...!!
- ثم توجه إليّ بالكلام : قال يا ابنتي إياك ثم إياك ثم إياك أن تتحركي إلا برفقتي ...!!
- قلت : أبي - فضلا- سأعطيهم جواز السفر ، وأذهبن لأطوفنّ للوداع في الحرم ...!!
و والله لن أتأخر ، رافقني - فضلا - إن أمكن ...!!
- قال : والله لن تتحركي من هنا ، ولن تذهبي وحدك أو حتى معنا ...!!
- فقلت : والله لا أنوي فرارا ، فقط أودّع بالطواف و أعود حالا ...!!
- قال : هيهات ثم هيهات لن تتحركي من هنا بالذات ...!!
- فقلت : وهل يعقل أن أبقى بلا أوراق أو مال ؟!
يا أبي إن ذلك محال ...!!
ثم أخذت أبكي له و أتوسل ، قال انسي لصالحك الأمر ...!!
ولم أجد بدا من إبداء طاعتي ، و جلست في جانب أبكي قلة حيلتي ...!!
و.......... يتبــــــــــــ ـع .
{وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]}.
58 - الرحيــــــــــ ل ...!!
تقــــــــــول صـــــــاحبتنــ ــــــــا :
فلما يئست من الطواف للوداع ، قمت أجمع ما يخصني من متاع ...!!
والحق أنني تخففت فكل ما استطعت الاستغناء عنه بكل ترحاب تركت ...!!
تغشّى الجميع الحزن والوجوم ، وحلت محل أحاديثنا ساخن الدموع ...!!
وفي الأخير جر كل منا رجليه ، وقد حمل متاعه على ظهره أو بين يديه ...!!
وفارق بين إقبال وإدبار ، فبينما كان الأول محفوفا بسرور وفرح ، كان الثاني يجلله الإحباط و الترح ...!!
مشينا بتثاقل نعم مشينا وما نرى الطريق الذي بين يدينا ...!!
وكانت إحدانا تبكي نائحة ، فنظرنا إليها بلوم قالت : لا تلمنني يا قوم ..!!
وركبنا السيارة وإذا بقائل لنا : السائق المكي هنا (1) ...!!
فسأل بعضنا بعضا : تُرى ما يريد منا ؟! ومن أخبره برحيلنا ...!!
فشب أمل عند بعضنا ، ظنا منهم أنه قد يستطيع فعل شيء لأجلنا ..!!
ولكن هيهات .. ثم هيهات ما هي إلا دقائق معدودات وإذا بأملهم هذا قد خاب بل قد مات ...!!
لما كلّمه بعضنا اقترح هذا السائق أن يتوسط - فقط - لبعض أخواتنا مع محرم واحد من بيننا...!!
فتعجب من جرأته الرجال ، وتولوا عنه في الحال ...!!
وبينما الجميع في كرب حالك ، إذا بموقف باسم ضاحك ...!!
استشعرت حينها ألطاف الله بنا ، وإرادته سبحانه التخفيف من همنا ..!!
فما استطعت عن نفسي إلا أن أضحك ؛ حقا إن شر البلية ما يضحك ...!!
و ........... يتبــــــــــــ ـــــــــــــع .
-------------------------------------------------------
(1)- ذلك الذي تفضل باصطحاب الأخوات إلى المشفى
ثم أتى ليتزوج منا .
59- بين الضحك والبكاء ...!!
تقــــــــــول صـــــــاحبتنــ ــــــــا :
بينما نجلس في وجوم وهم ، ودموعنا تجري بحزن جم ..!!
إذا بشرطي صغير السن قليل العلم يصعد إلى السيارة بجد ؛ ليسجل أسماءنا عنده في رق ...!!
لم أنتبه له أول الأمر ، حين بدأ تسجيل أسمائنا من الخلف ...!!
فبدأ بآخر الراكبات وكانت إحداى رفيقاتنا من المسنات قال لها : وِااشْ اسْمِتْ ؟
فلم تجبه ؛ لأنها لم تنتبه له ، ولم تفهم منه ...!!
فأعاد السؤال بأعلى صوت : واااش اسمت ؟!
فالتفتت المسكينة حواليها ، وأسقط في يديها قالت : يا بني أتخاطبني أنا ؟!
فقال بحدة : إي نعم أنت المقصودة يا حاجة ...!!
ولأنني كنت قريبة ، انتبهت لتلك الأحداث الغريبة ...!!
قالت : نعم ؟
قال في سأم : واااش اسمت ؟!
فلم تفهم ما يقول حتى ترجم لها بعض الحضور : يريد اسمك ؟
قالت على الفور : نفوسة يا شاويش ...
فهتف : نفوسة وااش ؟
فلم تفهم مراده على الفور ، حتى أعلمها بعضهم أن تذكر كامل الاسم لينتهى الأمر ..!!
فذكرته في عجل ، وسجله الشرطي ثم لغيرها انتقل ...!!
فلم أستطع إلا الابتسام ، ولمّا يجف دمعي في تمام ...!!
وإذا بهذا الشرطي يسأل أحد الرفقاء : واش اسمَت ؟
فأجابه : كارم ...
فهتف يستحثه ليتم : حارم وااش يا حارم ؟!
فصوّب له زوج أختنا الاسم : أنا كـ كارم لستُ بحارم ...!!
قال بسأم : إي نعم ... حارم وااش ..!!
فارتفعت الأصوات من حوله : كارم كارم كارم هذا هو تصويب اسمه ...!!
قال بغضب : مالكم يا للعجب ...!!
نعم كارم واااااش ؟!!
فذكر اسمه ، حينها غلبني شديد الضحك من فعله ...!!
فلما ضحكت بصوت خفي ، ظنتني رفيقتي منخرطة في البُكي ..!!
قالت أخيتي : كفّي عن البكاء أرجوكِ ، هذا القدر من الدمع يكفيكِ ...!!
قلت لها : أخيتي بوركتِ ، والله أنا أضحك لا أبكي ...!!
قالت بعجب : أتضحكين ونحن كالموقوفين ، وإلى بلدنا دون الحج مُرَحّلِين ...!!
فإذا بذلك الشرطي يسأل من خلفنا في الكرسي ...!!
قال يا بنت : واش اسمت ...؟
فذكرته كاملا له ، وقد علم الجميع معنى كلامه ...!!
ثم سأل أمها : واش اسمت ..؟
قالت بسرعة وبلا توان : فلانة بنت فلان ...!!
فنظر إليها وقال بلهجة لا تُرضى : أأنت من تطببين المرضى ...!!
قالت : نعم ... ما الأمر ..!!
فقال وهو يطيل النظر إليها : واش اسمت أعيدي ...!!
فذكرته له ، فلما دونه ، وكانت صغيرتها تنظر إلى ما كتبه
قالت أيها العم : أخطأت كتابة الاسم ...؟!
قال بانزعاج : كيف ...؟!!
قالت : بالتاء المفتوحة لا المربوطة يكتب هذا الاسم ...!!
حينها شعر بالخجل ثم انصرف عنهما على عجل ...!!
وكنت أتابع ورفيقتي ، فإذا بها تشاركني ضحكتي ...!!
و ........... يتبــــــــــــ ــع .
يااااه يا أخية ..حقا سفرة عجب !!
وأم هانئ تحملت كل هذا العناء والمشقة ؟؟؟
تبارك الرحمن
أينكِ يا حكمة من تلك السفرة العجب ؟؟!!
سؤال تمني أكاد لا أنفك منه :
ليتني عرفت أم هانئ في تلك الفترة
فأكون لها منجدة في تلك السفرة
وجدة ليست ببعيدة عن مكة .. : )
ولكن :
(وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ )
عند هذه الآية الكريمة يعود الرضا كل الرضا ....
60 - في مدينة الحجيج ...!!
تقــــــــــول صـــــــاحبتنــ ــــــــا :
جمعت منا الشرطة أموالا عدة ؛ تكلفة نقلنا إلى جدة ...!!
فلما وصلنا جدة في همّ وشقاء ، اتجهت بنا السيارة إلى مدينة الحجيج في الميناء ...!!
وقد رافقنا عدد من أفراد الشرطة ، ضمونا إلى عدد من المتخلفين هناك ليسوا بقلة ...!!
احتجزونا مع من سبقونا ، وفي فسيح شوارع المدينة وأبنيتها تركونا ...!!
تركونا نرتع في المكان ، فإذا بجميع الأبواب موصدة بإحكام ...!!
كانت أبواب كبيرة من القطبان الحديدية ، وعليها أقفال كبيرة غير مرضية ...!!
باختصار : كنا في سجن كبير ، يحيط بنا أفراد شرطة من خارج السور ...!!
وإذا بأذان المغرب ، وقد جلس كل منا وحده عَبارته يسكب ...!!
ولم يستطع المسنون كتم بكائهم ، أو إخفاء شفقتهم على حالهم ...!!
جلس أبي يبكي بشدة ، فلما اقتربت أواسيه زجرني بحدة ...!!
قلت له أواسيه وفي مصابه الجلل أحاول أن أسليه :
اصبر واحتسب يا أبتاه ، مُثَابٌ مأجور إن شاء الله ...!!
فقال يجيبني وقد امتلأ غيظا مني : اصبر واحتسب ، ألستِ ورفيقاتك الكريمات السبب ...!!
اصبر واحتسب ..!! أنتن مذنبات من البداية ، فقد تسببتن في كل بلاء حتى النهاية ...!!
وعلا صوته ، فاجتمع القوم يسمعون توبيخه ...!!
وزاد انفعاله على شخصي ، فصب جام غضبه على رأسي ...!!
فلما حاولوا التخفيف من الكرب ، قال ألم تسمعوا قولها : اصبر واحتسب ...!!
وظل يغلظ لي الكلام ، ويغرقني بشديد الملام ..!!
فوقفت أبكي بصمت ، وهو لا يكف عن السخرية والتقريع الفائق عن الحد ...!!
فقلت له وقد نمّ صوتي عن شديد البكاء : مهلا ! كأنك وحدك يا أبي في هذا البلاء ...!!
أولستُ معك فيه ، أم أنك وحدك - فقط - تعانيه ..!!
وانصرفت أبكي وأبكي ، وقد اجتمعت الرفيقات حولي ...!!
وسمعته من بعيد يكرر قولي العتيد : ( اصبر واحتسب ) ياله من قول فريد ...!!
وحتى هنا لم أستطع القيام ، فجلست على حجر في زاوية من المكان ...!!
غلبني الإعياء ، وشملني شديد الشقاء ...!!
وبجواري وقفت بعض الرفيقات ، يواسينني بلطيف من الكلمات ...!!
ثم بعد قليل من الزمان ، أخذتني أقرب الرفيقات لنطوّف في المكان ...!!
قالت : هيا نستنشق بعض الهواء ، ونبتعد قليلا عن تلكم الأجواء ...!!
فمشينا نتحدث في الأمر ، و مررنا بجوار باب دون قصد ..!!
فإذا برجل يشير من خارجه لنا ، يحاول بكل وسيلة أن يلتفت إليه انتباهنا ...!!
فنظرت حولي على عجل ؛ لمن يشير ذلك الرجل ؟!!
فإذا به يقصدنا بالذات .... وينادينا لنكلمه بكل ثقة ثبات ...!!
ولم تكن صديقتي منتبهة ، فلما أعلمتها ألقت عليه نظرة ...!!
ثم قالت في عجب شديد : ألا تعرفينه على التحديد ؟! ذلك السائق المكي العتيد ...!!
هو من صحبنا إلى المشفى ، حين كنت مريضة مرة ...!!
وبقلق قلت لها : يا خبر يا خبر !! وما منا يريد ...؟!!
وكأننا في حاجة إلى مزيد سوء أو تعقيد ...!!
و ............. يتبــــــــــــ ـــع .
الله المستعان!
أسأل الله أن يضاعف لكم الأجر بما لاقيتم من جهد.
أسلوبكِ شائق - بارك الله فيك.
أخيتي أم هانئ /
: )))))اقتباس:
3- وطـــال الانتظــــار ...........!!
---------
الأخوات الكريمات :
حكمة / التوحيد / أم حمزة جزاكن الله خيرا وأحسن إليكن في الدنيا والآخرة
وعذرا على التأخر إلا أنني وبحق منشغلة بشدة تتسبب في تقصيري فالله المستعان
شاكرة لكُن كريم المتابعة وعطر المرور بوركتن آمين .
61 - الهيـــــــــــ ـاج ...!!
تقــــــــــول صـــــــاحبتنــ ــــــــا :
فلما علمتُ أنه ذلك الرجل المكيّ ، فررت إلى مكان قصي ...!!
أبيت أن أقترب منه ، أو أسمع كلامه ...!
تركت رفيقتي وأخرى يسألنه عن سبب تتبعه لنا و حضوره ...!!
ثم ذهبت لأجلس مع باقي الرفيقات ، مترقبة ما تأتي به من عنده الأخوات ...!!
فلما جاءتا قالتا : ذلك الرجل يقول :
لا تتعجلوا الحجز ولا تسرعوا سفرا ، عساه يجد لنا مخرجا أو مفرا ...!!
قلت : إنا لله وإنا إليه راجعون ، وهل كلام ذلك الرجل ستسمعون ...!!
قالت إحدى الأخوات : ما رأيكن في أن نتصل ببلدنا لنستشير معلماتنا ...!!
فوافق الجلّ ، وقلنّ : نعمت المشورة في الأمر ...!!
أما أنا فقلتُ : أبدا لن يوافق رجالنا ؛ لأنهم لا يحبونه ، ويتوجسون خيفة منه ...!!
فلم يسمعن مني وأنهين الحوار ، ثم أسرعن للاتصال من هاتف كان في حانوت بالجوار ...!!
فجلستُ على حجر وحدي أرقب الأحداث ، وفجأة جرى ما قد حبس الأنفاس ...!!
فما هي إلا دقائق معدودات ، فإذا بجميع الرجال ينقلبون على جميع الأخوات ...!!
وكان أبي - حفظه الله - هو قائدهم ، بل دافعهم الأول و محرضهم ...!!
فحين نما إلى الرجال خبر ذلك الرجل وما قال ، غلت الدماء في عروقهم ؛ يخافون منه على نسائهم وبناتهم ...!!
فكان أبي أول الثائرين على حريمه ، أخذ جواز أمي ، ثم أتى ليأخذ الجواز مني ...!!
جاءني والشرر يتطاير من عينيه ، ثم قال : ضعي حالا الجواز في يديّ ...!!
ففتحت الحقيبة بصمت ، وأعطيته جواز سفري على الفور ...!!
فأخذه مني ، ثم بدأ يقرعني : ماذا تردن أيتها النساء ؟!! أتبغين الذهاب مع الغرباء ...!!
مالكن أستأسدتن ...!! أم أنه لا أحد منا يملأ أعينكن ...!!
فقلت باكية : يكفي بالله عليك ، هذا جواز سفري بين يديك ..؟!
لم توجه إليّ مثل ذلك المقال ؟ !! ألم أطعك في الحال ...!!
فانصرف عني ، وقد جعلني عبرة لغيري ...!!
فاقتدى بفعله بقية الرجال من الشببة و الكبار :
فأخذ أحدهم حبلا وجرى يبحث عن ابنته ، ناويا إذا عارضت أن يبرحها ضربا بالحبل الذي في يديه ...!!
وكان - يعلم الله - من أطيب الناس ، وأصبرهم قبل تلكم الأحداث ..!!
فلما مر بجوار سيارة متوقفة ، وكان المكان في شبه ظلمة دامسة ، سأل أختا لنا واقفة : من أنت ؟
قالت أم فلان ...! قال أين ابنتي ؟! قالت : مرت في هذا الاتجاه منذ قليل يا عماه ...!!
فجرى في الاتجاه الذي حددته ، بينما كانت مختبئة خلف تلكم السيارة ابنته ...!!
فلما قصّا عليّ ما حدث ، قلت : أليس ذلك من الكذب ..!!
قالتا : لا والله ، بل حتى يهدأ بعض الشيء ، ثم إنها مرت من ذلك الاتجاه - حقا - منذ قليل من الوقت ...!!
وإذا برجل في الستين عمرا ، يصرخ هائجا على أخته الأكبر منه سنا :
ماذا تردن أيتها النساء ...!! أن تذهبن وحدكن مع الغرباء ..!! والله لنضربكن فرادى أو جمعاء ...!!
ثم إن المسكينة حين هم بضربها لم تستطع الدفع أو الكلام ، وقد اجتمع الناس عليهما واشتد الزحام ...!!
بينما وقف أخ لنا : يعاتب زوجته في معزل منا ، ثم إذا بصوته يعلو فيصلنا :
يبدو أنه سيكون فراق يا هذه بيننا ...!!
بينما وقف أحد الشببة يقرّع أخته وهي أسن كثيرا منه ، وتؤازره في زجره إياها أمه ...!!
حقا كان هياجا ، وكأنّ ثمة معركة و قتالا ...!!
وإذا بمن اتصلن بالمعلمات ، يأتين - أخيرا - بما يريح الرجال والأخوات ...!!
بتؤدة قلـــن : أعطين الجوازات لمحارمكن ، وإياهم أرحن و أطعــــن ....!!
فامتثلت من لم تكن فعلت منهن ، وحينها - فقط - هدأ الرجال واطمأنوا عليهن ...!!
و.... يتبــــــــــــ ـع .
62 - وافترشنا الأرض ...!!
تقــــــــــول صـــــــاحبتنــ ــــــــا :
وحتى هنا لم أستطع الصمود ، فقلت لرفيقاتي أود مكانا للرقود ...!!
فاتجهنا إلى أقرب بناية لمجسلنا ، و صعدنا نبحث عن مكان يسترنا ...!!
وفي الطابق الثاني وجدنا كثيرا من القاعات الكبيرة ، و في نفس الطابق وجدنا دورات مياه جيدة كثيرة ...!!
ثم توضأنا للصلاة مرهقات ، وصلينا جماعة مخففات ...!!
وجلسنا على الأرض العارية المحض ، فلم يكن ثَم أثاث أو فراش على الأرض ...!!
وهنا بدأ الجميع يبحث عما يقيت النفس ، فلم يمس أحدنا طعاما منذ أمس ...!!
فمنا من كانت صائمة ، ومنا من نسيت الطعام بسبب أحداث اليوم القاتمة ...!!
فالتفت أسأل معلمة القرآن في أمل قد بدا ولاح : أين وضعت طعام الصباح ...؟!
قالت بتأسف : تركته في مكة لأتخفف ...؟!
فقلت : إنا لله وإنا إليه راجعون ، وما يفعل أناس جائعون ...؟!!
فتشنا في كل ما معنا من أمتعة و حمولات ، فوجدنا لقيمات وبعض من الفتات فاقتسمناها جميعا قانعات ...!!
ثم إننا أردنا النوم بعد طول مشقة و عناء ، فما وجدنا ما نفرشه على الأرض للاتقاء ...!!
فأخرجنا كل ما كان من أغطية معنا ، نفرشها ونتدثر بباقيها ما استطعنا ...!!
فما إن تمددت على الأرض إلا و فراشي المهترئ بشدة افتقدت ، سبحان الله ! فما كان لا يعجبني في مكة حاله ، صار نعيما صعبا بل من المحال نواله ..!!
وبالطبع لم يكن ثمة وسائد ، فوضعت رأسي على حقيبتي وأخذت ألما نشأ في رقبتي أجاهد ...!!
وتركنا بعض النور يضيء المكان ، بعد أن تأكدنا من إغلاق جميع الأبواب علينا في أمان ...!!
فإذا بإحدانا تسأل عن حال الرجال ؟!!
فأجابتها أخرى : رأيتهم في قاعة في نفس طابقنا بالجوار ...!!
ثم بدأنا نتسامر قبل أن ننام ، وقد أخذت كل منا مضجعها في المكان ...!!
وكأن بيننا تواطؤ على أن نرّوح عن أنفسنا ، فجهدت كل منا ألا تذكر إلا ما يضحكنا ..!!
و أذكر أن إحدى المقربات قالت لي قبل أن أذهب في سبات :
أتذكرين أخيتي يوم السيارة ، حين أصرت أختنا أم فلانة أن
تقلنا كل منا إلى داره ، بعد أن أنهينا مجلسنا ، أصرت - حفظها الله -
أن تقلنا نحن الأربعة ، فقبلنا دعوتها و ركبنا سيارتها ، فجلستِ أنت بجوارها ،
بينما جلس ثلاثتنا خلفها ، فلما كنا جميعا متشحات بملابس سوداء ، وسيارتها كملابسنا سواء
وكنا قبيل العصر ، فما مررنا على قوم إلا نظروا إلينا في عجب ، بينما غفلنا نحن عن السبب..!!
فقال بعضنا لبعض في دهشة ، لم ينظر إلينا هكذا المارة ..؟!
ثم سمعنا أحدهم يقول بعجب فائق : كيف تسير تلك السيارة بلا سائق ...!!
حينها علمنا السبب فيما انتاب المارة من العجب :
فداخل السيارة ظلام و نحن متجللات بالسواد التام ، وكذا كانت السيارة سوداء بينما الضوء خارجها شديد و النهار ساطع و بهيج ؛ فلم يستطع أحد رؤية شخوصنا ؛ وكأن السيارة تسير خاوية بدوننا ...!!
فأغرق كل من في الحجرة ضحكا ، فاستمهلتهم لأزيدهم من تلك القصة عجبا ...!!
و ............. يتبــــــع .
63- هل هو حمـــــــــل...!!
تقــــــــــول صـــــــاحبتنــ ــــــــا :
فلما أنهيت طرفتي وزاد ضحك الجميع ، سقطت في سبات سريع ...!!
ثم أفقنا لصلاة الفجر ، وقد تأثرت عظامنا بالنوم على الأرض ...!!
فمنا من ذهبت للوضوء وحيدة ، ومنا من خافت فاصطحبت رفيقة ... !!
وكان الطابق الكبير شبه خال من الناس ، مما أوجد وحشة وحاجة إلى الائتناس ...!!
فلما صلينا الفجر ، جلسنا نبكي ونتضاحك إلى شروق الشمس ...!!
ثم غلب بعضنا النوم فراح في سبات ، بينما ظلت بعض الأخوات يفكرن كيف سنقتات ؟!!
وفي وقت الضحى نزل بعضهن يتفقدن المكان ، ثم عدن بعد وقت بكثير من الطعام ...!!
- فلما سألنا : من أيـــــــــــــ ـــــــن ؟
- قلن : بفضل الله يوجد حانوت عامر بالفاكهة والقوت ...!!
وبينما اجتمعن على الطعام ، انتابني شديد دوار و غثيان ...!!
- قلت : لعله برد ...!!
- قلن : بل هو حمل ...!!
- قلت : لا ثم لا ...!!
- قلن : لم يا أختاه ...!!
وشرعن في التضاحك من جديد ، و كل منهن تعد بتحفة ثمينة للوليد ...!!
- ثم قالت إحداهن بجد : لم أختنا تنفين الحمل ...؟!!
- قلت : أنا لا أنفي ، ولكني لا أظنه حمل جدي ...؟!!
- قالت : لم ...!!
- قلت : لأنني كلما حملت ، حدث سقط إن أنا أي سيارة لأقصر مسافة ركبت ...!!
ثم باسمة أتممت : وها نحن ركبنا أهوالا ، وعبارنا بحورا ، وتخطينا جبالا ،
نهيكن عن شدة العناء والجهد كل ذلك الوقت ... !! أبعد كل ذلك تخرصن بحمل ....!!!
- قالت : والله ليس ذلك على الله بعزيز ...!!
ثم قالت إحداهن فجأة : يا أخية ألم تتأخر عنك الحيضة ...؟!!
- قلت : بلى ، لعل ما مررنا به من اضطرابات تسبب في عدم انتظام عمل الهرمونات ...!!
ثم أضفت بعد أن تذكرت : أو لعله ماء زمزم ، فقد شربته بنية تأخير الحيض ...!!
- فقالت بعد تفكر وصمت : تخيلن لو أنها تناولت الأقراص المانعة للحيض حتى تتمكن من أداء عمرتها آخر الشهر ...؟!!
- فقالت أختنا خبيرة الطب : لكان حدث سقط ، وما استطاعت وقف النزيف كبير وقت ...!!
- فقالت أخرى : سبحان الله ، سبحان الله أفبعكس قصدها تُبتلى ...!!
وكنتُ أستمع لهن في صمت ، ثم قول معلمتي ونصحها لهن ذكرت :
حين سألتها - رحمها الله - : ءآخذ أقراصا لتأخير الحيضة حتى أتم - بفضل الله - العمرة ؟
قالت - رحمها الله -: لا بأس ، ولكن بنيتي هذي نصيحتي : اتركي نفسك لأقدار الله ...!!
فما أراني إلا وقد شرح الله صدري لقولها ، فتمسكت وعملت بنصحها ...!!
ثم قلت في نفسي : هل هو - حقا - حمل ، أمر تراه اختلاط في الأمر ...!!
ورفعت صوتي : يا قومنا كفى جدال ....
على كل حال نحن لله عبيد ، يفعل سبحانه بنا ما يريد ...!!
و............ يتبــــــــــــ ـــــــــــــع .
أما أنا بعد أن رجعت من الحج تبين لنا بعد الفحص أن جنيني توفاه الله قبل الحج بأيام والكل لامني قبل الفحص أني لم أستمع للنصائح وأصريت على الحج بالرغم من حملي فتخيلي أختي لو ما ذهبت لأجل الحمل وبعدها تبين لي أن الجنين توفاه الله قبل سفرنا بثلاثة أيام لكانت صابتني جلطة والله...لكنت تخسر جنيني وخسرت الحج
الحمدلله على تقادير المولى انه لطيف خبير خسرت الجنين فرضيت فأبدلني الله عز وجل بدلا عنه بنتي عائشة وابني البراء وحجة ثانية فالحمد لله حمدا طيبا مباركا فيه
سلمت أناملك....أختي الفاضلة
64 - وحــــــــــــد ث أن ....!!
تقــــــــــول صـــــــاحبتنــ ــــــــا :
وكان من أكبر المحن محاولة شراء بطاقات للسفر ...!!
وسط زحام و مشقة شديدة ، علمنا أن أول سفينة تُتحاح بعد أيام عديدة ...!!
كم تحمّل المحارم من مشقات ، و كم خاضوا من عقبات حتى استطاعوا - بفضل الله - الحصول للجميع على البطاقات ...!!
هناك تقرر سفرنا بعد أيام ثلاث ، وما كفت الشرطة عن الإتيان بالمزيد من الناس ...!!
أوقفت الشرطة مئات بل آلاف المتخلفين بعد أداء عمرة رمضان ، ثم حملتهم في أفواج إلى نفس المكان ...!!!
فزاد الزحام في مدينة الحجيج ، نهيكم عن شديد صخب و ضجيج ...!!
بينما انصرفت جميع الرفقة إلا القليل إلى شراء الهدايا وانفاق المال الكثير ...!!
فكانوا يقطعون الوقت في التسوق من الحوانيت المتاحة ، بينما أخلدت أنا إلى السكون والراحة ...!!
ومع اشتداد الرطوبة كنت أتنفس بعناء و صعوبة ، ورغم ما كنت أفقد من كثير عرق ، إلا أنني لم أستطع للماء من ذوق ...!!
فما كنت آكل إلا تفاحا ، وأشرب من العصائر ما كان متاحا ...!!
بينما قلت المؤن في حوانيت المدينة ، وأصبحت الأيام طويلة وحزينة ...!!
اضطررنا إلى التزام الحجاب ، لما لم نستطع دون الرجال إغلاق الباب ...!!
وشق علينا الوضوء ودخول الخلاء ، لشديد الزحام وانقطاع الماء ...!!
كما آلمنا الرقاد على الأرض ، وتشكى الجميع من تعب فاق الطوق و الحد ...!!
وإذا بأخت لنا تتوجه إليّ بسؤال ، كم ناسب حينها مقتضى الحال ...!!
قالت : هل أنت أكيدة أن روايات حديث: ( السفر قطعة من العذاب (1)) كلها بلفظ ( قطعة ) واحدة فقط
ألا توجد رواية بلفظ ( قطع ) قد صحت ...؟!!
ثم أتمت بإعياء : هذه ليست بحال قطعة واحدة من العذاب ...!!
فابتسمت باكية من قولها وقلت أجيبها : أظنها أخيتي قطعة كما ورد في الحديث ، ولكنها مؤلفة من قطع كثيرة هكذا نقيس ...!!
و .... يتبــــــــــــ ــع .
-----------------------------------------------------
(1)- السفر قطعة من العذاب ، يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه ، فإذا قضى نهمته فليعجل إلى أهله .
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1804
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
65 - و حـــــدث و حــــدث ....!!
تقــــــــــول صـــــــاحبتنــ ــــــــا :
كنت أقصر الصلاة عزمة في السفر ، وأجمع بين كل صلاتين عملا بالأيسر ...!! (1)
و لما كنت لا أطيق الماء على وجهي ، عزمت على الجمع الصوري للصلوات أمري (2)...!!
فكنت أتوضأ مرتين في اليوم : واحدة عند الفجر ، والثانية قبل اصفرار الشمس بعد أمد من أذان العصر ...!!
فكنت أجمع الظهرين * تأخيرا ، وبذات الوضوء أجمع العشاءين ** تقديما ....!!
وكنت إن شئت أوترت بعد صلاة العشاءين ، أو أخرت إلى قبيل الفجر حتى لا أزيد في وضوئي عن مرتين ...!!
وحين انتهى وقت المسح على الجوربين ، وقد شق عليّ خلعهما لأغسل في وضوئي الرجلين
غسلت قدمي بالجورب محققة الإسباغ (3) ، كذا بدا لي حينها الحكم ولاح ...!!
بينما مرت علينا تلك الأيام في شدة وعناء ، حتى أني تمنيت أن أغيب عن الوعي ، أو أصاب بالإغماء ...!!
وأرسل لي أبي السلام معاتبا : أليومين بنيتي تتركيني عنك غائبا ...!!
وختم قائلا : سأصبر وأحتسب بالكلية حتى تأتيني يا بنية ...!!
فقمت من فوري إليه ، وبكيت وقد ضمني إليه ....!!
و.... يتبــــــــــــ ـــــع .
______________________________ _______
(1) -القول الراجح في مسألة الصلاة في السفر عندي أن القصر واجب بينما الجمع رخصة . والمسألة الخلاف فيها ثابت عند أهل العلم .
ولمن أراد مزيد بسط في مسألة الجمع للمسافر النازل أو السائر فليطلع على الرابط التالي :
http://www.islam-qa.com/ar/cat/2036
(2)- الجمع الصوري بأن تؤخر الصلاة الأولى إلى قرب دخول وقت الصلاة الأخرى فتصلى، وبعد الانتهاء منها بوقت ليس طويلا يدخل وقت الصلاة الثانية ، فتصلى في أول وقتها.
* الظهران = الظهر والعصر .
** العشاءان = المغرب و العشاء .
(3)- وإسباغ الوضوء عرّفه ابن قدامة في المغني فقال:
الإسباغ أن يعم جميع الأعضاء بالماء بحيث يجري عليها. انتهى.
http://www.islamweb.net/fatwa/index....twaId&Id=93961
قال الشيخ ابن باز - رحمه الله - :
معنى إسباغ الوضوء إتمامه، وإكماله على كل عضو، بإبلاغ الماء بسيل الماء عليه، فإسباغه في الوجه أي يعمه بالماء ولو مرةً واحدة، فإن عمه ثلاثاً فهو أفضل، وإسباغ اليدين أن يعم اليدين بالماء من أطراف الأصابع إلى المرافق، مع غسل طرف العضد حتى يدخل المرفق، والواجب مرة فقط، فإن كرر مرتين، فهو أفضل، وإن كرر ثلاث، فهو أفضل، وأكمل، وإن دلك فلا بأس، الدلك أفضل، ولكن لا يلزم الدلك يكفي إمرار الماء، والواجب الغسل، والرأس يمسحهما مرةً واحدة، هذا هو الأفضل يمسح رأسه مرةً واحدة مع الأذنين يبدأ بمقدمه إلى قفاه، ثم يعيد يديه إلى مقدمه هذا هو الأفضل، ويدخل أصابعه السبابتين في أذنيه، ويمسح بإبهاميه ظاهر أذنيه، هذا هو السنة، ولا حاجة إلى التكرار. أما القدمان فيغسلهما ثلاثاً، ثلاثاً ثلاثاً هذا هو الأفضل، كل قدم ثلاثاً يعم الماء، يعم الماء القدم كله، من الكعبين إلى أطراف الأصابع، فإن عمه بالماء فهذا إسباغ، وإن كرر مرتين فهو أفضل، وإن كرر ثلاث، فهو أكمل وأفضل، ولا يزيد على ثلاث، وإن دلك، فهو أفضل، وأكمل، وليس بواجب .....
http://www.binbaz.org.sa/mat/16629
- أتمتْ الصلاة في السفر ....!!
تقــــــــــول صـــــــاحبتنــ ــــــــا :
و في ضحى أحد تلك الأيام أتت أختنا معلمة القرآن ، واستقبلت القبلة ، وصلت أربع ركعات في تمام ...!!
بينما كنت جالسة بجوارها ، فعجبت من صنيعها ، وعلى الفور سألتها :
أخيتي ما تصلين الآن ....؟!!
وانتظرت جوابها بعد الصلاة ، إلا أنها ما كادت تسلّم حتى أحرمت بغير أناة ...!!
وإذا بها تصلي أربعة أخرى ، فزاد من فعلها عجبي في تلكم المرة ...!!
وكررت السؤال : تُرى ما تصلين في الحال ...؟!
وانتظرت أن تتم الصلاة ؛ لأسمع منها تعليلا ربما أرضاه ...!!
ولكني انشغلت بالحديث مع رفيقة بجواري ، فلم أحظَ من أختنا بإجابة عن سؤالي ...!!
إذ إنها ما كادت تسلّم ، حتى قامت لصلاة أخرى لتُحرم ...!!
فانصرفت عنها ، وقد تعجبت ومن حولى منها ...!!
وبعد أمد طويل أتت إلينا ، وبدأت بالعتاب علينا : كيف توجهن لي حديثا وأنا أصلي ...؟!!
قلت : لقد ورد في صحيح السنة ما يجوّز هذا ، ولكنك لم تجيبيني ، كنت تصلين ماذا ...!! (1)
قالت : عذرا لم أكن أعلم بجواز ذلك ، لذا تعمدت عدم الإجابة بعد السلام من الصلاة عن سؤالك ...!!
قلت باسمة : لا ضير أخيتي الكبيرة ، ولكن تُرى ما كانت تلك الصلاة الطويلة ...؟!!
قالت : كنت حائضا كما تعلمين ، وحدث لي في حيضتي هذي اضطراب مبين ، ثم إني أخطأت
علامة الطهر ففاتني لذلك الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر ...!!
فلما تطهّرت من الحيض ، سارعت أصلي تلك الصلوات الخمس ... ! (2)
فأجبتها أخيتي : و لمَ إذن أتممتِ ...؟!!
قالت في غضب وبصوت محزون : إنا لله وإنا إليه راجعون ، أإيايّ تتركون حتى إذا ما أتممت كل تلك الصلوات تنبّهون وتنصحون ...؟!!!
فأغرق الجميع في الضحك ، بينما غضبتْ بشدة وجد ...!!
و.... يتبـــــــــــع .
-------------------------------------------------------------------
(1)-دخلت على عائشة رضي الله عنها ، وهي تصلي قائمة ، والناس قيام ، فقلت : ما شأن الناس ؟ فأشارت برأسها إلى السماء ، فقلت : آية ؟ فقالت برأسها : أي نعم .
الراوي: أسماء بنت أبي بكر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1235
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
- عاد صلى الله عليه وسلم مريضا فرآه يصلي على وسادة ، فأخذها فرمى بها ، فأخذ عودا ليصلي عليه ، فأخذه فرمى به ، وقال : صل على الأرض إن استطعت ، وإلا فأوم إيماء ، واجعل سجودك أخفض من ركوعك
الراوي: - المحدث: الألباني - المصدر: صفة الصلاة - الصفحة أو الرقم: 78
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
** علما بأنني لم أكن أنتظر منها جوابا حال صلاتها ، بل ألقيت سؤالي لتنبيهها ثم
انتظارا للجواب بعد تمام صلاتها .
(2)- يلزم المرأة الصلاة من حين ترى علامة الطهر - وهي إما الجفاف أو القصة البيضاء -
وليس لها ترك قضاء الصلوات إن أخرت الغسل من الحيض لعذر :
قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - :
السؤال: إذا طهرت المرأة من الحيض وقت الظهر فماذا عليها أن تصلي وإن طهرت وقت العصر أو المغرب أو العشاء أو الفجر ماذا عليها في قضاء الصلوات.
الجواب
الشيخ: إذا طهرت وقت الفجر اغتسلت وصلت الفجر وإذا طهرت وقت الظهر اغتسلت وصلت الظهر وإذا طهرت وقت العصر اغتسلت وصلت العصر ولا يلزمها صلاة الظهر على القول الراجح عندنا وإذا طهرت وقت المغرب اغتسلت وصلت المغرب وإذا طهرت وقت العشاء اغتسلت وصلت العشاء ولا يلزمها المغرب على القول الراجح عندنا لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال (من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة) قال أدرك الصلاة ولم يقل وأدرك ما يجمع إليها قبلها هذا القول الراجح عندنا وما روي عن بعض الصحابة من أنها تعيد الصلاة التي قبلها فلعل هذا على سبيل الاحتياط أنها ربما كانت طهرت في وقت الأولى ولم تحس بها فقالوا من باب الاحتياط تصلي الأولى وهو لا يضرها إن شاء الله لكن إيجاب ذلك عليها لا دليل عليه فيما أعلم ولهذا لا يلزمها إذا طهرت في وقت العصر إلا صلاة العصر وفي صلاة العشاء إلا صلاة العشاء
المصدر :
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_4197.shtml
67 - اصبر واحتسب يـا .....!!
تقــــــــــول صـــــــاحبتنــ ــــــــا :
نما إلىّ أن أبي ومن معه من الرجال كانوا يتندرون في غالب الأحوال بقولهم فيما بينهم : اصبر واحتسب يا فلان ....!!
تلك الجملة التي قلتها لأبي مُصَّبِّرة صارت مزحتهم المفضلة ، و التزم الرجال تلكم المزحة حتى بعد أن انتهت الرحلة ...!!
وبعد ثلاث ليال و ثلاثة أيام ، حان وقت سفرنا في المساء على متن سفينة السلام ...!!
وبعد صلاة المغرب والعشاء ، استحثنا إلى النزول الرفقاء ...!!
فنزلنا حاملي أمتعتنا ، وفي جانب الطريق كان اجتماعنا ....!!
و كانت بالبشر والأمتعة تموج المدينة : منهم من سيسافر معنا على ذات السفينة ، ومنهم من أوقفتهم الشرطة وحملتهم إلى مدينتنا الحزينة ...!!
وانتظرنا طويلا وكانت الرطوبة عالية ، مما تسبب في تعرقنا بشبه أنهار جارية ...!!
وفي الأخير جاءت السيارات لتقلنا ، و كان مجيئها من أسوأ ما حدث لنا ...!!
و تبعثر الجمع ، كل له سعي ...!!
جاءت سيارة مسرعة فاضطر من كان في طريقها إلى الفرار من أمامها ، بينما أسرع من أراد السفر يجري خلفها ....!!
وحدث هرج ومرج ما له من حد ، بينما التزمت مع رفيقتي وأبواي الجلوس على جانب مرتفع من الأرض ...!!
ظللنا نرقب ما يحدث عن كثب ، ما يجري أمامنا من هزل و عجب ...!!
وإذا بأخت لنا تمر مسرعة بجوارنا ألقت إلينا بأمتعتها ، وقالت وهي تعدو مسرعة : سألحق بالسيارة أستوقفها لنا ، فهاتوا الأمتعة والحقوني بسرعة ....!!
فضحكت ورُفْقتي من فعلها ، وبالطبع لم نعمل بحرف من كلامها ...!!
تابعناها بنظرنا وقلوبنا : فوالله ما كلت حتى أفلحت في اللحاق بالسيارة واستقرت ...!!
ثم هي من نافذة السيارة أطلت ، وبالإشارة إلينا للحاق بها أكثرت ....!!
فلم نحاول محض اللحاق بها ، لأن السيارة بعدت مسرعة على حالها ...!!
بينما جاءت سيارة أخرى والحق كانت أقل من السابقة في السرعة فلما حاولنا اللحاق بها إذا أمم من الخلق بأمتعتهم على أبوابها ....!!
فضحكنا في مرارة ، ولفتت أمي نظر الجميع منها بإشارة : فإذا أخت لنا تلقي أمتعتها داخل السيارة من إحدى النوافذ ، ثم تحمل زوجها حملا إلى ذات النافذة ليجاوز ، و إذا بالسيارة تسير في طريقها و ما زالت أختنا في الطريق تحاول إدخال رِجل زوجها ...!!
فأخذتنا خشية عليه ، ويبدو أن من في السيارة قد أخذوا بيديه ، حتى أدخل من نافذة السيارة المسرعة رجليه ...!!
ولم نستطع إلا الضحك ، وقال أحدنا : يبدو أننا في سرك ...!!
وبينما وقفنا في جانب من الطريق في شبه دائرة ، إذا بمجموعة من المارة تمر بجوارنا مسرعة ،
فتدفع بقوة زوج أخت لنا كان يقف بجوارنا ، فيندفع بجسده مادا يديه إلى الأمام ، وقد تعثر المسكين في أمتعتنا الموضوعة في أكوام ، وكانت قابلته رفيقة تقف في سلام ، فلما قدرت أنه سيقع عليها غالبا ، تنحت بسر عة جانبا ...فعاونه أبي على النهوض ، ولم يتأذ - بفضل من الله - إلا في حدود ،
وإذا بزوجته الرءوم تعاتب أختنا التي تنحت و تلوم : أهكذا تتركينه يقع على الأرض ...!!
- فدفعت أختنا بانفعال و جد : هبي أنني لم أتنحَ عن مكاني قط ، لكان سقط عليّ ... ألا تعقلين ما تقولينه فقط ... ؟!!
فأسرع أبي يقول ممازحا : اصبر واحتسب تكن مفلحا ....!!
فهدأت أختنا ، وأغرق في الضحك جمْعنا ...!!
و........... يتبــــــــــــ ع .
أختي الغالية أم هانئ
رجع الحجاج وأخوتنا في هذه السفرة العجب لم يعودوا بعد وبدون حج ( ابتسامة)
الله المستعان
والله يا غالية إنها سفرة عجب
أعانكم الله يا غالية
نتابع وبشوق
68 - إلــــى السفينـــــة ......!!
تقــــــــــول صـــــــاحبتنــ ــــــــا :
وطال ثم طال الانتظار ، وأشرفت حقا على الانهيار ...!!
فقد عِيـــل صبري ، وضاق عليّ صدري ، فتركت صحبتي و مكاني ، ومشيت بعض خطوات أمامي ...!!
فإذا بسيارة خالية ، أبوابها مفتّحة دانية ...!!
فسارعت أستقلها ، وأنا أشير لرفقائي كي يلحقوا بها ...!!
وجلست قرب نافذة وقد تجدد أملي ، فإذا بأمي تضع كم من الأمتعة فوقي ..!!
وجاءت إحدى الرفيقات فجلست أمامي لحظات ، ثم قامت تلبي نداء لأمها ، وقد اشتد الزحام حولها ،
وإذا برجل قروي كبير ، يحمل فوق رأسه متاعه الكثير ، ثم يتعثر في الزحام ، فيسقط فوق أختنا
في تمام ، و أخذت المسكينة تدفعه وتصرخ ، والمسكين لا يدري كيف التصرف ..؟!!
فلما أقاموه من فوقها ، أخذ يتعذر لها ، و يربّت بيديه على كتفها ...!!
فكانت تدفع يده وقد زاد صراخها ، تحذره من محاولة لمسها ...!!
والمسكين لا يفهم سبب هياجها ، ولا يفقه كلامها من شديد صراخها ...!!
فاختلط عليه أمره ، ولم يدر ما عليه فعله ، فهداه عقله أن يحاول تهدئتها وهو يعيد التربيت بيده على كتفها ...!!
فيزداد ويزداد هياجها ، و يعلو في الجو نشيجها ...!!
وكذا ظل الأمر ، حتى انتبه القوم ، وفي الأخير :
حملوه من أمامها ، وقد بُح من الصراخ صوتها ....!!
وكنت أراقب من بعيد ، بين تبسم وحزن وإرهاق شديد ...!!
وفي الأخير : تحركت السيارة بنا ، وقد أحاطوني بكل أمتعتهم الممكنة ...!!
فكنت أتنفس بصعوبة ، وأنا بين تلك الأمتعة محجوبة ...!!
وأخيرا : وصلنا إلى السفينة المعنية ، فترجلنا و قد شعرت بشيء من الأمل والحرية ...!!
توجه ركبنا إلى باطن السفينة ، فإذا بشاحنات كثيرة و عظيمة ....!!
كانت الحركة في باطن السفينة على قدم وساق ، و كادت إحدى الشاحنات تطأ إحدى الرفيقات ...!!
وبألطاف من إلهنا الرحمن ، حملها بعضهم من أمام عجلات الشاحنة بالكاد في ثوان ...!!
فأخذت أحدث نفسي وأنا مروعة حزينة : أكل تلكم الأثقال معنا في ذات السفينة ...!!
و ...... يتبــــــــــــ ــــــــع .
69 - وحدث في السفينة .....!!
تقــــــــــول صـــــــاحبتنــ ــــــــا :
أخذ منا التعب كل مأخذ ، فأبينا أن نتخذ مكانا عاما كمجلس ، وأخذ كل منا عن مقصورة يبحث ...!!
فعرضنا ما معنا من غال ونفيس ؛ علّنا على مكان مستور عن أعين الخلق نحوذ ....!!
فلم يكن في طوق أحدنا الجلوس في الطرقات ، بعد كل ما مر بنا من أحداث وصعوبات ...!!
وبدأنا نتبادل العتاب و اللوم : لِمَ لمْ يحجز من أتى ببطاقات السفر لنا مقصورات للنوم ....!!
فكان الجواب : يا قومنا قلنا لكم : أبوا ثم أبوا علينا ، قالوا : تلك أمور لا تكون إلا على متن السفينة ...!!
وإذا ببعض من سبقونا يأتون ليخبرونا : إنه لا مكانا يأوينا ....!!
قالوا وهم يلومننا على التأخير : قد امتلأ حتى سطح السفينة بالخلق الكثير ...!!
وكذا كل مكان مستور ، حتى على مثل مكاننا حين أتينا لم يتم العثور ...!!
فأسقط في أيدينا ، و قلوبنا مثقلة حزينة ...!!
فقال أحدهم : بالله لا تفقدوا الأمل ، هلموا إلى البحث والتنقيب والعمل ...!!
فأخذ كل منا وهو حامل لمتاعه ، يبحث وينقب عن مأوى له ولإخوانه ...!!
وكانت السفينة كبيرة كبيرة : متشابكة الطرقات ، متشابهة الممرات ، مكتظة بالخلق والشاحنات ...!!
ظللنا هكذا ندور وندور فيما حولنا ، ثم نعود لذات مكاننا ...!!
وبدأت أفقد القدرة على التماسك والاتزان ، فقد اشتد بي الإرهاق و الدوار والغثيان ...!!
فمع ارتفاع الرطوبة وشديد التعرق صعب عليّ التنفس ، واتنابني شعور بالاختناق والتيبس ...!!
فجرت دموعي وأن أدعو الإله : أن يمدني بعونه جلّ في علاه ...!!
فكنت أسير مستندة إلى الجدر ، ولم أستطع في البحث أن أستمر ...!!
ومن أحد الطوابق أشار إلينا أحدهم بيده ؛ لنلحق جميعا بطابقه ...!!
فأخبرتني رفيقتي وقد كنت على الجدار مسندة رأسي ، أبكي بصمت أناجي ربي ....!!
فاستعنت بالله وحملت حقيبتي ، ثم سرت في خطوات مضطربة أتابع رُفقتي ...!!
وحين بدأنا نصعد الدرج الضيق بعناء ، انتابني - على ما يبدو - شبه إغماء ...!!
تمسكت بالسور المحيط بالدرج ، وأنا في شدة الإعياء أتنفس بمشقة وحرج ...!!
كنت للصاعدين ورائي حابسة ، ولولا حثهم لي لأهويت جالسة ...!!
وكنت أسير بقوة الدفع ، وقد كدت - حقا - أفقد الوعي ...!!
ضاقت علي الأنفاس ، وتنامى عندي الشعور بفقد الإدراك والإحساس ...!!
وما كدت أصل إلى أعلى الدرج ، إلا وأمتعتي من يدي سقطت ...!!
حينها غليني الغثيان و قُطعت أنفاسي لثوان ، فسارعت أرفع حجاب وجهي ، أقاوم أقاوم خروج قيئي ؛ أحاول عبّ بعض الهواء عساني أنجو من السقوط في الإغماء ...!!
و .............. يتبــــــــــــ ع .
70 - وأخيرا في المقصورة ....!!
تقــــــــــول صـــــــاحبتنــ ــــــــا :
فما إن وصل إلى صدري بعض الهواء ، وغاب عني قليلا شبح الإغماء إلا وتحاملت لأبتعد عن تلكم الأنحاء ...!!
مشيت وكأن في قدمي عظيم أثقال ، حتى وصلت إلى ممر خال...!!
ثم استسلمت طوعا إلى جاذبية الأرض ، فأهويت إليها ثم تمددت ...!!
ثم وبشدة أغمضت عيني ؛ عسى الشعور بالدوار يزايلني ...!!
خفّت إليّ رفيقتي ، وقد هالها التردي الشديد لحالتي ...!!
بحنو بالغ انحنت عليّ ، وبيديها أمسكت كلتا يدي ...!!
قالت : أخيتي تماسكي قليلا ، فقد جاءت البشرى أخيرا :
وجدنا بفضل الله مقصورات خالية ، وإجراءات الحجز للجميع سارية ...!!
فتجدد لدي الرجاء ، وإن لم أستطع الانكفاف عن النشيج و البكاء ...!!
ثم قلت لها في وهن : الحمد لله الكريم ذي المنن ، إلا أنني لن أستطيع الحراك
أعلميني - فضلا - إذا أنهيتم الحجز وأتممتم الاتفاق ...!!
فتركتني و ذهبت ، وبعد دقائق طويلة مرت :
- جاءت إليّ أمي ، قالت : بنيتي هلمي ...!!
- قلت : أمي إلى أينَ ؟!
- قالت : إلى مقصورتنا ...!!
فعلى نفسي تحاملت ، وبمعاونتها نهضت ، ثم بشق النفس إلى مقصورتنا القريبة وصلت ...!!
و بباسم الله دخلت ، ثم بكامل ثيابي على الفراش تمددت ، وعن كامل وعيي غبت ..!!
ثم أفقت على شديد اهتزاز واضطراب في المكان ، برق و رعد و سيول و عظيم موج و عدم ســــــــــــــ ــــــــــــــل ام ...!!
و.............. يتبــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــع .
أحسن للهُ إليكِ أم هانئٍ .. متابعةٌ لكِ هنا وفي الملتقى :)
71- في قلب العاصفة ...!!
تقــــــــــول صـــــــاحبتنــ ــــــــا :
أفقت من غيبتي على عاصفة عاتية تحيط بسفينتي ...!!
وكلعبة في مهب الرياح ، من السحر وحتى الصباح ..!!
أتصلت المياه من السماء إلى البحر ، سيول وموج وظلمة كالقبر ...!!
تارة ترتفع السفينة إلى عل ، وتارة تهوي بنا إلى الأسفلِ ...!!
حينا هزيم الرعد يصم الآذان ، وحينا يطغى البرق على نور المكان ...!!
وكأننا في أهوج أرجوحة ، تكاد أمعاؤنا تخرج من أفواهنا المفتوحة ...!!
أصبنا جميعا بدوار البحر ، إلا أبي فقد كان متماسكا و بخير ...!!
فقد اعتاد ركوب البحار ، ولم يشكُ - أبدا - من اضطراب أو دوار ...!!
ظل - حفظه الله - يساعد الجميع ، يوزع أقراص الدوار بإتقان سريع ..!!
عاونني وأمي على الوضوء في الفرش ، وبعد صلاة الفجر تركنا وخرج ...!!
ذهب يتفقد كل الأفراد ، فوجد أحدهم تائه في الطرقات ، فأعاده إلى مقصورة الأولاد ...!!
ووجد أحدهم يبحث عن طبيب السفينة لشكوى لديه ، فاصطحبه إليه ، ولازمه حتى اطمأن عليه ...!!
ثم وجد بعض رجال رفقتنا يبحثون عن أحد الشيوخ ناقصا من عدتنا ...!!
قالوا : لم نره أبدا على متن السفينة ، فقدناه مذ كنا في تلك المدينة ...!!
فذهبوا جميعا يبحثون ، و على سطح السفينة بنقبون ، و في ممراتها عنه يفتشون ...!!
كان البحث مضنيا ، وفي الأخير وجدوه في جانب من السطح متجمدا باكيا ...!!
كانت ثيابه مشبعة بالماء ، وشفتيه مرتعشة زرقاء ...!!
حُمّ العجوز بقدر من الله ، فحملوه إلى الطبيب ليراه ...!!
فأسعفه ببعض الدواء ، وجرده من ملابسه الغارقة بالماء ...!!
وبينما نحن على تلك الحال ، إذا بمكبر الصوت ينقل قول أحد الرجال :
إلى الجميع هذه الأنباء ، ستستمر العاصفة حتى المساء...!!
وبين فينة و فينة نسمع تلك المكبرات العالية :
تنادي على ذاك القبطان ، أو تستدعي البحار فلان ...!!
ثم تنعي إلى السامعين وفاة إحدى أو أحد الراكبين ...!!
ثم تتبع ذلك ببعض التعليمات عن كيفية تفادي دوار البحر والاضطرابات ...!!
وفي الأخير :
تكرر ثم تكرر علينا بعض التفاصيل عن كيفية استخدام أدوات النجاة
إذا ما تعرضت السفينة لغرق لا قدر الله ....!!!
و .................. يتبــــــــــــ ــــع .
72 - ( أم من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء
و يجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون ) النمل / 62
تقــــــــــول صـــــــاحبتنــ ــــــــا :
وظللت سحابة يومي باكية ، يغلب على ظني أني هالكة شاكية ...!!
وزاد نحيبي يا نفسي ألا فتوبي ، فها هم القوم تغرقهم ذنوبي ...!!
أبتقصيري أقابل ربي بلا عمل صالح يصحبني ...!!
أيكون قبري في البحر ، أغرقا ينتهي كذا العمر ....!!
ثم عنّ لي أن دعاء المضطر يرفعه الرب ، فيسبجيب سبحانه كاشفا السوء والكرب ....!!
فأخلصت لربي الدعاء ، معلق قلبي برب السماء (1) ...!!
و ما فترت عن الحوقلة والاستغفار ، وترديد كلمة التوحيد حتى انقضى النهار ...!!
أما عن الصلاة فقد حاولت أداءها قائمة (2) مستندة إلى الجدار ، أو متمسكة بقائم للفراش قريبا بالجوار
( 3) ...!!
إلا أنني لم أستطع الصلاة إلا على جنب في الفرش ملقاة ( 4 ) ...!!
فقد كانت السفينة كالأرجوحة الهوجاء ، شديدة الاضطراب بتدافع الريح و الماء ...!!
وفي وقت متأخر من ذلك المساء سكنت العاصفة ، فاطمأنت بعض الشيء قلوبنا الواجفة ...!!
سكنت العاصفة بفضل من الله ، وامتن علينا سبحانه بهبة النجاة ...!!
ومتأخرا جدا جاء أبي إلينا ، وأخذ يقص ما مرّ به علينا ....!!
وأذكر أنه قال ضاحكا : اشتكى بعض ساكني السطح من العم رفعت :
ذلك الشيخ الذي وجدناه في جانب من السطح كالمتجمد ..!!
قالوا : لقد كان ذلك العجوز يجوب السطح وحده ، وفي يده كرسي من الحديد يجره خلفه ...!!
ولما كان سطح السفينة يعج بالأمتعة والناس ، كان كرسيه يضربهم بشكل حاد قاس ...!!
فكان من يفترشون الأرض ممن يمر بجوارهم يتأذون وإليه يشتكون :
ألا تنتبه يا عم : فإن كرسيك بعضنا يخدش و بعضنا بقسوة يصدم ...!!
فكان يجيبهم بغيظ و جِد : ألا يكفي أنكم تحتلون كل الأرض ، يقول ذلك وهو يرفع كرسيه بحنق ، ثم يضرب به من يشكو إليه بعمد ...!!
و ..... يتبــــــــــــ ــع .
--------------------------------------------------------------
(1) - ( أَلَمْ تَرَ أَنّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَةِ اللّهِ لِيُرِيَكُمْ مّنْ آيَاتِهِ إِنّ فِي ذَلِكَ لاَيَاتٍ لّكُلّ صَبّارٍ شَكُورٍ * وَإِذَا غَشِيَهُمْ مّوْجٌ كَالظّلَلِ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدّينَ فَلَمّا نَجّاهُمْ إِلَى الْبَرّ فَمِنْهُمْ مّقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَآ إِلاّ كُلّ خَتّارٍ كَفُورٍ ) لقمان / 32
(2) - سئل صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في السفينة فقال : صل فيها قائما إلا أن تخاف الغرق
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: أصل صفة الصلاة - الصفحة أو الرقم: 1/101
خلاصة حكم المحدث: صحيح على شرط مسلم
(3)- قدمت الرقة فقال لي بعض أصحابي هل لك في رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال قلت غنيمة فدفعنا إلى وابصة قلت لصاحبي نبدأ فننظر إلى دله فإذا عليه قلنسوة لاطئة ذات أذنين وبرنس خز أغبر وإذا هو معتمد على عصا في صلاته فقلنا بعد أن سلمنا فقال حدثتني أم قيس بنت محصن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسن وحمل اللحم اتخذ عمودا في مصلاه يعتمد عليه
الراوي: هلال بن يساف المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 948
خلاصة حكم المحدث: صحيح
** فائدة : ترجم لهذين الحديثين معا الشيخ الألباني رحمه الله بــــ ( الصلاة في السفينة ) في كتابه صفة الصلاة فكنت أتعجب من مناسبة ذكر حديث اعتماد النبي - صلى الله عليه وسلم - على عمود
في الصلاة تحت هذه الترجمة ، ثم علمت بعدُ أن راكب السفينة قد يجد في نفسه حرجا من الاتكاء
على شيء حال صلاته قائما لاضطراب حركة السفينة فكان ذكر مثل هذا الحديث الصحيح
في محله ليعلم بالجواز ويرتفع عنه الحرج .
(4)- كانت بي بواسير ، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة ، فقال : صل قائما ، فإن لم تستطع فقاعدا ، فإن لم تستطع فعلى جنب .
الراوي: عمران بن حصين المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1117
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
ياالله ما أروع ما خطت يداكِ
جزاكِ الله خير الدنيا والآخرة.
واصلي وصلك الله بطاعته ورضوانه.
73- عمــــرة وحمـــل ....!!
تقــــــــــول صـــــــاحبتنــ ــــــــا :
مرت باقي أيامنا على متن السفينة في هدوء وسكينة ..!!
كان جميع أفراد الرفقة ، يتبادلون الزيارات يتمتعون بالخلطة ...!!
توطدت أواصر الصداقة بين المحارم ، وظلوا يتمازحون بمزاج سالم ...!!
وكان أبي بادي البِشر بصحبتهم ، وصارت كلمتي : ( اصبر واحتسب ) مزحتهم ....!!
فكان أبي ينادي على أصغرهم سنّا ، فلما يأتي إليه عدوا يظن أنه في حاجته
ثم يفاجأ بأن أبي ما أراد إلا ممازحته ( اصبر واحتسب ) فقط يقول له ...!!
كانوا يطوفون في السفينة ، ويتجالسون في استراحتها بدَعة وسكينة ...!!
أما الأخوات فكن لبعضهن زائرات ، وفي حالهن منشغلات ...!!
بينما لازمتُ فراشي كل الوقت ، حتى عارضني أبي وأمي وكل أحد ...!!
كانوا يحثونني على التجوال في السفينة ، أو الاجتماع بالأخوات في جلسة حميمة ...!!
و قد رأوا جميعا كم ساءت حالتي ، وفقدت أوكدت جميع قوتي ...!!
فكنت موضعا لشفقة الجميع ، وقد بدا عليّ تدهور مريع ...!!
فكانت الأخوات يتفقدنني ، وعلى صحبتهن يوما أجبرنني ...!!
ثم أخذن يطوّفن بي في الطرقات ، لنتفقد ونحيي جميع الرفيقات ...!!
وبالفعل كنا نزورهن ؛ نحيهن و نطمئن على حالهن ...!!
وفي الأخير :
أجلسنني في مقصورة تضم بعض المقربات ، نتناقش ونتمازح ونتبادل القصص والحكايات ...!!
ثم تحلقن في حلقة للتلاوة ، وطلبت مني معلمة القرآن القراءة مجودة بطلاوة ...!!
فحاولت التعذر ، إلا أنها لم تقبل ...!!
فلما شرعت أقرأ وردي ، شرعت - حفظها الله - تصوّب لي ...!!
فلما أتممت توجهت إليها وقلت : سبحان الله !! لم كلما قرأت لنفسي ،
ظننت أن صوت الشيخ فلان يشبه صوتي ...!!
فأغرقن جميعا في الضحك ، و عقبت المعلمة : هذا بنيتي محض وهمك ...!!
- ثم قالت إحداهن : انتهى وقت المسح على الجوربين ، ولم أتذكر إلا بعد أن صليت فرضين ...!!
- فسألتها : و ما فعلت ...؟!
- قالت : لا شيء ...!!
- قلت لها : سبحان الله ! كان عليك إعادة الوضوء والصلاة ...!!
-قالت بعجب شديد : أولم يرفع الله القلم عن المخطئ الناسي (1) إذن فلم أعيد ...؟ !!
- قلت : نعم الإثم مرفوع بالخطأ أو النسيان ، بينما مازالت ذمتك منشغلة ويلزمك الفرضان (2) ...!!
فأقرتني الرفيقات بجد بعد أخذ ورد و قليل من النقاش والسرد ...!!
- ثم أخذن يمازحنني : هنيئا لك يا أخت ، كلنا عدنا بعمرة فقط ، بينما زادك الله بحملِ لولد ...!!
و ...... يتبــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــع .
----------------------------------------------------------------
(1)- ( إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه )
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 1675
خلاصة حكم المحدث: صحيح
(2)- قال الشيخ العثيمين في شرحه للحديث التاسع والثلاثين التجاوز عن الخطأ والنسيان
في شرح : ( أحاديث الأربعين النووية)
الفصل الأول: في الخطأ والنسيان:
( الخطأ: هو أن يقصد بفعله شيئًا فيصادف فعله غير ما قصده مثل أن يقصد قتل كافر فصادف قتله مسلمًا والنسيان أن يكون ذاكرًا لشيء فينساه عند الفعل وكلاهما معفو عنه يعني أنه لا إثم فيه ولكن رفع الإثم لا ينافي أن يترتب على نسيانه حكم كما أن من نسي الوضوء وصلي ظانا أنه متطهر فلا إثم عليه بذلك ثم إن تبين له أنه كان قد صلى محدثا فإن عليه الإعادة... ) انتهـى .
متاااااابعة أختي الغالية أم هانئ حفظكِ ربي رعاك
74 - في المينـــــــاء ...!!
تقــــــــــول صـــــــاحبتنــ ــــــــا :
وفي الأخير وصلت سفينتنا إلى الميناء قبيل الفجر بقليل ...!!
ولكنهم لم يأذنوا لنا بمغادرة السفينة إلا بعد ساعات قليلة ...!!
جمعنا أمتعتنا ، وإلى مغادرة الميناء تطوق قلوبنا ...!!
وهطلت دموعي حين وطأت قدماي أرض الميناء ، وتنسمت بقوة عبير الهواء ...!!
أمّلت أن يكون وصولنا إلى ميناء بلدنا نهاية لشقائنا وعذابنا ...!!
ولكنه - وبكل أسف - كان وهما ، فلم يكن إلا شقاءً متواصلا استغرق يوما ...!!
مضى اليوم بين زحام شديد ، و تباطؤ من العاملين فريد ، وبرد قارص ومحيط ...!!
ولم يكن بي من حول ولا قوة ، لذا تنحيت جانبا ولم أشاركهم مرة ....!!
ولما كنت دائما عطشى ، أمّلت أن ماء بلدي قد يكون مختلفا ...!!
ولكنه كان محض وهم ، فما إن قربته إلا و غلبني القيء ...!!
فأسرعتْ إلي أمي ، تحنو عليّ محاولة التخفيف عني ...!!
فقلت لها : فضلا دعيني أنام أرضا ...!!
فارقدتني في جانب من الميناء ، و دثرتني كثيرا بالغطاء ...!!
حينها تمنيت أن أفقد وعيي ، ولا أفيق إلا في فراش بيتي ...!!
وحينما ولّى النهار ، و أشتد على نفسي طويل الانتظار ، توجهت إلى الله بالدعاء ، أن يرحمني من ذلك البلاء ...!!
وجاء أبي ليعلمني أنه أتم الاجراءات ، فتهللت آملة في النجات ...!!
قلت له برجاء : هيا إذن نغادر الميناء ...!!
قال بجد : ولكن باقي الرفقة لم يتموا بعد ، ألا نعاونهم أو ننتظرهم بعض الوقت ...!!
قلت له : ولم ننتظرهم !! هيّا نرحل يسر الله أمرهم ...!!
فقال مغضبا : ألم يكن بيننا عشرة ... عجبا ...!!
فأخذت أتوسل إليه ، وهو يأبى صاما عن رجائي أذنيه ...!!
فاضطررت إلى طويل الانتظار ، أعاني وطأة البرد والغثيان و شديد الدوار ...!!
و..... يتبــــــــــــ ـــــع .
75 - في الطريق إلى العاصمة ....!!
تقــــــــــول صـــــــاحبتنــ ــــــــا :
فاضطررت إلى طويل الانتظار ، أعاني وطأة البرد والغثيان و شديد الدوار ...!!
وحين كادت الشمس تغيب عن السماء ، اجتمع الرفقاء خارج الميناء ....!!
ولما لم نجد حافلة تكفي الجميع ، صاروا يتباحثون بشكل سريع ...!!
وهنا انسحب اثنان ، قالا : سننصرف إلى غير العاصمة الآن ...!!
وبقي تسعة عشر فردا ، كلهم يرجون حلا ....!!
ولأنني كنت أتوقع ألا نجد حافلة تجمعنا ، كان رجائي لأبي ألا يؤخرنا ...!!
ووقع القوم في حيص بيص ، بينما كدت أفقد القدرة على الصمود في النفْس ...!!
وفي الأخير : تم الاتفاق مع سيارتين إحداهما تقل سبعة منا ، على أن يستقل الأخرى باقي رفقتنا ...!!
فسارعت أستقل السيارة الصغرى ، لأنها الأرفق سيرا ...!!
وبعد مرور بعض الوقت ، ظننت أنه قد استقر الأمر ، فإذا بأبي يأبى ركوب السيارة الصغيرة معي ...!!
قال : سأستقل السيارة الأخرى مع من أحبهم ، فإما أن تنتقلي أو سأتركك وأركب معهم ...!!
قلت : السيارة الكبيرة تسير باضطراب ، ثم كيف أسافر ومحرمي قد غاب ...!!
قال : سنجعل السيارتين متلازمتين ...!!
قلت : وما أدراني ما قد يحدث في الطريق ، وفيه قد يضيع الرفيق من الرفيق ...!!
وفي الأخير : وبعد نقاش بين الجميع طويل ، ركب أبي السيارة متغيظا ، حينها استطاع الجميع تنفسا ...!!
و بدأ الركب يشق الطريق ، وإذا بأذان المغرب يسمعه الفريق ...!!
ثم كان هذا الحوار :
- ألا نقف لنصلي المغرب في مسجد بالجوار ...؟!
- ولم لا ننوي جمع تأخير (1) ، فمن المشقة وقف المسير (2) ...؟!
- هبوا أننا انتوينا التأخير والجمع ، فهل سنصلي قصرا في بيوتنا أم نُتم (3)...؟!
- بل نجمع ونُتم ، بذا قضى الأمر ...!!
و........... يتبــــــــــــ ــــــــــــــع .
-----------------------------------------------------------
قال الشيخ العثيمين - رحمه الله - في كتابه :الشرح الممتع على زاد المستقنع -
المجلد الرابع / باب صلاة أهل الأعذار
(1) - قوله:
وَإِنْ جَمَعَ فِي وَقْتِ الثَّانِيَةِ: اشْتُرِطَ نِيَّةُ الجَمْعِ فِي وَقْتِ الأُوْلَى إِنْ لَمْ يَضِقْ عَنْ فِعْلِهَا، وَاسْتِمْرَارُ العُذْرِ إِلَى دُخُولِ وَقْتِ الثَّانِيَةِ.
قوله: «وإن جمع في وقت الثانية اشترط نية الجمع في وقت الأولى» أي: إذا نوى الجمع في وقت الثانية، فيشترط أن ينوي الجمع في وقت الأولى، لأنه لا يجوز أن يؤخر الصلاة عن وقتها بلا عذر إلا بنية الجمع حيث جاز.
ودليل عدم جواز تأخير الصلاة عن وقتها: أن النبي صلّى الله عليه وسلّم حدد الصلوات في أوقات معينة ، فلا يجوز أن تؤخر الصلاة الأولى عن وقتها إلا بنية الجمع حيث وجد سببه، فلا بد من نية الجمع قبل خروج وقت الأولى.
( 2 ) - ودليل ذلك ما يلي:
1 ـ عموم قول الله تعالى: {{يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}} [البقرة: 185] وقوله: {{وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}} [الحج: 78] .
2 ـ حديث ابن عباس رضي الله عنهما: «جمع النبي صلّى الله عليه وسلّم في المدينة بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء من غير خوف ولا مطر» قالوا: فإذا انتفى الخوف والمطر، وهو في المدينة انتفى السفر أيضاً، ولم يبق إلا المرض، وقد يكون هناك عذر غير المرض، ولكن ابن عباس: «سئل لماذا صنع ذلك؟ قال: أراد أن لا يحرج أمته» أي: أن لا يلحقها حرج في عدم الجمع، ومن هنا نأخذ أنه متى لحق المكلف حرج في ترك الجمع جاز له أن يجمع، ولهذا قال المؤلف: «ولمريض يلحقه بتركه مشقة».
وفهم من قول المؤلف: أنه لو لم يلحقه مشقة، فإنه لا يجوز له الجمع وهو كذلك.
فإذا قال قائل: ما مثال المشقة؟ قلنا: المشقة أن يتأثر بالقيام والقعود إذا فرق الصلاتين، أو كان يشق عليه أن يتوضأ لكل صلاة.. والمشقات متعددة.
فحاصل القاعدة فيه: أنه كلما لحق الإِنسان مشقة بترك الجمع جاز له الجمع حضراً وسفراً.
(3)- ..... الجواب: يصلّيها أربعاً؛ لأن علة القصر السفر وقد زال.
فإذا قال: قد دخل عليّ الوقت وأنا مسافر فوجبت علي مقصورة؟
فنقول: نعم وجبت عليك مقصورة؛ لأنك في سفر والآن ذمتك مشغولة بها، وما دامت مشغولة فإنك إذا وصلت البلد وجبت عليك تامة، وبهذا نعرف: أن القول الصحيح أن الإِنسان إذا دخل عليه الوقت وهو في البلد ثم سافر قبل أن يصلّي فله القصر؛ لأنه سافر وذمته مشغولة بها والمسافر يقصر الصلاة، فالعبرة في قصر الصلاة وعدمه... بفعل الصلاة لا بوقتها على القول الصحيح، فإذا دخل عليك الوقت وأنت مسافر وقدمت البلد قبل الصلاة فصلّها أربعاً، وإذا دخل عليك الوقت وأنت مقيم وسافرت فصلّها ركعتين.....
مسألة: رجل مسافر ونوى جمع التأخير وخرج وقت الأولى، وهو في السفر وقدم البلد في وقت الثانية فله الجمع؛ لأنه سوف يصلّي الأولى ثم يصلّي الثانية، لكن لا يقصر؛ لأنه انتهى مبيح القصر وهو السفر.
http://www.ibnothaimeen.com/all/book...le_18060.shtml
76 - نقاش في السيارة ....!!
تقــــــــــول صـــــــاحبتنــ ــــــــا :
وفي طريقنا من الميناء إلى العاصمة كانت وجوهنا واجمة ...!!
الجمع ساكت ، كل فيما أهمه شارد ، رغم أن مصابنا واحد ...!!
حُرمنا الحج نعم حُرمنا الحج ، فهل ترانا نحصّل بنيتنا الأجر ...؟!!
وبينما تجللنا السكينة و نفوسنا ثقيلة و وجوهنا حزينة ، إذا بعم رفعت * يحدثنا ويضحك :
يا قومنا حمدا لله على السلامة ، على سفرتنا لم تأخذني ندامة ...!!
فأجابه أبي من الأمام : الحمد لله أن كل شيء عندك تمام ...!!
قال : كم تمنيت زيارة قبر الرسول ، وها قد زرته و تحقق المأمول ...!!
فأجابه أحدهم : الآن فقط علمتُ لما حُرمنا الحج : فنيتك شركية ، غير صالحة بالكلية ...!!
قال : وما جعل نيتي غير سوية ...؟!!
قال بترفق : يا عمنا علمنا ديننا استحباب شد الرحال لمسجد نبينا ،
وليس لقبره تشد الرحال هذا باطل ومحال ...(1) !!
فقال العم : الحق لا أفقه كثيرا مما قلت ، ولكنني بزيارة المدينة سعدت ...!!
ثم إننا اعتمرنا ولله الحمد ، واستمتعنا بصحبتنا فوق الوصف والحد ...!!
ثم وجه الكلام من آخر السيارة لأبي : اصبر واحتسب أيها الشيخ الأبي ...!!
فضحك الجميع وتشاركوا المزاح ، ثم سمعت اسمي به يُصاح ...!!
قالت أخت العم رفعت وقد بجواره في الخلف استقرت : الحمد لله ثم الحمد لله أن عدنا ؛ لأجل سلامة حمل ابنتنا ...!!
فاستحييت أن أجيب ، وقد شرع الجميع يدعون لي بالخير القريب ...!!
و في الطريق توقفت سيارتنا والسيارة الأخرى التي سبقتنا ، ونزل أبي مع من نزل من الرجال يتفقدون الخبر ويستطلعون الحال ....!!
وقفوا بعض الوقت يتضاحكون ، ثم على سلوك أقصر الطرق وأوفقها للجميع يتفقون ...!!
وفي الأخير : وبعد وقت ليس بالطويل : دخلنا عاصمتنا العتيدة مرددين دعاء الإياب من سفرتنا الفريدة (2)...!!
وشرع الجميع يحمدون الله على السلامة ، ويتفقون على اللقاء والتواصل بصفاء وبلا ملامة ...!!
ووصل كل منا إلى بيته حاملا ذكرى تلكم السفرة في قلبه ...!!
ولم تكن تدري تلك العجوز كم كانت مصيبة حين حمدت الله على عودتنا القريبة ...!!
ليس بشأني أنا - فقط - كان ذلك من اللطف والخير ، بل لأن جميعهم قد حدث لهم ما أكد هذا الأمر ...!!
و ............ يتبــــــــع .
-------------------------------------------------------
* عم رفعت ذلك العجوز الذي تاه على سطح السفينة حين كانت العاصفة .
(1)- قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ( والعالم بالشريعة لا يقع في هذا، فإنه يعلم أن الرسول قد استحب السفر إلى مسجده والصلاة فيه، وهو يسافر إلى مسجده فكيف لا يقصد السفر إليه؟ فكل من علم ما يفعله باختياره فلا بد أن يقصده، وإنما ينتفي القصد مع الجهل إما مع الجهل بأن السفر إلى مسجده مستحب لكونه مسجده لا لأجل القبر، وإما مع الجهل بأن المسافر إنما يصل إلى مسجده، فأما مع العلم بالأمرين فلا بد أن يقصد السفر إلى مسجده. ) انتهى مجموع الفتاوى
** فتوى :
فضيلة الشيخ: سؤالي الأول: لو سمحت بعد أداء الحج أو العمرة ثم الذهاب إلى المدينة المنورة ما هو الصواب أن نقول الذهاب للصلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم أو زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن السنة هي قصد مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بالزيارة وليس القبر الشريف لقوله صلى الله عليه وسلم: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى. متفق عليه.
فيقصد زيارة مسجد النبي وزيارة القبر تأتي تبعاً فهي مستحبة في حق من زار مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم أو كان قريباً منه أما البعيد فليس له شد الرحال إليه وبدون قصد زيارة المسجد، قال ابن تيمية: ولم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم حديث في زيارة قبره بل هذه الأحاديث التي تروى: من زارني وزار أبي في عام واحد ضمنت له على الله الجنة. وأمثال ذلك كذب باتفاق، وقد كره الإمام مالك -وهو أعلم الناس بحقوق رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالسنة التي عليها أهل مدينته من الصحابة والتابعين وتابعيهم- كره أن يقال زرت قبر رسول الله... وأما إذا سلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا لا يكره بالاتفاق كما في السنن عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما من رجل يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه. وكان ابن عمر يقول: السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا أبا بكر السلام عليك يا أبتِ. انتهى.
فالسفر لزيارة قبور الأنبياء والصالحين بدعة لم يفعلها أحد من الصحابة ولا التابعين ولا أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا استحب ذلك أحد من أئمة المسلمين، فمن اعتقد ذلك عبادة وفعله فهو مخالف للسنة ولإجماع الأئمة. ذكره ابن تيمية عن أبي عبد الله ابن بطة في الإبانة الصغرى، وراجع في ذلك فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 27/187.
قال ابن باز: ولو كان شد الرحال لقصد قبره صلى الله عليه وسلم أو غير قبره مشروعاً لدل الأمة عليه وأرشدهم إلى فضله لأنه أنصح الناس وأعلمهم بالله. انتهى.
http://www.islamweb.net/fatwa/index....ang=A&Id=54526
(2)- أن ابن عمر علمهم ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر ، كبر ثلاثا ، ثم قال : سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين . وإنا إلى ربنا لمنقلبون . اللهم ! إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى . ومن العمل ما ترضى . اللهم ! هون علينا سفرنا هذا . واطو عنا بعده . اللهم ! أنت الصاحب في السفر . والخليفة في الأهل . اللهم ! إني أعوذ بك من وعثاء السفر ، وكآبة المنظر ، وسوء المنقلب ، في المال والأهل وإذا رجع قالهن . وزاد فيهن آيبون ، تائبون ، عابدون ، لربنا حامدون
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1342
خلاصة حكم المحدث: صحيح
حمدا لله على سلامتهم
أسأل الله لهم حجة أخرى ثابتة وعوض خير آمين
76 - نقاش في السيارة ....!!
تقــــــــــول صـــــــاحبتنــ ــــــــا :
وفي طريقنا من الميناء إلى العاصمة كانت وجوهنا واجمة ...!!
الجمع ساكت ، كل فيما أهمه شارد ، رغم أن مصابنا واحد ...!!
حُرمنا الحج نعم حُرمنا الحج ، فهل ترانا نحصّل بنيتنا الأجر ...؟!!
وبينما تجللنا السكينة و نفوسنا ثقيلة و وجوهنا حزينة ، إذا بعم رفعت * يحدثنا ويضحك :
يا قومنا حمدا لله على السلامة ، على سفرتنا لم تأخذني ندامة ...!!
فأجابه أبي من الأمام : الحمد لله أن كل شيء عندك تمام ...!!
قال : كم تمنيت زيارة قبر الرسول ، وها قد زرته و تحقق المأمول ...!!
فأجابه أحدهم : الآن فقط علمتُ لما حُرمنا الحج : فنيتك شركية ، غير صالحة بالكلية ...!!
قال : وما جعل نيتي غير سوية ...؟!!
قال بترفق : يا عمنا علمنا ديننا استحباب شد الرحال لمسجد نبينا ،
وليس لقبره تشد الرحال هذا باطل ومحال ...(1) !!
فقال العم : الحق لا أفقه كثيرا مما قلت ، ولكنني بزيارة المدينة سعدت ...!!
ثم إننا اعتمرنا ولله الحمد ، واستمتعنا بصحبتنا فوق الوصف والحد ...!!
ثم وجه الكلام من آخر السيارة لأبي : اصبر واحتسب أيها الشيخ الأبي ...!!
فضحك الجميع وتشاركوا المزاح ، ثم سمعت اسمي به يُصاح ...!!
قالت أخت العم رفعت وقد بجواره في الخلف استقرت : الحمد لله ثم الحمد لله أن عدنا ؛ لأجل سلامة حمل ابنتنا ...!!
فاستحييت أن أجيب ، وقد شرع الجميع يدعون لي بالخير القريب ...!!
و في الطريق توقفت سيارتنا والسيارة الأخرى التي سبقتنا ، ونزل أبي مع من نزل من الرجال يتفقدون الخبر ويستطلعون الحال ....!!
وقفوا بعض الوقت يتضاحكون ، ثم على سلوك أقصر الطرق وأوفقها للجميع يتفقون ...!!
وفي الأخير : وبعد وقت ليس بالطويل : دخلنا عاصمتنا العتيدة مرددين دعاء الإياب من سفرتنا الفريدة (2)...!!
وشرع الجميع يحمدون الله على السلامة ، ويتفقون على اللقاء والتواصل بصفاء وبلا ملامة ...!!
ووصل كل منا إلى بيته حاملا ذكرى تلكم السفرة في قلبه ...!!
ولم تكن تدري تلك العجوز كم كانت مصيبة حين حمدت الله على عودتنا القريبة ...!!
ليس بشأني أنا - فقط - كان ذلك من اللطف والخير ، بل لأن جميعهم قد حدث لهم ما أكد هذا الأمر ...!!
و ............ يتبــــــــع .
-------------------------------------------------------
* عم رفعت ذلك العجوز الذي تاه على سطح السفينة حين كانت العاصفة .
(1)- قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ( والعالم بالشريعة لا يقع في هذا، فإنه يعلم أن الرسول قد استحب السفر إلى مسجده والصلاة فيه، وهو يسافر إلى مسجده فكيف لا يقصد السفر إليه؟ فكل من علم ما يفعله باختياره فلا بد أن يقصده، وإنما ينتفي القصد مع الجهل إما مع الجهل بأن السفر إلى مسجده مستحب لكونه مسجده لا لأجل القبر، وإما مع الجهل بأن المسافر إنما يصل إلى مسجده، فأما مع العلم بالأمرين فلا بد أن يقصد السفر إلى مسجده. ) انتهى مجموع الفتاوى
** فتوى :
فضيلة الشيخ: سؤالي الأول: لو سمحت بعد أداء الحج أو العمرة ثم الذهاب إلى المدينة المنورة ما هو الصواب أن نقول الذهاب للصلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم أو زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن السنة هي قصد مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بالزيارة وليس القبر الشريف لقوله صلى الله عليه وسلم: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى. متفق عليه.
فيقصد زيارة مسجد النبي وزيارة القبر تأتي تبعاً فهي مستحبة في حق من زار مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم أو كان قريباً منه أما البعيد فليس له شد الرحال إليه وبدون قصد زيارة المسجد، قال ابن تيمية: ولم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم حديث في زيارة قبره بل هذه الأحاديث التي تروى: من زارني وزار أبي في عام واحد ضمنت له على الله الجنة. وأمثال ذلك كذب باتفاق، وقد كره الإمام مالك -وهو أعلم الناس بحقوق رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالسنة التي عليها أهل مدينته من الصحابة والتابعين وتابعيهم- كره أن يقال زرت قبر رسول الله... وأما إذا سلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا لا يكره بالاتفاق كما في السنن عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما من رجل يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه. وكان ابن عمر يقول: السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا أبا بكر السلام عليك يا أبتِ. انتهى.
فالسفر لزيارة قبور الأنبياء والصالحين بدعة لم يفعلها أحد من الصحابة ولا التابعين ولا أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا استحب ذلك أحد من أئمة المسلمين، فمن اعتقد ذلك عبادة وفعله فهو مخالف للسنة ولإجماع الأئمة. ذكره ابن تيمية عن أبي عبد الله ابن بطة في الإبانة الصغرى، وراجع في ذلك فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 27/187.
قال ابن باز: ولو كان شد الرحال لقصد قبره صلى الله عليه وسلم أو غير قبره مشروعاً لدل الأمة عليه وأرشدهم إلى فضله لأنه أنصح الناس وأعلمهم بالله. انتهى.
http://www.islamweb.net/fatwa/index....ang=A&Id=54526
(2)- أن ابن عمر علمهم ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر ، كبر ثلاثا ، ثم قال : سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين . وإنا إلى ربنا لمنقلبون . اللهم ! إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى . ومن العمل ما ترضى . اللهم ! هون علينا سفرنا هذا . واطو عنا بعده . اللهم ! أنت الصاحب في السفر . والخليفة في الأهل . اللهم ! إني أعوذ بك من وعثاء السفر ، وكآبة المنظر ، وسوء المنقلب ، في المال والأهل وإذا رجع قالهن . وزاد فيهن آيبون ، تائبون ، عابدون ، لربنا حامدون
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1342
خلاصة حكم المحدث: صحيح
77- وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ...!!
تقــــــــــول صـــــــاحبتنــ ــــــــا :
ولم تكن تدري تلك العجوز كم كانت مصيبة حين حمدت الله على عودتنا القريبة ...!!
ليس بشأني أنا - فقط - كان ذلك من اللطف والخير ، بل لأن جميعهم قد حدث لهم ما أكد هذا الأمر ...!!
فـبعد قليل من عودتنا ، وقع فريسة للمرض جل رفقتنا ...!!
فمن غائب عن وعيه في العناية المشددة ، و من محمومة حرارتها متقدة ...!!
وآخر يشكو قصورا في كليتيه ، بينما آخر يشكو التهابا في رئتيه ...!!
ورفيقة تؤلمها بشدة أمعاؤها ، ويشاركها في أعراض التسمم زوجها ...!!
والبقية : ما بين ضعف عام ، أو نزلة برد أو زكام ، ولا أذكر باقي ما تفشى فينا من الأسقام ...!!
فلزم الجميع الفراش : إما في البيت ، أو في مشفى عام أو خاص ...!!
وبعد قليل من الوقت عشناه ، قضى ثلاثة من رفقتنا رحمهم الإله ...!!
بينما باقي أشهر حملي عانيتُ ، وظللت هكذا حتى أذن الله لي و وضعتُ ...!!
ومن العجب أني لم أرزق بغير هذا الولد ؛ فلله وحده الحمد ...!!
الشاهد : أننا ظللنا جميعا شهورا نعاني ، آثار تلكم السفرة وخيبة الأماني ...!!
نعم كانت تلك سفرة عجب ، كم من الله علينا فيها من خير وعلم وتجربة وأدب ...!!
ثم فيما بعد لما امتنََّ الله علينا وتدارسنا كتاب الحج من الفتح ، و غيره من كتب الفقه ، حينها حمدنا الله بجد على رحمته سبحانه حين قدر علينا عدم تمام الحج ، فكم كنا سنخطئ ونسيء بينما كنا نتوهم الإحسان والتوفيق ...!!
ثم امتن الله على جلنا بعد ، فرزقنا بفضله أداء فريضة الحج ...!!
ذهب بعضنا فرادى ، بينما رُزق آخرون بعض صحبته المرادة ...!!
إلا أن حجتنا كانت - بفضل الله - بعد على علم ، بعيدة عن الشبهات ، وأبعد عن مخالفة أولى الأمر و التشكيك في صحة النيات ...!! (1)
و..... يتبــــــــــــ ــــــــــع بالخاتمة .
----------------------------------------------------------------
( 1)..... ووافقه عضــــو هيئة كبار العلماء الدكتور علي الحكمي على عدم جواز التخلف في موسم العمرة رغبة في الحج، وأرجع عدم الجواز إلى مخالـــفـــــة أنظمة ولي الأمر الذي يحرص عبر قراراته على ترتيب حـيـــــاة الناس، مشيرا إلى أهمية اتباع الأنظمة حفاظا على الذين لم يتسن لهم أداء الفريضة، منوها بالاعتقاد الخاطئ بجواز المخالفة قائلا: «يسهم ذلك في التخفي عن الناس، والإثم ما حاك في نفسك، وكرهت أن يطلع عليه الناس». وأضاف قائلا : هل يطمئن المخالف ويعيش بأمان عند فعله ذلك، مستشهدا بحديث الرسول صلى الله عـلـيـه وسلم: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك)، لافـتـــا إلى أن هــــذا العــمل يحوي مخالفــــات عدة، ـ غير التي وردت ـ كالإقامة بطرق غير قانونية، والتوقـــع من المخالف ارتكاب الجرائم لعدم وجود هويات تثبت شخصيته، وطالب باتباع الجميع للأنظمة، وعدم تعريض الإنسان نفسه لما لا يجوز.
خداع للنفس
إلى ذلك أكد الداعية الإسلامي الدكتور علي المالكي، على وجوب التجرد من النوايا المخالفة لمن أراد الحج، معتبرا المخالفة معصية، ربما يأثم الإنسان عليها عند الله. وقال: «توقيع الحاج أو المعتمر على الأوراق بمثابة المعاهدة»، مؤكدا عدم صحة نقض العهد وخصوصا في أهم أشهر الله، لافتا إلى أن المخالف حجه صحيح وإن تخلله الإثم.
واستغرب المالكي، تغيير النيات رغم تأكيد الرسول صلى الله عليه وسلم عليها بقوله: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه) وقال: «من الخطأ أن يكون من بين الحجيج الذين يباهي الله بهم ملائكته، من يخالف في الحج، كالذي يدخل بطرق غير نظامية، ثم يرجو العودة كيوم ولدته أمه». واصفا كل من يرتكب هذه المخالفات بالمخادع لنفسه وليس للذين آمنوا.
تجنب المتاهات
من جانبه، أشار عضو هيئة التدريس في جامعة القصيم الدكتور خالد المصلح إلى ضرورة مراعاة الترتيبات التي تنظمها الجهات المختصة، منوها بأن مخالفة القرارات تفوت على الشخص الحج المبرور، فليس كل حج صحيح يكون مبرورا، لافتا إلى أن الحج للمستطيع، كما قال تعالى في الآية: (ولله على الناس حـــج البيت من استطاع إليه سبيلا)، وقوله سبحانه: (فاتقوا الله ما استطعتم)، وعدد بعض الأضرار الناجمة عن التخلف، كجــرائم الســـرقات وأخذ المال بغير حق، والسبب قلـــة ذات اليد، مـناديا بحفظ النفس، وعدم إدخالها في هذه المتاهات، مشيرا إلى أضرار المخالفين على غيرهم، كأذية الحجاج والمعتمرين بالسكنى في الطــــرقـــات، وتضييق المرافق، وخلص إلى القول: «الحج إن اكتملت أركانه وواجباته، فهو صحيــــح، وإن حوى هذه المخالفة».
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20...0909443621.htm
حياها الله الفاضلة أم هانئ
لا أقول لكِ يا أختي كم من الوقت مضى عليّ وأنا أبحث عن تلك المصيبة !!اقتباس:
ولم تكن تدري تلك العجوز كم كانت مصيبة حين حمدت الله على عودتنا القريبة
...!!
وكم من تساؤلات طرحتها على نفسي عن تلك المصيبة !!
وأخيرا وبعد تدقيق في الكلمة ومعناها أكتشفت بفضل الله سبحانه وتعالى
أن مصيبة بمعنى محقة
فضحكت ضحكة أيقظت بها من حولي :)))))
غفر الله لي جهلي باللغة وأصلح لي أمري,,,,,
جعلك الله مباركة أينما كنتِ أم هانئ الحبيبة
متابعين ومستمتعين ..
في انتظار مسكِ الختام .. لقصة ألئك الأَلِبَّاءِ الكرام ..
أحسن الله إليكِ ( أم هانئٍ ) وزادكِ من قضلِه ..
أما الفاضلة ( حكمة ) فقد أدخلت عليَّ السرور والبهجه
فأبديت النواجذ بل والأضراس من تلك الضحكه ..
فقد ذَكَّرتني بمواقفَ كثيرةٍ تحدثُ معي مشابهةً لماحدثَ معها وفقها الله ..
كلمة مصيبة مؤنثة مصيب من الفعل أصاب
بوركت حكمتنا الغالية الخطأ مني أنا كان ينبغي أن أحسن اختيار الكلمة فأبتعد بها عن الشبهات .............. ابتسامة
وعد الشيخ أبو إسحاق باركه الله تلك الكلمة من بين الكلمات التي فيها نوع إيهام
ووجه تنقص للمرأة فقال :
هو مصيب و هي مصيبة / هو حي وهي حيّة / هو قاضي وهي قاضية /
هو نائب في مجلس الشعب وهي نائبة / هو هاوٍ وهي هاوية .
جزيت خيرا على التنبيه ومستقبلا أنتبه إن شاء الله أحسن الله إليك .
اقتباس
بورك في أهل شنقيط فبطلتهم القلب سعيد ........ ابتسامة
********************
أسعد الله قلبك في الدارين وبارك الله لنا في ما أسعده ... آمين
مصيبة وحية وقاضية ! >> أضحك الله سنكِ وحفظ الله الشيخ وجزاه عنا خيرا
[cente]أحسنَ اللهُ إليكِ يافاضلةُ , أشكرُ لكِ حُسن ظنِّكِ ونبيل أخلاقكِ
وليس ذلك بغريبٍ عليكِ .. أدام اللهُ البهجةَ والسرورَ على قلبكِ
وحياكِ ربي وزادكِ شرفا ورفعةً ..
وأنا والله من أتشرف بكونِ مُعرفي يجتمعُ في صفحةٍ واحدةٍ مع معرفكِ[/center]
حيّهلا باختنا الكريمة نسأل الله أن يديم عليكم البهجة والسرور ويلبسكم حلة السعادة والحبور..
نعم أختي الكريمة فــمثل تلك المواقف كثيرة ،،
حتى أننا وفي كثير من الأحايين - جهلا منا -(سامحنا الله )
نظلم صاحب الكلام ظنا منا أنه أخطأ في وضع الكلمة .. ونظن أننا على صواب .. الله المستعان
ترحيب خاص
من أهل جدة لأختنا الفاضلة طويلبة شنقيطية.. حيهلا ويا مرحبا اشرقت وتعطرت الأرجاء : )
الخــــــــاتمـ ـــة ...
منذ ما يزيد عن الستة أشهر قدمنا بين يدي قصتنا هذه بقولنا :
اقتباس:
كم في القصص من عبر ، لمن تدبر و تأمل و صبر !!
فليس المقصود محض القص ، أو الوقوف على حدود الحكاية و النص
بل المراد الاتعاظ و الاعتبار بما وقع وجرت به الأقدار ...
وفي هذه الصفحات ستقص علينا إحدى الصاحبات
بعض ما حدث معها من مواقف وطرائف و حكايات ...
وها قد أنهت صاحبتنا قصتها سائلة ربها أن يحقق بغيتها ..
تقــــــــــول صـــــــاحبتنــ ــــــــا :
انتهت أحداث قصتنا ، وسردت عليكم ما تيسر ذكره مما وقع لنا في سفرتنا ...!
فكانت كما رأيتن أحداثا عجيبة في سفرة متفردة غريبة ...!!
ولا يفوتنا في مثل هذا المقام أن نذكّر متابعينا الكرام :
- بأنه ليس المراد محض القص للقص ...!
- وبأنه لاينبغي الانشغال بمن هم أصحاب القصة عن التأمل والاتعاظ والعبرة ...!!
- وكذا بأن العلم النافع على الحقيقة ليس محض ما نحصله ثم نختزنه في ذاكرتنا من كثير أو قليل معلومات ، فالكيف لا الكم هو البغية و المراد ...!!
- فإن قال قائل : وكيف نعلم ذلك وما القياس ؟
- قلنا : لا يكون العلم نافعا إلا إذا طُبق في الواقع المعاش ، فالعلم النافع هو التطبيقات لا محض كم المعلومات ..!!
** ثم إن كان لتلك القصة في أنفس قارئها قبول ، فذلك لأنها حدث من واقع حياتنا منقول ، لا دخل للخيال فيها ، فكما وقعتْ أحداثها أرويها ...!!
كم و كم سأفتقد تلكم الصفحات والأخوات بعد ألفة دامت لأيام وأشهر وساعات ...!!
ولكن كذا سنة الله في خلقه ، فلا مرد لقدره - سبحانه - وأمره ..!!
ثم عسانا نُرزق من المنان مرة ، بلقاء نقص فيه ما وقع لنا في سفرة الحجة
فقد كانت - يعلم الله - عجيبة غريبة فــذة ....!!
بورك في جميع من صبر علينا حتى أتممنا ، ويعلم الله أننا قدر طوقنا ما قصرنا ...!!
و..... انتهــــــــــي .
http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif
في أول صفحة من هذه السفرة بدأت أختنا الفاضلة بعد الحمد والثناء لله والصلاة على رسول الله
بــ انتظرونا
ولم يأتي في البال أن انتظروناهذه سوف تأخذنا إلى أيام وأشهر ..!
كنا في شوق لكل يتبع يذكر في آخر صفحة تكتب ،
وأنا اليوم وهنا وفي الصفحة السابقة وقفت على قوسين هما :
الخاتمة في البداية
و..... انتهى في آخر الحديث
ومسافة ما يقارب الستة أشهر مابين انتظرونا الأولى ... وانتهى ..
تبارك الرحمن ؛
تذكرت تلك الأيام التي عشناها مع الحبيبة ومسيرة أيام وأشهر
سافرنا معها في عمرة أخذنا منها العبرة
فوائد وأحكام ، وطرائف ،
افراح وأطراح ،،
عشنا البسمة ، وعشنا الغصة
وكأننا تماما معها ..
كان انسكاب حرف من القلب (قلبها)
فمكان إلا أن يرتشفه القلب...( ترتشفه قلوبنا)
هل نحزن على انتهى تلك السفرة والتي ختمتها أختنا الحبيبة
بكلمة و.... انتهى !!!
حيث أذرفت الدموع من المآقي بهذا الانتهاء ..
لا... بل سنقيم الاحتفال
تكريم واحتفاء ....
جعلكِ ربي مباركة أختنا الحبيبة أينما كنتِ ..
حياكِ أخيتي وبارك الله فيكِ
موضوع شيق جدا لي عودة لتكملته بعون الله