-
رد: قصائد و أبيات في الزهد و الوعظ و الرقائق
من عاشَ دهراً فسيأتيه الأجَلْ ... والمرءُ تَوَّاقٌ إلى ما لم يَنَلْ
الموْت يتلُوهُ ويُلْهِيه الأمَلْ
وقال الآخر:
كلُّنا يأمُلُ مدّاً في الأَجَلْ ... والمنايا هي آفاتُ الأَمَلْ
وقال الآخر:
لا يغُرَّنْكَ مَسَاءٌ ساكنٌ ... قد يُوَافِي بالمنيَّات السَّحَرْ
وقال التَّيميُّ:
إذا كانت السّبعونُ سنَّك لم يكن ... لدائك إلاّ أن تموتَ طبيبُ
وإنَّ امرأً قد سار سبعين حِجَّةً ... إلى منهَلٍ من وردِهِ لقَريبُ
إذا ما مَضَى القرنُ الذي كنتَ فيهم ... وخُلِّفْتَ في قَرْنٍ فأنتَ غَريب
إذا ما خلوتَ الدَّهرَ يوماً فلا تقُل ... خلوتُ ولكن قُلْ: عَلَيَّ رقيبُ
=====================
خَلِّ جنبيك لرامِ ... وامضِ عنهُ بسَلامِ
مُتْ بداءِ الصَّمت خيرٌ ... لك من داءِ الكلام
إنّما السّالم مَن ألْ ... جَمَ فاهُ بلجَامِ
رُبّما استفتَحتَ بالقو ... ل مَغاليقَ الْحمام
رُبَّ لَفظٍ سَاقَ آجا ... لَ فِئام وفِئامِ
فالبَس الناس على الصِّ ... حَّةِ منهم والسَّقامِ
والمنايا آكلاتٌ ... شارباتٌ للأَنام
شبتَ يا هذَا وما تَتْ ... رُكُ أخلاقَ الغلامِ
البيان والتبيين/ الجاحظ
-
رد: قصائد و أبيات في الزهد و الوعظ و الرقائق
أبو إسحاق الألبيري
أتيتك راجيا ياذا الجلال ... ففرج ما ترى من سوء حالي
عصيتك سيدي ويلي بجهلي ... وعيب الذنب لم يخطر ببالي
إلى من يشتكي المملوك إلا .....إلى مولاه يا مولى الموالي
لعمرى ليت أمي لم تلدني ... ولم أغضبك في ظلم الليالي
فها أنا عبدك العاصي فقير ... إلى رحماك فاقبل لي سؤالي
فإن عاقبت يا ربي تعاقب ... محقا بالعذاب وبالنكال
وإن تعف فعفوك قد أراني ... لأفعالي وأوزاري الثقال
**********
تفت فؤادك الأيام فتا * * * وتنحت جسمك الساعات نحتا
وتدعوك المنون دعاء صدق * * * ألا يا صاح أنت أريد أنتا
أراك تحب عرسا ذات خدر * * * أبتَّ طلاقها الأكياس بتا
تنام الدهر ويحك في غطيط * * * بها حتى إذا مت انتبهتا
فكم ذا أنت مخدوع وحتى * * * متى لا ترعوي عنها وحتى
أبا بكر دعوتك لو أجبتا * * * إلى ما فيه حظك لو عقلتا
إلى علم تكون به إماما * * * مطاعاً إن نهيت وإن أمرتا
ويجلو ما بعينك من غشاها * * * ويهديك الطرق إذا ضللتا
وتحمل منه في ناديك تاجا * * * ويكسوك الجمال إذا عريتا
ينالك نفعه ما دمت حيا * * * ويبقى ذكره لك إن ذهبتا
هو العضب المهند ليس ينبو * * * تصيب به مقاتل من أردتا
وكنز لا تخاف عليه لصا * * * خفيف الحمل يوجد حيث كنتا
يزيد بكثرة الإنفاق منه * * * وينقص إن به كفا شددتا
فلو قد ذقت من حلواه طعما * * * لآثرت التعلم واجتهدتا
ولم يشغلك عنه هوى مطاعٌ * * * ولا دنيا بزخرفها فُتنتا
ولا ألهاك عنه أنيق روضٍ * * * ولا دنيا بزينتها كلفتا
فقوت الروح أرواح المعاني * * * وليس بأن طعمت ولا شربتا
فواظبه وخذ بالجد فيه * * * فإن أعطاكه الله انتفعتا
وإن أعطيت فيه طويل باعٍ * * * وقال الناس إنك قد علمتا
فلا تأمن سؤال الله عنه * * * بتوبيخ : علمتَ فما عملتا
فرأس العلم تقوى الله حقا * * * وليس بأن يقال لقد رأستا
وأفضل ثوبك الإحسان لكن * * * نرى ثوب الإساءة قد لبستا
إذا ما لم يفدك العلم خيرا * * * فخير منه أن لو قد جهلتا
وإن ألقاك فهمك في مهاوٍ * * * فليتك ثم ليتك ما فهمتا
ستجني من ثمار العجز جهلا * * * وتصغر في العيون إذا كبرتا
وتُفقد إن جهلت وأنت باق * * * وتوجد إن علمت ولو فُقدتا
وتذكر قولتي لك بعد حين * * * إذا حقا بها يوما عملتا
وإن أهملتها ونبذت نصحا * * * وملت إلى حطام قد جمعتا
فسوف تعض من ندم عليها * * * وما تغني الندامة إن ندمتا
إذا أبصرت صحبك في سماء * * * قد ارتفعوا عليك وقد سفلتا
فراجعها ودع عنك الهوينى * * * فما بالبطء تدرك ما طلبتا
ولا تختَل بمالك والهُ عنه * * * فليس المال إلا ما علمتا
وليس لجاهل في الناس مغن * * * ولو مُلك العراق له تأتا
سينطق عنك علمك في ملاءٍ * * * ويكتب عنك يوما إن كتمتا
وما يغنيك تشييد المباني * * * إذا بالجهل نفسك قد هدمتا
جعلت المال فوق العلم جهلا * * *لعمرك في القضية ما عدلتا
وبينهما بنص الوحي بون * * * ستعلمه إذا طه قرأتا
لئن رفع الغني لواء مال * * * لأنت لواء علمك قد رفعتا
لئن جلس الغني على الحشايا * * * لأنت على الكواكب قد جلستا
وإن ركب الجياد مسومات * * * لأنت مناهج التقوى ركبتا
ومهما افتض أبكار الغواني * * * فكم بكر من الحِكم افتضضتا
وليس يضرك الإقتار شيئا * * * إذا ما أنت ربك قد عرفتا
فماذا عنده لك من جميل * * * إذا بفناء طاعته أنختا
فقابل بالقبول لنصح قولي * * * فإن أعرضت عنه فقد خسرتا
وإن راعيته قولا وفعلا * * * وتاجرت الإله به ربحتا
فليست هذه الدنيا بشيءٍ * * * تسوؤك حقبة وتسر وقتا
وغايتها إذا فكرت فيها * * * كفيئك أو كحلمك إذ حلُمتا
سجنتَ بها وأنت لها محب * * * فكيف تحب ما فيه سجنتا
وتطعمك الطعام وعن قريب* * * ستطعم منك ما فيها طعمتا
وتعرى إن لبست بها ثيابا * * * وتكسى إن ملابسها خلعتا
وتشهد كل يوم دفن خل * * * كأنك لا تراد لما شهدتا
ولم تخلق لتعمرها ولكن * * * لتعبرها فجد لما خلقتا
وإن هدمت فزدها أنت هدما * * * وحصن أمر دينك ما استطعتا
ولا تحزن على ما فات منها * * * إذا ما أنت في أخراك فزتا
فليس بنافع ما نلت منها * * * من الفاني إذا الباقي حرمتا
ولا تضحك مع السفهاء يوما * * * فإنك سوف تبكي إن ضحكتا
ومن لك بالسرور وأنت رهن * * * وما تدري أتُفدى أم غللتا
وسل من ربك التوفيق فيها * * * وأخلص في السؤال إذا سألتا
وناد إذا سجدت له اعترافا * * * بما نادا ذو النون ابن متى
ولازم بابه قرعا عساه * * * سيفتح بابه لك إن قرعتا
وأكثر ذكره في الأرض دأبا * * * لتُذكر في السماء إذا ذكرتا
ولا تقل الصبا فيه امتهال * * * ونكر كم صغير قد دفنتا
وقل يا ناصحي بل أنت أولى * * * بنصحك لو لفعلك قد نظرتا
تقطعني على التفريط لوما * * * وبالتفريط دهرك قد قطعتا
وفي صغري تخوفني المنايا * * * وما تدري بحالك حيث شختا
وكنت مع الصبا أهدى سبيلا * * * فما لك بعد شيبك قد نكثتا
وها أنا لم أخض بحر الخطايا * * * كما قد خضته حتى غرقتا
ولم أشرب حُميا أم دفرٍ * * * وأنت شربتها حتى سكرتا
ولم أنشأ بعصر فيه نفع * * * وأنت نشأت فيه وما انتفعتا
ولم أحلل بواد فيه ظلم * * * وأنت حللت فيه وانتهكتا
لقد صاحبتَ أعلاما كبارا * * * ولم أرك اقتديت بمن صحبتا
وناداك الكتاب فلم تجبه * * * ونبهك المشيب فما انتبهتا
ويقبح بالفتى فعل التصابي * * * وأقبح منه شيخ قد تفتا
ونفسك ذم لا تذمم سواها * * * لعيب فهي أجدر من ذممتا
وأنت أحق بالتفنيد من * * * ولو كنت اللبيب لما نطقتا
ولو بكت الدما عيناك خوفا * * * لذنبك لم أقل لك قد أمنتا
ومن لك بالأمان وأنت عبد * * * أُمرت فما ائتمرت ولا أطعتا
ثقلت من الذنوب ولست تخشى * * * لجهلك أن تخف إذا وزنتا
وتشفق للمصر على المعاصي * * * وترحمه ونفسك ما رحمتا
رجعت القهقرى وخبطت عشوى * * * لعمرك لو وصلت لما رجعتا
ولو وافيت ربك دون ذنب * * * ونوقشت الحساب إذاً هلكتا
ولم يظلمك في عمل ولكن * * * عسير أن تقوم بما حملتا
ولو قد جئت يوم الحشر فردا * * * وأبصرت المنازل فيه شتى
لأعظمت الندامة فيه لهفا * * * على ما في حيتك قد أضعتا
تفر من الهجير وتتقيه * * * فهلا من جهنم قد فررتا
ولست تطيق أهونها عذابا * * * ولو كنت الحديد به لذبتا
ولا تنكر فإن الأمر جد * * * وليس كما حسبت ولا ظننتا
أبا بكر كشفت أقل عيبي * * * وأكثره ومعظمه سترتا
فقل ما شئت في من المخازي * * * وضاعفها فإنك قد صدقتا
ومهما عبتني فلفرط علمي * * * بباطنه كأنك قد مدحتا
فلا ترض المعايب فهو عار * * * عظيم يورث المحبوب مقتا
وتهوي بالوجيه من الثريا * * * ويبدله مكان الفوق تحتا
كما الطاعات تبلك الدراري * * * وتجعلك القريب وإن بعدتا
وتنشر عنك في الدنيا جميلا * * * وتلقى البر فيها حيث شئتا
وتمشي في مناكبها عزيزا * * * وتجني الحمد فيما قد غرستا
وأنت ان لم تُعرف بعيبٍ* * * ولا دنست ثوبك مذ نشأتا
ولا سابقت في ميدان زورٍ * * * ولا أوضعتَ فيه ولا خببتا
فإن لم تنأ عنه نشبت فيه * * * ومن لك بالخلاص إذا نشبتا
تدنس ما تطهر منك حتى * * * كأنك قبل ذلك ما طهرتا
وصرت أسير ذنبك في وثاق * * * وكيف لك الفكاك وقد أُسرتا
فخف أبناء جنسك واخش منهم * * * كما تخشى الضراغم والسبنتا
وخالطهم وزايلهم حِذارا * * * وكن كالسامري إذا لُمستا
وإن جهلوا عليك فقل سلام * * * لعلك سوف تسلم إن فعلتا
ومن لك بالسلامة في زمان * * * تنال العصم إلا إن عصمتا
ولا تلبث بحي فيه ضيمٌ * * * يميت القلب إلا إن كُبلتا
وغرب فالتغرب فيه خير * * *وشرق إن بريقك قد شرقتا
فليس الزهد في الدنيا خمولا * * * لأنت بها الأمير إذا زهدتا
ولو فوق الأمير تكون فيها * * * سموا وارتفاعا كنت أنتا
فإن فارقتها وخرجت منها * * * إلى دار السلام فقد سلمتا
وإن أكرمتها ونظرت فيها * * * لإكرام فنفسك قد أهنتا
جمعتُ لك النصائح فامتثلها * * * حياتك فهي أفضل ما امتثلتا
وطولتُ العتاب وزدت فيه * * * لأنك في البطالة قد أطلتا
ولا يغررك تقصيري وسهوي * * * وخذ بوصيتي لك إن رشدتا
وقد أردفتها تسعا حسانا * * * وكانت قبل ذا مائة وستا
وصلى على تمام الرسل ربي * * * وعترته الكريمة ما ذكرتا
-
رد: قصائد و أبيات في الزهد و الوعظ و الرقائق
قرأ الحسن: { قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ } قال: رحم الله عبدا صحبها على حسب ذلك، ما الدنيا كلها أولها وآخرها إلا كرجل نام نومة، فرأى في منامه بعض ما يحب، ثم انتبه.
وقال ابن مَعين: كان أبو مُسْهِر ينشد:
و لا خير في الدنيا لمن لم يكن له ... مِنَ الله في دار المقام نَصيبُ
فإن تُعْجب الدنيا رجَالا فإنها ... مَتَاع قليل والزّوَال قريبُ
تفسير القرآن العظيم/ أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي [ 700 -774 هـ ]
-
رد: قصائد و أبيات في الزهد و الوعظ و الرقائق
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ أَبِيهِ :
دِينُ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ آثَارُ **نِعْمَ الْمَطِيَّةُ لِلْفَتَى الْأَخْبَارُ
لَا تُخْدَعَنَّ عَنْ الْحَدِيثِ وَ أَهْلِهِ **فَالرَّأْيُ لَيْلٌ وَالْحَدِيثُ نَهَارُ
وَلَرُبَّمَا جَهِلَ الْفَتَى طُرُقَ الْهُدَى** وَالشَّمْسُ طَالِعَةٌ لَهَا أَنْوَارُ
وَلِبَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ :
الْعِلْمُ قَالَ اللَّهُ قَالَ رَسُولُهُ*** قَالَ الصَّحَابَةُ لَيْسَ خُلْفٌ فِيهِ
مَا الْعِلْمُ نَصْبُكَ لِلْخِلَافِ سَفَاهَةً*** بَيْنَ النُّصُوصِ وَبَيْنَ رَأْيِ سَفِيهِ
كَلًّا وَ لَا نَصْبُ الْخِلَافِ جَهَالَةً*** بَيْنَ الرَّسُولِ وَبَيْنَ رَأْيِ فَقِيهِ
كَلًّا وَ لَا رَدُّ النُّصُوصِ تَعَمُّدًا*** حَذَرًا مِنْ التَّجْسِيمِ وَالتَّشْبِيهِ
حَاشَا النُّصُوصَ مِنْ الَّذِي رُمِيَتْ بِهِ ***مِنْ فِرْقَةِ التَّعْطِيلِ وَالتَّمْوِيهِ
إعلام الموقعين عن رب العالمين/ابن القيم
-
رد: قصائد و أبيات في الزهد و الوعظ و الرقائق
وَقَالَ مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ يُوصِي ابْنَهُ كِدَامًا شِعْرًا :
إنِّي مَنَحْتُكَ يَا كِدَامُ وَصِيَّتِي=== فَاسْمَعْ لِقَوْلِ أَبٍ عَلَيْكَ شَفِيقِ
أَمَّا الْمُزَاحَةُ وَالْمِرَاءُ فَدَعْهُمَا ===خُلُقَانِ لَا أَرْضَاهُمَا لِصَدِيقِ
إنِّي بَلَوْتُهُمَا فَلَمْ أَحْمَدْهُمَا=== لِمُجاوِرٍ جَارٍ وَلَا لِرَفِيقِ
وَالْجَهْلُ يُزْرِي بِالْفَتَى في قومه=== وَعُرُوقُهُ فِي النَّاسِ أَيُّ عُرُوقِ
وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ الرِّيَاشِيُّ :
وَإِذَا بُلِيتُ بِجَاهِلٍ مُتَجَاهِلٍ=== يَجِدُ الْمُحَالَ مِنْ الْأُمُورِ صَوَابَا
أَوْلَيْتُهُ مِنِّي السُّكُوتَ وَرُبَّمَا=== كَانَ السُّكُوتُ عَنْ الْجَوَابِ جَوَابَا
الآداب الشرعية/ شَمْسُ الدِّينِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُفْلِحٍ الْمَقْدِسِيُّ الْحَنْبَلِيُّ
-
رد: قصائد و أبيات في الزهد و الوعظ و الرقائق
أنشدنا أبو مزاحم موسى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان لنفسه:
أعوذ بعزة الله السلام== و قدرته من البدع العظام
أبين مذهبي فيمن أراه==إماما في الحلال وفي الحرام
كما بينت في القراء قولي== فلاح القول معتليا أمامي
و لا أعدو ذوي الآثار منهم== فهم قصدي وهم نور التمام
أقول الآن في الفقهاء قولا== على الانصاف جد به اهتمامي
أرى بعد الصحابة تابعيهم== لذى فتياهم بهم ائتمامي
علمت إذا عزمت على اقتدائي== بهم إني مصيب في اعتزامي
و بعد التابعين أئمة لي== سأذكر بعضهم عند انتظامي
فسفيان العراق و مالك في== حجازهم و أوزاعي شامي
ألا و ابن المبارك قدوة لي== نعم و الشافعي أخو الكرام
و سام بذكري النعمان فيهم==فنعم فتى به سامى المسامي
و ممن أرتضى فأبو عبيد ==و ارضى بابن حنبل الإمام
فآخذ من مقالهم اختياري== و ما أنا بالمباهى و المسامي
و أخذى بإختلافهم مباح ==لتوسيع الإله على الأنام
و لست مخالفا إن صح لي== عن رسول الله قول بالكلام
إذا خالفت قول رسول الله ربي ==خشيبت عقاب رب ذي انتقام
و ما قال الرسول فلا خلاف== له يارب أبلغه سلامي
و قال أبو عمر قد يحتمل قوله فآخذ من مقالهم اختياري وجهين:
* أحدهما أن يكون مذهبة في ذلك كمذهب القاسم بن محمد ومن تابعه من العلماء أن الاختلاف سعة ورحمة
*و الوجه الآخر أن يكون أراد آخذ من مقالهم اختياري: أي أصير من أقاويلهم إلى ما قام عليه الدليل فإذا بان لي صحته اخترته, و هذا أولى من أن يضاف إلى أحد الأخذ بما أراده في دين الله بغير برهان
جامع بيان العلم وفضله/يوسف بن عبد البر النمري
-
رد: قصائد و أبيات في الزهد و الوعظ و الرقائق
الناسُ مِن جِهَةِ التِمثالِ اَكفاءُ===. أَبوهُمُ آدَمُ وَالأُمُ حَوّاءُ
نَفسٌ كَنَفسٍ وَأَرواحٌ مُشاكَلَةٌ ===وَأَعظُمٍ خُلِقَت فيها وَ أَعضاءُ
وَإِنَّما أُمَّهاتُ الناسِ أَوعِيَةٌ ===مُستَودِعاتٌ وَلِلأَحسابِ آباءُ
فَإِن يَكُن لَهُمُ مِن أَصلِهِم شَرَفٌ ===يُفاخِرونَ بِهِ فَالطينُ وَالماءُ
ما الفَضلُ إِلا لِأَهلِ العِلمِ إِنَّهُمُ ===عَلى الهُدى لِمَنِ اِستَهدى أَدِلّاءُ
وَقَدرُ كُلِّ اِمرِئٍ ما كاَن يُحسِنُهُ ===وَلِلرِجالِ عَلى الأَفعالِ اسماءُ
وَضِدُّ كُلِّ اِمرِئٍ ما كانَ يَجهَلُهُ=== وَالجاهِلونَ لِأَهلِ العِلمِ أَعداءُ
وَإِن أَتَيتَ بِجودٍ مِن ذَوي نَسَبٍ=== فَإِنَّ نِسبَتَنا جودٌ وَعَلياءُ
فَفُز بِعِلمٍ وَلا تَطلُب بِهِ بَدَلاً=== فَالناسُ مَوتى وَأهُلُ العِلمِ أَحياءُ
-
رد: قصائد و أبيات في الزهد و الوعظ و الرقائق
حدثنا محمد بن الحسين حدثني يحيى بن بسطام قال : قلت لجار لضغيم : سمعت ابا مالك يذكر من الشعر شيئا ؟ قال : ما سمعته يذكر إلا بيتا واحدا
قلت :ما هو ؟
قال :
قد يخزن الورع التقى لسانه ... حذر الكلام و إنه لمفوه
الصمت /ابن أبي الدنيا
-
رد: قصائد و أبيات في الزهد و الوعظ و الرقائق
والوجه تخلقه المزاحة إنها.... لفظ يضر ومنطق لا يرشد
فدع المزاحة للسفيه فربما... هاجت عجاج عداوة لا تحمد
---------------
لم يقل عبد الله بن المبارك رحمه الله مثل هذين البيتين :
تعاهد لسانك إن اللسان.... سريع إلى المرء في قتله
وهذا اللسان بريد الفؤاد... يدل الرجال على عقله
----------------
لسان الفتى سبع عليه شذاته... و إلا يزغ من غربه فهو آكله
وما العجز إلا منطق متنوع... سواء عليه حق أمر و باطله
---------------
استر العي ما استطعت بصمت... إن في الصمت راحة للصموت
و اجعل الصمت إن عييت جوابا ...رب قول جوابه في السكوت
---------------
حدثني الحسن بن الصباح ، أنه حدث عن عباءة بن كليب قال : أتاني مؤمل الشاعر فقال : قد علمت أنك لا تروي شعرا ولكن اسمع هذه الثلاثة الأبيات إذا سافهك لئيم أبدا فامتثلها له ، ولا تجبه :
إذا نطق اللئيم فلا تجبه ...فخير من إجابته السكوت
لئيم القوم يشتمني فيحظى... و لو دمه سفكت لما حظيت
فلست مشاتما أبدا لئيما... خزيت لمن يشاتمني خزيت
-----------------
حدثني يعقوب بن عبيد قال : قرأت على حائط بالإسكندرية مكتوب :
لعمرك ما للمرء كالرب حافظ... و لا مثل عقل المرء للمرء واعظ
لسانك لا يلقيك في الغي لفظه... فإنك مأخوذ بما أنت لافظ
---------------
أطلع أبو الأسود الدؤلي مولى له على سر له ، فبثه فقال أبو الأسود :
أمنت على السر امرءا غير حازم... ولكنه في النصح غير مريب
فذاع به في الناس حتى كأنه ...بعلياء نار أوقدت بثقوب
و ما كل ذي نصح بمعطيك نصحه... و لا كل من ناصحته بلبيب
ولكن إذا ما استجمعا عند واحد... فحق له من طاعة بنصيب
-------------
لسانك ما بخلت به مصون.... فلا تهمله ليس له قيود
و سكن بالصمات خبيء صدر ...كما يخبأ الزبرجد و الفريد
فإنك لن ترد الدهر قولا ..نطقت به و أندية قعود
كما لم ترتجع مسقاة ماء ...و لم يرتد في الرحم الوليد
----------------
أدبت نفسي فما وجدت لها... من بعد تقوى الإله من أدب
في كل حالاتها و إن قصرت... أفضل من صمتها عن الكذب
و غيبة الناس إن غيبتهم... حرمها ذو الجلال في الكتب
إن كان من فضة كلامك يا... نفس فإن السكوت من ذهب
الصمت/ ابن أبي الدنيا
-
رد: قصائد و أبيات في الزهد و الوعظ و الرقائق
فإن المر حين يسر حلو *** وإن الحلو حين يضر مر
فَخُذ مُرّاً تُصادِف منهُ حلواً ... وَلا تَعدِلُ إلى حلوٍ يَضرُّ
اللطائف/ ابن الجوزي
-
رد: قصائد و أبيات في الزهد و الوعظ و الرقائق
يا مفنيا عمره في الكأس والوتر ... و راعيا في الدجى للأنجم الزهر
يبكي حبيبا جفاه أو ينادم من ... يهفو لديه كغصن باسم الزهر
منعما بين لذات يمحقها ... و لا يُخلد من فخر و لا سير
و عاذلا لي فيما ظلت أكتبه ... يبدي التعجب من صبري و من فكري
يقول مالك قد أفنيت عمرك في ... حبر و طرس عن الأغصان و الحبر
و ظلت تسهر طول الليل في تعب ... و لا ترى أبد الأيام في ضجر
أقصر فإني أدري بالذي طمحت ... لأفقه همتي واسأل عن الأثر
و اسمع لقول الذي تتلى محاسنه ... من بعد ما صار مثل الترب كالسور
جمال ذي الأرض كانوا في الحياة وهم ... بعد الممات جمال الكتب والسير
نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب / المقري التلمساني
-
رد: قصائد و أبيات في الزهد و الوعظ و الرقائق
قد ذهب الحي إلى عرسه......و عذب الميت في رمسه
مرتهن النفس بأعمالها.... لا يأمن الإطلاق من حبسه
لنفسه صالح أعمالها ....و ما سوى هذا على نفسه
======
يا غافلين أفيقوا قبل بعثكم....و قبل يؤخذ بالأقدام واللم
و الناس أجمع طرا شاخصون عراة....لا ينطقون بلابكم و لا صمم
و الخلق قد شغلوا و الحشر جامعهم....و الله طالبهم بالحل والحرم
و قد تبدى لأهل الجمع كلهم....وعد الإله من التعذيب و النقم
و كل نفس لدي الجبار شاخصة....لا ينطقون بلا روح من الزحم
بستان الواعظين ورياض السامعين/ ابن الجوزي
-
رد: قصائد و أبيات في الزهد و الوعظ و الرقائق
اعْمَلْ بِعِلْمِكَ تَغْنَمْ أَيُّهَا الرَّجُلُ ... لَا يَنْفَعُ الْعِلْمُ إِنْ لَمْ يَحْسُنِ الْعَمَلُ
وَ الْعِلْمُ زَيْنٌ وَتَقَوَى اللَّهِ زِينَتُهُ ... وَ الْمُتَّقُونَ لَهُمْ فِي عِلْمِهِمْ شُغُلُ
وَ حُجَّةُ اللَّهِ يَا ذَا الْعِلْمِ بَالِغَةٌ ... لَا الْمَكْرُ يَنْفَعُ فِيهَا لَا وَ لَا الْحِيَلُ
تَعَلَّمِ الْعِلْمَ وَ اعْمَلْ مَا اسْتَطَعْتَ بِهِ ... لَا يُلْهِيَنَّكَ عَنْهُ اللَّهْوُ وَالْجَدَلُ
وَ عَلِّمِ النَّاسَ وَ اقْصِدْ نَفْعَهُمْ أَبَدًا ... إِيَّاكَ إِيَّاكَ أَنْ يَعْتَادَكَ الْمَلَلُ
وَ عِظْ أَخَاكَ بِرِفْقٍ عِنْدَ زَلَّتِهِ ... فَالْعِلْمُ يَعْطِفُ مَنْ يَعْتَادُهُ الزَّلَلُ
وَإِنْ تَكُنْ بَيْنَ قَوْمٍ لَا خَلَاقَ لَهُمْ ... فَأْمُرْ عَلَيْهِمْ بِمَعْرُوفٍ إِذَا جَهَلُوا
فَإِنْ عَصَوْكَ فَرَاجِعْهُمْ بِلَا ضَجَرٍ ... وَ اصْبِرْ وَ صَابِرْ وَ لَا يَحْزُنْكَ مَا فَعَلُوا
فَكُلُّ شَاةٍ بِرِجْلَيْهَا مُعَلَّقَةٌ ... عَلَيْكَ نَفْسَكَ إِنْ جَارُوا وَإِنْ عَدَلُوا
اقْتِضَاءُ الْعِلْمِ الْعَمَلَ/ أحمد بن علي بن ثابت البغدادي أبو بكر (الخطيب البغدادي)
-
رد: قصائد و أبيات في الزهد و الوعظ و الرقائق
الخطيب البغدادي/اقْتِضَاءُ الْعِلْمِ الْعَمَلَ
قَرَأْتُ عَلَى ظَهْرِ كِتَابٍ لِأَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبَانَ الْهِيتِيِّ :
إِذَا الْعِلْمُ لَمْ تَعْمَلْ بِهِ ... كَانَ حُجَّةً عَلَيْكَ ، وَ لَمْ تُعْذَرْ بِمَا أَنْتَ حَامِلُ
فَإِنْ كُنْتَ قَدْ أَبْصَرْتَ هَذا فَإِنَّمَا... يُصَدِّقُ قَوْلَ الْمَرْءِ مَا هُوَ فَاعِلُ
----------------
أَنْشَدَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الصُّورِيُّ لِنَفْسِهِ :
كَمْ إِلَى كَمْ أَغْدُو إِلَى طَلَبِ الْعِلْـــــمِ مُجِدًّا فِي جَمَعَ ذَاكَ حَفِيًّا
طَالِبًا مِنْهُ كُلَّ نَوْعٍ وَفَنٍّ ......وَغَرِيبٍ وَلَسْتُ أَعْمَلُ شَيًّا
وَإِذَا كَانَ طَالِبُ الْعِلْمِ لَا يَعْمَـــــلُ بِالْعِلْمِ كَانَ عَبْدًا شَقِيًّا
إِنَّمَا تَنْفَعُ الْعُلُومُ لِمَنْ كَا ...........نَ بِهَا عَامِلًا وَكَانَ تَقِيًّا
----------
مَا مَنْ رَوَى عِلْمًا وَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ......... فَيَكُفَّ عَنْ وَتْغِ الْهَوَى ، بَأَدِيبِ
حَتَّى يَكُونَ بِمَا تَعَلَّمَ عَامِلًا..... مِنْ صَالِحٍ فَيَكُونُ غَيْرَ مَعِيبِ
وَ لَقَلَّمَا تُجْدِي إِصَابَةُ صَائِبٍ ..........أَعْمَالُه ُ أَعْمَالُ غَيْرِ مُصِيبِ
---------------
لَمْ نُؤْتَ مِنْ جَهْلٍ وَ لَكِنَّنَا.......... نَسْتُرُ وَجْهَ الْعِلْمِ بِالْجَهْلِ
نَكْرَهُ أَنْ نَلْحَنَ فِي قَوْلِنَا .........وَ لَا نُبَالِي اللَّحْنَ فِي الْفِعْلِ
-
رد: قصائد و أبيات في الزهد و الوعظ و الرقائق
ما شاء الله تبارك الله
عجبت لك .ولمواضيعك .
موفق إن شاء الله حفظ الله لك قلبك وسددك إلى ما يصلحك وثبتك .
-
رد: قصائد و أبيات في الزهد و الوعظ و الرقائق
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوخزيمةالمصرى
ما شاء الله تبارك الله
عجبت لك .ولمواضيعك .
موفق إن شاء الله حفظ الله لك قلبك وسددك إلى ما يصلحك وثبتك .
آمين و أسأل الله أن يرزقك علما نافعا و عملا صالحا
-------
حـكـمُ المنـيَّـةِ فـــي الـبـريَّـةِ جـــار ----مـــا هـــذه الـدُّنـيــا بــــدار قــــرارِ
بيـنـا يُــرى الإنـسـانُ فيـهـا مُخـبـراً----- حـتَّـى يُــرى خـبـراً مــن الأَخـبــارِ
طُبِعَـتْ علـى كَــدَرٍ وأنــت تريـدهـا -----صـفــواً مـــن الأقـــذاءِ والأكـــدارِ
ومـكـلِّـفُ الأيَّـــامِ ضــــدَّ طـبـاعـهـا -----متطـلِّـبٌ فــي الـمــاءِ جَـــذوةَ نـــارِ
وإذا رجـــوتَ المسـتـحـيـلَ فـإنَّـمــا ------تبـنـي الـرجـاءَ عـلـى شفـيـرٍ هـــارِ
فالـعـيـشُ نــــومٌ والـمـنـيَّـةُ يـقـظــةٌ----- و الــمــرءُ بيـنـهـمـا خــيــالٌ ســــارِ
أبو الحسن علي بن محمد بن فهد التهامي
-
رد: قصائد و أبيات في الزهد و الوعظ و الرقائق
اِصبِر لِمَرِّ حَوادِثِ الدَهرِ..... فَلَتَحمَدَنَّ مَغَبَّةَ الصَبرِ
وَاِمهَد لِنَفسِكَ قَبلَ ميتَتِها ....وَ اِذخَر لِيَومِ تَفاضُلِ الذُخرِ
فَكَأَنَّ أَهلَكَ قَد دَعوكَ فَلَم .....تَسمَع وَأَنتَ مُحَشرَجُ السَدرِ
وَكَأَنَّهُم قَد عَطَّروكَ بِما ......يَتَزَوَّدُ الهَلكى مِنَ العِطرِ
وَكَأَنَّهُم قَد قَلَّبوكَ عَلى.... ظَهرِ السَريرِ وَظُلمَةِ القَبرِ
يا لَيتَ شِعري كَيفَ أَنتَ عَلى..... ظَهرِ السَريرِ وَأَنتَ لا تَدري
أَو لَيتَ شِعري كَيفَ أَنتَ إِذا ....غُسِّلتَ بِالكافورُ وَالسِدرِ
أَو لَيتَ شِعري كَيفَ أَنتَ إِذا.... وُضِعَ الحِسابُ صَبيحَةَ الحَشرِ
ما حُجَّتي فيما أَتَيتُ وَما..... قَولي لِرَبّي بَل وَما عُذري
أَن لا أَكونَ قَصَدتُ رُشدي أَو..... أَقبَلتُ ما اِستَدبَرتُ مِن أَمري
يا سَوأَتا مِمّا اِكتَسَبتُ وَيا..... أَسَفي عَلى ما فاتَ مِن عُمري
أبو نواس
-
رد: قصائد و أبيات في الزهد و الوعظ و الرقائق
قال أبو حامد الخلقاني لأحمد بن حنبل يا أبا عبد الله هذه القصائد الرقاق التي في ذكر الجنة و النار أي شيء تقول فيها ؟
فقال مثل أي شيء؟
قلت يقولون:
إذا ما قال لي ربي ... أما استحييت تعصيني
وتخفي الذنب من خلقي ... وبالعصيان تأتيني
فقال: أعد علي
فأعدت عليه
فقام ودخل بيته ورد الباب فسمعت نحيبه من داخل البيت وهو يقول:
إذا ما قال لي ربي ... أما استحييت تعصيني
وتخفي الذنب من خلقي ... وبالعصيان تأتيني
تلبيس إبليس/ ابن الجوزي
وهذه القصيدة كاملة :
إذا ما قال لي ربي..... أما استحييت تعصيني ؟
وتُـخفي الذنبَ من خلقيَ..... و بالعصيانِ تأتيني
فكيف أجيبُ يا ويحي ....ومن ذا سوف يحميني؟
أسُلي النفس بالآمالِ.... من حينٍ الى حيني ..
وأنسى ما وراءُ الموت .....ماذا بعد تكفيني
كأني قد ضّمنتُ العيش.... ليس الموت يأتيني
وجائت سكرة المـــــــــوتُ الشديدة من سيحميني؟؟
نظرتُ الى الوُجوهِ أليـــــــــــس منُهم سيفدينـــي؟
سأسأل ما الذي قدمت .....في دنياي ينجيني
فكيف إجابتي من..... بعد ما فرطت في ديني
ويا و يحي ألـم أسمع..... كلام الله يدعوني؟؟
ألــــم أسمع بما قـــــــــــــد جاء في قاف ويسِ
ألم أسمع بيوم الحشر.... يوم الجمع و الدين
ألـــم أسمع مُنادي المــــــــــــ ـوت يدعوني يناديي
فيا ربــــاه عبدُ تــــــــــــائ بُ من ذا سيأويني ؟
سوى رب غفور واســــــــعُ للحقِ يهدييني
أتيتُ إليكَ فارحمنـــــــــ ـــــي وثقــّـل في موازيني
و خفَفَ في جزائي.... أنتَ أرجـى من يجازيني
-
رد: قصائد و أبيات في الزهد و الوعظ و الرقائق
قال أَحْمَد بن موسى وجدتت على خف عطاء السلمي مكتوبا وكان حائكا
ألا إنما التقوى هو العز والكرم ... وفخرك بالدنيا هو الذل والعدم
وليس على عَبْد تقي نقيصة ... إذا صحح التقوى وإن حاك أو حجم
-----------------------
وأنشدني أَبُو بدر أَحْمَد بْن خالد بْن عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الملك بحران
يا نفس مَا هو إلا صبر أيام ... كأن لذاتها أضغاث أحلام
يا نفس جوزي عَن الدنيا مبادرة ... و خل عنها فإن العيش قدامي
---------------------
و إذا تشاجر في فؤادك مرة ... أمران فاعمد للأعف الأجمل
و إذا هممت بأمر سوء فتئد ... وإذا هممت بأمر خير فافعل
--------------------
وأنشدني منصور بن محمد الكريزى
تخير قرينا من فعالك إنما ... يزين الفتى في القبر مَا كان يفعل
فإن كنت مشغولا بشيء فلا تكن ... بغير الذي يرضى به الله تشغل
فلا بد بعد القبر من أن تعده ... ليوم ينادى المرء فيه فيسأل
فلن يصحب الإنسان من قبل موته ... و لا بعده إلا الذي كان يعمل
ألا إنما الإنسان ضيف لأهله ... يقيم قليلا بينهم ثم يرحل
روضة العقلاء ونزهة الفضلاء/ ابن حبان
-
رد: قصائد و أبيات في الزهد و الوعظ و الرقائق
و إن امرأ لم يصف لله قلبه ... لفي وحشة من كل نظرة ناظر
و إن امرأ لم يرتحل ببضاعة ... إلى داره الأخرى فليس بتاجر
و إن امرأ ابتاع دنيا بدينه ... لمنقلب منها بصفقة خاسر
------------------
و ما المرء إلا قلبه ولسانه ... إذا حصلت أخباره و مداخله
إذا مَا رداء المرء لم يك طاهرا ... فهيهات أن ينقيه بالماء غاسله
و ما كل من تخشى ينالك شره ... وما كل مَا أملته أنت نائله
-----------------
و إذا بحثت عَن التقي وجدته ... رجلا يصدق قوله بفعال
و إذا اتقى اللَّه امرؤ و أطاعه ... فيداه بين مكارم و معال
و على التقي إذا تراسخ في التقى ... تاجان تاج سكينة و جمال
و إذا تناسبت الرجال فما أرى ... نسبا يكون كصالح الأعمال .
---------------
تعلم فليس المرء يولد عالما ... و ليس أخو علم كمن هو جاهل
و إن كبير القوم لا علم عنده ... صغير إذا التفت عَلَيْهِ المحافل
--------------
يا طالب العلم باشر الورعا ... وباين النوم و اهجر الشبعا
ماضر عبدا صحت إرادته ... أجاع يوما في الله أو شبعا
ماضر عبدا صحت عزائمه ... أين من الأرض أينما صقعا
ما طمعت نفس عابد فنوى ... سؤال قوم إلا لهم خضعا
يا أيها الناس مَا لعالمكم ... في بحر ماء الملوك قد كرعا
يا أيها الناس أنتم زرع ... يحصده الموت كلما طلعا
روضة العقلاء ونزهة الفضلاء/محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن مَعْبدَ، التميمي، أبو حاتم، الدارمي، البُستي
-
رد: قصائد و أبيات في الزهد و الوعظ و الرقائق
إِن كانَ يُعجِبُكَ السُكوتُ فَإِنَّهُ ......قَد كانَ يُعجِبُ قَبلَكَ الأَخيارا
وَلَئِن نَدِمتَ عَلى سُكوتِكَ مَرَّةً ...فَلَقَد نَدِمتَ عَلى الكَلامِ مِرارا
إِنَّ السُكوتَ سَلامَةٌ وَلَرُبَّما..... زَرَعَ الكَلامُ عَداوَةً وَضِرارا
وَإِذا تَقَرَّبَ خاسِرٌ مِن خاسِرٍ .....زادا بِذاكَ خَسارَةً وَتَبارا
--------------------------
ما ذل ذو صمت و ما من مكثر.... إلا يزل و ما يعاب صموت
إن كان منطق ناطق من فضة ....فالصمت در زانه الياقوت
-----------------------
لعمرك مَا شيء علمت مكانه ... أحق بسجن من لسان مذلل
على فيك مما ليس يعنيك شأنه ... بقفل وثيق مَا استطعت فأقفل
فرب كلام قد جرى من ممازح ... فساق إليه سهم حتف معجل
وللصمت خير من كلام بمأثم ... فكن صامتا تسلم وإن قلت فاعدل
-------------------------
أنت من الصمت آمن الزلل ... ومن كثير الكلام في وجل
لا تقل القول ثم تتبعه ... ياليت مَا كنت قلت لم أقل
-----------------------
استر العي مَا استطعت بصمت ... إن في الصمت راحة للصموت
و اجعل الصمت إن عييت جوابا ... رب قول جوابه في السكوت
روضة العقلاء ونزهة الفضلاء
-
رد: قصائد و أبيات في الزهد و الوعظ و الرقائق
أيا هاذم اللذات ما منك مهرب ... تحازر نفسي منك ما سيصيبها
أرأيت المنايا قسمت بين أنفس ... ونفسي سيأتي بعدهن نصيبها
-------------------------
إن من عاش آمنا في سرور ... قاعد من سروره في غرور
ما لمن يذكر المقابر والموت ... إذا كان عاقلا من سرور
------------------------------
حدثنا عمرو بن محمد الغلابي حَدَّثَنَا مهدي بْن سابق قال قرىء على قصر هذه الأبيات
هذى منازل أقوام عهدتهم ... في ظل عيش عجيب ماله خطر
صاحت بهم حادثات الدهر فانقلبوا ... إلى القبور فلا عين و لا أثر
--------------------
ومشيد دارا ليسكن داره ... سكن القبور وداره لم يسكن
----------------------
لوأنني أعطيت سؤلي لما ... سألت إلا العفو و العافيه
فكم فتى قد بات في نعمة ... فسل منها الليلة الثانية
---------------------
قَالَ أَبُو العتاهية دخلت على هارون أمير المؤمنين فلما بصر بي قَالَ أَبُو العتاهية ؟
قلت: أَبُو العتاهية
قَالَ: الذي يقول الشعر ؟
قلت: الذي يقول الشعر
قَالَ :عظني بأبيات شعر وأوجز فأنشدته
لا تأمن الموت في طرف و لا نفس ... ولو تمنعت بالحجاب والحرس
و اعلم بأن سهام الموت قاصدة ... لكل مدرع منا و مترس
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها ... إن السفينة لا تجري على اليبس
قال فخر مغشيا عَلَيْهِ
--------------------
حدثنا عمرو بْن مُحَمَّد حَدَّثَنَا الغلابي حَدَّثَنَا أَبُو جعفر البغدادي قَالَ قرأت على باب قصر بالسند
نزل الموت منزلا ... سلب القوم وارتحل
فقلت مَا هذا؟
فقالوا مات أهل القصر كلهم فأصبحوا و هذا الكتاب على الباب لا يدري من كتبه
و أنشدني البسامي
قد يصح المريض بعد إياس ... كان منه و يهلك العواد
يصاد القطا فينجو سليما ... بعد هلك و يهلك الصياد
-----------------------
أموالنا لذوي الميراث نجمعها ... ودورنا لخراب الدهر نبنيها
و النفس تكلف بالدنيا وقد علمت ... أن السلامة فيها ترك مَا فيها
فلا الإقامة تنجي النفس من تلف ... ولا الفرار من الأحداث ينجيها
وكل نفس لها زور يصبحها ... من المنية يوما أو يمسيها .
روضة العقلاء ونزهة الفضلاء
-
رد: قصائد و أبيات في الزهد و الوعظ و الرقائق
كان ابن المبارك يتمثل بهذه الأبيات:
وكيف تحب أن تدعى حكيماً ... و أنت لكل ما تهوى ركوب
و تضحك دائماً ظهراً لبطنٍ ... و تذكر ما عملت و لا تتوب
الترغيب والترهيب/أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الأصبهاني قوام السنة
-
رد: قصائد و أبيات في الزهد و الوعظ و الرقائق
لا تنظرنّ إلى القصور العامرة...... و اذكر عظامك حين تمسي ناخرة
و إذا ذكرت زخارف الدنيا فقل..... لبّـيـك إنّ العيش عيش الآخرة
-
رد: قصائد و أبيات في الزهد و الوعظ و الرقائق
رأى عيسى بن مريم عليه السلام الدنيا في صورة عجوز هتماء عليها من كل زينة فقال لها: كم تزوجت؟
فقالت: لا أحصيهم
قال: أو كلهم مات عنك أو كلهم طلقك؟
قالت :بل كلهم قتلت
فقال عيسى بؤسا لأزواجك الباقين كيف لا يعتبرون بأزواجك الماضين
إلام تغر بالأمل الطويل ....و ليس إلى الإقامة من سبيل
فدع عنك التعلل بالأماني....فما بعد المشيب سوى الرحيل
أتأمن أن تدوم على الليالي...و كم أفنين قبلك من خليل
و ما زالت بنات الدهر تفني....بني الأيام جيلا بعد جيل
التبصرة/ ابن الجوزى
-
رد: قصائد و أبيات في الزهد و الوعظ و الرقائق
و مالي و للـدُّنيا و ليسـتْ ببغْيتـي * * * ولا مُنْتهى قصَْدي ولسْتُ أنا لهـا
و لسـتُ بميـَّال إليـها و لا إلـى * * * رئاسَـتِهـا نَـتْناً وقُبْحـا ً لحالهـا
هي الـدارُ دارُ الهمِّ والغمِّ و العَنـا * * * سريعٌ تقضِّيــها قريـبٌ زوالُهـا
مياسيرُها عُسْرٌ وحـزْنٌ سرورُهـا * * * وأرباحُهـا خُسْرٌ ونَقْـصٌ كمالُها
إذا أضحكَتْ أبكتْ و إنْ رام وصْلَها * * * غبيٌّ فيا سُرْعَ انقطاعِ وصالِهـا
فأسـألُ ربـي أن يحـوْلَ بحـوله * * * وقوَّتِـه بيـني وبيـنَ اغتيالِـها
فيا طالـبَ الـدُّنيا الـدنيئة جاهداً * * * ألا اطلبْ سِواها إنَّها لا وفَا لَها
فكم قد رأينا مـن حريصٍ و مُشْـفقٍ * * * عليها فلمْ يظفرْ بـها أنْ ينالَـها
لقـدْ جاء في آي الحـديدِ و يونُـسٍ * * * وفي الكهْفِ إيضاحٌ بضرْبِ مثالِهـا
و فـي آل عمرانٍ و سـورة فاطـرٍ * * * وفي غافرٍ قد جـاء تبيانُ حالِـها
و فـي سورة الأحقافِ أعظمُ واعظٍ * * * وكمْ من حديثٍ موجبٍ لاعتزالِها
لقـد نظَـروا قـومٌ بعينٍ بصـيرةٍ * * * إليها فلـمْ تغررْهُـمُ باختيالِهـا
أولئـكَ أهْـلُ اللهِ حقاً وحزْبـُه * * * لهم جنـةُ الفردوسِ إرثاً ويالَهـا
و مال إليهـا آخـرون لجهلـهم * * * فلما اطمئنّـوا أرشقتْهُـمْ نبالُهـا
أولئك قـومٌ آثـروها فأُعقِـبوا بها * * * الخزيَ في الأخرى وذاقوا وبالَهـا
فقـلْ للذين اسْتعـذَبوها رُويدَكُـم * * * سينقلبُ السـمَّ النقيـعَ زلالُهـا
ليلْهـوا و يغترُّوا بها ما بدا لـهم * * * متى تبلغِ الحلقـومَ تُصـرَمْ حبالُهـا
و يـومَ توفَّـى كلُّ نفسٍ بكسْبـها * * * تـودُّ فـداءً لو بنيهـا ومالِهـا
و تأخُـذُ إمَّـا باليمـين كتابـَها * * * إذا أحسنتْ أو ضـدَّ ذا بشمالها
ويبدو لديهـا ما أسـرَّتْ و أعلنتْ * * * و ما قدَّمـتْ مـن قولهـا وفِعَالهـا
بأيـدي الكرام الكاتبين مسطَّــرٌ * * * فلـم يُغْـنِ عنها عذرُها وجدالُها
هنـالك تَـدري ربْحَها وخسَارَهـا * * * وإذْ ذاك تلقـى مـا إليـه مآلُـها
فإنْ تَكُ منْ أهـل السعـادةِ والتقى * * * فـإنَّ لهـا الحسْنى بحسْن فِعالهـا
تفـوزُ بجنـاتِ النعيـم وحُورِهـا * * * و تُحـبَرُ فـي روضاتِهـا وظلالِهـا
وتُـرزق مما تشتهـي من نعيمـها * * * وتشْـرَبُ مـن تسنيمهـا وزلالِهـا
و إنَّ لهـم يـومَ المـزيدِ لمـوعـداً * * * زيادة زُلفـى غيرُهـم لا ينالُـهـا
وجـوهٌ إلى وجـه الإله نواظـرٌ * * * لقد طالما بالدمع كان ابتلالُــهـا
تجلَّـى لها الـربُّ الرحيمُ مسلِّـماً * * * فيزدادُ مـن ذاك التجلِّي جمالُــها
بمقعَـد صِـدْقٍ حبـذا الجارُ ربُّهـم * * * ودارُ خلودٍ لم يخافـوا زوالَــهـا
فـواكِهُهـا مما تلـذُّ عيـونُهـم * * * و تطَّـردُ الأنهـارُ بين خِلالِــهـا
على سـرُرٍ موضـونةٍٍ ثم فرْشُهـم * * * كمـا قال فيهـا ربُّنا واصفاً لَـهـا
بطائنُهـا إستـبرقٌ كيفَ ظنُّـكم * * * ظواهرُهـا لا منتهـى لجمالِـهـا
و إنْ تكنِ الأخـرى فويلٌ و حسْرةٌ * * * و نارُ جحيـمٍ مـا أشدَّ نكالَـهـا
لهم تحتهم منها مَهـادٌ و فـوقَـهم * * * غواشٍ ومِـنْ يحمـومَ ساء ظِلالُـهـا
طعـامُهم الغسلينُ فيها وإن سُقُـوا * * * حميماً بـه الأمعـاءُ كان انحلالُـهـا
أمانيُّهـم فيهـا الهـلاكُ و ما لـهم * * * خروجٌ ولا مـوتٌ كمـا لا فنَا لَـها
مَحَلَّين قل للنفس ليس سـواهما * * * لِتَكْسِبْ أو فلْتَكْتسِـبْ ما بـدا لَهـا
فطـوبى لنفسٍ جـوَّزتْ و تخفَّفـتْ * * * فتنجـو كفافـاً لا عليهـا ولا لَهـا
الشيخ العلامة حافظ بن أحمد الحكمي رحمه الله
-
تخير قرينا من فعالك إنما ... يزين الفتى في القبر مَا كان يفعل
فإن كنت مشغولا بشيء فلا تكن ... بغير الذي يرضى به الله تشغل
فلا بد بعد القبر من أن تعده ... ليوم ينادى المرء فيه فيسأل
فلن يصحب الإنسان من قبل موته ... ولا بعده إلا الذي كان يعمل
ألا نما الإنسان ضيف لأهله ... يقيم قليلا بينهم ثم يرحل .
روضة العقلاء ونزهة الفضلاء
-
كان عمر ابن عبد العزيز يتمثل بهذه الأبيات
أيقظان أنت اليوم أم أنت نائم ... وكيف يطيق النوم حيران هائم
فلو كنت يقظان الغداة لحرقت ... مدامع عينيك الدموع السواجم
بل أصبحت في النوم الطويل وقد دنت ... إليك أمور مفظعات عظائم
نهارك يا مغرور سهو وغفلة ... وليلك نوم والردى لك لازم
يغرك ما يفني وتشغل بالمنى ... كما غر باللذات في النوم حالم
وتشغل فيما سوف تكره غبه ... كذلك في الدنيا تعيش البهائم
صفة الصفوة /ابن الجوزي
-
و مما وجد مكتوبا على قبر
من كان معتبراً ففينا معتبر ... أو شامتاً فالشامتون على الأثر
-----
أنا في القبر وحيد ... قد تبرا الأهل مني
أسلموني بذنوبي ... خبت ان لم تعف عني
------
سيعرض عن ذكري وتنسى مودتي......و يحدث بعدي للخليل خليل
إذا انقطعت يوماً من العيش مدتي.......فإن غناء الباكيات قليل
-------
تمر أقاربي جنبات قبري....كأن أقاربي لم يعرفوني
وذو الميراث يقتسمون مالي...وما يألون إن جحدوا ديوني
وقد أخذوا سهامهم وراحوا.......فيا لله أسرع ما نسوني
--------
تناجيك أجداث وهن سكوت......وسكانها تحت التراب خفوت
فيا جامع الدنيا لغير بلاغة......لمن تجمع الدنيا وأنت تموت
--------
لا تثق بالحياة من بعد قبري.......كل حي مصيره كمصيري
كنت في نعمة وفي خفض عيش......فمضى وانقضى كيوم قصير
ثم افردت في القبور وحيدا.......وجفاني الصديق فوق القبور
-
و مما وجد مكتوبا على قبر
الموت أخرجني من دار مملكتي ... فالتراب مضجعي من بعد ترفي
لله عبد رأي قبري فأعبره ... وخاف من دهره ريب التصاريفي
------
أستغفر الله من جرمي ومن حنقي ... وأسأل الله فوزي يوم توفيقي
هكذا مصير بني الدنيا وإن نعموا فيها ... وغرهم طول التساويفي
-----
يا غافل القلب عند ذكر المنيات ... عما قليل ستثوي بين أموات
فاذكر محلك قبل الحلول به ... وتب إلى الله من لهو وملذات
إن الحمام له وقت إلى أحد ... فاذكر مصائب أيام وساعات
لا تطمئن إلى الدنيا وزينتها ... قد حان للموت ياذا اللب أن يأتي
------
الموت بحر غالب موجه ... تضيق فيه حيلة السابح
نفسي إلى قال فاسمع ... مقالة من خير ناصح
ما صاحب الإنسان في قبره ... مثل التقى والعمل الصالح
-------
بادر شبابك قبل وقت رحيله ... واعمل ليومك يا أخا الأشراف
------
ليس للميت في قبره ... فطر ولا أضحى ولا عشر
نأى عن الأهل على ... قربه كذاك مصيري
------
أنا البعيد القريب الدار ... منظره بين الجنادل والأحجار
--------
أنا في القبر وحيد....... قد تبرأ الأهل مني
أسلموني لذنوبي....... خفت إن لم يعف عني
---------
لا تك عن مصيرنا في غفلة ... غدا إلى منزلنا تصير )
--------
وقفت على الأحبة حين صفت ... قبورهم كأفراس الرهان
فلما أن بكيت وفاض دمعي ... رأيت عيناي بينهم مكاني
-
قال أَبُو حاتم رَضِيَ اللَّه عنه رأيت على حجر بطبرستان مكتوب
العيش لونان فحلو ومر ... والدهر نصفان فريف وضر
والنطق جزآن فبعر ودر ... والناس اثنان فنذل وحر
يومك يومان فخير وشر ... نهار يزول وليل يكر
وكذاك الزمان على من مضى ... وكل السنين على ذا تمر
---------------
وأنشدني الكريزي
ما الدهر إلا ليلة و يوم ... و العيش إلا يقظة و نوم
يعيش قوم ويموت قوم ... و الدهر قاض مَا عَلَيْهِ لوم
--------------
وأنشدني المنتصر بْن بلال
فيوم علينا ويوم لنا ... ويوما نساء ويوما نسر
كذاك التقارض بين الأنام ... فخير بخير و شر بشر
---------------
روضة العقلاء ونزهة الفضلاء/ بن حبان بن أحمد بن حبان
-
قَالَ النَّضْرُ: أَقَامَ الخَلِيْلُ فِي خُصٍّ لَهُ بِالبَصْرَةِ، لاَ يَقْدِرُ عَلَى فَلْسَيْنِ، وَتَلاَمِذتُهُ يَكسِبُوْنَ بِعِلْمِهِ الأَمْوَالَ، وَكَانَ كَثِيْراً مَا يُنشِدُ:
وَإِذَا افْتَقَرْتَ إِلَى الذَّخَائِرِ لَمْ تَجِدْ ... ذُخْراً يَكُوْنُ كَصَالِحِ الأَعْمَالِ
-----------
قائل الأبيات هو الخَلِيْلُ بنُ أَحْمَدَ الفَرَاهِيْدِيّ ُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الإِمَامُ، صَاحِبُ العَرَبِيَّةِ، وَمُنْشِئُ عِلْمِ العَرُوضِ، البَصْرِيُّ، أَحَدُ الأَعْلاَمِ.
وَكَانَ رَأْساً فِي لِسَانِ العَرَبِ، دَيِّناً، وَرِعاً، قَانِعاً، مُتَوَاضِعاً، كَبِيْرَ الشَّأْنِ.
يُقَالُ: إِنَّهُ دَعَا اللهَ أَنْ يَرْزُقَه عِلْماً لاَ يُسبَقُ إِلَيْهِ، فَفُتِحَ لَهُ بِالعَرُوضِ، وَلَهُ كِتَابُ (العَيْنِ) فِي اللُّغَةِ.
وَكَانَ -رَحِمَهُ اللهُ- مُفْرطَ الذَّكَاءِ.
وَهُوَ مَعْدُوْدٌ فِي الزُّهَّادِ، كَانَ يَقُوْلُ: إِنِّيْ لأُغْلِقُ عَلَيَّ بَابِي، فَمَا يُجَاوِزُهُ هَمِّي.
وَقَالَ: أَكمَلُ مَا يَكُوْنُ الإِنْسَانُ عَقْلاً وَذِهْناً عِنْدَ الأَرْبَعِيْنَ.
وَعَنْهُ، قَالَ: لاَ يَعرِفُ الرَّجُلُ خَطَأَ مُعَلِّمِهِ حَتَّى يُجَالِسَ غَيْرَه.
قَالَ أَيُّوْبُ بنُ المُتَوَكِّلِ: كَانَ الخَلِيْلُ إِذَا أَفَادَ إِنْسَاناً شَيْئاً، لَمْ يُرِهِ بِأَنَّهُ أَفَادَه، وَإِنِ اسْتفَادَ مِنْ أَحَدٍ شَيْئاً، أَرَاهُ بِأَنَّهُ اسْتَفَادَ مِنْهُ.
قُال الذهبي : صَارَ طَوَائِفُ فِي زَمَانِنَا بِالعَكْسِ.
سير أعلام النبلاء
-
قصيدة نجري على الدّنيا.....
نجري على الدّنيا وزينتها
والله مفميها بمن فيها
فالجاهل المجهال يعبدها
وذو الفضائل يرميها بما فيها
ذوي الدّثور ترى الدّنيا قرينتهم
وأولي الألباب لا حظّ لهم فيها
فالمؤمن البرّ سجن له الدنيا
والكافر الردّ غاية علمه فيها
من كان هبّ إلى نعمائعا طلبا
وفّاه ربّي ثوابه فيها
ومن كان أعرض عن زخارفها
أغناه ربّي بخلد ينعم فيها
فهي الجياف التي تغري ثعالبها
والأسد تنفر من قذارتها وترميها
لو كانت الدّنيا عند الله غالية
ما متّع الكافر يوما له فيها
مع تحيات
الشاعر عادل سعداوي
-
-
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عادل سعداوي
قصيدة نجري على الدّنيا.....
نجري على الدّنيا وزينتها
والله مفميها بمن فيها
فالجاهل المجهال يعبدها
وذو الفضائل يرميها بما فيها
ذوي الدّثور ترى الدّنيا قرينتهم
وأولي الألباب لا حظّ لهم فيها
فالمؤمن البرّ سجن له الدنيا
والكافر الردّ غاية علمه فيها
من كان هبّ إلى نعمائعا طلبا
وفّاه ربّي ثوابه فيها
ومن كان أعرض عن زخارفها
أغناه ربّي بخلد ينعم فيها
فهي الجياف التي تغري ثعالبها
والأسد تنفر من قذارتها وترميها
لو كانت الدّنيا عند الله غالية
ما متّع الكافر يوما له فيها
مع تحيات
الشاعر عادل سعداوي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد طه شعبان
جزاكم الله خيرًا
جزاكم الله خيرا و كتب لكم الأجر
------------------------
قال ابن ديزيل : سمعت أبا مسهر ينشد :
هبك عمرت مثل ما عاش نوح .....ثم لاقيت كل ذاك يسارا
هل من الموت لا أبا لك بد ....أي حي إلى سوى الموت صارا
--------
قال الذهلي : سمعت أبا مسهر ينشد :
و لا خير في الدنيا لمن لم يكن له ..... من الله في دار المقام نصيب
فإن تعجب الدنيا رجالا فإنــــــــــــ ه ...... متاع قليل والزوال قريـــــــــب
سير اعلام النبلاء
-
قَالَ الْمُعْتَضد عِنْد مَوْته:
تَمَتَّعْ مِنَ الدُّنْيَا فَإِنَّكَ لاَ تَبْقَى ... وَخُذْ صَفْوَهَا مَا إِنْ صَفَتْ وَدَعِ الرَّنْقَا
وَلاَ تَأْمَنَنَّ الدَّهْرَ إِنِّيْ أَمِنْتُهُ ... فَلَمْ يُبْقِ لِي حَالاً وَلَمْ يَرْعَ لِي حَقَّا
قَتَلْتُ صَنَادِيْدَ الرِّجَالِ فَلَمْ أَدَعْ ... عَدُوّاً وَلَمْ أُمْهِلْ عَلَى ظِنَّةٍ خَلْقَا
وَأَخْلَيْتُ دُوْرَ المُلْكِ مِنْ كُلِّ بَازِلٍ ... وَشَتَّتُّهُم غَرْباً وَمَزَّقْتُهُم شَرْقَا
فَلَمَّا بَلَغْتُ النَّجْمَ عِزّاً وَرِفْعَةً ... وَدَانَتْ رِقَابُ الخَلْقِ أَجْمَع لِي رِقَّا
رَمَانِي الرَّدَى سَهْماً فَأَخْمَدَ جَمْرَتِي ... فها أناذا فِي حُفْرَتِي عَاجِلاً مُلْقَى
فَأَفْسَدْتُ دُنْيَايَ وَدِيْنِي سَفَاهَةً ... فَمَنْ ذَا الَّذِي مِنِّي بِمَصْرَعِهِ أَشْقَى
فيا ليت شِعْرِي بَعْدَ مَوْتِي مَا أَرَى ... إِلَى رَحْمَةٍ للهِ أَمْ نَارَهُ أَلقَى؟
سير أعلام النبلاء/الذهبي (المتوفى: 748هـ)
-
(قل لأهل الذُّنُوب والآثام ... قابلوا بالمتاب شهر الصّيام)
(إِنَّه فِي الشُّهُور شهر جليل ... وَاجِب حَقه وَكيد الزِّمَام)
(واقلوا الْكَلَام فِيهِ نَهَارا ... واقطعوا ليله بطول الْقيام)
(واطلبوا الْعَفو من إِلَه عَظِيم ... لَيْسَ يخفى عَلَيْهِ فعل الْأَنَام)
(كم لَهُ فِيهِ من إزاحة ذَنْب ... وخطايا من الذُّنُوب عِظَام)
(كم لَهُ فِيهِ من أياد حسان ... عِنْد عبد يرَاهُ تَحت الظلام)
(كم لَهُ فِيهِ من عَتيق شَهِيد ... آمن فِي الْقيام خزي الْمقَام)
(إِن دَعَاهُ مذلل بخضوع ... وخشوع ودمعه ذُو سجام)
(أَيْن من يحذر الْعَذَاب ويخشى ... أَن يُصَلِّي الْجَحِيم مأوى اللئام)
(أَيْن من يَشْتَهِي التذاذا بحور ... فِي جنان الخلود بَين الْخيام)
(التمس فِيهِ لَيْلَة الْقدر واترك ... التماسا لَهَا لذيذ الْمَنَام)
(واجتهد فِي عبَادَة الله واسأل ... فَضله عِنْد غَفلَة النوام)
(يَا لَهَا خيبة لمن خَابَ فِيهِ ... عَن بُلُوغ المنى بدار السَّلَام)
(يَا لَهَا حسرة لمن كَانَ فِيهِ ... ساترا شَره بِثَوْب الظلام)
(يَا إِلَه الْجَمِيع أَنْت بحالي ... عَالم فاهدني سَبِيل القوام)
(وأمتني على اعْتِقَاد جميل ... وَاتِّبَاع لملة الْإِسْلَام)
===============
(أَيْن أهل الْقيام لله دأبا ... بذلوا الْجهد فِي رضَا الْجَبَّار)
(أَنْتُم الْآن فِي لَيَال عِظَام ... قدرهَا زَائِد على الأقدار)
(فاستزيدوا من الْعِبَادَة فِيهَا ... تأمنوا الْيَوْم من عَذَاب النَّار)
أَيْن من يركب الذُّنُوب اغْتِرَارًا ... لَا يخَافُونَ سطوة القهار)
(قد أهل الْهلَال من رَمَضَان ... شهر زلفى وتوبة وادكار)
(فاذكروا الله فِيهِ ذكرا كثيرا ... واستجيروه من عَذَاب النَّار)
(وَارْجِعُوا عَن ذنوبكم بمتاب ... صَادِق واقلعوا عَن الْإِصْرَار)
(رب من كَانَ مُسْرِفًا مستمرا ... فِي خطاياه مكثر الأوزار)
(ثمَّ إِن الْإِلَه تَابَ عَلَيْهِ ... فَاقْتضى حَمده سَبِيل الْخِيَار)
(فاعملوا أَيهَا المسيئون وَادعوا ... ربكُم جهرة وَفِي الْإِسْرَار)
(واحذروا غَفلَة الْقنُوط وداووا ... داءها بِالرُّجُوعِ للغفار)
(تَجدوا الله فِي الْمعَاد كَرِيمًا ... ماحيا للذنوب والإصرار)
بستان الواعظين ورياض السامعين /ابن الجوزي
-
قال عَسْعَس بْنَ سَلَامَةَ لِأَصْحَابِهِ: سَأُحَدِّثُكُمْ بِبَيْتٍ مِنْ شِعْرٍ، فَجَعَلُوا يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، وَيَقُولُونَ: مَا تَصْنَعُ بِالشِّعْرِ؟
فَقَالَ
إِنْ تَنْجُ مِنْهَا تَنْجُ مِنْ ذِي عَظِيمَةٍ ... وَإِنْ لَا فَإِنِّي لَا اخَالَكَ نَاجِيَا
فَأَخَذَ الْقَوْمُ يَبْكُونَ بُكَاءً، مَا رَأَيْتُهُمْ بَكَوْا مِنْ شَيْءٍ، مَا بَكَوْا يَوْمَئِذٍ
الزهد والرقائق /ابن المبارك
-
جزاك الله خيرا يا شيخ أبا عبد البر
-
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رضا الحملاوي
جزاك الله خيرا يا شيخ أبا عبد البر
آمين و لك بالمثل
--------------------
وحكى جماعة من أرباب التواريخ عن دلف " بضم الدال المهملة وفتح اللام وبعدها فاء "، ابن أبي دلف، قال: رأيت في المنام أتاني آت، فقال لي: أجب الأمير، فقمت معه فأدخلني داراً وحشة وعرة، سوداء الحيطان مقلعة السقوف والأبواب، مشوهة البنيان وأصعدني على درج فيها، ثم أدخلني غرفة، في حيطانها أثر النيران، وإذا في أرضها أثر رماد، وإذا بأبي وهو عريان واضع رأسه بين ركبتيه كالحزين زماناً فقال لي، كالمستفهم: دلف؟
قلت: دلف، فأنشأ يقول:
أبلغن أهلنا ولا تخف عنهم ... ما لقينا في البرزخ الخناق
قد سئلنا عن كل ما قد فعلنا ... فارحموا وحشتي وما قد ألاقي
ثم قال فهمت؟
قلت: نعم، ثم أنشد:
فلو كنا إذا متنا تركنا ... لكان الموت راحة كل حي
ولكنا إذا متنا بعثنا ... ونسأل بعده عن كل شيء
ثم قال: أفهمت؟
قلت: نعم
مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة ما يعتبر من حوادث الزمان/ اليافعي (المتوفى: 768هـ)
-
قال ابن القيم:
الحرز العاشر: إمساك فضول النظر والكلام والطعام و مخالطة الناس
فإن الشيطان إنما يتسلط على ابن آدم و ينال منه غرضه من هذه الأبواب الأربعة
فإن فضول النظر يدعو إلى الاستحسان و وقوع صورة المنظور إليه في القلب و الاشتغال به والفكرة في الظفر به فمبدأ الفتنة من فضول النظر كما في المسند عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " النظرة سهم مسموم من سهام إبليس فمن غض بصره لله أورثه الله حلاوة يجدها في قلبه إلى يوم يلقاه " أو كما قال صلى الله عليه وسلم
فالحوادث العظام إنما كلها من فضول النظر فكم نظرة أعقبت حسرات لا حسرة كما قال الشاعر:
كل الحوادث مبداها من النظر ... ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها ... فتك السهام بلا قوس ولا وتر
وقال الآخر:
وكنت متى أرسلت طرفك رائدا ... لقلبك يوما أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر ... عليه ولا عن بعضه أنت صابر
وقال المتنبي:
وأنا الذي جلب المنية طرفه ... فمن المطالب والقتيل القاتل؟
ولي من أبيات:
يا راميا بسهام اللحظ مجتهدا ... أنت القتيل بما ترمي فلا تصب
وباعث الطرف يرتاد الشفاء له ... توقه إنه يرتد بالعطب
ترجو الشفاء بأحداق بها مرض ... فهل سمعت ببرء جاء من عطب؟
ومفنيا نفسه في إثر أقبحهم ... وصفا للطخ جمال فيه مستلب
وواهبا عمره في مثل ذا سفها ... لو كنت تعرف قدر العمر لم تهب
وبائعا طيب عيش ما له خطر ... بطيف عيش من الآلام منتهب
غبنت والله غبنا فاحشا فلو اس ... ترجعت ذا العقد لم تغبن ولم تخب
وواردا صفو عيش كله كدر ... أمامك الورد صفوا ليس بالكذب
وحاطب الليل في الظلماء منتصبا ... لكل داهية تدنو من العطب
شاب الصبا والتصابي بعد لم يشب ... وضاع وقتك بين اللهو واللعب
وشمس عمرك قد حان الغروب لها ... والضي في الأفق الشرقي لم يغب
وفاز بالوصل من قد فاز وانقشعت ... عن أفقه ظلمات الليل والسحب
كم ذات التخلف والدنيا قد ارتحلت ... ورسل ربك قد وافتك في الطلب
ما في الديار وقد سارت ركائب من ... تهواه للصب من سكنى ولا أرب
فأفرش الخد ذياك التراب وقل ... ما قاله صاحب الأشواق في الحقب
ما ربع مية محفوفا يطوف به ... غيلان أشهى له من ربعك الخرب
ولا الخدود وإن أدمين من ضرج ... أشهى إلى ناظري من خدك الترب
منازلا كان يهواها ويألفها ... أيام كان منال الوصل عن كثب
فكلما جليت تلك الربوع له ... يهوى إليها هوي الماء في صبب
أحيا له الشوق تذكار العهود بها ... فلو دعا القلب للسلوان لم يجب
هذا وكم منزل في الأرض يألفه ... وما له في سواها الدهر من رغب
ما في الخيام أخو وجد يريحك إن ... بثثته بعض شأن الحب فاغترب
وأسر في غمرات الليل مهتديا ... بنفحة الطيب لا بالنار والحطب
وعاد كل أخي جبن ومعجزة ... وحارب النفس لا تلقيك في الحرب
وخذ لنفسك نورا تستضيء به ... يوم اقتسام الورى الأنوار بالرتب
فالجسر ذو ظلمات ليس بقطعه ... إلا بنور ينجي العبد في الكرب
بدائع الفوائد/ ابن قيم الجوزية (المتوفى: 751هـ)
-
قال مالك:
سهوت ليلة عن قيام الليل ونمت، فإذا أنا بالمنام بجارية كأحسن ما يكون، وفي يدها رقعة - أي: ورقة - فقالت لي: أتحسن أن تقرأ؟
فقلت: نعم
فدفعت إليَّ الرقعة، فإذا فيها:
أَأَلْهَتْكَ اللَّذَائِذُ وَالأَمَانِي ===عَنِ البِيضِ الأَوَانِسِ فِي الجِنَانِ
تَعِيشُ مُخَلَّدًا لاَ مَوْتَ فِيهَا ===وَتَلْهُو فِي الجِنَانِ مَعَ الحِسَانِ
تَنَبَّهْ مِنْ مَنَامِكَ إِنَّ خَيْرًا ===مِنَ النَّوْمِ التَّهَجُّدُ بِالقُرَانِ
-
قال يحيى بن خالد: دخلت على الرشيد يوماً فأصبته متكئاً يسطر في ورقةٍ فيها كتابة بالذهب، فلما رآني تبسم، فقلت: فائدة أصلح الله أمير المؤمنين؟
قال: نعم، وجدت هذين البيتين في بعض خزائن بني أمية، وقد أضفت إليهما ثالثاً، وأنشدني:
إذا سد باب عنك من دون حاجةٍ ... فدعه لأخرى ينفتح لك بابها
فإن قراب البطن يكفيك ملؤه ... ويكفيك سوءات الأمور اجتنابها
ولا تك مبذالا لعرضك واجتنب ... ركوب المعاصي يجتنبك عقابها
بهجة المجالس وأنس المجالس/أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري القرطبي (المتوفى: 463هـ)
-
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَزْدَانَ: دَخَلْت عَلَى الْمَأْمُونِ وَكُنْت يَوْمَئِذٍ وَزِيرَهُ فَرَأَيْته قَائِمًا وَبِيَدِهِ رُقْعَةٌ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَقْرَأْت مَا فِيهَا؟
فَقُلْت: هِيَ فِي يَدِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ.
فَرَمَى بِهَا إلَيَّ فَإِذَا فِيهَا مَكْتُوبٌ:
إنَّك فِي دَارٍ لَهَا مُدَّةٌ ... يُقْبَلُ فِيهَا عَمَلُ الْعَامِلِ
أَمَا تَرَى الْمَوْتَ مُحِيطًا بِهَا ... قَطَعَ فِيهَا أَمَلَ الْآمِلِ
تَعْجَلُ بِالذَّنْبِ لِمَا تَشْتَهِي ... وَتَأْمُلُ التَّوْبَةَ مِنْ قَابِلِ
وَالْمَوْتُ يَأْتِي بَعْدَ ذَا بَغْتَةً ... مَا ذَاكَ فِعْلُ الْحَازِمِ الْعَاقِلِ
فَلَمَّا قَرَأْتهَا قَالَ الْمَأْمُونُ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى -: هَذَا مِنْ أَحْكَمِ شَعْرٍ قَرَأْته.
أدب الدنيا والدين/أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن حبيب البصري البغدادي، الشهير بالماوردي (المتوفى: 450هـ)
-
وَمِنْ نَظْمِ أَبِي الوَلِيْد:
إِذَا كُنْتُ أَعْلَمُ عِلْماً يَقِيْنَا ... بِأَنَّ جَمِيْعَ حَيَاتِي كَسَاعَه
فَلِمَ لاَ أَكُوْنُ ضَنِيْناً بِهَا ... وَأَجْعَلُهَا فِي صلاحٍ وَطَاعَهْ
====================
جاء في ترجمة المعتصم ابن صمادح:
......نَازلته عَسَاكِرُ ابْن تَاشفِيْن مُدَّة، فَتمرَّض، فَسَمِعَ مرَّةً هيعَةً، فَقَالَ: لاَ إِلَهَ إلَّا الله، نُغِّص عَلَيْنَا كُلُّ شيء حتى الموت. قالت جاريته: فَدمعت عينَاي، فَقَالَ بِصَوْت ضَعِيْف:
تَرَفَّقْ بِدَمْعِكَ لاَ تُفْنِهِ ... فَبَيْنَ يَدَيْكَ بكاءٌ طَويل
الكتاب: سير أعلام النبلاء/ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (المتوفى: 748هـ)
-
رد: قصائد و أبيات في الزهد و الوعظ و الرقائق
إن كنت نلت من الحياة وطيبها ***مع حسن وجهك عفة وشبابا
فاحذر لنفسك أن ترى متمنيا ***يوم القيامة أن تكون تــرابا
ترجمة الربيعي/السير
-
رد: قصائد و أبيات في الزهد و الوعظ و الرقائق
لما نقضى زمن التواصل والرضا ... قد صرت تطلب ردّ أمر قد مضى
هلا أتيت ووقت وصلك ممكن ... وبياض شيبك في العوارض ما أضا
======
أتيتك راجيا يا ذا الجلال ... ففرّج ما ترى من سوء حالي
عصيتك سيّدي ويلي بجهلي ... وعيب الذنب لم يخطر ببالي
إلى من يشتكي المملوك إلا ... إلى مولاه يا مولى الموالي
فويلي ليت أمي لم تلدني ... ولا أعصيك في ظلم الليالي
وها أنا ذا عبيدك عبد سوء ... ببابك واقف يا ذا الجلال
فان عاقبت يا ربي فاني ... محق بالعذاب وبالنكال
وان تعفو فعفوك أرتجيه ... ويحسن إن عفوت قبيح حالي
بحر الدموع
-
رد: قصائد و أبيات في الزهد و الوعظ و الرقائق
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تسنيم أم يوسف
يا من يرى ما في الضمير ويسمع *** أنت المعد لكل ما يتوقــع
يا من يرجى للشداءد كلها ***يا من إليه المشتكى والمفـــزع
يا من خزائن رزقه في قول: كن *** أمنن فإن الخير عندك أجمــع
مالي سوى قرعي لبابك حيلة *** فلئن رددت فأي باب أقــرع؟
مالي سوى فقري إليك وسيلة *** فبالافتقار إليك فقري أدفــع
من ذا الذي أدعو وأهتف باسمه *** إن كان فضلك عن فقيرك يمنع
حاشا لفضلك أن تقنط عاصيا *** الفضل أجزل والمواهب أوسـع
سبحان الله وبحمده
-
رد: قصائد و أبيات في الزهد و الوعظ و الرقائق
تزود من التقوى فإنك لا تدري
إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجر
عليك بتقوى الله إن كنت غافلا
يأتيك بالأرزاق من حيث لا تدري
فكيف تخاف الفقر والله رازق
فقد رزق الطير والحوت في البحر
ومن ظن أن الرزق يأتي بقوة
لما أكل العصفور شيئا من النسر
تزود من التقوى فإنك لا تدري
إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجر
فكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكا
وأكفانه في الغيب تنسج وهو لا يدري
وكم من عروس زينوها لزوجها
وقد نسجت أكفانها وهي لا تدري
وكم من صغار يرتجى طول عمرهم
وقد أدخلت أجسادهم ظلمة القبر
تزود من التقوى فإنك لا تدري
إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجر
فمن عاش ألفا وألفين فلابد من يوم
يحمل فيه إلى القبر
-
رد: قصائد و أبيات في الزهد و الوعظ و الرقائق
وبحثت عن سر السعادة جاهداً *** فوجدت هذا السر في تقواك
فليرض عني الناس أو فليسخطوا *** أنا لم أعد أسعى لغير رضاك
-
رد: قصائد و أبيات في الزهد و الوعظ و الرقائق
ويكتب الله خيرًا أنت تجهلهُ
وظاهر الأمر حرمانٌ من النعم
ولو علمت مراد الله من عوضٍ
لقلتَ حمدًا إلهي واسع الكرم
فسلّم الأمر للرحمن وارض به
هو البصير بحال العبد من ألم
-
رد: قصائد و أبيات في الزهد و الوعظ و الرقائق
-
رد: قصائد و أبيات في الزهد و الوعظ و الرقائق